منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات عبير المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f449/)
-   -   34 - الهوى يقرع مرة - مارجري لوتي - روايات عبير القديمة ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t148414.html)

نجمة33 21-09-10 11:33 AM

شكراعلى مجهودك

نيو فراولة 21-09-10 07:59 PM

وفي طريق العودة ألى المدرسة بدا على آدم أنه يفضّل السكوت ولكن سامنتا كانت تخشى فترات الصمت التي تسود بينهما , لأنها تسّبب لها نوعا من التوتر فحاولت أستدراجه للحديث , فسألته عن خططه بالنسبة للمستقبل , فأجابها بأنه سيعمل في المدرسة الكبيرة مع بدء الفترة الدراسية القادمة وأنه سيقيم قريبا من المدرسة فسألته:
" ولكن هل ستحتفظ بالكوخ؟".
فرد بالأيجاب قائلا:
" أنه ملاذي الوحيد , وسأقضي فيه معظم أجازتي لأتمكن من الكتابة ".
وقالت سامنتا وهي تبتلع تنهيدة صغيرة :
" يبدو أنك رتبت كل شيء".
وسألت سامنتا نفسها أذا كان موضوع الزواج قد دخل في حسابه وهو يضع خطة حياته ,وأسترجعت في ذهنها صورة الكوخ الصغير فوق التل ولكنها تنبهت ألى صوت آدم وهو يقول أنهما قد وصلا ألى المدرسة .
ونظر آدم ألى مبنى المدرسة الذي كان يسبح في الظلام بأستثناء بعض الضوء الذي كان ينبعث من نافذة أو نافذتين وقال:
" أنني أتساءل ما أذا كان أحد يتلصص علينا الآن ليرانا عند عودتنا ".
منتديات ليلاس
ثم نظر أليها قائلا:
" هل نستأنف دورنا سا سامنتا؟".
وسادت فترة صمت ردّد بعدها سؤاله هذا مرة أخرى وهو ينظر أليها .
وألتقت نظراتهما في ضوء السيارة الخافت , ومدّ آدم يده ليضعها على المقعد حول كتفيها , وأرتجفت وهي تشعر بأصابعه تتحسس كتفها العاري,فأغلقت عينيها وشعرت وهو يجذبها بقوة و وألتصقت سامنتا به وهي تبادله عاطفته في عنف لم تعرفه من قبل , وقد شعرت أنها كانت تتوق دائما ألى مثل هذه اللحظة .
وأخذ آدم يربت على شعرها ثم نظر في عينيها وهو يقول في صوت حالم :
" أعتقد أنني وقعت في الحب يا سامنتا و وأنني أخيرا وجدت فيك ضالتي المنشودة ".
وتنبّها في هذه اللحظة ألى ضوء سيارة قادمة , وسمعا صوت أطاراتها وهي تلف بصورة مفاجئة بالقرب منهما وفتحت سامنتا باب السيارة ,وما كادت تنزل منها حتى فوجئت بشبح يتجه أليها بسرعة , وسمعت صوت ليزا المنفعل وهي تقول :
" شكرا لله أنني وجدتك".
ثم أقتربت منها وهي تقول:
" لقد حضرت لأحتمي عندك , هل يمكنك السماح لي بالدخول ألى المدرسة بدون أن يراني هذا المتوحش آدم رويل , فقد وقت مشاداة عنيفة بيني وبين روبرت".
وتوقفت ليزا عن الحديث فقد رأت شخصا آخر يخرج من السيارة ثم قالت:
" آسفة يا سامنتا لم أكن أعرف أن أحدا بصحبتك".
وبعد لحظة من الصمت الحرج قالت ليزا :
" ألا تقدمينني لصديقك؟".
وأقتربت من السيارة وبدا آدم وقد أنعكس الضوء على وجهه , ورأت سامنتا ليزا وقد تسمّرت في مكانها فجأة ثم سمعت صوت آدم يقول :
" لا داعي لمقدّمات فأننا نعرف بعضنا , أليس كذلك يا آنسة غولد أم أنك السيدة غولد الآن ؟".
لم تنطق ليزا بل وقفت تحملق في آدم وبدا وجهها شاحبا للغاية , وأخذت سامنتا تنقل بصرها بينهما وهي لا تدري تماما حقيقة الموق بينهما ثم قالت أخيرا:
" لا داعي لأن نقف في الخارج هكذا".
ولمست يد آدم في محاولة لتهدئته , ولكنه دفع يدها وهو يهز رأسه في حركة عصبية وقال :
" سأتركك الآن وعليك أن تتأكدي من أغلاق السيارة ".
وما أن دخل آدم ألى المدرسة حتى أنفجرت ليزا تضحك في عصبية واضحة وهي تقول:
" يا له من حظ سيء , فهذا آخر شخص أود رؤيته في هذه الحظة , ولكن لم يكن أمامي سوى المجازفة ألى هنا , فقد طردني روبرت خارج المنزل بعد أن عاد فجأة من سفره فوجدني مع روي ماذرز , وحاولت أن أشرح له الأمر ولكنه لم يستمع أليّ".
ثم أنفجرت باكية وهي تقول :
" آوه يا سام , لقد كان الأمر فظيعا ".
وأخرجت سامنتا منديلا من حقيبتها ووضعته في يد أختها ثم أغلقت باب السيارة وهي تقول:
" تعالي ندخل , هل يعرف روبرت بوجودك هنا؟".
منتديات ليلاس
" لا , فقد أسرعت بالخروج من المنزل , كان متأثرا جدا".
فقالت سامنتا في هدوء وهي تصحبها ألى الداخل:
" حسنا , يجب أن تتّصلي به لتبلغه بذلك".
وأتجهت سامنتا ألى الهاتف تقرّبه لليزا التي نظرت أليه في رعب شديد ثم قالت :
" لا أستطيع ذلك , ليس الليلة على الأقل , ربما في الصباح ".
ولكن سامنتا رفعت السماعة وهي تقول بلهجة آمرة :
" أتصلي به الآن وألا فعلت أنا ذلك".
فأرتعش فم ليزا وهي تقول لأختها :
" كيف يمكنك أن تفعلي بي هذا يا سام , أنك أختى ولا بد أن تتعاطفي معي".
فردّت سامنتا قائلة في برود:
" أنني لا أشعر برغبة في التعاطف معك , هل أطلب لك رقم المنزل؟".
قالت ذلك وهي تدير قرص التلفون بالفعل , ولما سمعت صوت روبرت على الطرف الآخر سلّمت السماعة لليزا ثم خرجت من الغرفة بعد أن أغلقت الباب وراءها.

نيو فراولة 21-09-10 08:28 PM

وبعد حوال عشر دقائق خرجت ليزا من الغرفة , كان وجهها ما زال شاحبا , ولكنه خلا من مظاهر الخوف وقالت في لهجة أتّسمت بنوع من الغرور :
" أن روبرت سيحضر ليعيدني ألى المنزل في الحال".
ثم أضافت وهي تبتسم :
" شكرا يا سام لأنك فعلت ذلك , فأنت دائما فتاة عاقلة".
فردّدت سامنتا قولها بصوت جاف وهي تفكر في موقفها من آدم :
" فتاة عاقلة ! لا أعتقد ذلك".
لقد شعرت سامنتا بأنها أقترفت الحماقة الكبرى حين وقعت في حب آدم , وأتجهت ألى المطبخ لأحضار فنجان من الشاي لليزا وهي تسترجع موقفها مع آدم قبل مجيء ليزا , وملمس شعره وهي تتخلّله بأصابعها , غير أن عينيها أغرورقتا بالدموع وهي تستعيد صورته وهو يدفع يدها بعيدا في حضور ليزا , وشعرت بقلق غامض وحاولت أن تطمئن نفسها بأن الغد كفيل بأن يدفن غضبه بين طيّاته.
منتديات ليلاس
ولم تستطع النوم ألا بعد أن أقنعت نفسها بأن أول شيء عليها أن تفعله في الصباح , هو محاولة معرفة كل شيء عن حقيقة الموقف بين آدم وليزا .
ولسوء حظ سامنتا كان اليوم التالي هو الأحد , وكان من الصعب عليها أن تجتمع بآدم أذ كان مشغولا بالعديد من اللقاءات , وشعرتفي المرات القليلة التي ألتقت به فيها مصادفة بأنه يتحاشى توجيه الحديث أليها.
وعندما ألقت سامنتا نظرة جانبية على وجه آدم وهما يجلسان في الكنيسة لحضور قداس يوم الأحد , رأت فيه وجه آدم عند أول لقاء رأته فيه بكل ما كان ينبض فيه من مظاهر الوقاحة والقسوة .
ومضى اليوم وآدم يحاول تحاشي الأنفراد بها , بينما سامنتا لا تجد في نفسها الشجاعة لتذهب أليه في غرفه .
وبحثت سامنتا عن كريستين لمناقشتها في بعض أمور العمل فوجدتها وقد أنهمكت في تنظيم غرفة المشرفين فبادرتها بالسؤال :
" هل تؤدين عملا في يوم الأحد يا كريستين؟".
" أنني أعد الغرفة لحضور بديلتي ".
" ولكنها لن تحضر قريبا".
" لقد حدث بعض التغيير , ألم تعرفي ذلك , علمت من السيد رويل أنه أتفق مع أحدى الفتيات لتتسلم العمل خلال الفترة المتبقية من الدراسة ".
وسألت سامنتا في تعجب:
" وهل ذكر أسمها؟".
" لقد قال أنها على درجة كبيرة من الكفاءة ".
ثم قالت بعد تفكير :
" وقال أن أسمها نورتون , نعم , أستيل نورتن".
شعرت سامنتا بغضب مفاجىء وهي تحدث نفسها : أذا هذه هي الطريقة التي يحاول بها آدم التعامل معها ,أنه يريد أحضار الآنسة نورتون لتعمل في المدرسة , متجاهلا وجودها تماما وكأنه يتعمد ذلك.
ولم تدر سامنتا كيف غادرت وهي تتجه مهرولة في طريقها ألى غرفة آدم ووجدت نفسها أمام الباب تطرقه لتدخل بدون تردد .
وقفت سامنتا في مواجهة آدم وهو يجلس ألى المكتب وقد تناثرت الأوراق من حوله , وسألها بدون أن يرفع وجهه عما تريد وقد بدت لهجته كأنه يشعر بالضيق لأنها قاطعته في عمله .
قالت سامنتا من غير مقدمات :
" علمت أنك سمحت لنفسك بالأتفاق مع أستيل نورتون على العمل بالمدرسة".
فرفع وجهه وقد أرتفع حاجباه قليلا ثم قال :
" نعم فعلت ذلك , هل لديك أعتراض على الآنسة نورتون ؟".
" بالطبع لا , فأنني لا أكاد أعرفها , ولكنني أعتقد أنه كان من اللائق أن تبلغني أنت بذلك بدلا من أن أسمع به من غيرك".
وبدا وجه آدم وهو ينظر أليها خاليا من كل تعبير ثم وقف وظهره أليها وألتفت فجأة وهو يقول:
" حين رأيتك لأول مرة وجدت في منظرك صورة طبق الأصل للآنسة غولد فسألتك أذا كان لك أخت فأجبت بالنفي وكان ذلك كذبا سافرا منك ".
وأرتجفت سامنتا ولكنها تمالكت نفسها وهي تقول :
" أنني لم أكذب فقد كنت تسأل أذا كان لي أخت توأم ".
وأستطردت سامنتا :
" لقد كذبت عليك , ولكنني كنت أعتقد أنني على حق فيما أقول , فأنا أعرف ما حدث بينك وبين ليزا منذ أربع سنوات , ولم أكن أريد أن أحيي الذكريات المؤلمة ".
فرد آدم في صوت به رنة سخرية باردة:
"والآن وقد عرفت لماذا فعلت ذلك , كل ما أريده هو أن تمر هذه الفترة الدراسية بدون مشاكل".
منتديات ليلاس
وألتقت نظراتهما وظلا هكذا لفترة من الوقت وقد بدت على وجه آدم مظاهر الحيرة , ثم أتجه ألى المكتب وهو يقول :
" لا أريد التحدث في هذا الأمر بعد الآن , فهو لا يعدو أن يكون مسألة شخصية , والآن بالنسبة للمشرفة الجديدة , كنت أنوي أن أخبرك بهذا الأمر غدا خلال ساعات العمل , فقد وجدت أنه من الأفضل الأستعانة بأي فتاة تقبل العمل بصورة مؤقتة ألى أن يعود السيد بارنز".
وبدا وكأن آدم يريد أنهاء المقابلة فأتجهت سامنتا ألى الباب , ولكنها شعرت بأن الموقف ما زال كما هو ألتفتت أليه مرة أخرى وهي تناديه وتمد أليه يدها في أستعطاف .
فنظر أليها نظرة سريعة ثم أشاح ببصره وهو يقول :
" سامنتا , أرجوك أن تنسي كل شيء عن هذا الموضوع , وأرجوك لا داعي لأستمرار في التمثيل".
فرفعت سامنتا رأسها في تحد وهي تقول أنها لا تمثل , ثم أسرعت بالخروج من الغرفة.
وتوجهت سامنتا ألى غرفتها فقد شعرت برغبة شديدة في الأنفراد بنفسها والبكاء , وأخذت تلوم نفسها , لقد حذرتها ليزا من قبل ولكنها لم تستمع أليها .
وحدّثت نفسها بأنه ربما كان من حسن حظها , أن يقطع آدم علاقته بها قبل أن يتطور الأمر ألى أكثر من ذلك , وربما من الأفضل أن تتوقف عن التفكير فيه فأن ما تشعر به نحوه لا يتعدى الأنجذاب الطبيعي بين الرجل والمرأة , ولكنها عندما ذهبت ألى سريرها في هذه الليلة أنفجرت في البكاء وكأن قلبها قد أنفطر أنفطارا.

نيو فراولة 22-09-10 12:14 PM

9- رياح القسوة

أستيقظت سامنتا صباح اليوم التالي , وجهها أكثر شحوبا , ولكنها عادت ألى طبيعتها تماما وهي تجلس ألى مكتبها عندما وصل آدم وحيّاها تحية الصباح , ونجحت سامنتا ألى حد كبير في السيطرة على نفسها وهي ترد تحيته بأبتسامة مصطنعة.
وقالت سامنتا تحدث نفسها , بينما كان آدم يخلع روبه الجامعي ويلقي به على المقعد :
" لا تجزع يا سيد آدم رويل فأنني لن أركع على ركبتي طلبا لرضاك كما تتوقع من جميع النساء..... لا لن يحدث هذا مني أبدا".
ثم وجّهت حديثها ألى آدم قائلة:
" وصلتنا مجموعة كبيرة من الرسائل معظمها عادي , ولكن هذه الثلاثة تحتاج لأن تلقي عليها نظرة".
وسلّمته الرسائل ثم نظرت في دفتر المواعيد وقالت :
" ليست لديك أية مقابلات حتى الحادية عشرة , هل ترغب في رؤية السيد ريد للأعداد لمسابقة الكريكيت؟".
"لا , ليس اليوم , سوف أتصفّح هذه الخطابات أولا و ثم أذهب ألى ليمنغتون لمقابلة الآنسة نورتون".
منتديات ليلاس
قال آدم ذلك وهو يخرج من الغرفة متوجها ألى مكتبه , وقالت سامنتا تحدث نفسها , هذه هي نهاية الفصل الثاني من المسرحية وسيبدأ الآن الفصل الثالث , ومن المؤكد أن دورها فيه سيكون دورا ثانويا , وستكون البطولة فيه لآدم رويل وأستيل نورتون , ثم تمضي الأيام لتنتهي الفترة الدراسية ويعود العم أدوارد ليتسلم عمله , وبعودة ريتشارد من سفره سينتهي كل شيء وتعود الأمور ألى مجراها الطبيعي.
وأخذت سامنتا تباشر عملها , وعندما دخلت غرفة المدير لتقدم لآدم قهوة الصباح نظر ألى ساعة يده وهو يقول :
" يا ألهي , لقد تأخر الوقت ".
ودفع مقعده ألى الخلف وهو يطلب منها تأجيل كل شيء ألى ما بعد الظهر , ثم أتجه ألى الباب وهو يقول أنه سيعود حوال الساعة الحادية عشرة.
ونظرت سامنتا ألى الأوراق المتناثرة على المكتب وهي تحدث نفسها قائلة , لا بد أن يكون شيء هام جدا دفع آدم ليترك مكتبه على هذه الصورة من الفوضى شيء مثل لقائه مثلا بالآنسة نورتون , وهزّت سامنتا كتفيها وكأن الأمر لم يعد يعنيها , وأنتهت من شرب فنجان القهوة ثم دخلت بفنجانها الفارغ ألى المطبخ .
وجاوز الوقت الساعة الحادية عشرة ولم يعد آدم , ثم سمعت صوت سيارة تقف باباب الأمامي ثم صوت أقدام في البهو ,ونظرت سامنتا وهي تتوقع أن ترى آدم والآنسة نورتون , ولكنها بدلا من ذلك رأت رجلا نحيلا ملتحيا يقف أمام مكتبها , ولم تكن سامنتا على أستعداد لمقابلة أي شخص في ذلك الوقت فقالت :
" أنني آشفة".
منتديات ليلاس
ولم تكمل سامنتا الجملة فقد رأت ريتشارد يقف أمامها , فقفزت من معدها وفي لحظة كانت بين ذراعي ريتشارد الذي أخذ يعانقها في شوق لم تتعوده منه من قبل , وتراجعت سامنتا ألى الخلف ونظرت ألى ريتشارد عن جديد وكأنها لا تصدق عينيها, وأندفعت الأسئلة تتسابق على لسانها وهي تنظر أليه وتقول :
" لم أعرفك فقد أطلت لحيتك , ولكن لماذا لم تخبرنا بعودتك؟".
وبعد زوال المفاجأة أخذت سامنتا تفكر كيف تبلغه بمرض العم أدوارد فقالت وهي تنظر أليه :
" لديّ بعض الأنباء".
" تقصدين بشأن والدي , كنت في زيارته في المستشفى , وقد أتصلت به هاتفيا من المطار بعد وصولي ".
وطفق ريتشارد يحكي لها كيف عرف بمرض أبيه بمحض الصدفة عندما قابل أحد أولياء أمور التلاميذ في مدينة المكسيك وقال وهو يقطب جبينه :
" كم كنت أود أن تخبريني بذلك من قبل يا سامنتا, كان يمكنني الحضور لأحمل عنك بعض المسؤولية , سمعت من والدي أنك تحمّلت الكثير".
فأبتسمت سامنتا وهي تقول :
" ليس الأمر كذلك , فقد أستعان العم أدوارد بمدير جديد أسمه آدم رويل , هل تعرفه؟".
" لا, أننا لم نلتق من قبل , ولكن والدي يثق به كثيرا".
ثم سألها قائلا:
"وكيف تمضي الأمور بينك وبينه؟".
وهزت سامنتا كتفيها قائلة:
" أنه شخص ذكي للغاية كما أنه مدير ممتاز , والتلاميذ يحبونه وهذا هو المهم".
وأخذا يتجاذبان أطراف الحديث وقال لها ريتشارد أنه رتّب كل شيء يلزم لقضاء والده فترة النقاهة في ديفون , وأنه سيعود بعد ذلك ألى المدرسة لتقديم أية مساعدة ممكنة.
وشعرت سامنتا بالأرتياح لأنها لن تصبح بمفردها في مواجهة آدم والآنسة نورتون معا.
ومدّت سامنتا يدها بطريقة لا شعورية ولمست يد ريتشارد وهي تقول في حرارة:
" أنني سعيدة جدا بعودتك يا ريتشارد ".
فأخذ ريتشارد يدها بين يديه وأجاب:
" سامنتا , أن لديّ ما أود أن أخبرك به".
وفي هذه اللحظة فتح باب الغرفة وظهر آدم بالباب وبجانبه أستيل نورتون التي أخذت تنظر أليهما وكأنها تنظر ألى مشهد مسل.

نيو فراولة 22-09-10 12:52 PM

وسحبت سامنتا يدها من بين يديّ ريتشارد ووقفت ثم سادت لحظة صمت قبل أن تقول سامنتا:
" وصل ريتشارد للتو على غير المتوقع يا سيد رويل , جونز وبليتسكوب في أنتظارك بالمكتب".
ومدّ آدم يده ألى ريتشارد مصافحا وهو يقول :
" أنني سعيد لرؤيتك فقد كنت دائما متشوقا لذلك".
وأعتذر آدم بأنشغاله ثم ألتفت ألى سامنتا قائلا :
" أرجوك أن تأخذي الآنسة نورتون لمقابلة كريستين".
ثم أبتسم معتذرا وهو يتجه ألى خارج الغرفة.
وأتجهت سامنتا مع الآنسة نورتون لعمل الترتيبات اللازمة لأقامتها بالمدرسة , وبدا واضحا منذ البداية أنها تصرف بطريقة مدروسة بعناية , وبدا لسامنتا وكأنها تتصرف بأستعلاء.
منتديات ليلاس
وصحبتها سامنتا ألى أحدى الغرف التي أعدتها كريستين خصيصا لأولياء الأمور في حالة ظرف طارىء , ونظرت أستيل ألى الغرفة بدون أن تعلق بشيء , كما أنها لم تكلف نفسها حتى مشقة شكر سامنتا لحملها حقيبتها وهي تصعد معها.
وفتحت أستيل الحقيبة وأخرجت حقيبة فيها أدوات التجميل , وجلست أمام المرآة لتعدل من زينتها ثم ألتفتت ألى سامنتا قائلة:
" آدم أخبرني أنك مسؤولة عن أدارة المدرسة أثناء فترة تغيّب السيد بارنز يا آنسة غولد".
قالت أستيل ذلك في لهجة توحي وكأنها تتحدث ألى فتاة صغيرة تسعد بالقيام بدور سيدة المنزل أثناء تغيّب أمها.
ثم أستطردت تقول:
" لقد أردت أن أؤكد لك أنه لا مجال للقلق من ناحيتي فأن لديّ خبرة طويلة بالعمل في المدارس , ألى جانب أنني كنت مسؤولة عن أحد العنابر بالمستشفى".
وعلى الرغم من أن سامنتا لم يعجبها موقف أستيل , وكانت تود أن ترد عليها بطريقة تليق بهذا الموقف , ألا أنها صمّمت أن تحاول التعامل معها بطريقة طبيعية , ألى حين أنتهاء المدة المتبقية من الفترة الدراسية.
وهزت سامنتا رأسها وهي تقول بهدوء:
" أرى ذلك , آمل أن تسعدي بفترة أقامتك القصيرة , وأرجو ألا تترددي في طلب مساعدتي أذا أحتجت لأي شيء".
" بالطبع لن أرتدد".
ثم أردفت وهي تتظاهر بتنظيف ثوبها :
" ولكنني لن أضطر لأزعاجك فقد تعوّدت العمل دائما مع السيد رويل وأنا أعرف تماما ما يريد".
وتمالكت سامنتا أعصابها وهي ترد عليها في هدوء:
" حسنا , ما زلت عند كلمتي , والآن يمكنني أن أقدّمك ألى مشرفة المدرسة أذا كنت على أستعداد لذلك".
وصحبت سامنتا أستيل ألى كريستين ثم عادت تبحث عن ريتشارد , فأذا بها تجده قد غادر مكتبها تاركا لها مذكرة صغيرة يقول فيها أنه لم يستطع أنتظارها وكان على موعد هام لا بد من الوفاء به , وطلب منها أرسال بعض الأشياء اللازمة لرحلة والده ألى ديفون غدا قائلا أنه سيعود ألى المدرسة بعد أن يقوم بتوصيل والده ألى ديفون و وشعرت سامنتا في هذه اللحظة بنوع من الأحباط فقد كانت تعول كثيرا على وجود ريتشارد في المدرسة في هذا الوقت بالذات , ووقفت لحظة في سكون ألى جانب المكتب وقد أنتابها شعور موحش بالوحدة.
وفي حوال الثانية عشرة أتجهت سامنتا ألى غرفة المدير وأستجمعت شجاعتها وهي تطرق الباب وتدخل , ورفع آدم وجهه فرآها ثم نظر من جديد ألى الأوراق الموضوعة أمامه وهو يسألها عما تريد.
منتديات ليلاس
وأخذت سامنتا نفسا عميقا قبل أن تقول :
" ردت أن أسألك أذا كان يمكنني التوجه ألى جناحك لأحضار بعض الضروريات اللازمة للسيد بارنز الذي سيغادر المستشفى قريبا كما أردت أن أستأذنك للذهاب أليه غدا ".
فأجاب آدم بأنه يمكنها أن تفعل ما تريد غير أنه لم يرفع نظره أليها طوال حديثه معها , وبدا في هذه اللحظة وكأنه يريدها أن تترك الغرفة , ولكن سامنتا قالت :
" هل.......؟".
ألا أنها توقفت عن أتمام سؤالها فرفع رأسه مستفهما , فقالت سامنتا بعد تردد :
" هل ستحتاج ألى مساعدتي في الكتابة على آلة الطباعة هذا المساء كالمعتاد ؟.".
وأخذ آدم قلما من درج المكتب قبل أن يرد عليها قائلا:
"لا أعتقد ذلك ,وأنا أشكرك على مساعدتك لي في الفترة الماضية , ولكنني لم أعد في حاجة ألى ذلك والآنسة نورتون ممتازة في عملية الطباعة ألى جانب مواهبها الأخرى وقد أتفقت معها على مساعدتي".
نظرت سامنتا أليه وقد أخرستها المفاجأة للحظة , ثم أجتاحها غضب رهيب أخد يعصف بها , كيف يتحدث أليها بهذه اللهجة وكأن ما حدث في الليلة الماضية قد أسقط من حسابه تماما , ألم يهمس في أذنيها وهما في السيارة : لقد وقعت في حبك يا سامنتا , ووجدت فيك ضالتي المنشودة , ولم يكن غضبها بسبب فعلته هذه بقدر ما كانت بسبب الطريقة التي أنتهجها وهو بدد ذلك.


الساعة الآن 12:08 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية