لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات احلام > روايات احلام > روايات احلام المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات احلام المكتوبة روايات احلام المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (1) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 26-06-08, 07:12 PM   المشاركة رقم: 6
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Dec 2007
العضوية: 57903
المشاركات: 26
الجنس أنثى
معدل التقييم: الزهرة عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
الزهرة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ..مــايــا.. المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

حلوووووووووووووووة بس وين التكملة؟؟؟؟؟؟؟؟

 
 

 

عرض البوم صور الزهرة   رد مع اقتباس
قديم 26-06-08, 09:42 PM   المشاركة رقم: 7
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: May 2008
العضوية: 77529
المشاركات: 139
الجنس أنثى
معدل التقييم: sasa sasa عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 23

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
sasa sasa غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ..مــايــا.. المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

حلوه كتير
فى انتظار البقيه
شكرا لمجهودك

 
 

 

عرض البوم صور sasa sasa   رد مع اقتباس
قديم 27-06-08, 09:29 AM   المشاركة رقم: 8
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 45499
المشاركات: 173
الجنس أنثى
معدل التقييم: ..مــايــا.. عضو له عدد لاباس به من النقاط..مــايــا.. عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 116

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
..مــايــا.. غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ..مــايــا.. المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

تسلمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــون
وهذي التكملـــــــــــــة



فقالت متذمرة :" لكن ذلك كان ..
".
لكنه هز رأسه قائلا ببرودة :" لا أريد أعذار ، من فضلك . قد تنفع مع غوردون جارمان لكنها ، لسوء حظك لن تنفع معي . وبعد ، لقد رأيت كيف تتصرفين خارج العمل . الا اذا ..
".

وعبس وتصلبت شفتاه وهو يتفرس فيها باحتقار ، مضيفا :" الا اذا كان هذا هو السبب ، طبعا، الذي جعله يعطيك مثل هذا التقرير الممتاز غير العادي .."


هتفت ساسكيا على الفور ناكرة :" لا، لا! أنا لا أفعل.. ذلك أبدا .. كانت الليلة الماضية غلطة . أنا .. "
ـ نعم ، كانت غلطة ، بالنسبة اليك على الأقل .أنا أعلم ان راتبك قليل نسبيا



، لكن جدي سيكون تعيسا للغاية عندما يعلم ان احدى موظفاتنا تضطر الى زيادة دخلها بطريقة تنعكس سلبيا على سمعة شركتنا .
وتابع بلطف مصطنع وابتسامة خبيثة :" كم أنت محظوظة لأنك لم تكونين تمارسين .

. حرفتك في .. أحد فنادقنا و..".
فقاطعته ثائرة :" كيف تجرؤ؟".
وتوهج وجهها احمرارا والتهبت عيناها بالكبرياء الجريحة .
فسأله مستهزئا:" كيف أجرؤ أنا؟ المفروض أن أسألك أنا كيف تجرؤين؟"

قال لها ذلك بحدة ، وقد نظر اليها نظرة تنضح غضبا واحتقارا وعاد يقول متجهما :" عدا ما يتضمنه عملك ذاك من عدم فضيلة ، ألم يخطر ببالك قط الخطر الجسدي الذي يهددك من ورائه؟


ويهدد النساء أمثالك ..".
وسكت ، ثم غير لهجته لتصبح أكثر لينا:" فهمت من رأيسك أنك حريصة على البقاء موظفة عندنا ".
ـ نعم، نعم، هذا صحيح .


ثم قالت ساسكيا بلهفة ورجاء وقد تحول كبرياؤها الى ذعر وخوف :" اسمع أرجوك ، يمكنني شرح ما حصل الليلة الماضية . أنا أعرف كيف كان مظهري البارحة ، ولكنه لم يكن ..أنا لم أكن .."
فارتبكت وصمتت وهي ترى ملامح وجه أندريس



تدل أنه غير مستعد للاستماع لها ، عدا أنه لن يصدقها . وهي لا تلومه كما انها لا تستطيع اقناعه بعفتها الا اذا جرت لورين وميغان الى مكتبه لتشهدا معها ،

وكرامتها تأبى عليها مثل هذا العمل ، هذا الى ان ميغان غير قادرة على التفكير بأي شيء سوى بمارك والرحلة الى الجزر الكاريبية

. أما لورين فتستطيع ساسكيا تخمين مقدار المتعة التي ستشعر بها ازاء الوضع الذي وضعت ساسكيا به نفسها الآن . وعندما سكتت ، قال لها بلطف :" هذا أفضل . فأنا أحتقر المرأة الكاذبة حتى أكثر مما أحتقر تلك التي .."


وجاء دوره ليسكت ، لكنها فهمت ما يعنيه . وازداد احمرار وجهها مما جعلها ترتبك أكثر وتشعر بالقلق حين قال :" لدي أمر أريد عرضه عليك"
وصدر عنها صوت مختنق يسأل بحذر :"وأي نوع من العروض؟".


جمع أصابعه باشارة مهدئة وهو ينظر اليها كما ينظر الوحش الى فريسته الذي يتلهى بتعذيبها . وقال لها بلطف:" آه ، ليس من النوع الذي ربما أنت معتادة عليه .. قرأت أن بعض العاملات الشابات طردن من الخدمة بسبب قيامهن بدور بنات الهوى ..".


فقالت محتجة :" لم أكن أقوم بعمل كهذا".
لكنه أسكتها قائلا بحدة :" هل نسيت انني كنت موجودا؟ لو علم جدي بسلوكك ذاك ، لطلب مني طردك على الفور".


قد يكون جده تخلى عن معظم سلطته لأندريس ، لكن أندريس رأى من ملامح ساسكيا أنها ما زالت تصدقه وهي تقول مبتلعة كبرياءها:" أنت لست مضطرا لأن تخبره .. أرجوك..

":
ـ نعم ، لست مضطرا لذلك ، ولكن ما أفعله يتوقف على استجابتك لما أعرضه عليك .
ـ هذا ابتزاز.
فأجاب بنعومة مصطنعة:" هذه مهنة قديمة بقدم المهنة التي كنت تزاولينها الليلة الماضية "

.
بدا الذعر يتملك ساسكيا مما جعلها تندفع قائلة بعداء :"يدهشني أن يلجأ رجل مثلك الى ابتزاز امرأة مثلي لكي يشبع رغباته ، وليس هناك ما يجعلني..".
فقاطعها وهو يلقي برأسه الى الخلف مقهقها:" أشبع رغباتي؟".

فذهلت ساسكيا ولاذت بالصمت ، ثم كرر هادئا:"أشبع رغباتي .. ومن يشبعها ، أنت؟ لا ليس هذا ما أريده منك".

فسألته وهي ترتجف:" ماذا تريد مني اذن؟".


ـ ما أريده منك هو وقتك وموافقتك على تمثيل دور خطيبتي.


ـ ماذا؟


وحملقت فيه مندهشة:" انت مجنون".فقال بحزم :"لا ، لست مجنونا، لكنني مصمم على عدم الزواج من المرأة التي يريد جدي تزويجي اياها ، والطريقة الأفضل لتجنب ذلك هي اقناعه بأنني أحب امرأة أخرى ".
ـ أتريدني أن .. أتظاهر.. بأنني .. خطيبتك؟
ألقت عليه هذا السؤال بحذر ، وعندما رأت الثبات في عينيه ، قالت مستنكرة:" لا .. لا سبيل الى ذلك .. لا سبيل على الاطلاق".

فسألها بلطف بالغ :"لا؟ اذن ،لن يكون أمامي ، مع الأسف، سوى أمر واحد وهو أن ثمة احتمال كبيرجدا ، بصرفك من العمل مع من سنصرفهم ، أرجو أن تكوني قد فهمت ما أعنيه".
فصاحت :" لا! لا يمكنك القيام بذلك ..".
ثم سكتت وهي ترى السخرية في عينيه .

وسألها:" حسنا؟ لم تعطني جوابك . هل توافقين على عرضي هذا، أم ..؟".
بدت السخرية في صوته واضحة جلية .

ابتلعت ساسكيا مرارة الهزيمة ، وحاولت أن ترفع رأسها وهي تقول له بتعاسة:"أنا موافقة".
هذا ممتاز . وحفظا للشكليات ، أقترح اختراع قصة
عن لقاء سري سابق حدث مصادفة بيننا ..

ربما عندما زرت "هلفورد" قبل استلامنا الممتلكات الجديدة ، ولأجل مفوضات الاستلام فقد أبقينا أمر علاقتنا .. حبنا سرا، ولكن الآن .. لم يعد من حاجة للسرية ، واثباتا لذلك

، وللاحتفال بحريتنا اليوم ، سأدعوك الى الغداء.
وقطب جبينه لحظة ثم تابع:" سنسافر الى جزيرة "ايجين" في نهاية الأسبوع القادم ، وهناك أشياء علينا معرفتها عن بعضنا البعض!".

فشهقت :" نسافر الى أين؟ لا .. لا يمكنني ذلك . جدتي..".
كان أندريس قد سمع من غوردون أنها تعيش مع جدتها ،فرفع حاجبا متسائلا بنعومة :"انت مخطوبة لي الآن ، يا حبيبتي، وحتما أنا الآن أهم لديك من جدتك

، ولكنني واثق من أنها ستوافق غلى سبب ابقاء حبنا سرا . اذا شئت ، أنا مستعد تماما لمرافقتك عندما تشرحين لها .. كل شيء..".
أجابت بذعر وبحزم :" لا حاجة لذلك على كل حال ،

فجدتي حاليا في "باث" ، مع أختها ، وستبقى هناك للاسابيع المقبلة . لا تستطيع فعلهذا . ثم ان جدك لا بد وان يتكهن بأننا .. لسنا .. و .. ".
ـ ولكن علينا الا نجعله يتكهن بأي من هذه الأشياء

، فأنت ممثلة ممتازة كما رأيت بنفسي . وأنا واثق أنه بامكانك اقناعه بأننا خطيبان

وأننا نحب بعضنا بعضا زز واذا انت شعرت بحاجة الى بعض العون ليقتنع ...
وصمت بعد ان التهبت عيناه ، فتراجعت ساسكيا على الفور خطوة الى الخلف

، وقد احمر وجهها ارتباكا وهي ترى الطريقة التي كان ينظر بها اليها
. ثم قال برقة :" هذا حسن جدا ، ولكن ربما ليس من الحكمة المبالغة في الخجل العذري ،فجدي ليس أحمقا،
وأشك في أنه يتوقع من رجل في مثل سني الوقوع في الغرام بعنف مع امرأة لا تماثله خبرة

. فأنا ، نصف يوناني , والعواطف الخام هي ميزة هامة في شخصية الرجل اليوناني ونفسيته".
أرادت ساسكيا أن تستدير هاربة .لقد ساء الوضع في دقيقة، وتساءلت، عما سيفعله ان علم أنها ليست "خبيرة" مثله وأن خبرتها لم تتعد عدة قبلات طاهرة ومعانقات مرتبكة


. مان عليها شكر والديها على هذا لاحتراسها في مراهقتها لان سلوكهما الطائش جعلها تخاف من ان تكرر حماقتهما .
قال أندريس باقتضاب وهو ينظر الى ساعته :" الساعة العاشرة تقريبا ،



أرى ان تعودي الى مكتبك ، وعند الواحدة سأنزل اليك و آخذك الى الغداء. كلما أسرعنا في اشاعة أمر علاقتنا كان ذلك أفضل ".
كان يتحدث ويتقدم نحوها ، وتملك الذعر ساسكيا على الفور

، وشهقت بصوت عال عندما انفتح الباب ودخلت مساعدته الشخصية في اللحظ نفسها التي كان أندريس فيها يمسك بمعصمها الهش بأصابعه القوية.



ـ آه ، يا أندريس .
هتفت بذلك مساعدته وهي تنظر باضطراب الى الطريقة التي كان رئيسها يجذب بها ساسكيا ويقربها اليه .
ـأنا آسفة لمقاطعتي ، ولكن جدك اتصل مرتين.

فأجاب بنعومة :" سأتصل بجدي لاحقا ، كما أنني لا أريد مقاطعة ولا مواعيد بين الساعة الواحدة والثانية والنصف اليوم ، فأنا سآخذ خطيبتي الى الغداء".
قال هذا والتفت الى ساسكيا يرمقها بنظرة تذوب رقة وعاطفة .


بدا فعلا كعاشق ولهان لا يكاد يملك السيطرة على رغبته بها لحظة واحدة ، حتى أوشكت هي نفسها تصدقه . ولم تستطع الا مبادلته النظر وكأنها تسمرت مغناطيسيا



. لو نظر اليها هكذا الليلة الماضية .. كفى.. حذرت نفسه
ا على الفور وقد هزتها هذه الفكرة .
ولكن اذا كان تصرفه قد صدم ساسكيا ، فقد صدم مساعدته أكثر.



أدركت ساسكيا لك عندما صدر عن المرأة صوت مختنق ثم هزت رأسها عندما سألها اندريس بلطف عما اذا كان قد حصل شيء .
ـ لا.. كنت فقط.. هكذا.. لا.. لا شيء على الاطلاق .
ـ هذا حسن . آه ، هناك شيء آخر . أريدك أن تحجزي مقعدا آخربجانبي في الطائرة المتوجهة الى أثينا الأسبوع القادم .. لأجل ساسكيا..
وأشاح بوجهه عن مساعدته وقال لساسكيا بصوت أجش :"كم أنا متشوق لأقدمك إلى أسرتي ، و خصوصاً إلى جدي و لكن أولاً .. "


و قبل أن تتكهن ساسكيا بما ينويه ، رفع يدها إلى فمه يقبل راحنها . و عندما شعرت بدفء أنفاسه على جلدها أخذت ترتجف ، وتتسارع أنفاسها . و شعرت بالدوار ، بينما تملكها مزيج من البهجة و الإثارة و الصدمة و إحساس بأنها بشكل ما ، قد خرجت من ذاتها و أصبحت شخصاً آخر



.. دخلت حياة أخرى .. حياة أكثر إثارة من حياتها بكثير .. حياة يمكن أن تؤدي بها إلى الخطر ..


و بينما كان الدوار يتملكها ، سمعت أندريس يقول بصوت أجش .. " أولاً ، يا حبيبتي ، يجب أن نبحث عن شيء جميل يزين إصبعك الخالي هذا . لن يقبل جدي أن يراك دون خاتم يفصح عن نيتي " .
سمعت ساسكيا بوضوح صوت شهقة المساعدة المصدومة . لقد إدعى أندريس أن ساسكيا ممثلة جيدة ، لكنه ، هو نفسه ، لم تكن تنقصثه الكفاءة في هذا الأمر

 
 

 

عرض البوم صور ..مــايــا..   رد مع اقتباس
قديم 27-06-08, 09:32 AM   المشاركة رقم: 9
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 45499
المشاركات: 173
الجنس أنثى
معدل التقييم: ..مــايــا.. عضو له عدد لاباس به من النقاط..مــايــا.. عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 116

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
..مــايــا.. غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ..مــايــا.. المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

عندما إنسحبت المساعدة من المكتب بسرعة ، مغلقة الباب خلفها ، قالت ساسكيا بصوت مرتجف : " ألا تعلم أنه بحلول وقت الغداء، سيكون الخبر قد إنتشر في جميع أحاء المكتب ؟ "

فقال ناظراً إليها بشوق : " في جميع أنحاء المكتب ؟ آه يا عزيزتي ، سأكون مندهشاً للغاية و خائب للأمل أيضاً إذا لم يكن الخبر قد سافر إلى أبعد من ذلك بكثير " .


و عندما نظرت إليه مستفسرة ، قال شارحاً لها باختصار: " عندما يحين وقت الغداء ، أتوقع تماماًُ أن يكون الخبر قد وصل إلى أثينا على الأقل "
ـ إلى جدك .

فأجاب بهدوء: " و غيره أيضاً " دون أن يكشف لها عمن يكون ذلك الغير .


و فجأة ، تبادرإلى ذهنها كم هائل من الأسئلة التي أرادت توجيهها إليه .. عن أسرته بما فيها جده ، و الجزيرة التي ينوي أخذها إليها ، و عن المرأة التي يريدها جده أن يتزوجها


... كانت لديها فكرة مبهمه عن أن اليونانيين يهتمون جداً بحماية مصالح الأسرة ، و تبعاً لما تقوله إيما ، فإن إبنة أخ جده فاحشة الثراء كأندريس .


و بشكل ما ، دون أن تعرف تماما ً كيف حدث ذلك ، إكتشفت أن أندريس قد ترك يدها ، و أنها تخرج من الباب الذي فتحه لها ، لتعود إلى مكتبها

- أمستعدة أنت يا ساسكيا ؟


و شعرت ساسكي ابالإرتباك يكسو ملامحها عندما إقترب أندريس من مكتبها . كان زملائها غارقين في العمل تجنباً للنظر إليهما بشكل واضح ، لكن ساسكيا أدركت جيداًأنها محط إنتباه الجميع

، و كيف لا يكونان كذلك ؟
ثم توجه أندريس بالكلام لرئيسها :" غوردون آسف لأن ساسكيا ستتأخر في العودة من الغذاء ".


ثم سألها أندريس برقة ، بعد أن رأى علامات الدهشة و الذهول على وجه غوردون و بقية الموظفين :" ألم تطلعيهم على الخبر بعد ، يا حبيبتي ؟".

-أه .. لا .
و لم تستطع ساسكيا النظر إليه مباشرة .
و سمعت رئيسها يقول بدهشة و عدم تصديق : " ساسكيا .. لا أفهم .."

و اعترفت ساسكيا لنفسها بكأبة أنه لن يفهم و إن حاولت الشرح ، و بدا لها أنه ليس عدلاً أبداً خداع هذا الرجل الطيب ، و لكن أي خيار غير هذا أمامها ؟

و كان أندريس يقول :" لا تلم ساسكيا ،لأن المخطىء هو أنا مع الأسف . لقد ألححت عليها بأن تبقى علاقتنا سرية حتى يتم إعلان انتهاء إستلامنا الممتلكات الجديدو

. لم أشأ أن تتهم ساسكيا بأنها موزعة الولاء .. كما يجب إخبارك يا غوردون بأنها أصرت على رفض أي نوع من الحديث عن العمل الجديد ".


ثم قال لساسكيا : " و بمناسبة الحديث عن العمل ، أنا أيضاً لا أريد ذكر العمل حين نكون معاً ".
ورمقها بنظرة عاطفية جعلت وجهها يزداد توجها

و تسببت في أكثر من سهقة حسد من زميلاتها .
و عندما ابتعد عن مرمى السمع ، سألته بإستياء : " لماذا فعلت ذلك ؟ ".



- فعلت ماذا ؟
-أنت تعلم تماماً ما أعنيه ، لماذا لم يكن لقاؤنا في مكان آخر ؟
- و سراً ؟
بدا عليه السأم و نظر إليها مقطباً جبينه .كان أطول منها بكثير ، فآلمها عنقها لكثرة ما مدته لتنظر إليه . و تمنت له أنه لا يسير قريباً منها إلى هذا الحد ، لأن ذلك يشعرها بعدم الإرتيلاح و بشيء من التوتر . إلا أنه ، بشكل ما ، جعلها تشعر بأنوثتها بشكل لم تعرفه من قبل .


- ألم أخبرك من قبل أن كل قصدنا من هذا المشروع هو إظهار علاقتنا إلى العلن ؟
- ثم إبتسم متجهماً و مضيفاً :" لقد حجزت مائدة في تلك الحانة للغداء ، لقد أكلت هنالك الليلة الماضية و وجدت الطعام جيداً للغاية .. رغم أن ما حدث فيما بعد كان .. أقل جودة "

.
- و فجأة ، شعرت ساسميا أنها لم تعد تقوى على الإحتمال .
- اسمع ، ما زلت أحاول إخبارك أن الليلة الماضية كانت غلطة ، أنا ..
- أنا أوافقك تماماً على أنها غلطة .. غلطتك .. و على ذكر هذا الموضوع ،



دعيني أنبهك ، يا ساسكيا ، إذا أنت فعلت شيئاً كهذا أثناء مدة خطوبتنا .. ‘ذت أنت تظرت إلى رجل آخر ..
- و سكت و هو يراها تحملق فيه بذهول . ثم قال : " أنا نصف يوناني ، يا عزيزتي و بالنسبة إلى نسائي فأنا يوناني أكثر مني إنكليزياً .. أكثر بكثير .."



- أنا لست من نسائك .
و كان هذا فقط ما تمكنت من قوله ، فأجاب ساخراً :" طبعاً لا ، لأنك لكل رجل يدفع الثمن ، ألست كذلك في الحقيقة ؟ و لكن .. "
و سكت مرة أخرى عندما صوتها باحتجاج حاد و قد شحب وجهها ثم عاد فتوهج احمرارتً بعد فقدانها السيطرة على مشاعرها .


- ليس لديك الحق في قول مثل هذا الكلام لي .
- بل لدي كل الحق لكوني خطيبك .

قال هذا معنفاً و قبل أن تسكته مد يده ليمسح بإصبعه دموع الغضب و الإذلال عن أهدابها السفلى ، و هو يقول ساخراً :" دموع ؟ أنت يا عزيزتي أمهر في التمثيل مما كنت أظن ! "



كانا قد وصلا إلى الحانة فاضطرت ساسكيا إلى السيطرة على أعصابها عندما فتح الباب و ترافقا إلى الداخل .


قالت ساسكيا بعد أن جلسا إلى طاولة المائدة :" لا أريد أن آكل شيئاً ، أنا لست جائعة "
.
فأجابها بإقتضاب :" مستاءة؟ لا يمكنني إرغامك على الأكل ، لكنني لن أحرم نفسي من هذا الطعام الطيب ".


و عندما تناول قائمة الطعام ، أضاف ببرود :" هنالك أشياء علينا التحدث عنها ، أنا أعرف أكثر أحوالك

الشخصية من ملفك و لكن إذا كان علينا إقناع أسرتي ، و خصوصاً جدي بأننا عاشقان فهنالك أشياء أخرى علي معرفتها عنك .ز أشياء عليك معرفتها عني "

عاشقان .. و استطاعت ساسكيا بجهد إمساك نفسها عن الإرتجاف بشكل واضح ، فإذا كان عليها الإستجابة لإبتزازه ، عليها إذاً تعلم القيام باللعبة حسب شروطه و إلا فسيدمرها كلياً . و ابتسمت له بكآبة :" عاشقان .. ظننت أن الأسر اليونانية لا توافق على ذلك قبل الزواج

"
فأجاب متهكماً " ليس إلى بناتها ، و لكن بما أنك لست يونانية ، و بما أنني نصف إنكليزي ، فأنا واثق بأن جدي سيكون أكثر .. تسامحاً "


- و لكن ألا يكون متسامحاً إذا أنت تزوجت إبنة أخيه ؟
- قالت ذلك و هي لا تدري لماذا يثير فيها ذكر تلك المرأة مثل هذا الإحساس بالألم و العداء .
- أثينا ، إبنة أخبه ، أرملة و من الطبيعي أن جدي ..
و سكت ثم قال بجفاء " إن أثينا نفسها لن تقبل تدخل جدي في ناحية من نواحي حياتها إنها إمرأة بغاية القوة "


- هل قلت أنها أرملة ؟
و كانت ، لأمر ما تظنها شابة . لم يخطر ببالها قط أنها تزوجت سابقاً – نعم ، أرملة و أم لابنتين مراهقتين .
- مراهقتان !
تزوجت في الثانية و العرشرين ، وهذا منذ عشرين سنةً تقربياً


اتسعت عينا ساسكيا و هي تحسب في عقلها ، من الوتضح أن أثينا أكبر سناً من أندريس ، و لا شك أنها امرأة ضعيفة وحيدة مرغمة على الزواج مرة أخرى بينما هي ربما لا تريد ذلك .
أخذت ساسكيا تفكر في ذلك و هي شاعرة بالشفقة على أثينا .


- على كل حال ، ليس عليك الاهتمام بمسألة أثينا ، فربما لن تقابليها أبداً فهي تمضي حياتها في التجول بين أثينا و نيويورك و باريس ، و تمضي معظم وقتها مسافرة ، كما أنها تدير شركة شحن ورثتها عن أهلها .



- شركة شحن ، و سلسة فنادق . لا عجب في تلهف جد أندريس ليزوجها به ، و حيرها أن أندريس ليس مثل جده حريصاً على هذا الزواج ، خصوصاً بعد الصفقة التي عقدها للإستيلاء على سلسلة الفنادق .




و كأنه تكهن بما تفكر به ، فمال إلى الأمام و قال لها بجراءة :" أنا لا أبيع نفسي مثلك "
- أنا لم أكن أبيع نفسي
أنكرت ذلك بحدة ، ثم قطبت جبينها عندما جاء النادل حاملاً طبقي طعام تفوح منهما رائحة لذيذة .
فقالت عندما وضعهما أمامهما و أمام أندريس : " أنا لم أطلب طعاماً "


أجابها أندريس :" لا لكنني طلبته لك لا يعجبني أن أرى إحدى نسائي جلداً على عظم كالأرانب الجائعة . قد يكون مسموحاً للرجل اليوناني ضرب امرأته ، لكنه لايمكنه تخطي ذلك إلى درجة تجويعها ".
فقالت ساسكيا بنبرة تمرد " ضرب.. "


لكنها سكتت عندما رأت لمعان عينيه فأدركت أنه كان يغيظها .


- أنت يا ساسكيا ، من النساء التي يجعلن القديس ، و ليس الرجل العادي ، يحاول إخضاعهن و السيطرة عليهن ، لكنه بعد ذلك يتمنى لو أنه يمتلك القوة ليسيطرة على نفسه


.
ارتجفت ساسكيا فقد صدمت بقوله هذا . ما الذي يجعلها تحس به إلى هذا الحد ؟ و يبعث فيها مثل هذا التوتر ؟
أخذت تأكل لكي تلهي نفسها فقط و ليس لشئء آخر ، غير واعية لنظرة الإستمتاع الممزوجة بالحسرة التي رمقها بها و هي تأكل . لو لم يكن يعرفها جيداً لقال أنها غير خبيرة بالرجال الفتاه العذراء ، ذلك أن أي


حديث عن الحب يجعلها ترتجف فلا تستطيع مواجهة نظراته ، و من حسن الحظ أنه لا يعلم أن كل هذا هو مجرد تمثيل ، و إلا .. و إلا ماذا ؟ و إلا لاندفع ليرى ما إذا كانت ترتجف بهذا الشكل عندما يلمسها كما ترتجف عندما يتحدث إليها .



و لكي يتغلب على مشاعره ، أخذ يتحدث إلها بلهجة عملية : " هنالك أشياء عليك معرفتها من خلفية أسرتي لكي تقنعي جدي بأننا نحب بعضنا "


و راح يتحدث عن أسرته ، مع بعض التعليقات الحذرة عن صحة جده ، مضيفاً : " هذا لا يعتني أن صحته ضعيفه ، و لكن بما ان الأطباء نصحوه بعدم العمل كثيراً ، فقد بات أكثر عناداً و تصميماً على التدخل في حياتي فهو يقول لأمي بأنه خائف من أن يموت قبل رؤيةلأحفاده ، أي أولادي ، وإذا لم يكن هذا ابتزازاً ، لا أدري ماذا يكون "


قال ذلك بلهجة مطاطة ، فعلقت بعذوبة ساخرة : " يبدو أن الإبتزاز عيب متأصل في أسرتكم "
فرمقها بنظرة لم تأبه لها ، ثم أضاف : " و لا شك أن إقامتنا في الجزيرة ستكشف عن عيوب معينة في شخصيتنا لن نتمكن من التغاضي عنها و عندما نعود إلى انكلترا ستفسخ الخطوبة . و لكنني على الأقل ،



أكون كسبت بعضا من الوقت .. أرجو أن تكون أثينا ، حينذاك قد قررت قبول أحد المتقدمين للزواج بها الذين يتحدث عنهم جدي "
- و إذا هي لم تقبل ؟
- إذا لم تقبل ، ، علي إذاً تأجيل فسخ خطوبتنا حتى أجد طريقة أقنع بها جدي بأن إحدى شقيقاتي يمكننها إنجاب أحفاد له .
فسألته و هي مجفلة :" الا تريد أن تالزواج أبداً ؟ "


فأجاب :" حسنا ً ، فلنقل هذا ما دمت بلغت الخامسة و الثلاثين و لم أتعرف إلى المرأة التي تكون عله وودي و أنا أشك في حصول ذلك لي الآن . الحب هو من أوهام الفتيان و مبالغاتهم . أما بالنسبة لمن تجاوز الثلاثين فهو حماقة لا فائدة منها ".



و لم تستطع ساسكيا منع نفسها من إخباره :" أبي أحب أمي عندما كان في السابعة عشرة و هربا معاً "
و إغرورقت عيناها ثم قالت :" و كانت تلك غلطة .


فقد تلاشى حبهما لبعضهما البعض قبل ولادتي . فلو كان أبي أكبر سناً لشعر ، على الأقل ، ببعض المسؤولية تجاه الطفل الذي أنجبه


، لكنه كان هو نفسه ما يزال ولداً "
فسألها أندريس مقطب الجبين : " و هل تخلى عنك ؟"


- كلاهما تخلى عني ، فلولا جدتي لانتهى بي الأمر في أحد دور الأيتام .
و هنا أخذ أندريس يتظر إليها بإتزان ، أترى هذا هو السبب في تسكعها


في الحانات بحثاً عن الرجال ؟أتراها تبحث عن الحب الذي لم تجده عند أبيها ؟و ضايقة أن يرغب في البحث عن مبرر لها ليبرئها من تصرفها الذي رآه الليلة الماضية . لماذا يحاول إيجاد الأعذار لها ؟


من المؤكد أن دموعها التي ذرفتها منذ فترة لم تؤثر به
و فجأة قال بجفاء " حسناً لقد حان وقت ذهابنا

 
 

 

عرض البوم صور ..مــايــا..   رد مع اقتباس
قديم 27-06-08, 09:35 AM   المشاركة رقم: 10
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 45499
المشاركات: 173
الجنس أنثى
معدل التقييم: ..مــايــا.. عضو له عدد لاباس به من النقاط..مــايــا.. عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 116

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
..مــايــا.. غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ..مــايــا.. المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

الفصل الرابع:

إياك أن تعترضي!




لو إن أحدً أخبر ساسكيا منذ أسبوعين إنها ستترك كل ما ألفته لتسافر إلى جزيرة يونانية تجهلها بصحبة شخص لا تعرفه يفترض إنه خطيبها ،
لو حدث ذلك لهزت ساسكيا رأسها مستنكرة و ساخرة .

و هذا ظهر فقط ما يمكن إن يفعله مزيج من غطرسة الرجل و سيطرته و عزيمته و ثقته بنفسه ،
ثم راحت ساسكيا تفكر بقلق غامض .

ففي أقل من ربع ساعة ، سيأتي أندريس في سيارته المرسيدس ليأخذها إلى أول محطة في رحلتهما إلى "أفرديت "
الجزيرة التي كان جد أندريس قد إشتراها لزوجته و أطلق عليها اسم إلهه الحب .

كان زواج جديه نتيجة حب و لكن بموافقة الأسرتين .
هذا ما قاله أندريس لها أثناء حديثه عن أسرته ، زواج حب ..
بعكس خطبتهما الزائفة ، فبمجرد كونها طرفاً في تلك الخدعة أشعرها بعدم الإرتياح ،
ولكن ليس بمثل ذلك الذي تملكها و هي تتصل بجدتها لتكذب عليها قائلة إنها مسافرة في رحلة عمل .

حاول أندريس إقناعها بأن تخبر جدتها بخطبتهما ،
لكنها رفضت ، قائلة بقنوط :
" ربما يسعدك إن تكذب على أسرتك بشأن ( علاقتنا) المزعومة ،
لكنني لا أستطيع الكذب على جدتي بشأن أمر كهذا .."
و لم تستطع متابعة الكلام .. فلم تشأ الإعتراف لأندريس إن جدتها لن تصدق على كل حال ، بأنها عهدت بنفسها و مستقبلها إلى رجل دون حب.

عندما هدأت الضجة التي أثارها خبر خطبة ساسكيا و أندريس ، في العمل ،
أخذ زملائها يعاملونها باحتراس و تحفظ ،
فهي الآن خطيبة الرئيس و بهذا لم تعد واحداً منهم .

و هكذا أمضت ساسكيا الأسبوع شاعرة بالوحدة و الخوف ،
لكن كرامتها منعتها من قول أي شيء لأي أحد ..
و افترضت إن هذا من تأثير طفولتها عندما عرف الجميع قصة والديها و كيف عهدوا بها إلى جدتها لتربيتها ،
و كل هذا جعلها تشعر بالإختلاف عن زميلاتها اللواتي لديهن جميعاً آباء و أمهات يرعونهم .

و هذا يعني إنه ما كان بإمكان أحد إن يحبها أكثر مما أحبتها جدتها ،
و هذا أول ما تعترف به ساسكيا الآن .

فقد كان منزل جدتها الذي نشأت فيه يحتوي على المحبة و الإستقرار اللذين يحويهما بيت آخر إن لم يكن أكثر .
و عادت من تفكيرها و نظرت إلى ساعتها ،
بقي أقل من خمسة دقائق لذهابها ،
و أخذ قلبها يخفق بقوة .
كانت حقيبة ملابسها جاهزة تنتظر في الردهة .
لقد صعب عليها اختيار الملابس ، إلى إن قررت أخذ خليط من ملابسها الصيفية التي اشترتها منذ ثلاثة سنوات عندما ذهبت مع ميغن في إجازة إلى البرتغال ،
بالإضافة إلى الملابس الخفيفة التي ترتديها في العمل .

لم تر أندريس منذ أخذها إلى الغداء .. فهو منشغل بوضع مناهج جديدة للعمل ،
حيث كان يواجه ،إذا صدقت الشائعات ،
مشاكل وضع الفندق المتدهورة الذي كان سائداً قبل استلامه الإدارة و الملكية .

- لقد زار كل فندق من فنادقنا . و راجع كل الطرق التي كانت تدار بها ..
خمنوا ماذا ؟
سمعت ساسكيا هذا الكلام عن أندريس و هي تقف مع مجموعة الموظفين الذين يستمعون بلهفة إلى نظام المدير الجديد ، فابتلعت ريقها بضيق ، متوقعة سماع إن أندريس قد وضع برنامجاً لطرد مجموعة كبيرة من الموظفين و ذلك لإيقاف طوفان النفقات غير الضرورية ,
ولكنها ذهلت وهي تسمع , بدلا" من ذلك :" لقد أخبر كل شخص إن وظيفته آمنه بشرط إن يرضى بالمشاريع التي سيضعها .
إنه مدير رائع ,ففي كل قسم تواجد فيه ، كان يتحدث بحيوية و نشاط ،
و يخبرهم بمدى تقديره لإنجازات هذا القسم ، و كيف إنه هو شخصياً سيتحمل المسؤولية في مجلس الإدارة إن لم يستطع تحويلها إلى مشاريع مربحة " .

كانت الأخبار عن أندريس تفيد إن لديه أسلوباً لا يجعل موظفيه الجدد يقسمون يمين الولاء و حسب ،
و إنما يرفعونه إلى السماء تبجيلاً و تعظيماً .

حسناً ، ربما لم يروا الناحية الأخرى من المزايا التي رأتها هي في أندريس .
هذا كل ما استطاعت ساسكيا التفكير فيه و هي تصغي بشيء من المرارة إلى إطراء الجميع له .

أشارت الساعة إلى العاشرة و النصف الآن ، و هو لم يأت ..
و أجفلت و هي ترى فجأة السيارة المرسيدس الفخمة تتجه نحو بيت جدتها ، في الوقت المحدد بالضبط !
و لكن طبعاً ما كان أندريس ليضيع ثانية واحدة من وقته الثمين إلا مضطراً ،
خصوصاً معها .
ريثما وصل إلى الباب الخارجي ، كانت هي قد فتحت الباب و وقفت تنتظره ،
حقيبة ملابسها بيد و مفاتيحها باليد الأخرى .

بادرها على الفور متسائلاً :" ما هذا ؟ " .
و رأت عبوسه و هو ينظر إلى حقيبة الملابس الرخيصة ،
و ثارت كرامتها على الفور فأجابته بحدة : إنها حقيبة ملابسي "

- ناوليني إياها .
- يمكنني حملها بنفسي .
فقال متجهما ً: " إنا واثق من ذلك ، و لكن .. "

فقالت متحديه :" و لكن ماذا ؟
الرجال اليونانيون لا يسمحون لنسائهم بحمل أمتعتهن و لا الإستقلال عنهم بأي شكل " .

رأت من توتر شفتيه إنه لم يعجب بما قالت ،
و لأمر غريب ، شعرت برغبة في تحديه بالرغم من قلقها من العاصفة التي رأت دلائلها تتوهج في عينيه .

فأجاب :" أرى في هذه الحالة ، إنه ربما عليك لوم أبي الإنجليزي و ليس والدتي اليونانية ،
فمدرستي الإنجليزية التي أصر والدي على إرسالي إليها ، كانت تؤمن بما يعتبر الآن الطراز القديم للسلوك الجيد لتلاميذها "

=====================



ثم ألقى عليها نظرة غير ودية و أضاف
"كلمة واحدة أحذرك بها ، إن جدي يميل إلى الطراز القديم في مثل هذه الأمور .
و هو لن يفهم إصرارك العصري على ما تعتبرينه سلوكاً صحيحاً ، و أثناء وجودك في الجزيرة .."

فأكملت عنه بمرارة :" علي إن أفعل ما تأمرني أنت به "

فلم يرد أندريس بأي كلمة
إذا كانت هذه عينه مما ستكون عليه الأسابيع القليلة القادمة ،
فهي لا تعرف كيف ستعيشها ،
و مع ،ذلك سيكون هنالك فائدة واحده على الأقل لعدائها الواضح لبعضهما البعض ،
وهي إن لا أحد من اللذين سيراهما معاً سيدهش عندما يقرران فسخ ( الخطوبة )

و بعد إن ركبا السيارة ، قال أندريس :
" ستقلع طائرتنا عند الساعة التاسعة من صباح الغد ، لذا عليك مغادرة الشقة باكراً "

فسألته على الفور بلهجة حذرة :" الشقة ؟ "

- نعم ، لدي شقة في لندن ، سنبيت فيها الليلة ، و عصر هذا اليوم سنقوم بالتسوق .
- التسوق..؟

- نعم ، التسوق ، أنت بحاجة إلى خاتم الخطبة ، و ..
و سكت وهو يلقي عليها نظرة شاملة ، وفاحصة و غير راضية مما جعلها توشك إن تطلب منه إيقاف السيارة حالاً .
آه ، ما أجمل إن تخبره بأنها غيرت رأيها ،
و إن لا شيء يجبرها على الخضوع لإبتزازه لها لكنها تعلم إنها لن تستطيع ذلك .
منتديات ليلاس
- أنت بحاجة إلى ملابس أفضل .
إذا كنت تقصد ملابس الإجازات ، فهي في حقيبتي ، و ..

فأسكتها متجهماً :" لا ـ إنا لا أعني ملابس الإجازات .
إنا رجل شديد الثراء يا ساسكيا ، لست بحاجة إلى إخبارك بذلك .
و جدي هو بليونير ، وأمي وشقيقاتي اعتدن شراء ملابسهن من أرقى دور الأزياء في العالم ،
رغم إنهن لا يعتبرن من المتأنقات فوق العادة أو المدمنات على التسوق .
و طبيعي ، بصفتك خطيبتي .."

أخذت ساسكيا نفساً عميقاً غاضباً ثم قاطعته بلهجة خطيرة :
" إذا كنت تظنني سأسمح لك بشراء ملابسي .."

- و لم لا؟ ألم تكوني مستعدة للسماح لي بشراء جسدك ؟
إنا أو أي رجل مستعد لدفع الثمن ؟

فصاحت مستنكرة و قد شهقت مذهولة من وقاحته :
" لا ، هذا غير صحيح ".

فأجاب ساخراً : حسنا ً جداً .
و لكن وفري هذه الانطباعات الخاصة لأسرتي ..
لا تنسي إنني أعلم بالضبط من تكونين ،
و فكري في الملابس التي سأشتريها لك على إنها علاوة معاش "

ثم منحها ابتسامة باهته غير رقيقة ، و قال :
" على كل حال ، علي إن أضيف إنني أريد مراجعة كل ما ترتدين شرائه ،
فالصورة التي أريد تقديمك بها إلى أسرتي بصفتك خطيبتي ، هي الأناقة و حسن الذوق ."

- ماذا تريد إن تقول ؟
إنك إذا تركتني و شأني قد أختار ملابس تناسب أكثر اللاتي ..؟

قالت ذلك بغضب لكنها سكتت ، عاجزة عن تلفظ تلك الكلمات التي تحترق في أفكارها .

و تملكها الذهول و الإرتباك عندما أجاب ببرود
" يبدو إنك غير معتادة على شراء الملابس الغالية الثمن و إنا لا أريد إطلاق العنان لك في توفير أحمق لا ضرورة منه مما يبطل الغرض من العملية كلها و بصراحة ، و خوفاً من سوء فهمك لكلامي ،
فإنا لا أريدك إن تشتري ملابس تناسب شابة ذات راتب متواضع أكثر مما تناسب خطيبة رجل ثري " .

و للمرة الأولى ، لم تستطع ساسكيا التفكير في الرد عليه .
لكنها في داخلها كانت تغلي غضباً و خزياً ،
فهي لا تستطيع منع أندريس من المضي في خطته ،
إلا إنها صممت على الإحتفاظ في ذاكرتها بكل ما ينفقه عليها حتى تتمكن في النهاية من إعادة المال إليه حتى و لو إضطرت إلى خسارة كل المبلغ الصغير الذي و فرته بعناية حتى الآن .
و عندما لم يتلق جواباً منها قال :

" لا مزيد من الإعتراض ؟
فإنا مصمم ، يا ساسكيا على بلوغ ما أريد حتى لو إقتضى الأمر إن ألبسك الأثواب و أخلعها عنك بنفسي ،
ثم إياك و الخطأ ، فعندما نصل جزيرة "أفرديت" ستصلين بصفتك خطيبتي "

عندما وصلا إلى الطريق العام ،
قررت ساسكيا إنه من الحماقة المناقشة مع أندريس في طريق السيارات المزدحم هذا ،
ومضت نصف ساعة قبل إن تدرك إن مناقشة شراء الملابس إنستها مناقشة فكرة أهم تبعث الضيق في نفسها و هي فكرة قضائها الليلة في شقته .

و لكن ما الذي تخافه في الحقيقة ؟
من المؤكد إنه لن يحاول التحرش بها ، فقد سبق و أفصح عن رأيه السلبي بها من هذه الناحية .

و كرامتها أكبر من أن تعترف له بمخاوفها و توجسها من فكرة مشاركته شقته .
سيكون الأمر مختلفاً في الجزيرة .
هنالك سيكونان مع أسرته و الموظفين الذين يديرون الفيلا الواسعة التي بناها أبوه .

لا من الحكمة عدم التفوه بأي كلمة ، و هذا أفضل من التعرض لسخريته و ازدرائه و عدم تصديقها إن هي أفصحت عن قلقها .

*******

كانت أثينا تنتظر سائق سيارة الليموزين المستأجرة ، لكي يضع أمتعتها في الصندوق و هي تضرب بقدمها على الأرض بفارغ الصبر .

ففي اللحظة التي سمعت فيها بخبر خطبة أندريس و إنه سيحضر خطيبته معه إلى جزيرة "أفرديت" لتقديمها إلى أسرته ، باشرت العمل ،
من حسن الحظ إن الخطبة ليست زواجاً ،
و هي ستسعى جهدها حتى لا تنتهي هذه الخطبة بالزواج .

كانت تعلم لماذا فعل أندريس هذا فهو يوناني حتى العظم ..
رغم إصراره على الإعلان عن دمه الإنكليزي ..
و هو ، كأي رجل يوناني ، أو أي رجل في الحقيقة ، لديه إستعداد غريزي للسيطرة ،

و إن إدعائه بحب تلك المرأة الأخرى هو ، ببساطة ،
هو ، ببساطة طريقته في إظهار تلك السيطرة ، رافضاً الزواج من أثينا ،
هذا الزواج العزيز على جده و عليها .
عندما إنطلقت بها الليموزين ـ مالت إلى الأمام و أعطت السائق عنوان الشقة الفخمة في البناية المطلة على النهر .
لم يكن لديها منزل في لندن ، فهي تفضل حياة نيويورك الإجتماعية و متاجر باريس الأنيقة .

قد يظن أندريس إنه هزمها بمناوراته في إعلان خطوبته على تلك الفتاه الإنكليزية الباردة ، دون شك .
لكنها ستنهي ذلك حالاً ، و تجعله يتأكد من إن مصلحته الحقيقية معها ،
و بعد ، كيف يمكنه مقاومتها ؟
فهي تمتلك كل ما يريده ، كما إنه يملك كل ما تريده .

من المؤسف إنه استطاع منعها من المزايدة ضده عند شراء هذه الممتلكات الجديدة .
لم تكن حيازة الفنادق نفسها تهمها بشيء ،
و لكن ذلك كان ليكون إغراءً ممتاز تدليه أمامه كطعم ،
فهي لم تستطع فهم إهتمام أندريس البالغ بالممتلكات الجديدة ؟
و لكن في شخصية أندريس أشياء كثيرة لا تفهمها ،
و كان هذا من الأمور التي جذبتها إليه ، فأثينا تتشوق دائما إلى ما ليس في يدها .

عندما كان أندريس في الخامسة عشرة ، كان طويل القامة ، عريض المنكبين ،
و من الوسامة بحيث لا يمكن وصفه .
كان يكفي حينها إن تراه أثينا لتذوب شوقاً إليه .

حاولت جاهدة إن تغويه ، لكنه استطاع المقاومة ،
و عندما قررت إنها تريده ، إذا بها تتزوج بعد شهر واحد و هي في الثانية و العشرين من عمرها .

و العروس في هذا العمر لا تعتبر صغيرة السن حسب المفاهيم اليونانية ،
و كانت أثينا أمضت وقتاً طويلاً و هي تحاول حذرة اقتناص الرجل الذي أصبح زوجها ،
وهو يكبرها بعشرة أعوام ، إلا إنه بالغ الثراء ،
و قد زاول معها لعبة القط و الفأر أكثر من سنه قبل إستسلامه لها ,
و من المؤكد إنها ما كانت لتتخلى عن هذا الزواج الذي جاهدت طويلا للحصول عليه ، لأجل رغبتها في أندريس ، وهو مجرد غلام ،
وبعد إنجابها ابنتين هما الآن في عمر الورود ، تدخل القدر ، ومات زوجها فجأة و أصبحت أرملة فاحشة الثراء ..
أرملة ثرية تطلب الحب ، وكان أندريس قد أصبح رجلاً .. و أي رجل !

عندما وقفت السيارة أمام العنوان الذي أعطته للسائق ، تفحصت صورتها في المرآة المثبتة داخل السيارة . جراح التجميل الأمريكي يستحق حقاً المبلغ الباهظ الذي دفعته له و الذي أعاد مظهرها إلى أوائل الثلاثينيات من العمر.

أما شعرها الفاحم فقد قصه و سرحه أشهر مزيني الشعر في العالم ، بينما كانت بشرتها تتألق بفعل "الكريم" الغالي الثمن الذي وضعته بإسراف ، و زينة وجهها لا تظهر أي عيب فيها و توضح إنحراف عينيها السوداويان ، في حين كانت أظافر يديها و رجليها تلمع بالطلاء الأحمر البراق .

و بدت على شفتيها ابتسامة رضى .
لا ، لا يمكن إن تنافسها خطيبة أندريس الصغيرة المملة الكئيبة ،
فتاة المكتب التي لابد إنه وقع في غرامها أثناء المفاوضات لشراء سلسلة الفنادق تلك ..
و بدت القسوة في عيني أثينا .
هذه الفتاه ستدرك حالاً أي غلطة أقترفتها في محاولتها الإستيلاء على الرجل الذي تريده أثينا ،
و يالها من غلطة فظيعة للغاية !

عندما خرجت من السيارة تبعها شذا العطر الباريسي الغالي الثمن ..
عطر مسكي ثقيل يحرك الرغبات .

كانت ابنتاها المراهقتان تشمئزان من هذا العطر ،
و طالما طلبتا منها إن تغيره ، و لكنها لم تشأ ذلك .
إنه طابعها الخاص و عنوانها كإمرأة ،
ولا شك إن خطيبة أندريس الإنكليزية تتعطر بشيء تافه و رخيص كماء اللفندر!

*********

===

 
 

 

عرض البوم صور ..مــايــا..   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أحلام, بيني جوردان, دار الفراشة, روايات, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات احلام المكتوبة, روايات رومانسية مترجمة, روايات رومنسية, penny jordan, the demetrios virgin, عاصفة الصمت
facebook




جديد مواضيع قسم روايات احلام المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t82528.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
ذ¯ذ½ذ´ذµذ؛رپ This thread Refback 19-11-15 07:52 PM


الساعة الآن 06:22 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية