لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > الروايات المغلقة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

الروايات المغلقة الروايات المغلقة


 
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27-01-16, 07:56 PM   المشاركة رقم: 6
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jan 2016
العضوية: 310458
المشاركات: 28
الجنس أنثى
معدل التقييم: هــدوء عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 28

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
هــدوء غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : هــدوء المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: دموع الياسمين / بقلمي

 
دعوه لزيارة موضوعي

الدمعة الرابعة

أنفجر ضاحكاً وهو يلمحها تركض نحوه ..غاضبة النظرات ..مفزوعة الجوارح ..!
جلس على الكنبة محاولاً التقاط أنفاسه وهو يلمح ذاك " الماكر " يخرج من البيت تاركاً ورائه غضب "بلسم" الجنوني يلاقيه وحده ..!
ستموت حقاً من مزاحهما الثقيل ..لن يتوبا أبداً ..رمقته بنظرة نارية وهي تضربه بقبضتها ..بعدأن لمحت دمعاته الناتجة من ضحكه الجنوني ..!
صرخت بغضب ودموعها تنزلق على خديها :
عمر .. لا تجنني انت واخوك الغبي .. حرام عليكم .. سقطتو قلبي .. انا وفاتي ع ايدكم
لم يستطع كبت نوبة الضحك الجنونية التي تمسكت به بعد ان رأى تقلباتها الخائفة !
لم يلق بالاً لثورتها الواقعية والجنون تمّلك جوارحه ليرد بضحكة:
اما شكلك وانت مندهشة ...خيااااال ..مشان المرة الجاي ما تقرأي عن الجن ..بتستا...اااي
قطب حاجبيه بألم وهو يشعر بقرصتها المعروفة بقوتها تخترق عظامه... وتنخره نخراً !
ابتعدت عنه بعد أن فرغت جزء من قهرها في قرصة نارية لم تشهد الامة الاسلامية على مثلها قالت بغضب حانق وهي تمسح دمعاتها العصية :
ضلك مجنون هيك ..ماشي ؟!.. واجني ثمرة جنونك وهبلك انت والغبي اللي هرب زي الجبناء !!
رمقها وهي تدلف الى غرفتها بخطوات غاضبة نارية..يعترف لو لم تكن هي من نُّفذ عليها المخطط لماتت خوفاً ..أخافها بقدر كبير ..!
تمدد على الكنبة بهدوء..مازالت آثار ضحكاته المجنونة ترتسم على وجهه بابتسامة عريضة ..دعك بوجع مكان القرصة..ويكأنها انتشلت بعضاً من لحم اليد ..!
"الماكر" خالد تركه وحيداً يتجرع ثمرة مزاحهما الثقيل..أصلاً قمة الغباء أن تتحد مع خالد في أمر ..لاسيما أن الخيانة عنده كشربة الماء ..!
العنيفة تلك أفرغت كل غضبها بقرصة نارية مزرقة الأثر ..المشكلة أنه لا يستطيع ترك المزاح..تجري في نفسه هذه العادة الكريهة _اذا كثرت _..مجرى الدم ..الهبل والجنون يعطيان لحياته لوناً جميلاً عميق اللمعان ..لولاهما لضاع الجسد في زوبعة العمر ..ولماتت النفس من الهموم..!!
أمسك هاتفه مقلباً بين صفحات "الفيس بوك" ونظراته تتقلب من الحزن الى الفرح ومن الضحك الى الأسى..!
عالم الانترنت مزيج من معادن بشر لا حصر لهم..توافد لكم هائل من مشاعر وحالات تُّجسد عبر رمزيات عميقة ..!
تصفحه قليلاً .. ليكتب اسمها في محرك البحث مُّطلعاً على آخر نبضاتها ..يروقه نزفها رغم بساطته ..تكتب تلك الغائبة خلف عالم الانترنت ..بحس عميق ووجع أعمق ..!
"ويلطمني الواقع بيده الملعونة ،
كلما حاولت الفرار منه "
زفر بقلة حيلة وهو يرى صورة شابة أتخذتها "الغريبة" صورة رمزية ..تحمل بين يديها طفل رضيع ..وهي تركض مبتعدةً عن الموت ..خائفة النظرات ..هاربة بعفافها وحجابها ..وآخر ما تبقى من شظايا حلمها ..!
في عصرنا هذا نفتقد يا أختاه ..الكثير الكثير من الشجاعة التي كانت عند الصحابة لزاما ..لو استطعنا مجاهدة النفس عن المنكر ..وتحسين دائرة العمل ..وتقويم الروح ..لصلح الحال .. وأنقضى عهد بالحزن أُغدق ...لونكف فقط عن التباكي على أطلال المواقع الالكترونية التي لا تغني ولا تسمن من جوع ..لو نّحول تلك العبرات الى أفعال زاهرة ...تساعدنا بدل أن تحبطنا وتكلم أفئدتنا ..نحتاج للكثير الكثير من الوقفات الجادة مع النفس ..!

ضغط على زر رد بعد أن وصلته مكالمة ...
بمرح متجذر في نفسه رد: ألو ..السلام عليكم...يا هلا بالزعيم عبود .. لساتك زعلان مني يا حلو؟؟

قطب حاجبيه بقلة حيلة ..هذا العمر لن يترك طفولته ترحل بسهولة ..ما زال يتشبت بها بكل قوة ..زفر بهدوء ليرد:
وعليكم السلام ..ع راسي أبو عبد الله ..ولك أنا بقدر أزعل من روحي وقلبي ..بس بلاها "حلو" مش صف ثاني ابتدائي أنا ..!
:ههههههههههههههههه .... قلبي انت ..أحرجتني بكلامك الحلو ..بتعرفني خجول ما بتحمل
: هههههههه اه ماشاء الله .. بس بقول الله يعين امك عليك
: آمين يارب ..أصلا هي منبسطة بوجودي بحياتها ..المهم ليش رنيت ..أكيد مش مشان تطمن عليّ..بعرفك مصلحجي !!
:منيح انك فاهمني ..وفرت عليّ كثير ..المهم اذا ممكن بكرا بدي اجي عندك بعد صلاة الجمعة في شغلة بدي اياك فيها ..!
بحب صادق : اهلا وسهلا فيك ..بتنور يا اخوي ..!
:يسعد قلبك
أنهى المكالمة بعد أن ألقى السلام مبتسماً ..لكم يشفق على روح رفيقه المنهكة ..المسؤولية أنهكته بعدأن تركت له الحياة بعد فقدانه لوالده..فتاة عنيدة كثير التمرد..مكسورة الفؤاد..لا ينكر أن "ديم"توجع القلب بضعفها ..الا أنه يراها تبالغ في ذلك وتُّحمل عبد الله فوق طاقته ..لا ينسى آخر حادثة تمرد أعتنقتها الصغيرة عندمادخلا الى مقهى راقٍ في عمان ..بعد الحاحه الطويل ليشد عبد الله للتجربة التي لم يود خوضها يوماً ..والآن يكاد يقسم أن عبدالله كره المقاهي أكثر ..جلسا على طاولة وطلبا قهوة بعد أن داعبت أنفيهما برائحتها العميقة ..كان يتحدث مع عبد الله ومنغمس في ضحكه ..عندما لمح صدمته وهوينظر الى طاولة بعيدة ..التفت بعفوية ليرى الطاولة التي أدهشت عبد الله ..وليته لم يراها ..كانت تضم "ديم"وبعضاً من رفيقاتها الشقيات ..كظم صديقه غيظه على غير عادته ..فقط من أجل طفتله ..ابن ابيه قلبه لا يكف عن النبض من أجل بنيته ..أمتلكت جوارحه ..مرت الحادثة بصخب هادئ ..يوجع قلب رفيقه كثيراً ..لا ينسى قهر رفيقه على حال أخته ..وثرثراتها المتوجعة التي كان المستمع الوحيد لها ..روحه ..!
يعترف الآن وبعد رؤيته العميقة لحال صديقة.. أن للوالدان قدرة عجيبة على ترتيب توافد الايام..بدقة لا تستطيع ادراكها ..!
زفر بقهر وهو يعاود دعك مكان القرصة ..بحق آلمته تلك الشقية ..توجه الى غرفتها مصطنعاًالندم ..طرق الباب بأدب يخلومن طباعه الفوضوية ليصله همسها الغاضب سامحاً له بالدخول ..!
تأمل غرفتها الفوضوية وألوانها المتجانسة بين الأخضر العشبي والزهري الفاتح تجذب العين لجمالها الخلّاب الأسرة الثلات تملأ الغرفة ..وكلهن يفتقدن لصديقاتهن ما عادا واحدما زالت تستوطنه بلسم بعد غياب أختيها في عش الزوجية ..جلس على سرير "ملاك"أخته الكبرى وهو يتأملها مولية أياه ظهرها منهمكة في مراجعة دروسها ..مكتفية بالزعل العميق..كتم ضحكته لكيلا يغضبها أكثر قائلاً بهدوء : بلسومتي ..لا تصيري حساسة هيك ..كنا نمزح معك ..لاتلوميني اذا ضحكت بس والله شكلك وانت هاربة من الغر..
توسعت عيناه منصدماً من وجودها أمامه ..واضعةكلتا يديها على فمه ..قائلة بقهر وهي تصك أسنانها بقهر :
عمر لا تخليني أرتكب فيك جريمة..شكلهاالقرصة ماوجعتك..بدك بعيدها.؟! .وخالدوالله ليلقى جزاءه ..ولامي واصل الحكي ..وبتشوف ..!
رد بضحكة بعدأن أبعدت يديها : والله اسفة ..اصلا مسكين اللي بعلق مع الست بلسم ..بس بتعرفي ..بتستاهلي مشان المرة الجاي ما تضلك تخوفي اخوك الصغير بقصص الجن !
مد لسانه لها منتشياً وهويرى تقلباتها الغاضبة ..ليترك لها من بعد ذلك مسرعاً الغرفة ..متأكداًمن زوبعة الغضب التي سيلقاها ..!

.........................................................

يَتيمة الوالد ..كسيرة الجانب ..مخنوفة الشهقات ..كثيرة الزفرات ..ملتاعة الجوانب ..ما من شيء أشد في الدنيا من اليتم ..انه مرارة قبل الانكسار ..وبعد الانكسار تكتمل معزوفة الفقد بالبكاء المالح ..والدمع المتواصل ..يقف اليتيم وسط الطريق ..ذاهل النظرات ..كثير العبرات والشتات يملأ قلبه فيلقيه في كل وادٍ بلا رحمة ..أن تفقد أباك ..يعني أن تفقد نصفك قبل الممات ..أن تفقد بوصلة قلبك..ومنظار روحك ..ومرشد نبضاتك ..!
أيا أبي ....
وينزف الدمع كالسكين من عيني
ويحرقني
وبالاسى جيوشاً على قلبي
فتخنقني
لماذا كان حقاً
أن يغيب الآن في جوف الثرى نصفي
ويتركني
أسامر ماضيا بالحب أغدقني
وكنت أحب أن تبقى
تلاعب ابنتك
وتسامر قلبها بالود ليحيا
وتنثر الزهر على خديها
وترشد قلبها الى صدرك المحبوب
لتتلقاها بكلتا يديك فترعاها
في كنف حبك الأسمى

لمن غادرتني...؟!
وانا التي مازلت أحتاج وجودك جنبي
أهان عليك تركك اياي خلفك وخلفي
أم أن القلب قد تغير عليّ ..ليقتلني
لماذا لم أكن أدري
بأن الليل خبأ في زوايا عتمه حتفي
وتربص بحقد ..فأنقض على قلبي
وأن الصبح لن يأتي
ولن أصحو على غير الدجى
يلقي بالاشراق بعيداً عن صفحة وجهي
أيا أبي ..
هنا تجري حكاياك التي قد ذوبت قلبي بما فيه
وطيفك الخلاب ما زال يسكنني ،ورغم البعد يا أبي
أناجيه
كأن روحك مازلت تستوطن أعماق قلبي
تخفف عن فؤادي ما يلاقيه
فكم قتّلت في أفراحها حزني
وكم مزقت في ضحكتاها عبراتي
وكم قاسمتني على فراش التعب ماأعانيه
أيا أبي ...
سقاك الموت كأساً ليتها كأسي
وسرقكك مني
وكأن القلب يجرع مر ماضيه
وما فيه
بحر من الاسى والتيه
فكيف اليوم يا أبي أواسيه
وها أنا في بساط الدمع أطويه
لمن سأبث أحزاني ؟!
ومن سيحتمل أشجاني ؟!
غيرك يا حبيب الفؤاد كل الدنيا جائرة
أيا أبي ..أيا أبي
لعل البرد في عمق هذا القبر يؤذيك
ولعل جنود الظلام باتت تنسيك
نفسك ونفسي
وتزيدك بالبعد عن حسي
وتقتل قلبي أكثر
يا الهي ..
أُكتب له نور ليأنس في دجى العتمة
خطت آخر حرف من قصيدتها المبتورة دامعة العينين ..ملتاعة الجوارح
لكم تفتقد للأمان في حياتها ..باتت تخاف على روحها من الهلاك تحت لعنات الحزن ..لا بد أن تفعل شيء مجدي في حياتها ..مبعدة بذلك الأشجان عن طريقها ..تمتمت بحبور وهي تقف تاركة القلم يستلقي على مكتبها الخشبي بجانب دفترها الأسود المزين برسمة فنية من رسمها ..بألوان زيتية خاطفة للأنفاس ..رسمت قمراً بهياً بالغ النقاء يتوسط عتمة الليل الحالكة والنجوم تتراءى من حوله وكأنها شذرات نورانية مصدرها هو..!
توجهت الى خزانتها وهي تفتحها بهدوء لينتشر عبق الياسمين فيملأها حباً لا ينطفأ ..وقفت على أطراف أصابعها وهي تسحب صندوقاً مخملياً خمري اللون فاخر الطلة يزيد فخامته بعض "الخرزات" الفضية ..التي ما زال بريقها يشع ..توسطت الأرضية الباردة وهي تمسكه بكلتا يديها ..تنهدت وابتسامة دافئة حزينة الملامح ..شقت الطريق على وجهها لتملأه نوراً دافئاً
فتحته بلطف ..لتخرج منه وريقات مصفرة أكلها الدهر لينشر عبقاً عتيقاً..وبعض الصور المحملة بالذكريات التي تقتلها كلما تأملتها ..كادت تبكي ..تحاملت على نفسها مبعدة الذكريات النافرة عن وجهها ..توجهت أناملها الرقيقة الى حيث ترنو ..لتُخرج محفظة خرزية يديوية الصنع ..فتضمها الى صدرها بحب متجذر في اعماقها لتقبلها كثيراً..ورائحة الماضي تتغلغل في ثناياها محدثة صخباً لا يضمر ..كادت تكمل مسير العودة الى الذات ..لولا سماعها لصوت خالتها الحبيبة تناديها بحب ..!
تذكرت أنها قالت لها عن قدومها اليوم فزوجها ذاهب الى سفر عمل..وهي وابنتاها "سمر" و"ميس"قررنّ أن يبتنّ عندها ..نافيات بذلك غيث عن منزله ..!
نزلت الى صالة الاستقبال بحماس وهي تلمحهن ..ابتسمت بفرحة حقيقة وهي تقترب من زوجة عمها لتدس نفسها في حضنها مستنشقة بذلك حناناً غاب عنها خلف تلابيب الفقد ..قائلة بحب :
يا الله قديش اشتقتلكم ..يا ماما..والله نورتو منيح انو عمو اجاه شغل برا.!
أتبعت جملتها الأخيرة بضحكة عذبة ..لتمسح تلك بحنان على شعرها الكستنائي اللامع وهي تقول بحنان مصفى وحب مخلوط بشجن عميق اتجاه الصغيرة :
يا عمري ..والله واحنا اشتقنالك رحيل ..بس والله مشاغل الحياة يا ماما ..!
نعم أعتادتا على قول "ماما" رحيل كانت طفلة من عمر سمر عندما تجرعت الفقد ..كانت صغيرة ..لا تعلم من الدنيا سوا اللعب بالدمى والضحك الطويل ..أولاً غابت الأم عن حنايا البيت..بعد أن انفصلت عن زوجها ..مشتتة بذلك قلب طفلين صغيرين
ثم وبعدأن سكب أباها على قلبها دلالاً وحباً وحناناً ...فقدته الى الأبد فهي اليوم ان كانت لا تزال تزور امها اللامبالية فأباها غدى تحت التراب لا يسمع حساً ولا يشعر بشجنها ..تأثرت بفقده كثيراً..تغيرت جذرياً..لم تعد تلك الصبية الحالمة المليئة بالحياة..فقدت الكثير من بريقها ..وكانت مشاكل العائلتين لها دوراً كبيراً في سحق آخر ماتبقى من أحلامها
وها هي اليوم أضحت رمادية الفكر ..ينزف قلمها شجناً كبيراً ..متعب ..
..مسكين هو قلبك ياطفلتي ..تتتابعت الخيبات عليه لتشكل نسيجاً سميكاً أبعد الارتياح والأمان عنه ..لكم أشفق عليك ..!
أخرجها من فكرها صوت ابنتها المرحة ..قائلة بحنق تمثيلي :خلص عرفنا انكن بتحبن بعض ...مشان الله رحيل ميته جوووع ..!
ابتسمت رحيل لميس بعد ان ابتعدت عن حضن أمها لتقترب من الفتاتين وكأنها رأتهن حالاً قائلة بهدوء موجهة أنظارها لميس:طيب سلمي ع الأقلية
لم تتركها تكمل جملتها لترد بشغب: بدي اوكل بعدين بسلم ..انت سلامك طوييييل
ضحكن بهدوء ..لتقول رحيل : سمر تعي نعمل أكل ..وأنت يختي أقعدي مع ماما وما توجعي راسها بحكيك الكثير .!
.................................
:رنييييييييييييييييم!!
خرجت من المطبخ بسرعة ..وهي تسمع صراخ أمها لتتوجه الى غرفة الجلوس ..وقفت عند باب الغرفة ناظرة الى أمها بمعنى "نعم " ..أقترتب من أمها لتجلس بجانبها على "الفرشة"
بعدأن أمرتها بمكالمة أبيها ..مكرهة ..ألتقطت الهاتف من بين يدي أمها لتضعه على أذنها ..قائلة بهدوء بارد الملامح: السلام عليكم
وصلها صوته مشتاقاً :وعليكم السلام..شلونك يبه رنيم؟؟
: الحمدلله
لم تزدولم تنقص على " الحمد لله "مجردة من كل معاني الاشتياق ..أصلا متى عايشته لتشتاقه منذاندلاع الثورة قبل اربع سنوات عاد الى دياره الأصلية ..بلاد الحرمين الشريفين
عائداً الى أحضان أمه الحنون ..ليصدمهم بزواجه من الثانية ..لم تنقم عليه بالزواج بالثانية يوماً ..هذا حكم الله ولا اعتراض عليه ..ولكن مبدأه كان خاطئاً مجرداً من المشاعر العادلة ..فلم تزوج أمها ان كان يفكر بتركها ..لا تنكر أنه رفيع الخصال اذ ما زال يرسل اليهم الأموال ويكلمهم كثيراً ..وترك لهم بيتاً راقياً..متناغماًمع جمال دمشق ولكنه تركهم يواجهون حقارة الزمن ..والظلم والخوف وحدهم من دون رجل ..!
تتذكر أن زواجه هذا أحدث في جوف أمها كسراً لا ينجبر ..ولكن حبها له تمكن من قلبها ..لن تسامحه على تركها ..لم تشبع من حنانه ..فلم رحل وهويحمل في قلبه كماً هائلاً من العواطف الجياشة ..!
أخرجها من دوامتها صوته المتلهف :سمعت انك تكتبين خواطر ..؟!
وكأنها ضربها على الوتر الحساس لتتبدل نبرتها من البرودالى الحماس قائلة بفخر:
ايه ..ايه ..بلقبوني رفقاتي بالمدرسة "الكاتبة الصغيرة"
أبتسم لحماسها ليرد بحب عميق: ما شاء الله عنها بنيتي ..ترفعين الراس ..بنت أبوها
ان شاء الله بكرا تصيرين أحسن كاتبة وأشوفك ع التلفزيون..!
............................
ابتسمت بارتياح وهي تسمع استرسال أختها بالتحدث مع والدها ..عبقري بالتعامل ..عرف كيف يشدها اليه ويشعرها بالاهتمام عن بعد..ابتعدت عن غرفة الجلوس متوجهة الى غرفة النوم..لتتوسط كومة كتبها وهي تجدد النشاط..الثانوية العامة تفتح يديها مستقبلة اياها ..ولسان حالها يقول "هلم الى الحلم" وهي لن تضيع الفرص ..!

 
 

 

عرض البوم صور هــدوء  
قديم 27-01-16, 07:57 PM   المشاركة رقم: 7
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jan 2016
العضوية: 310458
المشاركات: 28
الجنس أنثى
معدل التقييم: هــدوء عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 28

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
هــدوء غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : هــدوء المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: دموع الياسمين / بقلمي

 
دعوه لزيارة موضوعي

الدمعة الخامسة
أوراق من المــاضي








"...تنظر اليه فاغرة الفاه ودموعها تتساقط على وجهها بغزارة وهي تسمع نصل كلماته مغروزة في خاصرة قلبها
:امك ما بدها اياك ..افهمي يا رحيل ...وبصرخة:افهمي !!
اقترب منها بقسوة متألماً على حالها ..هزها بعنف موجوع قائلاً بدمعة :
ما بدها ايانا ..بالعربي الصريح حكت لأبوي خلي ولادك الك ..بدها تعيش حياتها حرة..من دون ما ننغص عليها فرحتها ..بكرا بتتزوج واحد تاني ..وانت ضلك عيطي عليها ..اللي باعك بيعيه
قطع سيل حروفه القاسية صوت حانق يصرخ به بجزع :
غيث بكفيي...اترك رحيل من ايدك..لا تكسر قلبها
جثت على ركبتيها ..وهي تشهق بمرارة ودموع عينيها الملتاعة تجانست مع المطر..وكأن السماء بكت لبكاءها صرخت بلوعة :
اااااه يا ماما ..لا تتركيني !!"


"....صرخت ببكاء وهي تهز رأسها وشعرها الحريري يتحرك مع اهتزازاتها ودموع عينيها تنزف قائلة :لا بابا ..لا بابا..مشان الله لا تخلي ماما تروح ..بموت بدونها ..ما بقدر أعيش ..!
أقتربت منه لتدس رأسها وسط صدره مفجوعة من الفقد ..لتتشبت به أكثر ..قائلة بلوعة وهي تشهق :ياا رب خدني لعندك ..بابا يا حبيبي رجع ماما .."



"...تجاوزته بحزن بعدأن سمعت اهانته العاشرة على التوالي ..مصبرة نفسها لكيلا تنقض عليه فتخرمشه ..متحولة الى لبؤة ثائرة لوجعها ..!
وصل الى مسامعها صوته قائلاً : امك يا أخت متدايقة منك ..بكفي ثقلةدم
لم تستطع كبح جماح غضبها ..اقتربت منه بقوة وهي تضربه بعنف على صدرة قائلة بمرارة ودموعها تتساقط : خلص بكفي كذب عمران ...لا تحكي عن ماما هيك ...أكملت بحرقة :
أنا بكرهك كتيييييييير يا حقود "



"..أرتمت على صدر خالتها لتلف يديها الناعمتين على وسطها وهي تشكووجعها بعنف :
خالتو بضلهم يوجعوني بكلامهم ..خلص ما بدي أضلني هون ..بدي أروح عند بابا ..!
مسحت على شعرها بحنان وهي تبكي الصغيرة..لكم تشفق على شتات قلبها ..صغيرة على كل هذا الوجع
:خلص يا عمري ..خلص لا تعيطي ..بصير اللي بدك اياه "



"..ألقت برأسها المثقل بالشجن على صدره ..غير مصدقة..ستنهار حتماً..ميتة لا محالة
..بكت بضعف والنحيب يملأ قلبها وجدران الغرفة تبكي لضعفها ..همست بخفون وقواها أنهكت بعدأن أغتصبها الحزن :
بابا..لا تروح وتتركني ..ااااه يا بابا ..رح أموت من دونك"

.................................................. ......

أبتسمت بود وهي تستمع لثرثرته الطويلة ...همست بود
:حمودة ..شكلك بالع راديو ..مالك اليوم ..صاير كتييير حكي !!
بنبرة "زعلانة"رد:يوووووه الله يسامحك ..هاد لاني معتبرك صديقتي وعم حاكيكي
توسعت ابتسامتها : وكمان صاير دلووع ..يا سلام !!
ضحك بهدوء :شايفة تطورت ..!
أغلقت منه بهدوء بعدأن ألقت السلام ..تنهدت براحةوهي تلقي برأسها على سريرها
في مراهقتها أوقعت الكثير من الشباب في شباك حبها مستعينة بجمالها الباهر ..تعلم أنها جميلة ..جميلة جداً ..بعينين واسعتين ممتلئتان بزيتون القدس ومسحة حزن دمشقية ..أعطت لعيناها سحراً لا ينفذ ..وفتنة لمن لا يفتن ..في عينيها تناغم ساحر ...وعدت نفسها الا تعود لما ما فات من عصيان ..وهي تلمح كدح حبيبها وأبيها أخيها وكل شيء في دنياها ..ولكن الوحيد الذي لم تسطع تركه ذاك الشقي "أحمد" لا تستطيع تركه ..رابطة غريبة تجذبها نحو مكالمته ..لا تحبه ..ولكن شيء ما في أقصى قلبها ينبض كلما سمعت صوته ..!
أستوت جالسة وهي تسمع صوته الغالي على قلبها يناديها ... رتبت كنزتها الصوفية المنسوجة بلون الزهر بعفوية تامة ...فتحت باب غرفتها بهدوء ناعم وهي تلمحه متجه نحوها ..ابتسم بحب وهو يراها مقبلة نحوها..يااااه لكم اشتاقت لهذه الابتسامة ..لا تدري أي غباء كانت فيه حينما ضيعت تلك الابتسامة من بين يديها ..ولكنها تعلم أنها لن تضيعها مرة ثانية..ابتسامته الرقيقة أغلى ما تملك ..أقتربت منه باحترام لتقبل يده بحب متجذر ..أستنكر فعتلها مبعداً يده
:ايش هاد يا ديم ؟! ..بلا هبل !
شدته من يده ليتوجها نحو الأريكة البنية ..فيجلسا ..وضعت رأسها على كتفه لترد بنعومة وكأنها لم تسمعه:
جمعة مباركة يا قلبي ..تقبل الله !!
مسح على شعرها بود ليقول:
منا ومنك صالح الأعمال دمومة قلبي ..امممم اليوم رايح عند عمر ..بدي اوديكي عند خالتي!!
تجهمت ملامحها لترد عليه بعدأن أبعدت رأسها عن كتفه :نعم!!
لمح زعلها ..لم يهتم ..كثيرة الزعل ..قليلة الرضا ..سكب على قلبها دلعاً كثيراًمنذ صغرها وها هو الآن متعب في ترويضها ...غيّر الموضوع قائلاً:
.كيف دراستك ؟!..ان شاء الله أمورك تمام
تنهدت بقلة حيلة بعد أن أرجعت رأسها على كتفه ..وهي تدرك تجاهله لزعلها
:هيني الحمد لله ..منهكة ..بتعرف آخر سنوات التخرج متعبة
: هانت يا قلبي ..بكرا بتصيري محامية قد الدنيا
رفعت رأسها بحماس وعيناها زادتا لمعة كلؤلؤة للتو أدركت العالم الآخر
: يا الله يا عبد الله ..مش متخيلة حالي أتخرج..الحمد لله ..ثم أردفت بانفعال أعمق :
ههههههه بس تخيل مكتب المحامية ديم !!
أبتسم لها بحنان وهويقول : ان شاء الله يا بنتي بتصيري أحسن محامية
لا يدري لماذا نطق ببنتي ..أيريدأن يعوضها عن نقص الاب ؟!
أم أنه لمح خلف حماسها شبح حزن عميق ينصل القلب بقسوته !!
كل ما يعرفه أنه يشفق على طفلته الكبيرة !!
..................................
بَكى مِن قَهْريَ القَهرُ
وأشفَقَ مِن فَمي المُرُّ
وَسالَ الجَمْرُ في نَفْسي
فأحرَقَ نَفسَهُ الجَمرُ!
بِكُلِّ خَلِيَّةٍ مِنّي
لأهلِ الجَوْرِ مَحرقَةُ ُ
تُزمجرُ : مِن هُنا مَرّوا.
وإنّي صابِرٌ دَوماً على بَلوايَ
لَمْ تَطرُقْ فَمي شكوايَ
لَو لَمْ يَستَقِلْ مِن صَبْريَ الصَّبْرُ!
وَلَستُ ألومُهُ أبَداً فَرُبَّ خِيانَةٍ عُذرُ!
أَيُسلِمُ ذَقْنَ حِكمَته
لِكَيْ يَلهو بِها غِرُّ؟!
أيأمُلُ في جَنَى بَذْرٍ
تُرابُ حُقولِهِ صَخْرُ؟!
أُعيذُ الصَّبرَ أن يُبلي
ذُبالَةَ قَلبهِ مِثلي
لِلَيْلٍ مالَهُ فَجْرُ!
***
أُشاغِلُ قَسْوَةَ الآلامِ:
ما الضَيْرُ؟
سَتصحو أُمَّتي يَوماً
وِعُمْري دُونَ صَحْوَتِها هُوَ النَّذْرُ.
فتَضْحَكُ دَورةُ الأيّامِ:
كَمْ دَهْراً سَيْبلُغُ عِندَكَ العُمْرُ؟!
أَدِرْ عَيْنَيكَ..
هَل في مَن تَرى بَشَرُ ُ؟
وَهَلْ في ما تَرى بِشْرُ؟
بِلادُك هذِه أطمارُ شَحّاذٍ
تُؤلّفُها رِقاعُ ُ ما لَها حَصْرُ.
تَوَلَّتْ أمرَها إِبرٌ
تَدورُ بِكَف رقّاعٍ
يَدورُ بأمرِهِ الأمرُ.
وما من رُقعَةٍ إلاّ وَتَزعُمُ أنَّها قُطْرُ!
وفيها الشّعبُ مَطروحٌ على رُتَبٍ
بِلا سَبَبٍ
ومقسومُ ُ إلى شُعَب
لِيَضرِبَ عَمْرَها زَيدُ ُ
ويَضَرِبَ زَيْدَها عَمْرو.
مَلايين مِنَ الأصفارِ
يَغرَقُ وَسْطَها البَحْرُ..
وَحاصِلُ جَمْعِها: صِفْرُ!
***

أحمد مطر




الليل بظلامه ينهك القلوب المتوجعة ..يغدقها حسرة ..ويعمي عينا فؤادها عن التبصر ..ليتركها هالعة خائفة لا تعلم اين تذهب ولمن تذهب وكيف تذهب!
ظلام الليل وبرودته زادتها لوعةفأنتحبت بعمق وهي تحاول للمرة الالف مع شقيقتها لتهرب من الموت ..هه ..اي هروب هذا الذي سيلقي بهم في مهاوي الجحيم!
تكلمت وهي تلمحها تتمشى في وسط الشارع بعنادة ووجع عميقين
: لك رنيم ..دخيل الله اطلعي ع الباص .لا توجعي قلب ماما ..مافيّا تتحمل أكتر ..
هزت رأسها بحسرة ودموع عصية غطت ملامحها..فكرةأن تصبح لاجئة ..تفقدها صوابها ..لن تحتمل الابتعاد عن سوريا ..ستكون مخطئة ان ادعت حبها ..لانها تعدت الحب ودرجاته
صرخت بها بعنف وهي تهزها
:انت هبلة شي ..هدولي ما رح يرحموني..رح يقتلوني بس مو برصاصن..رح يقتلوني ع البطيء..ورح تكون نهايتنا الموت بحسرة وندم وكتتيييييير كتييير من الوحدة..عن سوريا ما رح ابعد !
وكأن السماء شاركتهما النحيب وهي تلقي بدموعها المواسية على جسديهما..نادتهماالام من الحافلة
:يلا يا بنات النظام اعطوني مهلة 3 ساعات ..مابدنانخسرهن..بدنا نوصل على الحدود بكير
..الله يحامكن!

شهقت بفجيعة وهي تغطي بكفيها وجهها المنتحب ..شعورها بالحزن سيقتل قلبها ..!
كيف لي أن أغادر بيتاً تشعب حبه في قلبي حتى غدامني ؟!..اه.... كيف لي أن أتركني ؟!..رباه اني أشعر بفقدي لحياتي ..لن أحتمل الابتعاد عن سوريتي ..لا أريد أن أعيش كلاجئة..أعتدت أن ألمح كينونتي ترافقني كل صباح ..فتشعرني بالاعتزاز؟!..صدقوني سأفقدها ان رافق اسمي لاجئة..لن يحترمني أحد ..سأصبح محض "نكرة " على هامش الحياة..لم أتخيل يوماً أني سأموت متجمدة في خيمة لا تحترم انسانيتي ..أو أن أموت على يد جندي جائر معاقباً اياي على هروبي من الموت الى الموت ...رباه أيدني بصبريساعدني على تقبل واقع سيسهزق روحي كمداً ..رباه ذاب القلب من لهيب الوجع ..وأستيقظت نار الحرب في قلب سوريا ..فأنصهرت أركانها ..كل يوم نفقد جزء منها..وهاأنااليوم سأفقدها كاملة..أوأنها ستفقدني ..مهاجرة ..تاركة اياها من خلفي تصارع الوجع وحدها ..أثقلتها الهموم لن تحتمل أكثر ..ستتمنى لوأنها لم توجد يوماً ..ستلعن فتنتها التي أيقظت شهوة الحرب في قلب كل ناقم ..كل جائر ..وستبكي أبناءها الراحلين عنها ..رباه ترى عبادك يتقلبون ليلاً على فراش الأسى ..متلحفين بدموعهم ..يكاد أنينهم يقتل آخرما تبقى من الصبر ..ألقي عليهم باطمئنان يساعدهم تجاوز محنتهم..لن تخذلني يا الله ..وأنت تسمعني أناجيك ودموعي أغرقتني !
رصاصة قناص تعدت كل الموجودين لتصيب قلبها ..وكأن الله استمع لمناجاتها ..ولمح الصدق في مقلتيها ..ليختار لها أفضل ما يمكن أن يناله مظلوم في دنيا توجع القلب بلا هوادة..!
أطلقت صرخة متألمة وهي تضغط بكفها مكان الرصاصة لتسقط أرضا ..وصل مسامعها صوتها ..الحبيبة ..أمها من تملك تحت قدميها جنة حان الوقت لتلقاها ..سمعتها تنتحب وهي ترمقها ووتين ومجموعةمن الأهالي من على الرصيف ..كادت الأم أن تخترق الصفوف لتصل طفلتها..جميلتها الحالمة..ولكن يد الشيخ منعتاها ..قائلا بحنكة رجل عايش الحرب وعرف تفاصليها
:لا يا بنتي لا تروحي..القناص عم يصوب ع مكان محدد ..مانّا مستعدين نخسر روح تانية
"نخسر روح تانية " أصابت قلبها ..أخسرتها حقا..لا لن تقبل ..انها فلذة فؤادها ..
صرخت بفجيعةأم وهي تبكي :
فرجك ياااااااااا الله
أما عن تلك فقد تلفحت بدمائها وهي تتوجع ..لامحةأختها وأمها تحاولان ابعادأيدي المانعين من الوصول اليها
: اتركوني..اتركوني ...بدكن اياني اترك اختي تموت ..لكن مشان الله حسوا فيني
كادت تفقد وعيها ..لتبعدهم أخيرا راكضة الى رنيم ..ملقية بجسدها عليها ..منتحبة بقوة
رأتها تبتسم ولمحت الطمأنينة في اغماضة جفنيها ..وكأنهاعروس من الجنة ..نائمة برقة وهدوء
حملت جسدها الهزيل الصغير ورصاص القناص يتعداها..ويكأنه ..يلقي بلعنات الحزن عليها
وصلت اخيراالى بر الأمان لتضعها أرضا فيلتف الاهالي حولها
فقدت وعيها واخر ما سمعته همس الشيخ المتوجع قائلا :بعتزرمنكن ..رنيم شهيدةجديدةمشان هل الوطن

 
 

 

عرض البوم صور هــدوء  
قديم 27-01-16, 08:18 PM   المشاركة رقم: 8
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jan 2016
العضوية: 310458
المشاركات: 28
الجنس أنثى
معدل التقييم: هــدوء عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 28

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
هــدوء غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : هــدوء المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: دموع الياسمين / بقلمي

 
دعوه لزيارة موضوعي

الدمعةالسادسة
انتفاضة جرح

،

عندما تتكالب الجراح على القلب المنكسر ..تملأ النتوءات بعصارة شجنها المتخثر ليصبح صلب خارجيا..كثير الهشاشةمن الداخل ..هذا التكوين الجديد لن يحتمل مؤثراً اخر لينفجر
عندأول عثرة سينتفض لتتراشق جدران الروح ببقاياه !

يتأمل زخرفة الأريكة المتمثلة بنقوشات ذهبية تتناثر على الأريكة البنية بشرودخالص ..لا يعرف له داع ..ولا يعرف منه هروبا ،أنصتت أذنا قلبه لصوت أم رفيقه تكلمه ..وترتب له الضيافة بكرم سخي ..يفتقد أمه بشدة ..يشعر بخواءكبير في روحه يتزايد كلما لمح بعضاً من الأمهات ..تركته صغيراًبعد وفاة والده ..لتتزوج بآخر ذو مال كثير ..لينقلها معه الى "دبي"هنالك حيث متاع كل من يريد الحياة وزينتها ..لا ينكر!! ..كانت تكلمه كثيراً وتربت على روحه ..ولكن عندما بدأت بانجاب الأطفال ..أنخرطت في سرب حياتها الشخصية !
اهٍ يا أمي ..كيف لك أن تخلقي في قلبي شرخاً متفرع الأطراف لا يخبو ولا يضمحل ؟!
ماذا فعلت لأفقدك هكذا ؟! وأفقد بسمتك المتوكأةعلى عصا الحب ؟!
لم أكبر بعدعلى حبك وافتقادك .ما زلت طفلك ..ذو الثلاثة عقود ..اشتاقك

انتبه على شروده حينما لمح عمر يلج غرفة الضايفة محملاً بطبق الفاكهة وابتسامة لذيذة تشق طريقها على وجهه
: هلا هلا بالزعيم ..نورت الدار بوجودك !
جلس بجانبه وهو يمسك السكينة بين كفتيه ليقشر التفاحة بكرم عميق ليردف
: بتحبش الموز صح ؟!
أومأ رأسه دليلة الاجاب ليفتح عينيه الخضروايتن بصدمة حينما سمع رد رفيقه المجنون فعلياً
:خايف أفكرك قرد ..تطمن بدون ما تاكل مبين عليك انك قرد مع هل العيون !
رفع حاجبه راداً: ما شاءالله بتسبني وأنا بعقر بيتك !
بمرح لا يكاد يفارقه : بسبك لو انك بحضني
كشر : انطم ..قليل أدب
بابتسامة طفولية: ع فكرة تربية امي وأبوي
:استغفر الله ..لسانك مش طبيعي ..!
: احكي ما شاء الله
:ما شاء الله ..ما شاء الله ..تطمن الكل بنحسد الا أنت
اطلق ضحكة مجلجلة وهو يلمح اكفهرار ملامح عبد الله ..لا يستطيع الا أن يستفزه ..يعشق ملامحه الغاضبة ..لا يستطيع أن يذر مزاحه ..أضحى متجذراً في روحه ..جميل أن يكون في الحياة بعض من الجنون ..يمقت الحياة الرتيبة المثالية !!
تنهد بحب ليلتقط انفاسه بعد الضحك وهو يلتقط حبة موز وي كأنه يبرهن لصديقه أنه هو القرد ..قائلاً:
ها ايش الموضوع اللي بدك اياني فيه ؟!
استنفرت ملامحة بعد الاسترخاء ..مثلة لا مقاس للاسترخاء يناسب أجسادهم
: احم ..تتذكر اللي بعتولي بالتهديدات !؟
يحثه المتابعة بايماءت رأسه وهو يبتلع ويمضغ اللقيمات
ليردف ذاك
:يوم الاتنين بعتلي واحد انو نهايتي قربت ..وآخريتني ع السجن ..مطعون من أقرب الناس الي
عقدحاجبيه دلالة الاستنكار قائلاً: كيف ..شو بحكي هاد ؟!
ألتقط هاتفه قائلا:استنى أقرألك المسج
تأمله وهويقلب بالهاتف ..لكم يشفق عليه ..المشاكل كثثيرة ومتتابعة تلقي على كاهله بعدأن تشترك في قسوتها مع الصخر .. هذا الشاب ..شابت ملامحه وهو لا يزال بالعقد الثالث من عمره ..لم يرى من ربيع شبابه سوا الحشرات الضارة !
: اسمع شو بحكي
" اهلاً بالكاتب المبجل " عبد الله القمر " ما بدي أطول عليك لاني بظن انك مليت رسائل من هل النوعية ..بس بحب ابشرك انو قربت نهايتك ..بشكل ما بتتوقعه ..من أقرب الناس الك..وهذا وعد واستناه "
:شو اسمو ؟!
: باعتلي رسالة sms وحاظر رقمو
:طنش!!
: هيك ببساطة ..بتعرفني شخصية قلقلة
:هي مشكلتك..هدول بس بدهم يزعزعوا ثباتك
: مش بايدي بخاف ع ديييييم كثييير ما الها بعدالله الا أنا ..خايف ع قلبها ينكسر من بعدي ..ما بتحمل دموعها
بوحه الرقيق أجبر صاحبه من الاقتراب منه أكثر ليربت على كتفه قائلاً:
توكل على الله ..ما بصير الا كل خير ..بس انت حاول هي الفترة تقلل كتابة ..وخاصة بالسياسة
:بس..
: أنا ما بطلب منك عدم الخوض بالمرة في السياسة ..لاني تناقشت معك كثير بس انت عنيد ..بس بقلك خفف..مشان اللي بحبوك !

...................................

تتكاثف الأحزان في سماء الشجن مشكلةً عيمةً من الفجائع لتمطر على القلوب المنهكة فتزيدها تعباً ، تتكأعلى النافذة بالباص برأسها الممتلأ باللاشيءشروود عميق يسلب لب قلبها ..ملقياً به الى اللامعلوم ، ما زالت لم تبتلع الصدمة بعد ..بدت عصية على الابتلاع ..روحها المتفائلة خامدة ..هائدة ..لا حس لها ..كطفلة عنفتها أمها للتو.. وطوفان من اليأس يهدد قلبها بالغرق ,,تركت سوريا ،نعم وها هي في طريقها للأردن ..ولكنها وياللأسف لم تترك سوريا وحدها ..تركت معها روحاً أخرى ..تلاصق قلبها بالحب ..وتشاطر فؤادها بالشجن ..!
يا رنيم هاأنت تقضين الليلة الأولى وحيدة في لحدك ..ووحدةموحشة وظلام حالك يحيكان ثوباً من الأسى يلفان به قبرك..وقبر كل حر ..فقد حقه في الحياة وسط هذه الثورة المتضرمة بنار الحقد والطمع ..كيف لك أن تتركينا أجساداًبلا أرواح تضج بنا ..
رفقاً بروحي وروح أمي فهما نائمتان بجانبك ..يقاسيان ما تقاسيه ..
كيف لك أن تترك أجسادنا تعبث بها أيادي اللجوء وحدينا بلا ركن تنكأعليه ؟!
أعلم أنك تمنيت هذه النهاية .. وحلمت بها كثيراً ..كرهت اللجوء وعجزه ..كرهت المذلة في أراضٍ لا تعترف الا بالمادة ..كرهت كل ذلك لتتركينا نقاسي البردوالجوع وحدينا ..!
ليتني تدرعت كمثلك بحاجز من الثبات ..اعترف أنني عاجزة..ولكم يحزن قلبي ذلك!
صيّرت ايتها الغائبة بفقدك من قلبي بعدأن كان يعج بالفرح ..صيّرت منه فوهة عميقة عميقةمظلمة كبيرة تقتل كل نفس حياة ينبض بداخلي !
اهٍ من غيابك ..لكم يوجعني !

ألتفت الى أمها القابعة بجانبها وهي تتأمل ملامح الفقد المرتسمة في وجهها
كل شيء صار بسرعة
انهيارها وبكاؤها
أنينها ولوعتها
والرصاصة الحقيرة الغادرة التي أخترقت قلبها بلا رحمة
وتلفحها بدمائها النقية
ثم مساعدتها لها في الوقت الضائع
ومن ثم دفنها في مكانها
انتبهت لشهقةأمها المتفتلتة من قسوة القلب ..مسحت على شعرها بأسى متمتمة لها بكلمات تتمنى أن تواسى بها
: اصبري يامو..ان شاء الله طير من طيور الجنة ..و
لم تكمل كلامها ..مستمعة الى انهيار امها الثالث على التوالي ..حانقةمن حياتها ..ساخطة على قدرها الذي آل اليها وابنتها الى هذا الحال المتشبع بالألم فعلياً
: لك يامو وتين ..اناعم موووووت ..موووووت ..تركت وراي بنتي ..قلبي ..لك ااااااااه ..اه يا رنيم
اسفة يابنتي تركتك لحالك ..طاوعني قلبي وتركتك..فرجك ياالله
ضمتها الى صدرها بحنو ودموعها تتساقط على وجنتيها
لا تحسبوا الأمرهيّن على قلبها ..وحدها رنيم من كانت تخفف عليها لوعة الحرب ..وحدها من كانت تملك الترياق..فلماذارحلت ..؟!
تحتاج الى صدر أمها بشدة ..ولكن هذا الصدر فاضت عليه لعنات الشجن ..فأضحى أرض بور لا تثمر حناناً تحتاجه
:حاج يامو..حاج يا ميمتي ..حاج ..الله يرحما ويتقلبلا ..ويجعلا طير من طيور الجنة ..لعنة الله على الظالمين ..وينكن يا مسلمين ..وينكن؟!..ماتت النخوة في قلوبكن ..اخوانكن بسوريا عم يتقطعوا عم يفقدوا كل يوم شهيد ..عم يتدبحوا بالبراميل المتفجرة والصواريخ والكيماوي وحتى بالتعزيب بأقبية السجون ..فيقوا ..دخليكن ..ماعاد الألم يحكي
ويستمر العويل بالانهمار ..عسى أن يحصد جدوى من انهماره !
................................

ألتقطت أنفاسها وهي تهدّأ نفسها ..للتو أنفجرت ضاحكة من اكفهرار ملامح "ميس" عندما عنّفتها أمها ، هذه الفتاة كل ما فيها يدعوها للضحك حتى ملامحها التي تبدأ بعيناها الواسعتان اللتان تغطيان وجهها مع أنف حادطويل وفم وااسع وبشرة سمراء ناعمةملساء ..كل ذلك يشعرها بالرغبة بالضحك !
:رحيل ..خلص انطمي ..لا تضلك تضحكي !
نهرتها أمها : ميس !!
عاودت الضحك ولكن بقوة أكبر وبعض من شهقاتها تفلتت من أنفاسها
لمحت ابتسامة "سمر " المصوبة اتجاهها برقة نابعة من روحها النقية ، لا تعلم لماذا تضحك وبشدة ! بداخلها رغبة عارمة للفرح ..أهو الفقد؟! أوتفقد ضحكتها الضائعة بين متاهات الشجن ..أماذا يعتمل في صدرها ؟!
لا تدري حقاً..كل ما تعرفه انها فرحة ..وفرحة جداً !
ألتقطت الهاتف وهي تلمح اسم "غيث" يملأ الشاشة وكأنه علم بنوبتها الفرحة فأبى على نفسه الا أن يشاركها السعادة
:السلام عليكم
نطقتها بهدوء بعد طوفان رقيق من الضحك
وصلها صوته الرخيم : وعليكم السلام ..كيفك قلبي ؟؟
ابتسمت لكلمته رغم كل شيء الا أنه يملك قلباً لا يجرؤ على كسرها
: منيحة الحمد لله..وانت أخبارك ؟؟
:الحمد لله ..أردف بمرح : احكي لخالتي ما زهقت منّا بدهاش تتركلي الدار ..صاحبي زهق مني ..يومين مستوطن داره
ضحكت برقة لترد : استنى افتح السبيكر
فتحت مكبر الصوت وبقايا الضحك في أعماقها تأجج لترسم على ملامحها ابتسامة لطيفة صغيرة رقيقة ..وجهت كلامها لخالتها : خالتو ..هاد غيث !
بصوته الرخيم المعروف بجماله الآخاذ الذي يهيم بالقلب ليلقي به الى اللامعلوم قال :
السلام عليكم ..كيفك خالة ؟!
ابتسمت بحب وهي تسمع صوته هذا الشاب كل ما فيه يدعوها لتحبه تشعر أنها أمه عاطفتها اتجاهه واتجاه رحيل نابعة من عمق قلبها هنالك حيث تجرى التفاعلات العاطفية لتسجل نتائجها بخطط تجريبة علمية دقيقة تعلم النفس أين مكانتها في قلوب من تحب !
: وعليكم السلام ..هلا يا حبيبي ..الحمد لله تمام ..وانت كيفك ؟
: والله طيب ..بس ينقصني رحيل ..
ليكمل بمرح : ما زهقتي منها ..ترا اشتقتلها
ضحكت لكلماته ..لذاذة كلماته تزيدها حبا له
: خليك عند صاحبك وانطم ..بكرا مروحين
: اووووووووه ..الله يسامحك عاد ما طولتو ..خدو معكو رحيل
باستنكار مرح:
ما انت قبل شوي كنت بدك ايانا نروح
بحب عميق : الله يسامحك يا خالة بمزح معك ..ولو الدار وصاحبها لالك.. انت الكل بالكل ..مين النا غيرك !
شرقت بالغصة التي تكونت في عمق حلقها كادت تبكي لترد بعاطفة خالة حانقة على حال أطفال أختها وهي تمتم بالحمد لوجود رحيل بالمطبخ بعيداَ عن عيناها
: الله يحفظك يمه ..دير بالك ع حالك
"يمه" أصابت شعاب القلب بقذيفة لاظية حرقت الثمار الغضة ..انصهرت الروح في بيداء الجسد لتكون هشاشة لا تحتمل مؤثرات
علقت الدمعة في عينه ..وهو يتمتم بالسلام

ولجت الى الصالة وهي تلمح غمامة الحزن أعلى خالتها عيناها تنذران بموجة بارقة من بكاء لا ينفذ جلست بجانبها وهي تنظر الى ملامحها بطفولية بحته مستفسرة عن سبب كل هذا
لتنتبه تلك من موجة الحزن العميقة التي ألقت بها على يابس تائه لتقول بهدوء :
ايش حبيبتي رحيل ..وين ميس وسمر
ردت بهدوء وهي تبلع ريقها وكأنها لم تقتنع بعدم حزن خالتها: عم يعملو هوت شوكلت
نطقت ب: اها وهي تلمحهن يدخلن غرفة الجلوس ..
: بنات قررت الفصل الجاي أسجل بالجامعة
:ياااااي نطقتها "سمر" وهي تقفز كطفلة كم تعبت في اقناعها لتدخل الجامعة ولكنها كانت تأبى دائما متحججة بالكثير من الاشياء ..
ميس: خبري ديانا بتوقع تعمل حفلة وتعزمنا عليها
لم يخفى عليها سكوت خالتها وعدم تعليقها ..أجبرت الابتسامةلترتسم على ملامحها غصباً ..لتقول : ها ماما ايش رايك؟
:خطوة حلوة يا حبيبتي ..استمري

 
 

 

عرض البوم صور هــدوء  
قديم 27-01-16, 08:20 PM   المشاركة رقم: 9
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jan 2016
العضوية: 310458
المشاركات: 28
الجنس أنثى
معدل التقييم: هــدوء عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 28

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
هــدوء غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : هــدوء المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: دموع الياسمين / بقلمي

 
دعوه لزيارة موضوعي

الدمعة السابعة


.
.
.
سألهم طفلهم في أولها ما هذا ؟!..أجابوه غيمة سودة وبتزول ..
سألهم طفلهم في اخرها ما هذا ؟!..أجابوه خيمة سودة لمزلول..
هاد بيتك المربوط بحبال ..وهي حارتك صحرا وجبال ..
وكل مين سألك عن عنوان ..قلن ضاع أنا بلا عنوان ..
ما عاد اسم بابا ع الباب ..بابا استشهد وما عاد في باب ..
و ع حيط خيمتي القماش ..في وجع عم بعنّ في حرفين زرق كبار بيتهجو (يو أن )..
وفي الك ماما اسما سوريا ..هي مو هون ..
هي هنييييك مطرح ما النار عم تطلع والدخان عم يطلع ..
صرخات وآهات ورواح عم تطلع ..كل ما توجعت حاكيا وناديا ..
فشلى قلبك وفشلى حلمك ..وقلا يامو سوريا انا تعبان وبردان انا عطشان وجوعان..
بدي مي وبدي في ..بدي احضنك يامو واغمرك واتخبا بدي شمك يامو وبحضيناتك اتربى ..
بدي آكل من زيتك وزعترك ومربي..ومربى..يا ويلي شو طيبة فيكي المربى ..
بدي آكل من خبزك وقمحك ..من مرك وملحك ..وان نشف ريقي يامو حـإشرب من ندي جرحك ...
عبالي شوارعك وقت الزحمه ..... عبالي نتوفه رحمه .... عبالي حس حالي محمي ...
يامو سوريا يا يامو هوني بيضربو الصغار بيتمرجلو علينا ....
هوني بيتزوجو بناتك صغار وبسوقو علينا هوني ما في صغير ولا ختيار ...
هوني ما في هوا الشام ولا عز الشام ولا كرامه الشام ما في رفيق ولا جاار هوني في كل شي عم يندبح
متل ما قلتلك فشلى قلبك فشلى حلمك.....

،

تنظر أمامها بشرود تام وضباب الجو يزيد شرودها لوعة كل ما فيها يصرخ بالالم ،
بداية من عينيها المتورمتين وأنفها المحمر وحتى شفتيها المشققتين نتيجة "انفلونزا" طويلة داهمت جسدها الهزيل ، تفتقد بيتها الدافئ وسط هذه البرودة القارصة في ساعات الصباح الأولى تشعر بالرغبة في البكاء ولكن لا دموع تعينها ، لم تتوقع يوماً ان تنخر عظامها الأحزان حقاً تشعر أن عظامها تصتك في بعضها نتيجة الحزن والبرد
يااا الله
لم أتوقعني يوماً بهذا الشتات كل ما فيني يصرخ ألماً ...يتوسل الأشجان لأن تخلق ترياقاً يخفف على قلبي ما حلّ به ..البرد القارص ينخر عظامي نخراً ويدك حصون الصبر في فؤادي هتافات التفاؤل بحت ومضى صوتها هباء مع ذرات الهواء حتى غدا لا شيء ..أين أنا من كل هذا انني أموت في المخيم..أموت شجنا وقهرا لا بردا أو جوعا ..شهر كامل عشته هنا !
استوت واقفة وهي تحوقل بصبر لتدلف الى الكرفان القاطنة فيه وأمها ومجموعة من اللاجئات ..منذ دخولها للمخيم وحالها عصي على التصديق ..ليست هي متأكدة من ذلك وتين الحقيقية تركتها وحيدة هنالك تقتات الياسمين عشقاً وتنثر عبائق الشام في أزقة دمشق التاريخية ..أما هذه فلا تشبهها ولا تمد لها صلة ..لن يطول المقام بها هنا ..كما أدعى أباها قبل أسبوعين حال وصوله خبر استشهاد رنيم ولجوئهم ..وها هي تنتظر وعده ..أتعلمون ؟! تشعر أن كل الناس منافقين ..يدعون الحب على حساب من ! ..على حساب تلك القلوب الرقيقة الطيبة بالغة الشفافية ..لو رعاهم أباها بكنفه وسط اتضرام نار الحرب الهائجة ..لو أدرك أن قلوبهم عطشى لعاطفة حانية ...لا لكلمات مستعطفة خلف هواتف منافقة !
خبروه
أن المال يخبو أمام اندفاع العاطفة للقلب المضنى ..
لاشيء أصدق من قبلة دافئة على جبيني قبل ذهابي الى امتحان الثانوية العامة ودعوة ترفع الى السماء يا أبي ..
لا شيء أقرب لقلبي من اهتمام بالغ ,وحنو هادر ..والكثيير من الحب المنهمر ..
أحتاجك وتركتني ..لم أنت أبي ان لم تكن لقلبي أباً حقيقياً ..
أبشرك ..فابتسم ..قلبي أضحى يتيماً لا أب له ..

جلست بجانب أمها وهي تستمع لثرثرات أعتادتها هنا ..
: والله البرد هلكني ..برد وتعب وجوع ..شو ناقصنا لنعيش منيح
وأخرى
: شو عملنا يا الله لحتى يصير فينا هيك ..ما فينا أكتر ..تعبنا..أبي استشهد بداية الثورة وزوجي مصاوب وولادي هلكانين تعب ..المي ما عم تكفي ..والمازوط بالشتوية ما بيكفي وحتى الخبز
فررجك يا الله !

..................... دعنى وجرحى فقد غابت امانينا هل من زمان يعيد النبض يحيينا؟!
***
يا ساقى الحزن لاتعجب ففى وطنى نهر من الحزنى يجرى فى روابينا
***
كم من زمان كئيب الوجه فرقنا واليوم عدنا ونفس الجرح يدمينا
***
جرحى عميق خدعنا فى المداوينا لا الجرح يشفى ولا الشكوى تعزينا
***
كان الدواء سموما فى ضمائرنا فكيف جئنا بداء كى يوداوينا؟!
***
هل من طبيب يداوى جرح امته؟ هل من امام لدرب الحق يهدينا؟!
***
كان الحنين الى الماضى يؤرقنا واليوم نبكى على الماضى ويبكينا
***
من يرجع العمر منكم من يبادلنى يوما بعمرى ويحيى طيف ماضينا
***
انا نموت فمن بالحق يبعثنا؟!.. لم يبق شيئ سوى صمت يواسينا
***
صرنا عرايا....... وكل الارض قد شهدت انا قطعنا بايدينا ايدينا
***
يوما بنينا قصور المجد شامخة...... والان نسأل عن حلم يوارينا
***
اين الامام رسول الله يجمعنا...... فاليأس والحزن كالبركان يلقينا
***
دين من النور بين الخلق جمعنا..... ودين طه ورب الناس يغنينا
***
يا جامع الناس جول الحق.. قد وهنت فينا المروءة اعيتنا مآسينا
***
بيروت فى اليم ماتت قدسنا انتحرت ونحن فىالعار نسقى وحلنا طينا
***
بغداد تبكى وطهران يحاصرها بحر من الدم...... بات الان يسقينا
***
هذى دمانا رسول الله تغرقنا.... هل من زمان بنور العدل يحمينا؟؟؟!!
***
اى الدماء شهيد كلها حملت فى الليل يوما..... سهام القهر تردينا
***
القدس فى القيد تبكى من فوارسها..... دمع المنابر يشكو للمصلينا
***
حكامنا ضيعونا حينما اختلفوا....... باعوا المآذن والقرآن والدين
***
حكامنا اشعلوا النيران فى غدنا.. ومزقوا الصبح فى احشاء وادينا
***
مالى ارى الخوف فينا ساكنا.. ابدا ممن نخاف؟!الم نعرف اعادينا
***
اعداؤنا من اضاعوا السيف من يدنا واودعونا سجون الليل تطوينا
***
اعداؤنا من توارى صوتهم فزعا... والاض تسبى وبيروت تنادينا
***
اعداؤنا اوهمونا..... آه كم زعموا وكم خدعنا بوعد عاش يشقينا
***
قد خدرونا بصبح كاذب زمنا............فكيف نأمل فى يأس يمنينا!!!
***
اى الحكايا ستروى عارنا جلل.... نحن الهوان وذل القدس يكفينا
***
من باعنا؟؟!!! خبرونى كلهم صمتوا والارض صارت مزادا للمرابينا
***
هل من زمان نقى!! يف ضمائرنا يحيى الشموخ الذى ولى فيحيينا
***
يا ساقى الحزن دعنى اننى ثمل!!!!!.... انا شربناه قهرا ما بايدينا
***
عمرى شموع درب المنى احترقت والعمر ذاب وصار الحلم سكينا
***
كم من ظلام ثقيل عاش يغرقنا!!!!!!! حتى انتفضنا فمزقنا دياجينا
***
العمر فى الحلم اودعناه من زمن.... والحلم ضاع ولا شيئ يعزينا
***
كنا نرى الحق نورا فى بصائرنا.... والان للزيف حصن فى مآقينا
***
كنا اذا ما توارى الحلم!!!!...... عانقنا حلم جديد يغنى فى روابينا
***
كنا اذا خاننا فرع نقطعه!!!!!!........ وفوق اشلاءه تمضى اغانينا
***
كنا اذا استكان النور فى دمانا فى الصبح ننسى ظلاما عاش يطوينا
***
كنا اذا اشتد فينا اليأس وانكسرت منا السيوف ونادانا .... . منادينا
***
عدنا الى الله عل الله يرحمنا !!!!!!!!....... والان نخجل من معاصينا
***
الان يرجف سيف الزور فى يدنا فكيف صارت كهوف الزيف تؤوينا
***
هل من زمان يعيد السيف مشتعلا!!! لاشيئ والله غير السيف يبقينا
***
يا خالد السيف لا تعجب!!! ففى زمنى باعوا الآذن والقرآن راضينا
***
هم من ترابك يا بن العاص فى دمنا ثأر طويل.. لهيب العار يكوينا
***
قم يا بلال وأذن صمتنا عدم.........كل الذى كان طهرا لم يعد فينا
***
هل من صلاح بسيف الحق يجمعنا فى القدس يوما فيحييها ويحيينا
***
هل من صلاح يداوى جرح امته؟؟؟!!! ويطلع الصبح نارا من ليالينا
***
هل من صلاح؟؟؟!! الشعب هده امل مازال رغم عناد الجرح يشفينا
***
هل من صلاح يعيد السيف فى يدنا ولتبتروها!!!! فقد شلت ايادينا
***
حزنى عنيد وجرحى انت يا وطنى لا شيئ بعدك مهما كان .. يغنينا
***
انى ارى القدس فى عينيك ساجدة... تبكى عليك وانت الان تبكينا
***
آه من العمر جرح عاش فى دمنا.... جئنا نداويه يأبى ان يداوينا
***
مازال فى العين طيف القدس يجمعنا لا الحلم مات ولا الاحزان تنسينا
***
لا القدس عادت ولا احلامنا هدأت...... وقد نموت وتحيينا امانينا
***
ما اثقل العمر ... لا حلم ولا وطن ... ولا امن ولا سيف ... ليحمينا
*************

فاروق جويدة






" انظروا الى رفات الحزن في عينيها ،
ألم تستنهض الانسانية في قلوبكم ..
انسانيتكم مالها خاملة ؟ أركانها نائمة تدعي الى النجاة دعاً ثم تأبى وتهجو ها بأيدٍ آثمة
أرواحنا على حافة الهاوية ..تعشق الخوض في الحياة الزائلة ..
تلهو وتعبث ..تتكبر وتتجبر ..تعصي وتعاند ..تبكي جنوناً ..وتضحك مجوناً ..
القرب من الخالق أختفى ..والخوف من عليائه أندثر ..
عاث الظالم ..وتمادى الفاسق ..وفتحنا أبواب المال لكل ماجن ..
الفقر فينا أنتشر ..والحزن علينا تسلط ..لم نعد نشعر ببعضنا البعض
ال"أنا" تفشت ..
تائه ..أكتب وأنا مخذول وحائر
أوووووه لا أستطيع ترتيب خطراتي "

" همست في أذن القمر ذات ليلة حالكة الظلام
: أيها القمر ..أيها الشاهد على كل الحوادث ونوائب القدر
أيها المطلع على أسرار هذا الكون ...تسمع نحيب فتاة فقدت أباها في حرب كافرة ..وأنين أسير في زنزانة ظالمة ..وبكاء طفل في طوفان هادر من الدماء ..وتبكي بعاطفتك الرقيقة ..خبرني كيف تصبر على كل هذا ..ألم تتبلد الأحاسيس في جوفك ؟..ألم تعتد مشاهد الدماء والدمار ..ما زالت تشعر !..كيف ؟!
خبرني أيها الحبيب
أجاب بجملة واحدة :
في كل مرة احمل قلباً غضاً !
صمت ..في حضرة القمر كل شيء يصمت "




تقرأ كلماته وهي تتوسط أقصوصات الورق كأميرة هائمة في ملكوتها ..جمعتها طويلاً ..كلماته النورانية تلامس شغاف قلبها بجمال مصفى تشعر به دائماً وشيء من عبقه يصلها يكتبها ..تكاد تقسم ..
أين أنت ؟ ومن أنت ؟ حروفك ..أحروف من نور هي أماذا؟! كلماتك ..كيف رتبتها في نسق يهيم بقلبي ؟! بربك ..هل استعملت حروف اللغة أم استعملت حروفاً خلقت لك وحدك ..أتدري أن كتاباتك كتعويذات بالغة التأثير تصيب بسهامها روحي فتسيرها تسييراَ ..مؤثر بحق وأنا بحرفك مغرمة ..!

.....
أرتشف رشفة مرة من قهوته السوداء ..مرة كمرارة الخطب في روحه ..وهو يتأمل صفحته البيضاء الغير مسطرة اللامنتظمة كهو .. سمعها تحاكيه ..يقسم ..ماذا فعل ليجازى بفتاة غبية وساذجة وعنيدة ؟!..لم يكن لها سوا أب حانٍ ألقى على روحها دلالاً وحباً لا يضمران ..ثم ماذا ..جازته بالقاء الشباك عليه ..كان ضحية تهورها ..هه ..يا للسخرية ..فتاة تساعد على القبض على أخاها المجرم ..فدائية من الرعيل الأول ..ذاك الأحمد الذي تهاتفه بسطحية وسذاجة ..أستدرجها لصالحه ..لصالح عمله الفذّ ..سيلقي بالقبض عليه ..والنتيجة مراهقة أخته المتأخرة !
يا الله ما من ورقة تسقط الا وتعلمها ..ما من دمعة تنهمر الا وتدري بها ..ترى وجوه البائسين تتلفح الصمت وتناجي الجوع ..اربط على قلبي صبراً ..دبر لي فاني لا أحسن التدبير
ساعدني يا الله فالمحن تشتد ..والقلب هرم !
تنهد بهم واقفاً وهو يترك كوبه وحيداً على مكتبه سيواجهها قبل الرحيل ..سيفضي ببعض ما ألمّ بالقلب من خطب ..لن يكبت أكثر ..عاطفته الحانية ان تمادت ستقتله ..ستتمادى تلك في طغيانها على قلبه ..ولن يتركها تعمه ..!
توجه الى غرفتها وقف طويلاَ أمام الباب وهو يستمع لثرثراتها المراهقة ..ضخ الادرينالين وصل أقاصيه ليخلف احمرار هائج يغزو بشرته الشقراء غزواً ..دمعة صغيرة ملأت عينه ..تفلتت من جبروت قلبه ..لم يعد يستحمل ..كل ما فيه يدعو للسخرية ..قصته غبية وطويلة والضحية هو ..فتح باب الغرفة بغته ..فغرت فاها وهي تنظر اليه بدهشة ..والهاتف ما زال ملتصقاً بأذنها ..ستموت لا محالة ان لن تمت جسداً فستموت كمداً ..ثوان واستوعبت الصدمة لتقفز دمعة هالعة من عينها ألقت الهاتف على السرير وهي تقف مبعدة نفسها عن مسرح الجريمة ..احمرت بشرته بشدته ورسالة ذاك الأرعن الأخيرة تستفز مشاعره " دير بالك ع اختك الساذجة .."
"ساذجة " كانت القشة التي قصمت ظهر البعير وقف أمامها غضبان آسفا عيناها الفاتنتين أختلط ماؤهما الأخضر بدموعها ..نظرت اليه راجية الا أن انزلاق كفه على وجهها أصابت قلبيهما بوابل من حزن صرخ بها حانقاً : شو عملت اشي غلط ..بشو قصرت معك ..لتخوني ثقتي فيك ..لأ ومو بس تخونها وكمان تساعد على أسري ..ايش ما عملتلك ..حنيت عليك كأبو وبحت لك كصديق ..سامحتك كتييير وانت ما بتحسي بتعبي
تنظر الى الأرض وأدمعها مستهلات
بماذا تجيب ؟! للتو أدركت كم كانت غبية ..قتلت أخاها بيداها ..ألقت به في غياهب السجون بلا رحمة ..ماذا فعل ليجازي بأخت سيئة كمثلها ..باحت وتمادت مع ذاك الأحمد ..لفقت لأخاها تهمة وهي لا تدري ..ماذا ستفعل ان سجن حقاً ..ستموت ..لا تستطيع احتمال يوم واحد بدونه ..فكيف بأيام طوال ..يا الله ألقت بأخاها في النار بلا شعور
أقتربت منه تلتمس الأمان ولكن قلبه مضنى فاض الحزن عليه فتجمد قسوة
همست بـ : عبد الله ..
قاطعها صوت طرقات متقطعة خفيفة كثيرة ..عرفت من ايقاعها أنها غريبة وجافة ..نظرت اليه بذهول وهي تراه يخرج ..كادت تناديه لولا أنه خرج ..جلست على السرير بوهن ..ستموت
أما هو فدلف الى الممر الطويل بتهالك ..شاحبة ملامحه ..فتح الباب ..ثلاثة بلباس مدني ورابع بلباس عسكري يزدهون بأجهزة لا سلكي جوفاء في أيديهم دفع العسكري وهو –ضابط برتبة ملازم – يده بالورقة التي بين يديه اليه ..قرأها طويلاً ..ثم أفسح المجال وأشار نحو غرفته في صمت ..كانت الورقة من المدعي العام في محكمة أمن الدولة ..تعطي الحق لهؤلاء بتفتيش غرفته ..ومصادرة كل ما يمكن أن يهدد أمن الدولة ..الضابط ذو اللباس العسكري أنزوى جانباً يراقب ممارستهم لهوايتهم في التفتيش والعبث بكل ما يقع بين أيديهم
أما هو فوقف بعيداً ..يشعر أنه خسر كل شيء وربح لا شيء ..تابعوا تفتيشهم ولم يتركوا اي ورقة مطبوعة مكتوبة في خط يده الا والقو بها في كرتونة كبيرة صماء ..حتى كتاباته باسم قمر لم تسلم من الزج بها في الكرتونة ..الورقة التي حملها المدعي للعسكري كانت تحمل أيضاً أمراً باعتقاله ..قال لهم :
بدي أروح أغير ثيابي وأسلم على الأهل ..قالها وهو ينظر الى ذلك بنظرة غامضة
وافقوا مترددين ..لمح ابتسامة ذلك الهازئة ..أصابت قلبه ..أخته أهانته وهي لم تشعر به أيضاً خرج من الغرفة متوجهاً اليها ..عيناها الهالعتين كانتا تنزفران دماً ..وقفت برجاء تخاطبه ألا يقول ما يحدث ..أن يرفض الواقع ..ولكنه خذلها ..كما خذلته
: أحمد اللي كنت صديقته ومساعدته في سجني ..هيو معهم ..وهيني رايح ومريح ..شكراً لالك !
كادت تتكلم لولا انه أغلق الباب من بعده بقسوة
سقطت على الأرض غير مستوعبة آخر أمل لها بالحياة ..رحل ..يا الله ستموووت حقاً
...........................
وقف مشدوهاً وهو يقرأ خط الأخبار
" اعتقال الكاتب والناشط السياسي عبد الله القمر بتهمة اطالة اللسان "
صرخ ب: ياااااااااارب وهو يجثو على ركبيته بهوان
صديقه سيقتلوا الحلم في قلبه ..سيحولوه الى شظايا ..وسيهلكو ا روحه الطيبة
ماذا فعل ليعتقل ؟!
ماذا كتب لينحر سيف قلمه ..حروفه رقيقةوصادقة
لطالما باح له بخوفه وقلقه ..ولكنه لم يلق بالا لكلامه ..وها هو يخسر صديقه ..بلا مبالاته ..يا الله يا رب العباد تعلم ما يعتمل في أفئدة عبادك الصالحين ..فرج كربه وفك ضيقته وأبدل حزنه فرحاً وفك أسره
...............................
أما تلك فدموعها سقطن ..الخبر كان عصي على التصديق ..سجنووه لماذا ؟
ماذا فعل ؟
ألأنه كتبها وكتب حزنها وفرحها ..؟!
كان صادقاً في حرفه ..لماذا كل من تحبهم وتثق بهم يرحلون ..؟!
ألعنة منها تلقى على كل من تحب ..يااااااااارب أيدني بصبر
غمرت رأسها في وسادتها أكثر وهي تطلق شهقات ملتاعة ..
لماذا هو بالتحديد ؟! ..أدمنت حرفه ..لن تحتمل تصفح جريدة خالية من أريجه
يا رب كلما أمسكت طرف الطريق ..تفلت مني ..كلما عاد النبض لقلبي ..خانني
ساعدني يا رحمن وأمسح عن فؤادي ما يعانيه
وضعت هاتفها على أذنها بعد أن دقت على صديقتها ..لتهمس بشجن بالغ وبعض من دموعها تعلق بأحرفها
: ديانا ..سجنوا قمر ..
.................................

تدندن بأغنيتها المفضلة وهي تضع بعض من المساحيق التجميلية على وجهها
مسحة من ظل العينان والكثير من الكحل الأسود ....يزيدان عيناها جمالاً ..تعشق كل ما يخص الفتيات ..تحب أنوثتها تشعر أنها بنعمة من الله ..اذ منّ عليها أن تكون أنثى رقيقة القوام والمبسم ..رتبت فستناها الصوفي الواصل لركبتها باللونين (النيلي والجنزاري ) وهي تلمح نفسها مرة أخيرة عن المرآة
أبتعدت عن مرآتها وهي تلتقط هاتفها (الزهري ) كادت أن تفتح (الفيسبوك) لولا سماعها صوت طرق باب غرفتها ..متزامن مع صوت رنين هاتفها ..أقتربت من الباب وهي تفتح الخط
فغرت فاها من منظر صديقتها الهالع وي كأنها للتو خرجت من الأسر
وصلها صوت تلك المليء بالشجن : ديانا ..سجنوا قمر
متزامن مع ارتماء صديقتها بين أحضانها ونحيبها المحترق
أغلقت الخط مستأذنة من رحيل وان لم تكن قد ردت عليها
لتحتضن ديم بقوة ..صوت شهقاتها يوحي لسامعها أنها خارجة من قبرها أو أنها تسمع الموتى ونحيبهم..
أجلستها على سريرها وهي تمسح على رأسها المغطى بشال أسود ملقى باهمال لم تعهده في رفيقتها الانيقة ..لا تريد أن تسألها عن حالها ..فحالها منكسر ..هش.. لا يحتمل ..تعلم أنها وحالياً لا تحتاج سوا للكثير من النزف ..أحياناً نحتاج لجرعة من الدموع المحترقة لتمسح عن القلب تعبه ..نحتاج لأن نبكي ونبكي بقوة ليس لشيء ..بل لان طبيعتنا البشرية الضعيفة طغت ..


.........................

.



أرتمت على فراشها باهمال..حل الليل وأفل النهار وأفل معه الكثير منها ..تفتقد الحي وتفتقد ثرثرات نساء الحي الملقيات على رأسها بالفأل الغير حسن ..كل شيء كان يحدث في الحي قديماً كان سببه هي ..حتى موت قطة ام علي الموبوءة كان سبيه هي ..ورغم هذا كانت دائمة التفاؤل ..محبة للحياة ..مبتسمة للقدر ..وماذا جنت من هذا كله ؟! ..لم تجن سوا قلبها المهدم وروحها المكسورة ..اما ابتساماتها فما كانت الا مساحيق منافقة تخفي بجمالها تجاعيد الحزن في داخلها..للتو أكتشفت انها لم تكن فرحة فعلياً لم تكن الا كتووومة ..تكتم الحزن في قلبها ..رنيم وحدها من كسبتها ..بينت ضعفها وبكت عندما احتاجت البكاء وكانت نهايتها ترفع الجبين ..اما هي فأدعت الفرح وضحكت للاشيء ولم تلقَ من الدنيا الا ظلمات جديدة متهكمة بسذاجتها ..تنهدت بهم وهي تتقلب في فراشها وصوت الرياح يزيد أفكارها جنوناً ..تشعر أن الرياح ان استمرت بهوجانها ستقلع الخيام من جذورها ....
الخيام ..نعم الخيام ..أصبحت هوية معظم المسلمين ..شعب الخيام أشد صدقاً من اؤلئك الذين يتلفحون برداء الكرم وقلوبهم مليئة بنفاق
تذكرت مضايا المحاصرة ..بكتها بعنف وأبيات شعرية تتردد في أذنها "ينام المتخمون وأي عز لمن شبعوا ..وقد جاعت مضايا" ..ااه .مضايا يا لوعة الفؤاد يا مزيداً من الأسى ينهك قلبي ..يا صهير من الحنين وعمق من الوجع ..حصارك يدمي قلبي ..يقسم بقايا روحي شظايا
سوريتي ..اه يا سوريتي ..متى أراك حرة كما يجب ؟! متى أستنشق عبق الياسمين من خلالك من دون خوف أو لغوب ؟! متى أستيقظ مبتسمة على صوت عصافيرك الجميلة ؟! ومتى أقبل ترابك الطاهر وأنا أشتم فيه وقع أقدام جنود صلاح ؟! ..متى ؟!
الى متى سأبقى مشتتة هكذا ..روحي وجسدي والكثييير الكثيير مني ..ألم تشبعي من الفدائئين أم ما زلت تعرضين تقديم عربون محبتهم واحدا تلو الآخر ..أظن أنك أدركت مكانتك العصية في قلوب أبناءك ..سوريتي يا جميلتي ..عودي كما كنت ..أفتقدك بشدددة !
...............

لا يستطيع النوم كل ما فيه نادم ..يا ليته أعاره انتباها بدلاً من لا مبالاته الغبية ، للتو أدرك أنه غبي وساذج ولا يستحق صديق ك عبدأ الله ..
يا الله ماذا فعل بصديقه .كيف كان بارداً أمام أمر ساخن كهذا ؟!
كيف يتقابل البارد والساخن ..ألم يكن يجب أن يقابل السخونة سخونة ..والتهديد فعلاً أهوجاً ..
عبد الله ..ماذا تفعل في زنزانتك في أول يوم لك وفي أول تجربة ..كيف ستألف ظلمتها ورائحة الرطوبة في أحشائها ..وكيف سترى دموع المارين عليها المتكدرة على الحائط وستصمت ولن تكتب كيف ستحتمل العيش من دون قلم ورقة أين ستجد نفسك ان ضاعت الأوراق وتكسرت الأقلام ..كيف سترتب بعثرتك ..يا الهييييي ..ماذا صنعت بقلبك !
أستوى جالساً في فراشه ..شعره مبعثر وعيناه غائرتان في الصمت ..يشعر بندم شديد وخوف عاتٍ يهدم أركانه ..صديقه الصدوق هنالك في أقبية مظلمة لا تحترم النور ..
.................

 
 

 

عرض البوم صور هــدوء  
قديم 27-01-16, 08:23 PM   المشاركة رقم: 10
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jan 2016
العضوية: 310458
المشاركات: 28
الجنس أنثى
معدل التقييم: هــدوء عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 28

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
هــدوء غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : هــدوء المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: دموع الياسمين / بقلمي

 
دعوه لزيارة موضوعي

الدمعة الثامنة

.
.
.
الأرواح لا تعترف بالمسافات ان تآلفت ..لا تعترف بالحواجز ان تجانست ، تلتقي في العلياء وتشكل روابط ودية عميقة شديدة القوة ..!
تضع رأسها المثقل على وسادتها ..تشعر باللاشيء ..دموعها لم تجف بعد ..لا تدري لماذا تأثرت بأسر هذا الشاب وبشدة ..تشعر أنه يعينها ..هنالك رابطة قوية جدا جدا تجاهه ..أسره وابعاد كلماته عنها ..تتعبها ..شديدة التأثر والحساسية تتعلق بالأشخاص بقوة ..عادة متجذرة في سويداء قلبها ..لا تستطيع تركها ..ولكم تتعبها !!
أستوت جالسة ..عيناها غائراتان بالصمت ودموعها متعلقة بأهدابها ..حوقلت بهدوء وهي ترتب شعرها القصير كحركة اعتيادية ..مطلقة زفرة ملتاعة أحالتها الى السكون مرة أخرى ..تذكرت أباها وابتسامته الجميلة ..وكلماته المشجعة لقلبها كلما وقع في بئر لا يستطيع منه الفرار ..اه منك يا حبيب الفؤاد ..لمن غادرتني هكذا ؟! ..لا أحد يحتملني غيرك ..يااارب نور لحده وفك ضيقتي
دلفت الى دورة المياة لتغّسل وجهها النقي ..لمحت نفسها بالمرآة ..بشرتها الشفافة تبدي علامات الكمد ولا تستطيع اخفاءها ..لكم تنقم على نفسها ذلك ..توضأت بحبور لتخرج من بعدها منطلقة الى حجابها وسجادتها ..صلت الفجر ..وسكينة لا تعرف منبعها تغشى قلبها وروحها فتشبعها نقاء ..ما زالت تجلس على سجادتها تستغفر الله من ذنوب أرتكبتها تعلمها وذنوب أخر الله أعلم بها ..لم تثن عن الذكر عند سماعها صوت صرير الباب ينبأ بقدوم زائر .بقيت متلحفة بالسكون وعيناها لم ترتفعا بعد عن موضع سجودها ..لا تريد العودة للواقع ..الواقع يلفظها وهي لم تعد تحتمل غطرسته ..تريد كل شيء الا واقع سيء لا يرحم قلبها
: رحيل !!
أبتعلت المزيد من الهواء وهي تطلق تنهيدة طويلة وهي تسمع همسه لاسمها ..
لاحظ شرودها ولكم يؤلمه ذلك ..لا يريد من الدنيا سوا رؤيتها بأحسن حال
جلس على سجادتها ..وأمامها مطرق هامته قبالة وجهها نظر الى عينيها الشاحبتين ليهمس مرة أخرى وبوجع أعتى :
رحيل !!
حانت منها نظرة أحالته الى تفاؤل بائس يبتسم له بشحوب ..تكلم برقة :
ايش اللي متعبك يا قلب أخوك ..لا توجعي قلبي ..احكي ايش فيكي ..مشان خالتي روحت ؟! ..افتقدت أبوي ..احكيلي ايش فيك
لم تجبه الا بنظرة عميييقة لا يمكن تأويلها الا بالعدم ..تنهد بقوة مستعيناً بصبر يجره الى الفرج ..ولكن أنى له ذلك وتلك موغلة بالصمت !
أكمل : رحيل ..بعرف انو كل شي بهالدنيا وقف ضدك ..حتى أنا ..بعرف انو انا انسان سيء تعبت قلبك كثير ..وبعرف كثير اشياء ..بس ما اجى الوقت اللي تفرح فيه روحك.. دخيل الله نفسي أشوفك بتضحكي وعايشة زي اي بنت طبيعية ..
حياتنا مش طبيعية ؟! بعرف يا روح أخوك ..قصتنا مش عادية ؟! ..برضو بعرف
بس حاولي تكوني أقوى من كلشي ..حاولي !!
التهم كماً كبيراً من الهواء بعد أن نزف كثيراً ناظراً الى عينيها بثبات ..لم تجبه أيضاً ..الا أنها هذه المرة ألقت بحمال قلبها على صدره ..أنتحبت بصمت وهي تستنشق في عبقه أثير أباها ..مسح على رأسها المغطي بحجاب الصلاة ..وهو يتنهد بقوة ..!

تكلمت بغصة : تعبت يا غيث ..كل ما أحاول أوقف ع رجليّ من جديد ..برجع أوقع .كل ما احاول ابتسم وانسى ..بتغتالني رصاصة الماضي ..مش قادرة أنسى اشي كل اشي بوجعني ..أصغر جزيء بجسمي بوجعني ..امي ما بتسأل عنا ..أسبوعين ما حكت معي وانا ساكته وأبوي تركنا وراح ..وانا كل يوم بفقد روحي أكثر ..حتى لما وجدت حالي بين كلمات كاتب في جريدة متهالكة سرقوه مني ..
بماذا يواسيها ؟! نفسيتها السيئة وروحها المنهكة صيّرتا من الضعف شيئاً أزلياً فيها ، يعلم أنه شاب سيء لو كان جيداً لما سمح للأشجان أن تخترق روح هذه الجميلة ، أرعن أهوج لا مبالي
خرق كل مبادئ الدنيا عندما تعارك مع أحد شباب عائلة أخرى في صغره ليتسبب برعونته ببتر قدمه ومن يومها ..والعائلتان على كف عفريت ..عراكات طويلة وكثيرة ..أرواح تذهب بظلم والأدهى من ذلك وأمر أن العائلة المعادية لهم أهل زوج خالته وها هم كلهم من صغيرهم لكبيرهم يدفعون ثمن تهوره لخلقه "ثارات" عميقة بين العائلتين !
تكلم بشجن : خلص يا روح أخوك بعرف اني السبب بكل حزن بدب ع قلبك الرقيق بعرف اني ما بستحق انك تكوني أختي ..بس سامحيني
أنتفضت بشهقة أقوى من التي كانت قبلها ..شجنه وندمه يدميان قلبها ..فيه من عبق أباها وحنيته الشيء الكثير ..عيناه اللتان قد صب العسل فيهن صبا يذكرنها بأمها ..كل شيء فيه يتعبها !
.................................
ابتسمت لكلمات أمها الرقيقة ..ابتسمت من قلبها ..أحست الابتسامة مرنت عضلات وجهها التي تشنجت من شدة البرد والقحط والبكاء ..حب أمها لأباها واضح ..واضح جداً يشعرك بكمية الرقة النابعة من قلبها ..قصة أمها المأساوية تحزنها ..أمها تربت يتيمة بعد أن مات أباها في سجون دمشق تحت التعذيب والابعاد بتهمة انضمامه لجماعات ارهابية ، جدتها مقطوعة من شجرة ولكن جدها تعلق بها وأحبها فتزوجها ملقياً بذلك تحذيرات عائلته كلها أنجبا أمها وأسمياها "نور " علّ الله بولادتها ينير قلوب الظالمين وترق لهم ..ولكن أنى لهم ذلك وقلوبهم كالحجارة أو أشد قسوة ..ولادتها لم تلين قلوبهم ..حتى موت جدها لم يلينهم ..لتبقى أمها من بعد ذلك وحيدة جدتها المريضة التي أتعبتها الحياة ..تتذكر عند وفاة جدتها كم بكت أمها كان ذلك بداية اندلاع الثورة ..لا تنسى ابداً جمال جدتها الآخاذ الذي لم يغيره تتابع الأيام بشعر طويل يصل الى خصرها وعينان تحملان مزيجاً من لون نهر العاصي والكثير من نقاء سماء دمشق ..كانت هادئة جداً وكثيرة الدعاء بأن يجمع الله روحها بزوجها على ضفاف من نور ..لم تشتم عائلة زوجها يوماً ..كمية النقاء والرضى التي تغمر قلبها تحسد عليها ..ثم وبعد ذلك تزوجت امها أباها وهي في الخامسة عشر من عمرها بعد أن أتعبهتا الحياة من دون رجل
..شغفت به وعشقت تفاصيله ..أنجباها ..أنجبا " وتين" والفرح يغمرهما ويغمر جدتها وهي ترى حفيدتها تتقلب على فراش الهناء ..اه يا جدتي لم تكن تعلمي ماذا سوف يحل بصغيرتك
رجع أباها لأرضه وكان دائم الزيارة لهم في كل شهرين ...ثم وبعد ذلك تركهم أربع سنوات من دون اتصال وتواصل ..أنجبت أمها "رنيم" من دون رجل تلقي بحمال تعبها عليه ..وهو لم يعد أكتفى بالاتصالات الشحيحة والأموال الكثيرة التي يصبها عليهم ظاناً منه أنها تسد فوهة الوحدة التي يشعرون بها لاسيما بعد وفاة جدتها ..لم تكن أفعاله تلك سوا محاولات بائسة لابعاد تأنيب الضمير الذي يؤرق مضجعه ..ليس ذنبه ..تعلم ذلك جدتها السعودية والعائلة كلها ترفضهم ..تلفظهم كما تفلظ الحياة البؤساء أمثالهم ..لا تدري ما ذنبها وذنب أمها ورنيم وحتى جدتها ..ذنبهم الأول والأخير أنهم خلقوا في أرض الياسمين ..انهم خلقوا سوريين ..السوري في نظر المسلمين الذين بعث رسول الهدى ليفك العصبية القبلية فيهم ..بنظرهم أنسان بلا كرامة يقتات الأوهام والذل ...أليسنا مسلمين كمثل المسلمين أجمعين ؟!
أليست رابطة الاسلام تجمعنا ..تلك الرابطة التي آخت الاسود بالأبيض والغني بالفقير والعزيز بالذليل ..تلك الرابطة التي صنعت من العبيد الذين لم تكن تعترف فيهم الحياة ..صنعت منهم أعلام دين ودنيا الى يوم الآخرة ..تلك الرابطة التي كسّرت الروايط العصبية وصهرتها ..لتملأ الفراغات برابطة أعمق وأجل وأنقى رابطة الدين ..!
: وتين.. بيك بقول انو بدو يجي منشان يطلعنا من المخيم ..
ابتسمت لأمها كرد ..لا تريد أن تقتل الفرحة في وجهها ..لا تريد أن تقول لها أن عهده منافق ..عاهدهم قبلا ولم يفي بالعهد ..وها هو يجدده عسى الله أن يفتحه عليه ويفي به .
انتبهت لشحوب بشرة أمها واستحالتها الى الاصفرار لم يغب عنها تعب أمها ونحيبها المتواصل كل ليلة ..تظنها نائمة !! لا تعلم أنها لا تستطيع النوم الا عندما تسمع صوت أنفاسها المطمأنة بعد عاصفة قووية من البكاء المتواصل ...اهٍ يا أمي ..فليحفظك الله ..وليحفظ قلبك الذي أحب
: يامو شبو وشك شاحب ..مانك ع بعضك !!
ابتسمت لها مطمأنة
: ما فيني شي يامو ..شوية تعب مو أكتر
أقتربت منها واضعة رأسها على كتفها لتهمس
: الله يحميك يامو ويبعد عنك كل تعب ..الله يخليلي اياك ..من دونك أنا ولا شي
مسحت على شعرها ونظراتها سااهمة ..شاردة لا يعرف لها سبيل مبين
انتبهت من شرودها على صوت ولد من المخيم ذو السنوات السبع ينادي على وتين ..تعلق بها ذلك المشاكس ..أحبها كأخته الغائبة تحت الثرى ..يرى فيها دمشق
استوت واقفة لتقف على باب الكرفان قائلة
: شبك عبود ليش عيونك دبلانين !!
نظر اليها بحب ليضمها بطفولة لذيذة توجع قلبها بصوت مبحوح نطق
: ما فيني شي اختي ...بس اللوكيميا متعبيتني اليوم ..ماني قادر أوقف ع رجلي وأمي خايفة عليّ
مسحت على شعره بحنو هادر ..طفل ينطق باللوكيميا والتعب والهوان ..أي طفل أنت يا عبد الرحمن ..أكدار الدنيا صيرت منك كل شيء الا طفل لا تتقن سوا اللعب واللهو الطويلين ..
همست بوجع حار
: يا حبيب قلبي ..الله يشفيك وتكبر تصير أوسم رجال في الدنيا كلها
ابتعد عن حضنها رافعاً نظراته الحزينة عليها ..يرى فيها الغائبين ..ويفتقدهم
: اختي "جنان " كانت تقلي انو الله رح يجازيني ع صبري ويدخلني الجنة وانو الله ازا أحب عبد ببتليه ..بتعرفي يا وتين صار نفسي مووت ..منشان ألتقي بأختي بالجنة المليانة بكلشي طيب وبحبو قلبي ..منشان شوف ربي واشكيله ظلم هالعالم ..ظلم النظام ..ظلم الكل
تجمعت الدموع في عينيها ..بماذا تجيبه ؟! هذا الطفل كأنه ملك مرسل من السماء أرسل ليربط على قلبها وليبدل يأسها تفاؤل وحزنها فرحا وثقة بالفرج ..رغم تعبه الطويل من جلسات العلاج الشحيحة رغم فقده لأخته التي أحبها كأمه التي لم يرها لوفاتها أثناء ولادته ..رغم عدم رؤيته لسوريا سوا مدانة باتهام لم تقترفه ..رغم كل هذا ..تراه متفائلاً ..ينطق جواهر
همست بوجع :
بتعرف يا عبود اختي رنيم اللي استشهدت ونحنا جايين لهون ..كانت بتشبهك كتيير ..بتشبهك لدرجة بشوفها فيك ..انت طفل أحسن من مية رجال ..انت كائن بجننن
أبتسم لكلماتها بطفولية بحته لتظهر غمازتان محفورتان على وجنتيه الضئيلتين لتزيدان حسنه حسناً ..قرصت خديه بحب قائلة :
قديشك حلو
جلسا على باب الكرفان .. عادة آثيرية أتقنتها هنا ..التمعن في الوجوه وتأويل التصرفات
تكلم متسائلاً
: وتين انت أي صف ؟
أوجعها سؤاله
: انا وصلت بكالوريا ثاني ثانوي وما كملت لانا جينا هون ..بس ان شاء الله رح كمل ..
نظر الى الأفق بحيرة طفل
: انا كان نفسي أتعلم ..ما عمري مسكت قلمي ودفتري ورحت أتعلم ..نفسي أجرب ه الشعور
سرحت في كلماته ..هو طفل من ألف يعانون نفس المعاناة ..الجرح واحد ..والمأساة واحدة ..حتى من يدفع الثمن واحد ..شخص واحد بقوالب طينية مختلفة !!
........................................
دفعت الباب بقدمها لتلج الغرفة وهي تحمل بين يديها صينية تضع عليها صحن يحمل "سندويشتين" احداهن محشوة بالزيت والزعتر والأخرى بمربى وزبدة وكأس من عصير البرتقال الطازج ، وقفت بالصينية وهي تلمحها تقرأ الصلوات الابراهيمية لتسلم من بعد ذلك اقتربت منها وهي تتكلم بهدوء : تقبل الله ديم ..قومي يا قلبي اقعدي ع السرير منشان تفطري قبل ما تطلعي ع الجامعة
من دون أن ترد استوت واقفة لتطوي السجادة وتخلع حجاب الصلاة لتضعهما بشرود على الكرسي أمس بكت كثيرا وي كأنها فرغت جميع دموعها وألقت بحمال قلبها وها هي اليوم ساكنة هادئة ..جلست بجانبها مطلقة تنهيدة متوجعة على حال ابنة عمها وهي تلمح دموع الجميلة الفاتنة تتساقط ، تعلم كم هو غال على قلبها ذاك الغائب خلف غياهب السجون ..تعلم كم يوجع قلبها رحيله الاضطراري ..ديم تحب عبد الله وكانه آخر انسان على الكوكب ..ديم شعورها اتجاه عبد الله كبييير ..هو اباها وأخاها وكل شيء في حياتها ، العائلة كلها من صغيرها لكبيرها تأثرت برحيله ..فكيف بديم وهي لا تطيق عيشاً من دونه ؟! ..
تكلمت وهي تمد اليها السندويشة : ديم ما بكفي بكا ارحمي حالك
غصت بالشهقة وهي تبعد السندويشة عن ناظريها ..لا تريد أن تأكل ..لا تريد أن تمارس حياتها طبيعياً ..لا تستحق ذلك أصلاً ..تكلمت بهمس مبحوح
: ديانا ماني قادرة آكل ..عبد الله رااااح ..بسببي
:شو سببك ما سببك بلا هبل هاد قضاء وقدر
أزدادت بكاء ..تظنها تلقي على نفسها الاتهامات وجعاً ..لا تدري أنها المعنية بذلك وأنها السبب الرئيس في زجه أسيراً
: بتعرفي يا ديم صاحبتي رحيل كانت من متابعيه ..بكيت كتييييير عليه
بدمعات مترقرقة همست بنحيب : مين اللي ما بحب أحرفه وهوة اللي بكتبها من قلبو
ضمتها مصبرة اياها هامسة :
ديم لازم اليوم تقدمي امتحانك الاخير صرت ع أبواب التخرج ..افطري مشان تروحي ..حلمك صار بين ايديك
: اي حلم يا ديانا ..وعبد الله مو معي
: استغفري يا حبيبة قلبي ..الفرج بيجي مع تمتمات مستغفر ..
: يااااااا رب

..............................

مستلقٍ على ظهره ..يضع كلتا يديه وراء رأسه ..ينظر الى السقف بشرود ..ظلام الزنزانة يزيده لوعة ..تركها تبكيه ..وتبكي زعله الشديد عليها ..يعترف انه مرهق نفسياً ..بالأمس أقتيد الى زنزانة انفرادية..ولا يدري ما يخبأ له الغد ..يمّني النفس بالفرج ... وبشعر بالخواء ..الكثير من الفراغ ..وحيداً بالظلمة وتضارب من المشاعر تختلج صدره ..خوف وقلق ودهشة وترقب وانبهار وعدم تصديق ..انقلب على جنبه والظلام سيد الموقف وبيت أمرؤ القيس تداعى الى ذهنه :
وليل كموج البحر أرخى سدوله
عليّ بأنواع الهموم ليبتلي
يا رباه كيف تركها هكذا تتشبث بأوصار متزعزعة من تفاؤل بائس ..كيف غادرها ابنته ذات العقدين المكتملين ..تقلب ذات اليمين وذات الشمال بشرود موجع ..السجن مساحة لخلوة الروح ..تعيد فيه تشكيل ذاتك المبعثرة ..وتقرأ نفسك التي غابت وسط تتابع الأيام !
استوى جالساً على السرير ليلتقط المصحف الذي أخذه من الضابط متحسساً اياه ..لا يراه مع انبلاج الفجر ولكن يكفيه استشعاره أنه معه ..تلا الآية وكأنه يقرأها من المصحف " أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولمّا يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ..ألا ان نصر الله قريب "
....................

 
 

 

عرض البوم صور هــدوء  
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الياسمين, بقلمي, دموع
facebook




جديد مواضيع قسم الروايات المغلقة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 09:25 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية