كفى ! قالت لنفسها : حان لك أن تتصرفي كفتاة ناضجة , فأذا كنت حمقاء لأنك وقعت في غرام رجل يكرهك , فأنت وحدك الملومة . في صباح اليوم التالي جاء داني ليصطحبها الى مزرعة ( الحجر) , لم تشاهد ريك قبل ذهابها وأرتاحت لأن ذلك حصل. أستقبلها السيد هامتون بيدين مفتوحتين مرحبا بها. كم هو مفرح أن يشعر المرء بأن هناك من ينتظره ويحبه حقا , وخلال العشاء لم يكن جيري على المائدة , وبينما كانت تحتسي القهوة على الشرفة , شرح لها السيد هامتون سبب تغيب جيري : " لقد أرسل جيري الى مزرعة بعيدة جدا من هنا , أنه وقت الجز , وفي حاجة الى الجميع , سيذهب ريك أيضا, وفي آخر الأسبوع , أي مساء السبت , سيقام أحتفال كبير , سهرة لا مثل لها , سيعود الجزارون الى المدينة بعد أسبوع عمل , وسيقدم لهم شيئا عرفانا للجميل". منتدى ليلاس ضحك السيد هامتون وقال: " في السهرة, سيكون هواة الرقص كثيرين". " هل سيأتي جيري الى السهرة أيضا؟". " لا , ذهب الى العمل هناك لمدة ستة أشهر على الأقل , ورأى ريك أن من الأفضل البقاء هناك أكثر وقت ممكن". مرت الأيام ووجدت تامي نفسها من جديد منغمسة في الأعمال داخل مزرعة( الحجر) لكنها كانت تشتاق الى ريك , وكان من الصعب عليها الأعتراف بالألم الذي تعانيه من جراء غيابه عنها , وبدت الحياة لها روتينة , عندما تنهي عملها داخل المكتب , كانت تامي تتنزه حول المزرعة , وكان السيد هامتون شديد الأنهماك بأعماله أكثر من قبل , لأن جيري متغيب. وبعد الظهر يوم الجمعة , عادت بولا من الجامعة , وفرحت لعودة تامي الى مزرعة ( الحجر) , لم تتحدث الا عن حفلة الغد. " يجب أن تحضري الحفلة , يا تامي , لا أحد يفوت مثل هذه السهرة, أن شقيقة ميري تخيط لي فستانا لهذه المناسبة بالذات , علي أن أذهب لزيارتها للتأكد من أنها أنتهت من حياكته". وخرجت بولا تاركة تامي في أفكارها وتخيلاتها , من جهة , لم تكن تريد حضور الحفلة , ومن جهة ثانية لم تكن تريد أغضاب ريك من جديد , وفكرت بحزن وكآبة , أنها ستشعر بالسعادة لرؤيته حتى ولو كان يراقص ديانا سكوت التي ستحضر الحفلة من دون شك. عادت بولا مسرعة وقالت بحماس: "لقد أنتهى الفستان , ستحضره ميري في صباح الغد". وراحت تتمشى في الغرفة وتقول: " آه , يا تامي , سيعجبك الفستان , غدا ترينه , وأنت, ماذا سترتدين؟". " هل من المطلوب أن نرتدي الثياب القصيرة أو الطويلة؟". " الطويلة , بكل تأكيد , والرجال أيضا سيرتدون ثياب السهرة , أنها سهرة كبيرة". " لست أملك سوى فستان واحد , ولا أدري ما أذا كان يصلح لمثل هذه المناسبة". " طبعا لا , هيا بنا الى غرفتك لأراه". منتدى ليلاس أخذت بولا تامي بيديها وسحبتها الى غرفتها , وما أن رأت بولا الفستان , حتى وقفت فارغة الفم, كانت تلمس القماش الناعم والشفاف. " أنه رائع! فستاني سبدو عاديا جدا بجانبه". " هل تعتقدين أنه من الأفضل أن أرتدي ثوبا عاديا يمكن أرتداؤه في أي مناسبة ؟ سأشعر بلأنزعاج كبير أذا كنت شديدة الأناقة , أكثر من الآخرين". " آه , لا , ستكون هناك مناسبة لأغاظة الآنسة سكوت , حان الوقت أن ينافس أحد ديانا العظيمة , أذا لم ترتد هذا الفستان , سأغضب منك وأقاطعك مدى الحياة , لو كنت في جمالك , لكنت مخطوبة الآن , هل عندك شيء ضد الرجال , يا تامي؟". " آه , هناك أشياء أخرى في الحياة , أعتقد أنني لم ألتق بعد الرجل المناسب". في أعماقها كانت تدرك أنها وجدته , لكن لا جدوى في أن تفكر بذلك بعد الآن , يجب الأقتناع بأن لا أمل لها في أجتذابه. تأبط السيد هامتون ذراعي الفتاتين عندما حان الوقت للذهاب الى السهرة, أرتدت بولا فستانا من الساتان الأزرق يظهر بشرتها الشقراء. |
وكان شعرها ينسدل على كتفيها , أما تامي فقد رفعت شعرها عاليا خلف رأسها , لكن بعذ الخصلات أفلتت وتجعدت على رقبتها , ألقت بولا نظرة الى تامي وهمست: " يا جيري المسكين". كانت القاعة مزدحمة بالناس عندما وصلوا, وأرتاحت تامي اذ رأت أنها ليست الوحيدة ذات الأناقة الرفيعة , الجميع أرتدوا أفضل ملابسهم وتزينوا بأروع زينة , ولفتت نظرها فساتين السهرة المختلفة الألوان, حتى الرجال لم يكونوا أقل أناقة , وهم يرتدون بذلات السموكينغ أو الغامقة. وما أن جلست تامي في مكان أختاره لهاالسيد هامتون , حتى لاحظت وجود ريك , كان يرتدي بذلة السموكينغ , وراح قلبها ينبض بسرعة , ليس غريبا أن تقع في غرامه جميع الفتيات , أنه يفوق بقية الرجال بوسامته , وللحظة ألتقى نظرها بنظره, وكانت نظراته باردة ولا مبالية, فأشاحت تامي بعينيها للحال , خيل اليها أنها تلقت صفعة , وبعد ذلك حاولت عدم النظر في أتجاهه. منتدى ليلاس وبدأت الرقصة الأولى , وشاهدت تامي ريك يقود ديانا الى حلبة الرقص , كانت الفتاة رائعة الجمال بفستانها المخملي الأسود, الذي يظهر كل تفاصيل جسمها. شعرت تامي بالغيرة تعصر قلبها , لكن سرعان ما طردت هذا الأحساس , أذا لم تكن تتمتع بالأمتياز الذي تحظى به ديانا , فهي على الأقل أحيطت بعدد كبير من الرجال راحوا يراقصونها الواحد تلو الآخر , وكانت الآنسة سكوت ترفض مراقصة الرجال ما عدا ريك. حان وقت الطعام , كانت تامي محاطة بثلاثة رجال , كلهم يحبون أن يجلبوا لها شيئا تأكله, أرسلت واحدا ليجلب لها الساندويش , وآخر بعض الحلوى , وثالثا , فنجان شاي , أما بولا فراحت تختار لتفسها ما تريد أكله, كان السيد هامتون يتحدث مع بعض الرجال , فتنهدت تامي وجلست ترتاح , ثم راحت تبحث في حقيبة يدها عن عطرها لتنعش نفسها عندما سمعت ريك يقول: " شرط ألا تفعلي ما تشائين وتحدثي جلبة , يا دليلة!". رفعت عينيها بسرعة وشاهدت نظرته الباردة , ثم أضاف: " ستعودين الى المنزل برفقة السيد هامتون , هل تفهمين؟". كانت عينا ريك كأنهما تقولان لها: " حاولي أن تتحديني لتري ما سأفعله!". أخفضت رأسها , وأبتعد ريك , لا يتركها تستمتع ولو برهة, كلمات قليلة منه تكفي أن تفسد الجو كله. |
لم تشعر تامي بأي ملل خلال بقية السهرة , لكنها كانت في أشتياق الى العودة للمزرعة, والى غرفتها ,والى سريرها, حيث تنفرد مع نفسها وتغوص في مخيلتها وتطلق العنان لأفكارها أن ترحل معها حيثما أرادت , قررت أن تكون هذه الحفلة الأخيرة التي تحضرها , لن تتيح الفرصة لريك هاتون كي يزعجها بعد الآن. وفي أرتياح ودعت كل المعجبين بها , ورفضت أن تدع أحدهم يصطحبها , وسمح السيد هامتون لبولا أن يوصلها أبن جاره , كانت بولا تبدو متفائلة متألقة وسعيدة. ولما خرجت تامي مع السيد هامتون كان ريك يحدث مجموعة صغيرة من الأصدقاء وديانا متعلقة بذراعه , لم تنظر تامي الى هذه الناحية , كانت تعرف جيدا أن ريك يراقبها , هزت كتفيها , وندمت لأنها لا تتمتع بشجاعة كافية للذهاب مع المعجبين فقط من أجل أن تتحداه. ساعدها السيد هامتون بالصعود الى السيارة وسألها ما أذا كانت السهرة قد أعجبتها , وفجأة توقف المحرك عن الدوران وتوقفت السيارة. حاول السيد هامتون أن يقلع مرة أخرى , لكن من دون جدوى , قطب حاجبيه وخرج يفتح صندوق السيارة , ثم عاد يجلب من داخل السيارة الضوء اليدوي , وقال غاضبا: " أن مضخة البنزين مثقوبة, ولم يعد هناك زيت , أنتظري هنا يا تامي, ربما هناك من نعرفة يستطيع نقلك الى المزرعة". توجه الى مكان السهرة , وفجأة سمعت تامي طرقا على الزجاج , كان أحد الأشخاص الذين راقصوها. " هل هناك أي مشكلة؟". منتدى ليلاس وبعد أن شرحت له الوضع , أقترح ايصالها, فنزلت من السيارة ولحقت بالسيد هامتون بسرعة وقالت له: " هناك شخص مستعد لأيصالي الى المنزل , أايمكنني الذهاب؟". صرخ لها: " حسنا , أخبري بولا بما حدث , ربما تأخرت بعض الشيء". وفي هذا الوقت أحضر الشاب سيارته , فصعدت تامي وجلست بقربه, سألته وهي تبتسم: " أنت تدعى دانييل , أليس كذلك؟ أنني أشكرك كثيرا". " لا سبب لذلك , آمل أن تكوني أكثر سعادة بعد فترة قصيرة". تقلصت وقالت: " لنوضح الأمور , أرتضيت أن توصلني الى المنزل , فقط لا غير". " أسترخي يا حبيبتي, السيد هامتون لن يعود الى المنزل الا بعد وقت طويل , أنا أعرف ذلك تماما , لأنني قمت أنا بالذات بعرقلة الأمور". " ماذا؟". " لقد سئمت كثيرا , أنت الفتاة الأنكليزية التي تعمل عند ريك هاتون , أليس كذلك , آه , أعرف أنني ربما قد لا أكون وسيما جذابا مثل حضرته , ولا أملك ثروة توازي ثروته , لكن في وسعي أن أدعك تمضين وقتا سعيدا ولو لفترة قصيرة". بقيت تامي فاغرة الفم , لا شك أنه يهذي , فأجابت ببرودة أعصاب: " أخشى أن تضيع وقتك". |
نظرت من النافذة لتحاول معرفة أين هي من الطريق , لكن من دون جدوى , فسألته: " هل تعرف أين تقع مزرعة ( الحجر)؟". أجابها في لهجة متأكدة: " طبعا , ولكنني أقوم الآن بجولة صغيرة , فلدينا الوقت الكافي للعودة الى هناك". " توقف! سوف أعود مشيا على الأقدام". وفوجئت تامي أنه أوقف السيارة , حاولت الخروج منها , لكنه منعها وهو يمسك بذراعها. " أعتقد أنك تتدللين , لكنني لست أحمق". شدها نحوه وبدأ بمداعبتها, لم تكن تامي تتمتع بقوة كافية لمقاومته , أزاحت وجهها عنه وراحت تتخبط للتخلص منه , وبدأت تشعر بالغثيان ,فأسترخت بعض الشيء , آملة أن يتركها , لكنه ظل ممسكا بها , قال: " كنت أرغب في هذا طوال السهرة , أنت رائعة!". وببطء , أبتعدت عنه بعد أن أرخى قبضته عنها , شعرت بحاجة لأن تصفعه على وجهه , هز رأسه ثم تذمر قائلا: " حسنا , أذا كنت ترفضين التجاوب معي , فسأضطر الى معاملتك بقسوة". كان يريد عناقها لكنه لم يكن قادرا الا على التمسك بكتفيها , وتمزق جزء من فستانها , فصرخت عاليا: " خذني الى مزرعة ( الحجر) الآن! لقد مزقت أجمل ثوب أملكه!". لم تكن في حاجة الى أن تردد ما قالته, فقد أقلع بالسيارة في الحال , وبدأ يقدم لها الأعذار ويشرح لها أنه فقد وعيه وأنه سيدفع ثمن ثوبها , وأخيرا وصلا الى المزرعة وهي مرهقة , نزلت من السيارة وتوجهت لتوها الى المنزل , كانت ترتجف وشعرت بقدميها تخوران , وراحت تجر نفسها الى الداخل جرا. " أين كنت؟". رفعت رأسها ببطء . لم تكن في حاجة لرؤيته كي تعرف أنه صوت ريك , ماذا يفعل هنا؟". راح يتفحصها وأنتبه الى تمزيق كتف فستانها , فرفعت في الحال أكمامها أمام نظرة ريك الجليدية. " تأخرت , أليس كذلك؟ ماذا فعلت لهذا الرجل المسكين؟ هل جعلته يفقد عقله؟". منتدى ليلاس أمسك بمعصمها بشدة وسألها: " من هو؟". " لا أفهم ما تقول , يدعى دانييل , لم أطلب منه شيئا في كل حال لم يمزق ثوبي عمدا , حصل ذلك عرضا وبطريق الصدفة". قال بلهجة تدل على أنه لم يصدق طلامها : " صحيح؟ لم تشجعيه ,طبعا , لكن تنسين أنني أعرف كل شيء , لقد رأيت الى أي درجة أنت خبيرة في هذا المجال". هزت رأسها وأغرورقت عيناها بالدمع , ما جدوى الكلام؟ " أنك تبكين ! هذا لا يؤثر بي , أليس لديك حيل أخرى؟". كانت ترغب في لطمه لكنها تخاف منه , تنفست في عمق وقالت بهدوء: " لماذا لا تدعني وشأني؟". قال بهدوء وهو يشد على معصمها : " أعتقدت أنك تلقيت الدرس المطلوب". وفجأة رفع يده عنها وقال في صوت خفيض وقاس: " أغربي عن وجهي". وولت هاربة الى غرفتها. *********نهاية الفصل 11******** |
12-رجل وحصان ابيض ************************* لم يعد السيد هامتون الا في الفجر , شعرت تامي بوصوله , أذ كانت لا تزال عاجزة عن النوم , وبعد قليل سمعت صوت سيارة أخرى تقلع. هل أنتظر ريك هاتون عودة السيد هامتون؟ شعرت بحلقها يجف وهي تفكر في الطريقة التي نظر فيها اليها , غرزت رأسها في الوسادة وبدأ الدمع ينهمر من عينيها , يا لها من غبية! كم كانت ترغب في رؤيته يغضب لدى مشاهدتها! ومع هذه الأفكار أخلدت تامي الى النوم , مرهقة الأعصاب. وفي صباح اليوم التالي , أستيقظت على صوت أدمى تغني , ظلت فترة ممددة ثم نظرت الى ساعة يدها وأطلقت صرخة , كانت الساعة الثامنة , نهضت ثم تذكرت أن اليوم هو أحد ولا عمل لديها , عادت الى فراشها من جديد , فالجميع هنا يستيقظون متأخرين في أيام الآحاد. سمعت طرقا على الباب ومدت ميري رأسها من الباب وسألتها : " هل تريدين أحتساء الشاي , يا آنسة دانتون؟". أبتسمت تامي وهزت رأسها ايجابا, شربت الشاي وأبلغت ميري أنها لن تتناول فطور الصباح , ثم دخلت الحمام وأخذت حماما , وحتى ذلك الوقت لم تسمع تامي شيئا عن بولا, هل سمعت بولا صراخ ريك مساء أمس؟ هل أن بولا تتحاشى لقاء تامي حتى لا تزعجها , أو تحرج موقفها؟ أن بولا فتاة لطيفة ولا تحب أن تجرح شعورها. منتدى ليلاس أرتدت تامي ثيابها عندما سمعت بولا تصرخ: " سوف أذهب لأمارس رياضة كرة المضرب , سأراك بعد ذلك , في حفلة الهواء الطلق , عند ريك". توقفت تامي عن تزرير ثيابها ,لا! لا تريد أن تلتقيه بعد حادث أمس, لا أحد, حتى ريك نفسه لن يقنعها بالذهاب الى مزرعة ( الصخرة). كيف يمكن لبولا أن تفكر بأنها ستلقاها هناك , لا شك أنها على علم بالأمر , أن غرفتيهما تبعدان عن المدخل , يا لحظها! لكن ماذا قال ريك للسيد هامتون؟ أغمضت عينيها , ماذا لو أنه منحاز لريك؟ أنتهت من أرتداء ملابسها وتزيين وجهها وتسريح شعرها ثم نزلت الى غرفة الجلوس , ولفترة أعتقدت أنها وحدها , لكنها سمعت سعالا ناشفا ناحية الشرفة , لا شك أن السيد هامتون هناك , توجهت نحوه . كان يحتسي القهوة فدعاها الى الأنضمام اليه , سكبت لنفسها فنجانا وجلست قربه , شعرت بأنه يريد أن يقول لها شيئا , لكنه لم يكن يعرف من أين يبدأ... " في ما يتعلق بليلة أمس...". رأى وجه تامي يتقلص , فأسرع يضيف: " أسمعيني , أعرف أن ريك سبب لك مشكلة , وهذه غلطتي , كان عليّ أن أتأكد من الرجل الذي سيقلك , وأن كل شيء على ما يرام قبل أن أوافق على أن أدعك تذهبين , لم أكن أفكر حينذاك الا في أصلاح سيارتي , أنا الذي كنت أستحق التأنيب برغم أنه لم يعفني من ذلك , أنا أيضا , لا أعرف ماذا يدور في خلده هذه الأيام , أنه يتصرف كحيوان , لقد أنبك كثيرا , أليس كذلك؟". |
الساعة الآن 04:06 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية