لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > المنتدى العام للقصص والروايات > القصص المهجورة والغير مكتملة
التسجيل مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المهجورة والغير مكتملة القصص المهجورة والغير مكتملة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-03-16, 08:50 PM   المشاركة رقم: 11
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Mar 2016
العضوية: 312696
المشاركات: 184
الجنس أنثى
معدل التقييم: نها عبدالخالق العرجا عضو له عدد لاباس به من النقاطنها عبدالخالق العرجا عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 120

االدولة
البلدPalestine
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نها عبدالخالق العرجا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نها عبدالخالق العرجا المنتدى : القصص المهجورة والغير مكتملة
افتراضي رد: روايتي الثانية: آهات عزفت على أوتار الألم/ بقلمــــي

 

وفي أحد البيوت الواقعة في حي الرمال بمدينة غزة كانت هناك فيلا أبو البراء

: البراء كان حكيتلي اني ما أنتظرك يعني انتظرك نص ساعة وبالأخر ما جيت

البراء بنرفزة لم يطيق توبيخها له، بالرغم من أنه تعمدَّ ألا يصطحبها معه عند رجوعهما من الجامعة: اووووه شو يعني صار، نسيت بحكيلك

انحبست الدموع في مقلتيها وبهدوء غريب: اوك بس يا ريت تاني مرة تكون قد المسؤولية

لم يرد عليها، بل تجاهلها وهل هناك ما يقدر على فعله، فكما يقولون الكلمات تأبى الخروج عند الشعور بالخطأ، رأى لون عيونه الزرقاء منعكسا على قلادتها الذهبية المعلقة بعنقها، أشاح وجهه فأخذ يتأمل ما حوله، للثراء أثر واضح على كل شيء يحيط به، شعر بالضيق فخرج من الغرفة التي تشاركه بها زوجته المسماة بريما، فكعصفور في قفص ذهبي اللون يعيش، الراحة كنز لا تشعر بأهميته إلا عندما تفتقده، قاطع سرحانه ضربة قوية على كتفه تأوه بألم فالضربة كانت مفاجأة، هي ثوان وتعالت ضحكات الفاعل، وبعصبية أتقنها بالفترة الأخيرة أو بالأصح منذ زواجه من ريما، يقولون دوما أن الفتاة هي التي تجبر على الزواج، ونسوا أن الشاب أيضاً ينطبق عليه هذا، وبعد الضحكات التي صدرت من الفاعل، أطلق سيل من الكلمات الساخرة على مسمع البراء: مالك زعلان اللى بشوفك بقول مقتول الو حدا، مو كأنه قبل أيام كان عرسك

البراء بانزعاج بدا على ملامحه: يوسف لو سمحت ما تتدخل بخصوصياتي

يوسف نظر الى البراء باستنكار، أكل هذا الانزعاج فقط، لأنه تزوج ألا يعلم أنه بنعمة يحسده الكثيرون عليها: ههههه لا مو قادر أسدق زعلان بس مشانك تجوزت يخي ما بدك اياها طلقها

وكنغمة جميلة صدرت أحرفا رقيقة من ثغر فتاة أمسكت يد يوسف للتو: يوسف تعال أحكيلك شئ

غمز لها يوسف ونظرات الحب تشع من عيونه الرمادية: تؤمري يا عمري

همس بعدها لأخيه: تعلم يا بعد عيني العمر بمشي

رمقه البراء بغضب وتوجه نحو الأريكة التي بلون الشوكلاته، وتمدد عليها وهو يشعر بالصداع، أبى يوسف أن يترك البراء على هذه الحال، هتف بمرح: البراء اسمع اليوم وأنا راجع من الجامعة شفت بنت ماشية بالشارع بعدين

قاطعه نظرات حادة، أنسي أن التي تمسك بيده هي الوحيدة التي يحق له أن يتكلم عنها أكمل وكأن شيئا لم يحصل: بعدين راح صاحبي حكالها مشان شافها بتشرب بيبسي يا ريت أنا البيبسي اللى بايدك لكن شوف الملعونة شو جاوبته أخريتك عالزبالة

ترنمت تلك بضحكات هامسة ذاب لها قلب يوسف، فهمس بأعذب الكلمات: ولو كان للحب لحن لأقسمت أن لحنه ضحكتك

انزعج البراء منهما هو يعلم أن يوسف يعشق زوجته، مع أنه انجبر على الزواج مثله لكنه تناغم مع زوجته بلحظات قياسية، سخر من نفسه وأفكاره فزوجته وزوجة أخيه، لم يكنَّ إلا بنات عمه يبدو أن يوسف وزوجته كانت بينهما قصة حب خفية اختطلت بأصوات خفافيش الليل، لم يكمل أفكاره الغبية، إلا وعلت ضحكاته المفاجأة
توجه اليه زوجين من العيون المستنكرة، تكلم يوسف وهو يرفع حاجبه الأيسر: مالك انهبلت

البراء وهو يكتم ضحكته بصعوبة: لا لسا بدري يمكن انهبل كمان شهر

وتناهى الى سمعه صوت من يعشقها، ولأجلها يضحي بكل شيء يملكه: سلامتك من الهبل يا حبيبي

ومع كلماتها أُبدلت ضحكته بابتسامة واسعة التفت اليها كانت ترتدي جلابية ذهبية اللون بكرستالات فضية تعانق صدرها و خصلات شعرها الكستنائي تداعب وجهها، رأى أخاه يوسف يقبل جبينها وكفها، ذهب اليها وخطواته البطيئة تناغمت مع حركة يديه الى تتحرك للأمام تارة وللخلف تارة أخرى

حضنته لصدرها وطوقت عنقه بيديها، لم تره منذ البارحة هو أكبر فلذات كبدها، لكنه المقرب لديها، همست وأنفاسها تتمازج مع أنفاسه: سامحني ما كنت متوقعة انك رافض لهدرجة

أتطلب منه السماح لا لن يقبل هو بهذا، يعلم أنها ليس بيدها شيء، فأبوه الذي يقرر وينفذ: ماما انتي اللي سامحيني

ثوان وابتعد البراء عندما سمع صوت والده: البراء
كيف امتحانك اللي قدمته اليوم

لولا أن الله وصاه ببره لتجاهله، ماذا يضره لو لم يتزوج ريما، أيهمه أخيه أكثر من ابنه: الحمد الله

جلس أبو البراء على الأريكة ونظر الى زوجته هو يعلم أنها عاتبة عليه لأنه زوج البراء دون رضاه، ولكنه متأكد أن ريما ستسعد البراء أكثر من أي فتاة أخرى، سواء تزوج البراء وهو يدرس أو عندما يتخرج فلن يضره شيء فهو واثق من البراء واجتهاده، بعدها صوب نظراته الى ابنه يوسف الذي يقف وبجانبه زوجته، لم يفهم مغزى الكلام الذي أطرب مسمعه: أحمد بدي أروح على بيت أهلي

وكرد تلقائي اعتاد على قوله: روحي بس ما تتأخري

قفز الذي أتى الآن بسعادة: هيييييه وأنا يا ماما بدي أروح معك

التفت أحمد الى عماد بانزعاج: انت وجهاد ضلكو بالبيت ادرسوا اوك

وكعادته تأفف الصغير منزعجا: بابا بدي أروح مع ماما ليه يعني حسام يروح وأنا لأ

التفت أحمد الى زوجته، وفعل مثله الجميع فما قالته جذب انتباههم سألها أحمد بحزن:متى سار هالكلام يا أم البراء

مسحت أم البراء دمعة انسابت على وجنتها: امبارح بالليل هسه اتصلت عليَّا أختي أية وخبرتني

 
 

 

عرض البوم صور نها عبدالخالق العرجا   رد مع اقتباس
قديم 06-03-16, 08:51 PM   المشاركة رقم: 12
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Mar 2016
العضوية: 312696
المشاركات: 184
الجنس أنثى
معدل التقييم: نها عبدالخالق العرجا عضو له عدد لاباس به من النقاطنها عبدالخالق العرجا عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 120

االدولة
البلدPalestine
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نها عبدالخالق العرجا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نها عبدالخالق العرجا المنتدى : القصص المهجورة والغير مكتملة
افتراضي رد: روايتي الثانية: آهات عزفت على أوتار الألم/ بقلمــــي

 

.....يتبع.....

 
 

 

عرض البوم صور نها عبدالخالق العرجا   رد مع اقتباس
قديم 06-03-16, 08:53 PM   المشاركة رقم: 13
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Mar 2016
العضوية: 312696
المشاركات: 184
الجنس أنثى
معدل التقييم: نها عبدالخالق العرجا عضو له عدد لاباس به من النقاطنها عبدالخالق العرجا عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 120

االدولة
البلدPalestine
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نها عبدالخالق العرجا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نها عبدالخالق العرجا المنتدى : القصص المهجورة والغير مكتملة
افتراضي رد: روايتي الثانية: آهات عزفت على أوتار الألم/ بقلمــــي

 

وفي أحد المستشفيات الواقعة في حي الرمال بمدينة غزة


نظر الى ما حوله بوهن، سنواته تعدت الثمانين وما بقي بالعمر الا القليل، شعر بيد تحتضن يده ومن غيرها متأكد أنها زوجته سعاد، انها تذكره بتلك، لها نفس الملامح العيون والبشرة البيضاء والشفتين التي بلون الكرز وحتى الشامة التي في خدها الأيمن نفسها، ًعشر سنوات افتقدها، لم يتوقعها أن تفعل ما فعلت، فهي المدللة التي تطيعه في كل شيء، ولكنه لم يعلم أن الأم من أجل أولادها تضحي بأي شيء ولو كان روحها، قبلة على الجبين أيقظته من أفكاره العقيمة: الحمدالله على السلامة يا جدي شكلك بتدلع مشان تشوف غلاتك عند جدتي

تأوه بألم وهو يمسك كتفه: جدة حرام عليك ليه بتضربيني انتى عارفة اني حساس

ابتسمت الجدة على كلمات حفيدها، انه أقرب أحفادها الى قلبها، كلماته تشرح صدرها وتنسيها أحزانها، لوَّح حفيدها بكفيه أمام عينيها: جدة اعترفي سرحانة بمين، انتي عارفة جدي مخرفن ولا يمكن يفهم كلامنا

لم يكمل كلماته حتى صرخت الجدة: يا قليل الحيا في واحد بحكي عن جده هيك سدق اللي حكى عنك ما بتستحي

مثل الزعل والتفت الى جده: جدو سامع زوجتك شو بتحكي

تجاهله فهو انسان أرهقه الاشتياق لوردة أيامه، أقسم ألا يسامحها ولكن هل إن رآها ثانية سيسامحها

تنهدت الجدة بضيق عندما رأت ملامح زوجها المنزعجة، هي متأكدة أنه يتذكر من كانت بسمتها تنسيه همه، وصوتها يأسره: ان شاء الله تحسنت صحتك

أبى ذاك أن يمتزج الحزن مع كل شيء حوله، ضحك عندما تذكر البراء: جدي وجدتي اسمعوني لازم نجهز نفسنا ونعمل مقلب بالبراء

ابتسم الجد والتعب بادٍ عليه: الله يهديك يا ماهر انت بتتعبش من المقالب وكله ولا بالبراء ما برضى عليه

صوب ماهر نظراته نحو عيونه اللوزية وغمز له: ليكون بتحب البراء أكتر مني

ولابتسامة الجد ازدانت ابتسامة ثغر سعاد، فلطالما تمنت أن تبصر ابتسامته التى سرقتها الحياة منه: والله يا ماهر الك معزة خاصة عندنا
الا صحيح احكيلي كيف امتحانك اليوم

جلس على طرف السرير وتكلم بحماس: اوووه امتحان ولا أحلى الصراحة انتو عارفيني الدراسة
مو من اهتماماتي، قعدت بين أصحابي التلاتة ونقلت كل الامتحان بس في سؤال لقيت كل واحد حالل شكل رحت نقلته من البراء، لأني عارفه دحيح دراسة

الجدة مسحت على وجهها بقلة الحيلة: انت ما بتستحي شب طول وعرض وبتغش من صحابك يا جدة

قاطعها ذاك وهو يتأفف: اوووووه يا جدة مرة وحدة غشيت، كلها نقلت كم سؤال وانتي الله يهديكي عارفة انو انا بزنس ما عندي وقت لأدرس

يعلم الجد أن ماهر لم يدرس بسببه ولكنه رفض أن يقول هذا: اذا عندك بكرة امتحان روح عالبيت وادرس

ماهر وهو ينظر بدهشة مصطنعة لليمين تارة ولليسار تارة: اووووه جدي انت بتكلم حدا هون

ومد كفه لجدته ضاحكا: اضربي كفك يا جدة شكلو جدي بدو يعلمك جامعة

وشهق باستنكار: لا تكوني يا جدة بتدرسي من ورانا

ضحكت العيون قبل الشفاه، فكلامه بلسمٌ يشفي الصدور فالجد نسي كل ما كان يفكر به: لا يا حلو أنا بحكي عنك

طرق باب الغرفة، توجه ماهر نحو الباب ليفتحه
رأى أمه وأبيه وأخاه جهاد وزوجته وأخته أية وأخويه لؤي وعلاء أشار بكفة يده: لو سمحتم ممنوع الدخول بس أمي وأبوي يدخلوا والباقي انصراف

أمسك لؤي يده ونظر له باستصغار: بتفكر نفسك ظريف

ودخلوا جميعا وسلموا على الجد والجدة، نظرت الجدة الى ابنتها أم جهاد التى تقف بجانبها وهمست لها: وين بنتك نهى

أم جهاد بنفس الهمس: اتصلنا عليها وحكت هيها بالطريق

تأمل الجد زوج ابنته أبو جهاد والابتسامة تزين ثغره، من يراه يقسم أنه ابنه صحيح أن الله حرمه من الأبناء لكن أبدله بأبو جهاد: غلبت نفسك يا بني

بادله أبو جهاد الابتسامة: تعبك راحة يا عم، كيف صحتك هسه

أية جلست بجانب جدها وطوقت عنقه بمحبة: جدي بنشيلك على رؤوسنا واحنا مبسوطين

اغرورقت عيناه بالدموع: الله يحفظك يا حبيبتي

صفر ماهر بمرح وهو ينظر لجدته بخبث: اووووه جدتي غارت، كيف حبيبها يتغزل ببنت وهي قاعدة

تأفف بانزعاج ووضع يده على رأسه بألم: يمه حرام عليك والله بيوجع

أم جهاد بتأنيب: احترم جدتك وجدك

قاطعهم طرق الباب ثانية زفر ماهر وهو ينظر الى الجميع: فوق كل اللي هان كمان جاي زوار لا والله هسه أنا هأقعد بحضن واحد فيكو

جهاد نظر الى زوجته ممازحا: لا ما بينفع انت دب

ماهر رفع حاجبيه بخبث: اوووووه بتفكرني مو فاهم لك أنا خبرة، بدك زوجتك تجي بحضنك

وهرب ليفتح الباب وزوجة جهاد تود خنق ماهر لأنه أحرجها أمام الجميع، ماهر وهو يقف أمام الباب مانعا أخته نهى وأولادها من الدخول، دفته نهى بضيق وكانت تحمل علبة شوكلاته وبوكيه من الورد الجوري، فهي خائفة على صحة جدها: ماهر بلا غلاسة بدنا نفوت

أزاح لهم ماهر الطريق بهدوء غريب وأمسك يد البراء وخرج من الغرفة، لم ينتبه لهما أحد توزعت نظرات نهى على الجالسين ووضعت علبة الشوكلاته على الطاولة وبجانبها بوكيه الورد الجوري واتجهت نحو جدها وقبلته على جبينه ويده: الحمدالله على سلامتك يا جدي ما تشوف شر

سحبها الجد من يدها وأجلسها جانبه ونظر الى عينيها العسليتين، فهو يعشقها فهي تذكره بالتي رحلت ولم تعد: الله يسلمك يا بنتي وين جوزك

لم يكمل كلماته حتى رأى طيفا بجانبه، التفت فرأى أحمد زوج نهى، قبل أحمد جبينه: الحمدالله على سلامتك يا عم

أية نظرت الى زوج أختها وهي تضحك بصوت مكتوم: أبو البراء ليه لابس الروب

التفت اليها أحمد وسألها بضحكة: ليه يعني، ليكون أول مرة تشوفيني لابسه

أية وهي تهز رأسها باعتراض هزات متتالية: لا طبعا بس انت جاي تزور جدي ولا جاي تشتغل

الجد بابتسامة رضا: الله يوفقك يابني

وقرص أية من يدها: وشو فيها لما يزورني ويشتغل بنفس الوقت، هادا رزقه ولازم يتعب مشانو

أية وهي تمسح يدها بتمثيل: جدو وجعتني كتير

التفت الجميع الى ماهر الذي يلهث وعلامات الانزعاج بادية على وجهه: اوووه كلكم هان يلا يلا كلو برا

نظرت اليه أم جهاد بطرف عينها: ليكون المستشفى مكتوبة باسمك لتطردنا

ماهر وهو يرفع يديه للأعلى: يا رب أصير مدير هالمشفى

وكأن القدر لم يشأ أن تنتهي هذه الجلسة إلا والحزن يكتسي ملامح الجميع، سعل الجد بشدة وأخذ يلهث، اقترب الجميع منه بخوف فهمس باسم تناساه الجميع منذ زمن: سارة نادولي سارة
أشار أحمد للجميع بالخروج، لكن سعاد أبت أن تخرج فهي خائفة على زوجها، وماهر أيضا أبى أن يخرج

وبعد لحظات قليلة
أمام الغرفة التي بداخلها الجد

نهى وهي تحتضن أمها: ماما هسه بصير بخير، لا تعيطي

أهناك أشد وجعا من تذكر الأحباب، في كلام من حولك: شفتي كان بنادي اسمها، يا ريت بعرف مكانها كان زرتها أول وحدة، حتى شقتها اللى كانت عايشة فيها، تركتها ورحلت بس أنا غبية قاطعتها أول زواجها زي ما الكل قاطعها

مسحت دموع والدتها، وفسحت المجال لدموعها أن تتناثر، علها ترتاح فسارة ليست خالتها ولا توأمها لا بل روحها، كن يلعبن مع بعضهما البعض، وتدافع كل واحدة عن الأخرى، إلى أن جاء ذاك الوحش الذي خطفها منها، نعم وحش فأفعاله تدل على ذلك: ماما ما تعيطي، مصيرنا بنشوفها

وكيف لها أن تنسى من كانت تخطئ وتناديها بماما، فهي التي ربتها مع ابنتها سرحت شعرها، ساعدتها على ارتداء ملابسها أوصلتها للمدرسة بنفسها في أول يوم لها بالمدرسة، ولم تنسى نظراتها يوم أن فارقتها: كلنا السبب حقيت منعناها تروح

وهل ستسمع لنا يا أمي وهل هناك قوة في العالم، تستطيع منع أم أن تتخلى عن فلذة كبدها: ماما انتى عارفة سارة عنيدة ولا يمكن تتخلى عن أولادها مشانا

وكالطير المذبوح كانت تبكي، وبصرخاتها المكلومة تهذي: راح عزوتي راح سندي، هو كان بخير، وبتكلم معنا كيف راح هيك بغمضة عين

سقطت على الأرض بانهيار فتلقتها أيدي البراء: ستو هو بخير ما تعيطي

وكيف لها أن تصدقه، وبأم عينيها رأت أحمد يستخدم جهاز الصعق الكهربائي ليعيد له نبضه الذي توقف

خرج ماهر والدموع حبيسة مقلتيه، هزته أمه بعنف: ماهر شو مالك، جدك فيه شيء احكي

أخفض ماهر رأسه ولم يتكلم، أهناك ما يقدر على قوله والذي بالداخل توقف نبضه، لم تستوعب أم جهاد ماذا حدث فقبل لحظات قصيرة كان والدها بخير، يتحدث معهم، يضحك معهم، لكن يبدو أن القدر سرقه منهم احتضن ماهر أمه التي تبكي، وجلس البراء على ركبتيه واحتضن الى صدره جدة والدته التي ما زالت الصدمة تكتسي ملامحها ودموعها تسيل بلا شعور، وشهقة مصدومة خرجت من فيه تلك، لتكتمل بذلك لوحة حزينة لترتسخ ضمن ذكريات هذه العائلة

 
 

 

عرض البوم صور نها عبدالخالق العرجا   رد مع اقتباس
قديم 06-03-16, 08:55 PM   المشاركة رقم: 14
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Mar 2016
العضوية: 312696
المشاركات: 184
الجنس أنثى
معدل التقييم: نها عبدالخالق العرجا عضو له عدد لاباس به من النقاطنها عبدالخالق العرجا عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 120

االدولة
البلدPalestine
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نها عبدالخالق العرجا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نها عبدالخالق العرجا المنتدى : القصص المهجورة والغير مكتملة
افتراضي رد: روايتي الثانية: آهات عزفت على أوتار الألم/ بقلمــــي

 

وفي أحد الحارات القديمة الواقعة في حي النصر بمدينة غزة كان هناكـ منزل أبو مهند

نظرت الى أولادها الثلاثة وابنتها ذات الاثنتي عشر ربيعا، وضعت كفها على قلبها لوهلة شعرت أن قلبها سيخرج من بين ضلوعها، تناهى الى سمعها صوت خائف قلق: ماما مالك

تنهدت بحرارة وهي تمسح دموعاً زارت مقلتيها: حبيبتي ما في شيء

كلمة ( لا شئ ) تعني أن هناك كثيرا من الأشياء الموجعة نخشى الافصاح عنها

أمسكت صنارتها وبدأت بنسج الصوف وهي تتأمل أمها تارة والصوف تارة أخرى، امتلكت موهبة الكورشيه منذ صغرها، تعلمتها من والدتها، ناداها مصعب الصغير: أسيل اعملي لالي بلوزة زي هادا اللون

أسيل بابتسامة وهي تود أن تنسى حزنها: يلا يا شطور احكي هادا لون شو

مؤيد بحماس: اللون الزهري هههه أنا أشطر منه جاوبته بسرعة

مهند وهو يحل واحباته: أسيل مو عارف أحل هادي المسألة

نظرت إليه أسيل نظرة عتب، لكنه لم يكترث هو يعلم أنها لن تقول شيء، بوجود أمها وتوجه نحوها وأشار باصبعه السبابة على المسألة التي استعصى عليه حلها، نظرت إليه بتمعن ثم نظرت الى المسألة، تكلمت بهدوء: كان أبو سالم يملك خمس دجاجات فذهب الى السوق واشترى عددا من الدجاجات ووضعها بالحظيرة فأصبحت لديه عشرون دجاجة فكم اشترى أبو سالم دجاجة من السوق

قاطعها مصعب بحماس: أسيل أمانة اشتري لالنا جاجة مشان نربيها عندنا وتبيض بيضة

تنهدت أسيل باستياء: مصعب هسه احنا بندرس بعدين بنتكلم

مهند وهو يأخذ الكتاب بعصبية من أسيل: عيلة مقرفة حتي الواحد ما بعرف يدرس وانتي مية سنة لما تفهميني السؤال يعني ما قدرتي تحكي عشرين ناقص خمسة يساوي خمستعش، شو بنحكي غير انك وحدة غبية

فغرت أسيل فاها ببلاهة، تأفف مهند وهو يقف: هسه بدي أروح ألعب كورة مع أولاد الحارة ناموا ما تستنوني

كادت أسيل أن تجن، لقد تمرد هذا الصغير أمسكت يده بعصبية: مهند هسه الدنيا ليل وما في حدا بيلعب بهادا الوقت

أم مهند وهي تبكي: مهند حبيبي ما تطلع برا

جلس مهند وهو يرمي كتابه بغضب: اووووف عيلة معقدة

همست أسيل لأخويها مؤيد ومصعب: حبايبي يلا كل واحد فيكم يروح ينام مشان أجيب لالكم هدية زي ما وعدتكم

ذهب مؤيد ومصعب الى غرفتهما بعد أن قبلا أسيل وأمهما، تجاهلت أسيل مهند الذي كان منكب على حل كل مسائل كتاب الرياضيات، هي تعلم أنه ذكي ويستطيع حل مسائل أكبر من مستواه،لكن استغربت سؤاله لها عن مسألة ليست صعبة بالنسبة له، يا لها من غبية الآن فهمت لعبته أراد أن يسألها السؤال ليظهر لها أنه يستطيع أن يكلمها متى أراد، ويستطيع فعل أي شيء دون معارضة أحد، ودت لو توبخه لكن لا تريد لأمها أن تتألم بسببها، ستكلمه غدا عندما يذهبون الى المدرسة

 
 

 

عرض البوم صور نها عبدالخالق العرجا   رد مع اقتباس
قديم 06-03-16, 08:58 PM   المشاركة رقم: 15
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Mar 2016
العضوية: 312696
المشاركات: 184
الجنس أنثى
معدل التقييم: نها عبدالخالق العرجا عضو له عدد لاباس به من النقاطنها عبدالخالق العرجا عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 120

االدولة
البلدPalestine
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نها عبدالخالق العرجا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نها عبدالخالق العرجا المنتدى : القصص المهجورة والغير مكتملة
افتراضي رد: روايتي الثانية: آهات عزفت على أوتار الألم/ بقلمــــي

 

وفي أحد الحارات القديمة الواقعة بحي النصر في منزل أم هاني

أيوجد بقلبها رحمة لكي تفعل هذا، لا يصدق أنها أمه سألها وهو يكتم غضبه: يمه جد اللي بتحكيه

وبقهر أجابته فقد سُرق ربع المال التي كانت تملكه انها تحتاجه وبشدة: اه بتكلم جد وليه هو ببين عليّا اني بكذب

مسح على وجهه بقلة صبر: يمه الله يهديكي البنت بتدرس وبتصرف على عيلة كاملة وأمها مريضة كيف بدها تشتغل معك

لم ترد عليه فهي تشعر بالذنب، ولكن تعتقد أن أسيل ستساعدها كثيرا عندما تأتي للعمل معها، أمسك هاني يدها ونظر إليها نظرة استعطاف: يمه لا تخليها تشتغل معك

لم تجبه أمه يبدو أنها مصرة على أن تعمل أسيل معها، ذهب هاني الى غرفته وفتح حصالته التي يخبئها بفتحة في الجدار خلف سريره، حتى لا يراها أحد، وأخرج منها 450 شيكل، قلبها بين يديه بابتسامة وهمس: ولأجل نظرة من عينيك يهون التعب

وذهب الى حيث كانت أمه تجلس ومدَّ
اليها المال والابتسامة تزين ثغره، نظرت له بدهشة: هاني من وين لالك هادي الفلوس

تكلم بثقة لا حدود لها، وكأن التي أمامه ستتقبل ما يقوله بصدر رحب: هادي الفلوس اللى كنت مدخرها من شغلي، خديها وما تخلي بنت أم مهند تشتغل معك

غضبت أم هاني من تصرفه، بعد أن استوعبت ما قال: انت مجنون خد فلوسك ما بدي اياها

لكنه أقسم أن تأخذها وهمس: يمه لا تظلمي البنت، وخدي هادي الفلوس ولا تفكريني اني زعلان أو شيء بالعكس عسل على قلبي

تأكدت أم هاني من أن هاني يحب ابنة جارتهم هي كانت تعتقد هذا منذ زمن، لكنها كانت غير متأكدة من ذلك، ترددت من أخذ النقود من ابنها، لكنها تحتاجهم وبشدة، فهم ليسوا لها: هاني صح انت كنت محتاجهم

وضعهم بيد أمه وأقسم ثانية: يمه والله مو محتاجهم خدي حلال عليكي هادي الفلوس

التفت الى الخلف وصوت أكره انسان على قلبه يقول بلسان ثقيل: انت مو محتاج فلوس بس أبوك محتاج يلا هات الفلوس اللى معك

أبوه أهذا يحمل من الأبوة شيء، وهو يجبر أولاده على العمل من أجل شراب فاسد يسكبه في فيّه
ومنكرات يهاجر بفعلها: ما معي فلوس

نظر الأب الى كف زوجته التى تمسك بعضا من المال ولعابه يسيل: وانتي يا مره لمين الفلوس اللى معك

أم هاني نظرت اليه بقرف: هادي الفلوس لوحدة خلتهم معي أمانة

توجه نحوها ونظراته صوبها على المال، يحلم بأخذها، لكن هاني كان له بالمرصاد وقف أمامه ومنعه من التقدم، صرخ أبو هاني بعصبية: حقير ابعد عن طريقي

وكالعادة انتهى الشجار بطرد هاني من المنزل بسبب والده ولكنه اطمئن أن أمه دخلت الى غرفتها وأقفلت عليها الباب، جلس على عتبة بيتهم يحاكي القمر فالليل حالك ولا أحد من المارة في الشارع، سخر من نفسه فمن يتجول بحارة مليئة بالقمامة ( أعزكم الله ) ولا يوجد بها مكان جميل، نظر الى البيت المجاور بعينين تشع محبة، ما بال روحي اليوم تعج بـ إشتياق قاتل أين أنت من نبضي الآن أشتاقك حد الوجع وأكثر، وبعدها أخفض رأسه يفكر في حياته المأساوية

 
 

 

عرض البوم صور نها عبدالخالق العرجا   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
آهات, أوتار, الألم/, الثانية:, بقلمــــي, روايتي, عزفت
facebook



جديد مواضيع قسم القصص المهجورة والغير مكتملة
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 06:26 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية