لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات احلام > روايات احلام > روايات احلام المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات احلام المكتوبة روايات احلام المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (2) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 30-11-08, 02:33 PM   المشاركة رقم: 6
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس فعال جدا


البيانات
التسجيل: May 2006
العضوية: 5844
المشاركات: 413
الجنس أنثى
معدل التقييم: Lovely Rose عضو له عدد لاباس به من النقاطLovely Rose عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 140

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Lovely Rose غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Lovely Rose المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 


7/ حديث المساء


لم تغمض ميمي جفنيها طيلة الليل ، رغم ذلك لم تكن تبغي أن تلازم الكوخ طيلة النهار0لكن عندما شاهدته منكباً على خزانة الملفات لم تستطع إلا أن تعرض عليه المساعدة00
اعلمها أنه ينهي أعمال سريعة وأنه يوم عطلتها 0بعدئذ أشار للباب وعاد يصب اهتمامه على الملفات ، خاتما بذلك حديثهما0
وافقها سلوكه تماما ، فمساء أمس طالعها في عيبيه سحر غامض ، بل عذاب جعلها تتقلب على فراشها طيلة الليل0
لا لن تدعي الدكتور يغرز سهامه في قلبك بملامحه الريفية البريئة ! إن هذا الرجل لا يستريح خوفاً من أن يحتاجه مريض ! إنه لا يناسبك ياميمي فانسي أمره0
إن آخر ماتريده هو أن تستسلم لمشاعرها وضعفها 00ل1ا فمن الواجب عليها أن تحافظ على سلامة عقلها وتبتعد عنه قدر الإمكان، فهو قادر على دفعها للتصرف بغباء وتفاهة0
ظلت ميمي تحاول أ، تطرد مارك من ذهنها 00فقد شغل أفكارها فيما هي جالسة مع كايل0 كان جايك وسوزان يرغبان بقضاء العصر في بورتلاند فسارعت ميمي لعرض خدماتها 0
وعند المساء ن دعتها سوزان لتناول العشاء معهم فوافقت0كانت تعلم أن مارك قد واظب على رفض دعواتهم للعشاء يوم الأحد 00فإذا حالفها الحط وبقي مسمراً إلى كرسيه وسط كومة الملفات ، ستتمكن من تجنبه طيلة المساء0
لقد اكتشفت أن كلاً منهما يكن للآخر شعور قل مثيله و فمن الصعب أن يذوق المرء حلاوته لبرهة ثم ينساه0
فإن تجلى هذا الشعور !! فكيف لكل منهما أن يمضي في حياته من دون أن يتذكر الماضي بمزيج من الألم والندم ؟
في يوم من الأيام ستنسى هذه المشاعر وسينير حياتها الرجل المناسب ، كما وجدت أمها أبيها وسيجوبان العالم معا ويعيشان مغامرات مثيرة000
كل هذا حلم يستحق أن تسهر لأجله ليالوتنتظر أيام 0
لاح لها الكوخ من بعيد ، فاستدارت وهمها أن تبتعد عن مارك وعن ملفات عمله قدر الإمكان!!
وجدت نفسها في منطقة لم يقع عليها نظرها من قبل ، سارت بتمهل يدفعها الفضول وهي تتأمل الأرض بتمعن 0حين وصلت حافة حفرة حدقت فيها ووضعت يديها على خصرها ، وهتفت :- إذاً ،هذا هو منجم الزمرد العظيم في جزيرة ميريت 1 برأيي ، ليس إلا فجوة كبيرة 0
- على الأقل نحن نتفق على أمر واحد ياآنسة باتيست 0
اعتراها إجفال شديد ، لم تعرف ما إذا سيغمى عليها أم تصاب بنوبة قلبية ؟ استدارت ناحية الصوت ، ويدها على قلبها
:- لقد أخفتني بشدة يادكتور ، حتى كاد كبدي يتفتت!
رمقها بنظرة متفحصة بعد أن ظهر من بين الأشجار وأشار إلى يدها التي فوق قلبها وقال :- بصفتي طبيب ياآنسة ، أؤكد لك أن هذا ليس كبدك 0
حدقت فيه قبل أن تجيب :- لماذا كنت متواريا خلف الأشجار ؟
اسند ظهره لشجرة ضخمة وقال :- كنت أراقب0
أصيبت بالإجفال فقد توقعت طل شيء إلا هذا :- تراقب ؟ ماذا ، أو من ، كنت تراقب على وجه التحديد ؟
أومأ برأسه بعيداً :- الطائر الطنان0
اختلست النظر للجهة التي أشار إليها ، وتفاجأت فعلا بالطائر الطنان يطير بين الأزهار البرية 00
هتفت :- وكنت من الاستغراق في مراقبة الطائر ، حتى أنك لم تلحظ وجودي ؟
- بل لاحظتك 00لكنني جئت هنا طلباً00
استعاد قناع الامبالاة وأضاف :-000للعزلة0
ثم ابتعد عن الشجرة :- إذاً ، أنت تظنين المنجم مجرد فجوة كبيرة ؟
لما غير الموضوع فجأة ؟ تباً لهذا الطبيب وأساليبه المشوشة!
- في 000في الواقع ليس منظراً يسر العين 0
ما إن أقرت بذلك 00حتى تمنت لو تفوهت بجواب أكثر ذكاء من هذا الهراء0
تقدم نحوها بضع خطوات فبلعت ريقها وحاولت أن تحافظ على توازنها 0 أكان عليه أن يبدو بهذه الوسامة ؟لا ن أنه مجرد رجل 00رجل يرتدي سروالا من الجينز وسترة بلون الصوف الطبيعي ، وينتعل حذاء ً رياضياً 00كالف رجل غيره 00أما شعرة الأبنوسي الأسود فهو مجرد شعراً ، والخصلة المتدلية على جبينه مجرد خصلة 0لا هي مسبوكة بالذهب ولا مغزولة بالحرير !!
وهل هاتين العينين الامعتان غير عينين فحسب ؟ لا شك أن في العالم ملايين العيون مثلها ! فما بالها إذاً ؟ وسرت في جسمها قشعريرة سمرتها مكانها0
حين أصبح على بعد خطوتين منها وقف وركع عند قدميها والتقط حجرة صغيرة 0وحين استقام أخيراً عرض ما بيده قائلاً :- هذه زمردة / أو أنها ستكون كذلك ما إن تصقل 0
حين رفعت يديها غريزياً ، ترك الحصاة تسقط في كفها 0تأملتها حتى تبينت النور الأخضر المتلالي فيها 00تمتمت برقة :- رائع0
وما لبثت أن التفتت وتابعت :- إن حدث وفشلت كطبيب بإمكانك العمل بمنجم الزمرد!
ضحك بخفوت وقال :- شكراً ، سأدرس هذا الاحتمال إذا فشلت حياتي المهنية0
ظلت تقلب الحصاة بين يديها وسألته :- أيمكنني الاحتفاظ بها ؟
ثم رفعت سوارها وأضافت :- إني أجمع بعض التذكارات من مغامراتي 0000
سكتت ثم أضافت :- 000إلا إن كانت نفيسة جداً ، فآخر ما أرمي إليه هو إفلاس الشركة 0
- هز رأسه بتعبير ساخر وأجاب :- تسرفي على رسلك فلا أظن أننا على شفير الافلاس0
- لست متأكدة من ذلك يادكتور ، فمع حياة الترف والرفاهية التي تعيشها في الكوخ لا استطيع أن امنع نفسي من القلق0
هزت رأسها بسخرية وأضافت :- إن استخدامك لهذا العدد الكبير من الخدم ، وانغماسك في الملذات ، يدفعاني للشك ، واخشي أن ينتهي بك المطاف تحت جسر0المسألة مسألة وقت ليس إلا 0
حتى تكشيرته كادت تخطف لبها :- يالهذا الانتقاد القاسي !
راعها ما تخلفه جاذبيته فيها من أثر !!

سرعان ما أشاحت بنظرها عنه والرعب يتملكها 0
أرادت أن تثرثر حول أي موضوع تافه لتنفلت منه0
ابتلعت ريقها وهي تقاوم لتتجاهله و جاذبيته0
وقد عقدت الفرصة على الهرب في أقرب فرصة ممكنة راحت تثرثر وتثرثر للتخلص من تأثيره عليها 0صرخ بها :- تباً ، ميمي ! ميمي اصمتي!
لما اكتشفت أنه قريب منها قرب شديد سألته بحدة :- ماذا ؟
كيف أقترب منها ؟ وهي ما انفكت تبتعد عنه !!
عادت لتسأله بصوت هامس :- ماذا ؟
كان الاضطراب يكتنف ملامحه 00زمجر :- أعفيني من هذه التفصيلات المطبخية 000لا أريد إلا شيء واحد ، وأريده في الحال !!
كانت تفضل ألا تعرف ماذا يريد000
اخترقتها نظراته حتى عرفت أنها تطلب منها ما لن تمنحه بسهولة0
- ماذا ستمنحينني كتذكار على زيارتك ؟
رغم أنه طرح السؤال بهدوء بالغ ،إلا أن تغييراً ما طرأ على وجهه0
وسرعان مافهمت أنه لم يسألها إلا كارهاً0كانت تحس بالصراع داخلة 00وأن رغبته في التورط مع غجرية طائشة تماثل رغبته في التهام حشرة!!
كما لاحظت بحر الانفعالات المتناقضة الذي يغرقه ، لأنها سبق وغرقت فيه0
أقسمت ميمي ، على ألا تسمح لنفسها بالانجراف ستتحكم بتصرفاتها ، وتكون مسئولة عنها مسؤولية تامة0
منتديات ليلاس
وأخيراً تمالكت أعصابها وقررت ألا تعير طلبه أي اهتمام0
ولمزيد من الاهتمام ، ابتسمت ابتسامة وقحة ، ثم قالت بهدوء ظاهري :- حسناً دكتور ، ماذا تريد لئلا تنساني ؟
أطلقت حنجرة مارك صوت مخنوق ، وإذا بجيشان من المشاعر
يسري في شرايينها كالنار الهشيم0
وما هي إلا ثوان حتى همس ك- لاترحلي يا ميمي0 أبقي معي0
أثار كلامه فيها عذاباً لا يوصف 00
إن الالتماس في صوته 00لا بل الطلب الآمر ، أرسل نوبة ذعر في جسمها 0
ماذا يقول ؟ دار العالم في عينيها 0 واكتسى لون أسود منذراً بالسوء, وأحست أنه رمى بها في فراغ لا نهاية له 0
أيتها المرأة الغبية 00ماذا كنت تتوقعين ؟ ألم تعرفي أن الحال ستؤول لذلك ؟ الم تعرفي لماذا كنت تخشين الاقتراب منه ؟
إن مارك قد اتخذ لنفسه موطناً ، مأوى يلتمس فيه الراحة ، ولا يرغب إلا في حياة تقليدية ، وزوجة مثالية ، انه يفتقد روح المغامرة ، بل هو إنسان مسمر في مكانه ! يخفف عبء من حوله ليل نهار ! وكتن تعرفين ذلك تمام المعرفة من البداية أيتها الغبية !!
استبد بها الغضب لأنها سمحت للضعف أن يتحكم بها00
صرخت :- دعني وشأني 000اذهب لتدرس ملفاتك !
تركها بسرعة 0 ولما تعثرت قدمها سددت له أصبع الاتهام 0
- أنت تعرف طبيعتي يامارك ، وتعرف طموحي ! كنت تعرف ذلك من البداية0
أخذت نفس عميق وتابعت :- إن حياتي مرسومة بالتفصيل 00وحياتك كذلك00أعترف أن سحراً غريباً فيك ن أوفي يشدني إليك ، أويجذبك إلي 0إنما لاتقع أسير هذا !!فأنا لست من النوع الذي يحب الحياة المنزليةالآمنة0
دفنت يد مرتجفة في شعرها ولم يعد يسمع إلا خشخشة الحلي في سوارها0أطبق مارك على أسنانه00
حذرته وقد أزعجته نبرة الالتماس في صوتها :- إياك أن تطلب مني البقاء ، ماذا كنت تقول لو طلبت منك الرحيل ؟
ومض الغضب في عينيه وسألها بخشونة ك- وأين عساي أذهب ؟ ولماذا ؟ إن حياتي هنا 0
- هذا ما أعنيه تماما0
ثم ولت مدبرة0صحيح أنها كانت تمشي ببطء وبشق الأنفس ، لكنها رحلت أخيرأ0
ظل مارك مستلقياً مدة طويلة 0حين أدرك ماذا اقترف وأين هو ، كانت الشمس تشرف على المغيب0هز رأسه وقد راعه تصرفه لقد جاهد على أن يتجنب ميمي 00وحين فرغ من أعماله ، راح يهيم في الجزيرة على غير هدى 0لماذا كلمها ؟ ولماذا أعلن عن حضوره ؟ كان ذلك خطأه الأول لماذا طلب منها تذكار ؟هذا خطؤه الثاني00
أغمض عينيه وأفلتت منه شتيمة 00لقد أرادها أن تبقى بقربه00
لم يتخيل نفسه رجلاً مندفعاً أو متهورأً، لكنه أقدم للتو على طلب يد هذه المرأة !!
_ أنت رجل مريض ! مالك نفسك 0لا يطلب الرجال من النساء الزواج على نحو غير متوقع، لاسيما حين يدركون تفاهة الفكرة !!
- إلى من تتكلم ؟
رفع مارك عينيه فوقع بصره على جايك وهو يتأبط ذراع سوزان 0 كانا ينظران إليه بفضول 0
قال مارك محاولا استعادة رباطة جأشه :- لم أتوقع أن أراكما هنا في مثل هذه الساعة 0
أفلتت سوزان ذراع زوجها واتجهت لمارك :- ماذا جرى لك ؟ أكنت تتقلب في الوحل ؟
حين سمع كلامها أحس بحرارة تجتاح عنقه ، وارتجل جواباً :- لقد وقعت!!
ارتفع صوت جايك بنبرة مريبة :- أحقاً ؟ وعلى من وقعت ؟
سأل ليبدل الموضوع :- ماذا تفعلان هنا الآن ؟ إن الظلام يخيم على المكان0
كشفت إمارات جايك عن تسلية هددت راحة بال مارك 0 وقال :- يبدو أن ميمي وقعت 0000بدورها0
أخذ جايك يراقب أخيه بابتسامة من كشف سراً , وأردف :- من العجيب أن كلاكما أخرف بهذا الشكل !!
منحت سوزان مارك نظرة رقيقة وبعد برهة تمتمت :- عزيزي مارك لم لا تنضم إلينا على مائدة العشاء 0
ابتلع ريقه بصعوبة ثم دس يديه في جيبيه وأجاب بسرعة :- لا أظن ذلك 000على أن أحضر ملفات عمل ما 000
وسرعان ما أجفل 0 صحيح أنه تلفظ بأول فكرة خطرت على باله 000لكنها كانت فكرة سيئة جداً00
التفت جايك لسوزان وما لبث أن أومأ ، وفي عينيه وميض مكر جلي 00
- أقلت ملفات ؟ حسناً ، إن أسرعت ، بإمكانك أن تعد ( ملفها ) فيما هي تستحم 0
أجتاح العبوس وجه مارك ، أحس أنه يخسر شجاعته شيء فشيء00صر على أسنانه 00لماذا يشعر أنه أكبر أحمق في العالم ؟ إنه يستحق هذه السخرية !! كيف طلب يد أقل من يلائمه في هذا العالم ظ لم تخطيء ميمي في صراخها وغضبها عليه ، بل في رفضها لغبائه00إنما مهما حاول أن يبرر رفضها أو يقنع نفسه به ، فما زال يولد في قلبه ألواناً من العذاب!!

 
 

 

عرض البوم صور Lovely Rose   رد مع اقتباس
قديم 30-11-08, 02:34 PM   المشاركة رقم: 7
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس فعال جدا


البيانات
التسجيل: May 2006
العضوية: 5844
المشاركات: 413
الجنس أنثى
معدل التقييم: Lovely Rose عضو له عدد لاباس به من النقاطLovely Rose عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 140

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Lovely Rose غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Lovely Rose المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

8/ ضحية الفراولة




جلست ميمي عند الشاطئ ، بعد أن أضرمت النار 00كانت بحاجة للدفء ولتبقى لوحدها00فقد انقلبت حياتها رأس على عقب ، وساد فيها الاضطراب والفوضى 00وهاهي عالقة في جزيرة يسكنها أصحاب ثروة طائلة 0أنى لها أن تعرف أنهم سيكونون بهذه الطيبة والتواضع ؟ لم تحس بهذه الراحة مع الناس منذ وفاة والديها0
ومما يثير الاستغراب أن أي من آل ميريت لم ينشد المغامرة خلف البحار رغم الأموال الطائلة التي يملكونها والتي تسمح لهم بالسفر لأي مكان تشتهيه نفوسهم 0
فجأة أحست بحكة في رجلها ، فدفنت قدميها في الرمل00وعلا العبوس وجهها 0فكرت في مارك 00كم هو مختلف عنها ، لا يعقل أبداً أن تغرم به!
أنها بحاجة ماسة لمجالسة النجوم ، فقد خاضت اليوم تجربة عنيفة وأدركت أن تعلقها بهذه العائلة لن يجر عليها إلا المزيد من المشاكل0
فركت ميمي وجهها بعد أن شعرت بوخز خفيف ، ثم تنهدت وهي تحاول أن تطرد طيف الذكرى 0تباً لها أنها تشعر بالراحة والرضا في هذا المكان00عليها أن تعود لأسفارها00
تمتمت :- ياللمصيبة التي ألمت بك ياميمي ! أكان من الضروري أن تصطدمي بـ0000
تركت الكلمات تموت على لسانها ، وأغمضت عينيها بقوة ، لتمنع أفكارها من الهرب نحو مارك0
ثم أطلقت تنهيدة تنطوي على مزيج من الكآبة والتعب ،
تباً له لقد طلب منها ذلك الوغد000
ارتفع صوت محذر في داخلها : كفى يا ميمي ! توقفي عن التفكير في هذا الرجل !فكري فيما تريدين عدا هذا الرجل !
- ماذا تظنين نفسك فاعلة ؟
أجفلها سؤال مارك الفظ فاستدارت نحوه وأجابت :- يا إلهي يا دكتور! أعليك أن تظهر دائما كالشبح ؟ ستسبب لي نوبة قلبية0!
كانت تحاول أن تتبين مكانه في هذا الليل المعتم 00عندما عاودتها الحكة مجدداً ، لكن عندما كشفت النار عن قامة مارك الفارعة , نسيت أمر حكاكها ونسيت أمر مغادرة الجزيرة ، ولم يبق في ذهنها إلا منظره وهو يخرج من العتمة0
كان وهج النيران قد أضفى عليه جاذبية لا توصف ، فأضاءت وجهه وصدره 00كان حافي القدمين00فخيل لها أن طارئا انتشله من سريره على وجه السرعة 0فما كان منها إلا أن استقامت في جلستها ، وهي تنفض الرمل عن يديها :- هل طرأت حالة مستعجلة يادكتور ؟ أمن مريض يحتاج إلينا ؟
- كلا0
حين أمسى على بعد خطوات منها توقف وحدق بالنار المشتعلة قبل أن يعبس قائلاً:- ماذا تفعلين ؟
بادلته العبوس ومررت يدها على كتفها حيث شعرت بوخزه خفيفة 00ردت :- إني أهتم بشؤوني الخاصة يادكتور كثير من الناس يقومون بذلك 0يجدر بك أن تحاول ذلك في بعض الأحيان0
- يسعدني ذلك ، لكن رجال المراقبة لا ينفكون يتصلون بي بشأن مغامرتك الأخيرة 0
قاومت رغبة في التقدم نحو الكاميرا والصراخ أمام العدسة 0
- إني لا ألفت نظر سفينة القراصنة ! أمن الخطأ أن احظي بقصد من الراحة ؟ألا تستطيعون رجالك المجانين أتركني وشاني ولو لمرة واحدة ؟
أطلق زفيراً يعتريه التعب وتقدم نحوها قائلاً :- هل تنوين أن تقضين الليل في العراء ؟
مدت يدها بشرود إلى كاحلها ، وأخذت تفركه وهي تتمتم :- لست أدري 000وماذا لو فعلت ؟
أجاب بهدوء :- اسمعي يا ميمي 00إني آسف بشأن ماحدث هذا العصر0
ساد سكون عميق لم يقطعه إلا صوت الموج في البعيد 00قال أخيراً :- لا أدري ماذا انتابني ؟!
فكرت قليلاً وتمتمت :- إنه ماض انقضى , ما كا ن يجدر أن أتصرف بعصبية 0
ظلت تحدق فيه وهي عاجزة عن الإشاحة بوجهها 00يا لتلك الهفوة التي ارتكبتها !
أضافت :- إن كنت لا تمانع , أفضل أن ابقي لوحدي 0
لما لم يجبها ، التفتت نحوه حتى التقت عيناهما 0شيئأ فشيء ، بدأت ملامحه تتغير ، فاتسعت عيناه واكتسى وجهه بالهم والتجهم ، ولما فتح فمه أخيراً ، أبصرها وهي تفرك ذقنها بشدة 0
قرب وجهها من النار ، وهتف :- لا تتحركي 0
- في ماذا تحدق ؟هل طال أنفي ؟
وفجاه تذكرت هذه النظرة فبعد العمل معه أصبحت تعرف نظرة الطبيب المعاين0
أنعم النظر في ذراعيها وساقيها ُثم أجابها :- إن البثور تكسو وجهك 00هل تشعرين بحكاك
التفتت لذراعيها وقدميها فصرخت :- آه ، لا !
رفعت رأسها لمواجهة عينيه القلقتين وأضافت :- لا شك أن النحلية احتوت على الفراولة !
راحت تلوم نفسها لأنها أغفلت هذه المسألة مررت يدها في شعرها وأجابت :- إنه ضرب من ضروب الذكاء اقترفته فيما الدواء يكاد ينفذ مني 0
- لا تخافي 0 من حسن الحظ أنني طبيب وأملك أدوية أيضاً0
سار نحو الكوخ ، فيما أخذت تحك عنقها ، وهي تسير في أعقابه باضطراب0
ما إن دخلا الكوخ ، حتى ادخلها أمامه للحمام وهو يقول :-اصمتي أرجوك 0 ولآن ، خذي حمام معتدلا ، ونظفي عنك الرمل ، قبل أن أعاينك 0
كانت كل ثانية تمر تزيد من حدة الحكة 00فما كان منها إلا أن طردته بمزيج من العنف والشر للخارج :- حسناً دكتور ، لكن على أن أحذرك 0 أني أمسي غريبة الأطوار حين أشعر بتوعك ولن أتخلص من هذا الخبل إلا بمعجزة !!
ابتسم بسخرية :- يالسوء حظي 0هذا هو سبب غرابتك إذاً0
وقبل أن يتوارى خلف الباب لمحت التواء مريباً في شفتيه 0بعد عشر دقائق سرحت شعرها المبلل 00كانت تشعر كأنها ضحية هجوم نحل ساحق 0
لا شك أن ملمس الثياب على جسدها سيعذبها عذاباً مريراَ ، لكن مع وجود الطبيب الجذاب في الجوار ، أتملك خياراً ؟
لما خرجت من الحمام 00توقفت فجأة عندما رأته مستنداً على الجدار وفي يده حقنة 0 تقدم منها وراح يعاينها 0
- يبدو أن الحالة تشتد سوءاً0
كشرت :- لا أهذه حقنة أخرى ؟
- من الأفضل أن أحقنك في المطبخ حيث الإضاءة جيدة 0
ولما استدار تبعته متمتمة :- يالسعادتي !!
أكان من الضروري أن يراها بتلك البثور الممقرفة ؟
قبضت على منشفتها بإحكام وجلست 00حتي الجلوس بات في نظرها مشقة !
- لن يستغرق الأمر إلا ثوان0
أسندت مرفقها للطاولة ، ثم أرخت رأسها فوق يدها قائلة :- بما أنني على وشك الموت 00لا أظن أن وخزة إبرة ستحدث فرقاً0
لفتت انتباهها ضحكته الخافتة لكنه سرعان ما تجهم00ليصب اهتمامه على عمله 0 أغمضت عينيها وانتظرت بترقب0
- انتهينا 000ينبغي أن تشعري بتحسن ابتداء من الآن 0
حركت يدها :- أتمانع إن جلست هنا مستسلمة للموت ؟
- أخشى أنني أمانع ، فنحن لم ننته بعد 0
- إلى أين نحن ذاهبان ؟
- إلى غرفة المعاينة0
أرغمها على الوقوف ، وسألته :- لماذا ؟
ابتسم ابتسامة تفتقر للظرف :- أملك مرهما ً موضعيا قد يشفي:0
- أحقاً؟
- لقد شهد الطب تطور ملحوظ ياميمي , إن تجرأت على الخروج من البرية ، لعرفت ذلك بنفسك 0
أعادت تثبيت المنشفة حول عنقها 00وتبعته 0
- سأعطيك أنبوبين ، لتأخذيهما معك عند رحيلك ، بالإضافة إلى بعض الحبوب التي تعطي نتيجة فعالة ، أنما ليس بالسرعة نفسها0
أحست بمشاعر متخبطة في داخلها 00بدا كأي طبيب محترف إنما مع فارق بسيط00كان في غاية الروعة فعلاً ( إنه طبيب الروعة ) هذه الكلمة تصف احساسها0
التفت نحوها بعد أن كان يبحث في خزانة الأدوية وقال :- أقلت شيئاً؟
شتمت نفسها في سرها :- لا 00كنت أتألم وحسب0
ماذا لو سمعها فعلاً ؟أنها لا تحتاج في الوقت الحالي إلا إلى
طبيب صارم متحفظ 0
أضاف :- هذا دواء فعال0
نظرت إليه بارتياب وقالت م- سأدهن المرهم في غرفتي 00فلا تتعب000
قاطعها :- اهدئي ياميمي0 لن أهاجمك0سبق واعتذرت عما حصل اليوم00فماذا تريدين مني بعد ؟ أن أكتب اعتذاري بريشة مغمسة في دمي ؟
حاول أن يتكلم من جديد ، لكنه ضم شفتيه وكأن ذهنه استقر على الصمت أخيراً
لاطفته قائلة :- ماذا ؟
رمقها بنظرة أوقفت خفقات قلبها ، ثم هز رأسه وأجاب :- ضعي المرهم وحسب 0لقد تأخر الوقت وغدا يوم عمل 0
قبل أن ترد كان قد غادر الغرفة 0
حين استعادت رشدها لم تملك إلا أن تحدق في الباب المغلق ، وفجأة , وجدت دمعة طريقها لخدها وانسابت حتى حطت على الطاولة 0
من حسن حظ ميمي أن العيادة لم تزدحم بالمرضى يوم الاثنين ولما حلت الساعة الخامسة اغتسل مارك ن واستعد ليعد العشاء00فيما راحت ميمي تضع المرهم على جسدها 0
ألقت نظرة على صورتها المنعكسة في المرآة 00عشرات من البثور كانت تغطي وجهها حتى شوهته 0لكن على القل نجا شعرها من هذه البثور ن أما جفناها فمنتفخان ، حتى يخيل للمرء أنها تلقت لكمة على عينيها 0ولم يقتصر الأمر على ذلك بل انبعثت منها رائحة المرهم00فاحست كأنها وقعت في وعاء كبير من الليموناضة الفاسدة0
لقد بعث منظرها المرعب ورائحتها السامة الخوف في أكثر من مريض اليوم , لكن ما إن قيل لهم أنها ما تعانيه وحساسية حتى تنفسوا الصعداء00
منتديات ليلاس
أرادت أن تعد العشاء لكنها تفضل إن تسير على الجمر المتقد على التواجد بقرب مارك !!
قررت ارتداء قناع لامبالاة 00فخرجت من الحمام نحو المطبخ 0 وعندما دنت من الغرفة توقفت فجأة وقد أبصرت زائرة جالسة إلى مائدة المطبخ0تفحصتها ميمي من رأسها لأخمص قدميها ن فلم تغفل عن شعرها الرائع ن وقد عقصته بعناية ، ولم تنس أن تتأمل حذاءها اللماع العالي الكعبين0
لاحظت ميمي أنها وضعت ساقيها الطويلتين الرشيقتين رجلاً فوق رجل بطريقة مغرية 0 أما رأسها فملتفت نحو مارك الذي اتكأ بتكاسل إلى الخزانة ن وبدا مستغرق في حديث رسم ابتسامة عريضة على وجهه0
وبدل أن تحييها ميمي أكتفت بتساؤل :- ألديك ضيوف ؟
ولكن كم ودت أن تصرخ في وجهها :- ارحلي !!
ما أن التفتت المرأة نحوها ن حتى تلاشى تعبيرها المرح واتسعت عيناها وكأنها أبصرت وحشاً0
ولما أدركت أن ردة فعلها تعتبر اهانة ، سارعت للقول بابتسامة :- سامحيني ، لقد اجفلتني 0
أشار مارك لميمي وقال :- إينيد ، هذه مساعدتي المؤقتة ن ميمي باتيست 0ميمي أقدم لم انيد بلاك 0لقد عملنا سويا ً في بوسطن0
ابتسمت ميمي بتكلف قائلة ك- حقا ؟
أما إينيد فمدت يدها لميمي وكأنها تنتظر منها أن تقبلها ، ثم قالت بتهذيب :- تشرفت بلقائك ياميمي 00علمت ان لديك حساسية من الفراولة 0سلمت عليها ميمي مكرهة 0ثم ردت بمزاح ك- حساسية على الفراولة ؟ ظننت أن هره تصيد الجرذان قد عضتني بين عينيي 0
سألها مارك ك- كيف حال الحكة ؟
- إنها محتملة 0
الحق يقال لقد قلص عذابها إلى الثلث !
سألته :- إنه دواء ناجح ، كيف اكتشفت وجوده ظ
لوى فمه بابتسامه :- غني أجمع المعلومات من هنا وهناك ن كمدرسة الطب مثلاً0
كم أحست بالغباء البالغ 00لعل ظهور إينيد المفاجئ قد أثر فيها لسبب و آخر0
توجه مار لإينيد وابتسم لها بحميمية طعنت ميمي بسكين الغيرة 0
- لقد عرجت إينيد علي وهي في طريقها لحضور زفاف اختها0
رمقتها ميمي وهتفت :- أحقا
أمرت نفسها بصمت ك- قولي أن هذا رائع 000عليك أن تهنئي ضيفة مارك !
لكن سرً غامضاً أطبق فكها 00ترى لم تتصرف كامرأة غيورة ؟
اقتربت أيند من مارك ورفعت وجهها إلية ومنحته ابتسامة رقيقة 0
- رغم أن بيتك لم يكن في طريقي ن إنما كان علي أن أعرج عليك ، وأتفقد حالك في حياة الريف 00لقد حطم مارك الكثير من القلوب عندما ترك المدينة 0
تمتمت ميمي ك- حقاً0
في الواقع كانت تقاوم رغبة في أن تسألها إن كان مارك قد جرح قلبها أيضا، فإن فعل فيبدو أنها لم تستسلم للحسرة!!
أحست ميمي أن هذه المرأة قد تسلحت جيداً لاصطياد مارك 00فثوبها المثير وزينتها وحليها أشارات من الوضوح ما أدهش ميمي أن مارك لم ينتبه لها 00لكن الرجال لايلاحظون عادة نوايا النساء00
لما ضاقت عيني الصهباء أدركت ميمي أن إنيند عرفت أن ميمي كشفت سرها فابتسمت ميمي سألتها :- إذاً ، كم ستمكثين ؟
- هذا المساء فقط!
رمقت مارك وهي تطرف بأهدابها وأكملت :- أرجو ألا تكون مشغولاً0
فغمزها وسارع يجيب :- أنا حر كالعصفور0
شعرت ميمي بالاشمئزاز 00فقد مر أسبوعان على وجودها لم يكن فيها مارك حراً ولا ليلة واحدة 00أما الآن فقد أصبح بسحر ساحرحراً000يله من ساذج مغفل أبله00!!
ذكرت نفسها : لا 00هذا جنون مارك ليس أبله00وهو لم يقع في المصيدة إلا لأنه يريد ذلك 0ألم يوضح لها أنه ماعاد إلى جزيرة ميريت إلا للاستقرار والزواج 00وانين تنفع لذلك!!
عادت إينيد تكمل :- إليك فكرتي 00ما رأيك بتناول العشاء في بورتلاند ؟ وغن حالفني الحظ ، بإمكانك أن توصلني للمطار 0لن تقلع الطائرة إلا عند منتصف الليل0
تناهى إليها صوت مارك :- من الفضل أن أبدل ملابسي 0
سمعتها ترد :- لا تكن سخيفاًن فأنت رائع!
ثم مررت يدها على ثوبها وأردفت :- كما أنني ألبس هذا الرداء القديم0
حملقت فيها ميمي فإن لم يخب ظنها ، فإن رداءها القديم هذا لايعود إلى أبعد من الأمس0
ابتسم مارك ابتسامة عريضة لإينيد ن فأعتصر اللم قلب ميمي00اختلس مارك النظر إليها فكادت ان تتراجع للوراء0
- سأحمل معي هاتفي الخلوي ن فإن طرأت حالة مستعجلة ن أعلميني0
رمقها منتقداً وتابع :- يبدو أن التورم حول عينيك زاد سوءاً 0لن يضرك عن أويت للفراش باكراً0
- حاضر يا والدي!!
نظر إليها لثوان ، قبل أن يقول إينيد :هل أنت جاهزة ؟
- طبعاً0
راقبتهما ميمي وهما يغادران المطبخ ن فارتمت على احد الكراسي ، فجأة قفزت ميمي لحضنها بقوة أرسلت موجات من الألم فيها فعبست ميمي0
وتمتمت ك- عن أي رجل عاقل يفضل الخروج بصحبة امرأة جميلة شغوفة به ن على أن يلازم البيت مع امرأة كثيرة التذمر لها شكل الوحش ورائحته!!لم تبرح مكانها لفترة طويلة ن محاولة بلا جدوى أن تطرد صورهما وهما يتغازلان00لكنها سرعان ما باتت ضحية موجات من الغيرة قضت على تعقلها 0
تمتمت :- ها اعتبر سيئة إن تمنيت أن تكسر ذراعها هذه المرأة في هذه الليلة ؟
عطست الكلبة ، فما كان من ميمي إلا أن تنهدت بحزن وتمتمت :- ظننت ذلك أيضاً0

 
 

 

عرض البوم صور Lovely Rose   رد مع اقتباس
قديم 30-11-08, 02:35 PM   المشاركة رقم: 8
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس فعال جدا


البيانات
التسجيل: May 2006
العضوية: 5844
المشاركات: 413
الجنس أنثى
معدل التقييم: Lovely Rose عضو له عدد لاباس به من النقاطLovely Rose عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 140

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Lovely Rose غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Lovely Rose المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 


9/ كيف أنساه



أدرك مارك أن الغباء وحده دفعه للخروج على العشاء مع إينيد 0 وما إن استلم سيارته من المر آب ، حتى راح يشتم نفسه على تصرفه المتهور 0كان غاضبا لأنه يدرك تماما هدف إينيد ولأن فكرة اللهو مع فتاة لعوب راقت له حينها 0فعلى أي حال لقد نبذته ميمي ن حيت تصرف كالمعتوه وناشدها حبها وهي أثبطت عزيمته وورطته في مشاكل هو في غنى عنها 00وهذا ارتأى أن العلاج الأنجع هو قبول عرض إينيد المغري0
تباً ! كيف قضى الأمسية وهو يفكر ماذا كانت بحاجة لحقنة إضافية ، أو لمساعدة في إعداد العشاء ن وخائفاً عليها من ألم في جلدها أو مشاكل في عينيها ظ
دخل الكوخ ن وإذا به يرى نوراً يتسلل من المطبخ 0 لابد أن ميمي نائمة ! نظر لساعته فوجدها تشير إلى الثانية وعشر دقائق 0الم يأمرها بالخلود للنوم مبكراً ؟
وما لبث أن هز رأسه هازئاً من حماقته 00وتمتم :- هل تسمع كلامك يا ميريت ظ متى رضخت لأي أمر أعطيتها إياه ؟
لم يتفاجأ حين دخل المطبخ ووجدها غير أنه أندهش من المكان الذي اختارته للجلوس 0كانت حافية القدمين ، وتجلس على الرف بجانب البراد 0 أما يدها فممتدة للأمام وكأنها تمسك طبقاً شهياً للغاية وفوفو تقفز على قدميها وكأنها كلبة سيرك مدربة0
سأل :- ماذا جرى ظ
قالت من دون أن تبتسم :- محباً00أوصلت للتو ؟
استند للباب وأجاب ك- أبدا ً 0 فأنا هنا منذ ساعات 0لكني أهوى الاختباء في غرفة الطعام 0
زمت شفتيها ونادت :- هيا يا فوفو ن بقيت قطعة أخيرة0
أجاب- آمل أنك لا تطعمينها الحشرات 0
رغم تعبه ابتسم ، ما هذا الحظ السعيد الذي انعم عليه بوجه منقط وعينين منتفختين ، في مطبخه وسط الليل ؟
رمت قطعة من الطعام ، قفزت فوفو في الهواء لتلتقطها 0 وهنا صفقت ميمي بيديها وضحكت بابتهاج ك- أحسنت فوفو 1 والآن آمل أن تنالي قسطاً من النوم 0
نظرت لمارك وأضافت :- كانت معدة فوفو تكركر بصوت عال ، فأيقظتني ، وأعددنا طبقاً من البيض0تملكت مارك رغبة هائلة في الدنو منها ، سألها :- أعددتما البيض ؟
قفزت ميمي للأرض وحكت ظهرها وقالت :- إن فوفو صعبة الإرضاء ، وهي ترفض أن تتناول لقمة غلا إذا رميتها إليها من العالي 0
أشارت للأرض الملوثة ببقايا الطعام :- تطلب منها التقاط الطعام في الهواء وقتاً لابأس به!
- في العادة تأكل فوفو طعامها في وعائها الخاض0
تقدم للمطبخ فتفاجأ بميمي ترفع يدها في وجهه :- إياك أن تدخل قبل أن أنظف هذه الفوضى !
سحبت مكنسة وقالت :- أيعقل إنها كانت تأكل طعامها في وعائها ؟ بالله عليك أين روح المغامرة في ذلك ظ
أعادت ملاحظتها الأمور لنصابها ! تلاشت ابتسامته وكأنها وجهت إليه صفعة عنيفة 00نزع المكنسة من يدها وقال :- سأتولى الأمر 0 أما أنت ، فاذهبي للنوم 000تبدين رهيبة 0
كان شعرها ينسدل بفتنة حول وجهها المنتفخ ،
فيما عيناها اللوزيتان متورمتان00رغم ذلك ساورته في هذه اللحظة ، مشاعر رقيقة تجاهها 0
رفعت وجهها إليه وقد خلا من تعبير الوقاحة أو الجرأة ، بدت متعبة فهمست ك- تصبح على خير يادكتور000اراك في الصباح 0
- ميمـ 0000آنسة باتيست ظ
- التفتت إليه وقد استحالت كآبتها لتسأل حذر :- نعم ؟
- كيف حالك ظ
كان سؤال فارغ لا يهدف إلا إلى تأجيل رحيلها بضع ثوان 0بدا في تلك اللحظة طبيبها المداوي ، وهذه هي أكبر درجة من الحميمية يمكن أن تكتنف علاقتهما0
تنحنح قليلا قبل أن يضيف :
- أتريدين مني 000أن أعالج ظهرك بالمرهم ؟ فهذا لن يؤذي !
تبدلت ملامحها ببطء ن والتوت شفتاها بضعف :- بل يؤذي يامارك ، يؤذي جداً0


كان الأربعاء يوم عمل عادي في المكتب0 أما آثار الحساسية التي عانتها ميمي فقد بدأت تتلاشى ، فيما عاد جفناها إلى طبيعتهما 0 كما أن أسرها شارف على نهايته !!فقد قابل مارك المرشحات اللواتي أتين إلى الجزيرة 0 وسيتخذ قراره بين لحظة وأخرى ، فتبحر هي بحلول يوم الاثنين المقبل 00ثم تطير إلى أي مكان00
جلست ميمي وصبت اهتمامها على عملها حتى أنها بالكاد سمعت الباب يفتح0 ومن غير أن ترفع نظرها قالت :- سأتفرغ لك بعد دقيقة0
فارتفع صوت أنثوي مألوف : لا داعي للعجلة00فكرت أن أحضر لك ولمارك غداء بسيط0
رفعن ميمي وجهها وإذا به يقع على سوزان ، وسلة غداء في يدها ابتسمت لها وأجابت : شكراً ياسوزان ، أني أموت جوعا ً0
- سأضع هذه السلة في المطبخ على الطاولة 0فكرت00فكرت في أن أشاركك الغداء ، إن كنت لا تمانعين0
استغربت ميمي تردد سوزان :- طبعاً 00نود ذلك كثيراً00
- سأعد المائدة0
في معظم الأيام كان غداؤهما يتألف من أي وجبة سريعة يستطيعان إعدادها ، لكن غداء سرزان هذا كان وليمة لذيذة0
جلست سوزان بينهما ، مما سهل عليهما تبادل الحديث00إلا أن سوزان كانت تسكت بين الفينة والفينة ، فأحست ميمي أن أمراً يشغلها 00تنحنحت سوزان ، وكسا الجد ملامح وجهها 00فتوجست ميمي شراً0
:- اسمع يا مارك 00كنت أتساءل إن 000أعرف أنها استراحة الغداء ، لكن 000كنت أشعر بالتوعك مؤخراً ، وتسألت إن كنت 000
تورد وجهها وتابعت :- هل تمانع في أن تكشف علي ؟
راقبتها ميمي من الخلف وهما يخرجان ، وقد أثر فيها عطف مارك على زوجة أخيه0
وفجأة انتشلها صوت من أحلامها :- ميمي ؟
- نعم 0
- أحتاج للقيام ببعض الفحوصات 0
- سأحضر حالاً0
بعد ساعة تقدم مارك والغموض لا يفارق وجهه 0وتمتم بهدوء :- لا أدري كيف أنقل إليك الخبر يا سوزان 0
ابتلعت ميمي ريقها بشدة 00وسمعته يتابع :- إن هذا نادر اً ما يحصل ، لا سيما في حالتك 0 فمع أن بطانة رحمك ملتهبة ، لكن 000
افتر ثغره عن شبه ابتسامة :يبدو000أنك حامل 0
لم تكن تتوقع ميمي هذا ، التفتت لسوزان التي كانت تحملق في مارك 00وهمست سوزان : إني 000ماذا ؟
- إن هذا نادراً ما يحدث ، ولكنه يحدث أحياناً0 هنئيني ، سأغدو عماً0
- امتلأ قلب ميمي فرحاً فقفزت من مقعدها وهي تهتف بهجة 00وتبادل مارك مع سوزان التهاني :- سأنجب 000طفلاً؟
غمز مارك وأجاب :- انطلاقاً من خبرتي وثقافتي ، أجيبك بنعم 0
- متى ؟
- نهاية شباط القادم حسب تقديري 0أرجو ألا تكوني قد خططت لشيء آخر!
أجهشت بالبكاء وهي تمسك بميمي :- أنا 000لا أصدق ذلك !
بعد أن احتضنتها راحت تردد : سأنجب طفلا ً!
وجدت ميمي نفسها أسيرة بحر من الإثارة فقبلت سوزان ،وراحتا تصرخان معا وتقفزان بسعادة 0التفتت ميمي لمارك وهي تصرخ :- هذا رائع ، شكراً! شكرا!
قهقه مارك قائلاً : رغم أن الفضل لا يعود لي ، ولكن على الرحب والسعة0
ردت ميمي- بل يعود لك ! لقد قمت بالفحوصات وشخصت الحالة، وزفيت الخبر لنا 00أنت رائع0
ضاقت عيناه : استقري على رأي ! يا فتاة أنا رائع ، وطوراً منفي من حياتك ! ما1ا أمثل بالنسبة لك ؟
شحب وجهها 00لكن سعالا قطع عليهما حديثهما0
كانت سوزان :- يجدر بي أن أنبئ الوالد العتيد 00أكملا ما كنتما تفعلانه0
رحلت سوزان00وبقيا لمدة طويلة يتبادلان النظرات الصامته0
0تناهت إليها همساته ، فيما عيناه تتأملانها : ميمي00
ارتعشت أوصالها فقد كانت تتوق إليه وتخاف منه في وقت واحد :- نعم ؟
سألها بلطف :- أيمكن أن تحطي رحالك ذات يوم ؟
تملكها دوار عظيم 00فقد أدركت أنه سيطلب منها الزواج 00لكنها لن تمنح نفسها فرصة لتضعف فتقبل بمنزل وأسرة في مكان منعزل00
حذرته بصوت مرتعش :- إياك أن تبدأ مجددا يامارك ! إن عقليتك الرجعية تدفعك للاعتقاد أن أي إنسان قد يجد السعادة في هذه الحياة الراكدة!
أكفهر وجهه وأجاب :- من الناس من يعيش حياة سعيدة ، يحقق فيها كل آماله ، من غير أن يسافر طيلة حياته0
صرخت في وجهه :- سم لي واحداً منهم ! أما أنا ، فيمكنني من جهة أخرى ، أن اسمي لك المئات بل الآلاف ممن اشتهروا باكتشافاتهم0
ضاقت عيناه :- إذاً ، أنت تسعين وراء الشهرة 0لم أكن أدرك ذلك 0
رغم أنه وجه إليها الاتهام بصوت خافت إلا أنه دوى كالرعد في أذنيها 0
لم تخطر لها هذه الفكرة من قبل ولكن لعل شهرة والديها وحاجتها لإثبات نفسها قد أثرا على قراراتها 00ردت وهي تمرر يد مرتعشة في شعرها :- كل000كل ما أريده هو إحداث فرق0
لماذا يستنزف قواها ويخلف في قلبها هذه اللهفة ؟
- ألا تظنين أنني أحدث فرقاً؟
أسدلت جفنيها تسعى للهروب من الألم في عينيه000
_ أنت تحرف كلامي 0
لما عجزت عن إيجاد الكلمات للدفاع عن نفسها، حاولت أن تتأمل وجهه وتبحث في عينيه عن الاضطراب 0غير أنه أشاح بوجهه وزمجر قائلاً:
- حسناً كما تريدين0
ثم أشار للمكتب بنظرة سريعة وحادة وأردف :
- أمامنا عمل كثير0
خرج بتشامخ 0وتركها أسيرة للارتعاش والعبرات 0أربعة أيام فقط تفصلها عن موعد سفرها 0عليها أن ترحل بعيدا عن جزيرة ميريت وعن مارك000
- آنسة باتيست !
أجفلت ميمي 0كان مارك غاضباً 0لكن أيمكنها أن تلومه ؟ ففي غضون أسبوعين أقدمت على نبذه أكثر من مرة0
تناهى إليها صراخه :- ميمي ، إني احتاج إليك !!
هرعت للباب وتمتمت :- ستتغلب على مشاعرك0
من الصعب أن يقضي مارك بقية حياته وحيداً0
لكن ترى ، 000كيف تتغلب ميمي هي على مشاعرها
منتديات ليلاس

 
 

 

عرض البوم صور Lovely Rose   رد مع اقتباس
قديم 30-11-08, 02:37 PM   المشاركة رقم: 9
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس فعال جدا


البيانات
التسجيل: May 2006
العضوية: 5844
المشاركات: 413
الجنس أنثى
معدل التقييم: Lovely Rose عضو له عدد لاباس به من النقاطLovely Rose عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 140

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Lovely Rose غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Lovely Rose المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

10/ هبطا إلى الأرض



إن كان من أمر تعلمته ميمي من مارك خلال الأسابيع الثلاثة المنصرمة ، فهو أنه لا يقبل الرفض جيداً0ولعل رفضها له يعد الأول من نوعه في حياته 00ولكن مارك سيتعامل مع الوضع الجديد0
وأمست الأيام القليلة المتبقية صعبة للغاية ، إذ راح يرميها بنظرات غاضبة ، ويزعق بالأوامر 00وباتت ميمي أسيرة للكآبة00
أملت ميمي أن تساعدها هذه الأمسية في الترويح عن أفكارها 0كان قد راق لها أن سوزان وجايك قررا إقامة حفلة على شرف المولود الجديد الذي سينضم لشجرة عائلة ميريت0
ومع أن مارك – ثقيل الظل – سيكون حاضر ، لكنها مصممة على الاستمتاع بوقتها0
تزينت بأبهى حلة استعداداًللحفلة00ولما وقع نظرها على مارك في المطبخ ،ظنت أنه غادر الكوخ ، بدت ملامحه حادة أما ملابسه فغير رسمية ومثيرة في آن 0حين تناهت إليه خطواتها ، رفع بصرع إليها فخطف أنفاسها0
- هل أنت جاهزة ؟
- جاهزة يادكتور 000ظننتك غادرت منذ فترة0
رفع حاجبيه وأجاب :- نسيت أن أطعم فوفو0لا أدري لما بت بهذا الشرود!
أما هي فتدري00أنطلقت أمامه 0
علمت أنه يتبعها لأنها تنشقت عطره 00حين بلغا الباب الأمامي تمتم :- اسمعي يا ميمي000
رمقته بنظرة سريعة :- أستمع لماذا؟
ابتسم بسخرية وأجاب :- فلنحاول أن ننسجم الليلة 0 فعلى أي حال ، إنها حفلة0
- أنا لا أواجه مشكلة في الانسجام ، لكن أنت من يواظب على التذمر وكأنك000
قاطعها :- حسناً ، حسناً000فلنتصرف كصديقين ، من أجل سوزان وجايك 0 فخبر الحمل أثلج صدرهما ، ولا أريد لخلافاتنا أن تعكر صفو الحفلة0
أملت رأسها بتبجح وقالت :-أنا في مزاج جيد للغاية0

وهرعت وهي تصر على أسنانها ، فمواجهته عسيرة 0
تابع :- كلا ، لست كذلك ، بل وجهك مكفهر كسماء تنذر بعاصفة0
سددت له نظرة غاضبة وصاحت :- دعني وشأني!
تذمر بوجه متجهم :- سنتصرف الليلة كصديقين ، وإن قادنا ذلك إلى حتفنا!
هزت يدها بعنف وهتفت :- من غير الضروري أن تنلكم لبعضنا البعض0
- لكننا سنفعل0
- ومن قال ذلك ؟
- أنا !
رفعت رأسها لأعلى وقد أذهلها الغضب في عينيه :- أنت ؟ ومن تكون أنت لتملي علي أي نوع من الأصدقاء نحن ؟ إلا يحق لي أن أشارك في التصويت ؟
- كلا0
أجبرت على الالتفاف لمواجهته :- بل سأصوت !! وبما أننا نعمل معاً من غير أن نصرح بمشاعرنا أصوت أن نتظاهر بالصداقة 0
تمتم بهدوء :- لا يحق لك أن تصوتي ياميمي0
لم يعجبها هذا الهدوء فهتفت :- ولم لا ؟
التفت بعيدا وهو يقول :- لأنني لا أرغب في منحك صوتا!
-ماذا تعني بأنك لا ترغب في ذلك ؟
- أعني ما قلته تماماً0
مشت وراءه وهي تكاد تتعثر :- هذا لبس بعدل0
- لقد أخبرتني أنت بنفسك أننا معشر الأطباء نتصرف على هوانا 0
وفجأة تعثرت ووقعت فعلاً0
اصطدمت قدمها بصخرة ووقعت 00أحنت رأسها للتفحص ساقها ، وقد أجفلها الألم 0كانت ساقها جريحة وتنزف منها الدماء بغزارة0
لم تعرف أن مارك بجانبها إلا حين سمعته يشتم :- آنا آسف ، إني أحمق0
كانت على وشك أن تفتح فمها لتوافقه القول ،حين علمت أن ذلك لن يكون إلا سخافة 00حاولت أن تقف إلا أن الألم حال دون ذلك0
- سأساعدك0
- لا شكراً، فلنقم بما علينا فعله0
وجهت للقصر نظرة وهي تشعر بالضعف0شعر مارك بالاشمئزاز من غبائه وحين وصلا للحفلة كان يشتم نفسه للمرة المائة 0
هل أصيب بالجنون ، لقد أوضحت له أنها لا تبادله نفس المشاعر 00نهاية النقاش 0وكيف تصرف حضرة الطبيب العظيم ؟
تمتم :- كأحمق يعوزه التفكير السليم ، هكذا تصرفت!!
- هل أصبحنا نكلم أنفسنا الآن ؟"
أجفل مارك ونظر للوراء فأبصر أخاه :
- أنت تسير كالهرره0
ابتسم جايك وقال :- ماذا تفعل وحدك هنا ؟ إن الحفلة في الحديقة 0
عرف مارك أن هروبه للمكتب ضرب من الجنون 00هل بات الآن أحمق وجبانا في نفس الوقت ؟
- أنا آسف جايك 00إنها حفلة رائعة ولكنني 000متعب وحسب0
- إذاً لم تدعو نفسك بالأحمق؟
اختلس مارك النظر لشقيقه وقال :- هلا نسيت الأمر00
سرعان ما تهالك على الأريكة الجلدية بجانب الموقد ، وأغمض عينين ، وأطلق تنهيدة طويلة قال بعدها :- اسمع ياجايك ، عد للحفلة ، وسأوافيك حالاً 000كل مافي الأمر أنني000
تنهد بإحباط وأضاف :- 000أحتاج000
دوى صوت في عقله متابعاً : ميمي ! أنت تحتاج ميمي0
جلس جايك بجواره :- أفترض أن قصة الحب العنيفة آلت بالفشل ، أليس كذلك ؟
أجفل مارك وأحس بصداع يتملكه فتمتم :- أما زلت هنا ؟
-تابع جايك :- لكن ميمي تبدو سعيدة ومرتاحة0
عبس مارك في وجه أخيه :- نعم ، هذا ما لاحظته أيضاً0
- هل بحت لها بمشاعرك ؟
لم يستطع مارك كتم ضحكة ساخرة0
- لديها فكرة عن الموضوع0
حدق مارك في السقف00وأحس بيد شقيقه على كتفه ، وكأنه يبدي تفهماً صامتاً0
- حسناً، أنت لا تريد الخوض في الموضوع 00هيا انضم للحفلة يارجل ! فإطالة الكآبة تزيد الطين بلة0أكلمك بصفتي خبير فقد كنت ملك العبوس سنوات عديدة ، قبل أن تظهر سوزان في حياتي00لكن تأمل حالي اليوم !!
التفت مارك لأخيه :- إنك تشعرني بالاشمئزاز جوكو 00ماذا فعلت لتستحق الشعور بالسعادة؟
ضحك جايك ووقف :- لقد حالفني الحظ0
أراد أن يفيض في الكلام ، غير أنه سكت فجأة وعلى ملامحه الجد0وتناهى الصوت لمسامع مارك كذلك0
- بدا لي أنه ذكر000
لكن مارك لم يتابع بل حدق في المذياع غير مصدق0
- 000وهي الابنة الوحيدة للسناتور لورانس نوردستورم من كاليفورنيا 0وتبلغ أوليفيا نوردستورم الثالثة والعشرين من العمر0وقد تعرضت اليوم لحادث كاد يودي بحياتها ، خلال ممارستها لرياضة القفز في الهواء 0
عند خروج السناتور من مبنى الكونغرس علق على هذه التجربة :- إني وزوجتي ندين لزاكري ميريت بفضل كبير 00فقد جازف بحياته لينقذ أوليفيا حين عجزت عن فتح مظلتها 0لقد شاهدت الشريط الذي صوره أحد الهواة 00وأقشعر بدني حين رأيت هذا الشاب يقفز في الهواء معرضاً نفسه للخطر ،ليمسك بابنتي فيما هي تنهار0000وبفضل شجاعة ومهارة السيد ميريت هبط الاثنان للأرض سالمين سنحرص على شكر الشاب شخصياً00
- ها أنتما إذاً000
همس جايك وهو يوقفها بيده :- انتظري لحظة ياحبيبتي 000إنهم يبثون خبراً عن زاك0
اختلس مارك النظر لسوزان التي تلاشت الابتسامة عن وجهها 00وعن بعد خطوتين منها وقفت ميمي والحيرة على ملامحها0
حين تابع مذيع الأخبار التعليق على عملية الإنقاذ00
تكلم مارك : قد تبث السي إن إن المشاهد 0
وماهي إلا ثوان وأدار التلفاز 00فظهر على الشاشة رجل يناهز الخمسين أما التعليق أسفل الشاشة فكان السيناتور نوردستورم وزوجته من كالفورنيا0
ظهرت على الشاشة مشاهد الانقاذ00
كشفت الصورة عن رجل هو زاكري ميريت وقد ابتعد عن المجموعة0
فيما الرجل يهبط إلى الأسفل كسهم ناري , سمع مارك شهقة وأدرك أن سوزان اقتربن منه 0 ثم همست بخوف : أهذا أخوك ؟
أومأ مارك : يبدو ذلك0
انضم جايك إليهم وهو يوجه حديثه لمارك :- أتذكر حين كان زاك في الحادية عشرة من عمره ؟ لقد قفز عن سطح الدكتور فليت ، أليس كذلك ؟
رسمت الذكرى طيف ابتسامه على شفتي مارك := نعم ، وقد أحسن اختيار المكان ، بما أنه كسر ساقه 0
قهقه جايك :- من كان يظن أنه يتدرب ليكون بطلاً؟
عرض الشريط هبوط زاك الصاروخي نحو المرأة التي تهوي 0وبحركة سريعة كالبرق أمسك بها وقبض عليها بإحكام ، قبل أن يفتح المظلة0بعد ذلك هبطا محدثين موجة عظيمة من التراب0
كان مذيع الأخبار يعلق على المشهد ، حين ظهرت على الشاشة الصورة نفسها من زاوية أخرى 0بدا زاك تحت الحبال ، وهو يحاول أن يتخلص من قطعة قماش المظلة الذي أعاق تحركه0
أظهرت الكاميرا بسرعة وجهه ، وهو منهك في استخراج عدته 0
تعجب مارك كيف تغيرت ملامح أخيه منذ أن رآه للمرة الأخيرة 0لقد أصبح أطول قامة وأمتن بنية0لكنه مازال له نفس الابتسامة الساحرة ، والشعر الأسود الكثيف0
كان يكبر زاك بسنة واحدة فعمره الآن 36عاماً0
بينت الكاميرا زاك وهو يساعد أوليفيا نوردستورم على الوقوف رغم أن ساقها أصيبت 00راحت تشكر زاك بحرارة0
قالت سوزان : للسيناتور ابنة جميلة جداً0
ضحك مارك :- من غير زاك لينقذ الجميلات ؟
أضافت سوزان :- إنهما يشكلان ثنائي لطيف 0
أجاب مارك :- نعم ثنائي لطيف ومجنون0
عندها قالت ميمي :- لا أظن أنهما مجنونان ، بل يتجرعان كأس الحياة حتى نهايته0
- ولكن أحدهما كاد أن يتجرع السم اليوم0
- ولكنها لم تمت ، وهذا هو المهم0
ارتفع صوت سوزان :- أظن أن زاك يشبهك يا مارك 0
تنفس مارك الصعداء حين تغير الموضوع فهو يعرف فلسفة ميمي في الموضوع ، وأقل ما يتمناه هو اثارة الموضوع من جديد00فما الفائدة ؟!قال جايك ممازحاً : بما أنك أثرت الموضوع ، أظن أن زاك ومارك يشبهان بعضهما كثيراً ، فكلاهما يحب الحياة العائلية البسيطة 0
دفعت سوزان زوجها بمرفقها وأجابت :- يل لآرائك الشخصية الساخرة000في الواقع ، عنيت أن لمارك ابتسامة زاك 0ولكن زاك يملك أيضاً غمازة ، وهذا مالا تملكانه أنتما الاثنان0
اقتربت ميمي من مارك وقالت :- لا أصدق أن هذا أخوك 0 لـم لم تذكره قط ؟
أطفا مارك التلفزيون والتفت إليها محاولا إلا يقع في أسر عينيها التي اتسعتا مع دهشتها :- زاك أخونا الأوسط 0لم يتفق والملك جورج يوماً0 لذا غادر المنزل قبل وقت طويل0يقولجايك أنه حضر مأتم أمي ، لكنه اختفى سريعاً 00كان ذلك منذ ثماني سنوات0
كانوا يفتقدون ذلك المتشرد00رغم أن رجال ميريت لا يظهرون عواطفهم00
- باستثناء الاتصال في الأعياد ، فإننا إجمالا لا نتلقى منه خبر 0
- فلنواجه الأمر ، إن البطاقات البريدية ، ليست مثيرة بقدر عمليات الإنقاذ0
قهقهت سوزان وأمسكت بيد زوجها قائلة :- والآن يا عزيزي ، فلنذهب إلى الحديقة حيث ينتظرنا قالب الحلوى يحرسه جورج وكايل بحياتهما0إني أرفض أن ألتهم نصفه وحدي 0يكفي أن وزني سيزداد قريباً!0- حسناً ياحبيبتي 0 تعرفين أني أكره أن أخيب آمالك 0ولكني أظن أن جورج وكايل لا يقومان بالحراسة وحسب000
راقبهما مارك يخرجان فيما مزاجه الكئيب يتحول لغيرة سوداء00
تمتمت ميمي :- هذا مثير للاهتمام 0لقد تبين أخيراً أن في عائلتك جينات شهوة السفر0
ابتعد عنها ليخلص نفسه من عذاب تنشق شذاها0ثم اختلس النظر إليها وقال :
- قد تلتقين به ذات يوم في مجاهل أفريقيا أو القطب الجنوبي ، إن فعلت أخبريه أن عائلته ترغب في رؤيته ثانية 0
بقيت تراقبه ، واختفت ابتسامتها ثم قالت :
- حسنا ً0
نظرت ناحية الباب ، وكأنها لا تطيق صبراً حتى تخرج ، فدفعته كآبته المجنونة إلى القيام بإيماءة ساخرة ، ثم ضحك وقال :
- اذهبي ، فأنت لست سجينتي0
استدارت نحوه وأجابت :- بل تسجنني يا مارك، حتى صباح الاثنين0
حين تذكر أنها تتحرق شوقاً لمغادرة جزيرة ميريت000000وعن مصدر الإزعاج فيها خانته شجاعته 0فأدار ظهره لها وأسند يديه إلى عتبة النافذة 0
- تبا! يا ميمي0لقد تم إصلاح زورقك ، ويمكن لوكيل سفريات جايك أن يرسل لك بالفاكس بطاقة سفر في غضون دقائق ز إن كنت متلهفة للرحيل فارحلي!
أحنى مارك رأسه وهو يشتم نفسه على تفوهه بهذه الكلمات ، فهو لا يريدها أن ترحل ! لا بل يفضل قطع يده على أن0000
تمتمت بهدوء :- حسناً 000رائع 0
شيئاً فشيء تلاشى وقع خطاها ، حتى انقطع نهائياً0
سرت في بدنه قشعريرة مخدرة 0 ودوى في أذنيه صوت له من ريح الشتاء هديرها0
تلك الريح التي تغلغلت في شعرك وتظل تتردد في رأسك حتى بعد أن تحط العاصفة رحالها وتموت00

 
 

 

عرض البوم صور Lovely Rose   رد مع اقتباس
قديم 30-11-08, 02:38 PM   المشاركة رقم: 10
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس فعال جدا


البيانات
التسجيل: May 2006
العضوية: 5844
المشاركات: 413
الجنس أنثى
معدل التقييم: Lovely Rose عضو له عدد لاباس به من النقاطLovely Rose عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 140

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Lovely Rose غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Lovely Rose المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

11 / كيف ينساها

خشيت ميمي أن تكون أفسدت الحفلة بنفسها ،فمارك لم يخرج لتناول الحلوى مما هدد بالقضاء على سعادة سوزان وجايك 0تباً لها !!أكان عليها إن تتسم بهذه الأنانية وتقبل دعوتهما ، بالرغم من مشاكلها مع مارك؟إنهم عائلته أما هي فكان عليها ملازمة الكوخ ببعيد عن آل ميريت وحفلتهم الخاصة00
في غضون ساعة كان جايك قد دبر لها تذكرة لجاوا ، كما وعدها مارك 00وبات رحيلها أمر لا بد منه000كان الظلام يخيم على الكوخ ، فافترضت أن مارك قد خلد للنوم
منتديات ليلاس
ولما كانت الليلة منعشة صافية ، قررت ميمي أن تشرع نافذتها على مصراعيها ، عسى نسيم المحيط يلفحها ورائحته تتغلغل فيها 00وما إن فعلت حتى لمحت شعلة بين الأشجار 00ظلت لبرهة تحملق علها تكتشف أمر 000وأخيراً بدا لها وكأن أحد أضرم النار في العراء000
ترى من ، ذاك المرابط فوق الرمال ؟
تقدمت ميمي نحو الباب الأمامي واندفعت نحو الشرفة بفضول 0ترى هل يخيم عمال المنجم على الشواطئ ؟لا يمكن بالطبع !! ولا يعقل أن يكون الطبيب الموسوس وراء ذلك ، وإلا نظف الساحل بأكمله أولاً0بدأت تكتشف الحقيقة التي لا تصدق 0كان الرجل يجلس وحيداً ، لا رفقي له إلا ضوء النار والبحر000وهذا الرجل هو مارك فعلاً!!
كانت النيران قد أكسبته لوناً برونزياً غريباً00تمهلت في سيرها ، وقلبها يخفق بشدة ففي منظره من الإثارة ما لا يصدق0
استدار إليها وفي عضلاته المفتولة تشنج واضح 0وما لبث أن ناداها :
- هل من حالة طارئة ؟
- لا 0
جلست بقربه ، ثم حانت منها التفاته إلى وجهه 0كانت نظراته شاردة في البعيد 0 أيحق لها أن تلومه لأنه غفل عن النظر إليها ؟
- ماذا تفعل هنا ؟
رمقها بنظرة قاتمة وأجاب :- اهتم بشؤوني الخاصة 000كثير من الناس يقومون بذلك 0 يجدر بك 000
تابعت بابتسامة :- أن أحاول ذلك في بعض الأحيان 000أعرف ذلك 0
ثم أراحت ذقنها فوق ركبتيها وتابعت :- وأفترض أن رجال المراقبة لا يواجهون مشاكل معك، أليس كذلك ؟
أرادته أن يبتسم ، رباه كم اشتاقت لابتسامته000لكن كل ما فعله هو رميها بنظرة ضيقة ، وأشاح بوجهه0
سأل :- لم ما زلت هنا ؟ اعتقدت أنك تتلهفين للرحيل ؟
أصابتها كلماته القاسية بالغضب :- لن تنفجر الجزيرة !كان على أن أغسل ملابسي 0ومن ثم يفترض أن أحزم أمتعتي 0هل سبق وفعلت ذلك ؟
حاولت ألا تفكر في الألم المتفاقم في أحشائها وكأنه حداد على شعور مات واندثر00
- كما أن الطائرة تقلع غداً ظهراً 0لكن لا تقلق يادكتور ، إني راحلة مع أولى ساعات الصباح0
مرر أصابعه في شعره بذهول ، ثم أنزل يده واستند إليها 0كان لتقلص عضلاته أثر من عذاب لا يحتمل 00
كان وقعه على ميمي أشبه بنار محرقة ، وأحست بنبضها يتسارع حتى كاد أن ينفجر0
كانت تتوقع منه كل شيء إلا أن ينحني نحوها ويتسأل بوجد :- من هو صديقك المفضل ياميمي ؟
أذهلها سؤاله فتلعثمت :- في الواقع000أصدقائي كُثر ز
تفحص وجهها :- سم لي واحد0
أجابته بتحد :- لا تكن سخيفاً0لي أصدقاء منتشرون في كل أنحاء العالم 0بل الآف من الأصدقاء0
هز كتفيه استهجاناً:- إذاً، لا داعي لاتخاذ هذا الموقف الدفاعي0
حدقت فيه وقالت :-لست دفـ0000
قاطعها وهو يوجه لها نظرة تساؤلية أخرى :- كيف التقى والداك ؟
استغربت أسئلته 00أهي وسيلة لتمضية الوقت من دون تبادل أحاديث حميمة ؟ أم يسعى لمضايقتها ؟
- كانت أمي تقضي إجازتها في مصر ، مع بقية المعلمين حين000
بنظرة سريعة :- أقلت معلمين ؟ ألم تكن مصورة في البراري ؟
-كلا , لماذا ؟
- مجرد فضول0
عادت تحملق فيه عابسة ، فيما هو يحدق في المحيط0أطبق أسنانه بإحكام 0إذاً لم يكن غير مكترث كما أرادها أن تظن00
- هل كانت تحب التعليم ؟
- بل كانت تعشقه 0
همهم 00ثم وجه إليها نظرة متأملة لم تعجبها 00وشيئاً فشيء لمعت في ذهنها فكرة 0
- إن كنت تحاول أن تبرهن أن أمي هجرت عملاً عزيزاً على قلبها من أجل أبي، وأنها قتلت أحلامها لتعيش معه ، فأنت مخطئ تماما، لقد أنجبتني وعلمتني ، لم أكن تلميذة حمقاء ، بل أنا أفضل ممن تلقوا تعليماً منهجياً! وهذا يثبت أن أمي لم تتخل عن حلمها !
بعد أن فرغت من حجتها ، أحست بارتياح شديد ، ثم هتفت بنبرة جافة وهي تسعى للانتقام منه :
- ماذا بوسعك أن تقول الآن ؟
أحنى ظهره وراح ينفض الرمل عن يديه ، ثم وقف وقال :
- فهمت0
بقي مدة يحدق في المحيط القاتم ، وأخيراً تمتم برزانة:
- لقد قدمت لي يد المساعدة خلال هذه الأسابيع ، وأنا أقدر ذلك 0أتمنى أن تعثري يوما على ما تبحثين عنه0
صمت للحظات ، ثم أضاف بهمس :
- تصبحين على خير يا ميمي0
واختفى00000000
كان مارك يتناول طعامه الذي أرسلته سوزان بشرود تام 00ففي هذه الأيام ، بات الطعام بلا نكهة ولا طعم0أما حياته الخاصة ففارغة تافهة 0 لكن لحسن الحظ كان المرضى يتدفقون على عيادته ، فيحولون دون أفكاره تلك0
بذل في الشهرين اللذين تليا سفر ميمي ، جهداً ملحوظاً لمواعدة النساء 0وحين حل شهر تشرين الأول واجه الحقيقة المرة 0إنه يحب ميمي باتست ، ولا فائدة من إضاعة الوقت في مواعدة غيرها حتى يطردها من قلبه ، وينتزع جذور حبها العميق ولكن كيف لرجل أن يطرد امرأة من قلبه ، إن لم يسع لاستبدالها بأخرى ؟ لكن قلبه يرفض الانخراط في البحث عن ضالته المنشودة 0من هنا قرر أن يمنح نفسه المزيد من الوقت عله ينسى 0
قضم قضمة أخرى من شطيرته ، ثم أعادها للطبق 0لم يكن يشعر بالجوع 00ليته جائع فعلاً00ليته يشعر بالجوع أو الظمأ أو الإثارة أو الاهتمام0
- مرحبا يا أخي 0
التفت مارك ، وإذا به يرى جايك عند باب المطبخ ، فما كان منه إلا أن رفع حاجباً ، وهو عاجز عن الابتسام0سأله :- ما الأمر ؟
- كنت أنا وسوزان نفكر في الذهاب إلى بورتلاند ، لتناول العشاء ومشاهدة فيلم ، ما رأيك لو تتصل برفيقة ، فنذهب نحن الأربعة ؟
تنهد جايك كمن عيل صبره وأضاف :- اسمع ، أتمانع إن وضعت النقاط على الحروف ؟
نعم يمانع 00فالحديث عن تعلقه بميمي ولإطلال لا يفيد0إن عقله يدرك هذا تماماً ، لكن قلبه لا يدركه0
تمتم :- ليتك تنسى الموضوع ياجايك ، فأنا على ما يرام 0
سارع جايك بالقول :- لكنك لست سعيد0
هز كتفيه وقال :- أنا أهذي من السعادة!0
زم جايك شفتيه وقال :
- لا أريد أن أنعتك بالكذب ، ولكنك لا تبدو سعيداً
سارع مارك للإجابة بابتسامة عريضة :-إني أحاول إلا اظهر ذلك ، فأنت تعلم ما يقال عن الرجال الذين ينعمون بسعادة فائقة 0
قطب جايك وتمتم :- نعم000يحسدون000كأن يكون المرء باهر في الجمال أو فاحش الثراء ، أو سليم العقل0
اكتفى مارك بالابتسام وهو يعلم أن أي كلمة يتفوه بها لن تكون في صالحه 00
قال جايك بتعاطف :- إن تعليق الآمال على امرأة مضيعة للوقت 0فإما إن تبحث عنها أو تطردها من رأسك0
أقلع مارك عن ابتسامته البلهاء، وتمتم :- كيف ابحث عنها ، وأنا لا اعلم لها مكان؟
حدق جايك في أخيه فترة طويلة ، فمن يعرف الأحزان أكثر من الأخ الأكبر في عائلة ميريت ؟
إنما من حسن حطه أن وجد ضالته أخيراً في سوزان 0
تبادلت عيونهما حديث صامت ، احني بعده جايك رأسه 0000ثم هز كتفيه لا مبالاة واستسلاماً0

 
 

 

عرض البوم صور Lovely Rose   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أحلام, دار الفراشة, رينيه روزيل, روايات, روايات مكتوبة, غجريا بلا مرفأ
facebook




جديد مواضيع قسم روايات احلام المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t99543.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
ط؛ط¬ط±ظٹط© ط¨ظ„ط§ ظ…ط±ظپط£ pdf This thread Refback 30-04-16 07:50 PM
Untitled document This thread Refback 17-05-10 01:23 AM


الساعة الآن 01:21 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية