بعد ساعات فتحت روزاليندا عينيها لتجد أن الظلام قد حل على الغرفه التي عادت اليها بعد مغادرة رودني ، اليخاندرو جاء اليها لتطلب منه تركها لوحدها ، نهضت بهدوء مُغادرةً الغرفة ، عبرت الممر المؤدي الى الصالة لتجد غاريث و انريكو جالسان هناك مندمجان في حديثٍ ما .
اتجهت الى الشرفة الواسعة في الطرف الآخر و لكن أبوابها الزُجاجية كانت مثغلقه ، عادت أدراجها لتُلاحظ شُعاع ضوء من إحدى الغُرف ، نظرت بفضول من فُرجة الباب لتجد رودني يجلس على طرف الفراش ، يده اليسرى امام عينيه و هو ينظر للدم الذي يقطر منها .
شهقت ليلتفت اليها " هل انت بخير ؟؟ " سألته بصوت مُرتعش
ابتسم " ما الذي احضركِ الى هنا قطتي ؟؟ "
صمتت روزاليندا ليقول بهدوء " تعالي "
ابتلعت ريقها و هي تتردد عند الباب ، هل تدخل و تُخاطر بأذاه ام تعود الى غرفة اليخاندرو ؟؟
قطرات دمه التي كونت بقعة على الأرض حسمت الصراع في نفسها ، تجاوزته الى الحمام ، احضرت زجاجة عطر و علبة محارم ورقية ، تخطت زثجاجة المشروب المكسورة على الأرض قبل أن تمد اصابعها المرتعشة لتمسك بكفه ، وضعت كومة محارم على الجرح لتوقف النزيف قبل أن تُغرقه بالعطر ، تشنجت يده قليلاً و لكنه لم يتأوه ، وضعت محارم نظيفة في باطن كفه قبل أن تُغلق اصابعه عليها ، نهضت ليُمسكها .
همست " لم انت هنا ؟؟ الم يأمرك اليخاندرو بالمغادره ؟؟ "
" لا أستطيع الإبتعاد " مرر يده على خدها برقه
" لماذا ؟؟ " سألته بحيره
" لأنكِ هنا " قال بصوت مُرهق قبل أن يضع رأسه فوق رُكبتها و يُغمض عينيه متمتماً " لا تتركيني و تذهبي "

آرون باربروسا

لم يكن يُفكر ، لم يكن يشعر ، روحه كأنها غادرت جسده ، قلبه اصبح مُثقلا بالذنب لدرجة العجز عن النبض ، كيف يستطيع الإستمرار في حياته ؟؟
الألم كان لا يُطاق ، خانقاً كطن من الفولاذ موضوعٌ على كتفيه يثبته للأسفل في قاع حفرة مظلمة اسوأمن الجحيم .
راقصته الصغيرة ... ذهبت بلا عوده
ابنته الحبيبة ... انتهت حياتها القصيرة بسببه
" كملاك عاشت بيننا ، و كملاك تعود الى السماء و تظل روحها مع أحبابها "
لم يسمع آرون باقي نعي روزاليندا و عيونه متعلقة بالصندوق المحتوي على جسدها ، لم يستطع النظر لها في المشرحه ، ملامح وجهها كانت مشوهة حد الاختفاء بعد العثور عليها في شاطئ عام خارج لوس انجلوس .
لم يتفاجأ ، فهو منذ رآها لدى التؤام الشيطاني و هو ينتظر هذه اللحظه .
" آرون ، هيا سيدفنونها الآن " جذبه صامويل صديقه برفق
" لا ، لا تدعهم يأخذونها مني " همس بلوعه
" اهدأ آرون و تعال لتدفن ابنتك "
نهض بتثاقل ليقف الى جوار زوجته التي كانت متماسكة للحظات قبل أن تنتحب فجأة هاتفةص " أعيدوا لي ابنتي "
لم يستطع الإحتمال و لكنه لم يستطع النظر بعيداً ، طوال سنوات زواجهما لم يرها بهذا الإنهيار و لا بهذا الألم .
اراد أن يلوم رودني ، يصب غضبه على اليخاندرو أن يلعن فرديناند و لكنه في هذه اللحظة لم يتمكن من لوم أحد غير نفسه ..
قبل سنوات هو من اتخذ اسوا قرارات حياته ، قبل صفقة مع الشيطان ، و النتيحة أنه بادل نجاحه المهني بحياة صغيرته .
لم يكن عليه أن يدخل هذه اللعبة منذ البداية ..

بعد انتهاء الدفن عادوا الى منزله ، القى بجسده على احد المقاعد شارداً عن الناس الذين كانوا يواسونه ، لم يسمع حرفاً مما قالوه و هو يغرق في افكاره .
عندما قرر الإطاحة بعائلة رودريغيز كان مُقتنعاً بأنه جندي في معركة لتطهير المدينة من الجريمة المنظمه ، مرت عليه لحظات أحس باليأس و لكنه لم يستسلم .
حتى عندما أدرك أن فرديناند أذكى من أن يُمسك عليه دليل إدانة لإحدى الجرائم ، تعاون مع خائن من داخل المافيا لتوريطه في جريمة تحايل ضريبي ، لم تكن المرة الأولى ، ففي ثلاثينيات القرن العشرين ، زعيم عائلات المافيا الصقلية في امريكا آل كابون ، كانت جرائمه لا تُعد و لكن بلا دليل ، لتتعاون الشرطة و مكتب التحقيقات الفيدرالي لإدانته في اضخم قضية تحايل ضريبي عرفتها الولايات المتحدة الأمريكية ، لتنهار بسجنه عصابات المافيا وتتفكك .
و لكن الآن ، مع سجن رودريغيز لم تحظ لوس انجلوس بنفس النتيجة ..
الجرئم التي حدثت بين حرب عصابات و إعادة عائلة رودريغيز تثبيت أقدامها في الساحل الغربي خلال ثلاثة أشهر كانت أكثر من عدد الجرائم المُرتكبة خلال خمسة أعرام مجتمعه .
تورطه مع فرديناند رودريغيز كلفه هو شخصياً كل شئ ..
انتزعه من دوامة أفكاره صوت زوجته و هي تقول " انت السبب "
قالت صديقتها " توقفي عزيزتي "
" لا " صرخت ليلتفت الحضور نحوها " هذا خطاؤك آرون ، فقدت ابنتي بسببك ، ما الذي استفدناه من وظيفتك ما دامت لم تُعد لي ابنتي ؟؟ "
" حبيبتي " تمتم بوجع و هو يرى المرأة التي احبها طوال حياته تنهار أمام عينيه بدون أن يتمكن من فعل شئ لها
" اين كانت قوتك و منصبك عندما أخذوا ابنتي من المنزل ؟؟ " صرخت و هي تضرب قبضتيها على صدره ، احتضنها لتتلوى مبتعدة عنه هاتفة " لن أُسامحك ابداً آرون ، انت أضعت ابنتي "

فقد الإحساس بالزمن ، الأيام مرت عليه متعاقبةً بلا اختلاف ، ثلاثة أيام مرت منذ دفن روزاليندا و هو جالس في صالة منزله ، زوجته جمعت اغراضها و غادرت قائلة أنها لا تستطيع النظر في وجهه و لا البقاء في منزل مثقل بالذكريات .
لكن آرون لم يستطع المغادره ،تنهد و هو يصعد الى الطابق العلوي ، فتح باب غرفتها و هو يشعر بأن روحها تُرفرف حوله .
القى بجسده المكدود فوق فراشها مقرباً لحافها من انفه ليستنشق بقايا رائحتها التي لا زالت عالقةً به ، نفس اللحاف الذي تدثرت به ليلة اختطافها .

" ابي ، ابي ، هل رأيتني ؟؟ " ركضت محيطة قدميه بذراعيها الصغيرتين
" كنتِ رائعة يا حلوتي " قال و هو يحملها بين ذراعيه لتضحك بمرح
" هل يمكننا تناول المثلجات الآن ؟؟ "
" بالطبع " قبل خدها بحنان –

تأوه بألم و هو يفكر ، على مدار سنوات عمله كمدعٍ عام قابل العديد من العائلات الفجوعه بخسارة احبائها ، كيف تمكنوا من مواصلة الحياة رغم الألم ؟؟ هل ينتهي اللم يوماً ما ؟؟

" ماذا بكِ " وضع آرون الملف الذي كان بين يديه
" لقد حصلتث على المنحه ، جوليارد قبلني "
" كنتُ متأكداً من ذلك " احتضنها بفرح

شهق و هو يشعر بالذكريات تخنقه ، ادار عينيه في الغرفة بحزن ، كل شئ كان كما تركته آخر مرة ، ثيابها مُعلقةٌ في الخزانه ، اثواب التوتو مُرتبة على مشجب خاص ، جوائزها التقديرية على رفين يحتلان نصف الجدار ، ابتسم بمرارة و هو يسترجع كل احتفالاتها المدرسية ، استلامها لجائزة التفوق الدراسي ثلاث مرات ، و هو يصفق لها بحرارة و فخر .
تعلقت عيناه بالطاولة الجانبية ، فوقها كانت صورة لهم الثلاثة ، آخر صورة التقطرها عندما ذهبوا في عطلةٍ قصيرة في آسبن ، حمل الصورة ليُمرر اصابعه على وجهها المبتسم ليهمس " والدكِ يُحبك يا صغيرتي "
اغمض عينيه سامحاً لدموعه بالإنهمار على صورتها متمتماً " انا آسف صغيرتي ، آسف لعجزي عن حمايتك ، لكل ما فعلوه بك ، انا آسف "
اجهش بالبكاء و هو يضم الصورة الى صدره "اميرتي الصغيرة ، انا أُحبكِ و سأراكِ قريباً "
مد يده لجيب سرواله ليخرج مسدساً صغيراً ، ازاح صمام الأمان منه قبل أن يُلصق فوهته برأسه ، اغمض عينيه و هو يٌفكر بأن هذا هو الحل الوحيد لإنهاء المه ، انسابت دموعه للحظات قبل أن يضغط الزناد .

نهاية الفصل الرابع عشر

لا يا هموس......... وين الفصل ال 15....

على كل الفصل مليء بالاحداث والتطورات رغم انه في شيء علق معي...

"ابتعد عن زوجتي رودني.". ... هو تزوجوا؟.

انا تفاجئت ان رودني هو اللي اخذها للجنازة... ومو اليخاندرو.... انا بالنسبة للدم اللي يقطر من يد رودني انا متاكدة انه عاقب نفسه...

شو رح يصير الحين بعد موت ارون........ وروزي رح تعرف بهيدا الشيء واللا لا.... وكيف رح تكون ردة فعلها.

الفصل الخامس عشر

اليخاندرو رودريغيز

" ستتزوج غداً ؟؟ " قال ارتورو بنبرة عدم تصديق
" نعم "
" لابنة مارسيلو ؟؟ الفتاة التي رتبتُ لحضورها مع والدك ؟؟ لم أتوقع أن تتزوجا بهذه السرعه ، اين هي ؟؟ ارغب في لقائها "
" لقد .. ذهبت " هز اليخاندرو كتفيه و هو يصب لنفسه كأساً من الويسكي
" ذهبت الى اين ؟؟ " سأل ارتورو مضيقاً عينيه
" هيلينا ليست من سأتزوجها ارتورو "
تغيرت ملامحه و هو يقول " اذن من ستكون سعيدة الحظ ؟؟ "
" ليس من شأنك ابي الروحي معرفة هويتها ، ستراها في العرس "
" اليخاندرو ، بني ، انت زعيم المافيا الآن ، زواجك في غاية الأهمية ، اعطني اسم المرأة حتى اقوم بتحرياتي عنها " قال و هو يدفع مقعده المتحرك نحوه
" اظن أنك قد نسيت موقعك ثانية ابي الروحي ، و لكنني سأريحك ، لقد قمت بتحرياتي الخاصة و هي مناسبة جداً لي "
" هذا مستحيل ، انا آسف و لكن لا يمكنني أن اتركك تفعل هذا ، عليك الزواج بهيلينا اليخاندرو ، لأجل العائلة ، الشرف و الإحترام "
فُتح باب المكتب مقاطعاً باقي عبارة ارتورو لتدخل ليليانا مُندفعة ، توقفت عند رؤية الرجل لكنها رسمت ابتسامة سريعة على وجهها
" ليليانا ، ما هذه المفاجأة ، ما الذي أيقظكِ في هذا الوقت المتأخر ، ترتيبات زواج شقيقك ؟؟ "
" اريدك في كلمه اليخاندرو "
" بالطبع "
" لوحدنا ، إنها مسألة خاصه "
" لا بأس عزيزتي ، كُنت مغادراً على كل حال ، فقط حاولي إقناعه بالعدول عن فكرة زواجه من تلك المرأة الغامضة " قال ارتورو و هو يُحرك مقعده خارجاً
" سأحاول " قالت ليليانا ببرود و هي تُغلق الباب خلفه
" ماذا هناك ؟؟ "
" اين رودني ؟؟ "
" يهتم بتمرد علينا شرق المدينه ، ماذا هناك ؟؟ "
" اعتقد أن ارتورو ساعد آرون باربروسا في قضية ابي "
" هذا إتهام خطير ليليانا ، هل انتِ متأكده ؟؟ "
تنهدت " متأكده "
" اُريد التفاصيل " قال و هو يُفكر في أن رودني كان مُحقاً على ما يبدو في شكه في الرجل منذ رفض والدهم ترقية ابنه لمرتبة القياده .
كارلوس ارتورو كان من أسوأ الرجال ، غير منضبط و لا يحترم ترتيب القيادة ، اليخاندرو كان متأكداً أنه لولا ارتورو لكان ميتاً منذ فترة طويله .
" كانت هناك بضعة اشياء لم افهم لمَ اخفاها ارتورو عني ، تسللت ُ لخزانته الخاصة قبل ساعتين و صورت وثائقه "
" ما الذي وجدته ؟؟ لقد حضرتُ كل جلسات مُحاكمة ابي ، ما الذي فاتنا ؟؟ "
" لقد اتهموا والدنا بالإحتيال الضريبي ، بإرسال أموال الى حساب في اسبانيا ثم تحويله الى حساب آخر في سويسرا ، و لكن هذه الحسابات ليست باسم ابي مباشرة ، إذن كيف ربطها باربروسا معه ؟؟ كما أنني تأكدت بطريقتي الخاصة ، الأموال نفسها تم تحويلها قبل شهر واحد من القبض على ابي "
" اللعنه ، كيف فاتتنا هذه المعلومات ؟؟ "
" ارتورو كان يعمل على القضية منفرداً ، فقط لا تُخبر رودني أي شئ الآن ، انت تعرفه جيداً ، لن يُفكر وسيطلق عليه النار مباشرة ، و لدي إحساس أن الرجل خلفه شئ آخر "
وافقها اليخاندرو ، فتؤامه لا يُحب ارتورو ابداً ، هو حتى الآن مُتفاجئ من أنه لم يقتله تلك المرة اثناء الإجتماع " لا تُخبري أي أحد ليليانا " فكر بأن هذه المعلومة يجب أن تظل طي الكتمان حالياً
" الشئ الذي لم افهمه حتى الآن ، لمَ يخون ارتورو والدنا ؟؟ "
" إنه يُريد الزعامه "