لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-03-16, 12:18 PM   المشاركة رقم: 231
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Feb 2011
العضوية: 216585
المشاركات: 468
الجنس أنثى
معدل التقييم: منى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1595

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
منى لطفي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : منى لطفي المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: جوازة.. نت!!... رواية بقلمي/ منى لطفي...

 

الحلقة الثالثة عشر:
نظرت منة الى ابنتيها الغارقتين في النوم على المقعد الخلفي للسيارة، رنت بطرف عينها الى سيف الذي كان يتطلع الى الطريق بنظرة جامده وجبين معقود،وقد اعتلت سيمات التجهّم والقلق وجهه....، كتمت تنهيدة عميقة وأسندت رأسها الى زجاج النافذة بجوارها وقد شردت في احداث السويعات الاخيرة منذ تلقي سيف نبأ سقوط والده فريسة المرض وعودتهما سريعا الى والديْها واللذان ما إن علما بما حدث لوالده حتى أصرّا على ان تسبقهما منة مع زوجها وأن يبلغوهما بالأخبار أولا بأول، على أن يلحقوا بهم ما ان تستقر حالته الصحية، فكما اخبرهم سيف الزيارة ممنوعة تماما بأمر الطبيب المعالج.....، تذكرت منة كلمات والدها الاخيرة لها حين انفرد بها قبيل مغادرتها مع سيف، حيث ربّت على كتفها ناصحا لها:
- منة حبيبتي، انسي دلوقتي أي خلاف أو زعل بينك وبين جوزك، لازم تكوني معاه في وقت زيّ دا، أهله ناس كويسين وماشوفناش منهم أي حاجه وحشة لا سمح الله، وحماكي الحاج عبدالهادي بيحبك وبيعتبرك بنته الخامسة، لازم يشوفوكي معاه، أنا متأكد ان وجودك جنبه في الظروف دي هيسرّع من شفاء عمك بإذن الله، لأنك على ما حكيتيلي سبب اللي حصله انه عرف باللي ابنه عمله، يبقى وجودك معاه هيفرق مع الحاج عبدالهادي كتير...
أومأت منة برأسها موافقة وقالت بهدوء:
- اطمن يا بابا، بنتك هتتصرف زي ما ربيتها بالظبط، انا بنت ناس يا بابا وعارفة ان بنات الناس في محنة زي دي لازم يسدّوا فيها، واي خلافات أو مشاكل تتأجل لبعدين!!...
عادت منة من شرودها على صوت استيقاظ ابنتيها اللتان تساءلتا عن موعد وصولهما فأجابت بابتسامة صغيرة:
- قرّبنا حبايبي خلاص، ......خدوا اشربوا العصير دا وكلوا الساندوتشات اللي عملتها تيته، اكيد انتو جعانين دلوقتي...
فتحت الحقيبة البلاستيكية التى بحوزتها وناولت ابنتيها علبتي عصير وبعض الشطائر الخفيفة والتي سبقت أن أعدتها أمها لها، ألقت بنظرة خاطفة الى سيف ثم مدّت يدها اليه بشطيرة وعلبة عصير، نظر اليها بلمحة سريعة ثم أعاد انتباهه الى الطريق قائلا بجمود:
- ماليش نفس يا منة، كُلي إنتي والبنات...
لم تستطع منة التزام الصمت وأصرت عليه قائلة:
- ماينفعش يا سيف، انت من امتى ما اكلتش؟، لازم تاكل علشان تعرف تقف على رجليك وتصلب طولك، والدتك واخواتك محتاجين لك، ووالدك اكيد محتاجك جنبه دلوقتي..
رماها بنظرة سريعة قبل ان يتساءل بهدوء:
- وانتي يا منة؟، تطلعت اليه بحيرة فتابع:
- محتاجالي؟!...، لم تُحِر منة جواباً ففضلت الصمت، في حين زفر سيف زفرة عميقة ثم مد يده اليها متناولا الشطيرة ليقضمها فيما فتحت له علبة العصير ليحتسيها، أشار اليها برأسه مغيِّراً سير الحديث:
- وانتي.. مش هتاكلي؟!....، نظرت اليه منة بتردد ولكنها رحبت بتغييره للموضوع وأومأت مجيبة وهي تقضم شطيرتها بوجوم وشرود !!...
وصلوا بعد رحلة قاربت الخمس ساعات، اتجهوا رأسا الى المشفى حيث والده، وكان قد علم عنوانها من سمية شقيقته عندما هاتفها وهم في الطريق الى البلدة....
صعد سيف الى الطابق حيث غرفة الرعاية المركزة بعد أن سأل في استقبال المشفى الخاص ، يرافقه زوجته وابنتيه...، ما ان وصلوا الطابق المنشود حتى علمت منة أنه الطابق الصحيح، فقد شاهدت عددا غفيرا من الرجال يتجمع في ممر الطابق، ولاحظت تواجد شقيقات سيف اللاتي يجلسن بجوار والدتهن المتشحة بعباءتها السوداء بينما يلتف وشاحا أسود اللون حول رأسها، وتجلس مطأطأة برأسها الى الأسفل بينما تضع يدها على رأسها ومنظرها يوحي بحزن قوي...
اتجه سيف الى والدته تتبعه منة تمسك بيديْ ابنتيها، انتبه لحضوره الموجودون، فسارعوا بالقاء التحية عليه، احترمت منة طريقة استقبالهم لسيف، فمع أنه مؤكد أنهم يعلمون ولو بضع معلومات بسيطة عن سبب سقوط كبيرهم صريع المرض، ولكنهم لا يملكون سوى احترام الإبن، فهو ابن كبير بلدتهم، وأمره فيهم مُطاع، واحترام ولده من احترامه هوَ ....
مال سيف على رأسه أمه مقبلا اياها ، انتبهت زينب لحضورها وحيدها، تعلّقت برقبته ووقفت فسارع باحتوائها بين ذراعيه بينما أجهشت هي ببكاء مرير يقطّع نياط القلب وهي تنتحب قائلة:
- شوفت اللي حوصل يا سيف يا ولديْ؟، بوووك وِجِعْ مرة واحدة يا وَلَدِي ، أنا مَجَدِرشْ أصدِّج لِدِلْوَكْ اللي حوصل!!...
ربّت سيف على رأسها مهدئاً إيّاها وهو يقول راغبا ببعث الطمأنينة في نفسها، طمأنينة هو أبعد ما يكون عنها:
- أطّمني يا أمي، الحاج هيقوم منها ان شاء الله....
التفّت شقيقاته حوله وهنّ يبكين، حتى سلمى كانت معهم والتي طردها زوجها بعدما علِم بأمر سيف، فهو شقيقهم الوحيد وعزوتهم، ولم يستطعن تصديق ما سمعنهن، بل هن على يقين من أن هناك سرّ مخفيّ وأن سيف سيزيح النقاب عنه ليضع كل فرد لسانه داخل فمه، وليعلم الجميع ان إبن عبدالهادي ليس من يقوم بهذه الافعال الشائنة المعيبة...
اقتربت منة جاذبة ابنتيها لتسلّم على حماتها التي بادلتها السلام بصوت مشروخ لكثرة البكاء، رحّب بها شقيقاته، وأفسحن لها لتجلس بجوارهن بينما تركهن سيف متجها الى غرفة الطبيب المعالج للوقوف على حالة والده تماماً....، ولكن سبقه الطبيب الذي قدم اليهم فسارع سيف اليه مستفسرا عن حالة والده، أجابه الطبيب والذي يعلم مدى أهمية هذا الرجل الذي يرقد بالداخل بالنسبة لهذه العائلة بل والبلدة أجمع، قال الطبيب بلهجة رسميّة وان تخللها بعض الشفقة:
- الوالد حالته حرجة أوي للأسف، الضغط ارتفع عنده أوي وهو دا سبب اللي حصل له...
سيف برجاء:
- أرجوك يا دكتور صارحني ، والدي عنده إيه بالظبط؟...
الطبيب متنهدا بعمق وهو يربت براحته على كتف سيف:
- للأسف، الوالد اتعرّض لأزمة قلبيّة حادة، احنا هنعمل قسطرة، وربنا يسهّل ونشوف نتيجتها هتبقى ايه، المهم انه مافيش أي انفعال من أي نوع، علشان كدا أنا مانع عنه الزيارة خالص، حالته ما تستحملش أي انفعال سواء زعل أو فرح..، ثم قطب متسائلا:
- صحيح، الحاج بيسأل على واحده من بناته، وما بطلش يندهْلها!!...
قطب سيف متسائلاً:
- مين من اخواتي يا دكتور؟
الطبيب بتلقائية:
- أعتقد.. منّة!، كان بينادي طول ما هو في نومه عليها!!...
شحب وجه سيف وأغمض عينيه بشدة ليفتحهما على اتساعهما محدّقا بقوة أمامه وهو يكرر عبارة الطبيب:
- منّة!!....، ثم التفت الى الطبيب مستفهما:
- هي ممكن تدخل له؟، سكت الطبيب قليلا ثم نظر اليه قائلا بهدوء:
- هو المفروض لأ، لكن بما انه ما بطلتش ينادي عليها من ساعة ما جِه فأعتقد انها ممكن تدخل له بس مش أكتر من 5 دقايق ويا ريت ما تتعبوش في الكلام، تدخل تبص عليه وبس..
اتجه سيف حيث منة وشقيقاته ووالدته وأشار لمنة التي قامت متجهة إليه بينما أخذت سميحة شقيقته البنتان قائلة أنها ستذهب لشراء الحلوى لهما من كافتيريا المشفى، سارت منة الى سيف ووقفت أمامه متسائلة:
- خير يا سيف فيه حاجه؟، نظر اليها سيف بغموض قبل أن يشيح برأسه مجيباً:
- الحاج عاوز يشوفك، وانا استأذنت من الدكتور انك تدخلي له 5 دقايق بس...
منة بدهشة وحيرة:
- وانت مش هتدخل معايا؟...
أشاح سيف بنظره بعيدا وأجاب بجدية تخللتها نبرة حزن وأسف:
- أنا بالذات مش لازم يشوفني دلوقتي خالص، انتي ناسية ان الدكتور مانع عنه الانفعالات؟!..
هزّت منة رأسها لأعلى وأسفل ، وتقدمته حتى غرفة الرعاية حيث أعطتها الممرضة المسؤولة كمامة للأنف لترتديها.....
تقدمت منة الى الداخل بينما انتظرها سيف خارج الغرفة، اتجهت الى الرجل الكبير الراقد فوق فراش المرض تحيط به الخراطيم ويوصل انبوب للتنفس بأنفه ، مدّت يدا ترتعش لتلمس يده الموصول بها الأنبوب المغذّي وترقرقت الدموع في عينيها، فهي لا تصدّق ان هذا الصرح الشامخ راقدا الآن أمامها فوق فراش المرض لا حول له ولا قوّة، مالت على ظهر يده لتقبلها وهى تقول بخفوت:
- ألف لا بأس عليك يا حاج، إن شاء الله أجر وعافية، وهتقوم لنا بالسلامة قريب بإذن الله....
ارتعشت جفونه قبل أن يفتحها بضعف فأضحت الصورة مهتزة أمامه، ثم تحدث بصوت بالكاد يخرج منه:
- منـ...منّة... بتِّي ، شهقت منة عاليا ورفعت رأسها لتطالعها عيناه المتعبتان وهما تطالعانها بوهن ، هتفت منة بصوت باكٍ:
- ألف لا بأس عليك يا حاج، ما تجهدش حضرتك نفسك في الكلام ، الدكتور طمّنا.. ان شاء الله خير ..
ابتسم عبدالهادي ابتسامة خفيفة وتحدث بصوت واهن متقطع:
- اللي يريده ربّنا هيكون يا بتِّي، أني عاوزك تسمعيني منيح، أني مش هسيّب حجِّك واصل، اللي عِمِلُه فيكي هرجَّعلك حجِّك منيِّه تالت ومتلَّت..
ابتسمت منة وقالت وهي تربت على يده:
- قوم لنا إنت بالسلامة الأول يا حاج، وبعدين سيف معملش حاجه، سيف ابنك يا حاج عمره ما هيعمل حاجه تزعلّك منه..
نظر اليها عبدالهادي نظرات لوْمٍ وعاتبها قائلا بصوته الضعيف:
- بتكدبي عليّ يا بتِّي!، إنت فاكراني مش هجدر أعرف إذا كان عِمِلْ صُح ولا معمِلشْ ؟!..
نظرت منة الى البعيد وهى تجيب داعية الله في نفسها أن يغفر لها كذبتها فهي لا تريد إلّا رأب الصّدع بين حماها وإبنه، وأن يشفى من محنته تلك، فهي ابدا لن تكون المعوَل الذي يهدم ترابط هذه الأسرة ويجعل قائدها ينهار كما حدث، اجابت منة بابتسامة صغيرة:
- يا حاج الكلام اللي وصلك وعرفناه من سمية دا مش مظبوط، قوم حضرتك بالسلامة واحنا هنفهمك كل حاجه، وعلى فكرة بقه سيف واقف برّه مقعدش من ساعة ما جينا، الخبر جالنا واحنا في اسكندرية وجينا على هنا على طول، وما ريّحش ثانية واحده في السّكة، ولما الدكتور سمح اننا ندخل هو رفض خاف عليك أحسن تنفعل لما تشوفه...
سأل عبدالهادي:
- انتو جيتو من اسكندرية مش من مصر؟..
إلتقطت منة تردده وانتهزت الفرصة لتعضد كلامها السابق واجابت ببراءة مزيّفة:
- آه، احنا سافرنا يومين اسكندرية نغيّر جو، فرصة احمد اخويا هنا في اجازة، والخبر جالنا انهرده الصبح واول ما عرفنا جينا على طول، حتى بابا وماما كانوا عاوزين ييجوا معانا بس للاسف المشوار من اسكندرية لهنا طويل شوية وماما مش هتقدر تركب المسافة دي كلها ، بس أول ما ينزلوا القاهرة ان شاء الله هييجوا يسلموا على حضرتك على طول...
تقصدت منة أن تخبره برحلتهم الى الاسكندرية، فمعنى ذلك أن حياتهما سوية تسير بشكل طبيعي، بدليل سفرهم الى الاسكندرية بصحبة أهل زوجته، فلو كان ما سمعه صحيح لم تكن عائلتها لتسمح له بالاقتراب من ابنتهم ثانية، او الاجتماع بهم في أي أمر ، هي إذن لم تكذب!، بالفعل هي سافرت برفقة ذويها، وهو سافر بمفرده، ولكنها فقط خبأت عنه أن كلا منهما قد سافر بمفرده وان سفر سيف للاسكندرية كان بقصد اقناعها بالعودة اليه، كل هذا لا يهم ما يهم الان أن يشفى هذا الأب العظيم، وبعد ذلك لكل حادث حديث !!...
قطب عبدالهادي وتحدث في ريبة:
- الحديت ديه صُح يا بتِّي؟، انتو كلاتكم كنتو في اسكندرية سوا؟..
أقسمت منة قائلة:
- والله العظيم يا حاج، كلنا كنا في اسكندرية انا وبابا وماما واحمد ومراته وبنته ومعايا البنتين وسيف كمان...
ولم تستطع سوى قول ذلك، فهذه مهما كانت هي الحقيقة وهي لن تؤثم ، فهي لم تقسم بالله زورا وبهتانا، لقد أقسمت على تواجدهم جميعا في الإسكندرية وهذا ما حدث بالفعل !!.....
تنفس عبدالهادي بعمق وأغلق عينيه وهو يعلّق بصوت ضعيف وان كانت الابتسامة قد ارتسمت على وجهه عميقا:
- ربنا يطمن جلبك زي ما طمنتيني يا بتّي، أجوم بس من وعكتي ديْ وأني أعرف مين إبن الفرطوس اللي جال الحديت العِفِشْ ديه على ولدي...
أجابت منة بابتسامة :
- انت بس شد حيلك وقوم لنا بالسلامة، واللي عايز تعمله كله اعمله، بس علشان خاطرنا، خلّي بالك من نفسك، يا حاج انت ضهرنا وسندنا، قوم لنا بسرعه يا حاج...

خرجت منة من غرفة الرعاية وأغلقت الباب خلفها لتستند بكتفها اليه وقد أغلقت عينيها زافرة بعمق إعياءاً ، انتبهت الى صوت سيف الهامس بجانبها ونبرة القلق تطغى على صوته:
- خير يا منة؟، طمنيني..
فتحت عينيها لتنظر اليه مجيبة بابتسامة شاحبة:
- الحمدلله، اطمن يا سيف، انا سايبه الدكتور معاه دلوقتي وان شاء الله خير ، عمي هيقوم لنا بالسلامة بإذن الله.
خرج الطبيب المعالج ونظر اليهما، ابتسم بأبوة وقال لهذا الشاب الذي لم يجلس دقيقة واحده منذ وصوله الى المشفى قلقاً على حالة والده الصحيّة:
- اطمّن، والدك تقريبا عدّى المرحلة الحرجة،...، نظر الى منة الواقفة تستند بضعف الى الحائط خلفها وتابع بابتسامة:
- تقريبا آنسة منة ليها الفضل بعد ربنا سبحانه وتعالى في تحسّن حالته الواضح دا، واضح جدا انه بيحبها أوي وتقريبا كلامها معاه الدقايق دي كان له مفعول السحر، اللي مقدرتش كل أدويتنا أو مُعدّاتنا تعمله هي بفضل الله عملته وفي اقل من عشر دقايق!!
نظر سيف الى منة بشكر وقال:
- أصل حضرتك متعرفش غلاوتها عندنا كلنا قد إيه، وهي بالذات ليها عند الحاج معزة خاصة جدا...
أومأ الطبيب موافقا وقال:
- واضح جدا، عموما تقدروا كلكم تروّحوا دلوقتي، مالوش لزوم قعدتكم كدا، وان شاء الله من هنا للصبح يكون مؤشراته الحيوية اتحسنت أكتر ونقدر ننقله أودة خاصة لغاية ما نحدد معاد القسطرة....
ثم استأذن منصرفا، في حين اقترب سيف من منة وهمس لها وهو يقف على مقربة منها مستندا بيده على الحائط بجوار رأسها:
- مش عارف أشكرك ازاي يا منة، انا معرفش انتي قولتيله ايه جوّه، بس اكيد حاجه خلّيت معنوياته ترتفع بالشكل دا، بجد أنا معرفش من غيرك كنت اعمل ايه!..
أشاحت منة بنظرها بعيدا وأجابت بهدوء:
- انت عارف ان عمي غالي عندي أوي، وعلى قد ما أقدر لازم أساعده انه يقوم بالسلامة، وفي الاول والآخر الشفا دا بإيد ربنا سبحانه وتعالى، واحنا كلنا أسباب...
همّ سيف بالكلام عندما قاطعه صوت والدته التي وقفت بجوارهم مستندة الى ذراع سميحة ابنتها من جهة وسمية من الجهة الأخرى تستفسر عن حالة زوجها ولماذا لم يدعها تدخل اليه كما فعلت منة، ليجيبها سيف أن حالة والده الصحية قد استقرت وأن الفضل في ذلك يعود الى منّة بعد الله سبحانه وتعالى، وأخبرها بضرورة عودتهم، وعدم جدوى بقائهم بالمشفى أكثر من ذلك، فوافقت بعد عناء كبير، ولكنها قبل ان تهم بالسير منصرفة، تركت يد ابنتها سميحة وأشارت الى منة قائلة بابتسامة حانية مترددة:
- ممكن أتسند عليكي يا بتِّي؟!!...
نظرت منة بدهشة الى حماتها تلك السيدة التي كانت حانية عليها أول الأمر ثم ما لبثت أن تبدّلت قليلا بسبب تأخر حملها أول الزواج، لتعود وتنقلب عليها ما ان رزقها الله ببنتيْن ولم تنجب ذكورا كما لم يحدث حمل آخر من وقتها، استغربت من هذه السيدة قوية الشكيمة والتي لم تكن تمتنع عنها الا بأمر من زوجها، هو الوحيد الذي كان يدافع عنها بل ويزجرها إن سمعها وهي تلقي اليها بكلمات جارحة، لم تكن منة أبدا تشتكي سواءا له أو لزوجها، بل كانت تلجأ في شكواها الى الله وحده، لم تكن تفصح عمّا يحزنها حتى لأقرب المقرّبين منها، ولا حتى لوالدتها نفسها !!...
ابتسمت منة وتناولت يد حماتها قائلة:
- انت تؤمري يا حاجّه، وإن شاء الله الحاج هيقوم لنا بألف سلامة....
امسكت حماتها بيدها وقالت لسيف:
- سيف يا وَلَديْ، بناتك هيرجعوا معانا في عربية فضل زوج أختك سميحة، وانت هات معاك سمية وسلمى وحصّلنا، بس لَوّل مشّي الرجّالة مالوش عازة وجفتهم إهنِه....
قطب سيف معترضا:
- طب ما أروحّكم أنا يا أمي وسمية وسلمى يركبوا مع فضل؟
نظرت اليه والدته قائلة بصوت منخفض ولكن بجدية تامة:
- البنات خلاص ركبوا مع فضل، وبعدين أنا عاوزة مَرَتَكْ معايْ أتسند عليها، اعمل زيْ ما جولتلكْ !!، وانصرفت زينب محاطة ببناتها تحت أنظار سيف المندهشة !!...
**************************************************

 
 

 

عرض البوم صور منى لطفي   رد مع اقتباس
قديم 01-03-16, 12:19 PM   المشاركة رقم: 232
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Feb 2011
العضوية: 216585
المشاركات: 468
الجنس أنثى
معدل التقييم: منى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1595

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
منى لطفي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : منى لطفي المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: جوازة.. نت!!... رواية بقلمي/ منى لطفي...

 

جلست زينب فوق فراشها تساعدها منة، كانت زينب قد صرفت بناتها كل واحده الى منزلها فيما عدا سلمى بالبطبع التي رافقت بنات أخيها تحت إلحاح من زينب لغرفتهما في الجناح المخصص لسيف، حيث تقوم بالاشراف على اغتسالهما تساعدها مهجة الخادمة، وقد أمرتها زينب بأن تهتم بإطعامهما فمنة متعبة ويجب عليها الخلود الى الراحة، اعترضت منة باديء الأمر ولكنها سرعان ما أذعنت تحت إصرار كبير من حماتها...
جلست زينب الى الفراش وهى تتنهد وطالعت منة التي وقفت بجانبها لترى إن كانت تريد مساعدتها في شيء آخر قبل أن تنصرف للاهتمام ببناتها فهي لم تعتد على أن يراعي شؤون بناتها غيرها...
ربتت زينب بيدها على الفراش بجوارها قائلة:
- تعالي يا بنيْتيْ، إجعُدي جاري إهنِهْ...
جلست منة حيث أشارت زينب التي نظرت اليها بابتسامة حانية قبل ان تتحدث قائلة:
- جَبْلْ أي حاجِّه أني عاوزة أشكرك و...أتأسف لكْ!..
شهقت منة معترضة:
- تتأسفي لي على إيه يا حاجة، ما فيش أم بتتأسف لبنتها، وبعدين أنا معملتش حاجه تستحق الشّكر!!..
ترقرقت الدموع في عيْنيْ زينب وهي تقول:
- كلامك دِهْ أكبر دليل إنك تستحجي الواحد يشيلك فوج راسه شيل....
اعترضت منة بشدة:
- حاجة لو سمحتيلي لو حضرتك فضلتي مصممة على حكاية الأسف والأعتذار دي أنا هقوم !..
ابتسمت زينب وقالت وهي تمسكها ما إن همّت بالنهوض بالفعل:
- استني بس، إصْبُريّ، ما تُبْجيشْ حنبليّة إكدِهْ......
انتظرت حتى جلست منة ثانية قبل ان تواصل حديثها وهى تلتفت اليها بكليّتها:
- يا بتّي اللي غُلط لازمن يعترف بغلطه، وما تجاطعنيش، سيبيني أجول اللي في نفسي..، قالت هذا عندما شاهدتها تحاول مقاطعتها، أذعنت منة بالموافقة مومئة بصمت فأكملت زينب حديثها:
- أولا.. أنا سمعت الدَّكتور وهو بيجول أن الحاج صحته اتحسّنت بعد ما دخلتي عنديه، علشان إكده لازمن أشكرك، أنا متوكدة إنك جولتيله حاجه عن اللي حوصل وكان السبب في اللي جراله، دي حاجِّه، الحاجّه التانية اللي لازمن أجولها، إني غلطت في حجّك لما كنت بلجّحْ عليكي بالكلام في الرايحة والجاية، وانت عمرك ما رديت عليّا بحرف واحد، حتى عمرك ما حكيتي لجوزك، لأنك لو كنت جولتيله كان لازمن هيفاتحني ويعاتبني، ولدي وأنا عارفاه زين، ميعرفش يداري اللي في جلبُه، الوحيد اللي كان بيسمعنا بالصدفة كان عمك الحاج، وهو اللي كان ياما بيزعل منّي ويجولِّلي بكرة تندمي يا زينب على حديتك الماسخ دِيه مع بنت االناس، لما تعرفي معدنها صُوح تمام زي ما أني جَريتْها من أول مرة شوفناها هي وأهلها فيها، ربّك والحاجْ أنا كنت بغير منِّيكي !!..، طالعتها منة بدهشة وتساؤل فتابعت زينب اعترافها بخجل:
- ما هو أصلي حاسيت إنك أخدتي ولدي منّي، ومش بس إكده لا وزوجي كُمَانْ !!، لما كنت بتكلم مع سيف على انكو إتأخرتوا في الخلفة كان بيجفِل الكلام في ساعتها ويجوللي أنا مبسوط معها وان ربنا راد عطانا من فضله، دِيه كرم ربنا سبحانه وتعالى، ما رادشْ يبجى ديِه نصيبنا من الدنيا وأني راضي بيه، أي حاجه تهون إلا أن منة تبعد عنّي !!، عارفة وجتها كنت بحس بنار بتجيد فيّا ، جَدْ إكدِهْ وَلَدِيْ بيحبك وبيخاف على زعلك وكل مرة لازمن يأكد عليّا ماجبلكيش سيرة الموضوع دِيه واصل!، ولما الحاج سمعني في مرة بعد ما ربنا عوّضك بهَنا وفرح وأني بجولك أنك لازمن تخاويهم بولد علشان يشيل اسم العيلة من بعد أبوهم بعد عمر طويل يا رب، سَمَّعني كلام جامد جوي، كان بيجول الولاد دول عطيّة ربنا، انتي هتدخلي في رزج ربنا لولدك؟!، ولما جولت له أن الشرع محلل للراجل مش بس واحده لاه... أربعة كمان، جالي تجدري تتوكدي كيف إنه برضيك هيجيب ولاد؟، ما يمكن خلفته تكون كلاتها بنات !!، وجتها كنت بسمع من ودن وأطلع من التانية، لغاية ما عرفنا بحكاية سيف وإنه أتزوج عليكي ، وجتها أني مافهمتش هو ليه الحاج إتعصب جوي إكده، وجولت له حجُّه يتزوج علشان الوِلد!!، وجْتها صرخ فيّا جامد وجالي ابنك جاب لنا العار وحط راسنا في التراب، يا ريتني ما خلفته، يا ريت خلفتي كانت كلاتها بنات، هوّ دِيه الوِلد اللي أنت عاوزاه لولدك؟، الوِلد اللي يجيب لأهله العار يُبجى جلِّتُه أحسن !!، و....وِجِعْ في لحظتها، جريت عليه ابكي وأنوح وخصوصي كمان لمان سلمى جات لنا.. الناجِص منعم زوجها طردها بعيالها من البيت، هو ديِه كمان اللي خلاه يتعصب ويتنرفز بزيادة وجِه كلامي معاه غطّى ووطّى، بصي يا بتّي أنا معرفاش إنتي جولتي إيه للحاج، ومافهماش ايه اللي حوصل بالظبط من سيف ولديْ، لكن اللي حاسّاه إنه عمل حاجه وعرة جوي، صوح ولا لاه؟...
لم تستطع منة الانكار، والتزمت الصمت بينما بدأت عيناها تسبح بالدموع، ربتت زينب على يدها الموضوعه في حضنها وقالت بلهجة حانية:
- منة يا بتّي.. يشهد ربنا إن غلاوتك زادت في جلبي، وانك بجيتي كيف بناتي الاربع وأكتر، أني عاوزاكي تصارحيني بكل حاجه، واطمني الحديت اللي بيننا دلوكيت مش هيطلع لحد واصل ولا للحاج ذات نفسيه، بس لازمن أعرف ابني عمل إيه؟!، يمكن الكلام اللي جولتيه للحاج صدّجُه، لكن انا ستّ يا بتّي، والست ما تفهمهاش غير ستّ زيّيها، واني إحساسي بيجولي إنك موجوعه من جواتك!، علشان إكده لازمن أعرف كل حاجه...
لم تستطع منة التزام الصمت أكثر من ذلك أمام حنان حماتها، فهي لم تتحدث مع أيّ كان في هذا الأمر حتى والديْها إكتفت بما علموه من شقيقها، ولكنهم لم يفاتحوها في هذا الأمر خوفا عليها من تذكيرها بما لن تنسَه يوما !!، نظرت الى زينب وقالت ودموعها بدأت تسيل بصمت :
- هحكيلك يا حاجة، لأني بجد تعبت أوي، وفعلا أنا موجوعه أوي أوي... قلبي وجعني أوي يا حاجه، أوي....
وطفقت منة تروي لحماتها كلّما حدث منذ لحظة اكتشافها خيانة سيف لها حتى وقتها هذا....
احتضنت زينب منة بين ذراعيها والتي انخرطت ببكاء حار بعد انتهائها من سرد حكايتها، ربتت على ظهرها وهي تقول بحزن:
- إبكي يا بتّي، لو البُكا هيريّحك إبكي...
منة من بين دموعها المنهمرة كالشلال وشهقات بكائها الحار بصوت متقطع من شدة البكاء:
- مش.. مش عارفة .. أعمل... أعمل إيه؟، تعبت... تعبت والله..، لا أنا قادرة أنسى ولا أنا قادرة أسامح وأصفى ، وبردو مش عارفة أعمل ايه، بناتى صعبانين عليّا ونفسي صعبانة عليّا أكتر!!، أعمل ايه .. شوري عليا أعمل ايه؟!!..
قالت زينب وهي تشاطر منة بكائها رغما عنها:
- بس يا بتّي بس، كفاياكي بُكا يا ضنايا، جومي إغسلي وشِّك بشويَّة مايَّة إهنه في الحمام اللي جصادك ديه وبعدين تعالي وأني هجولك نعمل ايه...، ورغبة منها في التخفيف عن منة قالت بمزح خفيف:
- عمك الحاج واحنا بنجدد الصرايا، صمم إنه يعمل زيْ حداكو في البندر، حط في كل دار حمام ، وجالي – وضخّمت صوتها مقلّدة زوجها - هُمّا بتوع البندر يا زينب أحسن منينا في إيه...، جومي يا بتِّي جومي ...
ابتسمت منة من وسط دموعها وقامت لتغسل وجهها، ثم عادت ثانية وجلست بجوار حماتها التي تحدثت بهدوء:
- لوّلْ انتي لساتك رايدة سيف ولدي ولا لاه؟، وجبل ما تجاوبي، انسي أي حاجه تانية، جلبك لسّاته رايده؟!...، نظرت منة الى أسفل وأجابت بألم:
- لو كان قلبي كرهه ما كنتش اتوجعت منه أوي كده، ما كنتش لسه على ذمته...
ابتسمت حماتها وأجابت :
- حلو جوي، ثم تابعت بهدوء:
- اسمعي منّي بجه وشوفي هنعمل فيه ايه...، اعترضت منة قائلة:
- أنا مش عاوزة أعمل ولا أسوي، أنا عاوزاه يسيبني أنا وبناتي في حالنا، يا حاجه اللي سيف عمله مش شويّة !!...
قالت زينب بجدية:
- منة يا بتي... اللي هجولهولك ديه مش علشان مَرَتْ ولديْ، لاه.. لو كان اللي حُصلّكْ ديه حُصُل لحدا من بناتي كنت هجولها نفس الكلام ، ما تخربيش بيتك يا بتّي، ما تسيبيش واحده ولا تسوى في سوج الحريم معدن تخطف زوجك منّك، بالعكس إنت تمسكي في زوجك بإيديكي وسنانك وفي نفس الوجت تاخدي بحجّك منه تالت ومتلّت !!..’، بس لوّل في حاجه مش فاهماها!!..
تطلعت منة اليها وهى تمسح وجهها براحتيها وسألتها:
- حاجة إيه دي؟..
أجابت زينب في حيرة:
- الكلام اللي طلع عنْدِنا إهنِه أنه مشي مع واحده متزوجة، لكن إنتي بتجولي انه عرفها عن طريج السوخام اللي اسمه البت ولا النت ديه، يُبجى اتزوجها كيف طالما هو عمره ما شفهاش ولا جعد معاها؟، ايه زواج بالمراسلة؟!!..
ابتسمت منة بكآبة وقالت:
- تمام يا حاجه، هو دا، زواج بالمراسلة!!..
تساءلت زينب في حيرة أكبر:
- معلهش يا بتّي ما تواخذنيش، يُبجى خانك كيف وهو بالمراسلة؟، ازاي اتجوزها ؟..
سكتت منة ولم تعلّق في حين تابعت زينب متمتمة بحيرة كأنها تخاطب نفسها:
- الله، اتزوجها كيف وكيف خانك، ومنين بيجولوا انه لهم تصاوير على المخروب ديه؟، تاجّي إزايْ ديْ؟!!..
وطالعت منة في حيرة التي أشاحت بنظرها بعيدا ولم تُحر جوابا فهي لا تعلم كيف تشرح لها خيانة ابنها لها وما فعله بـ.....المراسلة، كما سبق وقالت!!...
قالت زينب عندما لم تجيبها منة على تساؤلها:
- عموما، ديه مش موضوعنا، انت تجومي دلوكْ تروحي دارك وتتسبحي، وأني هخلي سلمى تبعت لك الوكل مع مُهجة، أما بجه الباشي مهندز... فأني هعرفك ازاي تربيه من أول وجديد...، وارتسمت ابتسامة مكر على شفتيها ومالت على أذن منة تهمس لها بخطتها مما جعل منة تحمر خجلا و.....حماساً!!..
**************************************************
اطمأنت منة على بناتها في غرفتهما الملحقة بالجناح الخاص بهم، وقد طمأنتها مهجة التي أتت اليها بالطعام بناءا على أمر سيدتها أن البنتيْن قد تناولوا طعامهم قبل أن يخلدا للنوم، تمتمت منة بالشكر قبل ان تنصرف مهجة التي أخبرتها أنها قد قامت بترتيب الثياب في خزانةالملابس....
اتجهت منة الى الحمام الملحق بالغرفة فقد كانت مجهدة لأقصى مدى، لم يخطر ببالها السؤال عن سيف، فلا بد أنه مع الأُناس اللذين حضروا للسؤال والاطمئنان عن صحة كبيرهم، وهي تعلم تماما أنه لن يأتي قبل وقت طويل، ففي المرات التي كانت تأتي فيها بصحبته، لم تكن تراه إلّا لماماً، فقد كان معظم وقته يقضيه في الاستراحة الخاصة التي شيّدها والده للقاء الناس وقضاء حاجاتهم...
توجهت الى الحمام وملئت المغطس بالماء الدافيء،وقد وضعت به بعضا من صابون الاستحام الخاص بها والذي جلبته معها، ثم رقدت في المغطس لتزيح عن كاهلها تعب اليوم، وتحاول الحصول على بعض الراحة الجسمانية والنفسية...
بعد مضي ما يقرب من النصف ساعه شعرت ببرودة المياه من حولها، فقامت وأكملت اغتسالها بالمرشّة مزيلة بقايا الصابون من شعرها وجسمها ، ثم أغلقت المياه وقامت بتجفيف نفسها بالمشنفة العريضة وارتدت مئزر الحمام الخاص بها، ثم خرجت لتكمل ارتداء ثيابها حينما تفاجئت بـ....سيف يقف مديرا ظهره لها والذي التفت على صوت شهقتها المكتومة!
طالعها سيف مليّا من أعلى رأسها المكلل بخصلات كستنائية تنسدل حتى نهاية خصرها يقطر منها الماء، حتى قدميها الحافية التي ظهرت من أسفل رداء الحمام، جمعت منة طرفي رداء الحمام بيدها وقد انتبهت انها لا ترتدي سواه، أخفضت نظرها الى أسفل وقالت وهى تحاول الابتعاد من أمامه بصوت خرج مهزوزا بالرغم منها كيف لا وسيف يقف أمامها لا يرتدي سوى سرواله فقط بينما نصفه العلوي عارٍ تماما وتلمع عليه قطرات الماء التي تدل على أنه قد قام بالاغتسال هو الآخر في الحمام الخارجي الملحق بالجناح !!...، قالت منة بصوت يرتعش:
- عن... عن إذنك، عاوزة أغيّر هدومي...
اقترب منها سيف وتحدث بصوت أجش بينما تسمّر نظره على شعرها الذي يخفي وجهها تقريبا :
- ما تغيّري يا منة، هو أنا مانعك؟!...
رفعت نظراتها اليه مجيبة بغيظ وقد احمر وجهها خجلا و.. غيظاً:
- لا... بس المفروض تخرج برّه علشان أعرف آخد راحتي!
تحدث بابتسامة مستفزّة وهو يميل عليها بوجهه حتى ضربت أنفاسه الساخنة صفحة وجهها القشديّ :
- أنا جوزك يا منة، ها.... جووووزك!، وشدد على لفظة زوجك ثم تابع:
- أعتقد انه مافيش بين الأزواج.. إحراج !!..
تحدثت منة من بين أسنانها وهى تبعد بوجهها عنه ولكن لم تستطع منعه من شمّ رائحتها المحملة بعبير الزهور الممتزج برائحة الصابون الذي استعملته لتكوّن مزيجا عطريّا مثيرا يكاد يسلب سيف رُشده، لم تنتبه الى تغيّر تنفس سيف وتحدثت بغضب:
- بس أنا مقدرش أغيّر قودامك، واتفضل بقه يا تخرج يا إما هاخد هدومي وأدخل أغير في أودة البنات !!...
امتدت يديْ سيف وكأنها تملك إرادة خاصة بهما فقط وحاولتا جذبها اليه بينما تحدث بصوت متهدج:
- خايفة مني ولا مكسوفة يا منة؟، لو خايفة يبقى مالكيش حق انتي عارفة أني عمري ما هعمل حاجه تخوّفك منِّي، لو مكسوفة ، يبقى بردو مالكيش حق، أنا وأنتي واحد يا مُنايا !!...، ثم مال عليها محاولا تقبيلها بينما حاولت هي التملّص منه هاتفة بشدة:
- سيف، سيف مش هينفع اللي انت بتفكر فيه دا، انت ناسي أني طالبة الطلاق، ومجيّتي معاك بس علشان عمي ربنا يشفيه؟!..
وكأنها سكبت فوقه دلوا من الماء البارد، ارتد الى الخلف وقست يداه الممسكتان بذراعيها ونظر اليها نظرة سوداء قائلا بغضب يلمع في فحم عينيه المشتعل:
- أنا حذرتك كم مرة قبل كدا إنك تجيبي سيرة الطلاق دا؟، لكن واضح انك مش بتتعلمي!، مافيش غير طريقة واحدة بس تخليكي تتأكدي أني مش ممكن أسيبك أو تكوني لحد تاني غيري !!، قطبت بحيرة وتساؤل وقبل أن يتثنى لها أن تستفهم منه عمّا يعنيه، انقض عليها ملتهما شفتيها بقبلة أودعها غضبه وشوقه وغيرته، فهو أولاً وأخيراً رجلٌ عاشقٌ حتَّى النّخاع، وبين يديه حبيبته التي تستفز رجولته لكي يثبت لها بما لا يدع مجالا للشك أنه الوحيد الذي له كامل الحق فيها سواء روحا أو جسدا، فقد ختم قلبها وجسمها بصك ملكيته، ملكيةٌ أبديَّة لا سبيل لحلِّها مهما كان !!....
حاولت منة الفكاك من قبضته التي كانت تزداد قوة كلما زادت محاولتها للافلات منه، كانت كما العصفور بين مخالب نسر جامح، حتى شعرت بأن سيف قد تمادى إذ عبثت يده بعقدة رداء الحمام الذي أوشك على السقوط عنها فانتفضت بقوة بين ذراعيه ولم تجد بدّا من ركله بقوة في قصبة ساقه فتركها فجأة لاعنا من بين أنفاسه الهوجاء، حتى أنها تماسكت بصعوبة فقد كادت أن تسقط أرضاً ، نظرت اليه وهي تعيد ربط عقدة ردائها بإحكام وأشارت اليه بسبابتها قائلة وهي تلهث بينما تحمل شفتيها المنتفختيْن علامات إكتساحه لها! ، قالت لاهثة:
- بقولك ايه يا سيف، دي آخر مرة تحط إيدك عليّا، المرة الجاية هعملك عاهة مستديمة كل ما تشوفها تفتكر سببها فما تقرّبش منّي!..
ابتسم سيف من وسط ألمه وقال وهو يقفز على قدم واحدة مقتربا منها بينما تبتعد هي الى الخلف ناظرة اليه بريبة:
- أنا راضي بأي حاجه تيجي منّك، العاهة اللي هتعمليهالي هتكون علامة منك هتفضل معايا لحد ما أموت!، وإطمنّي يا مُنايا، أنا فدائي ، مش عبد الحليم بيقول قد مات شهيدا يا ولدي من مات فداءا للمحبوب؟!، أهو أنا راضي أني أفديكي بروحي ودمي، وبُعاد عنك مش هبعد!، انت مراتي وأنا بقولك من دلوقتي أهو ، أنا مش هجبرك على حاجه، لكن الأمر ما يمنعش أني أروي نفسي كل شوية كدا بحاجه بسيطة، لكن أنتي مسموح لك تعملي اللي انتي عاوزاه!!..
تخصّرت واضعة يديها في وسطها وسألت بريبة :
- يعني ايه بقه إن شاء الله مش فاهمه؟، ليجيبها وقد اقترب منها حتى وقف على بُعد إنشات قليلة:
- يعني عاوزة تقرّبي، تحضني، تبوسي ، تـ....، شهقت منة عاليا وسارعت بوضع يدها على فمه مانعة اياه من المتابعة وهي تقول بحنق وغضب من بين أسنانها المطبقة:
- أنت سافل ووقح وقليل الأدب يا سيف، وفعلا المفروض إني ما أقفش أسمع كلامك السافل دا، وتركته بعد أن رمته بنظرة زاجرة جعلتها أشبه بمعلمة المدرسة التي تنهر تلميذا لديها قام بفعل شائن!!.....
تعالت ضحكات سيف بينما اتجهت منة الى خزانة ثيابها وتناولت أول شيء وقع عليه يدها فيما تعالت طرقات خفيفة سمعا بعدها صوت مهجة يخبر سيف بوجود زوّار في الاستراحة الخارجية، أخبرها سيف أنه سيلحق بها، ثم أعاد انتابهه الى منة وقال بمرح وهو يغمز بمكر:
- للأسف هضطر أنزل للضيوف، كنت عاوز أحاسبك على الضربة اللي ضربتهالي دي، وأعرفك يعني أيه قليل الأدب اللي قولتيها علشان تتأكدي أني في غاية الأدب معاكي، لكن الجيّات أكتر، واتجه الى خزانة الثياب حيث تناول بلوزة صيفية أدخلها في رأسه ليخفي جزعه العلوي، ورماها بنظرة خُبث قبل أن يتجه الى الباب ليغادر الغرفة بينما ضربت منة بقدمها الأرض غضبا و...غيظا وهي تزفر حانقة !!...

استيقظت منة في الصباح الباكر ونظرت الى الاريكة المقابلة للفراش والتي نام فوقها سيف بالأمس بعد تهديد منها أنها ستذهب للنوم برفقة البنات في غرفتهن، فقد كان مصرّا على النوم معها فوق الفراش الواسع بينما الأريكة ضيّقة ولن يستطيع النوم بحريّة، ورفض رفضا باتّا عرضها أن تنام هي بدلا عنه فوق الأريكة.....
تذكرت كيف انقضت أحداث الليلة الماضية، فلم تراه حتى صعدت لتنام، حيث لم تخل الاستراحة من الزائرون اللذين قدموا من كل حدْب وصوب للاطمئنان على صحة والده، كانت قد أبدلت ثيابها واستقرت في الفراش بعد أن اطمئنت على نوْم ابنتيها عندما سمعت صوت فتح باب الجناح، أعقبه صوت قدميه متجها الى غرفتهما، أغلقت عينيها مدعيّة النوم وهي تدعو في سرّها أن يوافيها النوم قبل خروجه من الحمام حيث توجه للاغتسال، ولكن هيهات أن تغمض عينها بينما تسمعه وهو يتحرك بمنتهى الأريحية في المكان حولها !!...
بعد أن أنهى ارتداء ثيابه لفت نظره المنامة التي قد أعدتها له فوق الأريكة حيث وضعت وسادة وغطاء، ابتسم وهو ينظر اليها وهي توليه ظهرها مصطنعة النوم وهو يعلم جيّدا أنها ليست نائمة، اقترب منها ومال فوقها فاضطربت أنفاسها فيما أغلقت عينيها بقوة، همس لها في أذنها وهو يمد يده:
- عينيكي هتتفعص من كُتر ما إنتي مغمضاهم بالشكل دا!، عن إذنك، ... قطبت في حيرة وهي لا تزال مغمضة عينيها مما جعله يبتسم فهي لا تعلم عن أي شيء يعتذر حتى شعرت بشيء يُسحب بقوة من تحت رأسها، فتحت عينيها واسعا بدهشة، فقد سحب وسادتها من تحتها!!، قال ببراءة مصطنعه:
- معلهش أصلي مبعرفش أنام غير على مخدتين، انتي مش بتنامي على مخدّات، عارفك ما كنتيش بتنامي غير في حضني!..
تحدثت بحدة وهى تزحف الى الناحية الاخرى بعيدا عنه:
- خُد المخدة اللي تعجبك وسيبني أنام...
ليفاجئها سيف بسؤاله فيما يقف مشرفا عليها:
- انتي ليه ما حكيتليش على اللي كانت أمي بتعمله أو بتقوله ليكي؟!...
تسمرت منة في مكانها ثم تساءلت بوجل وريبة:
- حاجات ايه اللي مامتك عملتها عاوزني أحكيهالك؟...
مد يده وأدارها ناحيته ومال عليها قائلا:
- الكلام اللي كانت بترميه عليكي علشان تأخير الحمل كل شوية، ولما ربنا رزقنا بالبنات ، ولما ما حاصلش حمل تاني لغاية دلوقتي!!
اضطربت منة قليلا ولكنها حاولت التماسك وقالت وهي تحاول الهروب من نظراته القوية التي تتفرس فيها:
- مين اللي قالك الكلام الغريب دا؟، ماحصلش....،قاطعها سيف بحزم:
- أنا سمعتكم انهرده يا منة !!، شهقت منة بدهشة وقالت بتلعثم طفيف في حين أصبح عقلها يعمل كالمكوك لتتذكر الحديث الذي دار بينها وبين حماتها وعمّا إذا كان سيف قد سمع كلّما دار بينهما أم لا:
- انت.. انت بتقول ايه؟، أومأ سيف برأسه موافقا وقال:
- أيوة يا منة، أنا سمعت أمي وهي بتعتذر لك على الكلام اللي كانت بتقوله في حقك، وإنى أبويا هو اللي كان بيمنعها عنك، وأنا يا منة؟، أنا فين من دا كله؟، مش المفروض كنت أنا اللي أعرف علشان أنا جوزك المفروض ما أخليش حد يضايقك خالص...
ابتسمت منة باستخفاف وأجابت:
- إنت قلتها يا سيف، دي أمك!، يعني ما كانش ينفع أني احطك بيني أنا وهي، لأنك مهما حصل مش هتخسر والدتك، وكنت هتبقى بين نارين ترضيني ولا ترضيها، وأنا كنت بحاول أحط نفسي مكانها، يعني والدتك ست بسيطة وانت ابنها الوحيد ومن حقها حسب المجتمع اللي هي اتلابت فيه انها تحلم بولد لأبنها يشيل اسم العيلة، دا كان بيخليني أقدر أعذرها، وبعدين عمي ربنا يشفيه كان دايما مش بيسمح لها أنها تزوّد في الكلام معايا، وأديك سمعتها في الآخر وهي بتراضيني وتطيّب خاطري، كفاية عليّا كدا، لكن لو كنت قلت لك ما كنتش هكسب غير عداوتها ليّا أكتر وأكتر، وتعيش في حيرة بيني وبينها، اختيار ما أقبلش أني أحطط قودامه، الأم مهما كان الأم !!....
نظر اليها سيف مطوّلا قبل أن يتكلم بصوت خشن:
- ومستغربة انا ماسك فيكي ليه؟، صدقيني الكون دا كله في كفّة وانتي في كفّة، وساعتها كفّتك بردو هي اللي هتكسب!!، كان نفسي أسمع الكلام اللي دار بينكم للآخر بس مهجة الله يسامحها جات نادتني علشان فيه ناس جوم،.. ومال عليها مقبلا جبينها بعمق قبل أن يتنفس نفسا طويلا مشتمًّا رائحتها العطرية وقال :
- تصبحي على خير يا أحلى حاجه في حياة سيف، يا عمري كلّه إنتي !!..، وابتعد ليرقد فوق الأريكة وقد أولاها وجهه، لينظر اليها حتى داعب الكرى جفونه فغرق عميقا في النوم، بينما تقلّبت هي مراراً قبل أن يغلبها النوم هي الأخرى....
************************************************
اغتسلت منة وأبدلت ثيابها ثم خرجت لتتفقد ابنتيها فوجدتهما بالاسفل مع أولاد عماتهما يلبعان، ألقت تحية الصباح على حماتها التي أمرت بتحضير طعام الفطور لها قبل الذهاب لزيارة زوجها فقد أعلمتها والسرور يعتلي ملامحها أنه قد تم نقله الى غرفة خاصة بعد أن استقرت حالته الصحيّة...

تم عمل القسطرة لعبدالهادي وجاءت النتيجة مطمئنة للغاية، ولكن آثر الطبيب ان يمكث بالمشفى أسبوعا على الأقل حتى تتحسن صحته تماما ويبدأ الدواء الجديد الذي تمّ وصفه بإعطاء النتيجة المرجوة منه..
كانت منة تذهب اليه يوميا في الصباح الباكر حيث تظل برفقته الى موعد انتهاء الزيارة الصباحية، فتعود الى المنزل لتغتسل وتبدل ثيابها وتطمئن على بناتها ثم ترجع ثانية بصحبة سيف في موعد الزيارة المسائية...
لم يلتقي عبدالهادي مع سيف إلا بعد يومين من انتقاله الى غرفة عادية، وذلك بطلب من عبدالهادي نفسه، بينما لم يستطع سيف أن يضع عينيه في عيني والده، كما أنه لم يعلم الحديث الذي دار بين منة ووالده أثناء مكوث الأخير في غرفة الرعاية...
دار حوار طويل بين سيف ووالده، صُعق سيف عندما أخبره والده بما أخبرته منة، قال بجدية:
- مَرَتك جالت إنه مافيش حاجه حوصلت واصل من الحديت اللي احنا سمعناه ديه، مش عارف ليه مش إمصدج، لكن يكون في معلومك يا سيف لو ظُهر انه الكلام بحج وحجيج وجتها حسابك معايا هيكون عسير جوي !!..
تدخلت منة محاولة تلطيف الأجواء بينما عقد سيف جبينه متنقلا بنظراته بين والده ومنة في ريبة فهو لم يفهم قصد والده من كلامه أن منة قد أنكرت ما سمعه!، قالت منة محاولة تلطيف الاجواء:
- أنا قلت لحضرتك يا حاج، صدقني مافيش حاجه من دي حصلت !!، نظر اليها سيف مصعوقا بينما سألها عبدالهادي:
- أكيد يا بتّي؟، مالكيش صالح بصّحتي، أنا أدرى بنفسي من الحُكَما، لو كان ضايجك أو عمل اللي احنا سمعناه ، جوليلي وأني أعرف شغلي أمعاه !!،،،،،،،
ابتسمت منة وقالت وهي تجلس على طرف فراش عبدالهادي:
- يعني أزعل منك يا حاج؟، انت مصرّ تكذبني ليه؟!...
نفى عبدالهادي بشدة وقال:
- لاه لاه لاه، مش بكذبك لا سمح الله، أني بس عاوز أتوكد أنك مش بتاجي على نفسك علشاني، حجّك أني جادر أخده ولو من ابني نفسه، انما طالما أنتي أكدتي ليْ بدال المرة عشر انه ما حوصلش حاجه يبجي ما حوصلش حاجه، ومنعم زوج أختك سلمى حسابه عاندي آنا ، لما أجوم بالسلامة ان شاء الله هلففه حوالين نفسه علشان بس يشوف ضوفر حد من عياله ولا مَرَتُه!
لم يستطع سيف الانفراد بمنة بعد حديثه مع والده، بل أنه أنغلق على نفسه واستأذن مغادرا تاركا منة برفقة والده على أن يرجع اليها ليعودا سوية...
كان الطبيب المعالج يمدح منة دائما ودائما ما كان يقول لعبدالهادي أنه محظوظ بوجود إبنة مثلها بجواره، لم يهتم عبدالهادي بإيضاح أنها ليست ابنته بل زوجة ابنه، حتى كان يوم!!...

دخلت منة وسيف وبعد أن ألقيا السلام على عبدالهادي تحدث عبدالهادي بصوت ضاحك:
- سيف... ايه رأيك في الدكتور مصطفى اللي متابع حالتي؟. تحدث سيف الذي جلس على كرسي بجوار فراش والده بينما كانت منة تقوم بتنسيق الزهور التى ابتاعتها من المتجر في طريقهما الى المشفى:
- الدكتور مصطفى ممتاز، انما بتسأل ليه يا حاج؟
أجاب عبدالهادي بابتسامة مكر تعلو ملامحه:
- أصله عنده وِلد، دَكتور زيّيه إكده، ..ثم وجه حديثه الى منة متابعا:
- الدكتور نبيل انت شوفتيه يا منة يا بتّي..
اقتربت منة من عمّها الراقد فوق الفراش ووقفت مستندة إلى حاجز الفراش المعدني وقالت بابتسامة:
- ايوة صحيح يا حاج، يوم القسطرة الدكتور نبيل كان مع الدكتور مصطفى، دا أنسان ممتاز بصراحه، كان شايفنا كلنا قلقانين على حضرتك ازاي وفضل معانا ما سابناش الا لما اطمنا على حضرتك، بصراحه دكتور بيشوف شغله بمنتهى الاخلاص، زي والده الدكتور مصطفى تمام، يا ريت الدكاترة تعرف ان الطب مهنة كلها رحمة مش تجارة !!..
لم يستسغ سيف قصيدة المدح التي ألقتها منة في حق هذا الطبيب ووالده والتفت الى عبدالهادي متسائلا:
- انما أنت بتسأل ليه يا حاج؟؟
أجاب الحاج بصوت ضاحك:
- أصله بصراحه حوصل لخبطة!، الدَّكتور مصطفى كان فاكر منة بتِّي، وأني ما جاتش مناسبة إني أجوله أنها مَرَتْ ولديْ، لكن لاجيت أني كنت غلطان بعد اللي حوصل انهرده الصّبح!..
عقدت منة ذراعيها وطالعته بابتسامة وهي تقول:
- وايه اللي حصل انهرده الصبح يا حاج؟
ليجيب الحاج بمرح:
- جالك عريس!، الدكتور مصطفى طلب يدِّك لولَده الدكتور نبيل، واضح إكده ان الدَّكتور نبيل مستعجل جوي، عاوز يعرف ردك بأي طريجة انهاردِه!، ديه ما سابليش فرصة أني أجوله أنك مَرَتْ وَلَديْ !!..
هبّ سيف واقفا وهو يهتف صارخا:
- نعم؟!، بينما اعتلت الدهشة ملامح منة التي أنزلت ذراعيها وقالت بصوت خافت مذهول:
- أزاي دا يا عمي الحاج؟، حضرتك عاوز تقول أنه جالي عريس وحضرتك ما قولتلوش أنى متجوزة ابنك؟!!..
تحدث سيف صارخا ناظرا اليها بغضب أسود:
- إيه جاي لي عريس دي أنتي التانية!!، ثم التفت الى والده متابعا بحنق:
- ازاي يا حاج ما تعرفهومش أن منة مراتي؟!..
قال عبدالهادي وهو يحاول تهدئة ولده:
- يا سيف يا بني إهدى مش إكده، أنا صحيح ما جولتش للدَكتور نبيل لأنه ما أدانيش الفرصة إني أجولّه، لكن أنا جولت لـ بوه... الدَكتور مصطفى، وهو اعتذر من سوء التفاهم ديه، وخلاص ما حوصلش حاجه لزعابيب أمشير اللي إنت عاملها ديْ!!..
تحدث سيف محاولا تمالك نفسه بينما داخله بركان يوشك على الانفجار فيكفيه ما يعانيه من حرمان من نعمة القرب منها، فهو لا ينام أكثر من ساعتين كل ليلة ، تصاحبه فيها أحلام تجعله يصحو منتفضاً لتطالعه هيئتها وهي نائمة فوق الفراش براحة لا يشعر بمقدار عُشرها!، ولا يطفيء ناره المستعرة التي تأكل أحشائه سوى حمام بارد!، حتى أنه أصبح لا يعلم كم عدد الحمامات الباردة التي يضطر الى أخذها كل ليلة، حتى يسقط في النوم من شدة الارهاق ولا يدوم نومه أكثر من ساعتين يستيقظ على إثرها ليغادر الغرفة وكأنه يفرّ من شيء يركض خلفه!، وأقربها ما حدث اليوم صباحا أثناء خروجه من الغرفة اذ حانت منه التفاتة الى الفراش لتطالعه منة وهي تنام بمنتهى الراحة، وقد انحسر الثوب الى أعلى ساقيها مما جعله يشعر بالدم الساخن وهو يهدر بقوة في عروقه، ومد يدا ترتعش وأعاد الغطاء فوقها، ثم سارع الى الحمام الخارجي للاغتسال للمرة التي قد تكون الرابعة في هذه الليلة !!...
تحدث سيف وهو يزفر بقوة:
- كويس انك قولت له يا حاج، عموما أنا شايف ان صحة حضرتك بئيت كويسة، ممكن الدكتور يكتب لك خروج، وأنا هكلمه على ممرضة كويسة تيجي تباشرك في البيت!!..
استدار ليغادر فهمّت منة بالذهاب معه عندما نهرها بنظرة زاجرة وهو يتحدث بحنق من بين أسنانه:
- أنتي رايحه فين؟، يكون تطلعي بره الاودة دي خطوة واحده!، انا هروح أكلم الدكتور وأجي، سامعاني يا منة؟، اوعي تتكلمي مع حد.. فاهمه؟!...
وانصرف دون أن يسمع جوابها لما أمرها به !!...

*************************************************

 
 

 

عرض البوم صور منى لطفي   رد مع اقتباس
قديم 01-03-16, 12:21 PM   المشاركة رقم: 233
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Feb 2011
العضوية: 216585
المشاركات: 468
الجنس أنثى
معدل التقييم: منى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1595

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
منى لطفي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : منى لطفي المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: جوازة.. نت!!... رواية بقلمي/ منى لطفي...

 

خرج عبد الهادي من المشفى وتم الاستعانة بممرضة خاصة للاهتمام بمواعيد تناول الدواء.....
كان الجميع فرح بعودة الأب الحاني والزوج والسند اليهم ثانية ، ساعد سيف والده في الذهاب الى غرفته بينما انفض الباقين حيث ذهب كلٍّ منهم للاهتمام بشؤونه الخاصة ..
- يا مهجة، انتي يا مهجة ......
صدح صوت رمّاح الغفير عاليا، أتت مهجة سريعا وهي تنهره بقوة :
- جرالك أيه يا رمّاح؟، عمّال تزعِّج زي الجاموسة اللي عتولِد ليه؟، انت ماتعرفش أن أبويا الحاج بيرتاح في داره؟!!...
قلب رمّاح وجهه وقال بأسف:
- أني جاموسة بتولد؟، الله يسامحك !، أني كنت عاوز الحاج في حاجه مهمة جوي !!..
عدلت مهجة من وضع وشاحها الأسود الذي يستر رأسها وقالت مقطبة بتساؤل:
- حاجة إيه المهمة جوي دي اللي عاوز فيها أبويا الحاج؟!..
مال عليها رمّاح وكأنه سيخبرها بسرّ خطير وهو يهمس:
- فيه ضيوف عاوزين يشوفوا أبويا الحاج ضروري، ومستنيينه في المُندرة !!...
سألت مهجة بحيرة:
- ضيوف؟، ضيوف مين دول يا رمّاح؟!...
هز رماح أكتافه التي يعلق في احداها البندقيّة الخاصة للحراسة:
- ما خَبِرشْ... هي جالت لي انها عاوزة الحاج عبدالهادي ضروري!!،،
سالت مهجة ثانية:
- هما الضيوف دول فيهم ستات يا رمّاح؟!..
زفر رمّاح عاليًّا وقال:
- يا بوووويْ، ومش أي ستات!!، ديه ست وست وست كُمَانْ..
سكتت مهجة قليلا ثم صرفت رماح قائلة:
- طيب أمشي أنت دلوك، أني هبلغ سيف بيه، ابويا الحاج بيرتاح في داره مش هيجدر ينزل يشوف حد...
************************************************
اتجه سيف بخطوات سريعه حيث الاستراحة لمقابلة الضيوف التي أخبرته مهجة برغبتهم في مقابلة الحاج عبدالهادي كما أخبرها رمّاح، فتح الباب الاستراحة وهو يقول مبتسما:
- أهلا وسهلا..، لتغيب إبتسامته ما أن وقع بصره على هؤلاء الزوّار واللذين لم يكونوا سوى زائرة واحده!، زائرة لا يَرغب برؤيتها بالمرّة!..
قامت من مكانها واتجهت بخطوات مغناجة أليه وهي تتمايل أثناء سيرها في ثيابها التي تلتصق بها فلا تدع للمخيلة شيئا، حيث تبرز مفاتنها الانثوية بصورة فجّة، وقفت أمامه ومدت يدا ذات أظافر طويلة كأظافر الساحرة الشريرة مطلية باللون الأحمر الناري، وقالت بصوت به بحة مثيرة:
- أزيك يا فوفو، وحشتني أووي.....
لم يتثنى له الرد عليها اذ سرعان ما فُتح الباب خلفه واندفعت منة هاتفه:
- سيف انت هنا أنا كنت عاوزة...، لتبتر عبارتها وهي تتطلع بتساؤل الى هذه السيدة التي يبعث مظهرها على الريبة، سألت سيف بينما لا تزال نظراتها معلقة على تلك الغانية التي تتمايل أمامها على كعب حذائها المدبب:
- مين دي يا سيف؟، ...
ابتلع سيف ريقه بصعوبة وقال وهو لا يزال تكنفه الدهشة:
- دي.. دي...، لتقاطعه الأخرى وهى تقترب منه وترفع ذراعيها لتحيط بهما عنقه مجاوبة سؤال منة بدلا منه بصوت يقطر دلالا كاد يصيب منة بالسقم:
- أنا... أنا مراته!،...... شهقت منة وتراجعت للوراء بضعة خطوات ولكن الاخرى لم تهتم وتابعت وهي تطلق الرصاص على قلب أخضر تم ذبحه بأبشع الطّرق:
- أنا، أنا.... قلبي دليلي !!....
- يتبع -

 
 

 

عرض البوم صور منى لطفي   رد مع اقتباس
قديم 01-03-16, 01:02 PM   المشاركة رقم: 234
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
قارئة مميزة


البيانات
التسجيل: Apr 2014
العضوية: 266183
المشاركات: 1,059
الجنس أنثى
معدل التقييم: الاميرة البيضاء عضو جوهرة التقييمالاميرة البيضاء عضو جوهرة التقييمالاميرة البيضاء عضو جوهرة التقييمالاميرة البيضاء عضو جوهرة التقييمالاميرة البيضاء عضو جوهرة التقييمالاميرة البيضاء عضو جوهرة التقييمالاميرة البيضاء عضو جوهرة التقييمالاميرة البيضاء عضو جوهرة التقييمالاميرة البيضاء عضو جوهرة التقييمالاميرة البيضاء عضو جوهرة التقييمالاميرة البيضاء عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2414

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
الاميرة البيضاء غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : منى لطفي المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: جوازة.. نت!!... رواية بقلمي/ منى لطفي...

 

طب وربنا سيف ده بارد ومعندوش دم صحيح اذا لم تستحى فاصنع ما شئت
بيتعامل عادى ولا كأن حاجة حصلت ومتكسفيش منى يا منة انا جوزك قبر يلم العفش<قلبت ع الموجة الصعيدى
اما ام اربعة واربعين الهى الحاج يطخك رصاصتين ويرميكى فى الصرف الصحى او يبعتك لذئاب الجبل عادى يتسلوا ويقرقشوا عضمك يا بعيدة

الحاجة ام سيف
ايوه كده الاعتراف بالحق فضيلة عندى احساس انها هيكون لها دور فى الاحداث كبير
يا ترى هى اللى قلتى عليهايا منون انها هتربى سيف ؟؟

منون فى انتظارك بالحلقة الجديدة بالليل <ايوه متبصيش كده بالليييييييييييييل عندك مانع

 
 

 

عرض البوم صور الاميرة البيضاء   رد مع اقتباس
قديم 01-03-16, 01:32 PM   المشاركة رقم: 235
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Feb 2011
العضوية: 216585
المشاركات: 468
الجنس أنثى
معدل التقييم: منى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1595

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
منى لطفي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : منى لطفي المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
Elefant رد: جوازة.. نت!!... رواية بقلمي/ منى لطفي...

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الاميرة البيضاء مشاهدة المشاركة
   طب وربنا سيف ده بارد ومعندوش دم صحيح اذا لم تستحى فاصنع ما شئت
بيتعامل عادى ولا كأن حاجة حصلت ومتكسفيش منى يا منة انا جوزك قبر يلم العفش<قلبت ع الموجة الصعيدى
اما ام اربعة واربعين الهى الحاج يطخك رصاصتين ويرميكى فى الصرف الصحى او يبعتك لذئاب الجبل عادى يتسلوا ويقرقشوا عضمك يا بعيدة

الحاجة ام سيف
ايوه كده الاعتراف بالحق فضيلة عندى احساس انها هيكون لها دور فى الاحداث كبير
يا ترى هى اللى قلتى عليهايا منون انها هتربى سيف ؟؟

منون فى انتظارك بالحلقة الجديدة بالليل <ايوه متبصيش كده بالليييييييييييييل عندك مانع

يا حلاوتك في الصَّعيديّ يا بووويْ.. فيس بيغمز ههههههه...
امممممم حلقة بالليل؟؟؟... طب شخشخي جيبك ولا انتو ما تشخشخوا الا في الصراصير والفيران ههههههههه يعني حاجة حلوة كدا اغريني يا ميرا ههههههههههه

 
 

 

عرض البوم صور منى لطفي   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
لطفي..., بقلمي/, جوازة.., رواية, نت!!...
facebook



جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 11:13 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية