لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روائع من عبق الرومانسية > رومانسيات عربية > رومانسيات عربية - القصص المكتملة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

رومانسيات عربية - القصص المكتملة رومانسيات عربية - القصص المكتملة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-10-16, 09:54 AM   المشاركة رقم: 36
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jun 2016
العضوية: 317466
المشاركات: 1
الجنس أنثى
معدل التقييم: Micaali عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 11

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Micaali غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نجمه الصباح المنتدى : رومانسيات عربية - القصص المكتملة
افتراضي رد: رواية .. خفقات هاربة .. بقلمي .. رقية سعيد

 

بالتوفيق..

 
 

 

عرض البوم صور Micaali   رد مع اقتباس
قديم 15-10-16, 10:08 PM   المشاركة رقم: 37
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Nov 2015
العضوية: 306524
المشاركات: 33
الجنس أنثى
معدل التقييم: نجمه الصباح عضو له عدد لاباس به من النقاطنجمه الصباح عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 115

االدولة
البلدIraq
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نجمه الصباح غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نجمه الصباح المنتدى : رومانسيات عربية - القصص المكتملة
افتراضي رد: رواية .. خفقات هاربة .. بقلمي .. رقية سعيد .. الفصل الثاني عشر

 

معلش بنات سامحوني اتاخرت بالتنزيل لان اللاب بتاعي بايض مابعرف بيحصلو ايه
يلله نبدا بسم الله
الفصل الثالث عشر


..................................................

الفصل الثالث عشر:
أحلام وكوابيس تنتابه بكثرة في الفترة الأخيرة .. سيارة تحترق طريق مظلم اغاني وهمهمات معينه دائما يسمعها , اصوات تطارده , ليستيقظ ويجد نفسه يتصبب عرقاً ولهاثه يعلو ويعلو كأنه يجري مئات الاميال.
جلس على طرف الفراش وهو يمسح جبينه المتعرق بتعب احس بجفاف حاد في حلقه , امسك بقنينة الماء البارد من على الطاولة المجاورة لسريره , يتجرعه دفعة واحدة وكأنه عاد من صحراء قاحلة , ارتدى قميصه وهو يتوجه الى الخارج يفكر في وضعه الى متى يبقى هكذا لا يعرف شيئا عن ماضيه يشعر بالضياع , لم لم يعلنو عن اختفائه في الجرائد!! ربما ليس له ابوين .. ربما لا يمتلك اهلاً ربما هو فرد من افراد عصابة ! او ممكن ان يكون تاجراً للمخدرات ! نفى تلك الافكار من راسه وهو يفكر بسره كلا.. كلا.. مستحيل ان اكون كذلك , تخمينات وتخمينات لا تنتهي لقد تعب من كثرة التفكير وما زاد من نقمه هو هذا الصداع الذي لا ينفك يداهمه بضراوة في الفترة الاخيرة , عاد ليتسائل من هي نور وما علاقته بها ولما دائما ما يراها تنظر له من خلف حاجز ضبابي لا يرى سوى عينيها الزرقاويتين , جلس على الكرسي المقابل للبوابة الخارجية , ليلة صيفية هادئة السماء كأنها ارتدت رداءاً اسود تناثرة النجوم البراقة هنا وهناك فاصبحت كلوحة بديعة تبعث على الهدوء والطمأنينة , بينما راحت اصوات حفيف الأشجار وهي تتحرك ببطئ مع النسيم ذهاباً واياباً تنساب على مسامعه بعذوبة وخفة , زفر بضيق وهو يتمتم مغمض العينين
- ياللهي ماهذه الدوامة التي لاتنتهي
الوقت يسير ببطئ شديد ,لو كان مجيد معه لقضي سريعاً بحديثة المشوق وطرفة المضحكة التي لا تنتهي , فلقد ذهب الى بيته منذ يومين لأنه رزق بمولدة بعد ان فقدا الأمل على الأنجاب لسنين طويلة , كان من عادته ان يذهب الى منزله في الصباح ليعود في المساء لكن ومع ولادة زوجته هو يعذره فلم تكن تسعه الأرض من شدة سعادته , لايزال يتذكر تلك اللمعة التي ظهرت بعينيه عندما قال بشوق كبير وهو يشرع بفتح حقيبته ليضع فيها حاجياته البسيطة التي يجلبها معه
- لو تراها يا وحيد كم هي ناعمة وجميلة ,تشبه الدمية الصغيرة عيناها كانهما زرين اسودين , فمها صغير وبكاءها يشبه مواء القطط الصغيرة , لها رائحة تشبه رائحة الزهور الربيعية , اتعلم شيئاً !! سأسميها امل اجل امل أتعلم لما ؟ لأنها ادخلت السعاد والأمل الى المنزل بعد ان كنا قد يأسنا من الأنجاب , الحمدلله ..الحمدلله.. السيد خليل اعطاني مكافأة مجزية كما وسمح لي باجازة مفتوحة لكنني لن اتاخر ان شاءلله يومين او ثلاثة فقط املئ عيني من وجهها الجميل واعود , اكمل وهو يلتقط ملابسه ويضعها في حقيبة صغيرة
- يا اللهي للأن انا لا اصدق اني اصبحت اباً , سأذبح خروفاً وافرقه على الفقراء والمساكين
كان محمد يراقب حركاتة وعلى وجهه ابتسامة دافئة فقد اصبحا صديقين بسرعة قياسية , كان مجيد طيب الخلق حسن المعشر لم يتطرق في يوم الى ماضيه او سبب فقدانه لذاكرته , كان عكس ذلك تماماً , دائما ما يتجنب السؤال وهو يشجعه على الكلام والأندماج مع الأخرين .
اصوات جلبه وهمهمات من الجهة الخلفية للمصنع هي من اخرجته من لجة افكاره , قطب جبينه وهو يهب واقفا يسير ببط شديد متجهاً لناحيه الصوت.. لتتسع عيناه مما يرى امامه
رجلان ملثمان يحاولان فتح البوابة الخلفية , مما بدا كانا يتشاجران على شيء ما , احدهما ضخم الجثة بطريقة مقززه والثاني ضئيل الحجم وهزيل الجسد , يبدو ان الرجل الضخم غير راضي الى ما يفعله الثاني فكان يعنفه بفحيح هامس وهما يحملان ادوات او ما شابه .. وفي الأرض حقيبة مملؤة بمعدات غريبة يبدو انها خاصة للسرقة .
تراجع بخفه وهو يفكر بسرعه فيما يفعله وكيف يتصرف , توجه الى غرفته واخرج سلاحه الذي حصل عليه عندما بدا العمل والذي اصر السيد خليل على الاحتفاظ به , لكنه لم يكن يعلم باهميته ان ذاك وان الرجل المسن على حق فقد قال له وقتها
-يا بني احتفظ فيه فمن يدري لعلك تحتاجه في يوم ما , لن يضرك لو وضعته في داخل الدرج
الان فقط عرف قيمة كلامه , اجرى اتصالا سريعا ليبلغ الشرطه ويملي عليهم العنوان , تاكد من حشوه سلاحه بالرصاص , ليخرج بتمهل ويجدهما مازالا على حالهما يحاولان فتح القفل بلا نتيجة , وجه فوهه مسدسه نحوهما وهو يقول بصوت ثابت وقوي
- ابتعدا عن الباب وارفعا يديكما الى اعلى واستديرا ببط
تجمدا بمكانهما بينما سقط العده من يد الرجل الهزيل الذي بدا بالأتجاف والدوران نحوه وشرع برفع يديه وهو يقول بصوت مرتجف مرتبك
- انااااا انااااا ليست لدي علاقة بكل ذلك لقد اخبرته ان يعدل عن هذه الفكرة الشنيعه لكنه لم يستمع لي , ارجوك انا لي زوجة و اولاد ارعاهم ولا اريد الموت .
بينما الرجل الضخم يلتفت ببطئ وعلى وجهه الكثير من القطب والغرز التي تدل على عدائيته كانت نظرت عيناه باردتين وميتتين وكانهما بلا روح , لم يبدو عليه الخوف وهو يندفع كثور هائج وبيده مدية فضية , غير عابئ للسلاح المصوب نحوه , ارتبك محمد ولم يعرف ماذا يفعل هل يضغط على الزناد ام لا فهو اراد اخافتهما فقط , جرى شباك عنيف بينهما وهو يحاول التقاط المسدس من يده , لايسمع سوى صوت الصراخ الحاد وصوت الرجل الهزيل يولول ويندب كما النساء , ماقطع تلك المشادة بينهم صوت اطلاق النار ليتجمدا ويتوقف صوت الصراخ ويعلو اصوات سيارة الشرطة .
***************************************************
سقط الرجل ذو البنية الضخمة مضرجاً بدمائه فقد اصابته الرصاصة في كتفه الايمن بينما وقف محمد بصعوبة وهو يمسك ذراعه التي جرحت جرحاً عميقاً , بفعل الاشتباك الذي جرى بينهما طوقت الشرطة المكان , بسرعة وتم القاء القبض عليهما بينما نقل محمد والرجل ذو الجثة الضخمة الى المشفى .
............................................................ ................
كانت تقف خلف الباب المؤدي لمكتب والدها وهي تستمع وقلبها يعتصر الماً , لم تستطع تمالك دموعها التي انهمرت بغزارة وشهقات مكتومة , احتضنتها سلمى بحنان وهي تعود بها الى حجرتها قبل ان يخرج والدها ويراها بهذه الحالة , كانت تهدئها بكلمات رقيقة فهي تعلم بما تكنه من مشاعر والتي لم تكن راضية عنها ابدا فكم نصحتها بالأبتعاد عنه ونسيانه , لأنها تعلم ان نهايتها الفشل لا تريد لها التعلق بوهم , لكنها لم تكن تستمع لكلامها وهي تعيش في عالمها الوردي , قالت ساره من بين شهقاتها المتقطعه
-اريد رؤيته سلمى لا استطيع الانتظار يجب ان اراه الان وحالاً .
قالت لها سلمى تنبهها بلطف
-هل جننتي !! أتعلمين كم الساعة الأن , غدا ان شاء لله سنختلق عذرا ما للذهاب اليه نامي وكل شي سيكون على ما يرام.
اجابت بصوت متقطع
-كلا انت تكذبين
قالت سلمى بتذمر
- ولما اكذب عليك !!
نظرت لها بعينين دامعتين
- حسناً اذن عديني بانك ستساعديني على الذهاب
تنهدت سلمى باستسلام وهي تقول
-اعدك بذلك ثقي بي.
هدأت قليلا وهي تومئ براسها كطفلة صغيرة , ساعدتها لتنام بعد معاناة طويلة لايقاف فيضان الدموع المنهمرة .. مسحت شعرها بحنان , وقلبها غير مطمئن من تعلقها بهذا المدعو وحيد .
............................................................ ..............
ذهبا في صباح اليوم التالي الى المشفى بعد ان أستاذنت والدها بحجة الذهاب الى احدى صديقاتها , كانت تشعر بالذنب لأنها وللمرة الاولى تكذب عليه وتخون ثقته التي اولاها لها, لكن ماذا ستفعل هي تعلم انه لن يسمح لها بالذهاب .. تتسائل لما دائما يمنعها من الحديث معه , قلبها يعتصر بقوة عندما تتذكر غضبه وتقريعه لها في المرة الماضية ما ان علم بذهابها الى المصنع عندما اصابته وعكة صحيه اقعدته في الفراش ليومين متتالين , انها كذبة بيضاء والله يعلم بذلك تمتمت بهذه الكلمات لتسكت ضميرها الذي يؤنبها بشدة .
دلفت الى المشفى وهي مسرعة الخطى لتسائل عن غرفته , انطلقت تعدو الدرجات حتى دون ان تنتظر وصول المصعد , لكنها توقفت فجأة عندما شاهدت والدها يقف عند باب الغرفة يكلم الطبيب اختبات بسرعه خلف الجدار وقلبها يخفق بجنون عيناها وانفها حمراويتين من اثر البكاء , دقائق ولحقت بها سلمى تلهث بتعب وهي تضع يدها على قلبها تقول بانفاس متقطعه
- ماذا افعل معك ! لما انت عنيدة هكذا ؟ الاتاخذين بمشورة احد ابدا دائما ستظلين متهورة , والان هيا بنا لما انت وقفه هكذا كاللصوص الم تصدعي راسي منذ البارحة بالبكاء والتوسل للقدوم هنا .
همت بالتحرك الى الأمام لكن سارة امسكتها بقوة لتمنعها وهي تقول
-انتظري ايتها الغبية ابي يقف هناك انظري
نظرت سلمى لتجد خالها يقف مع الطبيب ويبدو انهما يتحدثان بشيء مهم , قالت وهي تختلس النظر نحوهم
- حسنا سننتظر قليلا ربما يغادر, اومات ساره وهي تسند راسها الى الحائط باستسلام وقلبها يتمزق الماً من اجله .
............................................................ ............
-حسنا ايها الطبيب طمئني عن حاله كيف هو جرحه
قال الطبيب بجدية ومهنية
-لا تقلق سيدي كل شيء على مايرام فقط بضعه غرز في ذراعه لن تسبب له الكثير من الالم فهو شاب قوي البنية والجرح ليس عميقا كما كنا نظن , اسبوع او اسبوعان ويصبح بخير ان شاءلله , كما وانه يستطيع الخروج غدا ً فلا حاجة لبقائه .
قال خليل وهو يشعر بالامتنان لهذا الشاب الشهم الذي لولا شجاعته , لايعلم ماذا كان ليحصل لمصنعه
- ان شاءلله , شكرا بني , لقد اتعبتك معي
اجاب الطبيب وهو يبتسم ببشاشة
- العفو سيد خليل هذا واجبي كما اني اعتبرك بمثابة والدي اذ لم يضايقك ذلك
قال خليل وهو يربت على كتفه بامتنان
- طبعا بني لي الشرف ان اكون اباً لشاب خلوق مثلك
استطرد كلامه قائلا
- هل استطيع الدخول اليه
اجابه الطبيب
- كلا افضل ان تراه فيما بعد .. فهو نائم الان لقد اعطيته مهدئاً وسيستيقظ بعد قليل تفضل الى مكتبي لترتاح قليلا , انت ايضا ارهقت نفسك كثير اليوم وهذا يضر بصحتك .

............................................................ ...............
قالت سلمى وهي تراقب ابتعادهم
-هيا ساره لقد ذهبا هيا بسرعة
اعتدلت ساره بوقفتها وهي تقول بلهفة
- حقا !! هل ذهبا ؟
اجابت سلمى وهي تلوي شفتها وتكتف ذراعيها على صدرها
-كلا انا امزح معك .. مجنونة اذهبي بسرعة وانا انتظر خارجاً ان رايتهم اطرق الباب مرتين اتفقنا
قالت ساره بامتنان
- شكرا لك سلمى لن انسى لك معروفك هذا ابداً
قالت سلمى وهي تشيح يديها بغرور
- اذهبي الان بسرعة , ولا حاجة لاذكرك بكم الديون التي برقبتك لي سيحين وقت الدفع قريباً
دلفت الى الغرفة بهدوء لتراه نائم توهج وجهها احمراراً وهي تلمح عضلات صدره النافرة , بينما جالت عليه عيناها بلهفة وقد تبعثر شعره على جبينه بينما لفت ذراعه اليسرى بالضمادات , كان يبدو عليه الألم ملامحة عابسه ومرهقة , اقتربت من السرير وهي دامعة العينين الم حاد مزق احشائها لرؤيته وهو بهذا الشكل المحزن وضعت يدها على فمها لتمنع خروج شقة بكاء , كأنما شعر بوجودها فتح عينيه ببطئ لتصطدم بعينيها اللوزية , ابتسم بخفة زادته وسامة وخطفت منها دقات قلبها المتالم وارجعت له الحياة من جديد بقيا فترة من الزمن يحدقان ببعضهما عيناهما تقولان الف كلمة وكلمة , قال بصوت خافت ليقطع الصمت
- اهلاً
اجابت بهمس وهي تبتلع غصة مؤلمة
- هل تتالم ؟!
اجابها بصوت دافئ
- كنت اتألم لكنني اصبحت بخير الان
احمرت وجنتاها بشده هي تتنبه الى ما يرمي اليه
قالت وقد غامت عيناها بالدموع
-لقد قلقت عليك كثيرا كنت اريد الحضور منذ البارحة لكنني لم استطع
باغتها فجأة وهو يمسك احدى يديها ويقبلها بخفة سحبتها من يده بسرعه ووجهها يتحول لثمرة ناضجة , قالت بتعلثم وقلبها يخفق بجنون بينما عينها تتجنب النظر اليه
-سأذهب الأن واتي اليك غدا ان شاءلله
قال بابتسامة وصوت اجش
-كلا سارة انا بخير قد اخرج اليوم من هنا لذا لا تتعبي نفسك بالحضور كما اني اخاف عليكي من قيادتك المتهورة
قالت وهي تدعي الغضب
- هكذا اذن انا قيادتي متهورة شكرا على حسن ظنك .
اجابها بحنان جارف
- ساره انت تعرفين مدى حبي واشتياقي لك لكنني لا اريد منك التسرع صدقيني سوف اخرج اليوم او غدا عندها انا ساتصل بك .
لم تجبه بشئ وهي تستمع لأعترافه للمرة الثانية بحبه لها .. لتتعالي ضربات قلبها من جديد بقوة معلنته استسلامها له , اكمل وهو يقول بصبر كأنما يخاطب طفلة صغيرة
-اذن !! اتفقنا
اومات بطفولية ليبتسم بحب وهو يقول
- هيا الان اذهبي رافقتك السلامة
عند خروجها من المشفى كانت بحال مغايرة تمام عن حال دخولها قالت لها سلمى وهي تهز راسها بحيرة
- سوف تفقديني صوابي وينتهي بي المطاف في مشفى للمجانين اكلم الحائط
لم تجبها ساره وهي تدندن لحناً عذباً وتسير بخفة الفراشة .
نظرت لها سلمى وقد توسعت عيناها دهشة من مزاجها المتغير فتبعتها وهي تضرب يداً بيد وتهز راسها بأسف
-شفاك الله مما انت فيه يا ابنة خالي المجنونة
............................................................ .....

بعد خروجه من المشفى بعدة ايام اصر خليل على عمل مأدبة في منزلة تكريما له وعرفانا لجميلة حاول محمد تثنيته وهو يقول
- انا لم افعل شيئاً لتشكرني عليه ياعمي .. كما اني لا انسى معروفك معي
ليجيبه وهو يربت على كتفه بحنان ابوي
- كلا يا ولدي هذا ليس لا شكرك بل لانك فرد من افراد العائلة فهل تريد ان تخجلني
قال محمد بسرعه وحرج
- كلا بالتاكيد انت بمثابت والدي وسيشرفني ان اكون ضيف من ضيوفك
المنزل كان كبيراً جداً وواسع يشبه القصور القديمة لكنه بطراز حديث .. كل شيء منظم ومرتب جالت عيناه بلمحة سريعه عله يراها قليلا فبعد زيارتها الاخيرة للمشفى لم يرها ابدا , كان هناك الكثير من الضيوف بعضهم ممن يعمل بالمصنع وبعضهم من اصدقائهم واقربائهم , من ضمن المدعوين الطبيب طارق الذي عالجة في المشفى ما ان راى محمد حتى تقدم منه وهو يقول بمودة
-كيف حالك ايها البطل طمئني عنك
اجاب محمد بحرج
- بخير والحمدلله ... شكرا لك على اهتمامك كيف حالك انت
بابتسامه هادئة
-الحمدلله , لقد كان السيد خليل قلقاً جدا عنك
اومأ محمد براسه وهو يشعر بالألم المفاجأ الذي داهمه مرة اخرى حاول التركيز على كلامه لكنه لم يستطع ليس مع كل هذه الضوضاء التي تؤثر فيه فتشوش عليه تفكيره اكثر قرر الخروج الى الحديقة ليستنشق الهواء لعل هذا الصداع الذي يفتك براسه يهدا قليلا استاذن بادب وتوجه الى الخارج بخطوات واسعه .. وهو عابس الوجه متعرق الجبيين .
جال طارق بعينيه هنا وهناك بملل ليشاهد فتاة يبدو عليها الانزعاج رقيقة جداً ترتدي فستاناً نبيذي اللون وشعرها الاسود يتدلى على كتفها الايسر بضفيرة متوسطة الطول بشرتها بيضاء وعينيها سوداويين وجه مستدير, اشبه بتلميذه مدرسة حتى حذائها الذي ترتديه لم يكن عالي الكعبين بل كان صندلا بسيط يحتضن قدمها الصغيرة , قصيرة جدا خمن ان طولها لايتعدى 150سم , لم تكن من نوع الفتيات اللواتي اعتاد على رؤيتهم كانت بسيطة وغير متكلفة حتى وجهها الرقيق خالي من مساحيق التجميل , كل شيء فيها طبيعي وجذاب كانت تمسك بيدها طبق مملوء بالحلويات المختلفة وهي تاكل ببطئ وتتمتم بكلمات خافته , اقترب منها قليلا وهو يضع يديه بجيبي بنطاله
- مرحبا
نظرت له ببرود وادارت وجهها الى الناحية الاخرى
شعر بالتسلية فقرر ان يمزح معها قليلا قال لها بمرح
- هل تعلمين ان اكل الحلويات بكثرة تضر بالصحه
ادارت وجهها تنظر لهذا المتطفل بتعجب لوت شفتيها بامتعاض عله يشعر بانه غير مرغوب بوجوده , الا انه لم يكترث وهو يكمل
- اجل صدقيني فهي تسبب السمنة وتسوس الاسنان ...لا اعتقد انك من الفتيات اللواتي يفضلن السمنة لذلك خذي بنصيحتي واتركي الطبق فقد اكلت الكثير
رمقته بتعجب من الاسفل الى الاعلى وهي تتعمد اظهار برودها و ازدرائها
يبدو شاب في اواخر العشرينيات من عمره وسيم نوعاً ما وما يزيد من جاذبيته هذه الابتسامة العابثة .. عيناه مائلة الى اللون الاخضر بشرة برونزية جذابة وبدلة فاخرة مصنوعة من اجود انواع الاقمشة التي تدل على ثراء صاحبه , تبا لك ساره اين ذهبت وتركتيني لوحدي مع هذا المتطفل المغرور سمعت صوته يقول
- ساعرفك على نفسي انا طارق , اعمل طبيبا , ابلغ من العمر 29عاماً السيد خليل يكون صديقا لوالدي.
اكمل كلامه
- والان دورك ما اسمك يا صغيرة
لم تجبه بشيء وهي تزفر بضيق وتتململ بوقفتها استطرد يكمل وكأنه يكلم نفسه
- لكنني لا اعرفك هذه هي المرة الاولى التي اراك فيها هل انت ابنة السيد خليل ؟
نظرت له بنفاذ صبر قبل ان تبتعد قليلا وتقف عند الشرفة التي تطل على الحديقة الجانبية
لحق بها وهو يقول بخفوت
- اممم هل انت بكماء ؟ او ربما صماء ! حسنا ممكن ان اتكلم معك بلغه الأشارة انا اجيدها جيدا
في ثواني كان يلوح بيديه باشارات ورموز غريبة , خفق قلبها لاول مرة في حياتها لا تعرف ماهية هذا الشعور الذي شعرت به انزعاج ممزوج بالاعجاب بقيت فترة من الزمن تنظر لحركة يديه , اخيرا قالت وهي تكبح ابتسامتها من الظهور
- وما شأنك انت بمن اكون ؟
ابتسم وهو يتنهد براحة ويضع يده على صدره بطريقة مضحكة
-الحمدلله لست بكماء ولا صماء
اجابت بتعجب
- عفوا !!
قال بسرعة
- هل انت الأنسة ساره ؟
اجابت بنفاذ صبر وحده لا تلق بفتاة رقيقة مثلها
-لا شان لك ويكفي ارجوك لا تتبعني من مكان لاخر والا سأصرخ وافتعل لك فضيحة , استدارت لتنصرف بسرعه وخفة وهي تدب الأرض بقوة بقديها الصغيرتين وقف يراقب ابتعادها عنه بأبتسامة حملت الكثير من التوعد و........ الأعجاب .
............................................................ ...................................
بينما كان يتجه الى خارج المنزل وهو شارد الملامح اصطدم بجسد رقيق له رائحة الياسمين التي ذكرته مباشرة بموقف مشابه مر به , امسكها من ذراعيها وهو يقول بعفوية
- اسف نور
نظرت له ساره وقد اتسعت عيناها دهشة وتعجباً وهي تتسائل
- من هي نور ؟
في لحظة واحدة تذكر كل شي كأنه شريط سينمائي يمر امام عينيه .. والديه ..نور والحادث زيارته الاخيرة لنور وكيفيه وداعها له والطريق الذي اتخذه ليصل الى المدينة , عاوده الم راسه مجددا مسد جبينه وهو ينظر لسارة وكأنه يراها للمرة الاولى اراد الكلام .. اراد ان يخبرها لكنه لم يستطع ان ينطق , شيئ ما الجم لسانه , كل ما استطاع فعله هو الخروج بسرعه من المنزل وكأنه مطارد من قبل شيئاً ما
شعور غريب اكتنفه سعادة لا توصف بانه اخيرا تذكر هويته.. اهله.. وبلدته .. لكن لما لم يشعر بهذا الانقباض عندما تذكر نور , اليس من المفترض انها خطيبته وهو يحبها لم لا يشعر بالسعاده لما !!
قادته قدماه الى الشاطئ وهو مشوش التفكير لا يعرف كيف يستقبل كل هذا الكم من المعلومات لكن ما يعرفه انه سيتوجه في الحال الى اهله .. والديه يالهي ماهو حالهم الان بدونه امه المسكينة مالذي حل بها .. ونور كيف عسى ان يتصرف معها يجب ان يجد حلاً لهذه المعضله فهو يعشق ساره وشعوره نحوها حقيقي , لو كان يحمل في قلبه الحب لنور لكان الان يطير فرحا وسعاده .. لكنه عكس هذا تماما يشعر بالانقباض كلما تذكرها هو لايريد غير ساره فقط عقد العزم على السفر في الصباح الباكر فهو لا يطيق صبرا للقاء والديه .
............................................................ .................
ظهور محمد كانت مفاجأة لم يستطع احد استيعابها كانت السعاده هي الشيء الوحيد الذي اقتسموه بينهم صحيح هو لم ياتي لزيارتهم لكن الفرحة الصادقة قد عمت ارجاء المنزل .
نور تملكها شعور غريب بالراحة وكأن حملا ثقيلا قد انزاح عن اكتافها خاصة وانها كانت تشعر بالمسؤؤلية على ماجرى له , لكنها تقف عاجزة عن اتخاذ اي قرار فمشاعرها باتت مضطربه لا تريد ظلمه مرة اخرى لا تعرف كيف تتكلم معه وتخبره بالحقيقة دون التسبب بجرحه او احراجه من جديد
- يالهي كيف السبيل لاخبره
تمتمت بذالك وهي تسير بارتباك في حجرتها تفرك يديها بتوتر , لتسمع صوت الهاتف وهو يرن بالحاح وكان المتصل محمد ارتعدت اوصالها وهي تمسك الهاتف بيد مرتجفه لتجيبه بعد ان اخذت نفساً عميقا تهدأ به ثورتها الداخلية
- السلام عليكم
لياتيها صوته الدافئ الذي لم تسمعه منذ وقت طويل والذي اشعرها بالذنب مجددا ً.. وهو يطلب لقائها لأمر ضروري قالت بنبرة مرتبكه متعثرة وهي تتخيل انه يريد ان يكلمها بمعاد عقد القران
- حسنا ... تستطيع الحضور الى المنزل وتتكلم بما تريد
اجاب بصوت ثابت
- كلا نور اريد ان اتحدث معك عن امر هام ولا اريده ان يكون في المنزل هل من الممكن ان نلتقي في مقهى او اي مكان يعجبك .. اذا لم يزعجك ذلك
ارتبكت وتلكأت بالرد ماذا تقول , لا تعرف كيف خطرت ببالها هذه الفكرة المجنونة .. قالت بعد تردد بسيط
- تستطيع الحضور الى الشركة التي اعمل بها
اجاب بارتياح
- حسنا هذا مناسب جداً اعطني العنوان من فضلك
املت عليه العنوان لكن هناك شيئا ما في قلبها غير مطمئن لما قامت به شعرت بأن هناك شيئ ما سيحصل .
ابتلعت ريقها بصعوبه وهي تودعه وتغلق الهاتف وضعت يدها على قلبها لتهدء من ضرباته الخائفه وهي تتسائل
- ترى مالذي يريده مني ؟!
............................................................ .............
والداه لم يعارضا قراره كان فرحة رجوعه تطغى على اي شيء اخر حتى انهما وافقا بسرعه عندما فاتحهما بموضوع خطبته لساره قال والده بحنان وعيناه تتأملان ولده وكأنه لا يصدق انه حي يرزق امامه
- افعل ما يريحك يا ولدي وانا متأكد ان رافت سيكون متفهما فكل شيء قسمة ونصيب , وما دامت هذه الفتاة تعجبك فتوكل على الله وساخطبها لك
فرحة عارمة اجتاحت كيانه وهو يقوم من مكانه ويتوجه ليقبل راس والده
بينما والدته عارضت قليلا في البدايه لترجع وتستسلم لرغبات ابنها الوحيد فهي بالنهاية لا تريد له ألا السعاده..
............................................................ ......
في صباح اليوم التالي توجه الى الشركة وهو عازم ومتخذ قراره على اخبارها لكنه سيحاول ان ينقل لها الخبر بافضل طريقة ممكنه لكي لا يسبب لها اهانة او جرحاً لمشاعرها , دلف الى الشركة وهو يسأل عنها عند وصوله الى المكتبها وقبل ان يطرق الباب الذي كان مفتوحا على مصرعيه , نظر لها مليأ دون ان تشعر بوجوده اجل لقد تاكد من مشاعره الصادقه تجاه ساره لو كان فعلا يحبها لنور لكان الان شعر بالالفة او التقارب , لكن لاشيء ابدا لم تحرك رؤيتها داخل قلبه اي مشاعر سلبية كانت ام ايجابية هو لا ينكر جمالها .. لكنه يرى ساره امامه اينما ذهب .. مع ساره كل شيئ مختلف تماما عندما يراها يشعر وكأنه ملك الدنيا بين يديه .. شعور اقرب الى الكمال والاكتفاء نعم فقد اكتفى بها عن كل نساء الارض جميعاً , استفاق من شروده وهو يطرق الباب بخفة , سمعها تأذن له بالدخول .. كانت مرتبكة ومتوترة وهي ترد على سلامه بتعلثم واضح اشفق عليها مما يريد ان يخبرها به لكن يجب عليه ان يكون صادقا وواضحا تجاهها , جلس على الكرسي المجاور لمكتبها وهي ينظر لها بتمعن قال لها اخيرا بعد فترة قصيرة من الصمت
- كيف حالك نور
اجابت وهي مطرقة الراس قلبها يخفق بشده وهي تنتظر بخوف ما يريد قوله
- الحمدلله كيف حالك انت وحمدلله على سلامتك
اجاب بابتسامه هادئه
- انا بخير شكرا على سؤالك
قالت بخجل
- ماذا ترغب ان تشرب
هز راسه نفياً وهو يرفع يده ويقول
- لا داعي لذلك لقد اتيت لاكلمك بشيء ضروري ومصيري يهمنا نحن الاثنان
احتبست انفاسها وهي تنظر له بعينان حائرتان مرتبكتان زاد من صعوبة ماجاء لاجله , تنحنح بحرج لا يعرف كيف يبدا معها حديثه بشكل لا يجرح مشاعرها او يشعرها بانه قد هجرها وفضل اخرى عليها فبالنهايه هي انثى والانثى تبقى متحفظة بهذا الشان
- كنت اريد ان اتكلم معك بشان خطبتنا
ابتلعت ريقها بصعوبه وهي تقول بخفوت
- تفضل محمد انا اسمعك
قال بصوت حاول ان يخرجه هادئاً ومشجعاً لها
-حسنا نور انت فتاة يتمنى اي شاب ان يرتبط بها وانا فعلا كنت لاكون محظوظا لو تزوجتك ..لكن
رفعت عينيها تنظر له على استحياء وقلبها يتقافز فرحاً وهي تفكر بسرها
- يا الهي مالذي اسمعه هل يريد انهاء الخطبة
قالت بنعومه لتجنبه الاحراج الذي يبدو جلياً على تقاسيم وجهه
- لكن ماذا محمد .. اكمل ارجوك وانا ساكون متفهمة جدا
ادار وجهه ناحيتها بسرعه بعد ان كان ينظر الى الجهة الاخرى ليقول بامل
- هل انتِ جادة نور هل ماساقوله لن يؤثر عليكِ سلباً
اجابت تشجعه ليكمل كلامه
- بالتاكيد محمد فكل شي قسمة ونصيب اليس كذلك ؟!
اجاب بلهفة
- اجل اجل بالتاكيد قسمة ونصيب اذن انت فهمت فحوى ما اريد قوله
اجابت بثبات
- تريد انهاء الخطبة !!
-----------
اومأ برأسه وهو يدرس ملامحها عله يعرف قليلا بما تشعر
قالت بصوت رصين عكس مدى تفهمها وتعقلها , بعث الأعجاب لدى محمد لو لم يكن يحبها بصدق وعمق لساره لما تردد بالزواج منها لكن للقلب اختياراته
- لا داعي للحرج يا محمد انا متفهمة جدا قرارك كما وان هذا زواج وحياة باكملها لذلك لا يجب ان تكون هناك مجاملات فيما بيننا او شعور بالذنب او حتى ردا للجميل انا اثق بان كل شي مقدر ومكتوب ومن الواضح اننا ليس مقدراً لنا ان نكمل معاً لذلك ارجو لك حياة سعيده مع من احببت
نظر لها بدهشه وتعجب وهو يقول
- وكيف عرفت اني احببت اخرى
اجابت بتفهم
- الأمر يبدو واضحاً محمد ارجو ان تجد السعاده المفقودة التي تتمناها
بهذا الكلام انهت الحوار وهي تخلع خاتمه من اصبعها وتضعه امامه , فهي ما ان علمت برجوعه عاودت ارتدائه من جديد .
............................................................ .............
كان يذرع مكتبة ذهباً واياباً بغضب .. يشعر بالغيرة تتأكله كما تتأكل النار قطع الخشب .. منذ ان علم بعودة محمد وهو غير مطمئن يتسائل بترقب ترى مالذي سيحصل هل ستعود الية مرة اخرى .. لايعرف ما سيفعل لكن الاكيد انه لن يسكت سيقلب الدنيا راساً على عقب قبل ان يتزوجها ذاك البائس .. وما زاد من غضبه اضعافا عندما اخبره الساعي بدخول شاب يراه لاول مره الى مكتب نور .. تعرف عليه مباشرة عندما وصفه له انه محمد .. ضم قبضته بقوة حتى ابيضت مفاصل يده وهو يضرب بها سطح المكتب بعنف غير مبالي بالألم الذي شعر به
قال بصوت غاضب ومتوعد
- حسنا نور هل وصلت بك الجراءة لتحضريه الى هنا وامامي ايضاً حسنا سترين ما سأفعله بهذا المدعو محمد
انطلق كالأعصار الهائج لا يرى امامه من شده غضبه وهو يحمل بيده عدة ملفات حتى لم ينظر ماذا تحتوي كل ما اراده هو الذهاب اليهما وبسرعة , من حسن حضهما ان الباب كان مفتوحاً .. فقد اقسم على ارتكاب جريمة لو كان مغلقاً .. دخل حتى دون استذأن وهو يرمى الملفات بحده امامها , نظرت له بتعجب وحرج من تصرفه الخالي من الذوق حتى انه لم يلقي السلام عليهما عند دخوله الأهوج
قال بصوت بارد
- اريد هذه الملفات أن تترجم في الحال
نظر الى محمد وعاد ينظرلها من جديد وهو يقول بسخرية
- اظن انه من غير اللائق ان تتخذو المكتب مكان لمناقشة الامور الشخصية اليس كذلك
لم تعرف نور بما ترد عليه المفاجاة الجمت لسانها نظرت له بارتباك وهي تزيغ عينيها بينهما بحيرة , غير ان محمد وقف امامه وهو يقول بصوت هادئ
- ارجو المعذرة لكن نور لا شأن لها انا الذي طلبت رؤيتها لمناقشة شي ضروري
امسك به من مقدمة قميصه وهو يهزه بقوة ويقول
- ايها البأس الحقير الا تملك ادنى احترام لتدخل الى بيتهم وتطلب ان تكلمها امام عائلتها , ابعد محمد يديه عن قميصه بصعوبه وهو يقول بحده
- لما تقحم نفسك بشيء لا يخصك ثم ما شانك انت هل انت وصي عليها ام ماذا ؟
لم يتمالك حازم نفسه وهو يسدد لكمه قوية على انفه ارتد بها محمد الى الوراء .. بثانيه واحد جرى اشتباك بينهما ونور تذرف الدموع لا تعرف ماذا تفعل , تجمع باقي الموظفين حولهم وهم يحاولون فض النزاع , بعد جهد تمكنو من تخليص محمد من براثن حازم المتوحشة
قال محمد لنور بسرعه واسف صادق وهو يمسح الدم المتدفق من طرف شفته السفلى
- اعتذر بشدة عما جرى لك بسببي لكن تأكدي نور بانني سأبقى لك الاخ والصديق دوماً وان احتجتي لشيئ ما لا تترددي في طلبه
قال حازم هو يتقدم للأمام بغضب
- الازلت هنا اخرج قبل اقتلك واقسم باني جاد بكلامي
نظر له محمد نظرة تنم على الأستهزاء والشفقة فقد بات واضحاً امامه انه يحبها وهو لن ياخذ كلامه على محمل الجد فما هو الا رجل عاشق وغيور, لم يقل شيئاً وهو يلتفت و يغادر بهدوء تاركاً نور تذرف دموع الخجل والذل بصمت .. بعد ان هداء حازم قليلا طلب من الموظفين بحده وصرامة ان ينصرف كلٍ الى عمله .. غادر الجميع وهم يرمقون نور بفضول واستغراب يتسائلون عن سبب هذه المشاجرة العنيفة التي حدثت عند باب مكتبها , التفت لها حازم وهو يغلق الباب بعنف ويتقدم من مكان وقوفها بينما اخذت نور بالتراجع وهي تنظر له بغضب ممزوج بالخوف , قال لها بفحيح
- مالذي اراده منك بالضبط
اجابت بتحدي وعيناها تلمعان كجمرتين زرقاويتين
- وما شأنك انت
اجاب وهو يصر على اسنانه ويضرب سطح المكتب بقوة اجفلتها
- لا تختبري صبري نور
قالت بثبات رغم الخوف الذي احتل اوصالها
- قلت لك ليس من شانك الا تفهم , ابتعد عني اريد المرور
خفق قلبها بقوة وهي ترى اقترابه منها بصورة خطرة ليقول بفحيح هامس
- تكلمي نور
لا تعلم مالذي جعلها تنظر له بتحدي واضح كأنها قطة متوثبة في مواجه اسد مفترس , تعمدت السكوت
اقترب منها أكثر ليمسك ذراعها بعنف وهو يهزها بقوة
- تكلمي والأ اقسم ان افعل شي لن يعجبك ابداً
ابتلعت ريقها بصعوبه وهي تجاهد لتخرج الكلمات من فمها المطبق قائلة باستسلام مذل
- لقد فسخ الخطبة
اتسعت عيناه دهشة وهو ينظر لها بعدم تصديق ليتسلل داخله شعور غريب بالراحة كأنه ارتاح من عناء سفر طويل .. ابتسامة عريضه ظهرت بوجهه بعثت داخلها بالانزعاج وهي تجاهد لتخلص ذراعها من قسوة يده المطبقه عليها بقوة والتي تعلم جيدا انها ستترك علامات حمراء على بشرتها الشفافة قالت بحده وهي تسير مبتعده عنه بعدما سمح لها هو بذلك
- ها قد علمت اتركني وشأني واخرج من هنا حالا
قال بصوت خافت وهو يبتسم بتسليه بينما ارتفع حاجبه الايسر بعجرفة
- حسنا نور ساجعله شاني وقريبا جدا وسوف ترين , نظر لها لعدة دقائق ثم استدار ليذهب من المكتب بهدوء بينما نور كانت ترتجف بقوة وهي تفكر بمعنى كلامه
............................................................ ........
بعد المواجهه الاخيرة بينهما اصبحت تتجنبه قدر استطاعتها تنهي ما عليها من اعمال وتسلمه لسكرتيرته بسرعة , لاتعلم هل هي مازالت تحبه ام لا ... قلبها يخفق بعنف ما ان تراه لكن تصرفاته الاخيرة وثقته العالية بنفسه باتت تزعجها جداً ... لم تنسى لحد الان وقاحته وهمجيته المتوحشة وما تسببه من فضيحة لها امام كل العاملين .
تنهدت بخفوت وهي تحمل بيدها عدة ملفات لتتوجه الى مكتب حازم تعطيها لسكرتيرته وبينما هما تتناقشان فتح الباب ليخرج برفقة فتاة رائعة الجمال ذات جسد متناسق طويلة بعض الشيء , شعرها مسرح بطريقة انيقة وعصرية , ملابسها ضيقة التصقت بمنحنياتها وكانه جلدٍ ثانٍ بينما رائحة عطرها ملأت ارجاء المكتب , كانت تتكلم بخفوت وحازم يبتسم لها ببشاشة .. احس بنظراتها المندهشة المصوبه نحوهما ادعى اللامبالاة واستغل هذه الفرصة لاثارة غيرتها فحسب .. كانت زبونة تطلب المساعدة لتصميم فيلتها لتفأجا زوجها ما ان يعود من سفره .. تلك الشقية لقد اشتاق لها فعلا وهي تحرمه حتى من مجرد النظر لعينيها لمده دقيقة واحده .. دائمة الانزواء بمكتبها كأنها تعاقبه وقد نجحت بذلك فلا عقاب اقسى من عدم مشاهدت وجهها الصبوح كل يوم , وقف يملئ تعليماته على سكرتيرته من غير ان يلتفت لها او يعطيها ادنى اهتمام , ثم غادرا بهدوء.
............................................................ ................................................
تجمعت الدموع بعينيها وهي تجلس على الكرسي بمكتبها بعدما اغلقت الباب بعنف , احتضنت راسها بيديها وهي زائغة العينين قلبها يؤلمها بشدة صدرها يعلو ويهبط بتنفس سريع ومتقطع , نزلت عبراتها رغماً عنها لتجرح خديها الناعمتان اعتدلت بجلستها وهي تقف وتتوجه الى النافذه لتريح راسها على الزجاج , همست بصوت متحشرج هل عدنا من جديد الم يكفي ماحصل مع ياسمين هل سيعيد الزمن نفسه مرة اخرى , اجابت نفسها بتهكم وما شائني انا لما ابكي لما اتألم الم يقسم قلبي على نسيانه فليتزوج بمن يشاء .. طعنه حادة اخترقت صدرها بقوة وهي تفكر باحتمالية خطبته من اخرى ..للمرة الثانيه تؤلمني يا حازم وتتطعنني بنفس البرود.
تنهدت باستسلام وتهدلت اكتافها وهي تعترف لنفسها بمرارة وخجل
انا مازلت احبه رغم كل شي , اشعر بالغيرة اجل انها الغيرة , لماذا يا حازم تصر على التمادي وتجريحي مرة بعد مرة , لما قلبي الخائن ما ان يراك حتى يفز هاربا من مكانه لياتي اليك طائعاً ومستسلماً اي قوة تلك التي تملكها علي واي سحر ذلك الذي يشدني اليك .

............................................................ .....................................
كانت تجلس على الكرسي الهزاز باسترخاء وهي تضع الوسادات خلف ظهرها بينما يديها تحيك بمهارة وتركيز جورباً صوفياً ازرق اللون على شفتيها ابتسامة رقيقة لقد بدات بحياكته قبل عدة اسابيع ليكون جاهزاً في فصل الشتاء , ربما من يراها يظنها مجنونة اجل هي مجنونة بحب طفلها ولا يهمها ما يفكره الناس بها , تذكر مشاكسات حسن وهو يسخر منها ويقول
- يا الهي مريم انت تقومين بحياكة جورباً صوفياً ونحن في الصيف ارحميني ارجوك
لتبتسم ببرود محبب وهي ترفع حاجبيها وتقول
- لا تتدخل بيني وبين ابني ثم اني احيكه منذ الان ليكون جاهزا في الشتاء فلا تتذمر ارجوك
اكملت وهي تنظر له بطرف عينها
-ام انك تشعر بالغيرة !!
ابتسم بدفئ يقترب منها ليحيط بذراعيه بطنها المنتفخ
- اجل اشعر بالغيرة فانا فقط من احضى باهتمامك هذا الولد الشقي سوف يستاثر على كل شيء
ضحكت برقه وهي تلمس فكه بنعومة وتطبع قبلة على وجنته .. تحب هذا الرجل الذي يشعرها دائما انه طفلها الكبير من يرى ضخامة جثته لا يفكر بكم المشاعر الدافئة التي يحملها بداخلة والتي لا تظهر الا امامها فقط .. استطردت تقول بصوت هامس
-لا احد ياخذ مكانك انتما الاثنان داخل قلبي للابد
عادت من شرودها على صوت الباب وهو يفتح ليدخل حسن وهو يرمي سترته بتعب على السرير لكن ما ان راها حتى انفرجت اساريره وهو يتجه نحوها وعلى شفتيه ابتسامته دافئة
قال بمزاح وهو ياخذ من بين يديها الصوف ليضعه جانبا ويساعدها على الوقوف امامه
- كيف حال ام برعي
قالت بتذمر
-قلت لك لا اريد ان اسميه هذا الاسم انه ليس جميلا
ابتسم يقربها منه اكثر ليطبع قبلة طويلة على شفتيها الكرزيتين ثم ابتعد وهو يقول بمشاكسة
- اجل هذا هو اسمه فالاسم الذي اخترتيه يليق بالفتيات
نظرت له هي مقطبة الجبين بطريقة طفولية ولم تقل شيئا , احست بتلك الركلات والانقباضات التي كانت تشعر بها منذ الصباح تجاهلت الامر ظناً منها انه امر طبيعي لكنه يزداد سوءا مع مرور الوقت
لاحظ ملامحها الحبيبة وهي تتغضن بالم فقال لها باهتمام وهو يلمس وجنتها برقة
-ماذا هناك مريم هل تشعرين بشيء ما
قالت مبتسمة وهي تحتضن يده التي تلمس وجهها
- مجرد انقباضات عاديه تحصل لي كل يوم , الطبيبة قالت الولادة ستحصل ربما بعد اسبوع او اسبوعين لا تشغل بالك , اذهب لتستحم ريثما اعد لك العشاء
اجاب برقة وهو يقبل جبينها
- لا اريد ان اكل شيئا فقط سأستحم وانام فانا اشعر بالتعب الشديد
اومأت تراقب خطواته وهو يختفي من امامها لتتوجهت الى السرير وهي تسير ببطئ بينما تضع يدها اسفل بطنها وهي تفكر بسرها ربما هي تعبه من كثرة جلوسها على الكرسي لساعات طويلة , اجل ربما هذا هو السبب تحتاج الى الراحة قليلا استلقت على السرير وهي تعض شفتها بقوة تتمتم بخفوت
- ياللهي امن الممكن ان تكون هذه من اعراض الولادة .
............................................................ ..............................
استيقظت عند الثالثة فجراً وهي تتلوى من الالم جبينها متعرق بشدة كانت تتقلب باستمرار لم يغمض لها جفن لا تستطيع تجاهل الامر بعد الان
كان حسن ينام بعمق وهو يحتضنها بذراعيه .. ابعدت ذراعه لتعتدل و تجلس بصعوبه وهي تلهث من التعب , التفت الى حسن تهزة ليستيقظ قالت بصوت مختنق
- حسن .. حسن
همهم وهو يسحبها لاحضانه من جديد
- همممممم ..نامي ..حبيبتي
قالت بتعب وهي على وشك البكاء
- استيقظ حسن اعتقد اني سوف الد
ما ان سمع هذه الكلمة حتى فتح عينيه وهو يجلس بسرعه
- ماذا هناك مريم
قالت بصوت باكي كانها طفلة صغيرة
- الم رهيب يمزق ظهري واسفل بطني لم اعد احتمل
هب واقفاً وهو يتجه نحو الباب ليوقظ والدته ونور غير منتبه الى انه يسير عاري الصدر حافي القدمين كان يتصرف كالمجنون ليصبح المنزل خلال دقيقة واحدة في حالة استنفار تام لا يعلم كيف ارتدى ملابسه ولا كيف وصل الى المشفى وهو ينظر لها طوال الطريق عبر المرآة , كانت تتلوى الماً ودموعها تنزل على قلبه فتمزقه قلقاً وخوفاً عليها , عند وصوله الى المشفى كان كما الاعصار المدمر وهو يصرخ على الممرضات والكادر الطبي لكي يخففون من الآمها بينما مريم تستنجد به وتمسك يده بقوة وهي تقول بصوت باكي
- حسن ارجوك لا تتركني انا خائفة
قبل جبينها المتعرق بعمق فيما التمعت عيناه بدموع حبيسة حسرة على حال زوجته
- انا هنا معك حبيبتي لن اتركك ابدا
بهذه الكلمات ادخلوها الى غرفه العمليات لا يسمع غير صراخها المستمر وهو يسيرذهاباً واياباً لا يعرف ماذا يفعل هل يقتحم الغرفة ليدخل وليحدث ما يحدث ام يبقى متسمرا هنا وعاجز عن مساعدتها , كانت نور تحاول ان تهدئه لكن بلا فائدة اما والدته فكانت تجلس على المقعد تقراء القران وقلبها يلهج بالدعاء لها
لحظات مرت وكانها دهر من الزمن وهو يفكر ويعد نفسه بان هذا سيكون اخر طفل لن يؤذيها بعد الان لن يسمح لها بالانجاب هو يحبها ولا يستطيع ان يتصور حياته بدونها اذا كانت الولاده بهذه الصعوبة فكلا لا يريد اكثر من طفل واحد راحتها وصحتها اهم شيء لديه .. قطع عليه سيل استرساله بالافكار صوت الطفل وهو يصرخ معلناً خروجه الى هذا العالم الرحب ..خرجت الممرضة بعد عدة لحظات وهي تحمل بيدها طفل صغير لف بملائة بيضاء , حملته والدته بيديها وهي تذرف دموع الفرح برؤية حفيدها الاول الذي طال انتظاره .. قال حسن للممرضه بلهفة غير عابئ بطفله الصغير القلبع باحضان والدته
-كيف هي حالها
قالت الممرضه ببشاشة
- هي بخير دقائق وتستطيعون رؤيتها
عندها فقط شعر بالراحة والتفت ليتلقف ولده بين ذراعيه وهو قبل جبينه ويتمتم بايات الحمد
............................................................ .......................
كانت مستلقيه على السرير تحتضنه بحب لاتصدق بان هذا المخلوق الصغير هو ابنها الذي انتظرته شهورا بدت كانها سنين طويلة ما ان راته حتى نسيت كل ما مرت به من تعب والم , كان حسن يجلس قربها وهو يلف كتفها بذراعه ينظر لولده بدفئ وحنان جارف شعور مختلف يشعر به وهو يراقب وجه طفله النائم بسكينة , كان يشبهه كثيراً وكأنه ينظر لصورة مصغرة منه بينما مريم تتوهج سعادة كانها جوهرة براقة رغم ملامحها الشاحبة , كانت الغرفة تعج بالضيوف والديها الذان حضرا ونور الجالسة تنظر لهم وعلى شفتيها ابتسامة سعادة لهذا الطفل الصغير الذي اتى ليزرع البهجة في نفوسهم جميعاً ..اتجهت نحو مريم وهي تقول
- هل من الممكن ان احمله قليلا
قالت مريم برقه
- بالتاكيد نور لكن كوني حذرة
حملته نور وهي تسمي بالله وتقول
- كم هو وسيم وجميل سيكون مطارد من قبل الفتيات انا متاكده من ذلك
قال حسن بغرور
- بالتاكيد تماماً كوالده
نظرت له مريم وهي ترفع حاجيها ببرود
- هكذا اذن !؟
قربها ليضمها اليه اكثر وهو يشير الى موضع قلبه
- لكن لم تخلق من استطاعت ان تدخل لهذا القلب سوى امراة واحدة فقط
غزا الاحمرار وجهها الشاحب وهي تبتسم بخجل لتقول بصوت هامس لم يسمعه غيرة
- لا حرمني الله منك حبيبي
قبل جبينها دون ان يشعر بالحرج من الحاضرين الذين كانو يرمقونهم بابتسامة سعادة ورضى بينما هي تكاد تذوب خجلا من تصرفاته الجريئة
والدة حسن لاتصدق انها اخيرا حضيت بحفيد كانت تحمله وتضمه لصدرها وهي تستنشق عطر ولدها عبر حفيدها الذي قررو ان يسموه مصطفى , كان الاجداد يتشاجرون فيما بينهم وهم يتناوبون حمله وكأنه دمية صغيرة .
سمعو صوت طرقات خافته على الباب وقد كان حازم , لبست مريم حجابها بسرعه
وحسن يتوجه للباب ليرحب بحازم الذي ما ان دخل الى الغرفه حتى احست نور بامتلاء المكان به وكانه استحوذ عليه باكمله نظر لها بطرف عينه وهو يبارك لحسن ومريم , كانت جميلة ورقيقة جداً وهي تحمل الطفل بين ذراعيها , لا يدري لما تخيلها وهي تحمل طفلهما ليسري داخله شعور رائع بالسعادة وهو يفكر بسره هل من الممكن ان يحدث ذلك يوما ما , كانت تتحاشى النظر له وهي تتظاهر بمادعبة الطفل تارة او التكلم مع والدتها ومريم تارة اخرى , قلبها يخفق بشدة لدرجة المتها وهي تراه بهذه الجاذبية المدمرة لاعصابها الا يكفيه ما فعله في المكتب الا يكفي اعترافها امام نفسها بانها مازالت تحبه وتعشقه , يتجاهلها ولا ينظر لها الى متى ستبقى تدور بهذه الدائرة المفرغة التي لا طائل منها سوى الالم .
استاذن حازم بعد فترة قصيرة وهو يقول
- هل من الممكن ان اتكلم معك قليلا يا حسن
قال حسن وهو يرافقه الى الخارج
-بالتاكيد
توجها الى خارج الغرفة ونور تتسائل ماذا يريد منه قلبها يغزها بقوة لاتعلم لما تشعر بانها هي من ستكون مصدر حديثة
عاد حسن بعد فترة قصيرة وعلى شفتيه ابتسامة سعادة وهو يرمق نور بنظرات غامضة بين حين واخر..
............................................................ .....................................
-
ثلاثة ايام منذ اختفاءه ودموعها لم تتوقف عن التساقط , هل كذب عليها .. هل تلاعب بمشاعرها الوليدة تجاهه .. لتعود وتنفي كل ذلك فهي متاكده من صدق نواياه .. اذن اين ذهب ولما لم يتصل بها ليخبرها عن مكانه .. امن المعقول ان يكون مكروها قد اصابه ... اعتصر قلبها الم مفاجاء وهي تتخيل ابشع الصور والاحتمالات التي تخطر ببالها .
دخلت سلمى الغرفة وهي تنظر لها بقلت حيلة فطالما نصحتها بالابتعاد عنه الا انها لم تستمع لكلامها وها هي النتيجة تركها بين ليلة وضحاها دون سابق انذار , لتبكي منذ ذلك اليوم المشؤم بدون توقف .. شحب وجهها حتى بات كزهرة ذابلة بعد ان كانت تتوهج مرحاً وشقاوة
اقتربت منها وهي تجلس بجانبها على الفراش .. قالت لها برقة
- مالذي جرى لك ساره .
لم تجبها وهي مطرقة الراس تبكي بصمت لتعاود سلمى بصوت هامس
- ربما له عذر انتظري لنرى مالذي حصل له متاكده من ان هناك تفسيرا ما
رفعت لها عينان حمراويتين ووجنتان غائرتان وهي تقول بالم
- كان من الممكن ان يتصل لكنه لم يفعل اذن اما انه كذب علي وهرب ام ان مكروها اصابه
احتضنتها سلمى وهي تشاركها دموعها وتقبل راسها لا تعرف ما تقول فهي معها حق بكل ما قالته .. لما فعلت ذلك وحيد او اي كان اسمك قالتها سلمى بسرها وهي مكبلة اليدين عاجزه عن مساعدتها .
............................................................ ..........
نهاية الفصل

 
 

 

عرض البوم صور نجمه الصباح   رد مع اقتباس
قديم 16-10-16, 09:47 PM   المشاركة رقم: 38
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
قارئ مميز


البيانات
التسجيل: Jun 2010
العضوية: 174082
المشاركات: 4,031
الجنس ذكر
معدل التقييم: fadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسي
نقاط التقييم: 4492

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
fadi azar غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نجمه الصباح المنتدى : رومانسيات عربية - القصص المكتملة
افتراضي رد: رواية .. خفقات هاربة .. بقلمي .. رقية سعيد .. الفصل الثاني عشر

 

فصل رائع جدا

 
 

 

عرض البوم صور fadi azar   رد مع اقتباس
قديم 22-10-16, 09:26 PM   المشاركة رقم: 39
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Nov 2015
العضوية: 306524
المشاركات: 33
الجنس أنثى
معدل التقييم: نجمه الصباح عضو له عدد لاباس به من النقاطنجمه الصباح عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 115

االدولة
البلدIraq
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نجمه الصباح غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نجمه الصباح المنتدى : رومانسيات عربية - القصص المكتملة
افتراضي رد: رواية .. خفقات هاربة .. بقلمي .. رقية سعيد .. الفصل الثاني عشر

 

السلام عليكم
اتفضلو اخر فصلين الرابع عشر والخامس عشر مع الخاتمة

............................................................ ...............

الفصل الرابع عشر:
المنزل يعج بالضيوف المتوافدين للمباركه بولادة مريم المتزامن مع رجوع ندى واحمد من شهر عسلهما .. كان لايهدا من الصخب وهمهمات النساء وثرثرتهم نور كانت مشغولة بتقديم واجب الضيافه من ناحيه والاعمال المنزليه من ناحيه اخرى لذلك لم تكن تذهب الى العمل الامر الذي بعث اليها بالراحه فهي على الاقل لن تشاهد ذاك المغرور ..
بينما كانت تقف مع ندى وهي تقوم بتجفيف الصحون سألتها نور وهي تغمز لندى بشقاوه
- كيف هو اخي احمد معك
احمرت وجنتا ندى وهي تنظر لها بعينين متالقتين لتقول بهمس
- لم اكن اتصور انه يملك كل هذه المشاعر الحساسة والصادقه
ابتسمت نور بموده وهي تشاركها فرحتها
- الم اقل لك مرارا لا يغرنك صخبه ومرحه احمد شخصية محبة وطيبة جدا لكن يجب ان تقتربي منه اكثر لتلتمسي حبه وتمتلكي مشاعره
اومات ندى وهي توافقها كلامها عندما دخل احمد بمرحه المعتاد وهو يرمق زوجته بعينان دافئتان ليقترب منها ويسرق قبلة من وجنتها ابتسمت بخجل وهي تبتعد عنه وجهها يتحول لفاكهه ناضجه وهي تنظر له بعتاب وتقول
- ماهذا المزاح احمد لا تفعل ذلك ماذا لو شاهدنا احد ما
هز كتفيه بلامبالاة وهو يقترب منها مرة اخرى ويحيط خصرها باحد ذراعيه ويقول بمشاكسته التي باتت تعشقها
- وماذا في ذلك الست زوجتي وحبيبتي فليشاهدو مقدار حبي لك , فانا لا افعل شيئا خاطئا
نظرت له بعينين محبتان ووجنتاها تتوهج احمرارا بلحظة تناسيا وجود نور التي كانت تكتم ضحكتها وهي تنقل بصرها بينهما بتسليه لتنتبه لها ندى وهي تقول بصوت خافت وخجول
- نور تنظر الينا يكفي هذا
تنحنح وهو يبتعد قليلا و يقول
- لقد نسيت ما جئت لاجله..
صمت قليلا وهو يدعي التفكير ليهتف بمرح
- اه تذكرت .. هل من الممكن ان تعدي لنا القهوة .. فحازم يجلس مع ابي في الصالة يريد ان يكلمه بامر مهم جدا
قال هذا وهو ينظر لنور بابتسامة دافئة
ادعت نور انها لم تسمع شيئا وهي تقوم بتجفيف الاواني مطرقة الراس قلبها يخفق بعنف وهي تفكر بسبب وجوده
سألت ندى بفضول
- وماهو الشي المهم الذي يريده حازم
قال وهو يقطف من وجنتها قبلة اخرى ويتوجه الى الخارج بسرعة
- سوف تعرفين قريباً
اومات بمحبه وهي تتبع خروجه من المطبخ لتنفجر نور من الضحك فيما ضربتها ندى بخجل وهي تقول
- يكفي لما تضحكين يا بلهاء
قالت نور وهي بعد ان هدات ضحكاتها
- لا شي فقط لا اصدق ان هذا الماثل امامي هو نفسه احمد المتهور والمشاكس لقد اصبح عاقلا جدا
رفعت ندى حاجبه وهي تقول بتوعد
- مالذي تقصدينه بكلامك هل كان مجنونا
قالت بسرعه وهي تشيح بيدها نفيا تدعي الخوف
- كلا كلا انا امزح
قالت ندى وهي تقطب جبينها
- ترى مالذي يريده حازم
تجاهلت نور سؤالها بتعمد وقلبها يعود ليفقد دقاته من جديد لتسألها ببرائة زائفة
- والان هل ستعدين القهوه ام اعدها انا
اجابت ندى بسرعه وهي تندفع تبحث عن دلو القهوه
- تجرائي وافعليها كل ما يخص احمد حبيبي اصبح من شاني
تغير مجرى الحديث بثانية لتتنهد نور براحه فهي لا تريد التتطرق بالحديث عن حازم
............................................................ ....................................
عند خروج حازم بوقت قصير طلبها والدها ليتكلم معها قليلا .. دخلت وهي تبتسم برقة اقتربت تجلس بجوار والدها وهي تقبل وجنته وتقول
- لقد طلبت ان تتكلم معي ابي ..
اومأ وهو ينظر لها بحنان
- اجل يا ابنتي انت تعرفين ان الدنيا لم تتوقف عندما تم فسخ خطبتك من محمد كما واني لم اسألك عن سببه فانا اثق بك كثيرا
اومأت وهي تبتلع ريقها بصعوبه فهاقد اتت اللحظة التي كانت تخشاها فعندما علمو بموضوع فك الارتباط بينهما لم يسال والدها عن السبب فقط اكتفى بالقول
- كل شي بنصيب
احمد وحسن لم يتدخلا بعد كلام والدهما بل لاذا بالصمت وكأنهما كانا على علم برفضها له وعدم تقبله بحياتها .. كانت والدتها هي الوحيدة التي تسالها باستمرار عن سبب الانفصال وكانت نور تجيبها ثبات
- لم نتفق امي انه شيء عادي يحصل للكثيرين
لتجيبها بنفاذ صبر وهي تلوي شفتها
- لكن لكل شيء سبب لقد كنتما باحسن حال قبل الحادث فما الذي تغير
اجابتها بهدوء
- ها انت قلتيها قبل الحادث .. ولقد تغير يا امي افهميني ارجوك الم يقل سيدنا محمد صل الله عليه وسلم (( إن القلوبَ بين إصبعين من أصابع الرحمن، يُقلِّبها كيف يشاءُ ))
اومات براسها وهي توافقها مضطرة وغير مقتنعه ليتم غلق اي حوار او اي امر يخص محمد وعائلة الى الابد عادت من شرودها على صوت ابيها وهو يسالها
- مارايك بحازم يابنتي
نظرت لوالدها بدهشه وهي ترمش باهدابها الطويلة بارتباك وخجل بينما قلبها بدا بالخفقان وهي تقول بتعلثم
- ما.. ماالذي تقصده ابي
اجابها بصبر وهو يرمقها بامعان
- اقصد ما رايك به كرجل
اجابت بخجل ووجهها يتوهج احمراراً
- حسناً ابي هو ..هو انسان جيد و شاب طموح بارا بوالدته محبا لشقيقته
قال والدها بهدوء
- لقد طلب يدك اليوم وانا قد وافقت فما رائيك
تبعثرة دقات قلبها يمينا ويسارا هربت الكلمات من شفتيها لا تعرف ما تقول ماهو الشعور الذي احست به هل هي السعادة التي طالما حلمت بها .. حازم فارس احلامها ومهلكها ومعذبها الاول والاخير .. حازم من ملك قلبها وعقلها وشغل بالها واطار النوم من عينيها ايام وليالٍ طويلة هل من المعقول ان يتحقق ما كانت تدعوه وترجو طال صمتها وامواج من الافكار تتقاذفها من كل حدب وصوب ليحثها والدها على الكلام
- اذن ...
قالت بصوت خافت وهامس
- انا لا افكر بالزواج الان ابي
اجاب والدها
- لكنك لا ترفضين حازم بالذات اليس كذالك
اومات بسرعه وهي تنظر له بعينين لامعتين
قال والدها
- يا بنتي الزواج سنة الحياة وانت سوف تتزوجين عاجلا ام اجلا وحازم شاب جيد وله مستقبل بالاضافة الى اننا نعرفه منذ فترة طويله وانا ارى ان توافقي , كما واني وعدته بالموافقة فماذا تقولين
صمتت وهي تفكر فيما يقوله والدها لما التردد اليس هذا ما كانت تتوق له وترغب به منذ سنين طويلة قالت بهدوء
- اريد ان اصلي الاستحارة ابي
ابتسم والدها وهو يقبل جبينها ويقول
- احسنت حبيبتي صل الاستخارة ثم قرري بما تشائين ارجو ان يكتب الله لك الخير
............................................................ ......................................................
اكملت صلاتها وهي مرتاحة البال كانت تجلس على فراشها شاردة الذهن تنظر الى نقطه وهميه في الحائط .. عندما سمعت صوت الباب يطرق بخفوت وصوت ندى تستأذنها بالدخول .. سمحت لها بذلك لتدخل ندى وهي تبتسم بفرحة
- اذن هل نقول مبارك
احمرت نور خجلا وقالت
- لست ادري ندى انا حائرة
قطبت ندى وهي تجلس قربها
- ماذا هناك نور لما الحيرة
اجابت وهي تنظر الى الجهه الاخر متحاشيه النظر لندى
- اخشى ان التسرع باتخاذ هذه الخطوة فكما تعلمين حازم كان يحب ياسمين .....
قاطعتها ندى بسرعه وهي تقول مؤكدة
- كلا نور انا متاكده جدا ان حازم لم يكن يحبها صدقيني
نظرت لها نور ولم تجبها بشيء لتعود لدوامة التفكير من جديد وهي تقول بصوت هامس متالم وكأنها تخاطب نفسها
- اذن لما قام بخطبتها من الاساس
اجابت ندى بغموض
- لديه اسبابه الوجيه نور ربما يوما ما يقوم هو بسرد كل ما حصل لك
............................................................ ............................................
بعد عدة ايام كانت نور تجلس مع والدها وهي يسالها عن جوابها للمرة الثانية قالت بهمس خجل
- افعل ما ترغب به ابي
لياتيها صوت والدها مؤكدا للمرة الثانية
- وانا موافق جدا اذن هل اقول له ان يتقدم بشكل رسمي
اومات بصمت وخفقاتها تتعالى لتصم اذنيها وهي تسارع بالنهوض والهرب من نظرات والدها السعيدة وزغاريد والدتها التي ملاءت ارجاء المنزل
دخلت غرفتها وهي تغلق الباب وعلى شفتيها ابتسامة سعادة لكن سرعان ما اختفت وهي مقطبة الجبين همست بصوت جاف
- حتى لو وافقت على الزواج منك حتى لو كنت احبك واهيم بك عشقا هذا لن يمنع ان اقوم بمعاقبتك بطريقتي الخاصة على كل ما اقترفته بحقي على مدى السنين الماضية
عادت لها ابتسامتها من جديد وهي تتوجه لتلقي نفسها على الفراش وهي تلوي خصلة من شعرها العسلي باصبعها وعيناها تلتمع بثقة
............................................................ ........................................
كان حازم يعيش في حالة عصبية جداً .. يترقب نتيجة قرارها بلهفة وخوف .. يتسأئل ماهو ردها .. الهي هل من الممكن ان ترفض احس بالاختناق فجأة وكأن الهواء قد سحب من رئتيه .. لا يعرف مالذي ممكن ان يفعله لو رفضت الزواج منه . هل يخطفها ام يحبسها ام يهددها الاف الافكار عبثت براسه .. توتره وعصبيته انعكست حتى في العمل فلم يكن يفعل شيئاً في المكتب غير الجلوس وانتظار مكالمة من ابيها .. وكأنه طالب ثانويه ينتظر ظهور نتيجته بخوف .. حتى نور امتنعت عن الحضور الى الشركة منذ ان طلب يدها .. كأنها تتعمد ذلك .. فرك جبينه بتعب وهو يتمتم بحدة
- لقد مضى يومان هل يتطلب الامر كل ذلك الوقت للتفكير
عندما اتصل به رأفت في اليوم التالي لم يصدق اذنيه وهو يستمع اليه وهو يخبره قرار موافقتها .. طلب حازم بسرعة موعدا لياتي ويطلب يدها بشكل رسمي كأنه يخشى ان تغير رأيها باية دقيقة ..
في الايام التي تلت كانت نور باجازه مفتوحة لتجهز كل ما هو ضروري لاجراءات الخطبة فقد تم الاتفاق على جعل الخطبة وعقد القران بيوم واحد وقد كان ...
كانت نور تجلس تحت يد خبيرة التجميل التي كانت تقوم بوضع لمساتها على وجه نور ..تذكرت اليوم الذي اتى به ليخطبها كان قلبها يخفق بشدة لدرجه مؤلمة وهي تتقدم بخطوات خجولة ومتمهلة وهي ترتدي فستانا احمر اللون زاد من توهج وحنتيها واظهار بياض بشرتها القشدية .. تحمل بيدها صينية الضيافة وهي مسبلة الاهداب وصلت لحازم وهي تنحني قليلا لتقدم له العصير لتسمه همسه الخافت وهو يقول بوقاحة زادت من توهج وجهها الفاتن
- تبدين جميلة جدا صغيرتي
اعتدلت بسرعه وهي تسرع الخطى بالخروج وقلبها يزداد تضخما وحبا به وهي ترسم على شفتيها ابتسامة رقيقة .. عادت من شرودها على صوت خبيرة التجميل وهي تخبرها بانها قد انتهت وقفت نور تنظر لانعكاسها بالمرآة وقد دهشت من التغير الذي حصل لها
فقد زاد الكحل الاسود من زرقة عينيها بينما منحها احمر الشفاه اغراء فوق اغراء شفتيها المكتنزتين ..اما شعرها كان حكاية اخرى صفف بطريقة ناعمه فقد رفع مقدمته الى الاعلى بينما انساب الباقي على جانبيها بتموجات عسلية ساحرة وصلت الى نهاية خصرها المنحوت .. وما زادها فتنه هو فستانها الحريري الازرق الذي نافس زرقة عينيها .. كان له حمالتان رفيعتان على الكتفين تظهر بسخاء بياض بشرتها الناعم وهو يوازي نعومة الاطفال بملمسه الحريري قلبها خفق بشدة وتوهج وجهها بحمرة لذيذة وهي تتخيل نظراته ما ان يراها بهكذا فستان وبهذه الزينة التي تضعها لاول مرة في حياتها فهي ابدا لم تحتاج الى مستحضرات التجميل فهي كانت ملفتة النظر بطبيعتها وجمالها المتوهج ..
دخلت والدتها تليها ندى ومريم اللتان كانتا تشعان فرحة وسعادة .. خاصة مريم التي كانت تعرف بقصة حبها الصامت الذي عانت لسنين طويلة منه .. قامت والدتها بقراءة بعض الايات القرآنية لرقيتها من الحسد فيما كانت ندى و مريم تتهامسان وتبتسمان لخجلها ..
............................................................ .................................................
لم يصدق انها اصبحت زوجته قبل عدة لحظات .. اليوم يشعر بالفرحة الحقيقية التي ابدا لم يشعر بها مع ياسمين او اي امراة اخرى .. انه الحب همس بها داخله وهو يتوق لرؤيتها اه كم يعشق ذاك البريق المشتعل من عينيها وكم بات يدمن ذاك الغرور و العنادة الذي تظهره ما ان تراه ...
تم عقد القرآن في المنزل بناءأً على طلبها هي اميرة وحبيبته ليكون كل شي كما تريد وكما تحب حتى شبكتها لم تختاره معقدا ومتكلفاً كل شي رقيق وبسيط مثلها .. كان يلح عليها شراء كل ما ترغب من مصوغات ومجوهرات لكنها رفضت بهمس صارم وهي موردة الوجه من شدة خجلها الشيء الذي اطار صوابه وهو يدعو الله ان تمضي الايام بسرعة ويسر لاتمام عقد القران وازالة كل عائق بينهما فهو يتوق لتذوق تلك الشفاه التي مهما ارتوى منها يبقى متعطشان للمزيد والمزيد ...
تعالت الزغاريد والمباركات وهو يسمع السيد رافت يدعوه للدخول الى زوجته لكي يلباسها الشبكة وقف وقلبه ينبض بعنف وهو يهم بالتوجه الى الغرفة المجاورة لصالة الضيوف فقد تم تزينها واعدادها خصيصا للنساء .. دخل وقلبه متوثب للقاءها ليقف فاغرا فاهه امام هذه الحورية الجالسة باستيحاء وخجل جالت عيناه عليها ببطئ وهو يزدراء لعابه كل شيء فيها مثالي الى حد الوجع ..جسدها الرقيق الغض المكتمل الانوثه شفتيها الشهية التي لم ينسى مذاقها لحد الان .. شعرها وااااه من شعرها الحريري المتساقط كشلال من العسل المصفى ليلامس الاريكة التي تجلس عليها تقدم بخطوات واثقة وعيناه لا تحيدان عنها .. جلس قربها لا بل ملاصقا لها وهو يمسك راسها ويقبل جبينها بقوة ويستنشق عطرها بعمق افقدة القدرة على النطق.. احس بصعقة قوية تزلزل كيانه وهو يلتمس رقة ونعومة بشرتها لاول مرة .. لا يعلم كيف البسها شبكتها بغباء وبلاهه و بمساعدة والدته التي لم توفر جهدا لا خفاء سعادتها التي طالما انتظرتها منذ سنين .
مالذي دهاه هذا ما قالته نور بسرها وهي تنظر له على استيحاء من بين اهدابها الطويلة يتلكأ ولا يعرف كيف يلبسها شبكتها وكأنه يستمتع بخجلها .. عندما قبلها احست بارتعاشة اصابت قلبها بقوة فانتفض له سائر جسدها بينما قلبها يخفق بضربات لم تعرف لها مثيلا بحياتها .. كم تحبه وتعشقه لكنها لن تظهر له ذلك ابدا .. لقد وعدت نفسها باخذ ثائرها منه وستفي بذلك ...
عند انهاء الحفل وخلو المنزل من الضيوف والضجيج .. كانت نور لازالت تجلس في غرفة الضيوف وهي تتكلم مع مريم وندى وهما تتحدثان وتمازحانها بمرح ..دخل حسن وهو يوجه كلامه لنور
- نور حازم رغب بالتحدث معك قليلا .. نظرت له ببلاهة كأنها لا تستوعب كلامه بينما خفقاتها بدات تقرع كطبول الحرب وهي تبتلع ريقها الجاف بصعوبه .. نظرت الى مريم وندى اللتان ماان سمعتا بهذا الكلام حتى توجهتا الى الخارج قالت نور بهمس
- ندى لا تذهب وتتركيني وحدي
اجابت ندى وهي تغمز بشقاوة
- لا استطيع حبيبتي هل تريدين ان يقتلي حازم بسببك ثم انت زوجته ومن حقه ان يجلس معك قليلا
تقطعت انفاسها بارتباك وهي تلمحه يدخل بهدوء ويغلق الباب خلفه
اطرقت راسها ارضا وهي تسمع وقع خطواته على البلاط تقترب منها ببطئ شديد ليقف امامها مباشرة طال الصمت بينهما تململت بجلستها بارتباك وهي تتجراء وترفع وجهها لتفاجاء بتلك النظرات الدافئة والجياشة التي تنبعث من عينيه التي تحولتا الى بحيرتان من القهوة السائلة وهي تلتمع بشدة تعالت ضرباتها وتورد وجهها وهي تطرق راسها مرة اخرى..
ارتباكها ارتعاشة يديها جلستها المتملمة .. بعث لقلبه الملتاع الما شديدا حتى اعتقد ان قلبه سيتوقف من شدة سعادة .. امسك كتفيها المرمريتان يساعدها على الوقوف امامه ليفاجأ بمدى نعومة بشرتها تحت ملمس يده الخشنة
بقيت مطرقة الراس لا تقوى على النظر لوجهه الوسيم .. امسك ذقنها الصغير باصابعه وهو يرفع وجهها لتتلاقى عيناهما وهما تتكلمان بدون صوت .. تبعثان بلهيب مشتعل يخترق قلبيهما معا ً .. احتضن وجنتيها برقة وهو يدنو منها ليقبل جبينها بعمق مغمض العينين .. يستنشق هذا الاريج العطر الذي يفوح منها للتخم انفاسه .. تاوه بصوت خافت لتنتقل قبلاته الى عينيها تجمدت مكانها وكانها لفت بسحر غامض انفاسه العطرة وقربه الخطر بهذه الطريقة شتت تركيزها لوهلة .. اقترب يقبلها من شفتيها .. شيئا ما صرخ داخلها لينبهها ايتها البلهاء اين وعدك الذي قطعتيه لنفسك .. باغتته وهي تسرع الخطى وتبتعد عن مرمى يديه المرتخيتان لتتوجه ناحية الباب وهي تمسك بمقبضه وعينها تلتمع بعناد
قال بصوت محذر
- تعالي هنا نور لم اقل لك ما جاءت من اجله
رفعت حاجبيها بتحدي بينما قلبها يخفق بجنون وهي تقول بانفاس متلاحقة
- كلا لن اتي قل ما تريد وانا هنا
اجاب بغيض
- تعالي هنا نور هزت راسها لينتشر شعرها حولها بهمجية اسرة عيناه فبدات اية من الجمال المتدفق
لم يأت بحركة وهو ينظر لها بعمق لا يصدق بانه كان اعمى البصيرة لتلك الدرجة كيف لم ينتبه لها منذ البداية كيف كان يعاملها بجفاف ولامبالاة الان ادرك انه يستحق لقب مغفل واحمق بجدارة
استيقظ من شروده على صوت حسن وهو يطرق الباب يستاذن بالدخول لتسارع نور بالجلوس في المقعد المجاور لها بسرعة
جز على نواجذه وهو يتمتم بحدة ( لم يكن وقتك الان حسن ) توعدها بهمس خافت اين ستهربين نور وكل الطرق تؤدي الى ..
............................................................ .................................................
كانت تجلس بمكتبها وهي منكبة على حاسوبها تعمل بتركيز فقد تراكم العمل في الايام التي قضتها بالمنزل لذلك كانت تحاول جهدها لأنهاء ما عليها .. دخل فاجأة ووجهه الوسيم يعلوها ابتسامة شقية اغلق الباب وهو يتقدم منها ببطئ نظراته تلتهما التهاما يمنع نفسه بصعوبة من ان يسحبها من ذراعها ويغرقها بين ثناياه.. رفعت حاجبيها ببرود بينما دقات قلبها بدات بالعدو كعادتها كلما راته وهو بهذه الوسامة المفرطة يرتدي بدلة انيقة من غير ربطة عنق دائما كان مختلفاً حتى في طريقة لبسه ايضا بينما رائحة عطره تبعثر دقات قلبها وتشتت تركيزه .. قالت بصوت جليدي هادئ
- نعم سيد حازم هل من خدمه
استشاط غيضا من لهجتها الرسمية وهو يتقدم للامام ويجلس على طرف مكتبها ليقول بتمهل
- سيد اممممم هل هناك زوجة تقول لزوجها سيد
اجابت بتحدي وهي تنظر له بعينان تلتمعان اصرارا ووجه متوهج احمرارا
- نحن بمكان عمل واتذكر انك قلت لا يجب ان نخلط الامور الشخصية بالعمل اليس كذاك ؟
انحنى ليقترب منها اكثر وهو يضع يديه على جانبي المقعد الذي تجلس عليه ليحاصرها بتعمد مستفز وهو يقول بصوت هامس
- هناك دائما استثناءات بالاضافة الى ذلك انا المدير وبيدي كل شيء
عادت الى الخلف وهي تحبس انفاسها و تنظر له بارتباك شديد بينما زحف الاحمرار لوجنتيها ببطئ قالت له بنفس صوته الهامس
- ارجوك ابتعد قد يدخل احد ما ويراك بهذه الوضع
اجاب بثقه وهو يسحب مقعدها تجاهه
- لن يتجراء احد على الدخول كما اني قد قمت بقفله بالمفتاح حبيبتي
شهقت برقة وهي تضع يدها على صدرها لتهدء من وقع نبضاتها التي لا تهدا ابدا .. تتخيل ما قد يقال عنها اذا علم احد ما بهذا التصرف الوقح قالت باعتراض وحده
- ارجوك ابتعد
لكن كلماتها ذهبت ادراج الريح وهو يلتهم شفتيها بقبلة افقدتها القدرة على الاتيان باي حركة بقيت عدة دقائق وهي متفاجاة من تصرفة الجريء لتتدارك نفسها اخيراً وهي تحاول تخليص شفتيها من وحشية شفتيه لكنه لم يسمح لها بذلك وهو يقوم برفعها من الكرسي كدمية صغيرة لتقف امامه أحتضن خصرها كالقيود .. تحولت قبلة الجامحه الى اخرى متمهلة ورقيقة رفعت يديها الصغيرة لتبعده عنها لكنها لم تستطع كانت اشبه بالعصفورة الصغيرة التي وقعت في الشباك .... تركها بعد مدة طويله بشفاه منتفخة ووجنتان موردتان .. وهو ينظر لها بعينان غائمتان بالمشاعر الجياشة اسند جبينه على جبينها وهو يتنفس بصعوبة بينما جاهدت نور لاستعادة توازنها وهي ترجع الى الوراء وتبتعد عنه بخجل تركها وهو مرغم على ذلك فهو يعرف ان تمادى اكثر مالذي سيحدث له ولها .. اخيرا سمع همسها الخافت وهي مطرقة الراس تتحاشى النظر له
- ارجوك غادر الان لا اريد لاحد ان يتكلم عني بكلام سيء
هتف بشراسة مفاجأة
- ومن يتجرأ على ذلك
ليستطرد كلامه بعد فترة قصيرة من الصمت وهو يقف ويمرر اصابعه بطيات شعره يعرف تماما انها محقه فيما تقوله لكن ليس بيده فما ان يراها حتى يفقد السيطرة على مشاعرة .. تبا يجب ان يسرع بالزواج والا ستكون الايام القادمة صعبة جدا
- ساذهب الان وانت لا تغادري انا ساوصلك الى المنزل
همت بالاعتراض الا انه رفع يده ليقاطعها بصرامة وهو يقول
- هذا امر مفروغ منه نور كما واني قد استاذنت والدك بذلك ام انك تريدين ان تعصي اوامر والدك ايضا
غمز لها بخفه وهو يخرج من المكتب اسد متكاسل التهم وجبة دسمة..
............................................................ .......................................
تقف امام المرآة تتطلع لزينتها الهادئة .. وفستان زفافها المتسع المصنوع من الحرير وطيات الشيفون كان محتشم لا يظهر شيئا من مفاتن جسدها بينما طرحتها الطويلة الكلاسيكية تعطيها مظهراً ساحراً , فهكذا قد حذرها مراراً على عدم الشراء الا بعد ان تصفه له بدقة وكم عانت من تزمته وعناده الى ان استقر رائيه على هذا الفستان .. محمد ... همست اسمه بحب وهي تبتسم و تتذكر ما حدث قبل عدة اسابيع عندما فأجئها والدها وهم يجلسون حول المائدة يتناولون طعام الغداء كانت لاتزال حزينه ومتجهمة , وجهها شاحب وعيناها غائرتان تقلب الطعام بالملعقه وهي شاردة
- هل تعلمين من زارني اليوم وطلب يدك مني ؟
نظرت له بعينان ذابلتان وهي تقول بصوت مبحوح
- لا اريد ان اعرف كما اني لا افكر بالزواج ابي
قال والدها بهدوء وهو ينظر لها بامعان
- انه محمد
نظرت له بعينان ميتتان لا روح فيهما وهي تقول له
- وانا قلت لك ابي لا اريد الزواج
اجاب والدها بثقة واصرار
- لقد وافقت على طلبه وسياتي مع عائلته لطلب يدك بشكل رسمي
انتابها الم حاد بقلبها وهي تنظر له بعينان تلتمعان بدموع حبيسة
وقفت بسرعه ومن شدة ارتباكها انقلب قدح الماء على الطاولة ..سارعت سلمى باخذ الفوطه وتنشيف المائدة وهي تقول بتعلثم
- لا باس حبيبتي لاتهتمي خيراً ان شاءلله
لم تتمالك نفسها وهي تتراجع الى الوراء و تقول بصوت هامس
- اسمحا لي
اندفعت تسرع الخطى الى حجرتها وجسدها ينتفض بشدة
تذكر جيداً اليوم الذي جاء فيه لخطبتها عندما رفضت الخروج لاستقبالهم وعينها منتفختان من البكاء .. لكنها رضخت تحت الحاح ابيها وسلمى
دلفت الى الصالة وهي تعتزم على التكلم معهم بصراحة انها لا تفكر بالزواج وليحصل ما يحصل
ارتدث ثيابا سوداء تنم عما تشعر به من حزن عميق .. لم تضع مستحضرات للتجميل كانت شاحبه الوجه تعقد حاجبيها بغضب .. رفعت ناظريها لتراه امامها ... وقفت ذاهله تتطلع اليه ببلاهه كان يجلس باريحية و على وجهه ابتسامة هادئة يتكلم مع ابيها .. لكنه صمت وهو يقف بسرعه عندما احس بدخولها .. كم بدى لها وسيماً ورائعاً .. انتفض قلبها يهدر بعنف بينما تصاعد الاحمرار الى وجنتيها الشاحبتان وكانها ارض ارتوت بمياه المطر .. والدها كان يراقب تعبيرات وجهها بدقه وهو يبتسم بحنان .. لقد شعر بها منذ البداية عرف ان ابنته تحب هذا الشخص الغريب ولكم حاول منعها وصدها لكن يبدو ان للقدر تدابير اخرى
ابتسمت وهي تذكر كيف اخبرها عن نور وعن سب غيابه عندما انفرد بها لاول مرة بعد عقد قرانهما حين عاتبته على تركها طوال تلك المدة
- كان يجب ان اذهب ساره لاتخلص من كل الامور العالقة
نظرت له باستغراب ليؤكد لها
- اجل امور عالقة كخطبتي من نور
لم تستطع منع ظهور نظرات الغيرة التي تأكلتها ما ان نطق باسمها .. يبدو وكأنه احس بها فاسرع يقول لها بثقة وحب
- لكنني ابدا لم احبها لقد تأكدت من ذلك فما ان عدت حتى ذهبت لرؤيتها للتحدث معها بهذا الامر .
قالت له بغيرة واضحة
- واين تكلمت معها
اجاب بابتسامة هادئة رفرف قلبها له وهو ييزيح ما بينهما من خطوات ويجلس ملاصقا لها يحتضن خصرها ويقربها من صدره القوي
- لاتفكري بذلك ولا تشغلي بالك بتلك الامور التافهه المهم هو مايحصل الان انتِ لي وانا لك ولن يفرق بيننا شيء ان شاءلله
توردت وجنتاها بشده وهي تخفض راسها بخجل ..لكنه لم يسمح لخجلها ان يقف عائقا بينهما رفع وجهها الرقيق وهو يهمس امام شفتيها بحب
- احبك ساره حبا لا اتصور ان قلبي يستطيع تحمله او لساني يستطيع ترجمته لك مهما وصفته فلا تشكِ بحبي لك ابدا مفهوم
اومات وهي تنظر له بعينان لامعتان بلونهما الغريب الذي يعشقه هبط يقبل عينيها برقه وهي مستسلمة له مستشعرة دفئه وحنانه وقلبها ينبض حبا له ...
............................................................ .................................................
استفاقت من شرودها على صوت سلمى وهي تحثها الى النزول واستقبال عريسها الذي ينتظرها بلهفة... وقفت تنظر له وهو يتقدم باتجاهها بخطوات واثقة و رجولية ... انتفض قلبها يهدر بعنف كان يرتدي بدلة سوداء مع ربطة للعنق باللون الكحلي لحية المشذبة زادته وسامة ... يبتسم لها برقة وعيناه مثبته عليها يرسل لها شرارا دافئة احتوتها وكأنها تميمتها التي تحميها وتشعرها دائما بالامان , سلمها له والدها يوصيه بها خيراً ومحمد يكاد يطير فرحا ًوهو ينظر لراسها المنحني بخجل فطري ليرد علية بصوت رجوليٍ واثق
- لا داعي لتوصيني بها عمي سأحافظ عليها واحميها بحياتي ان شاءلله .
عندما لمست يده الدافئة اصابعها الباردة .. احست بشعور رائع , شعور لايمكن ان تصفه كل ما تعرفه هو ان هذا الرجل هو زوجها وحبيبها وملاذها الامن ..
كان العروسان يرقصان على انغام الموسيقى الهادئة والانارة الخافتة .. بعضهم من كان سعيدا لاجلهما و البعض الاخر ينظر بنظرات حاسده .. واخرون لا يبالون بشيء غير المراقبة بصمت .. كانت تقف في ركن بعيد نسبياً هرباً من عيون النسوة وثرثرتهم التي لا تنتهي .. متوهجة الوجه وسعيدة جداً من اجلها فهي ليست ابنة خالها فقط بل اختها وصديقتها وتؤم روحها .. ارتدت سلمى فستانا حريرياً بسيطاً بلون العسل يضيق من اعلى الصدر ويبدأ بالتوسع بدا من الخصر يصل الى مستوى ركبتيها .. مع حذاء بسيط دون كعب مرتفع .. كانت تبدو كطفلة صغيرة تضج شقاوة .. ياالهي لما اراها جميلة ومختلفة هكذا!! مالذي يميزها ويجعلنني منجذب لها بهذا الشكل ؟! تمتم طارق بهذه الكلمات وهو يتقدم نحوها باصرار فقد عرف ان اسمها سلمى وهي تكون ابنة اخت السيد خليل
- مرحباً
قطبت وهي تنظر ناحيته بفضول .. بدى له انها لم تتذكره .. لاذت بالصمت وهي تعاود النظر مرة اخرى الى العروسان .. اكمل بالالحاح
- كيف حالك
لم تقل شيئاً وهي تدعي اللامبالاة ..لتسمعه يضيف بمكر
- العقبى لك سلمى
--------------
نظرت له بسرعه وهي متسعة العينين تتسائل بريبة
- كيف عرفت اسمي ؟
رفع حاجبيه بغرور وقال
- انا اعرف ما اريد بكل سهولة
ادارت وجهها الى الناحية الاخرى وهي تكاد تشد شعرها من بروده ولا مبالاته تمتمت بخفوف
- بليد
قال لها وهو يقرب راسه منها
- ماذا !!
زفرت بضيق وهي تبتعد خطوتين عنه .. لكنه لم يهتم وهو يقترب منها بتسلية .. قالت له بنفذا صبر
- نعم ؟ ماذا تريد ؟ المكان واسع امامك ..لما تصر على ملاحقتي ايها السيد
قاطعها بمكر
- طارق لاتقولي انك نسيت اسمي فانا لا انسى بسهولة
لوت شفتيها وهي تقول تتصنع الامبالاة
- وما شأني انا لاعرف اسمك .. ثم هل تعلم شيئاً ؟ انا التي ساترك لك المكان فلتهنئ به
اتجهت لتقف في مكان اخر بسرعة ودون ان تنتظر رده .. ما ان ابتعدت عنه حتى لاحت ابتسامة ناعمة على شفتيها الصغيرتين بينما قلبها بدأ بالخفقان بقوة لم يعهدها سابقاً ... تمتم طارق وهو ينظر لها بدهشة
- لقد تركتني وذهبت !!
اختفت دهشته لتحل محلها نظرة متوعدة ودافئة
- حسنا دميتي الصغيرة سنرى من يفوز اخير ...
............................................................ .................................................
دلفا الى شقتهما الخاصة التي اشتراها محمد قريبة من منزل والديه ليكون دائم القرب منهما .. لم تكن ساره تمانع السكن معهما لكن والدته اصرت على ان يتخذ لهما شقة خاصة ... وافق محمد بعد الحاح شديد منهما ... كانت شقة جميلة و حميمية ..صالة كبيرة نوعا ما مؤثثة باثاث كلاسكي حديث مع اربع غرف عندما سألته ببرائة عن السبب .. مازحها وهو يقول
- الاولى لنا والثانية للضيوف اما البقية فلاولادنا القادمين
سمعت وقع خطوات محمد تقترب منها كانت تشعر بالارتباك والخجل وهي تقف في منتصف الصالة .. اصابعها الباردة متشابكة بتوتر ... قلبها يخفق بشدة مطرقت الراس .. احست بذراعيه تحتضن خصرها وهو يقربها منه ويهمس قرب اذنها
- مبارك حبيبتي
اجابت بارتباك وخفوت حتى انه لم يسمعها جيدا لشدة خجلها
امسك ذقنها يرفعه وهو ينظر لعينيها بعمق ...عيناه كانتا مشعتين ببريق خطف انفاسها نظرت له وهي هائمة غارقة ببحورهما ...تعشقه لاتصدق الى هذه اللحظة بانها اصبحت زوجته .. سمعته يقول بصوت هامس
- فليقدرني الله على اسعادك .. انا اعلم ان الحياة الزوجية ستكون فيها مشاكل وشداً وجذب لكن تاكدي اننا نستطيع التغلب على كل ذلك بقوة حبنا .. اليس كذلك حبيبتي ؟؟
اومات بخجل وهي تشعر ان قلبها قد تضخم ويتشبع من حب هذا الرجل العظيم الماثل امامها .. قال برقة وهو يمسك يدها يحثها على السير
-هيا حبيبتي غيري ملابسك لنصلي ركعتين لكي يبارك الله هذا الزواج
اومأت وهي تدلف الى غرفته النوم .. تركها كي تاخذ راحتها بارتداء ملابسها فهو يعلم مقدار خجلها وارتباكها نظر لها بحب وهي تدخل وتغلق الباب خلفها ليتوجه هو الاخر لتغير ملابسه في الغرفة المجاورة
بعد ان انتهيا من الصلاة وقراءة الدعاء المأثور بليلة الزفاف نظرلها بعينان داكنتان متلهفتان وقال برقة
- هل ستجلسين هكذا باسدال الصلاة
احمرت وجنتاها بشدة فيما خفق قلبها مجددا .. لاتستطيع ان تتخيله يراها ترتدي مثل هكذا قميص للنوم .. كان ذهبي اللون قصير جدا وله فتحة للصدر واسعة تظهر اكثر مما تخفي اصرت سلمى على ان تشتريه وترتديه في ليلة زفافها وافقت تحت ضغطها والحاحها ..والان فقط تشعر بالندم.. قال محمد بمكر
- هيا حبيبتي انزعي عنك اسدال الصلاة اما اقوم انا بهذه المهمة
ابتعدة قليلا وهي تقول بسرعة
- لا ..لا ..لاداعي لذلك انا سافعل
بقي واقفا ينظر لها بحب وهي تنزعه عنها ببطئ وخجل ليقف مبهورا من جمالها الخلاب الذي سلب لبه..قال بصوت متحشرج وهو يقترب منها ليحيط خصرها بذراعيه
- هل كنت تريدين منعي عن رؤية هذا الجمال
اطرقت راسها بخجل لكنه لم يمهلها كثيرا اذ رفع وجهها المورد يرتشف من حبها جرعات ليرتوي منها حد الثمالة ... تفاجئت من فيض المشاعر المتدفقة والمتعطشة التي احتارت كيف تستقبلها وهو يكتسحها بهذا الشكل الهادر .. غرقت سارة ببحور عشقة الامتناهي وهو يحتضنها بين ذراعيه ليبدا بعد ذلك اول خطوة بحياتهم الزوجية المليئة بالحب والتفاهم والاهم من ذلك ..المودة والصلة والرضا
.............................................
نهاية الفصل

 
 

 

عرض البوم صور نجمه الصباح   رد مع اقتباس
قديم 22-10-16, 09:38 PM   المشاركة رقم: 40
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Nov 2015
العضوية: 306524
المشاركات: 33
الجنس أنثى
معدل التقييم: نجمه الصباح عضو له عدد لاباس به من النقاطنجمه الصباح عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 115

االدولة
البلدIraq
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نجمه الصباح غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نجمه الصباح المنتدى : رومانسيات عربية - القصص المكتملة
افتراضي رد: رواية .. خفقات هاربة .. بقلمي .. رقية سعيد .. الفصل الثاني عشر

 

الفصل الخامس عشر مع الخاتمة
.............................................


الفصل الخامس عشر:
ان يراها كل يوم امامه في المكتب .. تعامله بكل هذا البرود واللامبالاة المتعمدة هذا ما لم يستطع ان يتحمله ..
تنهد بضيق وهو يتمدد على الاريكة الجلدية الموجودة في مكتبة بعد ان تخلص من سترته وربطة العنق الخانقة ... شمرا عن ساعديه وهو غارق في التفكير بتلك القابعة في الغرفة المجاورة له قريبة منه في المكان بعيداً عنه كالحلم .. لا يستطيع الصبر اكثر من ذلك يجب ان يجد حلا وبسرعة ...سمع طرقات على الباب ثم صوته وهو يفتح بعد عدة دقاق .. بقي مغمض العينين غير مبالي بمعرفة من يكون.. لتدخل نور على مهل تحمل بيديها عدة ملفات ما ان راته وهو نصف ممد .. حتى احست بالخجل الشديد .. سمع صوتها الناعم ينساب الى اذنية لينتقل الى خلايا عقله لتتوثب حواسه بسرعة ... فتح عينيه بلهفة واعتدل بجلسته
-قالت نور بتعلثم وهي تشير الى الملفات التي تحملها
- لقد اردت ان اعطيها لسكرتيرتك لكنها لم تكن موجودة
نظر لملامحها الفاتنة بتمهل وهو يقول بخفوت وكأنه ان رفع صوته ستختفي من أمامهُ
- لقد ارسلتها لتطبع اوراق مهمة
تنحنحت وهي تضع ما تحمل على المكتب ..ثم قالت وهي تستدير لتنصرف
- انا سأذهب عن اذنك
هب واقفا كأنه استيقظ من حلم جميل
- انتظري قليلا نور
اجابت ارتباك وهي تتحاشى النظر اليه
- نعم ماذا هناك ؟!
وقف وهو يتجه نحوها بهدوء كانه فهد مفترس يتربص بطريدته
- سوف اتكلم مع والدك اليوم لتحديد الزفاف
نظرت له بسرعة وهي ترمش بعينيها
- لايزال الوقت مبكرا كما اني لم اجهز بعد كل المستلزمات الخاصة بالزواج
قال بحدة وصرامة
- المستلزمات التي تتكلمين عنها كلها اشياء ثانوية نستطيع شرائها بيومين او ثلاثة او حتى بعد الزواج .. لكن انا لا استطيع الانتظار نور
قالت بتعجب
- ولما لا تستطيع الانتظار!!
اجاب بنفس الصرامة
- اريد زوجتي بمنزلي كما وانني لست صغيرا في السن وارغب بتكوين عائلة هل هذا سبب مقنع
احست بالخيبة عند سماعها لكلماته الباردة .. ارادته ان يقول لانني احبك لانني احتاجك بقربي لكنه ابدا لم ولن ينطقها دائماً يراودها شعوراها بأنه قد تزوجها فقط لانه يعرف عائلتها فقال بسره فتاة جميلة واخلاقها عالية وهي امامه طيلة الوقت فلما يتعب نفسه بأيجاد زوجه وهي متوفرة بين يديه واهلها لن يرفضو بالتأكيد ... تسلل اليها الغضب بسرعة لتنفجر بوجهه وهي تعقد ذراعيها على صدرها و تقول بعينان تبرقان تحدياً ..
- وانا لا اوافق الا اذ اتممت جميع التجهيزات وعلى مهل دون الاستعجال
نظر لها بغيض وهو يقول بصوت خافت وصارم بعثت الارتعاشة الى قلبها
- سيحصل نور وسترين
اجابت بتحدي زائف
- وانا سارفض وبشدة ولن يستطيع والدي ارغامي على شيء لا اريده
استدارت لتهرب من عينيه المشتعلة ببريق لاهب لكنه كان اسرع منها اذ جذبها من ذراعها لتصطدم بصدره الصلب القاسي .. قالت بحدة وهي تتلوى وتحاول الخلاص منه كطريدة وقعت بشباك صياد ماهر..
- ابتعد اجننت ؟
قال بشراسة وهو يخمد ثورتها
- اجل جننت وبسببك
ارادت ان تتكلم لاكنه اسكتها بقبلة جامحة وقاسية اراد معاقبتها على تحديها له ... قاومته حاولت التملص من اسر ذراعيه لكنها لم تستطع كان يدحض مقاومتها بكل سهولة .. استسلمت مرغمة وقلبها يهدر بقوة جسدهما ملتصقين مع بعضهما بشدة .. احس باستسلامها وتوقفها عن المقاومة ليحول قبلته الى اخرى ناعمة ومتمهلة .. ابتعدا عن بعضهما وهما يلهثان طلبا للهواء .. كان ما يزال يمسك بذراعيها .. ما ان هدأت انفاسه قليلا حتى سارع بالقول بكل غرور وهو يعتدل بوقفته
- هذا عقاب لك حتى لا تحاولين اغضابي بتحديك مرة اخرى
ما ان احست بارتخاء قبضته قليلا حتى انتهزت الفرصة وفرت هاربة من امامه وكأن شياطين الارض تلاحقها .. تمتمت بغضب الوقح ماذا يظن نفسه بانه السلطان وانا جاريته , حسنا حازم سترى ماسافعله .
............................................................ ........................
في المساء كان حازم يجلس بغرفة الضيوف يتكلم مع والدها بشأن تحديد موعد للزفاف ..قال حازم بهدوء وثقة
- انا لاارى داعيا للتأجيل .. فانا استطيع اتمام كافة التحضيرات خلال هذا الاسبوع ... وليكن الزفاف في الاسبوع القادم
اومأ رأفت يوافقه
- حسنا ياولدي انا لا مانع لدي لكن يجب ان ابلغها واخذ رأيها ... هذه هي الاصول اليس كذلك ؟
تنحنح حازم بحرج
- اجل ...اجل بالتاكيد
اجاب رافت ببشاشة
- اذن على بركة الله انتظر مني ردا خلال اليومين القادمين
اومأ وهو متوجس خيفة من تلك العنيدة التي ارهقت تفكيرة واطارت النوم عن عينيه
اراد الاستذان للمغادرة غير ان رأفت اصر عليه ان يتناول العشاء معهم وقد كان .. جلسو جميعا على طاولة الطعام .. بينما جلست نور في الجهة المقبالة له ... طوال الوقت يرمقها بنظرات جانبية بلا خجل الشيء الذي بعث لوجهها التورد كانت رائعة ومشرقة وهي ترتدي فستاناً بلون السماء بينما شعرها العسلي يتدلى على كتفها الايمن بدلال كأنه شلال من العسل الصافي .. عندما تلاقت عيناهما صدفة احس بالالتواء حاد بأمعائه , ارادها بأي ثمن تمنى ان يحملها على كتفه كرجل الغاب والذهاب بها الى منزله مملكته حيث لا احد سواهما ليعملها ويسقيها معنى الحب والاشتياقُ ولوعتةُ التي يكتوي ويحترق بنارها كل يوم ....... رويداً رويداً ...
نظراته المصوبة عليها تشعرها بالحرج الشديد حاولت تجاهلة والتظاهر بالاكل لكن ذلك لم يجدي نفعاً رفعت عينيها لتشاهده ينظر لها بعينان متشوقتان حبست انفاسها لشدة وسامته كان قميصة الاسود وسروال الجينز الذي يماثله باللون يعطيه هيبة ورجولة خشنه .. توهجت وجنتاها وهي تسبل اهدابها بسرعة ...
قال حازم بتسلية وخبث وهو يسلط نظراته عليها
- سلمت يداك امي الطعام شهي جداً .. ترى هل تجيد نور الطبخ مثلك ؟
كادت ان تغص بالطعام وهي تستمع لكلامه الذي يتعمد ان يرميه بها ..
- بالتاكيد بني انها شاطرة جدا في المطبخ اطمئن زوجتك طاهية من الدرجة الاولى
قال بتكاسل وهو يشرب القليل من الماء
- الحمدلله لاني احب جدا الطعام المنزلي ولا يروق لي ذاك الذي يسمونه بالطعام الجاهز
امتقع وجهها وهي تتحاشى النظر له
كأن ندى احست بحرجها فقالت لتلطف الاجواء
- اما انا فأعترف اني فاشلة في الطبخ لكنني اتعلم من امي
قالت ذلك وهي تنظر الى احمد الذي كان بدوره يبادلها النظرات الدافئة وهو يقول بمزاح
- كل ما تصنعينه لذيذ حبي .. لكن لابأس ان تتعلمي من والدتي لاني لا اريد ان اصاب بتلبك معوي
انتهى العشاء بالمزاح و الاحاديث الجانبية .. بينما حازم يعيش بعالم اخر كله يدور حول تلك الجالسة امامه لا تعرف شيئاً عما يجيش بصدرة من نار متأججه .. كان يتحين الفرصة ليجلس معها وينفرد بها ولكن كيف والجميع يحيطون بهما بكل اتجاه .. انتظر ان تعطف على قلبه الملتاع بنظرة او ابتسامة لكنها كانت كجبل من الجليد لا يذوب ابداً .. ذاق ذراعا من هذا الوضع المؤلم الذي بات يعيشه .. استاذن للرحيل قبل ان يصاب بأزمة قلبية بسببها ......
............................................................ ..........................................
بعد تفكير عدة ايام و شد وجذب ومناقشات مع والديها واخوتها قررو ان يكون الزفاف نهاية الشهر .. كان غضب حازم كبيراً عندما ابلغه والدها لكنه لم يبين ذلك استقبل الخبر بأبتسامه بسيطة وصوت هادئ ... تمتم بخفوت " حسناً نور ان كان بعد شهر او شهرين او حتى سنه فمردك لي حبيبتي "
بات يسابق الزمن لينتهي من تنظيم وتجهيز كل ما يحتاجانه .. فهما سيعيشان مع والدته بعد ان خصص لهما جناح خاص ..يضم غرفتان وصالة كبيرة بالاضافة الى وجود الحمام الخاص بكل غرفة .. كانت نور لا تذهب الى العمل .. وذلك لتنتهي هيا الاخرى من حملت شراء الملابس والمستلزمات التي تحتاجها اي عروس .. لذلك فقد حرم من رؤيتها ... فقط تلك المكالمات البسيط التي كانت ترد عليه مرغمة وبكلمات باردة ومقتضبة .. توعدها بسره ما ان تقع يده عليها فقط فليتم الزفاف ..
اختارت نور فستانا للزفاف مصنوع من قماش التل مطرز بخيوط فضية منثورة حوله احجار الكرستيلات الناعمة كانها نجوم براقة له طيات عديدة من الشيفون .. لم تستطع استيعاب انها اخيرا ستزف اليه هو من عشقته واحبته بصمت سنين طويلة ولكم قاومت حبه وحاولت الهروب لكنها كانت تعود اليه من جديد كانها في دوامة لا تنتهي تشعر بان هذه السعادة كثيرة عليها حتى باتت تخشى ان تستيقظ فيكون هذا هو مجرد حلم .. لكن دائما ما تشعر ان هناك شيئاً ناقصاً .. شيء اهم من تحقيق حلمها المستحيل فما فائدة تحقيقه بدون ان تسمع منه تلك الكلمة التي لها مفعول السحر لمداواة القلوب المعذبة وشمس دافئة في صقيع شتاء بارد .. فهو ابدا لم ينطقها لم يقل احبك دائما يتحاشى الكلام عن هذا الامر وهذا ما كان يقلقها ويقض مضجعها ..
............................................................ .................................................
كان حفل الزفاف اسطوريا بكل ما للكلمة من معنى حيث اقيم باكبر القاعات في المدينة زينت القاعة بباقات الزهور الثمينة .. الطاولات مرتبة بشكل رائع فيما تدلت الثريات الكرستالية وهي تلقي بالاضوء الساطعة في المكان بشكل مبهج .. قدمت اصناف من الطعام الشهي والمشروبات المتنوعة .. جميع الحاضرين كانو مبهورين من جمال القاعة وفخامتها .. نور كانت تشع بهاء كانها البدر في ليلة تمامه .. عيناها كانت تلتمع كانهما حجران كريمان ابتسامتها تخطف الانفاس .. رغم الحزن المخيم عليهما الا انه ما زادها الا جاذبية ساحقة ..اما حازم فقد كان مثالا للرجولة والوسامة وهو يرتدي بدلة سوداء مع قميص ناصع البياض بالاضافة الى ربطة عنق داكنة .. ابتسامة عريضة تزين محياه الوسيم ..اقترب حازم يمسك بيدها وهو يلف يده الاخرى على خصرها يقربها منه وعيناه تلتمع بشدة .. رقصا على انغام الموسيقى العذبة كان حازم يضغط بفمه على جبينها يقبلها برقة بينما ضربات قلبه تتضخم بحبها يتلمس جبينها الناصع بفمه وهو مغمض العينين يتمتى انتهاء الحفل بسرعة ليبثها ويشعرها بمدى حبه وعشقه لها
انفاسها متقطعة احست كأنها ستصاب بالأغماء وهي هكذا بهذا القرب منه تستنشق عطره المربك لاعصابها المنهارة ..اراحت راسها على كتفه بخجل فلم يعد باستطاعتها التحمل وهي تشعر بيده تتلمس خصرها بلمسات رقيقة اثارث بداخلها قشعريرة باردة اهتز له قلبها بعنف ... بعد انتهاء الرقص استقبل حازم سيل المهنئين من اقارب واصحاب وهو يحتضن خصرها بقوة من غير ان يسمح لها بالابتعاد ولو خطوة واحدة .. مع اقتراب نهاية الحفل كان قلب نور يزداد تخبطا اكثر من ذي قبل مع موجة من المشاعر العاتية هاجمتها بشراسة وهي تبتلع ريقها بصعوبة ..كلما نظرت اليه رائته يحدق بها بنظرات غامضة لم تعرف كيف تفسرها اهو حب ام حنان ام شيء اخر ..
............................................................ ...................................................

قلبها يخفق بعنف حتى تصورت انه سيتوقف عن الخفقان .. وهي تجلس تنتظرة مرتبكة خجلة .. لكنها اخذت قرارها بعدم ترك الخجل يقف حائلا بينهما وبين ما تريد معرفته .. ستتشجع وتسأله ليكون بداية زواجهما واضحة ... ومبنية على الصراحة بين الطرفين .. اجل يجب عليها ان تعرف سبب زواجه منها لما هي اذا لم يكن يحبها ... نقلت بصرها بحجرة نومهما الرائعة كل شيء متكمال وبديع .. جناحهما كان كبيراً وواسعاً الاثاث كان فخماً وبسيطا بنفس الوقت .. استعان بمهندسي الديكور لتصميمه لا تستطيع الانكار بانه كان كريماً جدا باظهار سخائة لا يتوانى عن تحقيق كل ما تطلب .. اما حفل الزفاف فلم يكذب حين وعدها بزواج اسطوري تليق بالاميرات .. فقد دهش الجميع من فخامة الفندق الذي تم فيه الزفاف بالاضافة الى كل البذخ الذي لم يبخل به حازم ابداً .. ما ان احست بوقع اقدامه تقترب حتى تصاعدت وتيرة انفاسها وعاد قلبها يخفق بعنف من جديد عضت شفتها السفلى بقوة لتمنع من ظهور ارتجافها .. رفعت وجهها الفاتن لتنظر له بعينان خائفتان مترقبتان خجلتان .. تحشرجت انفاسه وهو يراها بكل هذا الجمال البهي .. كل الكلام الذي كان يخطط له قد تبخر ما ان وقعت عيناه عليها..بقي فترة من الزمن ينظر لها بصمت رهيب لا يسمع فيها سوى صوت انفاسهما الساخنة وضربات القلوب المبعثرة .. تقدم منها بهدوء كانت جالسة على طرف السرير وهي مطرقة الراس ارتدت الى الوراء بهلع وخوف ماان اقترب منها.. اناملها تعبث بتوتر بفستان زفافها ... يشعر بارتباكها وخجلها فهو الاخر لايصدق ان جل ما تمناه بحياته ها هي تجلس امامه كطفلة صغيرة خائفة .. رق قلبه لها كثيراً جثا على ركبته امامها وامسك انامها المرتجفة وهو يهبط براسه ليقبلها برقة .. نظرت له بدهشة وخجل .. احست بان الدماء تجمعت في وجهها ازدادت ضربات قلبها اكثر .. لا تعرف كيف تبدأ الحديث معه قالت بصوت هامس
- حازم انا ..انا ...انا..
قاطعها برقة وهو يقول بصوت متحرج مبحوح من شدة انفعاله
- احبك نور
اتسعت عيناها وهي تنظر له بدهشة الجم لسانها على الرد .. ترمش بعينها بينما تصاعدت وتيرت تنفسها حتى احست بالاختناق .. كل ما كانت تريد قوله ذهب مع ادراج الريح.. اعترافه لها بهذه الطريقة اذهلها لم تكن تتصور ان لوقعها كل هذا السحر والجمال .. ماهو الشعور الادق الذي يجب ان تصف به شعورها الان ..كأنها صعدت الى اعلى قمة جبلية تصرخ بحرية .. او كانها كانت في متاهة لاتعرف نهايتها الى ان وجدت الطريق بعد عناءٍ طويل ..شعور رائع وكأنها به اكتملت عادت الى موطنها بعد سفر طويل .. تجمعت الدموع بعينيها فاغلقتهما بسرعه لكنها لم تستطيع منع دمعة يتيمة من الانحدار ببطئ على وجنتها .. لتسقط على كفه المطبقه بقوة على يديها .. رفع يده يمسحها وهو يقول بهمس ملتاع
- اجل احبك وطوال الوقت ومنذ البداية .. لكنني كنت اعاند ذاك الشعور المتنامي تجاهك ..
وقف بارتباك وهو يمرر اصابعه بطيات شعره الفاحم .. أتجه الى النافذة يوليها ظهره
- لقد اكتشفت حبي لك .. في يوم خطبتك
تحشرجت انفاسه وهو يقبض يده بقوة حتى ابيضت مفاصل اصابعه
- اعتقدت انني اضعتك الى الابد ..
قالت بصوت مهتز بفعل البكاء
- وياسمين ؟
التفت ينظر لها بعينان غاضبتان
- كانت من اكبر الاخطاء الفادحة التي ارتكبتها بحياتي .. لولا طلب اخيها لما فكرت بالزواج منها من الاساس لكنني بحكم الصداقة التي كانت تربطنا لم استطع ان ارفض ببساطة لم تكن لي شجاعة الرفض وقد دفعت ثمنها غاليا
تحولت نظراته بثانية الى اخرى حنونة ومشرقة
- اعلم انني كنت اناني بفرض الزواج منك .. اعلم انك لا تحبيبني ولكن
كانت تستمع له ودموعها تسقط مدرارا على وجنتيها دون رحمة مالذي يقوله هذا المجنون .. لا تحبه ..كيف لم يشعر بحبها نحوه .. الم يراه في لمعة عينيها عند رؤيته .. ارتباكها وتعلثمها عندما يكلمها .. تعشق الارض التي يسير عليها .. غطت فمها بيدها واغمضت عيناها وهي تجهش بالبكاء المتقطع .. عاد ليجثو امامها مرة اخرى وهو يمسح دموعها ويكمل كلامه
- لكن اقسم لك نور ان اجعلك تبادليني الشعور فقط ثقي بي وبحبي وانا مستعد ان اعطيك الوقت الكافي لتعتادي وجودي بحياتك ... انا لن افرض عليك شيئا ......
قاطعته بسرعه وخجل
- انا ايضاً
نظر لها بتسائل وقلبه ينبض بقوة
- انتِ ماذا نور
اطرقت راسها بخجل وارتباك وهي تبتلع ريقها بصعوبه بينما قلبها ينبض بعنف ..لم تستطع الكلام كل ما فعلت انها تركت عيناها تخبره بما تشعر عندما رفعتهما ليصطدم ببريقهما المشع مع عسل عينيه الداكنة .. كانتا تلتمعان بحب ودفئ خطفت انفاسه .. تأوه بصوت خشن وهو يحتضن جانب وجهها بكفه الكبيرة
- حبيبتي الصغيرة
لم يعد للكلام معنى ترجمت الافعال ما يعجز اللسان عن التعبير به .. حاوطها بذراعية القويتان وهو يقبلها برفق وتمهل .. يتذوق قبلتها وهي راضية ومستكينة ...يريدها ويحتاجها كانها ينبوع الحياة لارضة المتعطشة وهي لم تبخل علية .. عفويتها وخجلها جعل شغفه يزداد بها اكثر فكلما كان يقبلها لا يرتوي من عسل شفتيها ابدا ليعود مرة اخرى يغزوه من جديد ..يداه كانتا تتلمسان جسدها الغض بتوق شديدة ... قالت نور وهي تحاول تخليص نفسها من قبلاته النهمة
- حازم .. ارجوك ..
لكن لمن تحكي ولمن توجه كلامها فقد كان حازم كالمغيب .. صمت اذنه عن السمع وهو يمد يده ليخلصها من طرحتها وحجابها ... حرر شعرها الحريري من عقاله فنزل شلالا من العسل
..غرس اصابعه بطياته وهو يشدها نحوه .. قلبها ينبض ويتضخم حباً .. لاتعرف متى تخلص من قميصه مظهراً صدراً عضليا صلباً ..بلحظة خاطفة كان فستانها مرمياً على الارض .. نظر لها وعيناه داكنتان من الرغبة .. كان يهمس لها ويبثها حبة وشوقة بكلمات وهمهمات عذبة رفعت نبضات قلبها الى النجوم والسحب ..لم تكن تستطع ان ترضي شغفه العنيف بها لكنها كانت تتلمس صدره بخجل شديد .. يخشى عليها من نفسه يخشى ان يؤذيها من شدة اشتياقه اليها . بعد فترة طويلة من السكون المطبق الذي شهد اندماج روحين في جسدا واحد كانت تنام وهي تتوسد نبضات قلبه الهادرة وهو يحتض جسدها بقوة ..كانه لو تركها ستختفي .. بينما كانت يده تعبث بشعرها الطويل الذي انتشر على صدره بحرية .. قبلها من جبينها المتعرق .. وهو ينظر لها بحب وحنان ارتفعت يده تتلمس وجنتها الناعمة وهي مغمضة العينين .. تمتم بخفوت .. احبك صغيرتي حبا لن يستطيع قلبي تحمله لقد فاض وانتشر في سائر خلايا جسدي حتى بت انفس عشقك كانه اكسير الحياة .. ماذا فعلتي وكيف استطعتي ان تتسللي الى قلبي وتحتليه بهذا الشكل .. همهمت وهي تندس بقربه اكثركقطة اليفة تطلب الدفئ ..تصاعد شغفه بها مرة اخرى ليوقضها بوابل من القبلات الناعمة التي امطر بها وجهها وعيناها .. وهو ياخذها لعالمه من جديد ..
............................................................ .................................................
الخاتمة
بعد مرور عام ...............
كان يقف امام باب غرفة العمليات وقلبه يخفق بعنف خوفاً وهلعاً من اجل حبيبته القابعه خلف هذا الباب ... لا يسمع الا صوت صراخها المعذب والمتالم يتشنج جسده وهو يتكأ على الجدار لا يقوى على الوقوف .. ليس بيدة عمل شيء غير الدعاء لها .. اقترب منه طارق .. وهو يربت على كتفة بشفقة
- لا تخف ان شاء الله ستكون بخير صدقني .. فقد ادع لها
نظر له محمد بعينان حمراويتين وهو يهز راسه لا يقوى على الكلام
احس طارق بذراع سلمى وهي تسحبه بعيدا عن محمد .. تقول له بصوت مرتعش خائف
- لقد تاخرت كثيرا .. اخشى ان مكروها حدث لها
قالت ذلك وهي تجهش بالبكاء احتضنها طارق وسار بها الى احد المقاعد ليجلسها ويجلس بجانبها وهو يحتضنها ويقول بصوت هادئ
- لا تقلقي حبيبتي ستكون بخير ان شاء الله دائما الولادة الاولى تكون متعسرة
نظرت له بعينان دامعتان وهي تسأله
- كيف تعرف ذلك ؟
نظر لها باستنكار
- الست طبيبا بنظرك !! حتى لو لم اكن طبيبا نسائيا ذاك الشيء معروف لدى الكل
عادت تشهق بالبكاء كطفلة صغيرة
فسالها طارق بتعجب
-لما البكاء الان الم يطمئنك كلامي !!!
اجابت بشهقات متقطعة
- اخشى ان اتالم مثلها عند الولادة
قال يمازحها
- فلنتزوج اولا ثم فكري بهذا الامر
نظرت له بغيض من بين دموعها وهي تقول
- وهل هذا الوقت المناسب لذلك !!
اجاب بتسلية
-انا اراه مناسبا ما ان تلد ساره بالسلامة ساتكلم مع خالك بهذا الشأن
لم تقل شيئا وهي تنظر له بابتسامة رقيقة رغم الدموع التي ملات عينيها.. دائما يعرف كيف يخرجها من حزنها .. لازالت تذكر كيف كان يلاحقها من مكان لمكان بدون كلل او ملل الى ان اعلنت استسلامها ..
لتفاجاء بوجودة في اليوم التالي .. يجلس بمنزلهم مع والدته وهي امراة طيبة جدا احبتها واحست بدفئ غريب شعرت ان الله قد عوضها بحنان الام .. منذ ان التقتها عاملتها كانها ابنتها لم تبخل عليها بمحبتها ونصائحها القيمة وهي تسرد عليها كل شقاوة طارق وطرفة الصبيانية ..
وافق خالها في الحال ليتم عقد القران خلال اسابيع قليلة لم يتوانى طارق من اظهار حبه بدون خجل وبأكثر الطرق جنوناً ... دائما كان يسليها بكلامه ومزاحه المضحك حبه تسلل داخلها ببطئ حتى احتلها بالكامل فباتت عاشقة متيمة حتى النخاع ... عادت من شرودها على صوت الطفل وهو يصرخ لتضحك برقه وهي تتمتم الحمد لله .. بينما خر محمد ساجدا على الارض وهو يشكر الله ويحمده على سلامة زوجته وطفله..
بعد ولادة متعسرة كانت تجلس على سريرها في المشفى وهي تحتضن هذا الصغير الرائع ..تنظر له بحب وحنان .. فيما كان محمد يقف محدقاً بوجه ولده لا يصدق لحد الان بانه اصبح ابا لهذا الطفل الصغير .. النائم بين ذراعي والدته .. اقترب ينظر له بشوق جلس بجانب ساره التي كانت ملامحها لا تقل ذهولا عن ملامح محمد وهي تنظر بشغف حاوطها بذراعه .. وهو يقبل جبينها برقة .. قالت بصوت هامس
-احمله قليلا حبيبي
انتفض محمد واقفاً برعب وهو يقول بارتباك
- اخشى ان اذيه فانا لا اعرف كيف احمل الاطفال الصغار
اجابت بهدوء جرب .. فقط ضع يدك اسفل رسه وسترى ان الامر اسهل مما تتخيل
استمع محمد لنصائح زوجته وطبقها بحذافيرها .. ليحمله اخير وقلبه ينتفض بقوة .. مشاعر مختلطة ومتضاربة عصفت بقلبه مابين .. حب وحنان وخوف ومسؤولية .. دعى ربه ان يكون اباً جيدا وان يربي ولده تربية صالحة سليمة .. قبل جبينه برقة واذن في اذنه اليمنى واقام في اليسرى ...
............................................................ .................................
مريم وندى تجلسان في حديقة المنزل ... بينما مصطفى يملا المكان بصخبه وضحكاته الطفولية وهو يتعلم السير حديثا .. بيده كره كبيرة يلهو بها بينما مريم تنظرله باهتمام وخوف .. فزع قلبها وهي تراه يسقط ارضا لتجري اليه بسرعة .. وهي تسمي وتقول بلهجه حاسمه
- كم انت شقي الا تشبع من اللعب ابداً
اجابها صوت حسن الرجولي من خلفها
-كلا فهو من ناحية الشقاوة يشبه والده كثيراً
استدارت تنظر له بحب
- متى اتيت ؟
قال لها وعيناه تتاملها بحب
- قبل دقائق , هل جهزتي كل ما يلزم للسفر
قالت بدلال وغنج
- قلبي لا يطاوعني ان اترك مصطفى وحده
رفع ولده بخفه ليضعه على كتفيه وسط ضحكات مصطفى الفرحة والمتسلية .. تقدم للامام يحتضن خصرها وهو يقربها منه ويحثها على السير
- لا داعي للخوف سوف نتركه بايد امينة ثم انت تعرفين كم تحبه امي وهو كذلك متعلق بها جدا .. والان دعينا من هذا الكلام ولنفكر بالاهم
قالت بغنج
- وما هو الاهم
اجاب بغمزة عابثه
- نجدد شهر عسلنا .. ولا نقاش بهذا الامر لقد قمت بترتيب كل شيء هذا قرار نهائي لا رجعة فيه
ابتسمت بحب وهي تندس باحضانه كطفلة صغيرة وحبه يزداد بقلبها يوما بعد يوم تعلم ان النقاش معه لا طائل منه فهو ان قال كلمة لا يتراجع عنها ابدا
............................................................ .....................
دلف الى غرفة النوم ليراها جالسه امام منضدة الزينه تسرح شعرها على مهل .. ما ان احست بدخوله حتى هبت واقفة .. كانت ترتدي غلالة نوم من الساتان الازرق قصير يصل الى اعلى ركبتيها .. وفتحت صدر سخية جداً ضخت الدماء الى راسه بقوة ..بحمالتين رفيعتين في الكتف .. بينما هي واقفه ووجهها يتوهج بسعاده كبيرة عيناها كانتا متلالأتين .. و ابتسامة عريضة تزين شفتيها المغرية .. يوجد خطب بالتاكيد فكر بسره ..تخلص من سترته ورماها على الفراش باهمال ..وهو يتقدم منها وعيناه مثبته على عينيها العسلية المشعه ليحتضنها ويقبل شفتيها برقه .. قال لها بمزاح
- ماهذا الجمال ندى هل هناك مناسبة ما لكل هذا التانق ؟
ضربت كتفه بكفها الصغير وهي تقول بغضب مصطنع
- اتقصد انني لا اتانق لك الا لو كانت هناك مناسبة !!
اجاب احمد بحب وهو يقطف قبلة اخرى من شفتيها
- كلا بالتاكيد انت جميلة بكل حالاتك .. حتى وان لبستي زي الفلاحين
رفعت حاجبيها وهي تقول بمشاكسه
- حسنا وانا التي كنت اريد ان افاجئك بخبر سعيد
قال برقة
- وماهو هذا الخبر
اجابت بدلال
- كلا لن اقول لقد اغضبتني ولن اسامحك
تركته وتوجهت تستلقي على الفراش باغراء
ابتلع ريقه بصعوبه وتوجه ليجلس بجانها وهو يتحضن كتفيها المرمريين ليقول بصوت خافت واجش
- حسنا الواجب ان اصالحك
قبلها بنعومة بينما يده الحره تلامس خصرها بلمسات حميمية من فوق ردائها الناعم
قال بعد ان تركها متقطعه الانفاس
- هل ستخبريني بالخبر السعيد ام اصالحك مرة اخرى
قالت وهي تتوهج احمراراً
- كلا ساقول
نظرت له بحب وهي تضع يده على بطنها برقة في البداية لم يفهم شيئ لكن ملامحه تحولت الى سعاده وهو ينظر لها بتسائل .. لتهز راسها ايجابا..قال بخفوت وصوت مرتجف من فرط السعاده
- متى حصل ذلك
اجابت بابتسامة رقيقة
- لم اكن اعرف .. اليوم اجريت التحاليل والطبيبة قالت لي انني حامل بشهرين
ضحك بخفوت وقال بصوت متحشرج
- حبيبتي الصغيرة منذ دخلتي حياتي وانت تلونيها بضحكاتك وشقاوتك اعشقك و احبك يا ام الولد
رفع حاجبها وقالت بمرح
- هكذا بسرعة جعلته ولد قد تكون فتاة
اجاب بحب
- اجل فتاة تشبهك لتملئ على حياتي كوالدتها
نظرت بحب وعلى شفتيها ابتسامة هادءة عذبة .. قبلها وقلبه يخفق بجنون لتلك الشقية التي ملئت حياته بالبهجة والفرح والتي قريبا ستهديه قطعة منهما الهي هل يمكن ان يكون هناك سعادة اكثر من ذلك
............................................................ ............................
دخل الى المنزل بتعب رمى مفاتيح سيارته باهمال على الطاولة تليها حقيبة اوراقة .. وهو يشرع بنزع السترة والتخلص من ربطة عنقة ليرميه على الاريكة المجاورة له .. جال بعينيه في الصالة .. يبحث عنها استنشق عطرا زاكيا برائحة الفانيلا تتخم انفاسه .. توجه الى المطبخ ليشاهدها وهي واقفة امام الموقد .. تحرك شيئاً ما وهي حافية القدمين تندن بخفة مع صوت الاغنية التي تنساب بعذوبه من المذياع .. ترتدي ثوباً منزليا ًقصير يصل لركبتيها بينما شعرها العسلي الذي بات يعشقه مسرح على شكل كعكة رفعته اعلى راسها .. كم يحبها ويعشقها تلك النور التي ادخلت النور الى عتمة الظلام الذي كان يلف قلبه وحياته ليفتح على يديها عهد جديد مليئا بالحب والشغف ..كانت كل يوم تتفن له وتتأنق وكانها عروس في ليلة زفافها الهي كم هي رقيقة وناعمة .. دافئة ومعطاءة ..لم تبخل عليه بحبها وحنانها الذي يرتوي منه كل يوم ولا يشبع ابدا ولا يظن انه قد يشبع ويرتوي منها ابداً ...اقترب ببطئ يستنشق عطرها الرائع الشبيه بعطور الزهور الجبلية المختلطة بعطر الفانيلا .. من المؤكد انها تصنع كعكاً هذا ما فكر فيه وهو يحيط خصرها بذراعيه يلتمس بطنها التي بدات بالبروز ليهمس باذنها برقة ونعومة .
- كيف حال حبيبتي
استدارت اليه بكليتها وهي تضع يدها على صدرها تدعي الفزع
- لقد اخفتني لقد قلت لك مرارا لا تفعل ذلك مجددا ...
اجابها بحب وهو يسحبها معه ليجلس على الكرسي ويجلسها على ركبتيه كانها طفلة صغيرة .. بينما راحت يده تزيح خصلة من شعرها الحريري كانت تنساب على احدى عينيها
- اشتقت لك
ابتسمت بحب وهي تلمس وجنته الخشنه
- انت لم تغب الا ساعات قليلة
واضافت بشقاوة
- هل اشتقت لي بهذه السرعه
اجاب بصوت متحشرج
- انا اشتاق لك وانت امام عيني
ابتسمت وهي تسبل اهدابها برقة بينما وجنتيها تتوهج احمراراً قال بصوت متهدج
- اعشق هذه الحمرة التي تلون وجهك كلما تغزلت بك
لم تجبه بشيء داعب طرف شفتيها بابهامه واشتدت وتيرة انفاسه وهو يقترب منها ببطئ ليلتقطهما بنعومه .. حملها بخفة غير انها اعترضت بدلال وهي تحاول النزول
- انزلني حازم الطعام سيحترق .. لم يجبها بشي وهو يتجه بخفه ليطفئه بحركة خاطفة وهو يقول بصوت مبحوح
- الطعام ينتظر لكن انا لا انتظر حبيبتي
خفق قلبها بعنف وهي تشبك ذراعيها برقبته لتدفن خجلها في صدره العريض ... وقلبها يتدفق حبا وعطاء لهذا الرجل الذي اصبح يحتل كل حياتها لا بل هو اصبح حياتها باكمله
............................................................ ..............................
كانت تسير كل يوم لعدة دقائق كما نصحتها الطبيبة لتسهيل الولادة .. تشعر بالخوف كلما اقتربت لحظت الولادة تخشى على طفلها الحبيب الذي رفضت ان تعرف جنسه فكلما كانت تذهب الى الفحص الدوري للحمل كانت تخبر طبيبتها بعدم البوح لها بجنس الطفل .. تريد ان تعرف عند الولادة لتكون مفاجأة للجميع .. اما حازم فقد كان مراعيا وصبورا معها ومع تقلب مزاجها .. لا يتوانى عن ارضائها باي ثمن كل ما تطلبه يحضره لها بدقائق معدودة .. يتلمس بطنها بحب يستشعر ركلات الجنين وقلبه يتقافز فرحا ... فيما يتدفق دفئ جارف وتمتلئ عيناه بدموع حبيسة فرحة وسعادة...عندما نهضت صباحا شعرت بوخزات في بطنها .. بداء الالم يزداد شيئا فشيئا .. لم يكن هناك احد بالمنزل غيرها فقد ذهبت والدة حازم لزيارة احدى قريباتها حيث اصيبت الاخيرة بوعكة صحية .. لم تكن تريد الذهاب ليس ومع تقدم نور بالحمل لكنها وافقت بعد الحاح من نور قائلة لها
- ساكون بخير امي اذهبي انت ..واذا شعرت بشئ اتصل بك او بحازم
وافقتها بعد تردد ... والان راودتها الآلآم الولادة وهي وحيدة .. وخائفة امسك الهاتف بيد مرتجفة تتصل بحازم الذي ما ان سمع صوتها المتالم انطلق يقود سيارته كالمجنون والهاتف ما زال في ادنه وهو يطمئنها ويقول
- دقائق حبي واكون معك .. لا تبكي نور كوني قوية من اجلي ومن اجل طفلنا
قالت بصوت متالم ودموعها تتساقط بغزارة
- اسرع حازم لم اعد استطيع التحمل
اجاب بلهفة وخوف
- حسنا اقسم لك اني بت قريبا فقط كوني قوية
خلال الدقائق القادمة وصل الى المنزل بلهفة وهو يبحث عنها متنقلا من غرفة الى اخرى يناديها بصوت مرتفع ... الى ان وجدها بغرفة المكتب ممدة على الاريكة .. بوضع الجنين وهي تتالم بشدة .. اسرع الى غرفة النوم ليحضر لها رداءا وحجابا كيفما اتفق .. البسها بسرعه بيد مرتجفه ليحملها وينطلق الى المشفى بسرعه
عند غرفة الولادة تجمع كل افراد العائلة بقلق .. كانت ولادتها متيسرة على الرغم من الالم التي عانت منها ... كان حازم يذرع المكان ذهابا وايابا .. كانه اسد حبيس .. قلبه يؤلمه بشدة وصورتها وهي متكورة على نفسها لا تفارق خياله .. يا الهي ماذا لو كان مكروها قد حدث لها وهي وحيدة .. ماكان يحصل لها لو تاخر عليها لعدة دقائق .. لا يريد التفكير بذلك .. اخيرا وبعد عناء طويل زف اليهم الخبر بولادة ملك طفلة الجميلة التي كانت تشبه نور الى حد كبير .. عيون زرقاء كوالدتها وشعر فاحم السواد كابيها ...
............................................................ ......................
اصرت على اقامة الحفل في ربوع المناطق الشمالية حيث السهول الخضراء والهواء المنعش .. رضخ لطلبها بعد ان هددته بان تلغي كل شي وتؤجله الى العام القادم .. تلك الشقية تعرف كيف تلوي ذراعي فقد اصرت على تاجيل الزواج عاما كاملا بحجج واهية .. تمتم طارق بغيض وهو يرتدي ملابسة ويستعد لزفاف طال انتظاره .. كان مظهره جذابا ورجولياً خطفت انفاسها وشتت دقات قلبها المتيم بحبه .. ارتدت هي فستان الزفاف الابيض المنفوش الذي اصرت ان يكون كفساتين أميرات دزني الشهيرة وطرحه كلاسيكية طويلة .. فيما زينت وجهها بزينة خفيفة لم ترتدي حذاء ذو كعب عالي ايضا فكانت قصيرة جدا مقارنتا بطوله الفارع .. لا يعلم سبب انزعاجها وعزوفها عن الكعب العالي سيسألها لكن ليس الان ..ليس بعد شهر العسل الذي يتوق اليه منذ عقد القران كان كل من ساره ومحمد يشاركاهما فرحتهما ساره كانت تجلس وهي تتوهج فرحة بزفافها ... اما محمد كان يجلس قربها وهو ينظر لها نظرات تفهمها هي لترد عليه بابتسامة خجولة ..
دلفا الى جناحهما الذي حجزه طارق في افخم الفنادق الشمالية .. كان يبتسم بانتصار فها هو قد تزوجها اخير بعد مماطله طويلة منها ...كانت سلمى تشعر بالارتباك والخجل يداها كانت ترتجف من الخوف .. ما ان لمس ذراعها حتى جفلت وارتدت الى الوراء وهي تقول بصوت مهزوز
- ماذا تريد ؟؟
رفع حاجبه بمكر وشرع يخلع سترته وربطة عنقه وهو ينظر لها بعينان تلتمعان باصرار اقترب منها .. ببطئ فيما حاولت الهروب لكن مع فستانها المنفوش كان امرا صعبا جدا لعنت نفسها لاصرارها على شرائه امسكها بخفه وهو يقول
- اين تريدين الهروب حلوتي
احمرت وجنتها وهي تقول بارتباك
- ارجوك ابتعد عني
ضحك بخفوت وهو يحملها بحركة سريعه ويخطو بها بخطوات واسعه الى غرفة النوم ليضعها برقة على السرير .. وهو يقول بخبث
- سترين الان مالذي اريده حبي .. قاومته في البداية وهي تدفع صدره العضلي عنها لكنها لم تستطع ليس ومع لمساته الحانية وكلماته التي اذابت قلبها بسرعة قال من بين قبلاته النهمة
- احبك سلمى .. ماذا فعلت بي يا صغيرة لقد افقدتيني صوابي
ابتسمت بخجل لتدفن خجلها بصدره وقلبها يتسابق مع دقات قلبه المندفعة بعنف
............................................................ .....................
الحب شمس مشرقة .. سمائها المحبة واشعتها الحنان
تلقي بها في دنيا العاشقين
فتزيده دفئاً وحرارة
وتشعل القلوب الباردة شغفاً وعطاء
وتنير الدروب المظلمة بنورها الوهاج


يقفان على شاطئ البحر يحتضن كتفها باحد ذراعيه ويده الاخرى بجيب بنطاله بينما نور تريح راسها على كتفه .. همست برقة
- احب منظر الغروب جدا
التفت يقبل جبينها وقلبه قد تضخم بحب هذه الفاتنه
- ليس اجمل منك حبيبتي
ابتسمت تندس باحضانه اكثر وهي تلف ذراعيها حول خصره ليقبل راسها بحنو وهو يستنشق عبيرها بادمان فقال لها بحب
- اما آن الاون
رفعت راسها تنظر له بتسائل
- اون ماذا حبيبي
ليجيبها بغمزة شقية
- ان يكون لملك اخ او اخت , المسكينة انها تشعر بالوحدة
نظرت له وهي ترفع حاجبيها بينما الاحمرار يغزو وجهها بالكامل وهي تتمتم بغضب مصطنع
- وقح
اجاب بخبث
- لكنك تحبين وقاحتي
لم تقل شئ وهي تستدير وعلى شفتيها ابتسامة رقيقة تعشقه حد الجنون كل يوم محبته تكبر بقلبها اكثر من السابق ...لحق بها وهو يقهقه عاليا ويحملها بشقاوة في المكان الخالي من وجود احد غيرهما وهو يتجه بها الى الداخل ليسدل الستار ويعم الصمت فلا يسمع غير همسهما العاشق وهما يتناجيان ويجددان عهد حبهما من جديد ..
............................................................ ..................................
النهايه

 
 

 

عرض البوم صور نجمه الصباح   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
...., خفقات, رواية, هاربة
facebook




جديد مواضيع قسم رومانسيات عربية - القصص المكتملة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 04:30 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية