لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 24-08-16, 04:31 AM   المشاركة رقم: 6
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متألق


البيانات
التسجيل: Aug 2016
العضوية: 319977
المشاركات: 394
الجنس أنثى
معدل التقييم: نغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 848

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نغم الغروب غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نغم الغروب المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: الرحيل ...إليه

 

الفصل الثاني : مكاشفة و قرار


دخلت خلفه إلى غرفته على استحياء. لأول مرة في حياتها تتواجد في غرفة رجل غريب عنها. رجل تملؤه الشكوك في شخصها وخلقها. تنهدت في سرها و كررت لنفسها أنها ليست لديها العديد من الخيارات.
تأملت الغرفة البسيطة بنظرات سريعة ثم جلست على أحد الكرسيين بينما اختار هو الوقوف متكئا على الحائط. عقد ذراعيه على صدره و انتظرها لتبدأ حديثها.
لأول مرة منذ قابلته تتاح لها فرصة تأمل ملامحه بشكل واضح. كان الفانوس بجانبه بينما كانت هي نسبيا في الظلام إضافة إلى أن خمارها كان مازال مسدلا على وجهها ، لذلك لم يكن في استطاعته تبين نظراتها إليه.
بدا لها مختلفا عن أي رجل رأته من قبل و اعترفت لنفسها أنه كان رجلا وسيما جدا ، كانت وسامته لا تكمن فقط في تناسق ملامحه بل في قوتها و جاذبيتها. و رغم طيف الحزن الذي كان يغلف نظراته و قسماته إلا أن ذلك لم ينقص شيئًا من السحر الذي ينساب منه. شعرت بالضعف وهي تحدق في عينيه. كانتا سوداوين تتلألأن في وجهه العريض، كجزيرتين غامضتين تأسران كل من يقترب من شواطئهما. شعرت بإدراكها يتعطل شيئًا فشيئًا و لأول مرة في حياتها تعجز تماما عن فهم أحاسيسها.
أما هو فقد انتظرها عبثا لتبدأ بالكلام فلما طال صمتها بادرها قائلا بصوته العميق : لا داعي للعجلة أبدا يا فتاة ، لدينا الليل بأكمله كما تعلمين.
أحست بحرج شديد فأسرعت تقول مبررة : كنت فقط أحاول استيعاب الأحداث الأخيرة التي مرت بي.
علق بخشونة : إذن فلتوقيظيني حين تكونين مستعدة للكلام.
تنهدت و بدأت في سرد قصتها بقدر ما يمكنها من إيجاز. انبعث صوتها الرخيم و هي تقول :
- كان أبي تاجرا معروفا موفور الثراء و كنت أنا ابنته الوحيدة إلى أمد غير بعيد. عندما بلغت السادسة عشر أنجبت أمي ولدا ذكرا و ما لبثت قليلا حتى وافتها المنية. ساءت حالة أبي كثيرا بعد موت أمي و لم يعد بقادر على القيام برحلات تجارية كما في السابق فتوليت أمرها بنفسي بمساعدة صديقه الأقرب إليه. بعد أربع سنوات من وفاة والدتي و إثر عودتي من رحلة طويلة، وجدت أبي قد عقد قرانه على إحدى النساء. كانت امرأة قد ترملت حديثا وقررت أن تعود لتقضي بقية عمرها في مدينتنا حيث ولدت و شبت. جاءت مع ولدها الأصغر الذي كان لا يزال أعزبا. و على قدر ما كانت هي ظريفة المعشر و لطيفة الطبع على قدر ما كان ابنها ثقيل الظل كريها و لزجا. منذ أن دخل حياتنا و هو يفرض نفسه علي يريد الزواج مني. و ما زاد الأمر سوءًا أنه اتخذ لنفسه منزلا غير بعيد عنا فأصبح ضيفا شبه دائم لدينا.
صمتت قليلا لتلتقط أنفاسها ثم واصلت بلهجة خاوية:
- بعد مضي عامين على زواجه الثاني بدأ والدي يتعرض لنوبات مرضية متتالية انتهت بوفاته. في إحدى الليالي التي تلت موت أبي غفوت في الحديقة و لم أصح إلا في النصف الأخير من الليل، سرت إلى البيت بهدوء حتى لا أوقظ أحدا. حين اقتربت من نافذة المطبخ سمعت همسا ، اقتربت و أصخت السمع فميزت صوت "أسعد" ابن زوجة أبي يكلم امرأة. كان صوته واضحا لقربه من النافذة بينما كانت المرأة بجانب باب المطبخ لتراقب باقي المنزل، كان يخبرها أنني لو لم أوافق على الزواج منه قريبا فإنه سيقوم باختطاف أخي بعد أن قام بقتل أبي و سيستغل فرصة انشغالي في البحث عنه و يقوم بنهب ما يستطيع نهبه من أموالنا.
قاطعها متسائلا : و أي حق له في أن يتصرف في مال ابيك.
أجابته بحزن : كان أبي رحمه الله بناءًا على طلب زوجته جعله شريكا صغيرا له. كنت أنا شريكة أيضا و كان صديق أبي يتابع الوضع بين فترة و أخرى و لذلك فهو يستطيع بغيابي أن يستولي على الكثير.
صمتت فأمرها أن تكمل. أجابته بأسى : هذا كل شيء. مادام وغد مثله ينوي اختطاف أخي و ربما قتلي من بعده فلن أستطيع منعه خاصة و أنا أعيش في هذه المدينة التي يكثر فيها أصحاب الأنفس الوضيعة.
مهما حاولت إخفاء أخي فسوف يصل إليه. صدقني لو كان الأمر متعلقا بي لما اكترثت فلم يعد لي أي مبالاة بالحياة بعد أبي و أمي. و لكني مسؤولة عن سلامة أخي و لن يرتاح لي بال إلا حين أرحل به بعيدا.
سألها باهتمام: لماذا لم تحاولي قتله انتقاما لأبيك و اتقاءًا لشره؟؟
أجابت بعد تنهدة عميقة : أتظن أني لم أفكر في هذا الأمر، كن واثقا أني فكرت كثيرا بذلك و تأكد أني سأعود يوما ما لأنتقم منه. لكن المشكلة أني لم أعرف شريكته فلم أستطع تمييز صوتها في تلك الليلة و لم أتوصل إليها إلى هذه اللحظة.
قاطعها متسائلا : و من عساها تكون سوى والدته!؟؟
أجابت بحيرة : لا أكاد أصدق أنها هي. أشك بذلك كثيرا ، الأرجح أن تكون شريكته هي إحدى وصيفتي أمه و أخشى إن قتلته أن تقوم شريكته باستكمال خطته انتقاما مني. و لعلك لا ترى أن أقتلهن جميعا درءًا للشك.
صمت قليلا ثم سألها و قد تذكر شيئًا ما : لم تخبريني عن قصة ذلك الرجل الذي حاول إرغامك على الدخول إلى بيته.
أجابت بمرارة : عديم الشرف ذاك؟ القصة و ما فيها هي أن صديق أبي الذي أخبرتك عنه و الوحيد الذي بإمكاني الوثوق فيه سافر في رحلة طويلة لن يعود منها قبل شهر. لذلك وجدتُني بلا سند. و كنت ملزمة أن أرحل مع رجل خبير بالسفر لأني إن استطعت أن أرعى نفسي فلن أقوى على حماية أخي.فبدأت أسعى إلى رجل موثوق به.
صمتت وهي تتذكر كيف ذهبت إلي ماشطتها و ألفت قصة من نسج خيالها عن صديقة لها تريد الهروب لتقابل محبوبها في إحدى المدن البعيدة و تتزوجه فرارا من سطوة أبيها و إخوتها . طلبت من الماشطة أن تدلها على رجل ذي مروءة لا يطمع في الفتاة حين تسافر معه وحيدة. تذكرت كيف شعرت بقرب الخلاص حين بشرتها المرأة بعثورها على الرجل المنشود و كيف طلبت منها عربونا تقدمه له.
أخرجت نفسها من ذكرياتها لتكمل موضحة : عندما قابلتني هذه الليلة كنت متوجهة إلى بيت الرجل الذي دلوني عليه لأتفق معه على تفاصيل الرحيل. حين طرقت الباب خرج لي صاحب له و أخبرني أن رفيقه ذهب ليثمل بعد أن حصل على مبلغ من المال. ثم أخذ يدعوني إلى الدخول و قال لي ما معناه أنه و صاحبه واحد و يبدو أنه ظن في نفس ما ظننته أنت. عندما لم أر في طاقة بمقاومته تظاهرت بالانصياع له و حين استدار ليغلق الباب طعنته بخنجري في ذراعه و لذت بالفرار.
علق باقتضاب : خيرا فعلت.
ثم تساءل بصوت هادئ : اذن لهذا تريدين الرحيل؟
أومأت بالإيجاب فواصل موجها الحديث لنفسه أكثر مما إليها : و بما أنك ستصطحبين أخاك معك فهذا يعني شخصين إضافيين يرافقانني.
صححت له بصوت خجول: ثلاثة
كرر كلمتها باستنكار : ثلاثة!!! ماذا تعنين؟
أجابته بصوت مرتجف : أنا و أخي و مربيته
أكمل هازئا : و أصدقاؤه و جيرانه و جميع معارفكم.
انتصبت واقفة وهي تقول : أرجوك إنه لا يستطيع العيش بدون مربيته و أنا لا أعرف شيئا عن تربية الأطفال. ثم إني سوف أدفع لك أجرة كل منا على حدة. أرجوك لا ترفض و إن كنت لا تستطيع فدلني على من تثق فيه و يستطيع مساعدتي.
شبكت أصابعها في توتر و هي تنتظر إجابته. كانت تكاد تسمع وجيب قلبها و هي تراقبه مستغرقا في التفكير ثم التفت إليها أخيرا و قال لها بإيجاز : سآخذكم معي
قبل أن تطلق تنهدة ارتياح فاجأها بطلب غريب حين أمرها قائلا : و الآن أريني وجهك
تبعثرت الكلمات من عقلها للحظات ثم سألته حائرة : لماذا ؟ ما الغرض من رؤيتك لوجهي؟؟!
شرح لها بصبر : حتى أرى إن كنت مناسبة لأداء المهمة التي وعدتِ بتنفيذها مقابل مساعدتي لك.
ظلت مترددة لبعض الوقت، و رغم أنها في العادة لا تغطي سوى شعرها. لكن كشف وجهها أمام هذا الرجل الغريب و في هذا المكان الغير مألوف بدا لها صعبا بشكل لا يصدق.
تهكم منها قائلا : صدقيني سواءًا كنت قبيحة كالأبالسة أو جميلة كالحوريات فلن أقع مغشيا علي.
قالت و هي ترفع خمارها ببطء : لست بهذه ولا تلك...
عندما كشفت عن وجهها ظل يتأملها لبرهة . فاجأه جمالها و حرك فيه مشاعر ظن أنها ماتت منذ زمن. لم تكن حتما أجمل امرأة رآها في حياته لكنَّ شيئا في قسماتها كان يجعلها تبدو مألوفة، عذبة و قريبة من القلب. نفض عنه هذا الخاطر بعنف فلا مكان لأي امرأة في قلبه.
كانت ما تزال تحدق في الأرض فسألها ساخرا ليبدد حرج تلك اللحظات: عمّ تبحثين في الأسفل؟
- عفوا؟ سألته و هي ترفع عيناها إليه لأول مرة. حبس أنفاسه عندما التقت نظراتهما. كانت عيناها عالما كاملا، تخفيان الكثير و تقولان الكثير في الآن ذاته. صافيتان، صريحتان، خلابتان . عندما أسبلت الفتاة جفنيها أخيرا خجلا من تحديقه فيها شعر باستياء شديد و أحس أنه لم يكد يرتوي من رقة نظراتها. أغمض عينيه قليلا ليتمالك نفسه ثم خاطبها بصوت حاول أن يكون هادئا :
- سنخرج من هنا الآن و سأشرح لك المهمة في الطريق . إن رأيت أنك تستطيعين أداءها فليكن و إن وجدت أنها عسيرة الأداء سأبحث عن فتاة أخرى.

 
 

 

عرض البوم صور نغم الغروب   رد مع اقتباس
قديم 24-08-16, 05:50 AM   المشاركة رقم: 7
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Mar 2011
العضوية: 218827
المشاركات: 147
الجنس أنثى
معدل التقييم: الخاشعه عضو على طريق الابداعالخاشعه عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 172

االدولة
البلدFalkland Islands
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
الخاشعه غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نغم الغروب المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: الرحيل ...إليه

 

السلام عليكم
حياك الله كاتبه جديده ومميزه
بدايه رائعه ....تخبر عن كاتبه مميزه
استمري فما تكتبينه يعتبر من الناودر لأنه الحقبه قديمه والقليل يتطرق لها وهذا ما يميزك
في انتظارك

 
 

 

عرض البوم صور الخاشعه   رد مع اقتباس
قديم 25-08-16, 09:55 AM   المشاركة رقم: 8
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متألق


البيانات
التسجيل: Aug 2016
العضوية: 319977
المشاركات: 394
الجنس أنثى
معدل التقييم: نغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 848

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نغم الغروب غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نغم الغروب المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: الرحيل ...إليه

 

سعيدة بردك الجميل و برأيك في ما أكتب و أتمنى أن تتابعوا تطور الأحداث و تساعدوني بأرائكم

 
 

 

عرض البوم صور نغم الغروب   رد مع اقتباس
قديم 25-08-16, 09:58 AM   المشاركة رقم: 9
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متألق


البيانات
التسجيل: Aug 2016
العضوية: 319977
المشاركات: 394
الجنس أنثى
معدل التقييم: نغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 848

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نغم الغروب غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نغم الغروب المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: الرحيل ...إليه

 

الفصل الثالث : الخطة



حين طرقت الباب الخارجي للمنزل الذي دلها عليه الغريب بدأت تستحضر كلماته في ذهنها. " سيفتح لك الباب رجل كهل، حين يسألك عما تريدين لا تجيبي مباشرة بل افعلي أي شيء حتى يدخلك البيت. و لا تنسي أن تتركي الباب مواربا خلفك"
فتح الباب و ظهر الكهل و قبل أن ينبس بكلمة اندفعت نحوه و هي تقول بدلال : بيتك بعيد جدا ، لشد ما أشعر بالعطش الآن، هل أطمع في أن تسقيني شربة ماء
حين تبدى للرجل محياها الجميل فغر فاه إعجابا. "إنه ضعيف أمام النساء الجميلات " رنت كلماته في ذهنها فواصلت قائلة : ما أقسى قلبك ، أتترك امرأة ساعية إليك عطشى أمام بابك!
أخيرا استطاع الكهل أن يتكلم فقال بصوت يرتجف إعجابا: كم أنت جميلة أيتها الشابة، ادخلي ادخلي و لكن أخفضي صوتك فامرأتي نائمة في مخدعها.
ضربت على صدرها و شهقت قائلة : أتدعوني إليك و امرأتك في البيت
ناولها كوبا من الماء ثم قال لها بصوت خافت : الحق أني لم أدعوك و لكن دعاك حظي السعيد، لا بد أنك أخطأت العنوان، من الرجل؟
أجابته وهي تدعي الحيرة : يقال له مروان الصائغ، أو لست هو؟
أجابها و هو يكاد يلتهمها بنظراته : كلا يا جميلة الجميلات لست هو، سوف أطلعك على بيته و لكن بشرط
قالت بسرعة : و شرطك مقبول يا ذا الكلام المعسول
قال و هو يفرك يديه : شرطي أن نتواعد أنا و أنت في أقرب الآجال
تظاهرت بالتفكير قليلا ثم قالت : إذا كنت مثلي مشتاقا مشتاقا ألقاك غدا و إذا كنت تطيق صبرا علي فبعد أسبوع موعدنا.
قال بلهفة : بل مشتاق مشتاق
بعد قليل خرجت من عنده و وصف لها بيت من يدعى مروان الصائغ و ابتعدت متأنية إلى وجهتها المزعومة. حين تأكدت أنه لم يعد يتبينها غيرت وجهتها إلى حيث كان الغريب ينتظرها.
بادرته قائلة : لم تخبرني باسمك حتى الآن. بم أدعوك؟
أجابها بلا مبالاة: ناديني عاصم
لاحظت أنه لم يكترث بمعرفة اسمها على الإطلاق. فقط سألها باهتمام إن كانت الخطة سارت كما رتب لها. أجابته بهدوء : واعدته الغد و أخبرته أني سأقابله في غرفة في الخان الذي تنزل فيه.
بدا على وجهه الارتياح ثم غادرا ليتوجها إلى منزلها
............................................................ ............................................................ ......
حين اقتربا من مكان سكنها، أشارت له إلى حيث يقع بيتها و التفتت إليه لتشكره , لكنه كان قد أسرع بالابتعاد. منذ أن غادرا غرفته، أصبحت تصرفاته شديدة الغرابة. من صوته الجافي إلى عدم نظره إليها البتة حتى عندما يكلمها إلى عدم اهتمامه بمعرفة اسمها، لم تستطع فهم سر فظاظته الشديدة معها. مع أنها تكاد تقسم أنها رأت الإعجاب الصريح في عينيه حينما رآها لأول مرة.
- إلى حيث ألقت، تمتمت لنفسها ، من يظن نفسه ، لولا حلكة الظروف التي أمر بها الآن لما ألقيت عليه نصف نظرة.
ما إن دخلت غرفتها حتى ألقت بجسدها على الفراش دون تغيير ملابسها. تمتمت بصوت مرهق : لشد ما أنا متعبة ، أمضيت اليل بأسره و أنا أمشي على قدميّ، جميع عظامي تئن من الألم.
لم تستطع أن تستمر في شكواها فقد انطبق جفناها و ارتخى فكاها رغما عنها و غاصت في نوم عميق بلا أحلام لم تستيقظ منه إلا حين دخل عليها أخوها و بدأ يهزها في غير رفق : لقد تأخرت في النوم اليوم ،انهضي ، هيا انهضي يا ميسون لقد وعدتني بأن تأخذيني في جولة على الفرس هذا الصباح.
فتحت عينيها بصعوبة و أمرته بين تثاؤباتها : اخرس الآن يا أسامة، دعني أغير ملابسي على الأقل
تباكى بنفاذ صبر : و لكنك ترتدين ملابسك بالفعل.
نظرت إلى نفسها و تذكرت فجأة جميع أحداث اليلة السابقة. شعرت بغيظ شديد يملأها فنظرت إلى أخيها شذرا و أمرته بانفعال : اخرج من هنا حالا، سألحق بك حين أكون جاهزة
............................................................ ............................................................ .......
بعد أن عادت من نزهتها مع أخيها، تركته في رعاية إحدى الوصيفات و أرسلت إلى مربيته تستدعيها إلى غرفتها. بعد وقت يسير دخلت عليها هذه الأخيرة و وجهها الطيب يحمل ابتسامتها الوادعة التي ألفتها منذ وعت وجودها في هذه الدنيا فقد كانت مربيتها قبل أن تكون مربية أخيها. رغم الابتسامة كان هناك قلق يلوح في عيني السيدة المسنة. سألتها بلهجة حانية : خيرا يا بنيتي؟
"بنيتي" ، أعادتها الكلمة إلى زمن بعيد بعيد، زمن جميل لم تكن فيه تحمل أي هم على كاهلها الصغير. و تمنت أن تعود طفلة، و لو للحظة و ترمي نفسها بين ذراعي مربيتها فتربت على ظهرها بيديها الدافئتين و تطيب خاطرها بألفاظها الرقيقة. ولكن هيهات فهي لم تعد طفلة.
- خيرا إنا شاء الله ، أجابت بابتسامة ضعيفة
سكتت قليلا ثم أخبرتها بكل ما حصل منذ تلك الليلة التي عرفت فيها الحقيقة
ظلت المربية صامتة ، خافضة عينيها، كانت قسماتها جامدة إلا من اختلاجة صغيرة في طرف شفتيها.
لما طال صمتها مدّت ميسون يديها إليها لتحضن كفيها قائلة بهدوء :
- أنت تعرفين كم أحبك و كم أحترمك و أنت فعلا أمي بعد أمي و لكني لن أرغمك على فعل شيء إلا ما ترتضينه وترينه مناسبا. كل ما أريده منك الآن هو أن يبقى ما قلتله لك سرا بيننا.
نظرت إليها كأنها تلومها على كلماتها الأخيرة ثم قالت متنهدة : إذا فقد عقدت العزم على الرحيل؟
أجابتها بتصميم : و لن يثنيني إلا ظرف لا أطيقه
قامت المرأة و قالت بلهجتها المعتادة : إذا لم الانتظار؟ فلنبدأ بتجهيز ما قد نحتاجه في سفرنا
قفزت ميسون و هي تصفق بفرحة : هل سترافقيننا حقا؟
أجابتها بعتاب : ربما أكون أمك بعد أمك و لكنك و أخيك ابناي اللذان لا أبناء لي سواهما.
دون أن تفكر رمت ميسون نفسها في حضن مربيتها و عادت طفلة في تلك اللحظة. مررت السيدة يدها على شعرها الناعم في حنان ثم أبعدتها فجأة و هي تسألها باهتمام: و الرجل الذي سنرحل معه، أهو من أهل الشرف و المروءة فأنت يا بنيتي شابة و جميلة و أخشى أن يطمع فيك.
أجابتها بابتسامة ساخرة : اطمئني إنه رجل أمين، و لتعلمي أنه لا يكاد يطيقني
اتسعت عينا السيدة و قالت باستنكار : ما هذا الهراء يا ابنتي الحبيبة ، لا يوجد رجل لا يطيقك
حاولت ميسون أن تعترض و لكنها أسكتتها بإشارة من يدها : و إن كان يدعي ذلك فهو يكذب
…………………………………………………………………………………………………………………………..
ما إن حل وقت العصر حتى كانتا قد أتمتا التجهيز بكل سرية لرحلتهما المرتقبة. كان ابن زوجة أبيها قد تغذى معهم و حاولت ميسون قدر الإمكان أن تتصرف معه بطريقة طبيعية حتى لا تثير لديه أية شكوك. بل أرغمت نفسها على أن تبتسم لدعاباته السمجة.
عند الغروب تظاهرت أنها متوعكة و انسحبت إلى غرفتها. هنالك ارتدت عباءتها الواسعة فوق ثوبها ثم خرجت من الباب الخلفي. كانت مربيتها قد دعت الجميع إلى الحديقة ليتناولوا الحلويات التي أعدتها لهم خصيصا لتوفر لها فرصة الخروج سرا.
اتجهت إلى الخان الذي ينزل فيه ذلك المدعو عاصم و اتخذت لها ركنا غارقا في الظلام لتنتظر مجيئ الرجل الكهل. أثناء ترقبها له، استرجعت حوارهما بشأن هذا الأخير. كانت قد التفتت له أثناء إيصاله لها إلى منزلها متسائلة : ماذا تنوي فعله بالرجل بعد أن أستدرجه إلى غرفتك؟
قال دون أن يلتفت إليها : هذا ليس من شأنك
أصرت قائلة بحدة : لا أريد أن أساعدك على قتله، أخبرني على الأقل أنك لن تقتله
أكمل سيره قائلا بجفاء : اسمعي يا فتاة عليك أن تكتفي دائما بما أخبرك إياه، سترافقينني في السفر و كونك امرأة فهذا أمر لا يساعد أما كونك كثيرة الفضول فهذا سيحيل الحياة جحيما.
تذكرت كيف قالت له و هي تزفر بغيظ : كم أتمنى لو رفضت أن أساعدك، لا أدري كيف سولت لي نفسي أن أقوم بمثل هذا الأمر.
نفضت عنها أفكارها و أسرعت تقابل الكهل الذي لمحته قادما يتهادى من بعيد. حين وصلت إليه قالت بصوت معسول : لقد تأخرت علي. هلا تبعتني
قال بلهفة و هو يلحقها : لم أنم البارحة و أنا أتخيل لحظة وصالك أيتها الحبيبة.
اشمأزت نفسها منه، و رغم أنه لم يلمسها لمسة واحدة إلا أنها شعرت انتقص شيئا من حيائها و لطخ شرفها. لعنت عاصم في سرها و تمنت لو أنها رفضت هذا الدور.
أخرجت المفتاح الذي ناولها إياه عاصم ثم تباطأت في فتح الباب كما أمرها. خطت إلى الغرفة التي بدت خالية و ولج الرجل وراءها ، حين استدار ليغلق الباب فوجئ بضربة من عاصم بجانب يده على عنقه.
تهاوى الرجل ككيس خاو و شهقت هي فزعا و انحنت على جسمه لتجس نبضه، تنفست الصعداء حين وجدته ما يزال حيا و ما لبثت حتى شعرت بذراع عاصم تدفعها بغلظة عن الجسم الغائب عن الوعي و يبدأ في تفتيشه بدقة. رأته يبتسم في ظفر و هو يخرج مفتاحا من قميص الرجل و يتمتم لنفسه : و أخيرا
لم تستطع أن تتمالك نفسها و اندفعت تقول له باحتقار :
- إذا أنت لص، مجرد لص، لقد عرفت حقيقتك منذ أن رأيتك أول مرة و لكنك خدعتني بمروءتك الزائفة و الآن استعملتني و استغليت ظروفي لأساعدك في سرقة هذا الرجل المسكين. وطبعا لن تأخذني معك إلى أي مكان بل ربما تنوي أن تفقدني وعيي مثلما فعلت معه.
كانت ترتجف انفعالا و هي تتكلم بينما كان هو ينظر إليها و كأنه لا يسمعها. حين أحس أنها اكتفت قال كأنه يتسلى بغضبها :
- لحسن حظك أني منتش بالسعادة الآن لذلك لن ألقي بالا إلى اتهاماتك. إن كنت مازلت ترغبين في الرحيل معي فلتذهبي و تحضري أخاك و مربيته و تنتظريني هنا. إن لم تحضري خلال نصف الساعة فسأكون قد رحلت.
حين ظلت في مكانها و هي تحدق فيه بجمود، صاح فيها بنفاذ صبر: هل تريدين أن أرشدك إلى الباب ؟
وجهت إليه نظرة قاتلة ثم رفعت رأسها و خرجت بشموخ. خرج خلفها تماما و سار بخطى سريعة و لم يحاول حتى الالتفات إليها.
تمتمت و هي تصر على أسنانها : اللص ، الحقير ، السافل، أكرهه أكرهه.

 
 

 

عرض البوم صور نغم الغروب   رد مع اقتباس
قديم 26-08-16, 03:41 AM   المشاركة رقم: 10
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متألق


البيانات
التسجيل: Aug 2016
العضوية: 319977
المشاركات: 394
الجنس أنثى
معدل التقييم: نغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 848

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نغم الغروب غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نغم الغروب المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: الرحيل ...إليه

 

الفصل الرابع : الرحيل




حين وصلت إلى منزلها كان المكان غارقا في السكون. دخلت من الباب الخلفي بخطى متسللة إلى أن وصلت غرفتها. فتحت الباب فوجدت مربيتها بانتظارها و هي تضع رأس الطفل النائم على حجرها.
سألتها بنظراتها فأجابتها مطمئنة : لقد أعطى الدواء الذي ناولك إياه الرجل مفعوله بسرعة.
سألتها بقلق : هل أنت متأكدة أنهم نائمون فقط ؟؟
- اطمئني لن يحصل لهم أي مكروه
نظرت إليها بحزن و قالت بصوت مرتجف : إذا فقط حان موعد الرحيل، فلنبدأ بإخراج جميع متاعنا ثم سأجلب فرسي كي نحمّل عليها.
بدأت المرأة في إخراج أشيائهما و ما إن وجدت ميسون نفسها وحدها حتى سمحت لعبراتها بالتدفق على خديها، أخذت تلمس الحائط والأثاث و الستائر و دموعها تزداد غزارة.
لسبب ما كانت تشعر يقينا أنها لن تعود لتعيش في هذا البيت بعد اليوم. و تمنت لو تستطيع إخفاءه و حمله معها إلى كل مكان تذهب إليه. فهذا البيت ليس مجرد حيطان و غرف و أثاث. بل كان كل ركن من أركانه يحمل ذكريات و ذكريات , ذكريات ملكها و تخصها , سعيدة كانت أو حزينة و لن تستطيع أبدا استرجاعها كما تفعل في هذا البيت، نعم هذا البيت الذي لو تكلمت جدرانه لحكت قصة حياتها بجميع تفاصيلها و لرددت رنين ضحكاتها و لو نطقت زواياه لكشفت صوت آهاتها و دموعها التي خبأتها عن الجميع. هذا البيت الذي كانت فيه أولى خطواتها و أولى كلماتها و فيه كانت تحس إحساسا مطلقا بالأمان.
لكن الآن ضاع الأمان و ضاع معه الاطمئنان و وجب عليها الرحيل.
" ترى هل سأشعر يوما بالانتماء اللذي أشعر به هنا أم سأظل بقية عمري طريدة ذكرياتي" تساءلت و هي تشعر بالأسف لحالها. تقلب أخوها في نومه فنظرت إلى وجهه بحنان ثم بدأت توقظه في رفق. فتح عينيه و نظر إليها بحيرة فقالت له بلطف : هيا قم الآن فسآخذك في جولة على ظهر فرسي.
قال متكاسلا : جولة في هذا الوقت ، الظلام دامس و لن أستطيع رؤية شيء.
طمأنته قائلة : لا تقلق ، أنت ستركب بينما أنا أسير و أمسك بلجام الفرس. هيا انهض و كفاك كسلا.
بعد وقت قصير كانت هي و مربيتها تجدان السير و قد حملتا ما تستطيعان حمله واضعتان الباقي مع الطفل على ظهر الفرس. لم تشأ ميسون الالتفات إلى الوراء و لو للحظة، أحست أنها إن التفتت فستعدل عن الرحيل ، فالهروب هكذا هو ضعف و جبن وهي لم تكن أبدا جبانة و لكن للضرورة أحكام أقوى من الجميع.
نظرت إلى وجه أخيها المبتسم الخالي من جميع هموم الدنيا و واصلت السير.
……………………………………………………………………………………………………………………….
كان عاصم قد وصل إلى بيت الرجل، دخل مسرعا و ملهوفا. ما إن فتح الباب و ولج إلي الداخل حتى هبت فتاة في مقتبل العمر كانت جالسة في منتصف الغرفة إلى لقائه.تطلعت إليه بعينيها الخائفتين الحزينتين للحظات ثم قالت له بصوت مرتجف مختنق بالعبرات : لقد تأخرت، تأخرت كثير، مضى وقت طويل منذ أن غادر، وقت طويل حتى كدت أيأس من الخلاص.
ارتجف جسدها تحت طوفان من الدموع فأخذ يربت على ظهرها بحنان و هو يردد بصوت هادئ : لا بأس عليك بعد اليوم،أنت بخير الآن ، أنت بخير.
نظرت إليه بحزن و سألته بصوت مليء بالعتاب : لماذا تأخرت؟؟
أجابها بلطف : أنت تعرفين الرجل العجوز، عندما يسير يتمايل كالنساء
ابتسمت له من خلال دموعها و قالت : لقد قمت بكل شيء أمرتني به، خدرت زوجته حتى لا تفتقده و جهزت حاجياتنا.
سألها ملهوفا : و الطفلة، أهي في غرفتها؟
ما إن أجابت بالإيجاب حتى اتجه إليها يسابقه قلبه. و أخيرا سيملأ عينيه من ملامحها ، أخيرا سيستطيع ضمها إلى صدره و احتضانها ، سيحملها عاليا بين ذراعيه، أخيرا سيستطيع أن يناديها ابنتي، طفلتي ، أميرتي الصغيرة. دخل الغرفة بهدوء حتى لا يفزعها ، كانت نائمة بعمق و وجهها الجميل يحمل وداعة و براءة لم ير مثلهما في حياته. فكر أنه لو قضى عمرا كاملا و هو يتأملها فلن يمل. أخرج نفسه عنوة من فورة مشاعره و حمل الطفلة برفق، تأكد من أنها متدثرة و دافئة ثم حمل المتاع على كتفه و خرج إلى الطريق حيث كانت تنتظره الفتاة.
عندما وصل إلى النزل تذكر الشابة الثانية و استرجع آخر كلماتها حين ظنته لصا. فكر بقلق هل تراها ستعدل عن الذهاب معه. ماذا يفعل إن لم يجدها في انتظاره، هل يرحل و ينسى أمرها أم يذهب إلى بيتها ليتأكد. كان قد وصل إلى باب غرفته فتردد قليلا ثم فتحه، شعر براحة كبيرة عندما قابلت نظراته وجهها الجميل. هبت واقفة ما إن دخل الغرفة و قلت بصوت هادئ لا يكاد يخفي توترها :
- لقد تأخرت كثيرا
لم يستطع أن يمنع نفسه من الابتسام لتكرر نفس الموقف و لكن مع اختلاف المرأة. " يا للنساء مختلفات و لكن كلهن واحدة" تعجب في سره.
قالت ممتعضة : حقا ,لا أرى ما يدعو للابتسام
نظر إليها متفحصا فلم تفته آثار الدموع في عينيها الواسعتين أو على محياها الحزين. شعر برغبة كبيرة في ضمها بين ذراعيه و محو جميع آلامها و لكنه سرعان ما تراجع و أنب نفسه قائلا " عليك أن تبقيها بعيدا عنك أو لا تلومن إلا نفسك"
قال لها بصوت محايد : قبل أن نغادر يجب أن تعلمي أني لا أسافر وحدي ، أنا أصطحب معي ابنتي و مربيتها.
حدقت فيه بدهشة بينما واصل مفسرا : كانت ابنتي محتجزة عند هذا الرجل ، و أشار إلى الجسم المغشي عليه، و الليلة بعد عامين ونيف من الفراق استرجعتها. ربما يوما ما ستعرفين أكثر لكن الآن حان وقت رحيلنا.
كانت ما تزال تحت وقع المفاجأة الأولى حين صدمت بمفاجأة ثانية . عندما دخلت العربة لتقبل أخيها و تطمئنه ، فوجئت برؤية الفتاة الشابة جالسة بجانب الطفلة النائمة. عندما أخبرها عن مربية لابنته ظنت أنها أي شيء إلا أن تكون فتاة بهذا الجمال. كانت فاتنة تماما. أحست بانقباض في قلبها و هي تتأملها و لكنها سرعان ما تجاهلته و هي تحيي الفتاة بصوت خافت.
ثم خرجت لتمتطي فرسها ، نظر إليها عاصم متسائلا فقالت له بهدوء : المكان لن يسعنا جميعا في الداخل، لذلك من الأفضل أن أسافر راكبة
- هل أنت فارسة متمرسة
أومأت برأسها فأشار لها بيده للتحرك بينما همز بطن جواده بكعبيه و انطلق. و هكذا بدأت رحلتها المجهولة. إلى أين ؟ لا تدري ، كم ستدوم ؟ لا تعرف ، كيف ستكون؟ لا علم لها. واست نفسها بأنها على الأقل تثق بهذا الرجل. ابتسمت بمرارة و هي تتذكر خوف مربيتها عليها منه، ترى ما شعورها الآن و هي تراه يصطحب معه الفتاة الأخرى التي تفوقها جمالا؟

 
 

 

عرض البوم صور نغم الغروب   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
...إليه, الرحيم
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 07:20 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية