لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > الروايات المغلقة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

الروايات المغلقة الروايات المغلقة


 
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (2) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 16-02-18, 07:21 PM   المشاركة رقم: 121
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
كاتب مميز


البيانات
التسجيل: May 2017
العضوية: 325692
المشاركات: 233
الجنس أنثى
معدل التقييم: الفيورا عضو ذو تقييم عاليالفيورا عضو ذو تقييم عاليالفيورا عضو ذو تقييم عاليالفيورا عضو ذو تقييم عاليالفيورا عضو ذو تقييم عاليالفيورا عضو ذو تقييم عاليالفيورا عضو ذو تقييم عاليالفيورا عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 951

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
الفيورا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : الفيورا المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: الأرواح تحت الأقنعة بقلمي / الفيورا

 

التاسعة والعشرون

=
=
=

لا يدري شاهين لم طلب من منتهى أن تحزم له أغراضه عندما أتى له خبر عن سفر عمل قريب. ألم يفعلها بنفسه مرات لا تحصى دون الحاجة لأي مساعدة؟ ألم يكن حريصا مرتابا من عبث أي أحد بأغراضه..؟

قد وجد الطلب يتشكل على لسانه، ينطق به قبل أن يلحقه إدراكه. شيء وجده يكرره معها هي فقط..

فتح الحقيبة التي رتبتها له، يرفع حاجبا لما رآه. ناداها، لتدلف داخل غرفة النوم بعد لحظات، تنظر إلى الحقيبة المفتوحة ثم إليه، تصل لاستنتاج نطقت به: "نسيت أحط لك شي؟"

رد: "الشنطة شوي وتنفجر من كثر ما حطيتي فيها، وتقولين وش نسيتي بعد؟"

كان دورها لتستغرب منه، تنظر إلى الحقيبة لتتأكد: "ماني شايفة شي.."

فسر لها عن طبعه في حزم الأغراض لسفر، وكونه يقتصر على الأساسيات القليلة فقط وترك كل الكماليات وراءه. لو احتاج شيئا سيشتريه من أي مكان حال وصوله.

لكن يبدو أن طبعه ذاك لم ينل إعجاب منتهى على الإطلاق: "كيف تقدر تركز على هدفك من السفر وإنت مشغول تعوض اللي تركته؟"

حسنا، كان لديها نقطة هنا. يذكر مرات عدة صادف وصوله إغلاق المحلات في بلد ما. لكن..: "مشطين فيها مبالغة شوي.."

كان ردها فوريا: "عشان لو ضاع منك واحد يكون الثاني موجود.."

من كان يعرف أن زوجته كانت بذاك الحرص؟

لأول مرة معها، ابتسم شاهين ضاحكا: "شكلي بخليك ترتبين لسفراتي من اللحين ورايح."

أجابته، باديا عليها كل التأييد: "يكون أحسن، ما توقعتك تكون مهمل."

سألها والتسلية تغمره: "يعني أفهم من كلامك إنه كان عندك توقعات عني؟ لي الشرف بصراحة.." ظلت هي صامتة، تشيح بنظرها عنه.

وضع يدا على كتفها بلطف، يسترعي انتباهها ورجوع نظرها إليه. وبينما شعر بها تجفل بسبب فعله، لم تبتعد عنه كأنه نار تلاحقها هذه المرة، بل ظلت في مكانها تنظر إليه بثبات سائل.

ربما بدأت تتعود عليه. وغريب، كيف أن تلك الاحتمالية سرته للغاية.

قال ببساطة ناقضت التعقيد في شعوره حيالها: "يعطيك العافية.."

=
=
=

اعترضت لمار بضجر، فليس لديها الرغبة في الخوض في روتين إزالة مساحيق تجميل عن وجهها: "ما تطفشي مني إنتي؟ كل يوم لازم أصير فأر تجاربك..؟"

مطت هيفاء شفتيها بضيق: "وش أسوي لو عندي أخت متزوجة وعايشة برى والأخت الثانية لسى أبدل حفاظاتها؟"

هزت لمار رأسها بلا، لن تسايرها هذه المرة: "طلعي مواهب المكياج حقتك فغيري. أنا أستقيل."

تأففت هيفاء بسخط لسماع ردها، لكن سرعان ما انسحب السخط منها ليحل محله التفكير: "لمورة.. مو إنتي قلتي إن خالك سافر الصبح؟"

أومأت بنعم، فقد كان سفر خالها سببا في قبول هيفاء المكوث هذه الليلة عندها. لكن لم تفهم ما الذي كانت ترمي إليه صديقتها بسؤالها ذاك.

قالت هيفاء تفسر: "معناته زوجته ما عندها أحد معها صح؟"

استوعبت الهدف الذي تريده: "من جدك؟"

أجابتها: "إيه من جدي. من زمان وأنا ودي أجرب اللي تعلمته عليها. أحس إني بطلع بنتيجة إبداع!"

قالت لمار تعيد صديقتها المتحمسة لأرض الواقع: "لحظة يا بيكاسو، خليها توافق أول بعدين فكري بالنتايج."

نظرت هيفاء إليها بمعنى عندها، لترفض لمار على الفور: "إنتي اللي تبغين تشتغلين عليها، روحي طيب!"

لتعترض هيفاء برجاء: "بس عمري ما كلمتها بغير السلام. ما ينفع أجي عندها فجأة وأطلب منها! إنتي اختلطتي فيها، فخلاص، اطلبي منها..!"

تجادلا طويلا إلى أن خرجا بحل وسط.

وهكذا وجدت لمار نفسها واقفة برفقة هيفاء أمام باب جناح خالها، ينتظران الإجابة بعد طرق الباب.

نظرت زوجة خالها إليهما باستغراب عندما فتحت الباب بعد لحظات بدت كدهر، ترد سلامهما المتوتر بهدوء.

فسرت لمار وقوفهما هذا: "صديقتي هنا ودها تجرب عليك مكياج.."

نظرت زوجة خالها نظرة مطولة إلى هيفاء قبل أن تشير إلى الجناح: "هنا؟"

تبادلت لمار النظرات الذاهلة مع هيفاء قبل أن ترد الأخيرة: "لا، عند لمار، كل أدواتي هناك.."

لم ترد زوجة خالها بشيء بعدها، ورافقتهما بصمت.

انخرطت هيفاء في عملها على زوجة خالها التي سايرتها ولم تعترض كما كانت تفعل لمار، وبدت هيفاء كأن العيد حل مبكرا.

وكما توقعت هيفاء، كانت النتيجة النهائية رائعة، خصوصا عندما كانت مهارات هيفاء أكثر صقلا بعد تلك الدورة التي أخذتها قبل شهور.

التقطت لمار لها صورة، توثق إنجاز صديقتها وجمال زوجة خالها البهي.

أصرت هي وهيفاء على زوجة خالها البقاء معهما أطول، يقضين الوقت ما بين مشاهدة فيلم إلى ربع قبل أن تتعطل بطارية لابتوب هيفاء عليها فجأة، إلى الأخذ من وليمة السعرات الحرارية التي اشترتها لهذه الليلة، وإلى تفحص ألبوم الصور العائلي الذي لاحظته زوجة خالها موضوعا على المنضدة وسألت عنه.

تحب لمار ألبوم الصور ذاك، وتحب تفحصه والشعور بالحنين لأيام جمعت الكل.

انخرطت هيفاء في الضحك عندما عرفت لمار بحرج عن الذين ظهروا في أحد الصور، بينما بدا على زوجة خالها التسلية التامة.

كانت صورة تجمع أربعة: ابنة خالتها ترانيم وأختها كادي، جالستان كالأميرات، بينما ولد خالتها جلال كان يحملها كطفلة، يبدو عليه الإنزعاج وهي تمام البهجة لارتفاعها، تلوح بيديها للسماء. قد قالت لها كادي أنها أصرت وألحت وبكت في سبيل جعل جلال يحملها، وكان المنظر الذي انتهيا به طريفا موثقا بهذه الصورة.

قالت هيفاء تغيظها: "الله! شوفي بعلك الموقر كيف شايلك. واضح إنه راعي واجب منذ الصغر!"

أسكتتها لمار بزخم ضعيف، تفكر للحظة في كون جلال يفكر بها كطفلة تحمل إزعاجها في الصغر.. وكم كانت تلك الفكرة كئيبة.

لفتت نظرها صورة أخرى، لتتناسى أفكارها تلك وتوجه انتباهها لها. قالت تعرف بالصورة: "خالي المسكين تبلش فينا وهو لساته صغير. أذكر إن خالتي وأمي كانوا يعتبروه واحد منا مو أخوهم."

عرضت الصورة خالها وهو مراهق، وحوله أطفال أختيه. وبحق بدا فيها كالأخ بدل الخال. حكت أمها كثيرا عن تلقيه الحلوى والألعاب مثلهم من الأقارب والأصدقاء رغم اعتراضاته. وحكت أيضا عن كونه متطلعا لزياراتهم لبيت جدها، يعطيهم ما عنده ليلعبوا به. كان قدوة لهم في الصغر، خصوصا لابن خالتها جلال.

(جلال.. لِمَ يرجع فكرها إليه بشكل مفرط هذه الأيام؟)

تفحصن صورا كثيرة بعدها، ولاحظت لمار اهتمام زوجة خالها، ابتسامها لسماع حكايا كل صورة، لاحظت أيضا اهتمامها بالصور التي كان خالها شاهين فيها خاصة، يبدو عليها تحليلها، التفكير بعمق بها..

وكان بعد استئذان زوجة خالها للخروج واستسلام هيفاء للنوم أن تذكرت لمار الصورة التي التقطتها لزوجة خالها وهي تحادثه على "الواتس" بعد وصوله لوجهته، تتذكر ما همست به هيفاء لها..

(والله زوجة خالك هذي صاروخ زي ما يقولون..! مفروض خالك ما يخليها تطلع للناس!)

ابتسمت بخبث قبل أن ترسل له الصورة.

#تعرف الحلوة ذي؟

لم يرد عليها خالها إلا بعد دقائق:

#من عنده الصورة غيرك؟

ردت، مستغربة من جفاف نبرة خالها حتى لو أتت بشكل نص:

#بس أنا خالو

رده هذه المرة كان فوريا:

#امسحي الصورة والمحادثة. لو رجعت ولقيتها لساتها عندك إنسي إن كان عندك جوال

لم تخطط لمار للاحتفاظ بالصورة لوقت طويل، وطبعا ستكون حريصة ألا تقع في يد غيرها. لكنها لم تعترض بتلك الحجج وردت:

#حاضر بيغ بوس! إنت تامر أمر!!

وعندما انتهت محادثتهما، أدركت لمار أن خالها لم يبد رأيه بالصورة كما أرادت.

=
=
=

كانت منتهى تقرأ في أحد كتبها المفضلة عندما رن جوالها ينبض باتصال من أبو نادر. أتاها سلامه عندما أجابت بعد شيء من الصعوبة، فجوالها مرهق في بطئه وتعطله المتكرر: "وعليكم السلام أبو نادر.. وصلت؟"

أجابها: "إيه وصلت من فترة.." أردف بعدها يفاجئها: "كويس إني خمنت صح وإنك لساتك ما نمتي."

رفعت هي حاجبا بفضول: "صار شي؟"

خالط رده لمحة من ضحكة: "ليه؟ يبغالي سبب عشان أكلمك؟"

للحظة لم تعرف منتهى بم ترد على سؤاله ذاك، متعجبة مستغربة: "توقعت فيه سالفة تبغى تقولي إياها.."

رد هو بأريحية وتسلية لاحظتها تزداد في صوته هذه الأيام: "ما عندي شي مصيري أقولك عنه.. بس أعلمك بوصولي وخلاص. تمانعين؟"

أجابته بصدق: "لا.."

أحست في نبرته الرضا، ليقطع رده تثاؤبه: "يلا أترخص، بخليك تنامين. تصبحين على خير.."

ردت: "وإنت من أهل الخير.." تمهلت لحظة قبل أن تضيف: "لا تنام عالمكاتب هناك.."

وكان جوابها ضحكة متعبة منه و "إن شاء الله" قبل أن يقفل الخط.

ابتسامة باغتت شفتيها على حين غرة.

ربما استغربت اتصاله بها، لكنها قدرته.

انتهى البارت..~

 
 

 

عرض البوم صور الفيورا  
قديم 16-02-18, 07:22 PM   المشاركة رقم: 122
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
كاتب مميز


البيانات
التسجيل: May 2017
العضوية: 325692
المشاركات: 233
الجنس أنثى
معدل التقييم: الفيورا عضو ذو تقييم عاليالفيورا عضو ذو تقييم عاليالفيورا عضو ذو تقييم عاليالفيورا عضو ذو تقييم عاليالفيورا عضو ذو تقييم عاليالفيورا عضو ذو تقييم عاليالفيورا عضو ذو تقييم عاليالفيورا عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 951

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
الفيورا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : الفيورا المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: الأرواح تحت الأقنعة بقلمي / الفيورا

 

الثلاثون

=
=
=

قالت شادية وهي تُجلس غالية جانبها، متشوقة لتسمع منها، فهي لم ترها إلا مرات متفرقة هذه الفترة: "ما بغينا نشوفك! سرقك عمي منا خلاص..!"

ضحكت عندها غالية ورأت فيها نفس السعادة التي كانت تراها في عمها: "شهور وأنا رازة وجهي عندك. خليه يسرقني وش فيها؟"

لترد تضيق عيونها، تقول باستهجان مزيف وهي تمنع نفسها من الابتسام بإشراق: "مسرع ما نسيتي مسلسلكم اللي حشرتوني فيه.. صدق حريم!"

غمزت لها غالية عندها، تقول بخبث: "خليك من مسلسلات غيرك، أخبار مسلسلك إنتي؟"

أخبرتها عندها شادية عن راحتها مع عبد الرحمن، راحة خالطها الشعور بالذنب والإحساس أنها كانت مقصرة في حقه: "لكن وش أسوي؟ من بيقوم في البيت غيري؟"

ضربتها غالية بخفة على رأسها: "تستهبلين ولا تستهبلين؟ إنتي اللحين في ربيع زواجك.. استغلي الوقت وتصرفي كعروس. إنسي مسؤولياتك ولو يوم! اطلبي منه أحد يساعدك. أكيد بيجيب لك.."

امتعضت ملامح شادية بعدم استساغة: "تعرفيني ما أحب أحد غريب في البيت يقوم فيه، وجدي أردى مني.."

تنهدت غالية بتأفف قبل أن تقترح: "إذا كذا شدي حيلك في التعويض!"

كررت بعدم فهم: "تعويض..؟"

كانت النظرة التي أعطتها غالية مزيجا من التسلي والإشفاق: "شكله ولد الجبر بيتعب معاك.."

=
=
=

كانت تضع لمسات زينتها الأخيرة عندما أتى سيف يخبرها أن الوليد كان في مجلس الرجال لفترة، وأن جلال كان في استقباله.

عندها تذكرت ترانيم كون والدها مسافرا.. وهذا ما جعلها تسرع متجهة إلى المجلس قبل أن يفتعل جلال مشكلة!

لكنها وصلت لترى جلال والوليد منخرطين في الحديث، لا يبدو عليهما القرب من العراك إطلاقا.

استأذن جلال خارجا لرؤيتها تقف على عتبة الباب، ليقول الوليد بتذكير قبل أن يخرج: "لا تنسى تصحى مبكر عالسبت ولا بسحب عليك ترى!"

ليرد جلال بضحكة: "لا توصي حريص..!"

نظرت ترانيم بينهما بعجب..

"وش اللي صار هنا بالضبط..؟"

وربما كان عجبها واضحا، لأن الوليد فسر: "بنروح نصيد السبت.."

رمشت ترانيم عدة مرات قبل أن تسأل: "من متى وجلال يصيد؟"

لم تعتقد يوما أن أخيها الكبير وكلمة صيد سيجتمعان في جملة واحدة. المفهوم بدا غير معقولا، طريف لدرجة هيسترية.

كيف وصل الحديث بهما لأمر الصيد أصلا؟! أي سحر مارسه الوليد على أخيها ليتبدل موقفه منه بجلسة واحدة؟!

أجابها الوليد: "أخوك شكله من النوع اللي يحب التحديات. أصر علي إنه يقدر يتعلم يصيد فيوم واحد.." ابتسم عندها يشملها بنظرة منبهرة، ينحني مقتربا ليقبل جبينها، يهمس: "وياذي الطلة اللي تنعش الروح.."

ابتسمت برضا مغتر، تعرف أنها بدت بأبهى حلة لكن سماع اطرائه لا يضر. ردت: "صرت عصير ليمون على غفلة؟"

قهقه هو ضحكا: "يحليلك لما تحاولي تنكتي..!"

وعندما اعتراها الغيظ من كلامه ذاك احتضنها معتذرا باسما، وكم وجدته ظلما كونه شخص لا يمكن الغضب عليه طويلا.

وحسنا، ربما لاحظت الفرق في البقاء في بيت عائلتها عزباء وبين البقاء فيه متزوجة. وربما لاحظت كونها لا تمانع عودتها مع الوليد لشقته على الإطلاق.

=
=
=

عندما زارت لمار خالتها غادة برفقة أمها، لاحظت ابنة خالتها الصغيرة سمية تتصرف بشكل مريب.

في بادئ الأمر، لا تزعج سمية نفسها عادة في البقاء مع الضيوف بعد تبادل السلام والأسئلة العامة عن الحال. كانت على عكس أختها، منطوية منغلقة عن الناس سوى من صديقاتها المقربات. كونها ما زالت جالسة معهن كان عجيبا.

لم تكتف سمية ببقائها المطول، لا، بل زادت عليه بمحاولاتها التقاط صورة للمار دون أن تلاحظ.

توجهت إليها لمار بابتسامة، تتحقق من احتمالية تشكلت في ذهنها عن سبب كل هذا: "ممكن جوالك لحظة؟"

=
=
=

سأل جلال عندما رد اتصال أخته، متناسيا استغرابه من اتصالها به وهو يريد الرد بصورة منها: "ها؟ بشري؟"

رد عليه ذاك الصوت المبحوح بنبرة مرح وتقليد لمقدمي برامج المسابقات: "للأسف خسرت، حظا أوفر في المرة القادمة..!"

احتاج جلال لحظة ليستوعب ما حصل قبل أن يبتسم، يرد بافتتان: "ما اعتبر نفسي خاسر وإنتي اخترتي تتصلي علي.."

ازدادت ابتسامته ميلا عندما سمعها تتلعثم في مخاطبتها سمية، تناولها الجوال. قالت سمية تشرح ما حصل بكلمة: "مسكتني.."

واساها جلال، فهي قد امتثلت لطلبه دون أي اعتراض: "ما عليه سمسومة، بجرب شي ثاني."

حسنا إذا، أثبتت لمار أنها لم تكن بالخصم السهل.

=
=
=

فور فتحها الباب، رأت منتهى لمار وبيدها جوالها، تمده إليها قائلة: "خالي يبي يكلمك.." لتخطو مبتعدة حال أخذها الجوال منها، قبل أن ترد منتهى بكلمة حتى.

سلمت عليه مستغربة من كونه لم يتصل بجوالها إذا كان يريد محادثتها، ليتبين السبب بعد رده سلامها، يسأل: "صار لك شي ولا وش؟ حاولت اتصل عليك ويقولي يا إما إن الخط مشغول أو الجوال مقفل.."

اتجهت للطاولة الصغيرة التي وضعت جوالها عليها، تلتقطه وتتفحصه لتجد أن كل رقم لديها كان محظورا: "جوالي خرب علي كالعادة. مسوي حظر للكل من نفسه.."

سألها عندها والعجب باد في صوته: "وليه ما بدلتيه؟"

ردت بعدم اكتراث: "أنسى.. وبأية حال، أنا ممشية وضعي معاه، ومو كأن اتصالات كثيرة تجيني.."

في الحقيقة، لم تشتر هذا الجوال إلا بعد زواجها بأبو كادي، ولم يكن محفوظا فيه سوى خمس أرقام. الأول كان رقم عمها حامد الذي لم تتصل به مرة إيفاء لعهدها. الثاني كان رقم أبو كادي الذي حذفته قبل فترة. الثالث والرابع كانا رقمي كادي ولمار لإصرار والدهما حفظهما تحسبا لطارئ. الخامس والأخير كان رقم أبو نادر.

لم يأتي مساء هذا اليوم إلا ويأتيها طرق على الباب، لترى الخادمة تحمل بيدها علبة عندما دلفت داخلا، علبة تبين أنها تحوي جوالا فخما حديث الطراز.

كان جواب أبو نادر عندما اتصلت به فور تشغيلها للجوال: "ما دامك تنسين، جبته لك بدلا عنك.."

=
=
=

لاحظ الوليد تجنب ترانيم له طيلة هذا الصباح والتزامها السرير مغطية نفسها تماما باللحاف. أقلقه تصرفها، خصوصا عندما لم تقضي "لحظتها" المعتادة في التجهز ليوم جديد.

جلس جانبها على طرف السرير، يسأل: "حبيبتي إنتي بخير؟"

لتجيبه بصوت مكتوم بفعل اللحاف: "إيه بخير.."

لم يصدقها: "طيب نزلي ذا اللحاف وخليني أشوف وجهك.."

لم تجبه حتى بعد انتظارها للحظات.

مد يده عندها يرفع اللحاف عنها بالكامل، وما رآه جعل مستويات القلق تصل أقصاها: "ليه تكذبين وتقولين ما فيك شي؟!"

إذا كانت ترانيم في العادة مشعة في بهائها، فإنها اليوم بدت خافتة حد العتمة. كانت شاحبة باديا عليها الإرهاق التام، خصلات من شعرها ملتصقة بوجهها المتعرق، وملامحها تتشنج ثوان ببوادر الألم. قالت له مشيحة بنظرها عنه: "والله ما فيني شي.."

رد عليها بحزم: "خلينا نروح المستشفى ونشوف."

أصرت: "صدقني ما بيقولوا شي.." فسرت له بحرج: "الدورة تخلي حالتي حالة، فأحسن تبعد عني لأن منظري ما يسر."

أخيرا فهم حرجها وسبب اعتراضها، وابتسم لها بعطف، يرجع بضع خصلات وراء أذنها: "مافيه أحد بيكون توب على مدار الساعة، عادي لو صارت مطبات." جعلها تنظر إليه: "تراني زوجك، متوقع مني أشوفك بأردى الحالات. وش بتسوين لا جيتي تولدين، تطلعيني من الغرفة؟"

أجابته بكل جدية: "إيه.."

ضحك من طبعها الغريب وسأل عندما هدأ: "وش أقدر أجيب لك اللحين؟"

وبعد لحظة تردد، أجابته ببضع طلبات.

=
=
=

أحيانا عندما يصل الضجر بها أقصى حدوده، تحضر كادي تجمعات نسوة مبنى الشقق الذي تعيش فيه، تقضي الوقت بصمت بينهن وثرثرتهن.

حديث هذه الجلسة كان عودة مالك هذا المبنى للبلاد، موضوع لم تكن كادي مهتمة به إلا عندما وجهت جارتها فدوى لها الحديث: "زوجك عالجه مرة صح؟"

كيف عرفت؟: "إيه.."

بدت فدوى فخورة بنفسها لسماع جوابها: "كنت دارية..! زوج كادي هو نفسه الرجال اللي كان يحكي أبو قاسم عنه لفترة يا بنات!"

هتفت أخرى تسمى هديل: "أذكر إنه كان متحسر إن بنته كانت متزوجة، ولا كان بيزوجها له كرد معروف!"

لحظة.. لحظة لحظة لحظة!

سألت كادي بسكون، تريد التأكد مما سمعته: "وش قلتي؟"

قالت تلك تطمئنها: "لا ذي سالفة صارت من زمان قبل لا يتزوجك ما عليك..! وما قالها أبو قاسم إلا لما سألناه عن حاله بعد تعبه ذاك. يعني زوجك ما يعرف عن نيته."

كانت.. محقة، فحتى عبد العزيز أخبرها عن تلك الحادثة ودورها في سكنه هذا المبنى..

لكن كادي لم تستطع إلا أن تغضب من مجرد الفكرة!

عندها قالت أخرى تسمى روعة بإدراك: "لحظة.. مو بنته ذيك تطلقت تو؟"

لتؤيدها فدوى، تضرب يدا على ركبتها: "إيه والله! توها تطلقت من ذاك الصحفي..."

أخذن عندها يحكين عن ابنة أبو قاسم، ينسين وقع الموضوع بأسره على كادي التي احترقت حتى الرماد في مكانها.

انتهى البارت..~

 
 

 

عرض البوم صور الفيورا  
قديم 17-02-18, 01:08 AM   المشاركة رقم: 123
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
قارئة مميزة


البيانات
التسجيل: Jan 2016
العضوية: 308877
المشاركات: 164
الجنس أنثى
معدل التقييم: Maysan عضو على طريق الابداعMaysan عضو على طريق الابداعMaysan عضو على طريق الابداعMaysan عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 391

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Maysan غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : الفيورا المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: الأرواح تحت الأقنعة بقلمي / الفيورا

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شكرا جزيلا الفي وربي يجزاك خير ويسعدك ويوفقك ويفتح عليك وييسر امورك على الفصول الثلاث الجمليه جدا رسمتي البسمه على فيسي ربي يرفع قدرك ويفتح عليك فتوح العارفين العالمين بدراستك وتسلم يدينك يارب ..

شاهين ومنتهى / تطور جدا جميل في مشاعرهم اعجبني .. الاثنين بيتقاربوا من بعض بشكل سلس وجميل وتدريجي جدا .. شاهين وشعور الرضا اللي يتخالج صدره لما مانفرت منه 😍.. اتوقع في حاجه راح تحصل تقربهم من بعض اكثر واسرع .. ام عبد الرحمن هالعجيز يعني كانت عارفه بوجود خلل في اخلاق تسنيم ومع كذا زوجتها شاهينا !! وحذرت ولدها منها العجيب ورا هو ماحكى وحذر ولد عمه ليه سكت وهو عارف انه امه اللي مرشحتها لهم !! والله ماألومه لما انه وضع منتهى تحت المراقبه اللي حصل له من هالعجيز شيء بشع 😤.. ردة فعل شاهين على الصوره اللي ارسلتها له لمار غريب !! بصراحه مااستنجت منه حاجه هو خوف او قلق او الاثنين اكيد هو عارف لمار وواثق فيها تمام الثقه لكن ردة فعله حيرتني ؟ زياده على جفاف رده عليها ؟ كنت ابقى اعرف ردة فعله على الصوره ايش رأيه ههههههههههههه وكيف شافها لمنتهى بعد الميك اب خصوصا انها هي بدونه يقول عنها فتنه وماتحتاجه ؟!! الفي ايش رأيك تعرفينا برأيه فيها بالميك اب مستقبلا ههههههههههه ..
اعتقد انه شراء شاهين للجوال مو بس انه لانه منتهى تنسى عن تستبدله اتوقع هو رغبته في محادثتها والإطمئنان عليها وهو غايب .. واللي اكد لي الشيء هذا اتصاله بلمار لما عجز عن التواصل معها وكانت جملته بعد السلام تظهر قلقله عليها .. كل الاهتمام والتقدير والاحترام اللي يعمله شاهين تجاه منتهى هي بالاساس فاقدته وبعضها ماعمرها جربته ياعيني عليك يابنتي ياميمي حسبي على اللي ظلمك وآذاك 😡..

كنت انتظر ردة فعل اعنف من كذا من العجيز لكن طلعت الاخت عارفه ومطلعه على مسألة زواجه وتراقب بعد لها في شغل الافلام البولسيه والاكشن بصراحه ههههههههههههه .. ولدك طول بعرض رجال تراقبيه !! بزر هو علشان كل هذا ؟ المهم اتوقع هي ماسكتت من خير اكيد ناويه نيه سوداء على عروس ولدها .. ومادام هي مو راضيه عنها ولا راح ترضى الله يعين شاديه عليها ☹.. نشوف كيف بتدخل للمسكينه اللي على نيتها واذا كانت شاديه ماتعرف للحريم الخبثيات فغاليه موجوده الله يسلمها لنا بس هههههههههه ..

شاديه وعبد الرحمن / يالله تذكرت موقف حصل لي مثل عبد الرحمن بالشتاء دخلت اتروش والسخان بح والله ياهو عذاب هههههههه الله لايذوقه احد .. الجد وراه كذا متحفز ومنغلق على رجل حفيدته .. ياليت تحفر بس وتعرف انه حفيدتك هي سبب جلوسه عندكم مو هو ابقى اعرف ردة فعله لا عرف انه ظلم عبد الرحمن .. وغاليه معها حق حسيت شاديه مو مثل باقي عرايس الروايه هههههههه مختلفه تماما تأتي بعد منتهى طبعا ..

جلال ولمار / خيرها بغيرها .. والله ذكيه هالبنت ولماحه والله بشوق لردة فعله بعد مايشوفها ويصفها لنا ..

الوليد وترانيم / اممم اقدر اقول تنازلت عن كبريائها وراح تستمر بعلاقتها مع الوليد او بدري على الحكي هذا ؟ كل المؤشرات الحاليه بتدعم تنازلها لكن مانعرف هل هو مؤقت او دائم !! خصوصا انها بدأت تعقد مقارنه والنتائج تصب في صالح حياتها مع الوليد واللي واضح عليه انسان حلو المعشر وسلس في التعامل وحباب هههههه اتمنى من جد انه الوليد مايعرف نهائي انه اخذته وهي مغصوبه 💔..

كادي وعبد العزيز / مين هذا ابنة ابوقاسم ياهو على سواليف الحريم اللي ما وراها فائده ههههههه وهذا وحده منهم من جد يعني ليه يذكروا هذا الموضوع بالذات خوفوا المخلوقه وتركوها تشتعل وربنا يستر اذا رجعت شقتها ايش ممكن تسوي .. وبعدين اتوقع اصرارها على سكن عبد العزيز عنده هذا هو رد المعروف له ومااعتقد انه يفكر يزوج عبد العزيز بنته وخاصة وهو متزوج 😌.. لكن هنا راح تظهر لنا مشاعر كادي واللي كانت تحاول تهرب منه قبل الزواج وبعده 😁..

تسلمي مره ثانيه الفي ربي يسعدك ويقضي حوائجك وييسر امورك .. بإنتظاااار القااادم بشوووق ربنا يبارك فيك وفيما وهبك واعطاك ورزقك يارب .. 🌹..

 
 

 

عرض البوم صور Maysan  
قديم 17-02-18, 08:36 PM   المشاركة رقم: 124
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
قارئة مميزة


البيانات
التسجيل: Sep 2010
العضوية: 190192
المشاركات: 574
الجنس أنثى
معدل التقييم: أبها عضو ذو تقييم عاليأبها عضو ذو تقييم عاليأبها عضو ذو تقييم عاليأبها عضو ذو تقييم عاليأبها عضو ذو تقييم عاليأبها عضو ذو تقييم عاليأبها عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 748

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
أبها غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : الفيورا المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: الأرواح تحت الأقنعة بقلمي / الفيورا

 

شكرا الفيورا على الكرم الحاتمي .🌸

كل أبطالنا أحوالهم عال العال ..
اللي نغص علينا أم عبدالرحمن .. إنسانة غريبة الأطوار .
في البداية ترشح لولدها عروس و تلح عليه ياخذها ، ثم بعد ما عرفت
عن سوء أخلاقها ترشحها لشاهين ، عجيب أمرها .!! 🤔
هل كانت تريد الانتقام من ابو شاهين عن طريق ولده ؟ و للا في
شي مستخبي ؟؟
و ما اعتقد أبداً إنها راح تسكت على زواج عبدالرحمن من غير شورها
و علمها .. الله يستر على شادية و يحفظها من مكايدها .

كادي و عبدالعزيز .. أرجو إن أوراق الماضي ما تأثر على
علاقتهم ، مع إني ما فهمت الموضوع بالضبط ..
قرقة الحريم و سوالف الاجتماعات البطالة ما ياخذ الواحد
منها حق و لا باطل .
كل الشكر والتقدير الفيورا .. بانتظارك باذن الله .🍃

 
 

 

عرض البوم صور أبها  
قديم 18-02-18, 04:22 PM   المشاركة رقم: 125
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Oct 2015
العضوية: 305275
المشاركات: 51
الجنس أنثى
معدل التقييم: د ا ن ة عضو له عدد لاباس به من النقاطد ا ن ة عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 128

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
د ا ن ة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : الفيورا المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: الأرواح تحت الأقنعة بقلمي / الفيورا

 

تسلمين على الثلاث بارتات راااائعة وحماسية
..
واصلي 😚

 
 

 

عرض البوم صور د ا ن ة  
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الأرواح, الأقنعة
facebook




جديد مواضيع قسم الروايات المغلقة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t205440.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 11-12-17 04:58 PM
Untitled document This thread Refback 09-12-17 07:17 PM


الساعة الآن 06:39 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية