لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (1) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 22-09-08, 01:25 AM   المشاركة رقم: 11
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Feb 2008
العضوية: 65483
المشاركات: 367
الجنس أنثى
معدل التقييم: lona-k عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 93

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
lona-k غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : lona-k المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

ورافقها إلى حجرتها حيث تركها, ووقفت في فتحة الباب وراقبته وهو يمضي ثم وكما لو كانت مدفوعة بقوة ما لم تستطع السيطرة عليها استدارت وعادت إلى سطح السفينة حيث وجدت كرسيا في الظل 0 وجلست, وهنا حيث جلست كان يسود الهدوء والسلام واتكأت إلى الخلف وتركت العنان لعقلها يفكر مليا في النزهة التي استمتعت بها0
ولم تستطع أن تعرف كم مضى من الوقت عندما قطع تفكيرها صوت غارث وفريزر 0 وانكمشت في ذعر إلى الخلف واستندت الى ظهر المقعد الداكن وظلت ساكنة وظهر الرجلان ووقفا بجوار الحاجز وكانت قامتاهما في الظل وصوتهما وليس واضحا أيضا لكن صوت فريزر كان من السهل قليلا التقاطه من صوت غارت0
- 000 إنها هي الفتاة00انا واثق 0
ورد غارث ردا لم تسمع ويندي منه إلا كلمة واحدة فقط هي "الشكوك" التي جاءت في آخر العبارة0
- هذا واضح وإلا لما كنت00
وأخفقت ويندي في التقاط باقي العبارة وألقت نظرة حولها تبحث عن وسيلة تهرب بها دون أن يلحظها أحد0 وجدت هذا مستحيلا وبما أنها كانت ترفض أن تكشف عن نفسها أمام غارث الذي رافقها منذ فترة وجيزة إلى غرفتها, فلم يكن لديها أي اختيار الا البقاء حيث هي حتى يرحل الاثنان 0
-000 هذه حماقة يا غارث 0
كان هذا صوت فريزر مرة أخرى وبدت نبرته كما لو كانت تعني إنه يقول كلام تحذير الى صديقه0
- أعرف أنك على حق ومع ذلك0
سمعت وندي هذه الكلمات بوضوح0 كلمات قالها غارث وعند ذاك بدأ الرجلان يسيران بعيدا عنها, وشعرت بالارتياح عندما اختفى الرجلان , لأنها أصبحت هي نفسها قادرة على التحرك0
ورغم أن الأمر لم يكن يتعلق إطلاقا بها فقد غلبها النعاس وهي تتساءل عن ما كان يتحدثان0

 
 

 

عرض البوم صور lona-k   رد مع اقتباس
قديم 22-09-08, 01:27 AM   المشاركة رقم: 12
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Feb 2008
العضوية: 65483
المشاركات: 367
الجنس أنثى
معدل التقييم: lona-k عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 93

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
lona-k غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : lona-k المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 


7- الموت يكشف الحقيقة


كانت ويندي وغارث في القاعة القرمزية 0 هي تتصفح مجلة بينما غارث يقرأ نسخة من صحيفة السفينة0 سبحا فترة من الصباح وبعد ذلك رقدا تحت أشعة الشمس لمدة ساعتين, وعندما انتهى الغداء اتجها لمشاهدة أحد الأفلام0 لكنهما أحسا أنهما غير مهتمين به بما يكفي للبقاء حتى نهاية العرض فخرجا واتجها نحو تلك القاعة0 حيث توقعا مقابلة مارجي ودينبي اللذين ذكرا أنهم سيقضيان ساعة أو اثنتين في مطالعة الصحف 0
وضعت ويندي مجلتها جانبا وراقبت غارث من طرفه ولاحظت الملامح الأرستقراطية الصارمة والتجاعيد الحادة لعنقه وفكه وسمة العناد التي ترتسم على الفم, وقد استقر رأسه بنبل فوقه كتفين عريضتين مستقيمتين أما شعره الداكن فبدأت بعض شعيرات بيضاء قليلة تظهر فيه عند الوجنتين 0
....منتديات ليلاس


وعندما شعر بتفحصها الدقيق له أدار رأسه والتقت عيناه بعينيها لحظة طويلة قبل أن تخفض رموشها وتخفي تعبيرها عنه حيث اندفعت دماء الخجل إلى وجنتيها 0
التقطت مجلتها 0 وسمعته يقلب صفحة ثم ساد الصمت بضع دقائق قبل أن يقلب صفحة أخرى واستمرت في تقليب الصفحات , تتوقف كل حين وآخر عندما تجد شيئا يهمها0 وهي لا تكاد تعي الأنغام الناعمة لموسيقى " هاندل " تملأ القاعة من المكبرات المعلقة في الأركان 0 وفجأة توقفت الموسيقى وسمعت المذيع وهو يقدم أهم الأخبار : -
-- في حادث تحطم طائرة صباح اليوم كانت ممثلة السينما لينيز مافارو من بين 89 شخصا لقوا حتفهم0
وتنبهت ويندي إلى نظرة الفزع التي بدت على غارث وألقت عليه نظرة جانبية والتفت هو في هذا الوقت إليها0 والتقت عيناهما ولم تحاول أن تقرأ تعبير وجهه الذي أصبح غريبا للغاية0 وأدارت رأسها وهي تشعر بعدم الارتياح بتاتا من تلك النظرة الثابتة غير المبتسمة0 وفكرت اذن فريزر كانا مخطئا في اعتقاده ان لينيز مافارو على ظهر الباخرة تقوم بالرحلة وهي متنكرة 0 وأضاف المذيع أنها خسارة كبيرة للأفلام البريطانية0 ثم أنتقل إلى الحديث عن شيئا آخر0 ولم تهتم ويندي حينئذ بأن تنصت0 اذ كان اهتمامها كله مركزا على غارث الذي بدأ أنه تحت تأثير انفعالات متضاربة 0 وعجبت لذلك لأنه قال إنه لم يرى واحدا من أفلام هذه النجمة0
وابتلع شيئا يبدو إنه كان يسد حلقه واطبق يده التي كان يضعها فوق المائدة فجأة مما يدل على أن تأثر بعمق بالأنباء التي أذيعت بالراديو للتو : واضطرت أن تقول:
- أهناك شيئا ما؟
قالت هذا كما لو كانت تريد فقط أن تضع حدا لتلك النظرة الثابتة المتسمة بشيء من الندم التي كان يحدجها بها ولم يرد وقررت أن تقول:
- لينيز مافارو هذه 000 في يوم إبحار السفينة سمعتكما -عفوا انت وفريزر تتحدثان عنها000
وقاطعها بحدة:
- حقا ؟وماذا سمعت ؟
- قال فريزر أنه يعتقد أنها ضمن ركاب السفينة متنكرة كفتاة سمراء0
وتحركت عضلة في حلق غارث :
- ألاتعرفين كيف تبدو لينيز مافارو ؟
- كلا لم أشاهد إطلاقا أيا من أفلامها0
- ألم تري صورها أيضا؟
وأرتبكت في حيرة ومدت يديها بدون تفكير وهي تقول:
- إنني لا أفهمك يا غارث لماذا تسألني هذه الأسئلة؟
وتردد ثم هز رأسه وبدأ كما لو كان يبحث عن الكلمات المناسبة التي يستخدمها , واستغرق في ذلك وقتا طويلا الى حد أنها قررت أن ترد على سؤاله ألأخير :
- اظن أنني رأيت صورة لها في وقت ما0
وبدأ كما لو كانت تلك هي البداية التي يبحث عنها لأنه تحدث الآن وسألها ما إذا لم تكن لاحظت الشبه بينها وبين النجمة وكانت قنبلة مدوية أسكتتها 0 ووجدت نفسها مذهولة0
ولمست شعرها بانبهار وقالت:
- هل تشبهني ؟ واعتقدت أنها أنا؟ 000 أعني هل كنت تشك في أنني لينيز مافارو ؟
وكانت لا تزال مبهورة للغاية وغير قادرة على التصديق إن أي شخص يمكن أن يخطئ بينها وبين لينيز مافارو الفاتنة ذات الجمال الخارق عندما قال:
- ويندي 00 اقترفت غلطة لا تغتفر في حقك كنت اظن أنك لينيز مافارو 0 وهي امرأة لااكن لها ذرة من الاحترام0
وسادت فترة صمت أخرى طويلة وثقيلة وكأن كلما استطاعت قوله :
- هكذا يتضح الكثير 0
وأومأ برأسه مرة أخرى وأضافت :
- ومع ذلك فإذا لم يكن باستطاعتك احترامي أي احترامها0
وتلعثمت وتوقفت عن الكلام ثم بدأت تتكلم مرة أخرى قائلة:
إنه منطقيا إذا كان شعور غارث وفريزر هكذا إزاء الأمر فلماذا أنشأ هذه العلاقة الودية بينه وبينها؟
- أعتقد إنه كان ينبغي لك الأبتعاد عني من البداية0
وحينذاك تأرجحت ابتسامة غريبة صغير على ركني فمه ورد ردا ملتويا :
- يبدو أنك نسيت أنك رفيقتي على المائدة0
- أجل00 نسيت00لا00 كيف يمكن أن أنسى؟
- عزيزتي00 أنت مضطربة للغاية 00 وهي غلطتي 0 ما كنت أحاول قوله هو أنني ينبغي لي أناكون بالقرب منك مرتين على الأقل يوميا 0 وفي كل مرة أكثر من ساعة0 لذلك لم يكن باستطاعتي أن أباعد بيننا كما أو صيت0
- لو كنت كما تقول لا تحترم تلك الفتاة كيف يمكنك أن تقضي كل هذا الوقت معها ؟ أعني معي؟
وفجأة بدا الموضوع كله فكها لدرجة أنها وجدت نفسها على وشك الضحك وأضافت:
- يا له من موقف معقد0 والآن إذ أنظر إلى جميع جوانب المسألة اشعر بإنه كان ينبغي أن افطن منذ فترة طويلة بما يجري 0لأن فريزر أيضا كان يتصرف معي بطريقة غريبة0

ومد يديه عبر المائدة ووضعت يديها بينهما في سعادة ثم قال:
- عزيزتي لا بد أنك كنت شديدة الحيرة رأيت ذلك مرات في عينيك الجميلتين لدرجة إنه كان ينبغي لي أن اعرف بالخطأ 0
لكن لم يكن لدي دليل لقد اعتمدت على كلام فريزر وهو مالا يغتفر على إلأطلاق0
وقالت ما زحة:
- في إحدى المناسبات قلت شيئا فهمت منه أنك تخلط بيني وبين شخصية أخرى0
- ربما كان ذلك عندما اتهمتك بأنك ممثلة قديرة0
وتوقف عن الكلام وهو يهز رأسه وينظر إليها بتعبير الندم العميق ثم قال :
- أيمكن أن تغفري لي الطريقة التي كنت أعاملك بها؟
- بل كنت مدهشا معي ياغارث0
قالت له ذلك بصدق و كانت تود بإخلاص أن تضيف :
يوما ما ربما قريب جدا00 ستعرف ما فعلته من اجلي 00 وآمل أن تشعر بالرضى لأنك فعلت الكثير لفتاة في حاجة ماسة إلى عطفك 0
لكنها أحجمت إذا لم تكن ترغب بوضع نفسها في موقف حرج لأن الأمر لا يعدو أن يكون بالنسبة إليه في النهاية مجرد مغازلة لطيفه جدا 0
وقال بوجه مضطرب:

- مدهش ؟ لا يا عزيزتي بل كنت فظا وليس لي عذرا على الأطلاق والجميل انك أم تطلبي مني ان القي بنفسي الى الجحيم0
وقطعت كلامه قائلة :
- لم أكن لأفعل ذلك على الأطلاق كنت سعيدة برفقتك 0
ولكنها لم تفه بما كان في بالها وان الفتاة لاتطلب من الرجل الذي تحبه ان يلقي بنفسه الى الجحيم 0 لأنه صدق كلماتها 0
وأحست بأن الفكرة هزلية لذلك تراقصت ضحكة في عينيها فجأة , واصبح اهتمامه كله مركزا عليها وتساءلت ما اذا كان مجرد خيال أم انها سمعته يحبس انفاسه ؟ ولما لم يتكلم مضت تقول :
- فهمت الآن لماذا كنت تعتقد إنني أكبر سنا , كذلك لماذا دهشت للغاية عندما قلت أنني يمكن الحياكة 0 واعرف أي سؤال كنت ستطرحه علي وهو ما إذا كنت لينيز مافارو , أليس كذلك ؟
- اجل كنت سأفعل0
- عندما سمعتكما مصادفة تتحدثان انت وفريزر في ذلك اليوم الأول كأن يقول ان لينيز مافارو من عادتها أن تخرج وحدها وتتظاهر بأنها فتاة بريئة صغيرة0
وتوقفت وندي ورفعت يدها إلى فمها بينما أضاءت عينا غارث بالفرح لأول مرة لأنها كانت تبدو مضحكة0
- أجل عزيزتي انك نموذج للفتاة البريئة الصغيرة0 وأرجوك ألا تحاولي تغيير نفسك إطلاقا0
واحمر وجهها خجلا , ولم تجد كلمات تقولها وهي في قمة ارتباكها لكنها أخيرا قالت :
- في هذه الحالة لأبد أنني أطابق الصورة تماما0؟
وتجهم وقال في لهجة سريعة :
- كان ينبغي ان اعرف , لابد إنني كنت عمى !
- لاتزعج نفسك بهذه المسألة , فهي ليست هامة على الأطلاق الآن 0
- يكون الأمر هاما عندما يؤذي شخصا ما , إنني اطلب غفرانك يا وندي 0
- لكنني اغفر لك بالطبع 0
ونظر إليها وكان في عينيه شئ لم تستطع ان تسبر غوره , رغم انها بذلت كل مافي وسعها في سبيل ذلك وأخيرا قال لها :
- انك شئ خاص جدا , لست فقط تتمتعين بجمال الجسم لكن لك شخصية جميلة جدا ايضا 0
وهزت رأسها ورفعت يدها احتجاجا 0 لكنها أنزلتها مرة أخرى وقالت :
- أرجوك لاتتمادى ! فكر في خجلي 00وتواضعي 00
- أسف ياعزيزتي لن افعل 0
وتوقف عن الكلام ونظر هو ووندي الى أعلى حيث كان فريزر قادما نحوهما وقد ظهر القلق على وجهه الذي لوحته الشمس واخذ ينقل نظراته بينهما وقال غارث من دون ان يعطيه فرصة للكلام :
- اجل سمعت بنبأ مصرع لينيز مافارو في حادث تحطم الطائرة 0
والقي نظرة سريعة تعبر عن الشعور بالذنب نحو ويندي ثم قال :

- آسف للغاية يا غارث , كنت أعتقد حقيقة أن معلوماتي صحيحة0
و قاطعته ويندي بابتسامة:
- لا تقلق على شيء يافريزر غارث وأنا كنا نناقش هذا للتو0
وطرف فريزر بعينيه ثم حدق فيها وهو غير مصدق وقال:
- إذا لم تتشاجرا بشأن ذلك؟
- ليس هناك سبب يجعلنا نتشاجر, كانت غلطة مفهومة من جانب غارث 0
وقاطعها بتلك اللهجة المتعجرفة التي تعرفها جيدا:
- لقد كان شيئا رديئا 0 لا تمضي في خلق الأعذار لي يا ويندي0
ومنحته واحدة من أحلى ابتساماتها وهي تقول:
- الا يمكن لنا أن ننسى الموضوع؟ كل منا يستمتع برفقة الآخر وهذا كل ما يهم بالتأكيد0
أومأ برأسه غمغم تعبيرا عن الموافقة, لكنهما واصلا حديثهما غير أن ويندي حينما تركته وأصبحت في غرفة فيها تتمتع بقسط من الراحة والهدوء قبل العشاء تذكرت شيئا قيل في البداية ولم يناقش مرة أخرى بعد ذلك, وهو ما السبب في أنه وهو يعتقد أنها من ذلك النوع من النساء الذي لا يمكن احترامها لم يبتعد عنها من البداية وقد أشارت هي لذلك فذكرها بأنها رفيقته على المائدة0
وتاهت وسط أفكارها فترة طويلة 00 لماذا أهتم بها ؟ وتذكرت انطباعاتها ففي أكثر من مناسبة شعرت أنه ممزق بين دافعين فمن جانب يريد أن يحبها ومن جانب آخر لا وقت لديه يخصصه لها0 هذا هو السبب في أنه عاملها بمثل هذا الازدراء أحيانا بينما في أحيان أخرى كان رقيقا ومهتما للغاية بها0
كان يناضل ضد ماذا؟ شيئا ما تقلص بداخلها وجدت نفسها ترتعش ينبغي ألا يقع في حبها وهمست في لهجة إلحاح : عزيزي غارث لاتحبني أرجوك لا تفعل فإنني لا أستطيع أن أتحمل فكرة إصابتك بألم0–
طوال اليومين التاليين كانت ويندي مترقبة لأية إشارة تدل على أنه وقع في حبها لكنها لم تلمس شيئا من هذا وعندما حان موعد رسوا السفينة في هونغ كونغ استعاد ذهنها صفاءه تماما 0 يبدو الآن أنها تتمتع بأفضل الأوضاع : سعادة حبها له 00والموقف اللطيف الجديد الذي اتخذه إزاءها من اكتشافه غلطته وراودها الأمل في أن يبقى من حياتها شهرا آخر على الأقل كي تتمتع به0 لكن داهمها ألم قاتل في رأسها مرتين خلال 4 أيام واضطرت إلى البقاء بغرفتها وكان تفسيرها أنها مرهقة وترغب في الراحة مقبولا لدى غارت بلا مناقشة0
وكانت هونغ كونغ من بين المعالم البارزة في الرحلة -
فيما يتعلق بويندي – ومرة أخرى أبدت تشوقها لزيارتها قبل فترة طويلة من يوم وصول الباخرة إليها وكما هو الحال دائما كانت وندي وغارث
من بين أول الركاب الذين غادروا السفينة عندما وصلت الى الجزيرة بنفسيهما في اليوم الأول , وأذعن غارث لطلب وندي بأن يقوم بجولة في قارب بخاري حول الميناء الجميل 0
ولما حانت الساعة التاسعة كانا يقومان برحلتهما البحرية بين الجزر الصغيرة ويخترقان سلسلة السفن الضخمة والقوارب البخارية والزوارق الصغيرة التي تعرف باسم " الساميان "0
وشاهدا مجموعة هائلة من الناس يقيمون في ملجأ " يا اوماتي " للحماية من الأعاصير حيث اقيمت لهم مدرسة ومستشفى وكنيسة فوق زوارق " الساميان " الصغيرة 0 وتناولا الغداء في أحد المطاعم العائمة الضخمة المزينة بزينات مفرحة وقضيا فترة بعد الظهر في التجول بين المحلات التجارية حيث أخذت وندي تبحث عن هدية تشتريها لغارث 0
فاكتشفت , لفرحتها الكبرى , مسندين منقوشين رائعين من مساند الكتب , وكانت الهدية غالية وشعرت بالارتياح عندما ابتعد عنها غارث لمشاهدة شئ في الطرف الآخر من المحل التجاري حيث ظل فترة طويلة تكفي لتدفع قيمة مشترياتها دون ان يكون لديه أية فكرة عن ثمنها 0
وأعطتها إليه فور عودتهما الى السفينة وهما على وشك الافتراق ليذهب كل منهما الى غرفته فيغتسل ثم يغير ملابسه استعدادا للعشاء , وعندما حل موعد العشاء كانا أول من يشغل المائدة , وحينئذ شكرها على هديتها قائلا :
- إنني فرح بها 0 وسأحتفظ بها دائما 0
وكانت تلك هي الكلمات التي أرادت سماعها , وشعرت براحة كبيرة فسيكون لديه شئ يذكره بها 0 وكان ينظر إليها عبر المائدة وفي عينيه احترام كبير , وهي ترتدي ثوبا بسيطا , الحلية الوحيدة التي تتزين بها قرط طويل من الذهب المطعم بالماس اشترته ذات مرة من احد محلات التحف الصغيرة في المدينة حيث كانت تعمل 0 اما شعرها , الذي صففته في الليلة السابقة في صالون تصفيف الشعر في السفينة فكان يلمع ببريق دافئ تحت ضوء الشموع وسط المائدة وكان وجهها الذي زادته فرحة اليوم مع غارث حيوية وسعادة متلألئا بالصحه0
وهمس غارث وهما مازالا وحدهما :
- وندي 000انك فاتنة للغاية 0 ينبغي ان تحدثيني عن نفسك ياعزيزتي , أريد ان اعرف كل شئ عنك 0
وأسدلت رموشها وشعرت بالارتياح لظهور مارجي وفريزر اللذين تقابلا في البار وغادراه معا للمجئ الى العشاء 0
تحدثه عن نفسها ؟ فكرت ويندي وأدركت الآن فقط الى أي مدى لايعرف كل منهما الآخر الا النذر اليسير 0 لكن هذا ليس بغريب لأن نوع علاقتهما – الصداقه التي تقوم فوق السفن –ليست من النوع الحميم الذي يتمتع به الذين تتقدم بهم الصداقه الى اتجاهات أعمق , لاشك انها ستخبره بشئ عن نفسها , لكن الى أي مدى , هو ؟ هل سيحدثها عن نفسه ؟ ولأنه يبدي تفوقا وعجرفة متأصلين وجدت انه من الرجال المتحفظين فيما يتعلق بشؤنهم وحياتهم وعملهم 0 وماذا يحبون وماذا يكرهون 0وتصورت انه سيعتبر هذه الامور غير ذات اهمية لأي شخص الا نفسه , ونتيجة لذلك فانه سيحتفظ بذلك المظهر المهيب الذي يصد كل من يصور له فضوله انه سيحصل منه على المزيد 0 ومن الأمثلة على هؤلاء مارجي التي خمنت وندي انها تنظر الى غارث بمهابة لم تغامر معها حتى بتوجيه سؤال واحد إليه فيما يتعلق بحياته الخاصة , على العكس من فريزر الذي سألته كل سؤال من الممكن توجيهه 0لكن الى متى يمكنها ان تتردد في سؤاله عن مهنته الحقيقية وسر وجوده على السفينة ؟
وبينما كانت مارجي تتخذ مكانها وهي تنقل نظراتها بدهاء بين غارث ووندي سألت :
.: حسنا ياعزيزتي هل قضيتما يوما رائعا ؟ أجل فعلتما وهكذا فعلنا ! والأن انظرا 0
.
ورفعت يدها اليسرى حيث وضعت في. أصبعها خاتما .ذا فص من الماس يخطف الأبصار وقالت وندي وغارث معا: تهانينا يا مارجي
وكان فريزر قد سبق وهنأ كلا من مارجي ودينبي عندما.كان في البار معهما وتنهدت وندي وهى تلمس الخاتم بأصبعها.
: جميل 000جميل جدا في الواقع 0
- لقد أقمت خطوبتنا في معبد صيني ياله من اختلاف كبير؟
- معبدا صينيا؟ 0
- اشترى دينبي الخاتم ثم بدأ يبحث عن مكان هادئ يمكنه تقديمه إلي فيه وبما أنني لست مراهقة حالمة ترغب في لبس الخاتم وسط رفقه صاخبة فقد اقترحت ان نسرع الى المعبد حيث يمكنه أن يلبسني إياه 00
وقد أثار هذا الضحك وأصر غارث على الاحتفاء بالمناسبة السعيدة وتساءل اذا كان ممكنا أن ينضم دينبي الى مائدتهم لتناول العشاء , ثم أحضر المضيف مقعدا إضافيا بعد استئذان كبير المضيفين بينما نهض غارث وذهب يبحث عن دينبي وبعد ذلك احتفلوا 0بالخطبه واشترك جميع الموجودين على الموائد المجاورة في المرح معهم
وبعد بضع ساعات قالت وندي وهي ترقص مع غارث وكانا قريبين جدا: -- كان هذا اليوم واحد من اسعد أيام عديدة سعيدة, نعم عشت الأسابيع القليلة الماضية عشتها حقيقة وبصدق"!.
أبعدها عنه ورأت أن تقطيبة خفيفة ظهرت على حاجبه وقال : أليس هناك شيأ غريب في لهجتك عندما تقولين ذلك يا وندي ؟ .. . <
سؤال لامت نفسها عليه بسبب علامة التعجب التي إثارتها بلا تفكير وردت بخفه :
الم أكن أقصد ما قلت 0
وسأل بحدة :
-هل أنت مراوغه غامضة ؟
- لا 000بالطبع
وفكرت إنهما يبدوان متزوجين وهما يتحدثان بهذا الشكل 0إنه ما زال ينظر إليها بصرامة وعيناه تطوفان وجهها بتعبير حائر في أغوارها الداكنة النفاذة واضطرت عندما لم تجد شيئا آخر تقوله أن تمضي في حديثها :
- لماذا أكون مراوغه غامضة ؟
- هذا شيء لا يمكنني الرد عليه انك مراوغه فأنت وحدك التي تعرفين لماذا 0
وتجعد في تقطيبة وبدا كما لو كان مستغرقا في التفكير فجأة .وارتبكت من غبائها وتذكرت انه مرتين خلال معرفتها به يداهمها الألم 0 وفي المرتين أدت ملاحظته السريعة الى سؤالها بطريقة آمرة تشبه طريقة رجال الأعمال عما بها 0 كأنة أحس بما يزعجها ووضعها تحت فحص طبي دقيق رغم أنها أكدت له بلا تردد ألا شيء هناك وأنها لم تعرف حتى أنها انتفضت 0
وبالطبع كان هذا كذبا من جانبها لسبب بسيط هو أنها مصممة على ألا يعرف أحد أنها ستموت 000 وكما أخبرت نفسها في أول الأمر أن مارجي سيدة تؤتمن رغم ظاهرها الطائش فان اليوم قد يأتي عندما تضطر الى الإفصاح لها بسرها 0
لكن ذلك اليوم يجب أن يكون قرب النهاية جدا لأن وندي لا تنوي وليست لديها حاجة الى الإفصاح بالسر لأحد في الوقت الحالي0 كان غارث هو كل حياتها وكانت سعيدة ونتيجة لذلك كانت متحررة من ذلك الشعور الكئيب الذي علمت منذ لحظة معرفتها بمصيرها أنة لا بد أن يخالجها قرب النهاية 0وعادت نبرته الهادئة الناعمة تخترق أفكارها :
- وندي000فيم تفكرين ؟
ونظرت الى أعلى ومنحته إحدى ابتساماتها الجميلة
ثم ردت : - .. هناك أوقات يا غارث لا ينبغي للرجل ان يطلب معرفه ما تفكر فيه المرأة0
اتسمت لهجتها بنبرة إغاظة وقد ومض بريق البهجة في عينيها البنفسجيتين الواسعتين وتأرجحت عيناه فوق وجهها لكنها رأت من تغير تعبيره انه يستجيب لحالتها مما أشعرها بالارتياح وقال ضاحكا:
- حسنا 0كما تشاءين0
ثم دار بها بخفة ووجدت نفسها مدفوعة برفق نحو الباب وكان التفسير الذي قدمه تصرفه هو
لو أصررت على ألنظر إلي هكذا لما كان لك إلا أن تلومي نفسك ياعزيزتي !.

نهاية الفصل السابع

 
 

 

عرض البوم صور lona-k   رد مع اقتباس
قديم 22-09-08, 01:32 AM   المشاركة رقم: 13
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Feb 2008
العضوية: 65483
المشاركات: 367
الجنس أنثى
معدل التقييم: lona-k عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 93

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
lona-k غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : lona-k المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 


8--يحبها000لا يحبها


ونقلهم الباص في جولة تضمنت زيارة قمة فيكتوريا حيث شاهدوا منظرا رائعا للجزيرة ثم جولة مثيرة في شوارع كادلون التجارية المزدحمة وانتهت بإنزالهم في خليج ريباليس حيث اتخذ كل راكب طريقه المستقل 0وقرر غارث ووندي أن يتناولا الغداء مرة أخرى في أحد المطاعم العائمة وبعد ذلك اجتذبتهما المحلات التجارية واشترى غارث هدايا تذكارية بديعة وسألها وهو يلقي عليها نظرة حائرة : ألا تشترين أى شيء ؟
فهزت رأسها بالنفي0وبعد ظهر اليوم نفسه قال لها : نبهتك إلى إنني أريد أن أعرف المزيد عنك0
قال ذلك حين جلسا في احد المقاهي يشربان الليموناضة المثلجة اللذيذة بعد جولة مرهقة في المدينة وأضاف : ألا تحدثينني عن أقاربك ؟
وكان هذا ألسؤال طبيعيا لأنها لم تشتر أية هدايا تذكارية » وكانت تعلم انه سيسأل في النهاية فلم تحصل على هدية واحدة تحملها الى الوطن منذ بداية الرحلة البحرية لكن لماذا يحجب عنها هو أيضا طبيعة عمله وسبب قيامه بهذه الرحله 0
قالت : ليس لي أقارب 0
ورأت تقطيبة مفاجئة على حاجبيه وسأل : على الإطلاق ؟
: لي نسيب على درجة بعيدة من القرابة على ما أعتقد0
:وأبواك ؟
أخبرته بشأنهما ولاحظت اهتزازة خفيفة لرأسه ولمحت عطف وأضافت :كنت أود أن يكون لي أخوة وأخوات 00هل لديك أنت ؟ .
لي أختان وأخ واحد 0أبواي أيضا على قيد الحياة وفي صحة جيدة يسعدني ن أقول ذلك0
والتقط كأسه واخذ رشفة ثم واصل كلامه :
: أختي الكبرى فيكي متزوجة ولها طفلان جميلان 0 وأختي الصغرى خطبت أخيرا وتعمل ممرضة وستتزوج طبيبا 0»
: وأخوك ؟
غامرت بهذا السؤال وهي تتساءل إذا كان ذلك الحديث
سيلقي الضوء على مهنة غارث 0
: إنه في التاسعة عشرة فقط0ومازال يدرس في الجامعة 0
ومن دون أن تدرك نبرة اللهفة التي تسللت الى صوتها قالت `: يبدون جميعا عظماء انه نوع الأسرة الذي كنت أود ان أنتمي اليها0
وابتسم ابتسامة ماكرة ورد قائلا:
: كانت هناك مشاحنات لأسباب تافهة ونحن صغار وخاصة بين فيكي وبيني فهناك فارق عام واحد 0
ورمق وندي من فوق حافة كأسه لحظة طويلة قبل ان يسأل : أتعيشين وحدك إذن ؟
: كنت 000
وتوقفت وهي تفكر مليا عندما أدركت بصدمة 0بسيطه ماكانت على وشك أن تكشفه عن أنها باعت البيت وإلاثاث قبل أن تبدآ الرحلة البحرية

:كنت ؟
سألها بنعومة بينما كانت نظرته المركزة مازالت تدقق في وجهها وأردف: ومع من تعيشين الآن ؟
وافتعلت ابتسامة مشوشة وردت قائلة:
: ما قصدت قولة أنني كنت أعيش وحدي حتى اشتركت 0في هذا الرحلة 0
:فهمت0
هل لاحظ لحظة اضطرابها ؟ اعتقدت أنة لم يلحظها مما أراحها وسأل:
هل تسكنين شقة ؟
والدتي تركت لي منزلا0 :
وحبست أنفاسها واثقة أنة سيوجه مزيدا من الأسئلة لكن في تلك اللحظة سمعا مارجي وخطيبها اللذين جلسا على المقعدين الخاليين المصنوعين من الخيزران وقالت مارجي:
:أف 00الجو حار دينبي أحضر لي شرابا أرجوك0
وكانت مارجي ودينبي محملان بآلاغراض الثقيلة فوضعاها على الأرض الى جوار كرسيهما0
وجاء المضيف الصيني في الحال ثم ذهب لطلب المشروبات وقال دينبي الذي كان وجهه الممتلئ محمرا ومبللا بالعرق :
:ماذا فعلتما خلال النهار؟
وما لبث أن أضاف سائلا وندي:
:عجيبا كيف استطعت أن تحافظي على هذا المظهر المسترخي الجميل ياعزيزتي؟
وضحكت وأكدت له أنها رغم ما يبدو عليها من مظاهر الاسترخاء فهي في الواقع تشعر بالحرارة الى درجة كبيرة وقال غارث ردا على سؤال دينبي :
: كنا نقوم بجولة في أحدى سيارات الباص وأنتما ماذا كنتما تفعلان ؟
وحدج مارجي بنظرة وهو يقول :
: نتسوق وإذا استمر التسوق هكذا سنحتاج الى شراء نصف دستة أخرى من حقائب الملابس لنضع فيها كل شيء تذكروا أنه مازالت أمامنا زيارات لليابان وهاواي وكاليفورنيا 00
وسحب منديلا من جيبه ثم بدأ يجفف جبهة وأكملت مارجي بضحكة شيطانية :
والمكسيك وبالباو وقرطاجة ثم نعود الى مينا ء ايفرغليدز ثم نيويورك وشيربورغ وساوثهامبتن0
: وحينذاك ستكون السفينة مضطرة الى إلقاء بعض ثقلها 0في البحر 0
وضحك الجميع واعترفت مارجي بأن بعض الأشياء التي اشترتها سينتهي بها الأمر الى ان تصبح عديمة الجدوى 0
لقد أنقذ تدخل مارجي ودينبي وندي من أسئلة غارث في الوقت الحالي لكنها كانت تعلم أنه ينوي معرفة المزيد عنها 0هل يمكنها أن تظل متنبهة لأسئلته من دون أن تزجره وهو أمر لاتفكر فيه على أيه حال يمكنها فقط أن تأمل لو ان المعلومات التي سردتها بالفعل كافيه لإرضائه إنها أولا وقبل كل شيء لا تعني شيئا بالنسبة إليه لذلك فليس من الملائم أن يتابع اهتمامه لمعرفة أكثر مما عرف بالفعل 00000
وبقيت مارجي ودينبي معهما بقية اليوم وعادوا جميعا الى الباخرة لتناول العشاء0لكن في الأمسية التالية انضمت وندي وغارث الى فريزر وصديقته لتناول العشاء الذي قدم على الطريقة الصينية فوق زورق بخاري طاف بهم في جولة بهيجة حول ميناء هونغ كونغ الساحر0 وكانت الأنوار تتلألأ من المباني وعلى طول الساحل ومن السفن ومن الزوارق الصغيرة والزوارق البخارية وغيرها من السفن التي يعيش فوقها الآلاف الصينيين وينامون 0 أنه الشرق الساحر البهيج::
وفي اليوم الرابع استقلوا الاوتوبيس المائي لذي نقلهم من المينا الى عرض البحر لأنهم قرروا أن يقوموا بالرحلة التي تستغرق النهار كله في ماكادولإلتا سي كيانغ حيث علم غارث أنها مكان شهير يرتبط بأشياء مثل تهريب المخدرات وكازينوهات القمار وبعد الغداء اتجهوا.الى المعبد الصيني وعادوا الى السفينة قبيل الثامنة وبعد ثلاث ساعات كانوا فوق سطح الباخرة البيضاء الضخمة في طريقها الى اليابان .حيث كانت ستصل بعد يومين ونصف عند ذلك يكون انقضى شهران على إبحار الباخرة ولا يبقى الا نحو،شهر واحد قبل أن تنتهي الرحلة هل سترى نهاية الرحلة تساءلت وندي لقد استعدت , بالطبع لمثل هذا الحدث رغم أنها لم تكن تتوقع حقا أن ترى أبدا سواحل وطنها مرة أخرى 0عندما
وقفت في ذلك اليوم من يناير / كانون الثاني فوق سطح السفينة تماما كما تفعل الآن مع جموع الناس حولها وشاهدت ميناء السفن في ساوثهامبتن وهو يتضاءل عن بعد حسنا لو عادت لن تكون لديها مشكلات لأن الدكتور هويتيكر سهل لها كل شيء
وأبعدت تلك الأفكار عمدا وهي مصممة على ألا تسمح لها بأن تتسلل الى ذهنها مرة أخرى إذ لافائدة من التفكير في مصيرها سواء كان الموت سيأتيها وهي فوق سطح السفينة أم في انكلترا 0
وسرعان ما اتضح ان غارث فضولي بشأنها فقد أظهر اهتماما أكثر بها مما يبعث على الراحة وسأل أسئلة أرغمتها على التهرب من الرد والنتيجة أنة أصبح حائرا إزاء افتقارها الى الصراحة ل وفي بعض المناسبات كان الفتور يسود بينهما لكنه سرعان ما كان يمر ويصبح عالم وندي كله ورديا من جديد0
وفي أحد الأيام بينما كانت وندي ومارجي تنتظران جنبا الى جنب في صالون تصفيف الشعر بادرت مارجي بالكلام فقالت :
: انا متأكدة يا عزيزتي أن غارث يحبك وإذا لم يطلب منك قريبا جدا الزواج به فلن يكون اسمي مارجي سترومبرغ0
وردت وندي:
: انه لا يحبني أخبرتك من قبل بما قاله فريزر عن أن غارث أعزب بالسليقة0
وبطريقتها المعتادة التي لاتنم عن الاهتمام قالت مارجي: لا يبدو عليه القلق من أنه قد لا يحبك أطلاقا ربما لا تهتمين به كما أتصورك ؟ .
ماذا تقول ردا على ذلك ؟ لم تستطع وندي أن تنفي انها تحب غارث كما انها لا تقدر على العكس وتوصلت الى حل وسط بقولها: .
: إن الإعجاب بشخص لا يعني حبه أعترف بأنني معجبة جدا بغارث لكن أن أكون مجنونة بحبه000
وهزت كتفيها بلامبالاة كما لو كانت تريد أن تعطي
تأثيرا مضاعفا لكلماتها 0وقالت مارجي.إن هذا أمر مؤسف أنها أصيبت بخيبة أمل شديدة لأنه لن تكون هناك خطبة بين الاثنين وهما في السفينة

 
 

 

عرض البوم صور lona-k   رد مع اقتباس
قديم 22-09-08, 01:34 AM   المشاركة رقم: 14
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Feb 2008
العضوية: 65483
المشاركات: 367
الجنس أنثى
معدل التقييم: lona-k عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 93

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
lona-k غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : lona-k المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

وفي المواني التي زارتها السفينة كانا معا طول الوقت وكان هناك قدر كبير مثير من مشاهدة المناظر الطبيعية وعندما رست السفينة في كوبي صعدا الى جبل روكو لإلقاء ، نظرة على المدينة من فوق وشاهدا المعابد وتماثيل بوذا . والأماكن المقدسة والمعالم البارزة الأخرى وفي يوكوهاما حضرا حفل عشاء يطلق علية اسم سوكياكي حيث قامت . فتيات الفرقة الراقصة الغيشا بتسلية الجمهور وهن يرتدين رداء الكيمونو الملون وقدمن عرضا رقيقا بمراوحهن الصلبة ذات الألوان البراقة 0
طول الوقت لم يفترقا ومع ذلك لم تلمس وندي ان غارث ينظر إليها على أنها أكثر من رفيقة لطيفة يتمتع معها . بالمباهج التي توفرها الرحلة البحرية وبعد تلك المعلومات فيما يتعلق بأسرتها لم يذكر إطلاقا اي شيء عن حياتها الخاصة وخيل إليها أن هذا يرجع الى تحفظها فيما يتعلق بشؤونها الخاصة مع ذلك كان فضوليا 0أحست بفضوله فيما يتعلق بوجودها في الرحلة لكنه لم يسألها عن ذلك وهكذا مرت الأيام سريعة للغاية0
....منتديات ليلاس


والآن لم يعد باقيا إلا أسبوعان
إنني أتطلع بشوق لمشاهدة هونولولو0:
أخبرته بذلك في اليوم السابق لوصول السفينة الى الميناء كانت تخشى ألا تبقى على قيد الحياة حتى تراها لأن نوبات الصداع أصبحت أقسى وأكثر حدوثا واكتشفت ان الحبوب التي معها لم تعد مؤثرة الآن كما كانت في البداية وسلمت بأن النهاية ستأتي في اي وقت »
: كذلك أنا 0
قال غارث والتقت عيناها بعينيه كم كانت نبرة صوته غريبة وغامضة 0
:أجل يا عزيزتي وندي إنني أتطلع بترقب شديد الى تلك الزيارة سأصطحبك الى هاواي0
" الى-؟ لكنني لم احجز تذكرة يا غارث أعتقد إنني ذكرت هذا لك"
"بل حجزت"
وابتسم لها وتحول قلبها الى بهلوان يقفز» فكم ستكون حياتها مدهشة لو أمكن لها أن تصبح زوجته وحملقت فيه ثم احمر وجهها خجلا لأنه دفع كل هذه الأموال من أجلها 0
"هل حجزت للرحلة الجوية ؟ وأومأ بالإيجاب وكان وجهه خاليا من أي تعبير وأحست بأنه يخطط لشيء وسألت :
"لماذا تفعل هذا ؟
ورفع حاجبيه قليلا وهو يقول : لماذا ؟
وتوقفت لحظة :
"يخالجني شعور مضحك000
اعترفت بذلك وقد أفلتت منها ضحكة خفرة وهي تلاحظ أنه يبدي بعض البهجة الآن : .
" أشعر بأنك 00بأنك تخطط لشيء ما0"
وضحكت عيناه وحبست أنفاسها فكم يبدو جذابا وهو ينظر إليها هكذا 00
أليست مؤامرة يا عزيزتي""
ورفع يده بغطرسة عندما رآها تفتح فمها لتقاطعه 0
"دعينا ننتظر لنرى"
" ننتظر لنرى؟000 هاتان الكلمتان لهما مغزى00 إنها لا تشك في ذلك لكنها لا تعرف لهما معنى حتى في أوسع أحلامها
وهكذا لم يكن باستطاعتها إلا أن تلهث وتحدق فيه غير مصدقة عندما علمت بنيته أخيرا0
طارا الى جزيرة كايواي - أو الجزيرة الخضراء كما تدعى لأنها أكثر جزر هاواي خضرة وأبحرا بالزورق البخاري الى كهف فيرن غروتو أو كهف الرخس البديع وهو كهف ابدعتة الطبيعة وسط منطقة استوائيه شديدة الخضرة تتدلى عليها نباتات الرخس
وهنا في مكان هادئ ء طلب منها غإرث أن تتزوجه وقال بلهجة مفعمة بالمشاعر الرقيقة : إنني أحبك يا وندي في البداية حاولت ألا أفعل ذلك عندما اعتقدت انك لينيز ما فارو كما لم تكن لدي أية رغبة في الزواج...
وهنا توقف عن الكلام وابتسم لها ثم مضى يقول : لكنني تعلمت كيف أحبك رغم كل هذه الأشياء ومع ذلك كنت أقاوم وأقاوم شيئا أصبح بسرعة أقوى مني, أوقعتني في أسر سحرك ياوندي لذلك يمكنك أن تتصوري مدى راحتي عندما اكتشفت أنك لست لينيزما فارو0 وتوقف لحظة ثم قال :
:كل هذا أصبح ماضيا الآن ياعزيزتي والمستقبل وحده هو الذي يهمنا0
:المستقبل ؟ أسبوعان 0
وقفزت الى شفتيها ضحكة هستيرية لكنها كبحت جماحها 000 أسبوعان أو ربما ثلاث 000 أربعة على أكثر تقدير وأخذ قلبها يدق بعنف وكل عصب في جسدها يرتجف أصبحت أحاسيسها مضطربة للغاية إنها تتساءل . الآن لماذا لم تتوقع هذا ؟ كانت عيناه تنطقان برقة لا متناهية أحيانا وكثيرا ما اتسم صوته بالحنان ومع ذلك لم تفطن0 معتقدة أن هذا الموقف الخاص اتخذه لسبب واحد فقط أنة يستطيع الاستمتاع الى أقصى حد بكل ذرة سعادة من 00هذه العلاقة فوق سطح السفينة 0كم كانت عمياء واشتد غضبها من نفسها داخل أعماقها غضبها من أنها فعلت الشئ الذي كانت ترغب بلا جدوى في ألا تفعله : تركته يقع في حبها لقد أنقذت شو لكن غارث الذي أحبت بهذا العمق آذته لا 00في هذه المرحلة المتأخرة يمكنها أن تفعل شيئا يمكنها أن تعامله معاملة سيئة وتتحدث بطريقة ساخرة عن افتراضه بأنها ستقبل عرضة بالزواج لن تترك حبه يترعرع ستدمره وتطأه وتقتله 00
إن هذا سيؤذيه مؤقتا ولا شك في أنه سينال من كبريائه لكنه سينجو من ضرر دائم وفجأة تراءى لها انها عندما تموت سيدرك حينئذ السبب في معاملتها إياه بعد أربعة أيام عندما ترسو في كاليفورنيا أجل كان هذا هو الرد يمكنها ان تبرق الى الدكتور هويتيكر لتبلغه بأنها عائدة الى الوطن في وقت مبكر عن المتوقع وحينئذ سيعد كل شيء لدخولها الى دار التمريض , هل سيكون لديها المال الكافي لمصاريف عودتها ؟
؟ قدرت انه سيكون معها فقط المبلغ الكافي لذلك0
"وندى عزيزتي أين أنت ؟ إن عرضي بالتأكيد لم يكن مفاجأة تامة لك لابد أنك أدركت أنني كنت ازداد اهتماما بك ؟
وبدا انه منزعج قليلا وصرخ قلبها مما توشك أن تفعله ونظرت الى وجهه ولخوفها من أن تخونها شجاعتها تكلمت بسرعة وهي تضفي على صوتها رنة ازدراء :
: أتزوجك ؟ ما الذي أوحى إليك بأنني سأفكر في ذلك ؟ اولا أنني لا أحبك ثم إنك لست النوع الذي يناسبني على الإطلاق عندما أختار زوجا لي00هذا كل ما في الأمر0
وافتعلت تعبيرا بالدهشة لأنه اعتبر مسألة اهتمامها به من المسلمات وأضافت :
: انا لم أظهر أي بادرة تشير الى أنني أكن لك أية مشاعر غير الصداقة على الأقل هذا ما أذكره00
الحيرة وعدم التصديق والألم تجمعت كلها في تعبيره وهو ينظر إليها 0وكانا يقفان في الكهف وقد تدلت فوق رأسيهما نباتات الرخس الرقيقة 0كان منظرا رقيقا رومنسيا 000 وبشجاعة أمسكت دموعها التي تجمعت في سحابة رقيقة خلف عينيها لكنها اضطرت أن تشيح بسرعة حتى يمكنها ذلك0
:ألا تحبينني؟
وكان صوتة مكتوما وادركت انه يجد صعوبة في مجرد النطق بالكلمات
ايمكنك أن تقولي بكل أمانة أنك لا تحبينني؟
وهز رأسه كما لو كان يريد أن يبعد الآثار ألمدمرة لكابوس مزعج0
: بالتأكيد يمكنني0!
وتعجبت كيف كان صوتها بمثل هذا الثبات
.:أجل بالتأكيد غارث لقد أفسدت كل شيء 0
وصرخت بغضب : كانت الأمور لطيفة 00غزل السفينة الذي اعتقدت أن كلينا ينعم به لماذا تفسده بالواقع في حبي؟
وأخذ شريان في رقبته ينبض بشدة عندما تدفق الدم فيه وعلى جانبي ظهرت تجاعيد صغيرة داكنة وسط اللون البرونزي الجذاب
: غزل 00
وأصبحت عيناه الداكنتان باردتين الآن وهما تلمعان مثل قطعتين من الصلب تم شحذهما حديثا 0
:إذن كان الأمر بالنسبة إليك هكذا ؟
وابتلعت ريقها بتشنج وهي تحاول أن 0تزيح ألما فظيعا انتاب حلقها وبدأ رأسها يؤلمها الى حد ما أيضا لكنه كان ألما فاترا بدون تقلصات يمكنها أن تتحمله0
:هذا ما قلت 0
ألقت هذه العبارة وهي تتعجب من تماسكها الظاهري حين كان قلبها في الداخل يتفتت وهمست لنفسها وكل عقلها وجسدها يعانيان من ألم مبرح عزيزي غارث 00 لم تبق في حياتي إلا بضعة أسابيع علي الأكثر ويمكن ان تكون بضعة أيام فقط 000لماذا أحببتني وتريد آن تتزوجني؟ ثم قالت بصوت عال :
:انت أفسدت كل شيء كان يمكننا أن نمضي معا فترة أطول نستمتع فيها برفقة بعضنا البعض لكن الآن 00
وسمحت لصوتها بأن يخفت وخفضت رأسها غير قادرة على تحمل التعبير الفظيع في عينيه 0وقالت أخيرا في قوة : يبدو أنني اعتبرت أشياء أكثر من اللازم أمرا مسلما به 0
: فعلت ذلك في الواقع !
أغفر لي وأنسي الموضوع 0
ووقفت لحظة صامتا وتلفت حولها في الكهف الخلاب المكان الجميل الذي اصطحبها إليه ليعرض عليها الزواج وتداعى قلبها وبذلت جهدا خارقا في منع نفسها من أخباره بالحقيقة لكنها امتنعت وهي مقتنعة بأنها الوسيلة الوحيدة لإنقاذه من الألم 0 يجب إن يفقد حبه لها بسرعة , وهناك وسيلة وحيدة لذلك , هي إن تعامله ببرودة وتخبره بأنها لاترغب في إن تستمر الصداقة بينهما 0


نهاية الفصل الثامن

 
 

 

عرض البوم صور lona-k   رد مع اقتباس
قديم 22-09-08, 01:36 AM   المشاركة رقم: 15
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Feb 2008
العضوية: 65483
المشاركات: 367
الجنس أنثى
معدل التقييم: lona-k عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 93

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
lona-k غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : lona-k المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

9 - بداية النهاية


وفي الأمسية التالية جلست وندي في البار مع مارجي ودينبي وراقبت غارث يرقص مع نيكول فبعدمإ تلقى ضربة مدمرة لكبريائه برفض وندي عرضة الزواج منها , ومعاملتها بعدئذ بدأ الآن يخفف ألمه بالانغماس في التقرب من فتاة ألقت بنفسها عليه منذ البداية 0 والواضح إن نيكول من ناحيتها تشعر بالانتصار فان تعبيرا خبيثا يخيم على وجهها كل مرة تلتقي فيها عيناها بعيني وندي0كم هو قليل ذلك الذي تعرفه هذه الفتاة أنها تكاد لا تدرك أن غارث يستغلها ويحاول أن يعوض بعض السلوى برفقتها0
....منتديات ليلاس


أما نسبة إلى غارث فأنه لا ينظر إلى وندي إطلاقا إلا عندما يضطر إلى ذلك حول المائدة وأصيبت مارجي بإحباط حتى أنها كانت على وشك البكاء عندما سألت وندي عن الأمر وحاولت بطريقتها الفجة إن تقود الاثنين إلى استئناف الحديث 0
" الشراب جيد بصفة خاصة هذه الليلة إلا...تعتقد ذلك ياغارث ؟ وأنت يا وندي أليس كذلك؟
وأومأ كلاهما بالموافقة بدون كلام وحاولت مارجي مرة أخرى أثناء الغداء في اليوم التالي وتحدثت وندي إليها فيما بعد بهذا الشأن و أخبرتها بأنها هي وغارث تشاجرا ولا مجال للصلح بينهما 0
لكن يا عزيزتي انا واثقة انه يمكن اصلاح الأمر ,"
كنتما في منتهى السعادة"
ونظرت بعينيها اللامعتين إلى عيني وندى ومضت تقول : اهناك شيء ما تخفينه , أليس كذلك يا وندي ؟
واعترفت وندى وقد ابيض وجهها وهي تشعر بألم مبرح في رأسها 0وبعد فترة تردد قصيرة ’ اعترفت بأن هناك شيئا لا تريد إن تتحدث بشانه0 وأضافت :
"ولكن أرجوك لا تسأليني عنه يا مارجي انه شيء لا يمكنني مناقشته ليس في هذا ألوقت على أية حال0
ونظرت إليها مارجي وفجأة فاضت عيناها بالشفقة وأكدت متجاهلة توسلات وندي:
"يبدو إنك واجهت مأساة كبرى في حياتك ,أدركت ذلك وتذكرت تلك النظرة الهائمة في عينيك ألم تقولي انك ستتذكرين أنني وضعت نفسي في تصرفك0
سؤال - أدركت وندي – واثقة -أن إصرار مارجي هذه المرة ليس من قبيل الفضول فهي في هذه اللحظة ليست الشخصية الفضولية الثرثارة التي تعودت أن تراها لكنها كانت مستعدة لتقديم المساعدة 0 واعترفت وندي بعدما ترددت فترة طويلة ء بأنها ستشعر بارتياح كبير لو تحدثت مع مارجي وطلبت منها أن تكون مستعدة لو حدث شيء لكن لحظة التردد مرت سريعا , وهزت رأسها وعادت تقول :
"لا تسأليني عن الأمر لا أستطيع أن أتحدث بشأنه في الوقت الحالي"
ولم تدرك أن التغيير المؤلم ظهر مرة أخرى في عينيها الجميلتين وبدأت تشعر بالدوار نتيجة الألم في رأسها وأصبحت ترى الأشياء. القريبة منها كما لو كانت تسبح في الظلام هل هذه هي النهاية ؟ لا يجب ألا تلقى حتفها فوق السفينة لو أنها تركت السفينة في كاليفورنيا من دون أن تخبر أحدا إلا مراجع الأوراق والحسابات فان غارث لن يعرف أبدا لماذا رحلت 0ولن يعلم أبدا بموتها الذي ستخبر به موظف الحسابات ؟ ستقول إن لها أقارب في كاليفورنيا وترغب في البقاء عندهم فترة من الوقت أجل هذا سبب معقول لكن ينبغي أن تتخلف عندما تخرج مارجي ودينبي لزيارة معالم المدينة وسيكون هذا صعبا الآن لأن مارجي مصممة على أن ترافقها إذ قالت : لأنه لا يصح إن تكوني وحدك ياعزيزتي.0
حسنا مازال هناك يومان باقيان وأحست وندي بأنها ط واثقة من قدرتها على التعلل بعذر مقبول لعدم مرافقتها مارجي وخطيبها إلى بيفرلي هيلز وهوليوود يوم رسو السفينة 0 كان المقرر أن تبحر السفينة في السابعة من الأمسية نفسها وعندما يحين موعد العشاء لن تكون موجودة 00
سينتظرون بعض الوقت قبل بدء الطعام ثم تسأل مارجي أو ربما فريزر- المضيف اذا كانت الآنسة براون مريضة في غرفتها ولأنه يكون علم مسبقا بأنها تركت السفينة سينقل هذا النبأ إليهم ستصاب مارجي بألم بالغ لكن فريزر لن يفكر كثيرا في وندي لأنها رحلت بلا كلمة 0ماذا عن مشاعر غارث ؟ رأت وندى أنه سيكون فرحا لأنه يواجهها على المائدة بعد الآن فرحا لأن الموضوع اختفى من حياته إلى الأبد - وقطع صوت مارجي عليها أفكارها حين
سألت : هل أنت بخير ياعزيزتي؟
والتفتت وأرغمت شفتيها على ابتسامة لكنهما سرعان ما تجمدتا لأن الألم في رأسها أخذ يتزايد الآن وأصبح يدق بجنون يؤثر على ثبات نظرها وأجابت وهي تنهض من مقعدها :
" أشعر بصداع خفيف أودا إن استلقى برهة 0
" صداع ؟ معي العلاج المناسب ياعزيزتي0
ومن دون لحظة تردد فتحت مارجي حقيبة يدها وسحبت زجاجة صغيرة وهى تقول : انه دواء مدهش سأستدعي المضيفة ليحضر لك كوبا من الماء " لا شكرا لك يا مارجي0لكن ينبغي إلا أتعاطى هذه الحبوب إني لدي حبوب أخرى في غرفتي0–
" لا يمكن أن تكون مفيدة هذه ا ! أنها تشفي الصداع في ثوان أيها المضيف تعال0
"مارجي أرجوك0
ووقفت وندى وهى تشعر بأنها قد تنهار في أية لحظة الآن وشعرت لأول مرة بالغضب من السيدة الأميركية وقالت أفضل أن أتعاطى حبوبي الخاصة 0
هل ستفعلين ؟"
وتدلى وجه مارجي الجميل 0وتمنت وندي لو عالجت الموقف بحذر أكبر لكن الألم كان يعصف بها وأصبحت رغبتها الملحة الوحيدة إن تذهب إلى غرفتها وتلقي برأسها على الوسادة وغمغمت :
" إنني آسفة0
ومن دون أن تنطق كلمة أخرى استدارت وابتعدت
وحالما دخلت غرفتها لم تستغرق وقتا بل تناولت الحبوب فورا يجب أن تعيش يومين آخرين على الأقل يجب 000لا شيء في حياتها كلها كان عاجلا بمثل هذه الرغبة في إن تترك السفينة وهي حيث ينبغي إن تنقذ غارث بأي ثمن ولو أنها في قراره نفسها كانت مستعدة لأن تفارق الحياة الآن لأن الحياة لم يعد لها معنى بعدما افترقت عن غارث
ولأنها كانت مرهقة من الألم استلقت فترة طويلة تحاول ألا تفكر في ما كان يمكن إن يحدث لو لم تكن في هذه الحالة غارث يحبها ويريدها زوجة 000وقطعت أفكارها وحاولت أن تنام لكنها لم تستطع كبح إلحاح الأفكار في ذهنها 0ورأت نفسها عروسا مشرقة في ثوب الزفاف ألأبيض تحف بها شقيقتا غارث وشقيقه يقوم بدور إشبين العريس أنها جزء من أسرة يحبها أفرادها ويرحب بها والدا زوجها اللذان أصبحا والديها هي من الآن فصاعدا 000الى أي مدى يمكن أن تكون الحياة سعيدة
"لكننى عشت00
وبخت نفسها عندما فرت دموع اليأس من عينيها وأخذت تتدفق فوق وجنتيها البيضاويين 0

عشت منذ اللحظات التي أصبح فيها غارث مهتما بي
حقا كانت الأسابيع الأولى مؤلمة قليلا عندما: تجفل في مواجهة سخريته وازدرائه وكبريائه كان واقعا تحت سوء فهم معتقدا أنها ليست سوى لينيز مافارو الشهيرة بسوء السمعة ولا عجب انه حاول الابتعاد لكنه وقع تحت سيطرتها واخبرها بذلك حين كانا معا في الكهف 0هل حدث هذا منذ يومين ونصف فقط ؟ يبدو كأنما مرت أشهر عدة منذ افترقا 0منذ قال وداعا بتلك اللهجة القاطعة فوق سطح السفينة بعد لحظات من صعودها إليها اثر عودتهما من هاواى فقد اتخذ موقفا صارما، ونظر إليها لحظة صمت اتسمت بالبرود قبل إن يردد وداعه الأخير.00 الأخير.... اجل 000كان الأخير! وانسحب مبتعدا وهي واقفة هناك تتسارع دقات قلبها إلى حد أنها في غمرة يأسها الفظيع كانت سترحب بالنهاية لو أتت حينذاك 0
وأخيرا نامت لكنها فور استيقاظها استحوذت عليها أفكارها مرة أخرى أجل تلك الأسابيع الأولى كانت مؤلمة إلى حد ما ومع ذلك كانت راضية بالموقف قانعة لم يكن يحبها رغم أنها بدأت تحبه ولكن بعدما علم أنها ليست لينيز مافارو تغير موقفه تماما إزاءها صار الحبيب الكامل 0 الحبيب اللطيف الرقيق الذي اعتزم إن يجعلها زوجة له 0
ونهضت من الفراش وهي مصممة على عدم البكاء مرة أخرى واغتسلت وغيرت ملابسها واستخدمت بعض المساحيق في تلوين خديها وشفتيها ومشطت شعرها بقوة ثم 00غادرت غرفتها لتتجه إلى غرفة الملكة حيث كانت تعرف أنها ستجد مارجي ودينبي وقد رحبت برفقتهما فابتسامتهما بلسم لأساها ودققت مارجي النظر في00وجهها باهتمام بالغ بعدما سألتها اذا كان الصداع قد زال وقالت بلهجة اتهام :
- وضعت بعض المساحيق على وجهك هل أنت مريضة ؟
-
وابتسمت وندي لا شك في أن هناك شيئا في مارجي سترومبرغ المهرجة الفضولية يحبب الناس فيها 0
"لا 0لست مريضة ومع ذلك وضعت بعض المساحيق
على وجهي لأنني لاحظت إنني شاحبة 0الصداع يجعل المرء شاحبا أليس كذلك ؟
"لم يجعلني شاحبة أبدا ليس إلى الحد الذي لاحظه وعلى كل فما دمت تشعرين بأنك على ما يرام فهذا ما يهم هاهو ذا المضيف فاطلبي ما تشاءين هذه الشطائر لذيذة والفطائر أيضا رائعة ينبغي أن نطلب طريقة صنع بعضها ألا تعتقدين ذلك ؟ أو ربما لا تقومين كثيرا بصنع المأكولات بنفسك ؟ كنت أفعل ذلك 000ولكن
وتلاشى صوتها إلى حد الصمت عندما تلاقت عيناها بعيني غارث وهو يمر وقد سارت نيكول إلى جواره وتحركت شفتا وندي في حركات متشنجة 0 وتحولت عينا نيكول الداكنتان المزهوتان فوق وجهها بينما تحركت شفتاها أيضا بسخرية لكن وندي التفتت بسرعة إلى الناحية الأخرى وهى تشعر بالغضب لأنها بارتعاشه شفتيها - كشفت أنها متألمة لوجود غارث مع فتاة أخرى واستطاعت مارجي أن تلمس بسرعة إلى أي مدى تألمت وندي لكنها واصلت الحديث السابق قائلة : الم تعودي تفعلين ذلك ؟ أتوقع على أي حال أنك سوف تقومين بشرا ء الحلوى اللذيذة
وشعرت وندي بالامتنان لها وابتسمت في وجهها وشكرتها بعينيها وقالت وهي تلاحظ أن دينبي ينقل بصره من إحداهما إلى الأخرى في حيرة :
" من السهل هذه الأيام شرا ء فطائر لذيذة0
وتساءل دينبي بخشونة :
"ما هذا ؟ من يريد أن يتكلم عن الفطائر؟
وبالكاد سمعته وندي لأن عينيها كانتا تتابعان ظهر غارث المعتدل العريض وهو يسير بترفع نحو طاولة يقف بجوارها أحد المضيفين على استعداد لتلبية الطلبات 0وجلست نيكول أولا ثم جذب غارث كرسيا وجلس وطلب الشاي وكادت وندي تبكي وهي تتذكر المرات الهادئة الودية التي تناولا فيها الشاي في هذه الغرفة الجميلة ويبدو أنه شعر بأن
نظراتها مركزة علية لأنه
اختلس النظر تجاهها وأدارت نيكول رأسها متتبعة اتجاه نظرته وارتسمت على شفتيها ابتسامة خبيثة وتحدثت إلى غارث وابتسم لها ثم أدار مقعده بحيث صار ظهره ناحية وندى وابتلعت الغصة التي أصابت حلقها وأحست بأنها فقدت شهيتها لكن ينبغي أن تأكل شيئا لأن مارجى كانت ستعلق لا محالة لو قالت فجأة أنها ليست جائعة 0
وعندما كانت مارجي ووندي ودينبي في الملهى الليلي في ساعة متأخرة من تلك الأمسية ينظرون إلى حلبة الرقص قال . دينبى: لم يبق إلا أسبوعان فقط كم مر الوقت سريعا 0
عندما فكرت في البداية كيف اقضي ثلاثة أشهر فوق سطح السفينة كنت أشعر أنني سأمل البحر قبل نهاية الفترة بوقت طويل وابتسمت مارجي ابتسامة عريضة وهي تقول :
"ولكن حينئذ لم تكن تعرف أنك ستقابلني 0
وضحك ونظر إليها بحنان وقال : أتمنى لو تزوجنا فوق السفينة
أليست معنا الوثاثق المطلوبة ياعزيزتي سنتزوج فور وصولنا إلى الوطن 0
وشعرت وندي بأن عليها إن تبدي بعض الاهتمام بحديثهما فسالت :
متى تعودان إلى الولايات المتحدة ؟ وقال دينبي وهو ويتناول بعض الفطائر:
"سنعود بعد شهر تقريبا ننوي.القيام بجولة انكلترا أولا0
وتمهل برهة ثم قال :
"ما هي مشروعاتك ياوندي؟ هل لديك شيء خاص ؟
وهزت رأسها وقالت أنها ليست لديها أية خطط خاصة 0
وقالت مارجي:
"نود إن تزورينا 0
والتفتت وندي وقد بهتت من هذه الدعوة غير المتوقعة
وأضافت مارجي:
"سنقيم في تكساس لأن دينبي له طفلان هناك وله بيت فيه مستأجرون في الوقت الحالي لكنهم سيرحلون عندما يعلمون أن دينبي يريد استعادته هل ستأتين إلينا يا وندي؟
ماذا ينبغي أن تقول ؟ أسهل طريقة أن تقول : نعم فهذا هو الرد الذي سيفرح الاثنين لكن ما الذي سيعتقدانه عندما تختفي في كاليفورينا ؟ وردت بنعومة:
"انكمآ تخجلان تواضعي بدعوتكما لكنني أخشى ألا يكون لدي الوقت ولا المال لرحلة مثل هذه0
وفكرت انه لا أكاذيب في هذا القول فتلك هي الحقيقة التي لا سبيل لإنكارها ليس لديها الوقت ولا المال لذلك0
"يا للخسارة0
قالت مارجي ذلك وأخذت عيناها الفاحصتان تستقران على وجه وندي ثم أضافت :
"ينبغي أن نظل على اتصال ياعزيزتي وأعتقد أن الوقت حان لتبادل العناوين أليس كذلك ؟ سنتراسل وعندما يتوفر لديك الوقت والمال ينبغي أن تأتي لزيارتنا 0من المحتمل إن نكون في انكلترا قرب نهاية العام القادم هل يمكننا البقاء معك فترة من الوقت ؟ أعرف أنك بعت بيتا لكنك ما زلت بالطبع تملكين واحدا للإقامة فيه 0
والتقطت مفكرة صغيرة وقلما من حقيبة يدها ونظرت إلى دينبي قائلة :
"اكتب أنت عنواننا لوندي لا أعرفه بعد 0 أجل أخبرتني به لكنني نسيته
وحولت اهتمامها إلى وندي تنتظر منها أن تذكر عنوانها 0 وبللت وندي شفتيها وهي تبحث بعنف في ذهنها عن وسيلة تخرج بها من هذا المأزق وأملت عنوان دكتور هويتيكر وهي موقنة بأن هذا أفضل شيئأ يمكنها أن تفعله فعندما يتلقى رسالة من مارجي سيرد عليها ويخبرها بما حدث
وفي الصباح التالي ذهبت وندي إلى مائدة الإفطار مبكرة
بشكل خاص وهي لا تتوقع إن ترى أحدا ممن تعرفهم لكن
لدهشتها كانت مأرجي جالسة أمام المائدة تثرثر مع المضيف
الذي غادر المكان حالما رأى وندي تقترب وما كادت تجلس
حتى بدأت مارجي تتكلم : لن يمكنك تخمين ما اكتشفت يا وندي لقد استيقظت منذ فترة طويلة 00
" منذ فترة طويلة ؟ لماذا ؟
" كنت أتجول في أنحاء السفينة فقد أردت إن أعرف ماذا في الجانب الآخر من ذلك الباب التالي لمكتب موظف الحسابات
وتوقفت عن الكلام لحظة وانتظرت حتى مر أحد الأشخاص من جانب المائدة ثم قالت :
" لا أريد أن يسمعني أحد أنها مؤامرة من جانبي منذ البداية0
" لكن لماذا يا مارجي؟
لكنه مكتوب عليه كلمة خاص 0لم تدخلي00هل فعلت ؟
"خاص ؟ انك تعرفينني ياعزيزتي000 ينبغي أن أغوص في أعماق أي شيء يحيرني وقد لا أنجح دائما لكننى دائما أحاول 00
واضطرت وندي إلى الضحك رغم تعاستها وطلبت من مارجي أن تستمر فقالت " قدرت أن ليس هناك أحد في تلك الساعة من الصباح دفعت الباب فانفتح أجل فلم يكن مغلقا بالمفتاح .وتسللت إلى الداخل هناك ممر بأبواب على الجانبين 00احزري ماذا ؟ إحدى الغرف هناك هي غرفة القبطان الخاصة الصغيرة ليست مقره الرسمي الذي يعرفه الجميع لكنها غرفة صغيرة يمكنه يذهب إليها وهو واثق أن أحدا لن يزعجه
وقالت وندي بفضول : كيف عرفت أنها غرفة القبطان الخاصة ؟
"لأنني شممت رائحة القهوة اللذيذة فقررت أن أختلس نظرة خلال فتحة الباب وهناك كان القبطان يجلس 0
"وماذا في ذلك ؟"
"كنت على وشك العودة عندما سمعت صوته وأدركت انه لابد إن يكون برفقة شخص ما 0
وتوقفت بحركة مسرحية وتجهمت وندي في حيرة وهي تنتظر أن تواصل كلامها :
"اعرف أنك تفكرين انه ليس هناك شيئأ غريب أن يكون مع القبطان شخص ما لتناول قهوة الصباح الباكر؟
"أجل هذا ما كنت أفكر فيه بالضبط 0
"انتظري حتى تعرفي ضيفه الديك أية فكرة من يكون ؟
"لا ليست لدي أية فكرة على الإطلاق وأنا في غاية الفضول لأعرف0
" انك تسخرين مني 0
ثم ضحكت مارجي وقالت في هدوء وهي تضغط على كل كلمة :
صديقنا غارث ريفرز !
وأشاحت وندى بوجهها ورددت : غارث ؟ غارث كان مع القبطان ؟
" مع القبطان ! ألم أخبرك منذ البداية بأن غارث شخصية هامة ؟
ماذا لديك لتقوليه في هذا ؟
" لا أرى أنك برهنت على رأيك هل كون غارث يحتسي القهوة مع القبطان يعد برهانا على أنه شخص هام ؟
" هل ندعى نحن إلى غرفة القبطان ؟
" لا00لكن 00
"ولا تسعة وتسعون وتسعة أعشار في المائة من الركاب الآخرين فوق هذه السفينة أقول لك إن غارث شخص هام !
" ربما يكون صديقا للقبطان لكن هذا لا يجعله آليا رجلا ذا أهميه 0
"لو كان صديقا للقبطان لعرفنا بذلك قبل الآن0
وكانت وندى تميل إلى الموافقة على هذه العبارة لأنه ببساطة لو كان غارث صديقا لدعي لتناول العشاء على مائدته قبل الآن بفترة طويلة كما دعيت شخصيات اخرى0
" مازلت لا أرى كيف يمكنك إن تستنجي إن غارث شخصية هامة 0
قالت وندي ذلك رغم أنها بدأت تعتقد بينها وبين نفسها انه كذلك 0
0 وردت وندى في جدية :
"أي شخص عادى في سفينة بهذه الحجم لا يقوم بزيارة غير متوقعة
للقبطان ليتناول قهوة الصباح الباكر0
"لا أرى انه قام بهذه الزيارة من دون توقع ليس في مثل
تلك الساعة المبكرة لابد انه دعى 0
"وهكذا اذا لم يكن صديقان ومع ذلك دعي لتناول
القهوة فهذا يبرهن على انه شخص هام لا يا عزيزتي لا
تقاطعيني بعد لأن فكرة خطرت ببالي هذه اللحظة : القبطان سمع للتو بأن غارث شخص هام إنني أتعجب فقط من يكون غارث ؟ ألن يكون مثيرا لو أنه شخصية ذات اسم كبير كدوق حقيقي00أو دوق مليونيرا0
وهزت وندي رأسها وقالت بتأكيد:
- ليس دوقا
" لايمكن إن تكوني متأكدة من ذلك 0لماذا : ينبغني إن تعترفي بأن اساليبة ارستقراطية للغاية أنسيت - فيما يبدو - ما قاله فريزر عنه وهو أنه مرهق بالعمل منذ سنين0
" نعم 00نسيت ذلك يا عزيزتي0
وضمت مارجي شفتيها وأضافت بعد فترة صمت قصيرة :
"كان ينبغي لي إن أتذكر هذا 0 أليس كذلك ؟ خاصة انه كان يطرأ علي بالي دائما عندما أشعر بالحيرة إزاء غارث 0
وأضافت بغموض وكأنها تناقش نفسها :
"إذن رائي أن غارث مدير إعمال كبير أو شيء من هذا القبيل 000ولكنه في هذه الحالة لا يكون شهيرا 0
هذه فكرتك فقط انه شهير0
وتجهمت مارجي قائلة : إنه يحيط نفسه بجو من العظمة0

واضطرت وندي للضحك من هذه العبارة لكن

مارجى استمرت :
"هذا ليس أمرا مضحكا أكره إن أكون عاجزة عن اكتشاف الامور0
ومرت بالقرب من المائدة امرأة ثرية الثياب في نحو الخمسين من عمرها وحالما ابتعدت غيرت مارجي الموضوع 0وأخبرت وندي بأن هذه المرأة اشتركت في الرحلة لأنها ربحت أكثر من خمسين ألف جنيه من المراهنات على نتائج مباريات كرة القدم وأضافت في اشمئزاز:
"إنها امرأة وضيعة 0آرملة مستعدة لتعاطي الخمور حتى تلقى حتفها مبكرا أنها جريمة إن يكسب أناس مثلها أموالا طائلة كتلك 0
وكان غارث يقترب ولم تقل الاثنتان شيئا أكثر من ذلك لكن كانت مارجي خلال الإفطار تختلس إليه نظرات خفيفة , وأخيرا قال وقد اكتسى صوته بنبرة خشنة : ما الغريب في يا مارجي؟ هل تركت جزء من معجون الحلاقة على طرف أنفي أو شيئا من هذا القبيل ؟
واحمر وجه مارجي خجلا وقالت :
"هذا ليس لطيفا منك يا غارث كنت فقط أنظر اليك0
"لماذا ؟
إنك كثير التدقيق هاهو ذا فريزر قد حضر صباح الخير يا فريزر0 هل نمت جيدا ؟
"جيدا جدا كالمعتاد ضميري مستريح وهذا كل مافي الأمر كما تعرفين0
وجلس ثم نفض فوطته وفردها فوق ركبته وأمسك بقائمة الطعام :جريب فروت - كورن فليكس لحم وبيض سجق وطماطم حلقات من الخبز الطازج والزبد خبز محمص ومربى 0 أعتقد أنني سأتناول بعضا من مربى الكرز الأسود لأنني لم أذقها بعد فوق هذه السفينة وهتفت مارجي: " لن تاكل كل هذا وأن فعلت فلن تحتاج لشيء آخر طول اليوم 0
"هكذا سيكون لدي وقت اكبر للتجول في أنحاء الجزيرة فأنني أبحث عن التحف القديمة 0
" حاذر فإن كل شيء مزيف هذه الأيام
وأومأ غارث برأسه عند هذا القول وهو يتجنب عيني
وندى كالمعتاد0
شراء التحف في أي مكان من غير التجار المعروفين مقامرة كبيرة جدا فقد وصلت عمليات التزييف حتى أن الخبراء يخدعون أحيانا 0
وسألته مارجي في فضول :
"هل تجمع التحف القديمة ؟
"كنت محظوظا بوراثة كل ما احتاج إليه 0
أجابها وهو يلتقط سكينا ليمسح بها الزبد على الخبز المحمص واكل قليلا ولاحظت وندى تلك البداية بغض النظر عن الوجبة نفسها ففي الإفطار تناول قطعتين من الخبز المحمص واحتسى فنجانا واحدا من القهوة وأضاف يقول :
"أحيانا أختار القطعة لمجرد أن أضيفها إلى مجموعتي لكن جمع التحف ليس بأية حال هوايتي كما هو الحال بالنسبة إلى بعض الناس0
ورمق وندي كما لو لم تكن موجودة على الإطلاق واستفسر من مارجي إذا كانت هوايتها جمع التحف0
فأجابت بالنفي لكن لرغبتها في أشراك وندي في الحديث ابتسمت لها وسألت :
"هل تجمعين التحف يا عزيزتي؟
ومن دون تفكير قالت وندي إنها ذات مرة بدأت في جمعها لكن منذ بضعة أشهر قررت إلا تشتري شيئا آخرا 0
وأضافت " لدي بعض القطع الجميلة من روكنغهام0
"روكنغهام ؟ تلك أشيا ء يصعب اقتناؤها هذه الأيام اجل أعتقد هذا 0
وظهرت الظلال في عينيها لحظة عندما تذكرت ابن العم
المجهول الذي لابد أن يرث قريبا صندوقي ممتلكاتها وقد تركتهما مع الدكتور هويتكير0
تساءل فريزر:
" مالذي جعلك تتوقفين عن هذا الجمع ؟
" الأشياء غالية جدا الآن 0
وعند هذه اللحظة وصل إفطار فريزر , وترك الموضوع ولم يثره مرة أخرى مما جعل وندي تشعر بالارتياح 0


نهاية الفصل التاسع

 
 

 

عرض البوم صور lona-k   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
anne hampson, آن هامبسون, القديمة, روايات عبير المكتوبة, song of the waves, عبير, عبير القديمة, قلب في المحيط
facebook



جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t93936.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 03-04-10 04:22 PM


الساعة الآن 03:28 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية