كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 507 - الحب او لا شيء - ناتالي فوكس - قلوب عبير - دار النحاس (الفصل الثامن)
كانت بشرة الطفلة ناعمة وملساء و رموشها طويلة حريرية. وكان شعرها الأسود سميكاً بشكل لا يصدق بالنسبة الى طفلة صغيرة كهذه . نظرت روث الى روزا متسائلة. انها ليست طفلتها بالتأكيد , لكن ربما طفلة دولورس؟
قالت لها روزا " لها من العمر ثلاثة اشهر"
" آه " وافقت روث, وهي مازالت مبتهجة بالطفلة والتي كانت تنام بسلام بين ذراعيها . وتوردت وهي تأمل في انها اصابت الهدف الصحيح " ما اسمها؟"
ضحكت روزا ونظرت إليها نظرة ذات معنى وكأنه ينبغي على روث ان تعرف ذلك" ماريا لويزا , مثل اسم والدتها ماريا لويزا"
درات بها الغرفة الباردة النيرة واحست برنين مخيف في أذنيها والدم البارد يتصاعد إلى رأسها . شعرت بالغثيان وهي لا تصدق مايدور حولها. من المستحيل ان يكون حقيقة الذي تراه . من غير الممكن ان تكون هذه الطفلة ابنة ماريا لويزا!
تحركت الطفلة بين ذراعيها وفتحت عينيها قليلاً. حدقت روث بها, بالكاد تستطيع التركيز, وبعد ذلك صوبت عينيها بانفعال شديد نحو روزا لكنها كانت قد غادرت الى غرفة اخرى, صدر عن الطفلة صوت بريء ثم ابتسمت واحست روث بقلبها ينشطر الى قسمين.
كانت الطفلة الصغيرة تشبه والدتها الى حد كبير, شعرها الداكن, وعيناها السوداوان , ورائعة الجمال, فشعرت بنوع من الغيرة الجامحة والمؤلمة تجتاح كيانها, وترجف اعصابها بألم .
آه, انها تحمل طفلة ماريا لويزا بين يديها . حملقت روث بريبة عبر سيل جارف من الدموع بالصرة, وهي تشعر بخيبة امل كبيرة, فخافت من ان تسقط الطفلة من بين يديها. وببطء شديد تحولت روث نحو سرير الطفلة الزهري اللون الى جانب الحائط. ووضعت الطفلة المتوترة العذبة في السرير بحذر شديد , من دون ان تبعد نظرها عن وجهها الرائع الجمال, ثم وقفت روث وهي تقبض على الجهتين من السرير بأصابع مرتجفة.
انهمرت الدموع على وجه روث حتى انها لم تعد لها القدرة على النظر اكثر. كانت هذه الطفلة ماريا لويزا , لقد وضحت لها الأمور الآن. واكتملت اجزاء الصورة الناقصة لكن فؤادها تحطم تحطماً هائلاً.منتديات ليلاس
خرجت من الجناح والغضب يعمي بصيرتها , وهرعت الى غرفتها واقفلت الباب بعنف من ورائها واسترسلت بنتشيج حطم قلبها.
طفلة ماريا لويزا, ابنة فرناندو! آه, لديهما طفلة, انها طفلتهما! وفهمت الآن ما الشيء الثمين الذي يعتمد عليه فرناندو من عودة ماريا لويزا اليه بدلاً من ان تبقى مع ستيف , وتمنت روث لنفسها الموت .
نهاية الفصل الثامن
|