لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 24-09-16, 04:05 AM   المشاركة رقم: 31
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Feb 2011
العضوية: 216585
المشاركات: 468
الجنس أنثى
معدل التقييم: منى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1595

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
منى لطفي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : منى لطفي المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: كبـير العيلة

 

حبيباتي بنزل البارت الجديد الآن لأني غدا ظروفي ملخبطة شوية .. عامة احنا بكرة خلاص ههههههه صباح الورد... البارت الجديد في المشاركة التالية....

 
 

 

عرض البوم صور منى لطفي   رد مع اقتباس
قديم 24-09-16, 04:07 AM   المشاركة رقم: 32
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Feb 2011
العضوية: 216585
المشاركات: 468
الجنس أنثى
معدل التقييم: منى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1595

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
منى لطفي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : منى لطفي المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: كبـير العيلة

 

كبير العيلة – 3 –
[COLOR="Blue"]وصلت عائلة رؤوف الى مشارف البلدة وارتسمت ابتسامة واسعة على شفتيه وهو يقول محدثا زوجته وابنتيه :
- شوفتوا بلدكم جميلة ازاي؟, شوفتوا الخضار اللي ملون أرضها.. لونه نفس لون قلوب ناسها.. أخضر وصافي...
قالت سلمى بابتسامة خفيفة :
- جرى ايه يا بابا؟, انا عارفة انك بتحب الأدب والشعر بس دي أول مرة أسمعك بتقول شعر بالطريقة دي.. من ساعة ما ركبنا العربية واحنا في مصر وانت زي الحبيب اللي راجع لحبيبته بعد طول غياب وعمّال يتغزل فيها !!
ضحك والدها ضحكة صافية بينما سارعت سلافة بالهتاف بمرحها المعهود موجهة حديثها الى أمها الجالسة بجوارها على المقعد الخلفي تبتسم بسعادة لسعادة زوجها:
- أوباااا.. خلِّي بالك يا ليلى.. إنِّي ألمح شبح حب قديم يلوح في الأفق غاليتي!!
ضحك الجميع وعلقت ألفت بمرح :
- لا تهتمي يا فتاة.. فقلبه معي ولم يسكنه غيري ..
قال رؤوف مكملا حديثهم بالعربية الفصحى:
- ولن يسكنه غيرك يا ليلايْ!
وانطلقت سلمى متابعة طريقها وسط الضحكات التي تتعالى في السيارة ...
**************************************************
فُتحت بوابة حديدية ضخمة على مصراعيها بعد أن إنطلق زمور سيارة عائلة رؤوف وانطلقت سلمى عابرة اياها بسرعة لتبطيء بعد ذلك من حركتها ما إن اقتربت من البوابة الداخلية للمنزل بينما تلفت شهاب على صوت السيارة المتقدمة للداخل ليرمقها بتساؤل من فوق جواده العربي الاصيل (عنتر)...والذي كان جواداً اسود كالليل البهيم كان شهاب هو من روّضه, فقد كان فرس عربي جامح ولكن شهاب استطاع ترويضه وأصبح فارسه الأوحد ...
- ستِّي الحاجة...يا ستِّي الحاجة الضيوف جوم بالسلامة...
اندفعت وردة تهتف بالبشارة لسيدتها وهي تركض فرحة, بينما قامت فاطمة من مجلسها بسرعة وهي تستند على ركبتيها بوهن وقالت وهى ترتدي خفها الذي لم تستطع ارتداؤه بسهولة من اول مرة لاستعجالها بينما نادت وهى تحاول الإسراع في سيرها بما يسمح لها جسدها الكهل:
- نادمي على الحاج يا بت يا وردة..
قالت وردة الفتاة ذات الرابعة عشر ربيعا وهي تهم بتلبية أمر سيدتها:
- من عينيا.. حاضر, يا حاج.... يا حاج ...
بينما وقفت فاطمة وهي تنظر الى الباب حيث دخل راجح غفيرهم الخاص يحمل حقائب عدة إحداها فوق كتفه الأيمن يسندها براحته اليمنى الغليظة وأخرى تحت إبطه الأيسر وثالثة ورابعة يمسك بمقبضيهما بكفّه الأيسر الغليظ!!
تنحنح راجح وهويسعل هاتفا بضخامة صوته الجهوري:
- يا رب يا ساتر....
ووضع الحقائب جانبا بينما تقف فاطة تنظر بلهفة الى الباب والدموع تتلألأ في عينيها وإبتسامة ترقب ترتسم على شفتيها المشققتين, حبست أنفاسها حين طالعتها قامة مديدة يعلوها رأس اسود غزا الشيب شعره, ارتجفت شفتيها ومدت يديها فاتحة ذراعيها وهى تقول بتلعثم وإبتسامة سعادة وعدم تصديق لما تراه عينيها تشق طريقها الى وجهها المتغضن فيما تتدافع الكلمات من فمها بينما ترتعش شفتاها وتغيم عيناها بالدموع التي فاضت ما ان نطقت قائلة :
- و.. ولـ... ولدي, ولداااااااي .....
ركض رؤوف الى أمه في سرعة وكأنه قد غدا شابا في العشرين من عمره, ليلقي بنفسه بين أحضانها الدافئة, هذا الحضن الذي حُرم منه طويلا, كانت تغسل وجهيهما بدموعها بينما يقبل هو كل إِنش في وجهها وتقبل هي رأسه ووجهه وهي تهتف منادية بإسمه ثم ابتعدت قليلا عنه لتملأ عينيها برؤية وجهه الذي اشتاقت له حتى أمرضها شوقها ذلك, ثم أحاطت وجهه بكفيها المغضنتين وهي تقول من بين غصات بكائها الحار والذي يناقض الابتسامة الواسعة التي ارتسمت على وجهها لتنيره:
- رؤوف .. ولدي, يا حتة من جلبي, اتوحشتك جوووي.. جووي يا ولدي...
امسك رؤوف بيديها المحيطة بوجهه ليقبل باطن كفيها وهو يقول بينما دموعه قد غلبته رغما عنه لتغرق وجنتيه:
- وانتي كمان يا أمي.. وحشتيني اووي... اوووي ...
سمع صوتا على الرغم من عدد السنين التي مرّت ولكنه لا يزال محتفظا بقوته وثباته وهو يهتف آمرا:
- كفاياكي يا فاطنة... خليني اعرف اسلم على الغالي...
رفع رؤوف رأسه ليشاهد نظرات والده المشتاقة وهو يتابع بابتسامة مرتجفة رغما عنه فاتحا ذراعيه على وسعهما:
- ايه .. ما اتوحشتنيش آني كُمااان ولا ايه يا ابن عبد الحميد؟!.
ابتعد رؤوف قليلا عن والدته وسار حتى والده وهو يجيب بابتسامة مشتاقة ودموع تسيل رغما عنه مغرقة وجهه الأسمر:
- ابن عبد الحميد اشتاق لريحة عبد الحميد يا حاج..
ورمى نفسه بين ذراعي والده ليتلقفه حضنه القوي الدافيء ورفع يد والده يقبل ظاهرها وسط عبارات الحمد والشكر لله التي صدرت من عبد الحميد أن منّ عليه الله بإحتواء ابنه ثانية بين ذراعيه ورؤيته وسط عائلته قبل ان توافيه المنية...
راقبت عائلته الصغيرة ما حدث من لقاء عائلها الحبيب مع والديْه والدموع تجري مدراراً من فيض المشاعر التي تراه امامها, ابتعد قليلا رؤوف عن والده واشار بيده الى عائلته الصغيرة الواقفة بجوار بعضها البعض وهو يقول وابتسامة فخر صغيرة ترتسم على وجهه :
- عيلتي يا حاج ...
قالت فاطمة وهى تحاول ايقاف دموعها بإبتسامة أمومية حانية:
- ما شاء الله يا ولدي ...
بينما واصل رؤوف حاثًّا عائلته على التقدم والسلام على والديه:
- سلمى, سلافة, تعالوا حبايبي سلموا..., ثم تابع بفخر مشيرا الى والديْه:
- دا جدكم.. أبويا الحاج عبد الحميد, وجدتكم... أمي الحاجة فاطمة...
اقتربت ألفت للسلام على حماها وحماتها وقالت بابتسامة هادئة صافية وهي تقبل رأسيهما:
- انا مبسوطة جدا انى شوفتكم.. رؤوف بيتكلم عنكم كتير وما صادفش في الكم مرة اللي اتقابلتوا فيها إني أكون موجودة..
رحبت بها فاطمة قائلة بابتسامة صغيرة:
- بيتك وُمطرحك يا مرات الغالي.., بينما صافحها الجد مرحبا بها بابتسامة هادئة.....
قدّم رؤوف سلمى قائلا بفخر أبوي:
- دي سلمى يا حاج... الدكتورة سلمى رؤوف عبد الحميد الخولي...
اقتربت سلمى وصافحت جدها مقبلة رأسه بينما تلقفتها جدتها بين أحضانها وهى تهتف بحب:
- بسم الله ما شاء الله.... دَكتووورة !, أهلا بيكي يا بتِّي... نورتي بيتك ومُطرحك يا ست الدكتووورة..
اقتربت سلافة بينما تزين ثغرها ابتسامة واسعة وهي تسبق والدها في التعريف بنفسها بمرحها المعهود:
- وانا بأه آخر العنقود سكر معقود...
التفتت اليها جدتها وقالت وهى تفتح ذراعيها اليها :
- تعالي يا سكر إنتي, شكلك سكر ودمك احلى من السكر كومان...
احتضنتها سلافة وهى تقبل راسها وهتفت بشقاوتها المحببة:
- انت اللي احلى من العسل يا ماما ستو...
قطبت جدتها قليلا وابعدتها عنها وهي تستفهم بحيرة:
- واه!, ايه؟, ماما ستو؟, ايه ماما ستو دايْ؟..
أجاب رؤوف بابتسامة صغيرة:
- ماما ستو يعني جدتي يا أم رؤوف بس في البندر بيقولوها كدا.
قالت الجدة وهى تحيط كتفي سلافة بذراعها بضحكة سعيدة:
- ماما ستو... ماما ستو, ماعيفرجش.. اهنه بيجولو جدتي.. لكن أي حاجه منيكي مجبولة يا بت الغالي, وانت بجاه اسمك ايه على اكده؟, بوكي جالو بس ما تواخزنيش يا بتّي راح من بالي!.
قطبت سلافة بينما ضحك والدها وهو يجيب:
- معلهش يا حاجه.. اصل اسمها مش عاجبها!
قطبت امه سائلة :
- ايه ؟, مش عاجبها ؟, ليه يعني؟!, عيكون اسمها ايه ان شاء الله.... زليخة؟
ضحك رؤوف قائلا :
- لأ ... سلافة!
كررت فاطمة هاتفة:
- ايه؟, مين؟, كيف سُلفة يعني؟, تاجي إزايْ ديْ؟!
تبرّمت سلافة وقالت لوالدها بحزن مصطنع:
- شوفت يا بابايا... أهي ماما ستو مش عاجبها الاسم وبتقول سلفة!!, لا يا ماما ستو مش سلفة... سلافة.. اقولك.. قوليلي سولي!
هتفت جدتها باستهجان :
- واه... ايه؟, سولي؟, ديه كلب دِه؟, كيف يا بتي أناديكي باسم كلب الله يرضى عنيكي بس؟!!
ضحكت ألفت قائلة :
- شوفتي.. مش انا لوحدي اللي مش عاجبني اسم الدلع بتاعك! قالت سلافة بحنق :
- خلاص يا ماما ستو قولي لي.. لولو!, ايه رأيك؟, أظن سهلة أهي؟!
أجابت فاطمة وهي تشيح بيدها :
- مِشِ إمهمْ... لولو.. لولو, إلِمهم انك أحلى من اسمك..
ضحك الجميع بينما اقترب الجد وهو يقول :
- طيب ولولو مش ناوية تسلم على جدها ولا ايه؟
اقتربت سلافة وهي تجيب بضحكتها التي تدخل القلوب:
- معقولة يا بابا جدو؟, أنا من ساعة بابايا ما كلمنى على حضرتك ونفسي اشوفك...
احتواها جدها بين ذراعيه وهي يقول بحنان أبويّ:
- شكلك إكده.. نصابة إصغيرة كيف بووكي وهو في سنّك إكده.. كان بياكل بعجلي ياما حلاوة!
سمعوا صوتا جهوريا يقول :
- وكانت النتيجة انه بعد عنِّنا اكتر من 30 سنة !.
التفتوا جميعا ليشاهدوا عثمان وهو يتقدم منهم وما لبث ان وقف قليلا يطالع في أخيه الواقف وسط عائلته الصغيرة التي استطاعت نيل اعجاب والده ووالدته منذ لحظة دخولهم, نظر مليا الى شقيقه الذي وقف يبادله النظرات بأخرى هادئة.. متسائلة.... قلقة!!, بينما نظرات عثمان يشوبها الغموض, وساد الصمت المترقب بين الجميع, وكان عثمان أول من خرقه عندما ترك العصا الأبنوسية التي يحملها جانبا ومد ذراعيه قائلا وابتسامة بدأت في الظهور على محياه :
- نورت بيتك يا وِلد أبوي...
ليسارع رؤوف باحتضان شقيقه وهو يتشمم رائحته بلهفة كبيرة, تلك الرائحة العابقة برائحة هذه الارض الطيبة والتي اشتاق اليها اشتياق العطشان للماء ..
أشارت فاطمة لإمرأة تقف بعيدا تراقب ما يحدث أمامها وتعابير وجهها لا تنم عما يجيش في صدرها من مخاوف وتساؤلات, وبعضا من الغيرة لدى رؤيتها لفرحة الجميع بعودة الغائب بصحبة عائلته, هتفت فاطمة بابتسامة واسعة:
- جدّمي يا أم غيث سلِّمِي على ولد عمك رؤوف ومَرَتُه وبناته...
تقدمت راوية وهي تعدل من وضع وشاحها الملون العريض فوق رأسها ورسمت ابتسامة هادئة وقالت مرحبة وهي تنظر بطرف عينها الى رؤوف:
- حمدلله ع السلامة يا وِلد عمي...
رد رؤوف تحيتها بإيماءة صغيرة من رأسه وقال ببشاشة:
- الله يسلمك يا أم غيث...
تقدمت باتجاه ألفت ووقفت أمامها ومدت يدها لتصافحها وهي تقول برسمية:
- البلد نورت بوجودكم....
ومالت عليها لتقبلها قبلة خفيفة باردة ولكن ألفت لم تقف عندها وأجابت بابتسامة صافية:
- منورة بيكم يا أم غيث....
ابتعدت راوية بعد ذلك وهي ترمق البنتين بغموض, سارعت سلمى لمصافحتها وهي تقبلها قائلة:
- أزيك يا طنط؟..
وتبعتها سلافة وهي تكمل:
- عاملة ايه يا طنط؟..
أخفت راوية امتعاضها من اسلوب البنتين في الكلام, واستهجنت في داخلها هامسة مع نفسها:
- طنط وطنط, ايه الكلام الماسخ ديه؟, كَنْهُمْ بيجولوا طنطا!, انما هجول إيه؟, طالعين لامهم, مجايبك يا ولد عمي!!
قال الجد قاطعا السلام البارد الذي استشعره من كنَّته راوية تجاه عائلة ولده الآخر رؤوف:
- جرى ايه يا أم غيث, فين الغدا, ضيوفنا أكيد جاعوا من تعب المشوار والطريج!!..
هنا تبدلت تعابير راوية من البرود للهفة وسرعة الاستجابة مما دل على مدى الاحترام والهيبة التي يمثلها هذا الصرح الشامخ الواقف أمامهم والذي مهما مرت عليه السنون فإنها لا تنقص من مكانته وهيبته وسط أفراد عائلته شيئا, قالت راوية وهي تهم بالذهاب:
- حالا يا بويا الحاج, هجولهم يجهزوا الغدا...

************************************************
جلس الجميع في غرفة الجلوس الكبيرة بمقاعدها الخشبية الثمينة المنحوتة على هيئة الأرابيسك, كان رؤوف أول من قطع الحديث الدائر حول أحوال البلدة والأهل والأقارب حينما توجه بالسؤال الى شقيقه الأكبر قائلا:
- أومال فين أولادك يا أبو غيث؟, غيث وشهاب وسلسبيل صح؟
أجاب عثمان بابتسامة فخورة:
- صوح يا ولد أبويْ, غيث في الديوان دِلوكْ, وشهاب في المزرعة أما سلسبيل بجه فهي ببيت جوزها... راضي وِلد عدنان إبن عمنا طه الله يِّرحَمُهْ, ما كانوش يعرفوا انك هتاجي انّهارْدِهْ, ولا كانوا هيبجوا في استجبالكم...
قال رؤوف بابتسامة حانية:
- ربنا يخليهوملك ويفرحك بيهم, انما غيث وشهاب ما اتجوزوش؟
أجاب الجد وهو ينظر الى ولده عثمان بغموض:
- لع, لسّاتهم من غير جواز, كل واحد بيستنى نصيبه, ولمّن النصيب بياجي ما في حد يجدر يوجف جُصاده!!..
قطب عثمان لدى سماعه عبارة والده, وتذكر معارضة والده في زواج ابنيه خاصة وأنهما قد تخطيا سن الزواج بالنسبة لعاداتهم, فالشاب ما ان يبلغ العشرون عاما حتى يبدأ الأهل بالتخطيط لزواجه, وكلما فاتح أباه في مسألة زواج الأبناء, أغلق الوالد الحديث في هذا الأمر بغموض قائلا أن النصيب لم يأت بعد, وعندما حاول دفع غيث بالحديث في هذا الشأن مع جده فاجئه غيث بأن هذا ليس بالأمر الجلل, وأنه واثق ما إن يزمع على الزواج بجدية فإنه قادر على إقناع جدّه, بينما شهاب رفض النقاش في الأمر جملة وتفصيلا هاتفا أنه لا يفكر بهذا الأمر ولو قدر أنملة الآن!!...
همس عثمان في نفسه وهو يطالع أبوه يتبادل المزاح مع حفيدتيْه:
- يا ترى يا أبو عتمان ناوي على ايه؟, أنا خابرك زين, ما بتجولش كلام والسلام, كل حرف بيطلع من خاشمك بتكون واعي له زين!, ربنا يستر من اللي جاي يا حاج...
وهو يعلم يقينا في قرارة نفسه أن والده قد وضع قرارا بشأن أحفاده ولم يبقى سوى الإفصاح عنه و.....التنفيذ!!
--------------------------------------------------------
تجمعت العائلة حول مائدة عامرة بكل ما لذ وطاب من أكلات مختلفة شهية المذاق, جلس الجميع, الجد على رأس المائدة والى يمينه عثمان ويساره رؤوف, والى يمين عثمان راوية, بينما الى يسار رؤوف ألفت فسلمى ثم سلافة, وعلى الجهة المقابلة للجد كانت فاطمة والتي لم تجلس طوال مدة تناولهم الطعام, بل اتخذت مكانها واقفة بجوار رؤوف ابنها تهتم بوضع شتى أنواع المأكولات في صحنه, قال رؤوف وهو لم يعد يستطيع وضع لقمة اضافية في فمه:
- كفاية يا أمي, بطني هتنفجر من كتر الأكل..
شهقت فاطمة مفجوعة وخبطت على صدرها هاتفة بلوم:
- بعد الشر عنيك يا ولد بطني, ان شالله اللي يكرهك, خد يا ضنايا اشرب بوج الماية ديِه وانت هتُبجى منيح...
ومدت اليه كوبا من الماء فتناوله منها وأمسك بيدها قبل أن تبعدها ومال عليها مقبلا ظاهرها وهو يقول بابتسامة:
- ربنا يخليكي ليا يا غالية وما يحرمنيش منك ابدا انتي والحاج...
ورفع كوب الماء ليشربه بينما مالت سلافة على أذن سلمى بجوارها وهمست لها بابتسامة مكتومة:
- الحقي شكل جدتك هتاخد قيس ابن الملوح من ليلى, وشكله كدا ليلى راح عليها خلاص!!..
وكزت سلمى سلافة بمرفقها في خاصرتها فتأوهت الأخيرة بألم ونظرت اليها بعتب بينما تحدثت سلمى بحزم وهي تطالع صحنها:
- سلافة... بطلي تهريجك دا, هما هنا ميعرفوناش ولا يعرفوا طريقتك في الكلام, فلو سمحتي تراعي دا كويس اوي, ولا انتي مش واخده بالك من مرات عمك من ساعة ما قعدنا وعينها ما نزلتش من علينا, وبتبص لنا بنظرات غريبة تخض, زي ما نكون جايين علشان نطردها ونقعد مكانها!!..
تأففت سلافة وقالت بهمس:
- خلاص خلاص, آسفة, بس انا كنت بكلمك انتي بس, احنا هنبتيدها حبسة نَفَس!, وبعدين مرات عمك مع نفسها... أهم حاجة ما نحاولش نحتكْ بيها خالص...
ثم انفرجت أساريرها وتابعت بابتسامة صغيرة:
- والأهم بقه ان جدك وجدتك الفرحة مش سيعاهُم, وحاسة انه عمك كدا كمان, وكفاية فرحة بابا, شوفي ماما حتى من ساعة ما جينا وهي بتبتسم وعينها ما نزلتش من على بابا فرحانه لفرحته, وبصراحه مقابلتهم كلهم لينا حلوة, ما فيش غير مرات عمك ودي شكلها كدا بيعمل لجدك ألف مليون حساب, انا متفائلة بالاجازة دي ان شاء الله..
أجابت سلمى بخفوت:
- بس لسه باقي العيلة.... ولاد عمك, يا ترى هيتبسطوا هما كمان ولا هيطلعوا لمرات عمك؟!!..
هزت سلافة بكتفيها علامة الجهل, ثم انصرفت تتابع تناول طعامها وكذلك سلمى....
مر وقت تناول الطعام وسط الاحاديث الخفيفة تتخللها تعليقات سلافة المرحة وابتسامة سلمى الهادئة, وفرحة رؤوف بعودته الى أحضان عائلته مرة أخرى وسعادة ألفت لسعادة زوجها...
================================
تم تخصيص طابق كامل لعائلة رؤوف, كان هذا الطابق وللغرابة قد تم بنيانه منذ أكثر من ثلاثون عاما لكي يعيش فيه رؤوف مع زوجته زينب شقيقة راوية, ولكن تم إقفاله بعد ان رحل رؤوف عن البلدة, وأُعيد فتحه ثانية وتجهيزه عندما تلقى الجد اتصالا من ولده يخبره فيه أنه يزمع على العودة الى البلدة قريبا برفقة عائلته..
كان الطابق عبارة عن شقة واسعة الى حد ما, تتكون من ثلاث غرف, اثنتان للنوم وواحدة للجلوس, وردهة متوسطة, ومطبخ وحمامين, أحدهما في غرفة النوم الرئيسية والآخر بجوار غرفة النوم الأخرى والتي تم تخصيصها لسلمى وسلافة...
دخلتا الى شقّتهما العلوية بعد ان استأذنوا للصعود الى الأعلى للحصول على قدر من الراحة, دارت سلمى بعينيها في المكان حولها, بينما أطلقت سلافة صافرة طويلة وهتفت:
- يا سلااام, شوفتي الجمال, واضح كدا ان جدك جاب مهندس ديكور على أعلى مستوى, الشقة بتاعتنا على أحدث حاجة, سواء في لون الحيطان ولا التشطيب أو حتى الموبيليا....
علقت سلمى بهدوئها المعهود وهي تجول بناظريها في ارجاء المكان:
- فعلا يا سولي, وأهم حاجة الهدوء, علشان أقدر أنجز في الرسالة بتاعتي...
اقتربت سلافة من المرآة التى تتوسط الحائط في ردهة المنزل بينما انسحب والديهما الى غرفتهما ما ان صعدا الى الأعلى, قالت سلافة وهى تطالع نفسها في المرآة:
- تفتكري بابا لما يشوف باقي العيلة بالليل زي ما جدو قال, محدش هيحرجه بأي كلمة؟
تطلعت سلافة الى نفسها في المرآة وهى تنتظر جواب أختها, رأت انعكاس صورتها في المرآة وتذكرت تعليق جدتها حين رأتها أنها قد اكتسبت الشكل الحسن من والدتها ولكن خفة الدم وسرعة البديهة من والدها...
قارنت بينها وبين شقيقتها الواقفة خلفها تدور بعينيها في المكان..
من يراهما لأول وهلة يحسبهما توأمين, مع ان فارق العمر بينهما أكثر من اربعة سنوات, فكلتيهما تملكان نفس الصفات الشكلية مع فروقات بسيطة, وان كانت سلافة قد ورثت قامتها الرقيقة الضئيلة من أمها بينما ورثت سلمى طول القامة من والدهما والاثنتان تشتركان في رشاقة الجسم وخصر غاية في الدقة, وتملكان نفس لون البشرة الأبيض المشرّب بحمرة كوالدتهما والتى ورثتها عن جدتها لأمها التركية, وعينان واسعتان مكللتان برموش غزيرة, بينما تختلفان في لون العينين, فعيني سلافة سوداء عميقة تتيه في ليلها, أما سلمى فزيتونية العينين, تجعلك تشرد في غابات الزيتون الخاصة بها, و لهما شعر أسود كالليل البهيم, يتعدى كتفيهما, فالشعر الطويل هو زينة المرأة كما دأبت والدتهما على القول, وإن كانت سلافة كثيرا ما خالفت رغبة والدتهما وعمدت الى قص شعرها كي يسهل عليها تصفيفه على الرغم من نعومته الزائدة عن الحد لدرجة انها قد عمدت أحيانا الى تجعيده كي يثبت!!..
قالت سلمى مجيبة بهدوء وهي تتجه الى غرفتهما:
- ما تقلقيش, اللي انا شوفته تحت يخليني أقولك ان جدنا هنا الكل بيعمل له ألف حساب, وانه محدش هيقدر يقول لبابا كلمة واحدة تزعله, و.....
وبترت عبارتها بشهقة مباغتة, فاتجهت اليها سلافة ووقفت أمام باب الغرفة مستندة بيديها على حائط الباب بجوارها وقالت قاطبة:
- ايه يا سلمى مالك فيه ايه؟
عقدت سلمى جبينها وزفرت بغيظ وهي تجيب بحنق:
- اللاب بتاعي شكلي كدا نسيته في العربية, اووف.. ياربي – ونفخت بضيق وتابعت – لازم اروح اجيبه من العربية كنت عاوزة أستغل الوقت في الرسالة بتاعتي قبل ما الضيوف بتوع بالليل ما ييجوا...
ثم سارعت بالمغادرة فانتحت سلافة بعيدا لتسمح لها بالمرور فيما تابعت سلمى وقد تناولت مفاتيح السيارة وهي تسرع بالمغادرة:
- هروح أجيب اللاب وآجي على طول, خلي بالك من الجرس لما أرجع , بلاش تحطي لي السماعات في ودانك وأقعد أهاتي علشان تفتحيلي..
أومأت سلافة بالايجاب فيما انطلقت سلمى من فورها وهي تنفخ بضيق فمن ناحية هي تشعر بالتعب الجسماني نظرا لطول المسافة التي قادتها ولم تخلد الى الرائحة مطلقا حتى بعد وصولهم, ومن ناحية أخرى ذلك القلق الطبيعي الذي يساورها بشأن عائلة والدها, وأيضاً أمر رسالة الدكتوراه والذي تريد انجازه في أسرع وقت...
زفرت براحة وهي تخرج حقيبة اللاب من المقعد الخلفي حيث كان موضوعا في الدواسة الخلفية, وابتسمت براحة قبل أن تغلق باب السيارة ثم تسرع بالذهاب وهي تفكر جيدا في الجزئية التالية برسالتها والتي طلب منها أستاذها المشرف على الرسالة تعديلها وكانت غارقة في أفكارها بشدة وذلك حين اصطدمت بقوة في حائط ضخم كاد أن يحطمها!!..
شهقت ملتاعة, فلم يكن الحائط سوى حائط بشري بصدر عضلي عريض كاد يحطم أضلعها التي ارتطمت به, وكرد فعل لمفاجئتها رجعت الى الوراء بسرعة كادت أن تتسبب في سقوطها لولا أن امتدت يدين قويتين أمسكتا بمرفقيها وتعالى صوت خشن غاضب يهتف بغلظة:
- ايه دا؟, مش تشوفي قودامك؟!, واخده في وشّك وماشية كدا زي القطر!!...
انتبهت سلمى من جمودها الذي سببه مفاجئتها في الارتطام بمحدثها, وشعرت بالانزعاج من هذا الضخم المستبد, هي لم تقصد إطلاقا الاصطدام به, وهل هناك عاقلا يرتطم بحائط خرساني مسلح يكاد يصيبه بتهتك في ضلوعه وهو بكامل وعيّه؟!!...
رفعت عينيها إليه وفتحت فمها وهي تهم بالرد عليه بكلمات توقفه بها عند حده, وتجعله يكف عن تمتماته الغاضبة تلك, حينما إصطدمت نظراتها الزيتونية بأخرى مشتعلة كالفحم الملتهب, ليسود الصمت التام, وقد تلاقت الأعين... وهمست الشفاه, و...... رجفت القلوب!!..

- راحت فين يا ربي دي؟..
تأففت سلافة من طول غياب سلمى وقررت الذهاب للتفتيش عنها ومعرفة سبب تأخرها وفجأة طرق سمعها صوت طرقات متتالية على الباب, فسارعت لفتحه وقد علمت أنها سلمى وهتفت وهي تفتح الباب على مصراعيه بسخرية:
- ما بدري يا ست سلمى, ايه كنتي بتمشي جوّه الجزمة الأول؟؟
وقطبت ما إن طالعتها الهيئة الواقفة خلف الباب, كان مديرا لها ظهره ولكن ما إن سمع عبارتها الساخرة حتى التفت في دهشة يطالع صاحبة الصوت الساخر لتطالعه هيئتها وكانت قد أبدلت ثيابها بأخرى خفيفة عبارة عن بنطالا قطني يصل الى منتصف الساق وبلوزة بيتية عليها رسم عروس البحور الشهيرة, بنصف كم, ورقبة مربعة عريضة, وقد رفعت شعرها بمشبك فوق رأسها وتطاير بعض خصلاته حول وجهها ليكسبها رقة وجاذبية مهلكة!!
شهقت سلافة وهي ترى ذلك الكائن الضخم الواقف ببابهم, يطالعها بنظرات مشدوهة يبادلها نظراتها المندهشة بأخرى مذهولة, حاولت التحدث ولكنها سرعان ما سكتت فجأة وهي تسمعه يهمس بإنبهار بالرغم منه وكأنه مغيّب وهو لا يستطيع إبعاد عينيه عن هذه الصورة الملائكية الخلابة التي تمتثل واقفة أمامه:
- بسم الله ما شاء الله, سبحان من خلجك وصوّرك!!..
شهقتها الخجلى جعلته يفيق من التيه الذي شعر به لتتحول نظراته من ذهول وعدم تصديق الى أخرى نارية ملتهبة وهو يطالعها من أعلى رأسها إلى أخمص قدميها بدهشة ممزوجة بحدة وغضب, ثم انتبه الى وقوفهما أمام الباب ليقبض على مرفقها ويدفعها الى الداخل بسرعة صافقا الباب خلفه بعنف وتحدث بحدة من بين أسنانه المطبقة:
- إنتي إتجنيتي؟, كيف تفتحي الباب وانتي لابسة خلجاتك ديْ؟, فين عمي رؤوف؟..
تساءلت سلافة بدهشة بعد أن استطاعت تجميع قواها:
- عمك؟!..
مال عليها وهو لا يزال قابضا على مرفقها بقوة آلمتها بينما تابعت بتساؤل مرتبك من نظراته القوية وهو يطالع عينيها ليتيه في ليلها السرمدي بينما تقابلها سماء رمادية ترعد في دخان عينيه في ليل عاصف:
- إنتَ....
قاطعها ساخرا:
- غيث وِلد عمك يا.. بت عمي!!
شهقت صغيرة أعقبها جذبها لمرفقها بشدة لتفلته من قبضته, ثم وقفت بارتباك هنيهة لا تدري ماذا عليها أن تفعل قبل ان تسارع الى الداخل لتنادي والدها وقد شعرت بأن القط قد أكل لسانها من هذا الكائن الهمجي الضخم وكأنه الأسد ملك الغابة والذي اقتحم عليها ملاذها الآمن!!..
في حين نظر غيث في أعقابها وهي تختفي من أمامه في إحدى الغرف وتمتم بخفوت:
- بجه ديْ تبجي بت عمي رؤوف؟!, لو أنا منِّيه ما عخليش حد يلمح طرفك واصل يا.... بت عمِّي!!
- يتبع -

[/COLOR]

 
 

 

عرض البوم صور منى لطفي   رد مع اقتباس
قديم 24-09-16, 06:44 PM   المشاركة رقم: 33
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
قاريء مميز


البيانات
التسجيل: Dec 2014
العضوية: 285617
المشاركات: 759
الجنس أنثى
معدل التقييم: مملكة الغيوم عضو جوهرة التقييممملكة الغيوم عضو جوهرة التقييممملكة الغيوم عضو جوهرة التقييممملكة الغيوم عضو جوهرة التقييممملكة الغيوم عضو جوهرة التقييممملكة الغيوم عضو جوهرة التقييممملكة الغيوم عضو جوهرة التقييممملكة الغيوم عضو جوهرة التقييممملكة الغيوم عضو جوهرة التقييممملكة الغيوم عضو جوهرة التقييممملكة الغيوم عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1593

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
مملكة الغيوم غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : منى لطفي المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: كبـير العيلة

 

السلام عليكم ورحمة الله
تسلم ايدك منمن فصل قصير مكير
لقاء الام وولدها اجرى دموعى وزاد لقاء الاب من وجع قلبى مشاعر خانقه احسست بها وانا اتخيل نفسى مكانهم ولا ارى ولدى كل يوم واضمه الى حضنى والادهى انى لا ارى احفادى صعب صعب وشعور مميت الحمد لله ان الله حرم قطع الارحام وجعل وصلها من وصاله والا ما اهتم احد بحرقة قلب ام ولهفتها لرؤية اولادها واحفادها الصوره اللى صورتى بيها المشهد واقعيه لدرجة انى حسيت انى معاهم ودموعى نزلت وفاضة مشاعرى من قوة اللقاء
وحرارة قبلات الام ولهفتها انها تروى ظماء قلبها لكل حته من ابنها فلذة كبدها
لقاء خفف حدت بكاه خفة دم الحفيده الصغرى سلاف واللتى سكنت قلب الجد والجده باول كلمه وقلبت بخفة دم الموقف الدرامى الى كوميدا نطق اسمها الغريب على اذن ولسان الجده
فتور زوجة العم طبيعى لان رؤف قلب اختها واتجوز الفت فطبيعى تسلم من اطراف اصابعها
لقاء الحوائط البشريه هههههههههههه غيث مع سولاف وسلمى مع تواءمه نسيت اسمه ولغة العيون اشتغلت وربنا يستر من ترتيبات الجد والام اللتى لم تنزل لها البنات من زور ولا هما ولا امهم وشكل الاخ غيث بده يحط بنت العم فى فانوس ويقفل عليها مش عشان هى عفريت لا سمح الله بس عشان تنور له هو بس سلمت يداتك قلبو وطوليييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييى البارت حبتين فنحن نستمتع بكل كلمه تخطيها مووووووووووووووووووووووووووووووواة

 
 

 

عرض البوم صور مملكة الغيوم   رد مع اقتباس
قديم 24-09-16, 07:15 PM   المشاركة رقم: 34
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Feb 2011
العضوية: 216585
المشاركات: 468
الجنس أنثى
معدل التقييم: منى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1595

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
منى لطفي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : منى لطفي المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: كبـير العيلة

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مملكة الغيوم مشاهدة المشاركة
   السلام عليكم ورحمة الله
تسلم ايدك منمن فصل قصير مكير
لقاء الام وولدها اجرى دموعى وزاد لقاء الاب من وجع قلبى مشاعر خانقه احسست بها وانا اتخيل نفسى مكانهم ولا ارى ولدى كل يوم واضمه الى حضنى والادهى انى لا ارى احفادى صعب صعب وشعور مميت الحمد لله ان الله حرم قطع الارحام وجعل وصلها من وصاله والا ما اهتم احد بحرقة قلب ام ولهفتها لرؤية اولادها واحفادها الصوره اللى صورتى بيها المشهد واقعيه لدرجة انى حسيت انى معاهم ودموعى نزلت وفاضة مشاعرى من قوة اللقاء
وحرارة قبلات الام ولهفتها انها تروى ظماء قلبها لكل حته من ابنها فلذة كبدها
لقاء خفف حدت بكاه خفة دم الحفيده الصغرى سلاف واللتى سكنت قلب الجد والجده باول كلمه وقلبت بخفة دم الموقف الدرامى الى كوميدا نطق اسمها الغريب على اذن ولسان الجده
فتور زوجة العم طبيعى لان رؤف قلب اختها واتجوز الفت فطبيعى تسلم من اطراف اصابعها
لقاء الحوائط البشريه هههههههههههه غيث مع سولاف وسلمى مع تواءمه نسيت اسمه ولغة العيون اشتغلت وربنا يستر من ترتيبات الجد والام اللتى لم تنزل لها البنات من زور ولا هما ولا امهم وشكل الاخ غيث بده يحط بنت العم فى فانوس ويقفل عليها مش عشان هى عفريت لا سمح الله بس عشان تنور له هو بس سلمت يداتك قلبو وطوليييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييى البارت حبتين فنحن نستمتع بكل كلمه تخطيها مووووووووووووووووووووووووووووووواة

تسلميلي حبيبتي انا اللي بكون اكتر من مستمتعة وانا بكتب لكم وبقرا تعليقاتكم...
مشهد اللقاء بين الام والابن كنت متخيلته وكأني شايفاهم امامي بجد انا المشهد دا فعلا من ضمن المشاهد المؤثرة بالرواية وهي كتييييييير يعني لو ع العياط هنعيط للصبح ههههههههههه ( ربنا يبعد عننا كلنا الهم والغم والحزن)..
وليعونك بارت هدية ملوكة تسلميلي يا قمر امووووووواه..

 
 

 

عرض البوم صور منى لطفي   رد مع اقتباس
قديم 24-09-16, 07:16 PM   المشاركة رقم: 35
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Feb 2011
العضوية: 216585
المشاركات: 468
الجنس أنثى
معدل التقييم: منى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1595

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
منى لطفي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : منى لطفي المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: كبـير العيلة

 

كبير العيلة الحلقة الرابعة:
*************************
تقدم رؤوف حيث تركت سُلافة غيث واقفا وهو يمد يده مصافحا ويقول ببشاشة:
- أهلا .. أهلا... إيه المفاجأة دي؟؟
بادله غيث المصافحة ومال عليه مقبلا رأسه الأشيب وهو يقول بإحترام تام وابتسامة صغيرة ترتسم على وجهه الأسمر:
- الله يخليك يا عمي, أهلا بحضْرِتَكْ, نورت الكفر والصعيد كلّاته....
أشار رؤوف الى مقعدين كبيرين خلفه داعيا إياه للجلوس, فجلس تبعه غيث بينما أجاب رؤوف:
- منورة بيكم انتم يا إبن أخويا....
ابتسم غيث وعيناه تسترقان النظر رغما عنه حيث اختفت تلك الغزال الشارد ومنع نفسه بصعوبة عن سؤال عمه عمن تكون من بناته الأثنتين؟, فعلى حسب معلوماته من جده أنه يملك ابنتيْ عم من عمه رؤوف..
قطع استرساله وقوف ألفت أمامه وهى تقول بترحيب حاملة صينية عليها كؤوس العصير البارد:
- فرصة سعيدة أوي يا غيث يا بني...
انتفض غيث واقفا ومد يده متناولا الصينية من يدها وهو يجيب بينما يضع الصينية على الطاولة الرخامية التى تتوسط الجلسة:
- أني أسعد يا مَرَتْ عمِّي...
بعد أن استقروا في أماكنهم التفت رؤوف الى ألفت سائلا:
- أومال سلافة فين؟, ماجابتش هي العصير ليه؟؟
تصنع غيث عدم الاهتمام بسماع اجابة السؤال وفي داخله يحترق لسماع الاجابة متزامنا مع انتفاضة صغيرة لخافقه لدى سماعه اسمها الذي أعجب به لغرابته!!..
قالت ألفت بابتسامة:
- أبدا, انت عارفها على ما تجهز نفسها فيها ساعة, قلت أنا أسرع...
لم يمر وقت قليل تبادل فيه غيث الحديث مع عمه ليفاجأ بظهور من نوع آخر لتلك الغزال الشارد وهو يقبل عليهم بخطوات خفيفة وكأنها تطير فوق الأرض لا تسير!, ليرفع عينيه إليها فيرى وجها ملائكيا بملامح طفلة وفتنة إمرأة!!..
تقدمت إليه تبتسم إبتسامة صغيرة وهي تهز برأسها بالتحية قائلة بصوتها ذو النغمة المميزة:
- أهلا يا إبن عمي...
ليقف ناظرا اليها هنيهة قبل ان تعتلي عيناه الغموض وهو يوميء برأسه قليلا مجيبا وقد ارتفعت طرفي شفتيه المغطاة بشارب كثيف قائلا:
- أهلا إنبك يا بت عمي...
جلست سلافة بجوار والدتها تبعها غيث, كانت سلافة تسترق النظر اليه بينما انخرط في الحديث مع والدها, جابت عيناها في هيئته التي أثارت الذعر في قلبها منذ قليل ما إن طالعها أمام الباب بهيئته الضخمة وجلبابه الرمادي وتلك العمامة الملفوفة حول رأسه بإتقان تام ذكرها بعتريس في فيلم شيء من الخوف!
نظرت الى وجهه حيث حاجباه الكثّان المعقودان بتركيز لحديث عمه, وأنفه الطويل المعقوف بدايته بشكل يدل على أنه أثر حادث قديم قد يعود الى طفولته, بينما يبتسم فمه المغطى بشارب أسود كثيف ابتسامة صغيرة لوالدها, ولفت نظرها ذلك النغز العميق في وسط ذقنه العريض بينما ترتكز هذه الرأس على عنق طويل يظهر به تفاحة آدم بوضوح, ولتكمل هذه الصورة بنيته الضخمة بكتفيه العريضتان وكأنه لاعب في كمال الأجسام, ولن تنسى مطلقا نظرة عيناه الرمادية ما إن وقع نظره عليها ولا هتافه بذهول غير مصدق لما تراه عيناه!!..
لم يكن حال غيث بأفضل من حال سلافة, ولكنه برع كالعادة في كتم مشاعره وانفعالاته والتعامل ببرود وكأن شيئا لم يكن بينما هناك فتيل بدأ بالإشتعال منذ أن أبصر تلك الشعلة المتوهجة أمام عينيه منذ برهة ليست بالقصيرة!!..
لن يستطع أن ينكر استحسانه لما يراها عليه الآن فقد أبدلت ثيابها بأخرى محتشمة بدءا من تنورة طويلة حتى الكاحل باللون البني يعلوها قميص قطني يصل أكمامه حتى المرفق باللون الكريمي, ولكن ما جعله يعود ليقطب جبينه غير راض ملاحظته لإحكام هذا القميص تماما على نصفها العلوي مما أوضح دقة خصرها!!..
تمتم في نفسه مستنكرا:
- انتي متعرفيشي تلبسي صوح للآخر ابدا؟, شكلك متجلعة جوي!!..
انتبه من شروده على صوت عمه وهو يهتف قائلا:
- سلمى... كنت فين؟, تعالي سلِّمي على غيث ابن عمك...
رفع عيناه لتطالعه فتاة قريبة الشبه بتلك التي تجلس بجوار والدتها وكأنها قطة فوق صفيح ساخن!, يعتقد من يراهما للوهلة الأولى أنهما توأمين, ولكنه لاحظ بعد أن تمعن فيها أن تلك القادمة أطول قامة من شقيقتها, ومن الواضح أنها تتسم بالاتزان أكثر وإن لم يخفى عليه نظراتها الزائغة وإرتباكها الواضح!!
بعد أن تمتمت سلمى بعبارات الترحيب بغيث استأذنت بالانصراف فلحقت بها سلافة معتذرة بابتسامة صغيرة تاركة غيث ينظر في أعقابهما وقد انعقد جبينه في تقطيبة عميقة!!
- إيه يا بنتي كنتي فين كل دا؟؟
زفرت سلمى بعمق وهي ترتمي جالسة فوق الفراش خلفها وتقول بتعب:
- اسكتي يا سولي, خليني أشم نفسي الأول, أنا مش مصدقة اني وصلت هنا!!...
جلست سلافة فوق الفراش المقابل لها وقطبت بحيرة متسائلة:
- مش مصدقة انك وصلتي هنا؟, ليه يعني هو انتي كنت خرجت في مشوار وتهتي عن السكة؟؟
نظرت اليها سلمى وقالت بتنهيدة عميقة:
- لا... بس من اللي حصل تحت!!..
عقدت سلافة ساعديها ومالت بإتجاهها وقد ارتسمت ابتسامة حماسية على شفتيها الكرزتين وهو تهتف بحماس:
- أيوة وإيه بقه اللي حصل تحت؟
سلمى ببرود:
- خبطت في حيطة!!
عقدت سلافة جبينها ورجعت بجسدها الى الوراء قليلا ورددت:
- نعم؟, خبطتي في حيطة!!
هزت سلمى رأسها بتأكيد قائلة:
- ومش أي حيطة.... حائط خرساني مسلّح ومن النوع التقيل كمان!!
رفعت سلافة ساقيها فوق الفراش وكتفتهما في تربيعة وهتفت بإندفاع:
- لالالا الموضوع عاوز له قاعدة, من الأول خالص وواحدة واحدة....
قصت سلمى على شقيقتها كيف اصطدمت بشهاب ابن عمهما والذي لم تعرف هويته إلا بعد أن ألقى على مسامعها عبارات غاضبة مما جعلها تكيل له بمكيالين, وقد شردت نظراتها وهي تستعيد المشهد ثانية...
************************************************
رفعت عيناها اليه لترد على عباراته النابية بأخرى أغلظ منها, عندما اصطدمت عيناهما, سكتا قليلا قبل أن تكون هي أول من يخرق هذا الصمت وهي تحاول الفكاك من قبضته لمرفقيها هاتفة بإرتباك:
- انت فاكر نفسك بتعمل ايه بالظبط؟؟؟
لينتبه شهاب على شروده في نظراتها التي سمرته, وحاول إستعادة تركيزه فهتف بحدة:
- بسندك يا هانم بدل ما كنت وقعت على وشّك!, هي دي شكرا اللي بتقوليها؟, المفروض مش يبقى فيه رخصة بس للعربيات.. لأ!. لازم كمان يعملوا رخصة للي زيّك... علشان يتعلموا يمشوا في الشارع ازاي!
نظرت اليه بنصف عين وقد شعرت بالحنق من كلماته ولكنها لن تدعه يفرح بإغاظتها وبدلا من ذلك تخصرت أمامه قائلة ببرود:
- والله أنا مش ماشية في الشارع.. أنا هنا في بيتي!!
قطب شهاب بحدة وهتف:
- ايه؟, بيتك!!
أومأت ايجابا مكررة :
- أيوة بيتي, دا يبقى بيت جدي... عبدالحميد الخولي..
ابتسم شهاب بسخرية وأجاب:
- والله؟, امممم... على كدا بقه انتي تبقي بنت عمي رؤوف؟!
قطبت سلمى حائرة وأجابت وقد أسدلت ذراعيها بجانبها مشيرة اليه بسبابتها:
- عمي رؤوف؟, هو انت تبقى..
قاطعها بانحناءة ساخرة منه مومئا برأسه تجاهها وقال:
- شهاب ابن عمك يا....
أجابت بتلقائية:
- سلمى...
لمعت عيناه بغموض وهو يكرر:
- سلمى.., فرصة سعيدة يا سلمى....
أومأت سلمى برأسها وقد نسيت صلافته وغروره التي أزمعت بالرد عليها واستدارت تبغي الانصراف عندما ناداها فالتفتت اليه تنظر اليه بتساؤل عندما قال بابتسامة ساخرة:
- ابقي خلي بالك بعد كدا وانتي ماشية, ربنا ستر وكنت على رجليكي, لو كنتي في العربية المرة الجاية مش هيبقى حيطة من لحم ودم.. لأ... هتبقى حيطة سد!!!
لوت تعابير وجهها استهجانا منه وأجابت ببرود حاولت التمسك به:
- لا ما تخافش, بيتهيألي أنه أي حيطة هتبقى أهون من الحديد مسلح اللي أنا اتخبط فيه دلوقتي!!..
لم تمهله الرد عليها واستدارت مغادرة تحمل في يدها حقيبة حاسوبها الشخصي بينما تشعر بشعاع ناري يلهب مؤخرة عنقها, تكاد تقسم أنه صادر من ذلك الفحم المشتعل الذي سبق وأن رأته في عينيه!!...
بعد أن أنهت سلمى روايتها قفزت سلافة وهي جالسة وتصفق بيديها وعلقت بمرح:
- بداية مشرقة بالتفاؤل... واحدة تخبط في حيطة سد والتانية يطلع لها إنسان الغاب طويل الناب!!..
قطبت سلمى بحيرة:
- نعم؟, ايه حكاية إنسان الغاب دا كمان؟؟
تكتفت سلافة ومالت عليها هاتفة بحماس:
- هقولك...
وطفقت تروي لشقيقتها ما حدث منذ أن فتحت الباب لغيث معتقدة أن الطارق سلمى حتى وقت دخول سلمى عليهم, بينما شردت سلمى بعقلها أثناء إنشغال سلافة برواية ما حدث متذكرة وجه شهاب, هو ليس بالوسيم الذي يأخذ بالألباب ولكنه يملك جاذبية رجولية خشنة, استرجعت وجهها في ذاكرتها بدءا من شعره الاسود القصير المجعد بدرجة بسيطة ثم عيناه الواسعتان بفحمهما المشتعل والذي يشرف عليهما حاجبين كثين, , مرورا بأنفه الطويل ثم شفتاه الغليظتان, يظلل وجهه لحية خفيفة نامية, بينما يرتفع هذا الرأس فوق جسد رياضي طويل يقرب المترين, حتى أنها أضطرت لرفع رأسها وهى تحادثه, مع أن طولها يتعدى المائة وسبعين سنتيمترا, همست في نفسها وهي تستمع لهذر أختها أن هناك أمرا وحيدا لم تخبر به شقيقتها وذلك لأنها هي نفسها لم تفهمه بعد وهو... تلك الرجفة التي أصابت خافقها ما إن أبصرت عيناه وكأنه بنظراته القوية قد أسر عيناها!!
*********************************************
حضر أفراد عائلة الخولي للسلام على الغائب الذي عاد بعد سنين طويلة, كان اللقاء المرتقب بين رؤوف وعدنان, والذي ما إن أبصر رؤوف واقفا مستعدا للسلام عليه وهو يبتسم إبتسامة صافية حتى وقف يطالعه بنظرات غامضة لمدة ثوان لم يقدم فيها لمصافحته مما جعل الباقيين يحبسون أنفاسهم ترقبا, وجعل عثمان يقبض يديه بقوة بينما تبادل النظر مع أبيه الذي جلس بكل هدوء يناقض ما يعتمل بداخله من قلق وهو يدعو الله أن ينهي هذه الخصومة كي يعود ولده ليعيش بينهم بكل راحة, بينما تبادل غيث وشهاب النظرات, الأول ببروده المعهود الذي يخفي انفعالاته, والثاني بعصبيته وحدته المشهور بها, وقد أقسم في نفسه إن صدر من عمه عدنان ما يسيء لجده أو أبوه وعمه فهو من سيتصدى له, ولكن... أشرقت أسارير عدنان لتنهي هذا الموقف الشائك وهو يفتح ذراعيه قائلا:
- بجه تغيب عُمر بحاله وتاجي ونسلم بس؟!, بالحضن يا وِلد عمي!!..
وسارع لاحتضان رؤوف فتنفس عثمان الصعداء بينما أغمض الجد عينيه براحة قبل أن يعود للنظر اليهما من جديد...
--------------------------------------------------------
- ديه تبجى زينب أختي, الست ألفت يا زينب مرت ولد عمنا..
ابتسمت ألفت ابتسامة صغيرة ومدت يدها مصافحة تلك السيدة التي تقف أمامها بجانب راوية زوجة عثمان والتي تقوم بالتعريف بينهما, كانت زينب ترتدي عباءة واسعة من الكتان سوداء اللون, بينما تزين معصميها عدة أساور ذهبية تصدر صليلا كلما حركت يديها, وتغطي شعرها بوشاح أسود مزركش بتطريز يدوي من الأطراف, يحمل وجهها مسحة جمال تدل على أنها كانت تحمل قدرا من الجمال في شبابها, ومن العجيب في الأمر أنها شعرت بالآرتياح اليها منذ الوهلة الأولى عكس راوية التي تشعر بالقلق من ناحيتها!!..
بعد أن سلمت عليها قالت زينب بهدوء:
- البلد نورت يا أم سلمى, مش سلمى برضك؟؟
هزت ألفت برأسها وأجابت بعد أن جلسا بجوار بعضهما على تلك الأريكة الخشبية المشغولة بشكل الأرابيسك:
- أيوة, سلمى الكبيرة وسلافة الصغيرة...
همت زينب بالكلام عندما قاطعتها راوية قائلة بفخر تشير الى شقيقتها وكأنها تقول لألفت أن أختها قد نجحت فيما فشلت هي فيه, وكأن هذا الشيء بيد المخلوق:
- زينب أختي ما شاء الله عندها بدال الواحد أربعة, عندها صابر وإمحمد وعرفان وهند....
ابتسمت ألفت ولم يفُتها ما أرادت راوية الأشارة اليه من حديثها عن أولاد أختها بينما هي لم يرزقها الله سوى ببنتين... وهي راضية بما قسم الله لها, فكله رزق من عند الله..
قالت ألفت بابتسامة:
- ربنا يخليهوملها ويفرحها بيهم, أومال هند فين؟, يا ريتها تيجي تتعرف بسلمى وسلافة..
ألقت زينب بنظرة لوم الى أختها وأجابت بابتسامة هادئة:
- أكيد هتاجي ان شاء الله, بس عندها امتحانات ومش راضية تضيّع وجت....
أشرقت اسارير ألفت وهتفت:
- بجد؟, ماشاء الله... هي بتكمل إيه؟؟
قالت زينب:
- هي ثانوية عامة ونفسها تجيب مجموع كبير وتدخل الجامعة, هتفت ألفت بحماس:
- برافو عليها, خليها تتشطر وتذاكر كويس وهي ان شاء الله تدخل الكلية اللي نفسها فيها, ولو عاوزة أي مساعدة من سلمى أو سلافة ما تتردديش..
قطعت راوية اندماجهما في الحديث ناظرة الى ألفت بنزق وقالت بحنق شديد:
- مالك يا أم سلمى... زي ما تكوني مش إمصدجة ان حدانا بنات في العلام؟..
فوجئت ألفت بالهجوم الذي شنته راوية وارتبكت قائلة بحيرة:
- ليه بتقولي كدا يا أم غيث؟, أنا عارفة طبعا أنه مافيش بنت دلوقتي مش بتتعلم, أنا فرحانه أنه البنت بتذاكر بهمة وعارفة مصلحتها ما شاء الله, رد فعلي دا طبيعي, أنا بحب البنات المجتهدة اللي عارفة مصلحتها كويّس...
قلبت راوية وجهها غير راضية عما قالته ألفت التي نظرت الى زينب بحيرة, أنقذتها تلك الأخيرة عندما هتفت براوية:
- باه, انتي هتاخدينا في الكلام ولا إيه؟, وينه الحلى بتاعك اللي جولتيلي انك عاملاه مخصوص عشاني؟
انبسطت أسراير راوية ونهضت وهي تقول:
- دجايج ويكون عنديكي, سلسبيل جوة في المطبخ بتزيّنه وهتجيبه وتاجي حالا, وما تنسيشيْ تبجي تاخدي منيه لهند أني خابرة انها بتحبه جوي, مرات ولدي بجه ولازمن أعرف بتحب إيه وبتكره ايه!!
وانصرفت متجاهلة ألفت التي نظرت الى زينب وقد تعمق إحساسها بالراحة اليها, بينما حاولت زينب التحدث معها في مواضيع أخرى بعيدا عن راوية...
---------------------------------------------------------
- بس تعرفي يا سلسبيل انتي صغيرة أوي انك تكوني زوجة وأم لولدين؟
هتفت سلافة بتلك العبارة لسلسبيل والتي شعرا معها بالراحة وكأنهما يعرفاها منذ زمن, قالت سلسبيل وعيناها السوداء تلمع بينما ارتسمت ابتسامة عريضة على شفتاها المكتنزة لتظهر غمازة خدها الأيمن بارزة بوضوح:
- أني عندي 23 سنة, وحدانا إهنه في الصعيد بنتزوج أصغيرين, دا غير إني ما كانشي لايد عليا العلام, من الآخر ما كونتش رايداه, يدوب خلصت الابتدائية وجعدت ريح أمي في الدار, لغاية ما راضي خلص جيش واتزوجنا...
ولمعت عيناها بحب عميق ما إن همست بإسم زوجها, وسرعان ما انتبهت سلافة لشرودها ذاك فغمزت قائلة بشقاوتها المحببة:
- احم احم, ايه يا سوسو... اللي يسمعك يفتكركم لسه مخطوبين ولا بتحبوا في بعض.. مش متجوزين بقالكم ييجي 6 سنين وعندكمن ولدين كمان؟!...
قاطعتها سلمى قائلة:
- صحيح يا سلسبيل ولادك اسمهم ايه؟
أجابت سلسبيل بحب:
- عدنان على إسم عمي و..شبل!!
قطبت سلافة مكررة بإستهجان:
- شبل؟, ليه يا بنتي الذعر دا؟, طفل صغير في القرن الـ 21 تسموه شبل؟
زفرت سلسبيل بعمق مجيبة:
- مش احنا اللي سميناه, ديه رغبة عمه الكبير, جال شبل يُبجى شبل!!
تساءلت سلمى عاقدة حاجبيها:
- وليه إن شاء الله؟, وعمه ماله ومال اسم ابنكم؟
أجابت سلسبيل بدهشة:
- واه, كيف ماله؟, ديه عمه الكبير, ولولا اننا سمينا إسم النبي حارسه عدنان على إسم عمي كان هيسميه شبل!!
تأففت سلافة وعلقت:
- أيوة ليه بردو؟, ما يسمي ولاده هو!!...
أجابت سلسيبل بنظرات امتزج بها الخوف:
- معندهوش عيال, وسايجه عليكم النبي جفلوا السيرة ديْ, أني جتتي بتتلبش لما بسمع إسمه, هو جال عاوزه شبل... يبجى شبل, طالما عمه ليث يبجى لازمن هو يبجى شبل!!
شهقت سلمى وسلافة سوية دهشة وبادرت سلافة بالقول بحنق:
- ايه غابة الأسود اللي الواحد وقع فيها دي؟, هو ليث وابنك شبل واللي أنا شوفته ملك الغابة!!
قطبت سلسبيل جبينها وتساءلت:
- إيه؟, كيف ملك الغابة يعني؟..
تأففت سلافة بينما أجابت سلمى بتلعثم طفيف:
- ما تاخديش في بالك يا سلسبيل, بس تعالي هنا قوليلي بقه بتترعبي من عم ولادك ووافقتي ازاي تتجوزي أخوه؟
غامت عينا سلسبيل بنظرة ضبابية واجابت بابتسامة شاردة بينما تتلاعب في وشاحها الملون وقد أفلتت خصلة بنية اللون حريرية لتلتف حول وجنتها الحليبية الذهبية اللون:
- راضي.. راضي مجري فاتحتي عليه من واني لسه في اللفة, كبرت وأنى عارفة انه ديه جسمتي ونصيبي, بس اوعاكو تفتكروا اني اتزوجته غصبانية, لاه!, راضي ما في حد يعرفه إلّا لازمن يحبه, كفاية حنيته وطيبته, كفاية خوفه عليا وعلى عيالنا, دايما بيجف جنبي وما يرضاشي لأي حد يجولي أجلَّها كلمة تزعلني, حتى خوه الكبير ليث, لمن يلاجيه متعصب من حاجة يصده عني, ولما مرت أخوه اللي راحت كانت تعمل خناجات إمعايْ كان يجف لها لأنه عارف إني مش بحب الخناج وكتر الحديت!!
سلافة بفضول طفولي فاتحة عيناها بشدة:
- هو أخو جوزك كان متجوز ؟
أومأت سلسبيل بالايجاب وتلفتت حولها قبل أن تميل اليهما هامسة وكأنها تسر اليهما بسر خطير وتخشى أن يسمعها أحدهم:
- كلام في سركم اتزوج تلات مرات, ما في واحدة عمّرت إمعاه, أكترها واحدة جعدت إمعاه ست شهور وطلجها زي اللي جبلها!
استهجنت سلمى وقالت:
- يا ساتر... تلات مرات واكتر واحده ست شهور!!, وليه كدا؟؟
أجابت سلافة بمنتهى الثقة:
- أكيد يا بنتي, واللي مشيت معاه ست شهور دي لازم تتكتب في موسوعة جينيس للأرقام القياسية, بتقولك ليث... ليثٌ... أسد .. غضنفر!!, حد عاقل يقف قودام الأسد؟!!..
لم تستطع سلسبيل كتم ضحكتها التي انطلقت تصدح عاليا ولكنها سرعان ما كتمتها براحتها وهي تقول من بين ضحكاتها المكتومة:
- الله يسامحك يا بت عمي, كنت هاخد لي كلمتين في عضامي من مرات عمي دلوك!!
قالت سلمى:
- ومرات عمك طيبة معاكي يا سلسبيل؟
أجابت سلسبيل بابتسامة:
- الشهادة لله هي طيبة كيف أمي تومام!!
تمتمت سلافة ساخرة:
- لا اذا كان زي أمك يبقى فعلا طيبة!!
انتبهت سلسبيل على تمتمتها وقالت بتلقائية:
- بتجولي حاجة يا سولي؟
ابتهجت سلافة والتي أخبرتها منذ أن رأتها أن أسمها سولي وأن سلافة هذا للأوراق الرسمية فقط!, أجابت سلافة بابتسامة:
- لالا أبدا يا سوسو, دا أنا بكُح !!
انقضت باقي الامسية وسط الاحاديث الخفيفة والتي كانت مرحة بين الفتيات الثلاث بينما لم تخلو من بعض الكلمات التي تلقيها راوية على مسامع ألفت وتكون محملة بمعاني تخالف ظاهرها..
انصرف الضيوف وذهب كل الى غرفته لنيل قسط من النوم والراحة فقد كان يوما طويلا مرهقا للجميع, أوقفت فاطمة راوية قبل ذهابها الى غرفتها ونظرت اليها جيدا وهي تقول بخفوت:
- راوية أنا مش عاوزة الحديت الناجص والكلام اللي كنت عم بتحدفيه على مرات الغالي كانك بتحدفي طوب يتكرر منِّيكي تاني, أني المرة ديْ هعديها بمزاجي لكن نوبة تانية مش هسكت, وابجي شوفي هتجولي ايه لزوجك لمن يعرف بجلة عجلك!!.
ناظرة اليها بقوة جعلت راوية تشعر بالهلع فزوجها لا يوجد لديه أدنى تفاهم في مثل هذه الأمور, فهو كحماها عبد الحميد تماما, ذو بأس كبير وشخصية قوية ترجف لها الأبدان لدى ذكر اسمها, أومأت برأسها وقالت وهي تنظر الى أسفل:
- حجك عليّا يا مرات عمي, أنا مجصديشي اللي فاهمتيه..
سخرت فاطمة متابعة بصوت خفيض وهما تقفان أسفل السلم الموصل الى أعلى:
- لاه, أنا فاهمتك زين يا مرت الكبير, أنتي لساتك جواتك نار جايدة عليها عشان ولدي اختارها هيّ عن أختك, بس زينب اختك طلعت أوعى منيكي, شوفيها كيفها رحبت بيها انهارده كنْها ضيفه عنديها هيَّا مش انتي!, فوجي لنفسك يا راوية واطردي شيطانك الشاطر ديه جبل ما يوعى لك زوجك ولا الحاج أو أزهج أني من عمايلك وأجولهم يرجعوكي عن اللي بتعمليه...
شهقت راوية عاليا وقالت بهلع:
- لاه يا عمة الحاجة, أحب على يدك, انتي خابرة عتمان زين, ما عيتفهمش, أني مش هجف لها في طريج واصل, وليها عندي حج الضيف وبس...
ربتت فاطمة على كتفها وقالت بابتسامة صغيرة:
- عليكي نور يا أم غيث..
ثم التفتت متابعة صعودها الى أعلى حيث غرف النوم عندما وقفت فجأة واستدارت متابعة وهى تنظر اليها بتركيز:
- آه صحيح يا أم غيث.. أم سلمى مش ضيفة.. ديه صاحبة مكان زييها زيّك تومام!!..
وانصرفت الى أعلى تاركة راوية وقد احمر وجهها غيظا وكمدا!!..
**********************************************
- مالك يا غيث مش جاي لك نوم ولا ايه؟؟
ألقى شهاب بسؤاله الى غيث الذي وجده يقف في الحديقة الواسعة المحيطة بالقصر تحت شجرة باسقة يعود تاريخها الى تاريخ بناء هذا القصر منذ أكثر من ثلاثة عقود, انتبه غيث الى شقيقه فألقى اليه بنظرة عابرة قبل أن يعيد عيناه الى الأعلى حيث يشاهد النجوم التى تلمع في السماء وكأنها ألماسات تلمع فوق غطاء أسود !, أجاب غيث بهدوء:
- ما جانيش نوم جولت أتمشى في الهوا شويّْ....
اقترب منه شهاب وأسند ذراعه على جذع الشجرة بجواره وقال بابتسامة صغيرة:
- وشيخ الشباب ايه اللي طيّر النوم من عينه؟
التفت اليه غيث وهربا من السؤال الذي لا يعلم هو نفسه اجابته قال بتفكّه:
- ما تجول لنفسك الاول؟, ايه اللي مسهّرك لغاية دلوك؟, لاه وايه.. ماروحتش سهرت مع ولد ابو سويلم كيف كل ليلة, ما يتهيأليش انك عامل على زعل بوك لو عرف, انت من ميته بتعمل إحساب لحد!!
زفر شهاب بعمق ونظر اليه بعتب وقال بهدوء غريب عليه:
- لازم نبرة اللوم في كلامك؟, انت عارف علاقتي بعزت عاملة ازاي, عزت أكتر من أخ, وعارف بردو اني مش بحب الحاج يزعل مني بس مش انا الي أتأمر زي الحريم أعرف وما تعرفش... صاحب وما تصاحبش!!, وتصدق أنا غلطان... لاقيتك سهران وأنا كمان مش جايلي نوم قلت نسهر سوا بقالنا كتير معملنهاش, وقبل ما تسأل أنا كمان معرفش سهران ليه؟
قال غيث وهو يربت على كتفه بابتسامة حانية:
- خلاص, جلبك أبيض, ما تزعلش, روح جول للواد راجح يعمل لنا كاستين شاي علشان السهرة إكده شكلها صباحيْ!
تمتم شهاب في نفسه وهو يتذكر غابات زيتونية ضاع فيها وشعر أنه فقد فيها شيئا لم ولن يستعيده أبدا! , قال بهمس:
- ومين سمعك يا ولد أبويْ!
نظر اليه غيث بعدم تصديق وهتف بضحك:
- ولد أبويْ؟!, لاه لاه, إكده المسألة وعرة جوي!, انت من ميته بتتكلم لغوتنا؟, من يوم ما صممت تروح الجامعة في مصر ورفضت تجدم في جامعة أسيوط ورجعت لنا وانت لغوتك عادت لغوة اهل البندر ونسيت لغوتنا واصل, مش بتفتكرها غير لمن يكون بالك مشغول, أو فيك حاجة!, شكلها سهرة صباحي صوح, روح روح خلي راجح يعملنا الشاي وجوله يحصّلك بيه وتعالى ...
انطلق شهاب ليبحث عن راجح بينما نظر غيث في أثره وهو يطلق زفرة عميقة وخانته عيناه لتصعد الى أعلى وتمتم بحنق غاضبا من نفسه:
- إمطيّرة النوم من عينيك ليه؟, انت ما شوفتهاشي غير نوبة واحدة ... كفاية جلعها ولبسها الماسخ!!..
زفر بحنق وتابع:
- هي هتُبجى ليلة واحدة؟, بس لازمن أجول لجدي يتصرف, مش ممكن تفضل إهنه وهي بلبسها وطريجتها ديْ, لازم طريجتها ديه كلاتها تتغير....
ولمعت عيناه ببريق عزم وتصميم...
************************************************
مرت ثلاثة أيام على مكوثهم وسط عائلة والدهم , عندما بدأت سلافة وسلمى تشعران بالتململ, الأولى لرغبتها بالخروج والتنزه مع صديقاتها كما اعتادت والثانية لرغبتها بالذهاب الى الجامعة لإطلاع أستاذها المشرف على رسالتها التعديل الذي أجرته على الجزئية التي طلبه منها, وكانت كلتاهما قد تحاشتا أولاد عمهما كلية, وقد سهلها عليهما كلا من غيث وشهاب واللذان تجنباهما بدورهما, فلم يحدث أن جلسا الى مائدة طعام واحدة فكان التوأمين يتناولان طعام الغذاء كلا في عمله, بينما الإفطار كان يتناولانه في الصباح الباكر قبل الذهاب الى العمل, ولكن بطبيعة الحال لم يعجب هذا الحال الجد والذي أزمع على مفاتحة حفيديه بشأن تجاهلهما لبنات عمهم, ولكنه كان يحاول وضع اجابة مقنعة للسؤال الذي ولا شك سيتساءلانه وهو: ولما يريد منهما الاهتمام بهما؟, عندما جاءه الحل بأيسر الطرق, وعلي يد حفيدتيْه نفسيهما عندما فاتحه رؤوف بأمرهما!!
- معلهش يا حاج, أنا عارف انهم مش متعودين على البلد هنا, فبستأذن حضرتك سلمى عاوزة تنزل مصر علشان الرسالة بتاعتها, أستاذها كان طالب حاجة فيها, وسلافة هتروح مع أختها وبعدين يبقوا يرجعوا تاني ان شاء الله...
الجد باستنكار:
- كيف دِهْ؟, انت جاصدك تجول ان البنات عيسافروا وحديَّتهم؟!
أومأ رؤوف بنعم وهو يهم بالكلام عندما قاطعه الجد بحزم:
- لاه, دا لا يمكن يوحصل واصل!!..
رؤوف بابتسامة هادئة متفهمة:
- يا حاج ليه بس؟, بناتي وانا معودهم انهم يعتمدوا على نفسهم, صدقني يا حاج البنت منهم ب 100 راجل, ما تخافش عليهم..
الجد بإصرار رافض:
- جولت لع يعني لع, لو ما هخافشي عليهم عشان إبنتّة ووحديهم هخاف أجلُّه من الطريج, انتو جيتو وكانت بتك سلمى اللي سايجة بس انت كنت معهم, والطريج طويل ووعر, لو لازمن ولا بد يسافروا.. يبجى مش لوحديهم, خلي شهاب او غيث يكون معهم!!..

شهقت سلمى ونهضت واقفة تلحقها سلافة وهما تطالعان والدهما الذي يجلس أمامهما يخبرهما بقرار جدهما الذي لا رجعة فيه, وقد أخبرهما كيف أنه حاول مرارا معه ولكن لا فائدة لقد أصدر القرار ووجب عليهما التنفيذ!...
قالت ألفت وهي مشفقة على حال زوجها وفي ذات الوقت تعلم صعوبة الأمر على بناتها فهن لم يختبرن قبلا التسلط والاستبداد بالرأي, فقد زرع فيهما رؤوف المناقشة وحرية الاختيار, قالت ألفت بحنان:
- معلهش حبايبي , جدكم وخايف عليكم, والحكاية كلها مشوار كم ساعه بالعربية ابن عمكم هيوصلكم وخلاص..
سكتت سلمى قليلا بينما نظرت اليها سلافة بتضرع, همت سلافة بالاعتراض عندما تحدثت سلمى بهدوء عيناها تلمع بتصميم:
- يعني يا بابا كل اعتراض جدي اننا بنات لوحدنا ماينفعش نقعد هناك من غير حد معانا, وعلشان الطريق صح؟
نظر اليها والدها موافقا على كلامها فجلست بجواره تبعتها سلافة وهي تقول بابتسامة خفيفة:
- خلاص تبقى محلولة ومن غير ما نتعب حد!..
نظرت اليها سلافة بتساؤل سرعان ما أجابت عليه وهي تتابع بينما لم تستطع أن تمنع ابتسامة نصر صغيرة أن ترتسم على وجهها:
- احنا هنسافر بالقطر, أظن دا حل كويس أوي لموضوع الطريق, وبالنسبة اننا هنكون هناك لوحدنا فماما تيجي معانا, الموضوع كله يومين تلاتة بالكتير, ها.. إيه رأيك يا بابا؟..
نظر اليها والدها بسكون باديء الامر ثم ما لبث أن انبسطت أساريره بابتسامة فخر أبوي وقال بإعجاب لذكاء ابنته:
- كنت عارف انك هتلاقي لها حل يا دكتورة, وأعتقد انه جدك لما يسمع الحل دا مش هيرفض!!..
وبالفعل سافرت البنتين برفقة أمهما الى القاهرة في حين قبل الجد بهذا الحل بإمتعاض ولكنه كان شاكرا لهما فقد سبق لهما وأوجدا له الطريقة التي سيقرب بها بين أحفاده وبمنتهى السهولة وذلك عندما عرف بالملل الذي يشعران به لشدة الفراغ الذي لم يعتادانه بعد!!..
---------------------
جلس الجد فوق الأريكة المذهبة الفخمة بغرفته مقابلا لحفيديه, قال غيث بابتسامة:
- طلبتنا يا جدي؟
قال الجد وهو يستند براحته على عصاه العاجية المطعمة بفصوص من الأحجار الكريمة:
- فيه موضوع عاوز أتحدت إمعاكم فيه...
تبادل كلا من غيث وشهاب النظرات قبل أن يقول غيث بابتسامة متسائلة:
- خير جدي؟, أؤمر...
قال الجد بهدوء:
- الأمر لله وحده, بنات عمكم!
نظر شهاب الى غيث بتساؤل فقال غيث:
- مالهم يا جدي؟..
ثم تابع بحنق لم يستطع مداراته:
- ما هما مسافرين, ماجدروش يجعدوا أكتر من يامين تلاتة ورجعوا يرمحوا على مصر!
قال الجد بمكر وقد أخفى ابتسامته فهو يعلم حفيده جيدا, ذلك الذي يبرع في رسم واجهة البرود أمام الجميع بينما بداخله أتون مشتعل!, أجاب الجد:
- هما ما راحوشي لعب ولا فسحة, لاه, الدكتورة سلمى عنديها شغل في الجامعه اهناك وراحوا إمعاها....
صمت قليلا ثم تابع وعيناه تلمعان بغموض:
- بس لو جيتوا للحجيجة هما زهجانين مش عشان مش متعودين على بلدنا.. لاه!, هما بيشتِغلوا... ومش متعودين ع الجاعده إكده... عشان إكده انا لاجيت الحل اللي يخليهم ما يحسوشي بالزهج دِه واصل!...
نظر اليه كلا من غيث وشهاب بتساؤل فأجاب تساؤلهما الصامت بجدية:
- يِّشتغلوا !!, لازمن يشتغلوا, وبما إن بناتنا لا يمكن يشتغلوا حدا حد, فأني هشغلهم في مالهم!!
صرح شهاب بتساؤل:
- ازاي يا حاج؟
قال الجد بصرامة:
- هيشتغلوا إمعاكم انت وخوك, سلافة هتمسك الحسابات إمعاك يا غيث, هي دراستها في إكده كيف بوها ما جالي, وسلمى هوضب لها الاستراحة اللي حداك في المزرعة يا شهاب عشان عمال المزرعة وعوايلهم ولو حد من اهل الكفر احتاج دكتورة ولا حاجة, وأني فعلا اديت أوامري انهم يظبطوا الاستراحه وكلها يامين وتبجى جاهزة, يعني على رجعتهم بالسلامة ان شاء الله هيلاجو شغلهم مستنيهم!!...
ما إن سمع غيث وشهاب قرارات الجد حتى انتفضا واقفين, أحدهما يحاول مداراة مفاجئته من فرمان الجد الصارم والآخر لم يهتم بإخفاء استنكاره لهذا القرار, ولكنهما اتفقا معا بالهتاف بصوت واحد وبلكنتهما الصعيدية:
- انت بتجول إيه يا جدَّيْ؟!!..
محدقين في جدهما بشدة بينما ارتسمت ابتسامة ماكرة على وجه الجد المتغضن وهو يطالعهما بخبث ودهاء!!..
- يتبع -


---------------------------------------------------------

 
 

 

عرض البوم صور منى لطفي   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الغيآب, كبـير
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 10:25 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية