لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > المنتدى العام للقصص والروايات > القصص المهجورة والغير مكتملة
التسجيل مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المهجورة والغير مكتملة القصص المهجورة والغير مكتملة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 19-08-16, 02:21 PM   المشاركة رقم: 116
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2016
العضوية: 316716
المشاركات: 178
الجنس أنثى
معدل التقييم: حلم الحياه عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 87

االدولة
البلدOman
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
حلم الحياه غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أمآنـــي المنتدى : القصص المهجورة والغير مكتملة
افتراضي رد: العاطفه والجسد

 
دعوه لزيارة موضوعي

/
/


ترقبت خروج أبوهآ بـ حركته المتبآطئه على كرسيه المتحرك ثم إلتفتت له وبسرعه بآسمه إبتسآمه مطبقه تظهر ممتنّـه صآدقه ..!
نظرآتهآ له مطوّله ترمقه بـ خليط غير مفسّر .. نظرآت عآطفيّه مآبين الحُبّ والشكـر والإمتنآن .. وكذلك الفخـر ..

أعقد حآجبيه إستنكآراً من بعد جلوسهآ وبجوآره سآئلهآ بـ إستغرآب: علآمك إنتي ؟!
أخفضت رأسهآ وبصرهآ للأرض الحركه إللي معهآ ترآخت طرحتهآ عن رأسهآ وإنسدل شعرهآ بلونه البنيّ الدآكن وقصّته الكآريه الدورآنيّه يوصل طوله أسفل شحمتي إذنيهآ .. سقط على الجآنبين حآجب وجههآ عنه إلآ إبتسآمتهآ قبل مآتبعد خصلآتهآ عن جآنب وجههآ الأيسر ورآء اذنهآ مجآوبته وبصوت خفيض شبه مسموع: سمعت كلآمك الأخير مع أبوي

إزدآدت عقدة حآجبيه بعدم فهم القصد تحديداً من كلآمهآ سآئل ببرود: أي كلآم ؟!

....: إللي قلته لأبوي يوم حدد وقت لزوآجنآ وإنك تبينآ بنفسنآ إللي نحدد هآلشيّ لأنه أسآساً شي خآص فينآ .. وإنك بعد تدري عدل إني مآ أحب أحد يقرر عني بأي شي يخصني
إزدآدت لمعة عيونهآ وإشعآعهآ بـ حُبّ نآطق , صآرخ صآخب .. وآضح وبيّـن ...
لأول مره يشهـده .. يشوفـه .. وكذلك يحسّـه

أكملت بـ هدوء عـذب رقيق: أول مره يآسهـل أحسّك فعلاً فهمت علي , صدقني حتى وإن مآبينت لك هآلشيّ أو أظهرته بس أنآ صدق أبيك وأبي علآقتنآ تكمل وإن تأخر هآلشيّ .. لآتظن فيني السوء يآسهل

إنتفض صدره لمره وآحده ضآحك وبـ خفّـه ممرر لسآنه على شفته السفلى هآز رآسه نفياً !
ردّ فعلـه إللي تقطّب على إثره جبينهآ بعدمآ تبين لهآ أنه هآزئ سآخـر !
وبعآدة حموّ إنفعآلآتهآ وسرعتهآ دون تروّي أو تحكم سألت بصوت جآهر تبدّل تمآم التبدل وعلى وجه السرعه واللحظيّه من هدوء ورقّه لـ جفآء وحِدّه ..

...: فيه شــيّ يضحــك بكلآمــي ؟!

مآل ثغره البآسم يمنـه بـ هُزئ .. عآدت ريمآ لعآدتهآ القديمـه ..
هي فعلاً صآدقه بقولهآ إنه وأخيراً فهم عليهآ وتفهمّهآ وإن كآن هآلفهم متأخر لكنه مو المُلآم الوحيـد ..
هي إللي مآ أعطه من قبل الفرصـه ولنفسهآ كذلك ولآ سمحت بحدوث هآلشيّ ..
جدآر حآجز منيع كآن دآيم قآئم بينهم ولمده تقآرب السنـه ومآيزيد ..
الكُره أخيراً أصبحت بـ ملعبه هو ولآ يلوم غير نفسّه إن فرّط فيهآ ..

إرتفع حآجبه الأيسر سآخر مردف بـ برود: ليش من قآل إن تبريري بـ الرفض كآن لسوآد عيونك دكتوره سآلي ؟
تجمـدت ملآمحهآ بصدمـه , ثآبتـه الملمـح والإنفعآل .. وصلـه تمآمًا إللي أرآده ..
إبتسآمه متمردّه كبتهآ ببلعة ريق متحمحم ..
أكمل بصوت أظهر فيهآ الخشونـه والجديّه: لأجل ورده أختـي
أتبعهآ بـ زفره كآن حقيقتهآ تنهيده رآحه وإستمتآع مرتخي بـ كآمل جسده مسند ظهره لخلفيّة الكنب ينآظر بـ السقف مكمل: زوآجهآ كآن المفروض من حول شهـر .. جهزوّآ كل شيّ وبـ الأخير تكنسّـل .. الولد الوحيد لأخو خطيبهآ توفّـى ..

رفعت أصآبع يمنآهآ الأربع مضمومه فوق شفتيهآ بنظرة دهشه وتفآجئ في حين أكمل هو وعلى طرف شفتيه شبه إبتسآمه فآتره: أختي وخطيبهآ يشبهونآ على فكره .. كل مآقلنآ يآزوآج طلع لنآ خآبور بـ الوسط يمنـع , مدري شآلسآلفه بـ الضبط

سآلي: معنآته زوآجهآ بيتأجل ولآ شلون الرجّآل يتزوج وولد أخوه متوفي
سهيل: ذي ثآلث مرّه يتأجل .. بـ الأول أمهآ توفت , هم سيف ولد عمـي شبيب وآلحين هآلولد ... آلله يرحم الجميـع
أخفضت بصرهآ للأرض هآمسه: آلله يرحمهم
سهيل: تونسي .. جآك التأجيل من آلله

أطبقت فمهآ بقهر رآده من بين أسنآنهآ بغيظ مكبوت من تلميحآته السآخره: على فكره هآلمرّه بـ الذآت مآكآن عندي أي نيّه للتأجيل وإن قلت نتزوج الحين وآفقت
قلب عيونه مرّه وآحده لآوي فمه هآزئ .. تتكلّم بمنتهى الثقـه ودون تردد لأنهآ تدري عن إستحآله الحدوث ..
صآحت بـ جفآء مغتآظه: أتكلم جد على فكـره

....: وليش معصبـه ! خلآص قلت لك مآفي زوآج الحين ولآ بوقت قريب , مآرح أتزوج قبل أختي
....: وفرضًا طولت أختك ؟!
إرتفع حآجبه الأيسر إستنكآراً غير مصدّق إنفعآلهآ الغير معهود المصحوب بـ لهفـه وإندفآع لترد هي بلعثمه متدآركه شدّة ثورآنهآ وإهتيآجهآ السآخط: ءآآ .. أقصـد .. أقصد إن إحنآ مخطوبين قبلهم ومن وقت طويل بعـد وكل شي عندنآ جآهز .. هآلظروف إللي صآرت قهريّه تخصهم هـم , شدخلنآ !
صفق كفيّه غير مصدق: سبحآنك يآربيّ .. منو إللي يتكلم الحيـن !

....: بدون طنآزه يآسهـل لو سمحـت
سهيل: ذآ وأنآ مآخليت شيّ إلآ وسويته مآبقى إلآ أجي وأحب رجولك بعد لأجل نتزوج وإنتي مغير تأجلين ولحجج مآل أمهآ دآعي , أبشرى الحين جآك التأجيل ولسبب دآعي .. ليش رآفضه !
أغمضت عيونهآ بآلقوّه مستغفره بآللحظـه إللي سمح هو لإبتسآمته بـ الإتسآع ومآسرع مآتلآشت وحلّ الإمتقعآع بوجهه مصطنـع يوم تكلمّت تفصيلاً وبهدوء وهي على وضعه مقفله عيونهآ تلفظ بـ تقطيعاً بـ الكلمآت: بــــلآ هآلإسلـــوب معـــي يآسهــل

....: إي بلآهــآ
من فورهآ فتحت عيونهآ من إستشعرت البرود واللآمبآلآه بصوته لتفآجئ بوقوفه معدّل شمآغه .. لحقته بسرعه سآئله: ويــن !!
....: بـروح

وقفت مقطبة الجبين معقودة الحآجبين سآئله بـ بهوت: وين بتروح ؟!
....: البيت .. بلآهآ حكـي وبلآهآ قعـده وبلآهآ كل شيّ .. مآفي دآعي ولآ لزوم لأي شيّ

أحكمت كلتآ يديهآ على يسرآه مآنعته من الخطـو والإنصرآف: وقف لحظــه
سهيل: ..........
....: مآقصدت يآسهل إنت شفيـك !
....: مآفيني شيّ وآلله , خلآص عآدي .. حصل خير , بـروح
....: وليش أحسهآ عكـس كذآ
....: عآد بكيفـك حِسّـي إللي تبيـن عآدي
....: لآ مو عآدي , اقعـد خلّ نتكلم ونتفآهم

إلتفتّ مقآبلاً لهآ وجهاً لوجـه مردف وبصوت خفيض منضبط: اسمعـي يآسآلي .. إيه مآفي شيّ يمنع زوآجنآ ورغبتي في إتمآمه أكثر من رغبتك لكن مو قبل وردهـ أختـي .. لو زوآجهآ يتأخر للسنه الجآيه بعـد , رضيتي إنتي وأبوك أو أبيتـوآ .. ذآ العلم إللي عندي وانتهيـت
إحتدت نظرآتهآ بصدمه غير مُصدقـه قسوة لهجته وبرودهآ بذآت اللحظـه لآمبآليـه .. والأهم هو ثقتـه وعدم إكترآثـه .. لآ برأيهآ أو أبوهآ !

جآ دوره هو بـ لوي الذرآع وإملآء الأحكآم ..
قآصد ينتقـم ووردهـ أختـه هي البطآقه الرآبحـه لقوّة حجتـه وتبريره ..
إلآ إنهآ تحسّ بشيئ من المصدآقيـه .. إختلط عليهآ حقيقة الأمر ..

هل هو موقف رجولي منـه وشهآمه في رغبته بعدم إستبآقه للزوآج قبل أخته تقديراً لظروفهآ القهريّه المآنعه لإتمآم زوآجهآ إللي كآن مقرر أولاً أو إنه مجـرد فرض تحكمآت وآهيـه بقصد اشفآء ولو القليل من فيض غيظه منهآ وحموّ غلّــه وغليلـه !

زفرت بـ إستسلآم هآمسه: خلآص أوكي .. اللي تبيـه أنآ موآفقه
ردّ حآجبه الأيسر وإرتفع إلآ إنه هآلمره كآن إنتصآراً وبغطرسـه " هيّن يآبنت المرشـد يآلعنيـده إنتـي ! "

أجفله من حديث نفسه المتبآهي شدهآ ليده طآلبه: إتعشـّى معآي اليوم
أخفض بصره ليده المحصوره بين يديهآ بعقدة حآجبين .. " هذي شفيهآ اليوم طآلبتني القرب وبزيآده ! "
جآوبهآ بـ برود رآفض: لآ .. بروح البيت

نفضت يديهآ من يده بقوّه ثآئره وبعصبيّه يقهرهآ بروده: أبي بس أعرف إنت وشهو إللي مغيرك عليّ ومكدرك كذآ !! وأنآ قلت لك كل إللي تبيه أنآ موآفقه عليه
....: ليش وإنتي على بآلك إنك السبب الوحيد إللي يكدرنـي ! ترآ بآلي مزحوم بمليون شغلـه

صآحت فيه لآئمـه: سهــــــل !!
نفخ من فمه زفره مهمومه خآئبه لآفظ وبهدوء: مره ثآنيـه
....: وليش مو اليوم ! أنآ أبيك اليوم
بنفسه ضحكه إن أطلقهآ مآقدر يوقفهآ .. يحسّهآ طفلـه بعنآدهآ رغم حدّة ملآمحهآ وجديتهآ القآسيـه .. شكلـه وأخيراً قدر يفهمهآ .. أنثى عنيده شرسـه , وهو بيده يروضهآ ..

قبض بيمنآه على اللوح الأيسر لكتفهآ رآد وبـ جديّه: وردهـ تبينـي اليـوم
....: كل شيّ ورده ورده آفففف
مآزآل غير مصدق , كل كلمـه تلفظهآ بـ إنفعآل ثآئر مهتآج تكشف جزء خفي من حقيقة شخصيتهآ وأطبآعهآ كآن عنـه مستتر ... هي فعلاً عليـه تغآر .... من أختـــه !!!
....: إسمعـي يآدكتوره , خطيب أختي طآلبنآ كلنآ نجتمـع , يمديه الحين وصل البيت وأنآ قآعد أهذر معـك ... أي شي بخآطرك أجليـه لبعدين

....: لآتقول دكتوره ...... إسمـي سآلـي !



/
/


فآقت فرحتهآ حدّ التحمّل .. من فرط السعآده تحس بـ الإختنآق ..
نبضآت قلبهآ طبول , دقـه تلو الأخرى وبقوّه .. متسآرعه حدّ الإضطرآب ..
مسحت بـ بآطن كفهآ الأيمن دموع سعآدتهآ متأملـة نفسهآ بأبهى حُلّة لهـآ ..
حُلّـه زفآفهآ على حبيب قلبهـآ ..
فستآنهآ الأبيض ..
كآن ملكّي التصميـم , نآطـق جمآل وفخآمـه

مزيج من أنوآع متعدده من الأقمشـه , الستآن الثقيـل والتُـلّ , الدآنتيل المخرم وآخر مُطـرز ..
كآن كلآسيكـي بـ قصّة الحوريآت .. ضيقّ مفصلاً للقوآم بذيل دآئري طويل .. ومن منآطق الفتنـه الأنثويـه كآن بآهـر ..
إذ أنهآ بـ حآل بنيتهآ الجسديّه كآنت ضآمرة المفآتن ..
إزدآد إنتفآخ نهديهآ الصغيرين الضآمرين والشق بينهم ثم توآروآ تحت قمآش التل الشفآف المُطرز ..
كريستآلآت برّآقـه عآكسـه للإضآءه وكأنهآ قطع مرآيآ ..
إزدآد بروز ردفيهآ والجآنبين بسبب ضيق الفستآن وتفصيلـه لجسدهآ ... وضـح طولهآ الفآرع ..
كآن قوآمهآ مثآلـي فآتـن ..

ودون صبر منهآ ونفآذ لطآقة التحمّل والسيطره .. رفعت الفستآن عن سآقيهآ وركضت خآرج الغرفـه حآفية القدميـن ..
إزدآد طول شعرهآ وصولاً لـ أسفل الكتفيـن أعلى منتصف الظهـر ..
توقفت بمنتصف المدخـل الفآصل بين مجلسي الرجآل والحريم تلتقط أنفآسهآ اللآهثـه بآسطه يمنآهآ فوق صدرهآ المرتفـع لأقصآه والهآبـط بسرعـه كذلك لأقصآه ..
تعلقت عليهآ زوجين من عيون الشغآلآت البآسمـه ..

إفترستهآ نظرآت إعجآبهم السآحـق ودون تحكم وبلآ شعور صآحت وآحده منهم بـ إنبهآر: شكلـــــك مـــــرآآآآ هلـــــووو
إتسعت إبتسآمتهآ مآئله برآسهآ أقصآه تعبيراً مشآكساً للعآملـه ثم أطبقت رآحتيهآ لبعضهم أسفل ذقنهآ بـ إيمآءه إيجآبيّه وكأنهآ تحيّه آسيويّه أو طريقـه تعبيريّه عن الشكر والإمتنآن !

هوّت بيمنآهآ المتأرجحه بـ الهوآء على وجههآ المشتعل نآفخه من فمهآ الممتلئ دفعآت هوآئيه متوتره .. مآزآلت عيون الشغآلتين ترقبهآ دون تحوّل عنهآ إلى أن دخلت المجلـس الخآص بـ إستقبآل الرجآل قآطعـه صخـب حديثـهم بوقوفهآ أمآمهم متخصـرّه رآفعه رآسهآ وذقنهآ بـ تعآلي مستعرضـه نفسهآ بـ تبآهي مختآلـه إعجآباً كذلك بنفسهآ ...

إنبهآر جمآعي مأخوذ بـ الصدمـه والدهشـه والذهـول ..
دخلت عليهم إقتحآماً دون تمهيـد .. ودون تنبيـه ,,
من فوره آدم وقف كمّآ المسحور المغيّب .. وكذلك شبيـب منفرج الفمّ مذهول النظـره ..
مررت عيونهآ على جميعهم إبتدآءاً من أول الوآقفين .. آدم وشبيب ثم جآسـر , فآهـد وإبنه نمـر النآئم بـ حجره جآورته أمه حآمله الصغيره أنسآم النآئمه ... والحآضر أخيراً ....... سهيـل
إتسعت عيونهآ شآهقه بـ تفآجئ ويدهآ على فمهآ صآئحه: جيـــــت

من قآلتهآ موجهه لـ سهيل إلآ ويوقف والإنبهآر بعيونه مبتسم غير مُصدّق ...
توّه وبتنفرج شفتيـه نآطق إلآ ويتعآلى صوت الزغرده من لسآن أمهآ وبـ جلل صآخـب أفآق منه الصغيرين النآئميـن فزعاً ...
إنتهت سيمفونية زغرودتهآ مهلله ذآكرة النبي والصلآة عليـه تحت مرأى ومسمع من الكـل إللي توجهت أنظآرهم لهآ بـ إبتسآمـه حقيقيـه ... وصآدقــه
ولآ شعورياً إقتربت ورده مآئله بنصفهآ العلوي عليهآ لتسرع هي بآلوقوف منزله الصغيره أنسآم ضآمه بجلاً منهآ ورده وبـ القوّه ..

....: صلآة النبي عليك يمّـه , آلله يحفظـك , آلله يسعدك
دون مقآومه إنفلتت دموعهآ منهآره تجهش بـ البكآء .. حفرت أظآفرهآ بـ ظهر أمهآ دآفسه خشمهآ بـ عنقهآ تنتفض ...
وبصيآح تعآلى من الصغيره أنسآم إللي تربعت بـ الأرض تشد شعرآتهآ الخفيفـه إدعآءاً للبكآء دون دموع ..

تحسس جآسر ظهر ورده بـ حموّ قآصد تهدئتهآ مآزح: لآحووول وش ذآ العآطفه الجيآشّه
دفّه شبيب بكتفه يوسع له مكآن ورآء ظهر ورده شآده من مرفقهآ طآلبهآ وبـ رقّه: لآتبكيــن
وقف فآهد منزل إبنه هآدئ الإنفعآل حتى بعد إرتعآبه وصحوه مرتآع من صوت أمه ... بـ رفق غرز أصآبع يمنآه بكتفهآ جآبرهآ تبتعد عن أمه وتلتفت له ..
ومآ إن إلتفتت حتى إرتمت بـ حضنـه هو .. وبـ إبتسآمه طوق كتفيهآ بذرآعه الأيمن هآمس: وليش البكآ الحيـن

ردت بنبره مخنوقه متحشرجه وصوت قطعّه البكآ: مآآ.. مممـ مدري
فآهد: هههه خلآص طيب وقفـي , كل ذآ دموع الفرح يعنـي
إبتعدت عنه دآقه منتصف صدره بـ قبضتهآ الوآهنه ضآحكه ليستلمهآ سهيل من بعد فآهد مخلل أصآبع يمنآه بـ خصلآتهآ الملتصقه بخديهآ إثر الدموع لـ ورآء اذنهآ محتضن وجههآ بكفيّه مآسح دموعهآ بـ إبهآميه هآمس: يآحلــــوك ... وش هآلحــلآ !!

تحسس شبيب ذرآع ورده متلمس الألمآسآت المطرزه بـ أعلى الكمّ التُلّ الشفآف من الكتف مآخوذ بـ الإنبهآر هآمس دون وعي وكأنه مسحور: يخبـــل الفستــآآآن
ورده: ههههه لآتنخبـل علي الحيـن

قآلتهآ ضآحكه ثم إنتفضت من مكآنهآ مرتده خطوه للخلف والإرتيآع بوجههآ مذعورة الملمـح ..
دقّت صدرهآ بيمنآهآ مغمضه عيونهآ تشهق نفس عميق من بعد روعهآ في حين أطلق جآسر ضحكه قويّه مأشر بيده صوب الصغيره الحآبيه: ههههه الشيطآنه نسووم خرعتهآ
ورده: يمّه دخلت من تحتي خرشتني قآعده تتحسس رجولي

حملهآ جآسر بـ العكس ملصق ظهرهآ لبطنه الرفعه إللي أزعجتهآ وعلى إثرهآ تمت تلطم خديهآ الممتلئين وتصيح بتوآصل دون إنقطآع محدثه إزعآج ...
إقترب آدم أخيراً بعدمآ إنفكت عنه عقدة السحـر وعآد لوآقع أنهآ حوريته الحقيقيـه أمآمـه ..
تعلقت عيونهآ المتلألأه بعيونه المبهوره لثوآني تنحنح من بعدهآ جآسر ضآم قبضة يمنآه فوق شفتيه مستأذن: أقول .. ذي اللحظآت تحرجني , بطلع أحسـن

قآلهآ ومآسرع مآختفى من المجلس حآمل أنسآم الصآئحه الرآفضـه ليتبعه شبيب إللي مآختفت إبتسآمته البلهآء من وجهه لدرجه أنه صك جآنب وجهه الأيمن بـ إطآر البآب عند خروجـه وعيونه معلقـه على ورده دون إنتبآه ..

الحركـه إللي علت فيهآ أصوآت البقيّه ضآحكيـن عليـه , الضحك إللي بسببه إنحآش عنهـم لبرآ المجلس منحـرج !

فآهد: مآشآلله ,, شهآذآ الزيـن يآورده !
....: فآهد خلآآآص تحرجنـــــيييييي
إتسعت إبتسآمة سهيل على طريقتهآ بلـفظ كلمتهآ الأخيره ممدوده بـ حيآء صآخب معقب: أويلــــــــي
طيرت عيونهآ شآكيه لأمهآ والخجل ذآبحهآ: يمّـه شوفيهـــم
ردت أمهآ وضمتهآ ولآشعورياً سقطت دموعهآ هي هآلمرّه متذكره ضُرتهآ – جيهآن – وآلدة وردهـ , تخيلت مدى سعآدهآ بلحظـه مثل إللي يشهدونهآ الحيـن .. سعآدتهآ بـ بنتهآ الوحيده مرتديه فستآن زفآفهآ إللي تمنت من أول لحظـه تنشقت فيهآ هآلبنت أنفآسهآ إنهآ تعيشهآ ... لحظـة شوفتهآ عروس بفستآنهآ الأبيض ..

تمتمت بقلبهآ مترحمـة عليهآ سآئلـة لهآ الغفرآن والجنّـه ..
آدم كآن مُرآعي .. شخصيّه مميزه فريده , مآغآب عنه إحتمآلية إحسآسهآ بـ الفقد بـ لحظـه من أشدّ لحظآت حيآتهآ تميّز ..
اللحظه إللي تحب كل بنت مشآركتهآ مع أقرب حبيبـه لهآ ..
غيآب أمهآ بهآللحظـه كآن رح يكون موجـع .. وعلى الأغلب كآنت رح تسجّل من ضمن لحظآت حيآتهآ الأكثر تعآسه .. إلآ إنه وبرغبته المُلحّه إللي تسألوآ عنه جميعاً وبـ إرتيآب قبل قدومـه طآلبهم التجمـع ... كلهـم ودون غيآب ..

أرآد أن يشملهآ بـ أفرآد عآئلتهآ ومشآركتهآ ذآت اللحظـه الحمآسيّه السعيده دون إحسآس منهآ بـ الفقـد والوحـده ..... أو الإنكسـآر
إبتعدت عنهآ أم فآهد متحسسه بيمينهآ كآمل وجه ورده بعيون دميعـه نآطقـه سعآده ورِضـآ وإبتهآج ...

....: أسألك اللهم بـ إسمك الحبيب الكآفي أن تكفيهآ كل أمورهآ مع زوجهآ ممآ يشوّش خآطرهآ ويسهر نآظرهآ , اللهم ألِّف بين قلبيهم كمآ ألفّت بين قلوب عبآدك , آللهم إجعله لهآ أبـاً فـ الحنآن وأخاً فـ الطآعه وحبيباً في الفرآش , آللهم إجعله لهآ كمآ تُحِب وإجعلهآ له كمآ يحـب , إجعلهم قّرّة عين بعضهم واقسم لهم من خشيتك مآتحول به بينهم وبين معصيتك ومن طآعتك مآتبلغه به جنتـك , آللهم أصلح لهآ زوجهآ وثبته على الإيمآن , اجعله اللهم رجلاً صآدقاً صدوقاً جوآداً كريماً زده آللهم حُبّاً لهآ وصرآحتاً معهآ وتعلقاً بهآ , وفقهم آللهم وآجمع بينهـم على خيـر ....

بـ ظآهر سبآبتهآ مسحت ورده سحبة عينهآ اليمنى من دمعـه مُتأثره تعلقّت بـ الطرف ..
أردفت بـ إبتسآمه هآدئـه مسلمّه نفسهآ لصدر سهيل إللي إحتضنهآ هآمس: آللهم آميــــن
إبتعدت عنه ويد فآهد متحسسه ذرآعهآ الأيمن بـ حنوّ لآفظ بذآت الهمس: آميـــــن

رفعت أمهآ نمـر الصغيـر الهآدئ لصدرهآ طآبعه قبلتهآ برآسه هآمسه لولديهآ: يلآ يمّـه سهـل .. يلآ يآفآهـد , خلوهـم برآحتهـم

ترقبت ورده خروج الجميـع وموآربـة البآب لترد تنآظره بنظره تحتيّه خجلـه ... شآبكه أصآبع يديهآ بمنتصف جسدهآ ..

التشآبك إللي إنفضّ أول مآ أمسك هو يديهآ رآفعهآ لشفتيـه تآرك أثر قبلته العميقـه وجداً بظآهر كفيهآ ..
ولآ شعورياً ردّت عيونهآ مترقرقه متلألأه .. مآقوت على التحكم , سقطت دون سيطـره ..

جذبهآ ودون تمهيد لصدره يسرآه ممسكه بمؤخرة عنقهآ ويمنآه متحسسه آخر ظهرهآ: ليــش البكـآ !
من بين نشيجهآ الآخذ في الإحتدآد نطقت بصوت متقطـع , نبره مبحوحه مشحوحـه ... كلمآتهآ بآلغـة الصـدق والإخلآص: أنآ وآلله أحبـــــك يـ آدم !


/
/

/
/


دخلوآ ثلآثـه ..
هي تتقدمهم وكأنهآ مُرشده تخبرهم بمعآلم غرفتهآ ..

خلفهآ اثنينآتهم .. هي ببنيتهآ الهزيلـه للغآيـه , جسدهآ مُرهـق .. متكئـه بـ مشيتهآ المتبآطئـه وخطوآتهآ المتثآقلـه تسندهآ أختهآ بمنتهى الرفق والعنآيـه إلى أن أوصلتهآ للسرير المنخفض نسبياً ..
الغرفـه نوعاً مآ مُريحـه بسبب مسآحتهآ الفسيحـه وقلّة أثآثهآ وبسآطته وهو الشيئّ إللي تمّ إقترآحه بدلاً من غرفتهآ الضيقـه المتكلفّـه ..

تمردت مرشدتهم بشغب غير مستحب في وقتهم: هـه نآهد هآنـم , ترآ مو أيّ أحد إللي أتنآزل له عن غرفتـي ..
خزتهآ صيته أن تنتبـه على مآتلفظ , نفسيّة نآهد أبداً غير قآبله لمثل هآلنوع من المهآترآت وإن كآن من بآب الهزل !

ريتآج المتمرده سليطـة اللسآن ورآثة من أمّهآ .. ضربت بعرض الجدآر تهديدآت صيته التعبيريه مكمله وهي تبعد الفرآش الخفيف أبيض اللون عن السرير: أمآ تنآزلي الأكبر هو اني بنآم مع وحده وصخه إسمهآ صيته , غرفتهآ مكبّ النفآيه , يآلله لآتشقينآ بس
صيته: أقول ريتآج , كثر خيرك ليش مآتنزلين الحين تحت وأنآ بدبر عمري

تخصرت ريتآج بيمنآهآ وملآمح الهزئ بوجههآ مردفه: لآ يآعمري .. بخليني هنآ , غرفتي وأقعد فيهآ بكيفي
أوصلت صيته نآهد للسرير وبدت بمسآعدتهآ في التمدد: آستغفرك يآرب وأتوب إليك
ريتآج: خير إن شآلله صيته هآنم !
زفرت صيته بقوّه حآثه نفسهآ بـ الصبر إلى أن تمددت نآهد بآلكآمل وبدت بتعديل جلآبيتهآ إللي إنحسرت عن سآقيهآ: نآهد تعبآنه يآريت تقدرين هآلشيّ .. يعني بنخليهآ بروحهآ , وأظن إنتي بعد ورآك إختبآرآت فآينل ليش مآتدرسين أحسن !

تكتفت ريتآج برفعة حآجب لآويه فمهآ بـ إمتعآض مرآقبه صيته وهي تبدآ بتعليق المحلول لـ نآهد .. لحظآت والإمتعآض بوجههآ إلى أن لفظت: أنتظرك تخلصين وتروحين تنظفين , الصرآحه معرف أذآكر بـ بيئه وصخـه
إلتفتت لهآ صيته برفعة حآجب آللحظه إللي لآشعورياً من نآهد ورغماً عنهآ مآل فمهآ بـ إبتسآمه مرهقه ..
إحسآسهآ بـ الفقد عميـق وغآئـر .. إشتآقت المهآترآت والمنآوشآت ع الفآضي والمليآن , الطآلعه والنآزلـه .. وآقفين لـ بعض على الوحده ..
كل من بهآلبيت بـ إستثنآء صيته وأبوهآ ..
فيمآ عدآهم .. إخوآنهآ الثلآث سلطآن وركآن ومحمد , وريتآج وزوجة أبوهآ .. وهي نفسهآ .. في حرب أهليّـه مع بعضهـم .. مآحد يطيق للثآني كلمـه ..
صيته وأبوهآ هم الجآنب الإستسلآمي .. الموآجه لأي موقف بـ لوية الفمّ المطبق والإستغفآر !
مآزآلت ريتآج كمآ هي .. وصيته كمآ هي ..

لو فيهآ من الطآقه شيّ كآن سحبت ريتآج من شعرهآ وعلمتهآ شلون تتكلم مع صيته شقيقتهآ بهآلطريقه إلآ إنهآ تتم معذوره ..
صيته وغرفتهآ بيئه إطلآقاً غير صآلحه لأي ممآرسه من الممآرسآت الحيآتيّه .. فمآ بآلك بـ طقس الدرآسه والإستذكآر !
أكمل على الموضوع شخصيّة ريتآج الرتيبه .. المنظمه والدقيقـه والمخآلفه تمآم الإختلآف لشخصيّة صيته العشوآئيـه اللآمبآليـه بأي من أمور الترتيب والنظآم !

مسحت صيته على كآمل وجههآ مستغفره وبهمس: حلمك علينآ يآرب ..
ريتآج: ليكون مو عآجـ ............
إلتفتوآ لهآ ثنينآتهم بعدمآ قطعت كلآمهآ حآد النبره السآخره مشغوله بـ جوآلهآ إللي مآسمعوآ له صوت والظآهر إنه على الوضع الصآمت ..
كآنت ملآمحهآ متلهفه وكأنهآ بـ إنتظآر شيئ مصيري طآل إنتظآره ...

تحت أنظآرهم المدققه تبدلت ملآمحهآ لـ لويّة فمّ ضآجره لتقآطعهآ صيته: خير .. إنعفس وجهك
إنتبهت لهآ تنآظرهآ بـ دهشـه وبآلتبعيّه إنتقل نظرهآ لـ نآهد ثم أردفت بـ لعثمه مبتلعه ريقهآ أولاً: لآآ .. عآدي ... صوره
أعقدت صيته حآجبيهآ وهي تغرز الإبره بآلمحلول المعلّق: صورة إيش !
قوست فمهآ مآتدري رآده: توّهآ تحمّل مآظهرت .. من وردهـ
من وقع الإسم ردت نآهد تنآظرهآ بعد أن كآنت على وشك إغلآق عيونهآ المتعبه والخوض في نوم عميق ..

ريتآج وبعد أن صآبتهآ الخيبه زفرت بـ إحبآط , أتآهآ عكس مآ أمِلّت ... غآئب عنهآ من قرآبة الـ ثلآثة أشهـر .. طآل العقآب , وهي أبداً لن ترضـخ ...
....: صورة إيش هذي وريني هآلبنت صدق وآلله إشتقت لهآ ..
ردت ريتآج وفتحت جوآلهآ من بعد قول صيته وعيون نآهد صقريّه حآده وحآقده رغم التعب والذبول ..

ثوآني من الإنتظآر بـ ترقب من ريتآج الضآئقه إللي بدأت تتأفف: هفففف جوآل زفت معفن عشر سآعآت يحمّل مغير صوره
صيته: هههه ترّآ العيب في الشبكه أو سرعة النت , شدخل الجوّآل
....: كذآ , جوآل خآيس معفن , متى عآد يجيني جوّآل زي الأوآدم هـــ ..... لآآآآآآآآآآآآآآآهــــ

شهقه قويّه أطلقتهآ ريتآج أرعبت كلاً من صيته ونآهد إللي إتسعت عيونهم لآخرهآ متعلقه بنظرة إرتعآد من نآهد وغضب من صيته في حين كآنت نظرآتهآ هي بآسمه يدهآ فوق شفتيهآ المنفرجه وفمهآ المتسع بـ إبتسآمه مذهوله غير مُصدّقه: وردهـ يآلـمعفنـــه مآني مصدقتـــك وجـــــــع
قربت منهآ صيته وبقوّه سحبت منهآ الجوآل: وشهـو ذآ !
بلحظة مآلفظتهآ إلآ واتسع فمهآ لآحقه ريتآج هآمسه: هذي ورده صدق ؟!! تزوجت !!

ردت ريتآج سآحبه منهآ الجوآل تنآظر بتدقيق وتفحص: يآلخبلآ .. لآ توّهآ مآتزوجت بس العبيطه تسوّي بروفآ للفستآن علمتني من قبل وقلت لهآ الخبله لآتخلي خطيبهآ يشوفه عشآن ينبهر زين يوم يشوفهآ وبعد طنشت كلآمي

بققت صيته عيونهآ لآخرهم: أمآ عـآد !!
ريتآج: ههههه ورده ذي فلّـه , غيرنآ تمآماً
صيته: إي وآلله أشهـد
ريتآج: وشكل خطيبهآ الفلبينوو هذآ فلّه بعـد ههههه يآزينهم , بس هو أبيض منهآ هي سمره شويّ , شوفي كيف يبوسون بعض عآدي ويتصورون بعد ب حيآ وآآآآآآآي متى أتزوج بس يآلله عجّل أمورنآ
طقتهآ صيته من رآسهآ وأخذت الجوآل تنآظر: هههه فصختي الحيآ خلآص , وريني أشوف وين يبوسون بعض
ريتآج: وبعد مآتشوفين

صيته: هو بس إللي يبوسهآ , ومن خدهآ بعد .. يعني بوسه بريئه
ريتآج: هههه وآلله , الحين البوس صآر أصنآف بريئ ودنيئ , وريني أشوف
رفعت صيته يدهآ مبتعده عن ريتآج: مآشبعتي من اليوم تتمقلينهآ خل أشوف
ريتآج: ههههه يآلزفت خل أشوف فستآنهآ مآشفته كل ذآ وأنآ عيوني على الفلبينوو خطيبهآ
صيته: ههههه ووجعــــه

على مرأى ومسمع من نآهـد الهآدئـه جداً ظآهرياً ومآخفـي أعظـم !
بـ الحشى جمـره مشتعلـه .. لهيبهآ حآرق مستعـر ..
نآر متأججـه .. متصآعده .. كلّ مآفيهآ يستشيط ويحترق .. يغلـي ..... ويفـور

إبتلعت وجعهآ بمرآرة العلقم .. كتلـه من المُـرّ بـ حلقهآ عآلقـه ..
وكتلّـه من أسى الدموع بمحجريهآ متوقفّـه ..
تبرأت منهآ الإرآده وغآب عنهآ التحكّم ..
لفظت بصوت مخنوق جآهد وكأن الكلمآت تقطع أحبآلهآ الصوتيّه: أآآآ .. أشــوو ..... ف

من فورهآ صيته إنتبهت عليهآ وبسرعه مدت لهآ الجوآل: شوفي هذي وردهـ إللي بتجآورك إن شآلله
مآ إن غمزت صيته إلآ وإبتلعت نآهد ريقهآ بصعوبه وكأنهآ محتقنـه متنآوله الجوآل بيد مرتجفـه فسرتهآ صيته إنهآ أثر من آثآر الضعف العآم , سوء التغذيّـه والنفسيّـه .. مآعلقّـت ..
وجهّت كلآمهآ لريتآج تآركه لنآهد حريّة التأمـل , والتفحـص .. والإشتعآل !
....: روحي يلآ مطولـه !
....: لآ حبيبتـي , أطلع وجوآلي معـي
....: مآنب مآكلينـه , رآدينه تطمنـي

بللت شفتيهآ متوتره .. وضح قلقهآ من ترك جوآلهآ بين يديهم حسباً لأي محظور محتمل الحدوث !
رفعت رأسهآ بتكآبر مردفه بـ عنآد مفصلّه مآبين كلمآتهآ: لآء .. آخـذ جوآلـي ...... وأطلع .. أوكي ؟

لوت صيته فمهآ مطيره عيونهآ متململه إذ إن لآ رجآء في ريتآج: يلآ نآهـد إرتآحي .. لآترهقـي نفسـك ...

بـ صمت مُريب ودون أن ترفع عيونهآ لهآ .. نظرآتهآ تمآماً مصوبه لمآ أمآمهآ بتركيز قويّ ودقيق , دون تشتت .. فيهآ من الغِـلّ والغليل والحقـد ..... والمقـت .. الشيّ العظيــم !
ومعآني أخرى أكثر ريبّـه .. أقسمت بـ الإنتقآم .... !

تركت الجوآل على – الكومدينه - متمدده على جآنبهآ الأيمن ولهم الظهـر سآحبه على جسدهآ الهزيل غطآهآ الخفيف آمره بـ هدوء مقتضب بآعث للريبه مثير للتشكك: إقفلوآ البآب وطفّـوآ النور !


/
/


ظهيرة اليوم التآلي ..
بـ قدمه اليمنى أقفل بآب الشقـه من بعد دخوله متوجّه للصآله الدآخليه ..
الشقـه إجمآلاً صغيرة المسآحـه , ضيّقـه .. بسيطـة التصميـم
صآلتهآ الدآخليه مفتوحه على المطبـخ بـ بآر رخآميّ على الطرآز الغربي ..

ورآء هآلبآر كآنت على مشآرف إنهآء وجبة الغدآء بـ دخوله هو عليهآ ملقي سلآمه هآدئ النبره كـ صفه جديده مكتسبه مخآلفه وتمآماً لمآ كآن عليـه ..
تبدّل طآبعه الحيوي ليصبح هآدئ سآكـن غير مبآلـي .. وإطلآقــاً
ردّت سلآمه وعيونهآ موسعّه بـ تفآجئ من كـمّ البقآله إللي تبضعهآ والآخذ في إنزآلهآ من يديّه على الطآوله الرخآميّه الخآصه بـ المطبخ ..

....: إيه يآمآلـك الحآقآت دي كلهآ !! دآ أنآ مكنتش عآوزه إلآ إزآزة خـلّ وزيـت وبـخمسه جنيـه عيـش
أتمّ إنزآل الأكيآس البلآستيكيّه بيضآء اللون من يديه معقب ويسرآه لجبينه يمسح بـ المنديل قطرآت من عرقـه ..
شمس القآهره الصيفيّه إجمآلاً حـآرّه .. وإن كآنوآ بمثل هآلوقت إللي إنتصفوآ فيه بشهر يونيـو فآلشمس قد تجآوزت بحرآرتهآ لتصير حآرقـه , مُذيبـه .. لآتحتمـل

....: إيه مآعليـه
أحست الإرهآق بنبرته المتعبه المشحوحه وعيونهآ معلقّه على ظهره مقفي عنهآ أوقفته بـ السؤآل: رآيح فيـن !
....: بآخذ شآور سريع وأجي
....: لآ إستنى مينفعـش
أعقد حآجبيه إستغرآباً لرفضهآ ولملآمح الإهتمآم والقلق إن صدق تفسيره سآئل: ليـش !!

....: إنت دلوئتي حرّآن وعرئآن مينفعـش .. إستنى جسمّك لمّآ يهدى شويّه يآحبيبي عشآن متتعبش إسمع كلآمي

تحت تأثير رقّة صوتهآ وحميميّة النبره وصدق الإهتمآم , مآقدر إلآ ينقآد لطلبهآ ودون جدآل أو بعآدته القديمـه ... بـ الإهمآل !

أطآعهآ بـ إبتسآمه هآدئه رآفع يديه بآسط كفيّه بوجههآ إشآرة لـ تسليمه والإستسلآم لتبآدله هي الإبتسآمه مردفه: إرتآح على الكنبه أدآمي شويّه على مآ أخلّص .. عآمله النهرده أكله معتبره .. صنيّـة سمـك فـ الفرن مش هتدوء زيّهآ عمرك
تهآلك على كرسي منفرد من الكرآسيّ الإسفنجيّه الضخمـه مكعبّة الشكـل بـ تنجيد إسفنجـي كآمل ذآ لو برتقآلي مشرق توزعت عليه خدآديآت بيضآء مربعة الشكل صغيره مشجرّه بـ ألوآن الأخضر المتدرجـه ..

رفع الريموت عن ذرآع كنبته الجآلس عليهآ معقب: والظآهر إنهآ آخر أكلـه
إستقرت عيونهآ على القنآه إللي فتحهآ وإللي مآكآنت إلآ إخبآريّه عن تطورّآت الأوضآع السيآسيّه والشغب القآئم في مصر ... نسبياً هدأ الحآل .. وقليلاً إستقـر ... إنمآ حظر التجوّآل المفروض مآزآل قآئـم , إبتدآءاً من التآسعه مسآءاً للسآدسـه صبآحاً ..

إلتفتت له مطبقة الفمّ بحزن وإحبآط ..
فهمت لتوّهآ سبب البقآله الكبيره بهآلكميّآت الوفيره .. حتى علآجهآ وفرّه لهآ وبكميّه مُضآعفـه ..

همست وعيونهآ على حركة يديهآ تحت موية الحوض المفتوحه تغسـل ربطآت الجرجير الأخضر: هتسآفـر خلآص
أرجع رآسه مسنده لخلفيّة الكرسي وعيونه بـ الشآشه العريضه مردف: أمي كلمتني وخوآتي .. أبوي تعآفى ويبي يشوفنـي

قآلهآ ثم إنتظر لثوآني إمتدت لتكتمل دقيقه ودون ردّ !
إلتفت يمينه ليشوفهآ على وضعهآ المنشغـل بـ التحضير ..
توآرى نصفهآ السفلي خلف البآر مآيظهر غير أعلآهآ مطرقة الرأس مشغوله بـ إفرآغ السمك وصلصته الحمرآء من الصينيه للأطبآق , آللحظـه إللي أطبق فيهآ فمه بـ أسف وشفقـه على حآلهآ ووحدتهآ ..
إمرأه حنون دآفئـه .. رآئعة المعشـر ..

شلون أبوه قدر يعيف حيآه هآدئـه هآنئـه أليفه وحميميـه معهآ ويفضل حيآه بآرده مع أمّـه المشغوله عنه ودآئماً بـ زيآرآتهآ اليوميّه لصديقآتهآ أو لجمعيآتهآ الخيريـه أو صآلونآت التجميل والمشآغل أو حتى سفريآتهآ الدآئمه هي وبنآتهآ أصآلـه منهم خصوصـاً ..

أمه إللي ولآ بعمره تنآول وجبه من صنع يديهآ !
مآ هتمت له بيوم لآ بعظيـم كوآرثـه أو حتى أتفـه مشآكلـه ..
مآيتذكر يوم إيقآفهآ له طآلبه أو بـ حنو وقلق خآئفـه .. أو حتى آمره , مآيتسرع ويرمي بنفسـه قبآل المكيّف أو تحت الـدش .. وهي إللي دوم تشهد رجعته من نآديه الريآضي كـ أقرب مِثآل يرد من بعده مُهلـك ..

هآلمرأه المثآليه قبآله تعيش وحيده حتى دون ثمرة حشآهآ سنـد ..
وهم دونهآ جميعاً مجتمعيـن ..
أبوه عآمـر , وأمه الجوهـره .. خوآته أصآله وسآلـي .. وهـو ......... وسنــد

الحيآه أبداً غير منصفـه لهذي المرأه !
رفع سآقه اليمنى المدده قبآله فوق اليسرى مكتف سآعديه فوق بطنه مآئل برآسه يمنه ينآظرهآ مبتسم: رح أرجــع

ضآقت عيونهآ ترمقـه بنظره ذآت مغزى دآله على فهمهآ لقوله بأنه محآولة لإرضآءهآ لآ أكثر ليرد هو مؤكـد بذآت الإبتسآمه: إن شآلله برجـع .. حآب الجوّ هنآ والقعده معـك

....: يآبكّـآآآش , يعني مش وآحشك الجنآح الكبير بتآعك وعآجبك أوضـة سنـد الصغيره هنآ ! عآجبك بهدلة الموآصلآت وسآيب كوم العربيّآت بتآعتك مركونه هنآك ! أهلك وأصحآبك سآيبهم كلهم وآعـد هنآ لوحدك

....: غرفتي كبيره بس أنآ فرد وآحد .. مآ أستغل فيهآ إلآ السرير , ومآفرق سرير سند هنآ عن سريري هنآك .. الموآصلآت هنآ صح صعبـه بس حآس بمتعـه يمكن لأنهآ شيّ جديد عليّ .. مترو وتآكسي , سرفيس .. أو حتى ذآ شسمـه !! توكتوك هههه , حآب معك الإهتمآم اللي مآحسيته مع غيرك ... أعترف إني دلوع وأحب أتدلل وإنتي حققتي لي هآلشيّ بآلطريقه إللي أنآ فعلاً محتآجهآ .. الدلآل المعنوي الحسيّ هذآ فهمتي كيف !! تفهمين علي ؟! مو الدلآل بـ طلبآتي المآديّه إللي ألقآهآ عندي ولآ أنتظر .. صدق يآحظ سنـد فيـك .. أحسـده ... مآيستآهل وقسم بـ الله

....: هههه إنت أخو سنـد .. هكون مبسوطه لو إعتبرتني فعلاً زي أمّك زي مآ أنآ بـ الزبط معتبره إنك إبنـي
....: عآد آلله يعينك جبتيه لنفسـك .. أمي طلع الشيب برآسهآ من سوآيآي وفعآيلي .. حظك إن نفسيتي أشغلتني عن البلآوي إللي أسويهآ عشآن كذآ رآكد وهآجـد ولآ كآن لعنتي السآعه إللي شفتيني فيهآ
....: ههههه عآرفه إنك بتتنـطط كتير وبتعمل مشآكل بـس طيّـب وعلى نيآتـك .. عندك بئـه سنـد هآدي ومش بيطلعلـه صوت وملوش فـ المشآكـل بس تعلـب .. ثعبـآن ... زي أبـــــوه بــــ الزبـــــط

...: ههههه وأنآ أشهـد
....: طب يلآ قوم تعآلى , الأكل جآهـز
وقف يتمغـط فآرد ذرآعيه تلآهآ برفعة ظآهر يسرآه فوق فمه متثآئب: طيّب يمّـه شوفـي
هزت رآسهآ نفياً مبتسمـه وهي تقفي عنه وآضعه الأطبآق على الطآوله الصغيره مربعة الشكل بـ المطبخ وإللي تصفـط وتنفـرد بـ حسب الحآجه لهآ وبـ تملمـل مُدّعى إستنطقته: هــآآآآ

....: بتسبّـح بعد الأكل وأنآم شويّ ومن أقوم إن شآلله بنطلع أنآ ويّآك نتمشـى برّآ شويّ قبل يبدآ حظر التجوآل .... طيآرتي السآعه عشـر

على كفّ يدهآ الأيمن أرسلت له قبلتهآ بـ الهوآء هآمسه وبـ إبتسآمه: هآتوحشنــــي


/
/

/
/


إضآءة غرفتهآ سهّآره .. صفرآء ذهبيّه ..
السآعه الجدآريّه مشيره لبدء منتصف الليـل ..

فوق سريرهآ ممدده على جآنبهآ الأيمن محتضنه لصدرهآ فستآن زفآفهآ الأبيض ..
بـ إبتسآمه عيّت تفآرقهآ أغمضت عيونهآ ممرغه خشمهآ الحآد مدبب الطرف بـ صدريّة الفستآن المطرزّه بـ الكريستآل ..

نبضآت قلبهآ قويّه , عنفوآن مشآعرهآ مضطرب ..
كتله من الأحآسيس المتدآخلـه متأججه ..
من فرط سعآدتهآ تحسّ بـ الإختنآق ..
ودّهآ بـ صرخـه صآخبه جلله تحرر فيهآ كبت إنفعآل فرحتهآ اللآمتنآهيّـه ..

إنتهت من تجهيز شقتهم وبآلطريقّه إللي كآنت تحلّم فيهآ وتتخيلهـآ ..
كآن زوآجهآ إفترآضاً محدد تمآمه من شهـر فآئت إلآ إن الظروف مآزآلت معآكسـه لهـم ..
بعد وفآة – علـيّ – إبن بسّآم , كآن الأكيد هو تأجيل الزوآج ..
تبآطئ إبن عمّهآ – رآمز – في إعدآد فستآنهآ بمآ أن المهله أمآمه لإنجآز الفستآن تمددت .. وإلى يومهآ هذآ توّه ووصلهآ الفستآن يوم امسهآ الفآئت .

لو بيدهآ مآكآن إنتزعته مطلقاً لحين يوم زوآجهآ إللي تقرر بعد عشرين يوم وبكذآ يكونوآ أتموآ أربعيـن المتوفي علـيّ وزيآده بـ عشرة أيآم ...

....: شفيني إنهبلـت من أمس وأنآ أخمّ الفستآن , خل أقوم بس لآ تدخل أمي علي وتشوفني أخمه ههههه بلآ طيحة وجه مو نآقصني ... آآآخ يـ آدم , يآ إني أحبك يآخي .. آممممه آممممه آممممه

قبلآتهآ كآنت لـ فستآنهآ الأبيض , ثلآث ..... قويّه !
توّهآ وإعتدلت من تمددهآ جلوساً إلآ ويتعآلى صوت جوآلهآ ودون تردد رفعته بـ إبتسآمه وآسعـه وشخص وحيد محتل لعقلهآ وتفكيره , ظنت أنه المتصـل ..
الظن إللي خآب أول مآقرأت الإسم ..

بعقدة حآجبين إستغرآبيّه ولكنهآ بآسمـه ببهـوت ..
سحبت على الشآشه دون تفكير مطوّل رآده: هـلآ صيتـــه ....

....: نآهـــد

إنشدوآ كتفيهآ للورآء تفآجئاً مقوسّه فمهآ المطبق إستغرآباً ...
على الطرف الآخر نآهد إللي لفظت إسمهآ بقسوّه جآفّة النبره متقصـده تصحيـح لفـظ إسمهآ بدلاً من صيتـه !

لم يهتز لهآ جفن , ولم تتبدل ملآمحهآ للحظـه ..
تقآسيمهآ مُريعـه , تبدو وكأنهآ شخصيّه بـ وآحد من أفلآم الرعب الأجنبيّه بـ دور المريضّه النفسيّه !
إن مآكآنت حرفياً وبلحظتهآ مريضـه فعلاً ..

لون بشرتهآ مخنوق , مآئل للزرآق ..
عيونهآ الغآئره تظهر جآحظـه , مُريعه .. دون رموش ..
شعرهآ منحول تمآماً من المقدمّـه تظهر وكأنهآ صلعـآء !
عظمي وجنتيهآ بآرزيـن , وشفتيهآ الرقيقـه حآوطهآ البيآض والتشقق ..

بـ غرفة الأخرى المُضيئه بـ سهّآره ذهبيّـه .. وهنت قبضة يمنآهآ عن إمسآك فستآنهآ ..
توجسّت السـوء مُرتآبـه .. مآتجرأت على النطـق وإن كآن ترحيباً بهآ ... سؤآلهآ عن الحآل ... أو موآسآتهآ عن الفقـد !

أنفآسهآ رتيبـه .. مترقبّـه , وبـ إرتيآب ..
تسمعهآ الثآنيـه بـ ملآمح غير متأثره ولآ مبآليـه ..
نظره شنيعـه حآقـده ممتدى إلى الفرآغ المظلم من أمآمهآ ..

لفظـت بـ جفآء من بين أسنآنهآ تظهر نبرتهآ قآسيه , قويّـه .. مُتجبّـره ..... ومُفصلّــــه ..

....: أنـــآ ,, وآدم .....................


/
/



======
-----------
======

نهآية الفصل الخآمس والثلآثون
<<قرآءة ممتعـه إن شآءلله

:::

Instagram: a_mu93
Snapchat: a_mu93

.

 
 

 

عرض البوم صور حلم الحياه   رد مع اقتباس
قديم 18-09-16, 02:14 PM   المشاركة رقم: 117
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2016
العضوية: 316716
المشاركات: 178
الجنس أنثى
معدل التقييم: حلم الحياه عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 87

االدولة
البلدOman
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
حلم الحياه غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أمآنـــي المنتدى : القصص المهجورة والغير مكتملة
افتراضي رد: العاطفه والجسد

 
دعوه لزيارة موضوعي

الفصل السآدس والثلآثون



/
/


وقفت بـ إنفعآل غآضب نآفذ الصبر .. دون مُرآعآة أو تقدير لمن حولهآ ..
ردود أفعآلهآ غير نآضجـه ... مآزآلت مُرآهقه وتصرفآتهآ خير دليل ..

....: مآبي أقعـد هنـآ ولأسبآب قلتهآ منتو مصدقين بكيفكـــم
جآ بيردّ هو والعصبيّه متملكـه قسمآته إلآ وتسكتّه الثآنيّه بنظرآتهآ أن يهدأ متوليّه هي الدور بـ التعقيب: يآنسمـه يآ أمي محد وآلله مآنعك من زيآرة أهلك وهذآك كل يوم والثآني عندهم .. تروحين لهم من أول اليوم لآخره , يعني وقتك عندهم أكثر من وقتك بهآلبيت ومآقلنآ شيّ .. بس يمّه تجمعين أغرآضك وملآبسك وتهديّن البيت ومآحد فينآ خآطي عليك أو مزعلك لآ يمّه مآيصير

جلست ممسكّه بيدين أمهآ دآقه كلآ قدميهآ بـ الأرض بحركه طفوليّه إستعطآفاً: يمّه قلت , ليش مو مصدقين .... محد فيكم السبب
شدت فمهآ المطبق بـ ابتسآمه مرهقه مردفه بصوت حنون خفيض: طيب يآعمري , محنآ السبب .... أهلك وش بيقولون ؟ الحرمه مآتهدّ بيت زوجهآ إلآ لآسمح الله وقت غضوبه مثلاً وإنتي شآهده بنفسك إن عُديّ مآضآيقك بشيّ

....: لآ عُديّ ولآ إنتي ولآعمي مهيف ولآ حتى نيسـآ الشغّآله , أنآ مختنقه بسبب حـور ... سآفرت مصر ومآرح تردّ أبداً .... يمّـه هآلشيّ معور قلبي

قآلتهآ بصوت حزين وملآمح متأثره وقل أن تردّ أمهآ صدح صوته هو هآزئ: وتتوقعين نصدقك ؟! أولاً إنتي على نفس الحآل من شهور مو من أمس يوم دريتي بسفر حور ... ثآني شيّ صديقتك إللي تحبينهآ ومزعلك فرآقكم شدخـل تهدين البيت ؟ وش فيه بيت أهلك يعني تروحين له ؟ ليكون ذكريآتك مع حور !!!!

وقفت ثائره ترمقه بـ غضب مكوره قبضتيهآ كبتاً لغيظهآ من سخريته منهآ وهزأه بهـآ ..
إلتفتت لـ أمّهآ مبتلعه ريقهآ بقوّه أظهرت تشنج عنقهآ مردفه: بروح لـ أمي اليوم وببيت عندهآ .. ولآ تزعليـن مني الله يخليك
مآقدرت إلآ إنهآ تومئ رآسهآ إيجآباً بـ فمّ مطبق مشدود إستسلآماً تنظرهآ من كتفيهآ وهي مغآدره صآعده غرفتهآ وبسرعه إلتفتت لـ إبنهآ حآثته حثّ مُشدد صآمت بـ إشآرة رأسهآ المهتزّه تجآه الدرج أن يلحقهآ ويحآول هو التفآهم معهآ وعلى إنفرآد ...

بـ ضيق بآدي نفض ثوبه من الحجر بوجه محتقن ضآئق نآفذ الصبر زآفر وبـ إمتعآض: الصبـــر يآآرب ................ الصبر


بـ الطآبق العلوي وقبل أن تمتد قدمها للغرفه لحقهآ صآئح: نسمــــه

وقفت ملتفته له دون أيّة تعبير بآدي لحين إقترآبه منهآ بخطوآت هآدئه توقفت مقآبلهآ وهو صآمــت !
أخفضت بصرهآ لقدميه لحظـه ثم إرتفعت مستقرّه بعيونه الخضرآء ليلآ في الظلآم والذهبيّه بنور الصبآح ..
توسعت عيونهآ له بنظره طفوليّه إستفهآميّه بريئه هآمسه: إيــش !!

أمسك يسرآها برفق متقدمهآ بـ الخطى بعد أن أقفل البآب حآثهآ تتبعه إلى أن أجلسهآ أولاً على طرف السرير وجلس هو مقآبلهآ مصفط رآحتيه لبعضهم بوسط حجره بوضع السلآم مردف: خلينآ نتكلـم بهدوء ونتفآهم
....: عُديّ وآلله صدقني مآفي شيّ
....: شلون مآفي شيّ ؟! مآخذه كل ملآبسك بشنطـه ورآيحه بيت أهلك هجره ومآفي شيّ !
....: مو هجره , بقعد يومين
....: يومين مفرغه فيهم دولآبك ؟!

أشآحت عنه بوجههآ مطيره عيونهآ بحركة جفن مرتعشه تجآهد مآتسقط دموعهآ بعدمآ تجمعوآ نآفخه بضيق من فمهآ مبـرره: عآدي .. إنت تدري إني أحبّ كل شويّ أبدل ملآبسي .. بـ اليوم أربع أطقم طبيعي آخذ كل ملآبسي

....: طيب تمآم , شوفيني قآعد أتكلم معآك بهدوء كلآم كبآر عآقلين حلوين
صآحت فيه صآرخه: عُــديّ أنآ مو بيبـي قدآمك لآتكلمي بهآلاسلوب

....: هه شوفي مآ أمدآني , قآعد أكلمك بشويش وإنتي تصآرخين
....: أصآرخ لأنك تستفزني كنّي بزر عندك .. إسمع .. إنت مو بـ المستشفى تعآملني بـ الهدوء هذآ إللي تعآمل فيه مرضآك
....: طيب اللي تبينـه .. بس إهدي
....: هآديه أنآ ومروقـه إنت إللي مدري شفيـــك

إبتلع ريقه ومعه إبتلع غضبه المكبوت دون أن يظهر اي شيئ منه .. أرغم نفسه على التبسم بهدوء لترد هي صآئحه مأشره بسبآبتهآ على كآمل وجهه: وامســح الإبتسآمـــه السخيفـه هذي من وجهـــك مآفي دآعي أصلاً لهـآ

" يآمثبت العقل والدين يآرب .... " قآلهآ بقلبه مكور قبضة يمنآه النآئمه جمبه دون أن تلآحظ هي مردف: نسمـــه .. لآتختبري صبـري , تدرين عن نفسك إنك قآعده تتمآدين وأدري إنك متعمده هآلشيّ تبين تثيرين شيّ فيني يجبرني أتطآول عليك بس لأجل تحققين شيّ ببآلك الله أعلم وشهـو ..... يآبنت النآس ريحي نفسك من هآلضغط إللي معيشه نفسك فيه , خذيت على نفسي وعد أعآملك بـ الحسنـى ولو إنك تقآبلينهآ بـ السوء

أطبقت فمهآ بآلقوّه لتظهر الخطوط المنكمشه المجعدّه بذقنهآ اثر كبتهآ للبكآء بملآمح متألمه ومآسرع مآلحقهآ هو محتضن يمنآهآ بين رآحتيه متحسس ظآهرهآ بـ حنوّ هآمس: وش إللي مغيرك يآنسمـه ! وإللي صدق يخلي العقل يـشـت إنك مآكنتي كذآ يوم إني أعآملك شين , من تعدلت أنآ إنعوج حآلك إنتي .... ولآ شكلك تحبين الخشونه ! ترآ أرجع زي أول عآدي

سحبت يمنآهآ الصغيره من بين رآحتيه العملآقه وآقفه من فورهآ على ركبتيهآ فوق السرير رآميه نفسهآ عليهآ مطوّقه بذرآعيهآ عنقـه , محتضنه جسده .. غآرقه في بكآء مرير تنشـج !

....: أآآآ .. أنآآ .. وآلله أحبــك يآآعُـديّ

شدّ فمه المطبق بـ إبتسآمه مُهمومه مُحبطـه ..
مآزآل مقيّـد .. مآيقوى على ردّ الكلمـه لهآ وإن كآنت مجآملة لقولهآ ..
لسآنه ثقيل على لفظ الكلمـه دون إحسآس بمعنآهآ ..
مآقدر يكون خآين لقلبـه وحقيقـة مشآعره ... نسمـه غير معنيّه أبداً بـ أيّ من عوآطفـه ...
حتى معآشرتهآ تتمّ دون عآطفـه الشهوه تجآههآ أو حتى الإستمتآع !

أردف بصوت مخنوق بعدمآ حآوط خصرهآ بذرآعيه: طيب وفي أحد يحبّ يعذب اللي يحبّه كذآ !

....: انآ مآآآ .. أعذبـك
....: هههه طيب خلآص لآتبكين
....: إنت إللي تعذبني يآعُـديّ
....: أفــآآآآ – قآلهآ بـ لوم مثبت يديه فوق عظمي الحوض البآرز لهآ بجآنبيهآ مبعدهآ عنه مكمل – يآلظآلمـــه !
ردت جآلسه فوق سآقيهآ المثنيّه تحتهآ .. ركبتيهآ بمنتصف حجر ثوبه إذ أنه بوضعه كآن مثني السآق اليسرى من تحته واليمنى بـ الأرض ..

....: حتى إنك مآتقدر تقول أحبك .. أو حتى تقول وأنآ بعـد .... تغيب عني وأشتآقك يآعُديّ ومآ أستحي أقولهآ وإنت مآتقدر ترد ... مآتشتآقني لأنك مآتحبنـي .. إنت مجبور عليّ وأدري إن حبي لك قآعد يعذبك لانه خانقك بس هآلحب معذبني أنآ أكثر .... أنآ اللي قآعده أتعذب يآعُديّ مو إنت

ردّ ممسك بيديهآ مشدد عليهم رغبة منه للفت إنتبآههآ لأهميّة قوله هآدئ النبره: مآرح أكذب أو أدآري عنك شيّ .. تدرين من أوّل إني مآكنيت لك أيّ مشآعر .. ولآ قدرت بسبب طريقة زوآجنآ وبسبب تصرفآتك إللي تحآولين دآيم تقولين فيهآ إنك تملكينـي ومآحد بيغيّر هآلشيّ لو إنه أنآ ... أنآ رجّآل يآنسمـه .. إسمك الحين على إسمي وعصمتك بيدي يعني أنآ اللي أملكك لو مآبيك كآن من أوّل آلله وكيلك .. إنتي أبداً مآرح تجبريني ... إي بـ الأول إنجبرت لأسبآب ثآنيه إنتي أبداً مآكنتي وآحد منهآ ... وصح أنآ مآ أحبك الحُبّ العآطفي إللي تبينه بس بعد مآ أكرهك , بـ العكـس صرت متعوّد عليك وعلى كل شيّ لك فيه علآقه ... غيرتي لون الغرفه من البنفسجي للوردي صآرت أخسّ من أول بس تأقلمت .. والدبآديب الورديّه إللي أشوفهآ حولي بكل مكآن بعـد عآدي عندي , ريحـة عطرك مع إني محذرك إن عندي حسآسيّه بس الظآهر إن حتى أمرآضي تعودت عليك ... طريقتك فـ النوم تحشرين سآقي بين سيقآنك غصب وذرآعي بين ذرآعيك .. ولو نمت ع الكنبه عوضتي ذرآعي وسآقي بمخدتيـن هههه تعلمتي شلون تسوين النسكآفيه مظبوط عشآني وصدقيني أحبّ طعمه من يدّك حتى أكثر من أمّي ميثآ أو من أيّ كآفيـه عمّآله محترفين ! يعني فآشله بس تسوين أشيآء سبحآن آلله تعجبني وتوّنآ بـ أوّل زوآجنآ .... الحُبّ بـ أغلب العلآقآت أصلّه تعوّد .. وإهتمآم ... وإنتي منتيب مقصّره فـ الإهتمآم وأنآ تعودت عليك .. فـ خلينآ نحآول

إحتضنت يمنآه بيديهآ رآفعتهآ لفمهآ بعيون معتصره تقطر منهآ الدموع ... وجههآ مُتألم متوجّع بآكي ...
طبعت أولى قبلآتهآ بـ رآحتـه ثم وزعّت البقيّه للأصبآع لآفظه بصوت مخنوق متقطع متوسلّه بمرآره: لآتخلنـــي يآ عُـديّ
سحب يده منهآ لمؤخرة رأسهآ جآذهآ تجآهه لتستقر فوق صدره ضآحك: هههه وين أخليك يآلعبيطـه .. صآر إللي صآر خلآص طيحتيني فيك غصب .. شدّي حيلك وعطينـآ نونو صغيـر عشآن وقتهآ أنجبـر صدق ومآ افكـر أخليك

يـــآآآ للمأســـــآه !
ويـــآآآآآقسوّة لفظـك يآعُديّ وإنت مآتدري !

تشبثت بـ جيب الصدر لثوبه منهــآره ...
أخذت تشجهـش بـ البكـآء وتنشج ...
شهقآهآ مكتومـه وجبراً .. ينتفض بسببهآ كآمل جسدهآ النحيل الضئيل إللي شدد هو من إحتضآنه عآقد الحآجبين بـ تخوّف وإرتيآب هآمس محآولة لتهدئتهآ وطمأنتهآ والتخفيف من شعور مآ يجهله عنهآ: آشششش ... خلآآآص يآنسمـــه .. شفيــــك !!!



/
/



مددت أطرآفهآ وهي نآئمه على ظهرهآ بـ أرض مجلسهم فآغرة الفمّ مغمضة العين تظهر وكأنهآ مُنتشيّه في سعآده غآمره وحمآس مُتأجج: آآآآخ يآزين الإجـآآآآزه
مآدرت من بعد قولهآ إلآ بـ ضربـة موجعـه من يدّ أمهآ إللي صفقت أعلى وركهآ صآئحه: علآمتس يآقليلة الحيآ تتمغطين بـ الأرض قومي قآمت قيآمتس يآللي مآتستحين
من فورهآ ضمت سآقيهآ المتبآعده معتدله بـ الجلوس متحسسه أعلى وركهآ موقع الصفقه بملآمح مُتألمه ترمق أمهآ بنقم: وش هآلأفكآر إللي برآسكم بآلله .. عآدي ممدده ببيت أبوي مو بـ الشآرع وبعدين مآحد من إخوآني موجود

....: قآعده تتلوين وتتمغطين عسى مآشرّ شعندتس !

قلّبت عيونهآ مطبقة الفمّ بـ حنق صآده عنهآ الوجه تنآظر بـ الشآشه فوق الطآوله الزجآجيّه ليوصلهآ صوت المجآوره لهآ تفصفص حبّآت الفسدق تخليه من قشوره القآسيه: ههههه يمّه عيب عليك وش هآلظـن الشين , عآدي ريتآج مو قصدهآ شيّ
رمقتهآ ريتآج بـ مقت رآده بـ جفآء وحدّه: محد وكلـك محآمي دفآع صيته هآنم ليتك سآكته
إرتفع خشم صيته منكمش بـ إشمئزآز من ردّ فعل ريتآج النآقم أتبعته بـ السفه والتجآهل قآضمه الفستقه بـ أسنآنهآ تنآظر بـ مسلسلهآ الهندي المعروض بآللحظه إللي تأهبت فيهآ ريتآج للوقوف متحلطمه: أرقى غرفتي أمدد فيهآ برآحتي أحسن ... وش ذآ البيت أعوذ بـ الله

توّهآ بتخطي عتبة البآب إلآ وجآهآ أخوهآ الأوسط رآكض والحمآس بوجهه يظهر إن عنده سآلفه من همس لهآ بصوت مضخم: عطيني مليون ريآل عآللي بقوله لك الحين
كشرت بـ إشمئزآز: مليون جني يركبك إن شآلله يعنني مهتمه اذلف بس
سفهها ضآرب بـ كتفه الأيسر ذرآعهآ الأيمن مقتحم الغرفه: مآتنطين وجـه يآلتبن
إلتفتت له بـ حدّه صآئحه: مآلتبن إلآ إنـــت يآحمـ ..........

إنقطعت أنفآسهآ من بقق أبوهآ عيونه بوجهها ملجمهآ بنظراته الجآمده والمتوعده لهآ أن تتجرأ وتلفظ بـ الشتـم أمآم مرأي منه ومسمـع لتقرر هي بلع لسآنهآ ومعه إبتلعت ريقهآ بآلقوّه مبرره ببرآءه تمكنت من جمآليّة ملآمحهآ النقيّه: إهو إللي سبّ بـ الأول

رمقهآ بطرف عيونه النظره الممتعضه متقدمها دخولاً للمجلس: تعآلي آحضري معنآ
أخفضت بصرهآ للأرض لآويه فمهآ المطبق يمنه بتفكير " عندهم هرجـه أكيد ... أففف مآيوترني إلآ جَمعَـة الغفله هذي "

تقدمت بـ خُطى فآتره جلوساً بـ جوآر صيته إللي أعرضت عنهآ بوجههآ بحركه متحآشيه وآضحه رآفعه ذقنهآ بـ غطرسه تظهر متقززه من مجآورة ريتآج وملآمستهآ لجسدهآ ..
ريتآج إللي قلبت عيونهآ والإحتقآر بنظراتها هآمسه بـ خفوت: الحمدلله والشكــر

....: السلآم عليكــم

بـ دخوله وإلقآءه السلآم مبتهج تعلقت عليه الأنظآر اللآمُبآليه رآده السلآم بـ أصوآت متفرقـه خفيضه شبه مسموعه ليجآور بـ جلوسه أخوه البآسم وكلآهم متعلقه عيونهم على الثنتين إللي قآبلوهم بـ الجلوس ... ريتآج وصيتـه

ريتآج وصيته إللي تبآدلوآ فيمآ بينهم نظرآت الإستغرآب الإستفهآميّه ليقرر أبوهم إنهآء الإستغرآب وقطع الفضول بـ رخآمة صوته المصحوب بـ إبتسآمه: طلبونآ جمآعه ومآرديتهــم .. صرقع إبهآمه بـ وسطآه اليمنى كنآية عن إنتهآء الشيّ بسرعه ولحظيه مكمل: مآفي أسنـع من كذآ نســب .. وآلله إن الفرحه مو سآيعتنـي

بققت ريتآج عيونهآ بآسمه بعدم تصديق زآفره ضحكه قصيره مقطوعه: أوه هههه من جِدك يبـه !! وآفقت كذآ طوّآلي !
....: أصلاً مآينردون وهــه سلطآن أخوك شآهـد
قوس سلطآن شفتيه المطبقه بـ إعجآب مؤكد: إي وآلله .. مآينردون
تدخلّ الأخ الثآني بـ الحوآر آخذته الحمآسه مندفع بـ تضخيم صوته: وآلله لتطير عقولكن من رآسكن .... أبوي قرأ الفآتحه مع الرجّآل

بققت هآلمرّه صيته عيونهآ مآئله بوجههآ صوب أختهآ إللي تلآقت عيونهم بـ النظرآت المدهوشه ...
كآنت دهشـه إستنكآريّه من جآنب صيته ودهشـه إبتهآج لـ ريتآج ..

إنقبض قلب صيته لدرجه دمعت معهآ عيونهآ من شِدّة الإستنكآر .. أبسط حقوقهآ هو حتى علمهآ بـ الموآصفآت العآمه المعروفه للجميع قبل الموآفقـه .. وسُلِب منهآ هآلحق لتبتلع ريقهآ بـ صعوبه جآبره تقآسيم وجههآ المتجمده على الإبتسآم المُجبر في حين صآحت ريتآج بـ حمآسه تشجيعيّه مآتليق أبداً بـ فتآه ضآربه ظهر صيته وبآلقوّه: أوهوووووه جتك البشآره صيتـووه أخيراً بتتزوجيـن

....: ليش من قآل إن صيته إهي إللي بتتزوج ؟!
إلتفتوآ ثنينآتهم وأمهم الثآلثه بملآمح موحدّه سكنتهآ البلآهه وعدم الفهم وإستيعآب القصد من السؤآل إللي لفظـه – سلطآن - بآسم !

إبتلعت ريتآج ريقهآ وبآقي الإبتسآمه بوجههآ ثآبته وكأنهآ مُشنجّـه غير قآدره على إخفآءهآ أو حتى تقليص حجمهآ سآئله بـ فتور: منو يعنـي .. نآهـد ! ههه
إرتفع حآجب سلطآن الأيسر سآخر: مآنتيب حآسبه نفسك من البنآت يعني وبيجيك يوم تفكينآ وتذلفين !

من فورهآ تبدلت ملآمحهآ لصدمه ولآ شعورياً تعلقت عيونهآ بعيون أمهآ وكأنهآ تطلبهآ النجـده !
شيئ بين ضلوعهآ إنقبض ...
توسلتهم خآطراً " تكفون قولـوآ إنه مـزح ...... "
التوسّل إللي أجآبه أبوهآ بـ الإحبآط مبتسم بـ تبآهي: ريتآج إهي العروس

توسعت عيونهآ لحد الجحوظ منفغر فمهآ بشهقه قصيره مبآغته إثر المُفآجئه في حين أعقدت صيته حآجبيهآ إستغرآباً وبشدّه ليفسر أبوهآ هآلإستغرآب بـ ظن مُخآلف لوآقع الأمر مردف بصوت هآدئ دآفئ موآسي: صيته بيجيهآ نصيبهآ إن شآلله , الجمآعه طلبونآ ريتآج وقريت معهم فآتحة الموآفقه

وقفت ريتآج على ركبتيهآ مبآعدة السآقين إللي تمثلوآ بـ رقم ثمآنيه صآئحه بثوره وإهتيآج رآفضه: مو بكيفكــــــم مآني موآفقــــه

....: تحشمــــــي يآبنـــــــت

ضمت أصآبع يمنآهآ كنآية عن محآولة الإفهآم: يبه وش ذآ الكلآم !! شلون يعني طلبوني وشلون إنت توآفق كذآ من رآسك أنآ وين رآيي
صفق بيديه مستغفر ينآظر زوجته مردف لهآ بصوت مخنوق: تصرفي الحين مع بنتك ولآ سآويتهآ بـ الترآب
أعقدت أمهآ حآجبيهآ إستغرآباً مآزآل وجههآ شآحب من وقع المفآجئه سآئله بـ بهوت: منهم الجمآعــــه !
من فوره تبدلت ملآمحه المغتآظه من سخط بنته وقلة أدبهآ وبـ التأكيد إنعدآم حشمهآ مبتسم للحد إللي ظهروآ معه صفي أسنآنه المطبقه: آل مُرشــد يآم سلطــآن .. آآآآآآل مُرشــــــد

إزدآد توجمهآ وإستفهآمهآ التعبيري ليرد سلطآن مكمل: مآلومك يمّه مآتدرين منهم .. ذآ الرجّآل من أثرى الأثريآء .. مؤسستهم على علآقه بكل القطآعآت .. وش آقول لك بس ذي الزفره قليلة الحيآ بتسكن بقصـر تحت رجولهآ المقشفه شغآلآت مِنّآ ومنّآك

صآحت ريتآج بدفآع عن النفس ثآئره: تخســى مآ المقشف إلآ إنت وإللي جمبك .. كعوب رجليني ذي أنعم من وجهك
بقق سلطآن وأخوه عيونهم بعدم تصديق ليتكفل الثآني بـ الردّ غآضب: وشدخلني الحين أنآ .. سآلفتك مع سلطآن شدخل وجهي بـ كعوبك ولا أكوآعك يآلتبـن !

وكأن أمهم غير معنيّه بـ المعركـه الكلآميّه القآئمه بين عيآلهآ شردت بتفكير لمعت معه عيونهآ غآرقه بـ الأحلآم الورديّه ...
ثريّ من الأثريآء .. صآحب مؤسسه ضخمه وأملآك غير محصوره ... قصـر وعدد لآ نهآئي من العآملآت وإبنتهآ هي المُدلله صآحبـة الشأن !
زفرت صيته من فمهآ المضموم وكأنهآ لتوّهآ أزآحت عن صدرهآ ثقل صخره أو جبــل !

تنفيس صيته عن توترهآ بزفره خآفته شبه مسموعه وصلت تأكيداً لـ أذني ريتآج إللي نآظرتهآ بـ غضب صآئحه: مآبي هآلزوآج .. مستحيل .... مآني موآفقـــــه
سلطآن: مو بكيفك , خلآص تمّ الموضوع

وقفت هآلمرّه على قدميهآ منتفخ صدرهآ بـ غيظ وغضب: إلآ مو بكيفكم إنتـــم .. إنتوآ تبون تدمرون مستقبلي .. توني مخلصه ثآنيه جآمعـــه ومآ أبي زوآج .. مآآآآ أبــــــــــي .. تفهمون ولآ لآ !! عندكم صيتـــه زوجوهآ شدخلنـي أنـــآآ

صآح أبوهآ بـ حنق يظهر مُجآهد لكبت غيظه من قلّة إحترآم بنته لـ حضوره وكلمته: إقعدي يآمآل الوجـع , مآيدرون عن بلآك ولآ كآنوآ مآطلبوك
إرتجف فكهآ السفلي وإمتلت عيونهآ بـ الدموع .. تحآملت على نفسهآ إستكبآراً رآفعه ذقنهآ بـ غطرسه سآئله: شلون !! شلون يعني طآلبينـي أنآ !! وشدرآهم عني !

....: وآلله ذآ إللي سألته نفسي يوم إن الرجّآل طلبك بـ الإسم قآل ريتآج .. ريتآج بنتك يآشيخ علي
تكتفت مطيره عيونهآ مبلله شفتيهآ ضآحكه بـ إستخفآف: مآشآلله ...... أنآ كذآ صدقت
بقق عيونه بصدمه صآئح مزمجر: جعلك مآصدقتــي يآقليلــة الحيآ إنقلعـي لآ أخسر الحين دينـي بسبتــك
ضربت الأرض برجلهآ اليمنى وقد سقطت دموعهآ مبآغتة دون إدرآك منهآ أو سيطره: يبه شـوف كلآمك أول .... مآبي أتزوج الحيــن مآآآبي , تبي تضيع مستقبلي بآلزوآج ! تدري إني متفوقه وأطلع من الأوآئل وش بيجيني من ذآ الزوآج لآحقه عليه بس مو الحين

ضم أبوهآ أصآبع يمنآه لهآ بآسم: يآلغبيّه لو إنك بس تهجدين وتركدين شويّ كآن فهمتـي ... الرجّآل علمنـي إنه جآيني بوصآيه من بنتـه .. بنته إللي معطيته إسمك ... ومنهي عآد بنته ذي !! تخيلي ! قآل إنهآ دكتوره بجآمعتك وتدرسـك ... دكتوره من آل مرشـد

بـ التصوير البطيئ .. إنحل تكتيفهآ لسآعديهآ وأخذت عيونهآ تضيق وعقدة حآجبيهآ تشتد ... وجههآ عآبس بعدم تصديق .... مستنكــر .... وإستنكآر شديد ..

لفظت بقلبهآ الآخذ في الإحترآق قهراً " سسسسسسسسآآلـــــي "

تكورت قبضتيهآ بغضب إلى أن حفرت أظآفرهآ بآطن كفّهآ موليتهم الظهر صآعده لغرفتهآ إللي صفقت بآبهآ بقوّه إهتزت منهآ الجدرآن موصله لهم صوت غضبهآ وسخطهآ وعدم موآفقتهـآ ...

تموآ بمجلسهم متنآقلي الأنظآر الإستغرآبيّه لحآلة بنتهم في حين إبتلعت صيته ريقهآ مبتسمه بـ توتر مفرغه حبآت الفستق المقشّر من يدهآ بعدمآ تعرق بسبب طول قبض يدهآ عليه وآقفه متمتمه بـ إرتبآك: ءآآ .. أنآ برقــى ..... برقى أشوفهــآ

من فور خروجهآ من المجلس أحنت أمّهآ نصفهآ العلوي جلوساً مقتربه من زوجهآ هآمسه له بـ فضول سآحق متلألأه عيونهآ بفرحة الإنبهآر وعدم التصديق مبتسمه: علمنـي من أول يآبو سلطآن ... علمنــي كـــل شــيّ ...... هـــــآآ


/
/
/
/


دخل الغرفه موآربة البآب بعدمآ طرقه بعقلة سبآبته اليمنى طرقتين حآدّه وبوجهه إبتسآمه هآدئه أردف من بعدهآ وعيونه معلقّه على الشخص الوحيد المعني بـ الكلآم: جآي أمس من السفـر ومآ أحصلك اليوم .. هذآآ وانت إللي بنفسك دآق علي طآلبني .... إرجع يآمآلك وأبيك يآمآلك .. قلت ذآبحك الشوق مآرح تفآرقني دقيقه ... وين غآط فيه اليوم يآعآمـر مآشفتك !

مآل ثغر أمّه بـ إبتسآمه قصيره دون حيله .. إفتقدت شقآوه إبنهآ الوحيد الأصغر ومشآكسآته الدآئمه مع أبوّه وعنده ...
ردّ كمآ هو بذآت العآده منآدآته أبوه بـ إسمه صريـح ... عآمر
عآمر إللي جآوبه بـ إبتسآمه وآسعه مآ أخفت كمّ تعبـه: كنت أخطب لـك ..

بلحظـة تبددت الإبتسآمـه آخذه فـ التقلّص إلى أن تلآشـت ..
سكنت ملآمحـه وغآدر الإنفعآل قسمآته ..
سأل بـ بهـوت مأخوذ , غير مستوعب: إيــش ؟!

....: خطبنآ لـك

إلتف لـ يمينه ويسآره ثم خلفـه عله مخطئ والكلآم موجّه لـ غيره ..
إبتلع ريقـه وإبتسآمة عدم فهم فآتره بوجهه مُردف: ههه مآفهمـت !
....: خطبنآ لـك , وشهو إللي مآفهمتـه !
إبتلع ريقه وجفنيه في حآلة حركه سريعه متوتره: خطبـة إيـش !!

....: وشهي ذي المره إللي مكدّر نفسك لأجلهآ ! إنت ولد عآمر المُرشـد .. يعني تروح وحده يجي غيرهآ تحت رجلك مليـون
وقف ثآئر غير مُصدق , صآح وسبآبته مُصلبّه بـ تنبيه: مآبــي ولآ وحده ولآ مليــون , خلآص إنتهى زوآجـي وأقفلت البآب

....: وشهو إللي أقفلت البآب وش ذآ الخرآبيط , وبعدين أنآ مآ آخذ رآيك , أنآ قآعد أعلمك بآللي صآر وإنتهى
ضآقت عيونه إستنكآراً لـ أمه الجآلسه قبآله وإللي مآسرع مآ أخفضت رأسهآ هروباً من نظرآت الإستنكآر الحآد بعيونه , من أمّه لـ أصآله أخته بـ التبعيّه وإللي مآكآن لهآ ردّ مخآلف عن أمهآ .. أطرقت رأسهآ بـ فمّ مطبق ملتوي!

....: إستعـد , بعد يومين إن شآلله بنروح للجمآعه .. الرجال وافق قبل يشوفك بس ضروري تقآبلهم ونتفق على الملكـه إللي نبيهآ بـ أسرع وقت

كآن لتوّه هدأت ملآمح الإنفعآل لترد محتدّه ..
إكفهّر وجهه وإنتفخت أودآجه .. ثآرت ثورته وإهتآج صآئـح صآرخ: زوآج مآفيـــه زوآآج , لآ بـ الله على كيفكــم تكلمون النآس وتخطبــون وأنآ عبدالمأمور , أطرش بـ الزفّـه ! إسمـع يبـه .. إنت مو نآيم على فرآشك سبعـة أشهـر كآفي خيرك شرّك ومن تقـوم تقعـد تخطط لي خططك إللي مدري كيــف , طلعنـي من رآسـك ترآ قســـم فينــي إللي كآفينـ .............

....: مــــــــــــآلك !!!!

صآح بهآ أبوّه غآضب بـ جفآء إرتآعت معه أصآله إللي إنتفض كآمل جسدهآ .. لآ إرآدياً إرتعشت أطرآفهآ برجفه وآضحـه ..
يظلّ صوت أبوهآ المزمجـر هو قصّـة رعبهآ الوحيـده وكآبوسهآ المخيـف !
إنتقلت الأنظآر جميعهآ للي توّهآ ودخلت شآهده على تعآلي أصوآتهم وإشتبكهآ مهروله بـ خطى متسآرعه لـ أبوهآ إللي تحسست أعلى وركه الأيسر حآثته يهدئ من حدّة إنفعآله هآمسه: بشويش يبـه , مب زين لك العصبيّـه – قآلتهآ ثم وجهّت أنظآرهآ المُحـذّره لـ مآلك وبِـشدّه معقبه – تحشّم يآمآلك , أبوك ذآ ولآ وآحد من ربعـك !

شدّ شعره بقوّه من المقدمّه عآض بـ أسنآنه السفليّه على شفته العليآ مغتآظ , لتوّه أدرك ندمـه الشديد برجعته للسعوديّه .. كل إللي رممـه بـ شهوره الفآئته في مصـر ردّ وتنكـسّ بلمحـة بصـر ... كل إللي يسمـعه مآهـو إلآ هُـرآء .. ضـرب من الخبـل أو الجنـون !

من بعد دخول سآلي وقفت أصآله منهآره ذهنياً ..
شخصيتهآ حسّآسه وللغآيّـه .. هشّـه ركيكـه , أبسـط جدآل قآدر على إصآبتهآ بـ التوتر والإضطرآب ..
لفظت إذنهآ بصوت مخنوق غير مسموع إلآ للقريبه منهآ وهي أمهآ ثم إنصرفت من فورهآ ضآمه كلتآ يديهآ لمنتصف صدرهآ مطرقـة الرأس بـ خطى متسآرعه خروجاً من الجنآح الرئيسي بـ الطآبق والخآص بـ وآلديهآ تآركه الوضع كمآ هو عليـه ..

تجرأت سآلي بآللفظ , صوتهآ هآدئ وبنبرتهآ الكثير من الليـن والرفـق إذ إن مآلك كمآ الأطفآل .. بـ الكلمـه النآعمـه والمهآدآه يتشكّل بين يديـك دون عنآء !

....: إهدى بس يآمآلك وإسمـع منـي

أطبق فمه بقهـر لثوآني مآقدر من بعدهم يكبت إنفعآل غضبه أكثر ..
مآكآن بيوم شخص أحد يفرض عليه أوآمره وتحكمآتـه ولآ رح يكـون هذآ الشخـص ..
شخصيّه أفسدهآ الدلآل , عنيـده ومتمـردّه .. أبداً غير خآضعـه
....: إسمعي يآسآلـــي ... إسمعـوآ كلكـــم , خرآبيطكم هذي فكونـي منهآ .. طلعونـي برآ حسآبآتكــم

....: مـــــــآلك !
كآن التنبيه الجاف هالمره من أمّـه إللي وقفت غير مُصدقّـه مذهولـه من جرأة إبنهآ وسخطـه دون إعتبآر !
تعلقّت عيونه الذآبله المُرهقـه بعيون أمّه الموسعّـه تحذيـر ..
التحذير الجآف حآد النظره إللي مآتمّ لثوآني إذ إنهآ خنعت من فورهآ مستسلمـه للحزن بعيون إبنهآ وإنكسآره ..

مآلك ذآتاً له عيون نآعسـة النظره , جفنيّه من الطرّف مغلقيـن .. تظهر عيونه وكأنهآ مُهلكـه نآئمـه وتظهر نظرته وكأنهآ حزينـه مُرهقـه !
الحزن بعيونه إللي تضآعف في وجود السبب !
أغمضت عيونهآ بملآمح متألمـة مطبقـة الفم في أسى خآفضه رآسهآ إللي مسكتـه بـ أطرآف يمنآهآ نآفثـه وبـ إنهزآم: يآآآآربـــــــــي

....: مو عشآن تجربـه وحده إفشلت توقف الدنيآ وتسودّهآ ! كم عمرك إنت ؟ توّك بـ الأربع وعشـرين ... ذآ وأنآ إللي قلت عنك ذيبآن مآيهمّـك والحين مآيجيبك إلآ مـره ! مصخــــره !

صآح منفعـل .. في أوج إهتيآجـه: وآلله مآفي مصخـره كبـر إللي تسوونهــآ
....: تحشّـــم يآولـــــــد
أطبق فمـه بقهـر من صآح أبوه بـ حــزم طآلبـه الحشـم ..
لآحظت سآلي تكوّر قبضتيـه , يحآول جآهد كبت إنفعآلـه ..
كآن ولوقت قريب شخصيّه غير مبآليـه وقتمآ يحتد الشجآر بينه وبين أبوه أو أمّـه يسفههم موليهـم الظهـر خآرج البيت ..

يغيب عنهم ولـ مُدد توصل لـ أسآبيـع مآتكتمل الشهـر .. شخصيّه متغطرسـه بـ أفعآلهآ الصبيآنيّـه المخزيـه ..
وقوفـه الحين قدآمهم وإحتمآله لشيئ مآتقبلـه نفسـه رآفضه تمآم الرفض ومحآولته الظاهره في كبت إنفعآل غضبـه المتمثل في إكفهرآر وجهه وإنتفآخ أودآجـه .. قبضتيّه المكوّره وعروق سآعديه النآفره .. دليل وآضـح على شخصيّه مآلكيّـه جديده توّهآ وخرجت من الشرنقـه !

تركت سآلي مجآورة أبوهآ متقدمّه لمآلك وإبتسآمه قصيره بوجههآ ... ذآت مغزى , كآنت غريبه ..
أصآبته بـ التوتر ليعقد حآجبيه ينآظرهآ بـ ترقب مُرتبك إلى أن لفظت ويسرآهآ متحسسه كآمل ظهره الوآسع: تثـق فيني أو لآ !
مآلك: خلقي بـ خشمي يآسآلي مآنيب نآقص
سآلي: صدقني مآرح تندم
إتسعت حدقتيّه يرمقهآ وبـ حدّه النظرآت الإستنكآريّه المذهولـه والغير مُصدّقـه !

نظرآت الصدمّه إللي أربكتهآ دون مقآومه جآبرتهآ تخفض رأسهآ وكأنهآ للتوّ إستشعرت ذنبهآ في حقه وعظيم خطأهآ اللحظـه إللي همس هو فيهآ بـ صوت مشحوح مأخوذ بـ الصدمـه: مآنــب مصدقكــــــم !!!!!!!

إبتلعت سآلي ريقهآ في حرج قبل أن تردف بصوت مُتردد بعدمآ أيقنت فعلاً خطأهآ الفآدح بـ موآفقتهآ لأبوهآ بقرآره إللي تأكدت من خروجـه عن نطآق العقـل والمنطـق !
بـ أي منطق يكون الصلآح بـ الإرتبآط والهدآيـه بـ الزوآج ؟!
ليتهآ إستمعت لـ أصآلـه وتفهمّت رفضهـآ ..
مآلك نفسياً مُدمّر والسبب هو علآقـه عآطفيّه فآشلـه كآن هو المُضحّي الأكبر فيهآ ...
كل مشآعرّه على الرغم من أنهآ مستهلكّه إلآ أنهآ موجهّه .. وإن كآن هآلإستهلآك عبث .. والتوجه لشخص حآلياً غير موجود .. وإحتمآل وجوده في نطآق المستحيـل !

الكأس الممتلئ يفيض ويطفـح .. أبداً مآيسآع ..
حصآر مآلك وربطـه بعلآقه جديده ظلم ذآ فرعين متشعّب .. لـ نفسـه وللي بنفسهآ إختآرتهآ له ...
سآلي هي المتسـبب الوحيد والمتحمّل ..على عآتقهآ كآمـل المسئوليـه كـ مسمى ألطـف من الذنـب !

همس بصوت مجروح , إنهزآمـي , مُهلك: قآعدين ترتكبوآ أكبر غلــط
وكأنه خضـع .. اعلن إنهزآمه والإستسلآم ودون أدني مقآومه تُذكـر ..
أصبح شخص مغآير وتمآماً .. فقـد حيآتـه وحيويتـه ..
توقعوآ منه جميعاً جدآل محتد , شجـآر .. تكسيـر وتعنيـف أو حتى هروب ... مآشهدوآ إلآ عجـز وإنكسآر ... إستكآنه وخضـوع !
برهآن قويّ على ألم نفسي , صرآع عآطفـي وعذآبآت مريره ..

إلتوى فمه يمنه للحظـة عآقد الحآجبين برأس مطرق .. كآن في الحقيقـه محآوله جآهده لإبتلآع ريقـه العآلق بمنتصف حلقـه ..
إرتخت قبضتيه من التكوّر معلـن إنقيآدهـ , قلبـه مُحطّـم .. غير مُبآلـي

بـ خطوآت هآدئـه أهلكهآ البؤس وأثقلهآ الإحبآط .. إبتعد عنهـم إلى أن غآدر وهم وسط حآله من الترقب لـ ردّ فعل متوقّع منتظـر .. خـآب !

تهآلكت على كرسيهآ طآئحـه بطولهآ مآقوت على الوقوف , فآغرة الفمّ بآزغة البصـر ....غآدرهآ طيفـه
دمعتيـن من عينيهآ المذهولـه سقطوآ بعد طول وقوف نآفثـه بعدم تصديق هآمسه: مو مآلـــــــك ... مو ولــــــدي !


/
/


مســآءًا ..

كآن على أحرّ من الجمر بـ اتظآرهـ إلى أن علم أخيراً ومن العآمله إللي أوصآهآ بـ إخبآره فور حضور صآحب الشآن المنتظـر ..

إقتحم الغرفه دخولاً دون طرق مصفق البآب من بعد دخوله وبآلقوّه ..
تصرف همجي غير مقبول في الحآله الإعتياديه الا انه تم قبوله من الطرف الآخر إللي ماهتزت فيه الشعره ولو تفآجئاً مكتفى بـ النظر المطوّل المصوّب وتمآماً لذآك الوآقف أمآمه مكور القبضتين في أقصى حآلآت كبت غيظـه وإستشآطة غضبـه والسيطره على إنفعآله ....

تحرر نفسـه الدخآني من بين شفتيه المضمومه بمشهد إستفزآزي مثير للأعصآب ... وأصآب !
أصآب الوآقف أمآمه بحآله من إنفلآت الأعصآب ليصير في قمّه ثورته وشدّة إهتيآجه صآرخ: إنـــــت الســـــبب هـــذي أفكـــآرك الملعونـــــه أدري عنــــــك

إرتفعوآ حآجبيه بتعبير إعجآب هآزئ هآمس دون صوت وهو يطفئ سيقآرته بـ المطفى الكرستآليه الموضوعه جمبه على السرير: أفكـآري !
إرتفعت سبآبته المحذّره والمهدده: وغصـــب عنــــك تطلعنــي منهــآ مثل مآ أقحمتنـي فيهــــآ , غصـــب عنك يآسنـــــد فآهــــم

شهق بعمق قآصد مضآعفة حآلة الإستفزآز وكأن كل إللي يشوفه غير كآفي .. مآ أشبع لذتّه من رؤية أخوه وهو في أقصى حآلآت إنهيآره ..
كآن يدري إن فعلة أبوه مآرح تزيد الطين إلآ بلـه ..
أشعل أبوه فتيل القنبلـه والحين مآرح تنفجر إلآ بوجـهه !
أعقب بصوت هآدئ رآئق بآرد: هذي مقآبله تقآبل فيهآ أخوك الكبير بعد غيآب شهور !

....: قطيعه تقطع وجهك ومقآبلك يآسند , إسمع ... إسلوبك الوصخ هذآ ولعبك بهآلنجآسه مو معآيآ
....: أوف أوف , قويّه إتهآمآتك

شدّ شعره الغزير من المقدمه شآد بـ أسآنه السفلى على شفته العليآ .. هو في أقصى حآلآت إنفعآله وذآك في أقصى مرآحل جموده ..
إستقرت عيونه المثآره غضب على إللي رفع سآقه اليمنى الممده فوق اليسرى مكتف السآعدين مغمض عيونه في سلآم ليقفل هو عيونه بآلقوّه حآث نفسه بـ طول البآل وقصر كلاً من اليدّ واللسآن عن التطآول !

....: مآ أبي هآلزوآج يآسند
سند: بكيفـك
....: حلّ الموضوع
سند: مآهيب مشكلتي
....: بس مشكلتي أنآ
سند: وأنآ آخر همّي مشآكلك ... طفّي النور وخذ البآب بيدك

كمآ الطفل العنيـد الرآفض .. ضرب قدمه اليمنى بـ الأرض مكور قبضته اليمنى الغآضبه بـ إصرآر: مآنيب طآلع .. وبكيفك أو غصب عنك تطلعنـي من هآلزفت إللي تغصبوني عليـه ... زوآج مآفي زوآج

....: وآلله قلت لهم نفس الكلآم مآحد عطآني وجه
....: قلت لميـن ؟!
سند: للي يبون يزوجونك
ضآقت عيونه إستغرآباً وإستنكآراً هآمس: منــو !!
....: مدري
....: قم يآسند تعدّل وكلمنـي زيـن وبلآ هآلحركات معي

فتح عيونه بصبر نآفذ ويظهر إن إصرآر أخوه الأصغر وعنآده على وشك إثآرة غضبه الشيّ إللي وضح بـ حدّة صوته وجفآءه: إسمـع يآولد , مشآكلك مع أهلك مآتخصني لآتدخلني فيهآ .. منو أنآ عشآن أقول نزوجك ولآ عنّك مآتزوجت ... مصخـت عآد مآورآي سآلفه إلآ إنت

....: يعني تبي تقنعني إن مآلك يدّ
....: مشكلتك تقتنع أو لآ بس صدقني مآرح أتعنى لأجل تقتنع .. يلآ برآ لو سمحت
ضآقت عيونه إستنكآرا هآمس: برآ !!

زفر سند بصبر نآفذ مغمض عيونه نآطق بهدوء تفصيلي وكأنه يلفظ الأعدآد الأخيره تنآزلياً: لآتدخلني يآمآلك بآللي يصير معك إنت وأهلك .. هم إللي قرروآ , فيآليت أي منآقشه تتمّ معهم مو معآي ويآليت أكثر لآتدخلني .. تدري زين شلون وضعي بهآلبيت

....: بس أنآ مآبي هآلزوآج
أشر برآحته اليمنى المبسوطه مفرقة الأصآبع صوب البآب لآفظ بصوت مضخم لبديهيّة التصرف غير المستحيل وغير الصعب: إذاً روح وعلمهــم
مآلك: ..........
سند: إنت بـ الأخير إللي رح تتزوج مو أحد غيرك .. شيّ يخصّك وحدك .. وتبي رأيي , يآليت فعلاً تقنعهم برفضك ويقبلونه ...
مآلك: وإشمعنـى !!

إرتفعوآ حآجبي سند تفآجئاً من حموّ إندفآع مآلك بـ السؤآل إللي يظهر أنه أثآر فضوله أقصآه ليقرر أن يجيبه رآحماً نفسه أولاً من إصرآر أخوه: لأسبآب كثيره مآنتهي وأنآ أعددهآ .. أهمهآ ثلآث ... الأول إنك توّك ورع ..... , وعلآقة زوآج وآسعه بمفهومهآ وكل مقتضيآتهآ شيّ كبير على بزر مثلك إنه حتى يفهمهآ فمآ بآلك شلون يطبقهآ !

توّه مآلك بيفتح فمه صآئح وهو بقمّة إهتيآجه منفعل مندفع إلآ ويسكته سند بـ كفّه الأيسر المبسوط لوجهه كـ إشآره يطلبه فيهآ السكوت وعدم المقآطعه مكمل هو بذآت النبره البآرده: ثآنياً لأن عقلك مُشتت من علآقتك الأولى .. توّه مآ هدأ ولآ إستقـر وأي بنآء أسآسه مهتز مضطرب مآفي أسرع من سقوطه .. ثآلث سبب إنـ .................

قطع كلآمه بتفآجئ ..

إعتلته الدهشـه من قآطعه الثآني بصوت صآرخ حآد آمر أمره القآسي والمكون من كلمه وآحده مأشراً بذرآعه الأيسر الممدود تجآه البآب المغلق: بــــــــــرآ

سند: عفــوًا ؟

أغمض عيونه هآز رآسه بضيق صآئح: بلآ عفوا بلآ زفت إطلع برآ مآلي خلق محآضرآتك
....: أقول يآحبيب أمّك يآدلوع إنت إفتح عيونك الحلوه هذي أول وشف حولك هذي غرفة منو !

أعقد مآلك حآجبيه بقسوه يرمق الكيآنآت حوله بنظرة ضيق وآثآر التعصيب بعدهآ متمكنه من كآمل قسمآته المجعّده والمنكمشـه ... توّه مآ أدرك موقعه تمآماً من البيت وهو بـ أي مكآن وأي غرفـه إلى أن أردف سنـد بـ هدوء رآئق: وآلحين يآحلو لآتوآخذنـي .. أخذت وقتك معي كآفي وزيآده .. إتفضـل بــــرآ



/
/
/
/


أسندت رأسهآ لخلفية سريرهآ تنظر السقف .. نظره فآرغه غير معنيّه بـ السقف ولآ بزينته الجبسيّه أو إضآءآته الصغيره الدورآنيّه أو بـ النجفّـه بسيطة التصميم المتدليّه من منتصفـه ..

فكرهآ وكلّ عقلهآ مُشتت .. كيآنهآ بـ كآمله مُضطرب ..
كل الثوآبت بحيآتهآ أخذت وضعيّه مخآلفه لمآ كآنت عليـه .. فـ الحقيقه مآظل أيّ شيّ ثآبت أو تعريفه مستقرّ أو صفته مآتبدلت ..

هل هي على علم ودرآيه حقيقة بآللي قآعد يصير حولهآ وإللي سمعته مآهو أكثر من مجرد محآوله حقيره لزحزحة الثوآبت وتبديل الإعتقآدآت ..
أم أنه فعلاً في الأمور أمور ... وأكثر من طآبق مستور !
أجفلهآ صوت الرسآله الوآرده ..

ولأول مرّه مآكنت متلقّآه من شركة الإتصآلآت !
" ورده خير , من أمس وأنآ أتصل ليش مآتردين ! بمرّ بيتكم بعد العشآء إن شآلله "

إعتدلت بـ الجلوس مستقيمة الظهر , عيونهآ تنهي الكلمآت وترد من البدآيه وتقرأهآ وكأنهآ لأول مرّه ..
لآشعورياً سقطت دمعتين مآتدري سببهم !
نآهد بثت بـ أذنهآ السموم وأغلقت دون انتنطق هي بحرف .. فقط كآنت مستمعـه .. أو أن الصدمه من هول مآسمعته أخرستهآ !

أياً كآن حقيقه أو كذب وإفترآء .. هي حآليا بوضع عقلهآ حتى غير قآدر على التفكير بـ إنضبآط ..
وعلى الأغلب إن رؤية صآحب الرسآله وهي بحآلتهآ قآدر على بعثرتهآ أكثر .. هي أسآساً شخصيّه عآطفيّه صعبّة التحكمّ بـ انفعآلآت عوآطفهآ ..

إذآ مآ أحسّت بـ تشتت تظل مشتته الى ان ينتزعهآ أحد من دوآمة التشتت ويلملم بنفسه بعثرة أجزآءهآ ..
إذآ مآتعثرت بقصد منهآ أو دون فـ إن مقآومتهآ مسآوية تماماُ للصفر .. تتمّ بمكآنهآ الى أن يمد أحدهم لها يده بـ المسآعده وينتشلهآ من حفرة سقوطهآ ويدآوي بنفسه جروحهآ وإن كآنت سطحيّه غير موجعه ..
مآيحركهآ مجرد الطلب أو الأمر إن كآن لفظياً .. في وآقع الأمر مآتتحرك إلآ بزحزحـه إجبآريّه وقويّـه ..

تحرك إبهآمهآ الأيمن بنقرآت سريعه على شآشة جوآلهآ دون تفكير ودون قرآءه وإن كآنت حتى للتعديل ...
إنتهت بـ الإرسآل ..
" لآتجي يـ آدم , في مشكله ببيتنآ بين إخوآني والموضوع شخصي .... أنآ بكلمك وقت أفضى "

وقفت عن سريرهآ شآده بلوزتهآ القطنيّه من على جآنبيهآ لتعديلهآ دون أي تعديل آخر بهيأتهآ المُرهقـه إرهآق وذبول بآدي ..
طآحت عيونهآ على صينيّة الأكل المرتبّه كمآ تقدمت لهآ مآمستهآ يدهآ ..
وهو اليوم الثآني لهآ دون أن يدخل جوفهآ لقمـه ..
هي من النوع إللي يعرض عن الأكل والشرب دون إرآدة منهآ في حآل إنشغآلهآ بـ التفكير وتشتت عقلهآ ..

تتذكر كلآم أمّهآ المآزحه على حآلتهآ غير القآبله للتبديل " كتر تفكيرك بيآكل من لحمـك "
أقل شعور عندهآ بـ الحزن قآدر إنه يهلكهآ إلى حدّ الموت جوع أو عطـش ..
ويمكن إعتبآره السبب الرئيسي لنحآفتهآ ونحول بنيتهآ مقآرنة بطولهآ الفآرع ..
إذ إنهآ لو حسبت كيلو غرآمآت وزنهآ لطلعـوآ وزن عظآمهآ صآفي دون لحم أو شحـم !

من بعد رفعهآ عيونهآ الذآبله عن الصينيّه تعلقت بـ القطعـه المآئله للون النحآسيّ المتلألأه والبآرزه من ورآء بآب دولآبهآ المفتوح ضلفـه فتحه صغيره قآدره على إيضآح محتوآه واللي مآكآن الآ فستآن زفآفهآ المُعلّق ..
الفستآن اللي إحتضنته وبـ كُل الحبّ والشوق واللهفه لإرتدآئه قبل ذآك الإتصآل الشؤم ..
أبعدته عنهآ فوراً وكأنه نجـس .. شيئ بدآخلهآ رفض حتى لمسه ..
سريعاً ودون تفكير حملته عن سريرها وورآته بـ الدولآب ..
عفوياً سقطت عيونهآ عليّه لتفآجئ به الحين وكأنه قطعه عآديه من ملآبسهآ دون أي قيمّه معنيّه ..
مآرتعشت ذيك الرعشّه .. مآخفقت .. ولآ تبسمت ..

تجآوزته خروجاً من غرفتهآ للطآبق الأول بـ مجلس العآئله ملقيه سلآمهآ الهآدئ الأقرب للبرود وعدم الإهتمآم ليجيهآ الردّ بـ أصوآت متفرقّه أعقب من بعدهآ احدهم بصوت جآهر: بنت حلآل جيتي عند ذكرك
نآظرته من فورهآ للحظآت ثم أخفضت بصرهآ دون ردّ ليردف هو بـ استغرآب: مآعندك فضول يعني تسألين عن الهرجه ؟!

تحسست بـ إظفر سبآبتهآ النآمي وبعنآيه البشره الطريّه النآعمه لسآق الصغيره أنسآم النآئمه على ظهرهآ بـ الأرض سآئله بـ هدوء مبآلغ: خير يآجآسـر ؟!

أعقد حآجبيه بنظره إستغرآبيّه نقلهآ بين المتوآجدين .. كلاً من أمّه وفآهد المحتضن إبنه نمر وبفمه شيئ بلآستيكي أزرق اللون والمسمى – السكّآته – لإسكآت الطفل بعد إيهآمه بـ انهآ حلمة رضآعه حقيقيه .. مقآبل لهم ومجآور له سهيل إللي إعترآه نفس الإستغراب من حضور أختهم البآهت وقبل مآيردّ أخذت أمّه الكلآم من لسآنه سآئله بـ إندفآع وإهتمآم وقلق: خير يمّه .. شفيك يآورده تعبآنـه !

هزت رآسهآ نفياً لترد أمهآ سآئله: أكلتي يمّه طيب ؟! أمس أخذنآ الصينيّه مثلمآ قدمنآهآ مآدخل جوفك شيّ
ورده: مآلي نفس يمـه لآتشغلين بآلك

تدخل جآسر بـ دفآشته المعهوده: ذآ توتر قرب الزوآج أدري أدري
رمقه فآهد المقآبل له والمجآور لـ أمه بنظرة قويّه قآصداً إسكآته ليبقق هو عيونه ببرآءه مفتعله مردف: مدري بس أشوف كذآ بـ التلفزيون

وقبل مآيتكلم أحد زفرت هي بصوت مسموع نفس يظهر من هدوءه وعمقـه ثقل الهمّ والعنى أردفت من بعده بصوت فآتر: أصلاً أبيكم بنفس الموضوع
تحسست أمهآ ظهرهآ بيسرآهآ حآثتهآ عدم التردد بـ حنو: خير يمّـه .. نسمعـك

إبتلعت ريقهآ وسكتت من بعده لثوآني عيونهآ معلقّه على الحركه المتوآليه لفمّ الصغيره أنسآم وهي تشد وتسحب من السكآته الخآصه فيهآ بلونهآ الوردي برغم من غرقهآ في نومهآ العميق إلآ إن حركة فمهآ غير متوقفه: يعنـي .. بخصوص زوآجي

فآهد: خيــر !
ورده: يعني بيتأجل شويّ بعـد
صفّق جآسر بيديه صآئح: لآحوووول

نآظرته ورده من فورهآ ثم أخفضت بصرهآ وكأنها خجلـه .. الحرج بوجههآ ونظرآتهآ واضح .. مآخفى عن المتوآجدين واللي على اثره شدّ فآهد شفتيه بغيظ من ردّ فعل المرآهق جآسر وعدم تأدبه إللي تسبب بإحرآج أخته مقرر تلطيف الجوّ بنبرته الحنون الهآدئه: خير يآورده ليش ؟!

رمشت بتوآلي حآفره بـ إظفر سبآبتهآ اليمنى جلدهآ المحيط بـ إظفرهآ الإبهآم من نفس اليدّ ..
حركتهآ اللآإرآديّه المعتآده في حآلآت توترهآ وهي النبش بـ الجلد المحيط بـ الأظآفر إلى أن يتكون عندهآ مآيشبه رؤوس الدبآبيس الصغيره ولكنهآ من الجلدّ القآسي .. على الأغلب انه يثير من استفزآزهآ أكثر .. يشتتهآ ويسبب لهآ من الارتباك والتوتر ماهو أكثر .. تضطر على إثره إنتزآعه بـ اسنآنها وبمنتهى القوّه والسرعه واللحظيّه لتفآجئ بـ إنتشآل جلدهآ من حول الإظفر وسيلآن الدمّ ثم تورم ماحول الاظفر وانتفاخ رأس العقله .... وآلآم موجعـه تسبب لهآ العصبيّه والغضب بدلاً من الإستفزآز والتوتر !

....: يعنــي .... آدم مشغول شويّ ... شغل وآآآ يعنـي أشغآل طلعت فجأه

جآسر: وش ذي الأشغآل يآليل مآطولك .. زوآجك بعد إسبوع بـ الضبط وقبل رمضآن بـ إسبوع وآحد .. اليوم الأربعآء والزوآج الأربعآء الجيّ .. القآعه المحجوزه طيّب وبطآقآت الدعوه إللي توزعت على خلق الله , كل مرّه يتأجل ولأسبآب مآحد يقدر يعترض عليهآ بس هآلمرّه , لاا بصراحه قويّه !!!!!

يظهر إن رأي المرآهق جآسر كآن صآئب هآلمرّه .. وضح التأييد بوجوه الموجودين جميعاً ..
أعقب سهيل بهدوء: أي أشغآل هذي إللي مآتتأجل يآورده وليش هو مآيرفضهآ ؟ مآيدري إن زوآجه بعد إسبوع ! تدرين إن مديري بـ الشغل معلمنـي اليوم بـ إجآزتي لأجل زوآجك إللي مآلي به دخل أصلاً ؟! سنــد .. سنـد المُرشـد , قآللي إجآزتك مفتوحه إعتبآراً من اليوم ... عفآني من أشغآلي لأجل زوآجك وإنتي تقولين قبت أشغآل فجأه بوجه آدم !!!

....: مآيصير يمّه .. كل النآس يدرون عن موعد زوآجكم توزعت البطآقآت وكل شيّ مجهّز .. كلمي آدم , دقّي عليـه يجينآ إخوآنك يكلمونـه ونحلّ سآلفة هآلأشغآل بس مآيتأجل شيّ

وقع نظرهآ على يدّ أمهآ فوق ركبتهآ متلمسه لهآ وبهدوء مطبطبه عليهآ بـ حنآن حآثتهآ بـ مكآلمة آدم ..
إبتلعت ريقهآ بصعوبـه مستشعره خفقآن قويّ آخذ في التسآرع حدّ الإضطرآب ..
شيّ بين ضلوعهآ على وشك الإنفجآر ..
صدى كلمآت سهيل مآيتررد منه برأسهآ إلآ إسمه وإسمه فقط ......... سنـــد , سنــد المُرشــد !

وقفت من فورهآ بـ تأهب لتشخص لهآ الأبصآر بـ إنتبآه ويثني فآهد بهدوء المعتآد: بتكلمينــه !

هزت رأسهآ إيجآباً وبسرعه ..
غآدرتهم بخطوآت رآكضه صعوداً لغرفتهآ رآفعه عن سريرهآ جوآلهآ المُصمّت متجآهله رسآلة آدم المتلقّآه من بعد رسآلتهآ له بآدئه في تحرير رسآله جديــده ..... ولرقم جديد ....... محفوظ غيبًـا !


/
/



صبآحاً ..
توقفت خطآه المتأنيه قبل أن يصل لبآب مكتبـه من تعآلى صوت سكرتيره الخآص لآحقه بـ خُطى متسآرعه: أستآآذ ... أستآذ بسّآم

نآظره دون ردّ ليكمل الموظف بـ هدوء: صبآح الخير , فيه ضيفه من نص سآعه تنتظرك بـ المكتب
أعقد حآجبيه لوهله إنفكوآ من بعدهآ هآز رآسه بـ خفه مستفهم: إسمهـآ ؟!
....: أستآذه أصآله المُرشـد
إرتفعوآ حآجبيه بدهشه مآسرع مآختفت لآحق الموظف بسرعه: ضيفتوهآ !!
....: إي طلبت قهوه بـ الحليب
أومأ إيجآباً بهدوء ثم طرق مكتبه الخآص قبل دخوله !

طرق ثلآث هآدئه فتح من بعدهآ البآب بـ حذر ليفآجئ بوقوفهآ متأهبه بكآمل حجآبهآ الثقيل السآتر ..
....: حيّآلله أستآذه أصآله .. صبآح الخير
ردّت بصوت مخنوق خجل: صبآح النـور

....: من الحشم أقعد مقآبلك لكن إسمحيلي أقعد ورآ مكتبي , أدري كذآ بترتآحين أكثر

إبتلعت ريقهآ بصعوبه بآلغـه .. لآ إرآدياً أخذت أطرآفهآ بـ الإرتعآش .. تحس يديهآ من تحت قفآزآتهآ السودآء متجمّده ..

بسّآم كآن من الشخصيآت الخلوقـه المُرآعيّه .. متفهّـم ومُتأدب ..
طرق بآب مكتبه بغرض إعطآءها التنبيـه لدخوله إن كآنت كآشفة الوجـه أو بوضع الرآحه من بعد إنتظآر دآم لنصف سآعه ..
رآعآهآ في فرضيّة جلوسه مقآبلاً للضيف من بآب إحترآمه وعدم التعآلي عليه بـ الجلوس على كرسي مخآلف من ورآء المكتب ..

إكتفت بـ إيمآءة رأس خفيفـه أتبعتها بـ صمت مطبق !
صمت وتّر الأجوآء مآبينهم لتطيح عيونه على كوب القهوه الممتلئ نصفـه ..

أشبك أصآبع يسرّآه المتحكمّه بـ أصآبع اليمنى العآجزه مسند سآعديه فوق مكتبه مُصلبّ الظهر بـ جلسـه مستقيمه مُردف: تدرين عن دوآمي يبدآ من تسـع ليش الزيآره بدري تعنيتي الإنتظآر !
كل مآ أوشكت على اللفظ إنربط لسآنهآ .. هي في حقيقة أمرهآ من الشخصيآت المتردده , ضعيفـة الإرآده فيمآ يخصّ النطق بـ اللسآن .. تشعر بهآلعجز في حضرة أبوهآ , وفي أوآمر أمّهآ .. وعنآد مآلك أخوهآ , وحتى في تحكمآت صغيرتهآ فدوى .. مآتقوى على الرفض .. ضعيفـه .. وآهنة السيطره

آثر الصمت تآرك لهآ حريّة إستحضآر نفسهآ والجوآب ..
الجوآب إللي وصله متأخر بعدمآ قآربت على إكمآل الدقيقه والنصف الشيّ اللي زآد من حرج موقفهآ وسوء تصرفهآ .. أعقبت بـ إرتبآك وآضح من لفظهآ للكلمه وصمتهآ ثم إكمآلهآ ..
....: حبيت أطلع .. مع , مع سنـد أخوي .... دوآمه قبل دوآمك
....: خير أستآذه أصآله في شيّ ؟! أنآ ملآحظ إرتبآكك بس صدقيني إذآ أنآ السبب فيه فـ الصرآحه مآله لزوم , إخذي رآحتك

فعلاً هي بموقف لآتحسد عليه .. غبيّه وبلهآء , هذآ هو الوصف إللي أطلقته على نفسهآ مرّآت متعدده بخآطرهآ لآئمه سذآجة تصرفاتهآ الرآجعه لعدم خبرتهآ في فرض وجودهآ على المحيط أو الإنغمآس في الحديث ..
تظهر دآئماً جآمده , قليلة الكلآم إذآ مآكآن مُعدم , توآصلهآ غآلباً يكون بـ إيحآءآت الوجه وإيمآءته ...
الشيّ إللي كآن من الصعب إنهآ تستنجد به لإنقآذهآ من حرج موقفهآ وجموده وهو تحت الغطآء الكثيف !

....: لآ أبدّ .. مآفي شيّ أنآ بس .. يعنـي منّي متعوده على الإختلآط وإن كآن بـ الكلآم مع رجآل غريبين عنّـي
بسّآم: .............
....: فـ الحقيقه كل الرجآل غريبين عنّي .... يعنـي .... مغير أبوي وإخوآني الإثنين
....: وآلله إني مستغرب , كتآبآتك جداً جريئه
أصآله: ...........
كمآ عهدهآ من أول مقآبله , صآمته .. وإن تكلمّت فـ كلمآتهآ معدوده إلآ إن صوتهآ رقيق يدآعب الأذن بـ دلآله الطبيعي وغنجـه المثير ..
نقرّ بـ أصآبع يسرآه على مكتبه الحركه المتوتره مردف: المهـم .. وش الأخبآر .. في مشكلـه معينّه أو إستفسآر
هزت رأسهآ نفياً بسرعه جآذبه لهآ إهتمآمه الشديد ليسأل بـ فضول: خيـر إن شآلله !

....: بصرآحه الموضوع شخصي شويّ , وبصرآحه أكثر مآهوب موضوع .. بس ....... بس حبيت أقدم لك تعآزيّآ ....

تلآقت نظرآتهم لتثبت هي عيونهآ عليـه ويخفض هو عيونه بـ حُزن بآدي ... آلمهآ قلبهآ وبشدّه , كل مآحاولت تطرده عن فكرهآ إرتدت ذكرآه قريبه حآضره لذهنهآ وقلبهآ وكل كيآنهآ ..
هذآ زوآجه الثآني من بعد مأسآه أولى فقد على إثرها زوجته وإبنه .. من زوآجه الثآني فقد الإبن الثآني ومعه فقد أيّ أمل آخر بـ أن يُرزق غيره .. إذ إن زوجته ذآتاً مستأصله للرحـم !

همست بصوت رقيق دآفئ: آلله يربط على قلبك أستآذ بسّآم ويلهمك وزوجتك الصبر إن شآلله ... إحسبوآ الأجر
....: ونعــم بـ الله

إلتفتت له سريعاً من إستشعرت إحبآطه بـ زفرة نفسـه العميقه المهمومه , سألته بـ إندفآع ودون تفكير: خير أستآذ بسّآم .. فيه شيّ !
ودون تفكير منه هو أجآبهآ وبمنتهى الصرآحه والشفآفيّه: زوجتـي .. يعنـي أحسّهآ مو مثلي , مآهيب متقبلّه إللي صآر .. نفسيتهآ محبطه وللغآيـه

إنشدوآ شفتيهآ المُطبقّه من تحت غطآهآ بـ إبتسآمه عفويّه من لفظـه لـ كلمآت فصحـى متدآخله بـ حوآره العآميّ ومآسرع مآهزت رأسهآ مره وآحده بقوّه رآده لوعيهآ إللي غفلّهآ ثوآني قصيره منصته له وبـ إهتمآم: يعني هي أم .. غير الرجل في كل الأحوآل .. هي عآطفتهآ أقوى , أستآذ بسّآم أنآ أذكر إنك حكيت عن ظروفهآ من قبل إللي إضطرتهآ لإستئصآل رحمهآ والحين ولدهآ الوحيد .. الموضوع صعب آلله يثبتهآ ويرزقهآ الصبر


....: أنآ مقدّر وآلله بس هي إللي ........... – وقف لثوآني مبتلع كلمآته فجأه لتظهر مقطوعه –
إنتآبهآ الفضول اكثر .. غآدرهآ التوتر والإرتبآك وتملكهآ الإندفآع: هي إيـش !!!
أعقد حآجبيه لوهله ومآسرع مآنحلت متدآرك إبتسآمته قبل الإتسآع مبتلع ريقه ..

هذي الأنثى المتنآقضه تثير إهتمآمه .. بلحظـه نسى همومـه والإحبآط المثقل لـ كتفيه ... صآرحهآ وكأن الموضوع مآيعنيه .. كآن صوته هآدئ غير مهموم ولآ مغموم: طآلبـه الطـلآق

إتسعت عيونهآ بصدمه مآتدآركتها ليظهر إنفعآل ذهولهآ سريع: إيــــش !!
إنفعآلهآ إللي ظهر كوميدي مآقدر يكبت هو ضحكته أكثر لتتسع شفتيه المنفرجـه كآشفه عن صفّي أسنآنه الرتيبه البيضآء .. يظهر إنه غير مُدخـن وهو الشيّ إللي إستنتجـه سريعا ..
لمعت عيونهآ وإرتسم تعبير البلآهه بوجههآ وبـ إبتسآمتهآ المسحوره جآذبهآ وبقوّه تجآهه ..
ولآ بعمرهآ فكرت عن موآصفآت رجل بذآته تجذبها موآصفآته ظآهريّه أو موآصفآت تتعلق بـ الشخصيّه ..

أحبط بسّآم تخيلآتهآ العدميّه إذ أنه وكآملاً جسّد أمآمهآ الرجل المثآلي .. رجل أحلآمهآ الوآقعـيّ
حتى زوجهآ المتوفي مآ أحست تجآهه ذآت المشآعر والأحآسيس .. كآن شخصيّه عآبره بحيآتهآ وإن إقتص منهآ وبصفته كونه زوج .. أعمق العلآقآت ... العلآقه الزوجيّه ..
كآنت خطيبه لـ شهر وآحد وزوجه لـ شهرين .. وأرملـه لـ ثلآث سنوآت !

أجفلهآ من تخيلآتهآ الورديّه الدآفئه بصوته الرخيم المُتأني: أعتقد نفسيتهآ لهآ دخل بهآلقرآر .. مآ أدري بصرآحه , تحسب إني بتخلّى عنهآ رغبه مني طبعاً بـ ولـد وهي تعجز عن هآلشيّ ..... ألوم نفسي , هل أنآ مثلاً أوحيت لهآ بهآلشيّ ! حسستهآ بشيّ وأنآ مدري – أطبق شفتيه بـ إحبآط إلى أن إختفوآ زآفر بـ همّ مردف - : مــدري

....: يعني إنت صدق مآتتمنى هآلشيّ !
....: مآرح أكذب عليك .. أكيد أتمنى , والفقد للمره الثآنيه يوجـع بس إللي مستحيل أسويه إني أوجعهآ .. هي من أوّل رضت فيني وبعجزي ومآتكدرت أبدّ لو يوم ولآ إشتكت وغيـ ........

إنشدوآ كتفيّه موسّع العين ينظرهآ بدهشه من تدخلت بـ حموّ وإندفآع دون إنتظآر مقآطعه كلآمه إللي يظهر وأنه أثآر حفيظتهآ وإستفزهآ أشدّ إستفزآز ضآربه طرف مكتبه برآحتهآ اليسرى الغآضبه: لآ غلـــط .. غلط .. غلط نبني حيآتنآ أو نكمل فيهآ بسبب جميـل , جميل وآجب نردّه , غلط نزآيد على نفسنآ ونعجزّهآ أكثر ... إسمحلي أستآذ بسّآم تفكيرك وهآلمرّه بذآت لأول مرّه طبعاً .. مآيعجبني ... قول إنه تقدير منك لأنهآ زوجتك , أو لأنهآ بمرحله حسّآسه من حيآتهآ وبحآلة صدمه حآلة إكتئآب حآلة إحبآط أو حتى علّق تقديرك فـ المطلق بدون أسبآب لمقتضى إنهآ زوجتك وبس أمآ إنك تقول وآجبك ترآعيهآ لأنهآ رآعتك يوم تحملتك أول ومآشتكت !! أسآساً هي من أول تدري بوضعك .. بمعنى إنك كنت مصآب قبل مآتتزوجهآ يعني مو حدث عرضي بوقت زوآجكم ... يعني كآن بيدهآ ترفض لو إنهآ شآيفه هآللي فيك عجز .. مآهيب مجبوره ولآ إنت مآسك عليهآ ذله ولآ هو رداً لجميل سويته فيهآ ... فـ أعتذر بـ اللفظ , غصباً عنهآ من بعد موآفقتهآ الإختيآريّه ترضى بكل مآفيك ولآ تتشكّى ..


أشآحت عنه بوجههآ مرتعشة الجفنين بحركه سريعه متوآليه .. خفقان قلبهآ سريع مهتآج , فقدت فعلاً زمآم سيطرتهآ على نفسهآ ..
وبلحظـة سريعه خآطفه تبآدر لذهنهآ هوآنهآ على التحكم بـ أمرهآ .. مو كأنهآ هي إللي من قبل الـ ثلآث سنوآت تمّ إجبآرهآ على الإرتبآط تسهيلاً لمعآملآت الشرآكه بين وآلدهآ ووآلد المتوفّى زوجهآ !
كآن إرتبآطهآ مشروط ولغرض لآيعنيهآ هي بتآتاً !

نفخت من فمهآ المضموم مغتآظه شآتمه نفسهآ نآدمـه على تسرعهآ وإندفآعهآ الغير مُبرر ..... هي فعلاً مغفلّـه !
عضت على شفتهآ السفلى مكوره قبضتيهآ المتوآريه تحت المكتب عن أنظآره المذهولـه ...
مرّت ثوآني وهو بذآت الحآلـه الصآمته المدهوشـه والغير مُصدقّـه !
هي بموقف من أسوأ موآقف حيآتهآ وأشدهآ حرج وعليهآ التصرف فوراً وإلآ أذآبهآ الإحرآج سآئحه أمآمه على كرسيهآ !

إبتلعت ريقهآ وأردفت سريعاً بـ نبره متوتره: ءآآ .. أعتذر , بس أنآ بحيآتي مآ أحب الإستغلآل , مآحب أكون مقيدّه بشيّ ومُستغلّه ... أنآ دآيم أنحط بمثل هآلموآقف وأدري عن هآلشعور زين وهو أكثر شعور أعآني منه عشآن كذآ بس إندفعـت ... أعتذر ..... ءآآآ وو .. ولآزم أروح الحين عندي إرتبآط ثآني ومابي أتأخر عنه ولا اعطلك أكثر

في حقيقة الأمر كآنت كآذبـه وإلآ فهي الوحيده على أرض المجرّه الخآليه من أيّة إرتبآطآت يحتمل أن تشغلهآ !

مآكآن تبريرهآ إلآ كذبـه هروباً من حرج الموقف وآقفه عن كرسيهآ بسرعه مآئله بـ نصفهآ العلوي على الطآوله الزجآجيه الصغيره أمآمهآ رآفعه كيس كرتوني مقوّى متوسط الحجم أسود اللون قدمته له على عجلـه وهو مآزآل على وضعّـه مُسمّر الحركـه والإنفعآل السآكن المتجمّـد ينآظرهآ مذهول وآسع العين فآغر الفمّ !

وتحت إصرآرهآ الصآمت بيدهآ الممدوده تجآهه حآملة الكيس تنآوله منهآ بـ تردد واستفهآم كبير الحجم بوجهه !
الإستفهآم إللي مآطآوعهآ قلبهآ تتجآهله برغم حرجهآ الشديد أجآبت عنه موضحه: وردهـ ......... ســوّ ..... سودآء

أعقد حآجبيه مآد يسرآه دآخل الكيس مخرج منـه تحفـه زجآجيّه ذآت قآعده سودآء مغلفّـه بـ زجّآج مقبب الشكل القوسي محصور بدآخله ورده سودآء اللون طبيعيّـه !
أردفت بصوت رقيق هآدئ نسبياً بـعد أن هدأ إنفعآلهآ: ورده طبيعيّه ... محفوظـه , مآرح تذبـل ....... وردة إبنـك علـيّ


إنتفض صدره تعبيراً عن ضحكه حسيّه غير مُصدّقه هآمس: في ورد أسود !
أصآله: إيه فيـه , وردّ نآدر بمكآن وآحد في العآلم .. طلبتهآ مخصوص لـ ذكرى إبنك وتوّها وصلتني أمس ..........

بسط رآحته اليسرى تحت قآعدتهآ رآفعهآ لعيونه البآسمه بـ إندهآش سآئل: من ويـــن !
مآل فمهآ يسره بـ إبتسآمه جآنبيه رقيقه قصيره هآمسه: من تُركيــــآ



/
/

 
 

 

عرض البوم صور حلم الحياه   رد مع اقتباس
قديم 18-09-16, 02:18 PM   المشاركة رقم: 118
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2016
العضوية: 316716
المشاركات: 178
الجنس أنثى
معدل التقييم: حلم الحياه عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 87

االدولة
البلدOman
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
حلم الحياه غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أمآنـــي المنتدى : القصص المهجورة والغير مكتملة
افتراضي رد: العاطفه والجسد

 
دعوه لزيارة موضوعي

/
/


أقفل البآب بهدوء من بعد دخوله وكأنه حذر لعدم إصدآر صوت إلآ إنه وبآلرغم من حرصـه لفت له الإنتبآه من رفع ذآك المُنشغل المُهلك بـ القرآءه والتدقيق عيونه بـ انتبآه ..
رمقه بنظره سريعه وردّ ينآظر بـ الأورآق معقب اولا دون نظر: حيّآلله المعطليـن

....: أي معطلين , هذآني مدآوم

ردّ ينآظره بلمحه خآطفه ورجع لأورآقه إلآ أنه مآسرع مآردت عيونه وتعلقت عليه متفحصّه أكثر ..
شيئ غريب بهيئته اليوم .. تمّ يدقق بوجهه المحجوب نصفه عن الرؤيه بسبب جلوسه على مكتبه المنزوي من الغرفه وإنشغآله بـ عدد من الملفآت اللي توّه وأخرجهآ من درج مكتبه ..
وهو بمكآنه يدري تمآماً عن ذيك العين الدقيقه المتفحصّه ثآقبة النظره ..
النظرآت المطوّله إللي إعتآدهآ منه وإللي يفتقدهآ وتبدآ الشكوك تسري به إذآ إنشغل عنه الآخر ولآ نآظـر !

على الأغلب إنه بسبب شكّه وحرصه الزآئد وعدم ثقتـه .. يحآول بنظرآته الدقيقه مسح الشخصيّه المقآبله له بغرض الوصول لخبآيآهآ الدفينه ونوآيآهآ المستتره .. وهو فعلاً متقن ومجيـد ..
أردف وعيونه على الملفآت الملونه يرتبهم بحسب الأهميّه للبدء فيه: تأجل الزوآج
من فوره الثآني غضّ عنه البصر مبتلع ريقه .. همس بقلبه " ذقنه خفيفـه ومشّذبه , نعيماً يآسهـل طآلع من الحلآقه "
مآل فمه سآخر من نفسه " ويحك يآسند , قآعد تدمّر نفسك , وش لك بـ الرجّآل ........ يشبههآ , بقوّه يشبههآ "

نآظره الثآني بـ إنتبآه من سفهه سند ولآ أعقب في حين أنه كآن في غمرة إنشغآله بـ حديث النفس الـ لآئم للنفس " طيب أنآ ومآلك نشبه بعض عآدي .. إثنينآ رجآل , أمآ ورده وسهل كيف !! شلون ..... أففففف وبعد حآلق اليوم مخفف شعره ذآ إللي نآقصني "

إنتبه من شروده بهزة كتف غير وآضحه إلآ أن الآخر أدركهآ وتمآماً من أنزل الملف على المكتب بقوّه محدث صوت صفقه قآصداً تنبيهه لينآظره سند بفهآوه للحظه خآطفه إبتلع من بعدهآ ريقه عآقد الحآجبين ينآظر بـ الملف: وشهـو !!

....: معآملآت المؤسسه خلآل هآلشهر .. خلاص إنّآ بـ النهآيه , و هذي توصيآتك
أطبق سند شفتيّه مقوسّه إعجآباً هآز رأسه تأكيداً معقب: متآبعه شهريّه لكل المعآملآت آخر كل شهر .... تمآم تمآم

مآ أعقب سهيل إلآ بـ انصرآفه عنه دون ردّ لمكتبه وليردف هو: ليش تأجل الزوآج ؟!
جلس سهيل على كرسيه مصدر هفهفه مهمومه مآسك بـ وسطآه اليمنى والإبهآم مآبين عيونه هآمس: مآندري وآلله للحين .. جت أختي أمس تعلمنآ بـ التأجيل

أعقب وعيونه على الأورآق تظهر لآمبآلآته وهو في الحقيقه مُشتعـل ..
مآغآب عن ذهنه هيأتهآ بـ الليلـه إللي طلبت فيهآ مقآبلته وفعلاً قآبلهآ وصدمتـه ... مدى جرأتهآ ولآ مبآلآتهآ أكثر مآيثيره ..


فضّل عدم إظهآر فضوله القآتل الآخذ في التضآعف مردف بلآ مبآلآه من سمآع الخبر مآزح: الظآهر إن لونك بهـت على أختك , قطيت عليهآ نحسـك
سهيل: ههههه وللي يعآفيك , لاتقول نفس الكلآم
سند: والظآهر بعد إن أحد سبقني وقآل
....: آلله وكيل , كلهم بـ البيت أمس قآلوه .. صآرت أختي وخطيبهآ مثلي أنآ وسآلي .. كل مآقلنآ يآزوآج قب بوجهنا إللي يوقف

هز رأسه إيجآباً مطلق زفره عميقه مردف: خير إن شآلله
سهيل: إن شآلله

خآرج المكتب ..

أشبك يديه ورآء ظهره خآطي خطوآته المتمخطره بنظرآت تظهر وكأنهآ إستكشآفيه لأول مره تشهد المكآن وتشوفـه ..
قوّس فمه فجأه إستغرآباً بعدما طآحت عيونه على شخص مخآلف تمآماً للشخص صآحب المكآن للحظآت توسعت من بعدهآ عيونه بصدمه " يآوقعة أمّك السودآ يآسند طردت سهيـل بعد !!! مو بكيفك عآد والله ليطيّر عآمر رآسك "

إبتلع ريقه سآئل بـ تردد ذآك الجآلس على مكتبه بـ إستقآمه بين إصبعيه القلم وأمآمه بعض من الأورآق المطبوعه ينآظره وبـ إبتسآمه مُرحب به وبصوت نآعم: حيآلله أستآذ مآلك .. تفضّل
إنتفخ خدّ مآلك بحركة لسآنه البآطنيّه سآئله بـ فضول: جديد إنت هنآ !

حكّ الموظف بظآهر سبآبته أسفل أنفه بـ إبتسآمه تظهر حرجه: لآ بـ المؤسسه من زمآن بس جديد بهآلمكآن .. سكرتير مؤقت لين رجوع أستآذ سهيـل
مآلك: ومتى إن شآلله يرد أستآذ سهيـل ؟!
....: وقت مآيردّ بـ السلآمه أستآذ عآمر طوّل آلله عمّره

هزّ مآلك رآسه بتفهم ينآظر بآب مكتب الإدآره الرئيسي " آممم أكيد بيرجع سهيل مع رجعة عآمر ... يقطع سنينك يآسند مآلقيت إلآ سهيل وتطرده وآلله ليندمك عآمر "
قطع حديث خآطره مأشر بسبآبته صوب البآب لآفظ: طيب أنآ أبي سنـد .. أدخل عآدي ولآ !
وقف الموظف من فوره بآلع ريقه طآلبه الجلوس بـ إبتسآمه: ءآآآ لحظـه بس أعطيه العلم أول .. تفضل تفضل .. إستريح .. حيّآك

من بعد إختفآء الموظف مطّ رقبته معدل يآقة ثوبـه السكريّ شآده من منتصف الأزرآر على جسده نزولاً ...
لبس الثوب مو من مفضلآته .. يحس بقيـد وعدم رآحه في إرتدآءه ..
كآن سكريّ اللون طويل لآمس الأرض بـ أطرآفه .. مشدود على الصدر وآسع نزولاً .. جزمته فلآت صيفيّه شآموآ جمليّة اللون وكآب على رأسه أحمـر !

أدخل يديه بـ جيوبه معطي للبآب ظهره ينآظر بـ المدخل إللي دخل منه وعلى جآنبيّه قصريّآت ضخمـة الحجم تظهر وكأنهآ فخآريّه إلآ أنهآ مُذهبـه على طول إمتدآد الممرّ لثوآني قصيره من الإنتظآر أنهآهآ صوت الموظف بذآت الهدوء والنعومه: تفضـل أستآذ مآلـك ....
إلتفت له رآمقه بنظرة تقييم سريعه ثم هزّ إيجآباً رآسه مقفي عنه بلآ مبآلآه أو ردّ لإبتسآمته الدآئمه بوجهه !

أقفل البآب من ورآءه وأول مآلفظ به بصوت جهوري صآئح: قول إنك تمـزح ومآطردت سهيــل المآلكـي بحملة التطهيـر إللي سويتهآ للمؤسسه !
رفع عيونه عن الأورآق دون أي تعبير بآدي ليجيه الصوت من خلفه ضآحك: طيب قول السلآم أول
إنتفض من وقوفه بـ إستقآمه ملتفت ورآءه بعيون مذهوله من إقترآب المعني صوبهم وبـ إبتسآمه .. همس بعدم تصديق: سهيـــل !
فرد سهيل ذرآعيه رآفع يديه بآسم: بشحمــه ولحمــه

جلس مآلك على وآحد من الكرسيين المقآبلين لمكتب سند الحآمل على لوحة التعريف الذهبيه إسم عآمر المُرشد مقطب الجبين سآئل: وإللي برآ هذآ شوضعـه !
قدّم سهيل الأورآق لـ سند والإبتسآمه بآقيه بوجهه: له وضعه وأنآ لي وضعـي
إلتفت مالك ورآءه من أدرك إشآرة سهيل بعينيه ومعنآهآ أن ينظر خلفـه ليفآجئ بوجود مكتب صغير الحجم زجآجيّ إزدحم بـ الأورآق البيضآء والملفآت الملونّه .. سأل بعدم فهم منتظر الإيضآح: يعنــــي !!!

سهيل: نقلت مكآني عند أستآذ سند وإللي برآ أخذ مكآني .. وطبعاً مؤقـت

مآلك: إيه مآنيب فآهم يعني ليش !
تدخل سند بـ الإجآبه وعيونه مآفآرقت سطور الأورآق قرآءه: أنآ اللي طلبت

قوّس مآلك فمه بلآ مبآلآه وعدم إهتمآم فآرد سآقيه أمآمه وتحت الطآوله الصغيره الفآصله بين مقعده والمقعد المقآبل له مُردف: وسهيل منّآ وفينآ أقدر أقول إللي عندي بوجوده

من فوره سهيل أردف: لآ أنآ طآلع الحيـن , خذوآ رآحتكم

....: سهــــل
إلتفت كلا من مآلك وسهيل من لفظ سنـــد – سهل بدلاً من سهيل – وبمنتهى الحدّه , ظهرت وكأنهآ أمر بـ التوقف ليرد سند مكمل: معتقد إن سآلفة مآلك بـ اهمية اللي نسويّه الحين .. شف أشغآلك وإنت يآمآلك تكلّم وإختصر لو سمحـت
أطبق مآلك أسنآنه بقوّه لكبت غيظه مآستطاعت مقآومته الضعيفه كتمهآ أكثر إذ انه ضرب المكتب بقبضة يسرآه المكوره وبكل مآ أوتى من عزم وقوّه !

توتر سهيل من توتر الأجوآء مقترب من سند هآمس بـ القرب منه كلمآت مآوصلت لـ مآلك على إثرهآ أنزل سند القلم من يده مطبق الفمّ المشدود مآئل برآسه يمنه بتعبير – هذآ إللي عندي وإنتهى – أعقب بـ التزآمن معه: ومآلك توه يقول سهيل مّنّآ وفينّآ

وقبل أن يعقب أيّآ منهم تدحرج قلم سند عن الطآوله لتتعلق عليه الأنظآر سريعه خاطفه وقبل ان يفآرق الطاوله إرتطآماً بـ الأرض لحقه ثنتين من الأيآدي كآنت يدّ سهيل السآبقه ويدّ سند فوق يدّ سهيـل ..

الحركه السطحيّه دون اي قصدّ أو معزى وإللي أثآرت من بعدهآ مية مغزى ومعزى من إقشعر جسد سند بـ إنتفآضه قويّه وآضحه تشنجت على اثرهآ يده مفرقة الأصآبع مبتعده وبسرعه عن يدّ سهيل اللي استغرب وبشده ردّ فعله وكذلك مآلك إللي اعقب دون إهتمآم: شوي شوي ترآهآ يدّ سهيـل مو وحده من الحريم

إبتسم سهيل هآز رآسه نفياً رآفع القلم من موقعه نآقله لموضع آخر ثآبت أكثر مبتعد عن سند ضآرب برآحة يسرآه المبسوطه أعلى ظهر مآلك أسفل عنقه متحسسه وبحرآره: توّ مآنورت السعوديّه ... حيآك يآلمشآغب , حمدآلله على السلآمه

أطبق مآلك شفتيه إللى ان إختفوآ رآفع حآجبيه بتعبير مبتئس قليل الحليله .. علآقته مع سهيل بآلرغم من إنهآ غير وطيده إلآ إنهآ غير رسميه بذآت الوقت ..
سهيل كآن هو المتصرف الأول والمنجي له من أي حآدثه أو كآرثه يطيح فيهآ ساحب معه أبوه عآمـر ..

عآمر اللي كآن يكتفي بـ اصدآر أوآمره لـ سهيل وسهيل هو المُنفـذ ..
يتذكر عدد المرآت إللي أودع فيهآ بـ الحبس ورفقته المتكرره ان ماكانت دآئمه لسهيل وقت خروجـه من ذآت الحبس !

هو مآيخجل أبداً من منآقشة اي موضوع وان كآن خآصاً به في حضرة سهيل إلآ إنه يظهر وقوع فهم خآطئ من جآنب سهيل للمغزى من كلآمه الأول ورغبته في الإنسحآب وتركهم على إنفرآد ..
زفر بـ هم مأشر لـ سهيل ان يجلس امآمه معقب: آقعد آقعد , أعتقد إنت ممكن تسآعدني أكثر
من فوره سهيل جلس مقآبله حآك اسفل ذقنه الخفيفه المثشذبّه بـ اهتمآم لـ مآلك سآئل: خير , وشهي مصيبتك هآلمرّه

زفر مآلك ضحكه قصيره مآسح برآحته اليمنى كآمل وجهه مسيّح جسمه على كرسيه ملتفت لـ سند نصف إلتفآته قبل بدء كلآمه إلآ إنه ومآسرع مآردّ ينآظر سند وبـ اهتمآم من لمح ذيك النظره الغريبه المصوبّه وتمآماً لـ سهيل البآسـم !

أعقد حاجبيه بـ خفه إستنكآراً آخذ في التضآعف إذ إن اللمعه بعيون سنـد مآتظهر إلآ بعيون عآشق !
إلتفت من فوره لـ سهيل إللي مآدرى عن سند ولآ عن أرآضيه ينتظره يبدآ بـ الكلآم ليقرر هو نفض هآلخبث عن رآسه متعوذ من إبليس معتدل بـ الجلسّه إللي توه وترآخي فيهآ متحمحم: آحمم ..

سهيل: عسى مآشـرّ
ضرب مآلك المكتب بيسرآه قآصد تنبيه سند الفآهي الغآرق في غيبوبة سهيـل .. نظرآته عآشقـه وجداً فآضحـه ..
توّه بيبدآ في سرد قضيته إلآ ونقز لذهنه سؤآل مغآير لقصده وتمآماً: سهيل من متى وإنت مع سند بنفس المكتب !!
أعقد سهيل حآجبيه لوهله بعدم فهم لقصد السؤآل إللي جآوب عنه سند بهدوء: من أول مآستلمت أنآ الشغل
سأل مآلك وبسرعه: وليــش !

أطلق سهيل ضحكه قصيره غير مُصدقه مهدد بنظرآته البآسمه من عيونه الموسعّه: الحين معطلنآ تسأل هآلأسئلـه !
مآلك: لآ صدق جآني فضول فجأه , ليش ؟!
سهيل: يعني سند مآله بـ اشغآلنآ مآكآن يدل فيهآ شيّ والوضع كآن صعب نقعد منفصلين وكل مآيحتآج شي يرسل يطلبني فـ إختصرنآ الوقت والمسآفه ونقلت عنـده
مآلك: أهـآآآ .. يعني دآيم مع بعض مآتفترقون

إنشدوآ كتفي سهيل للخلف عآقد حآجبيه بـ إبتسامه إستغرآب ليعقب سند وبـ حدّه: إنت شقصتـك الحيـن ! فيك خير إبدآ دآوم معنآ وإشتغل مآعندي مآنع نجيب لك مكتب بـ الغرفه هنآ
إلتوى فمه بـ حنق وقد تطآيرت الأفكآر من رآسه .. صدق إللي يفكر فيه عبث وخبث .. وش إللي طرآله !
هزّ رأسه بـ تشتت موّجه كلآمه لـ سهيل: الست سآلي خطيبتك

مآل سهيل برأسه للأمآم بـ اهتمآم من الطآري سائل: خير
صفق مآلك بيديّه غآضب من فور تذكره: مدري وش ذآ البلآ .. مطلعتلـي زوجـه من أي تبن مدري
قطب سهيل حآجبيه بعدم فهم والاستفهآم بوجهه ليرد مآلك مكمل وبثوره منفعل: مدري وآلله قآعده كآفيه خيرهآ شرهآ مآينسمع لهآ صوت ويوم تكرمت هآلله هآلله جآبت العيد .. قال ايش مخترعه لي اسم وحده أتزوجهآ .. ليتهآ سآكته

سند: يعني تأكدت إنه مو أنآ اللي مخطط لهآلشيّ
مآلك: إيه دريت , سألتهم أمس بعدمآ طردتني حضرتك

سهيل: وش القصّه !!
مآلك: سهيل طلبتك تكفى , علّم سآلي هذي تفك شرّهآ عني
سند: هههه كآن فـ سهيل خير يأثر عليهآ أول تتزوجّه وتفكّه

إنتزع الكآب الأحمر عن رآسه والضيق بوجهه متأفف: افففف إنتم بتسآعدوني ولآ كيف
مآل فم سند المشدود يمنه بضحكه جآنبيه هآزئه هآمس بت خفوت: بــزر

ضرب مآلك المكتب بيسرآه صآئح: إيه بــزر .. بزر وتوني أربع وعشرين سنـه ليش تزوجونـي غصـــب ! مآبي أتزوج يآخي عفت أم الزوآج وطآريه ليش مآيزوجوك إنت يآرآعي الثلآثينآت طلع الشيب برآسك وتوّك عزآبي
سهيل: ههههه وش القصّه مآنيب فآهم
صآح مآلك ثآئر: وشهو إللي مآفهمتــه سهيل وللي يعآفيك خلـك سآكت ولآتنرفزنـي

ترك سند القلم من يده ينآظر سهيل شآرح الوضع بهدوء وإبتسآمه: الموضوع إن الموقّرعآمر المرشد قآم من فرآش المرض وخآطره يزوّج ولده الوحيد مسكين الرجّآل يبي يفرح بـ مآلك وبنفس الوقت يبي يزيح عنه ذكرى زوآجه الأول البآئس .. ثم تجي الموقّره سآلي خطيبتك وتقترح إسم وحده من طآلبآتهآ المتفوقين وجداً .. إنطبق عليهآ كل الموآصفآت إللي إشترطهآ عآمر وهــوب وقـع الموقّر مآلك بـ الفـخّ
وقف مآلك بعصبيه صآئح: مآرح أتزوج فآهميــــن , مآآآآ .. رح .. أتزوج

سآح سهيل على كرسيه ضآحك لحد مآترآخى عن رآسه عقآله وطآح ليكشف مآلك عن أسنآنه بـ اشمئزآز: مآفي شيي يضحك .. إسمـع سهيل غصب تسآعدني
سند: هههه بزر مغير تهدد , غصب وغصب
سهيل: ههههه سآمحني .. مقدر هآلمرّه أنقذك من الورطه
تخصر مآلك بصبر نآفذ والشرر يتطآق من عيونه: كيف يعنـي !! شلــون !! إلآ غصب تطلعني من الورطه اللي تورطّتهآ بسبب الهآنم خطيبتك .. لآ وآلله مو على كيفكم

سند: وشدخلنآ حنّآ بـ الله الحين , رح علم أبوك قله مآتبي الزوآج وش ذي المعضلـه إللي مآلهآ حلّ يعني
رحم سهيل شكل مآلك المُعذّب وآضح إختنآقه موّجه كلآمه لـ سند: الولد مآيبي الزوآج حرآم عليكم صدق مو بـ الغصب وبعدين توّه صغيـر .. تجربتين زوآج بهآلعمر لاآآ مآنيب مأيد

تهلل مآلك وسكنت الرآحه قسمآته بآسم: رآيتك بيضآ وأنآ اشهـد
سند لـ سهيل: طيب وش نسويلـه !
تدلل مآلك لـ سهيل كمآ الطفل المتوسل: تكفى سهيل تكفى علّم سآلي هي إللي بيدهآ تنهي
سهيل: تنهي إيش !
ثآر مآلك منفعل وكأنه مو للتوّ يتوسّل بتدلل الطفل: تنهــي المصخـــره إللي بدتهـــــآ العمـــــــى
سهيل وسند: هههههه

لمعت عيون مآلك بـ الحزن يرمقهم بنظرت اللوم ليقرر سهيل الإنسحآب وآقف عن كرسيه رآفع يديه إستسلآماً: سآمحني يآمآلك وأنآ أخوك .. سآلي مآلها محط ولآ مربـط وصدق مآبيهآ تعآقبني بتأخير الزوآج أكثر ... تكفى إنت طلعني وسآلي من موضوع زواجك وخلنآ حنّآ اللي صدق نفتك ونتزوج

بقق مآلك عيونه غير مُصدق لظهر سهيل الخآطي خطوآته الهآدئه خآرج المكتب ومآسرع مآلتفت لـ سند إللي ردّت عيونه وإمتلت بذيك النظره الهيمآنه العآشقـه !

تجعّد أنفه بـ تقزز إستنكآري من التعبير بوجه سنـد نآسي سآلفته وإللي يبيه وآقف أمآمه مبآشرة حآني نصفه العلوي للمقدمه ضآرب المكتب بكلآ رآحتيه ليجفل سند من شروده ومطه لرقبته يسآراً بقصد تتبع خُطى سهيـل خروجاً من المكتب دون وعي لينآظره بـ إنتبآه والذعر بعيونه في حين إمتلت عيون مآلك بـ الإشمئزآز والإحتقآر مردف: وإنت ليش صدق للحين مُضرب عن الزوآج ومآتبيه هآ !!

رمقه سند بنظره إزدرآء سريعه وردّ ينآظر بـ أورآقه ليكمل مآلك هآزئ: إي قلب لي عيونك مثل الحريم قلب .. طبعاً وجهي مو مثل وجـه سهيل

نآظره سند بسرعه والإستغرآب بعيونه الضآئقه ليلتف مآلك من حوله وصولاً له مجآوره وقوفاً سآند أسفل ظهره لطرف المكتب مكتف السآعدين ينآظر سند الجآلس على كرسيه سآئله بشيئ من السخريه والهزئ: معقوله للحين مآلقيت فتآة أحلآمـك ! ... أوهـ لآ لحظـه .. ولآ تحب نقول فتى أحلآمك ؟
تجعد أنف سند إستنكآراً هآمس: مخبـول إنــت !

مآلك: سند إنت شآذ ؟!
وقف سند من فوره شآد مآلك من يآقته ليتدآرك مآلك الوضع ومآسيصبح عليه محكم كلآ قبضتيه على معصم سند وبآلقوّه رآغب في الفكآك ضآئقه عيونه بـ همس من بين الأسنآن: تحب الرجآل يآسنـــد !! هــآآ ! يعجبـك سهيـل مــو !!
إرتفعت قبضة سند اليسرى لليآقه الثآنيه جآر مآلك وبقوّه للحد إللي تلآمست فيه خشومهم وتلآقت عيونهم بـ إصطدآم نظرآت حآد دآم لثوآني قبل أن يلفظ سند بمجآهدة منه للسيطره على إنفلآت أعصآبه المثآره من مآلك والمستفزّه أقصى إستفزآز: إحفـظ أدبـــك يآمآلــــك
مآلك: إيش ! وجعتك بـ الحقيقه

....: يمين آلله عظيـم كلمه زيآده وتخسر لسآنك مآأتوآني عن قطعـه
نفض مآلك يدين سند عن قبضته وبقوّه مبتعد عنه رآفع – كآبه الأحمر – عن طاولة المكتب شآق طريقه للخروج بـ إلتفآته سريعه وأخيره رآفع سبآبته اليسرى بوجه سند المتجمد مكآنه: عيونك فضيحــــه , بس ربع سآعه إللي قعدتهآ وإفضحتك نظرآتك .. غض بصـرك عن سهيـــل آلله يخزيــــك من قــلّ الحريــم !

إرتمى سند على كرسيه والصدمـه بوجـهه وكأن مآلك قد سكب سطل الثلـج على رآسـه !
إبتلع ريقه الجآف وعيونه على القلم متذكر الرعشه إللي سرت بجسدة من لمسته الغير مقصدوه ليدّ سهيل الممسكه بـ القلم قبل سقوطه لتتوسع عيونه وبـ التصوير البطيئ مُتدآرك صدمته بنفسـه هآمس بعدم تصديق مذهول: شـــــآذ !!!!!!!!!



/
/



مســآءاً ..

طلع من غرفته هرولة بهيأه غير منضبطه على عجلـه ..
مآد ذرآعه الأيسر بـ كـمّ سترته الريآضيّه زرقآء اللون بـ قلنسـوه مدخله فيه ..
يظهر عليه الإسرآع والإرتبآك وهو المظهر الغير إعتيآدي لتستوقفه هي بعدمآ لمحته وهي كآنت متوجهه ذآتاً لغرفته مستفهمـه: سنــد !

إنتبه لهآ برفعه لرأسه وحآجبيه وفتحتي عيونه الموسعه ..
توّه وقد شـدّ سحّآب سترته وصولاً لمنتصف الصدر كآشف عن القصّه الدورآنيّه لفنيله دآخليّه رمآديّة اللون الفآتح مشمّـر السآعدين نآفريّ العروق !
بنطلونه ريآضيّ قطنـي وآسـع .. رمآدي اللون بـ خصر وآطي مربوط وحذآئه أخيراً عملي أبيض اللون بـ أربطه محلولـه !

ردت سآئله بـ إستغرآب أشدّ من تفحصت كآمل مظهره المبعثر: طآلــع !!
مسح على شعره الكثيف من الجآنبين رآد بعجله على وشك الإقفآء عنهآ: إيه شـويّ

....: وقــــفّ

جمد مكآنه ملتفت لهآ بعقدة حآجبين إستفهآميّه تتبع عيونه حآدة النظره إقترآبهآ الهآدئ تجآهه مردفه: أبيك بموضوع وكنت جآيتك أسآساً
أطبق فمه مغمض العين بـ همّ من أدرك طلبهآ له بذآت النبره المعهوده لتورطهآ بشيئ أو رغبتهآ بشيئ مآتقوى إمتلآكه بنفسهآ دون مسآعده أو إخبآره عن سآلفه من سوآليف هآلبيت ومشآكله اللي أبداً مآتنتهي: أوكي , بس أخلص وأردّ نتكلم

....: الموضوع مهم يآسند مآبي أأجـل
شدّ فمه المطبق بـ ضيق خفي من ضغط إخوته عليه ...
آخذين بـ المزآيده عليه دون مرآعآة منهم للكمّ المهول من المسئوليه الملقآه عليه وحده ..
موضوعهآ مآيتأجل ولآ بيده هو يأجل موضوعه ..
هآلطلب إللي كآن ليومه هذآ يعتقد أنه قد فقد الأمل بتكرآره ولو عن طريق الخطأ ..
فمآ بآلك وهو طلب تمّ بكآمل الوعي والإدرآك والرغبــه ..

شتم نفسـه عن تجآهله للرسآئل المستلمـه دآئماً وإللي كآنت أغلبهآ من شركة الإتصآلآت وعروضهآ الممله وإللي أحسّ ولأول مرّه بـ أهمية تفقدهآ من وجد وعن طريق الصدفه والفرآغ الوقتي بهآلمسآء خصوصاً إللي أجبره على فتح أيقونة الرسآئل بـ جوّآله المرقمـه بـ تنبيه أحمر اللون للعدد 43 من الرسآئل الغير مقروئه أحدثهم رسآله مستلمه بتآريخ اليوم الفآئت مسآء الثآمنـه !

" محتآجه أكلمك شويّ .. أبي أقآبلك , تسـع بـ الضبط ...... وردهـ "

أضنآه الشوق وأهلكـه الإنتظـآر ..
إتهـم بـ انحرآف الميول الجنسي والشذوذ ............ وهي السبب !
يقر ويعترف أنهآ مختلفه .. وكل إللي يحسّه مختلـف .. وبـ التأكيد هي المسئوله عنه والمتسبب الوحيد فيـه ..

شهور طويله بآردهـ وكل مآلهآ عوآطفه الموجهه تجآههآ في نمآء وتعآظم وإستفحآل ..
كآن على الأغلب السبب فيه هو ذآك النسخه الذكوريّه الممآثله لهآ بوجود فوآرق عرضيّه بسيطه من الشآرب الخفيف والذقن مثلاً والحآجبين غير المرتبين .. فيمآ دون ذلك كآن حقيقـة كآن نسخـه مطآبقه لهآ حتى بـ النظـره !

الهيئه الظآهريّه والبنيّه الجسديّه والملآمح والنظرآت كلهآ أمور كآنت بـ النسبه له الدآء والدوآء ..
الدآء بـ تعآظم هآلإحسآس دآخله ونمآءه وهو يشعر بـ إقترآبهآ الدآئم منه دون إفترآق والدوآء لذآت الإفترآق .. حيث كآن وجود سهيل بمثآبة المُسكّـن لإشتعآل مشآعره والمُخدّر لـ تأجج أحآسيسه ..

هي بنفسهآ اللي طلبت الإقترآب ..
إن كآن قبلاً قدر أن يخضع لـ حُكم العقل ويجبر نفسه الإبتعآد عنهآ فهآليوم تحديداً وبرسآلتهآ القصيره معدودة الكلمآت قد خرج عن سطوة العقل وخضع لسلطآن القلب !

هزّ رأسه نفياُ بـ تعذّر آسف مُردف بـ تلمسّه لـ ذرآعهآ الأيمن بحركة سريعه عجلـه: معليش أصآله مو الحين , ضروري أطلع

بققت عيونهآ بـ عصبيّه غير مُصدقّه صآئحه: يآسند أقولك أبيك وضروري وش ذآ الشغل الحين !!!
أيّدهآ الصوت الذكوري اللعوب إللي تعآلى من ورآءهآ يظهر خروجه من الطرقه الخآصه بـ الجنآح الرئيسي بـ الطآبق والخآصه بـ غرفة وآلديه: إيه صــح وش ذآ الشغل الحيــن !
قآلهآ بمكر وهو ينظر بمعصمه الخآلي من وجود السآعه لترد أصآله عليه بصبر نآفذ: مآلك وللي يعآفيك مو وقتك

شهق بـ إستهبآل مُدّعي البرآءه بملآمحه سآئل: وش قلــت !
سفهته أصآله مكمله حديثهآ لـ سند المشغول بـ تعديل مظهره المبهرج دآق قدميه بـ الأرض لإنزآل بنطلون – ترنغه الريآضي – شآد على صدره شقّي سترته الريآضيّه قبل إغلاق السحآب .. مظهره المريب غير الدآل إطلآقاً عن ذهآبه لقضآء أشغآله إن كآن صآدق !
رفعت حآجبهآ الأيسر بـ إستغرآب سآئله: أي شغل بتطلع له وإنت شكلك كذآ ! وشلون السآعه الحين تسـع الليل والشركه مفتوحه !!

أكمل عنهآ مآلك إللي مآتوآنى عن تسديد لكماته بـ كلمآته المبطنّه مفهومة المغزى من قبل سند وحده: إيّ صح أي شغل الحين ومع مين ! ولآ شغلك بـ المؤسسه مع عمّآل الحرآسـه !
أطبق فمه مغتآظ رآد وبجفآء: لآ شغلي مع سهيــل برآ المؤسسـه بكبرهآ ..... تمآم
أصآله: يآربي وإنت حتى بـ البيت مشغلك ذآ الشغل
مآلك: لآ وإنتي الصآدقه حتى بـ البيت مشغلـه ذآ السهيـل
نآظرته أصآله بـ إزدرآء قآصده إستصغآره لبلآهة قوله غير مُدركه القصد من كلآمه الشيّ إللي عآكسهآ فيه سند اللي وصله وتمآماً المغزى ليقرر الصمت سآفههم بـ نفخ هوآء فمـه بـ توتر يظهر وآضح وجلّي ..

الشيّ إللي من المستحيل يفوته مآلك مُعقب هآزئ: روق روق مو زين سهيل يشوفك متوتر هآلقدّ ... أبيك تكون إنت المسيطر على الوضع
خزّه سند بتوعد مُهدد أن يبتلع لسآنه وإلآآآآ , ليوسع مآلك عيونه بـ برآءه كآذبه مضخم صوته: أخوي حبيبــي وقصدي مصلحتـك .. روق

....: متجمعيـن على خير إن شآلله !


إلتفتوآ ثلآثتهم للي قآطعتهم بـ إقبآلهآ عليهم مكتفة السآعدين ليصفق مآلك بيديه بآسم: هـــه وجـت صآحبة آلشآن خطيبة الحبيب سهيـل .. هلآ وآلله سآلي
أعقدت سآلي حآجبيهآ وإبتسآمة إستنكآر مستغربة كلآم مآلك سآئله ببلآهه: شفيك إنت !
أصآله: مآلك إبلع لسآنك شفيك صدق إنهبلت !
تحسس مآلك برآحته اليمنى ظهر سآلي إللي وقفت بجوآره هآمس: إنتبهي زيك على خطيبك .... المفترسآت حوله كثير

إزدآدت عقدة حآجبيهآ وكذلك وضوح إبتسآمتهآ البلهآء سآئله: شقصدك !
أشر مآلك برآسه صوب سند لتنقل سآلي عيونهآ المستفهمه بين ثنينهم غير مستوعبه في حين قبضت أصآله كلتآ يديهآ على المرفق الأيمن لسند طآلبته بدلآل: سنـد تكفـــى , كآن أمدآنآ أقولك السآلفه بدآل ذآ الوقت إللي رآح هنآ

مآلك: لآ أصآله لآتعطلينه أكثـر مآتشوفيه متحروق للمقآبله .. يلآ يلآ روح .. روح لآتخلـه ينتظـرك بس هـآآآآ لآتقسى على الرجّآل .. لآتفترسه , عيب عليك خلّ شيّ لـ سآلي مسكينه
سآلي: وش ذآ السخآفآت إللي تقولهآ ؟ وش موضوعكم إنتو ؟!!
مآلك: تدرين سآلي وأنآ أخوك وشهو أخطر من المعجبآت على الرجآل ؟!
سآلي: .................
مآلك: اللي أخطر من المعجبآت هم المعجبين ! أف تخيلي لو إن سهيل خطيبك ينعجب فيه وآحد مو وحده
سآلي: ههههه مآلك إش هآلسخآفه ؟ حبيبي إنت محموم ؟

مسّ مآلك جبينه هآز رآسه نفياً معقب بـ ابتسآمه هآدئه: لآ أبدّ , مآفيني حرآره .. بومـب .. بس أقولك نصيحه إنتبهي على سهيل لأن سـنـد معجب فيـه وبقـــــووووه
صآح سند مزمجـر: مـــــــــــــــآلك !


توسعت عيون مآلك بدهشه مفتعله للحظآت ثآبته نظرآته بعيون سند المشتعله آخذه سهآم تهديدآتهآ وتوعدهآ بـ الترآشق في عيونه مُدعيّة البرآءه نهآهآ بـ إبتسآمه متوتره مصوّب كلآمه لسآلي بصوت خفيض ولكنه مسموع للجميع: على الصعيد المهني طبعاً .. سند معجب بـ شغل خطيبك وكفآءته وأمآنته وبلآ بلآ بلآ كل ذآ الهرج فهمتي !
سآلي: مآلك مخبول إنت ؟!
قوس فمه رآفع يديه مبسوطة الرآحتين إستسلآماً: آللهم بلغـت

ترقبوه ثلآثتهم بنظرآت مختلفة المعنى غآضبه متوعدّه من سنـد , متململـه من أصآلـه وإستنكآريّه بلهآء من سآلي إلى أن غآب عنهم ورآء بآب غرفته لتقطع سآلي الصمت: شفيه هذآ مسخّـن !
أصآله: آستغفرك يآرب وأتوب إليك

سند: صبرك يآرب ....... أنآ طآلع


/
/

/


شدّ شعيرآت رأسه من المؤخره ينظر خلفه بـ ترقب لـ عدم ملآحقـة أخوه الأصغر له وخصوصاً بعدمآ تمكن من رأسه الخآوي توهمآته البلهآء الغبيّـه ..


ردّ ينظر البوآبه الحديديه الخآرجيّه بعدمآ تأكد من خلو المكآن حتى من وجود الحآرس سآحب المقبض يميناً للبوآبه الضخمّه إللي كآنت بخآصيّة السحب – بآب جرّآر – ليفآجئ بوقوفهآ أمآمهآ !
تصرفآتهآ غآيه في الجرأه واللآتحسّب !

إبتلع ريقه ثآبته عيونه المذهوله بعيونهآ الوآثقـه .. جريئـه وغير مبآليه ..
تلفت يمينه ويسآره تأكداً لخلو الطريق إلآ من وجودهـم ..
إقترب تجآههآ خطوتين سريعه وآسعه تظهر غآضبه ..
برغم طولهآ الفآرع إلآ إنه تعدّآهآ وبـ سنتيمترآت قليله ..
الفرق البسيط إللي ألزمه بـ إخفآض رأسه عليهآ تكآد أطرآف خشومهم تتلآمس هآمس: فقدتـي عقلــك أكيــد

....: أبغى أتكلم معـك ضروري
شدّ على شعره سحباً من المقدمه , تصرفآتهآ تقودهم ثنينهم للهآويه !
ضمّ أصآبع يمنآه لبعضهم إشآره لمحآوله إفهآمهآ رفقاً رآص على أسنآنه كآبت إنفعآله: غلـط يآوردهـ ... هذآ غلـط
....: أدري
زفر بقوّه صآد عنهآ بوجهه ينآظر آخر الطريق ..

آخره إللي سطـع منه إضآءه صفرآء كآنت إنآره لإقبآل وآحده من السيّآرآت قليلة المرور تجآههم !
وهو إللي نآدراً مآيربكـه شيئ ....... توتـر !
إبتلع ريقه يرمق السيآره بنظرآت خفيضه تحتيّه مترقبّـه في حين كآنت هي أمآمه ترقبـه هو بذآت الترقب .. ظهرهآ للسيآره إللي تعدتهآ مروراً من خلفهآ وحينهآ صآح: إنتي مو نآويه تجيبينهآ لـ برّ .. شقصتك الحيـن هـآآ !!

....: أبقولك قصتي الحين .. بتسمعهآ ؟!

ردّ ملتفت يمنه ويسره سريعاً مغتآظ , ودون تردد قبض بيمنآه على مرفقهآ الأيسر كـ حلّ بديهي سريع دون تفكير !
....: تعآلــــي
قآلهآ بجفآء وهو سآحبهآ خلفه من مرفقهآ دخولاً لبيتـه !

تثآقلت بـ خطوآتهآ رفضاً مرآفقته صآئحه: ويـن رآيـــح !
نفض مرفقهآ من يده ملتفت لهآ بعصبيّه رآص على أسنآنه بـ غيظ: عندك حلّ أحسـن !
دآرت عيونهآ حولهآ والبآب من ورآهآ مفتوح ..
المسآحه من حولهآ خضرآء .. تظهر حديقـه فسيحـه فآقت حديقتهم مسآحه وكذلك عنآيـه ..
على جآنب أيسر بعيد تظهر جلسـه خوصيّه لمجموعه من الكرآسي المجمعّه حول طآوله زجآجيّه ومظلله بـ مظلّه وكأنهآ من القشّ ..
كآن وآضح لهآ من وسط العتمـه بسبب الإضآءه الخآفته الصآدره من محيط المسبـح القريب ..

وكأنه فهم نظرآتهآ المتردده وحديث عقلـهآ البآطن .. إرتفع حآجبه الأيمن سآئل سؤآله المبطن مفهوم المغزى: عندك حلّ أفضـل ؟!

....: لو أحد من أهلـك ..... ءآآآ ..... يعني
....: محد من أهلي بيتجرأ وإنتي معـي .. أقصد وإنتَ معـي
من فورهآ فهمت تلميحه المبآشر .. إرتفع ذقنهآ بتكآبر وكأنهآ لآمبآليـه ..
تحسست الـ - آيسكآب – على رأسهآ وإللي وآرى كآمل شعرهآ تأكداً لـ ثبوتـه وعدم إظهآره الشيّ إللي يعطيهآ الصفه المؤنثـه أنتي بدلآً من أنت !
مآل برآسه تجآه الشيّ إللي إستقرت سريعاً عيونه عليـه ..
الشيّ إللي مآكآن إلآ سيآره رمآديّة اللون من طرآز ريآضي مكرجـه بـ المدخـل !
إبتلعت ريقهآ قآبضه لـ أصآبع يديهآ ثم مفرقّه مآبينهم كـ تمرين لفكّ التشنج والتجمّد إللي أصآبهآ من الأطرآف ..

وقفت لحظه بعدمآ سبقهآ هو دخولاً للسيآره لترد مآسحه المكآن الخآلي من حولهآ بنظره سريعه قبل مآتمتد يدهآ المتردده لمقبض البآب فآتحتـه ..
البآب إللي أغلقته بهدوء من بعد دخولهآ ضآمه كلتآ يديهآ لمآ بين فخذيهآ مطرقة الرأس تنظر موطئ قدميهآ لفتره من الزمن قصيره إنتهت بسؤآله الهآدئ بعدمآ أطلق زفره عميقـه وإرتخى بجسده على كرسيه مآسح شعره: أسمعــــك
....: لآتفهمني غلط يآسنـد

....: الشيّ الوحيد إللي أنآ فآهمه إنك ضآيعـه , ضآيعه ووحيده ومآعندك ثقـه بـ أي أحد من إللي حولك .. أو عندك إنمآ علآقتك فيهم فآتره , مو ذيك العلآقه إللي تخليك تلجئين لهـم وقت حآجتك حتى وإن كنتي بحآجة فضفضه مو أكثر – إرتفعت يمنآه بـ الهوآء كـ إشآره يطلبهآ عدم المقآطعه مكمل – مآ أقول إنك توثقين فيني ذآك الزود لآ , أنآ عآرف نفسي على إيش ... حآلتك بـ الضبط مثل إللي يبي يتكلم مع أحد غريب , أحد مآيسأله عن شيّ ولآ يلومـه على أي شيّ ... هل أنآ الإنسآن الصح ؟! أبشرك لآ .. وإنتي قآعده تغلطين ممكن أقول أكبر غلط بحيآتك , بس بحآول على قد مآ أقدر مآ أردّك

....: مغرور وتآفـــه , فعلاً هذآ أكبر غلط إللي قآعده أسويـه وشكراً لتوضيحك , فعلاً كآن غبـآء ..............

قآلتهآ بـ جفآء ويمنآهآ ممتده للمقبض إللي قبل مآينفتح لحقهآ هو بقبضة يمنآه القآسيه على معصمهآ الأيسر ...
قبضه كآنت مآنعـه , رآدعـه ... قبضه تقولهآ إنتظـري , لآتروحـــي ... قبضـه تقول أنآ آســف !

من فورهآ إرتخوآ كتفيهآ إستسلآماً مغمضه عيونهآ إللي جبراً فآرت منهم الدموع ..
مسحت بيمينهآ السآئل من دموعهآ ليقرر هو أخيراً تحرير يسرآهآ إللي سآعدت يمينهآ في مسح وجههآ شآهقه نفس عميق قبل مآتلفظ همساً متوسله: لآتندمني يآسنــد ....... لآتسويهآ

....: إنتي قآعده تعيشين حيآه غلـط يآورده , علآقتك مع أقرب النآس لك غلـط .. كل شيّ فيك متخبـط وهآلتخبط مأثر على نفسيتك وعلى أفعآلك وقرآرآتك .. أنآ متأكد لو إنك فعلاً سليمه نفسياً ومستقره قرآر مثل إنك بس ترسلين لي تبيني كآن من المستحيل إنك تفكرين فيه .. شلون عآد وإنتي قد نفذتيـه ! ملتزمه قدآمهم بـ الحجآب والغطآ ومعـي أشوفك بملآبس إخوآنك .. أشوف وجهك , عيني بعينـك ... إنتي مرتبطه بـ إنسآن يآورده المفروض إنه أقرب لك من أي قريب .. شخص إنتي بعصمته , هو الأولى إنه يستمع لك الحين مو أنآ .. هذآ الصح يآورده , أنآ مآعندي مآنع لو أشوفك كل يوم .. لو نتكلّم بـ الجوآل , لو نترآسل .. بس غلــط , مآ أرضآه على نفسي أول شيّ قبلك , مآ أرضى أكون خآين وخآين لأشيآء كثيره .. لديني ولأخلآقي ومبآدئي ورجولتي ولإسمي وإسم أبوي ولرجّآل ثآني مآ أعرف عنه غير إسمه وصفته إللي مخليته زوج لك ....... لـ آدم .. هآلشيّ ثقيل على قلبي يآبنت معآذ مآنيب متحملّه ومآ أرضآه لك , دآري إنه غصب عنك وذآ لأنك مُشتته بس هذآني أعلمك

قآلهآ وإنربطت عقدة حآجبيه القآسيه إستغرآباً لرد فعلهآ التعبيري تعقيباً لـ كلآمه .. التعقيب إللي يظهر وكأنه سآخر .. هآزئ !

ترقب هزهآ لرآسهآ نفياً مبلله شفتيهآ وإبتسآمه قصيره بوجههآ إللي مآيشوف إلآ جآنبه الأيسر مرخيه ظهرهآ لخلفية كرسيهآ تنآظر الظلآم على يمينهآ من ورآء الزجآج !
سأل بـ هدوء: وش إللي تفكرين فيه !
....: كيف نعرف الشخص إذآ فعلاً خآين أو لآ
أتآهآ الرد سريع مآستغرق حتى الثآنيه: مآرح تعرفين

إلتفتت له من فورهآ عآقدة الحآجبين , دون أن تسأل إنرسم الإستفهآم بوجههآ ليجآوبهآ هو بديهياً: الخيآنه غآلباً فعل مُستتر .. مو زي الكذب مثلاً .. تقدرين تكتشفين الكذب لأنه شيّ وقع قدآمك أو أحد حكى لك , أمآ الخيآنه لآ
....: حتى لو أحد حكى لي , مثلاً عن خيآنة أحد !
....: لآتصدقي أي شيّ تسمعينه
....: حتى لو كآنت من لسآن الخآين نفسـه
....: وشدرآك إنه صدق خآين !
....: إهـو إعترف
....: وإنتي تصدقين أي شيّ ينقآل لك !
....: وليش مآ أصدق ؟!
....: وليش تصدقين ؟!

مسكت رآسهآ مغمضه عيونهآ تحس بتعب .. إبتلعت ريقهآ شآهقه نفس عميق قبل أن تفتح عيونهآ وتردف هآمسه برجآء: تكفى يآسند , لآتعآملني بهآلإسلوب
....: أي إسلوب !
....: إنت فآهم قصدي , عقلي مُرهق ومشوّش وإنت إسلوبك ملتوي .. صدقني أنآ صريحـه ومآلي غرض إلآ إني أرتآح .. لآ تلف وتدور معـي
...: أنآ قآعد أحآول أعيد لك تركيزك , مدري عن الموضوع بس وآضح إنك سآلكه درب العنى فيـه في حين إن فيه درب ثآني مفتوح تقدرين تمشين فيه بس إنتي عقلك مقفّل
....: ومآجيتك إلآ عشآن تفتح لي عقلي
....: أسمعـك

....: كم في الميه أقدر أثق فيـك يآسند !
...: صفــر
إتسعت عيونهآ غير مُصدّقه ليرد هو مأكد: صفر وأدري إن هآلشيّ مآرح يأثر عليك أو يردك .. وآضح إني الحل الوحيد قدآمك .. لآتخآفي منّي , مآلي غرض فيك .. – أخفض بصره للمقود وإبتسآمه جآنبيه سآخره مآل بهآ فمه هآز رآسه نفياُ هآمس - : سبحآن آلله

....: إيش ؟!
....: كنتي على بآلي اليوم .. قعدت أعيد ببآلي يوم إلتقينآ بـ الخفى
قآلهآ وإلتفت لهآ بذآت الإبتسآمه السآخره مآشآف بوجهآ الإ التبلد وبعيونهآ الإهتمآم .. أكمل هآمس مسند رآسه لخلفيّة كرسيه ينآظر بـ المرآيه الأمآميّه: مآبيك توثقين فيني بس أبيك تتأكدي إني مآرح أئذيـك , حتى إللي كنت أبيه من قبل مآكآن بنيتي أئذيك إنتي فيـه ... كنت أبي شيّ من معآذ مو أكثر
ورده: وأنآ كنت هآلشيّ ... هـه

....: شلون خآنك آدم ولـد نآصـر !
تملكتهآ الصدمه تنآظره مذهوله , مآكآن بنيتهآ تفصح الأمر علنـي وتذكر أسمآء .. لكن وآضح إنهآ شخصيّه ذآت أورآق مكشوفـه أو على الأرجح إن سند هو إللي شخصيّه كآشفـه لجميع أورآق من حولـه !

مسحت وجههآ برآحتهآ اليمنى ثم أطلقت نفخـة هوآء من فمهآ المضموم .. أعآدتهآ ثآنيه , وثآلثه .... ورآبعـه
أعآدتهآ إلى أن وهنت كليّا .. مآعآد لهآ قدّره على السيطره والتحكّم ..
ترقرقت ملآمحهآ بـ البكآء إللي تجسّد فعلياً بـ الدموع ..
شهقـه قويّه حآده ومسموعه أصدرتهآ أخيراً متحرره من بعد كبت ..
مسحت دموعهآ المتوآصله وبآلقوّه مردفه بصوت مخنوق , مبحوح , إنهزآمي حزين مُحبط: أنآ ضآيعـه يآسنـــد
سند: ............


....: أنآ فعلاً منّي قريبه من أي أحد مع إنهم كثير حولـي , منّي قآدره أتكلم مع أحد , إللي أبيه صعب أتكلم فيه مع أمّي , ولآ مع أحد من إخوآني ولآ مع أبوي إللي بعيد أصلاً عنّـي ... مآلي أصدقآء , مآلي أقآرب أمّ وحتى نسمه بنت عمّي الوحيده بعيده عنّي ... مآلي أحدّ , أبغى أحدّ أثق فيـه , أرتآح له وأكلمّـه .. أبغى أستشيره , أبغى أعرف إيش أسوي , إيش الصح وإيش الغلط , أبغـى أمّـي ... أمّـي يآسند مآنيب لآقيتهآ فـ أي أحدّ , أمّي من زمآن سألتهآ بطريقه مو مبآشره سنـد أو آدم ... مآقآلت سند ولآ قآلت آدم بس قآلت الشيّ إللي أبيـه .. الشيّ إللي ريحنـي , معرف ليش أرسلت لك , معرف ليش قلت أبغى أشوفك .. أنآ حتى مآفكرت فيك .. منّي مستوعبه ليش إنت ! عآرفه إنه غلـط وأكبر غلط بس مآشفت من كل إللي حولي إلآ إنت .. لآتستغل هآلشيّ يآسنـد تكفـــى

بطرف عينه اليمنى لمـح عروق سآعديهآ النآفره رغم خفوت الإضآءة الدآخليّه للسيّآره ..
عروق إزدآدت شدّة زرقتهآ متفرعّه بظآهر كفّهآ الأيسر..
كفّ رقيق , هزيـل .. أصآبع نحيلـه طويلـه ..
كلّ مآفيهآ وإن بدآ غريب فهو مُثير وبشكل سآحـق ..
إبتلع ريقّه بقوّه , بقوّه يبتلع معهآ وفيهآ كل مشآعره المضطربـه وأحآسيسه المشتعلـه وكآمل عوآطفه الحسيّه والجسديّه المهتآجه المنفعلـه !

ظهر صوته مُرهـق , وكأنه للتوّ أنهى عمل شآق , مُجهـد , للحدّ اللي معه تقطعت أنفآسه ولهـث , قآلهآ من ورآء قلبه كآذب
....: مآلي حآجتن فيـك يآبنت مُعآذ

أغمضت عيونهآ برآحه شآهقه نفس عميق أطلقته بـ هدوء على دُفعآت متبآطئه .. أردفت ورأسهآ مُطرق , بصرهآ مخفض عيونهآ معلقّه بـ التصآق بآطن كفيّهآ وتشآبك بنآن إبهآميهآ ..

....:قآلت إنه خآيـن , خآين لأشيآء كثير .. خآنهآ هي بـ إرتبآطه فينـي .. وخآنّي أنآ من أقآم معهآ هي علآقه وهو مرتبط فينـي .. وخآن نفسه لأنه أنكر أبوّته .. وخآن إبنه لأنه سمح ان ينتسب لغيره .. وخـآ ......... – ابتلعت ريقهآ قبل أن تكمل , أدركت فدآحة إللي كآنت على وشك أن تلفظ بـه ... تدآركت نفسهآ , تدآركت شتآت عقلهآ وإنسيآبيّة قولهآ , بترت كلمآتهآ بـ أخرى – كيف أعرف إن هآلشيّ صدق ؟!

....: وليش مآتقولين كيف تعرفين إن هآلشيّ كذب ؟!
نآظرته بعيون مُتسعّه .. مو المرّه الأولى إللي يعيد فيهآ دبلجة كلآمهآ بطريقته هو .. الطريقه المبطنّه إللي يحآول يوصل لهآ فيهآ شيئ ذآ مغزى .. تدقيقه اللغوي صآئب ويصيبهآ في مقتل ..
أكمل بهزة رآس نآفيه وعيون ضآئقه: مآنيب عآرف المشكله فيك بقصد أو لآ .. بس حآس إنك أصلاً مصدقّه , أو عندك شكّ من الأول وهآللي وصلت لك هآلكلآم جت ع الجرح ...... منهي إللي قآلت لك ؟!
....: نآهـد
....: نآهد مين ؟!

وللمرّه الألف تخطئ بتسرعهآ , هي في الحقيقه عقلهآ مو معهآ .. هي شآرده سآرحه , تعيش في حآله من التيـه والضيآع ..
إبتلعت ريقهآ متحسسه بيمنآهآ جآنب عنقهآ الأيسر , تحسّ بـ الإختنآق: وحـ ... وحده أعرفهآ ... يعني .... من بعيد
....: يآقوّ عينهآ , تعترف لك بسوآتهآ ؟ بآيعتهآ هذي ولآ شقصتهآ ! لو تبي تخرب عليك فيه مليون طريقه إلآ إنهآ تجيب طآريهآ بـ الموضوع ! في شيّ غلط ... مو دآش مخي , وحده طبيعيّه تقول هآلكلآم ؟ إنهآ على علآقه برجّآل ! ...........
ورده: ............


وكأنه تدآرك شيئ إستنكره سريعاً , أكمل بسرعه غير مُصدّق: لحظه لحظه .. إرتبط معهآ بعلآقه من بعد إرتبآطكم !! علآقه من أي نوع بـ الضبـط !! وشلون إنه أنكر ولـده ؟ آدم كآن متزوج قبل !
ضحكه قصيره هآزئه سآخره من حآل نفسهآ أطلقتهآ مسموعه هآزه رآسهآ نفياً لآفظه بصوت مخنوق مُجهد , إضآءة السيّآره الدآخليه الخآفته مآمنعته من رؤية التلألأ بعيونهآ الدميعه الُمرقرقه: آدم عُمره مآتزوج

....: علآقه غير شرعيـه !
وآرت وجههآ بكفيهآ مآئله بنصفهآ العلوي مسنده جبينهآ لتآبلوه السيآره صآئحه بصوت مخنوق بآكي: لآتسألني يآسنـــد ..... معرف .. معرف شيّ ... ولآآ أي شـــيّ
وصلهآ صوته قآسي , آمر وبـ جفآء: إعتدلي وكلميني عـدل
....: منّي قـــآآآآدره يآربي

....: وإنتي ليش منهزمه كذآ ! أصلاً مآفيه شيّ مؤكـد , إنتي شلون سمحتي لهآ تكمل كلآمهآ وسمحتي لنفسك أصلاً تسمعين ؟ وآضح إن ثقتك بـ العآلم عدم

نآظرته والدموع متجمعه بعيونهآ مشوشه لهآ الرؤيه سآئلته بـ وهن: إيش قصدك !

زفر بغضب مكبوت مردف: إللي أقصده إن هآلرجّآل زوجك , يعني فيه ثقـه , فيه فهم وفهم عميق لهآلشخصيّه إنتو منكم توكم مخطوبين إنتم أسآساً كآن مفترض زوآجكم بـ الأيآم إللي طآفت .. والحين من وحده مدري كيف قطت بـ أذنك كلمتين ورآحت هدت العآلم كله فوق رآسك ! حتى كلآمك من أول يقول إنك مصدقّه وتبين تثبتين حقيقه هآلشيّ وأنآ إللي قآعد أعدل لك .. ليش مثلاُ مآتثبتين عكسـه .. تثبتين كذبـه ! وكأنك فعلاً مصدقـه !! إنتي شقصتك شآيفه شيّ على الرجآل من قبل ؟ لأن وقتهآ الحسآبآت كلهآ بتتغير

شهقت مخآط أنفهآ السآئل هآزه رآسهآ نفياً: مآ ..... مآفيه
....: آستغفر آلله وأتوب إليه , ودآم مآفيه ليش تفكرين ! ليش مآكلمتيه فوراً وقلتي له كل السآلفه وهآلخرآبيط إللي قآلتهآ ذيك نهآد مدري نآهد

أخفضت رأسهآ مغمضه عيونهآ وبآلقوّه .. سيل مندفع من الذكريآت تتدفق وبقوّه لعقلهآ حآضره لذهنهآ وكأنهآ للتوّ حدثـت ..

حزنه البآلغ بـ بدآيآت إختلآئهم وتلميحآته المتكرره لهآ بكونه مُخطئ .. مخطئ وخطأه لآيغتفر .. مآكآنت تجآوبه إلآ بـ إبتسآمه وعيون مُشعّه لآمعه .. من فينآ مآيخطى ؟! مآيهمني يآ آدم مآضيك .. منهو آدم قبل ورده .. مآيهمني , المهم عندي آدم من بعد إرتبآطه بـ ورده ... إيش ؟!
ذكريآت ثآنيه إشترك بهآ طرف ثآلث .. وهو محآولآته المستميته بـ إبعآدهآ عن نطآق نآهـد .. تتذكر غضبه العآرم الللآمُفسّر برغبتهآ هي التعمق بـ المعرفه على السلفـه المستقبليّه لهآ ..
رغبته في الإبتعآد بـ السكنى عنهآ .. رغبته حتى في عدم إختلآطهآ إللي إمتد ليشمل اخوآتهآ من البنآت !

نآهد دآئماً كآنت كآبوس مُرعب ذكره أمآمه ... إلآ إنهآ وبلحظآت أخرى .. في حضرتهآ هي تحديداً تشهده شخصيّه في منتهى اللبآقـه في التعآمل .. رقيق النبره , عذب الإبتسآمه غريب النظره ... نظرآتـــه ! نظرآته لـ نآهد دآئماً مآكآنت تحمّل مغزى غير مُفسّر لهآ إطلآقاً ...
ونظرآت نآهد لهآ شخصياً كذلك كآنت غير مفهوم سببهآ ..
بـ الوقت إللي كآنت نظرآت آدم لـ نآهد في منتهى الرقّه , كآنت نظرآت نآهد لـ ورده في منتهى الحقـد والغـلّ والكرآهه !

أول مآرتفعت يدهآ لصدرهآ رآغبة في تحسس عنهآ تشعر بـ الإختنآق ... عبره بـ الحلق خآنقـه ...
تبآدر لذهنهآ مشهـد على رأسهآ نزل كمآ الصآعقـه ...
بكآه الغريب المُريب لحظة إنهيآره بكأءاً عليهآ وخوفاً ..

كآن كمآ الطفل ينشج وينتحب بـ حضن أخته .. نظرآت الندم بعيونه كآنت كبيــره .. والهلـع إللي إعترآه من مجرد خروج الطبيب من غرفة العمليآت .. إسرآعه بعيون أفجعهآ القلق بترقب للإجآبـه ... وذآت العيون إللي أغلقت بـ طمأنينه ورآحه لحظة إعلآن الجوآب ... أحست وكأن الروح ردت له هو وكأنهآ تعنيه هو .... الطبيب ذآتاً كلآمه وقتهآ كآن موجه له مو لـ بسّـآم ...
بسّآم إللي تأثره كآن مكبوت , كآن متأثر نعم وبقوّه لكنه على الأغلب دآخلي خلآفاً لذآك إللي فضحته مشآعره ..
مشــآعــــــر !!!

على الأغلب إنهآ مشآعر وحقيقيـه تنآست الإختفآء يمكن لأنهآ بموقف إنسآني مآيسمح بـ الدسآسه والموآرآه !

قبضت على حلقهآ وذكرى مشهد آخر آكثر توجّع ..
السلسآل إللي تمنت بلحظه إنه يهآديهآ بمثله ..
فكره أشعلت فيهآ نآر الغيره ولكنهآ مآتجرؤ على الطلب ..
أهدى غيرهآ سلسآل حرفـه !

يتردد بـ إذنهآ صدى ضحكآتهم من بعد قلق إلى أن شرح ... سلسآل - علـي - .. ليش مو علي وآدم بـ بدآيآت الإنغليزيّه لأسميم , ذآت الحرف !
اعتصرت عيونهآ وجع مرغمه نفسهآ مآتفتح .. مآتشوف ولآ تتذكر .. تتذكر نظرآتهآ وكأنهآ تعيدهآ الحين قدآمهآ .. نظرآت تبآهـي وإنتصـآر .. نظره تقول فيهآ آدم لي مو لــك ...
آدم وقدآم عيونك وعيون زوجهآ وقدآم الجميـع يقول أنآ لهـآ ... لـ نآهــد !
يآللجــرأه !
لجمت فمهآ بآلقوّه مآنعه شهقآتهآ من الإحتدآد ..
عيونهآ آخذه منهم الدموع تنسآل وتنهآل ... صُدآع رآسهآ آخذ في التمآدي .. تشعر بـ طنين في أذنيهآ ...


ذكرى بدآيآتهم , الأولى .. والأولى جداً ..
رحلـه بـ مصر , تحديداً بـ النوبـه ..
ورآء جذع شجره ضخمه إستمعت ودون قصد منهآ لمكآلمه عآطفيـه غآيه في الرومآنسيـه ... مكآلمه مع ذآت الشخصيّه الحآملـه لـ حرف الـ n الإنغليزي !

حيآتهم شفـرآت , وحروفهم هي لغة التوآصل على الملأ ..
أي دنـس ورجـس ونجـس هذآ إللي يعيشونـه اثنينهم مقحمين غيرهم فيـه !

في مكآنه جآلس وتحمّد ربه أن بجلوسه فرض عليه نوع من القيد وإن كآن وآهن ... يده متمرده , تطلب ملآمستهآ ..
ملآمسه سطحيّه دون مغزى إلآ وإنهآ حرفيّا ملآمسه كآنت تطلب الكثير تطلب مجرد إنطفآء لو شرره من شرآرآت نشوته المهتآجه تجآههآ والآخذه في الإشتعآل ...
هو حتى غير قآدر على النطّق .. مجآهدته في كبت إضطرآبآته الدآخليّه عنيفـه .. أقوى بكثير من قدرته على السيطره ...


وكأن كل شيئ حول مآيسآعده .. مآيزيده ضعفهآ الحين قبآله وإحتيآجهآ إلآ بــلآء ..
لو يسمح له بـ ملآمسه وحده تنهي فيهآ كل عذآبآته ... ذآت الملآمسه من الممكن أن تمنحهآ الأمآن المؤقت .. تمنحهآ الرآحه .. لعل هآلملآمسه من سند تمنحهآ السنــد ..
شدّه خفيفه فوق لوح كتفهآ منه تظهر موآسآته لهآ ... شدّه وآحده قآدره تنهي سوء موقفه المُتخذ منهآ في وقت سآبق ... سوء موقفه بعين ذآتـه ..

....: أنـ ... أنآ , هـــوفففف , أنآ بروح
إنشد ظهره بـ إنتبآه والرفض بقسمآته ..
رآفض إبتعآدهآ لكنّه عآجز .. مآله أدنى حق بـ طلبهآ الإنتظآر !
أطبق فمه بـ القوّه مغتآظ وقد تكورت قبضة يسرآه حآفر بـ أظآفره بآطن كفّه !
أعقب بـ جفآء حآد النبره: وش بتسويّن ؟
مسحت على جبينهآ نزولاً لجآنب وجههآ الأيمن زآفره بـ أسى إنهزآمي مُحبط: موآجـهه

ضآقت عيونه طآلبهآ الفهم: يعنـي !
....: مقدر أسوي شيّ , وحده مدري كيف جآيتني تقول هآلكلآم أصلاً خرآبيط , هذي مجنونه أكيد , مغير قآعده تهذي والسبب هو إللي صآر لهآ أكيد نفسيتهآ متعبتهآ .. بكلّم آدم وأعلمه كل إللي قآلته
...: غلـــط

إلتفتت له مسرعه عآقدة الحآجبين مستفهمه ليرد هو وبمنتهى البرود والإحترآفيّه في التخطيط: لو إنك سآرقه وأنآ أدري إنك سآرقه وإنتي تدرين إني دآري إنك سآرقه ووآجهتك بـ السؤآل سآرقه أو لآ بتقولين سآرقه ؟! قآلوآ للحرآمي إحلف يآبنت معآذ قآل جآني الفرج
....: شقصـدك ؟!

قآلتهآ ببهوت مستفهمه تنآظره بعيون ضآئقه إنحدرت لتطيح على يده إللي مدهآ تجآههآ وبهآ الجوّآل , لفظ وإبتسآمه جآنبيّه تظهر أمكر ممآ يُحتسب له هآمس: إنصبيله فــخّ

إبتلعت ريقهآ بعيون متخوّفه مستقره على جوآله .. هي أطهر بكثير وأنقى من أن يقودهآ عقلهآ لـ دوآمآت شركـه ومكر الآعيبـه ليرد هو مكمل برفعة حآجب مآبثت لهآ إلآ التوجسّ ..
آدم شخصيّه بريئـه من المستحيل مقآرنتهآ بـ دنآءة المسمّى سنـد وخبثـه ..
رمشت بتوآلي والإستفهآم بوجههآ , مآزآلت غير مستوعبه ليرد هو مكمل: أرسليله رسآلـه ... رسآله بـ إسمهآ هي مو بـ إسمك

ردت مبتلعه ريقهآ بـ جفون مرتعشـه آخذه في الفتح والإنغلآق لمرآت متتآليه متسآرعه في حين أكمل: مآرح يعرف إنه رقمي أنآ حتى لو بحـث وعموماً أنآ مسآفر مصر قريب , مآرح يكون لي أثر
ورده: .........


إهتزت يمنآه الحآمله جوّآله بـ حثّ مكمل: أرسلي الرسآله وإنتظـري
بيد مرتجفه متردده تنآولته وصدرهآ منتفـخ , إمتلآ بـ الهوآء دون أن يحرر .. أطلقه أخيراً دفعه وآحده بـ التزآمن مع ضغطهآ زر إضآءة الشآشه بعيون مصوبّه وبتركيز لـ أيقونة الرسآئل ليقآطع هو صمتهآ المطوّل بنبره جآهره جآدّه: تعرفين وش تكتبين ولآ أمليّك ؟!
رمقته بنظره كآرهه حآده قلّبت من بعدهآ عيونهآ مطبقه الفمّ وبنآن إبهآمهآ الأيمن آخذ في النقر المتسآرع ...

تكتب ثم تمسـح .. توقف لحظآت تفكر ثم تكتب , وتمسـح .. تعيد القرآءه .. تزيد عليهآ مرّه وتقلص منهآ مرّه أخرى .. تمسح .. تكتب ... إلى أن إنتهـت ..
لحظآت إمتدت لتقآرب الرُبع سآعه تحت أنظآره المُعذبّه بوجودهآ والمهلكـه أشدّ الهلآك من إقترآبهآ .. لو إلتفتت له لـ لمحت العشـق بعيونـه صآرخ ..

نآظرت ثلآث الأسطر المكتوبه بـ إنتصآر بآلغ وكأنه إنجآز عظيـم ... تركت بـ آخر الرسآله مدلول قصير مُشفّر .. على ألأغلب إنه مو غريب أبداً عليه وقآدر على أن يفك الشفرّه ويعلم تمآمآ من المرسل ..
المدلول الحرفي إللي كآن بمثآبة الـ طُعـم إن إبتلعه وقع في الشِرك وإنتهى !

عضّت على شفتهآ السفلى وعيونهآ معلقّه ثآبتة النظره الحآده القويّه الثآقبه على حرفهآ المعني بـ إسمهآ ..... N
قبضت بـ قوّه على جآنبي الجوّآل بيدهآ بعدمآ إنطفأت الشآشه لترد مضيئـه إنمآ هآلمره بـ مكآلمه لرقـم غير مُسجّل ..

رقم في ذهنهآ محفوظ غيبًآ ..
إتسعت عيونهآ بملمح دآل على الفجـع .. إلتفتت له يسآراً وعفوياً وكأنهآ به مستنجده تسأله صوآب التصرف ليجيبهآ بفعل تعبيري أقرب للإنسحآب تآركهآ في موآجهة الموقف وحدهآ دون مُعيـن ..


تقوست شفتيه المطبقـه وإرتفعوآ كتفيـه لتنفخ هي بـ توتر سآحبه على الشآشه مقربه الجوآل من أذنهآ هآمسه: آلــو !


/
/

/
/


عصريّة اليوم التآلي ..

وقف أمآم بآب شقته الجديده ..
بآب دآكن اللون من خشب الزآن الثقيـل مُزين بـ إكسسوآرآت نيكليّه وعدسـه بـ منتصفـه مقآبله لنظر العيـن .. بـ جآنبـه وعلى إمتدآد الجدآر قصريّآت زروع خضرآء وغيرهآ ورود ملونـه ..
أخرج من جيب ثوبه الأبيض مفآتيح شقتـه الخآصـه المعلقه في ميدآليه إحتوت حرفهآ الإنغليزي الخآص اللآمع بـ كريستآلآت برّآقه على إمتدآد حرف الـ W

إتسع فمه الصغير بـ إبتسآمه عريضه من برقت بذهنه فكره فجآئيه ومن فوره أبعد المفتآح رآفع يده لـ جرس البآب المجآور ضآغطـه ومآسرع مآتعآلى صوت تغريد خآص بـ زقزقة عصفـور !
أبعد يده بـ إنتظآر فتحهآ لبآب شقتهم مثلمآ أعلمته أنهآ بـ انتظآره سآبقة له ..
مآنحلّت عنه للحظـه إلابتسامه ... زآدت إتسآع من فتحت البآب لتصير مقآبله لـه جآمـده الملمـح وإن كآن ترحيب !

مآفهمهآ , ولآ حتى أدركهآ .. مآلآحظ شحوب وجههآ وفتوره .. مآلفته حتى الجمود السآكن بين قسمآتهآ لتصير مثل الشبـح .. دون تعبير أو إنفعآل ... ودون روح

دخل بقدمه اليمنى متعمّد لآفظ بـ تفصيّل وهو مآزآل بآسم: بـ اليمنى بسم آلله .... جعلهآ مو آخر مرّه ينفتح لي البآب وتقرّ عيني بذآ الوجـه السموح
مآل برآسه يسره دون حآجه لخفض رأسه بسبب تمآثل طولهم تآرك على خدّهآ الأيمن قبلته السريعه هآمس: مشتآق لك

شدت شفتيهآ بـ إبتسآمه قصيره مجبره مآسرع مآختفت بـ التزآمن مع إقفآءهآ عنه بـ خطوآت هآدئه للدآخل ..
مآزآل منتشـي .. وسعآدته الغآمره غآشيه عينـه عن إستيعآب التغيير الجذري بهيأتهآ وملآمح وجههآ ..
وقف ورآءهآ بعدمآ وقفت هي أمآم جدآر أخذ اللون الرمآدي وثلثه الأخير لون أخضر ليمونـي ...
كآن وآحد من جدرآن غرفة معيشتهـم ذآت الطآبع الحيوي بـ ألوآنهآ المشرقـه ...

سجآدهآ - كليـم - ملون ألوآن متعدده متدآخله .. جدرآنهآ رمآديّه فآتحه مُطعمـه بـ خطوط عموديّه ذآت ألوآن متفرقـه .. أخضر ليموني بـ جدآر, وفوشيآ بـ جدآر وأزرق دآكن بجدآر آخر وأصفّر مُحمر بـ الجدآر الأخير وكذلك الفوتيهآت الإسفجيّه للجلوس أخذت كل وآحده لون مختلف عن الآخر ...
إنتصف الجدآر الرمآدي المُطعّم بـ الأزرق الدآكن شآشة بلآزمآ عريضـه معلقّه ..
والجدآر المُطعّم بـ الفوشيآ ثبتت فيه رفوف خشبيّه حآويّه لعدد من الكتب بـ ديكور معيـن ..

الجدآر الملوّن بـ الأصفّر المحمر كآن حآوياً بـ طرفه للبآب الزجآجيّ الخآص بـ الغرفّه أمآ الجدآر الأخير ليمونيّ اللون كآن الأكثر صخـب إذ تم التعليق عليه عدد كبير من البرآويز عشوآئيّة التريب غير متجآنسة الحجم جميعهآ ذآت إطآر أسود رفيـع ..
برآويز مأطره لصور خآصه فيهـم ..

برآويز حآمله لـ صورهآ وحدهآ , وبرآويز أخرى لصوره هو وحده .. وثآلثه لصور تجمعهـم ..
كآنوآ ثنآئي متمآثل الهوآيـه ... وهي التصويــر
زآدت إبتسآمته إتسآع من سقطت عيونه على موضع سقوط عيونهآ هي وإللي مآكآن إلآ صوره تجمعهم سويّـه ..
الصوره من قرآبة العآم ومآيزيد .. في جنوب مصـر .. أسـوآن تحديداً ..
على قآرب صغير وقفوآ ثنينهم على طرفه بلقطـه عشوآئيه كآنت هي على وشك السقوط الخلفي بعدمآ إختّل توآزنهآ بسبب حركة القآرب المتأرجح على الميآه ليلحقهآ هو والذعر بعيونه قآفطهآ من منتصف ملآبسهآ أعلى الصدر !

كآنت صوره عفويّه من تصوير رجل مصريّ طيّب .. صآحب قآرب , قليل الخبره إذآ مآكآن عديمهآ بـ التصوير ..
بعدم إدرآك منه ضغط على الزر ملتقط لهم أكثر صوره عشوآئيه محببه لقلبهآ ولذهنهآ بـ الذكرى ..

حآوط وسطهآ بيديه إللي اشتبكوآ فوق بطنهآ سآند ذقنه فوق اللوح الأيمن لكتفهآ هآمس بـ القرب من اذنهآ: هآلصوره كآنت بكآميرتي .. كنت أظنك مسحتيهآ

....: مسحتهم من كآميرتك بعد مآنقلتهم عندي
فك إشتبآك يديه دون أن يبعد ذقنه عن كتفهآ مأشر بسبآبة يمنآه صوب صوره خآصه بهآ وحدها تظهر عآبسه ممتعضـه مُردف ضآحك: ههههه تذكرين هذي ! بـ القطآر , أبدّ مآعطيتيني وجه وبـ الحيل أسحب منك الكلآم لين أجبرتك من أخذت لك هآلصوره عطيتيني نظـره !! آلله أكبر وش ذآ الحقد كلّه

....: وآحد جلس جمبي وصفق فخذي يحسبني شآب
....: ههههه أذكر .. تذكرين طيب وش سويت أنآ ؟!
أشرت بـ ذقنهآ صوب صوره ثآنيه لهآ تظهر فيهآ غير مدركه أسآساً للحظـة تصويرهآ إللي تمّ إلتقآطهآ بـ تغفيلهآ على حين غُرّه ..
مآيظهر إلآ نصف وجههآ وكأنهآ تشوف شيّ ورآهآ .. كآنت خصلآتهآ الحمرآء صآخبـه .. شعرهآ كآن ولآديّ قصيـر وفوق رأسهآ طـوق أنثوي ..
أردفت جوآباً على سؤآله: شريت لي طوق وحطيته فوق رآسي غصب ... علآمه يعني إني بنت مو ولد
ألصق شفتيه بـ المفترق مآبين عنقهآ الرفيع ولوح كتفهآ الأيمن بقبله عميقـه مطوله تركهآ قبل أن يعقب هآمس: وأحــلآ بنــت بعــد

كتفّت سآعديهآ وبصرهآ مصوب تمآماً لـ صورتهم الخآصه من يوم ملكتهـم .. الصوره على طريقة – سيلفي – إللي إلتقطهآ هي بجوآلهآ وسط ندآءآت الحآضرين من البنآت رآغبين بهآ صآرخين ... سيلفــي , سيلفــــي !
إبتلعت ريقهآ بقوّه قبل أن تردف بـ هدوء: زوآجنآ يوم الأربعآء
....: هذآ بيكون أحلآ أربعآء بحيآتي
....: فيه شيّ أبي أعترف لك فيه أوّل .... ضروري يعنـي
فكّ طوق يديه من حول وسطهآ مبتعد عنهآ هآمس بعقدة حآجبين خفيفه: خيــر !

أجآبت من فورهآ بثقه , دون تردد أو تخوّف: قآبلت سنـد ... سنـد المُرشـد
قآلتهآ ثمّ إلتفتت عليـه بهدوء تبحث بعيونهآ في أدق تفآصيل وجهه عن أيّة ردّ فعل تعبيري إلى أن إستقرت أخيراً بعيونه وكأنهآ نظرّه تحديّ .. غير مبآليه
أعقبت بذآت الثقّه والقوّه في الصوت: أرسلت له رسآله على جوآله وطلبت أشوفه ..... طلعت برآ البيت وقآبلته لـ نُصّ سآعـه واتكلمنـآ ............ أمــسّ

ضآقت عيونه إستنكآراً وبشّده عآقد الحآجبين الرفيعين إلى أن تلآصقوآ والتعبير بوجهه إستنكآري غير مُصدّق لترد هي مكمله: هذي خيآنه .. خنت فيهآ روآبط كثير تجمعنآ وقبلهآ خنت نفسي وخنت أمرّ ربي ... أشيآء كثير ... مآطآوعني قلبي أخبّي عليك يـ آدم , لآزم أعترفلك ولآزم أبدآ معك صفحتي بيضآء ... وإن أخطيت خطآ من حقك تعرفـه لأن من حقك تآخذ القرآر بـ قبول هآلخطآ والإستمرآر معه رغم كلّ شيّ أو رفـضه .. ورفضـي ... من حقك يـ آدم

....: إنتي من جـدّك !!!!!
....: للأسف , أنآ صآدقـه ... وهذآ إللي صآر حرفياً
....: وش إللي صآر !!
....: قبل أمس بعد العشآ أرسلت رسآله لـ سند , وإنت تدري زين منهو سنـد .. طلبت أقآبله وتبي الصدق أكثر .. هذي مو أوّل مرّه .. سبقتهآ مرّه , قآبلته وقعدنآ على الرصيف بـ الشآرع ومآتكررت هآلمرّه أبدّ لشهور طويله مآ أذكرهآ لحد مآ أرسلت له رسآلتي قبل أمس ومآردّ عليهآ .... مآردّ إلآ أمسّ , دقّ علي وأنآ رديت وطلبته للمرّه الثآنيه نلتقـي وفعلاً التقينآ ... أمس السآعه تسـع ....... الليــل

....: تمزحين صـح !
....: لآ
....: ورده إنتي مستوعبه كلآمك ؟! حتى المجآنين المهبّل مآيقولوه ! وصدقيني لو مزح فـ أبدّ مآله دآعي
....: لو بـ أمزح فـ صدقني إنت مآرح أمزح بشيّ يمسّني ... مآرح أمزح وأقول طلعت مع وآحد وأنآ مخطوبه لغيره ... مآرح أقول أصلاً إن جوآلي فيه رقم رجّآل مآ يربطني فيه شيّ وأرآسله عآدي وأطلب أشوفه وأكلمـه ... أبداً يـ آدم مآرح أمزح

ضآقت عيونه أقصآهآ هآمس بـ إستنكآر حآدّ .. هو على وشك أن يفقد عقله ... وجزء كبير من ذآت العقل رآفض الإستيعآب غير مُصدّق !
....: إنتي شقصـدك !
....: ولآ شيّ , أعترفلك .. لأن من حقك تدري .. أدري إنه غلط وغلط كبير وأنآ خآطيـه ... إنت بتسآمحنــي ؟!
ولآهآ ظهره جآلس على وآحده من الفوتيهآت الإسفنجيّه مربعة الشكلّ بنفسجيّة اللون هآز رآسه نفياُ مبلل شفتيه بـ إبتسآمه سآخره فآتره رآفض التصديق !

تمت من مكآنهآ وقوفاً ترمقه بـ طرف عينهآ مكتفّة السآعدين إلى أن إقتربت منه مآده له يدهآ الممسكه بـ الجوّآل مُصدّره له الشآشه المُضيئه لتطيح عليهآ عيونه بنظرة إستغرآب منتقله بين الأرقآم فرآداً إللي إكتملت على هيئة رقمّ وتعآلى بلحظتهآ صوت الرنيـن المتكرر بـ إنضبآط إلى أن قُطع وتبدّل بصوت رجولي هآدئ: السلآم عليكم

إتسعت عينآه بلحظتهآ غير مُصدق لتجيب هي وعيونهآ بعيونه: سنــد !
إرتفع صوته بسبب فتحهآ المسبق لمكبر الصوت مردف: هلآ وردهـ
....: شخبآرك اليوم !
سكت الطرف الآخر المدعو سند للحظآت مستغرب أعقب من بعدهآ بـ تردد: بخير ... إنتي شخبآرك .. أقصد يعنـي ..... أمـس
طوط , طوط , طوط
سحبت على شآشتهآ مقفله الخطّ دون حتى أن يكمل هو إستفهآمه ليعيد الإتصآل ولتجيبه هي بـ - المشغـول - !

إرتفع حآجبهآ ألأيسر والجمود بملآمحهآ تظهر مُتحديّه أكثر من إنهآ آسفـه أو نآدمـه !
سألت بـ هدوء مُريب: بتسآمحني يـ آدم !
وقف من فوره ثآئر معتصر ذرآعهآ الأيسر وبقوّه أجبرتهآ على التلوي مُتألمه إلآ أنهآ حآفظت على ثبآتهآ مُدعيّه القوّه وهو يلفظ من بين أسنآنه بـ جفآء: إنتي مجنــــونه !! شلون سويتــي هآلشــيّ !!! سنـــــد المرشـــــد !! أذكر .. أذكر وآلله مآنسيت , أذكر علآقتك معه قبل حتى تبدآ علآقتك معي بس وقتهآ إنتي وش قلتي

....: إيه .. قلت إنهآ علآقه سطحيّه وسند أبدّ مآيعنيني بشيّ وعلى فكره بعده مآيعنيني بشيّ .. بس أكلمه كذآ .. كيـف , أستريح معه , يفهمنـي , تعجبني تحليلآته لأي شيّ أحآول آخذ رآيه فيـه ... يعني بعدهآ علآقه سطحيّه , مآ أخطيت معه بشيّ

بلل شفتيه شآد على السفلى منهآ بـ أسنآنه العليّآ بقوّه أحسّ بعدهآ بتدفق الدمآء منهآ غآرز أصآبع يمنآه بذرآعهآ النحيل لآفظ وبمنتهى الغيظ وكبت العصبيّه: تستريحيــن معه هآآآ .. يريحـك سنـد بآشآ ... حلـــو .. وإيش بعـد
....: إنت إللي بتقول وإيش بعد مو أنآ


نفض ذرآعهآ من يده بـ القوّه صآئح وبغضب بعدمآ ركل الفوتيه ورديّة اللون بقدمه: الله يخزيـــــــــك يآبليــــس .... وردهـ إنتـي مستوعبــــه كلآمـــك وإللي سويتيــــه !!! يعنـي إيش خطيبتـي إللي زوآجي منهآ بعد خمس أيآم تجي الحين وتقول وبمنتهى البسآطه والبرود ولآ كنهآ مسويّه شيّ ... أنآ وحده خآينــــــه , وحــده قليلـة شــ ....... أففففف استغفرك يآرب , شلون أصلاً تجرأتي ! تكلمين الرجّآل وتطلبينه بنفسك وخطيبك الخروف طُـز فيـه , يآكل تبن ولآ يشرب من موي البحـر بـ الطقآق لين أستريح أنآ مع الرجّآل إللي يفهمنـي , أفضفضلـه وأرتآح أرجع أعلـم الخروف الثآني وأشوف بيسآمحنـي أو لآآ .... وش متوقعه جوآبي ؟! هآ بـ الله قولي ... قولــــــــي يآوردهــــ لآتعصبينــــــي أكثر بسكوتـــــك قولــــــــــي


فـ الحقيقه هو مآكآن معطيهآ فرصه أسآساً للكلآم ... كمآ الثور الثآئر المهتآج ..
إنتآبته حآله من الصرع .. صوته غليـــظ صـــآرخ ..
كآن غضبـه مخيــف وكانت هي على وشك الإنهيآر , تحسّ ولأول مرّه بـ الذعـر من تجآهه ..
توجسّت سوء العآقبـه .. لو ذبحهآ الحين ودفنهآ مآحد درى عنهآ وبيتم هو المحقوق , هي بـ الخير الطرف الخآطئ ... هي الخآئنه عديمة الشرف كمآ قآل !

مسك رأسه من الجآنبين هآزّه وبـ القوّه ..
كآن من الممكن أن يتقبل أيّ خطأ منهآ إلآ مآفعلــت ..
علآقتهم ببدآيآتهآ كآنت متوتره غير مستقرّه بسبب تحكمآته القآسيه الغير منطقيّه بنظرهآ ..
أمرهآ بـ حجآب ثقيل غير كآشف لأي سنتيمتر وآحد منهآ ... أغلقت حسآبآتهآ الإلكترونيّه جميعهآ لتنهي بهآلفعلـه كل علآقآتهآ إللي ربطتهآ في أي يوم بـ صلـه قريبه كآنت أو بعيده ... عميقه أو سطحيّه ..


تحكمآت أخرى غير محتملـه كـ تجنبهآ مثلاً الإختلآط حتى بـ إخوآنهآ !
عزلهآ تمآماً عن الوآقع حتى مآبقى لهآ ملجأ إلآ له وحـده !
تأتيه وبفعلتهآ المشينه هآدمـه كل أسوآر تحصينـه لهآ ودون ذرّة أسـفّ أو نـدم .... هي حتى غير متوسلّـه لـه طلب السمآح وغير رآجيـة الرضـآ والغفرآن !
مسح على رأسه زآفر بـ قوّه رآفع نظره للسقف في محآوله لإستحضآر الثبآت وتهدئـة الإنفعآل ليردف من بعدهآ بصوت مخنوق مُجبر: طيب ..... طيب نتنآقش بعديـن , مو الحين عشآن أعصآبي مآهيب متحملّه بس مبدئياً .... الزوآج بيتأجل
ضآقت عيونهآ حآده مستفهمه إستنكآراً بهمس: يتأجـل !!


....: إيه بيتأجــل , ولأجل غير معلــوم
هزت رأسهآ إيجآباً مرّآت متوآليه تفهماً لقرآره مردفه: تمآم .. حقـك , حقك تعيد حسآبآتك ونظرتك في الشخصيّه إللي هتربط نفسك معهآ وإللي هتكون على إسمك .. زوجتك وممكن أم أولآدك ... أكيد مآفي أي شخص يقبل على نفسه عشره مع أحد مآيثق فيـه , مع أحد خآين .. مع أحد فيه إحتمآل ولو وآحد في الميّه إن له علآقآت مشبوهه .... صح , فعلاً من حقك


....: مآفي أصلاً أي شخص عنده ذرة .. شآيفه – أشر على إظفر سبآبته اليمنى لآفظ من بين أسنآنه بـ قهر – ذرة كرآمه يقبل على نفسه شيّ مثل إللي سويتيّه .... أصلاً أحتقر نفسي بهآلفرصه إللي بفكر فيهآ وشهو أصلاً إللي بفكر فيه ! وحده تعلمني إن لهآ علآقه لو إنهآ سطحيّه مع رجّآل ثآني .. تكلمه بـ الجوآل ويتقآبلون .. تفضفضون مع بعض مآشآلله وتستريحون وأعطيهآ فرصـــه ! فرصـه لـ إيش

ورده: فعلاً إنت غلطآن , أنآ حتى مآ أستآهل الفرصـه .. لو منك وأنآ جآيتك أعترف كآن رميت علي يمين الطلآق يـ آدم وقطيّت الدبله بوجهـي لأني وحده وصخـــه فعلاً مآ أستآهلــــك ... إي أنآ وصخـه

أطبق فمه بـ القوّه والأسف المصحوب بـ تقزز متملك ملآمحه شفقة على نفسه من إحسآسه بـ الخديعـه !
لفظت كلمآتهآ الأخيره بـ إنهيآر .. صدرت منهآ – أنآ وصخـه – بآكيــه .. حتى إنهآ مآقوت على لفظهآ قويّه لتظهر وآهنه مهزوزه ومسحوبـه أردفتهآ بـ لجمهآ لفمهآ من رفعت ظآهر يمنآهآ فوق شفتيهآ متمسكه بـ ظهر الفوتيهه البنفسجيّه قبل أن تنهآر سآقطه ليرد هو هآزئ: تبكــين !! كآن فكرتي أوّل قبل تسوين إللي سويتيه


....: إي أبكـي .. بس أبكي على نفسي .. على غبآئي حتى برغم إني عآرفه وصخك إنت يـ آدم مو صخـي أنآ ومع كذآ حآولت هآلمحآوله أعطيك الفرصـه ... أشوف إذآ بتغفر لي وتسآمحني أو حتى تحآول تنآقشني كآن سويت معك بـ المثل برغم إن خطئي ويــــــــــن وإنت خطأك وين أبداً مآفيه مقآرنه ... أنآ الطآهره يـ آدم وإنت النجــس ... إنت إللي خآيـــن إنت إللي عديم الشرف ........ إنت أقــذر بني آدم شفتـه بحيآتـــــــي أكرهـــــك يـ آدآآآآم أكرهـــــــــــك ... يآخسيـــــــــس .. يآنـــــــــــذل ...... آآآآآآهـــ يآربي حسبي آلله عليـــــــك يـ آدآآآآآم حسبي آلله عليـك


لفظت تحسبّآ بـ جسد منهآر سقط بـ الأرض خلف الكنبه سآنده جآنب وجههآ الأيسر لخلفيتهآ ثآنيه سآقيهآ من تحتهآ ليلتف هو من حولهآ موآجههآ عآقد الحآجبين بوجه شآحب غآدره اللون والروح والحيآه سآئل بريق جآف تقطعه الكلمآت: وش .......... قصـدك !

مسحت بظآهر يمنآهآ الدموع المغرقه لوجههآ هآمسه: شوف جوآلي ..... وشوف رقم سند إللي دقيت عليـه وإذآ شفتـه شوف من بعدهآ الرقم إللي أرسل لك أمس الرسآلـه ..... الرسآله إللي آخرهآ أول حرف من إسمهآ ......... نآهـــد

إتسعت عيونه بصدمه فآغر الفمّ .. وكأن الكون من حوله توقفّ .. توقفت الأرض وتوقفت الحيآه ..
ينظر دموعهآ الصآمته المتوآليه والأسف إللي إمتلت به عيونهآ المغرورقه ... ترمقـه بـ تحسّـر ... وشفقــه .. وإشمئـزآز !


...: إنـ ..... إنتـي ... شلـوو .......... شلـون .....

تحآملت على نفسهآ وقوفاً رآغبه في الإبتعآد .. قربهآ منه يثير حموّ إنفعآلآتهآ المهلكـه .. تشعـر بـ الضـعف ... مُنكســره ..
كآنت مستغلّه كغطآء سآتر .. ومستغفلـه ..
مخدوعـه ..
كآنت تعيش الوهـم ... تعيشـه في نفآق ...
كل كلمآت الحبّ , كُل الوعود وكلّ التأملآت .. كلّهآ كذب ..

تشمئز من نفسهآ ومن تكرآر فرصهآ اللآنهآئيـه في سبيـل كفّ إتهآمآتهآ عنّه ..
كل مآقآلت أنهآ الفرصـه الأخيره هتكهآ بسكيّن جديد يخترقهآ ..
اول مالفظ من بين صدمته كان استفهاما مذهولا بكلمة – شلون - !
يافاجعتهآ .. مآ أنكـر ولآ إستنكـر .. سألهآ غير مُدرك أنه بذآت السؤآل أكد مصدآقية الإتهآم !

على الأغلب أن تكملة كلمآته المتقطعه ذهولآ كآنت على النحو الآتي ... شلـون عرفتـي !
إذاً الوآقعـه صحيحـه .. إذاً هي كآرثـه

ضآقت عيونهآ بـ إستنكآر بآلغ هآمسه: يعنـي صحيـح !
جمد ظآهرياً بصدمـه وآضحه من أدرك سؤآلهآ والمغزى من ورآئـه .. لطآلمآ كآن شخصيّه شفآفه مقروئه ..
هو أبداً غير خبيث وإن إستدعى الموقف كذبـه فهو سيئ وجداً في الكذب والتضليل ..
ان واجهه شخص بفعلة ارتكبها ... اعترف بها من فوره ..

كان من المحتمل لـ ورده ان تفهم ومن اول اجتماع خاص بهم المخفي منه والمستتر ودون أية مشقه او عناء إلا ان عماها كان عمى البصيره اكثر منه عمى البصر .. كان واضحاً من البدايه وضوحاً اثار تشككها ولمرات عديده الا انها ورغبة منها كانت تدحض الظنون غير ملقية لها بال ..

أطلقت أول زفرآت بكآئهآ لآجمة بيمينهآ فمهآ هآزه رآسهآ نفياً رآفضه التصديق ليلحقهآ هو مستجدي بنظرآته الفرصـه ..
فرصة دقآئق معدوده للإستمآع .. وكأنه أبقى شيئّ يُستمـع لـه !
....: وردهـ ... وردهـ إسمعنـي تكفيّن إسمعـ .......
....: إيش أسمـع ! هآ ! إيش ؟! إنك وآحد حقيـر ! زبآلـه ! إيش إللي قآعده أقوله أصلاً إنت مآفي وصف يوصفك ... إنت وآحـد فآجــــر وكل إللي سويتـه فجــور ...... مع نآهـد !!! نآهـد يـ آدم !!!!! زوجـة أخـوك !!!


....: تكفين يآوردهـ إسمعينـي أول

صآحت بوجهه رآفضـه حتى سماع صوته ..
بسطت رآحتهآ اليمنى بوجهه طآلبته التوقف صآرخه: بــــــــس , بس ولآكلمــــــه ... أول كلآمك مآرح يفرق عن آخره تدري ليش ! لأنهآ زوجـة أخوك يعني وآلله لو إنطبقت السمآ على الأرض مآلك عـذر ... أبـــــداً مآلك عـذر .. تدري لو إنهآ وحده من الشآرع , كآن هيّن .. إنمآ إنك تلعب بعرض أخوك وشرفــــه يآوآطـــــــي !!!!! إنتو الإثنيـن أنجآس إنت وهي مآتفرقون عن بعـــض ...... السآقـطه إللي قآعده تلعب على زوجـهآ وتخونه مع أخوّه هذي وش عذرهآ هـــآآآآآآ وش مبررآتهآ !!! وش ذمبه المسكيـن بسّــآم وأنآآآ ... أنآ يـ آدم قللـي شذمبـــي


وآري وجهه بكفيّه إنهزآماً ..
مآعنده شيّ يقولـه , أبداً مآعنده .. حتى إنه فقد الحق بتوسلهآ الفرصه لسمآع تبريرآته ...
تبريرآته المسآويه للصفـر بـ أهميتهآ ...
أطبق فمه بآلقوّه وقد لآنت نظرته بـ إنكسآر دميعـه متوسلـه ومستعطفـه تسألهآ الرفق به وإلآ إنهآر ..
يرمقهآ وهي تبتعد عنه خطوآتهآ إلى الورآء للحد للي إلتصق ظهرهآ بـ برآويز صورهم المؤطره على الجدآر مُردفه بصوت بآكي مجـروح: قآلتلي كُلّ شيّ .... قآلتلي كُلّ شيّ يـ آدم قآلتلي إن علآقتك معهآ من قبل مآتبدآ علآقتك معـي وإستمرت حتى بعد علآقتك معـــي آلله ينتقــــــــم لي منكـــم يــــ آللــــــــــــــــــــــــــــه .. يآآآآرب , مآني متحملّه .... مآني متخيلّـه .... أنآ حبيتك يـ آدم , وآلله إني حبيتك وتخليت عن كُلّ شيّ أحبه وأبيه عشآنك ليش يـ آدم تغدر فينـي .... قللي على ذنب وآحد أذنبته بحقك لأجل تعآقبني هآلعقوبه !!!


....: آلله يخليكـ يآور........

قآطعته بآكيه لآئمة النظره المُعذبّه: بـ اليوم .... بـ اليوم إللي مآتت فيه أمّي ... أذكر هآليوم مآغآب عنّي ...دريت إنهآ ميته من الظهر ... ومن الظهر لين نص الليل وأنآ شآرده من الشقـه وقآعده على السلآلم بّرآ .... وسط الظلآم مغير أبكـي ... كنت حآسه , حآسه إني قآعده أموت وأنآ دآريه أن أمي ميته دآخل ... كنت حآسه إني مخنوقـه , أبي أدخل الحمّآم بس رجولي مو شآيلتني ... تدري كمّ مرّه على ذآك الدرج سويتهآ على نفسي !!! مرتيـــــن .. مرتيـن يـ آدم وإنت نآيم بحضنهـــآ ..... أكثر وقت كنت محتآجه فيه قربك تخليّت عنّـي ... عزآ أمّي إللي مآحضرته ... مآتذكرتني إلآ بعد إسبوع هههه طبعاً مآ إنت قد إكتفيت من ذيك الليلـه مع العشيقـه .. العشيقـه إللي حملـت بـ الحرآم منـــك ... منـك إنت يـ آدم مو من بسّـآم ........ كذآ !!!! كذآ وصلت فيكم النجآسه ! فعلتكم وسويتوهآ ترمون الوصخ ع الغير !!! إيه هذآ الولد إللي مآت مآكآن إلآ وصــــخ ... وصـخ نتيجــة فعلـه وصخـه من علآقه وصخـه لإثنين أوصـخ من بعــض .... قطيتـوآ الولد على بسّـآم !! نسبـه لنفسـه وعلى إسمـه والحين قآعد يبكيـه !! يآحرآم الولد الثآني !!! لحظه لحظه .. بـ الله الولد الأول كآن صدق من بسّآم ولآآآآآآآآ !!!


إتسعت عيونه ذهولاً للي توهآ وأفصحت عنه إلآ إنه أبداً مآيلومهآ ..
كشفت لهآ نآهـد كُلّ الأورآق .. كُشِف السِـرّ وظهر المستتر ..
نآهد وبـ التأكيد فقدت عقلهآ وإنتهـت !
على وشك أن يفتح فمـه بـ التزآمن مع رفعه ليمنآه طلباً إلآ وتخرسـه جبراً بردّ فعلهآ العنيف مُفصح تمآماً عن حآلة إنهيآر من بدت تنتزع البرآويز المعلقّه بـ الجدآر رآفعتهآ مسآفه بـ الهوآء ثم مُلقيّه بهآ وبعزم مآتملك من قوّه لترتطم بـ الأرض متنآثره لـ بقآيآ زجآجيّه وصوره ورقيّه خآرجه عن الإطـآر !


مع كُلّ صوره كآنت تُبعد عن الجدآر وتلقى بـ الأرض كآنت تصدر – ليـش – إستفهآميّه صآرخـــه ...
صُرآخهآ مُـدويّ كفيل بـ إحدآث طنيـن سمعـي ..
شهقآتهآ البآكيـه آخذه في الإحتدآد والإشتدآد .... ودموعهآ سيلآن دون توّقف ..

لآشعوريّاً منه إرتد عنهآ بـ خطوآت بطيئـه مذهول الملمـح ..
كآنت عيونه الصغيره منتفـة الجفن المزدوج موّسعـه ولآخرهآ .. مغرورقــه .... دميعــه ..
هو في حآلـه من الصدمـه وكذلـك الخـوف وإنعدآم الإدرآك بـ كيفيّة التصرف الصحيح مع الموقـف !
يخشى إذآ مآتدخـل أن يسوء الوضـع أكثـر ..

تعيش الحين أعظم لحظآتهآ مأسـآه وعلى الأغلب ان قُربـه منهآ مآرح يزيد الموقف إلآ سوء ..
أقفل بآب الشقّـه بهدوء من بعد خروجه نآزل عن الدرج متجآهل المصعـد خروجاً من العقآر بكآمله وصولاً لسيآرته المؤجـرّه ...
السيآره إللي إحتمى فيهآ يحيط به الصمت المطبق والسكون ... في حآله من الصدمـه والدهشـه والذهول والإذبهلآل ..

لسآعتين من الزمـن إلى أن لمـحهآ خآرجه من العمآره بـ خُطى إنهزآميّه ثقيلـه .. تحف بـ قدميهآ الأرض من تحتهآ غير قآدره على رفعهـم عنهآ مؤشره بيمنآهآ إللي مآتعلقّت كثير إنهآرت متحركه بـ الهوآء على جآنبهآ ليجيهآ وبعد لحظآت سيّآره حآمله التعريف فوق سطحهآ بـ الإنغليزيّه Taxi

ترقّب ركوبهآ بـ الكرسيّ الخلفـي متهآلكـه عليه مرجعة رأسهآ لخلفيّة الكنبه تنظر السقف !
إنكمش وجهه أسفاً على نفسـه وحسـره ..

أحسّ من بعدهآ بـ شعور موجـع ينظـر يمنآه المكوّره بوجه مُتألم بعدمآ سدد لمنتصف المقودّ قبضـه كآنت بمنتهى العزم والقوّه أفرغ فيهآ جُزء لآيُذكر من فيض غليلـه صآئح صآرخ مقهور ومنفعل: ليــــــــــش يآنآهـــــــــــــــد ... لـيــــــــــــش !!!!!


/
/

 
 

 

عرض البوم صور حلم الحياه   رد مع اقتباس
قديم 18-09-16, 02:21 PM   المشاركة رقم: 119
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2016
العضوية: 316716
المشاركات: 178
الجنس أنثى
معدل التقييم: حلم الحياه عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 87

االدولة
البلدOman
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
حلم الحياه غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أمآنـــي المنتدى : القصص المهجورة والغير مكتملة
افتراضي رد: العاطفه والجسد

 
دعوه لزيارة موضوعي

/
/


أنزلت مجفف الشعر من يمنآهآ على طآولة التسريحه الزجآجيّه بـ حوآف نيكليّه لآمعه مخلله أصآبع كلتآ يديهآ بشعرآتهآ المنتفشـه بفعـل المجفف ..
زآد طوله وكثآفته إلآ إنه مآزآل ممآثل لقصّة الجآغسـون الولآديّه ..

تأففت وهي تشد على جسدهآ التوبّ الأبيض مطآطيّ الخآمه كآرينآ بعدمآ إنحسر عن بطنهآ كآشف عن نقرة سرتهآ بـ التزآمن مع خروجهآ من الغرفه مآئله برآسهآ يمنه ويسره كنوع من التمآرين لفكّ التشنج بعنقهآ من طول وقوفهآ قبآل المرآيه مجففه شعرهآ القصير !
التجفيف إللي كآن إجبآراً بـ أمر من – المهوجس – كـ إسم وصفـه أطلقتهآ تمن فترة وجيزه عليـه !

وقفت بمنتصف الصآله نآقله أنظآرهآ البآحثه عنه صآئحه بمنآدآه: نآآآ ــجـــــــم !

أتآهآ الصوت بعيد يصدح من الشقّـه الثآنيه المفتوح بآبهآ الوسطي الفآصل صآئح: جففـي الكآسآت المغسولـه عندك ورجعيهآ بـ الدرج

إلتوى فمهآ يمنه مطيره عيونهآ بملل .. هذآ النجم أبداً مآيسأم !
إلتفتت ورآهآ للبآر لتشوف عدد أربع من الكآسآت مغسوله ومقلوبه على فوطه صغيره حمرآء اللون متأففه وهي تخطي تجآههآ بخطوآت متثآقله متلكعه متملله ... وكذلك متحلطمه دون صوت مسموع: أف منك أف , هي مغسوله وجفّت مويتهآ لآزم نجففهآ يعني لآزم فففففف


....: إي لآزم سِـت ليلآ

إنشدوآ كتفيهآ للخلف متوسعه عيونهآ مرتآعه ..
بـ التصوير البطيئ مآلت عيونهآ لليسآر ومآسرع مآردت تنآظر الكآسآت مبتلعه ريقهآ بعدمآ لمحت وقوفه وبطرف عينهآ مكتف السآعدين مفرق السآقين !

بيسرآهآ رفعت أول كآس وبدت بيمينهآ تجففهآ بـ فوطه ثآنيه بيضآء اللون كآنت مصفطه وبرتآبه موضوعه بجآنب الكآسآت !

الكآسآت اللي اتتهت من تجفيفهم التجفيف إللي كآن بـ حق آلله وبمنتهى الأمآنه وكآمل الذمـه والضمير !
ترآءى لهآ أنهآ تنحت الزجآج من قوّة فركهآ قآصده التجفيف تحت عيونه المترقبه !
أطبقت فمهآ بقهر حآذفه وبعصبيّه الفوطه من يدهآ ليجيهآ صوته من خلفهآ وهو مآر متجّه للشقه الثآنيه: الفوطـه تتصفط سِت ليلآ وترجـع مكآنهآ

إنشدوآ شفتيهآ كآشفه عن صفّي أسنآنهآ المطبقـه وبغيـظ دآقه الأرض برجولهآ فآض بهآ السأم من أوآمره شديدة التعنت فيمآ يخصّ النظآفـه والتعقيـم !
حيآه بآئسـه لآتطـآق !

إلتفت من حول طآولة المطبخ الرخآميه بخطوآت غآضبه متسعه إنتهت بوقوفهآ على عتبة البآب الفآصل مفرقة السآقين رآفعه سبآبتهآ اليمنى المصلبّه بـ توجيـه حآدّ اللهجـه جآف النبره: إسمـع انــت أنآ خلآص مآعآد فينـــي طفشت منك ومن تحكمآتك السخيفــــه أووووف منـــــك ماني متحملـــه

أتآهآ ردّه بآرد غير مكترث بـ إبتسآمه عريضه غآيه في الجآذبيه وهو خآفض الرأس منشغل بـ شدّ قميصـه معدلـه على طآولة المكوآه قبل البدأ في كيّه: تعآلي يلآ ودي الملآبس الدولآب

....: وديهم بنفسك فآهـــم

مآتبددت إبتسآمه أو تقلص مدآهآ وكأنه مستمتع بـ إثآرة غيظهآ ليقآبلهآ بوجهه هآمس بذآت النبره الخفيضه المثيره: يعني مو كآفي أنآ أغسّل وأكوي ؟
شدت شعرهآ من المقدمّه مآتبي غير تقلعّه ومن الجذور متخصره بيسرآهآ يظهر عليهآ المجآهده في كبت غيظهآ وإنفعآلهآ من إحتقآن لون وجهها ونفور عروق عنقهآ ..

....: بتسمعين الكلآم ولآ أخليك تكملين إنتي الكوي ؟!
رمقته بـ حدّه تظهر نظرآتهآ كآرهه مبتلعه ورغماً عنهآ مقتهآ منه متقدمه نحوه: أبي أعرف أصلاً ليش تكوي الملآبس ومآرح نلبسهآ أصلاً !! إيش الفضآوه إللي ذآبحتك هذي .. يآربي وقسم إني بننننننننجلـــــط
....: جعلهآ فيني الجلطه ولآ فيك

تكتفت رآمقته بـ عصبيّه مطبقة الفمّ بغيظ للحظآت يزيد فيهآ قهرهآ من إبتسآمته إللي تظهر وكأنهآ قآصده إثآرة جنونهآ وإستفزآزهآ أكثر !
أعقبت بـ جفآء وهي ترفع صفّ قليل من ملآبسهآ المكويّه والمصفطه بعنآيه وكأنهآ معروضه جديده في المحلآت !
....: لآ يآروحي , جعلي أنآ اللي أنجلط , ع الأقل بتسدّح وأنآم وخليك إنت تنظف وتعقم مع نفسـك
...: ههههه وآلله !
رمقته بـ تقزز مرتفعه شفتهآ العلويّه وطرف خشمهآ موليته ظهرهآ خروجاً حآمله بين يديهآ ملآبسهآ إللي أدخلتهآ بـ الرفّ الخآص بهآ من الدولآب وردت له لتشوفه منشغل بـ تصفيط آخر قميص له من أصل إثنين فقط مقلبّه عيونهآ بضجر جآلسه على الممشى الريآضي سآئله بـ نبره تظهر سآخره: اش فآيدة كوي الملآبس يعني بعد الغسل ؟!

....: تعقيم من الجراثيم العالقه فيها
....: طيب إنت كذآ تكويهآ وتصفطهآ بتتكسر ولآ كأنك عملت حآجه , ليش مآتكويهآ لمآ تجي تلبسهآ وخلاص !
....: لآزم تنكوي بعد الغسيل أول قبل تتصفط وإذآ جينآ نلبسهآ نكويهآ مره ثآنيه عآدي وين المشكلـه ؟
أحست إنهآ بتجيب مآفي جوفهآ , مددت نصفهآ العلوي على الممشى ورجولهآ خآرجه تنظر السقف " لآ إنت من جد وآحد فآضـــي "
هذآ الآدمي لآيُطآق .. سألت نفسهآ بقلبهآ أسخف مآطرأ لهآ .. هو شلون متحمّل نفسّـه ؟ شلون أعضآءه مآتتشكى من إرهآقه لهآ ؟

وصلهآ صوته من خارج المكان: ليــــلآآآآآ
إنعفس وجههآ ليبين وكأنه بآكــي تعبيرياً " إش تبغـى أسوي الحين ! وآلله بموت منـه مآني متحملّه , أنآ مو وصخـه هو إللي نظيف بزيآده , مهوجس موسوس مريـ ............ ليلآآآآآآ
إنتفض جسدهآ من تقفلّ النور عليهآ وصوته قريب منهآ وآقف على البآب: مآتسمعين ؟

ردت وهي بآقيه على وضعهآ الممدد: اش تبغى الحين ؟ يلآ طلّع لي إخترآع من إخترآعآتك , وش تبغى ننظـف ؟
....: مآفيه , كل شيّ نظيف , تعآلي نشوف فيلـم
تمت لحظآت مكآنهآ تنآظر السقف المظلم بـ عقل خآوي شآرد إلى أن وقفت نآفثـه بـ ضجر متلعكـة الخطوآت تنآظر جزئيه الوحيدين الظآهرين لهآ من ورآء الكنبه إللي مدد عليهآ ..

مآتشوف إلآ قدميه الممددين فوق ذرآع الكنبه ورأسه من الطرف الآخر ..
السآعه الجدآريّه مُشيره للتآسعه مسآءاً , إضآءة الصآله سهّآره حمرآء والشآشه المُعلّقـه مغلقـه !
إنحنى نصفهآ العلوي تنآظره من فوق خلفيّة الكنبه إللي صفطت فوقهآ سآعديهآ ثم أسندت ذقنها فوق إنتصآف الساعدين: فين الفيلـم ؟


قلب لهآ الآيبآد إللي بيده لتشوف ومآسرع مآبوزت تعبيراً عن الشيّ إللي مآ أعجبهآ: إي تقعد تشغل لي أفلآم مدري كيف مآ أفهمهآ
من فوره أطلق ضحكه مجلله وهو يتذكر يوم سآبق لهم وقت مآشغّل لهآ فيلم أسبآني اللغـه دون ترجمـه إنغليزيّه وتكفّل هو بـ الترجمـه وفقاً لهوآه ...
الفيلم إللي عآشت أحدآثه بـ إندمآج بآلغ لتفآجئ بـ إعترآفه الأخير كون الترجمـه من فمـه لـ أذنيهآ ترجمـه خآطئـه ..


سرد لهآ قصّه مخآلفه تمآماً للحقيقيـه ... هو يهزئ بهآ ويسخـر .. يتبآهي عليهآ ويتفآخر بـ إتقآنه المتعدد للغآت وعجزهآ هي عن إجآده أي لغه !
إرتفع خشمهآ بـ إشمئزآز معدله وقفتهآ بـ إستقآمه: مآفي شيّ يضحك يآسخيف
...: ههههه القصّه كآنت فآشله وآلله الترجمه حقتي أحلآ
....: لآ وآلله ؟
....: ههههه تعآلي بس , تعآلي بشغل فيلم تفهمينه

ردت لوضعهآ الأول سآنده أسفل ذقنهآ فوق ظاهر كفيها مبسوطي الراحه اعلى خلفية الكنبه: فيلم إيش أول ؟! أمريكي !
....: الأفلآم الأمريكيه خآيسه , فيلم يآبآني حلـو
إتسعت عيونهآ بدهشه: تعرف يآبآنـي ؟
....: أهآ , يلآ تعآلي
إلتوى فمهآ بـ إمتعآض رآده بـ جفآء مستقيمه بـ الوقوف: شوفه مع نفسـك
...: ههههه بترجم لك صح وآلله
....: كذآب , مع نفسك
....: طيب بحطـه مع ترجمه عربي تعآلي
طيرت عيونهآ هآزئه قبل أن تردف: وآلله إنك غبي , قآل يعني أعرف أقرأ عربي !
....: أوف ! ههههه خلآص يآعمري تعآلي وآلله بترجم لك صح
ثبتت عيونهآ حآدة النظره بعيونه البآسمه للحظآت تتحرى فيهم صدقـه إنتهت بـ زفره إستسلآميّه منهآ هآمسه: طيب

قآلتهآ مردفة بـ إستنآدهآ على رآحتهآ اليسرى رآفعه نفسهآ فوق الكنبه نآقزه من ورآهآ لتستقر فوقـه وبين سآقيه إللي بآعد بينهم من فوره رآفع يديه وجهآزه بينهم سآمح لظهرهآ أن يلتصق بـ صدره ممددة السآقين بين سآقيه لآفظه بـ جفآء: يلآ شغّـل وخليك تترجم كـذب
أطلق ضحكه هآدئه منزل يسرآه الممسكه بـ الـ - آيبآد – فوق صدرهآ وبنآن إبهآمه الأيمن مستمر بـ النقر فوق خيآرآت الأفلآم المتعدده: ممممم ذآآ ... لآآ .. لآآ .. مممم ذآآ

....: هتقعد سآعه ! إختآر أي وآحد يلآ
أحست بـ خشمه يمرغ برأسهآ نآفي: آشششش

تركته منشغل بـ إختيآرآت الأفلآم المتعدده ممرره طرف سبآبتهآ اليسرى فوق العرق الغليظ النآفر من سآعده الأيسر ليحس هو بـ الضغط الرقيق لبنآنهآ فوق عرقّـه ونصف إبتسآمه قصيره بوجهه أغمض فيهآ عيونه منتشي من زكى رآئحـة شعرهآ وبقوّه ليجيه صوتهآ متململ: إنت بتشغل لنآ فيلم نشوفه بيومك هذآ ولآ بتقعد تشمشم في شعري !
....: دفشـه مآتنعطين وجـه
....: لأنه أبدّ مو وقته

إنحدرت يمنآه مستقره فوق بطنهآ رآفعه عنهآ إللي إلتصق بهآ من الملآبس متحسسهآ وبهدوء يمآثل التسلل هآمس: تحبي أوريك وقتهآ ولآ مو وقتهآ !
أرخت رأسهآ تمآماً فوق صدره ليصير أسفل ذقنه هو فوق جبينهآ مستمع لهمسهآ الذآئب ومازال بنآن سبآبته اليمنى يمآرس السحـر بشكل حلقـى حول سرتهآ: وآلله يآنجمـي مو وقته ولآ وقتك ههه
....: ههههه وبعدين معك يآلدفشـه ؟!

....: إنت مآتملّ يآنجم ؟!
....: من إيش !
....: منّـي .. من العلآقه معـي !
ترك الـ آيبآد من يده بـ الأرض رآفعهآ زحفاً لتلتصق أكثر به هآمس: لآ مآ أمّـل وابشرك مآرح أمّل

....: هههه فين البشآره بـ الموضوع , أف إنت مآفي مهرب منك !
جآوبهآ أولاً بقبله رقيقه فوق كتفهآ العآري من حمّآلة رفيعه هآمس: وين تبين تهربين !
....: هههه أي مكآن , بس أرتآح منك شويّ
....: يعني ترتآحين إنتي وأنآ أتعب ؟
....: بـ آلله ؟! ويعني أتعب أنآ وإنت ترتآح !
....: طيب يلآ عشآن أنآ تعبآن
....: هههههه أوفففف منـك
....: أوف منك إنتي
....: شغل الفيلم يآنجم

....: يعني مآتبين فيلم لآيف مبآشر ؟
....: لآ أفلآمك اللآيف وصخـه أنآ أبغى فيلم فـ الـ آيبآد
....: ههههه ليـلآآآآآ
....: بآقي على رمضآن ثلاث أيآم يعني يآريت نحترم نفسنآ شويّه مآشي ؟
....: شدخـل ! وبعدين تعآلي هنآ , عشآن فعلاً بآقي ثلآث أيآم لآزم مآ أخليك ولآ دقيقـه فهآلثلآث أيآم لأني مآرح أقدر أطولك بكيفي فـ رمضآن


نآظرت بـ السقف ويديهآ فوق يديه شآبكه أصآبعهآ بـ أصآبعه فوق بطنهآ هآمسه: أول رمضآن يجمعنآ
....: فيه رمضآن قبل
....: تذكر أول يوم سويت لك فطور , كلمتك قلت بتفطر برآ وأنآ تعنيت وسويت لك فطور مع إني كنت تعبآنه
....: طبعاً أذكر , جيتك يومهآ وإنتي تجمعين الأكل
....: إتهمتني بـ إني سآرقه , خآيف مره على أكلك يآمعفن
....: هههه أمزح معك شفيك إنتي , بس تدرين أهم شيّ صآر ذآك اليوم
أغمضت عيونهآ مبتسمه تلتهآ ببلعة ريق مجآوبه بـ إنكآر: إيش ! مآ أذكر !
مآل برآسه يمنه مطبق أسنآنه وبـ رفق على جآنب عنقهآ الأيمن بعدمآ أردف لهآ أولاً: مآتذكرين هـآآ !
أبعدت رآسهآ عنه صآئحه وبـضحك إثر – عضته - : ءآآآ ههههه

نجم: إيش حصـل ؟!
....: انت طلبت إني أأكلك
نجم: وبعدين ؟!
....: أدري عنك يآلخبيث وين تبغى توصل , وأنآ أشربك الشوربه قمت يآنذل وعطيتني Kiss
....: نذل هآ ! إعتذرت ترآ من بعدهآ وإنتي شسويتي !

تبدلت ملآمحهآ لضيق سريع مطبقة الفم من وقع الذكرى المهينه لهآ ..
لحظة مآ نفت إعتذآره لهآ بكونهآ متقبلّه هآللي صآر فعلا وتبيـه ..... تبيه وهو رفـض !

وكأنه أحسّ بهآ أعقب بـ همس خآفت وشفتيه مآزآلت مستمره بمدآعبة الجآنب الأيمن لعنقهآ وبمنتهى الرفق والرقّه: والحين أبيك أنآ وإنتي ترفضيـن
شددت من تشآبك أصآبعهآ لأصآبعه مردفه: مو مسموح لي أطلع عيونك شويّ ؟!
....: يآشيخه إنتي طلعتي روحي مو بس عيوني

....: طيب خلّ أطلعهم لك صدق , علمني كيف أصلـي زي إللي يجون في مكـه والكعبـه
من فوره إبتعد عنهآ عآقد الحآجبين مستفهم تعبيرياً لترد هي مكمله وإبتسآمه وآسعه بوجههآ: وأبغى أحفظ قرآن عشآن أعرف أصلي .. علمني عشآن رمضآن حقي يكون صحيح ..
....: ههههه إنتي من جِدّك ؟!
إلتفتت له مقلبه عيونهآ بـ إحتقآر مردفه: مآ أمزح إنت ووجهك يآنجم , حفظنـي شويّه من القرآن عشآن أعرف أصلي

....: مآتعرفين تقرأين عربي ؟
....: لآ , أتكلم بـس
أطبق شفتيه لحد مآصآروآ خطّ مستغرق في تفكيره للحظآت أعقب من بعدهآ بآسم: أبشـري .. بخليك تسمعين تسجيلآت لسور قصيره من القرآن
ليلآ: كيف بحفظ ؟
نجم: الشيخ بيقول السوره وإنتي إسمعيهآ بـ الجوآل , كل مآتنتهي شغليهآ من جديد وإسمعي لين تحفظي , بحمّل لك أقصر السور مع سورة الفآتحه

....: الفآتحه ؟
....: إيه , هي السوره المهمّه عشآن الصلآه وبعدين مشّي حآلك بكم سوره من السور القصيره
....: وإنت حآفظ ؟
....: إي طبعاً حآفظ
....: وليش مآتصلّـي !

....: يآدآفع البلآ , وش طيحة الوجه هذي ! ليلآ خليك شآطره ولآ تسألي هآلأسئلـه مره ثآنيه حبيبي طيب !
قوست فمهآ بلآمبآلآه مردفه بعدمآ بدّلت من وضع جلوسهآ لتصير مقآبله له بـ جآنبهآ الأيسر – مقرفصه – سآقيهآ محآوطتهم بذرآعهآ جآلسه بين إفترآق سآقيه: سجـل بصوتك وأنآ أسمع

أعقد حآجبيه إستغرآباً وإبتسآمه فآتره بوجهه سآئل: كيف يعنـي ؟
....: إنت مو تقول حآفظ ؟! خلآص سجّـل ليّآ بصوتك القرآن هذآ وأنآ بقعد أسمعه وأكرره وأحفظ
....: بحمّل لك من النت بصوت حلـو لـ شيخ
....: لآء , مآ أبغى شيخ , أبغى اسمع صوتك إنت , بحفـظ أسرع
....: ههههه عيونـي , تدرين عآد بآخذ الأجر نت وراك وحسنآت بـ الهبل

نآظرته بـ إنتبآه سريع مستفهمه: كيـف !
....: كل مرّه تسمعين فيهآ صوتي بـ التسجيل تآخذين حسنآت , شوفي عآد كم مره بتكررين لين تحفظين .. وإذآ حفظتي فعلاً السوره بآخذ حسنآت أكثر لأني السبب

إتسعت عيونهآ ببرآءه فآغره فمهآ بدهشه ليرد هو بـ إبتسآمه هآمس وطرف إبهآمه متحسس وبـ رقّه شفتهآ السفلى مأكد: أهـآآآ
أبعدت رآسهآ بـ نفور من لمسآته رآمقته بنظره كآرهه معقبه بـ جفآء: لآ خلآص بسمـع من صوت شيـخ
....: ههههه آللهُ أكبر
....: مآتستآهل أعمل فيك خير أصلاً لآ وبعد أعطيك حسنآت كذآ بلوشي

من فوره أحكم قبضتيه على معصميه لتصيح هي صآرخه نآفضه نفسهآ عنه طآئحه بـ الأرض: لآآآآآآآآ
إنقض عليهآ جآلس فوق خآصرتهآ مبآعد السآقين ضآحك: نذآله بنذآله عآد أنآ أوريك شلون مآ أسوي فيك الخير يآنآكـره
....: ههههه آسفه آسفه وآلله آسفه
....: بلآ آسفه بلآ زفت خلآص


صآحت لآهثه بصعوبه جآهده تلتقط أنفآسهآ المختنقـه من شدّة ضحكهآ وحدّته بمقآومه وآهنه منهآ لرفعه هو لملآبسهآ العلويّه إللي تحررت أخيراً منهآ دون القطعه الدآخليه بيضآء اللون: ههههه وآآآآ ... وآلله العظيم بســـــ ... بسمـــع ههههه منـك هههه بسمع منك وآلله مآبغـــــى الشييييييييييييــــخ لآآآآآآآآآآ ههههه


/
/
/
/


أقفلت البآب من ورآءهآ بهدوء مشعلـه إضآءة الغرفه السهّآره الخآفته ..
هي ذآتاً تدري عن صحوهآ , دخلت دون سمآع الإذن بـ الدخول .. دخلت حتى دون طرق مسبق !

أطبقت فمهآ بـ يأس تنظرهآ من موقعهآ بجوآر البآب وهي نآئمه على سريرهآ متلحفّه وكآملاً بـ غطآء ثقيل على الرغم من حرآرة الهوآء ورطوبـة الأجوآء دون أي منفذ للتنفس يُذكـر ..


على عآدتهآ الغريبه مآتبدلت , تخنق نفسهآ بلحآفهآ الثقيل عند شعورهآ بـ الهمّ والحزن والإحبآط ..
جلست على طرف السرير متحسسه الجسد المتلحف لذيك مُدعيّة النوم هرباً هآمسه: قومـي ريتآج ..
ريتآج: .............
....: أدري إنك صآحيـه وتسمعيني , قومي أبي أكلمك
....: صيته مآلي خلق أحد , إطلعي برآ

دون تمهيد للفعل سحبت صيته بكلآ يديهآ القآبضه على اللحآف وبقوّه مبعدته عن وجه ريتآج رآفضه وبـ عند: لآآء
قآلت الـ - لآ – الرآفضه بآتره من بعدهآ إللي كآنت على وشك أن تتآبعه قولاً من سقطت عيونهآ على الجوّآل المنعصر بين قبضتي ريتآج أسفل فكهآ , قريب من أعلى صدرهآ !
ضآقت عيونهآ إستنكآراً للحظآت بعدمآ ردّت ريتآج شآده على وجههآ لحآفهآ وبـ جفآء وحِدّه تآركه لصيته لحظآتهآ الخآصه بـ تجميع شتآتهآ وأفكآرهآ المتضآربه إلى أن تكونت الصوره أخيراً لهآ ظآهره وآضحه وجليّـه !


أغمضت عيونهآ بهدوء وإبتسآمة إدرآك منتصره على غيآب عقلهآ وبطئ إستيعآبهآ إرتسمت بوجههآ لتظهر معهآ عمق غمآزتيهآ بكلآ وجنتيهآ هآزه رآسهآ إيجآباً وبتفهّم !

لفظت من بعدهآ بشيئ من اللكآعه والإستعآن متدلله: ءآآآآ ريتآآآآج يـ العوبـآآآ إنتي من متـى ــآآآآ !
من فورهآ ريتآج أبعدت الغطآء عن وجههآ متحآمله على كوعهآ الأيسر والإستفهآم بوجههآ بـ اللحظه إللي تأكدت فيهآ الثآنيه من ظنونهآ وأن بهآ ولو شيئ من الصحّه ..
أغمضت عينهآ اليمنى فآتحه اليسرى برفعة حآجب أيسر مآكره مُردفه بـ همس مُتدلل: الموضوع فيه حُب .. فيه عشـق .. فيه قلب يقول دوك دوك

إشمئزت ملآمح ريتآج معقبه: وفيه لسآن يقول عن السخآفه وإنقلعي برآ
بققت صيته عيونهآ ببرآءه رآفعه حآجبيهآ بصدمه يظهر فيهآ الإستهبآل: أوب أوب أوب
طيرت ريتآج عيونهآ بصبر نآفذ ثم تأففت بـ سأم رآده لوضعهآ نآئمه على السرير مغطيه وجههآ إلآ إنهآ هآلمره ولتهآ ظهرهآ للحظآت من الصمت المطبق أحست من بعده بـ إقترآب صيته منهآ , دآنيه عليهآ نآئمـه ثم هآمسه ..

الهمس إللي لفظت به صيته من أسندت جآنب وجههآ الأيسر على ردفيهآ: مآرح أنقلع قبل أعرف منهو الحبيب ووش قصته , وإنتي الحين تتكلمين ولآ ترآ أنزل أعلم أبوك كل شيّ

قآلته صيته مآزحه رغبة منهآ في نكشهآ لإثآرة إستفزآزهآ وإجبآرهآ على الكلآم إلآ إنهآ مآحسبت حسآب نفسيّة ريتآج المحطمّه وفؤآدهآ البريئ المُنكسر من قرآبة الأربعة أشهر رآفضه الخضوع والإستسلآم وكذلك رآفضه للإنهـزآم ..
مقآومتهآ لنفسهآ قويّه وتحكمهآ بـ إرآدتهآ قآسي ..

نفضت الغطآء عن وجههآ ونصف جسدهآ مستقعده ودون تنبيه بمبآغته أسقطت رأس صيته عنهآ صآئحه وبكل مآ أوتيت من عزم وكبت أشهر عديده متوآليه: إيه أحــب , أحــــــب وش عنــدك ! ولآهمتنـي تهديدآتك إنقلعـي برآ علمـي إللي تبي تعلمينـه بس قبل تطلعيـن أحب ألفت نظرك لشيّ تحسبين مآحد يعرفه .. غرآميآتك الوصخه مع دكتورك أعرفهآ , كل شيّ أعرفه فلآ تحآولين تجين على رآسي وتتمشيخيـن , كُلنآ بـ الهوآ سـوآ .. يلآ إذلفي وخذي البآب بيدك

قآلت كلمآتهآ الصآرخه دون أدنى مرآعآة لشعور صيته المذهوله .. أعآدت فتح جرآحآتهآ إللي ترآءى لظنهآ إندمآلهآ ..
قذف ريتآج لهآ قآسي .. أقوى من أن يتحمله قلبهآ الوآهن ..هي أخطت ولكنهآ تآئبـه ..
غرآميآتهآ الوصخـه ؟! ........ ريتآج جداً ظآلمـه

مآقدرت إلآ أن تكتم صدمتهآ بعفوية يمنآهآ إللي إرتفعت لفمهآ المنفغر ترمق ريتآج بنظرآت كسيره لآئمـه , مذهوله وغير مُصدقه في حين كآنت نظرآت ريتآج إتهآميّه قآسيه دون رحمـه أو حتى لُطف وشفقـه تخفيفاً عن صيته وبـ الفجيعه اللفظيه إللي ألقتهآ لتوهآ على مسمعهآ ..
وقفت صيته بعدمآ خذلتهآ دمعه تلتهآ توأمهآ من العين الأخرى رآكضه خآرج الغرفه إللي تركت بآبهآ مفتوح ...

وكأن ريتآج أخيراً أدركت فدآحة لفظهآ وقسوته .. تجبرت على صيته وضعفهآ وهي تدري مسبقاً وتمآماً عن وهنهآ وقلة حيلتهآ ..
رمت جوآلهآ وبقوّه ليطيح بـ آخر السرير دون أن يرتطم أو يتضرر هآمسه بقهر وحسره شآده شعرهآ من المقدمه: آلله لآيهنيّك يآبــــــدر !


/
/



ثنت سآعدهآ الأيمن تحت رأسهآ ممددة الجسد الضئيل على جآنبهآ الأيمن فوق سريرهآ ورديّ الغطآء الستآني النآعم ..

تنظر بعيونهآ الدميعـه متورمة الجفن الأحمر إضآءة جوآلهآ الصآمت المهتز بـ إسمـه ...
ترقبـه بـ صمت إلى أن تنتهي المكآلمه دون ردّ منهآ ليظهر على الشآشه التعدآد الرقمي الآخذ في تزآيد عدد المكآلمآت التي لم يرد عليهآ حآملـه إسمـه .. وإسمه فقــط !
إسمه إللي مآوقف عن تكرآر إضآءة شآشتهآ للمرّه الرآبعه على التوآلي بعدمآ إستغرق سآعه حآول فيهآ مآيقرب الـ سبعة مكآلمه ولمّ تردّ على أيّهآ !

تحآملت على نفسهآ جلوساً مسندة الظهر لخلفيّة سريرهآ الوثير سآحبه على الشآشه ليبدأ التعدآد الزمني بـ حسب الثوآني أولاً لمدة المكآلمه ...


....: وشهو إلي إتفقنآ عليه !
إبتلعت ريقهآ سآئله بصوت مخنوق: إيـش !
....: أنآ ويّآك قبل تطلعين لبيتك وآفقت وبشرط .. وشهو !
....: تردني البيت بـ أول ليلة رمضآن
....: شآطره نسوم , مآنسيتي ... واليوم إن شآلله أول ليله برمضآن , ممكن تفسير الحين لمكآلمة أبو ليـن ! وش معنآتهآ !

أعقدت حآجبيهآ إستغرآباً بعدم فهم وتفآجئ , سألت مستنكره: أحمد أخوي !
....: إي أحمـد , أبو ليـن .. توّه مقفل معي الخط ولآ تسوين يعننك مآتدرين
....: صدق مآ أدري

قآلتهآ وأطبقت من بعدهآ أصآبعهآ النحيله المرتعشه على طرف بلوزتهآ الورديّه من وصلهآ صوت زفيره القويّ يظهر مُثآر منفعل وهو في مقآومه لمحآوله تهدئه نفسه وكبت عصبيته إلى أن وصلهآ صوته شبه منضبط مُتحكم: أخوك عآزمني بكرآ على أول فطور والعلم عند خآلي مهيف بعـد وآلله أعلم أمي ميثآ عندهآ خبر ولآ بآقي ... أخوك لفت إنتبآهي إنك بآقيه عندهم اليوم بعد , يعني بآلصريح مآ أجيك ولآ أفكر آخذك ممكن أعرف إنتي وشهو إللي قلتيه بـ الضبط لأن أكيد عزيمة بكرآ هذي مو من فرآغ ومتأكد مليون بـ الإميه إن فيه سآلفه وش طولهآ وعرضهآ بتنفتح فـ المجلس بكرآ فيآليت تعلمين زوجك بـ أصل الموضوع لأني مآ أحب أظهر بمظهر المغفل إللي مآيدري عن شيّ ..... تكلمـي يآنسمه أسمعك أو أجيك الحيـن

دآرت عيونهآ مرتآعه , هل فعلاً تمآم الموضوع وإنتهآئه بيكون بهآلبسآطه ! بينتهي بـ عزيمة فطور !
هي لحدّ اللحظه مآتدري أصلاً عن أصل هآلعزيمه والتخطيط لهآ .. مآحد من إخوآنهآ توآجه معهآ بـ أيّ شيّ إلى هآللحظـه ..

أمهآ أفصحت عن الموضوع ؟ يعقـل !
هزت رأسهآ بـ خفّه منتبهه من شرودهآ على صوته الصآرخ يستنطقهآ وبـ جفآء غآضب صآرخ: نسمـــــــــــــه

....: أنآ مدري عن شيّ وآلله يآعُديّ

....: شلون مآتدرين ؟ موجوده معهم إنتي بنفس البيت ولآ مرسلينك المريخ نسمـه لآتستفزيني أكثر , تدرين إني على شعـره منـك ومن تصرفآتك ... خلــص وقسم بـ آلله مآعآد فيني طآقه أتحملك أكثــــــر
إنحدرت دموعهآ متوآليه .. إنهآرت صآمتـه دون أن تصدح إحدى شهقآتهآ المكتومه جبراً ..
إكتفت بـ كبت إنفعآل بكآءهآ وإشتدآده بـ رصّهآ القويّ على جوآلهآ المرفوع لأذنهآ ورصّهآ بـ اليد الأخرى على طرف البلـوزه !

مآزآل لم يتوآني عن تسديد طعنآت كلمآته الجآرحه لهآ حتى بـ إبتعآدهآ عنه !

أبعدت الجوآل عن اذنهآ معلقه عيونهآ البآكيّه بـ السقف نآفخه هوآء حآر مشتعل من أنفآسهآ المحترقه للحظآت بـ صبر فآرغ من تجآهه إستحضرت فيهآ الشيئ القليل من قوتهآ المهدوره لتلفظ بصوت مخنوق شبه مسموع: بعرف الموضوع وأعلمــك

....: متـــى ؟!

إبتلعت ريقهآ بقوّه إنشدوآ معهآ كتفيهآ وبرزوآ عظمي ترقوتهآ رآصه على جوآلهآ وبعزم مآفيهآ من قوّه وآهنه رآده بنبره مُجهده مُهلكه: بعـد شـوي
....: معك ربـع سآعه وإن مآدقيتي علي أنآ بـدق
....: تمآم
....: نسمـه رح أنتظـــرك
....: تمآم

أنزلت عن اذنهآ الجوآل معتصره عيونهآ إللي هدأت للحظه عن إهدآر الدموع ... إرتسم تعبير مقآومة البكآء الجآهده بوجههآ البريئ الذآبل ..
إكفهر وإزدآد إحمرآره .. إنشدوآ شفتيهآ كآشفه على صفي أسنآنهآ المطبقه وبقوّه كمقآومه شديده لكبت البكآء !

إنتفخت أودآج عنقهآ الرفيع كـ نتيجه لشدة كتمهآ الشيئ إللي تغلب عليهآ أخيراً وبقوّه بعدمآ اطلقت اول شهقـه مبحوحه ضآربه جبينهآ مرّآت متوآليه لإنتصآف ركبتيهآ الملتصقه !
وهنت ضربآت رأسهآ أخيراً إلى أن هدأت .. سحبت شعرهآ وبآلقوه رغبة في إبعآده عن وجههآ المتألم بملآمح بآكيه متوجعّه ..

مآهدأت دموعهآ ولو للحظـه .. سآل بلل مخآطهآ لتتدآركه هي بسرعه مآسحه شفتيهآ ومآفوقهم بظآهر يسرآهآ رآفعه بيمينهآ جوّآلهآ إللي أضآءته للحظـه ومن ثمّ أغلـق كآملاً ... وتمآماً !

رفعت عيونهآ المحمرّه البآكيه متورمة الجفن للسقف بنظره في منتهى الحُزن والتوّجع تظهر بآئسـه , فآقده للأمل ..وكسيـره: إشهد علي يـآرب إنّـي أحبّـــــه !


/
/
/
/



مرت نصف سآعه مآتحملّت أكثر لوم النفس وتأنيب الضمير ..
تأففت معلنه إنهزآم نفسهآ معترفه بخطأهآ ..

أنزلت الفرشآه الخآصه بـ توزيع البلآشر من يدهآ وإللي طآلت بين أصآبعهآ محركتهآ على وجنتيهآ البآرزه تنآظر نفسهآ بـ المرآيه بعدمآ تفننت بـ إبرآز شرقيّة ملآمحهآ وبـ صخب فآتـن ..
هي على الأغلب المحتمل ... تمتلك أجمل عيـون عسليّه دآعجـه وأجمل نظره أليمـه قآتلـه ..

أطبقت شفتيهآ المكتنزه المصبوغه بلون أحمر صآخب هو المُفضّل عندهآ وآقفه عن كرسيهآ الخآص بـ التسريحه موآجه للمرآيه رآفعه جوآلهآ عن الطآوله خروجاً للطرقه إللي تقآبلت فيهآ مع أصغر إخوآنهآ إللي مآتوآنى عن تكدير مزآجهآ المكدر أصلاً بـ الكلآم المُبطن: أووه العروس العفشـه , هآلله هآلله بـ الزوآج نبي نفتك من ذ الخشّه سريع سريع

إنكمش أنفهآ الدقيق الحآد وإرتفعت شفتهآ العليّآ بـ إشمئزآز سآفهته متوجهه لمقصدهآ ليرد هو على سفههآ مكمل إللي بدأه: لآ ويعننهآ مآتبي الزوآج ومن الحين تلون وجههآ وتتزين
وصله الجوآب بـ صحكّهآ القوي لبآب الغرفه بوجهه دون تعليق لفظي أو حتى بوجههآ تعبيري ليهمس هو بـ صوت مأخوذ بـ الصدمه من فُجآئية تصرفهآ وعنفـه من صفقت البآب وبقوّه إهتزت بسببهآ الأرض من تحته: بل بل بل .. الـــــعمــــى !

بدآخل الغرفه المظلمه إللي أضآءتهآ إضآءة سهّآره صفرآء خآفته مطبقة الفمّ بـ إنزعآج .. هي صبرهآ محدود وعصبيتهآ مُفرطه .. تحملهآ بردود أفعآلهآ اللفظيّه منهآ خصوصاً ضعيف للغآيه يكآد يكون مُعدم .. لسآنهآ سوط سليـط وكلمآتهآ موجعـه .. ردهآ دآئماً على طرف لسآنهآ جآهـز للقـذف دون توآني ..

كآنت الثآنيه قد إلتفتت لهآ مسبقاً من تصفق البآب بهآلقوّه ومآسرع مآردت نآئمه ممدده موليتهآ الظهـر ..
....: قومي صيته أبكلمـك
....: لو سمحتي ريتآج لآ أنآ الحين وضعي يسمح نتكلم ولآ حتى إنتي فـ تكفين إطلعي عشآن مآنزيدهآ على بعض ونقول كلآم نجرح فيه بعض

....: مآقصدت أجرحك بس إنتي إستفزيتيني , صيته أنآ مآسويت شيّ غلط عشآن تهدديني تعلمين أبوي , واظن من حقي أوآفق على هآلزوآج أو أرفضه .. وهآلشيّ أبدّ مآله دخل بآللي ممكن تعلمينه لأبوي أو لأي أحد

من فورهآ إستقعدت جآلسـه .. ملآمحهآ مُهلكـه من الأسى والبكآء ..
وجنتيهآ مُحمرّه وكذلك عيونهآ .. آثآر البلل متعلقّه بـ رموشهآ الكثيفـه كثآفه غير معقولـه ..
يظهر إنتفآخ تحت عيونهآ وآضح وهي علآمتهآ الفآرقه بـ البكآء وإن كآن قليل فـ مآسرع مآتنتفخ جفونهآ فآضحـه !


مسحت بظآهر يمنآهآ البلل من أسفل أنفهآ فوق شفتهآ العُليآ مُردفه بصوت مُتأثر بآكي: أنآ إللي مآقصدت .. إنتي إللي الجدّ عندك مثل المزح .. وإن كآن كلآمي جآد مآلك حق يآريتآج تقولين إللي قلتيـه .. أنآ !! أنآ أسوي غرآميآت وصخـه ! إنتي وآعيه ومدركـه معنى إللي قلتيه هذآ إيش !
مسكت ريتآج رآسهآ يظهر الندم بوجههآ إلآ إنهآ متغطرسـه , مآتقوى حتى الإعترآف بخطأهآ علناً لترد صيته مكمله بذآت الوهن والإنكسآر: كلمتك هذي جآرحه يآريتآج وبقوّه .. تطعنين فيني وفـ نفسك وفـ كل من بهآلبيت .. أنآ مو قليلة دين ولآ تربيه ولآ عديمة أخلآق وشرف بـ ......

قآطعتهآ ريتآج بـ إندفآع مُبرره: مآقصدت هآلشيّ إسمعــي .. إسمعي بس .... صيته أنآ قسم بآلله نفسيتي زفت زفت زفت ومن أول وإنتي تدرين وجآ هآلخبر الأزفت كمّل عليّ وإنتي بكلآمك قمتي بـ الوآجب مآقدرت أتحكم بنفسي وجت فيك ... كلآمك إستفزني زي مآكلآمي إستفزك .. حسيت إنك تقطين كلآم بـ إني أسوي شيّ غلط وبسببه بتعلمين أبوي هو يتصّرف فـ بس هذآ إللي طلع مني وأدري إنه بـ إسلوب زفت مدري عآد صيته إنتي متعوده علي وتدرين إن ذآ إسلوبي مب شي جديد عليك

....: أنآ كلآمي إستفزك بس إنتي كلآمك جرحني , فيه فرق بين إللي قلته لك وبين إللي قلتيه إنتي لي .. حتى بـ النوآيآ و إنه كلآم مبطن فـ الفرق شآسع هذآ أوّل شيّ , ثآني شيّ أبيك تعرفين وزين إن مآفي بيني وبين أي دكتور سوآ إللي ببآلك أو غيره أي شــــيّ ... لآ تحطيـن دكتر عُمر برآسك يآريتآج لأنه وقسم بآلله مآفي شيّ .. أعترف صح إن كآن فيه إنجذآب بـ البدآيه بس بعدين عرفت حقيقة هآلشعور .. هو إعجآب بشخصيته مو أكثر وعُمر يستحق هآلإعجآب .... أصلاً مين يعرفه ومآيعجب فيه أو يحبّه .... غصباً عنك مو بـكيفك


ريتآج: ولو بنطلّع عُمر من الحسبـه , حآلك الردي هذآ وشهي أسبآبه ! لآتفكرين تكذبين لأني أدري عدل عن كل هآللي تحسينه

أغمضت صيته عيونهآ بآلقوّه هآمسه بـ الإستغفآر لتكمل ريتآج قآصده تضييق الحصآر عليهآ أقصى مآيمكن: أدري إنك مجروحه من ذآ الحب يآصيته .. مدري لمين بـ الضبط .. لـ عُمـر ولآ ذآك الممرض عآصم , عموماً الإثنين فآشلين وأحسن شيّ تطيرينهم من رآسك .. وآحد طآر أصلاً لأنه مو قبيلي .. تتوقعين الثآني مآيطير لأنه أصلاً مو سعودي ؟! أف منك يآلغبيّه ... ذآبحك الحبّ لدرجه تنتقمين فيهآ من نفسك أبشع إنتقآم .. تقطين نفسك بـ الهلآك معمي على قلبك وعيونك .. توآفقين أول شيّ على رجل الكهف مطلـق الزفت أبو القمـل ! ومن كمّ يوم سطّـآم أفنـدي ! عيني عينك تتنآزلين عن نفسك وعن وظيفتك الزفت إللي تشوفينهآ جنتك وتشتغلين عآملـة خبز ومعجنآت قدّآم الفرن ! إنتي وين مخـك ! بلآ يبلآه ذآ إللي أكل عقلك وفطر قلبك مآل الوجع الله لآيهنيّـه ..... الله لآيهنيهم كلهـم

....: لآتدعين على أحدّ
....: شيخه صيته يكون خير لو تبلعين لسآنك , أنآ بس إللي أتكلّم
ضمت صيته سآقيهآ لصدرهآ محآوطتهم بذرآعيهآ مآئله برآسهآ المسند فوق إنتصآف ركبتيهآ تنظر ريتآج إللي أردفت بهدوء نسبي: سآعدينـي صيتـه
صيته: ..........

فوراً تخلّت عن هدوئهآ علآ صوتهآ وصدح صآرخه وبـ إنفعآل رآفعه سبآبتهآ وبـ تحذير: إسمعـي إنتي لآتنآظرين كذآ ... أصلاً غصب عنك تسآعديني , إنزلي فوراً لأبوي وإبكي عنده .. اطلبي تتزوجينه إنتي مو أنآ أوف أوف مو أنـــــــآآآآ
إلتوى فمّ صيته يمنه رآفعه رآسهآ عن ركبتيهآ هآمسه دون إهتمآم: أصلاً طآلبينك بـ الإسم .. ريتآج .. ريتآج مو صيته
عفطت ملآبسهآ من منتصف الصدر رآفعه عيونهآ للسقف متوسله النجآه من ربهآ صآئحه: يآربي يآربي يآربي أفففففففف

صيته: ههههه أحد يتوسل ربّـه ويتأفف !
لآنت ملآمح ريتآج ورقّت وكأنهآ على وشك البكآء المفتعل: صيته إنتي مآتعرفين هآلمؤآمره إللي قآعده تصير
إتسعت عيونهآ بـ دهشه مصطنعه مضخمه من نبرة صوتهآ بـ تفآجئ: مؤآمــــــره !!!
بسرعه أردفت ريتآج بـ حمآسه للإيضآح وإندفآع للشرح: إي وقسم مؤآمره .. أبوي يقول ولد المرشـد .. عآمر المرشد أففف يآآربي أففف تدرين شمعنآته !
صيته: وش معنآته ؟
ريتآج: ولد عآمر المُرشد .. عآمر مآغيره


إنشدوآ كتفيهآ للخلف عآقده حآجبيهآ بعدم فهم مقوسه فمهآ لترد ريتآج مكمله بـ حرآره المتسبب الأول فيهآ هو قهرهآ وغيظهآ لآفظه من بين أسنآنهآ جبراً: دكتوره زفت سآلي المُرشـد .. أكيد إنه أخوهآ أففف يآربي وش ذآ البلآ , صيته وربي إنهآ مكيده منهآ ومؤآمره .. هذي الحقيره آخر مرّه توآجهت فيهآ معها خسفت بهآ الأرض ومسحت بوجههآ البلآط .. جآيتني يعننهآ تسوي فيني معروف وتعرض علي خدمآتهآ النفسيّه إللي زي وجههآ الغثيث أففف يآربي قآل تبي تعرف السبب ورآ إن مستوآي ترآجع .. تدرين إني ذبحت نفسي درآسه بس عشآن أثبت لهآ إنه ولآ يهزني شيّ ... رديت مثل مآكنت صحّ مو الأولى بس ترتيب الثآلثه على الدفعه زين بعد من بعد هآلخيآس إللي سويته .. هـــه

تأملت صيته حموّ ريتآج وإنفآعهآ بـ الكلآم والـ - هـه – الأخيره إللي لفظتهآ تبآهياً بـ النفس وتفآخراً بـ الذآت ..
مآقدرت إلآ تبتسم ولآشعورياً , ريتآج عفويّه جداً وإن كآنت إنفعآلآتهآ مهتاجه ودائما إلآ إن طريقتهآ بـ الإفصآح عنهآ والتعبير جذآبـه ..
تصلح وبقوّه في سرد الحكآوي والقصص أو ممكن في الدبلجه الكرتونيه منهآ خصوصاً , تتقمص تمآماً الأدوآر وتجيد السرد ..


ريتآج: على إيش تتبسمين إنتي ووجهك مخبوله ؟
صيته: وآلله مآ المخبول غيرك
ريتآج: بتسآعديني !
صفقت صيته كفيّهآ فيما بينهم بهدوء هآزه رآسهآ نفياً: لآحول ولآ قوّة إلآ بـ الله
إحتضنت ريتآج يدّ صيته اليسرى متوسلّه لهآ بنظرآتهآ المتدلله: صيته تكفين تكفين تكفين إتزوجيه , قولي لأبوي وآلله مآيردك هو يحبك إنتي أصلاً وآلله مآيرضى يحزنك , إقنعيه قوليله يعلمهم إنك إنتي المنآسبه أكثر لأنك أصلاً الأكبر ومتفرغه من الدرآسه ومآتختلفين عني بشيّ , هم شـ يبون فيني أصلاً أففف يآربي يآربي يآربي , أهم شيّ وحده من بنآت الشيخ علي وإنتي موجوده وأظن وحده قبلت بـ رجل الكهف مطلق مو معقوله مآترضى بـ ولد المُرشد
طيرت صيته عيونهآ بـ ضجر: إنســـي


نفضت ريتآج يدّ صيته وبآلقوّه , ملآمحهآ تقول الدمعه على وشك أن تسقط: حقــيره
صيته: إحفظي أدبك أزين لك
ردت ملآمح ريتآج ولآنت مترقرقه عيونهآ رآمشه بـ دلآل قآصده إستعطآف صيته وإلآنة قلبهآ للإنصيآع لأمرهآ المبتذل ورغبتهآ المستحيله: صيته تكفين سآعديني .. ترضين أول فرحه لي تكون مع وآحد مُطلّـق ؟! وش درآنآ ليش مطلق أكيد إنه مخبول معتوه معقد مريض نفسياً وأكيد إنه من شورة الدكتوره الزفت سآلي ولآ من وينهم يدرون عني ويطلبوني بـ الإسم ... الحقيره تبي تنتقم

صيته: آللهُ أكبر , وش ذآ الإنتقآم ! تحقد عليك تزوجك لأخوهآ !
ريتآج: ع أسآس زينه الأخ , أكيد مآ شآرت شورتهآ إلآ والسبه فيهآ بلآء .. مطلق , تدرين وش يعني مطلق .. أكيد إن فيه ورآه مصيبه .. يمكنه نصف رجّآل ؟
وكأن صيته إندمجت ودخلت بـ الجوّ الحمآسي إللي تخلقه ريتآج , إقتربت عليهآ برأسهآ سآئله بـ إهتمآم: وش يعني نصف رجّآل ؟


لوت ريتآج فمهآ يمنه ويسره مرآت سريعه متوآليه والمسمّآه بـ - الولوله – مردفه بذآت الهمس الخآفت وكأنهآ قضيّه حسآسه يتشآورون بـ أمرهآ: يعني من برآ هآلله هآلله ومن جوآ يعلم آلله
مسكت صيته أسفل شفتهآ مستفهمه: يعني وشـو ؟
ريتآج: إفهمي يآلثور , يعني من برآ رجّآل لحيه وشنب ومن دآخل أووو لآلآلآآآآآ , مآيعــرف ..... مآآآآبيعرفشـــــــــي هيهيهيهيهي


إتسعت عيون صيته بصدمه لحظيّه أعقبتهآ بضحكه صآرخه على قصدّ ريتآج البذيئ أولاً وعلى تقليدهآ اللهجـه المصريه بـ لفظ كلمة – مآبيعرفشي – ثآنياً وعلى ضحكتهآ الخليعـه المشآبهه لضحكآت الرآقصآت أو المنحرفآت أخلآقياً بـ المشآهد التلفيزيونيّه ثآلـثاً .... ريتآج فعلاً معتوهه ولكنهآ كوميديّه !
....: ههههه يخزي إبليسك إنتي وش ذآ الخيآس إللي بمخك
قلبّت ريتآج عيونهآ متملمه: أقول الصدق
همست صيته بـ تخوّف: لآيسمعك أبوي تقولين هآلكلآم وقسم لـ يكوفنك بمكآنك ...................... هههههه يمّه منك مخك زبآله

ريتآج: إي وأنآ شدخلني أتزوج بوآحد إحتمآل إنه نصف رجّآل وأتورط معه ؟
صيته: مآني مصدقه إنك تفكرين بهآلأشيآء ! وش ذآ الوصخ ريتآج عيب ههههه
ريتآج: إفهميني .. سآلي مستحيل تسوي سوآتهآ هذي إلآ وفيه بلآء .. مو شرط إنه نصف رجّآل .. ممكن صآيع سربوت نسونجي أو حشّآش مُدمـن معتوه مخبول ....... أي شيّ المهم إنه وآحد مآمنه رجآ

صيته: أصلاً ذآ عزّ الطلب .. تذكرين أبوي من قآل فيه أحد يبي يخطبك وسمعنآ الإسطوآنه .. رآعي دين وأخلآق , سنآفي ولد أجوآد , مُلتزم رآيته بيضآ .. وش إللي تقولينه إنتي !
ريتآج: أبي وآحد صآيع حشّآش نسونجـي مُدمن مخدرآت سآرق قآتل ردّ سجـون
صيته: ههههه شآطره , وجآك إللي تمنيتيه , ألف ألف ألف مبروك

كورت ريتآج قبضتيهآ بقهر عيونهآ دميعه هآمسه: وقسم بـ الله لو طلبني الحين رجل الكهف أبو القمل مطلق لأوآفق عليه

إنفجرت صيته ضآحكه لحد مآدمعت عيونهآ تشآهق أنفآسهآ وريتآج ترمقهآ بـ كُره حآقده: هههه تقسمين بـ الله لـ مطلـق !!! لآ كذآ آمنـت .. الوضع خطير
ريتآج: اقولك أخو سآلي المُرشد ... عدوتي اللدوده , متى تفهمين ؟!
صيته: مدري صرآحه هآلتفآهه إللي بينك وبين دكتورتك إللي يظهر إنهآ تآفهه مثلك متى بتنتهي ونفتك من هآلدرآمآ ! إنتي مآعندك أحدّ يدّرس بهآلجآمعه إلآ سآلي المرشد هذي !

شدّت ريتآج فمهآ المطبق بـ قوّه مغتآظه أردفت من بعدهآ بـ حموّ وإنفعآل: إلآ فيـه , بس غثّه زيهآ مآفيـه أففف يآربي مـررض
صيته: هههه وش قصّة أففف يآربي هذي مع كل كلمه
ريتآج: أكبت فيهآ قهرتي , صيته مره منقهره أحس بنفجر بموت خلآص مستحيل أتزوجه والله أشرد من البيت
صيته: مجنونه إنتي ؟
رفعت ريتاج حآجبهآ الأيسر بـ عنآد رآده ودون تردد: لآء , وبتشوفين .. أنآ مآحد يجبرني على شيّ ... أنآ مو مثلك .. لو إني أبيه كآن غصبتهم هم يوآفقون لو إنه إيش مثل الممرض حقك ذآ بس إنتي خبله مغير تبكبكين وتبلعين لسآنك رآضيه بـ الأمر الوآقع .. أنآ الحين رآفضه ومحد يقدر يوقف بوجهي

صيته: عشآن إللي تعرفينه ! صدق وش قصته ذآ تكلمّي فوراً !
رفعت ذقنهآ بـ تفآخر رآده: ريحي نفسك , أنآ أعرف أختآر عدل .. أولاً سعودي ثآنياً قبيلي ثآلثاً شآب حلو ومزيون وولـد عـز وفلـ ......

قآطعتهآ صيته بـ إشآرة يدهآ أن تسكت لآفظه بـ أمر هآدئ النبره: جوآلك
أعقدت ريتآج حآجبيهآ بعدم فهم قد إرتسم الإستفهآم بوجههآ لتوضح صيته قصدهآ بذآت الهدوء في النبره: الحين دقي عليه
ريتآج: منهو ؟
صيته: منهو يعني ! ركزي معي .. الحبيب المجهول


إرتسم الذهول بوجههآ متسعه عيونهآ ولآخرهآ غير مُصدّقه لتكمل صيته: إيه دقي عليه .. والحين .. وبسمع معك المكآلمه من أولهآ للنهآيه
ريتآج: ..........
صيته: إمسحي هآلصدمه من وجهك ونفذي الكلآم .. الحين تعلمينه كل شيّ , علميه إن فيه وآحد طآلبك , إرمي الكره بملعبه هو وحطيه قدآم الأمر الوآقع وش إللي يتحرآه يعني دآم على قولك أحسنتي الإختيآر مآعنده إللي يعجزه فيه كل الموآصفآت خله يطلبـك .. إثنين منآسبين بوقت وآحد طآلبينك بتكونين مجبره على الإختيآر .... إختآريه


ريتآج: صيته إنتي من جدك !
صيته: وين المزح بـ الكلآم ؟ إيه من جدي
ريتآج: كيف يطلبني وهو مآشآفني ؟ صيته تدرين أصلاً إنه من أربع أشهر مآتكلمنآ !! طآلب يشوفني وأنآ متعصيّه
صيته: وليش متعصيّه
صدمهآ السؤآل .. كآن سؤآل طبيعي لآحرج فيه من الإجآبه إلآ إنهآ توترت .. ترددت بـ الردّ وتلعثمت بـ النطق: ءآآ يعـ ... يعني ... مآيصيـر
إبتسآمه قصيره مآل بهآ فمهآ إعجآباً وفخراً بـ ريتآج وقوتهآ بـ إخضآع نفسهآ رآفضه الخطأ وإن كآن بسبب الحُبّ !


تدآركت نفسهآ بسرعه مبتلعه ريقهآ سآئله بـ جديّه هآدئه مصطنعه فضولاً للخوض بـ أعمآق ريتآج المستتره: وليش مآيصير ؟
من فورهآ ردت ريتآج بـ إندفآع مُبرره: لأنه غلط .. غلط يشوفني ومآيجمعنآ شيّ شرعي إنتي مخبوله !! طلب نلتقى برآ .. عآدي أقآبله ! يمه إسم آلله علي جعله يقبض روحي أول ولآ أسويّهآ تبين أبوي يدري وينجلط , أكذب بـ أي شيّ وكل شيّ إلآ هآلشيّ وقسم إن يفضحني وجهي لآآ مستحيل أففف يآربي صيته وش أسئلتك الغبيه هذي مستحيل مستحيل كلهآ مكآلمآت جوّآل مو أكثر

صيته: وشلون أصلاً توآصلتوآ من البدآيه ؟!
أخفضت بصرهآ في حرج مبتلعه ريقهآ بتوتر أعقبت من بعده بصوت أخجله الفعل خآنع: ءآآ .. رقم غلـط
....: يعني !!!!
ريتىج: دق علي مرّه ورديت وكآن مخطـي قال إن الرقم غلط وإنتهينآ بس هو ردّ يدق بعدهآ بـ إسبوع
صيته: وبعدين ؟

ريتآج: وش إللي بعدين ! مآفيه .. رفضت بـ الأول مره ثنتين وثلآث بس بعدين خضعت مدري شلون ... أتذكر الموضوع بدآ من دق وكنت متنرفزه من أم أمّه وتوّ بهزأ إللي خلفوه إلآ وأسمع صوت ... كآن أغنيّـه لمآجد المهندس ... يختي عذبني صوت مآجد مآقدرت ... قمت أسمع الأغنيه كآمله أربع دقآيق ومن بعدهآ هو قفل الخط من إنتهت الأغنيه .. مآقآل ولآ نص كلمـه ... بس من وقتهآ طآر عقلي وإنهبلت صرت أفكر فيه مثل المجنونه , غآب إسبوع مآدق ولآ مرّه لدرجة فكرت أدق أنآ تخيلي أففف يآربي وش ذآ الغبآآآء بس أشششوى لأني كنت على شفآ حفره من التهور إلآ وألقآه هو يدق وأول كلمه قآلهآ ... إشتقت لـ صوتك .. يممممه عوّر قلبي يآصيته , هو وربي إللي ذبحني صوته وإشتقت له
همست صيته بشيئ من عدم التصديق بآسمه: مخبولـــــــه , توّ في نآس تسوي هآلحركآت ومكآلمآت غلط ومدري إيش !!

من قآلتهآ إلآ وأمسكت ريتآج يدين صيته مشدده عليهم وبآلقوّه: صيته كلآمك عطآني أمل , أحس بشيّ غريب ... بس شيّ حلـو , إحسآس حلـو يعنـي أففف يآربي جوّآلي بـ غرفتي
صيته: هههه عجلي أجل دقي على الحبيب المجهول , كآنه صدق يحبك ويبي يشوفك خله يشوفك بـ الحلآل ... شوفه شرعيّه من حقك وحقـه

....: بـــدر


قطبت صيته حآجبيهآ بـ خفّه مآ أدركت القصد والمعنى لترد ريتآج بـ الإيضآح خآفضه بصرهآ بآسمه إبتسآمه عذبه كآنت في منتهى الخجل هآمسه بصوت مخنوق همس ذآئب كآن بمنتهى الحيآء والحرج: الحبيب المجهـول ........... بــدر



/
/



صرقعت أصآبعهآ نآفخه هوآء فمهآ بـ توتر على أعتآب الجنآح الرئيسي بنفس الطآبق الخآص بغرفتهآ من القصـر ..
مسحت ببآطن يمنآهآ منتصف جبينهآ خآفضة الرأس تنظر بـ الأرض حآثه نفسهآ تتمآسك .. تقوى وتصلب ولآ تنهآر ..
أصبحت حسّآسه وللغآيـه , أقل إحسآس يكدر صفوهآ المؤقت , قآدر أن يقلب كيآنهآ ويبعثرهآ ..

تحآملت على نفسهآ بعدمآ تهيأت وإستحضرت الثبآت بعدمآ اطلقت دفعآت هوآئيّه عميقه من فتحة فمهآ الصغير المضموم فآتحه البآب الخشبيّ تجآوزاً للبآب الإلكتروني الأول عديم الإستخدآم لتقآبلهآ وحده من الشغآلآت المقيمآت بـ الغرفه خصوصاً للقيآم على خدمة أمهآ وتلبيّة كل رغبآتهآ , مُتأهبه وبـ إهتمآم: مآمآ نسمـآآ


أشرت لهآ ودون مبآلآه أن تجلس متخطيتهآ لغرفـة النوم إللي طرقت بآبهآ ثلآث هآدئه ثم فتحته دون سمآع الإذن لتفآجئ بـ أمهآ البآكيه بكآء صآمت على سجآدتهآ الجآلسه فوقهآ بعدمآ انتهت من أدآء الصلآه ..
من فورهآ أسرعت من خطآهآ وصولاً لهآ جالسه على ركبتيهآ أمآمهآ سآئله بـ قلق: مآمــآ خيــر !! شفيــه !
إكتفت بـ هزّ رأسهآ نفياً أن تطمئن الثآنيه إللي أبتّ مُصرّه: ليش تبكـين !!
مسحت بظآهر سبآبتهآ اليمنى الدموع من فوق إنتفآخ جفنهآ الأسفل هآمسه بصوت مخنوق بآكي ومتشحرج: إتذكرت أشيآء ...


...: أشيآء إيش !
تحسست ظآهر يدّ نسمه بـ حرآره مبتسمه إبتسآمتهآ الحزينه المطبقه هآمسه: مآفي يمّه شيّ لآتخآفين .. شويّة ذكريآت

....: دآيم أتذكر نفس ذكريآتك ... أوّل شيّ أبوي بعدين فِرآس .. بعدين سيف .... حتى الوضع بـ البيت الحين , رآئف مطلق زوجآته وتآركنآ مآندري عنه شيّ .. وأنآ جيتك بـ أخبآري الشينـه وأبي أتطلق ...... يمّه أنآ حآسه فيـك فـ لآتكتمين بقلبك وتنقهرين أكثر كلمينـي
رقّت ملآمحهآ بـ إنكسآر أكثر معلنـه عن إنهيآر صآمت بآدئ من جديد ...
لآشعورياً سآلت دموعهآ إللي كل مآ أدركت إثنين منهم بـ المسح تلآحقوآ البقيّه بـ النزول ..


عفطت بـ قبضة يمنآهآ على جلآل الصلآه هآزه رآسهآ نفياً متوجعهّ: مدري شفيهم عيآلي .... مدري شفيكم كلكم مآنيب قآدره أتحمّل ..

....: لآتسخطــي يمّـه .. مو هذآ كلآمك لـي
مسحت دموعهآ بآلقوّه سآحبه لهآ منديل من العلبّه الخشبيه الموضوعه بـ الأرض على مقربه منهآ مفرغه فيه مخآط أنفهآ السآئل والمحّمر من الجآنبين معقبه بصوت مُضخّم من أثر البكآء: مآنيب سآخطه .. رآضيه وآلله بس إللي يصير لكم ويوجعكّم يوجعنّي أكثر .. يعني إنت وعُدي يآنسمه , طلبتي الزوآج من قبل والحين تبين الإنفصآل مو سهـــل .. متى تزوجتي لأجل تطلقيـن واللي يوجع أكثر إنه لهآلسبب ... قلبي معورني عليك وعلى رآئف أخوك إللي أدري إنه قآعد يحترق وإن مآبيّن .. أخوك تآرك البيت ولأول مرّه بـ إرآدته , هآد البيت لأنه موجوع ومقهور .. قهروه حريمـه حسبي آلله ع العدو
....: يعني هو بعد مآقهرهم ! مآمآ رآئف ضرب دآرين وجرهآ أربع طوآبق على ظهرهآ لين سقطت حملهآ .. رآئف يمّه صكّ وجه حوريّه بـ القزآز وشوهههآ هذآ غير يدّهآ إللي من قبل عجّزهآ .. إهو منقهر من سوآته مو منهم


صآحت أمهآ منهآره ثآئره بـ إندفآع دفآعي: إهـو ولـــدي مقدر أصّف مع غيره عليـه لو وش إللي صآر وسوّآه .. أدري عن رآئف مآيقهر أحد إلآ إذآ إنقهر منـه .. أدري إن هآلثنتين أخطوآ بحقـه خطآ مآينغفر

....: لآ يمّه مو هآلمرّه , رآئف ولدك مجنون ومآعنده أي تحكّم , ترضين إن عُدي مثلاً يتطآول علي ويمدّ إيده لو وش مآكآن غلطي ؟! حوريـه أصلاً تعشـق ولـدك وتموت بـ الترآب إللي يخطيه ولحد آخر لحظه كآنت تنتظره وكآنت بترجع له غصباً عن عين كل أهلهآ ورفضهم بس وش سوّآ رآئف ؟! خذلهآ .. مرت شهور عدتهآ ولآ فكّر بطآريهآ

هدأ إنفعآل بكآءهآ بـ التبآطئ مستمعه لـ كلمآت نسمه للي تخرج بـ حموّ مغتآظه .. مآذكرت دآرين بـ كلآمهآ , كل دفآعآتهآ تصب لـ حوريّه ..
شدت فمهآ المطبق بـ إبتسآمه قصيره مآسحه بـ منديل آخر البلل من وجنتيهآ وأسفل عيونهآ هآمسه: خير إن شآلله خير ... أدري عن رآئف بعد يحب حـوريه وأدري إنه بيعيد حسآبآته وبيردهآ
...: هههه قآبليني , حور هدّت السعوديه بكبرهآ مآتبيهآ ولا تبي ولدك وطوآيفه .. كل مآله رآئف قآعد يقهر فيهآ وإصرآره على الفرقى ذبح روحهآ .. حست بـ إهآنه قويّه يمّـه .. لمت عفشهآ ورآحت مصر ومآرح ترد

إتسعت عيونهآ بذهول هآمسه إستنكآراً: ايــش !!

....: جتني بيوم سفرهآ البيت ... تكلمنآ , خلآص إنتهت من رآئف مآرح توقف حيآتهآ عليه لو إنهآ تحبّه ........ كلاً بيتخلّى لأنه يحـب .. وأنآ بتخلّـى .... عآدي

إحتضنت أمّهآ كفيّهآ الصغيرين بين رآحتيهآ معقبه بـ إبتسآمه قصيره مُطمئنه: مآرح تتخلـي ... لآتستبقين أحدآث مآتدرين عنهآ
شحب وجههآ فجأه سآحبه كفيهآ من يدي أمهآ سآئله بعقدة حآجبين مشتده: يعنــي !!

مآزآلت إبتسآمتهآ بوجههآ , ذآت الإبتسآمه إللي مآبثت لنفس نسمه إلآ التوجس خلآفاً للطمأنه لتجيبهآ أمّهآ بهدوء صوتهآ المعتآد وتفصيلهآ للكلآم بـ النطق وكأنهآ تُفكر بلفظه أولاً أو بمعنآه مسبقاً: عزمنآ عُديّ وأمّه وزوجهآ .... بكرآ إن شآلله على أول فطور

....: إي أدري , عُديّ من شويّ كلمنـي وأصلاً جيت عشآن أسألك ..... ليش ؟!
....: مآحد من إخوآنك درى عن طلبك الطلآق ومآبيك تعيدينه قبل أتأكد أنآ أول
....: يمّـه من إيش !! كلآمك يخوفني


تحسست ذرآعهآ بـ حنو بآسمه: لآتخآفين يمّه مآفي شيّ .. بس أول أبي أتكلّم مع ميثـآ
إتسعت عيونهآ بدهشه صآحت من بعدهآ جزعه: لاآآآ .. مآمآ لآ تكفين محد يدري ومآبي أحد يدري يمّه ولله أموت من قهري
أطبقت فمهآ بـ أسى من حآل وحيدتهآ المتوجعّه .. أردفت بذآت الهدوء المُحبط أكثر من إنه يكون مُطمئن: آلله لآيجيبـه .. يمّه لآتخآفين , أنآ بس بتكلم مع الحرمـه أعرف وشهي مويتهم


مسحت برآحتهآ اليمنى منتصف جبينهآ صعوداً لشعرهآ إللي أرجعته للخلف بـ السحب القوي مغمضه عيونهآ شآده شفتيهآ المطبقه بملآمح بآكيه: أي مويه وأي طينه بس ... يآ أمي أقولك مآمآ ميثآ هذي حلم حيآتهآ تشوف عيآل عُديّ .. الحرمه طول عمرهآ وإنحرمت من الخلفه مع إنه بيدهآ تحمل وتجيب عيآل , مآتخلّت عن زوجهآ بسبب عقمه معلقـه الأمل بـ عديّ وعلـيّ .. وشوفي الحـظ , أنآ مآ أقدر أحمل وأجيب هآلعيآل إللي تبيهم


....: مآهو حظ يآنسمـه .. هذآ قدر .. نصيبك يمّـه
صفقت بيمنآهآ أعلى وركهآ مصدره طرقعه مؤلمـه لجلدهآ الرقيق ظهر على إثره التألم بوجههآ .. ضربتهآ كآنت مقهوره .. فيهآ من الغيظ والحسـره والسخط الشيّ الكثير: طيب نصيبــي نصيبــي إللي بيفرقنـي عن زوجـي وأهلــه .. خلآص , يآ أمّي تكفين ريحينـي , أنآ مآ أبي عُدي لو إنه يبينـي .... مستحيل , مستحيل أهله يخلونـه على هآلوضـع بدون عيآل لو إنه مآيهمّه هآلعيآل الحين مسيره بيحن قلبـه ويميـل ووقتهآ وش بيصير هآآ !! مستحيل مستحيل أتحمّل فكره ضُـرّه .. هآلضُرّه إللي بتكون مميزه عنـي بذآك البيت ومميزه بعيونهم كلهم لأنهآ هي اللي جآبت لهم الشيّ الوحيد إللي يبونـه يآ أمــــي مستحيــــــــل .... أنآ حتى مستحيل أنفصل عنه وهو يدري عن سبب هآلإنفصآل

....: كيف يمّـه ! كيف مآتبينهم يعرفون ! مصيرهم بـ الأخير يدرون

توآلى سقوط دمعآتهآ المتألمـه حسرة على نفسهآ هآزه رآسهآ نفياً رآفضه هآمسه بصوت مخنوق مبحوح متوّســل .... بآكـي: لآآء ...... لاآء يمّـه لآتقهرينـي تكفيـن لآآآآء وآلله مآ اتحمــل وآللـــــــــــه , لآتعلمينهــــم لاآآآآآآآآآآء


/
/

 
 

 

عرض البوم صور حلم الحياه   رد مع اقتباس
قديم 18-09-16, 02:26 PM   المشاركة رقم: 120
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2016
العضوية: 316716
المشاركات: 178
الجنس أنثى
معدل التقييم: حلم الحياه عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 87

االدولة
البلدOman
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
حلم الحياه غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أمآنـــي المنتدى : القصص المهجورة والغير مكتملة
افتراضي رد: العاطفه والجسد

 
دعوه لزيارة موضوعي

/
/


مآل ثغره يمنه بـ نصف إبتسآمه وعيونه ترقب الأصنآف القليله المرتبّه على السفره البلآستيكيّه بـ الأرض ..

الأصنآف إللي مآكآنت إلآ شوربة شوفآن ومعجنآت منوعه متعدده , تمر .. حليب , عصآئر .. ومآء
....: هــه يـ آلله , انتم كذآ !
قطبت حآجبيهآ مستفهمه: كيف كذآ !

بحركه غير مستقره , أشر بيديه للسفره قبآله: يعني .. من النآس إللي يقسمون فطورهم بـ رمضآن !
....: شلون يعني نقسم فطورنا برمضان !
....: دكتوره سآلي ! ترآني صآيم وقسم مآفيني حيل أتكلّم
قبضت بيمنآهآ على سآعده الأيمن المكشوف رآمقته بنظره خآطفه كآنت ذآت معنى إستنكره هو ... نظره أقرب للإغرآء !
نفض الفكره عن رآسه فوراً سآئل " هل ممكــن ؟! "

إبتلع ريقه مكمل: يعني فيه نآس يفطرون على دفعتين , مقبلآت الفطور مثل هآلسفره الحين ثم يصلون المغرب ومن بعدهآ يفطرون الوجبه الأسآسيه وإنتم من هآلنوع شكلكم مثل بيت عمّي شبيب آلله يرحمه ... وفيه نآس يفطرون دفعه وحده كله مع بعض مآنفصل , وهآنآس حنّآ منهم ...... فهمتي ؟

....: أهـآ
رمقهآ بنظره جآنبيّه مستغرب وردّ ينآظر السفره مبتلع ريقه , وضعهآ غريب ونظرآتهآ المتفحصّه له جداً دقيقه وجداً مريبه !

طير عيونه للسقف زآفر من فمه المضموم ينفض عنه التوتر لتردف هي هآمسه: شكلك غريب
أعقب ردّه سريعاً وكأنه معلق بطرف لسآنه: وآلله مآلغريب إلآ إنتي شقصتك !!
سآلي: ........
نفض سآعده من قبضتهآ الوآهنه بنفور مردف: وخري عني كذآ وليتك تبتعدي أحسن
سآلي: ...........
....: قومي اقعدي موآجهي لآتقعدي يمّي
....: سهــيل

إبتلع ريقه بقوّه يكآد يفقد زمآم سيطرته على نفسّه .. مآبقى إلآ دقآئق على إقآمة الأذآن وكسر صيآم أول يوم رمضآن إلآ إنه على وشك كسر هآلصيآم بدقآئق قليله قبل الأذآن وهي السبب !
تحسس بـ إصبعه الوسطى والسبآبه مضمومتين منتصف حلقه نزولاً للتجويف مآبين عظمي الترقوه متجآهلهآ بنظرآته المصوبه للسقف عمدّا هآمس: سهيل منك غريبه ! متعود على سهــل

....: أحبّ شكلك بهآلملآبس أكثر , أوّل رجّآل أحسّ الثوب عليه مو حلـو
....: هه غريب !
....: وشهـو !
....: مآلك أخوك نآدراً مآيلبس هآلثوب , وسنـد مآيحتآج أقول , أشك إنه ولآ بعمره لبسـه ... شفتي الثوب حلو على مين من قبل ؟

وكأنه غآر مثلاً ! طيرت عيونهآ بآسمه إبتسآمه مآسرع مآختفت رآده عليه بـ لآمُبآلآه مفتعله: أيّ رجّآل أشوفه ..
قوس فمه بلآمبآلآه أكبر من لآمبلآتهآ معقب ببرود: زيـن

....: متى بتشيل الـ Mask هذآ وننتهي ؟!
....: مآسك ؟!
أشرت بسبآبتهآ على كآمل وجهه بشكل دآئري مجيبه: القنآع إللي مدري من وين طرآلك ! يعننك ثقيل ومآنتب معطيني وجـه ! أقول سهل ترآني كآشفتك .. وعلى فكره جداً بآيخ , أنآ أحبك سهــل , العفوي البسيط , مآرح تزعل مني إذآ قلت عبيط ؟!

رمقهآ بنظره حآده أن تسكت وإلآآآ ........ لترد ضآحكه: ههههه أنآ أحب سهــل ذآك .. مو سهيـل هذآ – قآلت الأخيره بشيئ من الإحتقآر مشيره صوبه بسبآبتهآ إللي قبض عليهآ بيمنآه وبمنتهى القسوه لآفظ من بين أسنآنه وصوت الآذآن بدأ في التعآلي مختلط بـ صوته – وآلله يآسآلي إن مآتعدلتـ ..................



إتسعت عيونه دهشـه من إنقطآع كلآمه جبراً رغماً عنه هو وبـ تحكمهآ هي !
أحسّ بـ أنفآسهآ دآفئـه وشفتيهآ نآعمـه .. قبلتهآ رقيقـه , سريعه وخآطفـه .. أحكمت إغلآق فمـه وأخرست كلمآته !

بصدمه من تصرفهآ المفاجئ مآنحلّت عن تقآسيمه فآغر فمه ينآظرهآ بذهول لتردف هي مقربه من فمه حبة التمره إللي شقتهآ نصفين مقدمه له النصف بآسمه: عآد يآحظك , فطرت على بوسه منّي , سمّي بآلله ههههه
قآلتهآ مقحمه نصف التمره بفمه والنصف الآخر بفمهآ هي ليطيّر عيونه ضآحك بعدم تصديق هآمس: هههه مغروره !
حآجبهآ الأيمن بـ ثقة وتبآهي: ويحق لـي

إبتلع مآبفمـه متنآول مآبيمنآهآ وإللي مآكآن إلآ كآس مويه إبتلع نصفه على الفور منزله مآسح بـ ظهر يسرآه البلل عن شفتيه معقب: أقول يآلمغروره ...
مآ إن إلتفتت له وبوجههآ ذآت الإبتسآمه المتغطرسـه المنتصره إنتصآر وآهي إلآ وتبددت ملآمحهآ لذهول مرتآع من وقف على ركبتيه موآجههآ ودون أن تدرك وعت على قيد يديهآ من المعصمين مضمومتين بقبضة يمنآه وهو مُفرّق السآقين فوق خآصرتهآ !

قوتهآ آخذه في التلآشي تحت سطوته المبآغته !
مآتدري ليش ودون إرآدة منهآ وتحكّم , أعصآبهآ آخذه في الترآخي إلى أن تخدّر كآمل جسدهآ من وقع الصدمـه والذعر والإرتيآع !
أحست بظهرهآ يلآمس أخيراً الأرض من تحتهآ ..
عيونهآ بآزعـه ممتلئـه رُعب ... متوسلّـه توسل صآمت دون نطـق !

لفظ هآمس بشيئ من الإستلعآن تتوج بنظرة عيونه الضآئقه مكر: من الحين إللي لآبس القنآع ! يعننك ذيك الدكتوره قويّة الشخصيه المتسلطّه , عنيده ومغروره وأنآ سهـل الـ ......... العبيط !
صآحت غآضبه صيآحهآ الوآهن , أضعف من إنه يصف حآلة غضب أو تعصّب: إنت مجنون ! قم عنـي , قم أشوف


....: هذآ أمر ! وإذآ مآقمت ؟!
نطقت تفصيلاً من بين أسنآنهآ همس: وش إللي قآعد تسويّه ! أحد يدخل علينآ
....: يدرون إننآ نفطر مع بعض
....: وهذآ فطور بـ الله ! قم يآسهل
....: مو قلتي يآحظي أفطرت على بوسه ! عآد أبي أكمل ذآ الحظ
إتسعت عيونهآ دهشه هآمسه بشيئ من عدم الفهم: تكمل إيش !!
....: أكمل فطـوري

توّهآ وبينفتح فمهآ منفجره بـ أكثر الألفآظ بذآئه وإن مآكنت تدري عنهآ إلآ القليل إلآ ويُلجمهآ بـ تحريره قيد يديهآ مُدخلهآ في قيد بـ ارآدتهآ .. قيد سحـر قبلتيه العميقـه ذآت المغزى الأعمق لظآهر كل يدّ من يديهآ !

تخدرت حرفياً وأعلنت الإنهزآم !
سقطت يديهآ بـ منتهى الرفق والعنآيه بجآنبهآ وبمساعدة منه دون أدنى مقآومه تذكر منها مُرحبّه بـ دنوّ ثقـل صدره الآخذ في الجثـو على صدرهآ

إمتلئت رئتيهآ وإنتفـخ صدرهآ , تخللتهآ رآئحـة عطـره المميزه وتشبعّت إلى أن إرتطم رأسهآ بـ الأرض وبمنتهى الوهن دون تألم .. بهدوء أثيري رآفقـه إغمآضهآ لعينيهآ غآرقـه في لحظآت من السحـر ..
سحرتهآ قبلآته الرقيقـه النآعمه حدّ التخدر واللآوعـي ..
هبط صدرهآ المرتفع بعدمآ إنكمشت رئتيهآ مفرغه مآمتلئت به من الهوآء ..

إرتخت كآمل أعصآبهآ معلنه الإستسلآم مُطآلبـة بـ المزيـد !
مُطآلبتهآ إللي أحسّ بهآ وبمنتهى الصرآحه من غلعلت أصآبع يمنآهآ بشعره الفآحم تقوده نحوهآ وبقوّه رآغبه ألآ يبتعـد .. ألآ يتوقف !

رفع عنهآ رأسه ملتقط بعض من أنفآسه المهدوره وبسببهآ هآمس بـ أذنهآ ضآحك .. حتى بـ أشدّ لحظآته عمق وإثآره يرفض التخلي عن إللي وصفته لتوهآ به – العبآطـه –
....: متأكده إذآ قمت عنك مآرح تسطرينـي ؟
....: قم عنـي وشف وقتهآ وش بسوّي !

إرتفعوآ حآجبيه متوسعه عيونه فآغر فمه بـ إبتسآمه مذهوله غير مُصدّقه متحآمل على رآحتيه المبسوطه بـ الأرض من حولهآ قآصد رفع نفسه عنهآ لتمنعه هي بمحآوطتهآ لعنقه بكلتآ يديهآ جآذبة له ورغماً عنه للإقترآب منهآ رآفضه الإبتعآد !
دفست خشمهآ بـ جآنب عنقه الأيسر هآمسه بدلآل ولأول مرّه يستشعره: متى نتزوج يآآآسآآآآهـــــل !
....: فــوراً


بـ أصآبعهآ الأربع مضمومه ضربت رأسه من المؤخره ضآحكه: بعينـك .. هذي تصبيره يآعبيط
أتآهآ ردّه فعلي سريع بـ إنقلآبه على ظهره مطوّق بيديه خصرهآ وهي فوقه !
أردف بهمس خبيث ويديه آخذه في الضغط على جسدهآ والإشتدآد: تهقين عبيط يفهم وشو يعني تصبيره !
مآزآلت تمآرس سحرهآ بـ الدلآل والغنج إللي إنتقل من صوتهآ لنظرة عينهآ وليغمض هو عيونه هرباً منهآ زآفر وبقوّه لآفظ بصوت مخنوق يظهر وكأنه مُجهد: سآآآلــييييييي , لآ تقربين المويه من الزيت الحآر

....: وإذآ قربت المويه للزيت الحــــــآآآر ؟!
وصلهآ جوآبه فعلـي ..

فرق مآبين سآقيه وأطبقهم فوق سآقيهآ .. نوع من الحصآر أكمله بـ تكتيف ذرآعيهآ إللي إلتصقوآ تمآماً بـ جنبيهآ من حآوطهآ هو بذرآعيه وبِـ شدّه ..
شِدّه أوصلت المغزى وأصآبت الهـدف ..
تعآلى صوت الإقآمه لـ صلآة المغرب كـ إشآره تنبيـه لـ وجوب إفترآقهم وعلى وجـه السرعه ..
دآعب بـ شفتيه نعومة بشرتهآ على إمتدآد أسفل فكّهآ هآمس بـ القرب من اذنهآ همس أثيري مُثير دآعب كذلك طبلتهآ: قبل لآتقربين , فكـري أول ......... بتتحمليـن ؟!


/
/



إنتهى أول إفطآر رمضآنـي لهآ في مصـر بحضور العآئلـه ملتفيّن جميعاً حول سفـره أرضيّه وآحـده ...
أجوآءهم الرمضآنيّه غآيه في الألفـه , مجتمعين جميعهم ذكور وإنآث ..

شيّ كآن بآلنسبه لهآ غريب , لأول مرّه تشهـده بـ النسبه لـ نشأتهآ في بيئـه توجب إنعزآل الجنسين عن بعضهم دون إختلآط ..
يظهر إنهآ بتكون سنـه حآفلـه مليئـه بـ أحدآث جديده غير سآبقـه وغير معهودهـ ..

إبتلعت آخر شربـه لهآ من كوب العصير منزله كآستهآ الفآرغه على الطآوله المجآوره لهآ نآهره نفسهآ ويدهآ عن الإمتدآد لـ صحن الحلويّآت الشرقيّه المتتلئ ولآخره بجآنبهآ ..
يظهر إنه دسـم شلون وشربآت العسّـل مُغرق كل الأصنآف ..
أغمضت عيونهآ مطبقة الفمّ مستعيده آخر ذكرى حديثـه وقت تفآجئهآ بزيآدة وزنهآ سته كيلو ليصير وزنهآ إجمآلاً سبعيـن !

أجفلهآ من غفوتهآ القصيره تندماً وتأنيباً صوت عمتهآ القريبه صآئحه: متخليــش حآقه فـ نفسك يآحـور كلـي كلـي ههههه
نآظرتهآ بـ قلة حيله مطبقة الفمّ المشدود ليعقب أخوهآ مآزح: لآآ خلآص كفآيـه , دي ضـربت من كُلّ حِتّـه .. إتنفخــت
إنعفس وجههآ مبوزه بتكشيره طفوليه لآئمه: إخص عليك يآعُمـر
عُمر: هههه دآ لمصلحتك يآحور سدئينـي , مش هتعرفي تلحئي نفسك بعد كدآ
حور: مش هعرف أخس تآني صح ؟!

صآحت عمتهآ رآفضه: تخسي إيه وبتآع إيه مفيش أحسن من الست المليآنه , عآجبك نفسك لمآ كنتي رُفيعّه ومعصعصـه يعني بلآ وكسـه
حور: ههههه أنآ كنت معصعصـه !
تحسس عمّهآ ظهرهآ بـ حنآن مردف: حوريّه طول عُمرهآ حلـوه .. ميهمكيـش منهم يآبنت
مآردت إلآ بـ إبتسآمه قصيره مطبقه ممرره عيونهآ للجميع إستقرت آخراً - عليـه - ... تخجـل منه , وكأنهآ مخطئه بـ حقّـه وتدرك فعلتهآ .. أخفضت بصرهآ منه حرجاً وهروب !

لآشعورياً إمتدت يدهآ للكآس المملوءه نصفهآ مآء وإبتلعته كآملاً بشربه وآحده ..
محآطه بكم مهول من التوتر ..
إبتسآمآتهم لهآ لآتخلو من الموآسآه .. بـ ملآمحهم شيئ من الأسـف وبـ نظرة عيونهم الكثير من الشفقـه وكأنهآ بحآجـه أسآساً لهآلشيّ !
عزآهآ الوحيد هو إللي بحشآهآ وغيره مآتحتآج ..
وقفت مستأذنه خروجاً للبلكون المنفصل عن الصآله إللي إجتمعوآ فيهآ بعد فطورهـم متجمعين أمآم التلفزيون العآرض لوآحد من المسلسلآت الرمضآنيّه المصريّـه ..

أسندت سآعديهآ للسور مستنشقـه وبعمـق مغمضه عيونهآ إللي إنفتحـت مستقرّه على ضوء وآحد من الفوآنيس الضخمـه المعلقّه بـ بلكون وآحده من شقق العمآره المقآبلـه لهم ..
مآل فمهآ بـ إبتسآمه قصيره هآدئه ترقب لعب الأطفآل المنشغلين بـ إشعآل الألعآب النآريّه والمفرقعآت الشيّ إللي كآن من ضمن طقوس إحتفآل الأطفآل بشهر رمضآن وخصوصاً اليوم الأول منه بعد الإفصآر في مصـر ..

إلتفتت ورآهآ بسرعه توّ مآ تحمحم كـ لفت إنتبآه لدخوله هآمس بـ إبتسآمه: أدخل عآدي ولآآآ !

بآدلته الإبتسآمه الهآدئه خآفيه توترهآ من وجوده بآلقرب منهآ: تعآلى يآمُهآب طبعاً عآدي
أسند كوعيه للسور شآبك أصآبع يديه ينظر الشآرع الممتلئ صخب لتمآثله هي فعله دون أن يبدأ أحد في الكلآم ...

هي ذآتاً متوتره وصمته المطبق ضآعف توترهآ لتقرر أخيراً كسر الصمت مبآدرة بـ الكلآم معتذره: أنآ آسفــه
....: على إيـه ؟!
....: على كُلّ حآقـه


رمقهآ بنظره سريعه دون معنى رآد ينآظر بـ الشآرع معقب: على فكره شكلك بـ الحجآب أحلـى
حور: ............
إبتلع ريقه رآد سريعاً مُصحح: قصدي أحسن يعنـي , حلو ..... يعنـي ... ءآآآ ......... هههه حلو الحجآب
حور: مش شآيل مني يآمُهآب ؟! مش زعلآن !
....: لآء

نفخت من فمهآ مغمضه عيونهآ برآحه وكأنه حمل فوق عآتقهآ وإنزآح ليرد هو ضآحك: ههههه للدرجآدي !
....: وأكتر يآخي وآللهي دنآ كنت محرجـه منك أوي
....: وإنتي فكرك إني مش حآسس بيكـي ؟! بئآلك إسبوع في مصـر شوفتك فيهم يومين والنهرده التآلت وكلّ مرّه بتحآولي تبعدي فيهآ نفسك عني وتهربي بـ عينك عن عينـي .. عآرف إن وجودي موترك وعآرف إن أي وضع ممكن يجمعنآ أكيد هيكون غريب عليكي لأنه مش هيكون زي الأول .. في حآجه إختلفت
أطبقت فمهآ بـ أسف هآمسه: فعــلاً

مُهآب: طيب وإيه الحـلّ !
حور: ............
مُهآب: أنآ مش هستحمل فكرة إن فيه مآبينآ حآجز يآحور , الحآجه دي تئيلـه على قلبـي .. مش مرتآح وعآرف إنك مش مرتآحه

....: غصب عني يآمهآب .. إنت فـ الآخر كنت الحد الكويس ولحد آخر لحظـه وأنآ إللي غيّرت كل حآجه
أعقب بـ تشديد قآصد الإيضآح: مكنش بمزآجك يآحور .. عآرف إنك إنغصبتي على الحآقه دي عمّي كآمـل قآللي كل حآجه

صآحت نآفيه والدموع بعيونهآ كتله: مفيش حدّ غصبني على حآجه يآمهآب , صحّ موضوع بآبآ الأول كآن سبب بس أنآ مكنتش مجبره أبداً .. رآئف في النهآيه إبن خآلتي وعمره مآهيفكر يضر خآلته وأولآدهآ بـ إنه يئذي جوزهآ .. دي كآنت قرصة ودن لـ بآبآ مش أكتر

....: حور أنآ مش فآهم إنتي بتدآفعي عن البني آدم المتخلف دآ ليـه !! مش مسدئك بجد بعد كل إللي عمله !!! إنتي نآسيه الضرب إللي ضربهولنآ إحنآ الإتنين السنه إللي فآتت ومكنش فيه علآقه مآبينكم أصلاً ..... وبعدين أهو فعلاً عرف ينتقم من عمي فيكـي , أخد إللي يهمّه منك وسآبك أهـو
نهرته صآرخه: مُهــــــــــــآآب !!!


هدأ صوته ولآنت نبرته لتقرب الهمس: شوفي الفرق مآبيني ومآبينه يآحـور ... هو سآبك بس أنآ ومع إنك سبتيني أنآ لسه عآوزك وآللهـي وهصبـر لحد مآتآخدي وقتك وتقدري تعدّي كُلّ إللي حصلك ونبدأ من جديـد ..



بـ الصآلـه ..

وقف بـ إستقآمه معدل قميصه الكآروهآت الصغيّره البيضآء وهو رمآدي اللون الفآتح على جسده ليظهر مُكسّر من الأطرف نتيجه لجلوسـه لترتفع له كُلّ الأنظآر بـ إهتمآم وليجيبهم هو بعدمآ وصله إستفهآمهم المعني بـ - على ويـن –

....: هشوف حوريّـه ومُهآب
تفهّم الجميـع قصده , هو بـ إرآدته تركهم وحدهم لفتره وجيزه على الأغلب أنهآ كآفيه لمنآقشـة الفآئت من أمورهم الخآصّـه والوصول لحلّ وإن كآن مؤقت لتجآوزهآ وربمآ البدء من جديـد ..

مُهآب شخصيّه مُهذبّه , أبعد مآيكون عن الهمجيّه والتعصّب ..
إنفعآلآته متزنـه , هآدئ الطبآع .. يعيبـه شيئ وآحد هو عدم إحسآسه بـ المسئوليـه ... شخص غير مسئول إطلآقاً !
صفآته متعآكسـه تمآماً مع زوج أخته السآبق ..

إذ إن إللي يتوآفر في مُهآب يفتقده رآئف وإللي إمتلكـه رآئف إفتقده مُهآب !
إنمآ تظل الكفّه رآجحـه لـ إبن العمّ المُهذب عن إبن الخآلـه المعتـوه !

حوريّه بعدهآ صغيره وللغآيـه , توّهآ بـ افتتآحيّة عشرينيآت عُمرهآ .. أنثى فآتنه فآئقـة الجمآل .. مُهذبّه خُلقاً ورآقيـه ..
مآينقصهآ إلآ الحظّ الجيد في الرجآل وربمآ مُهآب هو تميمة حظهآ من الرجآل ..
أخته وإبن عمّه يستحـقوآ الفرصـه ..

" عسـى إنكم أدركتوآ هآلشيّ " , قآلهآ بـ قلبـه خآطي خطآه تجآههم بـ إبتسآمه قصيره هآدئـه تبددت وفوراً تـوّ مآستقرت كلمتهآ هآزه طبولـه السمعيّه من حدتهآ تظهر وكأنهآ صآرخـه شآبهآ شيّ من الوهن والعجـز والبكآء: أنآ حآمـــــل يآمُهــــآب


/
/

/
/


بـ السعوديّه , وبعد أدآئه لصلآة الترآويح ...
وقف قبل أن يدخل بيتـه ينظر سور بيتهآ موجهه انظآره الثآقبه تحديداً لذيك الفتحـه من السور والغير مرئيه إطلآقاً ..
صبره محدود , أقل بكثير من مجرد محآوله وللمرّه الثآنيه .. إن مآ أجآبت بفرصتهآ الأولى فهو على أتم إستعدآد للتمرد !

أحكم قبضة يمنآه على جوّآله رآص على أسنآنه بقهر مغتآظ من سفههآ له بـ اللحظـه إللي أشعلت فيهآ فتيل قلقه عليهآ وخوفـه ..
إرتفع بصره الحآد الدآل تمآماً وين يستقرّ .. البلكون الخآص بغرفتهآ ..
إضآءته سهّآره خآفته ..

مآعآد به من الصبر شيّ للإحتمآل والإنتظآر .. مرّت أربعة أيآم من بعد إلتقآءهم .. ومن بعد مكآلمتهآ القصيره الغريبه والمريبه .. سألت فيهآ عن حآله وأغلقـت !
أضوى شآشته نآقر بـ بنآن إبهآم متسآرع , قطرآت من عرق غيظه المكبوت شآقه طريقهآ بـ جبينه الضيق ..
أقفل جوّآله من بعد بعثه الرسآله رآفع رأسه لـ ضوء غرفتهآ " أتصرف بطيش .. أتصرف بطيش وجنون .. صرت مُرآهق , مرآهق ....."

على الطرف الآخر , المُستلم للرسآلـه ..
وقفت على ركبتيهآ فوق فستآنهآ الأبيض وهي فوق سريرهآ شآده بيسرآهآ شعرهآ من المقدمه سحباً للخلف ..
عيونهآ الغآئره متورمة الجفن بآزغـه .. غير مُصدّقه ..

وكأنه ينقصهآ من المصآئب مثقآل الذرّه ليزيد هو عليهآ بطيشـه المئـآسي !
مآزآلت غير مُصدقّه وهي تقرأ وللمره الثآلثه أو الرآبعه ومآيزيد .. " أنآ تحت بـ حديقتكم , أنتظرك ..... إنزلي "


دون وعي منهآ بـ خطأ فعلتهآ أو صوآبهآ فتحت معه الإتصآل لتجيهآ الإجآبه سريعه .. بذآت النبره القآسيه .. تظهر هآلمرّه مُهـدده , وآثقـه من فعلهآ دون تردد أو مُبآلآه
....: إنزلي
....: وينـك ؟!
....: مثل مآ كتبت , بـ حديقتكم , إطلعي ولآ تلفتين لك إنتبآه
إنشدوآ كتفيهآ متوسعه عيونهآ بصدمه من أغلق الخطّ دون إنتظآر منه لسمآعهآ !

من فورهآ تخطت الفستآن مروراً من فوقه زحفاً على ركبتيهآ نزولاً عن السرير خطواً للبلكون ..
البلكون إللي طلعته بـ خُطى متردده متخوفّه إلى أن قبضت وبمنتهى الوهن على سوره المُطّل على الحديقـه إللي تفحصتهآ بنظر ثآقب مُرتآع للحظآت إلى أن إنتفضت شآهقه وبذعر من تعآلى صوت النغمه التقليديّه لجوّآلهآ تنآظر الرقم المتصل دون إسم بعيون إمتلت هلع وفزع ,لتزدرد ريقهآ بقوّه قبل أن تستجيب هآمسه بصوت مخنوق: ســـ ..... ـــنـــد !
....: مقآبل لك على طول , بين الأشجآر وتحتهآ .. من المكآن إللي تطلعين منه

إتسعت عيونهآ المذهوله إللي تعلقت بديهياً بذآت المكآن المقصود إلآ إنهآ مآلمحت أحدّ !
الظلآم حآلك والأشجآر الدآخليّه على إمتدآد السور كثيفه الأورآق متشآبكة الأفرع ..

كمّآ المُغيبّه طلعت من كآمل غرفتهآ وبذآت هيأتهآ دون تغيير !
حآفية القدميـن , مكشوفـة الرأس والوجـه ..
ملآبسهآ بيتيّه , ترنـغ ريآضي أسود اللون , بنطلونه وآسع وسترته بـ قلنسوه وسحّآب مغلق إلى المنتصف كآشف عن توب أبيض دآخلي توسطّه من الصدر إشآرة x سودآء برّآقّـه !

من البآب الخلفي للقسم الخآرجي الخآص بمجآلس الرجآل المنفصله خرجت بـ خطى بطيئـه متـردده ..
مآ أحسّت بـ غيبوبتهآ المؤقته إلآ وقتمآ لآمست قدميهآ خشونة الأرض من تحتهآ لتفآجئ بـ أنه الترآب مخلوط بـ الحصوآت !
عيونهآ بآزغـه , وحدقتيهآ متسعّـه , ثآبتة النظره دون أن يرمش لهآ جفن ..
إبتلعت ريقهآ مصدره صوّت متخوّف مسموع ..
خطآهآ آخذه في التثآقل والتبآطئ .. ركبتيهآ مرتجفـه وسآقيهآ وآهنه ..
على وشك أن تسقط أو أو تتوقف كلياً عن الحركـه ..

مقآبل لهآ وعلى بعد خطوآت قصيره ..على أعصآبه ... نفذ صبره , يترقبهآ وكأنه لـ دهـر .. أحسّ بضعفهآ المتسبب فيه ذعرهآ من هول موقفهآ ..
فكرة إقتحآمه لبيتهآ وإجبآرهآ للنزول ضرب من الجنـون ولكن بفعلتهآ هي به هل بقى له شيّ من العقـل ؟!

خرج من بين الأشجآر خطوه قآبض بيمنآه على معصمهآ الأيسر جآذبهآ ودون تنبيه له وبآلقوّه .. مبآغته وعلى حين غُرّه لتطيح على ركبتيهآ تحت قدميه متشبثه بـ بنطلونـه القطني الوآسع وإللي لولآ ربآط خصره المحكم لـ سقـط !

تدآركهآ من فوره ممسك بمرفقيهآ كمسآعده لهآ على صلّب طولهآ والتحآمل والوقوف إلآ إنهآ وبكآمل ثقلهآ المضآعف من إثر الصدمه والدهشه والذهول أقعدتهآ جآبرته هو على الإنخفآض لمستوآهآ جآلس القرفصآء هآمس من بين أسنآنه المطبقه بقوّه مغتآظ: شوفي لوين وصلتينـآ !

نآظرته بعدم تصديق عيونهآ ممتلئه فجع .. نظرآتهآ المذهوله إللي أحسّهآ رآد تعبيرياً بـ فمّ مُطبق أسف على تصرفه وتفهم لـ حآلتهآ وإعتذآر عن الموقف: آســف
....: إنـ ... كيـ !! كيف ! كيف ءآآآ !! ءآآ
إقتربت سبآبته اليمنى لشفتيهآ دون أن تلآمسهآ هآمس: آشششش

....: كيف .......... دخلت ؟!
مآل برأسه يمنه لمآ خلفه وإللي مآكآن إلآ الفتحه التحتيّه مربعة الشكل للسور الخآرجـي وإللي بصعوبه تقدر من خلآلهآ تنفذ الأجسآد نحيلة البنيّه فقط !
لفظ بهمس خآفت حريص ومتحفظ: البركه فيـك
لجمت فمهآ برآحتهآ اليمنى هآزه رآسهآ نفياً بعدم تصديق ليجيبهآ هآمس: لآتخآفي .. آششش خلآص .. جيت آخذك أبيك .. ليش مآبدلتي ملآبسك !
....: إنت مجنون !! مختل عقلياً !! سند إيش إللي قآعد تسويـه إطلع برآ فوراً
....: أبي أكلمك
....: شلون تجرأت ودخلت البيت !!! شلـون !
....: مآتجرأت إلآ يوم إنتي تجرأتي أول , لآتلومينـي


إلتفتت ورآهآ بوجه مملوء رعب مآسحه المكآن المظلم من حولهآ بنظرة ترقب مرتآعه قبل مآترد عيونهآ متعلقه بعيونه هآمسه بصوت مرتجف متلعثمه كلماتهآ مرتبكه: إطلع برآ الحين نتكلّم بعدين
....: نتكلم الحين
....: مجنون إنت ؟! سند إطلع آلله يخليك وآلله كل إخوآني بـ البيت وممكن حتى العآمل إللي يقعد عند البوآبه يحس علينآ ويكشفنآ
....: هآلعمّآل ينآمون من بعد العشآ , إطلعي بدلي ملآبسك وغطي شعرك وتعآلي
....: وين أجي !
....: بيتنـآ

ضربت جبينهآ مقفله عيونهآ غير مصدقه: قول إنك تمزح ... سند , إسمـــع – ثبتت عيونهآ وبجديّه لعيونه هآمسه تفصيلاً وبشدّه – غلـط , إللي تسويه هذآ غلط وإللي سويته أنآ من قبل غلـط , دخلت بيتك مره منهآره .. عقلي كآن مشوّش
....: وأنآ الحين دخلت بيتك لأن عقلي مشوّش
....: إطلع يآسند الله يخليك , بكلمك عل الجوآل
....: كآن تكلمتي من أول , بتجين معي ولآ أخليني !

غرزت أضآفرهآ القصيره بـ جلدهآ من العنق سآحبه عليه وبآلقوّه نزولاً رآفعه عيونهآ البآكيه للسمآء خآئبه بآئسه: اش سويت أنآ يآربــــــــي إيييييييش وآلله كثيييييير
أمسك معصميهآ موقف من ندبهآ وإنتحآبهآ جآذبهآ تجآهه زحفاً على ركبتيه وركبتيهآ إلى أن إلتصق ظهره بـ السور وجلس .. أفلتهآ من قبضتيه هآمس: إقعـدي

إرتد ظهرهآ للخلف مرتطم بـ الجدآر دون إكترآث منهآ بـ اللحظه إللي إلتفت هو فيهآ لهآ بآزغ البصر لترد هي بـ نصف إبتسآمه جآنبيه هآزئه من بين دموعهآ الصآمته: لآترتآع كذآ ... إللي يوجعني أقوى
نآظر بسآقيهآ الآخذين في التمدد وببطئ لحد مآنفردوآ تمآماً وردّ هو ضآحك: رجولك طوآل , دخليهم بتفضحينآ

....: ههههه
ضحكه مآسرع مآختفت بِشدّة فمهآ المطبق جبراً صآده عنه بوجههآ إللي تجعّد بمقآومه لكبت البكآء ...
يظهر حآجبيهآ معقودين وعيونهآ معتصره , فتحتي خشمهآ ضآئقه وفمهآ مشدود مطبق ..
تعبيرهآ المتألم أجبره لـ غمض عيونه بـ همّ للحظه فتحهم من بعدهآ زآفر بـ عمق قبل أن يهمس وهو في صرآع دآخلي عنيف محتد مقآوم وبعزم المجآهده والسيطره والتحكم ألآ تمتد يده وتلآمسهآ .. الآ تتحسس إمتدآد ذرآعهآ أو وسـع ظهرهآ أو حتى إبعآد شعرهآ الحآجب عن رويتهآ !
....: وش إللي صآر !
تأخرت في الرد للحظآت إمتدت لدقآئق إحترمهآ دون مقآطعه منه أو حثّ بـ الإسرآع ...
على أقلّ من مهلهآ إستجمعت شتآت نفسهآ .. لملمت حزنهآ وأجآبت: صآر فعلاً كل إللي صـآر
....: يعني حقيقـه !
....: حقيقـه


إبتلع ريقه عآقد الحآجبين خآفض الرأس لترد هي مكمله بذآت الهمس الخآفت بعدمآ قآربت سآقيهآ المضموتين لصدرهآ وحآوطتهم بـ حلقة ذرآعيهآ بصرهآ ممتد للفرآغ المظلم: كذّآب , غشّآش , غدّآر , خآيـن , خدّآع ... موآصفآت كثيره .. كثير يآسند بس كلمه وحده , كلمه وحده ثقيله على قلبي وعلى لسآني إنه زآنـي .. تعرف كيف ؟! منّي قآدره أتخيل بس مجرد تخيل مستحيل .. آدم بريئ , روحه بريئه ووجهه بريئ ولآ هو مآكر وخبيث وأنآ المغفلّه , أنآ الغبيّه ! تدري مين نآهد هذي !!!!! هذي زوجـة أخوّه يآسنــــد يآآآربـــــــــــــي يآآآربي إربط على قلبــي

إتسعت حدقتيّه ذهولاً من وقع الصدمـه .... وسريعاً أخذت الخيوط تتشآبك ..
آدم خطيب ورده ونآهد زوجـة أخو آدم .. أخو آدم الوحيد الأكبر وإللي يكون بسّـآم ... بسّآم مدير تحرير الصحيفـه إللي تعمـل بهآ أختـه ... أخته أصآله

رمش بتوآلي فآغر الفمّ للحظآت أردفهآ ببلعة ريق مرغم نفسه على التمآسك دون الإنفعآل وإن كآن بـ الشتـم ... هذي أي قذآره إللي درآ عنهآ للتـوّ !
لفظ بصوت خفيض: لآتحملين نفسك الخطآ
....: هذي الحقيقه , أنآ فعلاً مغفلـه .. أنآ إللي أقول للعآلم تعآلوآ إستغفلوني أنآ أصلاً غبيّه
....: وردهــ !!

....: إنت أول وآحد حآولت تستغلني , إنت أول وآحد إستغفلتني يآسنـد .. إنت أول وآحد إستخدمتني بس عشآن تحقق إللي تبيه , تبغى تنتقم من أبوي فيني ؟ شدخل أبوي إذآ أبوك ظآلم ! شدخلني أنآ ! وشدخلني أنآ عشآن آدم يستخدمني ستآره لقذآرته .. لوصخـه ونجسـه ليش ؟! إيه يآسند أنآ غبيّه ومغفلّه وقلبي متحطّم ونفسي مكسوره يآليت هآلشيّ يكون مونسك , تشفّى فيني وفـ أبوي , دآوي جروحك من جرحـي

....: بس يآغبيّـه
....: قلبي يآسنـــد ...... يعورني ..... قلبــي يآآآآرب !!!!
آثر الصمت مستمع لنشيجهآ الشجيّ المرير .. روحهآ مُعذبّه , صوتهآ مخنوق مبحوح وعيونهآ بآكيـه .. في قمّة هوآنهآ وإنهزآمهآ .... هي حرفياً مُحطمّـه ... قلبهآ مُمزّق وروحهآ أشلآء

....: بروحي , بروحي قآعده أغرق .. قآعده أختنق .. أبغى أمي .. أمي إللي عشت معهآ كل عُمري أبغآهآ أنآ لوحدي ... مجروحه ومهزومه والكل قآعد يضحك عليّ ويتشفّى فيني ... وآلله إني مآ أخطيت بـ أحد .. مآظلمت أحد , ليش هآلعقوبه القآسيه وآلله إنهآ أكبر من إني أتحملّهآ , حآسه بفجوّه دآخلي وحآسه بـ الهوآء في صدري .. سآمح أبوي يآسند آلله يخليك ترآ وآلله العظيم إنه مآيتعذّب إلآ أنآ .. قآعده أتعذّب وأحس بموت من عذآبآتي

....: وردهـ
....: أبغى أمي يآسنـد , أبغى أضمهآ ........ بـ القوّه , أبغى أبكي لهآ .. طيب أسألهآ إيش أسوي .. أنآ ضآيعه

....: مهمآ كآن الوقت المآضي إللي جمعنآ .. وإلل صآر مني وإعترفت به ومستحيل بسببه تغفرين لي وتسآمحين أبيك تسمعيــن .. إسمعي إللي بقوله يآورده وأفهميــه
نآظرته بعيون دميعه مُغرغره .. وجنتيهآ محمرّه وشفتيهآ محتقنـه .. مخآط أنفهآ سآئل مبلل فوق شفتيهآ ... هي نفسياً محطمّه وظآهرياً مدمّره ..

أكمل بذآت الصوت الخفيض الهآمس , قويّ ووآثق ... مُطمئن: أوثقي أول فينـي .. وإللي خلق الروح فيك وفيني مآ أئذيك بس اوثقي فينـي

....: مآعآدت عندي يآسند هآلثقه عشآن أعطيهآ لك
كور قبضة يمنآه غآضب , بمجآهده كآبت إنفعآل قهره .. مآيتمنى بهآللحظـه إلآ إنه يطول رقبة هآلمدعو آدم , أقسم بـ آلله إن ينحرهآ ودون تردد !

أقفل عيونه وبآلقوّه مبتلع ريقه .. يظهر أنه في حآلة إستحضآر كآمل ثبآته والتركيز ..
أشر بـ عيونه على العلآمه السودآء البرّآقه بوسط بيآض التوب تحت سترتهآ ..
العلآمه إللي مآكآنت إلآ إشآرة - خطأ - ... X من الحجم الكبير ومن فورهآ إنحدر بصرهآ لصدرهآ مقطبة الحاجبين بـ استغرآب ليردف بصوت هآدئ جآد النبره: غلــط ..... ودآمك ضآيعـه أنآ برشدك .. أنآ عقلك , وفكرك ... وثقتك بنفسـك , وذكآئك وحتى إدعآئك لقوتك ... وإنتقآمـك ..... أنآ كل شيّ تحسين إنك فقدتيـه , نفذي إللي بقوله لك حرفياً عسى إنك تقدرين تستردين شيّ من إللي فقدتيـه

برآحتهآ اليمنى مسحت منتصف جبينهآ مغمضه عيونهآ إنهزآماً رآفضه وبمنتهى العجز والوهن والإستكآنه: مآبي شــيّ .... خلونـي بحآلـي ..... أبغى أرجع مصـــر

....: مآحد بيخليك بحآلك , مآرح يخلوك لين صدق ينتهي عمرك بمأسآه .. نظرآت الشفقه بعيونهم رح إتدمرك .. أي كلمة موآسآه منهم بتحسينهآ طعنـه تزيد من أوجآعك مآتصبّر ولآ تدآوي , مآبي أحد يشوف إنهزآمك هذآ يآرودهـ , إسمعينـي ... إعرفي شلون تنهين القصّه مثلمآ تبين وبكيفك دآم البدآيه كآنت بكيفهم هم ... مو معقوله لهآلدرجه محبطّه ومنهزمـه ! مآتبين تردين إعتبآرك وكرآمتك حتى لو بينك وبين نفسك ؟! لآتصيرين خآضعه لأن وقتهآ إنتي إللي بتنهين نفسـك مو غيـرك

....: أكيد رح أتركـه
هزّ رآسه نفياً هآمس وبنبره مفصلّه كآنت فعلاً مُريبه !
....: إهو إللي يتركك مو إنتي
ضآقت عيونهآ المتورمه إستنكآراً ليرد هو مكمل بذآت الصوت الشيطآني الخبيث المآكر: تعلمـي شلون تنحرين الذبيحـه بدون مآتتلطخ يدّك بـ الدم
ورده: ............
سند: قآبليـه يآرودهـ

إمتلآ وجههآ بـ الدهشـه إستنكآراً ليكمل هو تأكيداً: قآبليـه .. تكلمـي معـه بهدوء وإسأليـه .. إحفظي سؤآلي هذآ نصاً وإسأليه .. السؤآل إختيآري , مآبين الفضيحـه والإحتفآظ فيك , أو الستـر والتخلي عنّك

إتسعت حدقتيهآ بذهول كستهآ الصدمـه مآقوت على اللفظ ..

عيونه الثآبته تمآماً وعليه لتشق إبتسآمه جآنبيه ملمحه الحآد كآنت أعظم البلآء , أردف من بعدهآ مكمل: سؤآل مُفخخ ... إذآ إختآر الفضيحـه في مقآبل إنه مآيتنآزل عنّك فـ أنآ أشوف تعطين الرجآل فُرصـه مهمآ كآن ذنبـه , أمآ إذآ إختآر الستـر في مقآبل التخلي عنك فـ أظن مآيحتآج شرح ....
إبتلعت ريقهآ بصوت وصله لتتسع على إثره إبتسآمته مكمل برفعة حآجب متغطرسه: وهنآ لحظـة إنتقآمك الكبيــر ... بس لآزم تكوني ملتزمه بـ الإتفآق .. إنتي خيرتيه بـ الستر وهو إختآره فـ لآزم تسترين عليـه .. لآزم تكونين قد الكلمـه , مُلتزمـه بس قويّـه .. حق نفسـك مآتفرطين فيه لو على رقبتـك ... مو من صآلح أحد أي فضيحه بتصير أو بلبلـه ... تعلمـي كيف تضربين من تحت الحـزآم ... خليـه هو إللي يتركك , هو إللي يوقف بوجه أهله وأهلك ويقول إنه عآفـك ... مآيبيك وطبعاً مآرح يقول أسبآبه .. خليـه يبين إنه مــره مو رجّآل , ومو أي مـره بعـد .. خلّـه يعيفك ومآيلقى سبب يقولـه , خلهم ينقدونـه , خلهم يطفحونه الدمّ وإنتي تفرجـي وتشفّـي .. صدقيني هذآ هو إنتصآرك الكبير , لآ تبينين ضعيفه أبدّ قدآم أحد , لآتقولين إنك مغفلّه وينلعب عليك .. إلعبـي إنتي فيهـم وعليهـم .. لآتخلين أحد يطآلعك بنظرة شفقـه إنك البنت المغدور فيهآ الملعوب عليهآ , لآ تقعدين تبكبكين ... خلي الكلّ يتفـل على وجهه وبدون سبب , هآلسبب خليـه بنفسك إنتي لآتعلمينه لأحد ...


....: سنــــــــد !!!!
إنتفخ خده الأيسر بفعل حركة لسآنه البآطنيه سآئل: لـه أخت بنـت صح !


....: مرآم
....: علميهــآ بنجس أخوهآ , لأنهآ هي إللي بتخلّص ذآك المسكين بسّآم من الـدنس اللي عآيش فيه ومآيدري !


/
/
/
/


جلست على طرف كرسيهآ التآبع لكرآسي الصآلون بـ الريسيبشن الخآرجي لشقتهّم الفسيحـه تنظر السآعه الجدآريّه الطويلّه مُذهبة الحوآف تمآشياً مع كلآسيكيّة الصآلون وتصميمـه المتكلّف ..
كآنت مُشيره للتآسعه والنصف مسآءاً ..

قبضت على فستآنهآ الشيفون الفضفآض من فوق ركبتهآ اليمنى مطبقة الفمّ في حرج ترمقه بنظرآت تحتيّه مترقبه بعدمآ أغلق بآب الشقّه وإقترب صوبهآ مبآدر هو أولاً بـ الكلآم بعدمآ جلس على الكرسي المجآور لهآ مسند كوعيه أعلى ركبتيه شآبك أصآبع يديه: إتكلمـي بسمعــك

....: أتكلم أقول إيه !
....: قولي إللي مخبيّآه – نآظرهآ بـ جديّه مكمل – وإوعك تفكريّ تكدبي عليّآ يآحور أو تخبّي .. سمعتك .. سمعت كُلّ كلآمك من مُهآب النهرده

أشآحت عنه بوجههآ تنظر بآب الشقّه المغلق , شددت من إحكآم قبضتهآ على فستآنهآ الحركـه إللي مآخفت عنه لتضيق عيونه بـ حدّه متفحصّه أدق ردود أفعآلهآ المتمثله في توتر بآلغ وإرتبآك ومحآوله في التحآشي قدر الإمكآن وهروب من الإعترآف والموآجه حتى بـ النظرآت !

أرخى جسده بـ أريحيّه على كرسيه مُبآعد مآبين سآقيه , ذرآعيه مفروده , يدّ فوق فخذه الأيمن ويده الثآنيه نآئمه فوق ذرآع كرسيه , أعقب بـ صوت غآيه في الهدوء والبرود: طيآرتي للسعوديّه بعد أربع سآعآت , إذآ معرفتش منّك كل الحكآيه حآلاً معنديش مآنع أأجـل السفـر ...... عآدي

إلتفتت له بحده صآئحه: حكآيـة إيه يآعُمـر , على فكـره مفيش ولآ كلمـه بجد من إللي سمعتهآ أنآ قلت كدآ لـ مُهآب عشآن ميحطش عليّآ أي أمـل .. أنآ وهو مستحيل حآجه تربط مآبينآ مآشــي !

....: وليه مستحيل ؟! إنتي فآكره إن حيآتك وقفت خلآص على سي رآئف وإللي عملـه ؟! أنآ إللي مش هسمح بـ كدآ .. مش شرط مُهآب , أي حدّ تآنـي .. بس حيآتك هتكمـل طبيعـي جداً

....: وأنآ حيآتي مينفعش تكمل إلآ وفيه رآجـل فيهآ ! مينفعش أعيش كدآ عآدي
....: لآ طبعاً ينفـع , أبوآب الحيآه كلهآ لسّه مفتوحه قدآمك .. فيه درآسه , وفيه شغـل ..... وفيه إرتبآط , فيه حيآه زوجيّه صحيحه مع حدّ يحبك ويئـدرك .. وفيـه أطفآل إنتي هتكوني أمهـم ... كُلّ الخيآرآت لسـه قدآمك , ليه بتقفليهـآ على نفسـك

نزعت عنهآ الحجآب متأففه مآسحه بيمينهآ عنقهآ المتعرق مردفه بـ تكآبر: مسمعتش كلآمي لـ مُهآب ؟ هو هيسآعدني .. هقـدم أورآقي وأبدأ درآسه فـ الكليّه إللي سبتهآ من سنـه , أنآ مش قآفله على نفسي ولآ حآجه .. أنآ جيت مصر مخصوص عشآن أخرج من القفله إللي كنت فيهآ

....: حآمل في الشهر الكآم يآحور ؟
....: مش حآمـــل
أغمض عيونه بهدوء حآث نفسه بـ الصبر , أردف بصوت مخنوق مُفصّل: أنآ دكتور يآحـور .. دكتور وفآهم

دمعت عيونهآ مهتزّه أوتآرهآ صآئحه بـ وهن شبه بآكي: أنآ مش كدّآبـه يآعُمــر
....: لآ إنتي كدّآبه يآحـور , كدّآبه وعآرفه إني عآرف وفآهم ومستمرّه في كدبـك الغبـي المكشوف
وآرت وجههآ بيديهآ بآكيه ليزفر هو بـ همّ مآسح بيمينه كآمل وجهه هآمس: حوريّـــه


....: أنآ تعبآنه أوي يآعُمــر
إعتدل بجلوسه سآحب بيسرآهآ يمينهآ من فوق وجههآ محتضنها بين كفيّه العملآقين مردف وبصوت غآيه في الرقّه والعذوبه والدفى: يآروحـي أنآ معآكـي , وبـ إيدي أخفف عنك أيّ تعب بس إنتي بتخبّـي ... أنآ أخوكي يآحـور , أنآ عُمــر ... مش عآرف كل إللي حصللّك دآ إزآي قدر ينسيكـي مين عُمـر

أجآبت من بين شهقآتهآ المحتدّه كمآ الأطفأل بـ تهتهآتهم الغير مترآبطه من وسط بكآهم: أنـ .. أنآآآ ...... أنآ حآآ .. حآآمـل ييييـ ... يآآ عُـمــــر
....: ههههه منآ عآرف يآعبيطـه

قآلهآ بـ ضحك مقبل ظآهر كفهآ الأيسر بقوّه ثم تحسسه بـ بنآن إبهآميّه بحركه دآئريه أشبه بـ المسآج يرمقهآ بنظرآت عميقـه دآله على حُبّ أعمـق: وبتعيطـي ليـه يآعبيطـه !
....: مكنتش عآرفه إزآي هئولكـم كلكـم
....: لآ إنتي كنتي هتسيبيهآ مفآجئه حضرتك لمآ تولـدي
....: ههههه أنآ غبيّـه
عُمر: هههه غبيّه جداً

قآلهآ ضآحك مآئل بنصفه العلوي للمقدمه مآسح بـ بنآن إبهآميه دموعهآ المبلله ورديّة وجنتيهآ هآمس: هو كُلّ الحوآمل بيكونوآ حلوين أوي كدآ ؟!
ضربت بيمينهآ ظآهر يده اليسرى صآده عنه بوجههآ مبتسمه في حرج ليرد هو هآمس بدلآل لهآ سآخر: حآمل فـ نونو إزآي بس وإنتي أصلاً لسّه نونو !
....: هههه يوووه خلآآص بئـه يآعُمـر
....: حآمل فـ الشهر الكآم يآنونو !

عضت طرف شفتهآ الأيسر مآئله ببصرهآ تفكر للحظآت أردفت من بعدهآ الجوآب الخآئب: مش عآرفه بـ الزبـط .. ممكن فـ آخر الرآبع
ضم شفتيه عآقد الحآجبين برفض مذهول لفظاً لـ حرف الـ o ممدود لتكمل هي شآده شفتهآ السفلى تعبيراً آسفاً: مكشفتـش ولآ مرّه

إتسعت عيونه بدهشـه تدآركتهآ هي مسرعه: أصلاً معرفتش إلآ فـ الشهر التآلت تقريباً .. قبل طلآقي أكيد
إلتوى فمه بـ حنق رآد بـ جفآء: وأكيد بعد إجهآضك الأول
....: لسه مصدق إن أنآ إللي سئطـت نفسي !
نفخ من فمه زفرة هوآء سريعه مغيّر الموضوع: مآعلينآ , خلآص أنآ هأجـل السفـر وبكره إن شآء آلله نشوف عيآده كويسـه تتآبعي مع الدكتور فيهآ , ولآ عآوزه دكتوره !
تمسكت بيسرآه مشدده عليهآ بآسمه: لآء مش هتأجل أي حآجه , هتسآفر وأنآ هعرف آخد بآلي من نفسي كويس

رمقهآ بنظره حآده معنآهآ – كآن زين من أول – لتكمل هي ضآحكه: ههههه وآللهي يآعُمر بجـد .. هئول لـ عمتـو بكره وهي هتودينـي .. مش تشغل نفسك ولآ تتعطـل
...: نعم يعني مش فآهم ؟ يعني إيه مشغلش نفسي ولآ أعطلهآ ؟ إنتي أختي فآهمه ! وعبيطـه ومتعرفيش أي حآجه ودآ أول حمل وكمآن على وشّ ولآده ومخبيّـه
....: ههههه يآلهوي بئوللك فـ الرآبع لسّه وش ولآده إيه !

....: إسكتي خآلص , ليكي عين أصلاً ! وبعدين تعآلي هنآ لمآ تعرفي عن حملك دآ من شهر ممكن أفهم ليه محدش فينآ يعرف ! لآ وأمك المسكينه تئ
قول إن وزنك بيزيد وبتلبسي هدوم وآسعه عمرك مآبتعمليهآ وأنآ أقولهآ يمكن عشآن نفسيتك تعبآنه , وممكن من تأثير الإكتئآب .. فيه نآس نفسهآ بتتسـدّ وينزل وزنهم ونآس نفسهآ تنفتح على الآخر ووزنهم يضرب شكلك من النوع التآني أتآري الموضوع غير كدآ خآلص ..... ليه كنتي مخبيّه ؟

....: وهفضل مخبيّه , ويآريت يآعُمر محدش يعرف , لآ مآمآ ولآ بآبآ
....: وإشمعنـى !
....: كلهم شآيفين إن طلآقي كآمل خلآص بس أنآ لسه فـ عصمة رآئف وهفضل لحد مآ أولد .. تفتكر لو رآئف عرف يآعُمر هيفضل سآيبني ؟ مفيش حآجه ممكن توقفه وهيرجعني ليه لو غصب عني بس عآرف هيرجعني ليه ؟! عشآن إللي فـ بطنـي يآعُمر مش عشآنـي ... عشآن إبنه أو بنتـه إنمآ أنآ ولآ أفرق معآه فـ حآجه .. وآللهي يآعُمـر لو دآ حصل أنآ ممكن أموت مـ القهـر .. محدش حآسس بيّآ
....: حآسس بيكي وفآهم قصدك .. بس مصيره هيعرف , هتفضلي مخبيه لـ إمتى يعني !

....: لحد لمآ أولد ان شاءالله .. لحد لمآ أخرج تمآماً من عصمتـه ولحد مآيكون عآجز عن إنه يردنـي .. رجوعي لـ رآئف مش بـ السآهل , رجوعي ليه مستحيــل .. المفروض إن شهور عدتي خلصت , خلصت ومحآولش حتى محآوله إنه يصلّح أي حآجه .. حتى فرصته الوحيده عندي خلآص رآحت .. معدش ينفع يآعُمـر .. حملي هيكمل إن شآء آلله , وهولـد .. وهيكون بـ إسم رآئف آه لكن عمـره مآهيكون ليـه .. أنآ أُمّه , وأنآ الحآضنـه ليـه .. وخلّي رآئف وقتهآ يعرف غلطـه وأد إيه هو غلط كبيـر لمآ يحسّ بـ الخسآره فعلاً ويحس أكتر بـ العجز عن تعويض الخسآره دي ..

....: مكنتيش كدآ يآحور .. إيه القسوه دي !
برقت عيونهآ بـ الدموع وإنكسر بصرهآ في حُزن .. همست بصوت مبحوح مسحوب: دآ نص الحقيقـه يآعُمـر
عُمر: ............
سقطت دموعهآ ضآئقه عيونهآ بـ البكآء , ملآمحهآ في منتهى البرآءه والطفولـه .. وجههآ رقيق مُعذّب ..
لفظت بصوت مخنوق متحشرج: تصدق لو قولتلك إني خآيفه ..... خآيفه من رآئف
....: وهو رآئف هيعمللك إيه !
....: خآيفه يعرف ويعمل فيّآ زي مآعمل فـ دآرين ... ضربهآ لحد مآسئطّـت ...
إنشدوآ كتفيه للخلف إستنكآراً للفكره رآفضها همساً ومن فوره: لاآآآآ لآ يآشيخه لآ

مسحت بيسرآهآ جآنب وجههآ الأيسر شآهقه مخآطهآ السآئل مردفه: مش عآرفه .. الأفكآرمدمرآني , شآيف بقيت بفكر فـ رآئف إزآي ! مش بشوفه إلآ إنه حدّ مختل .. مريض .. وسفّآح .... فيه حآجه إتكسرت جوآيآ يآعُمر , أنآ آه بحبّه بس خآيفه منّـه .. المفروض حُبّه يديني الأمآن بس أنآ مش حآسه بكدآ .. ولآ بـ أمآن ولآ رآحه ولآ ثقـه ... أيوآ انآ بخآف من رآئف , انآ مرعوبــه منــه يآعُمــــر

أطبق فمه بقهر مكور قبضة يمنآه بغضب آخذ فـ التأجج والإشتعآل ...
رآئف المختـل .. أدق وصف لشخصيته البعيده تمآم البعد عن إحتمآليّة إتصآفهآ ولو بـ الشيئ القليل من إسمـه ..... من الرأفـه .
الرجل إللي سمح لزوجته بأن تطلق عليه لفظ سفّآح هو بـ التأكيد معتوه مختل ..
أي رُعب هذآ إللي تسبب به هآلرجّآل لـ أخته إللي على الأغلب مآقررت قرآر سفرهآ لـ مصر وتركهآ للسعوديه إلآ هروباً منه !
إخفآئهآ لحملهآ ومشقآته .. إخفآئهآ لـ ألمهآ النفسي وأفكآرهآ المضطربـه ..... هو الوحيد المتسبب فيـه , هو دون غيره !


كآن بعصمته ثنتين من أشد النسآء فتنـه , يعترف عُمر أن رآئف رجل محظوظ ولكنـه معتوه ..
ترك وآحده منهم بـ ألم نفسي عميق وجرح غآئر وخوف على الأغلب إنه بيعض أصآبعه ندم لسمآحه التسبب فيه ..
والثآنيه أياً كآن خطأهآ فـ بـ التأكيد إنه إنتقم منهآ لنفسه أشدّ إنتقآم ... تركهآ بـ نفسيّه مُحطمّه فوق تحطمّهآ السآبق وجسد مشوّه ...... ورحِم ضآمـر !

أمسك بكلتآ يديهآ مشدد على أصآبعهآ قآصد إيصآل المغزى لها بقربه منهآ ووجوده معها وإن أبت ... هو أخوهآ الأكبر ... سندهآ , هو الظهر وهو الحمآيـه
....: لآ رآئف ولآ غيره يقدروآ يمسّوآ شعره منّك .. مجنونه إنتي !
....: بـ الله عليك يآعُمـر , متئولش لـ بآبآ ولآ مآمآ
أطبق فمه بـ أسى وإنهزآم مستسلم , همس بـ إحبآط: مآشــي
إتسعت عيونهآ ثآبته بعيونه تسأله الصدق: بجد يآعُمـر !

....: بجـد , بس فيه وآحد مينفعش تخبي عليـه
أعقدت حآجبيهآ إستفهآماً ليرد هو مكمل: نجـم أفندي
حور: ...........
عُمر: دآ بئآ إللي هيطيّن عيشتنآ كلنآ وهيخربهآ بجـد وهو لسه لحد حآلاً ميعرفش بموضوع طلآقك
حور: يآسلآم ؟ وعآوزني أقوله عشآن ييجي يهدهآ فوق رآسنآ
عُمر: وإحنآ مآلنآ ! يهدهآ فوق رآس رآئف وإللي خلفوه ههههه

أطبقت فمهآ مبوزّه تنآظره بلوم ليرد هو مكمل بآسم: إفهمي , مهو هيتعصّب أكيد ويبهدل الدنيآ بس إنتي فوراً إلحقيـه بـ الخبر التآني وإنه قريب هيكون خــآل
إتسعت عيونهآ بدهشه بآسمة بذهول غير مصدقه هآمسه: يخربيت دمآغك إنـــت
عُمر: هههه صدقيني إحنآ مش قد أخوكـي نجــم


/
/


بـ مجلس إجتمع فيه شآيب بـ أوآخر سبعينآته وإثنين من الرجآل وشآب وآحد وثلآث مُرآهقين ..
كآن الشآيب في عآلم آخر .. تشوش بصره عن رؤية المحيطين به وضعف سمعه عن أحآديثهم المتدآوله فيمآ بينهم ليتم مضطجع على جمبه الأيسر محرك خرزآت سبحته الزرقآء بتمتمه غير مسموعه في حين إنخرط الأخوين في أحآديث متفرقـه وبين الحين والآخر كآن يتدخل فيمآ بينهم الشآب بـ أوآخر عشرينآته دون إهتمآم أدآءاً لوآجب الضيآفه فقط وحسن المشآركه بـ أحآديث لآتعنيه إطلآقاً ..
جلس بـ الزآويه إثنين من المرآهقين بـ إنشغآل بآدي لأجهزتهم الجوّآله وبـ ركن منفصل جلس الأخير بذآت الإنشغآل للي يشوفه بجوآله مبتسم ... وآضح إنه مجبّـر للجلوس بعيداً مفرداً بسبب سلك الشآحن الممتد والموصول مآبين جوآله وبين القبس بـ الجدآر !

....: متى عآد يآبو محصن بيجينآ محصن ! مو كآفي ! طولت شهور عسلكم
أجبر فمه المشدود على التبسم لتظهر إبتسآمة مجآمله مغصوبه مآسرع مآختفت , أردف من بعدهآ بهدوء: آلله يرزقنآ يآعمّي .. محد كآره
إرتفع حآجب ذآك المُتصّف بـ العمّ معقب بـ غطرسه مقيته: منو إللي بيكره يعنـي .. شدوآ حيلكم نبي ولـد حفيـد

مآعآد فيه من الطآقه شيّ لتحمّل كلمآت عمّه السآمه .. رجل بغيـض ..
يمقته لمقت بنآته الثلآث لـه وإن مآ أظهـر .. هو مجبر على الإبتسآم بوجهه وتحمّل كلمآته وتحمّل الردّ عليهآ ..

إكتفى بـ شده لـ شفتيه المطبقه سريعاً ثم عآد وجهه للجمود مردف: ولد أو بنت كلهآ خيره من آلله ...
سكت لثآنيه أتبعهآ بوقوفه السريع قبل أن يتطآول بـ اللكم المسدد لوجه عمّه مستأذن: شويّ ورآد .... بـ إذنكم

أومأ كلا من أبوه وعمّه إيجآباً بعيون مترقبه إختفآءه دون إهتمآم من الجدّ أو أولآد عمّه الثلآث المنكبين على جوآلآتهم وقوفاً بمنتصف المدخل الدآخلي للبيت الفآصل بين قسمي الحريم والرجآل مخرج جوّآله من سيآلته اليمنى رآفعه لأذنه بعدمآ طلبهآ وسريعاً وصله الإستجآبه ..


....: هلآ وآئــل
....: تغريد علميني , ميسم معكـم ؟!
....: لآ ... من بعد الفطور طلعت برّآ
أعقد حآجبيهآ بعيون محتدّه إنتبآه متشكك: أحد ضآيقهــآ !!
....: زوجة أبوهآ السـمّ عطتهآ كلمتين بس تطمّن دآرين جآبت حقهآ
إتسعت عيونه بدهشه ملتفت حوله ترقباً أردف من بعده بغيظ رآص على أسنآنه: وششش سوت دآرين لميسم !

....: مو لميسم , أقولك أم متعب ضآيقت ميسم بـ الكلآم عن العمليّه وكذآ , وإنت تدري زوجتك مغير تسكت وتبلع الكلآم السمّ مآترد بس دآرين من قهرهآ صفقت هآلحرمه بآلكلآم , عطتهآ كلمتين إنطمت من بعدهآ وبلعت لسآنهآ , حتى أمي وجدتي مآتدخلوآ .. خلوّ دآرين تآخذ حق ميسم تخيل !

إعترآه الذهول غير مُصدّق !
ميسم تتلقى الإهآنه ودآرين تذّب عنهآ !

إبتلع ريقه بتوتر سآئل: دآرين عندك !
....: بـ المجلس الثآني , قآمت تصلّي العشآ
....: أي صلآة عشـآ ! السآعه عشر !!
....: مآرضت تصليه معنآ جمآعه ... تدري دآرين وفوقه مغصوبه تجلس مع أم متعب بسبب جدتي , عمّي متى يقوم أنا وربي ضآيق خلقي أكثر من دآرين



أقفل مع تغريد ينظر النآفوره بقلق تفتك بنفسه الخوآطر وبعقله الظنون ...
علآقته مع ميسم جداً سيئـه ... علآقه عدميّه ...
صآمته دون أدنى مشآركه ...
مرّ شهر ونصف وهمّ متبآعدآن , حآول معهآ التوآصل وهي رآفضه الإستجآبه حتى ولو بتبآدل النظرآت ...

تسمع كلآمه كآملاً منصته له لحين إنتهآءه وتجيبه بـ الصدّ محركه كرسيهآ بمكآن آخر مآيجمعهم ...
وصل الحآل لـ انفصآله عنهآ بـ حمل مخدته ولحآفه يومياً والنوم بـ مكتبه تآرك لهآ الحريّه دون مزآيدة عليهآ أو ضغـط !

انتشله من دوآمآت تفكيره وإنشغآله أصوآت على مقريبه جآهره متدآخله ..
على الأغلب إن عمّه قرر المغآدره ...

تسآرعت خُطآه قآصداً توديعه عند المخرج الخآص بـ مجلس الرجآل قبل أن يضطر لمرآفتهم خآرج البيت عند السيّآرآت بـ إنتظآر زوجته وحينهآ بيطول وقوفـه ... إذ أن الحريم ولحظآت ودآعهـم بدل اليـوم ...... سنـــه !


/
/

 
 

 

عرض البوم صور حلم الحياه   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
العاطفه, والحسد
facebook



جديد مواضيع قسم القصص المهجورة والغير مكتملة
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 02:20 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية