لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات احلام > روايات احلام > روايات احلام المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات احلام المكتوبة روايات احلام المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (1) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-09-08, 03:59 PM   المشاركة رقم: 11
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Feb 2008
العضوية: 63027
المشاركات: 289
الجنس أنثى
معدل التقييم: gagui عضو على طريق الابداعgagui عضو على طريق الابداعgagui عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 207

االدولة
البلدAlgeria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
gagui غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : gagui المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

من قلب البحر عاد
لكن.. عندما جاء كيفن فاجأها كثيراً بحيث نسيت كل ما وعدت به صهرها عن الأصغاء إليه, و الواقع أن الغضب والصدمة جعلاها أكثر ثورة و دفعاها إلى إهانته بطريقة لم تظنّ أنها قادرة عليها.
في الصباح التالي و بعد ليلة من الأرق ارتدت سروالاً و قميصاً و خرجت تصمت قبل أن يستيقظ أحد.
منتديات ليلاس
بدا الشاطئ الخاص رأئعاً في مثل هذا الوقت الباكر من الصباح..
كانت الرمال تحت قدميها الحافيتين ساخنة, و البحر يهمس فوق رمال الشاطئ, و يشدها إلى أطرافه.. وقفت للحظات, تنظر إلى ما حولها برضى.
في الليلة الفائتة وصل بيدروس إلى البيت عن طريق البحر و ها هو مركبه يتهادى و هو مربوط إلى الرصيف الصخري الطبيعي الذي حفرته الطبيعة, كان جزء من اليخت غير مرأي بوضوح و لم يكن يبدو منه غير مقدمته البيضاء, أما سائر أجزائه فمتوارية في ظل من صخور مرتفعة شديدة الانحدار..
الهواء شديد السكون هذا الصباح لهذا وقفت أماندا تستمتع بالهدوء و ترقب بابتسامة سمكة تتهادى بين الأمواج..ثم طار طائر كبير بصمت فوق رأسها, فرفعت رأسها تراقبه... جعلها اتساع جناحيه تتساءل عما إذا كان أحد النسور المعششة في قمم تلال الجزيرة... ثم سمعت رذاذ الماء فارتدت لتنظر إلى الماء مجدداً بحثاً عن الدوامة التي يجب أن تظهر لترى أين قفزت السمكة هذه المرة, لكنها لم ترَ أي دليل وسط الخليج عندئذٍ أخذت عيناها تجوبان المنطقة الظليلة..
في تلك اللحظة رأته.. يتحرك برشاقة ذهبية في المياه.. ثم رأته يخرج من الظلال من جهة اليخت ألى أشعة الشمس المشرقة.
إنه رجل! يقصد الشاطئ من جهة اليخت... هل جلب معه بيدروس بدون أن يدري ليلة أمس متسلل؟
هذا امر عجيب... فاليخت كبير نسبياً للإبحار في النهار... صحيح أن فيه مقصورة في الأسفل, و لكنها صغيرة و معدّة لتناول الطعام, و الأهم أن مقعدها الثابت الضيق لا يتسع للتمدد إن أراد أحدهم النوم عليه.
خرج من الماء و كأن هيليوس يخرج من البحر... كانت المياه تتدفق من كتفيه و تنهمر على جسده الذهبي الرائع. شعره بني أحمر,موشى بالذهب.. عيناه كعيني أسد يريد الأنقضاض عليها, علقت أنفاس أماني في حلقها! إنه كولوسوس يقوم من مكان راحته ليأتي إليها.. استجاب قلبها تعنف و خفق بين ضلوعها.
همست بأنفاس ملؤها العذاب : كيفن؟؟؟
لم يقل شيئاً بل تابع المسير و ذقنه المربع في خط عنيد.. و هذا ما جعل أماني ترتد مجفلة كلما اقترب.

- ماذا... ماذا تفعل هنا؟
إذا توقعت أن يوقفه السؤال, فقد خاب أملها لأنه لم يأبه البتة بل تابع المسير.
كانت تتراجع كلما تقدّم
أنت... أنت..نمت.. في اليخت... ليلة أمس؟
لم يرد. لمَّا وصل إليها توقف, يشرف عليها من فوق و كأنه عملاق غامض منتقم. أسرت عينا الأسد الضيقتان عينيها.
فأدركت حتى قبل أن ينحني أنه يهم بشيء ثم انحنى بسهولة أثارت غضبها و رفعها عن الأرض و رماها فوق كتفه... و قبل أن تتاح لها فرصة فهم ما يحدث بدأيسير فوق الرمال الفضية الناعمة متوجهاً ناحية المرفأ.
قاومته و صاحت : كيفن! ماذا تفعل؟ كيفن!
لكنه لم يظهر دلالة على أنه سمعها و تابع المسير.
- أنزلني!
عندما رفست بقدميها وجدتهما عالقتين على جسمه, و تابع سيره كأنها غير موجودة... فضمت يديها تضربه بقوة على ظهره بلا جدوي, عندئذٍ تضاعف غضبها و سخطها.
قالت تحذره:
- كيفن.. إن لم تنزلني حالاً فسوف.. فسوف ابدأ الصراخ! و لسوف يسمعني كل من في الفيلا فيهرع إليّ!
تحداها صمته أن تنفذ تهديدها! فتحت فمها لتصرخ صرخت حادة مزعجة فاجأت نفسها فيها! لكن لا فائدة إذ استمر كيفن في سيره الثابت متجاهلاً إياها. شعرت باهتياج مخيف يسري في دمها, فكل ما يجري ينذر بالشر...
وصل بها إلى الرصيف فتابع سيره, و اقترب إلى الظل حيث لم تصل الشمس ثم اقترب من على اليخت.. بدأت أماني بالمقاومة مرة أخرى, فحاولت بذعر الخلاص من قبضته واحترق وجهها من الغضب و الإذلال...
و صاحت مجدداً بصوت مرتفع طويل فترك كيفن ساقيها و صفع مؤخرتها بشدة.
صاحت: أوه.... سأقتلك بسبب هذا كيفن لوكهارت! ضربته بقبضتيها مجدداً.
- أكرهك.. أكرهك!
لم يرد , بل وصل إلى اليخت و صعد إليه بخفة, عندئذٍ ترنح المركب قليلاً. ثم تابع نزول الدرجات القليلة نحو المقصورة الصغيرة, و هناك أنزلها عن كتفه و لكنه جعلها تلتصق به و راحا يتبادلان النظرات... كانت عيونهما تكشف عن تعابير مختلفة : عيناها غاضبتان ساخطتان, و عيناه باردتان ملؤهما العزم والتصميم.
تركها في الغرفة وهي تبتعد عنه في المكان الضيق وشعرها يتطاير و وجهها أحمر قاتم..ثم انحنى انحناءة ساخرة جعلتها تكشر تكشيرة حيوانية ولكنه لم يأبه لما رآه و أقفل الباب وراءه.
قفزت إلى الباب مجدداً:
ماذا تفعل كيفن؟ كيفن!
و ضربت الباب بقبضتيها.
سمعت خطواته فوق على سطح المركب, فارتفعت عيناها و لحقتا بحركته ثم ران السكون عندما كتم الصمت أنفاسها في حلقها ثم سمعت صوت المحرك يدور.....
إنه يخطفها! أدركت هذا والإحباط يلفها ولكنها تجاهلت رجفة الإثارة التي أثارها تصرفه الوحشي, فلدى ذلك الوحش الفظ المتعجرف الجرأة على الظن... ضربت الأرض بطريقة طفولية:
- كيفن لوكهارت... إنزل إلى هنا و أخرجني حالاً!
و لكن المركب راح يشق عباب البحر.
أسرعت تنظر إلى الخارج ثم اندفعت أصابعها تعبث في أكرة لتفتحها... ثم عادت إلى الباب ترمي بثقل جسمها عليه و تصيح بمزيد من اللعنات و الإهانات حتى انهارت منهكة على المقعد و جسمها يستحم بالعرق, و حنجرتها جافة من كثرة الصراخ.
صاحت لآخر مرة بصوت حاد:
- لن اسامحك على هذا! انتظر إلى أن يلحق بك بيدروس...
فيما بعد لم تستطع أماندا تحديد ما زاد سخطها و ضاعفه.... هدوؤه في خطفها, أم الصمت الرهيب الذي تلاعب بأعصابها... لم تكن خائفة على حياتها أو خائفة من الاختطاف بحد ذاته... بل الواقع أن ما حدث امر مثير.
و لكن بعد مضي الوقت و متابعة سيره حول الجزيرة و بسبب صمت الرجل الذي يقوده تعلمت معنى ( الإنهاك الفكري ) .
كانت جالسة بهدوء على المقعد الخشبي حين توقف اليخت أخيراً وصمت المحرك, و صمت صوت المرساة تشق الماء... ثم نزل كيفن ليفتح الباب.
قال بقسوة: تعالي... هيا.... اخرجي.
قالت ساخرة رافضة الإذعان بتحدٍ:
- إذن تعرف كيف تتكلم؟ إذهب إلى الجحيم!
أصبح على مقربة شديدة ثم انتفضت و انسلت من بين شفتيها شهقة مخنوقة لأن يديه هوتا على كتفيها تشدانها بقوة لتقف.
رد بصوت فظ: أنا أتكلم ! و الواقع أنه لم يمرّ علي زمن طويل منذ خرجت من الجحيم.. لذا لن أعرف الفرق. و لذا لا تثيري أعصابي... لأن كولوسوس هذا ركع على ركبتيه لفترة و لكنه على عكس الآخر وقف ليقاتل مجدداً.. فلو كنت مكانك لبلعت لساني الحلو السليط و إلا عرفتِ النتائح.
- من أعطاك الحق أن..
صاح مشيراً إلى الباب:
- أخرجي! إلى الخارج!
خرجت أماني خشية أن يستخدم قوة ذراعه إن تحدته ثانية.. لكنها رمته بنظرة شرسة قبل أن تتحرك و رفعت رأسها بتعالٍ, ثم ابتسمت مسرورة من نفسها عندما تلقى صفعة من شعرها الذي تطاير على وجهه المتعجرف.
اشتددت حرارة الشمس التي ارتفعت في كبد السماء.. لذا عندما خرجت أماني إلى السطح شعرت بحرارتها تحرق بشرتها و جعلها وهجها تغمض عينيها حتى تعتاد عليها... كان قد اوقف اليخت أمام فم الخليج يستحم في الشمس.
الصخور المحيطة به صخور مرتفعة ملساء و الشاطئ مترامٍ....
جاءها صوته المتسلط من ورائها:
- حسناً... سأبدأ أنا بالكلام و عليك الأصغاء.. هل فهمت؟
ابتلعت ريقها وهزّت رأسها.
هز رأسه هو أيضاً و وقف بعيداً عنها وقفة أرهبتها:
- أريد أن أشرح أمر سوان.. أنها...
- لا !
خرج الرفض منها بدون أن تستطيع منعه.. فطافت نظرته عليها بشكل مهدد.
- خلت أننا متفقان على...
- أجل.. إنما لا أريد سماع شيء عن زوجتك السابقة... قل لي شيئاً واحداً فقط و ليبقى ما سواه مدفوناً في أعماقك.
تردد... عرف كما عرفت أنها ليست في موقف يسمح لها بفرض ما تريد.. ثم هز رأسه بتجهم:
- حسناً اسألي ما شئت.
- هل أنت هنا لأنه ثبت لك أن مشاعرك نحوي هي أقوى من مشاعرك نحو سوان كورتيز.. أم لأنها نبذتك مجدداً؟
ترقبت رده بعيني شاخصتين.. ففكرت و انفاسها مقطوعة أنها أنْ تهرع و ترتمي بين ذراعيه. امتدت يده نحوها ثم هبطت ثم ما لبثت البسمة أن خبت على وجهه و قال بصوت أجش:
- لم أرغب قط و ما زلت أمقت الساعة التي مررت فيها بعد ذلك الموقف! لقد عرفت أيهما أهم عندي حتى و أنتِ تخرجين من غرفة الاستقبال ذلك اليوم... راقبتك تنزفين حتى الموت أمامي, و لم أستطع القيام بما يوقف ذلك النزيف! وقفت أراقبك و أنتِ توضبين حقائبك و تزيلين أي دليل يدل على وجودك هناك...و أردت ان أجثو على ركبتي متوسلاً غفرانك.
- و لماذا لم تفعل؟
- كان الوقت متأخراً.. أليس كذلك؟ و الواقع أنني تأخرت منذ اللحظة التي تركت سوان تؤثر بي و........
قاطعته: طلبت منك عدم ذكرها... فلست من النوع الذي يستمتع بمعرفة أنها الثانية في أي شيء كيفن.. لذا حذار لأنني لن أسمح لاسمها بالمرور عبر حنجرتي.
انتفض عرق في فكه:
حسناً... أتقبل هذا.
فهو الذي وضع فيها هذه المشاعر عندما استخدم سوان سلاحاً يجرحها فيه.
أردف: ثبت إلى رشدي متأخراً و كان الوقت قد فات على القيام بما ينقذنا من الكارثة التي اندفعت إليها بكل غباء.
هاجمته بقسوة: و هل حضرتك حاولت..
- أوه.. أجل.. كم حاولت.. مع أن ذبحك أياي في المطعم كان انتقاماً, انتقاماً حققته و في مكان علني جداً.. أليس كذلك أماندا؟
كان ذلك المشهد مسيلاً للعاب المراسلين الذين كتبوا و أطنبوا عنه في الصحف. أضاف بوجه متجهم:
- بعد ذلك استنتجت أن لا فائدة من المحاولة مجدداً.. فمما رأيته منك تبين لي أنه لم يبق في قلبك مكان للغفران.. و لي كرامتي كما تعرفين!
سألت بحيرة: إذن ماذا تفعل هنا؟ ما دمت مؤمناً بأن لا جدوى؟
- أه... هذا موقف مختلف... أنسيت أنك طلبت رؤيتي...
أجل.. هذا ما فعلت . لقد نسيت كل هذا أمام طريقته القاسية الفظة التي اوصلتها إلى المركب.. تحركت منزعجة تحت نظرته المشبعة بالتحدي.
ركزت عينيها الزرقاوين عليه تتحداه:
- و لماذا استخدمت طريقة رجل الكهف؟
ابتسم و ارتفع حاجباه بحيث بدا وجهه ساحراً سحراً شيطانياً.
- ألم أحقق المراد منها؟ لقد اوصلتك إلى حيث أريد بأقل جهد ممكن.. عليك أن تفهمي هذا أماني ... فما رأيته أنموذج عما أنوي الاستمرار عليه منذ الآن فصاعداً.. مشكلتي معك أنك تعيشين في عالم خيالي زائف.. لذا لا أستغرب أن تكوني ناجحة في المهنة التي اخترتها خاصة و لك مخيلة خصبة تساعدك كثيراً.. و لكنها ترهق الناس الذي يقتربون منك..هكذا.. هذا المخلوق...
و أشار إلى نفسه متجاهلاً تشجنها بسبب انتقاده إياها.
- قرر أن يتسلق إلى عالمك.. فأنا لا أرى طريقة أخرى للوصول إليك... و ها أنا ذا أقف أمامك.. لقد نهض كولوسوس فالآلهة لا تقبل بالعبث من نسائهم.. إما تسيري على الخط المستقيم و أما أن أقسو عليك.. فالمسألة بسيطة.
وقفت أماني مذهولة من عجرفته, مذهولة من تحليله الدقيق لها, و لكنها كانت تغلي غضباً لأنه قال أنها ستسير على الخط المستقيم معه ومع طلباته الديكتاتورية.
سحبت نفساً غاضباً: يا الله لو كنت رجلاً...
- ليت صهرك اليوناني معك؟
- سيرميك بيدروس من فوق المركب إن عرف كيف عاملتني اليوم.
- بيدروس يا عزيزتي أماني... ساعدني لتحضير هذا!
انتهى الأمر.. و انزلت كل أشرعتها... فالرجال كلهم سواء! كلهم خونة حين تجربهم المرأة! هزت رأسها قرفاً, فابتسم لها كيفن بمكر.. بدا مسترخياً جداً بل متكاسلاً حتى .. عندئذً صاحت صحية غضب و طارت إليه تسبب له بقدر ما يمكنها من جروح بأظافرها قبل أن يمنعها بقوته المتفوقة.
لكنه كان أسرع منها, فقد التقطها ما إن وصلت إليه و رفعها عالياً ثم رماها بكل هدوء عن جانب اليخت, بحيث حطت وسط فوران مائي في المحيط الأزرق و غاصت ببطء إلى القعر, و لكنها ما لبثت أن جمعت قواها بما فيه الكفاية و عادت إلى السطح.
حرّكت مجدداً يديها و قدميها لتستطيع التنفس ثم لما أصبحت على سطح المياه استندت بعفوية على سياج المركب و راح يضحك عليها.. و سألها:
- أنتِ تعرفين السباحة أماندا.. أليس كذلك؟
أسبح! سأريه كيف أسبح!
ارتدت بسرعة و انقلبت لتغوص مجدداً نحو الشاطئ ثم سبحت تحت الماء أكثر من دقيقة قبل أن ترتفع لتسحب نفساً.. ثم راحت تضرب المياه ضربات خبيرة و كانت تهدف بذلك التنفيس عن غضبها أكثر من أظهار براعتها في السباحة.
أصبح قربها قبل أن تصل إلى المياه الضحلة.. فنظرت إليه تريد أن تغرقه فيها... لكنها لم تنجح, فكما قال لقد انضم إلى عالم الخيال... و لا يمكن تدميره بسهولة.
امتدت يداه حول خصرها ليساعدها على الوقوف, و ظل يمسك بها و هي تناضل لتلتقط انفاسها و كانت
أنفاسه هو ثقيلة.
بدا في تعابير وجهه إلحاح وضعها في موقع الهجوم مجدداً. كانت عيناه الصفراوان تومضان بشكل غريب, و رأت شوقاً أحمر يتصاعد إلى خديه.
قالت بصوت لاهث:
- اكرهك.. أكرهك.. كيفن.. كيفن لوكهارت! ما أنتَ ألا...
و لكنه غطى شتائمها بيده الرطبة ثم ما لبثت ذراعاه أن أطبقتا عليها بقوة, و راحت يداه تدفعان ظهرها لتلتصق به... عندئذٍ ضاعت اماندا.........
جاء استسلامها هادئاً أما أحاسيسها فكانت يائسة شوقاً إليه ..
تمتم بصوت أجش: أنتِ لا تكرهينني أماندا.. بل تحبينني ... تحبينني.
حاولت الخلاص منه وهي تنكر: لا !
- بل تحبينني! و طالما أحببتني و ستبقين على حبي حتى لو أفترقنا.
إنه على حق! اعترفت بهذا بينها و بين نفسها.
أضاف آمراً: قوليها أماني.. قوليها بحق الله! و أخرجينا معاً من هذا البؤس!
قالت بصوت مخنوق: أحبك!
و دفنت وجهها في كتفه لتبكي بكاءً صادقاً فضمها إليه أكثر و أكثر وانخفض رأسه بلطف فوق رأسها, و ارتجف جسمه.
- أتعودين إليَّ أماندا؟
لم ترد بل دفعت وجهها إلى صدره... فحثها مرة أخرى.
- عودي إليّ.. و أعد أن أمضي عمري كله و أنا أثبت لك مدى حبي.
شخرت بأنفها: حتى ...حتى تظهر..سوان كورتيز مجدداً.
تنهد: باتت سوان خارج مسؤولياتي.. لقد لقنتني درساً مؤلماً مرة , و انا عادة لا أحتاج إلى التعلم الدرس مرتين.
- و كيف أثق بما تقول؟
ابتعدت عنه قليلاً, و تركها تبتعد...كانت الأمواج تتدافع حتى ركبتيها باردة و تمتمت: أخبرني.
ترددت حتى الآن لسماع اسم الفتاه الآخرى.
- طلبت منها بوضوح كامل أن تخرج من حياتي و تذهب إلى الجحيم.. و ذهبت.. إنما ليس قبل أن تخبرني أنها قصت علي جملة أكاذيب... لقد طلبت تلك الفاسقة بنفسها قطع الأنابيب لتصبح عاقراً عندما أجروا عملية الآجهاض, كما أخبرتني أن ذلك الأيطالي لم يكن يريد الزواج بها بل رماها بعد أن شبع منها.. ثم عرفت بخبر زواجنا في الصحف فقررت أفساده بكذبها.
تنهد: و هذا مختصر آخر مرة رأيتها فيها.. أعد أنها لن تزعجنا مرة إخرى...
أخذت راحتا يديه تتلمسان عن غير وعي كتفي أماني , ثم أضاف بسرعة:
- يجب ان أقول لك أماني أنني لم أستطع التخلي عنها بدون ان أقدّم لها شيئاً.. لقد أسست لها محلاً في نيويورك.. بوتيك فاخر سمعت أنه معروض للبيع.. آخر ما سمعته أنها تستمتع بكل دقيقة فيه, و قد نجحت نجاحاً كبيراً.. و اجتذبت الأثرياء إليها.. و أن هناك ما يجب الاعتراف لها به فهو عينها الثاقبة في اختيار الأزياء.
رفعت وجهها إليه: حسناً..ستعترف لها بهذا؟
همس: تعرفين أنني أكره أن أراك باكية.. فلماذا لا تستلمين و تقولين لي أنك عائدة إليَّ, إلى حياتنا الزوجية؟
و بهذا لن يكون لك عذر للبكاء.
- أيها الشيطان المتعجرف.
لكن ابتسامتها كانت صافية أخيراً, تظهر له ذلك الحب الذي لم تجرؤ على الظن أنه سيراه مجدداً في عينيها الزرقاوين.
- حسناً... سأعود إليك على شرط واحد..
أجفل العملاق الذي نظر إليها عابساً,ثم تنهد:
- حسناً.. أقبل به, فما هو؟
- أن تحملني إلى اليخت لتكفر عن رميك إياي عنه! فأنت من ادعى أنك انتقلت إلى عالم الآلهة الخيالي!... كان كولوسوس الأصلي سيحملني بسهولة.
ارتدت خائفة حتى وهي تمازحه و كانت عيناها تبرقان بمكر شرير..أماندا القديمة بارزة بكامل جمالها الأخاذ.. و شعرها كالساتان الأصفر ملتصق برأس كامل الشكل و خداها مشرقان و ثغرها أحمر مكتنز الشفتين.
لوحت بأصابعها في وجهه:
- هذا شرطي.. أنتَ من قلت لي أنني أريد ألها لأحبه....؟
راح يخوض في البحر البارد متوجهاً إليها و كانت على وشك أن تستدير و تبدأ بسباحة حين أمسك بها, فصاحت برعب و هو يرفعها ليضعها على كتفيه ,متجاهلاً تمسكها بشعره و كيفية صراخها كي ينزلها.
قالت تتوسل: أنزلني كيفن... أسحب شرطي. سأعود إليك في كل الأحوال حتى و إن لم تكن مثل كولوسوس.
كان على وشك أن ينزلها و لكن لمّا سمع كلماتها الأخيرة غير رأيه و اشتدت قبضته على كعبيها و تابع تقدمه و سار بنفسه إلى تحت الماء, تصاعدت إلى نفسها موجة من الذعر الحقيقي فأرادت الخلاص لأنها تخشى أن يتهور قبل أن يعترف بالهزيمة, و تركت نفسها ترتمي إلى الأمام في الماء ليضطر إلى تركها.
صعد رأسيهما إلى فوق الماء في الوقت ذاته وعادت أماندا إلى ما بين ذراعيه.. و قال:
أحبك أماندا.. أحبك..
ارتفعت يدها تغطي فمه:
- لا ! لا داعي للكلمات حبيبي.. لا داعي إلى الكلمات.. لا أحتاجها.. أحتاجك أنت فقط!
- كانت راضية حتى قبل أن تسمع هذه الكلمات وها هي أكثر رضى لأنها سمعتها.. فقد عرفت أن كيفن دوماً يحبها..لكنه احتاج إلى وقت ليتقبل هذا الواقع...هذا كل شيء.
- سبحا إلى اليخت معاً و لكن كيفن رفع نفسه من الماء أولاً, ثم ارتد ليساعد اماني على الصعود. قال لها ما إن داست قدمها سطح المركب: هناك ما أريد أن اريك اياه.
- و أخذ يدها و ساعدها على نزول درج المركب ثم تركها لينحني تحت المقعد حيث التقط لفافة أعطاها إياها بكل وقار:
- افتحيها ...إنها لك.
- فتحت الهدية الملفوفة بأنفاس مقطوعة فلما رأت العلبة توقفت اصابعها و راحت تتلمس العلبة المألوفة لها.......
- إنه تمثال برونزي مطلي بالذهب, تمثال كولوسوس.. حملته أماني بحنان بين يديها فقلبته يمنة و يسرى و قلبها يعج بالآف المشاعر.
- سألت بصوت أجش: التمثال ذاته؟
- - أصلحه زاكاري كافالوس.. و اقترح أن أشتري واحداً جديداً.. لكنني أردت هذا بالتحديد, بعنقه المكسورة.. إنه لك أماندا.. أصلحته لأرده أليك.
- خنقتها العبرة و راحت يداها ترتجفان فوق التمثال الجميل.
- - لا كيفن.. إنه تمثالك.. لقد اشتريته لك..
- قاطعها: يجب ان أستحقه مرة أخرى .. و أريد ان استحقه بصدق هذه المرة.
- أعادة التمثال إلى صندوقه و رفعت نظرها إلى كيفن :
- - إذن هو ليس لأي منا بل ربما لم يكن لنا أصلاً .. ربما كنت مذنبة عندما توقعت منك أن تكون شخصاً أخر.. أنا أسفه كيفن..
- اهتز جسم كيفن بتنهيدة انفعالية: سنضعه في مكان الشرف في شقتنا حين نعود.. كتعبير عن حبنا.
- تمتمت : فكرة رائعة.
- ذابت بين ذراعيه و لكنها فكرت في سرها: على أي حال كولوسوس الأصلي هو ملك للشمس و السماء والناس في رودس, و هي لديها زوجها الحبيب.. لقد حصلت على نسختها بين ذراعيها, و هذه النسخة مرغوبة أكثر من التمثال النحوت. منتديات ليلاس

تمت و الحمد لله................

 
 

 

عرض البوم صور gagui   رد مع اقتباس
قديم 02-09-08, 04:00 PM   المشاركة رقم: 12
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Feb 2008
العضوية: 63027
المشاركات: 289
الجنس أنثى
معدل التقييم: gagui عضو على طريق الابداعgagui عضو على طريق الابداعgagui عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 207

االدولة
البلدAlgeria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
gagui غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : gagui المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

انشاء الله تكون عجبتكم و اعطوني اراءكم اوكي باي

 
 

 

عرض البوم صور gagui   رد مع اقتباس
قديم 02-09-08, 08:56 PM   المشاركة رقم: 13
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Mar 2007
العضوية: 24910
المشاركات: 16
الجنس أنثى
معدل التقييم: The charmd عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
The charmd غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : gagui المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

Hiiiiiiiiiii

ماشاالله تعرفي تختاري الروايات اللي تنزليها مررررررررره جنان وتسلمي ياقلبي
وكل عام وانتو بخير جميعا

bye

 
 

 

عرض البوم صور The charmd   رد مع اقتباس
قديم 05-09-08, 10:33 AM   المشاركة رقم: 14
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Mar 2008
العضوية: 66854
المشاركات: 2,022
الجنس أنثى
معدل التقييم: safsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 585

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
safsaf313 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : gagui المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

وااااااااااو روايه روعه زيك يا سكر انتى رائعه واختيارك دايما رائع وزوق فى انتظار المزيد من الروايات الرائعه زيك

 
 

 

عرض البوم صور safsaf313   رد مع اقتباس
قديم 05-09-08, 10:35 AM   المشاركة رقم: 15
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Mar 2008
العضوية: 66854
المشاركات: 2,022
الجنس أنثى
معدل التقييم: safsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 585

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
safsaf313 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : gagui المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

كل عام وانتى بخير يا gaguiiiiiiii

 
 

 

عرض البوم صور safsaf313   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أماني, أحلام, ميشيل ريد, eye of heaven, دار الفراشة, michelle reid, روايات مكتوبة, روايات احلام, روايات احلام المكتوبة, روايات احلام الرومانسية, روايات رومانسية, رواية
facebook




جديد مواضيع قسم روايات احلام المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t89372.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 10-05-10 07:38 AM


الساعة الآن 07:48 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية