لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-01-18, 08:29 AM   المشاركة رقم: 6
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مغامر ليلاس الأول



البيانات
التسجيل: Dec 2011
العضوية: 233726
المشاركات: 503
الجنس ذكر
معدل التقييم: عمرو مصطفى عضو على طريق الابداععمرو مصطفى عضو على طريق الابداععمرو مصطفى عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 266

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عمرو مصطفى غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عمرو مصطفى المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: جماعة الجمجمة( من سجلات السندباد)

 

(2)
جمجمة من ذهب

قمنا بفرد الأشرعة كلها وشرع البحارة يجدفون كالمجانين..
وجريت مع الشهاب وحميد نحاول إخماد النار التي نشبت أسفل الصاري.. هنا فوجئنا بجسد سبع البحار الضخم يهوي نازلاً من أعلى الصاري على الحريق فيخمده من فوره.. وقفنا نتأمله غير مصدقين فاعتدل في حرج قائلاً :
- عفواً يا سيدي لم أكن أقصد ..
قلت له في غيظ وانا ألهث:
- لاعليك يا سبع البحار يمكننا إشعال واحدة أخرى !!
قذيفة ثانية تمرق من جوارنا لكنها تخطئ الهدف وتغوص في
قلب المحيط ...
- أسرع.. أسرع.. يا حمقى..
رشيد يحمل تنتن وتنتون إلى قاع السفينة ويغلق الكوة من وراءه بإحكام قبل أن تهوى القذيفة الثالثة فوق الكوة وتتناثر الشظايا في كل مكان ..
والتفت ناحية البحر ..
كانت سفينة الأوغاد تتحرك في بطء مستفز ..
هل يتصورون أنهم سيصلون إلينا بهذه السلحفاة القبيحة؟
ومرة رابعة تشق الهواء قذيفة أنفاط.. وترتج الخاتون ويفقد البعض توازنه..
صاح الشهاب :
- لن يصلو إلينا يا سندباد فقط هم يعتمدون على تعطيلنا بالقذائف النارية ..
العرق ينسال على السواعد المفتولة التي تجدف ..
لهاث البحارة المنهكين ينافس هدير الموج وهم يجدفون بكل ما أوتوا من قوة.. وبدا الأمر وكأننا سنظل نجدف حتى تقوم الساعة.. واخيراً غابت سفينة الجماجم في الأفق وعاد سبع البحار يرتقى الصاري وليعلن لنا في حبور أنهم ذهبوا إلى غير رجعة..
- هورررااااه ....
- هوررررااااه .....
تعانق البحارة غير مصدقين وجاء الشهاب متهللاً ليمسك عاتقى في قوة ويرجه :
- فعلناها يا سندباد لقد نجت الخاتون ...
ظللت جامداً لبرهة.. هل استسلم القراصنة بهذه البساطة؟..
نعم عامل السرعة يجعل لحاقهم بالخاتون الرشيقة ضرب من المستحيلات لكن ...
هناك شيء ما غير مريح في كل ذلك ...
ألستم معي في ذلك .؟..
هنا شعرت بمن يجذب كمي فالتفت لأجد حميد يحمل شيئاً ما قد لفه في خرقة قماش، والدخان يتصاعد منه، وأمام عيناي المذهولتان كشف جزء من الخرقة ليريني إياه :
ـ سندباد هذا ما تخلف من أنفاط القراصنة ..
وكان ما وجده مذهلاً بحق ...
***
كان البحارة المفتونين قد تركوا كل ما في أيديهم والتفوا
من حولنا يتأملون تلك العجيبة التي جاء بها حميد في
خرقة وتوالت العبارات المبهورة ...
- جمجمة ذهبية ..
- إنها من الذهب الخالص ...
- مستحيل ..كيف سبكت تلك التحفة ؟..
ـ دعونا نركز أكثر لنتأكد ..
كان هذا يكفيني فقمت بزجر البحارة فتناثروا من حولنا مثل
الذباب الذي قمت بهشهشته من فوق قطعة حلوى ..
نظر لي حميد وقال في عدم فهم :
- هل لديك تفسيراً لهذا الذي وجدنا؟
قلت له وانا لم استوعب الصدمة بعد :
- هذه الجمجمة ثروة تكفينا لنتقاعد من عمل البحر ..
- بل هذه كارثة حاقت بنا ...
التفتنا أنا وحميد إلى صاحب الكلمة ورأينا الخطورة على وجه الريس شهاب وعينه لا تفارق الجمجمة الذهبية التي نحملها وابتلع ريقه الذي أساله مشهد الجمجمة المصنوعة من الذهب الخالص ثم استطرد :
ـ هذه الجمجمة لعنة ألقاها القراصنة فوق رؤسنا لن نجني من ورائها إلا الشقاء ..
أه ..
هذا ما كان ينقصنا، خرافات العجائز هذه ..
قلت له في ملل :
- شهاب لن نعود لهذا الحديث ثانية ..
أشار الشهاب للجمجمة وقال بلهجة تحذيرية :
- هل تظن أن القراصنة يقذفون السفن بالذهب الخالص كنوع من باب التودد.. القراصنة يسلبون الذهب ولا يعطونه ...
كان كلامه منطقياً من هذا الوجه، فعلاً ما السر وراء إلقائهم بتلك التحفة فوق رؤوسنا؟ لكن الكلام عن لعنة ما أومحاولة شيطنة الأمور مباشرة هذا هو ما لا أقبله ..
بداية لنحاول إيجاد تفسير منطقي لما حدث ..
- تخلص منها يا سندباد قبل فوات الأوان..
انتزعتني كلمات الشهاب من بركة الأفكار التي غصت فيها
وشعرت فجاة بالحنق يعصف بأعصابي.. اتخلص من ماذا
أيها المأفون ؟..!
صحت به في ثورة :
- هل جننت أيها العجوز أم أنها الشيخوخة ؟
اتسعت عينا الشهاب غير مصدق للطريقة التي كلمته بها ..
وفتح فمه مذهولاً ليقول شيئاً لكن قذائف الانفاط التي كانت تخرج من فمي لم تعطه الفرصة ليقول شيئاً ..
- من أنت حتى تعطيني الأوامر ؟ الخاتون لها ربان واحد
وهو صاحب القرار الأول والأخير وكلكم له تبع ..
وتناولت الجمجمة من حميد الذي لم يكن أقل ذهولاً من الشهاب بسبب ردة فعلي ..
كانت ماتزال ساخنة من أثر الأنفاط رغم الخرقة التي لفها حولها وضممتها إلى صدري كأنني أحميهامن عيون الناظرين وسرت متجها ناحية القمرة، كنت بحاجة لبعض الراحة والتأمل..
تأمل الجمجمة الذهبية العجيبة ...
***
فيما بعد عرفت هذا الذي جري ...
في تؤدة يقترب حميد من الشهاب الذي أعطى ظهره للجميع
بعد انصرافي العاصف من أمامهم وفي بطء رفع كفه وربت
على عاتق الشهاب الضامر ومن داخله كان يضطرم غيظاً وحنقاً بسبب الكلام النابي الذي تفوهت به ..
- لاتحزن أيها الشهاب أعصاب السندباد لم تعد كما كانت
أنت أستاذه وهو يحبك لأنك تذكره بوالده و...
كان حميد يجاهد كي يجد كلمات مناسبة تخفف عن العجوز
لكن في الواقع كان العجوز مشغولاً بشيء أخر لم يتوقعه حميد.
قال الشهاب وعينه الذابلة ترنوا جهة الأفق :
- هل تظن أنني تأثرت حقاً بما قاله السندباد ؟
قال حميد في دهشة :
ـ أي حيوان كان سيتأثر بمثل هذا الكلام وتلك اللهجة أيها الشهاب.
لاح شبح ابتسامة باهتة على شفتي الشهاب المتشققتين وهو يقول :
- كان يمكنني أن أموت كمداً لو كان السندباد يتصرف بطبيعته يا حميد ..
والتفت إليه في حدة وأردف هامساً :
- ألم تفهم بعد يا بني السندباد وقع تحت تأثير استحواذ شيطاني فتلك الجمجمة التي قذفتنا بها القراصنة جمجمة شيطانية ..
***
لكن مالدليل على كلامك أيها الشهاب ؟..
الدليل سهل وبسيط علينا أن ننتظر ونراقب السندباد في حركاته وسكناته عندها نتأكد أن تلك الجمجمة التي ألقيت إليه لم تلقى إليه مكافأة على هروبه من قبضة القراصنة ..
عقد حميد ساعديه أمام صدره مغمغماً :
- هذا ليس صعباً أيها الشهاب ..
حاول الشهاب أن يزدرد لعابه وهو يتمتم :
- فليكن الله في عوننا لو كنت مصيباً فهذا يعني أن ربان الخاتون وموجهها سيكون تحت سيطرة قوى شيطانية.
تجهم وجه حميد وأشاح بوجهه قائلاً :
- لا تنعق مثل الغراب أيها العجوز ودع المستقبل يكشف لنا ماوراء الأكمة ..
***
ما أجملها من جمجمة ...
وضعتها بحرص على منضدة صغيرة تجاور فراشي وجلست
أتأملها مليا ...
لولا أنني متأكد أنها من الذهب الخالص لشككت في كونها جمجمة حقيقية.. الحقيقة أنني صرت متيماً بها.. هل رأيتم شخصاً متيماً بجمجمة ؟ هذا هو ماكنته ولم يكن السر في كونها من ذهب ..
لقد خطف الذهب بصري في البداية وسال له لعابي ..
لكن الأن الأمر يختلف، الأمر يعجز لساني عن وصفه مثل البرق الذي يسطع لك فجاة ليضيئ كل شيء في لحظة ثم يختفي فيسود الظلام وتبقى وحدك في مستنقع الحيرة والظلام تنتظر وتنتظر كي ينتشلك وميض أخر..
رباه كم تداري تلك العينان الغائرتان من أسرار ..
وشعرت بالفضول وشيء من الهياج العاطفي ناحية ذلك المجهول الذي يقبع في سفينة القراصنة ..
ونهضت في حزم وقد عزمت أمري نحو هدف محدد ..
قمت بدس الجمجمة في صندوق خشبي داخل كوة سحرية
مجاورة لفراشي ثم توجهت ناحية باب القمرة وجذبت المقبض.. لكن حينما فتحت الباب فوجئت بجسد ضئيل يتكوم عند قدمي وهو يئن ..
- الشهاب ماذا كنت تصنع ؟
- كـ... كـ...كــ...كـ...
عقدت ساعدي أمام صدري وقلت في صرامة :
- هل تحولت لدجاجة أيها الشهاب؟ تكلم ماذا كنت تصنع عند بابي؟..
اعتدل الشهاب وهو يتحسس ظهره في ألم ثم تنهد قائلاً :
ـ كنت أطمئن عليك، فأنت لا تبدو في حالة جيدة منذ نجونا من قراصنة الجمجمة ..
اقتربت بوجهي من وجه العجوز المتغضن وقلت من بين أسناني :
- أنت لا شأن لك بي البته..
وتركته خلفي وتوجهت في خطوات سريعة لسطح الخاتون.
لقد كاد ذلك العجوز أن ينسيني ما عزمت عليه و..
وحينما صرت وسط بحارتي الأفذاذ وضعت قبضتي في خاصرتي وصحت فيهم بحبور :
- هيا يارجال سنعود أدراجنا للوراء حيث تركنا القراصنة ..
اتسعت عيون البحارة وفغرت أفواههم في بلاهة لكنني كنت لا أبالي بتلك المشاعر التافهة...
وصاح حميد في جزع :
- سندباد هل جننـ .؟..
قاطعته في صرامة قبل أن يتمها:
- بلى يا حميد سنقوم بمطاردة القراصنة هذه المرة ولا تنس من الربان ههنا .
***

يتبع...

 
 

 

عرض البوم صور عمرو مصطفى   رد مع اقتباس
قديم 14-01-18, 08:27 AM   المشاركة رقم: 7
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مغامر ليلاس الأول



البيانات
التسجيل: Dec 2011
العضوية: 233726
المشاركات: 503
الجنس ذكر
معدل التقييم: عمرو مصطفى عضو على طريق الابداععمرو مصطفى عضو على طريق الابداععمرو مصطفى عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 266

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عمرو مصطفى غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عمرو مصطفى المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: جماعة الجمجمة( من سجلات السندباد)

 


(3)
جمجمة .. أثنان ..ثلاثة


وكنت لا أدري أن الوغد العجوز يقلب قمرتي رأساً على عقب.. الشهاب حيث تركته يبحث كالمحموم عن شيء ما ..شيء ما ينغص على الخاتون سيرها ..شيء ما ابتلي به الربان وصار يسيطر على كل حواسه..
أين أنت أيتها اللعينة ؟..
هنا شعر بالقبضة المضطربة تمسك بعاتقه .. التفت في لوعة ثم أطلق زفرة حارة :
ـ أهو أنت ظننتك السندبا......
قاطعه حميد وكل خلجة من خلجاته ترتجف :
ـ الأمر جد خطير أيها الشهاب..السندباد يبحر باتجاه القراصنة يزعم أنه يبغي مطاردتهم ..
ـ هراء ... إنها تسيطر عليه .. ستجعله يتجه لحتفه.. لكن أين هي؟..
وركل فراشي بقدمه محنقاً ثم وثب متألماً على ساق واحدة كاللقلق ..
لكن حميد بوصفه صديقي اللدود فهو يعرف أين يخبئ صديقه حاجياته.. الكوة السحرية طبعاً وهل هناك غيرها..
هذه أفة من أفات الصداقة المزمنة ..
وأمام عيني الشهاب المذهولتين أخرج حميد الجمجمة المشؤمة..
ـ لقد قلبت القمرة رأساً على عقب.
قالها الشهاب في ضيق فابتسم حميد وهو يقول بلهجة منتصرة:
ـ هذه فائدة الصداقة ...
قالها حميد في ثقة لكنه لم يدر لماذا تغير لون الشهاب فجأة
وشحب وهو ينظر لنقطة ما وراء كتفه، وقبل أن يستوعب دوت كلماتي في أذنه ملتهبة :
ـ بل هذه هى نهاية الصداقة ...
أذكر وقتها وأنا أقف على باب القمرة أتأمل تلك المهزلة،
أنني كنت أحمل في قلبي كل حقد وغل الدنيا لأقرب البحارة لقلبي ..
حميد والشهاب ...
***
ببطء ناول حميد جمجمتي الأثيرة للشهاب ولمحت في عينيه نظرة متحدية وهو يقول بثبات :
ـ تخلص منها أيها الشهاب ...
كشرت عن أنيابي وأنا أزئر بتوحش :
ـ خونة ..
صاح الشهاب بصوت مبحوح وهو يضم الجمجمة إلى صدره:
ـ بل نحن ننقذك منها ..إنها تستحوذ عليك ...
تقدمت منهم في بطء وانا أسد عليهم المخرج من القمرة قائلاً:
ـ بل بريق الذهب هو ما أدار رؤوسكم وجعلكم تنقلبون علي.
صاح حميد وهو يحول بيني وبين الوصول للشهاب :
ـ قلت تخلص منها أيها الشهاب ..
ونظر لي في تحد مستطرداً :
ـ ودعه لي .. سأتدبر أنا أمره ..
صرخت في توحش وأنا أثب عليه :
ـ تعال إلى إذن يا توأم روحي ..
وتعانقنا تعانقاً حاراً ملتهباً أمام عيني الشهاب الجاحظتين ...
عناق من نوع خاص.. بالتحديد هو للعصر أقرب منه للعناق..
كان حميد يجذبني بعيداً عن الباب ليسمح بعبور الشهاب لكنني دفنت ركبتي بين أضلعه فتهاوى وهو يشهق والتفت جهة الشهاب الذي لم يجد الفرصة للمروق من باب القمرة ووقف يرتجف أمامي كورقة ..
ـ الأن دورك يا كومة العظام النخرة ..
قلتها وأنا استعد للوثوب عليه لكن حميد عاد متحمساً وقد تحول لإعصار جارف أحاط بخصري وأزاحني من طريق الشهاب ..
وتكومنا في ركن القمرة وعظامنا تئن ..
ولم ينتظر الأخير..
وسرعان ما وثب خارج القمرة في نفس اللحظة التي صرخت فيها من بين أسناني وأنا اخمش حميد في وجهه :
ـ لن تفلتا مني ..
صرخ حميد وهو يدفع إصبعيه السبابة والوسطى في فتحتي أنفي :
ـ بل أنت الذي لن يفلت من ضربتي الخطافية تلك ..
لكنني أرجعت رأسي للوراء قليلاً فأدخل الأحمق إصبعيه في فمي بدلاً من أنفي وسرعان ما تلقى أقسى عضة من أسناني الحادة ومكث يتلوى من شدة الألم ..
ولم أنتظره حتى يفرغ من ألامه قمت بتسديد ركلة عاتية إلى ضلوعه ووثبت من فوقه خلف الشهاب ..
كنت هائجاً كالوحش الجريح غاضباًً مفعماً بالحقد والكراهية
فلو طالت يدي ذلك العجوز فلن يتبقى منه ما يصلح لتلميع حذائي ..
وهكذا سللت سيفي من قرابه ولوحت به مرتين في الهواء ثم...
كان مشهداً لا ينسى..
الشهاب يعدو ناحية حافة الخاتون وهو يحمل الجمجمة الذهبية فوق رأسه بكلتا يديه، وأنا من وراءه ألوح بسيفي والزبد يتطاير من أشداقي ..
وصرخت في البحارة :
ـ أوقفوا اللص ..لقد سرق جمجمتي ...
هنا شعرت أنني أرتفع لأعلى .. لأعلى ..
وحينما نظرت لأسفل رأيت من يحملني كالطفل ..
ـ حتى أنت يا سبع البحار ..
قلتها وسيفي يضرب يمينا ويساراً في محاولة يائسة لإصابة سبع البحار الذي انضم لقائمة الخونة، لكنه قبض على ساعدي وثبته عالياً وسمعته يقول متألماً :
ـ سامحني يا سيدي ..أنا مضطر لهذا.. فقط لحمايتك ...
صحت وأنا أحاول التملص من جبل العضلات المحيط بي :
ـ الكل خائن .. الكل سيعاقب و...
ونظرت في لوعة ناحية الشهاب الذي وقف عند حافة الخاتون رافعاً الجمجمة بكلتا كفيه عالياً و..
ووثب قلبي من بين أضلعي والشهاب يلقيها بكل ما أوتي من قوة وبلا تردد....
في الماء ..
وأمام عيناي غاصت جمجمتي الذهبية في المحيط ..
وردد المحيط صدى صرختي الملتاعة ..
***
لا شيء سوى الصمت ..
هذا هو ما تحول إليه المشهد الذي كان ملتهباً منذ لحظات..
الشهاب يحاول أن يستجمع أنفاسه المتلاحقة جوار الحافة...
حميد جاء يجر قدمه جراً بعد صراعي معه وحينما ألقى نظرة على الموقف سقط على ظهره وهو يتنفس الصعداء ...
رشيد جاء وهو يحتضن تنتن وتنتون والدهشة والذهول لا يفارقان سحنته..
البحارة لا يفهمون حرفاً مما يجري ..
ساعد سبع البحار المحيط بخاصرتي يتراخى ببطء ويده الأخرى تفلت ساعدي الذي يحمل السيف ..
لا أستطيع أن أصف شعوري بدقة بعد أن عادت قدماي تلامس سطح الخاتون ..
خواء ..
لا أدري ما الذي ينبغي علي فعله ..
كأنني طفل تركه أبوه يواجه موقفاً أكبر منه وهو الأن في حيص بيص ..
لم يعد للحقد والغضب وسائر المشاعر التي استولت على
وجداني أي وجود.. فجأة هدأ كل شيء مع غياب الجمجمة الذهبية في قاع المحيط ..
هل حقاً كنت واقعاً تحت تأثير شيء ما أم أنني هدأت حينما تأكدت من سلامة نية الشهاب وحميد لما ألقوا الجمجمة في الماء.. لن يسرق أحمق جمجمة ذهبية ليلقيها في اليم ..
لقد سيطرت عليهما فكرة الاستحواذ الشيطاني هذه و...
لكن لما المكابرة يا سندباد ؟..
أنت لم تكن أنت ..
وأنت تدرك هذا جيداً ..
الأن عليك أن تتوارى عن الجميع ..
لتختلي بنفسك ولتحاول أن تتوضأ وتصلي ركعتين لخالقك فتهدأ بعدها نفسك ..
لقد أنقذني الرفاق من كيان شرير لا أدري كنهه ولا أحد منهم ينتظر مني كلمة شكر أو اعتذار ..
أنهم متفهمون فأنت لم تكن أنت..
لقد قاتلت حميد أعز أصحابي وكدت أفتك بالشهاب الذي
علمني ركوب البحر ..
كل هذا كان كثير .. كثيراً جداً ...
أكثر مما يحتمل ..
***
لكن ترى هل هذه هي النهاية ؟
***
جلست في قمرتي أقلب في سجلاتي وأدون بعض الملاحظات
حينما طرق الباب ..
ـ أدخل يا حميد ...
بالفعل دخل الأخير وهذا لا يعود لكوني عرافاً.. فقط أنا أعرف طرقته..
كان يبتسم في ود لكنني كنت من داخلي أتمزق كلما تذكرت ما كان وما جرى ..
ولم يكن وحده كان الشهاب يقف خلفه :
ـ سندباد إلى متى ستختلي بنفسك الخاتون لن تقود نفسها بنفسها ...
انشغلت بالسجلات متحاشياً النظر إليهما وقلت للشهاب:
ـ لم يكن ما مر سهلاً ..
قال حميد :
ـ ومنذ متى ونحن نمر بمغامرات سهلة.؟..
أزحت سجلاتي جانباً وجذبت نفس عميق ثم أطلقت زفرة حارة أودعتها كل انفعالاتي ..
ثم قلت في شرود :
ـ لا أدري ..لماذا يحدث هذا لي فقط .. لماذا يبدأ بي أكلة لحوم البشر دوناً عن سائر البحارة؟ ولماذا تختارني الجمجمة الشيطانية دوناً عن سائر البحارة وتقرر الاستحواذ على عقلي؟
تنحنح حميد وهو يداري تبسمه فنظرت له في غل جعله يقول في سرعة :
ـ بالنسبة لأكلة البشر لعلك كنت تبدو لهم أسمن من بقية البحارة .
نظرت له في سماجة على حين عاجلني الشهاب بقوله :
ـ أما بالنسبة لجمجمة الشيطان الذهبية ..فاختيارها لك لأنك
الربان .. ولو سيطرت عليك فقد سيطرت على كل من تحتك .
ابتسمت لهما في غيظ قائلاً :
ـ واضح أن كل المصائب التي تنصب على رأسي لها تبريراتها المناسبة حتى لو سقط قلع من قلاع الخاتون فوق
رأسي فلن أندهش فربما كان السر في جاذبيتي الشديدة أو أي هراء أخر .
لكمني الشهاب في كتفي كعادته السمجة وهو يقول في مرح :
ـ المهم أن تلك الجمجمة المشؤمة قد ذهبت إلى غير رجعة
سلمت لنا يا سندباد .
هنا ..
وهنا فقط أضاء عقلي المكدود بشموس عديدة...
وذكريات قريبة ..
***
ـ جماعة الجمجمة ليسوا قراصنة عاديين ..
ـ إنهم جماعة شيطانية ...
ـ إنهم يفتكون بالبحارة تعسي الحظ عن طريق جماجم نارية
يقذفونها على المراكب والسفن فتشتعل فيها النيران ...
***
هنا شق شيئاً ما الهواء بجواري وارتطم بصاري الخاتون ..
بعدها لم أرى سوى الشرر يتطاير ولم أسمع سوى الرعد
يصم أذنيا ...
***
قذيفة ثانية تمرق من جوارنا لكنها تخطئ الهدف وتغوص في قلب المحيط ..
***
رشيد يحمل تنتن وتنتون إلى قاع السفينة ويغلق الكوة من وراءه بإحكام قبل أن تهوى القذيفة الثالثة فوق الكوة وتتناثر الشظايا في كل مكان ...
***
ومرة رابعة تشق الهواء قذيفة أنفاط وترتج الخاتون ويفقد البعض توازنه ...
***
وأمام عيني المذهولتين كشف جزء من الخرقة ليريني إياه :
ـ سندباد ...هذا ما تخلف من انفاط القراصنة ..
***
وانتفضت قائماً مثل الزنبرك وصحت مثل الديك :
ـ يا إلهي الذي في السماء .. هناك قذيفتان أصابتا الخاتون سوى القذيفة التي أصابت الصاري ..
قال الشهاب في غباء :
ـ وماذا في هذا؟
صاح حميد وقد فهم :
ـ رباه .. هذا يعني أن ...
وقطع عبارته وضرب جبهته بكفه.. نظرت للشهاب موضحاً في مرارة :
- لقد رمانا القراصنة بأربع قذائف .. واحدة غاصت في المحيط، وواحدة استقرت في الصاري، وواحدة كادت تفتك برشيد وتنتن وتنتون عند الكوة الموصلة للقاع، وواحدة أصابت مؤخرة السفينة وجعلتها ترتج بعنف، كان هناك ثلاث قذائف بثلاث جماجم أصابوا الخاتون، تخلصنا من واحدة وبقت جمجمتين طليقتين الأن على سطح الخاتون جمجمتين سقطتا من حساباتنا وهما الأن تعبثان في عقل أحدهم .
***

 
 

 

عرض البوم صور عمرو مصطفى   رد مع اقتباس
قديم 17-01-18, 09:51 AM   المشاركة رقم: 8
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مغامر ليلاس الأول



البيانات
التسجيل: Dec 2011
العضوية: 233726
المشاركات: 503
الجنس ذكر
معدل التقييم: عمرو مصطفى عضو على طريق الابداععمرو مصطفى عضو على طريق الابداععمرو مصطفى عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 266

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عمرو مصطفى غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عمرو مصطفى المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: جماعة الجمجمة( من سجلات السندباد)

 

(4)
جمجمة وطبيب وطاهي

لابد من إيجاد الجمجمتين ..
نظرت لحميد والشهاب قائلاً :
- سنقسم أنفسنا .. سأذهب أنا مع سبع البحار لتفقد الكوة التي أصابتها القذيفة وأنتما تذهبان لتفقد مؤخرة السفينة ومن يجدها يتخلص منها فوراً في الماء ..تذكرا ..قد تكون مع أحدهم ..وقد تكون مسيطرة عليه، وبشدة ..كونا حذرين ولابد أن يبقى الأمر سراً حتى لا يأخذ أحداً حذره ..
نظر لي حميد في غيظ قائلاً :
ـ تذهب أنت في حماية سبع البحار وتتركني لأحمي الشهاب !
قلت له في عجلة :
- لا تبتئس يا حميد ..إنها مجرد جمجمة ..
- إذن ما حاجتك لسبع البحار ؟..
- لأن لي سابقة مع تلك الجمجمة ..وأريد شخصاً قوياً يسيطر علي في حالة ما إذا وقعت تحت تأثيرها مرة أخرى ..

***
أنا وسبع البحار ..
العملاق الأبنوسي الذي يحمل قلب طفل وعضلات فيل، والخواطر السوداء التي تتصارع في عقلي.. رباه ماذا لو سيطرت تلك الجمجمة على عقل سبع البحار؟
لا أريد الاسترسال في هذا..
لندعو الله أن نعثر عليها سريعاً قبل أن تعثر هي على أحدهم.
هاهي الكوة المهشمة وأثار القذيفة التي لم تنمحي بعد ..
هناك ثقب ضخم في الكوة التي توصل لقاع المركب أحدثته قذيفة القراصنة ..
ثقب يسمح بعبور جمجمة ذهبية لقاع الخاتون ..
أخذنا نجوب القاع ونفرغ الصناديق الخشبية المليئة بالغلال والخضروات.. نبحث بينها عن شيء كريه ابتليت به الخاتون..
ومرت ساعة كاملة دون نتائج تذكر ..
نظرت لسبع البحار وقلت وأنا ألهث :
- لا فائدة .. لاشك أنها وقعت في يد أحد البحارة وتعمد إخفائها في مكان ما لا يعلمه أحد .
ثم أنني ضربت جبهتي بكفي مستطرداً في غيظ :
- لكن هذه سفينتي .. وأنا أحفظ كل شبر فيها .
كان سبع البحار كعادته قليل الكلام والتعليقات وقد أشعرني هذا بالحنق أكثر ..
أريد شخصا يفكر معي لقد اخترت القوة المفرطة وتنازلت عن العقل حينما تركت حميد مع الشهاب ..
هنا وثبت فكرة إلى رأسي ...

***
حميد والشهاب يتفقدان مؤخرة السفينة ..
الشهاب يداعب لحيته وهو يقول في إرهاق :
- هذا سخف ..هل تتوقع أن تبقى جمجمة ذهبية ملقاة في إهمال على ظهر مركب ..مؤكد وقعت في يد أحدهم ..
قال حميد وهو يفحص أثار قذيفة الأنفاط :
- من الممكن أن تكون قد ارتدت خارج السفينة وغاصت مع أختيها في قلب المحيط .
- هذا افتراض مريح للدماغ ..لكن علينا توقع الافتراض الأسوأ.. أنها مع أحدهم .
- هل سنفتش كل البحارة.. مؤكد من حصل عليها لن يحتفظ بها في سرواله ..سيخفيها عن الأعين ..
داعب الشهاب لحيته الثلجية عدة مرات كناية عن التفكير العميق قبل أن يقول :
ـ إذن ننتظر حتى تظهر على بعض البحارة علامات الاستحواذ .
لم يكن حميد يدر حقاً هل هذا هو التصرف السليم ؟
ماذا يقدر أن يفعل أحاد البحارة لو سيطرت عليه تلك الجمجمة؟
في حالة السندباد كان الخطر محققاً لأنه الربان أما في حالة
سيطرتها على بعض البحارة فلن يعدو الأمر سوى محاولات تخريب محدودة وسيقبض على المخرب وينكشف أمره ..
- لكن ماذا لو أوعزت إليه إغراق الخاتون بمن فيها ؟..
تساءل حميد بوجه ممتقع فعقد الشهاب حاجبية الكثين وصمت برهة ثم عادت لحيته ترتعش بالكلمات التالية :
- لا أظن أن الجمجمة تسعى لذلك.. إنها تسعى للسيطرة على الخاتون لصالح القراصنة والقراصنة لن يستفيدوا شيئاً من سفينة غارقة .
نعم .. كان الشهاب محقاً في هذا لأبعد الحدود وإن كان بعيداً كل البعد عن الحكمة في القرار الذي اتخذه مع حميد ..
ولم يكن أحدهم يتصور ما سيترتب عليه ذلك الانتظار لعلامات الاستحواذ أن تظهر على أحد البحارة..
إن أياماً عصيبة تنتظر الخاتون ..
***
صحت في انفعال :
- الطبيب رشيد ..ذلك الوغد كان أقرب الرجال من القذيفة لأنها أطلقت عليه عند القاع ..
هز سبع البحار رأسه مؤيداً ولم يعلق ولم ننتظر ..
سرعان ما انطلقنا ناحية مخدع الطبيب رشيد ..
أخ! من كان يتوقع ؟..
أنت يا رشيد! أنت !..
وقفنا نتأمل مخدعه الذي امتلأ بالأشياء الغريبة ..
أواني زجاجية مليئة بسوائل غريبة حمراء وخضراء هياكل أسماك غريبة الشكل معلقة على بعض الجدران ..
أنا الذي مكنته من كل ذلك، واليوم.. تدفع الخاتون الثمن ..
ثمن تساهلي ورقة قلبي مع رفاق البحر !
كان رشيد عاكفاً على فحص شيء ما في إناء زجاجي على منضدة ولما دخلنا عليه التفت إلينا في حدة فرأيناه يضع على عينيه منظارين غريبى الشكل قام بتثبيتهما بعصابة جلدية حول رأسه ..
- سندباد لقد أفزعتني ..
قلت له وأنا أقترب منه في حذر متأملاً هيئته الغريبة :
- الحقيقة أنك أنت الذي أفزعتنا بتلك المناظير الغريبة التي تضعها على وجهك ..
أشار رشيد بكفه قائلاً كأنما يخاطب أجهل أهل الأرض :
- سندباد أنا لا أتدخل في سياستك لسفينتك فأرجوك لا تتدخل في مهنتي التي لا تفقه عنها شيئاً ..
هذا هو رشيد الذي أعرفه، مثال الأنفة والكبرياء والذي يعتبرني مجرد ربان همجي لا يقدر مجهوداته لصالح العلم
وفي سبيل إسعاد البشرية، لكنني كنت استمتع بمضايقته جداً
فبرغم جفاءه لي فهو كغالب من تحملهم الخاتون طيب القلب حقا.. وبالتالي هو سهل المنال جداً لو سقط أسيراً لتلكم الجمجمة ..
قلت له وأنا أعبث ببعض الهياكل المعلقة غير عابئ باعتراضاته:
- هلا أخبرتنا ماذا تصنع بتلك المناظير الغريبة ؟.. من باب العلم الذي نجهله .
خلع منظاريه بيمناه في تأفف.. ثم قال وهو يضع كفه اليسرى في خاصرته :
- هذه مناظير تكبر الأشياء عشرات المرات لهذا أراكم الأن كابوس حي في حجم الخاتون ذاتها ..
قلت وأنا أحاول أن أشرآب بعنقي لأرى ما يفحصه :
ـ وما الذي تفحصه هنالك ؟..
ـ أحضر بعض المساحيق المستخلصة من أعشاب البحر تساعد على النوم ..
هل أصارحه الأن ؟
لاشك أنه سينكر ..
لكنها لو كانت معه حقاً فلن تغادر حجرته الأثيرة.. نظرت لسبع البحار كي يستعد لأى مفاجأة من رشيد الذي تسيطر عليه جمجمة الشيطان ثم التفت إلى الأخير وقلت له بلهجة حازمة :
ـ والأن لا داعي للف والدوران يا رشيد ..أين الجمجمة الذهبية ؟..

***
- تباً ..ألم يلقها الشهاب أمام عينيك في المحيط ..؟..
كان رشيد أحمر الوجه كالطماطم ..
هو لا يحتمل التشكيك في ذمته ولم يكن مستعداً لتلقي مثل تلك الإهانة، ولم يتوقعها ..
قلت له وأنا أنظر له بثبات :
- هناك واحدة أخرى ..ألقاها القراصنة على الكوة الموصلة للقاع ..
وملت عليه مستطرداً :
- حيث كنت تختبئ ..
بدأت عليه علامات التذكر ..
لابد أنها تسيطر عليه وبشدة..
سأخلصك منها سريعاً فقط كن متعاوناً يا رشيد ...
- لقد مكثت في القاع مع تنتن وتنتون حتى انتهت غارة القراصنة ولما انقشع الغبار خرجنا فرحين بهزيمة القراصنة ونجاة الخاتون ..لم يكن هناك أي أثر لجمجمة ذهبية أخرى .
قلت له في غيظ :
- نحن فتشنا القاع جيداً ..لم نجد شيئاً ..
قال رشيد في تأفف :
- هذا ما لدي يا سندباد وإن لم تكن تصدق فهاك حجرتي أمامك فتشها كما يحلو لك فقط إياكم أن تمسوا أشيائي بسوء ..
تباً ..
لو كانت مع رشيد فلن تكون خارج حجرته ولن يعرض علي تفتيشها بكل بساطة ..
الجمجمة سقطت في القاع وهناك من حصل عليها بعد ...
من الذي يتردد دائماً على القاع ؟..
هل يمكن أن تكون قد وقعت في يد تنتن وتنتون ؟..
سألت رشيد عن هذا فأكد لي أن تنتن وتنتون لم يفارقاه حتى غادروا القاع ..
ساعدني يا إلهي هذه الجمجمة جعلتنا نشك حتى في أصابع أقدامنا..
- والأن يا سندباد هل يمكنك أن تبحث عن جمجمتك وتتركني أكمل عملي ..
هممت أن انصرف لولا أن حانت مني التفاتة ناحية ذلك المسحوق في الإناء الزجاجي الموضوع على المنضدة ..
- رشيد هل تعاني من الأرق هذه الأيام ؟..
- لا ..لكن هذا المسحوق طلبه مني طاهي السفينة إنه مسكين يعاني من النوم المتقطع والذي يفقده التركيز بالنهار ..
نظرت للكمية الضخمة متشككاً ..
قلت :
- لكن هذه الكمية الضخمة يمكنها أن تنوم عشيرة من الحيتان و...
وقطعت عبارتي فجأة وأنا امسك بتلابيب رشيد صائحاً :
- رباه الطاهي ..هو أكثر المترددين على القاع ..لهذا طلب منك ذلك المسحوق المنوم ..
قال وهو ينظر لقبضتي التي تمسك بتلابيبه نظرة من يتعرض لإهانة لا تغتفر :
- وما علاقة المسحوق المنوم والطاهي المسكين بجمجمتك الذهبية ؟..
- الطاهي وجد الجمجمة يا أحمق.. وهي التي تحركه ..لابد أنها طلبت منه تخدير البحارة عن طريق وضع المنوم في الطعام .. حتى يتسنى للقراصنة السيطرة عليها..
هنا قرر سبع البحار أن يتكلم أخيراً ..
قال في انبهار :
- أنت عبقري يا سيدي ..
صاح رشيد معترضاً وهو يلوح بكفه في وجه سبع البحار :
- مهلاً يا خرتيت البحر.. هذه مجرد تكهنات.. بناها السندباد على خرافة الجمجمة التي تسيطر على العقول ..
والتفت إلي مستطرداً :
- وهو الأن يجوب الخاتون ويلقي بالتهم يميناً وشمالاً على الأبرياء..
عقدت ساعدي أمام صدري قائلاً ببرود :
- الأمر أسهل من ذلك .. لنترك الطاهي يحصل على المسحوق المنوم ولننظر ماذا يصنع ..
صمت رشيد وقد ألجمته فكرتي.. ثم إنه عاد ليقول مغمغماً:
- كما يحلو لك أيها الربان ..كما يحلو لك ...
وابتسمت في ثقة ..
طبعاً كما يحلو لي أيها الطبيب.. وسرحت بخواطري بعيداً.. إلى القاع حيث يطبخ لنا طاهي قد سيطرت عليه جمجمة ذهبية.
***
طاهي السفينة لابد أن يكون بديناً مترهلاً يسبقه كرشه دائماً
بيومين ...
لم أتردد لحظة حينما وقعت عيني عليه أول مرة وقلت وأنا أدون أسمه في سجل الخاتون :
- ستعمل طاهياً ..
قال معترضاً وهو يلهث من أثر الشحم واللحم :
- لكنني لا أفقه شيئاً في الطهي يا ريس سندباد ..
نظرت إليه متشككاً وقلت :
- لا تفهم في الطهي !! كيف اكتسبت كل هذا القدر من الشحم إذن ..
ابتسم في بلاهة قائلاً :
- إنها أمي يا ريس سندباد ..طاهية ممتازة ..
فكرت قليلاً ثم قلت :
- حسناً أذهب أنت وارسل لنا أمك..
- لكنها امرأة يا سيدي ..ماذا ستصنع وسط الرجال ..
هنا ارتفع حاجبي في دهشة :
- أأمك امرأة ؟!..

***

طاهي الخاتون المترهل طفولي الوجه الذي يمكنه أن يصدق أي شيء تقوله له ..
طباخ الخاتون الساذج ألعوبة الخاتون في أوقات الفراغ القاتلة.. ترى ماذا صنعت منه الجمجمة الشيطانية ؟
أتخيله بعين الخيال يهبط للقاع ويكافح لحشر جسده الضخم بين صناديق الطعام هنا تتعثر قدمه في شيء ..
يكافح كي ينحني لينظر و...
وتجد الجمجمة الذهبية ضالتها ..
جمجمة ماكرة تحسن استغلال من يقع تحت سيطرتها ..
سيحتفظ بها في مطبخ الخاتون وحينما يجن الليل تبدأ الإيحاءات الشيطانية ..
ها هو ذا يتحرك حاملاً المسحوق المنوم بعد أن أخذه من رشيد..
ها هو ذا يدخل المطبخ ويغلق بابه خلفه ويستدير ناحية القدر الضخم الذي يحوي العشاء للبحارة ..
يكشف الغطاء الضخم..
ويرفع الكيس المليء بالمسحوق ليفرغه في القدر ..
هنا يتحطم الباب ويثب حميد والشهاب عليه ويكبلان حركته فيسقط الكيس على الأرض ويتناثر المسحوق..
تأملت الباب المحطم في حسرة ثم عبرته قائلاً :
- سأخصم ثمن هذا الباب من رواتبكم ..
ووقفت أتأمل الطاهي الذي يحاول التملص من كلابات الشهاب وحميد وقد اكتسى وجهه بتعبير شرس لا يتناسب قط مع طبيعته الطفولية التي نعرفها ..
رباه ..
هل كانت سحنتي شيطانية هكذا حينما كانت الجمجمة مستحوذة علي.. ازدرت لعابي ثم قلت :
- والأن.. ستخبرنا أين الجمجمة أو أجعلك تجرع قدر الحساء كله حتى تنفلق أمعائك ...
هنا جاء رده سريعاً وغير متوقعاً ...
دار بجسده الضخم حول نفسه فوجدت الشهاب وحميد يطيران في الهواء ويرتطما ببعض القدور الفارغة فوق رف خشبي وتتهاوى القدور فوق جسديهما ..
ثم إنه تناول سكيناً مرعباً من أحد الأرفف ولوح به في وجهي
صارخاً :
- لن يمسها أحد بسوء ..
وبدون تردد قذف السكين ناحيتي ..

***

 
 

 

عرض البوم صور عمرو مصطفى   رد مع اقتباس
قديم 17-01-18, 08:48 PM   المشاركة رقم: 9
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Oct 2017
العضوية: 327451
المشاركات: 5
الجنس أنثى
معدل التقييم: ذكرى لن تعود عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 15

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ذكرى لن تعود غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عمرو مصطفى المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: جماعة الجمجمة( من سجلات السندباد)

 

الرواية جميلة و ممتعة و فصلا عن فصل تزداد تشويقا
يعجبني أسلوب المراوحة في السرد و كذلك استعمال الفلاش باك
كذلك استمتعت بالحس الفكاهي كثيرا مثل هذه الجملة : من باب العلم الذي نجهله
بالتوفيق و متابعة معك إن شاء الله

 
 

 

عرض البوم صور ذكرى لن تعود   رد مع اقتباس
قديم 19-01-18, 04:36 PM   المشاركة رقم: 10
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jul 2014
العضوية: 271387
المشاركات: 11,135
الجنس أنثى
معدل التقييم: bluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 13814

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
bluemay غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عمرو مصطفى المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: جماعة الجمجمة( من سجلات السندباد)

 
دعوه لزيارة موضوعي

مغامرات السندباد مثيرة للإعجاب

شخصيته مميزة ومرحة وجاذبة للمشكلات

كيف سيتغلب على مشكلة الطاهي ؟!

ومن يا تراه قد حاز على الجمجمة الرابعة ؟ لدي حدس بأنه قد يكون حميد ربما.

بإنتظار القادم

مع جزيل الشكر

 
 

 

عرض البوم صور bluemay   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الجمجمة(, السندباد), جماعة, شيلات
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 03:05 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية