لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات احلام > روايات احلام > روايات احلام المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات احلام المكتوبة روايات احلام المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (1) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 22-09-08, 12:09 AM   المشاركة رقم: 6
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Feb 2008
العضوية: 63027
المشاركات: 289
الجنس أنثى
معدل التقييم: gagui عضو على طريق الابداعgagui عضو على طريق الابداعgagui عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 207

االدولة
البلدAlgeria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
gagui غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : gagui المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

سأذهب الان . امل يا سيدة كيلفير , ان تتحسن حالتك قريبا .


رفعت المرأة راسها , وابتسمت عيناها له .


انا بخير ..الم اقل انني افضل حالا ؟
منتديات ليلاس

التفتت الي ايلسا :


رافقي السيد هيلفيلد الي الخارج عزيزتي ... وانا اسفة سيد هيلفيلد , لاننا لن نصبح اقرباء . كانت فكرة ممتازة . انما عليك اعتبار قرار ايلسا

نهائي , سنخرج من المنزل في غضون شهر ..اعدك .


بدا وكأنه تردد ,ثم شاهد التعبير المتلاشي في وجه الجدة فهز رأسه وقال :

شكرا لك سيدة كيلفير .. انا مسرور لانك لا تكنين لي مشاعر كره بسبب هذا الامر


وسار بكل شموخ ,تلحق به ايلسا ..قالت له حالما وصلا الي الباب الامامي :


سيد هيلفيلد ..الا يمكنك الانتظار مدة اطول ؟


نظرت الي وجهه تتساءل عما اذا كان هناك ما قد يغيب عنه ثم اردفت :


انت وجدتي منسجمان الي درجه لا اكاد معها اصدق انك ستجبرها علي ترك منزلها في غضون شهر .

انا بحاجه الي منزل انسه مايون ..تقولين انك تأملين ان تعيش لسنوات .. وهذا ما امله انا ايضا بيد انني لا استطيع الانتظار سنوات حتي


استرد منزلي , وانت توافقين ان من غير المنطقي الا ارغب في هذا المنزل


هزت رأسها ايجابا وابتلعت ريقها ,وقالت وهي تجد صعوبه كبيرة في كبح كبريائها :


يقول الطبيب انها لن تعيش سوي ستة اشهر


لكنك تأملين ان تعيش سنوات


قد لا تتحقق امالي ..انت لن تنتظر اكثر من ستة اشهر "سيد هيلفيلد "


هز رأسه :اكره ان اجلس منتظرا موت شخص ما .لاحصل علي ما اريد انسه مايون ..لقد قلت منذ برهه انني امل ان تعيش جدتك سنوات


وانا اعني ما اقول , لذلك يجب ان احصل علي منزلي الان .. فرجاء تفهمي دوافعي "
هوت رأسها شاردة الذهن .. وعيناها علي البركه التي يتصاعد من وسطها نافورة ماء . قال الرجل


الي جانبها وقد شعر بشرودها وعذابها


فكري في عرضي ... فلن يكون منفرا لك ,بكل تأكيد ؟


رفعت نظرها اليه . ولوت ابتسامة شفتيها :


زواج مصلحه . لم اصدق قط انها تحدث في الحياة الواقعية .


قال بجدية "هي تحدث غالبا في بلاد امي ,فهناك نادرا ما يتزوجون بدافع الحب "

وهل هي زيجات ناجحه ؟


ناجحه جدا


ساد صمت طويل ..احست مرة اخري انه يعرف ما يجول في تفكيرها


هذه الزيجات التي تتحدث عنها ..اهي ...زيجات طبيعيه ؟


لم يظهر علي وجهه اقل تأثر ,ووجدت نفسها ممتنه لانه لم يضحك او يظهر احدي ابتساماته الساخرة .

العلاقات طبيعيه ..اجل ...ولكن زواجنا ,من ناحية اخري . سيكون زواج مصلحه ..في الواقع سيكون صفقة تجاريه .


سألته حينئذ السؤال الذي كان علي طرف لسانها منذ البدايه :

ولماذا تريد الزواج بي سيد هيلفيلد ؟

رد بصراحة :"ثمة اسباب عديدة منها عدم رغبتي في اخراج جدتك من منزلها .. والاخر انني لا احب ان تخرجي انت ايضا ..انت تعلمين ان


جدتك قلقه علي مستقبلك "

لا شك ان جدتي ذكرت لك هذا القلق


ذكرته صدفه حين زرتها في المستشفي .

كانت صدفة غريبه

ماذا ستفعلين بعد رحيل جدتك ؟


سأعمل وعلي ان اجد عملا في اسرع وقت علي اي حال .


صمت لحظات ثم كرر :"فكري في عرضي "


وسألته ثانية عن دوافعه للزواج بها فأجاب :


حسنا من الوضح ان السبب هو تأمين سيدة للمنزل فليس هذا المنزل بمنزل اعزب ..انه مصنوع لتعتني به امرأة ..بل انه يصرخ مطالبا بهذا ..


نظرت اليه بسرعة والدهشه في عينيها , وقالت "انت عاطفي "


وكأنها تقرر شيئا غير معقول :"اظنني هكذا ..بطريقة ما "


اخذت تتساءل عما اذا كان هناك جانبان لطبيعته ..فقد سمعت ان لليوناني جانبان دوما ففي لحظه قد يكون لطيفا وفي اخري قد يصبح


وحشا عدوانيا .

اردف يقول :"اشعر بأن هذا المنزل بحاجة الي لمسة امرأة , وقد نال لسنوات طوال اهتمام جدتك هذا عدا اهتمامك ..كم من الوقت ؟.


نظرت اليه :"انا في الثانية والعشرين ..اعتقد انك تعرف عمري سيد هيلفيلد ,فلا يبدو ان هناك ما لم تخبرك به جدتي .


لم يقل شيئا ليرد علي هذا ولكنه لم ينظر اليها كذالك ..عرفت غريزيا , انه طرح الكثير من الاسئلة علي جدتها ..اسئلة تلقي الرد عنها بلا


تردد ..اخيرا قالت بلهجة مرتجفة :


لا اظنك ستجد السعادة مع علاقه كهذه ..


ثم صمتت , واحست بأنه يفهم كل شئ عنها ..قال :


لن اكون سعيدا مئة بالمئة ,انما سأكون راضيا

تذكرت قوته حين كانا علي المركب كما تذكرت قساوته , ورجولته ..


هل ستكون راضيا ؟


سألها بلطف :"وهل تفكرين في عرضي ؟"


لا ...لا ....لا افكر فيه .... وداعا سيد هيلفيلد .
نزل السلم ثم التفت فإذا وجهه الان في مواجهة وجهها وقريب منه ايضاً حتي كادت تحس بأنفاسه الباردة علي خدها .

ان كنت خائفة من أن احنث بكلمتي بشأن العلاقه ..فلا تخافي فأنا رجل شريف انسه مايون .وما ان اتم الجملة حتي اسرع يمضي . اما هي

فظلت واقفه حتي اصبح داخل سيارته .

اغلقت الباب وعادت الي غرفة الاستقبال ,حيث وقفت قليلا قبل ان تدخلها .

كيف انت الان جدتي ..اتشعرين بأي الم ؟


لا عزيزتي ...انا بخير ..


جلست ايلسا وعلي وجهها تعبير كئيب .

انا اسفه جدتي ..لانني لم استطع حل مشاكلنا بهذه الطريقه .


لا تفكري في الامر سنتدبر امرنا بطريقة ما .


احس بالذنب .

لا ,لا تشعري بالذنب ,علي كل حال ,لماذا عليك التضحية من اجلي ؟انت لست مدينة لي بشئ ,حبيبتي .


نظرت ايلسا اليها بسرعة ,ففي هذه الجملة تلميح الي ان ايلسا لا تدين لها فعلا بشئ ,غير ان الجدة عادة لا تذكر شيئا كهذا .


فربما تشعر العجوز بالغضب لانها رفضت الزواج بديكون هيلفيلد ..وربما تحس ان علي حفيدتها ان تكون مستعدة لتضحية ما عرفانا بالجميل لما


فعلته لها .عضت علي شفتها بقسوة تفكر في الحياة الرائعه التي نعمت بها ...اجل ...انها مدينة لجدتها ...إنما الزواج برجل مثل ديكون



هيلفيلد فيستحيل عليها التفكير فيه .


قالت ايلسا :"انا لا اثق به فقد لا يحافظ علي وعده "

وعده عزيزتي ؟

وعده بأن يكون الزواج صفقة ..فقد يحاول ..يحاول ...وصمتت ,تحني وجهها المتورد .


اتظنين انه قد يرغب فيك زوجة كاملة ؟


عندما هزت رأسها طفقت جدتها تؤكد لها ان السيد هيلفيلد لن يتراجع او يحنث بوعده .


وسألت ايلسا ,كيف لها ان تتأكد من هذا فأجابت :

لا اراه رجلا يعيش حياته ..حياة ...نساك ,الي الابد .


خرجت منها الكلمات وهي مطأطأة راسها ولما رفعت رأسها سمعت جدتها تقول :


يالك من خجولة ليس مستغربا انه ...
وصمتت ,ثم امسكت بالكوب الذي وضعته ايلسا قربها لتشرب الماء منه .سألتها ايلسا باهتمام مفاجئ :"ما هو غير المستغرب "


هزت الجدة رأسها وغيرت الموضوع سائلة عما اذا كان الغداء جاهزاً.واضافت :"انا جاهزة لتناوله "


ولكن هذا لم يخدع ايلسا ..فجدتها لا تتمتع ابدا بالغداء اذا قدم لها قبل الساعة الواحدة .


بعد ظهر ذالك اليوم عاد الوضوع للظهور بعدما تجنبتاه وقت الغداء وقد حدث ذلك حين كانتا في الحديقه تحت ظل الاشجار .قالت العجوز فجأة :

انا لا اقول هذا وفي نيتي التأثير فيك ايلسا ..بالنسبة لمخاوفك فلا اراها في محلها لان السيد هيلفيلد سيشرف ما يقطعه لك من وعود .


ذكر شيئا كهذا .قال انه رجل شريف .


هزت العجوز رأسها :"لا شك في ذلك "


اراك تحبينه فعلا ..يبدو انه فتنك كما فتنته انت .


اعترف انه فتنني ..اترين ايلسا ..بعدما عشت هنا هذه السنوات كلها اري ان من الطبيعي ان اهتم بمن سيعيش فيه بعد رحيلي .فأنا اكره


ان يذهب الي من لا يعجبني ..اعرف انه لا يعجبك .إنما لا افهم السبب ..علي اي حال ..اظنك ستعترفين رغم بغضك له انه ذو مركز ونبل


يتماشيان مع هذا العصر ابتسمت ايلسا ,وقالت لجدتها :

لقد اصبحت سيدة تنتمي الي الطبقه الارستقراطيه جدتي ..ماذا كنت قبل هذا ؟


غمزت بخبث :"كنت اسبب الصداع لوالدي واخجل ان اقول انني كنت اخادعهم دوماً"

تخادعينهم؟

كنت الفتاة الوحيدة بين سبعة اخوة .

لا اتصورك تقومين بأعمال شريرة يا جدتي .

ولا انا ,ليس الان ,لقد زوجني والداي جدك حالما تجاوزت السادسة عشر !وقال والدي بعد الزفاف مباشرة "ليساعدك الله يابني "


وأضاف انه سيدعو الله ان يخفف عنه .


آه ما افظع ما تقولين ..لكنني واثقه انك لم تكوني بهذا السوء !


ابتسمت العجوز بمحبة :

انت مخلصة لي عزيزتي ايلسا ...تبع قولها صمت طويل قبل ان تضيف :


يجب الا تفقدي صبرك عزيزتي إن ذكرتك مرة اخري بأنني قلقة علي مستقبلك ,فأنا لا اتحمل التفكير في ان تصبحي بلا بيت بعد رحيلي


اشاحت ايلسا بوجهها عنها تعض علي شفتها .

سيكون لي شقة بعد شهر

اعتقد هذا ..إنما ارجو الا يمرضني الرحيل ,اكره ان اصبح عبئا عليك ..


جدتي ,حبيبتي ,ارجوك توقفي ..لن تكوني ابدا عبئا علي .

ولكن ايلسا ظلت تفكر في كلام المرأة العجوز ...وفي امكانية ان يمرضها الانتقال


صاحت فيما بعد ,وهي بمفردها في غرفتها :


ماذا سافعل ؟اعرف ما يجب ان افعل وما يدفعني ضميري الي فعله ..

ديكون هيلفيلد رجل يحافظ علي عهوده كما قالت الجدة وهذا يعني ان عليها الا تخاف من الزواج به ..فالزواج سيحل مشاكلها ومشاكله


ايضا ..إنه بحاجه الي امراة لمنزله ...مع ان هذه المشكلة لا تهم ايلسا مطلقا بل ما يهمها هو مستقبل جدتها .


بعد ظهر اليوم التالي ذهبت الي بلدة "باكويل"للتسوق ومن هناك توجهت الي مقهي ترتاده دوما حين تكون هناك ,طلبت الشاي من الساقية


المبتسمه ,التي قالت ان المكان مزدحم اكثر من عادته ...


غابت الساقيه وما هي الا دقائق حتي كانت ساقية اخري توصل شابة انيقة الي كرسي فارغ قبالة ايلسا .قالت الساقيه :


انا اسفة ..ولكنك مضطرة لمشاركتها الطاولة فهل من مانع ؟

ردت الفتاة التي نظرت الي ايلسا بانتصار :


ابدا ..فنحن نعرف بعضنا بعضا ..وبامكاننا تبادل الحديث ..اليس كذلك ايلسا ؟


ردت ايلسا بغطرسة :"كيف حالك ايلما ؟اراك بصة جيدة "


جلست الفتاة واخرجت مرآة من حقيبتها :

شكرا ..لا استطيع قول الشئ نفسه عنك ايلسا ..فأنت اشد شحوبا من العادة ..واراك قلقه ..اثمة خطب ما في "اردال هال "؟


سألتها ايلسا بعجرفة :"وما الخطب الذي قد يكون هناك "؟


آه هناك شائعة تقول انك مضطرة الي ترك المنزل وان المنزل ليس ملكا لجدتك ابدا ..كانت تعيش فيه كنوع من الاحسان ..

تطاير شرر الغضب في نفس ايلسا ..وبرقت عيناها كالزمرد .


كيف انتشرت هذه الاخبار ؟سرعان ما فكرت في ديكون هيلفيلد ثم صرفت الفكرة ...لا ...لا بد ان الاخبار جاءت من مصدر اخر ...لكن من هو ؟


قالت دون ان تفقد شيئا من عجرفتها :"لا اظنني افهمك ".


بل تفهمينني نعم الفهم ايلسا ..ما زلت متكبرة حتي الان !لكن لن يكون لك شئ تفخرين به بعد شهر .افكر ,كيف كان الناس هنا ..ينظرون


اليك والي السيده كيلفير ,علي انكما مالكتا اكثر المزارع ازدهارا في المنطقة .
ويا للاسف !قلت لك مرة إنك ستعانين بسبب ما قمت به من تحطيم للقلوب .خاصة قلبي وقلب اخي .حسنا يا صديقتي ...الان ستعانين ...ستضطرين الي العمل لتعيش ..وماذا يمكنك ان تعملي ,لست ادري ..فأنت لا تعرفين حتي كيف تستخدمين منفضه غبار !!

ردت ايلسا بعد صمت قصير :"لا افهم من اين حصلتي علي هذه المعلومات عن شؤننا الخاصة ..فهلا تخبرينني ؟

من اين تأتي معظم المعلومات التي لها طابع خاص ؟من الخدم طبعا ...خادمتك الجديدة ابنة عم الخادمة التي تعمل عندنا ,ويبدو ان خادمتك معتادة علي استراق السمع من وراء الابواب .

صمتت ايلسا تصارع غضبها وفازت كرامتها فقالت ولهجة ازدراء في صوتها :


وانت ايلما ...هل من عادتك تبادل القيل والقال مع خادمتك ؟

احمر وجه ايلما :"لقد ذكرت امامي الامر عرضا "

كانت ايلما عابسة تنظر الي ايلسا وهي تحس بغيرة قاتله من الجمال الرائع امامها ...اردفت ايلما :منتديات ليلاس


 
 

 

عرض البوم صور gagui   رد مع اقتباس
قديم 22-09-08, 12:11 AM   المشاركة رقم: 7
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Feb 2008
العضوية: 63027
المشاركات: 289
الجنس أنثى
معدل التقييم: gagui عضو على طريق الابداعgagui عضو على طريق الابداعgagui عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 207

االدولة
البلدAlgeria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
gagui غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : gagui المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

انت هادئة جدا ...اليس لديك ما تقولينه ؟عادة يقوم هذا اللسان اللاذع بقول الكثير .


رفعت ايلسا نظرها ,وقالت بهدوء "وكأنك تستمتعين بنفسك "

يالك من متكبرة ! مع انك تعيشين علي الاحسان !حسنا ..انا لست الوحيدة السعيدة بتمريغ انفك في التراب !فالجميع يقول انك متكبرة مغرورة ..منتديات ليلاس


الجميع ؟


الامر اصبح معروفا في كل المنطقة ...


صمتت فجأة مخفضة عينيها بعد ان ادركت مدي مبالغتها بهذا ..لكن ما من شئ سيوقفها عن التبجح الخبيث ,وسرعان ما اكملت :


كل الناس عرفوا انكما طرتما علي يد المالك الجديد ..وسيعيش هناك بنفسه ..زوجته ستحل مكانك !! واراهن ان هذا سيغيظك ..


زوجته ؟وهل هو متزوج ؟



اتوقع هذا ..يقال انه وسيم الي اقصي درجة ..سأحاول التعرف اليه في اقرب فرصة .


رنت ضحكة لئيمة في ا:


الن يكون رائعا لو كان غير متزوج واتفقت وأياه ؟هل تتصورينني في المنزل الذي عشت فيه طوال حياتك ؟ستموتين من الحسد !! وعندها ستتمنين لو انك لم تسلبيني خطيبي .


عند هذا الحد ,وقفت ايلسا وغادرت المقهي ..اطلقت العنان لسيارتها بغضب فتطاير الحصي تحت الاطارات .


لم يكن غضبها عندما وصلت الي المنزل قد خف ابدا ..اوقفت سيارتها في الكراج ثم صعدت الي غرفتها حيث وقفت قرب النافذة تحدق في الحدائق ,والمروج الخضراء التي تصل الي النهر


مضي شهر ..لا بل اقل من شهر ..وهي لم تحرك ساكنا للبحث عن مكان تقيمان فيه كما لم تباشر في التفتيش في عواميد الاعلانات المناسبة في الصحف عن وظيفة ملائمه .. والانكي انها لا تحتمل ابدا تلقي الاوامر من احد ..قالت تقنع نفسها :


فتيات اخريات ,وجدن انفسهن في ظروف مالية حرجة ,واستطعن حل المشكلة ...

صمتت بسرعة بعد انفتاح الباب ...قالت آنوستي شاهقة :


انسه مايون ..جدتك !انها متعبة !


متعبة !اين هي ؟


غادر اللون وجه ايلسا .ثم اسرعت تنزل السلم العريض والخادمة ترد :"انها في غرفة الجلوس "

ترددت ايلسا جزءا من الثانية قبل ان تدخل ...


جدتي !

ثم سارعت الي العجوز المستلقيله علي الاريكة :"حبيبتي اتتألمين ؟


شهقت العجوز ووضعت يدها تحت قلبها ..وارتجفت شفتاها ,ولكنها لم تر اثرا للازرقاق المعتاد تحتهما .

لقد تجرعت دوائي ..غير انني اصبت بالدوار ..

التقطت ورقة واعطتها لاليسا

قد اكون امراة عجوزا غبية ,عزيزتي ..الا ان هذا ما سبب لي الدوار


عندما نظرت الي الورقة فاتتها ملاحظة النظرة الخفية التي رمتها بها جدتها واكملت العجوز بصوت ضعيف متقطع :"ظننتني سأموت "


لا ..جدتي ..

ما الفائدة ؟حاولت ايلسا رؤية ما في الورقة ,لكن الدموع حالت دون ذلك ..ما فائدة توبيخ جدتها ؟انها في هذه الايام مهووسة بفكرة الموت ..هذا واضح ..والا فلماذا تثابر علي ذكر الموت خاصة وهي تعرف مدي الكرب الذي تسببه لحفيدتها ؟نظرت ايلسا الي جدتها بحيرة :

هذة لائحة بالمنازل والشقق المفروشة المتوفرة للايجار فلماذا تسبب لك دورا ؟من اين هي ؟

من المحامي الذي ارسلها ببريد بعد الظهر منذ ربع ساعة ..لم اقرأها فورا ,ولكن حين قرأتها صدمتني الحقيقه المرة ,وكان ان اصبت بنوبة قلبيه ..لا استطيع ان اتحمل ترك هذا المنزل ..ولا اطيق حتي التفكير في الامر !

رفعت يدها الي قلبها "علي التحلي بالشجاعه انما كيف لي ان اترك منزلي في مثل هذا الوقت من عمري ؟"


سحقت ايلسا الورقة بيدها قبل ان ترميها الي المدفأة ثم قالت بصوت اجوف :

لن تتركيه ..لقد قررت الزواج بالسيد هيلفيلد !!!!
لن يكون سيدها


لم تشاهد ايلسا زوجها كثيرا في الايام الخمسة عشر الاولي فبعد ساعات علي الزواج ,سافر الي اليونان بسبب بعض الاعمال التي يتوجب عليه ملاحقتها :



ارجو الا يزعجك سفري ,بعد وقت قصير علي زواجنا ؟


هزت رأسها بسرعة ولهفة .. وهذا ما جعل حاجباه ,يرتفعان قليلا وهو يقول بلسعة من المرح الجاف في صوته :"ولكنني سأعود طبعا "


تورد وجهها قليلا ..ولكن كبريائها ,كانت قد استعادت قوتها ثانيه الان بعد زواجها واطمئنانها علي مركزها في "اردال هال "


اذن اتوقع حضورك بعد اسبوعين ؟اهذا ما قلته ؟


هز رأسه ايجابا :"آمل انهاء ما علي ملاحقته في هذا الوقت "


لكنه لم يتلق تعليقا من زوجته الحديثة العهد بالزواج التي فكرت في انها لن تهتم ابدا حتي وان استغرق عمله ضعف هذا الوقت او حتي عشرة اضعافه !!!

غير انه عاد في اليوم الذي حدده .ولاول مرة تناول ديكون وايلسا العشاء مع السيدة كيلفير التي توقف قلبها عن الاضطراب منذ وافقت حفيدتها علي الزواج بصاحب القصر ....ويبدو ان العجوز سرت اشد السرور بوجود رجل في المنزل فقد قالت عبر الطاولة :

لا شك في هذا ...رجل في المنزل يشكل فرقا ..الا توافقينني الراي عزيزتي ايلسا ؟

ربما وجود رجل ,يعطي احساسا بالامان ف هذه الاوقات التي يكثر فيها اللصوص ..

لم يكن هناك مجال للخطأ في السخرية التي مزجتها بكلماتها ومع ذلك ,كانت تعترف في سرها ان ما قالته جدتها صحيح .


زوجها ,الذي اصر علي ان تناديه "ديك ", وهو الاسم الذي تستخدمه اخته وامه ,ضحك قليلا وتمتم :


اذا.. لي منفعة !ارجوا الا اخذلك اذا تعرضت لمكروه .


قاطعته السيدة كيلفير :"اعتقد انك ستكون علي اهبة الاستعداد وقت الحاجه ".


ابتسم ديك لزوجته ,متجاهلا عدم افتتانها بهذا التودد الذي تبديه له جدتها .


ولكن كان علي ايلسا الاعتراف بأن الوجبة كانت ممتعه ..


وبعدما اوت جدتها الي غرفتها وجدت من المسلي ان يكون برفقتها رجل .


كان قد مضي شهر وهما علي هذه الحال ,عندما اعلنت فجأة عن رغبتها في الخروج .وحينئذ وقع بينها وبين ديك الجدال الاول .


بعد ذهاب الجدة الي غرفتها ..غيرت ايلسا ملابسها وارتدت فستان السهرة الاسود الطويل ,ثم دخلت الي غرفة الجلوس ,لتخبر ديك الذي لم يكن هناك وانتظرت عودته .


احتجت بتكبر حين قال لها بهدوء ان عليها عدم الخروج بمفردها خاصة بعدما اصبحت زوجته .

لكن زواجنا لا يعني شيئا فما هو الا ترتيب عملي لا علاقة له بحياتنا الاجتماعية ..فيمكنك الذهاب الي حيث شئت ويمكنني الذهاب ..


شكرا لك ايلسا ..ولكنني لن اذهب الي حيث شئت ولن تذهبي الي حيث شئت ..
كانت كلماته حازمة غير ان السلطة لم تكن خافية .رفعت رأسها بعجرفة :

سأخرج ..فأنا معتادة علي الذهاب الي هذه الحفلة الراقصه التي تقام كل شهرين في "بالاس اوتيل"في "بوكستون "


لا يهمني ابدا المكان الذي تقام فيه بل يهمني ان تتصرف زوجتي بحشمة .


تضافرت نبرة صوته وترفعه الارستقراطي وتصرفاته بتلك الطريقة المهيبه وعيناه السوداوان البارقتان علي اشعال حذوة غضبها ...قالت له بدون

مواربة ان عليه ان يدرك منذ البداية انها ما تزال سيدة نفسها . وانهت كلامها :

انا لم اوافق علي الزواج بك بغية ان احمل نفسي عبء "سيد"

رفعت طرف فستانها بيد , وامسكت الوشاح بالاخري :"دعني امر ..رجاء."

كان رأسها مرتفعا وثغرها مضموما بشدة وعجرفة وكررت :"قلت لك اريد المرور.رجاء.منتديات ليلاس

رد بصوت ناعم ,,يتذبذب بالغضب :"سمعتك !لست اصم "

اظهر الغضب خطوطه البيضاء علي شدقيه وابرقت عيناه السوداوان :"كما اعترض علي قولك ,فليس منا من حمل نفسه عبء ما ليس لنا فائدة فيه "


وتواجها .كان الهواء في الغرفه يرتجف بغضبهما ,رأس ايلسا مرتفع بعجرفة وعيناها الخضراوان مشتعلتان ,وديك واقف ينظر اليها من فوق


وعلي ملامحه من القوة التي اثرت فيها منذ البداية .


كررت :"انه اتفاق تجاري بحت .وعليه يصبح كل واحد منا حراً لماذا اعيد تكييف نفسي لمجرد إجراء هذا العقد؟ "


ثمة مقدار معين من التكيف محتوم حين تتغير طريقة حياة شخص ما .


إنه يحاول حل هذه المشكلة بالمنطق كما يحاول في الوقت ذاته ترسيخ سلطته وإجبارها علي الخضوع ,وهذا ما اشعل غضب كبريائها

وعزمت النية علي محاربته اذا لزم الامر ..بدت مهيبة وهي واقفة بثوبها الاسود الطويل .العالي الياقه وبشعرها المرفوع الي فوق بطريقة ابرزت

قسمات وجهها الصارمه ...كان جمالها بارزا ولكنه جمال بارد متجهم ,قد يسبب النفور في الوقت الذي يثير اعمق الاعجاب ...ستكون بدون


شك محط الانظار في الحفلة الراقصه وسيتوق الرجال الي مراقصتها رغم سمعتها المرعبة ..

قالت بحدة وهي تنظر الي الساعة :


لا اري ما يلزم اي تغيير ..واعلم انني سأكون ممتنه لك اذا تنحيت لأمر ..

صر علي اسنانه وعوضا عن التنحي جانبا انتزع الوشاح , ورماه علي الاريكة :

لن تخرجي الي مكان لا هذا المساء ولا فيما بعد ..ألم تفكري في ما سيكون عليه موقفي في المنطقه في ما لو استمرت زوجتي بممارسة حياتها كالسابق ؟

انا السيد الجديد هنا ..ومن الطبيعي ان اتوقع الاحترام المطلوب لرجل في مثل مركزي .. ولن تجعلني زوجتي عرضة للسخريه .

اشتعلت عيناها لانه رمي وشاحها الي منتصف الغرفة . ونظرت اليه بما لا يمكن وصفه سوي بالحقد ,قبل ان تستدير , وتستعيد الوشاح .هذا

التحدي السافر اطلق العنان لغضبه مرة اخري فحاول انتزاعه منها .ولكنها سارعت الي المرور وفتحت الباب غير انه قبض علي معصمها

بقبضة فولاذيه ,لم تستطع سوي ان تصيح :

دعني وشأني ! ابعد يدك عن معصمي !!

وعوضا عن ذلك زاد ضغطه عليها ولما لاحظ تكشيرة المها قال بهدوء يبعث الغيظ :"متألمه هه ؟هذا نموذج ليس الا ..لقد هددتك مرة بصفعة


علي اذنك ولكن ان استمريت علي هذا المنوال فستجدين نفسك معاقبة بطريقة ستؤلم كبريائك اكثر مما ستؤلم جسدك !!
انت ...ايها ..

واختنقت الكلمات واهتز جسدها كله بالغضب ..

لن تجرؤ علي لمسي ! انت لست في اليونان ولست تتعامل مع احدي المسكينات اللواتي يعانين من التسلط عليهن ما يدعي بالجنس المتفوق !!

اسرت نظرة ديك الشرسه نظرتها لحظه غير انه لم يعلق علي ما قالته ..كان في تصرفه تفوق وغطرسه وسيادة كامله ..


الافضل ان تعودي الي غرفتك لتنزعي هذا الفستان .


تصاعدت الدموع الي مآقيها ..دموع عزتها بكل تأكيد الي غضبها لا الي هزيمتها ..فهي لم تهزم قط ..!اتستسلم لاوامر هذا الرجل ؟ابدا !


وسألت بعنجهية :"وبعد ذلك .هل لي ان اخرج ؟"



سأكون بانتظارك هنا حين تنزلين ..اشتريت شريطي


تسجيل اليوم ,اظنك ستستمتعين بسماعها .


يا لثقته بنفسه ! يا لتباهيه بأهمية نفسه ! تجاوزته الا انها عرفت انه يراقب ظهرها وهي تصعد الي غرفتها التي ما ان اصبحت فيها حتي

اطلقت انفاسها , ببطء وثقل , تخفف من وطأة الغضب الذي يضغط علي اعصابها ..جلست علي مقعد طاولة الزينه تحاول استعادة

جأشها ..ما هذه الحياة التي زجت نفسها فيها مكرهه ؟

آه ان ذلك الرجل لا يحتمل ومن الافضل ان يتقبل واقع انها سيدة نفسها فما من رجل مهما كانت قوته قادر علي ان يملي عليها ما تفعل

اخيرا ,وقفت , وفتحت الباب بهدوء فإذا في الخارج كل شئ صامت ..لفت وشاحها علي كتفيها وهبطت الدرج بهدوء بعدما القت نظرة الي

باب غرفة الجلوس ولم تجد فيها احدا . وتسللت الي الخارج .

وما هي الا ثوان حتي كانت انوار المنزل تتضاءل خلف صف الاشجار الطويل المشرف علي الطريق الداخليه , وانطلقت ايلسا بالسيارة بافتخار

المنتصر .

كان وجه ايلما مثال الذهول وهي تراقب دخول ايلسا الي قاعة الرقص ,يرافقها وافد جديد الي المنطقة , وهو شاب جميل الطلعه .اشقر


الشعر ,ازرق العينين . وكان الشاب قد تعرف الي ايلسا وهما في المقهي , وهو الان يسير بفخر الي جانبها شاعرا بأن جميع الرجال

الموجودين هنا يحسدونه عليها ..اما ايلسا ,فقد كانت تحس بالازدراء لهذا النصر السهل ..تتساءل باحتقار ,لماذا يقع الرجال ضحية مظهر


جذاب مخادع . وابتسمت لنفسها فجأة لدي التقاء عينيها بعيني روبيلا مايفل التي تعيش في "فيلدستون هاوس"الذي لا يبعد سوي ميل

واحد عن "اردال هال "

عندما توقفت الموسيقي رفضت ايلسا بأدب عرض شريكها لشرب المرطبات , واتجهت الي روبيلا التي قالت لايلسا قبل ان تفتح فاها :

تعالي الي قاعه الانتظار لنتكلم ..اموت شوقا لاعرف اخبارك . انا لا اجرؤ علي المجئ الي منزلك خاصة بعدما اصبح له "سيد"
رفعت ايلسا حاجبيها بارستقراطيه :سيد "!

حقا ..روبيلا !ضحكت الفتاة ,ودست ذراعها بذراع ايلسا تحثها نحو المدخل المرتفع الذي يقع خلف قاعة للاستقبال وعندما وجدتا زاوية

هادئه ,جلستا "اخبريني كل شئ !صعقني الخبر وخلت للوهلة الاولي انه اشاعة ولكن ماذا تفعلين هنا بدونه ؟سمعت انه مسافر ولكنه عاد .

انت تعرفين كيف تدور الاخبار في بيئه مغلقة كهذه .


اخبريني روبيلا ماذا تقول الالسنه المتحركه .


انا ..حسنا ايلسا .. ثمة شائعة كريهه تقول ان ..إن (اردال هال)ليس ملك جدتك .وصمتت ,

في عينيها الرماديتين الكبيرتين اعتذار وتساؤل .


ترددت ايلسا ,غير انها وروبيلا ,رغم عدم وجود صداقة قويه بينهما منسجمتان .اخبرتها ايلسا بكل شئ .صاحت روبيلا :"ياالهي "!!


اشعر بأنني اقرأ رواية من وحي الخيال ."


ليست رواية فالرجل السخيف يؤمن حقا انه قادر علي املاء ما يريد علي..ولقد عارض مجيئي الي هنا الليلة ,بل تجرأ وقال لي انني لن اخرج !!

اتتصورين هذا ؟


ضحكت روبيلا .وكررت وهي لا تزال تضحك :الرجل السخيف ! ياله من وصف تصف به عروس زوجها بعد ستة اسابيع علي الزواج سألت


ايلسا :"وماذا تلوك الالسنه عدا ذلك ؟"

كانت ايلما تقول الكثير ,فهي مليئه بالكراهيه ..!فيما كانت تقول تلك الكلمات تغيرة اساريرها فنظرة ايلسا اليها بحيرة ,لكنها تراجعت عن

سؤالها عن السبب ,تسأل بدلا عن هذا عن طبيعة شائعات ايلما .

هي من بدأت بهذا كله ..في الواقع ..يبدو انها حصلت علي معلومات من الداخل وقد اشاعت انها وجدتك تعيشان علي ..علي ..اكملت


ايلسا بصوت منخفض :"علي الاحسان ".

نعم ,شئ من هذا القبيل .برقت عينا ايلسا ,مع ان كبرياءها تألمت ,الا انها تمكنت من المحافظة علي وقارها .وماذا قالت غير هذا ؟

قالت ان زوجك هو المالك الحقيقي وانه يوناني من جهة الام وقالت كذالك انك التقيت اخيرا ندك لانه نصف يوناني ..ضحكت ايلسا ,لكن

وياللغرابة ,لم تشاركها روبيلا مرحها ,وقالت بلهفة :"من المعروف عن اليونانيين انهم معتادون علي اخضاع نسائهم لسلطتهم .سيكون يونانيا


متفوقا من يستطيع اخضاعي .قلت ,انه منعك من المجئ الي هنا الليلة ؟فهل تحديته وخرجت ؟


هذا ما فعلت ,اردفت روبيلا بخوف :"لكن ..حين تعودين ..الن يكون غاضبا؟


ردت بثقة كاملة :"سيكون حين عودتي قد اوي الي فراشة".

قالت روبيلا :"انت واثقة من نفسك واحسدك علي هذه الثقة .اما انا ففارة جبانه .تبع قولها صمت قصير .ثم تبعت نظرة ايلسا نظرة


صديقتها :"ما بالك ؟اتعرفين ذلك الشاب ؟هزت روبيلا رأسها بحزن ,انه الرجل الذي قاد ايلسا بكل فخر الي قاعة الرقص منذ قليل..وقالت :
انه" روبن ستانفورد "..تعرفت اليه منذ اسابيع في حفلة ..حين كنت غائبة في "ايسوكس" بدأ انه

معجب بي كثيرا ,وقد صحبني الي حفلة عشاء راقص في "مانشستر"وذهبنا الي السينما كثيرا .ولكن منذ اسبوعين ,التقي ايلما ..وكان هذا


كل شئ .غص صوتها وهي تهز كتفيها فسألت ايلسا بحيرة:"لم اره مهتما بها الليلة ".لانه شاهدك .استقر علي وجه ايلسا تعبير


الاحتقار :"اذا كان من هذا النوع روبيلا ,فمن الافضل ان تنسيه .ربما انت علي حق ,ولكني وقعت في حبه رأسا علي عقب .آه ,ياعزيزتي ماذا


افعل ؟


انسيه


قالت روبيلا بحزن :"ربما انت علي حق "


ثم توقفت عن الكلام قليلا وغيرت الموضوع :"يقولون انك تزوجت ديكون هيلفيلد للبقاء في القصر فقط .كما يقولون ان جدتك هي من دبر الامر


كله ."

اصدرت ايلسا صوت غضب بلسانها :"اف للناس !!ليتهم ينصرفون الي شؤونهم .ان رأس الافعي هي ايلما فهي تحقد علي من مسألة


خطيبها .

اعرف ..وهي حقود فعلا انما ليست الغلطة غلطتك لقد وقع الرجل في حبك .لم يقع في حبي بل اغرم بي ..ياللمخلوق الغبي !! بعد صمت


قالت روبيلا :"اجل ,يبدو لي انه كان مجرد غرام .فقد تزوج سواك ..انك جذابه لذا ليس غريبا ان يلاحقك الجميع ..

روبيلا بالله عليك لا تتفوهي بهذه السخافات اعتقد انك تكرهين الرجال :"بل احتقرهم ,لانهم لا يسيطرون علي غرائزهم الحيوانيه ..فما المرأة


بنظرهم الا رفيقة فراش . "


قالت روبيلا ضاحكه وقد تذكرت فرانك وايت :"اراهن انك شعرت بسعادة كبيرة عندما دفعت فرانك وايت الي البحر .


كانت سعادة كبيرة فعلا ..!!


صمتت ايلسا لتطلق ضحكة صادقة ..وفي هذه اللحظه قررت ايلما الانضمام اليهما قائلة :"ايمكنني مشاركتكما النكته ؟ثم جلست في مقعد


فارغ مقابل مقعد ايلسا "وتلاقت عيونهما فعادت بهما الذكري الي المرة الاخيرة التي تحدثتا فيها ..وسرعان ما انخفضت عينا ايلما امام عيني


ايلسا التي ردت عليها ببرود :"انتهت النكته ".

برقت عينا الفتاة ,وقالت بصوت منخفض :"متعجرفه كحالك دائما ايلسا ..هل انت متعجرفة مع زوجك ؟ عجبا ..لماذا لا اراه برفقتك الليله ؟الا


يحب الرقص ؟يبدو انه مختلف عن اليونانيين العاديين فما اعرفه عن ذلك الشعب انهم يبقون نسائهم تحت جناحهم .وتركت صوتها يتلاشي


ببطء .

تبادلت ايلسا وروبيلا النظرات ولاحظت الاخيرة لمعان الغضب في عيني صديقتها ,فسارعت تقاطع الحديث بقولها :"يبدو انك سمعت اشياء



غريبه عن اليونان ايلما ..زوج ايلسا انكليزي من جهه الاب .


مع ذلك اتوقع ان يكون الدم اليوناني فيه هو الغالب كانت ايلسا علي وشك الرد بحدة ,حين رفعت نظرها لتري تقدم روبن ستانفورد نحوهن

.

وما هي الا لحظات حتي كان يجلس قرب ايلما .وارتبكت روبيلا ,وبدا ذلك واضحا في وقوفها السريع وقولها :"سأذهب الان اراك لاحقا


ايلسا ".وقبل ان تحتج ايلسا ,انطلقت مبتعدة .مع ان روبن اختار الجلوس الي جانب ايلما الا ان عينيه تركزتا علي ايلسا .فابتسمت له تقصد


اثارة ايلما ..واخذت تحدثه ,فتعلق بشغف بكل كلمه قالتها ,وجلست ايلما بلا حراك . بدا ان روبن قد نسي وجود ايلما وقال مبتسما يدعو


ايلسا :"هل نرقص ؟".

 
 

 

عرض البوم صور gagui   رد مع اقتباس
قديم 22-09-08, 12:12 AM   المشاركة رقم: 8
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Feb 2008
العضوية: 63027
المشاركات: 289
الجنس أنثى
معدل التقييم: gagui عضو على طريق الابداعgagui عضو على طريق الابداعgagui عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 207

االدولة
البلدAlgeria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
gagui غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : gagui المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

هبت واقفه وسمحت له بامساك ذراعها استعداد للعودة الي قاعة الرقص ,ولكن ,في تلك اللحظة بالذات ,اتسعت عينا ايلسا ,لانها رأت


زوجها يدخل في المدخل الذي يفصل قاعة الجلوس عن المقهي .اختبرت الغضب اولا ثم خفق قلبها وتمتمت تتخلص من ذراع


روبن :"ديك !..جدتي ..اهي ..هل اصابتها نوبة ؟

قال لها غاضبا :"اذهبي واحضري وشاحك !! كيف تجرؤين علي مخالفة رغبتي ؟ منعتك من المجئ الي هنا !! نظرا بغضب الي الاخرين ,ثم


استدار الي زوجته :"قلت لك احضري وشاحك فورا !! لاحظت ايلسا وجود المتفرجين الواقفين حولها ولكن الضحك المكبوت من ورائها هو ما


لفت انتباهها ..

نظرت الي وجه ايلما فرأت الحقد والانتصار الممزوج بالتسليه في عينيها السوداوين قالت ايلما بهمس ساخر :"اذن انا علي حق ..عليك


الطاعه والا قرر ان يعاقبك بالضرب ..قطع صوت ديك الاجش كلمات ايلما الخبيثه :"ايلسا افعلي ما اقوله لك فورا ..ستعودين معي الي المنزل !!



رغم الغضب الذي اشعل كيانها ادركت ان ابداء اي تحد قد يؤدي الي المزيد من الاذلال لها .بعدما اطلقت عليها نظلرة حاقدة ,توجهت الي


غرفة الملابس لتحضر وشاحها .

ستكرهينني اكثر

امسك ذراعها وهما يتوجهان الي سيارته فحررتها منه ولكنه عاد فاستعاد مرفقها .

وكانت قبضة ديك في هذا المرة قوية مؤلمة تقدمت ايلسا

معه نحو الموقف بما بدا لزوجها انصياعا مدهشا .قال باقتضاب:"فلتبق سيارتك هنا ,سأهتم بأمر نقلها صباحا"

لم يتبادلا الحديث عندما ركبا السيارة التي شغل محركها فورا ,اخيرا تكلمت..

كيف تجرؤ علي المجئ الي هنا وإذلالي !كيف تجرؤ علي إهانة كرامتي ؟

استدار رأسه بحدة :"اجرؤ لانني زوجك "

لم يكن في كلماته اثر للغضب الذي كان يغلي في داخله

انت زوجي اسميا فقط !قلت لك قبل ان اخرج انني لم ادخل اتفاقيه الزواج وفي نيتي ان احمل نفسي عبء سيد علي ..

من الافضل مناقشة الامر حين نصل المنزل ..يجب ان نتوصل الي تفاهم ما !!

كان رده المنذر بالشر مختصرا:

وهذا بالضبط ما سأفعله

انا لا اخاف لذا ابعد نبرة التهديد عن صوتك !

انت لا تخافين مني حتي الان ولكنك ستخافين فيما لو استمريت علي هذا المنوال

اتهددني بعقاب جسدي انسيت ان جدتي تعيش معنا !!

رد عليها بهدوء :"اظن ان المنزل كبير بحيث يتسع لترويضك بدون ان تصل صرخاتك اليها "..

"لا تخطئ ابدا ايلسا ..اعرف كيف اسوس زوجتي "..

تسوس ! لا تجرؤن ابدا علي استخدام مثل هذه الكلمه معي".. لم يرد ديك ,فساد الصمت بضعة اميال .حاولت ايلسا التخفيف من حدة توترها العميق ..

ادهشها ان تتأثر الي هذا الحد ..فكيف تتأثر وهي من كانت دائما متعجرفة باردة ,مع الرجال ..

لقد كان لسانها وبرودتها خير وسيلة لردع اي رجل اما الان ..

نظرت شذرا الي الوجه المتجهم ..وكأنه منحوت من الصوان ..علي يد نحات انكب علي كشف كل ما هو شرير في نفس الرجل ,شرير وبغيض ..

اجل انه وجه شرير ..فجأة سرت رعدة رهيبة الي ظهرها ..اكانت تحلم يوما ان رجلا ما سيسبب هذا كله لها ؟

شعر بنظرتها اليه ,فالتفت اليها بسرعة ..لم تكن قسمات وجهه في عتمة السيارة مقروءة كما ان صوته خلا من الانفعال عنما قال :"

ان تحديك لي لغباء شديد ,فأنت دون شك عرفت انني لست الرجل الذي بإمكانك تجاوزه بهذه الطريقه ؟

ردت بعجرفة :"

لم اتوقع قط التعرض لمثل هذا الموقف .صدقتك حين قلت ان زواجنا ليس سوي اتفاق مصلحة "

انه هكذا ,وسيبقي ,اتفاق مصلحه ..ولكنني ارفض ان اذل ,ان مركزي يتطلب الاحترام ,وسأتأكد من حصولي علي هذا الاحترام من كل من له صلة بي .

وماذا عن اذلالي ؟تلك الفتاة التي كانت معي تكرهني ..ولابد انها الان تكرر للجميع ما سمعته .

كانت تعاني من العذاب نتيجة تخيلاتها ..سيسمع الناس قصتها ..وسيضحك الجميع .

قال زوجها يرد عليها بهدوء :"انت السبب في ما اصابك .لقد جرحت كرامتك ,وانت تستحقين ذلك ,واعلمي انها ستجرح اكثر اذا واظبت علي تحدي سلطتي "

جعلتها كلماته الاخيرة غير قادرة علي الرد لان غضبها بلغ اشده ..فركزت نظرها علي الطريق امامها ..تفكر فيما جري في الفندق ..حاولت ايلسا تصور ما ستشعر به في ما لو دخلت

الي غرفة اناس قد سمعوا باذلالها ..

عرفت ان ملاحظات عدة ستتناقل بين الناس :"هذا سيقلل من كبريائها قليلا !"

و "لقد حان الوقت لتلتقي بندها "وتملكت ايلسا كراهية سوداء تجاه الرجل الجالس الي جانبها

..الرجل الجالس ببرود وراء المقود رابط الأش ولكن قوته كانت بادية حتي ..حتي في ذرود غضبه المتأجج ..وها هي هذه القوة تثبت مصداقيتها ,

وتجعلها تحس ثانية انها اقل منه شأنا وقدرة .

اتسعت عيناها ..ورمقته جانبيا ..هل التقت ندها ؟

صعقتها الفكرة ولكنها سرعان ما ابعدتها عن فكرها بقوة ..ما من رجل قد يكون ندا لها ..!ولن يكون

بكل تأكيد اجنبي غريب سيدا عليها !!

استرخي حبا بالله ..

قطعت النصيحة الهادئه عليها افكارها ,فأدارت رأسها ..تبدي الدهشه ..فأكمل :"التوتر واضح عليك يا فتاة ..انت ثائرة واعصابك متوترة ..انك تؤذين صحتك بترك مشاعرك تستولي عليك ..


امامنا مسافة طويله حتي نصل ,ومن الافضل ان تستمتعي بالمناظر .

رفع يده عن المقود ليوجهها الي الزجاج الامامي ..

انها ليلة جميلة ,انظري الي القمر ,والنجوم .لا ترين عادة سماء صافية كهذه في انكلترا ..اما في اليونان ..

قاطعته بجفاء :"انا لا اهتم البته باليونان "

اعاد يده الي المقود :"ولكنك ستحبينها حين نذهب "

لن اذهب منتديات ليلاس

سأبحث مع جدتك فكرة السفر الي اليونان ..اريد ان تلتقي بأمي وشقيقتي .

ان هذا مثير للاهتمام ..اخشي ان تصاب بخيبة امل لانني لا ارغب في لقائهما .

افهم مشاعرك في الوقت الحاضر ,غير انك ستتجاوزين ما حدث بسرعة ..وعندئذ سنتباحث امر السفر الذي اصر عليه .

تصر ؟

قال بلهجة عذبة :"

ايلسا ..ستوفرين علي نفسك الكثير من الحزن لو اعترفت منذ البداية بأن كلمتي هي القانون .ان قلت باننا سنسافر فهذا يعني اننا سنسافر ..

هل ادعاء السلطة يتوافق مع وعدك بأن زواجنا سيكون مجرد اتفاق مصلحه ؟

في كل اتفاق عمل ,ثمة شريك اعلي .

قالت ساخرة:"عدنا الي تحوير الكلام "

لم يرد علي هذا ,وبقيا صامتين فترة.

كانت السيارة تسير بهما علي طول ضفة النهر حيث ترتفع قطعة صغيرة من الارض بشكل عامودي

ولم يكن هناك نور في اي مكان فالطريق نفسه مهجور الا من سيارتهما التي تهدر بصوت منخفض وتنعطف بسهولة تحت يدي سائقها

القدير ..فجأة ,احست انها امنه مطمئنه وهذا ما شعرت به في المركب ..وتذكرت كم كان الاحساس بالامان لذيذا..

واخذت تشعر بالاحساس ذاته الان..

تكلم ديك ,يكسر الصمت :"هل تعملين بنصيحتي ؟وهل تستمتعين بما هو حولك ؟"

وكانت ويا للدهشه تستمتع فعلا ..لكنها اجابت :

كيف لي ذلك ,وانا اعرف ان المشاكل قادمه .

اوه .انت اذن تتقبلين واقع انك في ورطه ؟

قلت ان المشاكل قادمه ! واعني بيننا !!


اتعنين انك ستتشاجرين معي ؟

اريد الانتهاء من هذا الليله ! يجب ان احدد موقعك وموقعي .

هذا يعني ,ان تذهبي انت في طريق ,وانا في اخر ؟

بالضبط!

فلنفترض انني مضيت في سبيلي اليحد اصطحاب امراة الي المنزل ؟

كان يطرح السؤال ببطء وعيناه علي الطريق ,ولكن ,كان لدي ايلسا انطباع غير عادي ,بانه يعرف اي نوع من الانطباعات سيبدو في عينيها ..

صاحت ساخرة :"امرأة؟"

شعرت بالمزيد من التوتر وتراءت لها ايلما وهي تنشر الخبر في كل مكان .قالت ,ورنة غريبه في صوتها :"الم تقل انك لا تريد ان تفقد ماء وجهك ؟

وهل تعتقدين انني سأفقد ماء وجهي ان صحبت صديقة ؟

بكل تأكيد ..نحن هنا في الريف لا في مدينة كبيرة .

قد لا اصطحبها الي البيت بل ربما وضعتها في شقة صغيرة لطيفة في "باكويل "او "بوكستون "

صمتت ايلسا ووجدت نفسها تبلع ريقها بصعوبة ,,ولماذا تهتم ان كان له صديقه ؟بما انها لا تريده لنفسها .فيجب الا تتبني تصرفا متشددا ,وتطلب منه عدم التفكير في سواها ..

وجدت نفسها تقول ,وقد تلاشي الغضب من صوتها:"قد يخيب امل جدتي فيك "

ضحك ديك بمرح خالص .وأدار وجهه الاسمر اليها .قال بشكل غامض ملؤه النصر :"عجبا ..ليتك تعرفين كم لقولك هذا من معاني ايلسا "

قطبت وقالت :"انا لا افهم ما تعني "

ستفهمين يوما "

حين وصلا اخيرا الي المنزل اكتشفت ايلسا وياللغرابه .ان كل ما ترغب فيه هو ايجاد الهدوء في غرفتها ..ولكن ديك سارع الي تبني السلطة التي شعرت انه لن يفشل في فرضها عليها .فتح باب غرفة الجلوس ,وقال باقتضاب :"

الي هنا ايلسا ..فلننه هذا الامر ولنستريح "

دخلت الي الغرفة وهي تتسائل كيف استكان غضبها وولت رغبتها في مشاجرته .قالت :"انا متعبه ".

وكان ارتفاع جاجبيه اشارة الي انه يفترض بانها قبلت الهزيمة ,وهذا ما دفع غضبها الي الواجهه من جديد ..جلست باندفاع علي الكرسي ,لتقول بكل عجرفة :"

حسنا ..؟قل ماتريد قوله ..ولاقل ما اريد ..

هيأت نفسها ,متوقعه ان يمد يده اليها لتشدها بخشونه حتي تقف ولكنه ظل ينظر اليها بعينين ضيقتين وفي هذه الاثناء كانت احدي يديه في جيب سرواله ..والاخري تلامس ياقه معطفه ..

ما يجب ان اقوله ,يمكن اختصاره بهذه الكلمات ..علي زوجتي التصرف بأقصي درجات الادب والحشمه ..يجب ان تتصرفي وكأننا زوجان طبيعيان سعيدان ..هذا كل شئ ..
صمت ينظر اليها بترفع ,ثم اضاف ,بأشارة مهمله من يده نحو الباب:"

والان ..اذهبي الي النوم ..فلا اظن ان ما ستقولينه مطلوب الان ؟"

اشتعلت عيناها الخضراوان وتوهج الغضب في نفسها ,واشتدت قبضتاها تسحقان القماش الناعم ثم لم تلبث ان قالت بحنق :"

لا تجرؤن ابدا علي معاملتي بديكتاتوريه !واعلم ان ما سأقوله مطلوب بل هو ضروري !اولا ..:انا لا اقوم بما يتناقض مع الادب والاحتشام .

وهل دفع شاب محترم الي البحر تصرف محترم محتشم ؟

كان يستحق ذلك !

لا شك ان الرجل يستحق ..ولكن عملك لا يعتبر ابدا عملا محترما تقدم عليه سيدة ..كما ان تصرفك ذاك جعل الالسنه تلوك اسمك ..والدليل الجيد علي التربيه الجيده ايلسا ,هو ضبط النفس وعدم الوقاحه ..

صمت تاركا لها فرصه التعليق ولكنها لم تكن قد وجدت الكلمات حين اردف :"اعرف انك امراة مستعدة اذا ما مس احدهم كبريائك السخيفه الي التصرف بطريقه تجعل الناس يتناولونك بألسنتهم ,ولكن ذلك غير مهم في عزوبيتك اما الان وقد بت زوجتي فعليك التصرف بطريقة

متعقله ملؤها الادب والحشمه ..فاسم ايلسا مايون كان طبقا لذيذا للشائعات اما اسم ايلسا هيلفيلد فلن يذكر الا بكل احترام

ماذا تقول ؟اتقول انني حتي الان لم اكسب احترام الناس ؟اؤكد لك انني محترمة !اعتقد ان من اخبرك قصة ذاك الشاب الذي دفعته عن ظهر المركب قد ذكر لك سبب تصرفي ؟الا تحترمني

علي مثل هذا التصرف ؟

احترمك علي ما دفعك الي هذا التصرف انما لا تخلطي بين الامرين .

صمت ..فشاهدت تغيرا عجيبا تقريبا في اساريرة ,وتغيرت عيناه كذلك اذ اصبحت رقيقتي شفافتين .عبست ايلسا تحاول قراءة ما سبب التغيير ,ولكن سرعان ما تلاشت تلك الرقه وحلت محلها الواجهه القاسيه من جديد

انا استنكر تصرفك كما استنكر افتقارك الي السيطرة علي ضبط النفس ,فلم يكن ما فعلته ضرورة لابد منها .

وصمت مجددا ثم اردف :"انا مقتنع انه بامكانك معامله ذلك الشاب المغرم بطريقه اقل اثارة للفضيحه من تلك ..

تمسكت بسرعة بملاحظته :"اذن تعترف انني قادرة علي التعامل مع من يسئ الي من الرجال ؟منتديات ليلاس

رد ببرود :"نعم مع معظم الرجال .انما لا تخطئ ابدا في تعاملك مع زوجك ايلسا ..فهو ليس بمغرم قد تحتاجين الي ايقافه عند حده ..انه رجل ..كان رجلا دائما ..وسيبقي الي الابد

يطلب الاحترام ممن يتعامل معه ..وهذا يشمل زوجته ..

كانت وتيرة صوته منخفضه ولكن فيها انذارا واضحا يحذرها من مغبه تحديه ..

قالت بعد صمت طويل :"انا لا ارانا وصلنا الي حل "

كانت تفكر في كلامه عن عدم وقوعه في غرامها .فكرت في كلمة مغرم التي تفوه بها ..انها زوجته ومع ذلك لم يحاول التحرش بها ..

نعم لا تنكر ان زواجهما قائم علي اساس عدم ادخال العاطفه فيه ولكنها ما كانت ستدهش في ما لو حاول التحرش بها ولو قليلا ..الا انه عوضا من هذا بقي ملتزما بحرفية الاتفاق ..ومن الواضح مهما كانت مشاعرة انه قادر علي السيطرة عليها ..

استحوذ عليها احساس غريب وقادها هذا الاحساس الي سؤال :"هل بدأـ تعجب بهذا الرجل ؟عليها الاعتراف باعجابها بمظهره كله بدءا من قسماته المنحوته باتقان انتهاء بشكل جسده الكلاسيكي

والان هل بدأت تعجب به بسبب سيطرته ؟هي غير معتاده علي ذلك من ابناء جنسه الذين تعاملهم بازدراء لئلا يسيئوا اليها ..لو كانت بسيطه قبيحه لما تعرضت لملاحقتهم ولكنها جميله وبسبب جمالها هذا يقع الرجال في حبها بسرعة غير ناظرين الي ما وراء واجهتها

رد عليها :"لم نصل الي شئ ؟اظنك تقصدين انك لم تصلي الي شئ؟"

تلاشي غضبها كله :"علينا توضيح مواقفنا الشخصيه ,انا لم اتزوج وفي خلدي الاستسلام لسيد "

تنهد بنفاد صبر :"انت عنيدة ايلسا .وسيكون من الايسر لك لو رضيت بهذا التغيير .للملرة الاخيرة اقول ,لن ادعك تنتقلين من مكان الي اخر كما يحلو لك ,,,ولن اسمح بأن تثيري الشائعات عن زواجنا او سعادتنا فلو شوهدت بمفردك طوال الوقت لانطلقت الالسنه في كل حدب وصوب "

اعترفت في نفسها بصدقهذا ..لكن كبريائها لم تسمح لها بتلقي الاوامر .ردت ,تستعيد عجرفتها :"سأعيش حياتي كما يحلو لبي ,وان شئت مشاجرتي بهذا الصدد فلا امانع انما اعلم انك ستتعب قبل ان اتعب .."

وهبت عن كرسيها برشاقه ,واتجهت الي الباب ..كانت يدها علي المقبض حين قال بصوت لاذع كالسوط :"تعالي الي هنا "

التفتت اليه بغضب متطاير :"ماذا قلت ؟"

كان جسدها النحيل متشنجا وكانت عيناها تحدجانه بكل غطرسه من رأسه الي اخمص قدميه ..شاهدت الخطوط البيضاء تبرز علي فمه ولاحظت الجليد في عينيه واحست ان الجو يتذبذب بالغضب ..كانت قوتها عظيمه وكبريائها في اوجها ..ولكن قوة هذا الرجل اخترقت عظامها ومع ذلك قاومت ..وقف ديك ولكنه لم يقترب منها .

قلت تعالي هنا !

اشتد ضغط ايلسا علي فمها :"ظننت ان هذا ما قلته !انت لا تعرفني ديك ..والا لادركت انك تضيع وقتك في محاولة السيطرة علي ..

انقطعت كلماتها وحاولت الهرب نحو الباب ..وجرها بخشونه الي وسط الغرفة ..قاومت بلا جدوى لتحرير نفسها ,ولكن مقاومتها فتحت الباب علي مصراعيه لغضبه فأمسك كتفيها وهزها بعنف ووحشيه

كانت علي وشك ان تفقد وعيها حين تلاشي اخيرا غضبه وتركها فترنحت غير قادرة علي ان تصدق ان هذا يحصل لها فعلا ..


تقوقعت داخليا بسبب هذه الضربه القاسيه لكبريائها :"اكرهك "

لم يكن العنف الذي تلقاه جسدها يذكر امام جرح كبريائها اتعامل هكذا ..وعلي يد رجل !!

ستكرهينني كثيرا فيما بعد ..ان لم ترضخي

لرغباتي باللين فسترضخين لها بالقوة ,ضعي كلماتي هذه في راسك المغرور"

كانت قد تمكنت من الوصول الي الاريكه ووقفت تستند الي ظهرها خافقة القلب متوترة الاعصاب كانت اصابعه قد تركت علامات حمراء علي بشرتها الناعمه الطريه اما اطرافها فكانت زرقاء

وهذه بدايه لكدمات كريهه ستظهر فيما بعد ..وسيكون في مؤخرة كتفيها المزيد من الكدمات ..اغمضت عينيها ,تغلي غضبا ..لم تفكر قط انها تعاني اذلالا كهذا .في البدء كانت الفضيحه في الفندق والان كان عنفه ..


نظرت اليه فإذا وجهه ما يزال شيطانيا مخيفا عديم الرحمة وكأنه ينظر اليها بأهمال او كأنه سئم منها احست ان مرجل غضبه ما زال مشتعلا ولهذا كبحت تهورها لتتكلم خشية ان تقول ما يزيد من سعير الاتون حتي بلغ حد الانفجار .

قال وعيناه تنتقلان من كتف الي اخر :"اذهبي الي فراشك "

نظرت اليه باحثة عن ندم الا ان نظراته ظلت غير مهتمه فشعرت بدون سبب برغبة في البكاء .قالت وهي ترفرف عينيها :"

لا ادري ما تحاول فعلة بي ..لكنني واثقه من وجود شئ ..

اسرت عيناه السوداوان عينيها قبل ان يرد بلهجة قاسية كالكلمات قبل قالها :

انا انوي سحق هذه الكبرياء وهذه العجرفه ..لن اسحقها فقط ..بل سأمرغها بالتراب !!
تخافه او تحبه ؟

فكرت ايلسا بهذا التهديد طويلا واقسمت الا يتحقق ما قاله ايمرغ كبريائها بالتراب ؟ياله من امل واه!

لكنها لمست بشكل آلي اعلي ذراعيها ,فما زال الالم موجودا وانتفضت الما عندما ضغطت .

لقد تعرضت كبرياؤها بدون شك الي ضربة مدمرة

ايلسا عزيزتي ,هل آذيت ذراعك ؟انها المرة الثانيه التي اراك فيها تمسكين بها .

قطع صوت السيدة كيلفير القلق علي ايلسا افكارها ,فرفعت راسها مبتسمه .

لا ..بالطبع لا ,اعتقد انها عادة سخيفه اكتسبتها .

لم اعهدك تقومين بعادات معينه عزيزتي .

ثم اتجهت عيناها الي الباب الذي انفتح .فأشرق وجهها بوضوح ,اما ايلسا فسحبت نفسا عميقا .كيف لزوجها البغيض ان يكسب محبة جدتها بهذه

السرعه؟ اشاحت بوجهها باحتقاراً.كان ديك يرتدي سروالا رماديا وقميصا مفتوح الياقه.

صاحت السيدة كيلفير ,بابتسامة مشرقه :

آه ديك .اجئت تنضم الينا لشرب الشاي ؟

جلس علي الاريكة مادا ساقيه امامه نحو النار .

اذا كنتما ترحبان بي فأنا احب الانضمام اليكما .

التفت الي زوجته العابسه فردت عليه ساخرة :"تسر جدتي دوما برفقتك "

قاطعتها جدتها :"بل تسر كلتانا برفقتك "

سأل زوجته :"صحيح ؟"

ردت بلسان لاذع :"طبعا "

ضحك ضحكة خافته ثم غير الموضوع مفكرا :

ذهبت الي "غريتمورهال"القصر الرئيسي ,فوجدت ان فيه امكانيات .

اتقترح ان نسكن هناك ؟

خرج السؤال اليا من فم ايلسا التي تذكرت انها اقترحت عليه يوما ان يسكن فيه عوضا عن انتزاع "اردال هال "

من جدتها .

بالطبع لا ..انه لا يشبه هذا المكان ابدا ..

هزت الجدة راسها :"اوافقك الراي ..انه متداع "

افكر في تصليحه وترميمه قبل فتح ابوابه للعامه .

يالها من فكرة رائعه .ولكنك ستحتاج الي عدد كبير من الموظفين ..

ايصعب ايجاد هذا النوع من الموظفين ؟

ليس الامر سهلا ,فالاعمال المنزليه لم تعد محبوبة ..وفي السنوات الاخيرة فقدنا العديد من الايدي العامله الشابه ,فالمدن تجذبهم

عندما جئت الي هنا كنا نستطيع الحصول علي مدبرة منزل وطاهيه بستين جنيها .

 
 

 

عرض البوم صور gagui   رد مع اقتباس
قديم 22-09-08, 12:13 AM   المشاركة رقم: 9
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Feb 2008
العضوية: 63027
المشاركات: 289
الجنس أنثى
معدل التقييم: gagui عضو على طريق الابداعgagui عضو على طريق الابداعgagui عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 207

االدولة
البلدAlgeria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
gagui غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : gagui المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

صمتت السيدة كيلفير ونظرت الي حفيدتها .ردت ايلسا اخيرا ليس لانها تريد المشاركة بالحديث بل لان جدتها التي لاحظت صمتها عبست بشدة .

كان الستون جنيها مبلغا كبيرا في تلك الايام .

لن تقبل ايلسا ان تكون السبب في اقلاق جدتها .لذلك حين نظر ديك اليها ,ابتسمت له .ولكنها لما رأت التسليه والسخريه في وجهه

تمنت لو لاذت بالصمت ,لقد تصرف في الصباح التالي علي الحادثة التي وقعت بينهما بالامس ..ومنذ تلك الليلة وهو يتصرف وكأن شيئا لم يكن .

لو استطعنا ايجاد موظفين .لفتحناه للعامه .

كان في صوته قلق ولكن ما لفت انتباهها استخدامه لصيغة الجمع ,التي خرجت منه اليا.

قالت السيدة كيلفير :"من الممكن ايجاد بضع اشخاص نستطيع الاعتماد عليهم للعمل تحت إمرة وكيل ,

يجب ان تضع اعلانا في الصحف المحليه ديك "

هز رأسه :"اجل ,سأفعل ذلك "

غير مرة اخري الموضوع ليذكر عطلة اليونان ..في المرة الماضيه ..اراح ديك بال ايلسا بشان ترتيبات النوم قائلا :"انه في حال سفرهم سيشرح لامه ضرورة

وجود فراش اضافي في غرفة السيد ة كيلفير ,لان ايلسا تضطر احيانا للنوم معها عندما تكون صحتها متدهورة ..

بدأت السيدة كيلفير وقتذاك متحمسه للرحلة.سيكون الامر رائعا ..!لم اذهب الي اليونان من قبل في الواقع ,لم اسافر كثيرا ..

متي سنذهب ديك ؟وكم ستطول رحلتنا ؟سأحتاج الي ملابس جديده .ايلسا:"يجب ان تصحبيني الي منشستر او الي ليفربول

لاتسوق .ساد صمت كان ديك وايلسا خلاله يكبحان ضحكتهما .اخيرا قالت ايلسا :"جدتي العزيزة ..انها مسافة بعيدة للسفر .علي اي حال ,انا نفسي غير متحمسه للذهاب

ديك يأخذ الامور وكأنها امر مسلم به .فكيف يتوقع مني ان اقرر هذا الامر فورا.

رد عليها :"انا لم اطلب منك ان تقرري "

تورد وجهها لانه ذكرها بوقاحه بانه صاحب القرار,وبأن عليها ان تنفذ ما يقول لها .لم تكن قادرة علي الرد .فنظرت اليه وهو يتابع التحديق اليها .

ونظرت جدتها اليها تهز رأسها ,وكأنها لا تفهم :غير متحمسة؟لكن لماذا عزيزتي ؟فما اروع رؤية بلد ديك الثاني .نقلت بصرها اليه :"اعتقد انك تريد ذلك لتعرفها الي والدتك

وشقيقتك ..اين تقيمان في اليونان ؟

اذكر انك تحدثت عن اليونان ولكنني.."صمتت فجأة ,وبحدة ,فادارت ايلسا نظرها الي ديك ..ولكنها لم تكن سريعه بما يكفي ,مع انها تستطيع ان تقسم

بأن ما اصمت جدتها ,اشارة من صهرها !

فقالت تركز عينيها علي زوجها :"لماذا سكت جدتي ؟ماذا اخبرك ديك ,ليثير اهتمامك باليونان ؟

هزت العجوز كتفيها بلا مبالاة .لقد نسيت حقا ..عزيزتي .كانت عينا ايلسا ما تزالان مركزتين علي زوجها الذي التوت شفتاه وبرقت عيناه السوداوان بالتسليه .

فسألته :الا تذكر انت ديك ؟

اخشي انني لا اذكر عزيزتي ..كما قالت جدتك الامر غير مهم .أمتأكد ؟

التفتت الي جدتها ,فلاحظت نظرتها الساهمة .اذا كانا يعقدان مؤامرة ما ,فتكون ايلسا محظوظة حقا ان تمكنت من دفع احدهما

ليزل لسانه .بعد ما ذهبت جدتها الي النوم مساء ,قالت له :"انه لعظيم تأمرك مع جدتي ,ولكنها اليست في صحة تناسب في رحلة كهذه ."

سأكلم الطبيب حين يحضر .

شهقت ايلسا ,وبدت ساخطه لانه يتولي الامور بنفسه بهذا الشكل ولكنه اردف :"اري ان عليناترك كبار السن يحيون حياة طبيعيه ضمن المعقول .

لماذا نبقي جدتك هنا ان لم يكن السفر مضرا لصحتها ؟

ستصاب بخيبة امل فضيعه ان سافرنا دونها .

ما كان عليك ان تثير موضوع العطلة في اليونان ..قلت لك انني لن اذهب !

هدئي روعك ايلسا ظننتك تعلمت درسا .لو كنت مكانك لامتنعت عن محاولة اختبار مدي صبري مرة اخري .

فأنت لا ترغبين في المزيد من الكدمات المؤلمه ..انت كريه !

وانت ...؟اذكر انني قلت انك اشد النساء فظاظه واكثرهن سوء خلق .يؤسفني ان اكرر ذلك ثانية لكنك كما وصفت ايلسا ..

اما سبب ما انت عليه فهوسك بكبريائك ..كيف بلغت هذا الحد من الهوس ,الذي هو ابعد عن ادراك جدتك وادراكي ؟

جدتي ؟اكنت تتحدث مع جدتي عن كبريائي ؟كيف تجرؤ؟

انها قلقه ..تقول ان كبريائك بلغت حد العجرفة .ولهذا ايلسا حملت علي عاتقي مسؤلية تحريرك من كبريائك ..

لم اهددك ليلة بتمريغ انفك بالتراب بدافع الغضب .للمرأة في اليونان تواضع محدد ,وهذا التواضع جذاب ومحبب ..


وسمح لصوته بالتلاشي فبدا بعيدا ومع ذلك محببا !!

لماذا تلفظ بكلمة كهذه ؟

ديك ..لماذا قلت هذا ..اعني لماذا استخدمت كلمة محبب ؟

نظر اليها بسرعة ,وكأنه يبحث عن شئ .كانت تجلس مستقيمه في مقعدها ,يداها في حضنها ورأسها مرتفع بطريقته المتكبرة المعتاده


غير ان رأسها ارتفع هذه المرة عن غير عمد لانها فعلا لم تكن تحس بالتكبر بل علي العكس كانت تشعر بما هو اكثر بقليل من الرضا


..احست انها ناعمة ودافئه .وادركت انها في مزاج متغير الذبذبات ,وهذا بحد ذاته مزاج جديد عليها ..ما من رجل اخر ,جعلها تحس هكذا ..

لكن ,من جهة اخري ,ما من رجل تمكن من الاقتراب منها كما اقترب ديك وما تعرفت الي رجل يملك قوة شخصية زوجها ,

قوة وجدت انها معجبة بها رغم انفها .جلست تترقبه ,نظر ديك اليها ,وعيناه تنتقلان من يديها الي شكلها المستقيم ,ثم الي رأسها ,المرتفع بكبرياء

وبدا كأنه سحب نفسا عميقا قبل ان يقول :"كنت اقارنك ,بالنساء اللواتي عرفتهن في اليونان .ران سكون رهيب علي الغرفة ..

كان الحطب في الموقد المنخفض العريض يشتعل بصمت مضفيا دفئا علي الغرفة .ابتلعت ايلسا شيئا مؤلما في حنجرتها ,واخفضت عينيها ,

تنظر الي يديها المطبقتين ..ما هو الرد الذي كانت تنتظرة ؟ماذا ارادت من هذا الزوج القاسي ..من هذا الرجل الذي نعتها

بالفظاظه وسوء الاخلاق ,والذي عزم النيه علي تمريغ انفها في التراب ,الرجل الذي تخيفها قوته ..اجل ,لقد استخدمت هذه الكلمة اخيرا معترفة .لقد جعلها تحس بصغرها ليله حفله الفندق .ونجح مرة اخري في جعلها

تحس بالصغر وهي علي المركب ..وهاهو يقارنها ثانية بنساء اليونان .

نظرت اليه .انه وسيم خال من النقصان وهو الي ذلك انيق ,مميز الطلعة بهذه البشرة النحاسية ,وبخطوط وجهه الكلاسيكيه .تحولت عينا ايلسا الي شعرة الاسود

المتموج ثم نقلتهما الي كتفيه العريضتين والي خصرة النحيل .بدا كمن ينتظر تعليقا منها ,فقالت كلمات لم تكن تعنيها .ولكنها خرجت منها لا اراديا:"

هل قارنتني ..ووجدتني مرغوبة ؟

وجدتك مرغوبة بكل تأكيد ..لكن امامك طريق طويلة ,قبل ان تمتلكي جاذبية يمكن مقارنتها بجاذبية نساء اليونان .

اشتعل غضبها ,ولم يخطر ببالها انه غضب اثارة الالم لانها بكل بساطة لا تعرف معني ان يؤلمها رجل ,فما من رجل اثر في ضربات قلبها او دفع بخفقاته لتتسابق .

كانت ترسل كل رجل منهم مجرجراًاذيال الخيبه .

ان كنت ادني منهن درجه الي هذا الحد ,فلماذا لم تختر يونانية زوجة لك؟

نظر اليها بأزدراء ,مستهجنا غضبها متجاهلا ما قالته ..اذ قال ساخرا :"الكبرياء مرة اخري ؟لقد جرحت كرامتك بما قلته.

لذلك غضبت ..يالهي يا فتاة !كم سأروضك في ما بعد !

برقت عيناها !وامتقعت وجنتاها بلون احمر قان :"

تهديدات اخري ؟قد ارد لك الصاع صاعين !

قال بهدوء يبعث علي الجنون :"هذا سيوفر لي عذرا جيدا لتأديبك "

امتقع وجهها :"لو عرفت جدتي انك تكلمني بهذه الطريقه لارتاعت ..ولو اخبرتها بمعاملتك لي لكرهتك .

كان صوتها هادئا انما الغريب انها وجدت نفسها مصدومة بسبب اشتعال غضبها .وتنهدت ..ليته لا يكون عدائيا هكذا !

سألها يشئ من التسلية :"هل اجد لمحة غيرة بسبب صداقتي مع جدتك ؟

نظرت ايلسا الي النار المشتعلة وهي لا تدرك ان تغيرا كبيرا احتل قسمات زوجها الذي نظر الي وجهها المضاء بلهيب احمر

من حطب الصنوبر المشتعل .رقت اساريرة الي درجه الحنان ,وتحركت حنجرته ,وكأن عرقا كان ينبض فيها .

قالت اخيرا منكرة :"لا اغار ,غير انني لا افهم لماذا احبتك بهذه الطريقه .يتملكني انطباع احيانا بأن هناك شيئا ما بينكما "

نظرت اليه مباشرة وهي تتكلم ,فرأـ حاجبيه يرتفعان استفهاما ..ولكن ما لم تره .كان الانتفاضه الصغيرة التي بدت عليه بعد سماع كلماته

شيئا ما بيننا ؟ما طبيعة هذه الفكرة الغامضه ؟

هزت رأسها :"

لا ادري كيف اشرح الامر ..مثلا لماذا توقفت جدتي عن الكلام فجأة بعد ظهر اليوم ؟

توقفت عن الكلام ؟لم الاحظ ذلك ..

هزت كتفيها بنفاد صبر وقالت مستسلمة :"

لا بأس..انما لا استطيع السماح لجدتي برحلة كهذه ..

قلت لك انني سأكلم الطبيب الذي سيساعدنا علي اتخاذ القرار .

انا عن نفسي ,لا اريد الذهاب !

انه العناد ,والكبرياء.قلت لك انك ذاهبة ,وهذا ما اثر في كبريائك .ولكنك ستسافرين معي الي اليونان سواء اردت الذهاب ام ابيت
وهجت عيناها ,واستعدت للمشاجرة:"
اتصدق حقا انك قادر علي اجباري؟

تنهد ثم تكلم بتسامح مدهش وبصبر كبير وكان بذلك يحاول تجنب العداء المفتوح.

سنري ايلسا ما اذا كنت قادراًعلي اجبارك علي المجئ.اما في الوقت الحاضر فلنسقط الموضوع كما اننا غير واثقين من قدرتنا

علي ترك جدتك بمفردها او علي اصحابها معنا .

وان لم نستطع تركها او اصطحابها معنا .

وان لم نستطع تركها نذهب معا ...
لن تملي علي ارادتك!!

قال بلهجة حازمة لن تلين:"

ايلسا ..قلت اننا سنسقط الموضوع في الوقت الراهن .

كانت ايلسا اول من تكلم مع الطبيب حين قام بزيارته الرتيبه بعد ثلاثة ايام .كان ديك في الاسطبل مع جواده الجديد"قدموس"

وهو حصان عربي اصيل ذهبي اللون ,اشتراه من رجل اسكتلندي .عندما رأته ايلسا قالت :"


انه جميل !وعملاق!

بدا ديك مسرورا بحماس زوجته :"اعجبك اذن"

طبعا اتهتم اذا اعجبني؟


ابتسم بسخريه خفيفه لهذا السؤال الذي لا لزوم له .


من عادتي ان اختار ما اشاء في امور هامه كهذه ولكنني مسرور لانه اعجبك ,بامكاننا الان امتطاءالجياد معا عوضا عن الخروج بمفردك كل


صباح وسيكون ذلك منذ الغد.

بدا لها قوله آمرا فرفعت راسها وقالت بحدة انها كانت تمتطي جوادها بمفردها منذ زمن طويل وهي الان تفضل ذلك .فلاحظت تلك النظرة


الفولاذيه التي باتت تعرفها

خير معرفة ولكن ويا للدهشة ارتد عنها .

استقبلت ايلسا الطبيب في المكتبة وهناك سألته :"

اود ان اسألك إن كان بأمكان جدتي السفر .انا شخصيا لا اظنها قادرة علي السفر ,اما زوجي فهو مصمم علي ان ترافقنا الي اليونان .

صمتت قليلا ,ثم اردفت ببطء :"

اعتقد انك توافقني الرأي بالنسبه لعدم قدرة جدتي علي السفر .لوت ابتسامة فم الطبيب ,وقال بلهجة غريبه :"

اتقترحين ان ابلغ زوجك انني امنع جدتك من السفر ..سيدة هيلفيلد ؟

امتقع لونها بسبب هذا القول الصريح ,لكنها رفعت رأسها وقالت بكبرياء :"

بل اتوقع منك التصريح بما تؤمن انه الافضل لها .

سأفعل هذا بالضبط سيدة هيلفيلد ..اتلاحظين انها لم تصب بنوبة قلبيه منذ بعض الوقت ؟

نعم منذ زواجي .

بالضبط منذ زواجك ..زواجك رفع حملا ثقيلا عن كاهلها وها هي الان تتمتع بصحة جيدة .

اتعتقد انها لن تصاب بضرر ان سافرت الي اليونان ؟

هذا ما لا استطيع الرد عليه قبل ان القي نظرة عليها اليوم .واضيف سيدة هيلفيلد ,انني احبذ لكبار السن العيش حياة طبيعية قدر الامكان

انها كلمات ديك ...

قد تقصر هذه الرحلة من عمرها ايها الطبيب..

إن كانت حالتها سيئة فسلأمنعها بكل تأكيد ..اما الان فاعذريني ,سأذهب لرؤيتها .

قالت له ان زوجها يريد محادثته .اضافت :"

انه في الاسطبل ,سأرسل في طلبه .

شكرا لك سيدة هيلفيلد .

ابتلعت غضبها فمن الواضح ان الطبيب لا يقف في صفها .توجهت الي الاسطبل لتنادي ديك الذي كان يرتدي ثياب الفروسية .قالت له :"

الطبيب هنا .

وهل جاء ؟لقد بكر في الحضور !!

هزت رأسها ,تربت عنق الحصان :"انه مع جدتي في غرفة الجلوس "

سأقصدة لاتكلم معه .

رفعت نظرها الي جانب وجهه ,ورأت ان علي ملامحه نظرة مرحه اليوم .تحرك شئ في اعماقها ,شئ غير جديد عليها ,

ولكنه اقوي واوضح .تجنبت السؤال الذي تأرجح علي حافة تفكيرها لكنه ظل ملحا وثابتا وهو ينذر بالبروز الي عقلها الواعي قريبا طالبا الرد .

كانت الرحلة الي اليونان مدبرة ..بدت الجدة منفعلة كطفل صغير ..ويا للغرابه !اما ايلسا فأصبحت مؤخرا هادئه علي غير عادتها وكانت تكره ان


تقابل عيناه النافذتين عيناها لتجنب ما قد يحدث لها في ما لو حصلت اخيرا علي الرد عن سؤالها .تذكرت اعلانها الساخر امام ايلما انها لن


تقع في الحب ابدا ..

ولكن هذا بالضبط ما اصابها !!

صدمها هذا الاكتشاف خاصة لانها رفضت لعدة ايام مواجهة السؤال بحزم ...وكرهت حتي الاجابه عليه..


حاولت مرات ومرات تنحيته وادعاء عدم وجوده ولكن الرد عليه جاء اخيرا علي حين غرة ..


كانت مرة هي وديك يمتطيان الجياد ..وكان الوقت صباحا فيه الجو منعش تشوبه تلك الرائحه الحادة النافذه التي تسبق قدوم


الخريف ..شعرت بأن النزهه منعشه بل هي اروع نزهه قامت بها .

كانت تعترف بذلك لنفسها حين علقت قدم جوادها في جحر ارانب ,وتعثر راميا فارسته.

سرعان ما اصبح ديك قربها يلتقطها لتقف ..احست بيديه القويتين تحت ذراعيها..واحست بقسوة جسمه وهو يشدها اليه كما شعرت بشكل


خطير بوجهه فوق وجهها وبأنفاسه الباردة علي خدها .

ارتجفت وتلقت صدمة ولكنها لم تكن واثقه ما اذ كان ما رأته في عينيه لهفة ام عكس ذلك ولم تكن واثقة ما اذا كان في صوته لهفة وخوف

ايلسا !هل انت بخير؟

رفعت وجهها اليه شاعرة بتلك الرجفة تسري في كيانها كله .كانت قادرة علي الابتعاد عنه وعلي القول انها بخير ..غير انها اكتشفت ,ان من


الروعه والمتعه اتباع الغرائز ..وهكذا ظلت ملتصقه به شاعرة بأقصي درجات الراحة بين ذراعيه ..


وفي تلك اللحظه بالذات جاءها الرد علي سؤالها ..فارتعشت بعنف وخجل وأجابت عن سؤاله :"

انا بخير ..ليس هناك ععظام مكسورة .

الحمد لله ! لقد اخفتني يا طفلة .

سألت متردده مطأطئه الاهداب عمدا :"صحيح؟"

اذن هذا هو الامر ..طالما اكدت لنفسها انها لن تجد مثالها الاعلي ...ولكن ..كيف حدث لها هذا ؟فهي لم تعجب حتي بديك..فماذا عن


تسلطه ,وماذا عن تهديده لها بتمريغ انفها بالتراب ؟

كان عليها ان تكرهه علي ذلك لا ان تحبه !!

انا علي علم به ولكنني نسيت ..

ثم تلاشي صوتها ..كان تفكيرها كله منصباًعلي رفيقها غير انها تمعنت عن اضافة هذا الي ما تقول .

اقادرة انت علي امتطاء الجواد ثانية .ام تفضلين السير ؟

توقف مبتسما فاسترقت اليه نظرة من تحت اهدابها ولاحظت الراحة التي طغت علي اساريره وكانت هذه الراحه وهذه اللهفه قد حلت محل


ذلك التعبير الغامض .

ام ربما علي ان احملك؟

ما اروع ان يحملها ولكنها في مثل هذا الموقف ستخسر شيئا من كبريائها بكل تأكيد ..قالت بسرعه :"لا ,ديك .لا حاجه الي ذلك .انا قادرة


علي السير "

الا تريدين الركوب ؟

هزت رأسها نفيا..

وهكذا عادا الي المنزل سيرا عبر الحقول والغابات .وفي الطريق اندست احدي يديه تحت مرفقها وامسك بالاخري عنان ستار لايت وقدموس معاً.

منذ تلك الرحلة باتت تتوق الي رحلة اليونان رغم قلقها علي جدتها ,في احد الايام وفيما كانوا جالسين عشاء نظرت الي زوجها وقالت :"

لم يسبق ان سافرت جدتي جوا.

ردت الجدة :"سأكون بألف خير يا عزيزتي "

وقال ديك :"ستكون جدتك سعيدة برفقتنا "

وهزت ايلسا رأسها ..مع ان عينيها اضطربتا لانهما التقتطتا نظرة زوجها ..للمرة الثانية تري ذلك التعبير الغريب الذي رأته في عينيه مرة قبل


الان وكان ذلك يوم كانت علي مركبه ,

وضطربت كثيرا لان جدتها لم تحضر لرؤيتها .في تلك المناسبه بدا ديك او السيد هيلفيلد غير قادر علي اشاحة عينيه عن وجهها ..


قال لها يومذاك انها لغز محير وظنت انها سمعت تنهيدة نفاد صبر تخرج من بين شفتيه .

قال لها ديك وهما كالعادة بعد العشاء بمفردهما في غرفة الجلوس الصغيرة :"لا تقلقي ايلسا "

كانت الموسيقي الهادئه تصدح في الغرفة والحطبات التي في اضافتها الي الموقد تزغرد,فسبحت الغرفة في نار ملتهبه رائعه تؤثر في مطلق


انسان يمتلك مشاعر ..ومع انها كانت معتادة علي هذا ,

الا ان ايلسا نظرت الي ما حولها في اعجاب ..الامر الان مختلف ..صحيح انه مألوف غير ان نظرتها الحالمه انصبت علي الرجل الجالس في


الجانب الاخر .

شاهدت وجهه تحت وهج النار ,واحست بحنان كبير لا تدري من اين اتاها ..كان في اعماقها احساس بألم لذيذ ..ما اروع الوقوع في الحب


ولكن هل سيحبها ديك يوما ؟

فطالما ابدت له تعجرفها ونادرا ما اظهرت له العرفان بالجميل علي ما فعلة لها ولجدتها .

التفتت مرة اخري الي الوجه الجذاب ,الصارم بتزمت .فإذا به ينظر اليها مبتسما ببطء,وعيناه تسألانها عن رد عما قاله ...

لا استطيع الا الشعور بالقلق ديك ..انت تعلم اننا لن نسامح انفسنا اذا ما اصابها مكروه.

لدينا تأكيدات الطبيب لذا علينا اصطحابها.

اجل اعترف بهذا ..انما اخشي عليها كثيرا لانها كانت كل دنياي لمدة طويلة..

ظهر تعبير غريب علي عينيه :"والان؟"

ردت تنظر اليه مباشرة :"لدي زوج الان"

ماذا تفعل ؟اتغازله؟كادت الفكرة تخنقها,ورفعت رأسها .لن تذل نفسها هكذا!

التمعت عينا زوجها ,وغضنت جبينه تقطيبه مفاجئهبسبب هذا التغيير غير المتوقع ثم قال :"

اجل لديك زوج..

آلمتها تلك الحدة في صوته الا انها لم تظهر شيئا من المها ذاك بل علي العكس ,كانت باردة لطيفة بكياسه ,مبتسمه.

بعد وقت وهي في غرفة نومها .تقف قرب طاوله الزينه ,تحدق الي صورتها في المرآة ,سمحت لالمها بالظهور .فامتلأت عيناها بالدموع لانها


تذكرت الحديث المتوتر الذي دار بينهما ..لقد بدا لها ديك

بعيدا عنها ملايين الاميال ..ومع ذلك كانت قوة شخصيته تصل اليها ..وعرفت بطريقة ما انه يريد منها ان تستغني عن كبريائها الباردة


وان تتبني التواضع ...

ابداً!!لقد قررت...

قال لها ديك في النهاية وهو يرفع يده متثائبا :"سآوي الي فراشي ,عمت مساءً"

ولم ينتظر حتي ليري ما اذا كانت ستصعد معه ..لقد تركها هناك تجلس قرب النار ..فشعرت بالضياع والوحدة لاول مرة في حياتها .. كبرياء وتواضع

في الطائرة نظرت الي الاسفل باتجاه جزيرة كورفو فتذكرت بعض ما قرأته عنها

.كسرت الجدة الصمت الذي ران علي الثلاثه :"

انها رائعه !!انظروا الي هذه الغابات الخضراء المورقه والي الذرة الذهبيه

في الحقول والي الخلجان التي تشبه البحيرات ..

ديك ان ألوانها لاروع ما رأيت .

هز رأسه .ونظر الي زوجته .وتمتم وكأنما لنفسه :"

ان لونها كعيني ايلسا ..الازورد ..هو ما بين الاخضر والازرق.

تورد وجه ايلسا بفتنه .واخفضت اهدابها الطويلة التي ظللت وجنتيها ,سألها فيما تفكرمنتديات ليلاس

 
 

 

عرض البوم صور gagui   رد مع اقتباس
قديم 22-09-08, 12:15 AM   المشاركة رقم: 10
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Feb 2008
العضوية: 63027
المشاركات: 289
الجنس أنثى
معدل التقييم: gagui عضو على طريق الابداعgagui عضو على طريق الابداعgagui عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 207

االدولة
البلدAlgeria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
gagui غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : gagui المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

وهي تنظر الي الجزيرة التي يقتربون منها ,فقالت:"

تذكرت ما قرأته عنها .

ارتفع حاجباه :"وهل قرأت عنها ."

وماذا اكتشفت .

كان مزاجه رائعاً.متسامحا ..

اكتشفت ان دوق ادنبرة ,زوج الملكة ,ولد في كورفو.

ضحك ديك ,وسألها عما اذا كان هذا اهم ما قرأته عن الجزيرة .

فأجابت :"

لا بالطبع ..لكن ما ذكرني بأنه يوناني الاصل ..يميل المرء الي نسيان ذلك لانه يبدو الان انكليزياً.

وما هي الاشياء المهمه الاخري التي عرفتها؟

اخبرته ايلسا ,فأضاف سؤالا:"وماذا عن "ناوسكا"و"اوديسوس"؟

انتفضت ايلسا :"لا اعرف ما تعني "

هنا مكلن لقائمها .

صحيح؟

قاطعته الجدة :"يخت ايلسا اسمه"ناوسكا"لقد انقذتها منه"

رد مهجئا الكلمه:"وغلبتها"

كررت الجدة حائرة:"غلبتها؟"

شرحت ايلسا :"في السباق يا جدتي..ان اسم مركب ديك هو "اوديسوس"

صحيح ..ان هذا لمثير للاهتمام.."ناوسكا"و"اوديسوس"كانا حبيبين .الم تجده علي الرمال في مكان ما؟كان مطروحامن سفينته المحطمه,كما اظن؟

قال ديك وهو ينظر الي زوجته بمكر .

هذا صحيح جدتي ..كانت مخلوقة ناضجة التفكير ,اصرت علي البقاء فيما اختفت جميع حورياتها بكل حذر.

قطبت الجدة تركز تفكيرها .

اوه ..اجل ..لقد كان عاريا ..ياللرجل المسكين .

ردت مجفلة :"هكذا اذن "

ضحك ديك:"اعلرفت الان ما قصدته حين قلت ان من المناسبان يهزم "اوديسوس""ناوسكا"؟

لم تقل ايلسا شيئاً,وكانت السيدة كيلفير هي السباقة للقول ,لانها لك تدرك معني ما قيل :"

اتعني انها تستحق الضرب لانها بقيت هناك مع الرجل المسكين الذي لم يكن يملك ما يسترة .اوافقك الرأي كانت فتاة وقحه !منتديات ليلاس

ضحك ديك وايلسا علي قولها هذا .وبعدما بدت حائرة هزت العجوز كتفيها ,وشاركتهما الضحك .ثم قالت بعد دقائق منفعلة :"

اننا نهبط ..ديك عزيزي..اشكرك من كل قلبي علي هذه الرحلة .

ان لم تهدئي فقد تجدين نفسك علي الطائرة العائده الي انكلترا.

يالك من متسلط ! انا بخير ..لم اشعر قط انني افضل حالا !

مع ذلك عليك ان تلزمي جانب الحذر فتجنبي الانفعال .

ارسلت والدة ديك سيارة الي المطار لاستقبالهم ..انطلقت بهم السيارة فوق الطريق الرئيسيه ثم تجاوزت جزيرة "بيليكاس"تتسلق منحدرا حادا.وراقبت ايلسا جدتها فلم تر اثرا

للتعب علي وجهها بل علي العكس ,كان يطفح بالانتعاش.

اشار ديك وهو يلتفت:"

هاهي القرية فوقنا .يقبع منزل والدتي فوقها تماما..

بدت القرية ساحرة .كانت مجموعه متحلقة من المنازل المطلية بالوان براقه ..وفيما هم صاعدون الي الاعلي ,لفت انتباه ايلسا منظر

البحرين الايوني والادرياتي الساحر اما الجزيرة فامتدت تحتهم بروعه .

سحبت السيدة كيلفير نفسا عميقا :"منظر لا يصدق"

وتبادلت ايلسا الابتسامه مع زوجها ...وقالت:"انها منفعله من فرط السعادة!

احست ايلسا بالامتنان لزوجها لما كان يوفرة لجدتها..وهذا ما ظهر عليها ولانها المرة الاولي التي يري فيها المتنان علي وجهها تحولت

ابتسامته الي سخرية خفيفه .بدا غير قادر علي نسيان اجحافها يوم انقذها..اما اليوم وبسبب جدتها ,فلم تتردد في اظهار تقديرها,وشكرها لما يفعلة ..قال يهز رأسة:"

انت فتاة غريبة ايلسا ..غريبه حقاً.

احمر وجهها ,واشاحت نظرها عنه..كانت تعلم ما يعني ,وتمنت فجأة ,لو انها لم تولد بمثل هذا الكبرياء الزائدة .

خرجت السيدة هيلفيلد وابنتها ,ايفا ,لدي سماعهما صوت السيارة,وقام ديك بالتعارف ولم يكن هناك مجال للخطأ في انه كان فخورا بزوجته,فتخلي قلبها عن احدي

خفقاته ..صافحت السيدة هيلفيلد المديدة القامة كابنها السيدة كيلفير قائلة :"نحن سعداء بلقائكما .ضمت ايلسا اليها تقبل خدها ثم اقتربت
شقيقته لتقبيلها ايضا .نظرت ايفا الي ايلسا باعجاب ظاهر ثم التفتت الي اخيها لتكشف ما بتلك النظرة عن مدي تعلقها به .قال ديك وذراعه حول كتفي ايفا :"

تعالي الي الداخل ..جدتي ..اتحبين الذهاب الي غرفتك حالا للاستلقاء قليلا ؟بالتاكيد لا ..كانت مستقيمة القامة تسير رافعة الراس

بدا اثاث المنزل مختلفا عن اثاث منزل "اردال هال"ولكنه فخم مثلة .اتسم المنزل بالترف والذوق الرفيع فادركت ايلسا ,لاول مرة ,

ان ديك كان ثريا حتي قبل ان يرث الاملاك في انكلترا .منتديات ليلاس

صفقت السيدة هيلفيلد بيديها وهي تقول :"انتم تريدون بلا شك ترتيب انفسكم .عندما ظهرت الخادمه اعطتها تعليمات لمرافقة السيدة كيلفير الي غرفتها .

لقد فعلت ما طلبت مني ديك ..خصصت لك ولايلسا الغرفة الجنوبية الكبيرة .شكرا امي ..التقت عيناها بعينا ايلسا فشاهدت في تألقهما

سخرية ماكرة قبل ان يقول لامه :"هل نقلت حقائبنا الي الغرفة ؟"

هزت راسها :حملها ديمتري كلها ..غرفة السيدة كيلفير هي الغرفة المجاورة لغرفتكما .فيها سريران صغيران .اليس هذا ما طلبته في رسالتك

للاستخدام وقت الحاجه ؟

تبعت اليسا الخادمه بدون ان تنظرالي خارج الغرفة ,وكان ديك وراءها .سمعت ضحكته الخفيضه وهم يرتقون الدرج

كانت السيدة كيلفير مع الخادمة التي اوصلتها الي غرفتها ..وقطبت ايلسا ما ان اصبحا في الغرفة بمفردهما .فقالت له :"سيكون الامر صعبا"

صعبا؟لماذا؟

"حسنا..لو نمت مع جدتي طوال الوقت".

صمتت مضرجة الوجنتين:سترتاب الخادمة وقد تذكر ريبتها امام امك.

هذا محتمل جدا.ولهذا اعمدي الي ترتيب فراشك في الصباح فبذلك لن يعرف احد شيئا.

اجل اظنني سافعل هذا ..سارتبه كل صباح ..تقريبا.

نظرت حولها .كانت الغرفة كبيرة ورائعة خزائنها بيضاءومقاعدها من المخمل القرمزي الاحمر,

وستائرها بنفسجية اما البسط حول السرير فقرمزية .رأت ايلسا في احدي الزوايا اناء فيه زهور فقالت:

انها غرفة جميلة ..والمنظر.هل لي ان اخرج الي الشرفة؟منتديات ليلاس

فتح لها الباب:"طبعا".

لحق بها فشعرت به قريبا ,وعرفت ان ذقنه فوق راسها مباشرة بل ظنت ان شعرها يتحرك,ولكنها ليست متاكدة .ربما انفاسه حركته.احست بالتوتر

والاثارة.وتاقت الي الشعور بذراعيه حول قدها.تسائلت ما قد يحدث,لو استدارت.وواجهته..

تمتمت بصوت اجش:"

هذا المنظر ..رائع..هل تنمو هذه الزيتونات علي سفوح التلال.

اجل في كورفو,تنمو اكبر اشجار الزيتون في اليونان.

البحر شديد الزرقه..

انه لون مبهج..

المنازل هناك في الاسفل..جميلة ..انها قرية جميلة.

سنزورها غدا.

ايمكن ان نذهب اليها سيرا علي الاقدام؟

كانت تتكلم بسرعة متفوهه بما يخطر ببالها..تالمت شوقا الي لمسته.ولكن الكبرياء..الكبرياء وحدها حالت دون ان تستدير..لن تسمح له برؤية حاجتها اليه..واجاب:"

 
 

 

عرض البوم صور gagui   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
آن هامبسون, احلام, دار الفراشة, روايات, روايات مكتوبة, شراع في الليل
facebook




جديد مواضيع قسم روايات احلام المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t94046.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 04-05-10 09:42 AM


الساعة الآن 09:10 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية