لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > المنتدى العام للقصص والروايات > القصص المهجورة والغير مكتملة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المهجورة والغير مكتملة القصص المهجورة والغير مكتملة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 18-09-16, 02:33 PM   المشاركة رقم: 121
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2016
العضوية: 316716
المشاركات: 178
الجنس أنثى
معدل التقييم: حلم الحياه عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 87

االدولة
البلدOman
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
حلم الحياه غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أمآنـــي المنتدى : القصص المهجورة والغير مكتملة
افتراضي رد: العاطفه والجسد

 
دعوه لزيارة موضوعي

/
/

من البوآبه الدآخليّه المقآبله للنآفوره الجبسيّه المتوسطه بـ المدخل .. هرولت العآمله الخآصه بهآ حامله على كتفهآ الأيسر الشنطـه الضخمـه ذآت المآركـه الشهيره وبيمنآهآ قآبضه على اليدّ الصغيره للطفل البآلغ من العمـر أربعة سنوآت ..

الطفل إللي ترك يدهآ بـ القوّه رآكض صوب أمّه صآئح: أومّـــآآآآ
إتسع ثغرهآ بـ الإبتسآمه حآنيه نصفهآ العلوي عليـه حآملته: حبيب أومّـآآ ميشــوو

....: كآن خليتوآ شويّ يآم متعـب نتسحّر سوآ وإنتو يآقِلّ زيآرآتكم لنآ
إلتفتت لذيك إللي طلبتهآ البقآء بـ إبتسآمه: معليش يآم وآئل مرّه ثآنيـه
....: لآجينآكم بعزيمتكم ترآ هآ وآلله مآنطوّل .. بنسمي بآلله نفطـر ونرد البيت
أنزلت إبنهآ من فوق صدرهآ ممسكه بيمنآه ضآحكه: شدعوى عآد , تدري إنه طلب أبو متعـب وقدآمكم دآق عليّ طآلبني أطلع

أطبقت فمهآ بقلّة حيله وإستسلآم بـ اللحظه إللي إنتقلت فيهآ عيونهآ من أم متعب المستعده للخروج بعبآءتهآ المرفوعه فوق رأسهآ للتوأم المتمآثل إللي طلعوآ متجآورتين من الشقّ الخآص بـ الطرقـه المؤديه لقسم مجآلس الحريم إذ إنهم لآبد لهم من المرور بـ المدخل لأجل الصعود لغرفتيهم ..
ذآت المدخل إللي هي وآقفه عنده الحين !

إبتلعت ريقهآ بتوتر من لآحظت العبوس بوجه أم متعب إللي مآسرع مآ أنزلت الغطآ على وجههآ صآئحه بـ عآملتهآ الخآصه: يــــلآ
تعلقت عيونهآ على ابنتيهآ إللي تجآهلت إحدآهم الموقف تمآماً صآعده للدرج دون إلتفآت وإللي بـ التأكيد مآكآنت إلآ دآرين تآركه تغريد أسفل السلـم وآقفه تنظـر أم متعـب ...... زوجـة عمّهآ .. أو زوجـة أبوهآ .

الموقف ابداً مايحتمل أي مزايده للحث على البقاء وان كان من باب المجامله ..
اطبقت فمها بـ ابتسامه قصيره مومئه رآسها ايجاباً رآده لهآ الودآع ..
نآظرت من بعدهآ بتغريد إللي كتفّت سآعديهآ متعلقه عيونهآ على الظهر الأسود من العبآءه والمستمر في التقدم والإبتعآد .. تلحقهآ عآملتهآ وبيدهآ الصغيـر ..... ميشـو !

نبهتهآ من شرودهآ بصوت هآدئ النبره القلقــه: تغريد يمّه

إلتفتت لـ أمهآ دون أن يرمش لهآ جفن .. تظهر نظرآتهآ قويّه .. حآقـده .. أطنآن من الغِلّ والغليل فيهآ فآئـره ثآئره .. لفظت بمنتهى القوّه والثبآت والتحكم: عـآدي يمّـه ......

قآلتهآ وأقفت عنهآ صعوداً لتزفر هي بأسى مهمومـه ..
يزدآد همهآ ثقـل ويثقل قلبهآ كمد من رؤيـة بنآتهآ يتمزق قلوبهم حُزن ..
مهمآ أخفـوآ مُدعيّن إلآ إنهآ تدري عن خفآيآهم وحقيقـة أحآسيسهم المتوجعـه ..
ردت تنآظر خآرج البيت على المدى البعيد القريب للعين وللرؤيـه .. لمحت صفّ من السيآرآت الملونـه فآرهة الطرآز ..
وآحده سودآء اللون مكشوفة السقف المفتوح نصفه وأخرى برتقآليّه .. وثآلثـه بيضآء ضخمـه عآئليـه ..

شدت شفتيهآ بـ أسى محبطـه مقفلـه البآب بهدوء لتقآبلهآ عآملتهم بـ إنتظآر الأمر إللي ألقته عليهآ بـ لين: روحي صآفي نظفي المجلـس ...

خآرج الفيلآ .. بـ مدخلهآ المُعبّد من الحجآره تجمعوآ حول سيآرآتهم إللي أضآئت المحيط بـ أنوآرهآ الحمرآء والصفرآء .. البيضآء والبرتقآليّه آخذه وضع الإنتظآر ..
تعآلى صوتهآ آمره بـ جفآء: ميشــو تعآآل هنـــآ
هز رأسه نفياً متوآري خلف أخوه الأكبر متشبث بـ سآقه الأيسر ليرد عنه أخوه ضآحك: وآلله مآ أرد رآس مشآري , خلآص يمّه أنآ بجيبـه

....: لآتعلق أخوك يآمتعب أكثر , مآنيب مستغنيه عن ولدي معك
متعب: ههههه أفـآآ , مآنتب مستغنيه عن ولدك مشآري أجل أنآ ولد منـو !
أشر أبوه بيمنآه صآئح بصبر نآفذ: جيب الولد يآمتعب خلّ نروح

متعب: يبه وأنآ شدخلني إهو إللي متعلق فيني
....: ميشـو يآروحي يلآ تعآل إطلع مع مآمآ حبيبي
هزّ رآسه نفياً رآفض ليرفع متعب يديه بآسط رآحتيه مستسلم كنآية عن عدم تدخله برغبة أخوه الأصغر في حين صآح الأخ الثآني بعدمآ طلع رآسه من شبآك سيآرته البرتقاليه صآئح: يـلآ إطلـعوآ خلّ نمشــي , متعب ترآك سآد الطريق إنت وأبوي

قآلهآ متبعه بـ - أفأفة عصبيّه – رآد لمقعده مطبق الفمّ بصبر نآفذ ليجيه صوت أخوه الجآلس بجوآره: أقول مِسفر عطهـم بوري ازعجهم
مسفر وإللي الظآهر اعجبه إقترآح أخوه ذآ الترتيب الثآلث مآئل فمه بـ إبتسآمه جآنبيه: كفّـوآ وآلله يآمجــوود

قآلهآ بآسط رآحة يمنآه بوسط المقود مصدر صوت مزعـج متوآصل دون إنقطآع جآذب نحوّه كلّ الأنظآر الضآئقه بـ انزعآج ليصيح عمّه ضآحك: وش ذآ الإزعآج .. شف عيآلك يآبو متعــب ولآ فآرقونآ يلآ
أبو متعب: مسفـر ومآجـد المخبّل الإثنين

ضرب بيمنآه سطح سيآرته البيضآء صآئح على متعب وزوجته: يلآ خلصونـــآ
متعب: شذمبـي , ولدك البزر مصمم يطلع معي وأمي مآتبي
صآحت بـ تهديد وكأنه الأمر الأخير: مشـــآري تعـــآل هنـآ فــوراً
....: خلآص يآم متعب خله يطلع مع أخوه

....: لآ يآبو وآئل متعب وإخوآنه مهبّل يستهبلون بـ الطريق والولد توّه صغير يرجرجون مخّـه لآآ
متعب: خلآص يمّـه وآلله مآ أسوق بسرعه .. وآلله خلآص هذآني حلفت عيب تردينّي
عطته نظره من ورآء غطآء وجههآ الكثيف فهمهآ ومن فوره مومئ رآسه إيجآباً مآنحهآ الثقه بـ أنهآ كلمة شرف مآرح يخلّ بهآ أو يخلفهآ لتسلم هي أمرهآ زآفره بـ حنق وإمتعآض إذ إنه على عينهآ ترك صغيرهآ الأقرب من إخوآنه الثلآث الأكبر لقلبهآ لآفظه بـ توصيّه مشدده: انتبه على أخوك يآمتعب لآتزيد سرعه .. ولآ تلفلف وتفرفر , تجيبه فوراً البيت

أرخى كتفيه بيأس من إلحآح أمّه وقلقهآ الشديد شآد فمه المطبق بـ إنزعآج خفي: خلآص يمّه عآد , تبين أطمنك .. بمشي قدآمكم بسيآرتي وإنتي وأبوي ورآنآ , هآ شرآيك !
إلتفتت ورآهآ من تعآلى صوت البوري لسيآرة إبنهآ الثآني على الترتيب - مسفـر - رآده النظر لـ متعب إللي فتح البآب المجآور له مسآعد أخوه الأصغر بـ الصعود مبتسمـه: متعب مآ أوصيـك

قلّب متعب عيونه بـ سأم متململ: لآحـوووول , يمّـه خلاص لآتحآتيــن


/
/



بـ مدخل الفيلآ وأمام النآفوره الجبسيه المُفعلّه اللي يظهر اعجابه بها في الفتره الأخيره من طول وقوفه الدائم عندها للتفكير والتأمل !
أدخل جوّآله بـ جيبه ليحسّ بآلشيّ الصغير المكوّر والقآسي بعض الشيئ !

لآشعورياً مال فمه بـ الإبتسآمه من وقع الذكرى القريبه قبيل سآعآت قليله فآئته وهو على سفرة أوّل إفطآر رمضآني لهم وتنآوله أوّل بلحـه نآوياً بهآ التسميه بالله وكسر الصيآم ..
البلحه السُكريّه اللآمعه صفرآء اللون إللي أثآرت بمخيلته ذكرى رمضآن فآئت من سنـه كآملـه ..
قبض عليهآ بـ أصآبعه مدخلهآ لـ جيبه متنآول تمرّه طريّه من نوع آخر ..

دون تردد بـ خُطى سريعه بآسم الملمـح مُنتشي من فكره لآمعه طرأت بعقلـه ..
خرج من بيته متوجهاً لملحقـه إللي دخله مُقرر إنهآء الهجـر إللي ملآه أسـى وأرهقـه كمــد ..
صآح بـ اسمهآ فور دخوله واغلاقه البآب الرئيسي الزجآجي للملحق: ميســـــــــــــم

إرتآعت من المفآجئه وعلى حين غُفلة منهآ وشرود من صآح بـ إسمهآ مُنآدي ليقشعر جسدهآ موسعه عيونهآ بذعـر ولآخرهآ مرتآعـه ..
تدآركت ارتياعها بـ إقترآب خطآه المنذره عن دنو دخوله رآفعه غطآء الصندوق الكرتوني مطبقته فوق علبته بـ إرتبآك مدخلته بـ الدولآب رآد لمكآنه بـ الرفّ الأسفل الأخير بجوآر صنآديق أخرى ملتفته له بسرعه من لفظ إسمهآ للمرّه الأخيره قبل تلآقي عيونهم وإشتبآك نظرآتهم ..

لآشعورياً منهآ أحست بـ إشتدآد قبضتهآ اليمنى إلآ أنهآ أحست بشيئ مآنع .. شيئ بقبضتهآ صغير الحجم أدركت مآهيته موسعّه عيونهآ سودآء اللون الدآعجه ولآخرهآ بصدمـه ...
نست إدخآله بـ الصندوق مع بآقي المحتويآت ..

هي ذآتاً فتحت الصندوق لأجلـه ... إسترجعت ذكريآتهآ بـ تأملهآ لـ ذآك الشيئ القآبضه هي عليـه ...
شتتهآ صوته وأثآر بنفسهآ الإضطرآب مقفله الصندوق دون إرجآع الشيئ إللي أخرجته منه !
الشيّ إللي مآكآن إلآ تمره مجففـه مآل لونهآ من الصفآر إلى البرتقآلي بـ خطوط حمرآء بنيّه ..

التمره إللي أعآدهآ لهآ بـ صبآحيّة زوآجهم وهو يترقبهآ خآطيه خطوآتهآ على كرسيهآ المتحرك صوب دولآبهآ مخرجـه منه صندوقهآ الخآص بـ ذكريآتهآ الأحب لقلبهآ وإللي كآن هو شريكاً لهآ فيهآ ...
أدخلت بيوم صبآحيتهآ أكثر إثآره على الإطلآق منديلهآ القطني أبيض اللون مطرز برقّه من الأطرآف بـ حبآت من اللؤلؤ السكريّ ..
المنديل إللي تلطخ منتصفه ببقع صغيره حمرآء اللون ..
البقع الخآصّه بـ فضّ غشآءهآ وإعلآنهآ زوجـة لـه فعلياً ..
سألهآ بفضول وإبتسآمة الإستغرآب سآكنه قسمآته: وشهــو !!
....: هذآ صندوقي الخآص , فيه الأشيآء الخآصه مرّه إللي جمعتنآ .. ذكريآتي الحلوه معآك والحين بحط هآلمنديل , أحسّه أحلى ذكرى

....: ههههه وإش فيه غير المنديل !
....: يعني أشيآء عآديّه , تذكر العيديّه إللي عطيتني بـ العيد ! هنآ بـ الصندوق
إرتفعوآ حآجبيه بدهشه بآسم أدرفهآ بوقوفه السريع عن السرير خروجاً لمكتبه رآد للغرفه وبسرعه مد لهآ يمنآه مبسوطة الرآحه لتعقد حآجبيهآ إستفهآماً للشيّ إللي توسطهآ وإللي مآكآن إن بلحـه مجففه وحلآوة – بقـر – بـ غلآف أصفر اللون !
إنتفض صدرهآ غير مُصدقّه سآئلته بعيون لآمعه: وآئــل إش هــــذآآآآآآآآ !
وآئل: هذي البلحـه إللي خذيتهآ منك بـ أوّل فطور رمضآن , تذكرين من رقيت لك أنآ وجدتي ونزلتي معنآ للفطور !

....: ههههه إي طبعاً أذكر , بـ الأخير كلهم قآموآ إلآ أنآ وإنت وعطيتك البلحه هههه وآئل مآ أصدق توّك محتفظ فيهآ !
وآئل: أهآ .. طبعاً , وهذي الحلآو يآلنصّآبه , تذكرين سآلفتهآ !
....: ههههه إي أذكر نصبت عليك ذآك اليوم وخذيت منك العيديه فلوس وعآيدتك بـ الحلآو
....: قلتي الحلآو الصفرآ معي والحمرآ معـك
من فورهآ فتحت غطآء الصندوق مبعثره محتويآته إلى مآ إلتقطت بـ أصآبع يمنآهآ القطعـه الممآثله لذآت إللي بوسط كفّه إلآ أنهآ بغلآف أحمر اللون ... رفعتهآ له بآسمه بعيون مُشعّه متلألأه: والحـمــرآ معــي
....: ههههه خلآص خذي الحلآو حقي والبلحه حطيهم معك بـ الصندوق , أي شيّ نتشآركه إحتفظـي فيه

إبتلعت ريقهآ مشدده قبضتهآ على البلحه إللي أحست بهآ – تُفعـص - , أردفت بصوت مخنوق خآفضه رأسهآ تنظر قدميهآ: خيــر

جلس على ركبتيه أسفلهآ هآمس وبـ إبتسآمه: كُلّ خير إن شآلله
قآلهآ بـ التزآمن من إمسآكه بيديهآ ليفآجئ بسحبهآ السريع ليديهآ قبل أن يتمآسّآ ..
أطبق فمه بـ أسف دون أن تغآدره الإبتسآمه: وآلله مآ أخليك قبل نتصآفى , أدري إنه مو زعـل ... أدري زين ليش صآده عنّي

من فورهآ نآظرته بـ تفآجئ والذعر بعيونهآ ليومئ رآسه إيجآباً هآمس: والله أدري , من إيش خجلآنه يآميسم ؟ عآدي يآعيونـي عمليـه سويتيهآ وآلله مو كآتب لك الشفآء فيهآ مآخربت الدنيآ يعني ولآ إنتهى العآلم .. مو قلتي إنك وآفقتي عليهآ من أول عشآني ؟! تزعلين وتخجلين إذآ أنآ تأثرت بس هذآني هـه .. وش اللي تبدّل ! بـ العكس بعد مآعندي مآنع تحآولين بعمليّه ثآنيه وثآلثه وعشر والف ومليون ..... لآتهتمين لأحد يآميسم هآلشيّ مو بيدّك .. متى الوآحد يلوم نفسـه ؟! إذآ هو كآن المتسبب بهآلشيّ أصلاً وقتهآ فعلاً تلومين وتندبين بس وشهو ! وشهو إللي بيدك .. مآبيدك الآ الأسبآب , كتب لك آلله الشفآء بـ الأسبآب إللي سويتهآ الحمدلله مآكتب بعد الحمدلله

صدت عنه بوجههآ جآبره فمهآ على الإنغلآق وبقوّه ليظهر الإنكمآش بذقنهآ وبضيق فتحتي خشمهآ مقطبّة الجبين عآقدة الحآجبين تجآهد مآتبكـي الآ إنهآ ودون تحكّم بكــت ..
نزلت دموعهآ صآمته تدآركهم هو بـ إبهآميه مسحاً محتضن وجهه العريض الدآئري بين رآحتيه جآذب رأسهآ تجآهه طآبع قبلتيه الرقيقه فوق كُلّ عين هآمس: لآتبكيـــن

....: في شيّ خآنقني يآوآئل
....: جعله فيني يآقلب وآئل ليش تهجرينـي ! إذآ مو أنآ إللي حكيتي معه وشكيتي وبكيتي مع ميـن أجل !
....: غصــب عنّي

أخفض رأسه بـ إعآده لقبلتيه إللي إستقروآ هآلمره فوق ركبتيهآ متحسس بيمينه سآقهآ اليسرى مُردف بذآت الهمس: إنتي روحي يآميسم .. صدقيني وآلله اللي تحسينّه أحسّه ... أحسّه بروحـي وبنفسي ... أنآ ضآيق أكثر منك بس ضيقي لأجلك
....: وأنآ ضيقي لأجلك
....: مآعليك منّي , يآبنت وآلله صدقيني مآحثيتك بـ العمليه إلآ لأجلك , أبيك تفرحين بنفسك وتسعدين .. مآبي أشوف هآلنظره بعيونك إللي تقولين فيهآ إنك نآقصـه .. مآبي أحسّك عآجزه قدآم نفسك مو قدآمي .. آآآآآخ يآرب لو إنه يصير ويصح كآن قصيّت رجولي وعطيتك


أحست بـ الإنتشآء ..
سعآده بآلغـه غمرتهآ .. تحس بـ تضخّم قلبهآ وإنتفآخ رئتيهآ ..
أحآطتهآ الرآحه والطمأنيـه ... حمدت بقلبهآ ربّهآ عظيم نعمته لهآ بـ حُبّ وآئل لهـآ وتقديره ..

مآلت بنصفهآ العلوي عليه محآوطه عنقه بكلآ ذرآعيهآ طآبعه قبلآتهآ القويّه فوق جآنب عنقه الأيسر وفوق يآقة ثوبه المقوآه ليعقب هو ضآحك: شفتي وش آخر الهجـر , ذآبحك الشوق
....: ههههه مدري لو إنت مو معي شلون كنت بعيش
إبتعد عنهآ لتستقيم هي بجلستهآ وليمسك هو يديهآ إللي رفعهم لمستوى وجهه وقبل أن تستقر شفتيه فوق ظآهر كفيّهآ سقط بيمنآه مآكآن بيسرآهآ ..
تنآوله بعقدة حآجبين خفيفه سآئلهآ بعيونه لتجيبه هي بـ إبتسآمه: كنت أستعيد ذكريآت أول يوم رمضآن جمعنآ العـــآم
....: ههههه لآآآآآ
....: إيش لآ
....: معنآته فكرنآ بنفسّ الشيّ
....: وشهـو ؟!

طلع من سيآلته اليمنى البلحـه صفرآء اللون مقدمهآ لهآ بـ إبتسآمه: طرآ على بآلي نفس إللي طرآلك اليوم .. توني بآكلهآ إلآ وأتذكر إللي صآر معك .. تذكرت نفس البلحه إللي خذيتهآ منك العآم
بسطت يسرآهآ فوق صدرهآ فآغرة الفمّ البآسم بـ إندهآش غير مُصدقّه ليكمل هو حآث: حطيهآ بـ الصندوق يلآ

...: وآآآئـــل ! هههه
قآلتهآ ضآحكه والإندهآش بآقي بوجههآ مآده يمنآهآ لتنآولهآ منه إلآ إنه مآسرع مآ أبعدهآ عنه مردف: لآ لحظــه
ترقبته وهو يخرج قلمـه الفضيّ المعلق بـ جيب الصدر لثوبه ضآغط على مؤخرته ليبرز السن كآتب على البلحـه الصفرآء بلون أسود عريض رقم 2 !
كتبه ثم قدّم لهآ البلحه بآسم: هذي البلحـه لـ ثآني رمضآن عقبآل البلحه الميّـه
....: ههههه يآخي وآلله إنآ عبيطيــن
....: يختـي وآلله إني احبك يآلعبيطـه

إتسعت إبتسآمتهآ خآفضه عيونهآ المشعّه من عيونه اللآمعه لرآحتهآ اليمنى المبسوطه وبوسطهآ بلحتيـن تأملتهم للحظآت صآمته إنتهت بتعآلي صوت جوّآله إللي أخرجه من جيبه ليُفآجئ بـ إسم وآحد من أولآد عمّـه ..

....: ميـــن ؟!
....: أخـوك مسفــر

أعقد فمه دون مبآلآة أو تفكير مطوّل سآحب على الشآشه فآتح المكآلمه لينعقد حآجبيه إستغرآباً من تمّ سؤآله بـ إندفآع سريـع متوتـر: أخ وآئـــل !

عقدة الحآجبين إللي أخذت في الترآخي ومعهآ أخذت ملآمح الإستغرآب في التلآشي لتحلّ بدلاً عنهآ الصدمـــــه والذهــــول ..


حآدث عنيـف لـ أربـع ... والنآجي إثنآن !


/
/



======
-----------
======

نهآية الفصل السآدس والثلآثون



:::

 
 

 

عرض البوم صور حلم الحياه   رد مع اقتباس
قديم 21-10-16, 07:51 PM   المشاركة رقم: 122
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2016
العضوية: 316716
المشاركات: 178
الجنس أنثى
معدل التقييم: حلم الحياه عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 87

االدولة
البلدOman
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
حلم الحياه غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أمآنـــي المنتدى : القصص المهجورة والغير مكتملة
افتراضي رد: العاطفه والجسد

 
دعوه لزيارة موضوعي

الفصل السآبع والثلآثون



/
/


أحسّت بـ هزّآت متوآصله رتيبة الإيقآع .. تظهر لهآ قويّه .. مزعجـه .. تحت رأسهآ , أسفـل الوساده ..
بـ إنزعآج تقطّب جبينهآ وإنعقدوآ حآجبيهآ بوجه عآبس متأففه بـ ضيق مبدلّه من وضعية نومهآ على البطن للتمدد على الظهر رآفعة سآعدهآ الأيمن فوق جبينهآ وتوّ مآرتخّت أعصآبهآ وبدت عقدة حآجبيهآ بـ الإنحلآل والخطوط العآبسه بـ جبينهآ في التلآشي مستسلمـه لإكمآل نومهآ العميق إلآ وردت أعصآبهآ متشنجّه منتفضه بـ قشعره خفيفه من عآودت الإهتزآزآت إقلآقهآ من جديد مكدره صفو نومهآ ..

بـ إنزعآج أقحمت يمنآهآ تحت وسادتها سآحبه جوآلهآ إللي كآن يضوي ويهتز بـ تنبيه لـ أذآن الفجـر !

نآظرت الشآشه بـ نصف عين نآئمه لثوآني تستوعب ثم أقفلت عيونهآ بآلقوّه زآفره بصوت مسموع أشبه بـ الهفهفه ثم تسآندت من بعدهآ على رآحتيهآ سآحبه جسدهآ الضئيل من تحت غطآءهآ الستآنيّ أحمر اللون سآنده ظهرهآ لـ خلفيّة السرير تفرك عينهآ بيسراهآ بعدمآ أشغلت ضـوء الأبآجوره على يمينهآ ثم ضمّت رآحتيهآ لبعضهم مطبقين مصفطين مآبين فخذيهآ تنآظرهم ببلآهه مقآومة للنوم أشدّ مقآومه إلآ أن النعآس مصرّ على أن يغلبهآ لترد هآزّه رآسهآ بآلقوّه أن تنتبـه ولآ تغفـى ملتفته لـ يسآرهآ تشهـده على وضعـه إللي مآتبدل والغير قآبل ذآتاً للتبدل ..

هآدئ النوم , منضبـط .. قليل الحركـه أو عديمـهآ على نحو أدّق ..
ممدد الجسد على الظهر .. ذرآعه الأيسر نآئمه بجآنبه ويمنآه مبسوطه فوق بطنه .. وضعـه المعتآد ..

عفوياً مآل ثغرهآ بـ ابتسآمه بآهته قبضت من بعدهآ بيسرآهآ على سآعده الأيمن لتبعد يده عن بطنه هآمسه: نجــــــم

نجم إللي أجآبهآ فوراً ولميزة نومـه الخفيف أشدّ خفّة ممآ يكون .. إنعفس وجهه بضيق ملتوي الفمّ بعيون مقفله: هـــمممم
....: قوم يآنجـــم
....: نآمي يآليلآ
....: قوم إنت يآنجــم , أول فجر رمضآن .. وقت الصلآه
وآرى وجهه بكلآ كفيه صآئح بـ إنزعآج: صلآة إيش هـذي الحيــن
....: صلآة الفجـر .. يلآ قوم عشآن نصلّـي
عطآهآ ظهره محتضن لصدره المخده رآداً عليهآ دون إكترآث: صلّي إنتـي

قبضت أصآبعهآ على عضلة ذرآعه الأيمن البآرزه قآصده جذبه للإلتفآت عليهآ بـ اصرآر عنيد هآمسه: لآ حنصلـي مع بعـض يلآ قـوم

قذف المخده لتطيح بـ الأرض ملتفت لهآ بصبر نآفذ صآئح بضيق منزعج: أنآ مو علمتك الصـلآه كيـف ! روحـي صلّـي بروحك

كآنت تنظره بعيون موسعّه .. دهشـة بريئـه اعترتها من سبب إنزعآجه وصيآحه الصآرخ فآغرة الفمّ تعجباً وإستغرآباً سآئله بـ طفوله: وإنت بتروح النـآر ؟!
أغمض عيونه بآلقوّه مطبق الفمّ لثوآني يجتر فيهم الصبر ثم ولاّهآ ظهره مجيبهآ ببرود: إيه عآدي بروح النآر

ردت قآبضه على ذرآعه رآفضة بصوت متدلل: قوم يآنجم صلّي معآيآ مآ أبغآك تروح النآر
صآح فيهآ غآضب بـ ثورة وإنفعآل: وإنتي شدخلك يآليلآ انآ أبي أروح النآر .. صلي إنتي بروحك وإدخلي الجنــه .. استغفـــرك يـــآآرب
ليلآ: مآ ابغى ادخل الجنّه بروحي , لآزم نكون مع بعـض

إستوى نآئم على ظهره مغمض عيونه بهدوء هآمس: صلي إنتي الفجر وأنآ بصلّي البآقي
بوزت لوهلـة عآقدة الحآجبين للحظآت أردفت من بعدهآ بـ إصرآر من بين أسنآنهآ: لآء لآزم نصلي كل الصلوآت الخمسه وكل وآحد بروحه بدون أي تقسيم مابينا .. وإنت إللي قلت هآلكلآم هذآ مو لعب مآشي ؟ وبتقوم الحين إنت ولآ إيش موضوعك ؟!

نجم: ...........
ليلآ: نجـــم !
نجم: ............
صآحت صآرخة اسمه بغيظ نآفذة الصبر: نجـــــــــم !!!
نجم: ............

أرخت كتوفهآ بيأس مغمضة العين بملآمح محبطـه مطبقة الفم الممطوط بـ خيبة دون أمّل للحظات انتهت بـ استسلامها وهي تمد يدها للأبآجوره على يمينهآ ليرد الظلآم مكتسح الغرفـه البآرده وترد هي ممدده نآئمة على بطنهآ محآوطه وسطه العآري بذرآعهآ الأيمن بعدمآ لامس جآنب وجههآ الأيسر اعلى بطنـه مستمعة لنبضه !

لثوآني من الهدوء والسكون قطعهآ هو بسؤآله مستنطقاً صحوهآ هآمس: ليـــلآ !
ليلآ: هــمممم
نجم: بتنآمـين ؟!
ليلآ: أيـوآ
نجم: وصلآة الفجر ؟!
ليلآ: مآ أبغــى
نجم: وشو إللي مآتبغيـن ؟!
ليلآ: مآ ابغى أصلي وادخل الجنّه .. خلآص بروح معك النآر

لآ شعورياً إنتفض صدره بضحكة قصيره مبلل بلسآنه شفته السفلى مآغآدرته الإبتسآمه وهو يفرك بنآن أصآبعه اليمنى بفروة رأسهآ هآمس: آآآخ منــك
ليلآ: اسكت خلآص عشآن أنآم
نجم: لآ خلآص قومي نصلي ونروح الجنّه هههه
من فورهآ إبتعدت عنه ملتفه يمينهآ مشعله إضآءة الأبآجوره رآده تنآظره بدهشة طفوليّه مبتهجّه: جِــــــدّ !!!

تحآمل على نفسه وإستقعد مسند الظهر العآري للخلفيّه سآحبا على رأسه من المقدمه وصولاً لآخره من الخلف رآداً ودون مبآلآه: أهــآآ
ليلآ: وليش غيرت رآيك !
نجم: حرآم أخليك تتعذبين في النآر وأنآ السبب , مآيطآوعني قلبي تنشوي ليلوشي بآلنآر وتحترق لين تتفحّم
بوّزت بـ إبتسآمه حآقده ترمقه بـ كُره مُدّعى: سخيييييف

إتسع فمه بـ ابتسآمة مرهقـه مآغآب عن ملمحه النعآس طآلبهآ الإقترآب بـ إشآرة ذرآعه الأيمن الممدود صوبهآ: تعآلـــي
وقفت على ركبتيهآ زآحفه خطوة وآحده وصولاً له سآئله ببراءه: إيــش ؟!
قبض أصآبعه اليمنى على عضدهآ الأيسر مرغمهآ على الجلوس أولاً ثم الميل عليه ثآنياً إلى أن إرتخت بـ حضنـه وهو قآبض بيمينه على عنقهآ لآفظ بـ غيظ مفتعل من بين أسنآنه: وش أسوي فيك إنتي علميني

بسرعة أبعدت نفسهآ عنه قبل أن يلآمس صدغهآ الأيسر منتصف صدره العآري صآئحه بـ نفور: لآآآآ وقّـــف
أعقد حآجبيه إستغرآباً مستفهم لترد هي مبرره سريعاً وبـ حمآسة وإندفآع: خلآص الفجـر أذن يعني احنآ الحين صآيمين , ممنوع الإقترآب .. don touch
قلّب عيونه متململ: يآذآ الحآله , إنتي وبعدين معك ليش أفكآرك وصخه دآيم كذآ !

ليلآ: لأن إنت أصلاً تصرفآتك وصخه ونوآيآك أوصخ كمآن .. لآتنكـر , وبعدين أنآ صح , إعترف .. إنت بنفسك إللي علمتني هذي الأشيآء .. مآيصير نتلآمس وإحنآ صآيمين
نجم: مو أي تلآمـس , فيه فرق .. في أشيآء محظوره تنقض الصيآم واشيآء ثآنيه لآ
ليلآ: وت إيفــر .. مآفيه تلآمس وهذآ كلآمك
نجم: صدقيني ندمــت ليتك جآهله
بقبضتهآ الخفيفه ضربت أعلى وركه الأيسر لآئمة عليه بـ ضحك: وبعدين معآك يآنجــم !

بآدلهآ الإبتسآمه بـ شغب سآئلهآ ذآت السؤآل بهمس رقيق تغآزلهآ نظرآتـه: إنتي إللي وبعدين معــآك هــآآ ؟!
أطبقت فمهآ جبراً أن تختفي إبتسآمتهآ متحمحمه خجلاً من نظرآته , هرباً من إغوآءآته أن تغلبهآ نفسهآ ملقية بجسدهآ في حضنـه ضآربة بـ الصيآم وأحكآمه عرض الجدآر: آحـــممم .. طيب يلآ نصلّــي ؟!

هزّ رأسه نفياً وابتسآمة وآسعه تعلو محيّآه دون أن تغآدر مبعداً غطآءه الستآني عن نصفه الأسفل وآقفاً بـ إستقآمة شآد ربآط بنطلونه القطني على خصره المنحـوت تقآسيمه العضليّه مردفاً بهدوء منقاد طوعاً: أمـرك سِـت ليــلآ ...... يلآ نصلّــي



/
/


بقوّة فجآئيّه توقفت حركة الأطر محدثه صوت صفير إثر إحتكآك الكآوتش بـ الأسفلـت وتبآعاً تفتحت الأبوآب الأربع للسيآره على جميع الجهآت كآن أولهم بآب السآئق إللي طلع هو منه أولاً وأقفله ينظر للجآلس بجوآره وهو يخرج متحآملاً على نفسّه أثقل حركته هول الخبر .. ليلتفحول السياره وصولا له وسريعا قآصداً مسآندته: تمسّك .. تمسـك فينـي يبـه
لهث مستغفراً ذآكراً آلله بصوت هآمس مترجي: لطفـك يآرب .. لطفك يآرحيــم , يدّك يآوآئـل .. رجولي مب شآيلتني

وكمآ فعل وآئل فعلت أخته بـ أمهآ المتمآسكـه أكثر من زوجهآ مسرعين أربعتهم للطوآرئ إللي شهدوآ بهآ حآله من الفوضى برغم تأخر الوقت نسبياً ليترك وآئل يدّ أبوه مسرع الخطى المهروله صوب مكتب الإستعلآمآت سآئلاً عن الحآله بـ الأسمآء ليصله الجوآب أولاً تعبيرياً بوجه الموظف إللي تبدّلت ملآمحه لـ اسف مبتئس أردفه بـ الجوآب اللفظـي الهآدئ: آخر الممرّ يمين غرفـة الطبيب إللي إستلم الحآلآت من أوّل , هو بـ إنتظآركم

كآن على وشك الإلتفآت متجهم الملمح إلآ ويستوقفه فردين من رجآل الشرطه مستعلمين عن هويته وإذآ مآكآن أحدّ الأقآرب المعنيين بـ الحآدث ليجيبهم هو على عجله: إي أقآرب بس للحين مدري عن شيّ رجآءاً أجلوآ أي تحقيق مو وقته وآلله

قآلهآ بـ عصبيّة موليهم الظهر دون أن يسمع حتى جوآبهم أو يرى موآفقتهم ليقآبله أبوّه وأمه الممسكه بيدّ أخته: يبـه تعآل , بـ آخر الممرّ

الممرّ إللي قطعوه أربعتهم بـ خطى متخبطّـه , آخذه في التثآقل لحد العجـز إللي يمنعهم من التمآسك والخطو بشكـل منظبـط دون أن يتهـآدوآ وصولاً للغرفـه المعنيّه إللي قآبلهم فيهآ الطبيب إللي وقف فوراً يظهـر على ملآمحه أثر الإرهآق الشديـد يظهر من ملآمحه الآسفـه ثقل عبئ أخبآره السيئه المحملّه قبل أن يلفظ بهآ سآئلاً أولاً الرجل إللي ظهر عليه كبر السن والهيبه: فيصـل عبدآلله , وش يقرب لكم !

من فوره أجآب مندفعاً: أخوي .. أخوي ... فيصـل أخوي , خير يآدكتور عسى مآشرّ
أعقد وآئل حآجبيه مبتلع ريقه بمرآرة حآملاً عبئ هآللحظـه وسمآع الخبر إللي مآزفّه هو لهم أولاً .. كونه هو الوحيد إللي درى بـ وفآة إثنيـن من أصل أربـع .. إنمآ مآيدري منهم تحديداً !
علـم مآعلـم ومآ أخبر أحـدّ من أهلـه ..

سكت الطبيب لحظآت يتأمل أبو وآئل في صمت مطبـق يرمقه بنظرآت آسفـه كآنت هي ألأشد وطأه .. لفظ من بعدهآ في هدوء منضبط: الأخ فيصـل صآبه إنهيـآر شديـد وللأسـف صآرله جلطـه بس خفيفـه الحمدلله .. فتره ويتعآفى منهآ
أعقد أبو وآئل حآجبيه أقصآهم متحسس عنقه بعد ضيق أحسّ بـه سآئل بصوت خآفت مخنوق: طيـ .. يعنـي وش .. وش الســبب !

يآبرودة أعصآب الأطبآء , الصفـه المشتركـه بين جميعهـم ..
إبتلع ريقـه مقوس الفمّ بـ أسف أردف من بعده: إنهيآره بسبب صدمـه .. صدمه مآتحملّهآ ... للأســف إثنين من عيآله وفآتهم المنيّه بحآدث سيآره ... سيآرتين في الحقيقـه إصطدموآ ببعضهـم الأولى كآنت المتضرره أكثر وللأسف إللي فيهآ إهم إللي توفوآ .. الإبن الأكبر والأصغـر ... أمآ السيآره الثآنيه تو جآنآ الحين الخبر من غرفـة العمليآت إن وآحد من إللي نجوآ منهآ توفّى ... ومآبقـى إلآ وآحـد بـ العمليآت للجرآحـه

....: لآآآآآهـــ

إلتفت وآئل للي لفظت مستنكره بصوت مُرتعش مصدوم ينظر عيونهآ الدميعه الظآهره من فتحـة العين لغطآء الوجه ..
ذآت النبره الشجيّه المبحوحـه .. تغريد مآغيرهآ
تغريد إللي أحسن بـ الوهن في سآقيهآ المرتعشـه .. أحست بـ قرب إنهيآرهآ هي الأخرى طآئحة من طولهآ لولآ تمسّك أمها بـ ذرآعهآ حدّ التشبث القويّ المآنع من تهآلكهآ دون حول منهآ ولآ قوّه في حين سحب أبو وآئل على رأسه منتزع شمآغه والطآقيّه من تحته فآك أول زر لثوبـه لآفظاً بصوت مذهول غير مصدق: يآوجــه آلله .... يآلطيـــف ...... إنّآ لله وإنآ إليه رآجعـون ..... لآحول ولآ قوّة إلآ بآلله

كآنت كلمآته لآهثـه , شبـه مسموعه .. ينظر الأرض من تحتّه يشعر بهآ متهزّه غير ثآبته .. تمسّك بـ مقبض نيكلي لوآحد من سرآئر التروللي المتحركّه مآقوى على الوقوف أكثر إذ أنه تهآلك جلوساً عليه ينظر قدميـه بعيون مذهوله محتدّة النظره العآبسه غير المصدقّه بينمآ مسح وائل على وجهه كآملاً معتصر ذقنه أخيراً نآفخاً هوآء فمه الحآر في مشهـد عصيب جمع أربعتهم والطبيب إللي إستطرد قوله بذآت الهدوء متفهماً حآلهم وشدّة وطأة الخبر المأسآوي على مسآمعهم لتشملهم جميعاً الصدمّـه ..

....: الشرطـه برّآ بس منعنآهم إحترآماً للحآله مغير إثنين بيحققون في الموضوع .. يعني همّ مرآهقين , وهي سيآرآتهم او لا .. مصّرين على التشريح إن كآنوآ مخدرين أو يسوقون دون رخــ ......
سكـت الطبيب بارد الاعصاب بدهشـة مصدوم إثر صيحـة أطلقهآ أبو وآئل بوجـه المكفّـهـر المتجهم بآسطاً يمنآه بوجه الطبيب غآضب: ثلآث عيآل مآتـوآ وإنتم بـ إيش تفكرون .. مخدر إيش ولآ رخــص إيش إحترمــوآ العآلــــــم لآبآرك آلله فيكــــم ... مآحد بيتحوّل للمشرحـــــه فآهميــــــن ... على جثتـــــي , العيآل توهم كآنوآ عندنآ ... طلعوآ من البيت وقآبلوآ ربهـم وإنتوآ وشهـو إللي تهـذرون فيـــــه حسبــي آلله عليكـــــــــم آآآهــــ .. وآآئـ ... وآآئل الحــ


أمسكه وآئل من فوره قبل أن يسقط أرضاً لتقترب تغريد هي الثآنيه له مسرعه متمسكة بذرآعه الآخر قبل أن يسقط ليقآطعهــم صوت أنثـوي شآحـب , مذهـول ... سآئلاً بمنتهـى الخفوت المشآبه للهمـس المذبهـل: عيآل منـــو إللي مآتـــوآ ؟!
إلتفتت لهآ أم وآئل وكذلك وآئل بصدمـه ربطـة ألسنتهم للحظآت ثقيلـه أنهآهآ الطبيب بسؤآله: عفواً ميــن ؟!

سفهته مقتربه من أمّ وآئل قآبضه بـ أصآبع يمنآهآ المرتجفه على مرفق أم وآئل سآئله بـ تردد بآهت النبره خشيّة أن يتأكد إحسآسهآ ممآ تتصوره: منـو إللي مآت يآم وآئــل ؟!
أم وآئل: ............
....: سمعت ثلآث عيآل مآتـوآ .. منهــم !
وآرت أم وآئل عيونهآ المختفيه تحت غطآئهآ بكفّهآ الأيسر إللي رفعته لوجههآ أتبعته بشهقـة بآكيـه دون ردّ بينما اطرق وآئل وجهه للأرض وانهارت تغريد بجآنب أبوهآ مذهول الملمح الشآحب للحظتـه فوق السرير المتنقل متعلقة بذرآعه إللي دفست فيه وجههآ تنهآل دموعهآ في صمت ...


....: عيآل منو إللي مآت ... إنــــت علمنــــي

صآحت في الطبيب بآكيـة بـ إنهيآر إعترآهآ , مآتقوى على الإنتظآر اكثر تحت وطأة أحآسيسهآ المفجعـه جآذبه الطبيب من شقي مئزره الأبيض صآرخه: وينــه فيصـــل علمنــي .. وعيآل منــو إللي مآتـوآ .. ليــــش سآآكــــــت

أمسك الطبيب معصميهآ مبعدهآ عن مئزره بهدوء مجيبهآ بـ شفقة على حآلهآ دون أن يعلّم هويتهآ: ثـلآث من عيآل فيصــل ......... إبتلع ريقه خآفض البصر بـ أسى عميق وحزن بآلغ , أكمل من بعده: لله مآ أخذ وله مآ أعطـــى ..............


/
/


وقفت عند رأسهآ المغطى بـ اللحآف الثقيل مطبقة الفمّ المشدود بـ ضيق وحنق لتظهر جليّه غمآزتيهآ العميقه لافظة بنبرة آمره جآفه: ريتـآج قومــي

....: صيتي إطلعي برآ ولآ تجبريني أتطآول عليك وتزعليـن

إستشعرت البكآء بصوتهآ المخنوق المُضخم ونبرتهآ المهزوزه المرتعشه .. نفثت بـ همّ أعقبت من بعده بـ هدوء: يآعمري لآتسوين كذآ بنفسـك .. ريتآج أنآ بوقف معك وآلله بس قومي الحين وخلّ الأمور تمشي طبيعي وبنلقى لهآ حل مع بعض
أبعدت عن وجههآ اللحآف شبه مستقعده وبوجههآ البآكي المُرهق نصف إبتسآمه هآزئه: هــه , كآن أولى وقفتي مع نفسك ولقيتي لك حـلّ مع ذآ الأهل الظآلمين

....: ريتآج عيب مآيصح تقولين هآلكلآم
....: صيته لآتنرفزيني ترآ وقسم إني على شعـره
إبتلعت ريقهآ مطبقة الفمّ ثم جلست على طرف السرير متحسسه بيسرآهآ سآق ريتآج اليمنى بـ حنو هآمسه: وش قآل لك بـدر , كلمتيـه !
مآخفى بـ التأكيد عن صيته من فور سؤآلهآ إستجآبة ريتآج الفوريّه المتمثله ـ حركة جفنيهآ المتوتره فآغرة الفمّ الفتحه القصيره ..

تظهر بوجههآ المحمّر المنتفخ من إثر البكآء معآلم الدهشـه إللي مآسرع مآتدآركتهآ ببلعة ريق متوتره بـ التزآمن مع هروب نظرآتهآ يمنه ويسره بتشتت تفكيراً في عذر كآذب !
العذر اللي مآكآن الآ صيحة قهر لفظت من بعدهآ بـ حمـوّ وقبضتهآ اليمنى آخذه في الإشتدآد على اللحآف كبتاً للإنفعآل: مآقدرت .. مآقدرت أكلمـه , جوّآله على طول مقفّـل ... أكيد غيّر رقمـه الزفت أكيد وأنآ من أربع أشهر مآكلمتـه آآآآآآخ صيته يآربي مآنيب متحملّه أحس بقهر قآعد يزيد وقآعده أختنق

شددت صيته من ضغط أنآملهآ على ركبة ريتآج اليمنى بـ طمأنه هآدئه النبره: طيب إهدي الحين وآلله بكره بتروق وتحلى بس إنتي مشّي اليوم على خير

....: أمشيّ إيش وتبن إيش وآلله مآ أنزل أقآبله ولآ أشوف رقعة وجهه عريس الغفله ذآ خل ينقلـع لآ أنزل أتوطآه جعلـه المآحي وهو وأخته سآلي جعلهآ السّلال

أغمضت صيته عيونهآ بـ خيبة أمل وإحبآط زفرت من بعدهآ بقلّة حيله من عِند ريتآج وتعنتهآ وجزء كبير منهآ يوآفقهآ ويحثهآ بـ الإصرآر على موقفهآ والرفض دون خضوع .. لعل ريتآج بـ فرض سيطرة رأيهآ بـ الرفض وتمآمه فعلاً تكون هي الحجـه البليغـه والعـذر لأي موقف يحتمل أن توضع هي فيه فيمآ بعـد إذآ مآحصل وتكرر مآحدث مع عآصـــم .... على سبيل المثآل لآ أكثر !

....: إسمعي ريتآج لأول مره قآعده أفكر بـ خبث وآلله يستر شكلي بسوي معك عملـه مهببه وثنينآتنآ بننقبـر
من فورهآ ريتآج إنتبهت , ضآقت عيونهآ إستفهآماً لتكمل صيته هآمسه بعدمآ التفتت ورآءهآ للتأكد من إحكآم اغلآق البآب عليهم مردفه: أبوك وأمك وآلله مآيهدآ لهم بآل إلآ اذا تمّ ذآ الموضوع وبـ الطقآق إنتي ورفضك حتى وإن تعصيتي وقسم إن يجرك بعد سلطآن من شعرك لين يتقلّع وتقآبلينه غصب .. هو بكره بعد فطور المغرب وقبل صلاة العشاء والتراويح بيجي على حسب الميعآد

ريتآج: وش قصدك يعني !
صيته: قومي إلبسي أحسن شيّ عندك وتزيني وإبتسمي بوجه أمك وأبوك ويعننك رآضيه ومآبه خلآف

تجعدت ملآمح ريتآج بـ تقزز من صيته وإستنكآراً تعبيراً لإستحآلة موآفقتهآ لترد صيته هآمسه بذآت الحمآسه: يآلغبيّـه إفهمي .. سوي إللي أقوله ولآمنك إنفردتي معه بروحكم سطريه على وجهه بذآ الكلآم كلّه .. قولي إنك كآرهه ومآرح توآفقين عليه إنتي بس وآفقتي تبين تشوفينه أول وصآر ومآعجبك , و يعننك متكرمه عليه قولي انك بتعطينه هو الفرصه وخله يحفظ مآء وجهه ويرفض إهـو .. وإن إستدعى الأمر بعد تطآولي عليه بنظرآت الإحتقآر وإنك متقززه منه وقلبي عيونك وذي الحركآت الخآيسه إللي تسوينهآ وبس خلآص ألف مبروك تمت الفركشـه بنجآح

....: ملعـونة الجـدّ يآصيته !
....: أوب أوب , حرآم اللعن .... تعلمنآ الدنس منك وآلله يسآمحني ويغفرلي هههه
....: صدق إنك مب سهلـه طيب وإذآ إفترضنآ إنه جبلّـه مآيفهم وأصـرّ , أتوهق أنآ !!
صيته: إلآ بتروحين وآطيهآ بس معتقد
...: ليـش ؟!

صيته: يعني على قولة أبوك وسلطآن إنه متعلم ووسيم وعمره صغير وولد بطرى يعني بآلله وش بيحده على وحده كآرهتن سحنته ! لآ يآشيخه معتقد بعدين أحسّ كذآ ذآ النوع عنده عزّة نفس وكرآمه ومستحيل يقبلهآ .. أحسّ بيلمّ عفشـه ويضف برآ يدور الأحسن منك
بققت ريتآج عيونهآ بتحذير لترد صيته مكمله من فورهآ إيضآحاً لحسن نيتهآ والقصد من كلآمهآ الأخير تحديداً مندفعه: أقصد إن ذآ إللي بيقوله برآسه .. يعني رفضتيه إهو بيدور ع الأحسن منك , كذآ يمكن نكايه فيك أو تعويض عن التنقيص إللي بيحسّه منك ... كذآ يعني فهمتـي !
مآلت نظرآت ريتآج يمنه بتفكير مطوّل أردفت من بعده هآمسه بـ تردد: مدري شيئن فيني مآهوب مستريح بس بعد فيه شيّ من المنطقيّه بكلآمك

ضربت صيته ركبة ريتآج اليمنى بآسمه: أجل قومي يلآ غسلي وجهك المفقع ذا وتسنعي وإنزلي تحت شآقه وجهك بـ الضحك وعلميهم انك إستخرتي وموآفقه ومآش الحآل
خزتهآ ريتآج بقوّه لتكمل صيته ببرآءه: ويآليت تزودين البهآر شويّ , يعني مآفي مآنع تمثلين إنك متحمسـه وصدق حآبه الموضوع ودآش رآسك يعني إسألي أبوي عن تفآصيل أكثر عنه ولآ تنسين الإبتسآمه لآتفآرق وجهك

ريتآج: هيييه انتي مخبولـه وش ذآ الخبل !!
صيته: إلآ إنتي الخبله إفهمـي , إذآ تميتي معصيّـه وصآده بذآ الوجه الخشب ومآتمّ الموضوع وقسم إن يلعنون خيرك بيقولون أكيد إنك مسويّه شيّ بس إذآ قدآمهم مثلتي إنه يآزينك وصدق تبين ذآ الرجّآل وموآفقه ومستعده همّ يجي هو يرفـض كذآ بيلعنون خيره إهـو وإنتي تطلعين مـ السآلفه كلش مثل الشعره من العجيـن

....: يآقـوّ إبليسـك , وش ذآ الأفكآر الخبيثه وآلله صيتوه مصدومه فيك شكلي صدق بخآويك
....: هههه ترآ أعجبك بس إنتي إللي مآتعطين وجه لأحد
ريتآج: يعني أقوم الحين ولآ وش أسوي !

صيته: إيه إيه الحين وأنآ بسبقك نآزله أعطيهم البشآره إن حدك مستريحه ومستآنسه بعـد ثم تنزلين إنتي وتأكدين ذا الهـرج هـآ إتفقنـــآ !
مآل رأسهآ يسرة بـ خفه وقدّ تقوّس فمهآ إعجآباً وإستسلآما ... همست بـ خضوع وإنقيآد: إتفقنــآ


/
/

/
/


تعآلى صوت أذآن الفجـر لثآني أيآم رمضآن بـ السعوديّه ..

وهم على حآلهم يكتسيهم ثوب الهمّ والغمّ والحزن والكئآبه .. تغلغلت أنوفهم وتشبعّت بـ الرآئحه الخآصّه والمميزه للمستشفيآت حدّ التخدّر بهآ وعدم الإحسآس أو تمييز غيرهآ عنهآ ..

فردت ساقيها امامها مكتفة السآعدين على وآحد من مقآعد الإنتظآر أمآم المدخل المقآبل للعنآيآت المركزّه المحظور دخولهآ بـ جوآر أمّهآ الجآلسه محتضنه سآعده الأيسر فوق بطنه مسندة الرأس على كفّهآ الأيمن ... يظهر من هيأتهآ الكآبـه والأسى إلى أن نطقت هي بعدمآ نفثت انفآسهآ بـ همّ مسموع إثر شقآء مآ ألمّ بهم من ضُـرّ : وبعديــن يمّـه !
....: وبعدين يآتغريـد ؟!

نآظرت تغريد بـ البوآبه الخآصه بممر العنآيآت المغلقه على مسآفة طويله منهم مطبقة الفمّ بـ أسى: عميّ فيصـل بـ العنآيه , وأمّ متعب زوجته بعد بـ العنآيه .. ثنينهم بعآلم ثآني غآيبين وش بنسوّي
أطلقت تنهيده حزن عميقـه أردفت من بعدهآ بـ خفوت: خل يجي أبوك ووآئل ونشوف وش بنسوّي
تغريد: استغفر آلله العلي العظيم .. رحمتك يآرب

من قآلتهآ بـ خشوع متوسّل إلآ وتلمح أبوهآ يخطو خطآه المتثآقله متسآنداً على الدرآبزين النيكلي الممتد بطول نصف الجدآر يلحقه وآئل بـ ذآت الخطى البطيئه إلا أنهآ كآنت أكثر إنضبآط وتمآسك إلى أن جلس أبوهآ مقآبلاً لهم مرجع الرأس للخلف ملآمساً للجدآر من ورآءه مغمض العينين بـ همّ ثقيــل في حين جلس وآئل بجوآر أمّه هآمساً بـ خفوت شبه مسموع: آستغفرك يآرب واتوب إليك ...

قآلهآ أولاً ثم نظر لـ جوآله إللي أضآء بـ إسم – ميسـم – ليرد هو وللمرّه التي لآتذكر , لآتعد ولآ تحصى من من تصميت الإهتزآزآت ينظر أمه الجآلسه وسطاً مآبينه وبين تغريد مردف: كآرثـه يـ أمـي وآلله كآرثــه

لآشعورياً ردت دموعهآ بـ السيلآن شآهقه مخآط أنفهآ أولاً قبل أن تدخل يمنآهآ تحت غطائهآ المبلل القآبل للإعتصآر لافظة سآئل أنفهآ خارجاً بـ المنديل دون أن تنطق بـ حرف بينمآ سألت تغريد بـ لهفة شديده: وش إللي صآر يآوآآئــل .. شلــون !
قوس فمه مطبق الشفتين بـ أسف قبل أن يلفظ بـ غُصّة مخنوق النبره تعيس الملمح المغموم المبتئس: وش أقول بس , آللهم لآ إعترآض .. الحمدلله .. الحمدلله

تغريد: علمنـي يآوآئـل وشلون تأذوآ هآلأذى .. السيآرآت مجهّزه بـ أمآن كآمل ..
وآئل: يتسآبقون على الطريق , متعب مآسيطر على السرعه إنحرفت سيآرته جت بعرض الطريق فجأه بوجه سيآرة مسفر .. دخل مسفر بـ جنب سيآرة متعب من جهة كرسي متعب وهو إللي كآن منتهي على الأخير .. والإرتطآم مآسلم منه مشآري لأن جسمه صغير وكآن جآلس مع متعب

رفعت يمناها فوق فمها ذهولاً بشنآعة ما اوصلتها اليه مخيلتها من فجآعة المشهـد والمنظـر والشعور والإحسآس .. سآئلة بصوت شآحب: منو إللي عآيش ؟!

وآئل: مآجــد ... مآقدروآ ينقذوآ مسفر لأنه إللي كآن يسوق السياره الثانيه .. حتى الوسآئد الهوآئيه مآحمتهم من قدر آلله وقضاءه ............. إنّآ لله وإنّآ إليه رآجعون


/
/



مآبين المغربيّه والعِشـآء ..

قبضت بـ أصآبع يمنآهآ على شعرهآ من المقدمّه وإن تمكنّت لقتلعته من الجذور شآده ـ أسنآنهآ السفلى على شفتهآ العليآ تنهآل من عيونهآ دموع الحسره مدرآرآ ..

بشرتهآ البيضآء الشآحبه بطبيعتهآ محتقنّـه مضرجـه أكسبت وجنتيهآ لون ورديّ مثيـر ..
رموشه مبتلّـه وعيونهآ غآئره تحت إنتفآخ جفنيهآ المتورميـن فهي لتوّهآ تعرضت للإذلآل وبـ أبشع صور ممكنه للإهآنه ..
صورة الإستغنـآء وكأنهآ شيئ حقير تآفه دون أيّة قيمـه ..

" وشــوو !! أجي أتقدملك وأطلبـك ؟! ههههه لحظـه قولي إنه مـزح ! ههههه مخبولـه إنتي ؟ يآعُمري كل مآبينآ مكآلمآت مو أكثر وإي أعترف لك إنك زينـه بآلسوآلف ومآينمّل من كلآمك بس مو معنآته إن هذآ ممكن يخلي بينآ علآقه جديّه بيوم من الأيآم هذآ غير إني مآشفت وجهك لو إنه حتى صوره ... تبين الحين أجي وأطلبك ! هههه يآحليلك حُبي ريتآج .. روحي يآقلبي تسنعـي وإطلعي شوفي ذآ اللي طآلبك ويبيك وصدقيني إهو أحسن مني مليون مرّه , أنآ مو رآعي زوآج ووعد مني مآرح أزعجك بـ إتصآلآتي إللي قطعتهآ عنك أسآسًا من أربعة أشهـر .. يلآ حيآتي آلله يوفقك آمممموآآهــ ...... طوط طوط طوط ........... "


مسحت بيمينهآ نصف وجههآ الأيمن بـ السحب القويّ عليـه من فوق وجنتهآ اليمنى رجوعاً إلى أذنهآ سآحبه مخآط أنفهآ المحمّره أرنبتـه محكمـه إنفعآل شهقآتهآ المحتدّه لتظهر مكبوته متمثلّه بـ إنتفآضة صدرهآ وكلآ كتفيهآ " بــــدرررر يآحقيـر يآحقير يآوآطـي يآزبــآآآآآله حسبي آلله ونعم الوكيل فيك .... يآلله وريني فيه يوم قريب , قهرنـي يآآرب .. قهرنـي وحسرني .... ظلـــم يآآآربي وآلله ظلــــم ... آآآآآآآآآيييي "

....: ريتـــآج !!

إلتفتت ورآئهآ للي إقتحمت دون إستئذآن غرفتهآ تستنطقهآ بـ قلق ومآسرع مآمسحت بظآهر يمنآهآ وجنتيهآ المحمّره المبلّـه شآهقة وبقوه مخآطهآ السآئل بآللحظه إللي إقتربت منهآ الثآنيه والقلق قد تمكن من ملآمحهآ عآقدة الحآجبين بـ تخوّف: بنـــت شفيــك !!
ريتآج: مآفيـه

....: بلى فيـه , وش به وجهك كذآ وليه تبكيـن وشهو إللي إتفقنآ عليه امس يآلغبيّه
....: صيته تكفين لآتزيدينهآ علي وقسم فيني إللي كآفيني
تمسكت صيته بمرفق ريتآج الأيمن وهي وآقفه أمآم مرءآتهآ لتنفض ريتاج يد صيد الممسكه بها مطبطبه بـ بنآن وسطآهآ الأيمن تحت عيونهآ وفوق إنتفآخ جفنهآ الأسفل: شويّ وأنتهي
....: ريتآج علمينـي
مآزآلت تتحسس أسفل عيونهآ إللي ضآقت بسبب تورم جفنيهآ من شدة البكاء مردفه: تدرين شبلآني , عريس الغفلـه مآغيره
صيته: ترآ صآرلهم عشر دقايق تحت وسلطآن علمنـي أرقى لك أعلمك تجهزيـن لأنك بتدخلين عليه يشوفك .. مابقى شيئ على اقامة العشاء

من فورهآ تكرمش وجههآ بملآمح مجآهده مقآومه لكبت إنفعآل البكآء ليظهر ذقنهآ مُجعّد وفمهآ مُطبق مختفيه شفتيهآ من وجههآ وعيون ضآئقه مُعتصـره لتهمس صيته سريعا بـ إرتيآب وتشكك: ريتــآج يآربي علآمـك يآبنت شكلك بتخربين الخطـه وش الصآير

لفظت بصوت مخنوق متحشرج تقطع حلقهآ الكلمآت: مختنـ ... مختنقـه يآصيتـه
طوقت صيته خصر ريتآج الوآقفه مقآبلاً لهآ بيديهآ مشدده من غرز أنآملهآ بـ جسد ريتآج الممشوق من الجآنبين هآمسه بـ تأكيد وآثق: أنآ معك يآلخبلـه وآلله مآتنجبرين على شيّ مآتبينـه أنآ بوقف معـك
ريتآج: وش بتسوين يعنـي صيته تكفين اسكتي لآتقولين كلآم منتيب قدّه

....: إلآ قدّه , أنآ صح ضعيفه بآللي يخصني بس صدقيني كل قوتي إللي مآشفتوهآ بعد مآرح تظهر إلآ لك ... إمسحي دموعك يآلغبيّه وإنزلي شوفيـه
....: خلآص أنآ موآفقه
قطبت حآجبيهآ إستغرآباً هآمسه إستفهآماً: وشــو !
رفعت بصرهآ للسقف رآمشه بتوآلي نآفخه من فمهآ مستحضره بعضاً من الثبآت والمقآومه: عآدي موآفقه عليـه ...
....: هذآ مآكآن كلآمك أمس

....: وصآر كلآمي بعد مآكلمت ذآ الحقير آلله يبلآه بلآء مآينحـلّ عنه ولآ يقدر عليـه
إتسعت عيونهآ بصدمه هآمسه بعدم تصديق: كلمتـيه !!
....: إي كلمتـه , الكلـب الزبآله الحيوآن الوآطي .. قهرني يآصيته .. قلبي معورنـي .. كل كلآمه كآن كذب وتمثيل مغير يتسلّى ويقضّي وقت جعلـه الموت أنآ الغبيّه ... أول كلب جآني يشمشم مشيت ورآه ....... مو قآهرني إلآ طنآزتـه عليّ , يسخر ويتشمّـت قآل إيش وآفقي عليـه وهو أحسن مني ولآ يعننه مرّه ولد نآس أكآبر ومحترم مآرح يزعجنـي مرّه ثآنيه ويدق علي يآربي قد إيش وصــــخ


....: هيــــه إنتـــــي ويّآهـــآ


إنتفضوآ ثنينآتهم بـ استقامة ظهر متصلب ارتياعا اثر ذآك الصوت الغليـظ الممتعـض لصاحبه اللي إقتحم خلوتهم دون سآبق إنذآر صآئـح ...
إلتفتت من فورهآ صيته ورآئهآ في حين تحولت نظرآت ريتآج الكسيره من عيون صيته لعيون أخوهآ الأصغر الوآقف على البآب ومآسرع مآصدت عنه بوجههآ تنآظر نفسهآ بـ المرآيه معدله من تنورتهآ الشيفون العنآبيّه من على جآنبي ردفيهآ في حين إبتلعت صيته ريقهآ وهول الصدمه متمكن من تعآبير وجههآ الشآحب المذهول ...

تحسّ بذآت الألم بقلبهآ يتضآعف .. دآخلهآ يحتـرق من حسـره وخيبة الأمـل والتحسّف ...
كيف وهي وحدهآ إللي تدري تمآماً عن حقيقة شعور ريتآج وإللي تعآنيـه ..
حقيقة تحطّم كل آمآلــك الموعوده وإنهيآر سقف أحلآمك فوقك لتصير وحدك تحت الركآم والحطآم ..
إحسآس الخديعــه والإستغلآل ... وأقسآهآ الإستهلآك ..

أن تسمـح بكآمل إرآدتك لآخر بـ إستهلآك مشآعرك وأحلآمك وطموحآتك وتفكيرك ,, أن يشغل كل كيآنك ليوجهه له وحـدّه ويتركك مع خيبـه كبيره تعآني فيهآ وحدك ...
يسخـر منك ويهــزئ وهو أبداً غير مُبآلـي ...
بـدر تمآماً مآثل بـ شنيع فعلـه الغير إنسآني فعلـة عُـديّ الحقيـره ...

تمآلكت نفسهآ مكورّه قبضتيهآ المرتجفـه معقبه بصوت مهزوز مرتعش مرتبك: أظن يآركان فيه شيّ إسمه دق البآب قبل تدخل مآهيب غرفتك ذي حنّآ بنآت
ركان: بنآت عفشآت مآينطل بوجيهكن أسآساً , يلآ ريتآج هآنم إنزلي
رمشت ريتآج بسرعه وتوآلي مبتلعه ريقهآ على وضعهآ الساكن دون ردّ لتتكفل صيته هي به بدلاً عنهآ رآده بـ عجلة متوتره: خلآص روح إنت بنزل ويّآهآ الحين تحت
ركان: طيب بس بسرعه لأن الرجآل قآعد بروحه يتحرّى

قآلهآ وعيونه سآفهه تمآماً صيته موجهه وكآملاً لريتآج إللي أخفى شعرهآ عسليّ اللون الفآتح جآنب وجههآ تنظر مرءآتهآ معدله من ملآبسهآ إللي كآنت إعتيآديّه بسيطـه دون تكلّف ..
تنوره شيفون عنّآبيه وآسعـه , تموج طبقآتهآ الفضفآضه يمنه ويسره بـ إنسيآبيّه وقميص أسود اللون مشمّر السآعدين بـ ازرآر نصفيّه ويآقـه صينـي بـ زمآم مربوطه عقدته حول الرقبه ..
زيّن معصمهآ سآعه رولكس ذهبيّة اللون برّآقه مآثلت بـ لمعآنهآ طوق شعرهآ رقيم التصميم الذهبي المتلألأ ..

زفرت أنفآسهآ الحآرّه مشدده من مسكتهآ لأعلى كرسي تسريحتهآ بعد خروجه ... تشعر بـ دوآر أغشى بصرهآ وأفقدهآ تركيزهآ لتلحقهآ صيته من فورها محآوطه بذرآعهآ الأيسر وسط ريتاج كمسآعده للإستقآمه والإنضبآط بـ الوقوف: ريتـــآج ... شفيــك علمينـي ... وش تحسيـن !
هزت رأسهآ نفيّآ أنهآ بخير مبتلعة الريق مغمضة العين إلى أن تمآسكت ثم إعتدلت بـ الوقف ...
فتحت عيونهآ ببطئ هآمسه: مويــه

وبـ إستجآبة سريعه فوريّه ركضت الثآنيه صوب السرير بجآنبه رآفعه جيك المويه الزجآجي عن الكومدينه صآبه الكأس الفآرغ لنصفه لتتنآوله الثآنيه بـ رشفه وآحد مآسحه بظهر يسرآهآ البلل من فوق شفتيهآ المحتقنـه لتسأل صيته بـ قلق ترمقهآ بنظره تحتيّه شديدة الاهتمام: أحسـن الحيـن !

أومأت رآسهآ إيجآباً وصدّت عنهآ صوب بآب الغرفه إللي فتحته لتثير بنفس صيته التوجـس والإرتيآب لتتدآرك صيته نفسهآ منتبهه فور إختفآء ريتآج عنهآ رآكضة خروجاً إلى أن جآورتهآ نزولاً عن الدرج: ريتآج متأكده إنك بخيـر !
....: إيـه
....: إسمعي لو تعبآنه عآدي أعلّم أبوي ويعتذر
....: لآ عآدي , مآفيني شيّ

قآلتهآ بـ إلتفآته سريعه فور إنتهآءهآ من اللفظ لذيك إللي شهقـت بصدمه إعترآضيّه ضآربة صدرهآ بتفآجئ صآئحه بصوت مخنوق منضبط ألا يصدح: لآتقولين بتدخليـن كذآ
آثرت الصمت موليتهآ الوجه تنظر الطرقه المؤديه إلى مجلسي الرجآل لتجيب صيته بـ إندفآع خآفضة الصوت: يمّه تكفيـن خلّ نأجل أي شيّ لبعدين مو الحين تكفين
نفضت أمهآ ذرآعهآ من قبضتي صيته الوآهنه مقتربه من ريتآج ترمقهآ بنظرآت دقيقه متفحصّه بوجه ممتقـع غير رآض

....: إبتدخلين بذآ الوجه المفقـع ! ليش مآتزينتـي ؟ ولآ بس شآطره تصرفين كل الفلوس على ذآ المكيآج إللي ملصقته بوجهك كل يومك وبـ أهم يوم غآسله سحنتك بـ الدموع

إستشعرت صيته مقآومة ريتآج القويّه ألآ تنهآر من أطبقت شفتيهآ رآفعه عيونهآ متوترة الجفنين للسقف منعاً إنهمآر المعلّق من الدموع لتتدخل بـ إصرآر مهدئـه من الجوّ المشحون: يمّه خلآص مآتحتآج اصلا تحط شيّ شوفي وش زينهآ , أصلاً أجمل وهي على طبيعتهآ ... تكفين عآد خلّ هآليوم يعدّي بسلآم

....: وليش تبكي طيب ! مو كنهآ أمس جتنآ طآيره من ونآستهآ وموآفقه !
صيته: آفففف آستغفرك يآرب , يمّه البنت متوتره بس .. أوّل مرّه تطلع كذآ لرجّآل غريب ... خلص عآد

....: توّ كنت برقى لكم وأهزأ أشكآلكم وش ذآ التأخير !
إلتفتوآ ثلآثتهم للي أقبل عليهم من قسم مجآلس الرجآل والإمتعآض بوجهه لتقآبله صيته أولاً بخطى متسآرعه حآثه وبـ إستعجآل: سلطآن رآفق ريتآج .. خلّك معهآ
....: إي بمشي معهآ بس مآيصير أقعد بعد معهآ , بتقعد بروحهآ معه
....: إي بس لآتطوّل هآلمقآبله يعني شويّ ودق البآب
تدخلت أمهم صآئحه بـ رفض وعدم رضآ: وليش إن شآلله ... وش بلآكن إنتن صيتوووه ريتآجوووه علمونــي

دفت صيته سلطآن من كتفيه صوب ريتآج ليمسك بدوره يدّ أخته برفق مجآورهآ مشياً بخطى متأنيه مبتعدين لتتم صيته وأمهآ مكآنهم وآقفين ...
الخوف بملآمح صيته والإمتقآع بوجـه أمّهآ !

لاهين عن خطى ريتاج المتثاقله اللي اثارت حنق اخوها سلطان من شدة البطئ وكأنها منقاده لحبل المشنقه ..
ريتاج اللي فرقت مآبين أصآبعهآ بـ تشنج نآفخه أنفآسهآ الحآرّه بـ جوآر البآب المفتوح سآبقهآ بـ الدخول سلطآن إللي أعآد ترحيبه بـ الجآلس لآفظاً إسمـه ....

" حيآلله أخ مآلــك " !

إبتلعت ريقهآ بقوّه مغمضه عيونهآ الدميعه بـ الضغط على الجفنين لإمدآدهآ بـ الثبآت أكثر ..
دخلت المجلس ملقية سلآمهآ وآضـح اللفـظ هآدئ النبره ليجيبهآ صوت رجولي أكثر إنضبآط ..
مآتوآنت أن ترفع بصرهآ لـه لتستقر عيونهآ تمآماً بعيونـه .. دون خجـل أو إرتبـآك ليقرر سلطآن الإنسحآب بـ إبتسآمه متوتره لـ مآلك بعدمآ قدّم له أخته بـ إشآرة يمنآه تجآههآ هآمس: ريتــآج

ومآ أجآب مآلك إلآ بـ إيمآءة رأس هآدئه دون تعبيـر يُذكر ليفرغ المكآن إلآ من وجودهـم ولتسرع هي بـ الجلوس أمآمـه مسنده كوعهآ الأيسر للمتّك الإسفنجـي تنآظره وبـ جُـرأه ..
كلاً منهم كآن جريئ , قويّ الملمـح الصلب المُتحجـر جآف النظـره القآسيه المتحديّـه !
ليقرر هو أخيراً أن يبآدر وبصوت يظهر هآزئ بعدما إرتسم على محيآه إبتسآمه جآنبيّه مُردف: ودآمك هآلكثـر قويّه ومتحديّه ليش من أوّل تبكيـن ؟!

أشآحت عنه بوجههآ تنآظر الفرآغ الممتد لآخر المجلس زآفره نفس وآحد ظهر عميق ضآئق في حين بلل هو شفتيه وإبتسآمه سآخره من حآل نفسـه وبؤسـه وقلة حيلتـه إذ أن أمله الوحيد بـ أن تجذبه هآلبنت ومن نظرة أولى قد تبدد تمآماً أمآم صورة الفآتنه تغريد السآكنه بين جفنيـه والمحتلـه عآلمـه دون ثغرة حتى تسمح لدخول غيرهآ فيه !

علم أنه لآ أمّـل أن يتقبلهآ حتى القبول السطحـي المبني على فتنـة مظهـر خآرجي !
بطرف عيونهآ لمحت إبتسآمته السآخره وإللي مآ أثآرت الآ حنقهآ وتحرر على إثرهآ أخيراً كبتهآ لتفصـح متمرده بصوت جآف هآئج النبره منفعـل ومثآر: إسمـع إنــت , إيه عيوني مفقعـه بكـآ والسبب هو ذي الزيجـه إللي جتني على غفلـه ومآبيهـآ وأحسن لك تنهي الموضوع بـ الذوق من طرفك
إرتفع حآجبه الأيسر إستنكآراً لتحسّ هي بقبضـه قويّه شنجت أضلآعهآ وأصآبتهآ بـ الإرتبآك ..

على الرغم من نقمهآ الشديد وعدم تقبلهآ الوآقع المفروض وإللي يرجع أسآساً لجموحهآ ورفضهآ القطعي لأي أمر يفرض عليهآ جبراً إلآ أنهآ أحست وبشيئ من الإنجذآب الظآهري لمظهـر هآلشآب وسيم الملمـح دقيق التقآسيم الحآده دون إنحرآف فآرع الطول متنآسق البنيّـه ..
إبتلعت ريقهآ بـ توتر جلّي أردفت من بعده وبعجلـه: هذآني علمتـك , إتصرّف إنـت

....: وليش مو إنتي ؟

إنكمش وجههآ إحتقآراً لإقترآحه معقبه بـ جفآء حآد النبره دون مبآلآه: لأني ببسآطه مقـدر , أبوي رآسه نآشف وحآطلي العقده بـ المنشـآر وبـ الطقآق فيني وبرآيي ومغصوبه عليـك وحتى بعد مآشفت وجهك مآنيب متقبلـه هآلإرتبآط ... يآبن النآس خلّك رجّآل وقول كلمتك وإرفضنـي

...: هذآ ع أسآس إني ميت عليك يعنـي ؟!
طيرت عيونهآ نآفخه هوآء أنفآسهآ بهفهفـه نآفذة الصبر أعقبت من بعدهآ بلهجه يظهر عليهآ الإجهآد في إجترآر الإنضبآط وعدم الإنفعآل: إسمع إنت .. وش إسمك !
تقوّس فمه إستغرآباً من جرأتهآ اللآمتنآهيـه ولآمبآلآتهآ بصرآحتهآ المفرطـه وعدم خجلهآ حتى من موآجهته بـ النظرآت الشرسـه لتتمرد أكثر وتخآطبه بلهجـه قويّـه جريئـه !
لفظ إسمه خآفت النبره: مآلــك

من فورهآ قآمت من موضعهآ وإقتربت له جآلسه بجوآره يفصل بينهم متّك إسفنجي أسندت له كوعهآ الأيمن وأردفت بـ إندفآع خفيض النبره الهامسه: شف يآمآلك .. شف يآبن النآس , إنت رجآل وش زينـك وبتلقى مليون غيري لكن أنآ صدقني لآ .. مآ أصلح لك وأدري منك ميت علي ولآ شيّ من وين لك أصلاً تعرفني بس أنآ صريحه معـك وأبي أتفق ويّآك .. فـ خليك حلـو ولآ تتعصّى ...

مآزآلت الصدمه متمكنه من كآمل تعآبير وجهه الشآحب المذهول , من بين كل معآرفه غير المحدوده والللآمعدوده من النسآء بـ أنوآعهم المختلفـه سوآء فتيآت أبكآر , مطلقّآت , أرآمل أو حتى متزوجآت .. كآنت هذي هي أجرأهم ويظهر أنهآ أكثرهم شرآسـه !
همس بصوت مأخوذ من الدهشه غير مُصدّق: مخبولـه إنتـي ؟!
....: إيه مخبولـه , أتوقع مآترضى تربط نفسك بوحده مثلـي , يلآ علمني وش بتقول لهم !
....: وشـو ؟!
ثنت سآقهآ اليمنى تحته لتقآبل جمبه الأيسر وكأنه صديق قديم لهآ أو أحد من أقآربهآ المحآرم أو أخ من إخوآنهآ !

ثبتت عيونهآ الوآسعه بعدمآ تلآشت منهآ الدموع لتظهر فقط متلألأه بعيونه الغآئره حزينة النظره دون إدعـآء هآمسه بصوت خفيض وكذلك لآهث من فرط الحمآسه بـ الشرح والتوضيح وكأنهآ تسرد خطّة إقتحآم ..
....: إي لآزم نتفق , قلنآ مآ أبيك وبـ التآلي إنت مآتبيني , بس أبوي مستحيل يعطي لقرآري وجـه فـ الكره بملعبك إنت .. هآ علمني شلون بترفضنـي , إسمـــع ترآ أقبل أي عذر إلآ انك تقول عنّي شينـه ... قول مثلاً مآرتحـت , إنقبض قلبـك .. مآحسيت بقبول ... هآ وش بتقول !

إتسعت حدقتيه ثآبته بعيونهآ العسليّه .. فآتنـة النظـره ..
وجههآ نقـيّ , بشرتهآ بيضآء ونآعمـه .. وجنتيهآ متوردّه وجآنبي خشمهآ الدقيق كذلك .. فمهآ صغير وشفتيهآ مكتنزه دآكنة اللون الرمآنيّ إثر إحتقآنهم من البكآء وشدتّه ...
عيونهآ وآسعه بهآ شيئ من الجحوظ مفرقـة الرموش المتبآعده المتلآصقـه وبـ التأكيد كآن بفعل البلل من الدموع ..

للحظـه غآبت عنه تغريـد بجمآلهآ الصآخب لتستقر ريتآج متربعة العرش بـ جمآلهآ الطبيعي إلى أن إخترب كلّ شيئ من صآحت بعربجـه لتنتشله من شروده ينآظرهآ مذعور الملمح في حين إرتخوآ كتفيهآ وتقوست شفتيهآ بـ خيبة أمل وإحبآط: آآآآهـ يآربي , شكلي بتعب معك

....: بنـــت !!
نآظرته بـ اسى حزينه ليردف هو: إنتي مجنونه والصرآحه مآنيب نآقص بلآء ... أنآ أسآساً بعد مجبور على ذآ الزوآج إللي مدري من وين طلـع
تهلل وجههآ وإنفرجت أخيراً شفتيهآ بـ إبتسآمه آخذه في الإتسآع ببطئ إلى أن كشفت عن صفي أسنآنهآ البيضآء الرتيبه إبتسآمه تظهر غير مُصدقّه ليغيب مآلك من جديد في غيبوبة تأمل مؤقتـه إنتهت بصفقتهآ الحآره ليديهآ هآمسه: مآنيب مصدددددقــه

أعقد حآجبيه إستفهآماً وإستغرآباً وإستنكآراً وقد أجزم أنهآ بـ التأكيد مجنونـه !
قربت وجههآ منه فآغره فمهآ على وشك النطـق إلى أنهآ ومآسرع مآ أغمضت عيونهآ وبقوّه منتشيـه من عبق رآئحته الأثيريّه شآهقه نفس عميق منتشـي مصدره صوت عميق مسموع وهي تشهق من رآئحته كآد طرف خشمهآ أن يلآمس كمّ ثوبه الأبيض أعلى الكتف ليبتعد عنهآ بنفور متخوّف وكأنهآ شيئ مفترس على وشك أن ينقض عليه ويمزقـه !


نآظرهآ والهلع بين قسمآته بآللحظه إللي فتحت فيهآ عيونهآ بـ استمتآع هآمسه: وش ذآ الريحـه .. خــقق , من يومي أحب العطور الرجآليه أكثر .. شسمه ذآ العطر علمنـي
توّه بيفتح فمه والذعر مآزآل متمكن من تعآبير وجهه ومسيطر إلآ وقآطعته هي بـ إندفآع سآئله: مآعليه مآبي أعرف , علمني وشهو بلآك !
إرتفعوآ حآجبيه ببلآهه وكلمآ مرّت ثآنيه يزدآد شعوره بـ الخوف أكثر من وجودهآ وبحضرتهآ .. هي فعلاً مختلــه !

سأل بتردد متقطـع الكلمآت بآهتة النبره: أي ..... أي بلآء !

رمقته بنظره متفحصّه من أعلآه لأسفله برفعة حآجب متغطرسه أعقبت من بعدهآ بـ إستفهآم متعجبّ مستغرب: يعني مثل مآعطوني معلومآت عآمه .. متعلّم وولد بطـرى وأشوفك الحين بعد شكلك مـآآآش الحال موش بطّآل مقبول وتوّك شآب بعد منتب شآيب ... أشوووف ... أشوووف إفتح فمك
بـ إنقيآد تآم لهآ كمآ الأبلـه فتح فمهآ لتقترب هي بوجههآ متفحصه بعيونهآ مآبدآخله عن بعد مكمله: إي وأسنآنك نظيفـه شكلّ مآتدخـن وبآين عليك منتب مدمن .. وإذآ نسونجـي فمعتقد بتحب إنك تحب تقيد حريتك وتتزوج ... يآربي وش بقـى وش سآلفتك إنت ! وشهـو بلآك .. ليش مطلّـق هـآآ !! ليش ؟ إسمع انت أنآ مستحيل أقبل بـ أحد مطلـق له تجآرب سآبقـه وش إللي يحدني يعني مب نآقصني شيّ

مآلك: أقول قومي عنّي يلآ نآدي أحدّ وش ذآ البلآ صدق
ريتآج: يعني بترفضني !
تجعد وجهه بـ إشمئزآز مردف: أنآ أصلاً رآفض قبل حتى أشوفك وأشوى إن شفتك زآد إصرآري على الرفض
....: هيييي إنـــت تعـدّل بـ الكلآم شقصدك يعنـي !
....: لآ قومي أحسن سطرينـي
....: لولآ بس إنك ببيتـي ولآ ترآ مآشيّ رآدني
....: إي وش بيردك إنتي يآقليلة الحيـآ
....: إحتــــــــرم نفســـــــــك

وقف منفعل نآفض ثوبه بصبر نآفذ صآئح: لآآآآ إنتي صدق زودتيهـآ
مآثلته من فورهآ بـ الوقف موآزيته بذآت النبره الصآئحه: لأنك صدق قليل أدب
مآلك: صدق قليل أدب لأنك صدق قليلة حيـآ
ريتآج: إعتذر فوراً ولآ أطلع الحين وأفضحـك
....: هه بآلله , لحظـه بس خلّ أخآف ... إذلفي سويّ إللي تبينه بس قبل لآتنسين كل هرجك إللي قلتيه وإنك مغصوبـه وأبوك معصّـي


كورت قبضتيهآ بغضب إشتد معه نفور عروق عنقهآ لآفظه بـ مقت من بين أسنآنهآ: نــــذل
رمقهآ أخيراً بنظرة إحتقآر من رأسهآ لقدميهآ وكأنهآ شيّ عديم القيمه لم يعجبه وقرر أن يتخطآه خروجاً لتوقفه هي بجفآء: وقــف إنت وش ذي النظــره , بلآك تشمّـق ! وآلله يآمآلك التبـن لأوريـك
إتسعت عيونه بصدمـه من هول مآ أتآه !
هذي غآسله وجههآ بمرق مو بس قليلة حيآ إلآ إنهآ عديمـة الأدب والحشـم .. بذيئـة القول رديئـة الفعـل !

وهو ذآتاً شخصيه غير منظبطة الإنفعآل قليلة التحكـم وآهنة السيطـره ...
إلتفت لهآ بخطوآت غآضبه متسآرعه وصولاً لمقآبلتهآ وجهاً لوجه حآنق غآضب ممتقـع يرمقهآ بـ مقــتّ شديـد وكُـره مآ نفّـس ولو عن جزء قليل من غيظـه وهو غير قآدر على التحمّل أكثر ..
إمتدت يمنآه القآسيه قآبض على كتلـه من شعرهآ من خلف رأسهآ جآبرهآ على التلوي والإمآله بظهرهآ للخلف متأوهه مقرب وجههآ رغماً عنها من وجهه لآفظ كلمآته بـ جفآء وتوعـد: وآلله إن تندميـن ومآيندمـك إلآ هآلمآلــك التبـــن يآتبــــــن


قآلهآ ثم نفضهآ من يدّه وكأنهآ شيئ وسخ ثم إستطرد بوعيـد مهيب ليسكن الإرتيآع بقلبهآ والتوجس من لفظ بمنتهى الثقـه والجمود والحزم والصلآبـه: عديمـة أدبّ وربآيـه وأنآ بعرف شلـون أعلمّك من جديـــد .........


/
/

 
 

 

عرض البوم صور حلم الحياه   رد مع اقتباس
قديم 21-10-16, 07:52 PM   المشاركة رقم: 123
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2016
العضوية: 316716
المشاركات: 178
الجنس أنثى
معدل التقييم: حلم الحياه عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 87

االدولة
البلدOman
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
حلم الحياه غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أمآنـــي المنتدى : القصص المهجورة والغير مكتملة
افتراضي رد: العاطفه والجسد

 
دعوه لزيارة موضوعي

/
/


توقيت متزآمن , مآبين المغرب والعِشآء ..

مررت أصبعهآ على مفرش السرير الأبيض متحسسه نعومته بهدوء بآلغ دون أن تجلس عليه ..
إكتفت فقط بـ النظر المطوّل له وتحسسه .. كبآقي الكيآنآت المترآصه برتآبه في محيط الغرفـه ..

تحركت بهدوء تجآه طآولة المكتب صغير الحجم والمترآص فوقه عدد من المجلدآت الضخمـه واللي إكتشفت أصل محتوآهآ من فتحت غلآف أول مجلدّ ممرره عيونهآ على حروف العنوآن وإللي مآكآن الآ معجم أصلّ اللغه العربيّه ...
أقفلته دون إهتمآم مكتفة السآعدين أسفل ظهرهآ مسند لحآفة المكتب تنظر السرير قبآلهآ بتفكير مشوّش ...

شخصيته مميزّه , خليط متعدد .. ممزوج
كآن هو النتآج , الجيّد بنظرهآ ..
مميز الملمـح الآسيوي , سآحر الإبتسآمه , ضليع اللغـة العربيّه , يمتهن التدقيق اللغوي للنصوص الأدبيّه قبل نشرهآ في جريده محليّه ذآت إسم معروف .. إحترف مآكآن يعدّه أولاً مجرد هوآيه .. التصوير الفوتوغرآفي , ليصير كـ وظيفه ثآنيه له عند الطلـب .. مؤهـل لأن يكون فنّآن غنآئي بمآ وهبه الله من حنجره شجيّة الأوتآر , عذب الصوت ...

هو تمآماً ودون إغفآل لأية صفّه إتصف بهآ كآن رجـل احلآمهآ وهو الوحيد إللي فتن عقلهآ وأغوى قلبهآ ... تملكهآ فكراً وعآطفـه ...

إهتز جفنيها لتسقط دمعتين بارده اول ماستقرت عيونها على دولابه المقابل للسرير وبقدم مسحوره خطت خطواتها المتثاقله صوبه الى ان فتحت ضلفه النصفي ذا الرفوف الافقيه المقسمه لأدراج ابتداءاً من المنتصف لتلقى نفسهآ ودون وعي منهآ قآبضه بكلتآ يديهآ على مقبضي أول درج سآحبته خروجاً ثآبته عيونهآ مآبدآخله وإللي قد شآفته في وقت سآبق .. مآضـي

العلب الكثيره صغيرة الحجم أغلبهآ الخآصـه بـ زينة المعصمين لأثوآبـه !
أغمضت عيونهآ إستسلآماً لوقع الذكرى الحميميّـه لأول قبلّـه عآطفيّه جمعتهم ...
موجـه بآرده أحست بهآ من الداخل , وكأن صدرهآ فوهه وقلبهآ فجـوه يخرج منهآ الهوآء ..
في وقت مآضي كآنت موجآتهآ الهوآئيه حآره , مشتعلّـه .. تخنقهآ الإثآره والنشـوه ..

وبوقتهآ مآتحسّ إلا البرود , كل مشآعرهآ جآمده , تقولبت أحآسيهآ بقآلب من ثلـج .. فتحت عيونهآ ليظهر بوجههآ ملآمح التألم إثر الإختنآق ..
بسطت يمنآهآ فوق صدرهآ للحظآت تنظر الدرج المفتوح دآخل دولآبه دون أيّ إنفعآل إلآ آثآر إنكمآش ملآمحهآ بـ الإختنآق والتوجّع ..

بيسرآهآ ضغطت على الدرج ليتحرك بهدوء وتبآطئ مودعه بنظرآتهآ ذكرآهآ الأشد حميميّه دآخل الدرج الموشك على الإنغلآق وتمآماً بعد أن أغلقت ضلف البآب اسندت ظهرهآ عليه تنظر السقف من فوقهآ دون مغزى ... للحظآت طآلت إلى أن قطعهآ بهمسـه الخآفت: وردهـــ ........

نآظرته من فورهآ بطرف عينهآ اليمنى وأسرعت بالنظر للسقف من جديد ... مآخفي عنهآ الحزن السآكن بين قسمآته المقطبّه وهي أضعف من أن تتحملهآ ..
زفرت بهدوء قبل أن تلفظ مستشعره إقترآبه البطيئ منهآ ثم أردفت بنبرة جآفه قآتله: لآتقــرب ........

ثبتت قدمه اليمنى بـ الهوآء قبل أن تستقر بـ الأرض متقدم خطوه واحده من لفظت هي كلمتهآ الآمره بجفآء ليبتلع على إثرهآ ريقه خآفض البصر المتوجع بوجه حزين نآدم عآزم على التوسل وطلب الغفرآن .. العزم اللي صآبته رصآصة الرفض قبل حتى التشبث بـ الإقدآم عليه من إستطردت هي وبذآت الجفآء الموجع: زين تخلـي بينآ مسآفـــآت

ثبتت نظرآته الحزينه على كآملهآ الأيمن وهي تكمل بقوّه ثبآت غير عآبئه: يعني عذري معي وإنت مآتلومني .... مآحد يحب الوصخ ييجي عنده أو عليـه
تجعّدت تقآسيمه إستنكآراً وبِشدّه هآمس: وصـــخ !!!

إرتفع حآجبهآ الأيسر زآفره نفس قويّ مسموع بـ إنفعآل ضآئق نآفذ الصبر متعجّل مكتفة السآعدين موليته الظهر تنظر الستآره بيضآء اللون الخفيفه الموآريه لنآفذه زجآجيّه من خلفهآ: مر يومين ومآعطيتني جوآب السؤآل جيت بنفسي أسمعـه ويآليت تختصر وقت , يعني ابي الاجابه بـ اقتضاب ....

....: مستحيل اللي تطلبينه مني ياورده .... مستحيل
مآل فمهآ يمنه بنصف إبتسآمة هآزئه ملتفته عليه برفعة حآجب مستكبره: هآلقـدّ صعب عليك ؟ لحظه وشو إللي صعب بآلظبط لأنك قدآم خيآرين .. صعب عليك يـ آدم إنك تنفضـح قدآم كل الخلق ويطلـع وصخك للعآلم والنآس ولآ صعـب عليك إنك تتخلّى عنّـي ؟

آدم: .............

تمت وآقفه للحظآت مُدعيّه الثبآت واللآمبآلآه أيّاً كآن جوآبه المعلوم مسبقاً إلى أن أحسّت بـ ثقل آخذ في الإشتدآد على سآقيهآ الى ان وهنت تماما واخذت في الاتعاش ..
إشتدت أنآمل أصآبعهآ حآفره ذرآعيهآ المربوطين بـ تكتيفة إستكبآر ...
أحسّت بحرقة في عينيهآ إثر إستمرآر فتحهآ مشتدّة النظره المتحديّه له مرسلة اعصابها الحسيه التنبيه بوجوب إغلآقهآ ولو لوهلة والآ أسقطت الدموع دون إنذآر آخر ..

جلست على طرف سريره فآرده سآقيهآ الطويله أمآمهآ لينفرج شقي عبآيتهآ الثآبته فوق كتفيهآ بعدمآ تبدّلت وللمره الأولى من كونهآ عبآءه فوق الرأس فضفآضه !

نآظرت بـ حذآئهآ الريآضي أبيض اللون محلول العقده اليمنى وإبتسآمه قصيره بوجههآ ظهرت وهي خافضة البصر على حذآئهآ مردفه: مُريـح الـ - أديدآس – هذآ .. على وضعي مآ أعرف أعقد ربآطه بس مآ أرتآح إلآ فيه .. بس أجي أطلع أحشر رجولي فيه هم أحشر الربآط دآخل عند كعوبي دون مآ أربطه بس أدري إنك مآتحبه , مآتحب إن بنت عموماً تلبسـه .. تحسّ إن في شيّ طآعن بـ أنوثتهآ أو مآهيب أنثى أصلاً وأنآ عشآن بس أرضيك صرت أنثى لك .. طآل شعـري الولآدي , بدّلت نظآرآتي الطبيّه بعدسآت .. تغيّر إستآيل ملآبسي , وشكلـي ... حتى قنآعآتي غصبت نفسي أغيرهآ

نآظرته وبآقي الإبتسآمه بوجههآ رآفعه له قدمهآ اليمنى إشآرة لحذآئهآ مكمله: لبسته اليـوم ... – وقفت فآتحه شقي عبآيتهآ مستعرضه مآتحت العباءه وإللي مآكآن إلآ بنطلون جينز وآسع أزرق اللون فآتح به من الشقوق والقطوع الشيئ الكآشف عن أجزآء وآسعه من فخذيهآ والركبتين بثنيه من آخر السآق توصل لنصفه ليظهر وكانه بنطلون – برمودآ – أعلآهآ قميص كآروهآت متدآخلة الالوان , سقطت يديهآ متأرجحه على جآنبيهآ بعد لحظآت من تأمله الحزين لهآ متوسّلهآ بنظرآته وتعاسة ملامحه أن تصمت إلآ أنهآ أبت مكمله: تذكر أوّل مرّه تقآبلنآ .. مو بمصـر , مو بـ المعـرض .. أوّل مرّه كآنت هنآ بـ السعوديّه , شفتك قبل حتى ما انت تشوفني , شفتك وأنآ أنزل شنآطي من السيآره تدري وش قلت ؟ قلت آلله يهدي هآلمرآهق المجنون ... تدري ليش ؟! لأنك مريت من يمنآ بسرعه بغت تطيرنآ , السيآره كآنت بورش .... كحليّـه , دعيت لك بآلهدآيه قبل التقي فيك ... هم بعدهآ إلتقينآ ... شفتني بشكل مثل هآلشكل إللي تشوفني فيه الحين , حسبتك وقتهآ السآيق , قلت سآيق واسبور كمان ..

طقّت جبينهآ كنآية عن إسهآبهآ في الحديث أو إغفآلهآ عن قول المهم بـ اللآمُهم مردفه بصوت هآدئ رآئق: أف , كلآم مآله دآعي مدري ليش فكرت فيه مآعلينآ منه آلمهم هـآآ .... وشهـو جوآبـك ؟

قآلتهآ بشيئ من اللآمبالآه وهي تعيد إغلآق – كبآسين عبآءتهآ القصيره على طولهآ الفآرع مظهره آخر سآقهآ معدله حجآبهآ العشوآئي المهمل على رأسهآ تستنطقه وكأنه جوآب على سؤآل لآيستحق مثلاً كسؤآل – نطلـع نتمشّى سوآ - ؟! وشهـو رآيك ؟! إي أو لآ ؟!

....: تكفين يآوردهـ لآتزيدين عذآبآتي , قسم بآلله إني نآدم وتآيب , إغفري لي خطآي وسآمحيني ..... خل نبدآ من جديد يآوردهـ
أرتفعوآ حآجبيهآ إدعآءاً للدهشه مردفه بصوت تضخم من الإعجآب: نبدآ من جديـــد !! وآو ... تبـت يآ آدم ؟ تبت يآشآطر .. أغفر لك وأسآمحك ؟!

أغمض عيونه بآلقوّه مطبق الفمّ المشدود أسفاً على وضعه وهوآن حآله الذليل الكسير بآللحظه إللي إمتدت فيهآ يمنآهآ للوح كتفه الأيسر متحسسه ثوبه بهدوء وكأنهآ تنفض عنه الغبآر متعلقّه عيونهآ على ذيك إللي وقفت عند البآب عآقدة الحآجبين ثم أردفت بذآت الهدوء الرآئق , الهآزئ في حقيقة الأمر وسآخر: لآ يآ بآبآ ... أنآ مو آلله , آلله وحده إللي يغفر مثل هآلأخطآء ويسآمحهآ مو أنآ ولآ إنت ولآ اي وآحد من البشــر

تمسك بمصمهآ الممتد لكتفه بتوسل ذليل رآجي: لآتهدين كلّ شيّ يآورد تكفيـن , يشهد علي إللي خلق فيني الروح إني أحبّك وصعب .. صعب عليّ يآورد إلآ مستحيـل .. مستحيل أخليــك .. وردهـ ............ وردهـ ذآك اليوم على المسبح ببيتكم , تذكرين ؟! طلبت منك السمآح على الشيّ إللي مقدر أعترفلك فيه وش قلتـي ؟!! آلله يخليـــك يآورد .. رجيتـــك

سحبت يدهآ من قبضة كلتآ يديه الوآهنه وقد إستشعرت البروده بـ أطرآفهآ وكذلك الرعشـه السآريـه ... هو خآئف , ومنهـزم .. وقادر بكل تأكيد على ان يؤثر عليها ... هي تحبّـه , وعآطفتهآ تجآهه شديده مندفعـه .. وصآدقـه

إبتلعت ريقهآ وإبتسآمة هآدئه إرتسمت للحظآت قصيره أردفت من بعدهآ: المشكله إني مآ أنسى .. إي يآ آدم مآنيب نآسيــه بس شكلك إنت إللي نسيت , أو متذكر بس فيه تفآصيل مهمه بآلموقف غفلت عنهآ أو تغآفلت مدري الصرآحه مآهيب مشكلتنآ عآدي أوضّح أنآ ..... – ثبتت عيونهآ الوآسعه مريبة النظره القويّه .. الجآمده , مكمله بذآت الجمود المخيف المنذر بـ أنقطآع أيّ أمل منهآ بآلرحمـه والغفرآن – قلت لك مآحد فينآ مآغلط , كل أخطآئك لو إنهآ كُفـر يـ آدم غفرتهآ دآمهآ كآنت وأنآ بّرآ حيآتك .. مآهمني آدم قبل وردهـ إيش ... بس الأكيد إنه يفرق معي آدم بعد وردهـ وهو مع وردهـ إيش ... ومآشآلله هههه مآقصّـرت , وأنآ زوجتك يـ آدم وعلى إسمك إنت وبكل دنس الأرض ونجسهآ ورجسهآ جآمعت زوجـة أخوك يآ آدم ... جآمعتهآ لين طلعت ثمرة هآلجمـع ... لين طلـع علــــي حيّ يرزق ويتنفـس , علــي بن آدم مو علـي بن بسّـآم ..... – قآلتهآ بقوّه مُفصلّه ثآبته النظره لعيونه الدميعه إلى أن أبعدتهآ عنه وبسرعه للوآقفه خلف ظهره هو وأمآمهآ هي متسعة العين بـ فـجع من هول إللي أصآب سمعهآ فآغرة الفمّ بآسطة اليدّ فوق الصدر .... تجآهلتهآ وردهـ وأكملت للوآقف أمآمهآ ممآثلاً لهآ طولاً العين بـ العين وطرف الأنف يكآد يلآمس طرف الأنف , تحرقه أنفآسهآ المشتعله حرقـة وقهــره وغيظ وإنفعآل – مآسألت بـ عرض أخوك وهو من لحمك ودمّك بعت عرضه برخص الترآب لنزوآتك الشآذه المنحرفـه شدرآني وش بتسوي فينـي ؟! ولك وجه تقول إنك بعد تحبنـي ؟! هههه أيّ حُـبّ هـآآ ؟! أيّ حُـبّ !

مسح وجهه بكلآ كفيّه قآصداً في الحقيقه مسح دموعه إللي تسللت تأثراً من محجريه معقب بصوت مخنوق يجآهد في إجترآره أن يُسمـع: بيني وبينك آلله , إسمعينـــي يآورد ....

ثبتت عيونهآ البآسمه بسمـة إحتقآر وإستصغآر وخيبة أمّل بعيونه الكسيره مرقرقة الدموع المتوسلّه للحظآت من سكون الصوت وحديث العيون ..

إنتهى بـ إبتسآمتهآ القصيره الهآدئـه منتزعـه وبمنتهى الرقّه دبلتهآ الذهبيّه من بنصرهآ الأيمن ممسكه يمنآه المقآبله ليسرآهآ جآبره أصآبعه البآرده المرتعشه على التمدد تآركه ربآطهم المآديّ ذهبيّ اللون المشـع وسـط رآحته إللي أطبقت عليها اصآبعه وآحداً تلو الآخر بهدوء ورقّه متنآهيـه دون ان تختفي البسمه الهآدئه من وجههآ وكأنهآ بحآلة عميقه صادقه من التصآلح النفسي مع الذآت والسلآم الدآخلي لآشكوى منهآ عليه أو عتب !

أردفت بهدوء عذب رقيق: آلله وكيلك يـ آدم عسآه يسآمحك أمآ أنآ فـ مقــدر ..... مقدر أسآمحك , على الأقـل حآليًا ...
إرتفعت يدآه رآغبة في إمسآك يديهآ إلآ أنهآ إرتدت عنه سريعاً وهو يلفظ بصوت شحيح حزين بآئس: ورر ........
شحّ صوته قبل أن يكمل لفظ إسمهآ مُجعدّ الملمح البآهت إثر غصّة بمنتصف حلقـه ألجمتـه لتكمل هي بدلاً عنه مآئلة ببصرهآ لمآ خلفه: وفـرّ أيّ شـرح لغيـري ممكن يهمّـه ..... أمآ أنآ فـ لآآ

رفعت طرف طرحتهآ المتدليه فوق صدرهآ برمية لآمبآليه فوق كتفهآ الأيسر تجآوزاً له ووصولاً


للوآقفه أمآمهآ معترضه طريق خروجهآ إلى أن أدرك إختفآئهآ من أمآمه وسريعاً التفت ورآءه بنظرآت متوسلّه إلى أن إستقرت صورة غيرهآ أمآمه كآملاً لـ تشلّــــه الصدمـــــــه !

غيرهآ اللي إرتدت خطوه للخلف فآسحه لهآ طريقاً للمرور دون حتى أن تلتفت لهآ أو تطلبهآ التوقف ... دون حتى أن يرمش لهآ جفن بمرورهآ ... كآنت هي الثآنيه مشلولـه ... وتمآماً

تنظره بصدمـة مذهولـه , موسعّـة العيـن غير مُصدّقه إلى أن سقط أمآمهآ على ركبتيهآ موآرياً وجهه بكفيّه بعدمآ سقطت دموعه دون مقآومة منه لآفظاً بـ توسّل مهين الآ تسرع بـ الحكم عليه وتحآول حتى تفهمّه: مـــــــرآآآم


بسقوطه أرضاً كتله من العجز والإنهزآم , ضربت صدرهآ بقوّة مسموعه هآمسه بصوت خآفت شآحب وكانهآ تلهث لإلتقآط أنفآسهآ رآفضة تصديـق هول مآسمعته من فجيعـه: يـــآوجـــه آللــــــــــه ...................


/
/



إنتفض جسدهآ بقشعرة إرتيآع وآضحه لتسقط عن كتفيهآ المنشفه البيضآء الصغيره والمبلله بفعل شعرهآ تنظرهآ وهي تقترب لهآ مذعورة الملمح مستنجده: صيتــــه

نآظرتهآ صيته بدهشة مبدئيه تلآشت سريعاً وهي تنظرهآ وآقفة أمآمهآ مآتبدلت تنورتهآ الشيفون العنآبيّه وقميصهآ الأسود برغم حبسهآ لنفسهآ بغرفتهآ من بعد مقآبلتهآ الشرعيّه قرآبة الـ سآعتين غير مستجيبّة لتوسلآت أي أحد منهم أن تقآبلهم لمنآقشة مآدآر بينهآ وبين المتقدّم لـ خطبتهآ سآئلتهآ بـ إبتسآمه وآسعه: أخيراً طلعتـي ... هــــآآآآ وش إللي صآر ؟!

هزت رأسهآ بوجه منعفس رآغبة في نفض الذكرى عن ذهنهآ مردفة: خلك منّـي وإلحقي على نآهد أخــتك .. جنّـت ع الأخيـر

جمعت صيته شعرهآ الطويل المبلل أمآم كتفهآ الأيسر بعقدة حآجبين متخوفّه سآئله وسريعاً: شفيهآ نآهـد !
....: المجنونه درت إن بسّآم زوجهآ تحت يبيهآ تردّ معه نزلت له المجلس وهو مع أبوي قآعد وقآمت تصيح .. لآ وبعـد تســب وتشتـم وطآلبـه الطـلآق !!
إشتدت نظرآتهآ حِدّه غير مُصدّقه سآئله بـ خفوت بآهت: ريتآج من جدك إنتي ؟!

ريتآج: سلطآن توّه قآيل لي , أبوي طلعّه من المجلس بعد مآبدت الهآنم نآهد تتلفظ على بسّآم أكيد مآرح يحرج الرجآل أكثر وسلطآن موجود .. أختك إنهبلت إنلحس مخهآ خلآص آمـــنــت أنآ

سحبت صيته جلآل صلآتهآ المعلّق على الشمآعه الطوليّه المنفصله بـ جوآر الدولآب لآبسته بـ إهمآل دون أن تنتبه أنه بـ المقلوب فوق منآمتهآ القطنيّه مبللة الظهر إثر تسآقط القطرآت من شعرهآ .. كآنت لتوهآ وأنهت إستحمآمهآ بعد إنتهآئهآ من صلآة التآرويح وآقفه أمآم مرءاتهآ بآدئه في تسريح شعرهآ لولآ دخول ريتآج عليهآ الغرفه إقتحآماً ..

ريتآج اللي اوقفتها قبل أن تخرج من الغرفه صآئحة بـ صوت خفيض متنبهه ألآ يعلو: بنـــت .. صيته .. وش بتسويـن
صيته: بنزل تحت أشـوف
ريتآج: وشو يعني بتدخلين المجلس عند الرجآل
صيته: مجنونه إنتي ! إمش تعآل معـي .. يلآ

عضت ريتآج شفتهآ السفلى محتدة عقدة الحآجبين بوجه متجهّم لآفظة بـ حنق: أختك ذي بتطبقهآ فوق روسنآ , مستحيل بسّآم يقبل هآلإهآنه أبدّ ذآ وإهو ببيتنآ
رفعت صيته جلآلهآ الطويل عن سآقيهآ ألآ تتعثر به نزولاً عن الدرج ليقآبلوآ أمهم متسآرعة الخطى برفقـة إبنهآ الأصغر محمد صوب مجلس الرجآل لتصيح ريتآج بصوت مخنوق أن يتوفقوآ: هيييييه لحظــه ... وين رآيحين

نطق محمد بصوت مضخّم موسع العينين إندهآشاً: نآهد المجنونــه مآتسمعين صيآحهآ
تجآهلتهم صيته متقدمه هي أولاً إلى أن وصلت لـ بآب المجلس شبه المفتوح حآنية الظهر متصنته للصوت الجآهر صرآخاً بـ إنهيآر تآم مثير للصدمـه والإندهآش ..
....: قلـــت مآ أبيــــه يبـــه , مآبي هآلرجّآل .. مآبي هآلزوآج كلّـــه خــــلآآآآآص عفتـــه مآعآد فينـي أتحملّه أكثــــــر .. أبي الطـــــــلآآآآآق

صآح أبوهآ صآرخاً بصبر نآفذ مقآوماً رغبته القويّه في إسكآتهآ بصفقـة عنيفّه على صدغهآ علّهآ تخــرس كلمآتهآ البذيئـه وإهآنآتهآ المتوآصله للرجّآل الي مآصدر منه عيب الكلمـه ولآ أبدى أيّ إستنكآر وإن كآن تعبيريا للحظـة وآحده , برغم حرج موقفـه وشعوره إثر إذلآله بهآلطريقه المهينه وهو ببيتـه جآءهم مقدماً نيّـة الخير بـ إرجآعهآ رآضياً بهآ بعد كلّ مآ ألمّ بهآ من سـوء صحّه ونفسيّه ومظهـر وخلق وأطبـآع ... كآنت حقيقـة غير صآلحـه للمعآشــره إلآ أنّه مآزآل مصّر عليهآ دون حتى عتــب !

....: تحشمّــــــي يآآنآآهـــــــــــد ولآ قســـم تطآولـت عليك ومآيردنـي شيّ

أمسك بسّآم معصم أبوهآ الأيمن قبل أن تمتد يمنآه صآفعة وجههآ مردفاً بـ إندفآع مذكره بـ آلله أن يهدأ ويستكين: آذكـر آلله يابو سلطان وآستعيذ من شيطآنـــه ... مآصآر شيّ خلآص
نآظره أبو سلطآن بعيون جآحظه مبققه يتطآير منهم الشرر: الآ قول وشهو إللي بآقي مآصآر .. قليلة الحيآ ذي ترفع صوتهآ وتلفـظ على رجلهآ قدآمي وببيتـي هزلــــت منها قليلـة الخآتمــه دنقت روسنا
بسّآم: مآعليه وآلله إني مسآمـح .. قدّر ظروفهآ يآشيـخ علـي

صآحت مستنكره: أي ظروف .. ظروف وشهي ذي ! إسمــع أنا توني وآعيـه وصآحيه مآنيب فآقدة عقل مجنونــه ومآفيه شيّ بيتغير .. ردّه معك يآبسّآم مآنيب رآده وللأبـــــــــد ..
صآح أبوهآ صآرخاً وقد أقدم فعلاً على ضربهآ لولآ إحتضآن بسّآم له من الخلف مآنعه: أيآآآلمغضــوب عليــك يآسويدة الوجـه لعــ ......

صآح بسّآم وبشّده: آذكـــــر آلله يآشيــخ علـــي
قآلهآ بسّآم صرآخاً مقآطعاً له قبل أن يلقـي لعنـه وهو رجل الديـن ! ليحرر أبو سلطآن كلآ ذرآعيه من تكتيفة بسّآم الواهنه اثر عجز يمناه الا ان بسام اعاد منعه وبقوّة أكبر من حاوط بـ ذراعه الايسر عنق ابو سلطان بوضع الخنق لـ تمتد يدي الاخر متطآيره بـ الهوآء عشوآئياً أن تطولهآ .. عبـــث

كآنت جآمـده الملمـح القويّ الصارم .. نظرآتـهآ متحديّـه .. مخيفه .. مثيره للإرتعآب ... غير مبآليـه بمآ تلفظـه ومآتفعلـه وغير مكترثـه بـ جنون ابوها المثار , ولآ بـ ذآك الشقـيّ المبتئــس بسّـآم .. وكأن مآصآبـه من إبتلآء غير كآفـي حتى تكمـل هي عليـه غير عآبئـه بآللي تسببه له من جــرح عميـق بـ كرآمته أولاً بعدمآ أذآقته من الإهآنه ألوآناً .. ولآ بجرح رجولته إللي مآتوانت عن الطعن فيهآ برفضهآ القآسي الرجوع له وتصريحهآ عن عدم إحتمآلهآ إكمآل العلآقه معه بت اي شكل من الاشكال ومهما بلغت محاولاته ... وحتى الجرح بثقتـه العميآء بهآ أن ترضى هي به بعد كلّ مآ أصآب سويتهم من عسـرة وشقـآء ومضرّه لتقرر هي تركـه بـ المنتـصف عآجـز كسيـر .. خآئب الرجآء عديم الأمـل .... مجروح ومنهــــزم

....: طلقنــــي يآبسّـــــآآم ..... طلقنــي مآ أبيـــــك


/
/


/
/


تسآندت على الجدآر إللي إنمسح بذرآعهآ الأيمن وهي تخطو بوهن عآجزه عن الوقوف , عآجزه عن التحرّك ..
جلست أخيراً فوق السرير وعلى طرفه ..
كوعيهآ فوق ركبتيهآ موآرية وجههآ المصفّر الشآحت بكلآ كفيّهآ لدقيقـة وأكثر منصتـه إلى نشيجـه المتحسّـر النآدم ..

شهقت بعمق مآسحه وجههآ المبتل من دموعهآ الصآمته سآئله بهدوء: إللي قآلته وردهـ صدق ؟!
زحف على ركبتيه وصولاً لهآ قآبض على ركبتيهآ بيديه تتوسلهآ نظرآته المعذبّه .. تقطر من عيونه دموع الندم والحسره يعتصر ملآمح وجهه ألم الذنب: لآتفهميني غلـط يآمرآم تكفين

أطبقت فمهآ بآلقوّه رآفعة بصرهآ لمآ فوق برمشآت متتآليه أن تثبت وألآ تنهآر ليكمل هو بذآت الشجن مخنوق النبره الشحيحه البآكيه: وآلله غصب عنّي ... غصب عني يآمرآم
....: وشو إللي غصب عنك يـ آدم !
....: كل إللي صآر ... كل إللي صآر غصب عنّي
....: يعني صدق إللي صآر ... صدق ؟! صدق يـ آدم !

إنحدرت يدآه من ركبتيهآ إلى سآقيهآ محتضنهم بعدمآ إنهآر من وقوفه على ركبتيه جآلساً فوق سآقيه المثنيه تحته مطأطأ الرأس ملصق الجبين بـ حجر العبآءه لـ أخته !
يظهر من هيأته الخنوع والإنهزآم .. كمآ المذنب طآلباً العفو والصفح والغفرآن ..

الهيئه إللي دحضت كل آمآلهآ المتشككه بـ كذب كل إللي سمعته لتتحوّل إلى حقيقه مفجعـه ووآقع مؤلم !
عفويّاً .. رفعت يدهآ فوق فمهآ المنفغـر إثر ذهولهآ رآفضة التصديق بـ إعترآض حركي لآ إرآدة لهآ فيه ليصلهآ صوت نشيجـه المرير خآفضة البصر لأعلى كتفيه من الظهر ..

كتفيه المهتزين بـ إنتفآضآت متوآليه إثر بكآءه وضغطه على النفس بمقآومّه ألآ يرتخي لـ ألآ يصدح بكآه وتتحرر شهقآته المكبوته .. لفظ بصوت متقطـع , نآطقاً للكلمه مفصوله بمقطع من الشهقآت القصيره المنتهيه قبل أن تكتمل: غصصصـ ... غصصـب عنــي .... وآلله غصصب عنــــي .... كنــ ... كنــت ضعيــ .... ضعيــــف ... مآآآ ... مآقدرت ...... أنآ كلــب .... ووآطي ونـذل .... أنآ خآطــي .... نآآآدم .. وآلله نآآآآدم يآمرآآآم نآآآآدم
لطمت كلآ خديهآ اللطم القويّ المشآبه لتصفيق الوجه صآئحه بـ ندب صآرخ: يمّـــه .. يمّــه يمّــــــه لآآآآآآ ..... لآآآآتقولهــآآآآآآ لآآآآآآ

ضمّ سآقيهآ المتلآصقآن لصدّره مشدد من تطويقهم رآغباً في عدم الفكآك وكأن أعصآب ذرآعيّه صآبهآ التشنـج آخذه في الإشتدآد صآئح هو الآخر مطلق العنآن لنوبة إنهيآره الكآمن: وآلله غصـــــــب .. غصب عنـــــي غصــــــــب

إعترآهآ الغيـظ مغلغله وبـ حمـو مقهور أصآبع يمنآهآ بشعره الفآحم الطويل رآفعة رأسه بـ الشدّ القويّ الإجبآري إلى أن إستقرت عيونه المغرغره بعيونهآ المحمّره الممتلئـه كُره وتقزز وإشمئزآز , لآفظه من بين أسنآنهآ مقتًا: وشــو إللي غصــب عنــك يآوآآآطـــي .. يآآزبآلـــــــه يآعديم الرجولـــه وشــو إللي غصــــب ..... – رقت ملآمحهآ من بعد قسوه منكسره نظرآتهآ بعدمآ سآلت دموعهآ وقآربوآ حآجبيهآ على التلآصق متأثره .. التأثر إللي إنتقل تبآعاً لصوتهآ إللي إهتزت أوصآله لتظهر نبرتهآ رقيقه بآكيه , حزينه عآتبه – هذآ أخووك يآ آدم .. بسّـــآم .... بسّــآم أبونـــآ ... أبوي وأبوك يـ آدم كيــف !! كيف طآوعك قلبـــــك قوول إنه كذب آلله يخليــك ... قول يآعُمـري إنه كذب تكفــى

بكلآ كفيّه وآري وجهه المغرّق بدموعه هآز رآسه نفيا ..
ونفي النفـي ..... إثبــآت
إثبآته إللي الجمت بسببه فمهآ بيمنآهآ ضآغطة بيدهآ فوق فمهآ وبمنتهى القوّه موسعّة العين بهيأه تظهر إختنآق إنفآسهآ وعجزهآ عن التنفس إثر كبت يمنآهآ لمخرج الهوآء عن كلاً من فمهآ وفتحتي أنفهآ منصته لـ آهآتـه المتندمّـه ..

جآلساً أمآمهآ بوضع التشهـد .. رآفعاً وجهه لمآ فوق بعيون مغلقه تنهآل منهآ دموع النـدم قآبض بيمنآه أعلى ركبته اليمنى في حين كآنت يسرآه خآنقه بروز التفآحه بـ حلقه والمسمّآه بـ إسمـه ... تفآحة آدم ..

سألته لآئمه بصوت رقيق بآكي: ليش يـ آدم !!!! ليـــــش
إستقرت عيونه المحمرّه منتفخة الجفن بعيونهآ الممآثله تمآماً لعيونه الصغيره الذآبله سآرداً القصّه وبمنتهى العجز والهوآن والأسى ...

....: قبل سنتيـن , حُمّى التيفوئيد إللي صآبتني ... مآنسيتي أكيد إني تميت محموم لشهـر , مآفآرقتني الحُمّى ولآ تشآفيت إلآ من بعد نآهـد .... من بعد مآ أخضعتني لهآ وبـ إرآدتهآ هي , أنآ مآكنت بوعيي , وقسم بآلله عظيـم مآكنت بوعيي بس حآس .... حآس إن فيه أحد يمّي ... حسيت بقربهآ مني , حسيت بـ أنفآسهآ الدآفيه مع إني كنت محموم ومشتعّـل كآنت أنفآسهآ غير يآمرآم .. كآنت بآرده .. مثل النسيم .. حسيت بـ أصآبعهآ عى وجهي ... تحسستني .... حسيت بفمّهآ فوق عيوني , أرغمتني أقفلهم ... وأرغمتني أستسلم وأنآ أسآساً كنت منهزم مآفيني حول ولآ قوّه ...... حسيت بـ أزرآر قميصي تنحلّ .. وحسيّت بـ البروده في صدري .... عرتنـي وبعدهآ غطتنـي , صحيت وهي يمّي ... صحيّت وأوّل نفس أحسّ بريحته من بعد شهر فقدت فيه كل حوآسيّ كآن ريحـة شعرهآ المسدول يمّي ... كآنت مثلي , مآيسترهآ إلآ إللي يسترني .... غطآ هآلسرير ...... مدري وشهو إللي صآر ... مآ أدري بس إنهـرت .. وبكيت , مآقبلت هآلشيّ صدقينـي بس هي مآفكّت عنّي سحرهآ صدقينـي .... صآرت تلآحقنـي بكل مكآن ... هجيّت من البيت وإنتي تدريـن , تدرين شقّة رآمز المآلكي إللي قعدت فيهآ أكثر من صآحبهآ وجتنــي ... جتنـي الشقــه بيوم سآفر فيه بسّـآم – تجعّد ذقنه وإنكمـش .. ظهرت فيه خطوط المقآومه الدقيقه , يقآوم ليتمآسك , يقآوم ألآ ينهآر ... قلبه يتمزق بـ الإعترآف , يوجعـه التعريّ بـ الحقيقـه ... فعلته شنيعـه –


أكمّل بعد تردد وقد إنخفض بصره المنكسر خجلا من النفس وهروباً من الإستنكآر إللي تجمد آثآره بوجههآ وجمدّهآ ..

....: كآنت المرّه الثآنيه بـ إرآدتي ... بكآمل وعيي ومآ أدري ليش ... وآلله مآ أدري ليش ... غلبنـي شيطآنـي ومآلي عـذر بس هي خبيثـــه هي شيطآن .. شيطآن يآمرّآم وآلله , وجههآ بريئ .. صآفي ... نقيّه بس خدّآعـه .... بررت ... بررت كذب , ألصقت وصخهآ ببسّـآم .. قآلت إنه عآجـز , قآلت إنهآ تشمئز من تشوف نصفه عآري , مآتتحمّل شكل جلده الذآيب ... مآتحسّ بدفآ حضنـه لأن ذرآعه عآجز , دآيم كآن فيه شيّ نآقص ... شيّ مآلقته عند بسّآم ولآحسته معه وصآر معـي .. غصباً عنهآ هي بعـد ... خدعتنـي وأنآ كلــب ونـذل وحقيـــر بس ضعيـــف ... وآلله مآصآر هآلشيّ إلآ لأني ضعيـــف , نآهد أقوّى منّي .. شيطآنهآ وشيطآني إتفقوآ علـيّ وكل شيّ كآن ضــدّي ..... حآولت أحطّ حـدّ وفعلاً قررت تخيلي وشهو اللي صــآر ؟! كل شي كان ضدي وكأنه عقآب .... علمتنـي إنهآ حآمـــل ... حآمــل منّـي

شهقــت مرآم بقــوّه ويدهآ على فمهآ محملقـة العينين بآزغة البصـر .. مذهولــه .... صقهآ هول مآسمعــــت
وقفت بتبآطئ وبتبآطئ أخذت يمنآهآ بـ الإنحدآر من فوق فمهآ إلى أن سقطت متأرجحه بـ الهوآء تنظره وقد سجد دآق الأرض بقبضة يمينـه يبكي وينتحب: مآآقـــدرت .... مآآقدرت وآلله غصب عنّــي يآآآرب سآآمحنـــــــــــي غصب عنـــــي

....: وشو إللي غصــب عنــــك !!! لك وجــه تطلب السمآح !!! يآكلـــــــــــــــــب .. يآآوآآآآآطـــــــــــــي قــوووووم قــوووم وعلمنـــــي وشـــو إللي مآقــــدرت

قآلتهآ بصرآخ مُدويّ حآنية نصفهآ العلوي تسحبه من سجوده بعنف وشدّه وهو رآفض وبقوّه متمسك بـ فرو السجآده من أسفله والمتخلل مآبين أصآبعه إلى أن وهنت قوآهآ هي طآئحه على ركبتيهآ دآقه بـ كلآ قبضتيهآ ظهـره وبمنتهى القوّه مفرغـه عليه جآم غضبهآ وسخطهــآ تشهـق بـ البكآء وتصيح: يآحقيـــــــــــر ... يآآنـــــــــــذل ..... بسّــــآآآآم , بسّـــــآآآم أخــووووك شلـــوووون شلــوون طآوعك قلبـــك تطعنه في ظهـــره إنت إيـــــش .. إيش يآآخــــي مآعندك قلب .. مآعندك ضميــــــر ... تبتسم في وجهه .. تحط عينك في عينــــه ومن ورآه تستبيــح مرتــــه ... يآفآآجــــــــــر .... يآزآآآآنـــــــــــــــي ... يآآظآآآلـــــم ... يآظآآآآلم حسبي آلله عليـــك ..... يآكلآآآآآآب يآ أنجــــآآآآآس بسّـــــآآآم أطهـــر منّــك ومن الوآطيــــــه الثآنيـــــه يآظآآآلميـــــــــن .. يآظآلميـــن مآيعيبـــه عجـــــزه , مآيعيبــــــــه شـــــيّ .. زيــــن الرجـــــآل وأشرفهــــــــــم يآكـــــلآآآآآب ...... آآآآآآآهــــ يآآربـــــــــــــــي آآآآآآهـــ

تأوهـــت بحســره موجعــــه لآطمه خديهآ جزعــه سآحبه على عنقهآ وكآملاً بـ أظآفرهآ المغروزه بجلدهآ منتحبــه ... توآلت حركة إنهيآرآهآ بوقوفهآ على ركبتيهآ ثم الجلوس ... الوقوف ثم الجلوس ... في وصلــه طويلـــه من الشتــم والسبـــآب , ضربــه من الظهــر وأحيآناً العــضّ ... شدّ شعرهآ أحيآناً .. ولطم وجههآ غآلبـاً !

إلى أن تحآملت على نفسهآ وقوفاً إذ أنه رآفضاً مواجهتهآ دآفن رأسه بـ الأرض ينتفض جسده بـ البكآء لآفظـه هي بصوت شحيـح جرحـه الصرآخ وأهلكـه: إتفــــــــو عليـــك يآوآآطـــــــــي .. يآخســـآرة تربيتنـــــــآ فيـــك يآخآآيــــــــن إتفـــــــــووو .. ليتنــي مــــت , ليتنـــي مت مثل أمّي وأبوي قبل لآ أعرف هآللي عرفتـــــــــــه ... تحــــــرم علي أخوتـــــك , قلبـــــي غآضبــــن عليــــــــك لين أمــــوت .. وآلله مآ أبيحــــــك من سوآآتك يآ آدم بـ أخوك ليــــــــن أمـــــــــــوت .. تحــرم على عيآلي تكــون خآلــــن لهـــــــم ... تحرم على بيتـــــــي تدخلـــــــه وإسمـــــي تلفظـــــــــه تحـــــــرم علــــــي ليــــــوم الديــــــــــن .... حسبـــــي آلله ونعـــــم الوكيــــــل فيــــــك يآظآلــــــــــم ... حسبــــي آلله ونعـم الوكيــل فيــك يآظآلـــم ....... حسبـــي آلله ونعــم الوكيـــــل فيـــــك يـــ آآآآدمّ !



/
/


أقفل بآب منزله من بعد دخوله وقد شقت إبتسآمة وآسعه محيّآه إثر مدآعبة انثويّه رقيقه من الطرف الآخر على جوّآله المرفوع لأذنه بعد طول إنتظآر وعمق شوق أضنآه رآداً عليهآ بصوت خفيض متحفظ: صدق يعني خلآص إقتنعتي بآلموعد ومآبه تأجيل

....: تدري إني تغيّرت يآسهل مو كلّ شويّ تقط كلآم
نزع غترته والعقآل هآمساً بصوت متحفظ ألآ يعلى: طيب يآقلب سهـل , أبقفّل الحين أمرّ أمي بمجلسهآ وإذآ رقيت غرفتي كلمتّك عآد أبوك عآمر سلخني اليوم بعد الترآويح

وقف على مقربة من الممر المؤدي بنهآيته لمجلس العآئله الخآص مستمع لحديثهآ المتسبب في إتسآع مدى إبتسآمته أكثر معقباً من بعده: اليوم كلّه كآن أكشن وصدمآت , سنـد مآجآ الشغـل وتفآجئت إن أبوك اهو إللي نزل .. توترت لأن سند مآعطآني علم قبل ومن شوي بعد الصلآه وتوّ مآطلعنآ من المسجد قآل أبوك زوآجك من سآلي يآسهـل ثآلث أيآم عيد الأضحى إن شآلله مع مآلــك ...... صدمـه , مآعرفت بـ إيش أردّ المهم إنه مآقبل حتى أي إعترآض لو انه زوآج وردهـ أختي بس الأكيد إنهآ إبتزوج قبلنآ يعني إن شآلله والطريق قدآمنآ مفتوح / أمّآ عآد مآتدرين عن زوآج مآلك ؟! بـ آلله يعني اليوم كآنوآ عند الجمآعه ؟! / إي يمكن إتفقوآ عآد أنآ أوّل وآحد يدري هههه / لآ يآشيخـه وآلله إنه مسكين هآلمآلك كآسر خآطري ليش غآصبينه توّه صغير بآلسن ومآيبي يعيد هآلتجربّه على الأقل الحين عطوه وقته يآسآتر منّك إنتي دخلتي عرض كلّه بسبتك وبشرتيّه بـ إسم زوجة المستقبّل المسكينــ .............

بهت صوته إلى أن تلآشى دون أن يكمّل من إصطدم به أخوّه الأكبر خآرجاً من المجلس رآكضاً وورآءه أخوه الأصغـر بوجـه شآحب اللون مرتآع متحجرّه دموعه بمحجريّه ليلفظ سريعاً لـ سآلي: بعدين أكلمك ....
قآلهآ مقفلاً الإتصآل دون أن يسمع جوآبهآ سآئلاً اصغر إخوآنه بوجه سكنـه الدهشـه: شبيــب ولــد ... شفيــه فآهد رآكـض !

تكرمش وجه شبيب متأثراً بثقل الخبر إللي على وشك أن يلفظه ينظر طيف فآهد إللي غآدرهم من قرب الثآنيه: وردهـ بغرفتهآ منهآره .... آدم بيطلقهــآ

قآلهآ وأسرع بـ المغآدره تآركاً سهيل وسط صدمتـه إللي إستغرق لحظآت ثقيله بطيئه إلى أن أدركهآ متوسعّه عيونه أقصآهم رآفعاً ثوبه الضيق عن سآقيه بخطى وآسعه صعوداً للدرج إللي أنهآه دون أن يشعـر به وصولاً لغرفتهآ المفتوح بآبهآ وآقفاً بمكآنه وقد تجمدت حركته وإنفعآل وجهه إلآ نظرآته المحتده المشتده المتنقلّه بين زوآيآ الغرفـه شآهداً على خرابها إبتدآءاً من قصريآت الزروع الطبيعيّه المكسّر فخّآرهآ والمتنآثر منهآ طينهـآ الرطـب .. إلى أدوآتهآ الشخصيّه التجميله المتنآثره عن تسريحتهآ وأخيراً إلى قطعـه بيضآء اللون مشقوقـه لـ نصفين منفصليـن ..

القطعه إللي مآكآنت حقيقة إلآ فستآن زفآفهآ وقد إنحلّ جزءه الأعلى عن الأسفل متناثره منه حبآت اللؤلؤ المطرزه ...
مرّت أنظاره تبآعا للمقص الحديدي المفتوح بآلقرب من قطعة بيضآء أخرى مآكآنت إلآ طرحتهآ التُـلّ الشفآفه مطرزّة الأطرآف وقد تمزقّ تُلّهـآ الرقيق إلى أن تشوهّت كلياً ومآعآدت صآلحه حتى لإحتمآليّة جبرهآ مستقرّه أنظآره المذهوله أخيراً علي جسد منهآر أيقن أنهآ هي جآلسة بـ الأرض قرب سريرهآ محتضنه أخوه إللي يتبعه بـ التريب على التوآلي , حضـنأ كآن أعنف ممآ يمكن وصفه شعوراً .. متعلقّـة فيه متشبثـه به , فآئضـه بمكنون قلبهآ الآخذ في التمزق معلنـة عن خذلآنهآ بصوت شجيّ متقطّع أطبق عليه اليأس في بكآءهآ وإستهتآرهآ في إظهآر ألمهآ وحزنهآ دون حيـآء أو أيّة نزعـه من الكبريآء إللي طآل وقتهآ وهي تستحث نفسهآ أن تدعيّه دون إنهزآم إلآ أنهآ أخفقـت ودون أيّة مقآومة تذكر حآضنة أخوهآ حضن الإحتيآج غآرقة معه في بحـر أسآهـآ وأوجآعهآ متشكيّه: وششششو ينقصنـــي يآآآجآآآآســـر ....آآآآآآهـــــ ليــــ .. ليـــش


شدد من إحتضآنه لهآ وهو ينآضـل كيلآ يهزمّه التأثر إللي بدأ يطبق على حنجرته ويخضّل عيونه لآفظاً بصوت مخنوق: يآعمـري إنتي يآقلب أخوك جآســر وروحــه وآلله إنك أميـره وألف من يتمنآك ... لآتلومين نفسك وقسم بآلله مآينقصـك شيّ ... تكفيــن وقفـي بكــآء .....

قآلهآ بتوسّل مرير رآفعاً رأسه لـ شبيب إللي إمتلت عيونه بـ الدموع وفآضت إلى أن إنسكبت خآضعاً تمآماً لشدّة التأثر على حآل أخته المعّذبّه روحهآ تشكي ألآمهآ بمنتهى العجـز والهوآن إلى أن إنتفض جسده الضئيل بعدمآ صآح فيه جآسر مستجدي: وين أمــــك يآشبيــــب نآدهــــــآآآ البنــــت مخلصّــــه مو عآرف وش أســــوي

وهنآ تحسس فآهد الأكبر ظهر ورده مطبق قبضته اليمنى على ذرآعهآ الأيسر رآغباً في سحبهآ عن إلتصآقهآ القويّ بـ جآسر إلآ أنهآ كآنت كمآ الجثّه المتجمّده بعد أن أخذت وضعهآ غير القآبل للتبدّل متشبثه بـ جآسر دون أمّل منهآ بـ الفكآك إلى أن صآح فآهد هو الآخر بصبر نآفذ غآضب: إنـــزل يآشبيـــب شف وينهـــي أمّـــــك

إبتلع سهيل ريقـه مبعد عيونه المصدومه عن فستآنهآ الأبيض الممزق لأشلآء متنآثره مرتمياً على ركبتيّه إللي أحدثوآ دقّة قويّه إثر إرتطآمهم بـ الأرض من تحته شآحب الملمح غير مُصدّق سآئلاً فآهد بفتور مأخوذ بـ الصدمه: وشهـو إللي صـــآآر !

أطبق فآهد شفتيّه بقوّة مغتآظ نآفخاً أنفآسّه الحآره من منخريّه أمراً سهيـل وبِـحدّه: قــمّ شف لــي هآللي إسمـــه آدم وينــــه فيـــــه ...... والحيــــــــــــن .................


/
/
/
/


تقدمت نحو ثلآثة الوآقفين بـ تأنيهآ المعهود إحترآماً إلى أن وقفت أمآم أكبرهم بلآ حيلة مطبقة الفمّ بـ أسف شديد هآزّه رأسهآ نفياً متعذرة عن إمكآنية تلبية مآطلبوآ على الأقل بـ الوقت الحآلي مردفه بـ شآميّه متأثره بـ الخليجيّه: على حآلهآ وآلله يآ أبو فيصل ومآتبي تشوف أحدّ

إحتدت أنظآر طلآل المعني بـ - أبو فيصل – نآظراً لمآ ورآءهآ صوب البآب المغلق ملتوي الفمّ بـ إمتعآض ليتدخل إللي على يسآره بهدوء طآلب: معليش يآخآله عآئشـه بس عطيهآ العلم إنّآ بندخل لهآ خلّ تتعدّل لو نآيمه أو شيّ

نآظرته – عآئشه – مربيتهآ فلسطينيّة الجنسيّه نظرة متوتره حملت من القلق الكثير على مشآرف النطق بـ - بلآهآ أحسن – إلآ أنهآ إبتلعتهآ مومئة الرأس إيجآباً موليتهم الظهر توجهاً لغرفة النوم الورديّه الممآثله وتمآما للصآله الخآرجيّه بـ الجنآح إللي إنتظر فيهآ ثلآث إخوآنهآ الذكورولأول مرّه تشهـد إجتمآعاً ..
طلآل , أحمـد ... ورآمـز

لثوآني سريعه انتهت بـ إقبآلهآ وللمرّه الثآنيه صوبهم بخطى متسآرعه مومئه إيجآباً لهم أن يدخلـوآ خآرجه هي ووآحده من العآملآت الآسيويآت خآرج الجنآح تآركتهم وآقفين للحظآت قصيرّه متبآدلين النظرآت ذآت المغزى الموحد بذآت الملآمح الموحده الآسفه على الأغلب إلى أن تقدمهم طلآل بخطآه المتأنيّه طارقاً بآبهآ إثنآن هآدئّه إلآ أنهآ قويّه منبهه ليصلهم صوتهآ الوآهن المهزوز والمخنوق بنبره وآضحه يتجلّى فيهآ البكآء: أيــوآآ .. إدخلـــوآآ

تبآدل أحمد ورآمز النظرآت المحبطّه فيمآ بينهم بـ فمّ مطبق مشدود من الأسى والأسف إلى أن فتح طلآل البآب بعدمآ أرغم وجهه متجمّد الملمح على التبسم جبراً صآئح بنبرة جآهره تظهر فيهآ المشآكسه كنوع من المدآعبه قليلا مآتظهر: حلوتنآ الصغيره إللي معتكفـه ... خير إن شآلله , عسى مآشـرّ

تعدآ أحمد خطوآت طلآل البطيئه ظآهراً من ورآء ظهره بذآت اٌبتسآمه طلآل المفتعله مقتربا من سريرهآ إللي تكومت فوقه جلوساً ضآمه سآقيهآ النحيلين لصدرهآ معقب: نآسكـه يعني بشهر رمضآن ولآ وشـو ! شقصتك إنت وشدخل الأكل تضربين عنه شوفي شلون قبّـت عظآم وجهـك – تلآشت إبتسآمته إلى أن ظهرت غيرهآ حزينه وقد تبدلت نبرة صوته إلى الهدوء أقرب للعتب مثلمآ تبدلت إبتسآمته مستطرد – وش إللي مزعلـك يآنسمـه !

نآظرته للحظآت صآمته أعقبتهآ بـ خفض بصرهآ للخط الفآصل بين إلتصآق فخذيهآ مطبقة الفمّ وبقوّه في مقآومه شديدّه ألآ تنهآر إلآ أنهآ وبمنتهى الهوآن والوهن إنهآرت وتمآما بآكيـه تشهـق بـ حدّه وتنتفـض , تلفظ كلمآتهآ بلعثمه بآكيّه كمآ الطفل الصغير المتشكّي: يعــ ... يعنــي مآآآ .. مآتدرري ... مآتدري يآ أحمــد !!! مآتدرون كلكـــم !!! كلكــم تدرون لآتجون عندي وتمثلـون يعننكم مآتدرون .. لآتتبسمـون وتسألون شفيني وإنتم تدرون شفينـــــي يآ أحمــــد كلكــم تدرون حــرآم عليكــــم حرآآآم آآآهــ يآآربي آآآآآآ......

مآ أكملت التأويهه الأخيره إللي صدرت منهآ بحرقه وحسره على النفس متوجعّه مرجعه رأسهآ للخلف رآفعه ذقنهآ بعيون معتصرّه ووجه منكمـشه ملآمحه مجعدّه إثر تعآبير الألم وعدم تحملّـه ليلحقهآ رآمز سريعاً بجلوسه مجآورا لهآ محآوط كتفيهآ بذرآعه الأيمن إللي إلتفّ حولهآ ممسكا لهآ بيسرآه العملآقه مقآرنتاً بيسرآهآ الصغيره الرقيقه ضآمهآ لصدره متحسس بـ بنآن إبهآمه الأيسر ظآهر يسرآهآ برقّة بآلغه طآبع قبلته العميقه فوق رأسهآ هآمس بـ حنوّ رقيق: بسس يآعُمـــري .. لآتبكيــــن وأنآ أخــوك
تعلقّت بشقي قميص رآمز المفتوح دآفسه وجههآ بصدره كمّآ الطفّل المتشبث الرآغب في عدم الفكآك تنشج بمرآره أقرب للندب البآكي المتقطّع: مآآآآآ أقـــدر .... مآ اقدرأجيب عيــآآل يآآرآآآمـــــز ... مآآآ أقـــدر أكوون أمّ .... أبـــدآآآآ


شددّ رآمز من إحتضآنه لهآ في حين أطرق أحمد رأسه للأرض بـ وجه متألم ينظر قدميه بآللحظه إللي رفع فيهآ طلآل عيونه للسقف مستفغــر .... ذآت اللحظــه إللي دخل فيهآ رآبع الذكــور لآفظا إسمهآ بقــوّه وكأنه يستنطق وجودهآ بـ الغرفه من عدمـه ...: نسمـــــــه


قآلهآ وسكن ثآبت الحركه والملمح ينظرهم وهو على أعتآب غرفتهآ يرمقهم وجميعاً بنظرة حآدّه جآفـه عآقد الحآجبين ...... إستغرآباً

الإستغرآب إللي مآثله به جميعهم متمثلاً بـ النظره والملمح وإختلفوآ معه بـ المغزى ليقآربوآ همّ بـ إستغرآبهم الذهول والدهشـه !
الدهشه إللي صرّح عنهآ طلآل بعيون مذهوله متسعّه حآدة النظره غير مُصدقّه لآفظ: رآئــــــف !!!!
رآئف إللي إستوعب الموقف ببلعة ريق أخفى فيهآ تفآجئه من جمع إخوته حضوراً إلى أن وقف أحمد عن طرف السرير مقترباً صوبه بـ جبين مقطّب ووجه مندهش: متى رديّـت !

طلآل ورغماً عنه مآل فمه المطبق بـ إبتسآمه جآنبيّه أردف من بعدهآ بـ هزئ سآخر: ردّ من درى عن نسمه وسآلفتهآ

مسحت نسمه الدموع من وجههآ المغرق شآهقه نفس عميق من خشمهآ إللي أصدر صوت إبتلآعه لمخآطهآ السآئل لآفظه بصوت مهزوز بآكي: رآآئــف !!
إحتدت نظرآته فآغر الفمّ الفتحه الصغيره ينظر إخوته جميعاً ودون إستثنآء بوجه شآحب وكأنه للتوّ قد تفآجئ بشيئ مآله به علم أو خبر مردف بـ تردد متشكك: صدق إللي قآلته أمـي ؟!
طلآل: وش قآلت ؟!

تعلقّت عيون رآئف بـ نسمه للحظآت أردف من بعدهآ بعدمآ توآلت رمشآت عيونه مبتلع ريقه وقد بدآ عليه التوتر لآفظ بـ خفوت بآهت النبره: عــن ..... عن نسمـه .... قآلت شيّ بس حسبآلي قصّه لأجل أرد البيـت
طلآل: ودآمك تحسبهآ قصّه وشهو إللي جآبك !
تقدم أحمد بـ الجوآب بدلاً عن رآئف المرتبك: حسبآلك أهآ ..... لآ للأســف .. الموضوع حقيقــي ولو إنه مو حقيقي فـ تأكد إن فيه مليون طريقه نغصبك فيهآ تردّ غير إنّآ نتبلى فيهآ على أختنآ ونفوّل عليهآ بذآ الفآل الشين إللي صآبهآ فعلاً .. هآ , علمنآ طآل عمرك ... شلون بتحلّهآ لنآ دآمك إنت حلّآل المشآكل وبدونك نضيع ونغرق بشبر المويّـه


طلآل: صدقني يآرآئف وجودك من عدمه مآصآر يعنينآ بشيّ , هديّت البيت ولآ سألتعن شيّ .. لـ شهور مآهتميّت لآ بشيّ ولآ لأحـد والحين يعننك مهتمّ ورآد لـ أختـك ؟!

....: خــــــــــلآآآآآآآآص , خلآآآص كلكـــم مآني متحملّــــه إطلعــوآ تهآوشــوآ بــرآ أعصآبـــي تآلفـــــه مآفينــــي

ردّ رآمز وضمهآ لصدره بقوّه رآمق إخوآنه الثلآث الوآقفين بـ حِدّه مطبق الفمّ المشدود بـ حنق وإمتعآض من سوء تصرّف إخوآنه طلآل وأحمد خصوصاً بـ عدم مرآعتهم لصغيرتهم وحآلتهآ النفسيّه وحتى حآلة رآئـف إللي إنعكست وتمآما على مظهـره المهمـل الذآبـل إللي مآيوحي إلآ بـ أنه شخص مُدمـن متعآطـي !

طلآل إللي تدآرك نفسه مغمض عيونه فوراً بوجه مبتئس الملمح مستغفـر بصوت خآفت شبه مسموع في حين أخفض أحمد بصره للأرض ممتقع الوجه صآد عن رآئف إللي خطى خطوآته المرهقه إلى أن وصل للسرير وآقفا على رأسهآ المختفي بصدر رآمز هآمسا إسمهآ بـ خفوت كآن في منتهى الشجن: نسمـــه !

ببطئ أبعدت رأسهآ عن رآمز ملتفته له تنظره بترقب غير وآضح الرؤيه بسبب الغشآوه فوق عيونهآ الحمرآء متورمة الجفن إثر الدموع ورغرغتهآ ودون تنبيه له وقفت على ركبتيهآ مرتمية فوق صدره بعدمآ جآورهآ جلوسهآ محآوطه عنقه بكلآ ذرآعيهآ دآفسه خشمهآ بيآقة ثوبه الرمآديّ المقوّآه لآفظة إسمه بصوت مرتعش بآكي ببرآءة كمآ الطفل المتشكيّ من هوآنه وقلّة حيلته وفشله: رآآآآآآآئــــــــــــف

إنشدت شفتيه الرفيعه المطبقه بـ أسف على حآل صغيرته رآفع يمنآه البآقيه على عجزهآ النصفي لظهرهآ متحسسه بـ حنوّ أن تهدأ وتستكين دون أن يلفظ بحـرف مستمـع لـ نشيجهآ المرير المذيب لنيآط قلبـه وثلآثة إخوته الذكور من حوله ..

لأول مرّه يشملهم جميعهم شعور العجز لإرضآء صغيرتهم الأنثى الوحيده المدلله صآحبة الرغبآت الملبّآه دون توآنـي ..
تدخلآت القدر المكتوبه منذ الأمدّ والمحفوظـه كآنت أكبر من كل طآقآتهم وإمكآنيآتهم ليخضعوآ تحت الأمر الإلهـي عآجزيـن ..

من بين إنهيآرهآ التآم وهي بـ حضن رآئف مبلله جآنب عنقه بدموعهآ إللي تركت مسبقا آثآر دآكنة اللون فوق رمآديّة ثوبـه الفآتح تآركه مخآطهآ السآئل يمتد دون توقف من فتحتي أنفهآ وصولاً لظهر ثوبه متشبثه فيه حآفرة أنآملهآ الصغيره بـ عظآم ضلوعه ليشدد هو من إحتضآنه لهآ أن تهدأ وأن يشعرهآ بـ الأمآن .. بـ المعآضده والسنـد ينظر رآمز الجآلس أمآمه خآفض الرأس بوجه متألم ظهر بعقدة حآجبين قآسيه وأنفّ مرتفع بتجعيدّة متوجعّه لأخته وشكوآهآ الرقيقـه البريئـه بنبرة مرتعشـه مخنوقـه بآكيه دون قيود من الحرج أو الحيآء والخجل: مآآآرح أقدر أصير مآآمــآ يآرآآئــف ... مآآرح أسمع هآلكلمـه أبدا .. زعلآنه على نفسي ومقهـوره .. وأيه حآسه إني عآجزه وتآفهه مآلي أي قيمـه وكل البنآت غيري أحسن منـي .. أيوآ حآسه بنقـم وبحسـد .. لكني مو شينه وآلله مو شينه ولآ نفسي خبيثـه بس غصباً عني أفكر وأقآرن غصباً عني وآلله ...... طلآل عنده فيصل وفرآس .. وأحمد عنده ليـن وإنت يآرآئف بعد كنت متزوّج ثنتين وثنتينهم يقدرون يحملون ويجيبون عيآل إنت تقدر تكون أبّ وكمآن رآمز بكره يتزوج ويكون أبّ وأنآ بكون عمّــه لعيآلكم كلكـــم بس إنتم ولآ وآحد فيكم يقدر يصيـر خــآل .. مآرح تكونون خوآل أبـدّآ يآرآئــف أبـــــدّ ..... حتى عُديّ لآزم يصيرّ أبّ , أهله يبـون هآلشيّ أكثر من أيّ شيّ .. لو إنه مو مني يصير من غيري وأنآ مقدر .... مقدر أتحمّل إحسآس الفشل هذآ وغيري تنجح فيـه , مقدر أشوفهم يقآرنون بيني وبين وحده ثآنيه تقدر تحقق لهم إللي يبون .... رآئـــف ..... رآآآ ...... رآآآآئــ .. وآلله ... وآلله أحبّه يآرآئـف ..... أحبّ عُـديّ بس لآزم أخليّـه مقدر .... مقدر أكون معــآآآه خلوووه يطلقنـــي خلــووه يطلقنـــي لو إنــه غصـــــب ......................!



/
/


بعيدآ عن السعوديه وكئآبة مآ أحآط بهآ من تعآسـه شخوصهآ وشقـآئهم ...
بـ ذآت اليوم إلآ أنه كآن نهآراً ...

إقشعر جسدهآ بـ إنتفآضه إستقآم بسببهآ عمودهآ الفقريّ موسعة العين من أحست بـ أصآبع متسلله تلتف كمآ الأفعى حول خصرهآ الضيق المكشوف بسبب ملآبسهآ العلويّه المشآبهه للملآبس الريآضيّه بـ الصدريّه المطّآطيّه بيضآء اللون الكآشفه لذرآعيهآ كآملين وجزء وآسع من بطنهآ إلآ أن أسفلهآ كآن مخآلفاً للشكل الريآضي وتمآماً بسبب بنطلونهآ البيتي الفضفآض بعقدة ربآط للخصر المنحسر عن حفرة سرتهّآ الصغيره رمآدي اللون بنقوش طفوليّه شهيره لميكـي ومينـي !

أنزلت السكين من يدهآ مآسحه بظهر يدهآ الدموع المسآله على خديّهآ بفعل الحموّ النآتج من تقطيع البصل ملتفته ورآءهآ نصف التفآته مؤنبه: يآخي مو كــذآ تخرشنــي يآنجــم أف

فرد بيديه الشيئ أبيض اللون بـ حوآف مطآطيّه مرنه قآبله للتمدد والإتسآع والمشآبه للأكيآس البلآستيكيه وآضعه فوق رأسهآ خآفياً تحته كآمل شعرهآ البني الدآكن القصير هآمس بـ أذنهآ: إش قلنآ على الرآس المكشوف وإنتي تطبخين

....: شعري قصير مآرح يطيح بـ الأكل تطمّن
أطبق صفي أسنآنه على غضروف أذنهآ اليسرى بـ عضه خفيفه غير موجعه مردف من بعدهآ: مو قلنآ تسمعين الكلآم بدون نقآش !
وكزته بمرفقهآ الأيمن لبطنه وهو ورآءهآ بـ التلآصق رآفعه بيسرآهآ نصف البصله وبيمينهآ السكين: طيب إبعد عشآن لآتدمع عيونك من البصل

إنخفض بصره للحظآت على البصله بيدهآ ينظرهآ وهي تقطعهآ لقطع صغيره مكعبّه ثم توقف ثآنيتين مآسحه بظهر يمنآهآ الممسكه بـ السكين السآئل من دموعهآ شآهقه مخآط أنفهآ السآئل إلى أن إنتهت من التقطيع وإلتفتت له عآقدة الحآجبين سآئله: شفيك إنــت ؟!

هز رأسه بخفه متنبـه من شروده مرتد خطوه خلفيه سآمحاً لهآ بـ المرور تتبعهآ نظرآته وهي تخرج من المُجمّد الطبق الفلينـي المغطى بغلآف بلآستيكي شفّآف يظهر محتوآه من اللحم المقطّـع لمكعبآت ليوصله صوتهآ ضآحك: إش يعنـي بتشرفنـي اليوم بمطبخي المتوآضع ؟ على فكره مآ أحبّ إللي يركز معآيآ مرّه أتشتت وبعدين تخترب الأكله وإحنآ صآيمين آلله يرضى عليك روح شفلك حآجه سويهآ

سفههآ وإبتسامة على وجهه من كلآمهآ رآفعاً نفسه بمساعدة يديه المبسوطه على الطآوله الرخآميه جآلساً فوقهآ مخرج أولاً جوآله كبير الحجم من جيب بنطلونه حتى يسمح لنفسه بـ الجلوس دون إحسآس بـ الضيق ينظر الشآشه بعدمآ أضآءهآ متعلقّه عيونه على تنبيهآت الأرقآم دآخل الدآئره الحمرآء الصغيره أعلى كل أيقونه من التطبيقآت تنبيهاً لوصول محتوى جديد مآشآفه وكآلعآده تجآهلهآ جميعًا إلآ أيقونة المكآلمآت وإللي رمزت لعدد أربعه من المكآلمآت إللي مآردّ عليهآ ..

بعقدة حآجبين متنبهه نقر بـ بنآن إبهآمه على الأيقونه ينظر الرقم الدولي الخآص بـ مصر من مفتآح الإدخآل ..
تقوّس فمه إستغرآباً معآود الإتصآل ودون تردد أو إستغرآق أكبر في التفكير ليجيه الصوت فوري متلهّف: آلـــــو .. نجــــــــم
أبعد الجوآل عن أذنه ينظر بـ استغرآب من تهيأ له سمآع صوت أخته المميز ... صوتاً رجولياً ضخماً خآلي من أيّة رقّة وأنوثه !

أعآده لـ أذنه بـ تردد هآمس بـ فتور مستفهم: حوريــــه !!!!
....: أيوآ يآبنــي أنآ حــور مآلك مذبهل كدآ ليـه .. عآمل إيه يآنجـم وآحشني خآلص , كل سنه وإنت طيب
....: لحظه لحظه , وحده وحده مش فآهم حآقـه ... إنتي فـ مصـر دلوئتـي ؟! الرقم مصــري
....: ههههه بئولك وآحشني وكل سنه وإنت طيب تئوللي الرقم مصري !
....: ههههه يآمقنونـــه , وحشآني وآلله .. إنتو إللي قآطعيـن عنّي مش أنآ .. عآمله إيه يآروحـي

بـ جوآره تركت هي كل مآبيدهآ عآقدة الحآجبين بـ إبتسآمة بلهآء سآذجه تنظره بـ تفآجئ من تبدلت لكنتـه تمآم التبدّل من السعوديّه للمصريّه .. وبهدوء إقتربت تجآهه إلى أن أحسّ بهآ وفورا فتح مآبين سآقيه لتدخل هي وآقفة مآبينهم مسندة الكوع الأيسر إلى أعلى وركه الأيمن مآئلة برأسهآ وسط رآحتهآ اليسرى ترمقه بنظرآت بلهآء بآسمه قد غيبّهآ الإنبهآر لتخرجه عن شعوره ضآحكا سآحب بيمينه الـ - بونيه – البلآستيكي عن رأسهآ مفركش بـ أصآبعه شعرهآ مبعد الجوآل عن أذنه مستمع لهمسهآ وهي تدآعب اعلى وركه الأيسر بـ طرف سبآبتهآ وكأنهآ ترسـم فوقه بآسمه: أوّل مرّه تتكلّم مصري هههه شكلك غريب

همس لهآ بعيداً عن السمّآعه: ليلآ روحي كملي طبخ
....: أبغى أصير مصريّه زيك مآبغى أكون سعوديه
....: طيب بعدين صيري مصريّه مو الحين
قآلهآ ثمّ ردّ لجوآله لآفظ بصوت منضبط: حور إئفلـي دلوئتـي وهكلمك حآلاً مكآلمه فيديو

أشرت له ليلآ بيدهآ أن يقترب بوجهه المبتسم ابتسآمه لآحيله له معهآ مآئلاً بنصفه الأعلى عليهآ مقترباً منهآ لتمسك هي بعنقه من الجآنب الأيسر طآبعه قبلآتهآ المشآكسه على خده الأيمن قبلآت يصل عددهآ للسبعـه لنفس الموضع دون تبدّل هآمسه من بعدهآ بـ شغب طفولي متدلل: حلو وإنت مصري وإنت سعودي وإنت أمريكي وإنت يونآني وإنت يآبآني وإنت اسبآنـي وانت إيطآلـي
إعتدل بـ جلوسه ضآحك: ههههه إنتي شكلك بتخربين علينآ الصيآم روحي آلله يهديك كملي طبـخ
قآلهآ وهو ينظر لجوآله بحثاً عن أيقونه محدده من بين التطبيقآت لإجرآء مكآلمة مرئيه ..
المكآلمه إلي بدت بصيحـة من ذآت الصوت الرجولي بـ ابتسآمه وآسعه مندهشه: آآآآآآآآآي يآنجــــم إي الحلآوه دي يآوآد يآوآد , لآ دآ القـوآز مخليك مـزّ مزّ يعنـي

وقبل ان يردّ هو صآحت الثآنيه رآفعه جسدهآ الضئيل بنقزه سريعه فوق الطآوله الرخآميه بجوآره مآئله برآسهآ حتى تظهر هي بـ الشآشه: بآلله عليكــي لآتنفخين رآسه أكثــر هو خلقـه شآيف نفسـه مـزّ إيش بـس الحين
....: ههههه ليــلآ صــح ؟!
ليلآ: أيـوآ ... يآلله مآشآلله عليكــي إنتي جميلـه أحلآ من الصور إللي شفتهآ مع نجــم ...

دق رآسهآ بـ الجوآل أن تبعد وجههآ الفضولي عن الشآشه موليهآ الظهر مفرق مآبين سآقيه لتصير كل سآق بجهه والطآوله الرخآميه مآبينهم: كفآيآ كلآم نسـوآن بئـى ملوش لآزمه , حور طمنيني عنـك انتي بخيـر ؟! وفـ مصر بتعملي إيه ؟!
وقفت ليلآ على ركبتيهآ ورآء ظهره قآبضه بكلآ يديهآ على لوحي كتفيه لتظهر من ورآءه بـ الشآشه بمظهر مشآكس في محآولة للظهور بـ الشآشه أو رؤيـة حوريـه بصدق مبتغآهآ ..

حوريه إللي جآوبت وسريعاً دون تردد غير مبآليه: أنآ اتطلئـــت ههههه رآئـف طلئنـــي
تبققت عيون ليلآ وكانهآ بتخرج من مكانهآ مآطه رقبتهآ للأمآم في حين إنشدوآ كتفي نجم للخلف عآقد الحآجبين بوجه بآهت التعبير غير مدرك لتوضح حور أكثر: سآمحنـي يآنجم إنك آخر وآحد تئريباً يعرف بس وآلله كلنآ محدش فينآ كآن عآوز يدآيئك وخصوصاً خصوصاً إني إتطلئت فـ نفس اليوم إللي انت إتقـوزت فيه ههههه معلش بئـه

....: الكلآم دآ بقـد يآحـور ؟!!
....: آه وآللهي بقـد
هز رأسه قآصداً أن يستفيق مآزآل غير مصدق أو مستوعب على نحو ادّق , سآئلهآ وابتسآمه قصيره بلهآء بوجهه: إتطلئتي إزآي يعني مش فآهم ؟! أنآ متقـوز من أربع شهـور
حور: وأنآ كمآن متطلئـه من اربع شهـور ههههه
....: إنتي مجنونـه ؟! يعني إيه يعنـي إتطلئتـي ؟! رآئـف عمللك إيه إتكلمـي فوراً

رمشآت متتآليه لجفنيهآ تعآقبت بتوتر مبتلعة ريقهآ وقد تلآشت إبتسآمتهآ إثر هوآنهآ وسوء حظهآ العآثر لتحل محلّهآ إبتسامة أقصر , تظهـر حزينه , خآئبة الرجآء والأمل .. مردفه بـ شيئ من التحسر والعجز والإنهزآم: أنآ اللي عملت المره دي يآنجم مش رآئف

ضآقت عيونه إستنكآراً وبشده في حين سحبت ليلآ نفسهآ من ورآءه نزولاً عن الطآوله مسندة ظهرهآ للمجمد من ورآءهآ مكتفة السآعدين تنظره مقآبلاً لهآ ممسك جوآله بكلآ يديه مقآبلاً لوجهه ولعينيه سآئلهآ بشيئ من الجفآء والحدّه وكثير من كبت الإنفعآل إلي بدآ يظهر: إنتي إللي عملتي إزآي ؟! عملتـي إيه !!

ردت مبتلعة ريقهآ خآفضة بصرهآ المشتت يمنه ويسره للحظآت أردفت من بعدهآ بـ اللي أعدّت نفسهآ مسبقاً لقولـه ..
قول الشيئ الكآذب موآرآة لحقيقـة السبب بحسن قصـد ونيّه ألآ يزيد الخلآف أكثر ويتضآعف حيث أن نجم رجل نآري جآهز للإشتعآل بـ أيّة لحظـه إذآ مآمسّ أحبآءه أيّ ضـرّ ..
وبذكر الأحبآء توقف مطولاً عند نفسهآ ورآئف تحديداً , إذ ان لـ نجم ورآئف سويّة تآريخ حآفـل غير محمـود .. كلاً منهم يمقت الآخر ودون سبب مبـرر !

تحمحمت أولاً قبل أن تلفظ تآلياً بهدوء وقد أخفضت بصرهآ إدعآءاً للخجل من سوء الفعله: أنآ اللي خدعته يآنجـم ... رآئف إتنآزل ليّآ عن ربع من أملآكه الشخصيّه وإتكتبت بـ إسمي وأنا غدرت بيـه , وكل إللي إتنآزله ليّآ انآ اتنآزلت بيه لـ بآبآ , وبـ كدآ رجعّت لـ بآبآ كل إللي رآئف أخده منه بـ الغصب لمآ حبسه فـ السجن وسآومه بيـه .. كدآ بآبآ بئى شريك أسآسي في الأملآك ... أخد حئـه بتآع زمآن وأكتر

نجم: ورآئف طبعاً عرف ودآ أكيد سبب الطلآق !! – قآلهآ بـ خفوت مذهول ثم توسعت عيونه بصدمه سآئل بـ إندهآش – إنتـي إزاي تعملـي حآقــه زي كدآ !! إزآي فكرتي أصلاً
قوست فمهآ بلآ مبآلآة معقبه: عآدي , اللي يعيش مع وآحد زي رآئف ويعآشره لآزم يتطبع بـ أطبآعه
مسك نجم رآسه يحسّ بدوخه من هول مآسمعه , مآتوقّع أبداً أن حوريته الصغيره بريئة الفكر أن تتصرف يوما بمثل هآلخبث والموآطئه ! يظهر فعلاً أن من عآشر القـوم صآر منهـم ..

زفر بـ همّ مردف: وإنتي مبسوطه بـ نفسك وبآللي عملتيه ؟! رآضيه عن نفسك ! إوعى يكون عمللك حآقـه .. مدّ إيده عليكي ولآ ضربـك لمآ عـرف !!

تقطب جبينهآ مطبقة الفمّ مطأطأة الرأس بلوم دآخلي للنفس .. تشعر بـ الألم في قلبهآ , كل مدى تشتد أوجآع روحهآ ... يضعفهآ شوقهآ له يوماً عن يوم ويزيد هجره لهآ وصدّه عنهآ ثبآتاً بـ الإبتعآد عنه وبقوّه وإن كآنت ذآتاً أوهن من أوهن قشّــه ..

هل عآقبهآ بـ الوقت إللي عرف فيه بـ غدرهآ ؟! لآ أبداً , بـ العكس كآفئهآ .. قآل أنه مهرهآ اللي مآمنحهآ إيّآه وقت زوآجهم وهي حرّة التصرف فيه كمآ تشآء وإن كآن بـ التنآزل عنه لـ ابوهآ .. فتح العلبـه القطيفـه الصغيره وأخرج منهآ دبلتهآ الألمآسيّه .. أدخلهآ بـ بنصرهآ الأيسر , أخرجهآ من البنصـر ووضعهآ بـ الإبهآم ... وهي أخرجتهآ من الإبهآم ووضعتهآ بـ سلسآله حول عنقهآ !

هزت رأسهآ نفياً مرغمة نفسهآ على التبسم إبتسآمة ظهرت متألمه وظهر معهآ صوتهآ مخنوق إثر غصّة بحلقهآ تجآوزتهآ جبراً وبمقآومه لآفظة بـ خفوت: لآ ممدش إيده أبداً .. بس أعد يزعـئ قآمـد ويشتم يعني حآقآت من دي ومعآه حق هههه مكنش متخيّل

نجم: حور إنتي عآيشه معآه غصـب ؟! يعني موآفئتك من الأول كآنت للهدف دآ ؟! أنآ مصدوم منـك
إتسعت عيونهآ بآسمه بدهشه صآئحة بآلنفي: لاآآآ .. لآ طبعاً , إيه دآ يآنجـم أنآ مش وحشه أوي كدآ ولآ استغلآليه .. أنآ كنت مبسوطه أوي مع رآئف بس مش نآسيه كمآن اللي عملو مع بآبآ في الأول ومش عآجبني إن بآبآ إللي بفضله أصلاً من بعد ربنآ طبعاً هو إللي وقف المؤسسه دي على رجليهآ من بعد موت عمّو شبيب وعلّم رآئف كل حآقه من وهو لسّه عيل أصلاً والأستآز جآي يتشطّر عليه وببسآطه كدآ يحرمه من كل حآقه .. لآآ طبعاً ... – هدأ إنفعآلهآ بعدمآ أفآضت بـ المكبوت من قهرهآ وغيظهآ الدفين وتبآعا لآن صوتهآ وخنعت نبرتهآ مكمله – مفكرتش إن رآئف ممكن يبص للموضوع بـ الشكل دآ ويتدآيئ أوي ... مفكرتش أصلاً إنه ممكن يطلئنـي بس آدي إللي حصل أعمل إي يعنـي أترجآه ؟ أقوله لآ والنبي إوعى تسيبنـي ؟ هـه .. مع نفسه أصلاً هو الخسـرآن

نجم: ههههه إنتي بجد مجنونـه , يعني غلطآنه والغلط رآكبك من سآسك لرآسك ومطلقـه وشآيفه نفسك كمآن مغروره
حور: ههههه إسكت فيه مفآجئه تآنيه دآ إنت هتنبهر هتنبهـر هتنبهـر بس إمسك أعصآبك
مسك قلبه وقد إتسعت عيونه مردف: يآسآتـــر
حور: أنآ لسه جآيه حالاً حالاً حالاً من عند الدكتور , إحنآ دلؤتي بـ الليل ..

إشتدت ملآمحه بـ إنتبآه سآئل سريعاً متلهف متخوّف: دكتور إيه !!!
حور: الدكتور إللي بيقول إنو بعـد آممممم – أخذت تعد على أصآبعهآ بمشآكسة مبوزه بفمهآ الصغير المضموم يظهر الشغب على وجههآ الصغير بريئ الملآمح .. وجههآ إللي لو شآفه رآئف بهآللحظه كآن أحكم قبضته على فكهآ السفلي مرغمهآ تنآظره هآمساً لهآ مُذّكـر: أنآ مو قلت لك لآ عآد تسوين هآلحركآت بوجهـك ؟! –

إلآ أن نجم تمّ يتأملهآ بتخوّف وهي تعد على أصآبعهآ إلى أن نآظرته بعيون موسعّه بهجـه متسعه كذلك إبتسآمتهآ فرحه بعدمآ فرجت مآبين اصآبع يسرآهآ الخمس معقبه: الدكتور إللي بيقول إنو بعـد خمـس شهـور هيكون عنـدي نـونو أنآ أمّـه وإنت خآلــه , وأكيد يعني ولسوء الحظ إن رآئف أبوه ههههه

شهقت ليلآ بـ إبتسآمه موسعّة عيونهآ بدهشه مقتربة صوبهم صآئحه: حآآآآآمـــــــــــل
صيحة ليلآ اللي أخرجت نجم من غفوته اللحظـيه شآرداً بمآ سمع يفصلّه بـ تأني وعلى أقل من مهلـه حتى يصلً تمآماً للقصد والمغزى الوآضح أصلاً دون أيّة ملآبسآت الآ أن المفآجأه قد أبطأت من إستيعآبه الشيّ الكثير .. توّه أسآساً مآ إستوعب مفآجأة طلآقهآ ليفآجئ بـ حملهـآ !

حوريه: هههه أيوآ حآمــل , عئبآلـك يآليلآ إن شآء آلله إنتي ونجـم
نجم: حور دآ بجـــد ؟!!

حوريه: أيوآ وآللهـي بجـد , أنآ فـ آخر الشهـر الرآبـع ... وشفت النونو كمآن , ولــــد ... هجيب سيـف إن شآء آلله , وانت هتكون خـآل سيـــف
ليلآ: ههههه يـ آلله قد إيش المفآجئـه هذي حلـوه .. ألف مبــروك يآحـور , آلله يتمم حملك على خير إن شآلله


/
/

 
 

 

عرض البوم صور حلم الحياه   رد مع اقتباس
قديم 21-10-16, 07:55 PM   المشاركة رقم: 124
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2016
العضوية: 316716
المشاركات: 178
الجنس أنثى
معدل التقييم: حلم الحياه عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 87

االدولة
البلدOman
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
حلم الحياه غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أمآنـــي المنتدى : القصص المهجورة والغير مكتملة
افتراضي رد: العاطفه والجسد

 
دعوه لزيارة موضوعي

/
/


بـ الجنآح الخآص فيـه وبـ غرفة نومـه الحيويّه المشعّه والمريحـه ..
ألوآن جدرآنهآ رمآديّه فآتحه تكآد تقآرب الأبيض مُطعمّه بـ الأثآث الحديث البسيط الملوّن مآبين الأخضر العشبي والأزرق السمآويّ والأصفـر ..

تحت إضآءه بيضآء شديده مسلطّه من النجفـه المتدليّه عموديّا من السقف فوق رأسه تمآماً إذآ مآ إمتدت يده طآل حبلهآ الفضّي وبنقره للأسفل تنطفـئ ..

سحب سآقه اليسرى بهدوء فوق سريره ليشمر بنطلونه الريآضي الفضفآض أبيض اللون عن سآقه قليل الشعـر بيسرآه سكيتش ورقي عريض وبيمينه قلم الظل الرمآدي مندمج في التصميـم إلى أن فآجئه الآخر بـ إقتحآمه مرتآع الملمح الشآحب بفجع صآئح بصوت مضخم: الفزعـــه يآعمّ رآمــــــــز , إلحــق علينــــــآآ

أنزل الإسكيتش من يده ببرود عآقد الحآجبين بشدّه منزل نظآرآته عريضة العدسه سودآء الإطآر عن عيونه الكحيله الوآسعه سآئل ببهوت: خيـر إن شآلله !
مآتحمّل الآخر برود رآمز وجموده ومآسرع مآقبض على معصمه الأيسر سآحبه جبراً للوقوف صآئح: بسرررررعــــه

وقف عن سريره مخلل أصآبعه بين خصلآت شعره الرمآديّه المصبوغه بتدآخلآت بنفسجيّه متجآوباً مع السحب بخطى متلكعّه سآئل: شفيـــك يلـــد !! فيصـــــــل !!!! وقّــف
وقف فجأه ملتفت له بعيون موسعّه معقب: أم فآهد .. زوجة عمّي معآذ .... أبركت أميّ بـ الأرض وتوطتهآ , هوشـة حريم فرز أوّل .. خنق رقآب وشدّ شعور .. رآحت أمّي وآطيهآ
من فوره سحب رآمز يده من قبضتي إبن أخوه الأكبر سآئل بـ إستنكآر جآف: وشـوو !

فيصل: إي وقسم بآلله , وبـوسط المدخل بعـد قدّآم البوآبه على عينك يآتآجر ومحدن قآدر يفـضّ المضآربه
رآمز: مخبول إنت ! وشدخلني يآلدلـخ سآحبني لهوشة حريم روح نآد أبوّك يشوف أمّك ويفكّهآ , عنبـو إبليس حسبآلي فجيعه

ثبتت ملآمح فيصل للحظـه تجمّد فيهآ إلآ من عقدة حآجبين إستغرآبيّه بلهآء سأل خآطره بلحظتهآ " إيّ صدق رآمز وش دخلـه " !

نفض رأسه بقوّه معيداً إنتبآه نفسه ببلعة ريق متوتره متحسس بـ أصآبع يمنآه الأربع مضمومه منتصف جبينه كنآية عن تأخر إدآركه الوضع وتشتت تصرفه مردف: إي صــح !! أبــوي .. أففففف عنبو إبليس صدق

إرتفع حآجب رآمز الأيسر بفم ملتوي يسره وقد إنتفخ خدّه بفعل حركة لسآنه البآطنيّه ينظر فيصل وإسرآعه في الممرّ الخآرجي نزولاً للطآبق الأول ركضاً صوب مجآلس الرجآل منآدياً أبـآه لفض الإشتبآك ..

الإشتبآك إللي إنفضّ فعلاً قبل منآدآة فيصل لـ أبـوه وقبل عِلم طلآل بـ الأمر إللي وصله متأخر ليقوم على إثره فزعاً خآرجاً من مجلس الرجآل صوب المدخل الرخآميّ الفسيح اللي خلآ من وجود المعنيين جميعاً إلآ بعض العآملآت إللي تمتموآ فيمآ بينهم وأفصحت وآحده منهم: مآمآ مـيرآم فـوق .. أمو فآهيد في غرفة مآمآ كآبيـر



/
/



أحست برعشآت الغيره والتحسس من منطقـة مآخلف كتفهآ الأيسر بـ القرب من أولّ السلسه العنقوديّه أسفل عنقهآ إثر مدآعبآته الرقيقه لبشرتهآ من طرف أنفـه .. هآزه رآسهآ بآلقوّه أن يبتعد عنهآ صآئحه: ههههه يووو نجـم إبعــد , مآبقى شيّ على المغرب ولسّى مآخلصّت الأكل

....: مشتهي نجيب ليلآ صغيره يآليلآ

إستمرت بـ تقليب خليط اللحم بـ البصل المقطع وشرآئح الفلفل والطمآطم تنظر البخآر المتصآعد من المقلآه تنشق منه رآئحة التوآبل: ههههه إيش يعني مكآلمة أختك حمستك تصير بآبآ
نجم: من زمآن أصلاً وأنآ أبغى أصير بآبآ يلآ عآد متى
ليلآ: ههههه بـ آلله وأنآ إيش دخلني
نجم: يبغى لنآ نشد حيل شوي
وكزته بكوعهآ في بطنه ضآحكه: ههههه لآآآآ وللي يعآفيك إنت شآد حيلك وأكثر , لسّى مو وقته
نجم: طيب نخليهم ثلآث مرّآت بـ اليوم بدل مرتين ؟!

تركت المعلقه الخشبيّه من يدهآ وسط المقلآه ملتفته عليه بـ التقآبل: ههههه لآ مرتين وبس بـ اليوم وأفكر أخليهآ مرّه وحده بس ... وبعدين مو وقته إحنآ لسّه متزوجين أبغى أنبسط بحيآتي هذي قبل لآ أصير مآمآ
ضآقت عيونه إستنكآراً من وقع الفكره السريعه إللي طرت له وأفصح عنهآ متشكك: ليلآ ليكون تآخذين أدويّة منع الحمل ذيك إللي شفتهآ !

أغمضت عيونهآ شآده شفتيهآ مرخيّة كتفيهآ بيأس معقبه: لآ مآ آخذ شيّ إتطمّن .. بس قصدي مآفي دآعي نستعجّل ... خلي الأمور كذآ مآشيه على طبيعتهآ ولآ تضغط علي يآنجم آلله يخليك مآبغى أفكر كثير واتوتر
إحتضن وجههآ بين كفيّه هآمس: بس أبيك تفهمين إني مو من نوع الرجآل إللي يرفضون هآلشيّ أو يحسون بتقييد لحريتهم أدري عن أفكآرك الغبيّه .. لآآ بـ العكس أبي أكون أبّ ومشتهي هآلشيّ بقوّه بقوّه ليش مدري .. وبقوّه بقوّه أكبر أبيهآ بنت , غصب كذآ تجي بنت وأبي أسميهآ ليلآ

أمسكت بمعصميه ضآحكه: ههههه مجنون وآلله إنت ... صح قللي إشمعنى إسم سيف إللي أختك تبغآه , في شيّ مميز يعني ولآ عآدي
قوس فمه مآيدري ثم أردف: مدري بس أعتقد إن الموضوع له دخل بـ سيف إللي ببآلي .. وقبل تسألين فـ هذآ ولد خآلتي الأصغـر .. إسمه سيف , كآن مريض كآنسـر وتوفّى من قريب .... فـ تقريباً هذآ إللي تبيه حور أختي , يكون سمّي سيف المتوفي أخو رآئف ..

...: قد إيش الموضوع مؤثـر , أحسّهآ تحبّه وإلآ مآكآنت بتكون مستآنسه هآلقد وهي حآمل .. إذآ البنت حبّت الرجّآل تتمنى منه تجيب أطفآل وكثير كمآن , أمآ إذآ كآنت تكرهه ومآتطيق وجهه وآلله إن تآكل كل حبوب منع الحمل وتآخذ إبر بعد وإن حملت رآحت وسقطّت بس أهم شيّ مآيربطهآ فيه شيّ وإذآ مآقدرت فـ أحسّ إنهآ بتكون كآرهه هآلبيبي .. أمآ أختك مبسوطه فيه ووآضح مـرّه , يعني أكيد تحب زوجهآ

....: وإذآ الرجّآل حبّ مره مآيتمنى يجيب منهآ بيبي ؟! أنآ أتمنى منك عشر يآليلآ إخلصي عليّ وجيبي وحـده , أبزوجهآ سيف ولد حور
ضربته من منتصف جبينه ضآحكه ملتفه للمقلآه تقلّب محتوآهآ من جديد: ههههه خليتني أحمل وأجيب لك بنت وتسميهآ ليلآ وكمآن تزوجهآ إبن عمتهآ .. إنت خيآلك مره أوفر

نجم: ههههه وآلله أزوجهآ سيف , مآتدرين إنتي عن مستقبلهآ بيجي حلـو .. لأن حور أمّه وأنآ خآله , حتى عُمر أخوي بعد حلـو .. ورآئف أبوه آمممم يعني مب ذآك الزود بس مآشي الحآل .. وكل عمّآنه بعد مآفيهم أحد عآهه , ضمنآ الجينآت الورآثيه بـ الشكل

ليلآ: ههههه يآويلك من ربّي , وآضح إنك مآتدآني رآئف هذآ , خفف من حقدك ترآ مره وآضح
نجم: على وشـوّ .. لولآ إنه ولد خآلتي بس وأخو رآمز خويي وكآن من قبل زوج أختي
شهقت ليلآ بتفآجئ ملتفته له صآئحه: رآئف أخو رآمـــز !! رآمز ذآك الحو اللي شفتـه !
نجم: إنتي وبعدين معك ؟!

رمقته بـ إحتقآر رآده لمقلآتهآ معقبه: لآ وبعد تكذب تقول كلّ عمآنه مآشي حآلهم .. إلآ إنت إللي مآشي حآلك إسكت بسّ ... إي خلآص خلّ نزوج ليلآ حقتنآ لـ سيف أكيد حيكون من الأثريآء الوسيمين
نجم: آخ منكم يآلحريم , كلكم صنف مآدي وآحد
ليلآ: رح بآلله شف لك شيّ سويه لآتشغلني
حآوط خصرهآ المكشوف بيديه مقبّل أولى فقرآتهآ من الظهر بهدوء هآمس: ليلآ حقتنآ بتكـون أميــره عند أبوهآ وملكـه عند سيـف زوجهـآ

....: ههههه إحنآ صآيمين يآنجم
....: شدعوى ذآ مآيبطل الصيآم
....: ههههه آآآآآآآف منــــــــك


/
/



أحسّ بـ أنآمل صغيره نآعمه تتحرك فوق وجهه من لحظآت قصيره تجآهلهآ عمداً مستمر في إغلآق عيونه إدعآءاً للغفوه نآئم فوق سريره ممدد الظهر عليه ونصفه السفلي ممدد بـ الأرض يديه فوق بطنه إلى أن أحس بـ البلل يقطـر فوق وجهه ومآسرع مآفتح عيونه مرتآع معتدل بـ الجلوس ينظر خلفـه للصغير إللي سآلت سعآبيلـه فوق وجهه من طول تأمله فآغر الفمّ الصغير لتصدح ضحكآته البريئه موسع العين بـ رغبه في أن يحمله المفجوع من غفوته ينظره بـ مقت مآسح جبينه من السآئل اللزج بظآهر يمنآه في حين لفظ الصغير بـ لهفه مبتهج: يآآمــذذ , يآمذذ هه هــه

إنعفس وجهه بـ ضيق يرمقه بـ اشمئزآز مردف: رآمز بعينك يآلنتفـه
....: هـــههه يآآمـذذ
....: ياشين ابو سعآبيل و ضف وجهك يلآ شجآبك عندي !
....: يآمـذذ
نفخ من فمه المضموم بصبر نآفذ مردف: مو ورآي غيرك يآفرآس النشبـه إنت ! روح لأمك يلا ... روح ..

قآلهآ وصمت لوهله ضآئق العين من لفظ كلمة – أمّـه – ومآسرع مآتبآدر لذهنه الذكرى القريبه لإستنآجد فيصل الأخ الأكبر لفرآس النشبـه طآلبـه النجده لفك الشجآر مآبين أمّه وزوجـة عمّـه !
إلتوى فمه يمنه بتفكير موسع مآبين سآقيه المسآحه السآنحه لجلوس فرآس مآبينهم وتربعه ممسك بيمين رآمز الإبهآم منهآ خصوصاً مقحمه في فمـه آخذ في العضعضـه !

رآمز إللي أطبق فمه المشدود بـ حنق من عآدآت الصغير فرآس الغير قآبله للإمتنآع .. إلآ أنه وبـ الأخير يتمّ هو الأقرب لأولآد أخيه طلآل .. فيصل وفرآس ..
العمّ المثآلي لهـم والقدوه والمثل المحتذى به في جميـع فعآله وتصرفآته .. سلوكـه ونمط حيآته .. شكلـه وحتى هوآيآته !

أخرج إبهآمه الأيمن من فمّ الصغير فرآس محآوط بطنـه بسآعده الأيمن ممثلاً له حآجز منيع من السقوط عن السرير أو حتى الإبتعآد رآفع بيسرآه جوآله السآكن على السرير بجوآره طآلباً رقمه المختصر ومآسرع مآ أتآه الجوآب ليعقب هو بهدوء متأني: تعآل الغرفـه أبيــك

أنزل جوآله عن أذنه رآفع فرآس عن حجره رآد لوضعه الأول بـ إمدآد ظهره على المرتبه وفرآس فوق بطنـه متخصّره .. كلتآ يديه الصغيره فوق صدره وكأنه في محآوله لإمدآد رآمز بـ النفس الصنآعي وبوجهه الإبتسآمه البريئه وآسعه يسيل بسببهآ لعآبه وبسببهآ يدآعبه رآمز: يآبو سعبولـه يآمعفـن .. ههههه ولـد .. وجــع هههه
....: يآمذذ
....: هههه لبى أبو سعبوله

أشر فرآس على رأس رآمز بـ عقلة سبآبته اليمنى وكأنه ينقر فوق رأسه مرآت متكرره معقب بصوت طفولي غير مترآبط الكلمآت: شعـ .. شعـ بيـّـآض
....: تبغى شعـر أبيض
أومأ فرآس إيجآباً والإستحيآء بوجهه ليردف رآمز: اي مو كآفي أخوك فيصل يبي يصبغ هو بعد عشآن يذبحني أبوكم

حرك فرآس سيف أصآبعه الأربع مضمومه على عنقه كنآية عن وصف النحر مردف: لآآ .... أذبـ .. اذذذبببــ .. بـ .. بـح .. طلآآ .. طلآل
بقق رآمز عيونه بصدمه بآسم بغير استيعآب إللي توّه فرآس وأفصح عنه: تذبح طـلآل !!
مآتردد فرآس عن الإيمآء ايجاباً براسه الصغير مرّآت متكرره متسآرعه بحمآس ليردف رآمز بـ جديّه وبعدمآ تبدّلت نظرآته البآسمه لـ شدّه وجفآء: ولـد مآيصيـر .. طلآل ابـوك عيــب .. غلط كلآمك فآهـم , لآتعيــده

هزّ رأسه نفياً مكتف السآعدين القصيرين إعترآضاً بشفتين مزمومه ممطوطه للأمآم ليقآطعهم دخول فيصل لآفظ: يآدآفــع البـلآ بــس

إلتفتوآ له إثنينهم ليسرع فرآس بـ النهوض عن بطن رآمز متوجهاً لرأسه إللي تمّ يشد بخصلآته الرمآديّه وبعضاً منهآ بنفسجي مخلل مآبينهم أصآبعه الصغيره الممتلئـه وكأنه يمشطـه في حين سأل رآمز بهدوء يظهر قليل الإهتمآم: وش إللي صـآر

جلس فيصل على السرير ثآني سآقه اليمنى تحته واليسرى بـ الأرض رآفع حآجبيه بحركه عفويّه سريعه مقوس الفمّ معقب: شف يآعمّ , شكلك بورطـه مثل ورطـة عمي رآئف اللي شرد وألصقهآ فيك
أعقد رآمز حآجبيه إنتبآهاً هآمس بعدم فهم طآلباً الإيضآح: شقصـدك !

فيصل: خآلي آدم .. خويّك الصديق الصدوق .. فجأه كذآ وسآترك يآرب عآف ورده بنت عمّي معآذ ويقآل إنه خلآص عزم يطلقّهآ والبنيّه منهآره من أمس عآد جت ام فآهد تبي تعرف أصل السآلفه والموضوع إلآ وتلقى أمّي بوجههآ .. أمّي أصلاً كآنت ببيت خآلي بسّآم من أمس ومبيته عنده بعد وتوّهآ رآده إلآ وتتوآجه مع أم فآهـد عآد يآهـووووه قطت أم فآهد فيهآ كلّ الحـرّه طبعاً لأنهآ أخت خآلي آدم إللي يكون خطيب وردهـ ووردهـ بنتهآ وهي أكيد محتره لأجلهآ مآ ألومهآ , صدق قليل الخآتمه آلله يسوّد وجهه خآلي آدم ذآ .. المهم قآمت هوشه وش كبرهآ أم فآهد نتفـت أمّي المسكينه تنتيـف وشكل إنت بعد بتتنتـف لأنك الوحيد إللي مدحت خآلي آدم .. صدق أنآ بعد مدحته بس مو كثرك إنت مرّه زودتهآ عآد كله بيجي بوجهك ويطيح فيك والبقى برآسك


بـ بطـئ وثقـل .. تحآمل رآمز على كوعه الأيسر رآفعاً نصفه العلوي إلى أن إستقآم جلوساً موسّع العين بـ حِدّه عآقد الحآجبين بـ شِدّه فآغر الفمّ الفتحه القصيره بعدم تصديق ليعقب فيصل وبمنتهى السذآجه وكأن الموقف يحتمل ذره من إيضآحـه: أتوقع البيت هآليومين بيصير حريقـه .. طلآقين بوقت وآحد , وردهـ وعمتـي نسمـه .. يآآرب يآسآتــر .... نكبـــه


/
/
/
/

فردت بيديهآ المنديل المهترئ رآغبة في تصفيطه علّهآ تلقى فيه متسع جآف تفرغ فيه السآئل الشفآف من مخآط أنفهآ أو تجفف به المنهمر من ملح عيونهآ إلى أن أدركتها الجآلسه بجوآرهآ على الصوفآ المخمليّة حمرآء اللون بـ صآلونهآ الخآص في جنآحهآ الرئيسي مآده لهآ الصندوق المعدني الثقيل ذهبي اللون كحآل الكثير من أثآث الغرفه ..

الصندوق الحآوي بدآخله المنآديل الورقيّه المعطره وإللي تنآولت منه البآكيه إثنآن بآدئه في تصفيط أولهم سآحبه على جآنبي أنفهآ المحمّر هآمسه بصوت مخنوق بآكي: وآلله إنه غصب عني يآم طلآل مو بيدّي

أنزلت أم طلآل العلبه من يدهآ بـ فمّ مطبق أسف متحسسه ظهر سلفتهآ بـ حنو هآمسه: خير إن شآلله يآم فآهد بس إنتي إهدي وإذكري آلله

إتكئت أم فآهد بكوعهآ الأيسر على المتّك الإسفنجي المنجّد بـ مخمل نآعم الملمس أحمر اللون الصآرخ مزيّن بـ كريستآلآت برّآقه ذهبيّة اللون عآكسه وكأنهآ قطع مرآيآ خآفضة بصرهآ المتوجّع موطئ قدميهآ المتوآريه بجوربهآ الأسود الخفيف هآزه رأسهآ نفيّآ بـ فمّ مشدود جبراً يظهر بوجههآ المتألم ملآمح المقآومه الآ تنهآر من جديد بآكيه بآللحظه إللي إستغفرت فيهآ أم طلآل بهمس مردفه بـ خفوت: لآحول ولآقوّة إلآ بآلله , علميني بس وش الصآير ! وش سوت مـرآم ! علمينـي ووآلله مآيوقف لهآ إلآ أنآ
أطلقت أم فآهد شهقه سريعه حآده قبل أن تنفي عن مرآم السبب هآزه رأسهآ نفياً هآمسه وهي تمسح المنهآل من دموعهآ في صمت بحسره: مو مـرآم ... وذآ إللي زآد من قهري إن المسكينه مآلهآ دخل وانآ تطآولت عليهآ ... كلش مآلهآ دخل يآم طلآل وأنآ قد مسحت بوجههآ الأرض تحت قدآم الكل حتى الشغآلآت يآآآآآآحرقـة قلبي يآرب إربط عليـه

إستقآمت أم طلآل بـ جلستهآ مصلبّة الظهر بـ كتفين مشدوده للخلف وبوجه جآمد سكن تقآسيمه الإستغرآب إلى أن أوضحت أم فآهد بصوت متحشرج مخنوق , تلفظ الكلمـه وتقف من بعدهآ لحظـه ثم تكمل: حسبي آلله عليـه .. قليل الخآتمـه .. آدم ولد بيضـآء .. عآف البنــت , عآف وردهـ مآيبيهـآ وعزم على الطلآق خلآص الموضوع منتهـي حسبي آلله عليـــه آلله لآيهنيّـه النذل ولآ يذوقه طعم للرآحـه والسعآده والهنـآ .... كسر قلب بنيتـي وردهـ والبنت أصلاً مآفيهآ شيّ للكسـره من وين تلقآهآ من بعد مآخلتهآ أمهآ .. قلنآ ذآ إللي بيعوضهآ قآم وجآب ضلفهـآ , وين أروح أنآ ووش أسـوّي ... البنت منهآره منومينهآ بـ المستشفى من أمس .. شلون أتصرف معهآ أنآ علمينــي يآم طلآل هذآني جآيه طآلبتكم الشور , وش بيدي أسويه للمسكينه وأخفف عنهآ , شلون أدآويهآ من سوآة ذآك الكلب شبيـه الرجـآل !!


/
/


إرتمت على سريرهآ الوثير بغرفة نومهآ كلآسيكيّة التصميم والأثآث المختلط جميعه مآبين لونيّ الفخآمه والتكلّف الأحمر العنآبيّ والذهبيّ المشّع نآئمه على جمبهآ الأيمن متكورّه على نفسهآ تنشـج بمرآره مخنوقة الصوت مآيظهر إلآ إنتفآضة جسدهآ بشهقآت حبيسه مكتومـه إلى أن جلست الثآنيه ورآئهآ قآبضه بيسرآهآ على ذرآع النآئمه تأن وتنتحب في صمت شجيّ مرير هآمسه بـ قلق وتخوّف: مـرآم !!!

مرآم: ..........
شددت من قبضتهآ على ذرآعهآ بـ إصرآر مردفه: قومي يآعمري كلمينـي .. وش إللي صـآر !!
مرآم: ..........
....: مرآم تكفيّن لآتعورين قلبي عليك , أم فآهـد ليش سوت سوآتهآ هذي فيك ................ مرآم قومـي
....: شروق تكفين إطلعي الحين وخليني بروحي
شدت شروق فمهآ المطبق بـ أسى متحسسه ذرآع مرآم بحرآره لآفظه بخفوت: طيب بس لآتكتمين بكآك بينتفخ قلبك

مسحت مرآم دموعهآ بآلقوّه من تحت عيونهآ نآحته وجههآ شآهقه مخآطهآ السآئل نآفخه نفس عميق من فمهآ أن تهدأ نفسهآ وتستكين إلآ أن صدمتهآ أبتّ أن تحلّ عن رأسهآ تأثير الفجعـه بـمآ فعلـه أخوهآ الأصغر بـ الأكبر ...
جرح قلبهآ كبير وغآئـر , بعدهآ غير مستوعبه شكوى وردهـ من آدم .. وإعترآف آدم .. آدم الخآئن عديم الشرف , والدين والخُلـق والإنسآنيّه .....
آدم إللي سمعت منه كل ماسرده من احدآث فآحشه غير آدم الوديـع إللي تعرفـه وعلى علم ودرآيه عميقه بـ أخلآقه ومبآدئـه ...

خرجت صورة آدم عن الإطآر بعدمآ تهشمّ زجآجه .. سقط وسقطت الصوره .. تحطمت كلّ آمآلهآ به , هي مآكآنت إلآ مخدوعة فيـه ..
سقط من عينهآ ومن قلبهآ ومن كل كيآنهآ ومآزآد جرآحهآ إلآ أن المخدوع الأكبر كآن أخوهآ الثآني الغارق في دوامات جهله بكل مايدور حوله ... يعيش بـ استغفال وخيانه مضاعفين من اقرب الاقربين ...
اخوه الأصغر أولا وزوجته ثانياً !
تحسست صدغيها المتأججين بحرآره آخذه في التصآعد مآكآن سببهآ الصفعآت القويّه المتوآليه على خديهآ من كفّي أم فآهد إللي أخرجت كل مآبقلبهآ من حسره وقهره وأسى وكمد على بنتهآ وردهـ بـ أوّل من قآبلهآ وله صفـة تخصّ المتسبب الوحيد بـ حرق قلب إبنتهآ وسحق فرحتهآ وهي في أوجهآ !
كونهآ اخت الفآسق صآحب الفعلـه النكرآء بـ ابنتهآ المغدوره ..

مرآم إللي دخلت في نزآل قآسيّ غير متكآفئ القوّه مع أم فآهد إللي فآقتهآ شدّه بسبب غيظهآ المكبوت وبـ السبب المقآبل بذآت اللحظـه هو وهنها وضعفهآ وإستسلآمهآ التآم بعد معرفتهآ الفآجعـه من لسآن وردهـ أولاً عن كلآ أخويهآ ..

أطبقت فمهآ بـ القوّه للحد إللي إهتز به رأسهآ من شدّة الضغط معتصره عيونهآ الحمرآء متورمّة الجفنين تنهآل منهم دموع الأسف والأسى والحسره دون هوآده إلى أن وصلهآ صوت أقوى من صوت شروق الرقيق وأشدّ صلآبه ..

صوت زوجهآ الرجوليّ الخشن بهـدوء مستفهم يظهر به شيئ من الخوف والقلق وكثير من الإهتمآم: مــرآم !!! خيــــر وش الصآيـــــر !!

رفعت نفسهآ فوراً جآلسه ملتفته له على يسآرهآ ينظرهآ بـ تفحص دقيق متخوّف ومرتآب نظرآته القلقـه إللي أبقت على آخر ذرآت كتمهآ وكتمآنهآ مرتميـة بحضنه متشبثة بكلآ ذرآعيه منهآره ببكآء قويّ شديد وعنيف لآفظه بصوت بآكي مخنـوق متشحرج: ءآآآ ... آآآآدم ..........

أغلق على جسدهآ شبه الممتلئ كلآ ذرآعيه مشدد من إحتضآنه له مآنحهآ الأمآن هآمس: عسى مآشر .. خير إن شآلله .. سآترك يآرب ...... وش به آدم !

كآنت على وشك الإفصآح وهي في غمرة أسآهآ وأوجّ حزنهآ وهول صدمتهآ إلآ وتفآجئ بربط لسآنهآ عنوّة ودون إرآدة منهآ أو تحكم بفك عقدته للتحدث ليزآيد عليهآ طلآل بـ لمسآته الحنون الرقيقه متحسس بيمينه كآمل ظهرهآ بحنو ورقّه أن تهدأ لتهدأ فعلاً بعد لحظآت طويله من البكآء المرير الصآمت والشهقآت المتوآصله محتدّة النبره إلى أن لفظت وبمنتهى الوهـن والإنكسآر موآرية حقيقـة الأمر وأصل دنآءة الفعل .. هآمسه بـ فيض من خيبّة الأملّ والعجز والإحبآط: آدم طلّـق وردهـ .............


/
/


بـ التزآمن الوقتي ..

بـ الجنآح الرئيسي شآسع المسآحه من الطآبق الثآني من القصر كآنوآ على وضعهم ثنينآتهم تعمهم حآله من الحـزن والأسـى .. وآحده متشكيّـه وبشكوآهآ قد أثآرت حمية الثآنيه وذكرتهآ بآللي مآ أمدآهآ تغفل عنه وهو وضـع وحيدتهآ وهي على مشآرف الإنفصآل .. لتفآجئ بـ الثآنيه وقد أقدمت فعلاً على الإنفصآل إلآ أن الفآرق الوحيد هو أن وآحده إنفرض عليهآ والثآنيه رآغبه فيـه ..
وإن إختلفت الإرآده يبقى أمرّ صعب وقعه على النفس , موجع للقلب ..

أطبقت فمهآ بـ أسى وإبتئآس خآفضة بصرهآ اللآمع بدموع حبيسه هآمسه بصوت مخنوق متوجع: مدري شقول لك يآم فآهـد ... وآلله حنّآ إللي نبي الشـور
مسحت أم فآهد ببآطن يسرآهآ جآنب وجههآ الأيسر مغمضة العينين نآفخه بـ عمق مسموع مشغوله بهمهآ وثقل العبئ على قلبهآ غير مستوعبه مآرمت له أم طلآل إللي أكملت بذآت النبره الحزينه الخآئبه: ونسمـه بنتـي بعـد كلهآ أيآم وتطلـق

بـ بطئ ثقيـل , تحرّك رأسهآ وكأنه جمآد صلب متحجر إلى أن إلتفتت كآملاً لأم طلآل على يسآرهآ تنظرهآ بعيون محتدة النظره غير مستوعبه مآقصدته تحديداً وتمآماً , لتوضح أم طلآل مآقصدت وبوجههآ نصف إبتسآمه حزينه سآخره من مصآبهم وبؤس أقدآرهم بذآت الوقت وكأن الحآله عآمّه مآختصّت بهآ بنتهآ نسمه وحدهآ: تخيلي عآد ... نسمـه بنتي إللي توّهآ عشرين سنـه وتوّ مآمرّ على زوآجهآ سنـه كآمله إبـتطلـق الحيـن

قآلتهآ بذآت النبره الخفيضه الحآمله أكوآم من الحزن والبؤس وانعدام الحيله بآسمه بشفقـه على النفس أكثر منهآ سخرية من الحآل مقآبله بنظرآتهآ الكسيره دميعة العين وجه أم فآهد المتجمّد تملكّه الصدمه إللي ألجمتهآ حتى عن إفصآح الذهول وإستفهآم حول مآوصلهآ وبآقي غير قآدره على إستيعآبه لتكمل أم طلآل برأس مطرق تنظر حجر جلآبيتهآ المخمل كحليّة اللون الخفيفـه نآعمة الملمس مقآربه بتفصيلتهآ للفسآتين الفضفآضه المزمومه من تحت الصدّر المطرز بـ كريستآلآت ذهبيّه آخذ ثوبهآ في الإتسآع نزولاً بـ كآلوش لآخر السآقين متحسسهآ بـ بنآن إبهآمهآ الأيسر مخمل ثوبهآ إللي يتبّدل لونه بمجرد تحريكه تنظر ظآهر يسرآهآ البيضآء النآعمه المعروقّه بـ عروق نآفره بدأت في الظهور جبراً برغم عنآيتهآ المشدده ببشرتهآ إلآ أن حُكـم السـن قدّ فرض سطوته عليهآ وبرزت آثآره ومعآلمه وإن هي أبتّ ..

بنبرة متحسّره , مقآومه للإرتجآف , تظهر رخيمه هآدئه , متأنية النطق والتلفظ: قولي الحمدلله يآم فآهد , آلله كريم ولطيف , وردهـ بنيّه صآلحه مآيعيبهآ شيّ والعوض خير إن شآلله أمآ نسـ .......... إبتلعت ريقهآ بقوّه إثر غصّة أسكتتهآ مآنعتهآ من الكلآم وحتى التنفس إلى أن نفثـت بقوّه ودفعة وآحده ليظهر زفرهآ قويّ مسموع , تلآه الوهـن والإنهزآم أخيراً بعدمآ أعلنت دموعهآ الحبيسه التمرد نزولاً وإنهمآراً لآفظه بمنتهى والعجز والإستكآنه: بنتي نسمه إنتهت حيآتهآ خلآص ... مآتقدر تعيش مثل أي وحده طبيعيّه يآم فآهد , إبتطلق لأنهآ مآتقدر تحمل , مآتقدر تجيب عيآل ... البنت مو بس قلبهآ مكسور ونفسيتهآ إمدمره .. البنت منتهيّـه ومآنب لآقيين لهآ حلّ ولآ دوآ , قلبي مكتوي لأجلهآ يآم فآهـد ... لآتزعلين على وردهـ بكره بيجيهآ العوض أحسن إبتسعد غن شآلله وتسعدين فيهآ , علمينـي بس نسمـه بنتـي شلون أنآ أدآويهـــآ ؟!


/
/
/
/

وآرى وجهه بكفيّه وقد بدت عليه آثآر الإرهآق من سوء مآسمعه ليرد الثآني سآئل بشيئ من الضيآع رآغباً في النصح والإرشآد: علمنـي يآوآئـل .. وش أسوّي

نآظره وآئل مطبق الفمّ بـ خيبة وأسف شديد بعدمآ ابعد كفيّه عن وجهه مردف: وآلله مدري يآخوك .. صعب يآ آدم , صعب إللي سويته ومآحد بيقبلـه – أشر بسبآبته صوب طآولة مكتبه مكمل – قمّ وشـف .. شوف بطآقة الدعوه لزوآجك هذآهآ فوق المكتب ... شلون وبعد كل هآلوقت تتخلّى عن كلّ شيّ وليتك بس متردد كآن لقينآ حلّ لآ يآخي إنت مقرر خلآص وش بيدي أسويه لك

وآرى وجهه بكفيّه مغمض العينين متذكر أحدآث يومه الفآئت مع أخته مرآم وإنهيآرهآ التآم من شنيع فعلـه يصدح برأسه صوتهآ المقهـور المتحسّـر على خدآعهآ فيه وعدم تصورهآ مجرد إحتمآلية حدوث مآحدث ملقيه عليه أشدّ دعوآتهآ قسـوّه وأشدّ نعتهآ وطأه ..

" حسبــي آلله عليــك يآظآلــم "

أخرجه من دوآمة ألآمه النفسيّه صوت النغمـه لجوّآل وآئل إللي نآظره بعقدة حآجبين محتده بدآ وآضح عليه آثآر التوتر والإرتبآك مبتلع ريقه ينظره بـ إرتيآع ليسأله آدم: منــو ؟!
أطبق شفتيه إلى أن إختفوآ كـ إعتذآر حسيّ مردف بهمس خآفت: رآمـــز
آدم: وشبــه !
وآئل: اهو إللي دآق , وغآلباً إنه ينتظر برّآ

ثبت ملمح آدم دون مغزى إلى أن أكمل وآئل بذآت نظرة الخيبه والتأسف: يآخي مآكنت أدري عن السآلفه , بعد مآقفلّت إنت معي دآيركت رآمز دق يسألني عنّك لأنه من أوّل يتصل عليك وإنت مآتردّ قلت له إنك جآيني البيت ..... – قالها ثم نفخ بصوت مسموع يفرك جبينه بتفكير عميق للوصول لـ حلّ يقدروآ من خلآله ان يتخطوآ يومهم هذآ دون أيّة أحدآث كآرثيه محتملّـه إلى أن أعقب آدم بهدوء - : خلــه يجــي
نآظره وآئل بـ جمود يتأكد من صحّة مآسمعه وإن كآن فعلاً على إستعدآد للموآجهه ليرد آدم مؤكد: كذآ أو كذآ بنتوآجـه مآله دآعي الهروب .. خلّـه يجـي

وقف وآئل مؤشر لـ آدم بـ سبآبته أن ينتبه: مهمآ قآل رآمز أو سوّآ لآترد عليــه , تدري عن رآمز وطبآيعه لآتثيره أكثر حتى بآلكلآم ولآ تنآظر بوجهه بعـد
أومئ آدم رآسه إيجآباً مطبق الفمّ ليغآدره وآئل ثقيل الخطى خروجاً للحظآت عآد من بعدهآ برفقـة ذآك إللي تعدآه طولاً ويظهر لأول مرّه دون تكلف بمظهره أو عنآيه كمآ المعتآد ..


حذآءه نآيك أبيض وبنطلونه بيتي قطنـي الخآمه فضفآض رمآديّ اللون بـ خطين من الجآنبين بآرزين اللون الأسود , سترته زرقآء مشمرّ السآعدين بـ سحّآب مغلق لمنتصف الصدر كآشف عن تيشيرت أبيض اللون , شعره الغزير ثلجيّ اللون الرمآديّ الفآتح بـ خصلآت بنفسجيه مبعثر دون تثبيت ممتقـع الوجه بملآمح محتقنـه يظهـر عليـه التعصّب وكبت الإنفعآل من عروق سآعديه النآفره والعرق الغليظ بجآنب عنقه وكذلك خطوط الغضب المرسومه بجبينه المقطـب وبين حآجبيه الطويلين المعقودين عقـدة قآسيـه !

وبمحيط قريب .. كآنـوآ ثنتيـن .. أجوآءهم أبعد مآيكون عن الضغط والتوتر والعصبيّه والشحنآء ..
رفعت ريموت المكيف صغير الحجم أبيض اللون موجهاً للمكيف ذآته ترقب إنخفآض درجة البروده أربعة درجآت مردفه: وش ذآ البرآد إللي عندكم ! بغرفتي أزيدهآ وأحسّ إنه بآقي حـرّ
إبتلعت رشفة المآء متنآوله جرعة دوآءهآ المسكن قبل أن تعقب عليهآ بـ إبتسآمه هآدئه: الفيلآ دآخل مكتومه إحنآ هنآ برآ بـ الملحق .. قزآز وكلّه نبآت , طبيعي الجوّ خلقـه يكون بآرد

زفرت بـ صوت مسموع يظهر من هيأتهآ السأم ممدده على الصوفآ برتقآليّة اللون المريحـه كونهآ إسفنجيّه طريّه وضخمه كذلك تنظر النجوم المتلألأه من السقف الزجآجي العآكس حيث أن مآبدآخل الغرفه يقدر يشوف الخآرج أمآ الخآرج فـ لآ .. همست بصوت خفيض ترقب عيونهآ جموع النجوم بآلسمآء الصآفيه: تتوقعين ميسم وشو بيصيـر ؟!


أخفضت ميسم من صوت القرآءن المُشغّل لفتره إمتدت دون إنقطآع من بعد الحآدث مردفه بصوت هآدئ مبتئس: مدري وآلله يآتغريد , أبوي تدهورت حآلته أكثر .. كآن متأمّل بـ مسفر يعيش مع مآجد , قضآ آلله وقدره مآبقى إلآ مآجـد وأكمل بعد قصّة سآقه إللي إبتروهآ .. مسكين الولد , حتى أمّـه لآحول ولآ قوّة غلآ بآلله وش آقول بس منتهيــه على الأخير .. عقلهآ مو برآسهآ تنآظر فينآ وأحس مآهيب شآيفه أحدّ ولآ تدري منو حولهآ وآآآي تقطّع قلبي

إنشدوآ شفتي تغريد رآفضة تخيّل قسوة المشهد إللي شهدته ميسم بزوجة أبوهآ لآفظه بـ خفوت: شيّ يعوّر القلب .. مآلومه عمّي ولآ زوجتـه , مسآكين
....: مآقآلوآ متى العزآء ؟!

مآلت تغريد على جآنبهآ الأيمن كلآ كفيهّآ مصفطين تحت رأسهآ كوسآده خفيضه مجيبه بهدوء: مدري وآلله , بس دريت أن أمي بكره ان شالله بتروح تبيت عندهآ , مسكينه الحرمه مآعندهآ خوآت يلآزمونهآ ولآ أمّ وبذآت بحآلتهآ ذي , أعصآبهآ منهآره حتى ميب قآدره توقف على رجولهآ وتقضي حآجتهآ بـ الحمّآم , قعدت عندها مع أمّي قبل امس مآتحملّت .. حتى امس ماجيت معكم .. وكلّه كوم وأبوك كومن ثآني .. شآفني قآم يصيح عليّ لآ ويطردني من بيته بعـد قآل إيش جآيه أتشمّت فيه وبعيآله إللي مآتوآ !! تصدقين أبوك ذآ ! مدري علآمه ذا آلرجّآل وقسم مآعنده أيّ نيّه أبدّ يتوب ... شكل دآرين معهآ حقّ مآمنه رجـآ ..

مآل ثغر ميسم جآنباً بـ إبتسآمه حزينه خآفضة البصر للأرض مردفه بخفوت متألم: بيجي أكثر منـي ! قآللي تونسّي .. هذآني مشلول قآعد على نفس الكرسي إللي قعدتي عليـه !!!
تغريد: ودي صدق أقسى عليه ولآ أعبّره زي دآرين بس مآنيب قآدره وكل مآقربت منه صدنـي .. وشو الحلّ مع هآلفيصل يآميسم ؟!
ميسم: آلله يعينه على نفسـه

تغريد: مسكين أحسّ كل فرعنته هذي الحين لأنه منهآر ومصدوم , يحسنآ شآمتين فيه عشآن كذآ سوّآ إللي سوّآه معنآ , بس مآعليه ... مآنيب زعلآنه منّه
إتسعت ابتسآمة ميسم هآزّه رآسهآ نفيّاً ترمق تغريد بفيض من الحنآن .. تغريد هي أفضلهـم , أجزمت أن مآفي قلبهآ ذرة من الحقـد والغِلّ .. حتى بخلآفهآ هيّ وقتمآ أحست بشيئ من النقم تجآه أبوهآ وهو ذآتاً معترف بهآ إلآ أنهآ غير قآدره على الإدعآء بـ أنهآ تحبّـه .. تتمنى لو أنه أنكرهآ في وقت قديم بدلاً من دآرين أو تغريد ... كآن من المؤكد أنهآ بتعيش بحيآة رغيده مليئه بـ حنآن مغدق من جميع الأطرآف سوآءاً عمّهآ محصن أو زوجتـه .. وآئـل , وشـروق ...

توّهآ وشرعت في فغر فمهآ للنطق إلآ وإنتفض كآمل جسدهآ برعشّة ذعر قويّه من تعآلى صوت الإرتطآم بـ الأرض خآرجاً إثر سقوط شيئّ قويّ الهيكـل أدى لـ تكسّـره غآلباً وهو الشيئ إللي أصدر مثل هآلصوت المقآرب للحطآم ..

وسريعاً إعتدلت تغريد جلوساً متأهبه تنظر البآب لثوآني فآغرة الفمّ عآقدة الحآجبين بآللحظّه إللي حركّت فيهآ ميسم كرسيهآ ووقفت فوراً معهآ تغريد رآكضه صوب البآب إللي إمتنعوآ ثنينآتهم عن فتحه من تعآلى خآرجاً أصوآت ذكوريّه متشآبكـه متدآخلـه بـ تعنيف لفظــي وآخر يظهـر إنه جســدي ليسكن ملآمح كلاً منهم الفجــع والذهــول !

....: إبتذبحـــــه إنـــــت يآرآآمـــز مجنـــــــوون وخــــر عنّــــــه

إتسعت عيون تغريد بصدمه في حين ضربت ميسم صدرهآ من أدركوآ ثنينآتهم الصوت الصآرخ المخنوق بـ مقآومه وإللي مآكآن إلآ صوت وآئـــل لتندفـع تغريد ودون تفكيـر فآتحه البآب ولآخــره لتفآجـئ بـ ثلآث من الذكـور وآحدهم ممدد الجسد على الأرض وفوقه آخـر كآن المميز فيـه هو شعّـره الملّـون المآئل للرمآديّ آخذ في تسديد اللكمآت المتوآليـه دون رئفـه أو رحمـه لذآك الضعيف الممد تحته لآحول له ولآ قوّه بجوآرهم وآئل الوآقف على ركبتيـه يسحـب ذآك صآحب الشعر الرمآديّ من سترته إللي إنحلّ سحآبهآ كآشفه عن تيشريت أبيض اللون دآخلي صآئح عليّـه رآغباً في منعـه عن ضرب النآئم أسفله دون حيلـة منه أو مقآومـه شآهقــه بذعــر شهقـه مسموعــه أدت إلى لفت إنتبآه إثنين من الذكور ..

وآحد توقفت يدّه المكورّه بـ الهوآء قبل أن تسدد لذآك الوجـه الممتلئ بـ آثآر كدمآت ورديّه وجزء منه قد إضرج بـ الدمآء في حين إحتدت أنظآر وآئل صآئحاً لهآ: إدخلــــي دآخـــل تغريـــد وقفلـــي عليكم البـــــــــآآب

تغريد إللي ثبتت مكآنهآ كمآ التمثآل الحجري مذهوله إلى أن سحبتهآ الثآنيه من معصمهآ لترتد خطوة للخلف مغلقه من ورآئهآ البآب سآئله بـ إندفآع متخوفّه: وش إللي يصيـــر !!
جت بتردّ تغريد إلا وصدح صوت وآئل صآرخ: جنيتـــو إنتـــو .. قــمّ عنــــه .. قـــــــمّ أشــووف

رآمز إللي إمتلى صدره بـ الغيــظ وفآض إلى أن غلبــه مخرجـه كآملاً في آدم إللي أصدر تأوهآت متألمه وهو ممدد أسفله مآئل بوجهه يسـره محتدّه أنفآسه المتسآرعه إللي مآقلّت شيئّ عن إحتدآد أنفآس رآمز إلآ أن رآمز كآنت أنفآسه لآهثـه بعنفوآن الغضـب في حين كآن يلهث آدم لإلتقآط أنفآسه المهدوره إلى أن دفّ وآئل رآمز من صدره بكلتآ يديه صآئح: ردّ لوعيــك رآآمــــز , قــمّ عنـــه .. قـــــــمّ


وقف رآمز بـ صعوبـه لتتأرجح من بعدهآ خطوآته دون إتزآن ينظر آدم إلي بدآ في الإستقعآد بمسآعدة وآئل الجآلس ورآء ظهره متأبطه بيديه تقديماً للمسآعده أن ينهض بآللحظـه إللي بصق فيهآ رآمز رغوته البيضآء وبملئ فمـه لتستقر بوجه آدم إللي أغلق ومن فوره عيونه لتتبعثر البصقـه على وجهه الشيئ إللي أثآر حموّ وآئـل ليترك آدم وآقفاً بغضب موآجهاً لرآمز صآرخاً عليه دآفعاً له بكلتآ يديه من الصدر: إصــح على نفســـك وينــك فيـــه .. وش ذآ الهمجيّــــه , وشهو إللي سوّآه يعنــــــــي .. مآلهم نصيب ببعــض خــلآص إنتهينـــآ


خزّه رآمز بـ حدّه أن يسكــت لآفظاً بصوت قويّ مُهدد: إنتبــه لكلآمك يآ وآئــل ولآتحدنـي أتطآول عليـــك إنت بعـــــــــد .. ذآ الكلـــب عديم النخـوه لعـــب ببنتنــــآ وعلى كيفــه لين شبــع والحين يتركهــــآ !!! وشــو إللي مآلهــم نصيب ببعـــــض إنت على مين تلعــــب ! توّ النآس يتذكـــر إن مآلهم نصيـــب ؟!!


قآلهآ وكأنه قد إستذكر إللي لتوّه هدأ عنه نسبياً ليرد مؤجج بدآخله الإشتعآل رآغباً في الإنقضآض على آدم لولآ وقوف وآئل حآئلاً مآبينهم مآنع رآمز إللي تعدآه طولاً وضخآمة بسبب بنية جسده الريآضي مقآرنتاً بقصر قآمة وآئل وضئآلة بنيته: وخـــر .. وخـــر عنـــي يآوآئــــل وآلله مآيكفينــــي فذآ الكلــــب الخسيــــس إلآ دمّـــــه

وآئل: تعوّذ بآلله من الشيطآن يآرآمز وأنآ أخوك .. إذكر آلله ... تكفــى بس إذكـــره .. إذكـــر
أطبق رآمز فمه بآلقوّه مستغفر بقلبـه وعيونه مآبثت عن تسديد سهآمهآ السميّه الحآده لـ آدم المستلقي أرضاً مطرق الرأس بـ عجز وخجـل وإنهزآم إلى أن أردف وآئل بهدوء علّه يمتص فيه ولو القليل من غضب رآمز: إهدي يآخـوك وفكـر بـ عقــل شويّ لآتجـزع .. وآلله إنهم يزفون البنيّـه لين بيتهآ ويطلقهآ بنفس اللحظـه , وفيه إللي وهي على كوشتهآ وتقوم قيامتهم مدري من وين وينفصلون عادي ..
لآتخسّـر خويّك بسبب غضبـك إذكر آلله ... منو يدري عن آدم كثرك يعنـي

رآمز: أبشـر أنآ خلآص مآعد تلزمنـي أخوة ذآ الخسيس وهو بنفسـه إللي كتب النهآيــه .. مو بس خسـرهآ إلآ وخسرنـي أنا بعـــد وذآ الكلآم مب أوّل مرّه أقوله ... وللأســف طلعت مآ أدري شيّ عن ذآ النذل ولآ من أول مآكآن آمنته على بنت عمّي وأنصحك إنت بعـد لآتغتـر فيـــه

قآلهآ بـ مقت شديد وقد تمكن التقزز والإشمئزآز من تعآبيره إللي أبتّ أن تنحلّ تجعيدة الإحتقآر الموجهه منه لـ آدم الخآنع أرضاً يمسح المسآل من دمآء لثته المجروحه بظآهر يمنآه مطأطأ الرأس خجلاً من أن تلتقي نظرآته الحزينه البآئسه بـ نظرآت رآمز الحآدّه الحآقده إلى أن نفض رآمز شقي سترته دآف برآحته اليسرى وآئل من الكتف سآمحاً لنفسه أن يمر خآرجاً من الغرفـه اللي إنتصفت الملحق وإللي كآنت المشغل الخآص بـ وآئل مآبين غرفة النوم وغرفة المكتب الأولى تآركاً وآئل مآئلاً بـ جسده على آدم ممسكاً يده اليسرى كفاً بـ كفّ حتى يقف مستنداً عليه ..

ورآء البآب كآنوآ ثنينآتهم منصتين وبتركيز شديد , أذن كل وآحده منهم كآنت ملآصقه للبآب وإبتعدوآ بنفس اللحظـه متمآثلي الملمح المستفهم من غآبت أصوآتهم تمآماً حتى من بعد الهدوء ..
سألت ميسم هآمسة بـ قلق بآدي: وش إللي صآر ؟!
جآوبتهآ تغريد بذآت الهمس الحذر: مدري , شكلهآ هوشـه بينهـم بس وآئل مآله دخـل


خآرج الغرفـه وبـعيداً عن المكآن إللي شهـد صرآعهم العنيف .. أجلس وآئل آدم على كنبة الصآلون بـ مكتبه مسآعده وبمنتهى الحذر أن يتمدد عليهآ رآفعاً سآقيه الطويله فوق الكنبه وإللي مآسآعته لتتمدد قدميه فوق ذرآع الكنبه موآرياً عيونه بسآعده الأيمن إللي رفعه فوقهم بينمآ كآنت يسرآه فوق بطنه ..
جلس بـ جوآره وآئل على أخرى منفصـه مطبق الفمّ في أسى لآئماً عليه فعلته النكرآء متأسفاً لحآله ومآ أصآبه من رآمز الغير ملآم إطلآقاً: ليـش يـ آدم !!! ليـــــــش !


/
/


مسحت وجههآ بكفيهآ نآفثة بـ همّ مثقل أظهر ارهآقهآ النفسي الشديد: مــدري يمّــه وشهو كل إللي قآعد يصيــر ذآ

....: طيب مآسألتي وآئل ليش خويّآه يتضآربون وعنـده
....: يمه مآ أمدآنآ أصلاً , تفآجئت أنآ وميسم من أصوآتهم وبعدين شفنآهم يتضآربون , رآح وآحد وبقى الثآني شويّ لين هدآ ورآح وآئل يوصلّه بـ السيآره لأن شكل مآمعه سيّآره ..
....: وميسم بـ غرفتها !
....: إيه تركتهآ , ضايق خلقـي يمّـه أحسّ بشيّ كذآ خآنقني .. إحسآس صعب , مدري شلون أوصفه ... تفهمين علي ؟!

أقحمت أمهآ أصآبع يمناهآ بشعر ابنتها البني المسدول على جانبي وجههآ مبتسمه بـ إرهآق رآغبة في التخفيف عنهآ: فآهمتك يآتغريـد ... ومنو يآبنيتي مب حآس نفس إحسآسك ... – أطلقت تنهيده عميقه ثم إستطرت – آلله يلهمنآ الصبر كلنآ ونتعدآ هآلبلآء ... آلحمدلله

تغريد: متى بيقيمون العزآء .. عمّي طلع اليوم من المستشفى
....: أبوك قآل إن الدفن بكرا إن شآلله بعد صلآة الظهـر ومن بعدهآ العزآء

تمسكت تغريد بيمين أمهآ مطرقة الرأس لهآ بـ حُزن بآلغ طآلبتهآ بـ طفولة بريئه: نآمي معي اليوم بغرفتي يمّـه ... تكفيــن أبيك
تحسست أمهآ ظهر يدهآ بـ حنو بآسمه: أبشرى يآعيونـي .. تعآل يلآ قومي خلّ نطلـع نتوضى أوّل ونوتـر

شدت شفتيهآ المطبقه بـ ابتسآمة ممتنـه قبل أن تخفض رأسهآ ليد أمهّآ مقبلـه ظآهر كفهآ بـ عمق أعقبت من بعده: يــلآ

وقفت أمّهآ أولاً ثم تبعتهآ هي خروجاً من مجلسهم تآركين صوت التلآوه للقرآن يصدح بـ المجلس الفآرغ أن تعمّ بسببه حآلة من الخشوع والسكينـه والسلـوآن .. إلى أن وصلوآ لمنتصف المدخـل ويفآجئوآ بـ مرور إحدى عآملآتهم سريعاً من أمآمهم وبشكل مفآجئ لينشدوآ بسببه كتفي تغريد حآبسة النفس بصدرهآ شآفطه بطنهآ لآإرآديا إفسآحاً لمرور ذيك إللي عجله من أمرهآ رآفعة بيديهآ عآمود من اطبآق البورسلين البيضآء مترآصه فوق بعضهآ إلى أن حجبت الرؤيه عن وجههآ خآرجه أمآمهم من الممرّ الخآص بـ المطبـخ دون أن تعيرهم أيّ إهتمآم أو مبآلآه تآركتهم من بعد مرورهآ السريع من أمآمهم في حيره وإندهآش لتزدآد العقده مآبين حآجبي تغريد إللي سألت: وين رآيحه هـذي !


بذآت الذهول إللي إعترآى تغريد فهو قد سكن قسمآت أمهآ إللي مشت بخطى متسآرعه لآحقه عآملتهآ الخآصه بصوت جهوري صآئح: صـآآآآفي !!
وقفت صآفي أسفل الدرج قبل صعوده ومقآبل المصعد قبل دخوله بوجه شآحب مذهول هآمسه بصوت خآئف وآجف: مآفي مئلـوم هآزآ مآمآ دآريـن
إحتدت النظرآت الإستفهآميّه بعدم إستيعآب لتسأل تغريد أخيراً وبعد لحظآت من الصمت متردده: دآرين طآلبه الصحون !

هزت العآمله رأسهآ بقوّه أن – نعـم – تآركتهم قبل أن تتأخر في تقديم مطلب دآرين وآجب التنفيذ وعلى وجه السرعه ..
لطآلمآ كآنت دآرين مسموعة الكلمـه , ملبآة الأمـر حتى من أبويهآ خلآفاً لتغريد وشروق وحتى وآئل إللي كآنوآ يتنآزلوآ عن طلبآتهم في كثير من الأحيآن إنمآ إستسلآماً منهم أو رغماً عنهـم وكآنت دآرين هي المستثنآه ولسبب غير معلـوم حتى للعآمليـن !

إرتفعت زوجين من الأبصآر لظهرهآ وهي صآعده الدرج بخطى سريعه ليفآجئوآ من بعدهآ بتعآلي أصوآت أجنبيّه متدآخلـه كآنت في منتهى الصخــب محدثه ضجيج مدوي أثآر الهلـع في النفوس من فجآئيتـه ..
سمآعآت ستريو ضخمـه تعآلى صوتهآ من الطآبق العلوي محدثه إهتزآز للجدرآن وحتى الأرضيآت والطآبق الأرضي منهـم !

تشآبكت أنظآرهم الهلعه لثوآني خآطفه قطعتهآ تغريد بتمسكهآ بدرآبزين الدرج صآعده بخطى سريعه مزدوجه تلحقهـآ أمهآ تنآسياً للمصعـد ركضًا بـ الصآله العلويّه الجآمعه لغرف النوم الخمس ..
الأولى الرئيسيّه للأبوآن وعلى مقربه منهآ الغرفه المغلقـه الخآصه بـ شروق سآبقاً وبجوآرهآ بـ التلآصق الغرفه الأصغر حجماً وإللي تخصصت بوقت سآبق وبشكل عآبر لـلضيفه ميسم قبل أن تصبح مآلكه لجزء خآرجي من الفيلآ بـ الحديقـه ..

ينفصل عن الثلآث غرف طرقه متفرعه لـ إثنين .. بـ آخر كل منهم غرفـه ليصيروآ متقآبلتين ..
وآحده لـ تغريد والثآنيـه إللي كآنت مفتوحـه وهي مصدر الصخب والجلبـه ... لـ دآريـــن
تبآطئت الخطى متثآقله متردده إلى أن توقفت تمآماً أمآم البآب المفتوح ليذهلوآ بمشهـد كآن الأكثر غرآبه على الإطـلآق !

يفترض أنهم في حآله من الحُزن والعزآء لفقد ثلآثه من الأبنآء وعجـز وآحد منهـم إلى أن الوآقفه أمآمهم متمآيلـه بخصرهآ الممشوق يمنه ويسره على أنغآم موسيقيّه تبدلت كلمآتهآ من الأجنبيّه إلى العربيّه ومن اللحن الغربي إلى الإيقآع الشرقي ..

ملآبسهآ فآصخـه في قمّـة الخلآعه والإبتذآل .. شعرهآ الأشقر سآئـح آخذ في التنآثر بدلآل فآحش يمنه ويسره ..
وتحت قدميهآ المقحمه بصندل مغلق الكعبين ومقدمة الأصآبع بـ أربطه حول السآق تصل الركبه محميّه من كومـة القطع البورسلينيّه والزجآجيّه والكريستآليّه المتنآثره حولهآ في كلّ مكآن دون إنتهآء منهآ أو توّقف !

كآنت ترفع عن طآولة تسريحتهآ الصحون بـ إزدوآجيّه ..
صحنين صحنين , ترفعهم مسآفه وآسعه في الهوآء وبمنتهى السعآده والإنتشآء تسقطهم دون اكترآث لتتنآثر قطعهـم بقآيآ مهشمّه ..

هي في غمـرة نشوتهآ مغمضـة العينيـن .. يظهر جفنيهآ ملونيّن بـ ظلّ برّآق صآرخ ذهبي اللون اللآمـع ...
كآنت في كآمل فتنتهآ بـ فجـور غير مقبول ...
تشبـه فتيآت الملآهي الليليّـه ...
أجزآء كبيره من جسدهآ ظآهره .. سآقيهآ بـ الكآمل عآريّـه .. مآترتدي إلآ مآيسمى بـ - الـ هوت شورت – جينز وتحته جورب أسود اللون مخـرم تخريمآت وآسعـه ..
نصفهآ العلوي مآنستر منه إلآ نهديهآ النآفريـن بـ صدريّة برّآقه متلألأه بقمآشة البربرق الفجّـه ذهبيّة اللون !

فخذيهآ , سآقيهآ , ذرآعيهآ , صدرهآ , بطنهآ , وكآمل ظهرهآ .. كآن لحماً مكشـوف متعرّي !

دون شعور إثر التفآجئ رفعت يدهآ لفمهآ المنفغـرعفوياً تنظرهآ بعيون موسعّه دهشـه إلى أن إستقرت أنظار ذيك المنتشيـه عليهآ لينفغر فمهآ كآملاً صآئحـه بـ صخب وقد شقت إبتسآمة وآسعه ملمحهآ وكأنهآ بعد طول شوق قد إلتقت بهآ توّاً: تغرييييييــــــــــــد


أقبلت صوبهآ سريعاً وسريعا جذبتهآ لحضنهآ في عنآق قصير تحسست من بعده كلآ ذرآعي تغريد المتجمّده لآفظة بنبرة فآحشه متلكعّه: وشبه وجهـك شآحب كذآ تعآلي خلنـي أزينّك
إرتدت تغريد خطوة خلفيّه نآفره دون أن تلفظ بحرف لتتجآهلهآ دآرين مقتربة من أمهآ الممآثله لتغريد ذآت الصدمـه والذهول والإستنكآر لتنحني عليهآ دآرين بسبب قصر قآمتها ضآمتهآ وبقوّة لصدرهآ مآئلة بهآ يمنه ويسّره من فيض تعلقهآ بهآ دون رغبة في الفكآك: أحببببببك يممممممــه أحبـــك
قآلتهآ بسعآدة بآلغه ثم امسكت تغريد من يدهآ اليسرى سآحبتهآ ورآءهآ وصولاً لطآولة التسريحه إلى أن توقفت دآرين وكذلك تغريد من بعد مقآومة وآهنه للتحرك تبآعاً لدآرين إللي رفعت صحن من الصحون مقدمته لهآ دون أن تتلآشى إبتسآمتهآ أو حتى يتقلص ولو القليل من مداها: خذي توفـــي .. إرميــه بـ الأرض إكسريــه إحسآس روعــــه ههههه خذي شفيــك متنحـــه


إلتفتت تغريد ورآءهآ طآلبة النجده بعيونهآ المذعوره على وشك أن تنفجر بآلبكآء من شدّة خوفهآ إلا أن أمهآ كآنت بحآجه مآسّه أكثر للي ينجدهآ وهي بآسطه رآحتهآ اليمنى فوق صدرهآ سآكنة الإنفعآل المتجمّد لترد دآرين حآثّه تغريد وبـ إصرآر أن تتنآول منهآ الطبق وتجّـرب !

الطبق إللي أمسكته تغريد بمنتهى الوهــن إللي ألّمّ بهآ لتحس بـ العجـز وقد سرى بجسدهآ مسيطراً عليهآ دون أن تقوّى حتى على حمل الطبق إللي طآح من بين يديهآ المرتعشّه بـ الأرض منكسـر لنصفيـن إنتفض على إثره جسدهآ المرتجف بعدمآ أسقطته دون شعور منهآ أو إرآده في حين صدحت ضحكآت دآرين الفآحشه موبختهآ بشيئ من الإلتيآع: لآآآ إرفعيه فوق مره مره وإحذفيه بآلقوّه في الأرض ... طلعـي فيـه كلّ حرتك بستآنسين

كآنت على وشك أن تلتفت قآصدة رفع الطبق الثآني الآ أن تغريد لحقتهآ ممسكة بمعصمهآ قبل أن يمتد لآفظة بصوت وآجف منخفض: وقفـي يآدآريــن
أعقدت حآجبيهآ إستغرآباً سآئله وقد تبدلّت الموسيقى الصآخبه لأجنبيّه من بعد إنتهآء السآبقه: إيش أوقّـف
رقتّ ملآمح تغريد منذرة عن كبت إنفعآل البكآء بمقآومة شديده وهي تجبر صوتهآ أن يخرج: وقفي إللي تسوينه تكفيــن

هزت دآرين رأسهآ نفياً ممسكه هي بكلآ يديهآ يدي تغريد رآفعتهم بـ الهوآء مسآفه وكأنهم على وشك الرقص سويّه مُردده دآرين كلمآت من الأغنيه الأجنبيه جآبرة تغريد على تحريك ذرآعيهآ وكذلك جسدهآ السآكن المتجمد صآئحة بوجههآ: إرقصـــــي معآآيــــــــــآآآآآآ

بذآت اللحظـه كآن خآرج الغرفه وعلى وشك الدخول ثلآثة يتملكهم الإستنكآر لعلوّ الصوت الصآخب دون أدنى تقدير أو مرآعآة للظروف الحزينه المأسآويّه إللي يمرون فيهآ إلى أن شهق وآحداً منهم بدهشـه أخرجته عن طوره متملكـه الذعر من هول مآشآفه وقد أربكه أشدّ أرتبآك ليعرض عنهآ مقآبلاً لأبوه لآفظاً بكلمآت متلعثمه على عجله: أوووو أوف أوف لآآآ لآآ تدخـل يبـه

إنعقدوآ حآجبي أبوّه إستغرآباً مآط رقبته لرؤية مآبدآخل الغرفه ليفآجئ بـ ارتدآد وآحده من بنآته يشهدهآ في أشدّ أشكآلهآ خلآعـة وإبتذآل ... تعدت جرأتهآ مآبعد الفحـش والفسق والفجـور ..
أخفض بصره فوراً للأرض مبتلع ريقه لآفظاً بـ الإستغفآر مرتد خطوتين للورآء وقد تسآند بيمنآه على كتف إبنه إللي أدركه قبل أن يختلّ توآزنه كآملاً من هول مآرآءه ولأوّل مرّه: الحق علي يآوآئـل .. آلحقني يآبوك , أعصآبي ... أعصآبي مدري شفينـي

أجلس وآئل أبوه بـ الأرض ممدد السآقين المفروده أمآمه وظهره مسند للجدآر من ورآءه ينظر الجدآر من أمآمه بعيونه الضآئقه هماً تضآعف بـه إثر كل إللي يمرون فيه من إنحطـآط نفسيّ ألمّ بـ الجميـع وأصآبهم ثم التفت وسريعاً للي أقبلت والهلـع بآدياً عليهآ متسآرعه حركة عجلآت كرسيهآ المتحرك إلى أن وصلت لهم بعيون مشدة النظرآت الفآحصه لكليهم وبتجآهل فوري تخطتهم دخولاً للغرفه إللي جمعت ثلآثة الوآقفين وآحده منهم بمجرد دخولهآ إنهآرت على طرف السرير جآلسه بدموع مسآله دون إنضبآط بينمآ كآنت الأخرى وآقفه بعيون دميعه متوسلّه الأخيره مترآقصة الخطوآت غير عآبئه أبداً بآللي تسببت به لكلّ من حولهآ لتقرر هي أخيراً إنهآء هآلمشهد الدرآمي الرخيص بتوجههآ للقبـس شآده وبعزم مآتملك من قوّه ودون تردد الفيش الغليظ الخآص بـ السمآعآت ليعمّ فجـأة السكــون إلآ من صوت طنين مزعـج بـ الأذان نتيجّة توقّف الصوت من بعـد صخــب مدوّي موسعّة العين الغآضبه لـ دآرين إللي إمتلآ وجههآ بآلسخط دون أن تعبر عنه: إنتــي شفيــــك جنيتـــــي !! وش هآلمصخـــــره !! مآتقدرين الظروف اللي إحنآ فيهـآ ولآ خلآص إنتي بآيعتهآ مو على بآلـــك شـــــيّ ! كلنآ أعصآبهآ منهــآره والنفسيّــه زفــــت .. شوفي أمك وتغريد أختـــك وبرآ أبــوك طآيح بـ الأرض وجمبه وآئل وإنتي هنآ فآلتهــآ متزينه ومتفصخـه وترقصيـــن !! عســــــــى مآشــــر وينّــآ فيـــه

تجمدت دآرين للحظآت مكآنهآ دون أن تنطق بكلمه أو تبدي أيّة تعبير وإن كآن تفآجئاً بجرأة ميسم إللي تشهدهآ ولأول مرّه وخصوصاً بآلموآجهة معهآ .. إلا انهآ كآنت في أشدّ لحظآتهآ إنتشآءاً مآيقوّى أيّ كآئن على إثآرة أيّة مشآعر سلبيّه بدآخلهآ وإن كآنت ميســم بذآتهآ ..

تجآهلتهآ رآفعتاً زوجين من الأطبآق على علو سمـح لعيونهآ المستمتعه الإلتقآء بعيون ميسم المستشيطه غضب للحظآت حمّلت في ثنآيآهآ التحديّ وعدم الإكترآث وكأنهآ رسآلة صريحه موجهه من دآرين لـ ميسم ...

رسآلة وصلت مآ إن فرقّت دآرين أصآبعهآ عن الطبقين ليسقطوآ من بعد علوّ إرتطآماً بـ الأرض دون أن تنزل دآرين ذرآعيهآ المرتفعة بـ الهوآء ثآبته نظرآتهآ القويّه بنظرآت ميسم إللي بدأت بـ الخنوع والإنكسآر بعدمآ إمتلت عيونهآ بـ الدموع لتتجآهلهآ دآرين مردفه: لآ إنتي ولآ غيرك بيغيّـر من جـوّي اليـوم ... حدّي مستآنســـه وقسم بآلله لو إيش مآسويتوآ مآهتزت فينـي الشعّـره أبـــووووي .. أبوي فيصــل يآنآس صآر مشلــول .. كسيــح ومعــآق ههههه فيصــل قعـد على كرسي يشبـه هآلكرسي إللي إنتي قآعده عليـــه ههههه منتفــخ صــــدري إنتي وشو لـه محتـرّه ؟! لآتنكرين انك مستآنسه ولو شويّ , هذآ الرجّآل إللي مآقصّر أبدّ وهو يهينك ويعايرك بـ إعآقتك ذآ وإهو أبوك جعلـه بآلقآضيه اللي تجيب آخرته قريب إن شآلله لأن شكل عيآله الثلآث مآنهـوه بعـد

قآلتهآ دون شفقة أو رحمـه بدموع ميسم الآخذه في الإنهمآر إلى أن وآرت وجههآ بكلآ كفيهآ صآئحة بـ توسل أن تسكت: خـــــــلآآآآآآص ... خلآآآآآص كآفـــــــــي إسكتــــــــــي

سفهتهآ دآرين متوجهه لتغريد إللي أعلنت إنهيآرهآ بصمت بعد أن إمتلئت عيونهآ بـ الدموع وفآضت ثم إنسكبت قآبضه أصآبع كلآ يديهآ على جآنبي فستآنهآ الأسود الفضفآض إلى نهآية سآقيهآ معتصرة العينين المقفله بقوّة تنهآل منهآ الدموع مدرآرآ ...

....: ليش تبكين يآتغريـد ؟!

لفظت بصوت مبحوح مخنوق بآكي متوسلّة بـ اسى موجع: تكفين يآدآآآريــن
إحتضنت دآرين وجه تغريد بكلآ يديهآ مآسحه دموعهآ الغير متوقفه بـ إبهآميهآ هآمسه بصوت خآفت كآن في منتهى العذوبه والحنآن والرقّه: لآتبكين يآعُمـري ... لآتبكين يآتغريد
....: تكفين يآدآآرين أرجوووووك ... وقفّــي
دآرين: لآزم تشآركيني هآللي أحسّـه وإنتي أكثر وحده متوجعّه مثلي

أمسكت تغريد بكلآ معصمي دآرين ضآمتهم لصدرهآ بتوسّل بآكي: وقفّي يآدآآرين آلله يخليــك وقفــي
دآرين: رمى بوجهي ووجهك أورآق طلآقنآ شآمــت , قآل أشوى إني من زمآن أنكرتكم وتبريت منكـم ... للحين وهو يستحقرنآ ... قآل إن مآله إلآ أربع من العيآل ... عيآله إللي مآتــوآ , عيآله إللي صآروآ ثلآث تحت الترآب ووآحد بفرآشه مبتوره رجلــه ... رآح متعـب ومسفـر والصغير مشآري مآبقى إلآ مآجــد .. إبنه الثآلث المعآق برجـل وحــده ... آللهُ أكبـــر .... يآآ إنك كريــم يآآآرب آللهُ أكبــــر


لطمت تغريد كلآ خديهآ منهآره وتمآماً سآقطة على ركبتيهآ بوضع السجود تحت أقدآم دآرين في مشهـد موجـع حمّل أقسى المشآعر وأكثرهآ إذلآلاً من العجـز والهوآن والضعف والخنوع والإستسلآم والتوسل والترجـي ... مشهـد يتمزق له القلب من فرط المرآرة وصدق المشآعر الموجوعه والأسى , شيئ محسوس , إحسآس بـ الفيضآن مآيقوى المرء على تحمّل كل هذآ التجلّي ..

مشآعر آلمت القلوب جميعاً دون إستثنآء .. وجع تفطر له قلب الأب لتسقط دموعه وهو خآرج الغرفه دون حتى أن يرى وجوههم ... وآئل إللي كتم فمّه بقبضة يمنآه القويّه المرتعشه فوق شفتيه ....
أو أمهآ إللي لجمت فمهآ بكفّ يمنآهآ الآ تصدح شهقآتهآ البآكيه بوجه يعتصره الألم والتمزق ...
ميسم الموآريه وجههآ البآكي بكلآ كفيهآ تنشـج بعمـق شجّـي مريــر ...

دآرين الوآقفه بشموخ دون تأثر إلآ من إنفعآل الإندهآش لكل من حولهآ ... تستغربهم عدم مشآركتهآ مآتحسّه من نشوة إنتصآر وكأن الأمر يعنيهآ وحدهآ فقط ! وكأنهآ هي وحدهآ من إقتصت لثأرهآ ولآ يعنيهم إقتصآصهآ بشيئ ...

أعقدت حآجبيهآ إستنكآراً ترقب الفرآغ من أمآمهآ وهي تحسّ بـ جثو أحسآيس متداخله فوق صدرهآ , احآسيس متسببه في إنكمآش ضلوعهآ .. شيئ من الزيف والخدآع , أو شيئ من الخبث والتوآطئ ... ليش مآيشآركونهآ ! ليش هي وحيده ! تحققت العداله الإلهيّـه ومن المفترض أن ينجلي سوآد كل مآعآشته سآبقاً من الالآم الآ أنهآ تشعر وهآللحظه تحديداً بتزآيد ألآمهآ واوجآعهآ لحد مآقوت على إحتمآله ...

أخفضت بصرهآ المشتد إرتيآباً من تشتت أصآبهآ لتجد نفسهآ مستسلمة للدهشـه من أخفضت بصرهآ أخيراً لتغريد إللي أمسكت قدميهآ وهي بوضع السجود لآفظـة بـ إذلآل مهيـن توسلآتهآ الشجيّه المغلفّه بـ فيض من الالام والأوجآع والعذآبآت: وقفـــــــي يآدآريـــــن تكفيييييييييييييــن ..............


/
/

 
 

 

عرض البوم صور حلم الحياه   رد مع اقتباس
قديم 21-10-16, 07:57 PM   المشاركة رقم: 125
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2016
العضوية: 316716
المشاركات: 178
الجنس أنثى
معدل التقييم: حلم الحياه عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 87

االدولة
البلدOman
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
حلم الحياه غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أمآنـــي المنتدى : القصص المهجورة والغير مكتملة
افتراضي رد: العاطفه والجسد

 
دعوه لزيارة موضوعي

/


عصر اليوم تآلي بنهآر رمضــآن

مسح وجهه كآملاً بيسرآه المرتعشـه مطبق الفمّ بـ حرج بآلغ مآقد أحسّ ولو بقدر يمآثل القليل في حيآته كآملـه مبتلع ريقـه بصعوبـه غير قآدر على النطـق ..
وجهه مصفّـر , أو مسـوّد كمآ جرت العآده بـ التشبيـه في أشدّ حآلآت الإحسآس بـ الخجـل من فعلـة نكرآء غير مقبولـه ..

شهق بعمق قبل أن يلفظ بصوت مخنوق وهو تحت وطأة أنظآر زوجين من العيون المشتعلـه غيظاً وقهراً موجهين له أشدّ الإتهآمآت قسوه بـ الخسّـه والدنآءه وإنعدآم الخلق والشرف والكرآمه والرجوله لتتلآقي عيونه الخآشعه في خجل سآحق بعيونهم سريعاً وسريعاً أخفضهآ وقد إعترآه الهمّ مغمغم بصوت شبه مسموع: وآلله إني مدري صدق وشهو إللي صآر ... صدقني يآبو نمـر , وإنت بعد يآسهيل ... صدقوني مثلي مثلكم مدري عن شيّ , مآدريت إلآ أمسّ من أختي حتى بآقي مآتوآجهت مع آدم إلى الأن

آدم إللي تلبسّه المثل القآئل – يظهر إبن الحلآل عند ذكره –
إذ ظهر أمآمهم جميعاً ملقي سلآمه بـ هدوء مرتبك هآرب بنظرآته من العيون الثلآثيّه محتدة النظرآت المتعلقّه عليه متفحصّه ..
يظهر عليـه أنه قد خآض مسبقاً نزآل قآسي أو شجآر عنيف كآن من آثآره تبدل معآلم خريطة وجهه وتلونهآ ..

هآلشيّ إللى تجلّى بوضوح في تورّم عينه اليسرى إثر كدمـة زرقآء بنفسجيّه كآنت بمثآبة الهآله الوآسعه حول عينه وتجويفه العظمـي .. غمآزّة خدّه الأيسر العميقـه إللي ثبتت ظآهره دون أي مجهود مبذول لإبرآزهآ وكأن العضله قد صآبهآ لكمّه أدّت إلى تشنجهآ أكثر أو شللهآ بـ الكآمل لتظهر كمآ الحفره بوسط الصدغ ثآبته ظآهره أبداً غير مختفيّه !

اعلى نصفه الأيمن اللي برز بتورم وآضح تمثّل بـ شق رفيع كآن جرح في حقيقة الأمر فوق حآجبه الأيمن فيمآ دون ذلك كآنت عينه سليمه خآليه من أيّ إصآبة أو تورّم وصولاً للفشتين الرقيقـه إللي زآد إنتفآخهم بفعل التورم إثر فلق كلاً من الشفة العليآ والسفلـى وتجلّط الدمآء فوقهـم !
كآن بوضع مزري وحآلة يرثى لهآ من الألم والبؤس والحزن والإهمآل حآملا بينمآه عقآله والغتره البيضآء أشعث الرأس مبعثر الشعر الفآحم الطويل إلى شحمتي أذنه لآفظا قوله مستطرد دون سمآع أصوآتهم حتى وإن كآنت رداً للسلام ...

....: وردهـ مآلهآ دخـل , ومآصآر شيّ بينآ ... أنآ المخطي , أنآ إللي مآ أبيهآ ولآ أبي هآلزوآج ..... صحيح إني تأخرت بهآلقرآر بس هذآ هو إللي صآر , لو كملنآ هآلزوآج مآرح ينظلم إلآ هيّ , فـ الإنفصآل هو الأحسن لهآ قبل كل شيّ حتى قبلي

وعند لفظ كلمته الأخيره وقف سهيل على ركبتيه بوجه محتقن صقريّ الملمح الحآد القآسي صآئح بزمجره غآضبه مريعه: أحســـن لهــــآ فعــلاً تنفصـــل عنــك يآشبيــــه الرجآل يآعديم الشــــرف إتفـــوو عليـــك يآلكلـــــ ............

صمت جبراً من شده فآهد المجآور له جلوساً بـ الأرض آمره بنظرآته الحآده أن يصمت , هم أولاً وأخيراً مآيعيبهم شيئ .. وآل نآصر عبدآلله هم المخطين .. فـ مو من مصلحتهم يطآلهم العيب بـ التعدي عليهم وهم بعقر دآرهم وان كآن التعدي لفظيا وهم به غير ملوميـن ..
نبهه بصوت مسموت: آذكر آلله يآسهل ولآتخسر صيآم يومـك بآلتلفــظ ..
مسح سهيل على فمه آلقوّه مستغفر بصوت مخنوق يرمق آدم بـ نظرآته قآسيه ..

ذآت اللحظـه إللي أوشكت فيهآ أعصآب بسّآم على الإنهيآر مآسح وجهه بكفّه الأيسر مبتلع ريقه الجآف مستغفر ربّـه هو الآخر ... المصآئب فوق رأسه آخذه في التكآلب وكأن قصّة آدم أخوّه هي النآقص لتكملـة البلآء ..

آدم إللي برغم جرح قلبه الآخذ في النزف كآن ممثل بآرع في الإخفآء والإدعآء ولأول مرّه يكون مخطئ إذ أن من وآجبه إظهآر بعض من الندم والتحسّر علّه يحسن شيئ من الموقف أو يكون وسيله لإمرآره هآدئ سآلم ... إلآ أنه خآلف المفترض بفعل العكس من لفظ وبمنتهى البرود والجمود , الشيئ إللي مآكن حقيقة إلآ إهآنه مضآعفه للجآلسن: مآله دآعي التطآول مآرح يفيد بشيئّ , خلّ ننتهي من الموضوع بشكل رآقي

رآقي !! أيّ رقي هذآ اللي يتكلّم عنه وبـ أي وجه حق ؟!

قوله الإستفزآزي إللي مآ أظهره إلآ بمظهر الطآئش المستهتر عديم الأخلآق الغير مبآلي .. المظهر إللي مآ أثآر إلآ حميّة كلاً من فآهد إلآ أنه تمآسك وسهيل إللي فلت زمآم سيطرته متلفظاً على آدم بـ أقبح الشتم والسبآب منقض عليّه فجأة دون إنذآر مسدداً لوجهه لكمة قآسيه أردته أرضاً ليسمح لنفسه هو بـ الجلوس فوقه متخصراً بعدمآ سدحه تحته نآئم على ظهره ممدد الذرآعين المآنعين لتطآول سهيل عليه وإنهيآله بـ تسديد اللكمآت القويّه لوجهه وصدره وكل مكآن طآلته يدّه مفرغ فيه جام غضبـه وقهـره وإستفزآزه وغيظـه صآئح بصوت متقطـع مبحوح مجروح من علوّ الصوت: أي رقـيّ هذآ يآكلب الشــوآرع يآجربـــوع ..... يآشبيه الرجآل يآللي مآطآلك الرقيّ الآ من حطيت يدّك بيدّ رجآل آل مآلكـي ونآسبتهم .... مآطآلك الشرف إلآ من صآرت وردهـ بنت المآلكي على إسمــك يآلنجــس , لعنــة آلله عليـــك يآعديم الرجولــــه .. يآكلـــــــــــب .. وآلله إن تطلــع روحك الحيـــن بيــــدي يآنـــذل أعلمك شلــــون تلعب ببنــــآت النــآس .... سنـــه كآمله يآكلـــب طآلع دآخل تتمشور وتتسآير معهــآ وبـ الأخير مآتبيهـــــآ ... إتفــــوو عليــــــــــــك إتفـــ .....................

تفلته الثآنيه إللي تنآثرت على معآلم وجه آدم المنهزم تحت وطأة سهيل الجآلس فوقـه مشتعل , غآضب , ثآئر ومهتآج في أوجّ إنفعآله إللي مآقدر عليه حتى إثنآن من الرجآل البآلغين ...
فآهـد وبسّــآم

بسّآم الي منعه عجز نصفه الأيمن للذب عن أخوه الممدد دون حول منه ولا قوّة أو دفآع حتى عن النفسـ .. لسبب مآيدري عنه شهد آدم وهو في أشدّ لحظآته عجـزاً وإنهزآماً ...
غير مبآلي بـ كمّ اللكمآت والضربآت العنيفـه الموجهه له إلى أن سآلت الدمآء من وجهه وهو كمآ الجثّة الهآمـده المستفزه بـ وهنهآ طآلبه المزيــد .... وكأنه رآغب في التطهّـر من رجـس فعلته الدنيئـه .. ولكن هل فعلاً يستحـق الموضوع كل مآطآله منه ؟!

فآهد إللي شحّ صوته بـ الصرآخ على سهيل إللي كآن كمآ المجنون فآقد الوعي والإتزآن في حآلة إنهيآر كآمل جميع أعضآءه فعّآله بـ غضب عآرم يظهر انه ممتد دون نهآيـه إلى أن تدخل بـ الشجـآر فتـى ضعيف البنيّـه قصير القآمه صآئح بزمجرة غآضبه مهدده دآفعاً بكلتآ يديه سهيل من كلآ لوحي كتفيه إلى أن إنقلب لورآءه بعيداً عن آدم وصدى صوت المرآهق يصدح بـ المجلس صآرخ: وخــــر عـــن خآلــــــــي لآتطولـه يــدينــك لآ أحشهّـآ لــــك

المرآهق إللي تعلقّت عليه الأنظآر جميعهآ بذهول غير مصدقين جرأته بمآ فيهم آدم إلى أن لفظ بذآت الصوت الجآهر المزمجر: مآلكم حشــم بدآرنآ دآم تمآديتـوآ , وقلّـة أصل بـ قلّـة أصــل تفضلــوآ بــرآ
إتسعت عيون بسّآم المذهوله من جرأة المرآهق هآمس بصوت مبحوح أشحّـه الصدمه: فيصــــــــــل !!

فيصل إللي نآظر بسّآم والحقد يقطر من بين نظرآته الغآضبه يرمق بهآ كلا من فآهد وسهيل معقب بـ جفآء وحدّه: جمآعتـن تعدوآ على خآلـي مآلهم عندي تقدير ولآ حشـــم وأنآ مع خآلي آدم لو إنه مخطـي

وقف سهيل عن الأرض نآفضاً ثوبه المنعفس من الصدر رآفع عن الأرض غتره من الثلآث غتر البيضآء الطآئحه بـ الأرض من فوق روس ثلآثتهم .. هو وآدم وبسّآم ..

رفع وآحده منهم ولآ يدري إن كآنت تخصّه أو لآ في حين تنآول فآهد شمآغه الأحمر المميز من بين ثلآثتهم على وشك الإنصرآف تحت ترقب كلاً من بسّآم مفجوع الملمح الشآحب المذهول وفيصل حآد النظـره الكآرهه الحآقده وآدم المهلـك يصآرع الآم جروحه وجهه النآزفه وضلوع صدره المتكسّره ليلفظ سهـيل أخيراً بنبرة جآفه رآفع سبآبته اليمنى المهتزه بتنبيه عنيف اللهجـه: بنت معآذ المآلكي مآيتم إسمهآ على إسمك لو دقيقـه وحده يآشبيه الرجــــآل , من بكــره توصلنآ وثيقــة طلآقهــــآ لآبآرك آلله فيــك ولآ بآلسآعه إللي شفنآك فيهـــــآ , تـــــــــــف

- تـــف – الأخيره ألقآهآ تعبيرياً وكأنه يتفل موطئ قدميه والإحتقآر بعيونه يرمق آدم بنظرآت مقت كآنت في منتهى الإشمئزآز والتقزز والإستصغآر إلى أن لفظ فآهد بهدوء مربت على ظهر سهيل يحثّـه: إمــش يآسهـــل ..... إمـــش

إنهآر بسّآم جآلساً بتهآلك على المجلس الأرضي مغمض العينين الذآبله متحسس بيسرآه عنقـه مطبق عليه بقبضته الوآهنه الآخذه في الإشتدآد كلمآ إشتد عليه شعور الإختنآق إلى ان أجفله صوت فيصل الجآف الموجّه لـ آدم إللي إعتدل جلوساً ظهره مسند للجدآر مفرق السآقين مرجع رأسه للخلف ينظر السقف بنظرآت مستجديّه كسيره متوسلّه في صمــت نآدمــه ..

....: أنآ وأخوي على إبن عمّي وأنآ وابن عمّي على الغريب , أميّ بــرآ .. وهي من وصتنـي أتدخل ولآ أخلي أحد يتطآول عليـك لو إنه الغلط رآكبك من سآسك لرآسك , مقدر أكون معـك يآخآل .. أنآ مع عمّي رآمـز , انت خسرت عمّي اللي يكون خويّك وخسرت خطيبتك إللي مآفي منهآ وخسرتني ومدري من بعد خسرته آلله يعفي عنك وعن سوآتك ويسآمحـك ..
....: وخسرني أنآ بعـــــد

إلتفت فيصل للصوت القويّ الجآف من ورآءه في حين إرتفع نظر كلاً من بسّآم وآدم ليتلآقوآ بنظرآت أختهم الوحيده ... مرآم

مرآم اللي أقبلت بخطى متأنيه , شآمخـة الرأس بـ إستكبآر , قآسية الملمح والتعبير المفتعل رغماً عنهآ لآفظة بجفآء موجـع دون شفقـة أو رحمـه: بريئـه منـــك يآ آدم ومن أخوتـــك ليــوم الديــــن ... مآنتــب أخــوي , مآ أتشرف فيـك أخن لي وخآلن لعيآلـــي .. قلبــي غآضبــــن عليــــك يـ آدم ولآ بيـوم رح أبيحــك وأحللـك ......

إنفغر فمـه بصدمـة شآخص البصـر بعيون بآزغـه متوسلّـه ..
يقطر الندم والحزن والتوجـع من عيونـه الدميعـه المغرغره ..

نظرآت ينفطر لهآ القلـب أسى وكمـد قآبلتهآ هي بمنتهـى الجفـآء والصـدّ والحدّه والشدّه والتبـرّم ..
للحظآت من الصمـت المطبـق قطعهآ فيصـل بخروجـه سريعاً من المجلس دون أن يلفظ بكلمـه من لمـح للآلئ الدموع تنحدر من عيون خآله في إنهزآم مآقوى قلبـه على أن يتحملّـه ...

خرج ركضاً وقد إمتلى صدره بـ الضيق وإختنـق , فتح أزرآر ثوبـه خآرجاً من بيت أخوآلـه بجبين مقطّب وحآجبين معقوديـن تآرك ثلآثة الأخوه على إنفرآد للموآجهـه والمصآرحه , للتفآهــم أو حتى للإشتبآك !

دآخل المجلـس ..
أغمض بسّآم عيونه بوجه متألم .. فمّ مطبق وشفتين مشدوده إلى ان إختفت .. مرغماً نفسه عن تجآهل صوت البكآء المرير المعذّب لأخوه الأصغـر ... آدم
آدم إللي وقف على ركبتيه مترآخي الذرآعين مدلدل الرأس بخنوع وإنهزآم .. كمآ المذنــب بهيأتـه الخآشعه دون مقآومه طآلباً للعفـو والصفـح عمآ به أذنب ..
تسقط من عيونه الدموع مستقرة بـ الأرض دون أن تلآمس خديّه ..

هيأتة يتمزق لهآ القلب أسـى , إلى انهآ مآزآدت قلبهآ إلآ قسـوّة وتجبـر ..
وإن كآن نآدماً , مدرك تمآماً لشنيع فعلـه اللآ إنسآني بـ حق أخوه , وحرمآنيته شرعاً وبشآعته أن يتقبّل كـ خطأ ويغتفـر هي إطلآقاً غير قآدره أو متقبلّه .. كلمّآ ترآخي جزء من قلبهآ ورقّ لـ آدم وإنكسآره سقطت عيونهآ على بسّآم المجآور له وهزمهآ هو أكثر بنقآء قلبـه الغآفـل المخدوع المستغفل من أقرب الأقربين إليـه وهو في غفلـه ...

بسّآم أبداً مآيستحـق , وبعفوهآ عن آدم ظُلـم كبير مُضآعف لـ بسّـآم .. ظُلـم مآتقوّى نفسهآ أن تتحملـه ..
مآيقوّى قلبهآ ان يسآمح ولآ عقلهآ ان ينسـى
هزّت رأسهآ نفيًا فآرده ذرآعهآ الأيسر بـ يدّ مؤشره صوب البآب المفتوح لافظـة بصوت قويّ صآرم متجبر النبـره: إطلــــع بـــــرآ مآلــــك بينّـــآ مكـــــآن ............


/
/



لمدة النصف سآعه تآليـه ..
انكمشت على نفسهآ وهي ممدده النصف السفلي من جسدها بـ الأرض بينما كان نصفها العلوي مختفي بـ الصدر الوآسع الدآفئ لـ أخوهآ الأكبر الصآمت والمنصت تمآماً لنشيجهآ المرير وأنينهآ الشجيّ متحسس رأسهآ وكآمل ذرآعهآ الأيسر بيسرآه الحنون لقرآبة النصف سآعه إلى أن إستشعر إستكآنتهآ وجيشآنهآ الآخذ في الخفوت والبهوت إلى أن تلآشى ليعمّ الصمت المطبق للحظآت ثقيلـه على نفسيهّم وقلبيهم قطعهآ هو بمسحه الرقيق على شعرهآ الخفيف النآعم هآمس: وش إللي بنسويه يآمرآم
شهقت وكأنهآ تستنشق المآء من أنفهآ رآفعه رأسهآ عن حجره مآسحه الدموع من تحت عيونهآ منتفخة الجفن الأسفل ..

تمآثل ظآهرياً بشكلهآ الغير إعتيآدي نوعاً مآ كـ عربيه . الملآمح الآسيويّه .. تمآماً كـ آدم ..
إزدآدت عيونهآ ضيق بسبب إنتفآخ الجفن السفلي ليصير وكأنه كيس دهني منتفـخ ..
لفظت بصوت أجشّ مضخّم محتقنة الأنف إثر البكآء: بيطلقهـآ .. إنتهى الموضوع خلآص
أغمض عيونه بهدوء شآهق بعمق قبل أن يردف بنبرة مهمومه: مدري وآلله وشهو إللي صآبه , أقول لو نتفآهم معه بشويش يمكن يتبدّل رآيه ونتصآلح مع الجمآعـ ...........

بهت صوته مختفيه آخر الحروف من كلمآته من هزت هي رأسهآ نفياً وبقوّه مطبقة الفمّ المشدود مغمضة العين: لآ ... مآفي شيّ بيتبدّل يآبسّآم , آدم مو بس أهآن البنت , إلآ هآن عيلـه كآملـه ومو بـ السهل يتغآضوآ عن كل إللي صآر , لو إنه آدم بيترآجع عن قرآره همّ لآ ..... خلآص صآر وآقع لآتفكّـر كثير فيـه

بسّآم: حتى التفكير عآجز عنـه , مخي مشلول .. كل شيّ فيني متوقّف , مآبي أزيدهآ عليك بس حآلي أردى من حآل آدم

إحتدت نظرآتهآ بـ إنتبآه متخوّف أن يكون همّ بسّآم وكربـه هو إللي يدور ببآلهآ ... هل من الممكن أن يكون طآله العلـم ؟!
إبتلعت ريقهآ بحركه بطيئه مترقبه إلى أن لفظ قوله بـ أسى محبط خآفض الرأس بـ يأس وعجز وقلّة حيله: ونآهـد بعـد طآلبـه الطــلآق

...: ليــــــش !

قآلتهآ فوريّه بـ إندفآع سريع أدهشـه ليتم ينظرهآ بتحيّـر وهي تنظره بـ حـدّه مرتقب إلى أن تدآركت إنفعآلهآ وإشتدآده خآفظة البصر المشتت يمنه ويسره بـ إرتبآك مبتلعه ريقهآ بتوتر قبل أن تردف بـ تلعثم بعد إسيعآبهآ مآصرّحت عنه حيث أنه كآن من الأولى أن تسأله بـ - إيــش – المذهولـه بدلاً من – ليــش – المندفعه المستنطقه علماً يخفيـه هو ولهآ به خبر مسبق: يعـ ... يعنـي .... شلون يعنـي ! وش سببــه !

خلل أصآبع يسرآه بشعيرآته إللي طآلهآ بعضا من الشيب شآدّه من المقدمّه بوجه فقدت تقآسيمه التعبير ليظهر إنهزآمي محبط مردف بزفرة عميقـه بآئسـه: مـــدري ..... وآلله مدري

توآلت رمشآت جفنيهآ للحظآت من الصمت إنتهت بـ إستطرآده وهو يشكو لهآ حيرته من الأمر: حآس إني ضآيع .. كلّ شيّ قآعد يصير ورآ بعض وبسرعه مآنيب قآدر حتى أستوعب , مآنيب قادر أفصل كل موضوع عن الثآني لأجل أقدر أتفآهم مع كل موضوع بدون لآيشتبك مع الثآني ..... من أوّل ونآهد نفسيتهآ متبدلّه ومدري وشهي الاسباب , جت سآلفة إستئصآلهآ للرحم قلنآ مآعليه آلله خذآ منهآ شيّ وعوضهآ بشيّ وورآهآ ردّ آلله وأخذ منهآ إللي عوضهآ ورآح علـي ... صآر لهآ شهور يآمرآم هآجرتنـي أنآ مقدر تعبهآ ونفسيتهآ وكل شيّ ويشهد آلله إني ولآ مرّه أجبرتهآ أنآ بس كل إللي أبيه إنهآ ترجع البيت مآيصير تقعد كل هآلمدّه عند أهلهآ كلآم النآس مآينتهـي ومآله دآعي نكون العلك إللي بفمهم ولأسبآب مآهيب موجوده أصلاً ... أبيهآ ترجع البيت ولو أنفصل عنهآ بغرفه بروحي مآقلت شيّ أمآ ذآ الهجـر ببيت أهلهآ صعبـه , كمّل الموضوع بآللي صآر أمـس ولا قبل امس مدري وقسم بالله تشتت مخي


إنفغر فمهآ لثآنيتين تنظره بجمود أرغمت نفسهآ من بعده على النطق بـ تأني متردد: وش إللي صآر .......... !
بسّآم: شيّ مآتوقعته أبداً .. ولآ بعمري تخيلت إني بيوم ممكن أنحط بنفس الموقف إللي عشته .. نيتي كآنت خير وهي قآبلتني بـ الإهآنه .. قدّآم أبوهآ وكل اخوآنهآ من كبيرهم لصغيرهم رفضتنـي , مآتبينـي ولآ تبي معي حيـآه .. لو تشوفين الكره بعيونهآ لي يآمرآم شيّ عذب قلبـي وآلله ثم وآلله مآتعديت عليهآ لو حتى بلسآني ولآ أخطيت بحقهآ ولآ قصّرت معهآ

كلمآته كآنت بمنتهى الوهن والإستكآنه .. نبرته حآئره حزينه ومعذبّه ... مآتحملتهآ , رفعت يدهآ مقآبلاً لوجهه أن يسكت وقد إنخفض رأسهآ سآئحه دموعهآ في صمت ..
مثل مآ حسبت الحسآب , مآحد متضرر إلآ بسّـآم ..

لأول مرّه تشهد أخوهآ الأكبر الرجل المثآلي كآمل الأوصآف برقيّه ورزآنته وثقآفته حتى شآعريته ... رجل من زمن آخـر , طآلته النيرآن ومآعجزت منه إلآ يمنآه , هل يعتبر هذآ عيب ؟!
عيب لأجلـه يهآن مثل هآلإهآنه الشنيعـه .. إهآنة الغدر والخيآنه والكذب والإستغفآل والإستغلآل ...
هو أبداً مآيستحـق .. وفوق كل مآطآله يشعر أنه المخطئ يتآكله التفكير بذنب هو أبداً مآقترفـه ولآ حتى أقدم عليـه ..

....: طلقهـــآ

قآلتهآ بثقـه ودون تردد أو إهتزآز حتى بـ النبره , قويّـه , أكيـده ..
إنكمشت أصآبع كلتآ يديهآ قآبضه كلآ ركبتيه بـ تشديد قآصده أن يعي كلآمهآ وينتبه معقبه وعيونهآ بعيونه ثآبتة النظره الجآدّه القويه والحآزمه: طلقهآ يآبسّـآم ولآ تفكــر

....: مستحيـــل

....: لآ مو مستحيــل , طلقهـآ ولآ تشيل همهآ ولآ تقعد تفكر بذنب مآسويته , تبي الطلآق آلله وكيلهآ
....: مرآم إنتي منتيب فآهمه , نآهد حسآسّه .. هي مآطلبت هآلطلب إلآ لأنهآ خآيفه , خآيفه أنآ إللي أبآدر بهآلخطوه أو إني أعيفهآ أو مثلاً أتزوج عليهآ ... على بآلهآ كل إللي أفكر فيه هو العيآل وهي عآجزه عن هآلشيّ فـ خلآص إنتهى غرضي معهآ ...... مستحيل أكون هآلقد نذل وأنآني .. مستحيل أسويهآ يآمرآم

تجعّد وجههآ إستنكآراً بعيون ضآئقه مآوقفت نزف الدموع: إنت على مين قآعد تلعب يآبسّآم , بـ آلله عليك إنت أصلاً مقتنع بكلآمك ! هآلكلآم مغير تصبر به نفسـك وصدقني غلطآن ... قآعد تتمآدى وإنت تخدع نفسك ... ترآ أدري عن علآقتك من أوّل مع نآهد وشلون كآنت .. من جدّك تسمي هذي علآقه زوجيّه فعلاً ! على إيش متمسك وتبي تكمّل ! لحظـه .. لآ لحظـه – قآلتهآ بآسطه يمنآهآ بوجهه طلباً ألآ يقآطعهآ مكمله – مآ أقولك إتخلّى عنهآ , بس هي إللي تبي هآلشيّ حققـه لهآ وكلاً بطريق يآخوي وصدقني مآحد بيلومك أو يعتب عليك , على عينك يآتآجر كلاً يدري عن وضعكم ولآتحسب أحدن غآفلن عنـه , إنتم زوجين بـ الإسم قدآم العآلم والنآس ... كم لهآ هآده البيت وإنت بروحك ومو بس من بعد موت علي , من قبلهآ وقبل قبلهآ .. من زمآن يآبسّـآم من زمآن وإنت تعآني وتتجآهل غصباً عنك ليش مدري ؟! إنت حآس إنهآ بقبولهآ لك على عيبك إللي مآنيب شآيفه إنه عيب كذآ هي سوّت فيك جميله هــه مآشآلله .. بنت أصول ........... بنت الأصول فعلاً هي إللي وإن كآنت حتى صدق مسويّه هآلجميل مآرح تعيش عليه كاتبته على جبينها للكل يشوفه كأنهآ ذله مو جميل ... بسّآم إنت من أول وقآعد تعآني ومآنتب مرتآح وهي كآن عندهآ كل المقومآت لأجل تزين علآقتكم فمآ بآلك الحين والوضع أصلاً بسواة الأرض مآمنه رجآ ! مآرح يتعب إلآ أنت ومن بتلقى يكون معك يوقف جآرك يسآندك ويدآويك ؟ إي أنآ معك يآحبيبي ومآرح أخليك بس مهمآ سويّت بكون مقصّره , أنآ لوحدي معك مقدر , أمآ هي فلهآ أبّ وأمّ وإخوآن وخوآت .... وأنآ أختك يآبسّـآم طلقتهــآ .... طلقهآ يآخوي وخلّ نقفل كل الصفحــآت ونرتــآح ... كآفي شقى آلله يرضـى عليـك

....: مقدر يآمــرآم ......... مقــدر

حآصرت يمنآه العآجزه وسط كفيهآ بعدمآ طبعت فوقهآ قبله عميقـه متألمـه ليصيروآ ثلآث طبقآت مترآصه من الأيدي فوق بعضهآ متحسسه هي وبمنتهى الحنوّ والرقه ظآهر يمنآه ببآطن يمنآهآ هآمسه بـ إبتسآمه قصيره حزينه مومئه إيجآباً بمسآنده له ومؤآزه: بلــى يآحبيبــــي ........ تقــدر


/
/


/
/



مآل برأسه يمنة ويسره مرّآت متكرره مغمض العينين المرهقه في محآوله لفك التشنج بعنقه إلى أن وصله صوت الآخر منتعش متأجج بـ الطآقه والحيويّه وكأنه مو لتوّه أنهى دوآم عمله الشآق في الطوآرئ خصوصاً !

....: شكلك مرهق ذا عاد وانت بقسم ميّت تعال يوم بالطوارئ وجرب ..

أقبل على فتح فمه إلآ وأسكته الآخر مكمل سريعاً: إي تكفى لآتتكلـم مآبي طآقه سلبيه منك توصلني
سحب سآقيه المفروده أمآمه فآسح الطريق بـ الممر الضيق الفآصل مآبين المقآعد النيكليّه المثبته قوآعدهآ بـ الأرض والمقآبله لدولآب الأدرآج المقفله والخآصه بكل طبيب على حدى مثل أدرآج الأمآنآت المعدنيّه سآمحاً للآخر النشيط بـ المرور من أمآمه وصولا لدرجه الخآص مردف بصوت خآفت مُرهق: آلله يرزقنآ ذآ النشآط إللي فيك والحيويّه إللي مآتنطفي

بقق عيونه مبتسم وبدهشه مفتعله: عيني عينك يآسآتـر .. قول مآشآلله

....: عُمـر مآلي خلقك وتدري إن مآني مسآمح ذآ الفصل السخيف إللي سويته فيني

انتزع عُمر بطآقته التعريفيّه عن مئزره الأبيض مدخلهآ في درجه إللي أقفله تبآعاً دون إهتمآم ليرد مفتوح ولآخره بعدمآ جلس هو مجآوراً للثآني المتشكي: هههه عشآن السفر يعنـي !


....: سفر الغفله ذآ من وين طرآلك وعشرة أيآم كذآ ولآ سألت !

بلل عُمر شفتيه بلسآنه مبتسم وهو ينظر حذآئه الأبيض تحديداً لربآطه الأيسر المحلول مُردف: ذبحك الشوق يعني !
تجعدت ملآمحه بـ إستخفآف معقب: لآ ظريف يآخي
إنتفض صدر عُـمر بضحكة قصيره ضآرب ظهر الآخر متحسسه بـ أخويّه: حبيب قلبي وآلله يآعُدّي عآد تصوّر أنآ إللي إشتقت لك هههه

صدّ عُديّ بوجهه خآفض البصر لقآعدة الدولآب المعدني نآفخاً هوآء فمه بـ تأفف إذ أن مآله مزآج للمزآح مردف: وليش يعني صآر كذآ فجأه , خير !

أجآبه عُمر وهو يتحسس بـ بنآن سبآبته اليمنى الخطوط بـ كفّ يسرآه: يعني ..... أختي سآفرت لمصر وكآن ضروري ألآزمهآ لحد مآيستقر وضعهآ هنآك شويّ .. البنت نفسيتهآ محطمّه ولا تتكلم .. حتى إني تآركهآ ومشغول بآلي عليهآ

عُديّ: توّهآ صغيره وموضوع الإنفصآل أكبر من إنهآ تستوعبه بس زين إنهآ فكرت بهآلشكل أكيد بيأثر عليهآ هآلسفر وممكن تزين نفسيتهآ
إبتسم عُمر بهدوء مكمل على مآقآله عُديّ تأكيداً: آممم بآلظبط .. ورح تكمّل درآسه بعـد , حآس إن تجربة زوآجهآ هذي فرقت كثير بحيآتهآ .. أحس نضجت أكثر وكلّه بظرف سنه وحده

تنهّد عُدي بـ اسى معقب: وليش الثآنيه مآفرق معهآ هآلزوآج ! مخهآ كل مآله يصغر أكثر ويضيق ويتقفل أكثر وأكثر مآعآد فيني أتحمّل وآلله كل هآلضغط , بزره مآنيب عآرف شلون أتعآمل ويّآهآ
إنتبه لكلآمه عُمر وإشتد إهتمآمه ملتفت برأسه يمنه عآقد الحآجبين مستفهم: يعنــــي ؟!!

جآوبه عُديّ وهو ينظر للأدرآج قبآلته: أنآ إللي أبي أعرف منك وأعرف كلّ شيّ بعـد .. أختك مو مجرد بنت خآله لـ نسمـه , هي بعد صديقتهآ وصديقتهآ الوحيدّه المقربّه وهآلشيّ مآيحتآج أوضحه لك أكيد ..... أختك مآقآلت لكم عن شيّ بخصوص نسمه ؟!

إشتدت عقدة الحآجبين لـ عُمر مبتلع ريقه بقوّه مآئل البصر يسرة وبِـ حدّه يظهر بأنه في محآولة للإستذكآر أو لإعآدة التفكير في حين تمّ عُديّ يرقبه في صمت دقيق متفحص بـ إنتظآر الجوآب إللي أتآه خآئباً ليزيد من حيرته وبؤسـه من لفظ عُمـر ببرود بعد عمق صمت وتفكير: شيّ زي إيش مثلاً ؟!
أطبق عُديّ فمه بقهر ملتفتا له وبكآمل جسده بعدمآ ثنى سآقه اليسرى أسفله فوق المقعد المتصل المشآبه لمقآعد المرآفق العآمه الحدآئق منهآ تحديداً نآطقا بصوت مخنوق مُجبر ألآ يعلو وينفعل: عُمـــــر .. عُمــر وللي يعآفيك ترآ وقسم بآلله فيني إللي كآفيني رآسي بينفجر من الضغـط فلآ تزيده علـيّ .. لآتقنعنـي إن أختك صدق مآتدري عن شيّ واليوم أصلاً إللي جتنآ فيه البيت نسمـه لمت عفشهآ ورآحت بيت أهلهآ ثآني يوم وللحين مآردّت لآ والحلـو بـ الموضوع الحين إللي صدّق كمّل إنهآ طآلبه الطلآق ؟!!

إنفغر فمّ عُمر بدهشة سريعه بدت جليّه من احتدت أنظآره ثآبته على عُديّ مكظوم الغيظ بوجهّه محمر اللون منتفخ الأودآج لحظآت تملكه فيهآ الدهشه إلى أن أخفض رأسه سريعاً من بعد الإستيعآب هآرباً بنظرآته المتوتره من نظرآت عُديّ شديدة الإنتبآه المتفحصـه لأدق تعبيرآته الفآضحه على الأغلب إلا أنه آثر الهروب من عُديّ ونظرآته قبل أن يُفعّل ضميره وتبدأ نفسه في إلقآء اللوم عليه ..
مرر لسآنه مآبين شفتيه نآفخاً من فتحة فمه القصيره هوآء نفسه إللي أظهر توتره بعدمآ توكّل ذهنه بـ إعآدة الحوآر مابينه وبين أخته البآكيه متوسلة له أن يقسم على الكتمآن حآفظاً سرّ إبنة خآلته البآئسـه عديمة الحيله فيمآ أصآبهآ من إبتلآء غير قآدره على التخلص منه بـ أي حآل وإن حآولت جآهده لتتوصل أخيراً إلى الحلّ التعجيزي وإللي بـ إمكآنه أن يخفف من شعورهآ بـ وطأة الألم النفسي والعجـز والهوآن إذآ مآ إبتعدت عن المتسبب الأسآسي بإحتمآلية حتى حدوثه ... وهو عُــديّ بذآتــه
إبنة خآلته الوحيده الصغيره المدلله نسمـه العآشقه لـ عُـديّ عشق يفـوق التصوّر , يفوق حتى قدرة المعشوق ععديّ على تحملّه إذآ مآمُنح له كآملاً دون نقص !

مآبين إبنة خآلته وصديقـه الأقرب له بـ الصله أن يكون أخوه , هو محتـآر , مشتت الذهـن مضطرب الأفكآر ..

نسمـه ومآ أصآبهآ من الآلآم إثر مأسآويّة الخبر الكآرثي على نفسهآ الضعيفـه أن تتقبلـه وهي في مقتبل عُمرهآ الوردي وعُـديّ المحآصر بـ الحيره يفتك بعقلـه ملآيين من الأفكآر والظنون عن الرغبـه الفجآئيه للمرآهقـه العآشقـه له حدّ الجنون أن تنفصــل ! ودون مبرر لهآ بـ نظـره !
يآآلـ بوس عُديّ المغلوب على أمره فيمآ لم يختآره أبداً ولآ فكر حتى يوماً بـ الإقدآم عليـه !
أُجبر أولاً على الزوآج بهآ والحين هو مجبور أن ينفصل عنهـآ !

إهتز جفنيه إنتبآهاً لصوت عُديّ المُلحّ عليه منتشلـه من شروده العآصف بـ الأفكآر المحآصره مآبين منطقيّة التصرف والعدل والحق المصوّب لـ عُديّ ومآبين صوت العآطفـه والتحيّز الإنسآني لـ نسمـه !

الإنحيآز إللي صبّ أخيراً وبعد جهـد في الإتزآن لصآلح نسمـه مسآنداً لهآ وإن كآنت مسآندة وجدآنيه في حفظ سرهآ إللي أفضت به لـ حور وآمنته حـور بدورها عنـده ..
المسنآده إللي من شأنهآ أن تخرج نسمه من محنتهآ وآقفة على قدميهآ جآمعه أشلآء روحهآ الممزقّه وإن كآن إدعآء !

....: طلبــت الطـلآق صــدق !!
تجعّد وجه عُديّ إستنكاراً أردف من بعده بـ حنق: كل هآلشرود وبعـ .......
قآطعه عُمر سريعاً بـ اندفآع قبل أن يكمل: كنت أفكر بكلآم أختي .. إيه عندي علـم بس الموضوع مغير كآن نفسيّه وأختي حكت الموضوع بشكل سطحي مآهتميت إني أركز فيه
عُديّ: إيه وش قآلت بـ الظبـط ؟

أشفق عُمر على عُديّ الوآضح من إهتمآمه البآلغ وتلهفّه لمعرفة التفآصيل وإن كآنت دقيقه لآ أهميّة لهآ ليظهر وكأنه الغريق المتشبث بـ القشّه !

طأطأ رأسه للاض خآفض البصر هرباً من موآجهة عيون عديّ الخضرآء الذآبلـه وقد حآوطهآ هآله وآسعه من سوآد الإجهآد معقب: يعنـي ..... نسمه تشكّت شكوى عآديه حآل البنآت المدللآت شيّ يعني مآهوب ذآك الزود تدري عن البنآت إللي بعمرهم وخرآبيطهن
عُديّ: عُمـر أقول لك علمنـي بـ التفآصيـــل .. الكلآم تمآماً مثلمآ إنقآل قدآمك أبي أعرفه

إستمر عُمر بـ إزدرآد ريقه إلى أن أحس بـ جفآفه معقباً بهدوء خفيض أقرب للاختنآق من حصآر عديّ له وإشتدآده: شفيك يآعُديّ آلله يهدآك .. قلت لك أنآ أصلاً مآهتميت اختي اصلا كآنت تسولف مع أمّي .. وإللي فهمته إن نسمه ضآيق خلقهآ , حآسه إنهآ بعيده عن أمهآ وأخوآنهآ والجوّ إللي كآنت عآيشه فيه , يعني لآتنسى بـ الأخير نسمه وشو كآن وضعهآ أوّل

عُديّ: مآنيب نآسي بس بعد مآنيب مقصّر معهآ .. بيتنآ وش كبره , حتى غرفتنآ قآلت تبيهآ ورديه لون غرفتهآ ببيت أهلهآ قمنآ وهدينآهآ من أوّل وجديد مع إن كنآ توّ ومجددينهآ بـ أوّل الزوآج بس مآعليه طآوعتهآ .. تخيل إنت إن غرفتي كل شيّ محآوطني فيهآ لونه وردي وفوشي .. دبآديب وقطآو محشيّه بكل مكآن حولي وين مآ أروح ولآ تكلمّت .. دخن وعطور بكل مكآن وأنآ أسآساً متحسس تجيني الغصّه وأختنق ولآ أتكلّم ..

قآلت شغّآله جبنآ وحده ولأجل أرضي سعآدة بنت خآلتك الدلوعه المدلله جبت لهآ وحده ثآنيه خآصه فيهآ وحدهآ .. كـــل يــــوم يآعُمــــر .. كل يوم بـ المعنى الحرفي تروح لأهلهآ من أوّل الصبآح لآخر الليل وأمي بروحهآ قآعده بـ البيت مرتزّه , يعني مآفيه حتى فرصه إنهآ تفقد أهلهآ وتشتآق لهم .. مآنيب مآنعهآ عنهم ولآ حتى أمّي تشكّـت ويشهد آلله إن إسلوبي تبدّل معهآ إميه وثمآنين بآلشيّ إللي يرضيهآ .. أنآ فعلاً إستسلمـت لهآ .. مآعآد فيني خلق أجآكرهآ وأتعصّـى ... إسمـع يآعُمــر , أنآ نظيـــف .. سجلـي من بنت خآلتك أبيـــض , مآعليّ الهفوه والغلـط ... بشهر عسلنآ رحنآ ايطآليآ المكآن اللي إختآرته بنفسهآ يعني اجآزتي السنويّه بــحّ , رآحت خلآص .. ومع ذلك أمّي توسطت لخآلي يعطيني إجآزه ثآنيه .. إنت مستوعب ! إجآزه وإنآ بـ الصيف يعني نص الأطبآء الأجآنب منهم خصوصاً مسآفرين اجآزآتهم رآدين لديرتهم وأنآ امي تتوسط لي بـ إجآزه لأجل آخذهآ ولأي مكآن إهي بعد إللي تطلبـه عسى نعدل من نفسيهآ ... أول رمضآن عزمونآ جمآعتهآ على الفطور حسبالي باخذها بعدها الا انا ردينآ البيت بدونهآ ... تخيــل ! أردّ بدون مرتي .. مآعليــه .. وش ألقى أمي قآيله ؟ البنت وأهلهآ طآلبين الطلآق !!!! عُمــر وشهــو بـ الظبط إللي قآعد يصيــر ! أنآ منتهــــي وعلى الأخيـــر .. حيآتي فوق مآهي صفــر جت الحين وصآرت تحتـه كأن ذآ بـ الله إللي نآقصنـي

وقف عُمر وقد بدآ على وجهه التأثر .. الإرهآق من أسى مآ أفآض له به عُديّ ... ظهـر مرتبـك إرتبآكا شديـد بدآ وآضحاً جلياً بملآمحه العآبسه إللي أخفآهآ بموآرآة وجهه ورآء درجه الخآص المفتوح ليصير الظآهر لـ عُديّ الجآلس تفتك به الحيره جسـد عُمر كآملاً دون رأسه ..

عُمر اللي إنتزع مئزره الأبيض مكومه بـ إهمآل غير معهود قآذفه بـ الدرج دون إهتمآم ليرد المئزر هو وكومة من الأورآق طآئح بـ الأرض وحوله الأورآق متنآثره ليصدر صوت أفأفه سآئمـه نآفذة الصبر جآلساً بـ الأرض القرفصآء جآمعاً كومـة الأورآق ..

الأورآق إللي وصلت وآحده منهم أقدآم عُديّ ليميل بنصفه العلوي عليها حاملها من الأرض بيمناه مقلبها بيده وقد تقطب حاجبيه ينظرها بـ استغراب لشكلها الملفت والمميز دوناً عن بقية الأورآق وتحديداً لأنهآ مآكآنت ورقـه ..
مآكآنت إلآ بطآقة دعوه سكريّة اللون ذهبيّة الأطرآف المتلألأه بلمعة غليتر برّآقه , سأل وقد تقوّس فمه للأسفل إستفهآماً: وشو ذي !

نآظره عُمر دون إهتمآم النظره السريعه الخآطفه وإللي أعآدهآ لـ عُديّ وفوراً إنمآ هآلمرّه كآنت بـ إهتمآم أشدّ من لمح البطآقه بيده أردفهآ بغمضة عين نآفخ هوآء فمه بـ اغتمام وآقفا على قدميه بـ إستقآمه بعدمآ جمع الأورآق وأدخلهآ للدرج مجاوباً عديّ بشكل سريع متعجل: دعوة زوآج .. عآصم بن خلـف
عُدي: .........
إنتبه عُمر لـ جمود عُديّ يظهر عدم إستيعآبه وآضحاً ليرد موضح له: عآصم الممرض هني بـ الجرآحه ... تعرفـه
إستغرق لحظآت يستوعب فيهآ الإسم إللي لفظه عُمر وكأنه شيئ عآدي ...
الشيئ إللي كآن فعلا بـ الحقيقه أقلّ من العآدي إنمآ عنده إطــــلاقاً غير عـآدي !
إبتلع ريقه بقوّه أحسّ وكأنه بلورّه مكورّه عآلقه بمنتصف الحلق وبصعوبـه أنزلهآ إبتلآعاً محرراً لـ أنفآسه بعدمآ استقر الإسم بعقلـه وتجلّت من بعدهآ الصوره أمآمه بمنتهى الوضوح والصرآحـه ..
عآصم بن خلـف , ممرض الجرآحـه ..

عآصم مآغيره , خطيب صيتــه , وبـ التأكيد إللي مآبين يديه مآهو إلآ دعوّة زوآجهم الخآصّه !
أقفل عيونه بهدوء بعدمآ سقطت من يده الدعوه دون شعور منه لثآنية إلتقط فيهآ أنفآسه بعمـق مغلق الجفنين جبرا وبـ شِـدّه وكأنه بهآلطريقه يمنع صورتها من التكون بذهنه ..
صورتهآ المصآحبه لـ فيض من التخيلات الفآحشـه دون إرآدة منه ..

بدآية فيلمـه الخيآلي المصورّ برأسه كآنت أصعب ممآ يكون وهي تُزفّ لـ عآصـم , لحظـة إعلآن بدء زوآجهآ , زوآج يظهر أنه سعيد وهو على مشآرف إنهآء زوآج بآئس لايدّ له في أصلـه ويظهر أن لايدّ له حتى في إنتهآءه ..

وقف سريعا خارجاً من الغرفه دون أن يلفظ بـ حرف لـ عُمر متجآهله التجآهل الغير متعمّـد وهو يستوقفه طآلبه الإنتظآر مآط الرقبه مخرجا رأسه من فتحة بآب الخزآنه الموآرب ينظر ظهره الوآسع وهو يختفي بـ يمين الممرّ سريع الخطـى مكور القبضتيـــن لآفظاً بقلبـه: مو هآلمـــرّه يآنسمــــه ..... مو هآلمــرّه !


/
/



ركل بقدمه اليمنى البآب من بعد دخوله محتضن بسآعديّه أكيآس البقآله الورقيّه وبيديّه الأكيآس البلآستيكيّه صآئحا بـ اسمهآ ممدود الرقبه ينظر وجودهآ بـ أيّة ركن أو مكآن ..

....: ليــــــــلآآآآآ
أنزل البقآله من يدّه على طآولة المطبخ الرخآميّه عآقد الحآجبين بوجه مُرهق متجهّـم يبحث بعيونه عن شيئآن محددآن ..
ليلآهـ وريمـوت المكيّف !
وجد أولاً الريموت بجآنب ريموت التليفزيون ومآتأخر برفعه ضآغط زرّه لتتحرر نفحآت الهوآء البآرده المنعشـه وهو يعآود منآدآته له متملمـل: ليـــلآآآآآآ

كان على وشك فتح الثلآجـه مخرج له قآروره زجآجيّه شفآفـه بهآ سآئلا شفاف عازما على إبتلاع نصفه وإللي مآكآن إلآ مآء راغبا في ارواء عطشـه بـ حرآرة أجوآء يوليـو المشمـس ..
إلآ أنه تدآرك صيآمـه !
أقفل عيونه بقوّه هآمس: أخ !

قآلهآ ثم توجّه صوب الحمآم – بـ الكرآمه – المقترن بـ الصآله وإللي كآن خآليًا من وجودهآ لتسرع خطوآته صوب غرفة النوم إللي إقتحمهآ بدخول سريع مفآجئ متنقله عيونه حآدة النظره بتفحص بين الكيآنآت المرتبّه وبدقّه تآمه لتستقر أخيراً على الستآره الخرزيّه المتدليّه فوق بآب الحمّآم الخآص بـ الغرفـه لتزدآد عقدة حآجبيه حده إلى أن تقآربوآ على التلآصق والإلتحآم بعدمآ وجده خآليا من وجودها ..

شيئ من الإنفعآل إعترآه .. إنفعآل الغضـب والخـوف والقلـق والشــكّ والإرتيـآب ..
تخطآ شقته ممزوجة اللونين الأحمر والأبيض دخولاً لشقتهآ المنفصله السآبقه بحثاً عنهآ بين الأجهزه الريآضيّه ..
فلت زمآم السيطـره فعلاً ..
تملكـه الخـوف أقصآه وهو يخطي بتردد متبآطئ تجآه آخر مآتبقى من الشقـه وهو غرفـة النوم الأخيره المهجوره وإللي مآ كآنت بيوم من الأيآم المآضيّه إلآ غرفة نومها قبل أن يتوحدوآ زوجيـن ..

إبتلع ريقـه بقوّه وبصعوبـه وبِشـدّه نفرت بهآ عروق عنقـه وبرزوآ عظمي ترقوتـه ..
علآقه عكسيّه مآبين نبضه المتسآرع وتنفسـه الآخذ في التبآطئ ..
إشتدت حدّة نظرآته المذهوله غير المصدقّه فرآغ الغرفـه من وجودهآ ..
أحسّ بـ أطرآفه تجمـد وتتشنـج , إجتآحه شعور غريب مريب مفآجئ .. لأول مرّه يشهد نفسـه بذآت الحـآل !

وآقع فقدهآ مرير , مآيقوّى عقلـه على مجرد التخيّل ..
فعلتهآ مرّه ومآيردهآ شيئ أن تعيدهآ !
من فوره تبآدر لذهنه رسآلتهآ الخطيّه المتروكـه بـ أول هجر منهآ لـه وبمنتهى السرعه ودون تفكير أو تردد ركض لشقته تدور عيونه بين الكيآنآت بـ إنتظآر إستقرآرهآ على أيّة مكتوب منهآ لإعلآمه بـ حقيقـة مآ أقدمت عليـه ..

مآبين الثلآجـه والمجمد , الفرن والميكرويف .. مآلمح أي ملصـق .. أي ملآحظـه , أي تنبيـه وأي رسآله إلى أن سقطت عيونه المذعوره على شآشة البلآزمآ العريضه السودآء المنطفئه والمعلقه على الجدآر والمعلق بمنتصفهآ ورقه صغيره بيضآء !
إتسعت عيونه بصدمـه , مذهول .. رآفض التصديق

بخطـى بطيئه متردده إقترب وكلمآت محدده تدور برأسه .. " ستظل دوماً نجمـي اللآمـع "
كآن هو نصّ رسآلتهآ الأولى قبل أن تهجره دون إعلآم أو إنذآر مسبق أو لفت إنتبآه ..
يتذكر شهوره المضنيـه وهو يبحث عنهآ دون كلل أو ملل وهي لآتعنيه شيئ ... هجرآنهآ له هآلمرّه بعد أن أصبحت كل شيئ بـ التأكيد مؤلـم وهو شيّ أبداً مآرح يغفـره !

إنتزع الورقه من فوق الشآشه ببلعـة ريق جفّ من الخـوف لتأكيد المحتمـل قبل أن تسلّط نظرآته وتمآماً للكلمآت إللي تهجأهآ وكأنه يتعلم القرآءه ...

" مشوآر قصيـر يآنجمـي وبرجعـلك , قبلـه كبيره "
وفوق كلمة قبله أثر لشفآههآ الرقيقـه ورديّة اللون مطبوعة فوق بيآض الورقـه !

شيئ من التوجس سيطر عليه وتملّكه , رسآلتهآ القصيره أبداً غير مجديـه ..
هل هي صآدقه بريئة النيّه والتصرف أنه مجرد مشوآر لقضآء شيئ مآيعلمه وقريباً بترد لـه , أم جملـه مُبطنـه ذآت معآني كثيره بـ التأكيد هي له غير مُرضيـه !

أخرج جوآله من جيب بنطلونه الجينز الرمآدي لتسقط عيونه على جوآلهآ إللي قد أهدآه له في وقت سآبق من بعد زوآجهم بجآنب ريموت التليفزيون والمكيف موصول بسمآعآت الأذن ..
أطبق فمـه بقوّة مغتآظ رآفعه عن الطآوله موصل السمآعه اليمنى بـ أذنه ليفآجئ بتردد صوته تلآوة لسورة الصمـد !
إذاً كآنت تستمع لتسجيلآته الصوتيه للسور القصيره من القرآن بدآفع الحفظ لإقآمة الصلآه !

نفخ من بين شفتيه المنفرجه تخفيفاً عن حدّة توتره مجهول السبب .. يشعر بأنه يبآلغ ومبآلغة غير مقبوله تسبب له السخريه من نفسـه حتى ..

هي زوجتـه وهو مآضرّهآ أبداً , حيآتهم رآئعـه وهي مآتشكّـت .. ليش مآيسيطر ببآله إلآ فكرة التـرك ! وش إللي بيوصلهآ لقرآر الهجـر !


يمكن فعلاً بآلغت بموضوع النظآفه وحملتهآ شيئّ مآتطيقـه ؟!
كآن هذآ هو تسآؤلـه الأبلـه كـ مبرر لهآ لتركـه دون تردد !
تحسس بيمنآه عنقه مغمض العينين بهدوء يستجمع شتآت نفسـه .. فكرة فقدهآ ولو لدقآئق غير مقبوله إطلآقاً , عقله يرفضهآ بتآتاً وهي مجرد فكـره ..

وعلى الأغلب أنه بسبب مرضـه , يقرّ ويعترف أنه مصآب بـ الوسوآس القهري وإن كآن هذآ هو سرّه الصغير بينه وبين نفسه فقط إلآ أنه قد عرض نفسـه لطبيب نفسي ليشخص بدوره حآلته ..
الحآله إللي ربمآ تتضآعف إذآ مآوجد هو شخص آخر يسقط عليـه الجزء المفقود من الشخصيه بدعوى اكتماله في علاقتهم .. واشد اعراضه هو الاستحواذ والتعلق الجنوني بالاخر والاوامر الغير منطقيه !
وهي حآله مشروطه , إذآ فقط مآتمّ قبولـه ..
وليلآ كآنت هي الطرف إللي قبلتـه كمآ هو بكآمل رغبتهآ وارآدتهآ وبكآمل الحُبّ وكل العآطفـه والرغبــه !

إذآ فكرة الإنفصآل عنهآ والإنقسآم يعني الإنسلآخ من شيئ قد تأصل بروحـه ... يصعب تركه إذآ مآكآن حرفياً مستحيــل !

هز رأسه نفياً رآفض إستيعآب ذيك الظنون والشكوك إللي تفتك برأسه وتحرق روحه بعدمآ توصّل لمهدأ مؤقت من الأفكآر وهي إحتمآليّة ذهآبهآ لـ المخبز الخآص بـ جوزيف مثلاً ..!

" أصلاً أول مرّه تركتني .. رآحت بيت جوزيف , مآلهآ مكآن غيره ... جوزيف , إي هو وممكن نـوآ .. جوزيف ونـوآ .... ممكن دينـآ , معقولـه دينـآ !! مين تعرف ! ميـن ! مآحـد ... طيب معروف وين بدورهآ , جوزيف بيته والمخبز ونوآ بيتـه أو بـ مركز إعآدة التأهيل .. وآخر إحتمآل هو دينـآ ..... ممكن رآحت السوبر مآركت ! لآ يآنجم لآ ... هي تدري إنك طآلع تقضـي البقآله ولمآ أرجع رح تبدآ هي تجهـز الفطـور ... السآعه الحين ثلآث العصـر ..... ليـلآآآ ليـلآآ ليلآ ليلآ ليلآ ليلآ ........

هو في حآله من الإنهيآر المرضي ... مثير للشفقـه ...
كمآ الطفـل المعآق ذهنيًا .. يردد كلمـه وآحده دون وعي منه أو إدرآك أو تركيز ....
كآن ترديده هو لكلمـه وآحده ... لـ إسمـهآ ... لـ ليــلآ

ليلآ إللي رحمتـه أخيراً من عذآبآت عقلـه المشتت المضطرب الآخذ في الإنهيآر والإنحدآر بسرعـة لحظيّـه ليلتفت لهآ من فتحت بآب الشقـه وآقفه على عتبتـه موسعة العين البآسمـه وببرآءه ليصيح هو بغضـــب مآ أسكـن بروحهآ إلآ الهلــع لتطيح من يدهآ العلبـه الكرتونيّه الصغيره حمرآء اللون والمشآبهه لعلب الهدآيآ المغلفه فآغرة الفمّ بـ إرتيآع موسعّة العين بخـوف من هيأته المنهآره ولكنهآ بريئـة الظـن فيه وفي نفسهآ إذ أنهآ مآ أخطأت بشيئ لتتوجس منه العقـآب !

تحركت شفتآهآ دون صوت مذهوله: إيــش !!
أقبل صوبهآ بخطوآت مآ أمدآهآ تحسبهم أو حتى تتدآركهم إذ أنه وبلمح البصر أصبح مقآبلاً لهآ يفصل بينهم أنفآسهم وفقط من إعتصر ذرآعيهآ بيديهآ نآفضهآ وبقوّه سآئلهآ بـ جفآء تزآمن مع الإتهآم بنظرآته: ويــــن كنتــــي ليــلآآآ هـــآآآآآ ! تكلمـــي , تكلمـــي فوراً ... ليــــش أصلاً طلعتـي بدون إذن منـــي أو علــــم ليش تطلعيـــن بدونـــي ليـــلآآآآآ ليـــــــــــش

يكآد قلبهآ يقف من هول صدمتهآ بـه ومن هول الخـوف ..
لأول مرّه تشهـد على إنهيآره العصبـي اللآمبـرر وهي بظن نفسهآ بريئـه .. مآ أقدمت على شيئ سيئ ليكون هو السبب في تلبسّـه بمثل هآلحآلـه الغريبـه المريبــه !
....: شفيك يآنجم ! عآدي طلعت برّآ شويّ

نجم: ..............
ثبتت عيونهآ المستفهمه المستفسره بعيونه المشعّه المتلألأه ! ترآءى لهآ وإن مآخآب حقيقة تفسير عقلهآ أنه كآن على وشك البكآء !!!

زفرت بحرآره غير مُصدّقه وآقفه على أطرآفهآ ووقد إلتف كلآ سآعديهآ حول عنقه تآركه نفسهآ بحضنه: مآرح أتركك يآنجم .. وآلله مآرح أخليـك صدقنـي

أحست بـ ضلوعهآ تنطبـق , تجمـع فوق بعضهآ وتسحــق ..
ضمهآ لصدره وبمنتهى القـوّه .. أحست بجسدهآ الضئيل يقحم جبراً دآخل جسدهـ ..
شعرت بـ أنآمل يديّه تنغرز فيمآ بين فقرآتهآ وأنفّه بـ القرب من عنقهآ مهتآج .. آخذ في التنشـق وبـ إنفعآل من رآئحة جسدهآ الأنثويّه الرقيقـه ...

وصلهآ صوته مجهـد , مهلـك .. مأنـباً غيآبهآ بـ إرهآق عآتب: ليــش يآليــلآ ... ليـــش
....: طيب فكني أوّل عشآن أقولك ليـش
حررهآ أخيراً من حصآر قيده دون وجههآ الصغير السآكن بين رآحتيه لتتلآقى نظرآتهم بـ إرآدة منه هو ورغماً عنهآ هـي ..

توهآ أقدمت على فتح فمهآ بـ التلفـظ إلآ ويجبرهآ هو على الصمت بـ إغلآق شفتيهآ المحكمـه بين شفتيـه دون حسـآب أنه مُمسـك عن أفعآله العآطفيّه الملموسـه وهو في نهآر رمضآن صآئـم !

إبتعد عنهآ لآهثاً أنفآسه المتقطعّـه وكأنهآ لأول مرّة تخضع له ويتملكهآ من بعد مقآومة أو إنتظـآر !
انجذآبه نحوهآ غير منتهـي وعآطفته تجآههآ غير محدوده أو مقيدّه !

وجههآ محصور بين يديه يمآرس عليهآ سحـر رغبته السآحقـه فيهـآ لينتفض صدرهآ ضآحكه وهي ممسكه بكلآ معصميه مرجعه رآسهآ للورآء بقصد الفكآك منه والإبتعآد إذ أن قبلآته العميقـه أبـت أن تنتهـي حتى بعدمآ وزعّهآ لكل تفآصيل وجههآ وتقآسيمه !
....: ههههه آوووف منك نجـــم إسمـــع
أمسك رأسهآ من الجآنبين جآبرهآ ألآ تبتعد خآفض هو رأسه عليهآ وقد ثبت فمه فوق شعرهآ من المنتصف مغمض عيونه برآحة وإطمئنآن هآمس بصوت مُرهـق: ليــلآآآآآآ

....: كل سنه وإنت طيّب وبخير يآنجمــي
إبتعد فوراً عنهآ بعقدة حآجبين إستفهآميّه لتنحني هي بنصفهآ العلويّ للعلبـه صغيرة الحجم حمرآء اللون إللي سقطت من يدهآ فور فزعهآ مقدمتهآ له بـ إبتسآمه مشآكسه: يلآ افتحهآ افتحهآ افتحهآ بسرعه
تنآولهآ من يدهآ بـ بلآدة متردد هآزهآ بيده تخميناً لمحتوآهآ قبل فتحهآ لتكمل هي بعد أن أشبكت أصآبع يديهآ بآلقرب من وجههآ وكأنهآ متوسلّه الا أنهآ كآنت في أشدّ لحظآتهآ حمآسه وإبتهآج ..
....: بمنآسبة إيش !
....: عيد ميلآدك

تقوّس فمه إستغرآباً وقد إرتفع بصره تفكيراً لتلحقه هي سريعاً: أدري أدري , كآن الشهر الفآيت يوم سته سته واليوم هو سته سبعـه , يعني مرّ شهر كآمل

مآزآلت البلآهه سآكنه بين تقآسمه الشآحبه فيما كآنت هي في أوج إنفعآلآت السعآده موضحه: كنّآ فـ اليونآن يآنجم مآعرفت أدور لك هديّه لأني معرف شيّ هنآك ... بس هنآ أعرف وبصرآحه الموضوع جآ فجأه اليوم يعني لآتآخذ مقلب مرّه في نفسك , هو كذآ زي مآقلت جآ فجأه ... يلآ إفتحهآ وشوف

مآهتم كثير لكلآمهآ أو أعآده بـ التفكير إذ أنه قوّس فمه بخفة دون مبآلآه وحلّ عقدة الشريط الستآنيه بيضآء اللون رآفع الغطآء مستقرّه عيونه على الورقه المصفطـه آخذة شكل المربـع !
إستخرجهآ من العلبـه لتنفك من يدّه على هيئة صفحآت مطبقّه متلآصقـه مثل أورآق الـ - كشكش –
أعقد حآجبيه إستغرآباً وهو يفتحهآ كآمله تتنقل أنظآره البآرده والخآليّه من أيّ نظرة ذآت معنى دون البلآهه وعدم الفهعم والإستيعآب هآز رآسه بـ خفه هآمس: وشـهـو ذآ !!

أطبقت فمهآ بقهـر مآسرع مآنحلّ من رحمت برآءة تفكيره وعدم علمـه المسبق بحقيقة هآلشيئّ معقبه: شـوف .. شوف الصوره هذي – أشرت بـ انملة سبآبتهآ لصوره مشوشّه بطبآعه سودآء اللون تخللهآ رسومآت بيضآء ورمآديّه غير مفهومه مكمله – شـوف .. هذآ النونو حقنــآ

قآلتهآ بـ إبتسآمه وآسعه أظهرت صفي أسنآنهآ الصغيره المترآصه متلألأه عيونهآ وهـج مشـع من السعآده والحمآسه بآللحظه إللي إنفغر فيهآ فمه ببلآهه الفتحـه القصيره سآكن الملمـح جآمد التقآسيم لترد هي مأشره بطرف إصبعهآ دآقه دقه صغيره على الصوره بشغـب وشقآوه ثم أسرعت من بعدهآ في شبك يديهآ خلف ظهرهآ بآسمه ترمقه بتدلل وغنج: هذي ليلـو حقتنـآ .. ليلآ الصغيـره


إتسعت عيونه بدهشـه غير مصدّق حقيقة مآطرأ له .. هو فطـن صآحب فرآسه وإنتبآه قويّ ..
سألت عيونه المذهوله السؤآل بذهنـه لتؤكده هي مومئه إيجآباً وبـ انفعآل مرّآت متكرره: أيوآ ... أنآ حآمــــل , وكنت اليوم بـ العيآده
زفر بصوت مسموع زفرة حآرّه وإبتسآمه بآهته شآحبه غير مصدقّه آخذه في الإتسآع بآللحظه إللي استطردت هي فيهآ ثآئره مشتعلـه متأججه بـ حمآسه مفرطه: أنآ حآمل يآنجم , حصيـر مآمــآ .. حيجينـآ نونو صغيـر

مآزآل الذهول بوجهه مصلب تعآبيره وملآمحه ..
إنخفض بصره للورقـه بيده لثوآني معدوده من الجمود إللي أخذ في التبدد من شقت إبتسآمه فآتره طريقهآ في وجهه البآرد حآد التقآسيم العربيّه الشرقيّه هآز رأسه نفياً غير مصدق مبلل شفتيه المنفرجه بـ ذآت الإبتسآمه الرآفضه المتفآجئه لتسأله هي بـ تردد: يعني كذآ حلوه الهديّه ولآ لآ ؟!
نآظرهآ من فوره وقد إتسعت إبتسآمته وتمآماً متشدّق حآفراً بـ أنآمله جلدهآ الأملس من جآنبي جسدهآ النحيل رغبة في إخترآقه والوصول إلى مآتحته من بآقي التكوينآت لآفظا بعيون مشعّه مثيرة النظره: حآمــل يآليـلآ !

إكتفت بـ إيمآءة رآس إيجآبيّه مطبقة الفمّ موسعة العين بتعبير طفولي بريئ ..... مُشآكـس بآللحظه إللي لقفهآ هو محآوطهآ بذرآعه الأيمن جآذبهآ من مؤخرة رأسهآ لصدره عآفط بيسرآه الورق بيسراه بآسم: يآمجنونـه ههههه حآمل !!
....: حيصير عندنآ ليلآ صغيره زي مآتبغـى
أبعدهآ فوراً عنه سآئلهآ بـ إندفآع: هي بنـــت !

هدأ إنفعآل ملآمحهآ بآلبطيئ إلى أن سكنت ثم أردفته بـ مطهآ لشفتيهآ المطبقه تقوست السفلى منهم بهزة كتف عفويّه: مـدري
نآظر بـ الأورآق من جديد وقد عيت الإبتسآمه أن تفآرقه سآئل: كمّ لـك !
ليلآ: في الإسبوع الثآلث ... شفت يآخي الشهر إللي فآت أوّل مرّه البيريود حقتي تخلف وقتهآ مآجتني وأنآ اللي حآسبه حسآب أقعد نص شهر بآلسرير رآقده وذآبحني التعب

وكأن كل كلآمهآ لآيعنيـه .. خلل أصآبعه بشعرهآ من منتصف الرأس جآذبهآ وبمنتهى القوه والإندفآع لتستقر بوسط صدره الوآسع مطبق على جسدهآ النحيل الضئيل ذرآعيه في عنآق حميمي دآفئ: بنـــت يآليـلآ .. أبيهـآ بنـــت
تعآلى صوت ضحكتهآ الرقيقه المخنوقه من إثر إشتدآد جسده الريآضي الصحي عليهآ: هههه طيب ولو ولد يعنـي

....: أي شيّ حلـو بس بنت أحلـى .. أبغى ليلآ صغيره
ليلآ: نجم من جد لو جت بنت حنسميهآ ليلآ ؟
طبع قبله عميقه قويّه بوسط رأسهآ مجيب: أي من جـد .. ليلآ الصغيره وأي بنت ثآنيه نسميهآ كمآن ليلآ .. يعني ليلآ وآحد ليلآ إثنين ليلآ ثلآثه .. أبي بنــآت كثير

....: ههههه وآحد مجنون
....: فعلاً مجنون , أنآ مريض يآليلآ وبسببك مرضي قآعد يزيـد وممكن أوصل معك لدرجه أخنقك فيهآ ... بتتحمليـن !
إرجعت رأسهآ للورآء الشيئ القليل إللي سمح لأسفل ذقنهآ أن تلتصق بمنتصف صدره تنآظره متدلله: أيوآ بتحمّـل .. وحجيب ليلآت كثيرآت وإنت علمهم النظآفه والتعقيم وأنآ أقعد أميره وأفتك منك , هذآ هو الحلّ إللي ممكن يخليني أتحملّك

....: ههههه إيش النذآله هذي بآلله
....: بنآتك الصغيرآت مسئوليتك مآلي دخل فيهم خلآص أنآ من أوّل وصخه مآفي أمّل فيني أمآ همّآ لسّه صغآر علمهم


....: آآآآآآآخ – قآلهآ بـ إبتسآمه وآسعه وملآمح منتشيّه مُعذبّه من دلآلهآ العفويّ ورقتهآ البريئه مستقرّه شفتيه فوق وجنتهآ اليسرى النآعمه مدآعبهآ بقبلته النآعمه الرقيقه إللي تكررت فوق بروز العظم الأيسر لترقوتهآ بآلتزآمن مع يديه إللي إمتدت بـ تسلل هآدئ ومثير لقميصهآ القطنـيّ الداخلي رآفعه عن بطنهآ المشدود المسطـح بعدمآ فكّ أولاً سحآب سترتهآ القطنيه رمادية آللون بـ خطوط حمرآء على طول الذرآعين ملآمسه أنآمله الرقيقه نعومة بشرتهآ إلى أن جلس أسفلهآ بـ الأرض على ركبتيه ليصل رأسه تمآماً لـ بطنهآ ملآمسا له بطرف أنفه الحآد مدبب الطرف مغمض العين بـ هدوء منتشـي مطوّق سآقيهآ من خلف ركبتيهآ بكلآ ذرآعيه وقد إستقرت شفتيه فوق النقرّه الصغيره المجوفه وسط بطنهآ هآمس بدفئ أثيري مُهلك: آلله يحفظــك لي يآليلآ إنتي وليـلآ ...............!


/
/

 
 

 

عرض البوم صور حلم الحياه   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
العاطفه, والحسد
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المهجورة والغير مكتملة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 09:32 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية