لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 20-02-16, 01:08 PM   المشاركة رقم: 36
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Feb 2011
العضوية: 216585
المشاركات: 468
الجنس أنثى
معدل التقييم: منى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1595

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
منى لطفي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : منى لطفي المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: جوازة.. نت!!... رواية بقلمي/ منى لطفي...

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهرة منسية مشاهدة المشاركة
   ايوة منمن نزليها بدرى دلوقتى لو تحبى احنا مش ممانعين حمستينى يا بنت مفاجأة هتخلى سيفو يبكى مش قادرة اتخيل يالا منمن نزليها بليززززززز

تؤمري يا قمر لعيونك بجيب بنوتي من الدرس وبرجع أنزل الفصل فورااااااا عندي كم زهورة انا ومايا وكل الصحبة الحلوة اموووووواه

 
 

 

عرض البوم صور منى لطفي   رد مع اقتباس
قديم 20-02-16, 01:44 PM   المشاركة رقم: 37
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jul 2014
العضوية: 271387
المشاركات: 11,135
الجنس أنثى
معدل التقييم: bluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 13814

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
bluemay غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : منى لطفي المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: جوازة.. نت!!... رواية بقلمي/ منى لطفي...

 
دعوه لزيارة موضوعي

يا عمري يا منمن كلك ذوووق يا عسل

زهورتي مشكووورة ع الزن من اجل الفصل يسلملي الزنان لووول


طبعا اعذروني راحت علي نومة مع انو بالعادة ما بنام >> فيس خجول ومتحسر انه ما زن مشان ينزل الفصل يلا خيرها بغيرها ههههه

 
 

 

عرض البوم صور bluemay   رد مع اقتباس
قديم 20-02-16, 01:58 PM   المشاركة رقم: 38
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Feb 2011
العضوية: 216585
المشاركات: 468
الجنس أنثى
معدل التقييم: منى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1595

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
منى لطفي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : منى لطفي المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: جوازة.. نت!!... رواية بقلمي/ منى لطفي...

 

الحلقة الثـالثـة:
استيقظت منة صباح اليوم التالي وكانت قد ضبطت منبهها على وقت صلاة الفجر، بعد ان اغتسلت وصلّت فريضتها، قرأت قليلا في كتاب الله الى أن أشرقت الشمس وانتظرت قليلا ثم صلّت ركعتي الضحى كعادتها يوميا، ارتدت ملابسها وهي في حالة وجوم وعدم فهم فبالأمس لم يُرضي فضولها أيًّا من أهلها، فقد أخبرتهم بنبأ سفرتها القصيرة الخاصة بالعمل مع مديرها وتفاجأت بقبولهم للنبأ من دون أدنى اعتراض، مما جعلها تصمت و تقرر مُفاتحة احمد شقيقها في الامر فيما بعد كي تفهم كيف وافقوا على هذا الأمر؟...، ولكن أحمد خرج في المساء وهي كانت من التعب فلم تستطع انتظاره ونامت، والآن هي لا بد لها من أن تفهم كيف؟، ولما؟....
نظرت الى نفسها في المرآة بعين راضية لملابسها المكونة من قميصا ابيض فضفاض يصل الى فوق الركبة بقليل وأسفل منه بنطال قماشي أسود اللون، وانتعلت حذاءا رياضيا أبيض ولفت وشاحا أبيض يداخله تعاريج سوداء اللون بطريقة محتشمة وانيقة في ذات الوقت واكتفت بارتداء ساعتها الجلدية السوداء اللون، كما ارتدت حقيبتها اليدوية السوداء الجينز بشكل عكسي كالمعتاد، ولم تضع سوى واق للشمس نظرا لحساسية بشرتها تجاه اشعة الشمس الحارة.....
انضمت الى أمها في المطبخ وكانت تقوم باعداد الفطور مع ام محمود والتي تأتي مع نسمات الفجر وتعود الى بيتها بعد العِشاء..
تقدمت من امها وقبلت رأسها ملقية تحيه الصباح عليها وكانت الاخيرة واقفة امام الطاهي تصنع قرص البيض المقلي الذي يحبه افراد عائلتها ، ابتسمت الأم وقالت:
- صباح النور يا منونتي، التفتت منة الى ام محمود ملقية تحية الصباح والتي ردتها بصوتها الحنون..
سألت منة أمها:
- هو احمد لسه نايم يا ماما؟
الأم :
- لا بيتهيالي يا حبيبتي صاحي من ساعة ما رجع من صلاة الفجر مع باباكي ما نمش...
قالت منة بابتسامة:
- طيب هروح احضر السفرة علشان ما اتأخرش انت عارفة مشواري طويل انهرده..
حاولت منة التلميح لأمها علّ وعسى يصدر منها أى اشارة تجعلها تعرف الاجابة عن سؤالها ولكن امها لم يصدر منها أي شيء وتابعت تحضير الفطور بشكل طبيعي...

تجمعت العائلة حول مائدة الطعام، يتناولون إفطارهم وسط مشاغبات منة واحمد المرحة وان كانت منة تكاد تتحرق غيظا للانفراد بأخيها فاحساسها يخبرها انه يتعمد الهروب من سؤالها الظاهر في عينيها وكلما بادرت بالحديث في موضوع سفرها يقوم بتغيير الكلام فورا!!...
انطلقت رنة المحمول الشخصي لأحمد فطالع الرقم ثم نقل نظره الى شقيقته قائلا بابتسامة:
- اجهزي يا منون، دا سيف اتفقت معاه انه يديني رنة لما ييجي تحت...
ابتعلت منة باقي الطعام في فمها بصعوبة ثم شربت جرعة ماء كبيرة كادت تسعل على أثرها، انها اول مرة ترافق رجلا غريبا عنها لأي مكان!، دائما تنقلاتها كانت مع صديقاتها او شقيقها وأبيها، حتى عندما كانت تصدف الظروف وتضطر للعودة من كليّتها مع صديقة لها وشقيق الأخيرة لم تكن بمفردها، كانت برفقة صديقتها، كتمت تأفف بداخلها وقامت محاولة عدم الظهور بمظهر المغلوب على أمره....
قبّلت رأس والديها قبل ان تستدير منصرفة يتبعها احمد بنظرات شقية تلمع في عينيه وقد ابتسم لذويهما ابتسامة مشاغبة جعلت كلا من الاب والام يبتسمان بالمقابل ملوّحيْن له بالتحية..

خرجت منة من باب العمارة السكنية التي تقطن فيها مع اهلها، شاهدت سيف وهو يقف امام سيارته الرياضية مستندا بجذعه على مقدمتها ناظرا الى اللا مكان أمامه، وكان يرتدي ملابسا غير رسمية لم يسبق لها وان رأته يرتدي مثلها من قبل، فهو دائما ما يرتدي حُلل كاملة واحيانا يستغني عن ربطة العنق، اما اليوم فهو يرتدي زيا عاديا، جالت بنظراتها فيما يرتديه ابتداءا من سرواله الجينز الاسود اللون مرورا ببلوزته القطنية البيضاء اللون والتي تحمل ماركة ثياب معروفة على جانب منها، وكان رافعا لنظارته الشمسية اعلى رأسه، بينما لحيته الخفيفة قد أكسبته منظرا رجوليا ساحقا، اندهشت منة من ألوان ثيابه فهي ذات الالوان التي ترتجيها ودعت الله ألا ينتبه الى هذه المصادفة، وسرعان ما نفضت هذه الافكار جانبا وحمدت الله لارتدائها نظارتها الشمسية،لاخفاء نظراتها المشدوهة عنه، شدّت منة قامتها وخرجت من ظلال بوابة العمارة متجهة حيث كان سيف في انتظارها..
اعتدل سيف واقفا ما ان ابصرها خارجة راسما ابتسامة مرحبة على فمه الحازم وقال:
- صباح الخير يا منة...
اجابت منة بهدوء:
- صباح الخير يا باش مهندس...
اخفى سيف امتعاضه من طريقتها الرسمية في الرد عليه، وتابع ببشاشة:
- اتأخرت عليكي؟
قطبت منة ونفت بهزة من رأسها، فتح سيف الباب المجاور للسائق داعيا اياها للدخول وهو يقول:
- طيب اتفضلي...
تقدمت منة بخطوات بطيئة وما ان همت بالدخول الى سيارته وقد كانت قاب قوسين او أدنى من ان ترفض الركوب بجواره مفضلة الركوب في الخلف ولكنها خجلت فهو ليس سائقها الخاص لتفعل ذلك!!...
دعت الله في سرها أن يخرجها من هذا المأزق وتأففت بداخلها للمرة الألف لاعنة نفسها انها لم ترفض هذا المشوار من الأساس....، وكأن اهل استجاب لدعائها فما ان همّت بالدخول حتى فاجأها من تقدم سريعا للجلوس في المقعد الامامي مما جعلها تفغر فاها دهشة، ثم ما لبثت ان افترت أساريرها عن ابتسامة واسعه وكادت ان تميل على هذا الراكب تشبعه قبلات، فلم يكن سوى......أحمد!!...
قطب سيف ناظرا الى احمد الذي جلس بكل أريحية في المقعد المجاور للسائق، مال عل النافذة المفتوحة بجواره ونظر اليه شزرا هامسا من بين اسنانه بحدة مكبوتة محاولا ألا يصل أسماع منة شيئا مما يقولانه:
- أفهم حضرتك بتعمل ايه هنا؟
أحمد ببراءة مزيفة:
- ايه انت مش هتسافر انت ومنة وقلت لي امبارح وانا وافقت؟!، مسافرين زي ما انت طلبت!!...
سيف وقد بدأ غضبه بالاشتعال:
- ايوة بس احنا ما اتفقناش على كدا!، انا قلت لك انا ومنة مسافرين واظن انت عارف كويس اوي سبب طلبي دا، ايه اللي حشرك معانا؟!..
كتم أحمد ضحكة كادت تفلت بصعوبة وبدلا من ذلك رسم الجدية على ملامحه وهو يجيب بخفوت مماثل:
- بديهي انى اسافر معاها!، انت قلت لي انه فيه شغل عاوز منة معاك فيه وانا وافقت، ماجتش مناسبة انى اقولك انى هسافر معاكم، وبعدين السبب اللي انت قولتهولي هو اللي خلَّا الحاج عبد العظيم يوافق على سفرها علشان يديكم فرصة زي ما طلبت قبل ما تتقدم لها رسمي!، ولولا انى معكم دلوقتي كنت تحلم انها تقرب من عربيتك بس، ودلوقتي اتفضل علشان نلحق نروح ونرجع في النور....
خبط سيف باب السيارة مغلقا اياه بشدة بعد ان همس له من بين اسنانه:
- ابقى فكرني أقتلك بعد ما نرجع!، عموما مردودالك... انا مابسيبش حقي ابدا!!، .... ارتسمت على شفاه احمد ابتسامة مغيظة ولم يُعقب، فتح سيف الباب الخلفي مشيرا لمنة بالجلوس والتي كانت تقف على بعد خطوات منهما فلم تسمع شيئا من الجدل الذي دار بينهما، فدخلت وابتسامتها تنير وجهها بعد ان أطلقت أنفاسها المحبوسة ترقباً!!.......
انقضت الفترة الاولى من الرحلة في هدوء لا يقطعها سوى بعض الاحاديث الخفيفة بين احمد وسيف والذي كان يجيب ببرود وقد أوشك في مرة من المرات على دفع أحمد من العربة، فكلما وجه عبارة ما الى منة وجده هو من يقفز مجيبا عليه!،... حتى أوشك على رميه من السيارة عدة مرات!،...وكل مرة ينظر اليه شزرا بينما الآخر يلاعب له حواجبه الكثيفة بإغاظة!،....ومنة لا تشعر بأي شيء غريب، فهي لم تكن مولية اياهما أي اهتمام....، وكانت جلستها خلف شقيقها، وحدث في مرة من المرات ان صاح احمد بحدة:
- سيف، حاسب... انت رايح فين؟!، مش شايف النص نقل اللي على يمينك؟!، داخل رشق فيها كدا ليه؟!..
كاد سيف ان يتسبب في حادثة مروعة عندما جنح الى اليمين بشرود غير منتبه الى هذه سيارة النقل الضخمة والتي أطلق سائقها بوق عال مع سباب صارخ متدافع!، فما كان من سيف الا ان أوقف السيارة جانبا قليلا ريثما يلتقط أنفاسه، والتفت بلهفة ليطمئن على منة التي بادلته نظراته القلقة بأخرى متسائلة عن سبب شروده المفاجيء، سألها بلهفة لم يستطع مداراتها:
- انت كويّسة يا منة؟..
أومأت منة برأسها ايجابا مجيبة بهدوء:
- الحمد لله ، ربنا ستر..
قاطع أحمد حديثهما قائلا بنزق:
- كويسة يا سيدي الحمد لله، ممكن انت بقه تركز في السواقة يا تنزل وأسوق أنا؟!، المشوار صغير لحقت تتعب من السواقة كدا بسرعة؟..
كاد سيف أن يلكم احمد على فمه علّه يكف عن مرحه السمج ذاك، ولم يعلم بماذا يجيبه؟، ترى ما سيكون ردة فعله إن أخبره أن سبب ما كاد أن يحدث هو تركيزه على مراقبة منة في المرآة الخلفية!،.... فجلوسها خلف احمد جعل من الصعب عليه رؤيتها مما دعا به الى تسليط المرآة عليها هي وبالتالي لم يعي أي شيء مما يسير بجانبه!،...سواءا من جهة اليمين أو اليسار!!.
ألقى سيف بنظرة سخط ممزوجة ببرود الى احمد قبل ان يدير المحرك ثانية لمعاودة رحلتهما والتى انقضت وسط صمت تام هذه المرة!!...

 
 

 

عرض البوم صور منى لطفي   رد مع اقتباس
قديم 20-02-16, 01:59 PM   المشاركة رقم: 39
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Feb 2011
العضوية: 216585
المشاركات: 468
الجنس أنثى
معدل التقييم: منى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1595

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
منى لطفي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : منى لطفي المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: جوازة.. نت!!... رواية بقلمي/ منى لطفي...

 

وقفت منة تطالع الأفق البعيد الذي تنتشر فيه الغيمات بشكل فنيّ لا يقدر مخلوق على رسمه، اغمضت عينيها وتنفست عميقا تعبّ من الهواء المحيط بها والمشبع بعطر البحر المنعش، سمعت صوتا أجشا يأتيها من الخلف قائلا:
- عجبك المنظر؟...
فتحت منة عينيها وقالت وابتسامة طفيفة تلوح على كرز شفتيها من دون ان تلتفت الى محدثها:
- منظر جميل بجد، سبحان المبدع العظيم، كل مرة أشوف فيها البحر كأني بشوفه لأول مرة، البحر دا دنيا غامضة وعميقة، بحس اني بحبه بس في نفس الوقت بخاف منه!...
التفتت اليه وهى على وقفتها مكتفة ساعديها والابتسامة لا تزال تنير وجهها الفتيّ، بينما تقدم سيف منها بضعة خطوات يتلاعب الهواء بشعره وبخصلته الشاردة التي تتحدى يدها في ان تتقدم اليها معيدة اياها الى الخلف مع باقي زميلاتها من خصلات شعره الابنوسي!،... قال سيف بابتسامة بينما تقطيبة خفيفة تعتلي حاجبيه الكثيفين:
- تعبير غريب!، بتحبيه بس بتخافي منه؟، هو ممكن الحب والخوف يجتمعوا سوا؟؟..
نظرت منة اليه بابتسامة في عينيها مجيبة:
- أكيد!،.. انت اكيد بتحب باباك بس في نفس الوقت بتخاف منه صح؟، انتظرت الى ان وافقها بايماءة من رأسه قبل ان تتابع شارحة:
- أنت بتحب باباك بس بتخاف على زعله وبتعمل حساب غضبه، انا كمان بحب البحر بس بحس ان غضبه زي الاعصار..، متقدرش تقف في وشّه، لكن مقدرش غير اني أحبه، وما اصدق اشوفه علشان أفضفض له باللي جوايا، بيسمعني وبحس بموجه كأنه بيردّ ويطبطب عليا!!..
غشيت عيناها نظرة رقيقة بينما كاد هو أن يجز على أسنانه غيظا وغيرة من هذا الـ.......بحر!!...، ترى هل سيستطيع يوما ان يجعلها تتحدث عنه بمثل هذا الشغف الذي يملأها للـ.....بحر؟!!....
نظر اليها سيف بنظرة عميقة من عينيه الناعستين وهو يتحرق شوقا لأن يرى عينيها تطالعانه هو بمثل هذا التوق والشغف اللذان تطالعان به غريمه....البحر!!..
لا يدري سيف ماذا هذا الذي تثيره فيه هذه الصغيرة؟،...،لم يكن سيف من المندفعين وراء مشاعرهم بل كان يعمل عقله في كل أموره صغيرة كانت أو كبيرة!، أما بالنسبة الى اختيار شريكة الحياة، فكان يكفيه ان تكون من أصل طيب ومنزل محترم على قدر من الخُلق والثقافة، ولم يكن يلتفت الى الجمال كثيرا ولكن بالطبع أن يحوز شكلها على قبوله، حتى يستطيع المضي قدما في حياته معها، ولكن فجأة دخلت هذه الفاتنة المشاغبة الصغيرة في لحظة غفلة منه،بابتسامتها الشقية وعينيها المرحة، لتعيث في مشاعره وقلبه بل وعقله على حد سواء...فسادا!!، لا يستطيع أن يحدد متى على وجه التحديد بدأت حسابات العقل والمنطق لديه والخاصة بمواصفات النصف الآخر تختلف؟!، ولكنه يعلم تماما أنه في نفس اللحظة التى دخلت فيها منة من باب مكتب أخيها ذاك اليوم الذي رآها فيه أول مرة ، هي ذاتها اللحظة التى دخلت الى قلبه مندفعة وبقوة ليشرع لها قلبه أبوابه على مصراعيها!!، ولكن ما يجعله يكاد يقتلع شعر رأسه غيظا هو شعوره الخانق من أنه وحده من يعاني مثل هذه الاحاسيس الشائكة!، ولكن... تبا له ان لم يجعلها تهيم به تماما كما يهيم هو شغفا وحبا بها وكأنه أصبح مجنون...منة!!،.. فهو يعلم تماما مدى جاذبيته والتى جعلت الفتيات في الجامعه يتذرعون بشتى الوسائل في سبيل محادثته والتعرف اليه...
اقترب سيف بضع خطوات وقد تسمرت عيناه على هذا المنظر الرائع امامه والذي لم يكن للبحر أي يد فيه...، بل هو مشهد هذه الحورية الفاتنة والتي تسللت بضع خصلات من وراء حجابها لتتطاير بفعل الهواء حول وجهها مما جعل أصابعه تتحرق لأعادتها الى مكانها الأولي ليخفيها عن الانظار وان كان شيطانه يهمس له بأن يدعها كي يُملي عينيه من حسنها، فهو يكاد يقسم أن هذا الشعر له ملمس الحرير وانه ان فلت من عقاله فسيتسبب في وقوع صرعى له من فرط الجمال الثائر الذي يمتلكه!!....، انتبهت منة لخصلاتها المتطايرة من وراء وشاحها الرقيق فقامت باخفاءها باصبعها الابيض الصغير مما جعل سيف يعض على باطن شفته السفلى من رقة حركتها متخيلا هذا الخصلات وهى تلامس صفحة وجهه او ماذا سيحدث ان لامسه هذا الاصبع بمثل هذه الرقة مداعبا صدره حيث خافقه يضخ الدم بسرعة عالية يكاد صوتها يصم الآذان؟!..
سعل سيف ليجلي حنجرته كي يفيق من أتون هذه المشاعر المتدفقة وما ان فتح فمه ليهم بالكلام مع هذه الانثى الشاردة والتي تطالع البحر بافتتان أشعل نيران الغيرة في صدره، حتى انطلق صوت صاخب بجوارهما يهتف قائلا:
- سيف، منة...، ياللا العميل جِه ومستنيكم..
أغمض سيف عينيه بشده قهرا من هذا الصديق اللدود في حين أسرعت منة لموافاة شقيقها، بينما كتم سيف شتيمة بذيئة كادت أن تفلت من بين شفتيه الحازمتين...
لحق سيف بمنة واحمد وما ان وصل بجوار هذا الأخير حتى جذبه من مرفقه بشدة أذهلته وتحدث سيف بغيظ من بين أسنانه:
- خليك مستظرف دمك كدا لما أغطسك في المالح انا انهرده واخلص منك!!،...، نظر اليه أحمد بنصف عين وقال ببراءة زائفة:
- ليه بس يا أبو السيوف!، انا كنت عملت حاجه؟!، عموما مش ههون عليك، وان هونت عليك مش ههون على منونتي اختي حبيبتي....
قرب سيف وجهه من احمد وقال بينما لمعت عيناه بنظرة تملك قويّة وصوته أصبح خافتا يحمل نبرة تحذير واضحة:
- جرّب تدلعها تاني وتقول منونتي وانت تشوف هيجرالك ايه!..
ضحك احمد بغرابة قائلا بدهشة واضحة:
- انت اتهبلت يا سيف؟!،.. دي أختي...
ليقاطعه سيف بقوة قبل ان يتم حديثه قائلا:
- ولو!!،... ما تدلعهاش قودامي لو سمحت،..ويا ريت ما تدلعهاش خالص لا قودامي ولا من ورايا!!..
حدّق احمد فيه بحيرة واضحة وتحدث قائلا:
- سيف بقولك ايه ما تخضنيش عليها وتقلقني منك!،... اعقل كدا بدل ما أفشكلهالك من قبل ما تتقدم لها رسمي حتى!!..
سيف بمداهنة وابتسامة صفراء تزين وجهه الرجولي الذي ينضح وسامة وجاذبية:
- لالالا وعلى ايه ... انت عارف انت حبيبي من أيام الجيزة، هو انت تكره ان جوز اختك يبقى بيـ....، وبدلا من ان يقول لفظة غيرة والتى كانت ستتسبب في لكمة له من يد احمد لا محالة استعاض عنها بكلمة.....خوف، فقال:
- يبقى بيخاف عليها كدا؟، انت بس همتك معايا وخليها توافق، وليك عليا أي حاجه عاوزها هنفذهالك، بس يا ريت يا احمد سيبني اعرف اقولها كلمتين على بعض أومال هفاتحها ازاي؟!، مش كفاية هي خلقة بتهرب مني كل ما بقرب لها!..
احمد بجدية مصطنعه وهو يهز في رأسه موافقا:
- تصدق فعلا!. هتوافق عليك ازاي ولا اساسا هنفاتحها ازاي وانا بحس انها كل ما بتشوفك زي الطفل اللي شاف حقنة قودامه وبيصرخ علشان ما يخدهاش حتى لو كان فيها الشفا!!
أجابه سيف من بين اسنانه:
- الله عليك يا رافع معنوياتي انت!، حُقنة!!،.. انا حقنة!!،.. عموما مالكش دعوه هقنعها تاخد الحقنة طالما فيها الشفا ان شاء الله زي ما بتقول، ودلوقتي ياللا يا فالح اتأخرنا عليها اوي..
انتظر حتى تقدمه احمد ببضعة خطوات ليتمتم بينه وبين نفسه قائلا بغيظ حانق:
- حقنة!!،.. وانت الصادق انت اللي شَربة بس هعمل ايه مضطر أشربها علشان خاطر عينيها....، ثم سار لاحقاً بأحمد ومنة...

تم التعارف بين صاحب الفيلا الاستاذ طارق السعدي رجل الاعمال المعروف وزوجته غادة، و منة وسيف المسؤولان عن بناء وديكور فيلاتهما، وأحمد بصفته مهندس انشائي وشريك في المكتب الهندسي...
بعد أن تناقش الجميع بخصوص الفيلا وأعرب طارق وغادة عن سعادتهما من سرعة سير العمل، انبهرت غادة بالتصميم الداخلي لديكور الفيللا والذي وضعته منة، واشادت به قائلة أنه يفوق ما تخيلته بمراحل، وفرحت منة لهذا المديح، كانت منة قد شعرت براحة عميقة تجاه غادة بوجهها البريء وان لم يخلو من مسحة حزن غالبا ما تطفو عندما تعتقد بانشغال الباقين عنها، ولم يفت منة نظرة الشحن في عينيها الرائعتين بخضارهما الزيتوني العجيب، وشعرها العسلي الذي تنعكس عليه أشعة الشمس فكأنه ذهب يلمع يكاد بريقه يخطف الابصار، بينما تمتلك جسد انثوي جذاب بكل منحنياته الانثوية البحتة!، ولكن في ذات الوقت... لا تعلم لما هذا الاحساس بعدم الارتياح الذي يخالجها بشأن زوجها طارق على الرغم من وسامته الملحوظة التي تجعله أقرب لنجوم السنيما بدءا من جسده الرياضي الممشوق وشعره البنى الناعم الى عينيه بلون السماء الصافية...، ولكنها ما ان تبصر عيناه يُخيل اليها أنها عينا ثعلب ماكر ينتظر الفرصة للانقضاض على فريسته مقتنصا اياها!!...
قال طارق بنعومة أثارت الشعور بالغثيان لدى منة بينما ابتسامة لزجة ترتسم على شفتيه المخططتين بشارب خفيف يحيط بهما ولحية خفيفة تغطي الذقن فقط :
- بصراحه زوقك جميل يا باش مهندسة، التصميم اللي انت عاملاه تحففة بجد...
رسمت منة ابتسامة صفراء على محياها وقالت بهدوء:
- متشكرة لحضرتك بس انا كل اللي عملته انى نفذت رغبة مدام غادة، هي كانت حاطة تصور معين للديكور وانا حاولت أوصل للي هي عاوزاه...
قالت غادة بابتسامة :
- لا بجد، طارق عنده حق، انت موهوبة فعلا..، وانا سعيدة انك انت اللي هتنفذي ديكور الفيللا بنفسك، لانك اكيد هتقدري تعملي اللي انا عاوزاه بالظبط...
قال احمد بابتسامة بينما ظل سيف واقفا يتابع الحديث الدائر امامه بجمود ولا يعلم لما يرغب بلكم هذا الطارق على فمه ليمحي هذه الابتسامة البلهاء وكأنه يقوم بدعاية لمعجون أسنان!، لم يكن سابقا سريع الانفعال كما هو الآن، ولكنها هي...، انه تأثيرها هي، ولا بد له أن يفاتحها بأسرع وقت في امر ارتباطهما بل ويحاول بشتى السبل الحصول على موافقتها قبل ان يقدم على عمل أخرق....كرغبته بلكم طارق والذي يعد أكبر عميل لديهم!!....
سمع احمد يقول بهدوء:
- احنا مبسوطين ان الشغل عجب حضراتكم، وان شاء الله الفيللا تطلع زي ما انتو عايزين وأحسن...، ثم حانت منه التفاتة الى سيف وتنحنح كي ينتبه هذا الآخر اليه بينما تابع هو قائلا:
- معلهش احنا هنضطر نستأذن علشان ورانا سفر واي ملاحظة او استفسار طبعا التليفونات معكم والمكتب مفتوح لكم في أي وقت...
هتفت غادة وهى تمسك بالمحمول خاصتها:
- صحيح يا منة، عاوزة رقمك علشان أعرف اتواصل معاكي ولو فكرت في حاجه علشان الديكور يبقى سهل اقولك عليها وانت كمان لو عاوزة حاجه تكلميني على طول،....، نظرت منة الى شقيقها فوافق بهزة من رأسه، هي لا تزال تشعر بالغرابة فهذه هي المرة الاولى التي يُطلب منها رقم هاتفها كما انها لا تشعر بالراحه لهذا الطارق ولكنها تستطيع ايقاف أيًّا كان في مكانه اذا تجاوز الحدود معها...
قالت منة بابتسامة بسيطة :
- اوكي، اتفضلي، واملتها الرقم وقامت بتخزين رقم الاخرى، في حين لمعت عينا طارق باعجاب لم يفوتها بغريزة الانثى بينما سيف كاد ان يهتف بـ.....لا.... قاطعه، ولكن ما باليد حيلة، ولكنه لن يستطيع الصبر اكثر من هذا وسيفاتحها قريبا في أمر ارتباطهما...
قال طارق والذي أعجب بمنة ما ان وقعت نظراته عليها وأكثر ما جذبه اليها عدم التفاتها اليه بل ولم تلق اليه بالاً مطلقا وانشغلت بتبادل الحديث مع زوجته:
- مينفعش يا باش مهندس تمشوا كدا،.. لازم نتغدى سوا الأول..
قاطع صوت سيف الجدي أحمد قبل ان يجيب قائلا:
- لا معلهش يا طارق بيه، اعذرنا، سكتنا طويلة...
أصر طارق وساندته غادة في عرضه فقد أرتاحت لمنة وارادت توطيد علاقتها بها فهي ليس لديها اصدقاء وكيف وطارق له الفضل في ذلك بعد زواجها منه وانتقالها من البلد الاوروبي الذي عاشت فيه عمرها كله وتركها لعائلتها هناك لتعود الى الوطن بصحبة زوجها والذي سرعان ما ملّ منها ولم يكد يمر عاميْن على زواجهما!!....
نظر احمد الى سيف ورفع كتفيه علامة قلة الحيلة واضطروا الى قبول دعوة الغذاء وذهبوا الى احد المطاعم التابعة لمنتجع شهير في العين السخنة والمعروف بمأكولاته البحرية اللذيذة..
حول مائدة عامرة بكل ما لذ وطاب من مأكولات البحر الشهية المختلفة، تجمع الخمسة، تبادلوا بعض الاحاديث الخفيفة اثناء تناولهم الطعام، انفردت منة بالحديث مع غادة في حين تبادل الرجال الثلاثة الأراء حول أمور مختلفة ولكن كان من الملاحظ صمت سيف شبه الدائم، فكان لا يتدخل بالكلام الا اذا وُجِّه اليه الحديث....
انتهوا من تناول الغذاء، وتفرقوا كلا الى وجهته، بعد وعد من غادة بزيارة منة للاطلاع على التصميم النهائي لديكور الفيلا..
اتجه سيف واحمد لركوب السيارة، هم احمد بفتح الباب الخلفي لشقيقته عندما شعر بيد من حديد تشد مرفقه فتطلع لصاحبها بدهشة ضاحكة سائلا:
- ايه يا بني، فيه ايه تاني؟، انت مش عجبني انهرده خالص!..
اقترب سيف بوجهه منه وهمس من بين أسنانه بغيظ مكتوم:
- لو عاوزنا نوصل مصر حتة واحده،...تتفضل تسوق انت..لأن أنا اعصابي بئيت على الآخر...
قطب احمد حائرا، ولكن حرك كتفيه علامة اللامبالاة قائلا:
- وهو كذلك، انت كنت عرضت قبل كدا وانا رفضت؟!..
وقبل ان يتحرك احمد الى الجهة المقابلة كانت منة قد وصلت فأسرع سيف بفتح الباب الخلفي لها فدخلت متمتمة بالشكر، وقف سيف امام احمد قائلا :
- اتفضل بقه روح سوق، عاوزين نروّح، خلي المشوار دا يخلص على خير بقه..
ابتسم احمد واتجه الى مقعد السائق بينما جلس سيف في المقعد المجاور له، وقام بضبط المرآة الجانبية والتي أظهرت منة بوضوح!، ابتسم سيف متمتما بينه وبين نفسه:
- ايوة كدا خلينا نطلع بحاجه من المشوار اللي مالوش صنف اللازمة دا!!....
انقضت رحلة العودة سريعا، ولاحظ احمد عزوف سيف عن تبادل الحديث، فسكت هو الآخر بعد عدة محاولات منه لاشراكه في الكلام، بينما أسندت منة رأسها الى ظهر المقعد وأغمضت عينيها، لتذهب في نوم متقطع، فهي منذ أن استيقظت فجرا لم تنم، ومع حركة السيارة جعلت جفونها تتساقط رغما عنها ليداعب الكرى عينيها...

 
 

 

عرض البوم صور منى لطفي   رد مع اقتباس
قديم 20-02-16, 02:02 PM   المشاركة رقم: 40
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Feb 2011
العضوية: 216585
المشاركات: 468
الجنس أنثى
معدل التقييم: منى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1595

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
منى لطفي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : منى لطفي المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: جوازة.. نت!!... رواية بقلمي/ منى لطفي...

 

وقف احمد أمام منزلهما، التفت الى سيف الشارد بنظره بعيدا ولكن من يدقق يعلم انه شاخصاً ببصره....خلفه! قال احمد بابتسامة:
- حمدلله على السلامة يا بوس، ثم التفت الى الخلف حيث منة والتى افاقت ما ان وقفت العربة قائلا:
- حمدلله على السلامة يا منون..
فركت منة عينيها فكانت أشبه بالاطفال مما رسم ابتسامة حانية على شفاه سيف ونظر اليها من المرآة نظرة شغف لم ينتبه اليها أحد، وسمعها وهى تقول بصوت ناعس بتلقائية:
- الله يسلمك يا أبوحميد...
عبس سيف وتمتم بحنق:
- أبو حميد ومنون، وانا يا باش مهندس!!...، لا لا لا الموضوع كدا مش نافع!...
كانت منة قد نزلت من السيارة يتبعها احمد عندما انتبه سيف من شروده ونزل هو الآخر، ثم نادى احمد عاليا:
- احمد!، التفت احمد اليه وكان على بُعد خطوتين من بوابة العمارة، تقدم سيف اليه وانتحى به جانبا وهو يقول بصوت خفيض:
- انا عاوز أقابل والدك!..
كان احمد عاقدا جبينه أول الامر متسائلا عن سبب مناداة سيف له، وما ان سمع منه رغبته في مقابلة والده حتى انفرطت العقدة وارتفع حاجبيه الى اعلى وهو يقول:
- تقابل الوالد؟، ليه فيه حاجه؟..، ثم استدرك قائلا:
- آسف طبعا ما أقصدش، دا بيتك يا سيف، بس اصلي استغربت...
سيف بنزق:
- وايه وجه الاستغراب؟!، انا عاوز افاتح والدك في موضوع ارتباطي بمنة..
قال احمد بتردد:
- ايوة يا سيف، بس مش كنا اتفقنا اننا هنفاتحها في الموضوع الاول قبل ما تتقدم رسمي؟، ثم تابع محاولا اقناعه بينما الاخر كان يهز برأسه نفيا :
- يا بني افهمني وبلاش نشوفية الدماغ دي، اذا كانت لما بتكلمك كأنها عسكري في الوحدة بتكلم القائد بتاعها، عاوزنا مرة واحده كدا نقولها اتقدم لك وعاوز يخطبك؟، تيجي ازاي؟، هيبقى الرفض هو الجواب المنطقي الوحيد، اختى وانا عارفها، رافضة كلمة جواز ، ويوم ما نقولها عريس ونحاول نقنعها يبقى انت!!....
قال سيف بثقة مطلقة:
- مالكش دعوه، خليني بس اقابل والدك وانا كفيل باقناعها...
حرك احمد كتفيه بقلة حيلة واشار اليه ليتقدمه قائلا:
- انت حر، اتفضل...
كانت منة قد سبقتهما الى المنزل، وكانت تتبادل القبلات مع امها وابيها وكأنها كانت غائبة لمدة شهر وليس لسويعات قليلة برفقة أخيها، عندما سمعت صوت احمد يدعو سيف للدخول، قطبت منة بحيرة متمتمة:
- ودا وقته يا احمد؟، والتاني دا مش تعبان يروح يرتاح؟!..
افاقت من شرودها على صوت والدها وهو يرحب بضيف ابنه في حين انسحبت هي الى غرفتها تاركة والدتها تنادي أم محمود لتأتي بواجب الضيافة....
كانت منة تريد الاغتسال لازاحة تعب السفر ولكنها لم تستطع لوجود سيف، فآثرت الانتظار الى ان يرحل، وبدلا من ذلك خلعت حجابها وأطلقت شعرها ليستريح منسدلا حتى خصرها، كانت ترقد فوق فراشها الوردي، عندما سمعت صوت طرقات على الباب تبعه دخول والدتها وهي مبتسمة، اعتدلت منة جالسة ونظرت بابتسامة الى وجه والدتها السعيد وقالت:
- ايه الخطوة السعيدة دي يا توفي!، الاودة نورت...
اتجهت والدتها اليها واقفة أمام الفراش وقالت بحنان امومي:
- عقبال ما أزورك في بيتك يا حبيبتي..
قطبت منة وقامت من مكانها متجهة الى والدتها وقالت وهى تحيط كتفيها بذراعها البضّ:
- ليه بس يا توفي؟!، انا مهما كان بنتك حبيبتك بردو، ليه عاوزة ترميني في النار بإيديكي بس؟!...
شهقت امها عاليا والتفتت اليها ناظرة اليها باستنكار تام وهو تهتف زاجرة اياها:
- ايه اللي انت بتقوليه دا يا بنتي؟، النار؟!، اعوذ بالله، دي سُنّة الحياة حبيبتي...
قلبت منة عينيها الى اعلى ثم حاولت رسم ابتسامة على شفتيها الورديتين وقالت بمزاح خفيف:
- خلاص ولا تزعل يا جميل،مش نار.....مايّة!!، بس بردو مشكلة!، انا في العوم مش أوي، يعني هغرق في شبر مايّة!!، شوفتي المصير واحد في الآخر...سواء نار او مايّة!!...
قالت امها وهى تضربها بخفة على يدها المحيطة بكتفيها:
- انا عاوزة اعرف انت بتجيبي الردود دي منين؟، ربنا يكون في عونه.. دا هو اللي هيكون وقع ولا حد سمى عليه..
ابتعدت منة عن امها قليلا واجابت:
- طيب كويس علشان ياخد باله وما يقعش!، عموما الكلام دا سابق لأوانه، يعني شايفه العريس واقف على الباب؟!...
شهقت امها قائلة:
- شوفتي الكلام خدنا ونسيت!، اتفضلي روحي لباباكي في الصالون...عاوزك..
قالت منة مقطبة بحيرة:
- عاوزني؟، وبابا عاوزني في الصالون ليه؟، وبعدين مش فيه ضيف معاه هو واحمد؟
زفرت الام بضيق قائلة:
- جرى ايه يا منة، هو محضر؟، روحي شوفي بابا عاوز ايه، ياللا اتفضلي...
رفعت منة يدها الصغيرة وقالت:
- طيب طيب طيب، قلبك ابيض يا أم احمد، رايحه أهو....
ووضعت وشاحها الذي سبقت وأن خلعته لتستر به خصلات شعرها الحريري، وغادرت مرافقة والدتها والتي حاولت معها لتبدل ثيابها بأخرى نظيفة، ولكنها عاندت وأصرت على الذهاب لرؤية والدها بنفس ثيابها فما الداعي للتبديل وارتداء ثيابا جميلة؟، فهي قد انصاعت لرغبة والدها لموافاته الى غرفة استقبال الضيوف بصعوبة، نظرا لوجود سيف هناك، انها لا تعلم لما لا تستطيع التصرف بطبيعية معه، بل وكأنها تخشى شيئا فما ان يتواجد بالقرب منها حتى تسارع باختلاق الأعذار لتتسلل هاربة من امامه، ولكم حمدت ربها لمرافقة شقيقها اليوم في رحلتهما، تلك الرحلة التى تعتقد اعتقادا كبيرا أنها لم ترُق لـ...سيف!..
انتبهت من شرودها على صوت والدتها يحثها للاسراع للحاق بوالدها..
طرقت منة الباب فسمعت صوت والدها الحاني يدعوها للدخول، دخلت تاركة الباب خلفها مفتوحا....
اتجهت منة الى والدها الذي أشار الى كرسي مذهب بجواره كباقي طقم الجلوس ، جلست منة وهى تنظر الى اخيها الجالس على الاريكة الفخمة بجوار سيف بتساؤل فرفع حاجبيه الى اعلى بمزاح، بينما لم تفوتها نظرات سيف المتلهفة!!...
وجه الأب حديثه الى ابنته بلهجة حانية:
- بصي يا منة يا حبيبتي الباش مهندس سيف هيتكلم معاكى شوية، يا ريت تسمعي منه كويس الأول قبل ما تقولي رأيك!..
ثم وقف الوالد يتبعه احمد ووقف كلا من سيف ومنة احتراما بينما منة عاقدة جبينها في حيرة وتساؤل، واثناء مرور احمد من امامها للانصراف قرصها في وجنتها بمزاح قائلا بمشاغبة بينما عيناه تلمعان من فرحته لرؤية صغيرته وقد أضحت عروس يخطب ودها الآخرون:
- والله وكبرت يا منونتي...، ما ان هم بالابتعاد تاركا منة غارقة في حيرتها حتى وصل الى اسماعه صوت سيف يقول بخفوت كي لا يسمعه الباقيين بلهجه عادية في ظاهرها ولكنها تحمل رنة تحذير مبطن:
- مد ايدك عليها تانى وانت تشوف شغلك!!، ومنونتي دي هعرفك ازاي انها تبقى منونة واحد بس!...
احمد بمرح واضعا يده بجانب فمه:
- خلي بالك انت لسه ع البر، وانا بكلمة مني ممكن اخليك ما تطولش اللي انت هتتجنن عليه دا!، روّق كدا وما تزعلنيش..
سيف بمزاح زائف:
- لالالا كله الا زعلك، احنا طالبين الرضا...
قال احمد بجدية مصطنعه وهو يقف معتدا بنفسه:
- ايوة كدا، ناس تخاف ماتختشيش بصحيح!،
قاطع جدالهما المرح صوت الوالد مناديا لأحمد الذي سرعان ما لحق به تاركيْن منة وسيف بمفردهما، والتي شعرت وكأنها كالطفلة التي تركها والدها في اول يوم لها بالمدرسة منصرفا، فكانت على وشك النداء عليه، علما بأن الباب مشرعا على مصراعيه وان عائلها تقبع على بعد خطوات منهما...
أشار سيف لمنة بالجلوس فجلست حيث الكرسي خلفها، جلس سيف وانتظرت منة سماع ما يريد قوله، بينما كان سيف يراقبها وابتسامة حنان صاف ترتسم على شفتيه فتقلل من حدة فمه الحازم، يطالعها بنظرة توْق وشغف تلمع في مقلتيه لتشعل فحم عينيه..
هزت منة بقدمها بحركة لا ارادية، وهي تقول في نفسها:
- ايه يا عمّنا، هو الموضوع عويص أوي كدا؟!، وبعدين موضوع ايه اللي عاوز يكلمني فيه؟، لا وبابا وأحمد موافقين!..
تكلم سيف بصوته الرخيم قائلا:
- عجبتك الرحلة انهرده؟..
نظرت منة اليه واجابت بهدوء:
- آه، كانت ظريفة، واحلى حاجه ان الشغل عجبهم، ثم سكتت قليلا لتتابع بعدها وقد انفرجت اساريرها وقد توصلت اخيرا في رأيها لسبب انفراده بالحديث معها:
- هو دا الموضوع اللي عاوز تكلمني فيه؟
قطب سيف وقال مستفهما:
- موضوع ايه؟
اجابت منة بحماس:
- المشروع اللي احنا الاتنين شغالين عليه سوا!، لم تنتظر سماع اجابته واندفعت موضحة:
- عموما ما تقلقش، عن نفسي الجزء الخاص بيا من المشروع هخلصه بسرعة، وأي شيء هحتاج أعرفه هسأل غادة، هي طلبت مني دا...
قطب سيف قائلا:
- غادة؟.. ثم ابتسم متابعا بسخرية طفيفة:
- انا شايف انكم بئيتوا اصحاب بسرعه يعني؟
اجابت منة بتلقائية:
- هي بصراحه شخصية حبوبة وظريفة وانا ارتحت لها، وهى اللي طلبت منى نشيل الرسميات، بيني وبينك انا مش بحب التكلف في الكلام!...
عاجلها سيف هاتفا:
- ايش معنى انا اللي مصرة على التكلف معاه في الكلام؟!..
اندهشت منة وقالت بارتباك خفيف:
- أفندم؟...
مال سيف بجذعه باتجاهها وقال بجدية ناظرا الى عمق عينيها اللوزتين:
- بقول ليه انا اللي مصرة تحطي حاجز بيننا؟، ليه مش عاوزة تشيلي الرسميات؟، مع العلم انك بتتصرفي عكس كدا مع الكل؟
ضحكت منة ضحكة خفيفة مضطربة وقالت وهى تحاول الهروب من حصار عينيه اللتان تثيران فيها مشاعر تختبرها لأول مرة:
- وانا أظن سبق وقلت لك سبب انى بكلمك بالاسلوب الرسمي دا!، انا مش شايفه فيها حاجه بصراحه تخليك بالحدة دي!، انت مديري، واكبر مني بـ 8 سنين ، وبعدين عادي يعني، فين المشكلة؟
أجاب سيف بحزم وهو يطالعها بنظرات قوية جعلت عيناها اسيرة شعاع عينيه الذي جعل خافقها يضرب بين جنبات صدرها بقوة حتى غدا كالعصفور الحبيس:
- المشكلة انه مينفعش واحده تقول يا باش مهندس وتتكلم رسمي اوي كدا مع الشخص اللي هيكون...جوزها!!..
فغرت منة فاها دهشة وفتحت عينيها على وسعهما وهى تكرر كالبلهاء:
- ايه؟،.......جوزها!!...، ثم عبست متسائلة:
- جوز مين؟!،،
ابتسم سيف ابتسامة صغيرة مجيبا:
- هو فيه حد غيرنا هنا؟..
نظرت اليه منة مصعوقة من اجابته، بينما كان يلوم نفسه فهو لم يكن من ضمن خططه مفاتحتها بأمر ارتباطهما بهذا الشكل ولكنها هي مَن تُثير أسوأ ما فيه، زفر بعمق واغلق عينيه لثوان ثم فتحهما ناظرا اليها بقوة وقد قرر طرق الحديد وهو ساخن فدائما كان مبدأه الوصول الى هدفه بأقصر الطرق وفي رأيه الاسلوب المباشر هو الحل الأمثل فهو لا يستسيغ المحاورة والمداورة في الكلام، وجه اليها الكلام متحدثا بجدية بينما تطالعه هي بذهول بالغ وكأنها أمام كائن خرافيّ:
- بصي يا منة، المعروف ان أقصر طريق بين نقطتين هو الخط المستقيم...،... صمت قليلا ليتابع ناظرا بعمق الى بحر عينيها الذي يموج بانفعالات شتى الآن:
- منة انا عاوز أتجوزك....، رأيك ايه؟، نظرت اليه منة وكأنها لا تفقه ما يقول وسرعان ما ترجم عقلها العبارات التى سمعتها أذنيها ووجدت نفسها تردد كالبغبغاء:
نعم؟...تتـ.....ايه؟،تتجوزني؟؟. ، أومأ برأسه ايجابا وقد برقت عيناه بعزم لا ينضب وقال بنبرة لا تحتمل المزاح:
- أيوة، وأحب أعرفك انى مش هقبل كلمة.. لأ!....،
نظرت اليه بسكون تام وعلامات الذهول وعدم التصديق ترتسم على وجهها بوضوح، بينما يعمل عقلها بكامل طاقته مفتشا عن اجابة لسؤال يراودها:
- تُرى هل هذه المزهرية المصنوعة من مادة البورسلين جيدة الصنع حقا أم أنها وعند أبسط احتكاك ستتكسر الى قطع صغيرة؟!، فهناك هاجس يلح عليها باختبار اناء الورود هذا على أمِّ رأسه!..، أو ربما شيء آخر!، كأن تصرخ الآن متهمة اياه بمحاولة التعدي عليها!،قطبت متسائلة في صمت:
- تُرى أيّهما الوسيلة المثلى للرد على هذا المجنون؟!، ولكن... مهلا... أليس كلامه في حد ذاته بل وتهديده الصريح برفضه لسماع أي رأيٍّ آخر خلاف موافقتها يعدُّ ضربا من الجنون؟!، إذن... فلن يلومها أحد أن اختبرت أيًّا من الحلّيْن؟، فالأمر كله جنون في جنون!!......
- يتبع -
وخلصت الحلقة هههه ايه رأيكم بمفاجأة سيف اللي راح كان ينجلط بسببها؟؟.. ومفاجأة منة بآخر الحلقة؟؟؟... يا ترى هتنفذ فيه فعلا الحل الاجرامي اللي فكرت فيه؟؟ ههههههه بنعرف شو بيصير بالحلقة الجاية في انتظار ردودكم وتوقعاتكم يا قمرات اموووواه...

 
 

 

عرض البوم صور منى لطفي   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
لطفي..., بقلمي/, جوازة.., رواية, نت!!...
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 09:40 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية