لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روائع من عبق الرومانسية > عبير الاحلام > قصص عبير الاحلام القصيره
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

قصص عبير الاحلام القصيره قصص عبير الاحلام القصيره


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 16-12-16, 11:58 PM   المشاركة رقم: 6
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
القلب الجريء



البيانات
التسجيل: Oct 2011
العضوية: 230810
المشاركات: 1,937
الجنس أنثى
معدل التقييم: ~FANANAH~ عضو جوهرة التقييم~FANANAH~ عضو جوهرة التقييم~FANANAH~ عضو جوهرة التقييم~FANANAH~ عضو جوهرة التقييم~FANANAH~ عضو جوهرة التقييم~FANANAH~ عضو جوهرة التقييم~FANANAH~ عضو جوهرة التقييم~FANANAH~ عضو جوهرة التقييم~FANANAH~ عضو جوهرة التقييم~FANANAH~ عضو جوهرة التقييم~FANANAH~ عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2391

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
~FANANAH~ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ~FANANAH~ المنتدى : قصص عبير الاحلام القصيره
افتراضي رد: الشبح المغني .. بقلمي ~Fananah~

 
دعوه لزيارة موضوعي

مضى اليوم بطيئا للغاية ، بقيت مشغولة البال تماما بشأن ما حدث ، حضوره وصوته لا يزالان واضحان جدا بالنسبة لها ، ألقت بنظرة يائسة على الخدش الذي بدأ بالإلتام متسائله عن حاله؟
عليها العودة لذلك الجزء المظلم أن تقتحم المجهول لتقابله من جديد وترغمه أن يخبرها بالحقيقة وعن سبب اختبائه !
" بالمناسبة لما لا يعلم أحد بكونه يسكن بالجزء المهجور من القلعه ؟!" تساءلت بصوت جهوري لتقطع عليها خلوتها صديقتها ليزي بصوتها الطفولي " إذن أخبريني كيف سار التحدى ؟
هل ربحت هذه المرة ؟"
تمنت ناتالي أن تقفز فوق ليزي وتكبل عنقها بيديها الاثنتين فما قاسته البارحة لم تذقه خلال سنين حياتها كلها ، لتتحدث من بين أسنانها " لقد خسرتي مجددا ".
" أوهه يا للأسف ، لا بأس هنالك تحديات أخرى سنقوم بها " ردت ليزي وهي تقفز للغوص بين وسائد السرير الوثير .
تجاهلت ناتالي وجود صديقتها وحاولت أن تفكر جديا في الاعدادات التي ستقوم بها للذهاب مجددا، بالرغم من معرفتها باستحالة تفوقها هناك إلا أن المسألة باتت مهمة !
خرجت من غرفتها مسرعه تاركه ليزي خلفها واتجهت نحو المطبخ ، ترددت في البداية ثم حزمت أمرها بالدخول لأنها تعلم بأن هذا المكان محظور عليها دخوله بأوامر من عمتها الكبرى وأيضا كون العاملين هنا لا يمكنهم الاختلاط بمن في الطابق العلوي ، " يالها من قاعدة سخيفة " هذا ما طرأ بتفكير ناتالي حين سماعها للقرار المجحف لعمتها التي تولت السيطرة التامة بعد وفاة والدتها ولأن والدها ليس مهتما كثيرا بما يجري خلف جدارن قصره فلا يعبأ بمن يقع عليه اللوم ، عمله فقط إصدار حكمه النهائي ، كعمله في القضاء الطَرق بمطرقة الحكم وأمر الحارس بإقتياد المجرم للتنفيذ !
ارتعشت لتلك الفكرة التي مرت سريعا عن المساكين الذين وقعوا تحت يدي والدها خلال السنين الماضية ، لابد بأنه لم يظهر رأفه بهم بمنتهي الأحوال ، لم تجد أحدا بالداخل لتستهل الفرصة بالبحث عن بضعه خيوط يستخدمنها بالطهي ومصباح ضوئي عله يكون بمكان ما هنا في حالة الانقطاع الكهربائي المفاجئ عند العواصف ، وبينما هي مشغولة في فتح الخزائن والتعرف على مناطق جديدة عليها فاجأها الصوت الآتي من خلفها تماما " أترغبين بمساعدة ما يا آنستي ؟" كان الصوت يحمل نغمة مقززة نافرة لم تستدر وأكمل بحثها المستميت قبل أن يحدث أمر لا يحمد عقباه !
وجدت الخيوط التي أرادتها لتنهض بخفه وتمثل موقف الغرور المتعاهد فيها " لا أحتاج مساعدتك بشيء فقد وجدت ما ابحث عنه " لتواجهه رجل ذا طول فارع ولحية غير مشذبة بابتسامة شيطانية تبثُ القلق وانف معكوف وعينان تتفحصان كل شبر من جسدها ، " اللعنة ، ما كان علي إرتداء أقصر فساتيني والنزول لهنا !" أجل ، لا تفكر مطلقا وتقوم بكل شيء بتهور ، هذه هي شخصيتها رغم سوء تمثيلها أحيانا إلا أنها تتمتع بحس عالي في أزيائها التي غالبا ما توقعها فريسة للمستذئبين كهذا الرجل تحديدا .
تجولت بعينيها تبحث عن أحد ما قادم ، أو كبير الطهاة لكن لا أحد أهي فترة إجازتهم ؟!
اقترب الرجل بخطوة واسعه وحك بأصابعه لحيتة وعيناه تتلذذان بمشهد الأرنبة الخائفة ، وحينها اتخذت قرارها المتهور بالعبور مهما كان الثمن بسبب اعتراضه لباب الخروج المؤدي للطابق العلوي شدت بقبضتها على بكره الخيط حتي ابيضت مفاصلها ، واستنشقت الهواء لرئتيها إذا اضطرت للصراخ تحركت بخفة واتزان لتعبر من خلاله دون أن تترك له الفرصة للحاق بها وحينما أصبحت بالدور العلوي توجهت على الفور لإحدى الغرف الغير مستخدمة ، مواقع اختبائها .
شعرت بالألم يعتصر رئتيها وبأن الهواء لا يصل إليهما ، قلبها يخفق خوفا وتوترا لا يجرؤ أيا كان على الدخول للقصر وخاصة للمطبخ إذن من ذلك الحقير ؟
حاولت تهدئه خفقات قلبها وبدأت بسرقة جرعات طويلة من الهواء وزفره بهدوء ، راقبت قدمها العارية وأظافرها المطلية بلون أحمر قاني وبقيت تركز باللون حتي تبعد تفكيرها عن الموقف المزعج .
بعد خمس دقائق استعادت مثابرتها ، لم يبقي لها سوى المصباح ولكن أين ستعثر عليه ربما في مكتب والدها هنالك العديد من الأشياء المتواجدة لديه فمن المؤكد عثورها عليه هناك !
توجهت للمكتب وابتسامة النصر لا تزال حاضرة على قسمات وجهها ، وصلت للمر المؤدي لمكتب والدها وحينما اقتربت شاهدت ذات الرجل يدلف للممر خلف كبير الخدم !
توجهت خلفهما ببضعه خطوات ليدلف الاثنان للمكتب ويترك الخادم الباب مواربا لخروجه بأي لحظة انتهزت الفرصة واسترقت النظر عبر الفتحه ، لتجد والدها يقدم مغلفا للرجل ويأمره بعدم العودة من جديد ، احتد النقاش بين الاثنين لينتصر والدها في انهاء الأمر ويبدأ الرجل في الاستعداد للرحيل حانقا على هذه العائلة المسيطرة ، وقبل أن تُكشف هربت بخفة لغرفتها ولكن قبل أن تستكمل مغامرتها أطلت برأسها من خلال فتحه الباب لتجد ليزي بانتظارها تقلب بجهاز التحكم القنوات " إذا سأل أحد ما عني فأنا بالمكتبة اتفقنا ؟ " هزت ليزي رأسها إيجابا تعلم بأن هذا رمز فيما معناه سأغيب لوقت طويل فأبحثي لي عن عذر ما ، فمن سيصدق بأن ناتالي تبقى بالمكتبة لسبب وجيه ، أوصدت الباب من خلفها واتجهت لآخر الممر للباب المؤدي للجزء المهجور وتمنت أن يكون غير مؤصد، أمسكت المقبض الذهبي وعكسته للاتجاه الآخر فأصدر صوتا يُمكنها من الدخول ، كادت أن تقفز فرحا فهي ليست مجنونة كليا !

 
 

 

عرض البوم صور ~FANANAH~   رد مع اقتباس
قديم 16-12-16, 11:59 PM   المشاركة رقم: 7
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
القلب الجريء



البيانات
التسجيل: Oct 2011
العضوية: 230810
المشاركات: 1,937
الجنس أنثى
معدل التقييم: ~FANANAH~ عضو جوهرة التقييم~FANANAH~ عضو جوهرة التقييم~FANANAH~ عضو جوهرة التقييم~FANANAH~ عضو جوهرة التقييم~FANANAH~ عضو جوهرة التقييم~FANANAH~ عضو جوهرة التقييم~FANANAH~ عضو جوهرة التقييم~FANANAH~ عضو جوهرة التقييم~FANANAH~ عضو جوهرة التقييم~FANANAH~ عضو جوهرة التقييم~FANANAH~ عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2391

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
~FANANAH~ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ~FANANAH~ المنتدى : قصص عبير الاحلام القصيره
افتراضي رد: الشبح المغني .. بقلمي ~Fananah~

 
دعوه لزيارة موضوعي

نبضات متتالية أطلقت من خلالها الأدرينالين لجسدها فهاهي على أبواب مغامرة جديدة للعثور على ملاكها المُغني ، من كان سيصدق بأن الشائعه تَصدف بحقيقتها ؟!
ابتلعت غصه عَلقت بحُنجرتها واستعدت للغوص بِرعب الظلال المتحركة ، إنها خائفه للنخاع لم تجرؤ يوما على مجابهة خوفها الأعظم والآن لأجل شعور غريب أجتاح قلبها فإنها مستعدة لقهر أعظم من ذلك !
لم تره سوى البارحه في ذات الوقت من الآن ولكنها وجدت شيئا فيه ، أمراً استحال وجوده في الآخرين ، نغمة لم يُحسن عزفها سواه .
أقحمت قدمها بالداخل ثم جسدها بأكمله وأغلقت الباب من خلفها وقبل أن تكمل مسيرتها وتكرر فظاعه البارحه قامت بربط طرف الخيط بالمقبض الذهبية ، استنشقت الهواء المختلط بذرات الغبار وسعَلت عدة مرات ، ولكنها استعادت السيطرة على انفعالاتها مجددا .
رافقتها أضواء القمر في رحلتها مخففة من حدة الظلام ، حاولت أن تستعلم عن أثار وجود حياة يُمكن أن تُعاش هنا بين الظلال ، لكن صفير الهواء من خلال الجدران نَفى كل الاحتمالات القائمة .
تسلل الرُعب لقلبها مجددا ، لتتبطأ مسيرتها نحو المجهول تلمست الخيط المؤدي للمخرج بأصابع مهتزه تناجي أن يبقي ثابتا والآ يُقطع !
استوقفها صوت قَرض مُزعج يتزايد كل ثانية ، إضافه لصوت صرصار الليل بادئا بعزف مقطوعته المُعتادة ، كتمت صرخة كادت أن تفلت من أسر شفتيها ، إن صرخت هذه المرة فإن تلك المخلوقات ستكتال عليها ، لربما تنتهي هنا فعلياً !
دارت في مُخيلتها جميع السيناريوهات لطرق الموت الأكثر بشاعه في منزل يحتوى على جزء مهجور خاوى بكل معنى للكلمة ، وبسبب جُبنها فهي لن تقدر على الهرب ، غٌشي بصَرها بموجة من الدموع وشهقات من حيث لا تدري بدأت بالتكاتل ، أمسكت بالخيط فزعه ترغب بالعودة يَكفي ما قاسته للآن إنها تكره الفئران ، تكره الحشرات ، تَمقت الظلام ، تخَشي الوحدة ، فمالها تُخاطر إذا ؟!
غمرها التفكير بحيث أنساها طرف الخيط المقطوع من شدة سحبها له ، قَبع طرف الخيط بين أصابعها تتلمس نهايته ، ومن مأسيها المضافه تجمع السُحب لإحتضان القمر مما تركها كليا بالظلام .
هَوت على الأرض غير آبه ، ليتناولها كطعام لقد اكتفت ستموت رُعبا في هذا المكان ، تركت دموعها تجرى على خديها وتركت لصوتها حرية التحليق في المساحات الفارغه كصدى لا ينتهي ؛ لبثت بضعه دقائق على حالها ، وحينما هدأت شهقاتها تَهادت نغمة صوته الساحرة ، كتهويدة أم لصغيرها المُتعب
كلماته تُحلق في الفضاء الخاوي ، تتالت الألحان مع اقترابه لمكان جلوسها ، خصلات شعرها مُبعثرة ردائها قد أصابه القليل من الأتربه وشباك العناكب .
جثى بركبته قريبا منها مُفتتنا للمرة الثانية بهذه الجنية الباكية ، يعلم يقينا بأن لا أحد يتجرأ لولوج الجزء المعتم من القصر بفضل ترهات عمه التى نشرها بين موظفيه ، ليظل هو السر المحفوظ شبح يحوم فوق الأنقاض ، ولكن تلك الفاتنة عادت له مجددا رغم اقتناعه بخوفها من أماكن مماثلة ، لكنه يجدها هنا في أوقات وحشته صوتها يجتذبه ، بل بالأدق صوت بكائها ، صمت دام لدقيقة أو أكثر تلاشت غيوم المساء مُفسحه المجال لضوء القمر ليُسلط الضوء على لحظة لقائهما .
مدت أصابع يدها النحيلة تلتمس قناعه البارد لتتأكد من حقيقة وجوده ، ولكن لمسته المباغته ليدها أعلمتها بأن شكوكها وهم لا أساس له ، خرج صوتها هشاً ضعيفا “ هل أنت شبح ؟ “
ارتفاع شفته من الجهة المكشوفه من القناع أعلمها بسخافة سؤالها ، فعبست قليلا لتُصدم للمرة الثانية بمدى سحر صوته “ لا ولكن حُكم على بالعيش بعيدا عن البشر . “
نهض بخفه مادا يده لها ، لم تترد في قبولها لتجد نفسها بين أحضانه في اللحظة التالية ، اشتعلت وجنتاها إحمرار وقلبها يقرع طُبولاً لا تتوقف ، ابتعدت بخفة لتلتقط أنفاسها الهاربة ثما ما لبثت أن عادت محدقه به .
تفشي الضوء في المساحات المظلمة ، ليترك مجالا للرؤيه الجيدة ، تشجعت بعد نوبة ذعرها ، تجاهل الآخر أصوات القَرض والسيمفونيات الموسيقية لحشرات الليل وتحرك بإتجاه أحد الممرات ، لتتابع التحرك خلفه ، باغتها الفضول مجدداً “ ما الذي قصدته بقولك الحكم بالعيش بعيدا؟ “
عوضا عن إجابتها عاد للغناء ، تردد صوته كصدى آخر في فراغ الممرات المتشعبة ، كادت أن تلتصق بظهره خوفا من الضياع فلن يُمكنها تحمل نوبة ذعر أخرى !
بعد عدة منعطفات وسير لما يقارب الربع ساعة توقف عن السير مُقابلا بابا يشابهة الذي دلفت منه ، إعلان دخول صدر عن تلك الكُرة الذهبيه ثم ما لبث شعاع الضوء أن بث انتشاره في المساحات الشاسعه خلف ظهره مُشكله ظلاً طويلا يحيطها ، ابتلعت غصه توقفت بحُنجرتها ثم تحدثت بقلق
“ هل وصلنا للجزء الصحيح ؟ “
تجاهلها للمرة الثانية على التوالي ، امتعضت بشدة ما باله !
دلف بخطوات واسعه تاركا إياها في حيرة بين الدخول أو الانتظار لحلول الصباح في منطقة لا تعلم كيفية الخروج منها !
يالها من جبانة ، كان عليها أن تلتقط أي اشاره أو علامة في حال رغبتها بالرجوع ، رغم شعور الاطمئنان الذي غزا قلبها إلا أن أجزاء من الخوف لازالت تنبض بين أوردتها ، تناهي لسمعها صوت نقر على طاولة الخشب فعلمت بأن عليها الدخول ففي كلتا الحالتين هو منقذها !
أغمضت عيناها وخطت بخفة لداخل شعاع الضوء المتوهج ، وما إن فتحتهما فور دخولها صدمها المنظر !!
أغلق الباب من خلفها وأمسك بيدها الحره يقودها في ممر طويل مُضاء بالعديد من الأضواء الكهربائية لم يحتوى على نوافذ أو حتي إطار صورة لتخفيف وحشة المكان ، بعد إجتياز ذلك الممر تم فتح باب آخر أطل على غرفه واسعه تناهي حجمها كصالون الرقص الذي تمتلكه عائلتها بالدور الأرضي لإقامة الحفلات !
ترك يدها فيما لا تزال منذهلة بكل التفاصيل الذي تمتاز بها الغرفة ففي أقصى يمين الغرفه كانت هنالك مكتبه عملاقة تتقدمها طاولة زجاجية ترافقها كرسيين منجدين بجلد حمار وحشي ويقع أسفها مفرش بذات الجلد ، يجاوره مكتب للدراسة يحتل قسمه الأوسط حاسوب حديث ساكن مع عدة كتابه حيث أن الأوراق أصبحت تماثل الكثبان الرميله ، ابتعدت بنظرها لأقصى اليسار حيث قبع مطبخ صغير يقتضي بإتمام الحاجيات الأساسيه وأمامه دورة المياه كما ظنت أما في القسم الأوسط فقد شاهدت سريره المزدوج الممتلئ بالعديد من الوسائد والكتب المتناثرة يمنه ويسره تمرح في ظل غياب صاحبها طاولة صغيره تجاور سريره يرتكز فوقها مصباح صغير للقراءه ، وتكييف مركزي أثار حواسها ولكنها لم تشاهد مطلقا أي نافذ تطل للخارج !
همست برعب “ ما هذا ! “
جلس على طرف سريره مجيبا براحه “ جحيمي ومعزلي “
قطبت حاجبيها بإنزعاج فهذا ليس بالجواب الذي تمنت سماعه ، أو على أقل تقدير ما يجعلها تستطيع فهم حالة الحبس الإنفرادي “ ماذا تقصد ، لا تُحدثني بالألغاز ! “
ربت على الفراغ الذي يجاوره داعيا إياها للإنضمام ، لم تُفكر بل لم تجد من داعي لذلك فأقتربت ونفذت ما رغب به ، نقر بخفه على جانب القناع مصدر صوتاً زجاجياً “ أترغبين بمعرفه السر ، فلنرى ، انزعي لي قناعي “
أمالت رأسها جانبا ولم تجد طلبه غريبا إلا حين اعتراضه حالما أمسكت بجانب قناعه لنزعه فأوقفها في اللحظة التالية “ لا ! “
شعرت وكأن العرق النابض بصدغها سينفجر ، صحيح بأنها جبانة في بعض الأشياء ولكن لديها قناعاتها الخاصة وهي حينما تقرر فعل شيء فإنها لا تتراجع عنه “ لقد طلبت مني ذلك ولا يمكنك التراجع ! “
ترك لها حرية الاختيار “ إذن ، أنا أعتذر . “
زفرت أنفاسها وعادت تُمسك بقناعه محاولة بجهد فهم تركيبه خلعه ، إلى أن أدركت وجود شريطين مرتبطين بمنتصف رأسه غائصا بين خصلات شعره السوداء كان هو الحل ، ضغطت بخفه على المكبس لتتحرر الأشرطه ويرتخي القناع أمسكته قبل أن يقع ثم بدأت بإبعاده بهدوء ، لن تُبالغ إن وصفت رغبتها بضرورة الهروب فورا نحو الباب ، لكنها تجاهلته ببساطه لتتلمس بشرته المُجعدة من منتصف جبهته نزولا لعينه اليمني المٌغلقة بعيدا عن أنفه المستقيم بشموخ ووصولا لأسفل ذقنه .
وقبل أن تستطيع الحديث أو أن تُخفي شفقتها همس قائلا “ أنا وحش ، مسخ ، لست ببشري حتى!”
وضعت يديها على شفتيه تمنعه عن الحديث ، غير صحيح هو ليس بوحش ، ليس الجمال كل شيء بالعالم !
هزت رأسها رافضه ودموعها تخونها مرة أخرى ، صرخت به “ لست كذلك ، مظهرك لا يحدد من تكون ، بالنسبة لي فأنت ملاكي المغني ، الشبح الذي يُنقذني كل مرة ! “
“ لذا لا تقل لي بأنك لست ببشري حتى ، من هم ليحكموا عليك بسجن كهذا! “
احتضنها خافيا وجهه بين طيات فستانها وجسمه يرتجف خوفا بل ألما ، تلك الكلمات التي أراد سماعها ، الكلمات المنتظرة منذ أعوام طويلة ، نطقتها ، أستطاع سماعها أخيراً !
طال الصمت فيما بعد هدأ جسده وانتظم تنفسه ، وظلت تتلاعب بخصلات شعره تمرر أصابعها على خده الأيسر المقابل لوجهها لقد غط بالنوم كطفل صغير ، آه أهكذا الحب !
لقد أحبته في وقت قياسي يال جنونها ، ولكن متى كان الحب عقلانيا ؟!
مرت بضع ساعات قبل أن يفيق مجددا ، شعر بيد حانية تلمس بشرته عائدة لرأسه وهمهمه تشابه همهمه والدته ، لكن للحظه صَدمه ما فعله في السابق ، فنهض كمن تعرض للدغ مبتعدا عن دفئها خافيا تشوهه بيد وبالأخرى استوقفها عن النهوض .
بنغمة ساحره مليئة بالاهتمام “ ما بك ؟ أراودتك الكوابيس ؟ “
لم يكن معتادا على التحدث كثيرا ، كل ما كان يفعله هو الغناء بصوته ، أن يُخفف وطأه الوحشه لهذا المكان بصوته ولكنها هنا ، تتحدث معه تستخدم كلماتها للتواصل معه كأول لقاء حدث بينهما !
من تكون ؟!
خطى بخفه نحو دورة المياه ليغتسل ، ليزيل كل أثر لها ، ما هي إلا دقائق وتعود لعالمها الخاص وتلازمه الوحشه ، أقسى مخاوفه وأشدها وطأه عليه .
لم يكد يصل للحمام ليوقفه فجأه ثقل جسدها الجاثم على ظهره ، التفت نحوها ليجدها مستمسكه به بشده قائلا “ سأبقى “ أصابته صاعقة في معتقل قلبه !
ما هذا الجنون الذي تتفوه به الآن ؟!
أعادت بتصميم “ سأبقي هنا ، برفقتك ، إن وعدتني بأننا سنلتقي مجددا سأغادر غير ذلك سأبقى“
“ لا يمكنني الإيفاء بوعد كهذا ! “
“ إذا سأبقى “
“ ولا يمكنك فعل هذا أيضا”
“ لا يهمني فلن يفتقد غيابي أحد ، ليزي ستتكفل بتظليلهم “
“ لما أنتِ عنيدة ؟ “ همس بغضب
“ منذ أن التقيت بك “ ابتسمت خجلة ، مُخفيه وجهها بقسمات ظهره .
“ لكن ، ألا تشعرين بالتقزز مني ، ألا تنفرين من بشاعه مظهري ؟”
هزت نافيه “ بل العكس ، لا تهمني المظاهر ، ما يهمني هو قلبك لأكون أكثر دقة “
زفر بعصبيه كل ما كان عالقا بصدره لقد نفذ صبره “ لن تخدعيني بكلماتك هذه “
حل إرتباط يديها المتعلقته به واستدار ليواجهها ، ليريها أبشع ما فيه ، ما كان الجميع يصفونه به الوحش ، السبب الذي حبس لأجله خلف العديد من الجدران “ انظري جيداً !! “
صرخ مجددا بانكسار “ هذه شخصيتي ، هذه هي حقيقتي ، كيف لك أن تقولي بأن كل هذا لم يترك أثرا فيك ؟! “
فتحت فمها ثم ما لبثت أن أغلقته بعد إدراكها بسخافة ما كانت على وشك النطق به ، أمسكت بطرفي فستانها محرجة تُفكر في حلول سريعه تكفي لإقناعه بصدقها !
تحدث بهدوء غامض “ سأعيدك لغرفتك ، لعالمك الهادئ و .. “
وقبل أن يتمكن من إضافه كلمة أخرى يزيل بها توتر الموقف ، أخرسته بِقُبله رست على شُطئان شفتيه دفء ونعومه لم يكن قد شعر بهما سابقا ، شعر بدمائه تغلى وبدقات قلبه في ازدياد ، اقتربت منه مُحيطه بذراعيها عُنقه تؤكد بذلك مشاعرها الحقيقة اتجاهه ، ظل مدهوشا لدقيقه بعينين مُتسعتين وأنفاس مخطوفه ، لقد توقف عن التنفس !
ازدادت قُربا وقَبلته مرة أخرى ، ليستعيد رُشده ، فما أن فاق من ذهوله حتى وجد نَفسه مُنجذباً لها إنها تتقبله بكل عيوبه ، لم تخدعه !
استعاد ضبط تنفُسه وسَكنت كل أمواجه الهائجه ، حررته من أسرها وابتعدت بهدوء تَلتقط الهواء لصدرها وأن تَعدل عن محاولة إغراءه للمزيد ، لقد جُنت بالفعل !!
كان لا يزال يُحيطها بذراعيه فما استطاعت الهرب والاختباء بعيداً عن عينه اليسرى التي تتفحصها وحينما دققت النظر فيها كانت بلون أخضر زاهي ، يا إلهي إنه خلاب بطريقه تُطرب قلبها .
لم تدرك سر ابتسامته ، ولكنه سرعان ما بدأ بالغناء ومراقصتها ، ضحكات متفرقه ، مزحات متتابعه إنها سعيده برفقته ، لم تُخطئ هذه المرة .
حين تعبا من الرقص استلقيا فوق السرير مما جعل الكتب تتناثر في الأرضيه الخشبيه ، احتضنها بقرب قلبه ، لازال يشعر أنه بداخل حَلم ساحر قد يستفيق منه في أي دقيقة من الآن .
“ لم تُخبريني لما أنت مأسور هنا ؟ رغم وضعك للقناع “
“ قصة طويلة ! “
“ لدى الكثير من الوقت لذا أخبرني”
“ عمي صاحب المنزل كان لديه شقيقه تزوجت بشخص من خارج معارف الطبقة النبيله ، وحَبُلت منه مما أزعجه فقرر حبسها بعيدا عنه زعما منه أنه له تأثيرا سيئا ! “
صمتت وهي تستمع له ، فإذا ما صدق حدسها فوالدها المعني بالأمر وذلك الرجل الغريب هو والده ؟
“ مرت السنوات بعد إنجاب والدتي إياي وفيما كنت ألهو بإحدى غرف المنزل سقطت شمعه وسط الستائر وأُضرمت النيران ، لحمايتي قامت والدتي بدفعي بعيدا عن اللهب وفي محاولتها احترقت هي ونجوت بحروق في وجهي من الدرجه الثانية .!”
تنهد متابعا “ عاد والدي برغبه أخذي بعيدا ولكن أغراه عمي بالمال والوعود الكاذبة شرط إبقائي ومعالجتي احتراما لوصية أخته الراحلة ، ولكنه لم يستطع تحمل النظر بوجهي فعزلني في أبعد مكان مهجور ، لا يسمح لي بالخروج دون القناع لذا استخدم صدى صوتي للاستدلال “
زمت شفتها السفلى مضطربه “ وماذا بعد ؟ “
“ لا جديد كل فترة يحضر الطبييب ليشرف على علاجي وتتغير الوصفات في كل مرة ، ولا أعلم إن كان جاداً بمحاولته هذه “
“ الأ تعلم من يسكن هناك ، من أفراد العائلة ؟ “
“ لا أنا بمعتزل عن العالم ، لذا فالجميع غرباء عني “
“ وإن أخبرتك بأني ابنه عمك ، ماذا ستفعل ؟”

 
 

 

عرض البوم صور ~FANANAH~   رد مع اقتباس
قديم 17-12-16, 12:00 AM   المشاركة رقم: 8
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
القلب الجريء



البيانات
التسجيل: Oct 2011
العضوية: 230810
المشاركات: 1,937
الجنس أنثى
معدل التقييم: ~FANANAH~ عضو جوهرة التقييم~FANANAH~ عضو جوهرة التقييم~FANANAH~ عضو جوهرة التقييم~FANANAH~ عضو جوهرة التقييم~FANANAH~ عضو جوهرة التقييم~FANANAH~ عضو جوهرة التقييم~FANANAH~ عضو جوهرة التقييم~FANANAH~ عضو جوهرة التقييم~FANANAH~ عضو جوهرة التقييم~FANANAH~ عضو جوهرة التقييم~FANANAH~ عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2391

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
~FANANAH~ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ~FANANAH~ المنتدى : قصص عبير الاحلام القصيره
افتراضي رد: الشبح المغني .. بقلمي ~Fananah~

 
دعوه لزيارة موضوعي

وللمرة الثانية تفاجئه بتداخلاتها الإعصارية التي تقتلع جذوراً امتدت جاعلة منه حبيسا بأرض ليست أرضه ، حَدق بعينيها لبرهة عله يَجد بهما السخرية أن تكون جملتها مجرد إدعاء لا أساس له من الصحة ولكنه لم يجد سوى صفاء يماثل سماء الظهيره وتصميما يلوح بقسمات وجهها وتوترا يهز شفتها السفلى رغم جهدها بإخفاءه ، أدرك حينها مقدار خوفها من رفضة لها .
أجل إنها ابنته سجانه ، التي تمكنت من فتح جميع الأقفال التي وضعها والدها والتي تمكنت ببضع كلمات من محو سنين العذاب بين أربع جدران لا لون لها بيضاء ، كمستقبل لا خطط فيها .!
ولكن ما عدا ذلك هل حبها كافيٍ لإخراجه من عتمة الليل ؟
هل وجودها بهذا القرب كفيل بأن يتخلى عن حريته لأجلها ؟
لم تدم تساؤولاته فأصابعها امتدت لتلامس وجهه السليم المقابل لها ثم تسترخي خلف عنقه باعثة بدفء لذيذ ، اقتربت حينها دافنة وجهها اسفل عنقه هامسة
“ أنا ابنه عمك الوحيدة ناتالي ، وأنت ابن خالتي المتوفاة “
أراد الابتعاد أن يصرخ لقسوة ما وقع عليه ، لم يهتم يوما بالبشر ولكن الآن تمني لو أنه لم يُنقذها تمني لو أنه لا يشعر بهذه الأحاسيس الدافئة بضرورة الشعور بدفء يقابل برودة قلبه .
لن يتم حبهم يستحيل أن تستطيع العيش معه ، للعالم هو أشبه بمسخ وهي تنعم بفتنه ساحرة ياله من قدر !
زفر نفسا طويلا ، أمسك بيدها المرتخيه خلف عنقه وأبعدها بهدوء ، لم يتواني عن إنتزاع نفسه من بين نعيمها المؤقت ألقي بنظرة سريعه نحو قناعه ليختطفه بخفة مُرتدياً إياه وبمجرد إحكام إغلاقه نطق أخيراً تحت وابل نظراتها المتوجسة ..

“ عليكِ العودة لغرفتك ، تأخر الوقت يا ابنه عمي “
لم تكن جملته هي ما بثت الدموع لعينيها بل صوته الغاضب في نطقه لصلة القرابة التي تربطهما معا أرادت إعلامه بذلك حتى لا تُعتبر كاذبة ، وأن لا يصفها بالمحتالة كل ما كان يهمها هو الحفاظ عليه قريبا ، وإن عنى ذلك الوقوف ضد والدها لأجله .
أرادت أن تعترض وأن تجعله يوافق مرغما على الصعود معها لمقابلة والدها وعمتها لربما حينها تَصُب الأمور بصالحه ، لكنها إلتزمت الصمت فإهتزاز جسده وقبضتيه المحكمتين دليل كبير على محاولة سيطرة شبه فاشلة ، سيثور وحينها لن يعود بإمكانها إقناعه بشيء نعم إنها ابنه سجانه وهي حقا .. حقا مُغرمة به .
همهمت موافقة لتبتعد عن السرير ببطء وتقف خلفه استعداد للحاق به ، أرادت حينها أن تحتضن ظهره وأن تربت على صدره ليهدأ ، أن تُغني ترنيمة تطرد كوابيسه وتخبره بأن كل شيء سيكون بخير .
لكنها علمت بأنها ستكون كاذبة !
فلا شيء بخير ، وهو بأمس الحاجة للهدوء والراحة لقد قامت للتو بقَلب عالمه رأساً على عقب ياله من حُب مُجحف ، حُبها له قاسي إذ أنه لا يترك سوى المواجهة كحل نهائي للانتصار .
استعاد حينها القليل من ربأطه جأشه وسار في خطوات واسعه ليُنهي هذه المهزلة القائمة ، عبرا من ذات الممر الأبيض وصولا للغرف الحالكة السواد بينما غط القمر بنوم عميق خلف سُحب كثيفه ، تحلت حينها بقليل من الصبر وبالكثير من الشجاعة حتي لا تتأبط ذراعه واستغنت عن بصرها جزئيا وأرهفت السمع لخطواته .
بعد ١٠ دقائق من السير السريع قام بفتح الباب المؤدي لغرفتها ، ضوء حالم انساب من الجزء المفتوح كان شحيحاً نسيبا ولكنه يَكفي لتستدل على مسار طريقها ، اغتصبت ابتسامة باهتة لتنهي به لقاءها لأنها تعلم يقيناً بأن لا لقاءات أخرى ستحدث بالقريب الآجل .
“ إذن أراك بوقت لاحق ، اعتني بنفسك “
ابتعلت غصه تجاهلة لها وابتعدت لتعود لعالمها الممل وما أن وطئت قدميها الممر تردد صدى صوته مع إغلاق الباب “ لن يكون هنالك مرة أخرى “ .
خطوة تلتها أخرى وبسرعه متزايدة توجهت نحو غرفتها ، تعلم بأن ليزي قد غادرت منذ وقت طويل لذا دلفت لغرفتها وأغلقت أبوابها ونوافذها وألقت بجسدها ضمن طيات السرير تسكب دموعها في محاولة لتقطيب جراح سطحية .
تجاوز الوقت منتصف الليل بقليل شعَرت بالجوع يُنذر عَقلها بأسطوانات لا تنتهي لذا على مضض شديد نهضت من بين أغطيتها لتتوجه نحو المطبخ ، لم تُلقي بالا لملابسها التي لم تُبدلها منذ عودتها ولا لشعرها المبعثر بجميع الاتجاهات نالت كفايتها وما تريده حاليا هو إسكات معدتها لتهنأ بوحدتها للوقت الراهن .
خطت بخطوات مُتمللة نحو الدور السفلي بإتجاه المطبخ ، هدوء يسود المكان وبرودة تصفع جسدها بالرغم من مراكز التدفئة المنتشرة بالقصر ، قاومت دفعه من الدموع والتي تجمعت في عينيها وتنفست بعمق لتطرد تلك الأفكار المُتسلسلة وتمكنت بأعجوبة من ذلك ، عند وصولها للمطبخ عبرت ذكرئ الرجل سيء الطباع ذاكرتها بلمحة خاطفة لتعاود التساؤل إن كان له يعلم بطريقة أو بأخرى بسجن شبحها الذي لا تتذكر اسمه ، بالطبع تذكر خالتها الوحيدة ولكن والدها قد منع الحديث بأي موضوع يمُت بصلة بها كما أنها جاهلة لحقيقة بقائه على قيد الحياة وكونه محبوساً بقصر والدها !
أعدت لها شطيرة بطريقة خرقاء بالإضافة لكوب عصير وغرقت بالتفكير في تفاصيل رواية شبحها عن والدته ، في ذلك الوقت لم يخطر لها أن يُنفذ وعده بأن اللقاء الحامي بينهما كان فعلا الأخير .

***
بين ركام كتبه وأعاصير الفوضى التي خلقها بعد رحيلها كان غارقا في أسى من نوع مختلف ، لقد تحطم بالكلية لم يتوقع أن يُغرز سهم جديد في معتقل قلبه بعد كل هذه السنين أتظهر الآن !
كان مُتمدداً على سريره الخالي من أكوام الكتب السابقة مُرسياً ذراعه على عينيه يريد أن يتناسى ما حدث لهذا اليوم أن ينسى لقاءه بها ، خوفها ، ابتسامتها ، والأكثر من ذلك أن يمحى أثر قُبلتها من شفتيه وقلبه المرتجف .
رغب بالصراخ وتحطيم المزيد لا يهمه حتى لو حطم هذه الجدران التي تحتويه أكان عليه أن يُعاني أثر ندبه حدثت له منذ صغره غير قادر على الفرار حتى لو رغب بذلك ، إنه مُقيد بسجن دائم لسبب مجهول !
تناهي لأُذنيه صوت خطوات مألوفة لذا لم يُحرك ساكنا بداخله براكين توشك على الانفجار لذا كان عليه أن يتحمل فقط لبضع دقائق ، فُتح الباب وأُغلق مجددا ثم كأمر مُلزم التنفيذ “ ستغادر من هذا القصر حالاً ! “
***

تثاءبت للمرة الثالثة على التوالي خلال عودتها لغرفتها إنها متعبة وجسدها يُناجي الراحة ، قلبها المُسكين لا يزال في حالة فوضى ورغبتها برؤيته مجددا تتنامى ، تلك الرغبة المُتمثلة بالغوص بين أحضانه من جديد للحظى بذلك الدفء ، والأكثر من ذلك لسماع صوت غنائه الساحر الذي كان يُشيع الأمان بقلبها الخائف ، إنها فعلا واقعه بحبه !
تنهدت بأسي ويدُها تُدير تلك الكرة الذهبيه عليها طرد هذه الأفكار للآن والاستحمام فملابسها أصبحت مليئة بالغبار والأتربه وشعرها أشبه بعش للغربان إذا لم تغسله ، ولايزال هنالك غدٌ للتفكير في حل لإصلاح سوء الفهم الحاصل بين والدها وابن خالتها الراحله وإلا فإنها ستنهار وسط هذه العاصفة من الاختلافات المُتناقضة !

***

 
 

 

عرض البوم صور ~FANANAH~   رد مع اقتباس
قديم 17-12-16, 12:01 AM   المشاركة رقم: 9
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
القلب الجريء



البيانات
التسجيل: Oct 2011
العضوية: 230810
المشاركات: 1,937
الجنس أنثى
معدل التقييم: ~FANANAH~ عضو جوهرة التقييم~FANANAH~ عضو جوهرة التقييم~FANANAH~ عضو جوهرة التقييم~FANANAH~ عضو جوهرة التقييم~FANANAH~ عضو جوهرة التقييم~FANANAH~ عضو جوهرة التقييم~FANANAH~ عضو جوهرة التقييم~FANANAH~ عضو جوهرة التقييم~FANANAH~ عضو جوهرة التقييم~FANANAH~ عضو جوهرة التقييم~FANANAH~ عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2391

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
~FANANAH~ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ~FANANAH~ المنتدى : قصص عبير الاحلام القصيره
افتراضي رد: الشبح المغني .. بقلمي ~Fananah~

 
دعوه لزيارة موضوعي


تكونت عقدة بين حاجبيه وهو لايزال بذات الوضعية أتُصبح رغباته مُجابه لهذا اليوم وبتلك السرعه؟
نهض بتملل وأجاب ببرودة أعصاب خافياً جميع الاعتراضات وصرخات الألم : لما الآن ؟
تجاهله عمه بكل بساطة وهو يُلقي بتذكرة سفر ذهاب بلا عودة لكاليفورنيا بلوس انجلوس : يعيش هناك صديق مقرب لي ويدرك حالتك سيقوم باللازم لجعلك مستعداً اجتماعيا .
قاطع بين ذراعيه وبصوت يحمل في طياته نبرة التحدى : وإن لم أوافق ؟
ضاقت عينا عمه وهو يستمع لحديثه المُتغير : أتمزح معي أيها الغَر !
ثبت عيناه على تقاسيم وجهه وهز كتفيه بلا مُبالاة : ما جدوى المزاح الآن ، يبدو بأن هنالك أمراً مُستعجلا ما دُمت مصراً على إبعادي .
زفر عمه الهواء القابع برئتيه ثم أجاب ساخراً من موقفه : نيكولاس عزيزي كلانا نعلم بمدى رغبتك بالخروج من هنا ، ما الذي سوف يُبقيك بالقصر؟
اقترب منه بهدوء يشى بالخطر وأعلن بكلماته النهاية : أنت لا تمتلك روابط تربطك بأي منا بالنسبة للجميع أنت مجرد شخص متوفى !
شعر وكأن العرق النابض بصدغه على وشك الإنفجار، أيهينه الآن أليس هو المسبب في إقصائه عن المجتمع وعن العالم بأجمعه ما به يحاول جاهداً أن يُبعده ما الذي يُخفيه ؟
ابتسم نيكولاس رغم مرارة كلماته واقترب لعمه ليؤكد جدية قراره : وإن قلت لك بأني باقٍ ، وأن لدي علاقة تربطني بأحد أفراد القصر ما الذي ستقوم بفعله يا عمي جوناثان ؟
اكتسحت علامات الصدمة تقاسيم وجهه تاركة إياه في ذهول للحظات قبل أن يشتُم بصوت مسموع : اللعنة !
شعر نيكولاس بالرضى وهو يجلس على طرف سريره ومرتكزا على ذراعيه بينما ظهره يميل للخلف ثم ابتسم قائلاً : إذن هلا بدأنا من البداية يا عمي جوناثان ..
***
انتصف النهار ولا تزال غارقة بين وسائدها تنعم بأحلام وردية وعن لقاء مُرتقب وقبل أن تُدرك ما يحدث شعرت بكتلة ضخمة واقعه فوق جسدها الغض يُعيث فساداً بغيبوبتها اللذيذة لتنهض صارخة : دعوني وشأني ، ألا يُمكن لأحد هنا أن يهنأ بنوم هانئ ؟!
أتاها صوت ليزي الملئ بالحماس : انهضي أيتها الكسولة والدك يقوم بتجديد الجزء المهجور من القصر .
مضت دقيقة كاملة قبل أن تستطيع استيعاب تركيبة الكلمات التي ألقتها ليزي على مسامعها، أيعقل أن والدها قد حرر ملاكها المغني أخيراً ؟!
أزاحت الأغطية عن جسدها وقفزت من السرير مُسرعه نحو الأسفل لربما تخلى عن كونه قاسيا وأعاد تنظيم الأمور وربما قد أصلح سوء الفهم الواقع بينهما ، والمزيد من الاقتراحات التي عبرت ذهنها وهي تتخطى درجات السلالم بسهولة لم تُلقي بالاً لرداء نومها المكون من قطعتين من البيجاما القطنية واللتان تتسمان بالنعومة عوضاً عن الإغراء لمن هنُ بعُمرها ، لامست أقدامُها العارية سطح الأرضية الخشبية المصقولة بعناية لتهتف مُنادية : أبي ، أين أنت ؟
أدارت وجهها في جميع الممرات المُختلفة علها تلمح طيفه ليصل لها صوته المُنشغل : ما الذي تريدينه نات لست بمزاح يسمح لي بتقبل سخافاتك المُعتادة !
لم تستطع أن تُجيبه بما أن رئتيها تُحاولان جاهدة الموازنه بين ركضها وكمية الأُكسجين المُستهلك في تلك العملية ، وضعت يدها فوق صدرها واستنشقت كمية كبيرة من الهواء ثم زفرته بهدوء يُعاكس مشاعرها المُتأججة لتكرر ذات العملية مرتين على التوالي وحين استعادتها قدرتها على الحديث كان والدها قد أقتحم خلوتها وهو مُمسك بمخططات بيانية للقصر : إذن ما الأمر الطارئ ؟
تمتمت في بداية حديثها لتصدح برأيها عازمة على حل المسألة : هل صحيح قيامك بالتجديدات في القصر ؟
ألقي بنظرة خاطفة نحو ابنته الوحيدة ليصفع جبهته براحة كفه : نات ألم أخبركِ ألف مرة أن تكوني أكثر انتباها لما ترتدينه داخل القصر، بحق الله أنتِ لم تعودي طفلة !
احمرت أُذنيها وتجاهلت رغبتها الشديدة بالهرب مؤكدة : أعلم ذلك ، أجب عن سؤالي فحسب.
أعاد التدقيق في المخطط البياني وهمهم قائلا : أجل لقد شرع عمُال البناء بذلك منذ الصباح خلال يومين سيُصبح المكان مُلائما للضيافة كما أعتقد.
كادت أن تقفز فرحا عند سماعها للخبر ولكنه أغتال سعادتها بقوله: ولكن لمَ هذا الفضول ؟
عقدت حاجبيها متسائلة أهو لا يعلم أم يتظاهر بالجهل ألم يكُن ابن خالتها حبيساً لتلك الجدران لفترة كافية : حسنا ، كُنت أريد أن أتأكد من ذلك ، لأنه كما تعلم سيعود للعيش برفقتنا .
تجهم وجه والدها وعقد ذراعيه مُتسائلا : من الذي سيعيش برفقتنا ؟
همست بخجل وأصابع يديها تتشابك لتُعزز من قوتها: ابن خالتي.
جاء جوابه كالصفعه لها “ ولكن نات نيكولاس متوفى منذ أكثر من ٢٥ سنة ! “
شعرت بالثقل الجاثم على قلبها وان العالم أصبح ضيقا ليتسع لصرختها وقبل أن تُدرك ما يحدث غشى الظلام عينيها تاركاً صوت والدها القلق يرن بأُذنينها “ ناتالي ! “
***
مضى يومان كاملان منذ أن فقدت وعيها ولاتزال غير مُصدقة لما أخبرها به والدها لما سيكذب عليها أيُعقل بأنها قد توهمت كل شيء حدث معها ؟!
صوته الملائكي ، رجفه جسده ، رقصاتها معه ، وقُبلتها الأولى أجميع تلك الأشياء مجرد وهم !
لا يمكن ذلك ، إنه أمر مستحيل خاطبها عقُلها مُعنفاً “ يبدو بأن قلبك قد هُجر يا نات! “
***
بعد مضى ٣ سنوات ..
كانت تركضُ مسرعه بين ممرات القصر مُنبه الخدم على بعض التفاصيل : ضع المزيد من الورد هنا!
تناهي لأذنيها صوت ليزي القلق : أيجب عليكِ الركض تعلمين بأن عمتك لا تُحبذ تصرفك هذا.
ابتسمت بعفويه وهي تُكمل طريقها نحو الجزء المفضل لديها بالقصر : لا يُهمني رأيها.

حين وصولها للمكتبة المُحدثة قبل سنتين بدأت بالتجول وإعادة تنسيق بعض الرفوف ، لقد جاهدت في إقناع والدها لتحويل الجزء المهجور لمكتبة شاسعه عوضا عن القديمة والتي لم تعُد كافية وحقيقية تغير الكثير خلال هذا الوقت ، فوالدها بعد سنة من إختفاء نيكولاس تقاعد من المُقاضاة وبدأ بالاسترخاء في كثير من الأحيان بين جدران هذه الغرفة ، وذلك الرجل المُريب قد توقف عن القدوم حين رُفضت دعوته القضائية بشأن أمر ما مُتعلق بحقوق الإنسان وقد حُبس لإدعاء باطل لما يُقارب ال٤ أشهر!
وعمتها الكُبرى لا تزال متسلطة كالعادة لا يُغيرها شيء .

 
 

 

عرض البوم صور ~FANANAH~   رد مع اقتباس
قديم 17-12-16, 12:02 AM   المشاركة رقم: 10
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
القلب الجريء



البيانات
التسجيل: Oct 2011
العضوية: 230810
المشاركات: 1,937
الجنس أنثى
معدل التقييم: ~FANANAH~ عضو جوهرة التقييم~FANANAH~ عضو جوهرة التقييم~FANANAH~ عضو جوهرة التقييم~FANANAH~ عضو جوهرة التقييم~FANANAH~ عضو جوهرة التقييم~FANANAH~ عضو جوهرة التقييم~FANANAH~ عضو جوهرة التقييم~FANANAH~ عضو جوهرة التقييم~FANANAH~ عضو جوهرة التقييم~FANANAH~ عضو جوهرة التقييم~FANANAH~ عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2391

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
~FANANAH~ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ~FANANAH~ المنتدى : قصص عبير الاحلام القصيره
افتراضي رد: الشبح المغني .. بقلمي ~Fananah~

 
دعوه لزيارة موضوعي

بدأت بدندنة لحن موسيقي والتقطتت عدة كُتب لأرشفتها ابتسمت بمرح وهي ترى عدد الكُتب الجديدة التي وصلت منذ البارحة : حسنا ستُبقيني هذه الكتُب مشغولة لحين وصول ضيوف الشرف.
صوت خطوات واسعة تلتها طرقات مُتعددة للفت إنتباهها، ولكنها أجابت بتملل : أخبرتك قبلاً بعدم رغبتي بوجود أي شخص بالمكتبة حينما ..
قُطع اعتراضها بصوت رجولي هادئ : إذن ألا يُمكنني الدخول ؟
لم تلتفت نحوه لمُصارعتها بوضع كتاب في رف يعلوها لتُجيب بعصبية : أنك تُزعجني ، إذا لم يكُن لديك شيء ضروري لتُخبرني به تفضل بالخروج لأنتهي !
اقترب منها على مهل مُتمتعا بمنظرها الجذاب وهي تقفز يائسة لوضع الكتاب بمكانه ، توقف حينما أصبح ظهرها يلامس صدره وبخفه ألتقط الكتاب من بين أصابعها ليدخله بمكانه كادت أن تصُرخ به لتطفله ولكنها أُلجمت عن الحديث فالواقف خلفها كان وسيما بشكل خيالي جعلت من قلبها الساكن كل هذا الوقت يعود للنبض !
لم تأبه لجنون قلبها ولكزته بمرفقها ليبتعد عنها ولكنه ظل صامدا يُراقبها لتتحدث بضيق : ألن تبتعد؟
غرق في بحر عينيها الكستنائيتين وابتسم قائلا : لقد أصبحتي جميلة للغاية.
أعادت لكزه بمعدته بجهد أكبر ولكنه لم يتزحزح مما أخافها ، لا يبدو عليه أثر للتراجع ما الأمر معه ؟
تصنعت الغضب الثائر حتى تتخلص من أسر جسده : أبتعد عني حالاً !
اقترب بوجهه منها حتى ظنت بأنه سيقوم بتقبيلها واستعدت لتُطلق صرخه مدويه ، ولكنه أرسى جبينه على جبينها قائلا بهمس : اشتقت لكِ نات .
اتسعت عيناها بصدمة ثم ألقت بنظرة مطولة نحوه بشكل أقرب ، عيناه كانتا بلون أخضر زاهي ارتجفت شفتاها وهي تُعلن عن اسم الرجل الواقف أمامها “ نيكولاس !! “
احتضنته دون أن تعبأ بطوله ليُحيط بذراعه خُصرها ويحملها ملاصقة لجسده قريبة لقلبه لقد عاد أخيرا ، وأصبح بإمكانه أن يعيش حياة طبيعه ، حياة يستطيع فيها أن يرافقها بكل مكان .
تركت دموعها تنساب على بذلته السوداء وهي تزيد من احتضانها له ، لا تُصدق أنه هنا ، أراد أن يتمعن بملامحها لمرة ثانية : ألن تُريني وجهك ؟
هزت رأسها نافيه بقسوة وخبأت وجهها بين طيات بذلته ورقبته : لست بذلك الجمال حينما أبكى !
ابتسم بمُشاغبة ليغوص بوجهه بين خصلات شعرها ، امسك بطرف خصلة قائلا بحزن مُصطنع : كنت مُعجبا بشعرك أكثر حينما كان أطول .
شهقة تسللت من بين شفتيها لتواجهه بوجه عابس: أحقا ما تقول ، ولكنه يُثير المتاعب !
زادت ابتسامته العابثه وهو يرى أرنبة أنفها المُحمرة وعيناها الممتلئتين بالدموع جاعلة من لون الكستناء كموج من الشوكلاه الذائبه: يا رباه لقد أصبحتي قاتلة الجمال.
احمرت وجنتيها واصطبغت أُذنيها باللون الأحمر القاني لتتوتر قائلة: أنزلني نيك فضلاً.
رفض وهو يغوص برقبتها يزرع قُبلات متفرقه ويهنأ بعبق رائحتها والتي تُشابه رائحه الزئبق الممزوج بعطر مُخفف: لا رغبة لي .
كانت يداها مُتمسكتين بكتفيه بينما إحدى ذراعيه تحيط بخُصرها والأخرى تحتضن ظهرها بعناق حميمي همست بخجل: لا يمكننا إستكمال حديثنا بهذا الوضع !
وبذات الوضعية أجاب بثقة وتحدى: أتراهنين ؟
أسندت رأسها على كتفه وبرجاء خالص: أرجوك قلبي لن يتحمل .
أنزلها وحررها من أسر أحضانه ولكنه شبك أصابع يديه بأصابعها المُرتجفه وقادها نحو صوفا جانبيه تجاور نافذة تتسلل منها أشعه الشمس ، أرادت أن تُبعثر توترها ، أن توقف دموعها ولكنها لم تستطع وجوده هنا قد أشعل قلبها من جديد وعادت كل مشاعرها السابقة لتطفو على السطح !
جلس وجذبها لتبقي مُلاصقة له ثم تحدث بضيق طفيف: ألن تتوقفي عن البكاء ؟
كتمت شهقات عدة كادت تخرج من بين شفتيها وأجابت على مضض: أريد ذلك ولكن تأبى عيناي أن تُطيعاني.
تنهد براحه وابتسم بعبث ليُظهر صف أسنانه وعيناه تُنذران بخطة شيطانية: إذن هلا ساعدتُك في إيقافها ؟
مسحت نهر دموعها براحه يدها الحرة وعقد حاجبيها بحيره: كيف ذلك ؟
اقترب منها بخفه وسرق منها قُبله أجفلتهاثم تلتها أخرى ناعمه ، لتهدأ كل تلك الفوضى لسبب ما تجهله أصبح أكثر جرأة معها !
أرست راحه يدها المُبللة بدموعها على جانب وجهه الأيمن متسائلة بنبرة قلقة: ما الذي حدث لك ؟
كيف رحلت بتلك الطريقة حتى أنك لم تودعني ، وفوق ذلك كيف لوالدي أن يؤكد على موتك وأنت أمامي هاهُنا !
غرق مُجددا ببحر عينيها وهو يُجيبها: لابُد من أنكِ قد سمعتي عن إحدى القضايا التي رفعت ضد والدك بتهمة تتعلق بحفظ حقوق الإنسان وما يشابهه .
هزت رأسها بإيجاب ليُكمل: من طالب بالقضيه هو والدي لنقل بأنه أراد وأخيرا الحظى بأكبر كنز في حياته ألا وهو ورث والدتي .
“ لم أفهم ما علاقة ذلك بك ؟”
زاد من قوة احتضان أصابعها بين يده: تركت والدتي ورثاً هائلا لي بشرط أن أبلغ السن القانوي الذي يؤهلني للاستفادة منه إضافة لموافقة شقيقها ألا وهو عمي جوناثان ، حالما أدرك والدي مدى ثرائي بدأ بالتردد على جو بكثرة ليسمح له بإخراجي تحت ذريعه أنه والدي وأنا ابنه الوحيد ، لنقل بأن عمي أذكي من أن يقع فريسة لاهتمامه المُزيف لذا كان يُعطيه مبلغا شهراً ليتخلى عن رغبته رغم سوء فهمي له بالسابق إلا أنه كان يحميني بطريقته الخاصة .
“ أتقول بأن والدي كان يقوم بشيء صائب ! غير معقول “
ابتسم بسخرية مُتابعاً: لم أصدق ذلك حينما أخبرني به لأول مرة ولكن تأكدت بعد رحيلي أنه غرق بدين هائل بسبب القمار ، كان عذر بقائي معزولاً هو بسبب والدي وأيضا الندوب التي احتلت جزءاً كبيرا من وجهي ، أخبرني بأن العالم كان موحشا بالنسبة لطفل مشوه لذا أبقاني بعيدا ومطلعاً على الوضع بالخارج.
“ لا أوافق والدي على قراره لابد وأنه كان يُفكر بشأن مكانته كقاضي القضاة! “
ضحك بعلو صوته لتمتلئ عيناه بدموع مؤقته: أتدركين بأن من نتحدث بشأنه هو والدك .
تجاهلت تعليقه وأكملت: أنه بالفعل والدي ولكن لا يعني ذلك بأن أوافقه بكل أفعاله !
طبع قُبلة على راحه كفها مُعتذراً: لا أقصد سوءاً كما تعلمين ، تلك الليلة حضر جو لإرسالي بعيداً كنت لأوافق من فوري ولكن بسبب لقائي بك أمتنعت عن الرحيل ، مع ذلك فقد شرح لي أن بقائي هنا بهويتي الحالية لن يجعل والدي ليتركني وشأني ، إضافه لكونه سيستخدم قضية إخفائي ضده لإنهاء مسيرته في القضاء.
تابع بنبرة مُتألمة بعد أن بَعثر نظره بالأرجاء: لذا وجب علي تغيير ذاتي وتغيير هويتي فقبلت بالسفر وتلقيت جراحة تجميلة وتأقلمت بصعوبه بالغة مع العالم، وإصرار والدك على وفاتي كان بتوصية مني لأن نيكولاس رحل واختفى منذ وقت طويل .
أغمضت عيناها براحة مُتمتمه: أعلم بأن والدي كان سيئاً لكن والدك يكافئه بالسوء ذاته !
كاد أن يُطلق ضحكة تسلقت لتداعب قلبه لكنه كبح جماحها لوقت لاحق: أجل إنهما كذلك .
أرست جبينها على كتفه مُتنهدة لكمية المأساي التي اضطر لخوضها: أرغبت يوما بالانتقام ؟
رفع رأسه وأغلق عينيه زافراً كل الذكريات المُظلمة: بل رغبت بالفرار وتوقتُ للحرية.

تسللت أنامله لتُبعد جبينها عن كتفه بالإمساك بذقنها لتواجه نظرات عينيه الشبيه بالمروج الخضراء: حسنا يا جميلتي دعيني أُعرفك بنفسي من جديد ، أدعي أليكس لوكهارد وقد أتيت من لوس انجلوس خصيصا لأجلك.
لازال وجهها مصبوغاً بحُمرة طاغية أثر قُربه المُثير للجنون لتُجيبه بهدوء: تشرفنا يا أليكس .
داعب أرنبة أنفها بأنفه مُتمتعاً بقُرب غزا أحلامه مؤخراً ليهمس بحُب: نات ، أتتزوجينني .
ابتسمت بشفافية وراحه كفها تقبع فوق قلبه: ظننتك لن تسأل مُطلقا !
وهمس بكلمات اختفت ضمن طيات قُبلة شغوفه وقلب عاشق ..
“ أنتِ هي حريتي يا حوريتي نات“

تمت بحمد الله
١٤٣٨/١/١٤

 
 

 

عرض البوم صور ~FANANAH~   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
نوفيلا،قصة،غريبة،حب،غموض
facebook




جديد مواضيع قسم قصص عبير الاحلام القصيره
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 12:59 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية