لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات احلام > روايات احلام > روايات احلام المكتوبة
التسجيل مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات احلام المكتوبة روايات احلام المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (1) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 29-10-08, 05:51 PM   المشاركة رقم: 11
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو متألق


البيانات
التسجيل: Oct 2008
العضوية: 101538
المشاركات: 89
الجنس أنثى
معدل التقييم: nevertity عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 23

االدولة
البلدMorocco
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
nevertity غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ماري-أنطوانيت المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

 
 

 

عرض البوم صور nevertity   رد مع اقتباس
قديم 29-10-08, 11:00 PM   المشاركة رقم: 12
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Mar 2008
العضوية: 66854
المشاركات: 2,022
الجنس أنثى
معدل التقييم: safsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 585

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
safsaf313 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ماري-أنطوانيت المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ماري-أنطوانيت مشاهدة المشاركة
  
السلااااااااااام عليكم عزيزاتي...

الف الف الف شكر على ردودكم...^_^

وعذرا عذرا عذرا على التأخير...

ان شاء الله الروايه ستنزل كامله الليله

وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته
ولا يهمك يا مارى يا عسوله احنا مستنيينك ومستنيين روايتك الحلوه يا قمر يالا متتاخريش علينا


 
 

 

عرض البوم صور safsaf313   رد مع اقتباس
قديم 30-10-08, 01:42 AM   المشاركة رقم: 13
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2007
العضوية: 29212
المشاركات: 47
الجنس أنثى
معدل التقييم: ماري-أنطوانيت عضو له عدد لاباس به من النقاطماري-أنطوانيت عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 102

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ماري-أنطوانيت غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ماري-أنطوانيت المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

عذرااااااااااااااااا عزيزاتي....

والله اشعر بالخجل منكن...لعدم انزالي بقية الفصول كما وعدت...

ولكني انشغلت بالجامعه...عذراااااااااااا

وهذه هي الفصول

الشكر لصبركن علي...

 
 

 


التعديل الأخير تم بواسطة ماري-أنطوانيت ; 30-10-08 الساعة 02:26 AM
عرض البوم صور ماري-أنطوانيت   رد مع اقتباس
قديم 30-10-08, 01:51 AM   المشاركة رقم: 14
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2007
العضوية: 29212
المشاركات: 47
الجنس أنثى
معدل التقييم: ماري-أنطوانيت عضو له عدد لاباس به من النقاطماري-أنطوانيت عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 102

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ماري-أنطوانيت غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ماري-أنطوانيت المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

كتبت هذا الفصل العزيزه (( روااان))
=====================



3- أم أم حاضنة؟

تشابكت عيناه بعينيها، وعلى الفور شعرت بالحرارة تعلو خديها،فحولت نظرها راجية ألا يكون قد لاحظ ارتباكها. كيف ستجري الأمور إذا ما تزوجت من جيرد؟ هل سيأتي إليها كل ليلة إلى المنزل ليحدثها عن نهاره؟ هل سيخططان معا لنزهة الأسرة في عطلة آخر الأسبوع؟ هل سيمزحان معا، يمضيان أوقاتا حميمة؟
عليها أن توقف هذا السيل الجارف من الأفكار الذي تملّكها، قبل أن تجعل من نفسها سخرية. نهضت ووضعت الكتاب على الرف، وأملت أن يكون جيرد من التعب بحيث لا ينتبه إليها، فقد كان يفكر بصوت عال، وهذا لا علاقة له بها. ثم قالت ببرودة:
-أظن أنك على حق. سيكون الأمر أسهل، إذا وجدت زوجة تبقى في البيت طوال النهار وتحضن طفلتيك.
كرهت فكرة أن يختارها كزوجة لمجرد قدرتها على رعاية الأطفال.
-المرأة التي ستتزوجني ستكون أما لأولادي، ولا أظنها ستعتبر نفسها حاضنة لطفلتيّ!
هزت كاسندرا كتفيها ثم تحولت نحو الباب وقالت: "سأتفقد التوأمين، ثم أبدأ بتجهيز العشاء. يبدو أن السيدة هنتر لم تكن تأكل هنا كثيرا، إذ ليس في البيت الكثير من الطعام".
-يمكننا أن نطلب شيئا من المطعم. لست مضطرة للقيام بذلك بنفسك!
قال ذلك ونهض واقفا، فلاحظت كاسندرا أنه رجل ضخم الجثة وبدا أنه يملأ الغرفة بحضوره.
-لا مانع لدي، فأنا أحب الطهي.
وأسرعت بالابتعاد... الابتعاد عن تلك الأفكار التي راودتها، وعن ذلك الحنين الغامض الذي أثارته.
أخذ جيرد ينظر إليها وهي تغادر الغرفة، متسائلا ما سيكون جوابها فيما لو عرض عليها الزواج. ستكون علاقتها ممتازة بالتوأمين. وسيرتاح تماما أن يكون مع الطفلتين شخص ضليع بأمور الأطفال وتربيتهم، فيزيح عن كاهله جزءا من تلك المسؤولية.
ستحاول هيلين أن تجد له مربية خبيرة، لكن المرأة المستخدمة يمكنها ان تترك العمل في أي وقت وتذهب، أما الأم فتبقى!
التفت ببطء إلى الكرسي التي أصبحت الآن شاغرة وتصور نفسه آتيا من العمل إلى البيت كل يوم ليجد كاسندرا محاطة بالأطفال، وشعها مسترسل على كتفيها، ونظارتها على المنضدة، وعيناها الواسعتان تضحكان له، وهي تخبره عن تصرفات الأطفال المضحكة. سينسى عندئذ العمل لفترة ويشاركها رعاية أطفاله وهم يكبرون.
هز جيرد رأسه مقطبا جبينه إلى كون تلك الأفكار مجرد تخيلات، فقد سبق أن أوضحت له كاسندرا باولز أنها امرأة تكرس نفسها للعمل، ولا تعتبر الزواج من أرمل له أولاد زواجا تطمح إليه النساء. من جهة أخرى، لم يكن جيرد بعد زواجه من مارلين، يود الزواج بسيدة أعمال مرة أخرى.
لقد نجح ذلك الزواج، وبلغ هدفهما الذي تزوجا لأجله، ولكنه يريد أكثر من ذلك في المرة التالية، إذا كانت هناك من مرة تالية.
حمل كيس ملابسه وسار إلى غرفة مارلين. قرر أن يأخذ حماما سريعا، ويرتدي بنطلون جينز. وتساءل عما إذا ما كانت أرشلي وبريتاني ستصبحان أكثر نشاطا بعد الغفوة. كان متشوقا لمعرفة ذلك... فهو يريد أن يعرف أكثر عن ابنتيه.
ما إن دخل غرفة النوم، حتى راودته فكرة أجفلته. كان ثمة سرير واحد فقط، بجانب سريري الطفلتين في الشقة كلها. ماذا سيفعلان الليلة؟ وعادت إليه تلك التخيلات... كاسندرا في فراشه، وشعرها الأسود اللامع منتشر على الوسادة البيضاء، ووجهها يتألق حبا.
حب؟ هذا شيء لا يمكن توقعه من سيدة أعمال مرهقة تستسلم للنوم بعد نضال مرير.
كانت الأريكة التي جلس عليها لا تصلح للنوم، فهي صلبة خشنة التنجيد وكأنها أثاث متحف، كانت تبدو أنيقة لكنها لم تكن مريحة.
يمكنه أن يذهب لقضاء الليلة في فندق، ولكن هل سيدع كاسندرا تعنفه لهجره طفلتيه بعد أول لقاء له بهما؟ هذا غير ممكن!
دخل الغرفة وفتح حقيبته، فأخرج منها بنطلون جينز وقميصا كحليا، ثم دخل الحمام.
فكر أن يستأجر لها غرفة في فندق! لكنه سرعان ما نبذ تلك الفكرة فهو يحتاجها هنا في الشقة، خوفا من أن تستيقظ الطفلتان أثناء الليل. عليه أن يقرر شيئا أثناء العشاء. أما الآن، فكل ما يستطيع التفكير فيه هو ذلك الحمام الساخن.
عندما انتهى من الاستحمام، سمع ثرثة الطفلتين، فابتسم وهو يرتدي بنطلونه وقميصه. إنهما حتما ستغيران جو بيته في سان فرانسيسكو... لا بل ستغيران نظام حياته كلها! سيكون عليه أن يبحث عن شقة أوسع، أو ربما بيت مع حديقة. هل ستطلب الطفلتان كلبا؟ وتذكر كلب جده. لو بقي "رانجر" حيا، كيف كان سيتصرف مع الطفلتين؟ وماذا عن جده؟
-أتريدين المساعدة؟
ألقى هذا السؤال على كاسندرا وهو يدخل المطبخ، وقد تملكته الرغبة لرؤية الطفلتين... وكاسندرا. فالتفتت الطفلتان وكضتا نحوه، فانحنى ورفع الاثنتين.
-مرحبا يا أشلي، مرحبا يا بريتاني! هل نمتما جيدا؟
فابتسمت أشلي وأومأت بقوة، ثم قالت له: "أعطتني "كاسي" جزرة".
-وأنا أيضا.
قالت بريتاني هذا وهي تريه جزرتها. فقال جيرد وهو يقترب كاسندرا:"ما أجملهما. ربما ستعطيني "كاسي "واحدة".
فابتسمت كاسندرا له بوجه مشرق لم تغطه أي نظارات، ما حبس له أنفاسه. كانت تبدو بغاية الجمال. عيناها ترقصان هزلا والدم يصبغ وجنتيها وقد انزلق شعرها من ضفيرتها. لو لم يكن يحمل ابنتيه، لتخلل شعرها بأصابعه، وأسدله على كتفيها.
- سأعطيك جزرا إذا قمت بتحضير الهمبرغر، لقد نسيت أن الأطفال الجائعين لا يتحلون بالصبر. إذا عملنا معا، سوف نحضر الطعام بشكل أسرع.
وابتسمت كاسندرا لهم، ثم بهتت ابتسامتها فجأة وهي تراه يرتدي ملابس عادية. لم تره قط بمثل تلك الملابس، فقد كان يرتدي دوما بذلة العمل. ولسبب ما، جف حلقها. كان يبدو بغاية الروعة، وأصغر سنا وأكثر جاذبية لكنها ذكرت نفسها بأنه رئيسها فحسب.
سألها رافعا حاجبه: "همبرغر"؟
-عثرت على لحم في الثلاجة، وقليت البطاطا، وسأنهي السلطة الآن. سوف نأكل الهمبورغر من دون خبز، لأنني لم أجد خبزا هنا.
والتفتت كاسندرا إلى الخس الذي كانت تفرمه، متجاهلة الرغبة التي شعرت بها للنظر مليا إلى تلك الصورة الجديدة لجيرد هنتر. ولكن لديها عملا عليها أن تنجزه، ولا وقت لديها للتخيلات.
سأل جيرد طفلتيه: "حسنا، هل تساعداني في تحضير الهمبرغر أيتها الفتاتان؟".
فقالت له كاسندرا، عابسة: "لا".
ألا يعرف هذا الرجل قدرات طفلة في الثانية من عمرها؟
فردد هو : "لا؟".
- ليس بجانب فرن حار! يمكنهما، بدلا من ذلك، أن تعدا المائدة!
أنزلهما جيرد على الأرض وأخذ يبحث عن درج أدوات المائدة.
سرت قشعريرة خوف في جسده للتفكير بالتوأمين وهما تركضان حاملتين شوكة في كل يد فقال: "ما رأيك في أن ألهيهما أنا، بينما تحضرين أنت الهمبرغر؟".
-كما تشاء.
فقالت بريتاني وهي تتعلق ببنطال كاسندرا: "هل تلعبين معي يا "كاسي"؟".
-أنا مشغولة الآن يا حبيبتي، سيلعب معك البابا!
حملهما جيرد وتوجه بهما إلى غرفتهما، وقد بدأ يعتاد على لقب البابا من كاسندرا. متى ستناديه طفلتاه"بابا"؟
عندما بات العشاء جاهزا على المائدة، كان التعب قد بلغ مبلغه من جيرد. وشعر بالإشفاق على الآباء في كل مكان. لقد أمضى أقل من ساعة في مراقبة الطفلتين، ومع هذا تعب... لكنه بدأ يشعر بالاهتمام لأمر تلك المخلوقتين الصغيرتين. راح يراقبهما كيف تلعبان، وتتحدثان دون انقطاع، وحاول أن يتعلم لغتهما المضحكة.
تملكه الغضب للتفكير بمارلين. لماذا حرمته من ابنتيه لمدة سنتين؟ هل كانت ستخبره عنهما لو لم تمت؟
كان العشاء أشبه بمغامرة، فالطفلتان لم تأكلا الكثير، ووقع نصف ما حاولتا تناوله على الأرض أو على المائدة أو على ثيابهما. لكن جيرد لم يحاول أن يصحح تصرفهما، ولا حتى كاسندرا التي قالت وهي ترى حيرته:"إنهما تأكلان ما يكفي لنموهما، أما الباقي فيمكن تنظيفه!".
لقد عاشت مع الأطفال سنوات جعلتها تعلم أنهما ستأكلان ما يكفيهما، ومن غير المعقول تأنيبهما في آخر ليلة تمضيانها في منزلهما.
سيكون الغد مشحونا بالتغييرات، فلتستمتعا الليلة!
-أنا خائف من وقت تناول الطعام في الطائرة غدا.
قال جيرد هذا، فيما كانت بريتاني تلقي بالخس على المائدة باشمئزاز، ربما كانت لا تحب الخس.
فقالت له: "أقترح أن نطعمهما بنفسنا غدا على الطائرة، بدلا من أن ندعهما تأكلان وحدهما، فتناول الطعام في المنزل شيء، والأكل في مكان عام شيء آخر. نرجو من الله ألا يقدم لهما طعام بالمرق".
-كم طفا رعيت؟
طرح عليها ذاك السؤال بعد أن أعجب بقدرتها على تصور الأمور مسبقا. وتساءل كم من أشياء أخرى تخفي عليه؟
-آه، الكثير، وخصوصا في دار الرعاية مع أبوي بالتبني. كان في رعايتهما توأمان، ذات مرة، لكنهما كانا أكبر سنا من ابنتيك، وكانتا مشاغبتين للغاية.
وابتسمت وهي تتذكر. لم يبد الأمر لها سيئا تماما، ولكن هذا لا يعني أنها تريد أن تعود للعناية بالأطفال، مرة أخرى. إنها تحب مهنتها الحالية، وهي ماهرة فيها.
فقال وهو يتأملها مفكرا: "أنت إذا خبيرة تماما بالنسبة إلى كل الأعمار!".
-نعم.
ونظرت إليه بحذر، وترجّع في ذهنها صدى كلمات قالها لها من قبل. وفكرت أنه إذا طلب منها أن تتزوجه لترعى طفلتيه، فسترشقه بأي غرض يقع تحت يدها...
ابتسم لها جيرد وقال:"أخبريني المزيد عن اتحاد الشركات العالمية. هل قمت بتحليل العوامل المساعدة لذلك؟".
-نعم لقد فعلت، رغم أن تحليلي ما زال بحاجة إلى الدراسة. على كل حال، أظن أنه بإمكاننا أن نتبين مواطن الضعف والأشراك غير المتوقعة ونضع دائرة حولها حاليا. وعندما يتحسن وضع الشركة، سوف نطرح مشروعنا هذا. ولكن في الوقت الحالي، من الخطأ أن نجازف.
ودون أن تتوقف، مدت يدها تمسك بفنجان حليب بريتاني الذي كاد أن يقع على الأرض.
منتديات ليلاس
بقي جيرد وكاسندرا يتحدثان عن العمل طيلة العشاء، مع الالتفات قليلا للتحدث إلى الطفلتين، واستمتعت كاسندرا بذلك، وبدأت تسترخي. لم تحظ، منذ وقت طويل، بفترة لتناول العشاء. كل ما كانت تفعله هو أكل أي لقمة آخر النهار، في البيت، أو على مكتبها، عندما تتأخر في العمل. كانت تسعى إلى التقدم في عملها في أسرع وقت ممكن، حتى أنها كانت تبقى ساعات بعد الدوام، إلى أن يخرج باقي الموظفين.
لم يعد جيرد إلى ذكر رغبته في العثور على زوجة أخرى، فعنفت كاسندرا نفسها لظنها أنه كان يعنيها هي. ستعود الأمور إلى طبيعتها، في سان فرانسيسكو، فتعود هي إلى حياتها الخاصة ويجد جيرد امرأة تهتم بابنتيه.
-لتغسل الأطباق!
فقالت كاسندرا وقد أدهشها أن يعرض عليها جيرد ذلك: "حسنا!".
شعرت بشيء من تأنيب الضمير، فقد وجدت جيرد رجلا حساسا، وليس مستبدا كما عهدته في مكتبه. ولم تكن تتوقع منه هذا. ساعدتها تلك الرحلة على معرفة مديرها المستبد عن كثب. ولن تنظر إليه بعد ذلك بالنظرة التي كانت تنظر إليه بها في المكتب.
-أنت طهوت العشاء، ونحن سننظف كل شيء. بالمناسبة، كان العشاء لذيذا، شكرا لك!
-لا يمكن أن تسمي ذلك العشاء عشاءً ناجحاً. لقد كان مجرد شريحة همبرغر وبطاطا وسلطة.
-مع ذلك، كان لذيذ المذاق، وأنا مسرور لعدم اضطراري لطهيه بنفسي.
-هكذا إذن.
وابتسمت للفتاتين ثم قالت:"ربما علي أن أحممهما، لتخلدا إلى النوم بعد ذلك. قالت آني إنهما تنامان عادة في الثامنة".
-هل حزمتما كل أمتعتهما؟
-الثياب كلها وبعض الألعاب، أما البقية فقد تركناها لترسل بالشحن. وسنكون جاهزين للسفر في الصباح الباكر.
قالت كاسندرا ذلك وراحت تفكر بالمكان الذي ستمضي فيه الليلة.
أترى جيرد انتبه غلى وجود سرير واحد فقط في البيت؟ نظرت إليه وهو يحمل الأطباق إلى الحوض. لم تقل شيئا. كانت لديها فكرة، لكنها ستنتظر إلى أن يتطرق هو إلى هذا الموضوع. في هذه الأثناء، سترتب السرير وتضع عليه ملاءات جديدة، وتملأ حوض الحمام، لتستحم الطفلتان.
-سأضع كرسيين قرب الحوض لتقفا عليهما، فيمكنهما المساعدة.
قالت كاسندرا هذا ورفعت كل طفلة توقفها على الكرسي وتنصحها بالحذر، ثم تركته مع طفلتيه. فالأسرة الجديدة بحاجة إلى وقت للترابط.
نظرت إلى خلفها وهي تغادر المطبخ فشعرت أن الأسرة قد بدأت تتماسك.
كانت كلمة "المساعدة" تعبيرا ملطفا لما كان يحدث. فقد كانت أشلي تعشق اللعب بالصابون، فيما كانت بريتاني تعيد الصحون وبقية أدوات المائدة إلى الحوض، بعد أن يغسلها جيرد. وبهذا الشكل، توقع جيرد أن ينتهي من غسل الأطباق مع حلول الصباح.
لكنه لم يتذمر، بعد أن رأى الفرحة في أعينهما أثناء"مساعدتهما" له.
لم يخبره أحد من قبل عن روعة الأطفال الصغار. وتمنى لو عرفهما منذ ولدتا،ورآهما منذ خطتا خطواتهما الأولى، وسمع كلماتهما الأولى.
ربما كان ذلك ساعده على فهم حديثهما الآن، الذي بدأ يفهم معظمه. لكنهما كانتا أحيانا تتحدثان مع بعضهما البعض بلغة خاصة بهما ربما. وعندما كان يصغي إليهما جيدا، كان يوشك على الفهم. فجأة تناهى صوت كاسندرا إلى مسمع جيرد، تقول: "هل ستبقون هنا طوال الليل؟".
فالتفتت بريتاني بسرعة وكادت تسقط من على كرسيها:
"كاسي...أنا أساعد".
-انتبهي كي لا تقعي.
حملها جيرد ووضعها على الأرض، فقالت كاسندرا ضاحكة:"حان وقت الاستحمام".
نظر جيرد إلى ملابس الطفلتين المبتلة، وإلى بنطلونه المبتل هو أيضا، وقال:"إنها طريقة جيدة لاختصار وقت الاستحمام. كل ما عليك أن تفعليه هو أن تشطفيهما بالماء!".
-هذا صحيح. هيا يا بنات، ستلعبان عشر دقائق في الحوض ثم تخلدان إلى النوم.
سألتها أشلي وهي تنزل عن الكرسي، رافضة أن يساعدها أبوها:"ألن تروي لنا حكاية؟".
وقالت بريتاني وهي ترفع ذراعيها ليحملها أبوها:"نعم، ألن تروي لنا حكاية؟".
رفع جيرد بريتاني عن الكرسي وانزلها على الأرض، فركضت خلف أختها. فكر جيرد أن يدعوها إلى العشاء، حالما يعودون إلى سان فرانسيسكو، كعربون شكر. ربما يأخذها إلى ذلك المكان قرب حوض السفن الذي توجد فيه حلبة للرقص، فيتحدثان أثناء العشاء كما فعلا الليلة، وربما يرقصان قليلا. فقد كان يشعر برغبة قوية لأن يمسكها بين ذراعيه، فيشعر بأنوثة جسدها أثناء تمايلها على وقع الأنغام، وينظر إلى البريق في عينيها. من المؤكد أنها لن ترتدي بذلة أثناء الخروج للعشاء، ولا نظارات. أتراها ستسرح شعرها بشكل آخر، أم ستدعه يفك لها ضفيرتها، بنفسه في المساء؟
بعد أن فارقه تماما شعور الأبوة، أطفأ النور واتجه إلى الحمام. ومع اقترابه منه، كانت أصوات الضحك الطفولية والعبث بالماء تعلو. وقف عند العتبة وأخذ ينظر إلى التوأمين، وهما تبذلان جهدهما في التهرب من محاولات كاسندرا لغسلهما. أعجبته الطريقة التي كانت تتصرف بها كاسندرا مع ابنتيه. فقد كانت صبورة جدا معهما ومرحة، وكذلك كانت معه هو. ورأى أن عينيه كانتا تستقران عليها أكثر منهما على الطفلتين.
رأته بريتاني، فضحكت. ورفعت أشلي بصرها وضحكت هي أيضا، وحيره منظر هذين الوجهين المتماثلين اللذين كانا يبتسمان له، وقالت كاسندرا لهما وهي تنظر إليه من فوق كتفها:"هذا بابا".
فاخذت أشلي تغني وتبعتها بريتاني:"بابا بابا بابا ".
فقال جيرد:"جئت للمساعدة، ولكن يبدو أنك تسيطرين تماما على الوضع!".
فقالت باحتجاج:"إياك أن تجرؤ على تركي وحدي. أحضر منشفة وخذ طفلة، وسأحضر أنا الأخرى، ونضعهما في السرير، لتخلدا للنوم".
استغرق ذلك مدة أطول مما كان جيرد يتوقع، ولكن عندما لبست الطفلتان قميصي نومهما ومشطت لهما كاسي شعرهما، وبدت رائحتهما نظيفة حلوة، هفا قلبه إليهما.
قالت أشلي:"ألن تروي لنا حكاية، يا كاسي؟".
فقالت كاسندرا وهي تمسح الأرض: "اركضي واحضي وأحضري كتابا، يا حلوتي". ونظرت إلى جيرد وهو يجلس على الأرض، إلى جانبها، فضحكت برقة، ثم جلست مثله مستندة إلى الحوض، وقالت:"هل هذا هو الرجل نفسه الذي كان يعمل خلال الإعصار والعواصف من دون أن يدع شيئا يقلقه؟ تبدو منهكا للغاية!".
-هذا ما أشعر به فعلا. ما زلت متعبا من رحلة بانكوك.
عضت شفتها السفلى لتمنع نفسها من الابتسام، وقالت له:" ربما هذا من جملة الأشباب. ولكن لكي تصبح أبا، يلزمك الكثير من القدرة على الاحتمال".
أراح رأسه إلى الجدار مغمضا عينيه. كسا الاحمرار وجهها من الجهد الذي بذلته، فبدت دافئة تنضح بالأنوثة. وكانت النظارات مازالت في المطبخ، وشعرها منسدلا تماما على كتفيها. منذ متى أصبح شعرها هاجسا في نفسه؟
قال لها ببطء:"ليس لدينا ما يكفي من الأسرة".
فرفعت بصرها وأومأت: "لكن لدي حلا، السرير في غرفة نوم زوجتك مزدوج"..
حبس جيرد أنفاسه. هل ستقترح عليه أن يتشاركا السرير؟ ألا يهمها أنهما لا يعرفان بعضهما البعض، بما فيه الكفاية؟ إنه سرير كبير مريح لشخصين. هل سيتمكن أخيرا من رؤية ذلك الشعر الداكن اللامع منتشرا على لوسادة، ويرى ذلك الجسد الرائع في قميص نوم هفهاف شفاف؟
لكن تأملاته لم تدم طويلا إذ قاطعته كاسي قائلة:" لذا فكرت أنه بإمكاننا أن ندفعه نحو الجدار، وننام فيه أنا والفتاتين ، على أن أنام أنا من الناحية الخارجية، فلا تقعان منه".
رمش بعينيه وهو ينظر إليها. ستتشارك هي والطفلتان السرير وأين سينام هو؟
-ويبقى لي السريران الصغيران؟
فضحكت وهزت رأسها:"حتى ولو ناسبك فأنت ستقع منه على الأرض. لكنني فكرت في أنه يمكنك أن تضع الفراشين معا على الأرض وتنام عليهما. ليس هذا بالحل الجيد، لكن ما من حل آخر، إلا أن أذهب إلى فندق".
وأدرك أنها لن تقبل أبدا بمشاركته السرير، فقال:"لا، اعتقد ان فكرتك ممتازة!".
ونهض ومد لها يده يساعدها على الوقوف. كانت يدها دافئة في يده، وأصغ مما توقع. وعندما وقفت شم رائحة جسمها الحلوة الدافئة، ورآها وكأنها حبست أنفاسها. وبطء، مد يده يفك المشبك الذي يثبت شعرها، ثم أمسك بضفيرتها قائلا:"لقد انحل شعرك".
وقبل أن تجيب، فتح المشبك وحل بقية ضفيرتها، وعندما حاولت أن تمسك شعرها اشتبكت يداها بيده.
-أنا أعرف انه مشعث. يمكنني أن أغتسل بسرعة وأسرحه، إذا قرأت أنت لهما القصة.
-لا أظنه مشعثا بل يبدو جميلا!
تجاهل يديها، وأخذ يمشط شعرها الحريري بأصابعه حتى انتشر على كتفيها، وراح يتألق تحت ضوء المصباح. أمسك بذقنها يديرها إليه ليرى تأثير ذلك على وجهها، فشعر بنبضات قلبها تتسارع. بدت رائعة الجمال، عيناها واسعتان يملأهما التساؤل وهما تحدقان في عينيه، وخداها متوهجان وشعرها سحابة رائعة حول وجهها.
- أشكرك على العناية بابنتيّ.
قال هذا برقة ، ثم انحنى وعانقها.
مضت لحظة ظن فيها أنها تجاوبت معه. ثم اندفعت مبتعدة عنه متعثرة تكاد تقع في الحوض، فأمسك بها إلى أن استعادت توازنها فتركها ثم قال:"سأرى أي قصة ترغبان في أن أرويها لهما".
وانتظر ليرى نا إذا كانت ستقول شيئا، لكنها أومأت فقط وقد بدا عليها التوتر. فذهب يبحث عن الطفلتين. وعندما وصل إلى الردهة، تمتمت وهي تقول لنفسها ساخرة:"هذا عظيم!".
عناق سريع من رئيسها كاد يجعلها تقع في الحوض! وضعت يديها على خديها وأغمضت عينيها... يا لحماقة المرأة أحيانا!
كانت عدم خبرتها تدعو للرثاء، فهي لم يسبق لها أن خرجت مع الكثير من الرجال، لا بل إن الرجال الذين خرجت معهم كانوا لا شيء أمام جيرد. لهذا لم تتوقع عناقا... خصوصا من رئيسها. لكنها أخذت تنصح نفسها بألا تضخم الموضوع. ونظرت حولها بذهول. كان مجرد عناق شكر لرعايتها طفلتيه.
توجهت إلى غرفة النوم محاولة عدم التفكير بما جرى. ستستحم وتتهيأ للنوم فيما ينتهي جيرد من سرد الحكاية على الطفلتين.
كان جيرد قد دفع السرير الواسع إلى الجدار، ووضع الفتاتين عليه، ثم استند على كومة من الوسائد لكي يقرأ. وعندما دخلت، نظر الثلاثة إليها، فقالت:"سآخذ فقط أغراضي للاستحمام".
أومأ جيرد، ثم عاد يقرأ، وبعد ثوان، كانت كاسندرا داخل الحمام المقفل. شعرت بأنها حمقاء للغاية. ماذا كانت تتوقع؟ أن يقول لها شيئا يلطف الأجواء؟ فهي التي انفعلت للغاية!
خلعت ثيابها وهي تفكر في الرجل الجالس في الغرفة بجانبها، ثم وقفت تحت الدوش. ولسبب ما، شعرت بأن الاستحمام وهو على مقربة منها، عمل جريء.
وعندما عادت إلى الغرفة، كان قد أنهى قراءة الكتاب الثاني. فسألها:"هل انتهى كل شيء؟".
كان شعرها رطبا متموجا على ظهرها. وكانت قد سرحته وتركته منسدلا ليجف أثناء الليل. وبعد أن لبست قميص نومها، اكتشفت أن القميص لم يكن كافيا لتغطية كل شيء. فلفت حولها منشفة كبيرة، وإذ نظر إليها ذاهلا، تملكها الارتباك. كانت تلبس قميصا قطنيا يوميا ملفوفا بمنشفة، وتضم بنطلونها الجينز وحذاءها إلى صدرها. أتراها تقدم عرضا؟
أجابت:"نعم، وهل انتهيت من سرد الحكايات؟".
سألته محاوة التصرف بشكل طبيعي.
-انتهينا لتونا.
-حسنا، سأنام الآن مع الفتاتين، فأنا لم أنم جيدا على الطائرة، فغدا سيكون يوما شاقا!
نظر جيرد إلى ساعته، فكانت بالكاد تشير إلى الثامنة. لكن البقع الداكنة تحت عينيها كانت تظهر أنها مرهقة.
قبّل جيرد الطفلتين وأزاحهما جانبا، ليترك مكانا لكاسندرا، ثم نهض وأخذ وسادة، وتوجه نحو الباب. وتنحت هي جانبا لكي يمر.
-هل ستوقظني باكرا، أم علي أن أبحث عن منبه؟
-سأوقظك عند الساعة السادسة، علنا نحظى بفرصة نرتدي فيها ثيابنا قبل أن يستيقظ الملاكان.
-آمل ذلك!
قالت ذلك وابتسمت بخجل، ثم سارت نحو السرير. خرج جيرد فتنفست الصعداء، وأخذت المنشفة وراحت تنشف بها شعرها وهي تثرثر مع الطفلتين برقة.
وانفتح الباب فجأة:"ملاءات! أين أجد ملاءات للفرش؟".
أجفل فجأة وراح يحدق بها. كان القميص الذي ترتديه يصل إلى أعلى ساقيها، مظهرا ساقيها المتناسبتين ومستديرات جسدها. ابتلعت ريقها بصعوبة للنظرة التي بدت في عينيه، وأنزلت المنشفة ببطء حتى تدلت أمامها.
-خزانة الجدار في الردهة تحوي البياضات. لقد وجدتها حين كنت أفش هذا السرير.
لم يحدث أن نظر إليها رجل بمثل هذا الاهتمام الجريء من قبل. أخذ قلبها يخفق.
-حسنا، أراك في الصباح.
لقد نامت الطفلتان على الفور، بينما لم تتمكن هي من ذلك رغم تعبها البالغ. راحت تراودها أفكار منعتها من النوم. تذكرت عناق جيرد وردة فعلها الغبية، فرجع صدى كلماته في رأسها حين قال إنه قد يحتاج إلى زوجة، وتذكرت كيف أعربت له عن تصميمها على المضي في مهنتها.
وجدت تينك الطفلتين عزيزتين حبيبتين للغاية. ولكن ما الذي جعلها تحبهما إلى هذه الدرجة، بعد يوم واحد من تعرفها إليهما؟
****************************
-كاسندرا؟
أخذ جيرد يهزها بلطف، ففتحت عينيها ثم أغمضتهما. كانت الغرفة معتمة، وضوء الفجر لم يتسرب بعد من خلال الستائر. كانت كاسندرا تنام على جنبها، بينما كانت الطفلتان متعانقتين، وبدا السرير فسيحا رغم أنهن كن ثلاثة.
-هممم...
ابتلع ريقه بصعوبة. كان شعرها الداكن المتموج منتشرا على الوسادة، فشعر بدافع قوي لأن يدفن وجهه فيه.
-كاسندرا، استيقظي.
فتحت عينيها وحدقت إليه، ثم لاحت على شفتيها ابتسامة رقيقة.
فقاوم رغبة جامحة تملكته لمعانقتها. ولكن لا الوقت ولا المكان كانا مناسبين لإطلاق العنان لأشواقه. لديه أسرة يريد أن يأخذها إلى بيته.
همست تسأله عن الساعة وهي تنهض مستندة على مرفقها، تنظر إلى الطفلتين، وتتمطى.
-إنها السادسة. طلبت أن يرسلوا لي سيارة عند الساعة السابعة والنصف، هل ستكونين جاهزة حينذاك؟
-بالتأكيد. هل حضرت القهوة؟
-سأحضرها في الحال.
لكنه لم يتحرك من مكانه، بل سمّره مظهرها عند استيقاظها من النوم. أتراها أحد أولئك الذين يريدون قهوة قبل مزاولة أي عمل؟ أم أنها متلهفة لابتداء عمل اليوم؟ كانت بالأمس غريبة الأطوار، فهل ستكون كذلك هذا الصباح؟
قالت وهي تجلس وتفرك عينيها:"سأرتدي ملابسي حالا".
- عندما تنتهين من ذلك، تعالي إلى المطبخ!
ثم استدار بالغم عنه وغادر الغرفة. ذهب ليحضر القهوة ويى ما إذا كان هناك بوسعهم أن يأكلوه قبل أن يخرجوا. وكان قد ارتدى ملابس مريحة، وجهز حقيبته وحقائب طفلتيه ووضعها بجانب الباب.
-يالها من رائحة شهية.
هتفت كاسندرا بذلك، وهي تدخل الطبخ بعد دقائق. قررت، وهي تتدي ملابسها، أن تمرح بتلك الرحلة، قبل أن تأتي نهاية اليوموتستقر في شقتها، فتصبح الرحلة مجرد ذكرى. وإذا حدث وعانقها جيرد مرة أخرى ليشكرها، فلن تنهار، بل ستكون مستعدة!
-هل أنت جاهزة للسفر؟
-نعم، لقد وضعت كيسي بجانب حقائبكم. ربما علينا أن نأكل في المطار. ما رأيك؟
كانت تتحدث بسرعة، راجية أن تخفي بذلك، الانجذاب الذي تملكها لرؤيته.
-هذا اذا استطعنا الانتظار حتى نذهب إلى المطار. لقد انتهت اقهوة على كل حال.
أحضرت فنجانين ملأتهما ثم ناولت واحدا لجيرد، ثم أخذت فنجانها وراحت ترشفه وهي تستند إلى منضدة العمل بعيدا عنه. تنحنحت وسألته:
"هل نمت جيدا الليلة الماضية؟".
فهز رأسه: "أبدا. أخذ الفراشان ينزلقان عن بعضهما، كلما تحكت، فوقعت على الأرض عدة مرات".
فرفعت فنجانها إلى فمها تستر به ابتسامتها، وقالت:"آسفة لذلك، وعلى كل حال ستمضي الليلة القادمة في سريرك. ما الذي سفعله بالنسبة إلى الطفلتين عندما تصل إلى بيتك، هل اشترت هيلين لهما سريرين؟".
فأجفل جيرد: "تبا لذلك، لا أدري. لم أفكر في ذلك قط".
ونظر إلى ساعته، فقالت: "إنس هذا، وإياك أن تتصل بها الآن لأن الساعة الآن هناك الرابعة صبحا، يمكنك أن تتصل بها من المطار".
-أرأيت مدى أهميتك في هذه لرحلة؟ كان وقت النوم سيحين قبل أن أتذكر شراء سريرين.
-أنا مسرورة لتمكني من المساعدة.
ومع أنها كانت مستاءة لإجبارها على القيام بهذه المهمة، إلا أنها كانت مسرورة لتمكنها من مساعدته، فقد كان حقا بحاجة إلى ذلك.
-عندما نصل إلى هناك، سوف أدعوك إلى العشاء ذات ليلة.
رفعت بصرها إليه بدهشة قائلة: "حقا؟ لكن هذا غير ضروري".
-لو كان ضروريا لما رغبت بأن أفعله، أما الآن، فأنا أرغب في ذلك.
-لماذا؟
-لأشكرك على كل هذا.اعتبري هذا هبة من العمل لقاء مهمة غير عادية.
-متى ستدعوني؟
-الجمعة؟
-وماذا عن الطفلتين؟
-لم افكر في اصطحابهما.
-هل وجدت لهما حاضنة؟
لكن جيد لم يفكر قط في هذا الأمر. ألن تفعل هذا المربية التي استخدمتها هيلين لهما؟ أخبرته هيلين بعد ظهر أمس عندما اتصل بها، بأنها لم تجد مربية تنام في البيت. وقد يستغرق العثور على واحدة، وقتا.
وقد أعطاها فرصة حتى عصر هذا اليوم؟
-سأعثر على شخص ما!
قال هذا وقد تملكه شعور بعدم كفاءته للتعامل مع ما ينتظره من واجبات، فهو لا يعرف إلا القليل القليل عن الأطفال واحتياجاتهم ولكنه كان في غاية اللهفة لكي يتعلم، وبسرعة!
-إذا استطعت أن تجد حاضنة، سأخرج معك.
قالت له كاسندرا هذا ببطء، متسائلة عما إذا كان عملا حكيما. فعندما يصلان إلى مدينتهما، سيعودان، مرة أخرى، موظفة ورئيسها.
راح جيرد يجيل نظراته عليها. بدت صغيرة سعيدة مرتاحة البال، رغم الرحلة الطويلة التي تنتظرها والمهمة التي ستضطلع بها أثناءها. كيف ستبدو ليلة الجمعة عندما سيدعوهاإلى العشاء والرقص؟ لم يعد يطيق الانتظار.
تفقد جيرد كل الحقائب ما عدا حقيبة الكتف التي أصرت كاسندرا على أخذها معها إلى الطائرة. ساعدهم موظف التذاكر في العثور على مقاعد تجمعهم معا ولكن في الدرجة السياحية بدلا من الدرجة الأولى، لكن جيرد لم يعترض. كان يفضل أن تكون كاسندرا قريبة منه، على ان ينعم برفاهية الدرجة الأولى.
وعندما أجلست كاسندرا الطفلتين في كرسييهما في غرفة الانتظار في المطار، قالت لها مسافرة:
-ما أجمل أسرتك هذه.
فأجابت كاسندرا وهي تنظر إلى جيرد باسمة: "شكرا لك!".
نظر جيرد إلى عينيها.. ما عساه يكون ردها على طلبه الارتباط بها؟ هل يمكن أن توافق؟ فهي على الأقل ، لم تجب بأنها ليست الأم وأن هذه الأسرة ليست أسرتها! بدت طبيعية. هل من طريقة تقنعها بأن تبقى معه، وتصبح أما لطفلتيه؟
* * *


نهاية الفصل الثالث..

 
 

 


التعديل الأخير تم بواسطة ماري-أنطوانيت ; 30-10-08 الساعة 01:59 AM
عرض البوم صور ماري-أنطوانيت   رد مع اقتباس
قديم 30-10-08, 02:02 AM   المشاركة رقم: 15
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2007
العضوية: 29212
المشاركات: 47
الجنس أنثى
معدل التقييم: ماري-أنطوانيت عضو له عدد لاباس به من النقاطماري-أنطوانيت عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 102

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ماري-أنطوانيت غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ماري-أنطوانيت المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

هذا الفصل كتبته العزيزه ((shining tears))
=========================



4- وراء كل امرأة عظيمة...

مضت الرحلة بشكل اسهل مما توقعت كاسندرا، لكنها كانت محمومة بالقلق بالنسبة الى جيرد. فقد شاغبت الفتاتان كثيرا في الطائرة وعبثتا بأزرار مقعديهما. كما لم يعجبها ان تبقيا في مقاعدهم عندما انتهوا ن تناول وجبة الطعام فأخذت كاسندرا تسير بهما في ممشى الطائرة حتى تعبتا.
منتديات ليلاس
كما بذل جيرد جهده في تسليتهما عندما استيقظتا، لكنهما مالبثتا ان اظهرتا ارتياحا عندما اعلن المذيع اخيرا وصولهم الى سان فرانسيسكو. وبدت له الرحلة اطول من رحلته من بانكوك.
ابتسمت كاسندرا وهيتربط حزام بريتاني، بينما كان جيرد يحاول ذلك بارتباك مع اشلي. وسألته:
-هل انت مسرور لانتهاء الرحلة؟
-مسرور؟ انا منهك للغاية!
-من الصعب البقاء في مكان واحد لوقت طويل.
قالت كاسندرا هذا وهي ترت على يد بريتاني باسمة . وجدت انهما احسنتا التصرف خلال الرحلة. وشعرت بالرباط بينها وبينهما يقوى.
واذا بها تجفل وتأخذ في النظر من النافذة . لن تدع نفسها ترتبط بابنتي جيرد . وتذكرت كيف كانت تغادر كل مرة دار الرعاية في طفولتها، وتضطر الى مفارقة الاود اعتادت عليهم واحبتهم ، وكيف كان قلبها يتألم للفراق، حتى عندما تركت الدار بمشيئتها لتلتحق بالكلية، افتقدت براندون وشيري وتالي الصغيرة. ولطالما تساءلت ماذا حل بهن . وهل هن سعيدات؟ هل ذهبن للدراسة في الكلية؟ وهل وجدن وظائف جيدة؟ وشعورا بالانتماء؟
ابتعلت ريقها بصعوبة ونبذت تلك الافكار، لقد عرفت بريتاني واشلي ولكن ليوم واحد. لذا ، لايمكن ان تكون قد اعتادت عليهما، فضلا عن ذلك، يمكنها ان تسأل جيرد عنهما من وقت لاخر.
قال لها جيرد، وهما يجمعان الحقائب ليغادرا الطائرة:" اقدر لك عونك هذا لنا ، ياكاسندرا. فهذا الامرصعب للغاية حتى بالنسبة الي شخص خبير! ولا اظنني كنت سأتمكن من التصرف معهما وحدي، وابقيهما سعيدتين بهذا الشكل!"
-من المؤكد انك بحاجة الى امرأة . لكنهما طفلتان طيبتان ولن تزعجاك!
شعرت كاسندرا بالكآبة للتفكير بعدم قدرتها على رؤية الطفلتين مجددا.
اصبح لدى جيرد اسرة الان ينتمي اليها وتنتمي اليه، وهذا ما لطالما كانت محرومة منه ، لذا ستسعى لان تنشئ لنفسها اسرة.
-من السهل عليك ان تقولي هذا. ستصلين الى بيتك بعد فترة بسيطة اما انا ، فلن اعرف كيف اتصرف حتى الصبح.
ورفع اشلي بين ذراعيه ، وعلق كيس الحفاظات في كتفه وكأنه امضى سنوات يفعل ذلك. وسار في ممر الطائرة الخالي تقريبا ، ثم انتظر ان تلحق به كاسندرا وبريتاني.
منحته كاسي ابتسامة مشرقة حين راته يحمل طفلته الصغيرة، ويضمها الى جثته الكبيرة وبسرعة ، سارت عبر الممر ، رافضة التفكير بأي شيء غير العلاقة المهنية التي تجمعهما. حين سيصل جيرد الى بيته، ستكون مهمتها قد انتهت.
واذا بها ترى رجلا يحمل لوحة عليها اسم جيرد، فقالت وهم يقتربون من السائق ذي البذلة الرسمية:" هل هي سيارة ليموزين اخرى؟"
-انها تكلف اقل من ترك السيارة في الموقف هنا ، وهي مناسبة جدا واكثر رفاهية ايضا ، كما اخذت كاسندرا تفكر بعد ذلك بدقائق عندما انطلقت بهم السيارة نحو سان فرانسيسكو. كانت الطفلتان محزومتين بأمان في مقعديهما، اما كاسندرا فغاصت في مقعدها اللين في الخلف.
قالت كاسندرا:" بدأت اعتاد على هذه السيارة المترفة"
-كما انها توفر علينا الكثير من الازعاج في البحث عن موقف عند البيت.
-اين تسكن؟
لم تسأله هذا من قبل، فقد كان رئيسها، ومامن سبب يجعلها تطرح عليه هذا السؤال.
-في "باسيفيك هايتز" في شقة قديمة وجميلة، ذات سقف عال وارض خشبية صلبة. علي ان اغطيها بالسجاد منعا للضيجيج بعد مجئ الطفلتين لان ركضهما في الانحاء سيبدو كاصوات هرولة قطيع من الماشية.
-هل من مكان في الشقة للمربية؟
-كلا . لذا سوف اضطر لتحويل مكتبي الى غرفة للمربية، واضع الكمبيوتر والملفات في غرفة نومي.
وراحت كاسندرا تتساءل ان كان جيرد سعيدا حقا في اكتشافه ان لديه ابنتين توأمين؟ وهل سيكون ابا محبا؟ ام انه سيسلم رعايتهما الى شخص اخر؟ وهل سيتزوج على الفور فقط ليحضر اما لفتاتيه؟
تملك كاسندرا ، لوهلة، دافع قوي لتلح عليه بأن يولي طفلتيه رعاية خاصة، وان يتأكد من ان تشعر بأنهما محبوبتان... ولكن هذا ليس من شأنها!
اخذ جيرد ينظر الى التعابير التي تتعاقب على وجهها. بماذا كانت تفكر؟ لك يكن يعرفها جيدا. ولكن اليومين الماضيين جعلاه يعرفها بشكل اوضح. انها رقيقة محبة لطفلتين غريبتين، ومع انها كانت فظة معه في البداية ، الا انها لم تظهر للفتاتين اي ذرة غضب، وعندما حل وقت العشاء الليلة الماضية، بدت وكأنها استسلمت لهذه المهمة ، فكانت بشوشة باسمة.
وتمنى لو ترفع عن عينيها تلك النظارات مرة اخرى، وتسدل شعرها على كتفيها . نظر بعيدا وهو يأخذ نفسا بطيئا.
غدا سيعودان الى العمل، ربما عند ذاك ، سيراها مجرد محللة تسويق . وتملكته فكرة اغضبته، ماذا لو انه لم يستطع ذلك؟
عندما وصلت بهم السيارة الى شقته ، كان جيرد قد اصبح متوتر الاعصاب تماما. هل يمكنه رعاية هاتين الطفلتين وحده؟ اتصل بهيلين فأخبرته بأنها لم تجد بعد حاضنة لهما تنام في المنزل، رغم انها احضرت اثاثا لاقامة الطفلتين. ويبدو انه ستمضي عده ايام قبل ان تعثر هيلين على واحدة.
دخلت كاسندرا مه بريتاني الى الشقة الفسيحة التي كانت في الطابق الارضي، فتأكدت من ان ما من جيران تحتهم يشتكون من اصوات ركض الطفلتين. كانت الشقة تتألق تحت اشعة شمس العصر. وكنت النوافذ واسعة عالية تكاد تلامس السقف، والستائر خفيفة تسمح للهواء بالدخول.
اخذت تنظر الى اثاث غرفة الجلوس الفسيحة ، فبدا لها مريحا. لم يكن يشبه اثاث شقة مارلين الجميل المتكلف في نيويورك. هذا الاثاث يناسب جيرد ، ويلائم الطفلتين كثيرا.
وبدت الاريكة العريضة الوثيرة مغرية ، والمقاعد المريحة التي تحيط بها قديمة وكأن كثيرين استمتعوا بالجلوس عليها. وكذلك كانت هناك كتب كثيرة في المكتبة
انزلت كاسندرا بريتاني على الارض ببطء ، وكانت الطفلة تضع ابهامها في فمها. فاستندت الى ساقي كاسندرا وكانها تخاف الانفصال عنها
-غرفتكما هناك.
قال جيرد هذا لاشلي وهو يضعها على الارض، فركضت هذه بينما بقيت بريتاني تنظر اليها ، فقالت لها كاسندرا وهي تمد لها يدها:" تعالي ياحلوة. سنذهب لترى غرفتكما الجديدة".
وامسكت بيد الطفلة، وقد تملكها الفضول لرؤية المزيد من اقسام البيت.
-اظن ان هيلين قامت بعمل جيد في يوم واحد.
-كانت هذه غرفة مارلين
اجفلت كاسندرا لسماعها ذلك، فقد كانت تعلم ان زواجهما كان زواج مصلحة، لكنها لم تكن تعلم انهما لم يناما في الغرفة نفسها . يبدو ان ذلك حدث بينهما مرة، والا لما ولد لتوأمان ، ولكن هذا ليس من شأنها!
-هذا جيد. يمكنك ان تخبرهما بذلك عندما تكبران.
-هذا اذا بقينا هنا ، فقد فكرت بشراء بيت اكبر . هناك حديقة عامة في اخر الشارع ولكن لايوجد فناء خلفي لتلعبا فيه.
-البيت الذي انشأت فيه كان يحتوي على فناء واسع ، ماجعلنا نستمتع للغاية باللعب فيه . وكنا احيانا نخيم خارجا.
وابتسممت لهذه ذكريات حسنة . والتفكير في اشلي وبريتاني احيا تلك الذكريات في نفسها.
قالت وهي تستدير:" حسنا، من الافضل ان اذهب الان!"
-بهذه السرعة؟
فجاهدت لتكتم ضحكة وهي ترى الرعب على وجهه وقالت:" اعتقد ان مهمتي انتهت."
-ابقي حتى العشاء على الاقل. سنطلب بيتزا، ثم ارسلك الى بيتك في سيارة.
-لابأس ، ولكن لاجل البيتزا فقط. غدا يوم عمل اخر، هل نسيت؟
-انه يوم الخميس ، اذا شئت ان تأخذي بقية الاسبوع اجازة ، فلن يمانع الرئيس ، اشكرك جدا على مساعدتك لنا.
-حسنا ، لاشكر على واجب ، اتحرك شوقا للعودة الى العمل من جديد
-حفا؟
قال جيرد هذا بصوت بارد، ورفعت هي بصرها اليه وقد دهشت لهذا التغير . لم يقل شيئا اكثر من ذلك ، وسرعان مانسيت الامر كله عندما اخذ تخرج ملابس الطفلتين من الحقائب
عندما وصلت البيتزا، كانت الطفلتان قد اكتشفتا كل شبر في البيت.
وبعد العشاء اصبحت الطفلتان جاهزتين للحمام والنوم. بالرغم من نيتها في مغادرة البيت بعد العشاء مباشرة، بقيت لكي تساعد جيرد . كان وقت الاستحمام مصدرا للبهجة عامرا بالضحك واللعب بالماء، واخيرا، استقرت التوأمان في سريرهما
وعندما توقفت كاسندرا عند الباب مودعه، وهي تحمل حقيبتها قال لها جيرد:" اشكرك مرة اخرى ، ياكسندرا"
كان التاكسي قد وصل وعليها ان تسرع ، لكنه لم يكن يودها ان ترحل. قالت كاسندرا وهي تودعه:" على العموم، انا مسرورة لمساعدتك! كما انك لم تتركهما معي سوى لمرة واحدة!"
قالت ذلك مازحة فابتسم. لقد استمتعت حقا بالبقاء مع طفلتيه وكانت معهما طيبة جدا
-اراك غدا
-اتصلي بي حين تصلين الى منزلك!
-لماذا؟
فهز كتفيه:"لاتأكد من انك وصلت بسلام. سأظل قلقا الى ان اتاكد من وصولك الى البيت!"
حدقت كاسندرا به. لقد مضت سنوات منذ كان هناك من يهتم بها . وامتلأ قلبها دفئا. فإبتسمت بخجل وقالت:" حسنا، سأتصل بك حالما اصل الى البيت. شكرا على العشاء!"
-إذا حصلت على حاضنة، سيكون موعدنا مساء الجمعة. اليس كذلك؟
-وهو كذلك ، تصبح على خير!
امسك بها جيرد وعانقها بسرعة. وقبل ان تنبس بنبيت شفة، قال:" تصبحين على خير."
هل هذا كل ما اعدته لمواجهة اي عناق اخر منه؟ راحت كاسندرا تفكر بذلك ساخرة، وهي تنزل الدرجات ببطء. كان عناقه محيرا، اما ردة فعلها فهي محيرة اكثر. لكن ذلك لم يكن يعني شيئا. كانت تعلم انه شكرها لمساعدتها له ، وهذا كل شيء ، مجرد عناق شكر!
حاولت ان تفكر بشكل عقلاني ، لكن جزاء منها الح على ان تطلق العنان لمخيتها... قريبا سيصبح جيرد مجنونا بحبها، ويراها فاتنة لا تقاوم، ثم يطلب منها ان تتزوجه وتشاركه حياته. سيكون مجنونا بها، فيقوم بأي شيء لكي يسعدها. وربما يجعلها شريكته في الشركة. مثل مارلين بالضبط...
وفجأة ، انتهت احلام اليقظة هذه. مالذي تفكر فيه؟ اذا هو تزوجها كما تزوج مارلين، سيكون ذلك زواج مصلحة. وهي لاتريد ان تتزوج الا بعد سنوات ، بعد ان تكون قد نجحت في مهنتها.
تكهنت بأن جيرد يفكر بالزواج قريبا، فهو سيحتاج الى عون في تربية طفلتيه . حتى ولو كانت لديهما مربية داخلية، فالمربية لاتكفي لتأسيس اسرة، ولكن كيف لأي امرأة ان تتأكد من ان الزواج منه لن يكون للحصول على ام لابنتيه؟ ان كان كذلك، فستكره ان يتزوجها لمجرد المصلحة.
فقد خططت مسبقا لحياتها ولاتنضمن خططها رعاية الاولاد في المستقبل القريب، بل ستسعى قبل كل شيء الى التقدم والنجاح في عملها، فهي تعشق التحليل واسداء التوصيات وحاليا سوف ترعى مشاريعها وكأنها اطفالها، الى ان تكتمل هذه المشاريع.
عندما وصلت الى بيتها ، طلبت الرقم الذي اعطاها اياه جيرد. وعندما اجاب، قالت:" لقد وصلت بأمان".
-حسنا.
-هل التوأمان نائمتان؟
-نعم ، لم اسمع لهما صوتا. اذا وجدت هيلين احدا يجلس معهما سأكون في المكتب غدا. واذا لم تستطع المجئ، فأرجو ان تتصلي بي لطرح اي سؤال يتعلق بمشروعك!
-سأفعل، تصبح على خير!
كانت المكالمة عملية مهنية كما ارداتها كاسندرا.
***
في اليوم التالي ، كانت كاسندرا منكبة على مشروعها ، وتراقب مكتب جيرد ، في الوقت عينه. ادركت ، بعد طول انتظار انه لن يحضر. ارادت ان تعلم ماذا فعلت هيلين بالنسبة الى المربية، لكنها خافت ان يبدو سؤالها متطفلا. نهضت مرتين لتسألها، ثم عادت الى الجلوس. لو ارادها جيرد ان تعلم بذلك ، لطلب من هيلين ان تخبرها. قبل ظهر يوم الجمعة، لم تعد كاسندرا تستطيع الصبر، فسارت نحو مكتب هيلين التي بادرتها بالتحية:" صباح الخير!"
-صباح الخير ، هل جاء جيرد هذا الصبح.؟
-لا، اظنه سيعود يوم الاثنين. اتريدين شيئا؟
-اتساءل فقط عما فعله بالنسبة الى التوأمين
فضحكت هيلين وقالت:" اظن انهما انهكتاه. لكنه يبدو راضيا جدا. لقد وجدت امرأة يمكنها ان تنتقل الى بيته اثناء العطلة الاسبوعية لتبدا رعاية الطفلتين، يوم الاثنين، وبعد ذلك اظن ان الوضع سينتظم"
-آه ، يالهي!
لم يبق لدى كاسندرا ما تقوله، فابتسمت واذ همت بالسير ، رن جرس الهاتف.
0نعم انها هنا ! انه جيرد.
ناولتها هيلين الهاتف.
-الو؟
-الو، كاسندرا؟ اسمعي ، انا اسف بالنسبة الى موعدنا الليلة، قفد وجدت هيلين امرأة لرعاية الطفلتين تنام في البيت، لكنها لن تكون هنا قبل يوم الاحد، وليس لدي من يرعاهما . هل يمكننا ان نرجئ موعدنا الى الاسبوع القادم؟
موعد؟ كانت تظنه مجرد عشاء شكر. ابتلعت ريقها بصعوبة ، ثم اومات براسها ، وشعرت انها حمقاء، فهو لن يستطيع ان يراها تومئ برأسها.قالت:" بكل تأكيد ، هذا عظيم! اتريدني ان ازورك الليلة لاساعدك؟"
من اين جاءها هذا؟ لقد سبق ان اقسمت بالاتعود الى رعاية الاطفال الاخرين. ومع ذلك، كانت مشتاقة الى اشلي وبريتاني، ففكرت ان لا ضرر من القيام بزيارة سريعة لهما.
-لا ، اننا نتدبر امرنا . في الحقيقة ، الفوضى تعن المنزل. والافضل الا اشوة صورتي، ولكن شكرا لعرضك هذا، وآسف بالنسبة الى خروجنا الليلة ، فقد كنت متشوقا لذلك!
-وانا ايضا.
ولم تدرك مقدار ذلك ، الا بعد ان ارجأ هو الموعد.
-هلا اعطيتني هيلين من فضلك!
اعادت كاسندرا السماعة الى هيلين، ثم عادت الى مكتبها. يمكنها ان تعمل اليوم مشاريعها قدر ماتريد ، فهي لست بحاجة الى الخروج باكرا لتستعد لموعد العشاء. ولسبب ما ، تلاشت بهجتها هذا النهار، ولم تعد تشعر بالحماس للعمل.
عندما فتحت كاسندرا باب شقتها الخالية، كانت الساعة قد تجاوزت الثامنة. عادت الى الشقة بعد ان توقفت عند مطعم صيني تناولت فيه العشاء ، ثم طافت في انحاء الحي الصيني والقت نظرة على واجهات المحلات ، وقد تملكها الفراغ.
وصلت الى المنزل وغيرت ملابسها . وعندما رن جرس الهاتف تساءلت من عساه يتصل بها في مثل هذا الوقت المتاخر.
-الو؟
-كاسندرا ، انا بحاجة اليك.
جاءها صوت جيرد هادئا مألوفا للغاية.
-لماذ؟
وخفق قلبها واستندت الى الجدار باسمة. ما اجمل ان تسمع صوته
-بريتاني مريضة، ولا اردي ما افعل بها.
-مابها؟
ووقفت وقد تملكها القلق على الفور.
-لقد تقيأت مرتين، شكت من وجع في بطنها ولم تكف عن البكاء لقد حاولت كل شيء معها ولكن يبدو انني لم انجح . هل لديك اقتراح ما؟
-سأكون عندك خلال عشر دقائق1!
-لا، لست مضطرة للمجئ. اخبريني فقط ما افعله!
-سأكون عندك خلال عشر دقائق.
ووضعت السماعة قبل ان يعود الى الاحتجاج ، ثم اتصلت بسرعة تستدعي تاكسي. وضعت عليها سترتها ثم اسرعت خارجة وقد نفذ صبرها. مالذي يمكن ان يكون قد اصاب الطفلة؟ اتراها التقطت عدوى من المسافرين في الطائرة؟ كان عليها ان تسأل ان كانت حرارتها مرتفعة هل لدى جيرد ميزان حرارة؟ كانت تعلم ان ليس لديه خبرة في الاطفال. بعد ذلك بربع ساعة، كانت تطرق باب جيرد وقد نفذ صبرها. فتح لها جيرد الباب، وبريتاني الباكية بين ذراعيه. بينما اشلي تحوم حولهما وقد بدا عليها الكدر.
-ياطفلتي . هل انت مريضة؟
ومدت يديها الى الطفلة التي رمت بنفسها عليها. ضمتها الى صدرها واراحت خدها على جبين الطفلة.
-حرارتها طبيعية
-انا ميرور لرؤيتك! لكنني لم اشأ ان اقطع عليك سهرتك.
فقالت بازدار :" مامن مشكلة ، فقد ارجئ موعدي الليلة. هيا يا حبيبتي، اخبري كاسي عما يؤلمك!"
ازداد بريتاني التصاقا بها. ثم اخذت تبكي بصوت منخفض، فبللت خد كاسندرا بدموعها ، وقالت:" بطني تؤلمني"
اخذت كاسندرا تدعك ظهرها ، ثم منحت اشلي ابتسامة مشرقة:" مرحبا حبيبتي، كيف حالك؟"
-جيدة "بتني"حزينة
ودخلت المطبخ فرأت الفوضى تعم المكان . كانت الاطباق والكؤوس تملا الحوض ، والطناجر تغطي الفرن، نظرت الى جيرد ، فقال وهو ينظر الى كل شيء وكأنما يراه للمرة الاولى:" هذا سيء جدا، اليس كذلك؟ من الصعب القيام بأعمال التنظيف وبين قدمي طفلتان طوال النهار"
-وحين تأخذان القيلولو؟
-انه الوقت الوحيد الذي اقوم فيه بعملي المكتي .لدي اعمال علي ان اديرها . هل نسيت؟
فقالت تغيظه " اعذار... اعذار"
واخذت تفتح خزانة بعد اخرى، فسألها :"عم تبحثين؟"
-عن حساء الدجاج والمعكرونة ، لديك علبة منها اليس كذلك؟
-لا ادري ! انا اضع المعلبات هناك.
وفتح خزانة واخذ يقرأ اسماء المعلبات. واذا به يرفع واحدة بدهشة:"لدي واحدة!"
-اذا سخنها، لترى ما اذا كان هذا سيجعل الطفلة تتحسن!
لامس جيرد خدي الطفلة بأصابعه ، ثم ازاح شعرها عن وجهها المتوهج، وقال:" ستصبح على مايرام"
-اظن هذا . ماذا اكلت اليوم؟
افرغ جيرد الحساء في قدر، واتبع الارشادات المذكورة على العلبة، ثم اشعل الغاز.
-الطعام نفسه الذي تأكله منذ يومين ، ماعدا غزل البنات
-غزل البنات؟
-ذهبنا الى مدينة الملاهي اليوم وركبنا الدوامة ، واشتريت لهما غزل البنات
نظرت كاسندا الى اشلي:
-هل بطنك تؤلمك ياحبيبتي؟
فهزت هذه رأسها نفيا ، فسألها جيرد:" اتظنين الحلوى هي السبب؟ اشلي لم تحبها ، وقالت ان فيها سكرا كثيرا"
-حلوة اكثر مما ينبغي للاطفال. السكر الكثير يسبب لهم الحساسية والما في المعدة.
فرك جيرد عينيه وقال:" لا اعرف ، كيف اكون ابا".
-لاتكن سخيفا، فانت تقوم بعمل عظيم. كان جميلا ان تمضي معهما النهار في مدينة الملاهي. ولابد انهما احبتا الدوامة ولكن ، في هذه السن، لاينبغي ان تطعمهما الا الطعام الذي تعودتا على تناوله. لقد قلقت تلك الليلة عليهما عندما اكلتا بيتزا. لكنهما لم تاكلا كثيرا منها ، لذا لم يؤثر ذلك سلبا عليهما.
-اتذكر انني ذهبت الى المعرض مرة واكلت من تلك الحلوى وكانت جيدة جدا!
-ربما كنت اكبر سنا
قالت هذا وهي تهز بريتاني برفق، فتوقفت هذه عن البكاء.
-اظنني كنت في التاسعة من عمري.
ثم ابتسم. كانت ابتسامة جيرد ساحرة. واذا تملكتها احاسيس غريبة وهي تحدق به . حولت نظراتها عنه بسرعة، خوفا من ان تفقد السيطرة على نفسها، وبريتاني بين ذراعيها.
-بما انك لم تقم باي محاولة لتنظيف المكان وترتيبه، قد تلقي المربية الجديدة نظرة واحدة وتهرب ناجية بحياتها؟
قالت ذلك محاولة السيطرة على مشاعرها ، فاجاب:" لقد فكرت في ذلك واتصلت بخدمات التنظيف ، فانا لا اريدها ان تهرب بعد الجهد الذي بذلته هيلين للعثور عليها. من كان يظن ان العثور على مربية لتوأمين صعب بهذا الشكل؟"
-ارجو ان تنجح الامور! الم يسخن الحساء بعد؟
بعد ان اخذت بريتاني عدة تشده من كمه:" اريد ماما!"
فأجفل جيرد وراح يحدق بابنته. وعندما طال الصمت ، قالت كاسندرا لها برقة:" امك ماتت، لقد ذهبت بعيدا ، بعيد، لتعيش في الجنة".
فقاطعها جيرد بحدة وقد بدا عليه الغضب وقال:" ماكان عليك ان تخبريهما بذلك! لفد سبق ان طرحتا علي هذا السؤال ، وقلت لهما انها رحلت بعيدا".
-انهما طفلتان وستلحان عليك بالاسئلة عن امهما، واذا قلت انها رحلت، فهذا يعني انها ستعود، فإذا لم تعد ، ستشكان بصدقك. انهما بحاجة الى معرفة الحقيقة، مهما كانت صعبة. الحقيقة هي ان امها ماتت ولن تعود ابدا. ولكن لديهما ابوهما وهو سيرعاهما ويحبهما مثلها. انهما بحاجة الى الاطمئنان ياجيرد ، امنحهما هذا ولاتكذب عليهما.
-يبدو لي هذا غاية في القساوة.
-نعم ، ولكن هذه هي الحياة! اعلم ان خسارتهما لامهما ، وهما في هذه السن، هو شيء فظيع. لكنهما محظوظتان لان لهما ابا يحبهما ويحنو عليهما.
فقال وهو يلامس راي اشلي:" وهكذا لن تذهبا الى دار للرعاية او تعيشان مع جد مشاكس حاد الطبع".
-لمت حدث ذلك؟
سألته كاسندرا هذا بينما اخذ بريتاني تكافح لتنزل على الارض، فأوقفتها على قدميها واخذت تنظر اليها والى اختها وهما تركضان الى غرفتهما بصخب.
فأجابها جيرد :" حدث لي، فقد مات والداي وانا في العاشرة، فذهب لاعيش مع جدي. ولم يكن مسرورا بتربيتي، فقد بقى ارملا لسنوات، وكانت حياته تسير حسب رغبته. وكان يرغب بتمضية بقية حياته بهدوء. لكنه كان كل مالدي في الحياة، وهكذا لم يكن لديه خيار في الامر!"
-انا واثقة من انه كان يحبك.
فهز كتفه:" ربما ، لكن الحياة معه لم تكن الحياة العائلية الطبيعية التي يستمتع بها الاولاد. اريد ان يكون لابنتي ام واب"
نظرت كاسندرا بعيدا، ولم يكن للانقباض المؤلم الذي شعرت به في قلبها علاقة بأي خيبة امل او حنين.
وقالت وهي تغسل طبق الحساء:|
-اذن كلان يتيم!
-نعم هذا مالا اريده لابنتي.
واتكا على الجدار وهو ينظر اليها تغسل الاواني.
-الافضل ان تهتم بنفسك اذن . يجب ان تعيش الى ان تصبح عجوزا، هل مازال جدك حيا؟
-بكل تأكيد، وهو قوي بالرغم من انه في الثالثة والثمانين.
-ماذا قال عن الطفلتين؟
-لم يعرف بأمرهما بعد. افكر في اخذهما اليه اثناء عطلة الاسبوع القادمة. اتصور ان الامر سيكون مفاجأة كبرى له ، كما حدث معي. انه يعيش في "سونورا" . اتحبين المجئ معنا؟
ارادت كاسندرا ان تقول نعم ، اتهز رأسها ايجابا. ستحب جدا ان تمضي عطلة الاسبوع القادمة معه ومع ابنتيه، لكن الحذر تملكها فقالت:" لا اظن ذلك، ولكن شكرا لدعوتك هذه."
-حسنا ، لايمكنني ان الومك، فمن الطبيعي الاترغب بلعب دور "حاضنة" الاطفال في يوم عطلتك.
-ليس لهذا السبب ، فأنا احب جدا ان مضي النهار معك ومع الطفلتين. لكنها ستكون رحلة عائلية وسأبدو دخيلة!
-لا،لا يجب ان تفكري بهذه الطريقة! لاسنسى ان الطفلتين تحبانك! هل سبق لك ان قصدت سونورا؟
فهزت رأسها
-ستعشقينها. انها من مدن مناجم الذهب القديمة، وكولومبيا لاتبعد عنها سوى دقائق. وقد اعيد ترميمها. يمكننا ان نطوف فيها ونتعرف الى معالمها التاريخية ولاشك ان الطفلتين ستران بذلك!
فضحكت كاسندرا :" صحيح وسأتعلم ،مثلها، كثيرا عن تاريخ كاليفورنيا".
-لا احد يعلم ما يمكن ان تتعلماه، سنتاول الغذاء هناك مع جدي، وسأطلب منه ان يرعاهما في المساء، وبذلك يمكننا الذهاب الى ذلك العشاء معا، نحن الاثنين فقط!
-هل هذا يعني اننا سنقضي العطلة الاسبوعية هناك؟
قالت هذا ببطء، وهي تشعر بالاغراء امام الصورة التي رسمها لها جيرد. كانت تعشق التعرف الى المعالم الاثرية ، ولكن ما اعجبها اكثر هو ... قضاء وقت مع جيرد.
تناهت الى مسمعها فجأة اصوات ضحكات طفولية، لكن كاسندرا بقيت مسمرة، تنظر الى جيرد . شعرت بانجذاب عنيف نحوه، وبانها قد تفقد السيطرة على نفسها في اي وقت .
-هل من مشكلة؟ هل خططت لشيء اخر؟
كان صوته منخفضا عميقا، جذبها كما جذبتها النظرة في عينيه.
ابتلعت ريقها وحاولت ان تجد سببا للاعتذار ، ولكنها لم تفلح. مامن ضرر في قضاء يومين مع اسرة هنتر. ثم انها ستتمكن من رؤية جزء من ولاية لم تزرها من قبل. من الافضل ان يزيد المرء دوما معلوماته التاريخية.
-لا، لا اظن ان هناك مشكلة، متى سننطلق؟
هاد يبتسم. ربما عليها ان تنبهه الايفعل ذلك، اذا كانت تريد المحافظة على رباطة جأشها وعلى توازنها.
-سنرحل باكرا، ستستغرق الرحلة حوالي اربع ساعات.
-اضف نصف ساعة اخرى على الاقل حسابا لاي توقف
-توقف؟
-يبدو انك لم تسافر قط مع اطفال. عليك ان تتوقف عدة مرات ، اثناء رحلة طويلة كهذه.
-انت خبيرة في ذلك ، سننطلق اذن عند السابعة زالنصف.
فنظرت حولها في المطبخ:" اتريد مساعدة قبل ان اذهب؟"
فدنا منها قائلا:" لا، سبق واخبرتك ان المنظفين سيأتون صباحا.ويقومون بكل شيء، هل ستذهبين؟ ابقي حتى تنام الطفلتان . ليس لدينا عشاء، ولكن ربما نمضي بعض الوقت معا، الا اذا كان لديك خطط اخرى..."
-لا ، ليس لدي خطط اخرى، ثم ان الساعة تجاوزت التاسعة ويجب ان تكونا في فراشهما.
فكرت كاسندرا في النار التي كانت تتأجج في داخلها ، وتنبهت إلى خطورة الوضع ، لكنها لم ترغب بالذهاب .أحبت البقاء بقرب جيرد ، فبإمكانه ان يعلمها الكثير من العمل . ربما يمكنهما ان يتبادلا الخبرات ، فتدربه هي على الأمور التي تخص الأطفال ويدربها على أوضاع العمل .
كانت الفترة التي سبقت نوم الفتاتين ، فترة مرحة ، فقد جلسوا جميعاً للاستماع إلى حكاية قبل النوم . وكانت كاسندرا قد قرأت هذه الحكاية مرات كثيرة ، بحيث تستطيع تلاوتها عن ظهر قلب .
استمتعت أشلي وبريتاني بسردها للحكاية ، واشتبهت في أن يكون جيرد قد استمتع بذلك أيضاً.
وعندما وضعت بريتاني في سريرها ، سألتها : " هل تشعرين بتحسن ، ياطفلتي ؟"
-أين ماما ؟
-ماما في الجنة ، وهي مشتاقة إليكما بقدر ما أنتما مشتاقتان إليها. لكن بابا هنا ، وسيبقى معكما ويحبكما دائماً.
وقبّلت الطفلة على خدها ، وشمت رائحتها الذكية وتساءلت لماذا رائحة الأطفال حلوة دوماً.
ذهبت لتقبيل أشلي عندما كان جيرد يمنح بريتاني قبلة قبل النوم ، ثم تسللت معه إلى غرفة الجلوس.
-يفترض أن تناما خلال خمس دقائق ، حسب المعتاد.
تمطى جيرد ، وأخذ ينظر إلى كاسندرا ، ثم قال :" شكراً يا اكاسي ، لبقائك معنا ."
رفعت حاجبيها لمناداتها كذلك ، فسألها :" هل لديك مانع؟"
-بتسميتي (كاسي)؟
-كما تسميك الطفلتان . إنهما تتحدثان عنك طوال الوقت . وأنا الآن أصبحت أفكر فيك بصفتك (كاسي) ، أكثر من كاسندرا.
-حسناً!
حولت نظراتها إلى النافذة الواسعة ، وقد تملكها الاضطراب . بدا لها الشارع جميلآ بالأضواء التي كانت تشع من النوافذ .
-إذا فتحت النافذة ونظرت إلى يمينك ، يمكنك ان ترى الخليج .
قال هذا وهو يتقدم ويقف خلفها مباشرة . وعندما مد يده يفتح النافذة حصرها بين جسمه القوي وعتبة النافذة . قاومت كاسندرا المشاعر التي اعترتها وأخذت تنظر إلى أصابعه الطويلة وهي تفتح النافذة ، ثم أطلت برأسها إلى الخارج فرأت اضواء جسر الخليج المتألقة ، وانعكاساتها التي كانت تتراقص على المياه السوداء .
-إذن هذه شقة تطل على الخليج !
-هذا ما قالوه عندما استأجرنا البيت . هل لديك هذا المنظر في شقتك ؟
كان يبعد عنها عدة سنتمترات . وشعرت بحرارته تحيط بها كما كانت تحيط بها ذراعاه ، وعندما أحنى رأسه ببطء ، جمدت متسمرة في مكانها ، ثم أغمضت عينيها لتستمتع ببهجة عناقه .
أتراها انتظرت طوال حياتها عناقاً كهذا ؟ كان يضمها إليه بشدة ، فاستسلمت إلى الاحساس الغامر بالبهجة الذي أثاره فيها . فأحاطت كتفيه بذراعيها وراحت تلامس بأناملها شعره الكثيف .
أصبح تنفسها صعباً ، لكنها لم تهتم . تسارعت نبضات قلبها بقوة ، لكنها لم تشأ أن تتحرك . كانت تشعر وكأنها الجنة على الأرض.
-بابا ...
تناهى إلى مسمعهما فجأة صوت طفلة تنادي ، فقطع عليهما تلك اللحظات الحميمة . استدار جيرد وأسرع إلى غرفة الطفلتين ، بينما أخذت كاسندرا نفساً عميقاً واتكأت على عتبة النافذة . وعندما استعادت رباطة جأشها اخيراً ، أغلقت النافذة وأحكمت وضع نظاراتها على عينيها ، ثم تساءلت عما إذا كان بإمكانها الخروج .
من الحماقة البقاء ، لأن جيرد سيطلب منها اكثر مما بإمكانها أن تعطيه . فقد صرح تقريباً بأنه يريد أماً لابنتيه . أتراه يتظاهر بشيء آخر لكي يغريها على قبول عرضه .
إنه يعلم بأنها مصممة على بناء مستقبل مهني ، وحيث انها أوضحت ذلك بنفسها ، فهو سيفهم . وتكهنت بأنه قريباً ، سيقوم بعمل حاسم للعثور على زوجة . ولكن ، حتى تلك الأثناء ، بإمكانهما أن يمضيا بعض الوقت معاً.
-انا آسف . لقد طلبت أشلي أن تشرب .
قال جيرد هذا وهو يعود إلى غرفة الجلوس . لكنه بقي واقفاً عند الباب . فقالت :" حسب التقليد المعتاد ، ستنهض في وقت ما ، أثناء الليل ، وتطلب الذهاب إلى الحمام ."
فأومأ باسماً وقال :" كما حدث الليلة الماضية ، ولكن لا مانع لدي ."
أخذت كاسندرا نفساً عميقاً ، وابتعدت عن النافذة لتجلس على الأريكة ، رافضة أن تظهر خيبة أملها . لا سبب لديه يدفعه إلى معانقتها مجدداً . رغم أنها عرفت أنه كان يفكر في ذلك ، من الطريقة التي راح ينظر فيها إليها !
* * *


- نهاية الفصل الرابع -

 
 

 

عرض البوم صور ماري-أنطوانيت   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أحلام, لن تندمي, باربرة ماكماهون, دار الفراشة, روايات, روايات احلام, روايات احلام المكتوبة, روايات رومانسية
facebook



جديد مواضيع قسم روايات احلام المكتوبة
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t96902.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 07-05-10 01:18 PM


الساعة الآن 05:23 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية