لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-06-08, 11:51 AM   المشاركة رقم: 6
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 52093
المشاركات: 425
الجنس أنثى
معدل التقييم: وداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 322

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
وداد التميمي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : وداد التميمي المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

جلست سيرينا في المقعد وراحت تجوب بنظرها و جه هذا العجوز وملامحه النبيلة والرفيعه : عيناه ثاقبتان .. وتمكنت سيرينا من ان تقرأ فيهما قليلا من الاستغراب غير ان فمه يعبر عن عطف وتسامح وفكرت بأن شعره الابيض لاشك انه كان في الماضي اسود كاملا غير انه مازال يحافظ على قامته الطويلة ورشاقة رجل شاب .

انتظرت سيرينا منه ان يتابع كلامه وبدأ غمها وتخوفها وقلقها بالانحسار رويدا رويدا عندما لاحظت انه يبحث عن الكلمات المناسبة ومن دون أي شك هذه خبرة جديده على الرجل النبيل الواثق من نفسة وكي تشجعه ابتسمت له فأسرع بالقول :
- قبل كل شيء ياسنيوريتا اسمحي لي بان اقدم نفسي انا الكونت البيرتو دي فالريفيا وانت تدعين سيرينا اليس كذلك ؟
قالت بصوت غير واثق :
- نعم حضرة الكونت ..
قام بحركة سلبية وقال :
- يكفي ان تناديني دون البيرتو ياعزيزتي فانا انما افصحت عن لقبي في حال اردت ان تستعلمي عني 0
قالت في عصبية خفيفة :
- شكرا دون البيرتو لكن لن اجروء ابدا ان اقوم بشيء كهذا ...
قال رافعا حاجبيه :
- ولم لا ؟ انت لا تعرفين شيئا عني الا اني ابحث عن فتاة انكليزية وقد كتبت الاعلان في كلمات تدعو الى الغموض والالتباس الا تعرفين بذلك
وافقت سيرينا بهزة من رأسها وخاطرت تقول :
- بالمناسبة احب ان اطرح عليك بعض الاسئلة ..
- سارد عليها بكل طيبة خاطر لكن قبل كل شيء سنفعل بما ينص علينا التقليد البريطاني ونتناول قليلا من الشاي .
رن الجرس فحضر الخادم في الحال .
- شاي للانسه يابيدرو ولي ايضا .. تقليدكم هذا يدل على لطف ولباقة
احنى الخادم راسه وخرج من الغرفة كان دون البيرتو يراقب سيرينا قليلا فقال :
- سنيوريتا ارغب بمعرفة ما الذي لفت نظرك في هذا الاعلان هل هذا يعود الى احتمال ان تتجردي يا من اعبائك الماديه؟
ابتسم بسخرية وتابع يقول :
- خلال الايام الاخيرة جلست مكانك نساء كثيرات شابات... كلهن من الجنسية الانكليزية شقراوات ومطيعات ومحتشمات – حسب تصريحهن- ومن دون استثناء كل واحده صرحت ان السبب الذي من اجله طرقن هذا الباب هو الحياة المترفة والاستقرار المادي طيلة حياتهن غير اني اشعر أن الفضائل التي يتحلين بها كانت خاطئة مثل الوان شعرهن صحيح اني رجل عجوز وتقليدي لكن مازلت قادرا على الحكم اذا كان الشعر مصبوغا ام لا!
احتجت سيرينا رافعة ذقنها في حماس وقالت :
- لون شعري طبيعي ياسنيور واريد ان تعرف شيئا مهما اذا كنت ابحث عن الحياة السهلة والاستقرار المادي فليس من اجلي .
قال باستغراب :
- هكذا اذن ! في هذه الحال هل باستطاعتي ان اسألك من اجل من تنشدين الاستقرار.
ترددت لحظة ثم اعلنت تقول :
-ذكر الاعلان ان الطلبات مقبولة للواتي يتحملن اعباء الاسرة معي طفلة عمرها سنة واحدة وصاحبة الغرفة التي اسكنها انذرتني بضرورة مغادرتها لأن الطفلة غلبا ما تبكي لأنها تتألم من اسنانها التي بدأت تنشق. واضافة الى ذلك علمت البارحة ان مصاريف دور الحضانة حيث ارسل ويندي ارتفعت اسعارها واخشى الااقدر على مجابهة الوضع . هذا مادفعني للمثول هنا اليوم . اني ابحث بشكل بائس عن سقف يمكنه ان يؤوينا انا وويندي . واذا لم اتمكن من ايجاده ساضطر الى وضع ويندي في دار الايتام لكني مستعدة لكل شيء كي اتحاشى ذلك مستعده لكل شيء !

وفي بطء رفعت عينيها . كان العجوز يحدق فيها ليس في تسامح بل في احتقار قطب حاجبية وقال في سخرية :
- وانا الذي اعتقدت ان ابحاثي قد اعطت ثمارها في النهاية . لقد تأكدت من النظرة الاولى انك الوحيدة التي تلائم هذه الوظيفة تبدين فتاة بريئة سليمة النية .. لكن مع طفلة بعد كل شيء!
اطلق زفرة عميقة ثم اضاف :
- حتما الاخلاق تغيرت كليا

 
 

 

عرض البوم صور وداد التميمي   رد مع اقتباس
قديم 11-06-08, 12:00 PM   المشاركة رقم: 7
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 52093
المشاركات: 425
الجنس أنثى
معدل التقييم: وداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 322

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
وداد التميمي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : وداد التميمي المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

احمرت وجنتا الفتاة ونهضت فجأة وكانت تغلي من الغيظ قائلة :
- ليست ويندي ابنتي بل شقيتي ! كيف بامكانك ان تعتقد ان...
ظل دون البيرتو جامدا ثم هز رأسه بحزن وقال :
- ياعزيزتي لم اكن انتظر منك ان تجدي عذرا لما قلته.
- لكن ماتقول خطأ ولست بحاجة الى اختلاق الاعذار !
ضربت قدمها ارضا بغضب نسيت خجلها وقالت بصوت مرتفع :
- كنت في التاسع عشرة من عمري عندما عرفت والدتي نها تنتظر مولودا سعيدا وفترة الحمل كانت قاسية وخطرة بسبب كبر سنها .. لست قادرة ان ادخل بالتفاصيل الان كل مابوسعي قوله انها ماتت في الوقت الذي انجبت خلاله ويندي وبعد اشهر قتل والدي في حادث سيارة مذ ذاك وانا اهتم باختي قدر المستطاع للأسف معاشي غير مرتفع ويستحيل علي احيانا ان اوازي الدخل مع المصروف لهذا السبب انا هنا اعلانك دفع بي الى امل الخروج من هذا الوضع ربما الى حياة جديدة ستنفتح امام ويندي غير اني لم آت هنا من اجل الحصول على حياة مترفة او من اجل الارتزاق ببساطة انا ابحث عن مكان يمكنني فيه من اربي ويندي من دون ان اضطر الى اسكاتها كلما بكت الى مكان حيث يمكنها ان تفتح وتعيش حياة طبيعية هذا ما ارغبه يا سنيور وهذا ما سأرغبه دائما ! الى اللقاء سنيور ..

ارتدت قفازيها وهي على وشك الانهيار في البكاء وانهت كلامها قائلة :
- لا سبب لاستدعاء الخادم اعرف الطريق جيدا

في سرعة ورشاقة بالنسبة الى رجل من سنه اقترب دون البيرتو منها وقال :
- لاتذهبي يآنسة ارجوك لقد اسأت الحكم عليك .. ارجوك ان تقبلي اعتذاري هل تتشرفين بالبقاء؟ لدي ما اقوله لك.

.. وكان دخول بيدرو المفاجئ وهو يجر طاولة صغير قد افقد من عزيمتها عن المغادرة فقال دون البيرتو بلهجة ملاطفة :
- من فضلك ابقي هنا وقدمي لي الشاي

كان من الصعب مقاومة سحره ولم تلبث سيرينا الا ان استسلمت قائلة بعد لحظات مترددة :
- حسنا اقبل اعتذارك وسأحتسي الشاي معك

في صو ت رنان دعاها الى الجلوس وبينما كانت تسكب الشاي العنبري في فناجين صينية شفافة راح يراقب بعينيه حركاتها الدقيقة وفي الحال اضاء بريق صغير عينيه السوداوين .

خلال الحديث بينهما استجوبها في لياقة ذكية وارغمها على البوح بكل تفاصيل حياتها الماضية من دون ان تشعر اطلاقا انها تخضع لتحقيق بل العكس كانت تشعر تجاهه بنوع من عرفان الجميل للأهتمام الذي يحمله اليها كان يستعمل سحره بسعاده اشعرتها بالاسترخاء الممتع كانها تشاطر رفقة عمها المهتم بمشاكلها والذي يدير لها اذنا صاغية شعرت بثقة تامة وراحت تقص عليه كل عذاباتها الماضية وامالها المستقبلية.

دقت الساعه الرابعه قاطعة هذا الحوار الحميم وقالت سيرينا المندهشة باستغراب :
- كيف مر الوقت بهذه السرعه ؟ لم اكن افكر اني سأتغيب اكثر من ساعة يجب ان اعود الان.
نظر اليها دون البيرتو بدهشة وقال :
- لا يمكننا ان نختصر هذا الحديث الان ونحن مازلنا في خضمه يابنتي مازلت في حاجة لان احدثك بالتفصيل عن العرض الذي كنت بصدد تقديمه اليك
- اذن هل في نيتك ان توظفني عندك؟
-اخترتك ولن يقع اختياري على غيرك
ابتسم واقترب منها وقال :
- غير ان القرار النهائي عائد اليك بكل تأكيد

استرخت سيرينا في مقعدها متأثرة بلهجة دون البيرتو الوقورة .فقد كانت على انتظار وترقب.

سألها فجأة:
-ماذا تعرفين عن شيلي .
قالت مندهشة مستغربة :
- الشيء القليل تقع في امريكا الجنوبية اليس كذلك؟
هز رأسه ايجابا وابتسم قائلا :
- تماما انها بلاد بشكل الفاصوليا الخضراء تقع بين الانديس والمحيط الهادي من جهة هناك الجبال وثلوجها المستمره ومن جهة اخرى البحر ورغوته العاليه انها وطني وارض بلادي وهي المكان المفضل لتربية شقيقتك هذا البلد المتنوع المناخ بسبب طوله وكذلك مناظره المختلفة ففي الشمال نرى فسحات شاسعه صحراوية حارة حيث الامطار نادرة بينما في الجنوب فالغابات رطبة جدا ولذلك ابناء شيلي يقولون في مزاح انها تمطر على الاقل 365يوما كل سنه وقمم الصلج المجلد العالية تطلق السيول والانهار والبحيرات وبين الاراضي الصحراوية في الشمال والاراضي الواسعه والبارده في اقصى الجنوب يقع السهل الاوسط الكبير وهنا اقطن في اسفل الوادي الخصب الطقس رائع الصيف حار وناشف والشتاء ممطر وناعم

توقف دون البيرتو لحظة ثم اعاد يقول :
- اتت عائلتي الى هذه البلاد منذ القرن السادس عشر اسلافي كانوا ينتمون الى المغامرين الذين غزوا اميركا والذين جاءوا من اسبانيا متعطشين الى خوض مغامرة البحث عن الذهب لم يجدوا ماكانوا يبغونه الى ان استقروا في هذه البلاد وبعد مدة غير قصيرة ارسلوا وراء عائلاتهم في البداية كان ذلك صعبا لأنهم كانوا يعيشون محاطين بالهنود العدائيين .والخسائر البشرية كانت عديدة لكن رويدا رويدا توصلوا الى التغلب على جيرانهم وقهرهم واليوم يعتبرون انفسهم من ابناء تشيلي اكثر من كونهم اسبانين اننا معجبون كثيرا بالهنود وحبهم للحرية كما اننا نعي تماما كوننا متعلقين بالتقاليد القديمة التي حملها الغزاة معهم ان هذه الفضائل التي يتمتع بها الهنود ساعدت على انشاء الامة التشيلية الاستعمار الاسباني القديم اصبح جمهورية شابة غير ان موقعها الجغرافي وكونها مطوقة بالجبل والبحر والصحراء يجعلها منزوية تقريبا عن العالم الحروب والثورات المستمرة مزقتها الهزات الارضية والتيارات البحرية القوية و المتكررة ساعدت على تدمير مدن بكاملها ومازال هذا يحدث الان البراكين استيقظت من جديد وتبرز احيانا بين ليلة وضحاها ان الشباب الشيليين يشبهون تماما" الكاوبوي" رعاة البقر الاميريكيين العاملين في مزرعتي والذين يهتمون بالماشية انهم صاخبون انفعاليون وتلقائيون وهم يعكسون صورة بلادهم .

 
 

 

عرض البوم صور وداد التميمي   رد مع اقتباس
قديم 11-06-08, 12:10 PM   المشاركة رقم: 8
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 52093
المشاركات: 425
الجنس أنثى
معدل التقييم: وداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 322

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
وداد التميمي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : وداد التميمي المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

توقف قليلا ثم تابع يقول :
- ومن اجله نشرت الاعلان في الصحف … واذا كنت ارغب في ان تأتي معي الى اخر العالم ذلك من اجل ان تصبحي زوجته!
حدقت سيرينا به مذعوره وقالت في تلعثم :
- م.....ماذا؟
اضاف دون البيرتو والحزن يملا وجهه :
- نعم . هذا محتوى عرضي . حفيدي في حاجة الى زوجة واعتقد اني الوحيد الذي يمكنه ان يختارها له
اطلق زفرة وهمس بصوت يدل عن ارهاق وتعب :
- والان اصبحت رجلا عجوزا ياسنيوريتا وارغب – وهذه امنيتي الغالية- ان اغادر مزرعتي تاركا اياها في ايد صالحة عندما يتزوج يصبح حفيدي قادرا ان يفرض سلطته على رجال الاعمال الناضجين الذين يتعامل معهم ويفرض الطاعه على العمال الذين في سنه والذين مازالوا يعتبرونه واحدا منهم .

راح قلب سيرينا يخفق بسرعه وهي تهز رأسها كلمات دون البيرتو احدثت عندها نوعا من الدوار كتلة الصور تتداخل في مخيلتها وتتصادم فوق بعضها البعض قمم الجبال المثلجة والبحار الهائجة والصحاري الحارة حتى لهب الشمس والغابات الغارقة تحت المطر كل هذه الصور بدأت تتمايل امام عينيها وفي هذه الاماكن قام الغزاه الوقحون الباحثون عن كنوز الذهب بشن معارك لاترحم ضد الهنود!

الهزات الارضية المرعبه التي وردت في حديث دون البيرتو لم تحدث فيها رعبا مثلما احدث فيها عرضه غير المنتظر الزواج من حفيده! كانت مضطربه ومشوشه وكانت تجد صعوبه كبيره في السيطره على تناغم افكارها العمال الذين يشبههم برعاة البقر الاميركين هؤلاء المندفعون الصاخبون يعيشون نمط حياة مختلفة تماما عن الحياة التي تعيشها صحيح انه تسنى لها ان ترى في السنما المواشي المنتشرة على مد النظر في السهول وان تعجب بالفرسان والرعاة الذين لايغادرون احصنتهم ليلا ونهارا لكن هذه المساحات الشاسعه التي كانت تشاهدها على شاشات الصالات المظلمة كانت تبدو من صنع الخيال اكثر من كونها واقعية اضافة الى ذلك تلك الموائد التي يشترك فيها العمال في الهواء الطلق تحت ضوء القمر والنجوم حيث تشوى اللحوم بكمية ضخمة تزيد هذا الشعور خيالا وبعدا عن الواقعية فالبيض المقلي واللوبياء المسلوقة اليس هذا ماكان يتألف منه طعامها ؟ وهاهي الان في وضع يقترح عليها عجوز شيلي ان تتزوج من رجل ينتمي الى عالم اخر تجهل كل شيء عنه .

فتحت عينيها بقوة فاحدثتا عند الرجل العجوز دهشة قوية كأنها حالة صدمة ما فتمكنت من القول :
- هل انت تتكلم بجدية؟
اجاب بلهجة قاطعة :
-نعم. انا اتكلم بجدية تامة يسنيوريتا
اطلقت زفرة مؤلمة وقالت :
-لكن حفيدك هذا ...ماذا يفكر بمثل هذا التدبير ؟ أي نوع من الرجال هو كي يقبل ان يختار له جده زوجة؟
همس العجوز حالما :
- أي نوع من الرجال هو؟ انه نسخة طبق الاصل عن والده .. تألمنا لخيارته منذ سنوات عديدة كان ابني الوحيد وقتل على اثر هزة ارضية احب زوجته حبا كبيرا وهي كانت رائعة الجمال اراد يوما ان يقدم لها الملابس الجديدة ومساحيق الزينه فاصطحبها معه الى المدينه وهناك وقعت المأساة كانا في الفندق عندما حدثت الهزة وسقطت الجدران عليهما كانا زوجين مثاليين متحدين بشكل لا يوصف...
ران صمت قصير ثم تابع قوله :
- لا يتذكر حفيدي شيئا عن والديه ومع مرور الزمن اصبح يذكرني كثيرا بوالده في السنوات الاخيره قبل وفاته منحني ابني الوحيد ارتياحا وتعويضات جمة وقبل وفاته ببضعة اسابيع شكرني على طريقة تربيتي له وعلى نصائحي سيشكرني حفيدي يوما ما لاني سادله على الطريق الصحيح –الطريق الوحيد لتحقيق الذات كليا لكن لا اعرف ماذا ستكون ردة فعله امام هذه المبادرة ...
فجأة اصبح نظره باردا وغير واضح التعبير وقال :
- لكنه في الاخير سيفعل ما سأقوله له

شعرت سيرينا بالشفقه تجاه ذلك الشاب الذي يعيش منذ سنوات عديده تحت ظل هذا العجوز المتسلط المستبد لاشك ان الثقه تنقصه وهذا ماتفهمه تماما اذ انه يثق بحكم الغير اكثر من حكمة هو لاشك ان الخجل قد شله لابد ان يكون انسان معقدا وحساسا للانتقادات ومكبوتا على ذاته.

غير انها بالرغم من الشفقه التي تشعرها تجاهه فليس واردا ان تقترن به!

اعلنت في هدوء تام :
-انا اسفه عليك ان تبحث عن زوجة لحفيدك في مكان اخر
سألها بصوت قاطع :
- لماذا ؟هل انت مغرمة برجل اخر؟
- لا ليس هذا هو السبب اطلاقا
- اذا لماذا تكذبين؟الم تؤكدي لي منذ قليل انك ستفعلين أي شيء من اجل ايواء اختك؟ وما اقدمه لك ليس "أي شيء . يبدو انك لا تفهمين ان حظا يفلق الصخر قد قدم اليك فكري قليلا بالحياه التي تعيشينها في الوقت الحالي وبالحياه التي اقدمها اليك ..
احتجت قائلة :
- لكنك لا تفهم شيئا؟ لن اتزوج ابدا برجل اجهل عنه كل شيء ولم يسبق ان التقيت به حتى ولو مره واحدة!
- غير انك ترغبين في الزواج يوما
احمر وجه سيرينا وقالت :
- يعني ان..يوما ما ...اود ...نعم

 
 

 

عرض البوم صور وداد التميمي   رد مع اقتباس
قديم 11-06-08, 12:20 PM   المشاركة رقم: 9
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 52093
المشاركات: 425
الجنس أنثى
معدل التقييم: وداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 322

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
وداد التميمي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : وداد التميمي المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

قاطعها وقال بصوت ناعم :
- انت كثيرة التفاؤل اليس كذلك ياسنيوريتا ؟آمال كثيرة من دون شك لكن هل تعتقدين حقا ان رجلا سيقبل ان يربي طفلة ليست منه؟ الرجال انانيون ويرفضون التضحيات .. هل تريدينني ان ارسم لك وضعك الذي ستواجهينه بعد بضعة سنوات ؟ سترهقين باعباء تربية طفلة لوحدك وستصبحين عجوزا قبل الاوان ستجدين نفسك وحيده عندما تصبح اختك في سن الدراسة ثم وحيدة من جديد عندما تبدأ في الخروج وسترين سن الشيخوخة يمتد امامك وستجدين نفسك غير محبوبة او مرغوبة ولاتعودين في حاجة للانتظار كي تشكرك اختك على اهتمامك بها هذا اذا كانت مختلفة وغير اعتيادية .
غمرتها قشعريرة باردة فقالت :
- انت رجل قاس ، ياسنيور!
- واقعي ياسنيوريتا من الافضل لك ان تتبعي نصحيتي

ادار ظهره وخرج من الغرفة وبالرغم من الحرارة داخل الغرفة شعرت سيرينا بالبرد يحتلها اجتاحها خوف فوق الوصف راحت ترى نفسها وحيدة وقد فقدت اغراءها وجاذبيتها واصبحت هرمة.اليس هذا مايخيف؟
ن
ظرت حولها وراحت تقارن محتوى الغرفة الانيقة والفاخرة بغرفتها الحقيرة شبه العارية غرفة عليها مغادرتها بعد اسبوع الى اين تذهب؟ والى متى سيدوم هذا الواقع المؤلم ؟ ربما ستشعر ويندي بعدم الاستقرار الذي سيترك اثرا ابديا.

عندما عاد دون البيرتو الى الغرفة كانت عينا سيرينا تحدقان بنار المدفأة التي يترنح لهبها باستمرار كانت تبدو هادئة جدا اقترب منها فادارت وجهها نحوه ورأت في عينيه بريق امل فابتسمت له فقال :
- هل قررت ياسنيوريتا؟
- نعم سنيور قررت ان اقبل العرض آمل ان يجدني حفيدك زوجة تناسبه

 
 

 

عرض البوم صور وداد التميمي   رد مع اقتباس
قديم 11-06-08, 12:28 PM   المشاركة رقم: 10
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 52093
المشاركات: 425
الجنس أنثى
معدل التقييم: وداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 322

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
وداد التميمي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : وداد التميمي المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

الفصل الثالث

بعض من هداياه


بعد ثلاثه ايام كانت سيرينا جالسه اما نافذة الفندق الذي يطل على الساحه العامه تراقب فصيلة من الحنود تقوم بمناورات حربية على صوت الابواق انه تبديل الحراس امام قصر مونيدا قصر الضيافة التابع لرئيس الدولة ويعتمر الجنود قبعات ويرتدون الدروع والسراويل الكاكية وينتعلون جزمات من الجلد الاسود تصل الى ركبهم كانوا مصطفين امام من سيحلون مكانهم وينتظرون الاوامر الضباط التابعون للفريقين يسحبون سيوفهم ويحيون بعضهم بحركات انيقة ودقيقة ويحصل التغير اثنين اثنين الى ان تتغير الفصيلة كلها ثم تعزف الابواق موسيقى عسكرية ويمشي الجنود بعد نهاية مهمتهم في شوارع سانتياغو متجهين الى ثكنتهم. بدت العاصمة ممتدة كليا امام انظار سيرينا . انها تقع وسط سهل واسع ويعبرها نهر في جهتها الشماليه وتحدها شرقا الجبال الشاهقة التي تسد الافق وهي جبال الانديس.
منتديات ليلاس
كان الانطلاق من لندن منذ 24 ساعه وكانت الرحلة مريحة وموفقة واهتم دون البيرتو بالطفلة ويندي تمام كما يجب وبينما كانت في احضان سيرينا لم تكف عن النظر اليه والابتسام له.

سحرته الطفلة فأصر على حملها وتدليلها تاركا سيرينا في افكارها وهي تتساءل عن الحوافز العميقة وعن الشائعات التي ستروجها زميلاتها في المكتب

خادم دون البيرتو اهتم بكل شيء حتى اخر التفاصيل لكن الوقت كان قصيرا وشعرت سيرينا بانها لاهثة ومبهورة كانت تعي انها ترتكب جنونا حقيقيا ... ففي انزعاج كبير كانت قد اتصلت بمديرها وشرحت له انها ستقدم استقالتها من العمل.
- بسبب الظروف العائلية اضطررت للبحث عن مسكن جديد .. كما اني وجدت عملا أخر لايبعد عن المكان الذي اسكنه من الان فصاعدا ..
اجابها بلهجة لطيفة :
-اننا آسفون ان تغادرينا لكن بما اننا ندخل فترة عصيبة فغيابك لن يؤذينا بامكانك ان تتصلي بي في الوقت الذي يناسبك حتى ارسل اليك راتبك وشهادة العمل .

اتصلت سيرينا بمديرها في فترة الغداء حتى تتحاشى اسئلة زميلاتها المحرجة فهي لاتتمتع بالشجاعة الكافية لترد على اسئلتهن كانت علاقاتها مع زميلاتها في المكتب علاقات عمل وحسب وكانت تضطر الى رفض جميع الدعوات لأنها كرست كل وقتها الفارغ للاهتمام بويندي ولذلك لم تكن على صداقة حميمة مع أي من الزميلات وفكرت سيرينا في مرارة انهن سيتكلمن عنها يوما او يومين ثم سينسينها تمام كباخرة في عرض البحر تختفي في الليل ولا تترك سوى صورة هاربة .

تنفست الصعداء وابتعدت عن النافذة متوجهة نحو سريرها منذ وصولهم الى هذا الفندق تدبر لها المدير مربية ستهتم بويندي خلال مدة اقامتها القصيرة في العاصمة الشيلية.

نصحها دون البيرتو قائلا :
- حاولي ان تنامي قليلا اذا تمكنت من ذلك ياعزيزتي سنلتقي وقت الغداء في غرفة الطعام هناك اشياء كثيرة اريد ان احدثك بها قبل الذهاب الى المزرعة .

قبلت هذا الاقتراح بفرح كبير فقد تمت الاحداث بسرعة غريبة في الايام الاخيرة وهذه البلاد تبلبلها الضجيج والمناظر الجديدة والوجوه كل شيء يبدو غريبا عليها بل محيرا وكئيبا .

منهكة تمددت سيرينا على السرير تعبها ليس جسديا بل سببه التوتر النفسي السرير مريح والاغطية ناعمة ومع ذلك فلا شيء باستطاعته تهدئة اضطراب اعصابها كانت متقلصة الوجه ومشوشة الافكار .
الم تقبل الزواج من رجل لم نره في حياتها من قبل؟ وهل هي قادرة ان تكون سندا فعالا لهذا الرجل الخجول ذي الطبع اللين؟ وهل ستحل الخدمات التي ستقدمها له مكان الحب؟
لم تتوصل الى الشعور بالراحة المنشودة وظلت تتقلب في فراشها يمنة ويسرة من دون جدوى .احتلها ارتخاء متعب وتدريجيا شعرت بثقل في جفنيها وسرعان ما غطت في نوم عميق حلمت ان رجلا ظهر في حياتها ليريحها من كل اعباء الحياة كانت ارادته لا تقهر وحماسه لا يضاهى جاء ليعزيها ويواسي همومها شفى جروحها العميقة واعاد اليها الحماس وحب الحياه واخيرا اشعل في صميم قلبها الحب .. منذ سنة تقريبا وهذا الحلم يراود لياليها .

وعندما استيقظت من نومها بعد مرور ساعها تقريبا كانت الدموع تلألأ في عينها نظرت الى ساعة يدها مازال امامها الوقت قبل ان تهيء نفسها لموعد الغداء الشمس سربت اشعتها من وراء النوافذ الخشبية المغلقة والقت نظرة حولها باستغراب انها تذكر كليا انها تركت النوافذ مفتوحة قبل ان تتمدد في سريرها لا احد غيرها موجود في الغرفة غير ان شخصا قد دخل الى غرفتها في صمت وهدوء بينما كانت نائمه واغلق النوافذ وفي سرعة توجهت الى الباب واقفلته بالمفتاح الشعور بالتجسس عليها وضعها في حالة انزعاج لكن تصرفها هذا لايجدي حتى انها اعتبرته تافها غيير انها شعرت في الوقت الحاضر انها سريعة العطب وان اقفالها الباب سيجعلها اكثر اطمئنانا.

شعرت برغبة في الاستحمام فتوجهت نحو الحمام وتوقفت فجأة حين رأت تلة من الصناديق الرمادية موضوعة في ارض الغرفة .

انها من مختلف الاحجام وكلها تحمل اسم "ميرابيل " محفورة احرفها بالذهب تناولت الصندوق الاول وهزته بحذر فصدر عنه حفيف بالكاد سمعته فأثار اهتمامها فتحته وبيدين مرتجفتين ابعدت الورقة الحريرية البنفسيجية وشاهدت قميص نوم من الدانتال الناعم . لم تتمكن من الامتناع عن اطلاق زفرة استغراب فرحة قبل ان تسحبة من العلبة وتتأمله مليا.

 
 

 

عرض البوم صور وداد التميمي   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مارغريت روم, margaret rome, روايات, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات رومانسية, روايات رومانسية مترجمة, روايات عبير المكتوبة, سيد الرعاة, عبير القديمة, valley of paradise
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 04:52 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية