لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > الروايات المغلقة
التسجيل مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

الروايات المغلقة الروايات المغلقة


كهرمان / بقلمي

- بسم الله الرحمن الرحيم ، كهرمان ..؛

 
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 20-01-16, 08:02 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jan 2016
العضوية: 309972
المشاركات: 18
الجنس أنثى
معدل التقييم: ثريا ا ا عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 29

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ثريا ا ا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي كهرمان / بقلمي

 

-





بسم الله الرحمن الرحيم


،






كهرمان




..؛








التصنيف : ( نفساني ، رومانسي )


الأسلوب :
السرد (فصحى) ،
الحوار (عامية) .



الملخص :

في عتمة الليل وسكونه .. حيث الشاب المتسلل
للمبنی الجامعي في خضم مهمة غامضة،
إذ به تصله طرقات مجهولة المصدر .

ليكتشف في النهاية أنها إشارات استنجاد مصدرها
طفلة مراهقة ، محتجزة في إحدی قاعات الجامعة !



أختكم ، ثريَّا .



-

 
 

 

عرض البوم صور ثريا ا ا  

قديم 20-01-16, 08:04 PM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jan 2016
العضوية: 309972
المشاركات: 18
الجنس أنثى
معدل التقييم: ثريا ا ا عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 29

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ثريا ا ا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ثريا ا ا المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: كهرمان / بقلمي

 

-
















الفصل الأول











. . .



















لم يكن وهماً !

هناك طرقٌ ماً !



بتوجسٍ أرهف السمع وعيناه تجوﻻن ..



تحركت خطواته باتجاه مصدر الطرق الرتيب ..


وتخيَّر الممرات الدامسة معتمداً علی سمعه ..



- من هناك ؟

تحدث باﻻنجليزية .



ميز سمعه اﻷنفاس التي اضطربت من خلف الباب المغلق ،

وأثار تعجبه الصوت اﻷنثوي متسللاً يطغی عليه التوتر :

- هل من أحد هنا ؟



عبر عن استنتاجه في تساؤله :

- هل أنت حبيسة في الداخل ؟


- أياً من كنت ، استمع ! اذهب وجد سميث حاﻻً .. فضلاً ..



لم يستسغ نبرة اﻵمر في حديث اﻷنثی ، شخص في

موقفها من المفترض أن يكون أكثر توسلاً !



- معذرةً ، أنا في عجلة من أمري .



وابتعد بخطاه متجاهلاً النداءات التي قاربت التوسل .




عدل من حمالة حقيبته الثقيلة السوداء علی كتفه بينما

يسرع في سيره ، شعر باهتزاز هاتفه بجيبه ، فأخرجه

ورد بعد أن ألقی نظرة خاطفة علی اسم المتصل :

- يالله هذاني طالع .


قال بصوته الخفيض الهادئ فيما يقترب

من المدخل الرئيسي للمبنی .



بعد دقائق كان قد أصبح أمام مقوده ، والحقيبة السوداء

قابعة في أحضان مرافقه المنتشي ، يعبث في محتواها

ﻻهثاً .


- بنتحرك ، حطها وراء .


أمر ، ويده تدير المفتاح تشغل محرك السيارة ، فأسرع

رفيقه بإغلاق الحقيبة وقام بدفنها أسفل المقاعد الخلفية ،

ثم زعق بسعادة :

- إلی المقر !!


انشغل لهُنيهات بتفكيرٍ مبهم .


- وش فيك ؟

نسيت شيء ؟


وجه رفيقه السؤال القلق .


لكنه ردَّ بهدوء ﻻفتاً ، بنبرة هازئة :

- الظاهر بترجع بروحك إلی ( المقر ) ، خفف أفلام .



اتسعت عينا صديقه وهو يراه يفتح بابه

ويوشك علی الترجل من السيارة .


- علی وين ياﻷخو ؟


- ارجع بالسيارة ، عندي شغلة .


- وش شغلته ؟



وجد الصديق نفسه يحادث الرياح

فقد كان قد ابتعد وسترته السوداء

تتلاشی في الظلمة .








تجول حول المبنی حتی استقر أسفل النافذة المطلوبة ،

رافعاً رأسه يتأملها مفكراً .



لحسن الحظ القاعة المطلوبة تقع بالطابق اﻷرضي

وإﻻ لكان سيضطر إلی التحول للرجل الخارق .



مع ذلك ﻻ يزال الوصول إليها بحاجة

إلی قفزة تتخطی الحدود البشرية .



جال ببصره حول المكان باحثاً عن إلهام لفكرة ما أو أداة

مساعدة، ولم يعثر سوی علی فكرة واحدة محبطة .



أخذ يسير وكفاه مدفونتان بمخبئي سترته ، ثم تملكه الضجر

وبدأ يهرول بغية إنهاء المهمة المملة التي أقحم نفسه بها .






توسط الحجرة المهجورة التي حالت إلی مستودع ،

وتقدم نحو نافذتها .



أصدرت صريراً مزعجاً فيما يحاول فتحها .

ثم كان قد أخرج جسده بالكامل ، مستنداً بركبته علی حافة النافذة .



استقر بقدميه علی قاعدة رفيعة حول المبنى .

ورويداً رويداً ، أخذ يسير بشكل جانبي ،

في حين ظهره مواجه للحائط .



أخيراً وثب جاثماً أمام النافذة المقصودة .


" أستحق نيل مكافأة ! "

حدث نفسه ساخراً .



بدأ يطرق طرقات متتابعة ثم انتظر .. طال انتظاره ،

فأعاد الطرق بنحو همجي عنيف تسبب بضوضاء .



شعر بالحنق من الستائر الغليظة ذات اللون الماروني الداكن ،

التي ميزها من الإضاءة الخافتة والتي تخترقها من داخل القاعة .



" ماﻷمر ؟ ألم تسمع ؟ هل نامت ،
أم فقدت الوعي من البكاء ،
أم أصابها الصمم من شدة الحزن ؟ "


أخذ يفكر متململاً ، اتخذ قراره وفي لحظة التي ارتفعت قبضته

في الهواء متوجهة نحو زجاج النافذة ،

تباعدت الستائر المارونية اللون بحدة ..



ظهر من خلفها جسد ضئيل أشقر ابتعد جفلةً ..



وجد نفسه أمام عينين بلون العسل الصافي ..

عينين بدتا كعينيّ قطة ..



أشار عليها بفتح المزلاج .

إلا أن الكائن ظل متصلباً مكانه دون نية استقباله .



- حسناً ! ظننتكِ بحاجة لمنقذٍ ما، وداعاً !


قال ساخطاً هازلاً ، وما أوشك علی الوثب مغادراً .

لمح الكائن الضئيل الجسد يهرع إليه .

ويشرع النافذة عن آخره ، هاتفاً بلهفة :


- انتظر !



رمق الفتاة بنظرة متهكمة .

وعاد يستدير بكامل جسده إليها .


- أسرعي .


قال آمراً .


حدقت بيده الممتدة بفمٍ فاغر .

- تريدني أقفز من هنا ؟



رداء الفتاة الغريب أول ما ﻻحظه بعد العينين العسليتين .


ترتدي زيَّ سباحة !

زيَّاً بلون غريب مقارب للون الكَمُّوني ولكن بدرجة أفتح ،

أضفت على بشرتها البيضاء شحوباً بالغاً .



- من المفترض لمن في وضعك أن يفضل المخاطرة ؟


- محال ! ﻻ يمكنني !


تنهد بلا مباﻻة :

- إذن ، يفترض بي الذهاب .



اضطربت الفتاة وهتفت بتشتت :

- ﻻ ! توقف ! ﻻ يمكنك .. ﻻيمكنك تركي هكذا ؟

يجب أن تخرجني من هنا ؟


- ماذا تعتقدينني بالحقّ ؟

أنه يمكنني أن أجلب لكِ غيمة تهبطين بها ؟


تصلَّبت ملامح الفتاة لبرهة .


من ثم انفجرت في الضحك بملء فمها !



ظلت تضحك بهستيرية عجيبة في حين تضرب بقدمها اﻷرض ،

وليس ببعيد أن ترتمي أرضاً ، وتتدحرج ضحكاً .


جعلته ردة فعلها يأخذ عنها فكرة فتاة شقية لعوب ليس إلَّا .


تفحصها بنظرات فضولية فيما تلتقط أنفاسها تستعيد هدوءها .


النكتة التي أضحكتها بتلك الجنون لم تكن محض نكتة بلْ

ألهمَه ذلك مظهرها الذي يمزج مابين الغرابة والبراءة .


تساءل مالذي تفعله هذه الصغيرة هنا ، تبدو لم تتخطَّی

الخامسة عشر بعد حتَّى .. !


بجسدها الضئيل هذا بإمكانه حتی الطيران دون يشعر به .


ضئيلٌ للغاية حتی بالنسبة لفتاة في عمرها ...

ضئيلٌ كجسد طفلة في الحادية عشر ..


إﻻ أن تلك اﻷعيُن الفطِنة ، كفيلة بإبراز عُمرها الحقيقي !



- بالمناسبة ، لماذا ترتدين بدلة السباحة ؟



لم يكن سؤاله مناسباً للموقف ، لكنه وجد نفسه يلقيه دون تفكير .



- سباحة ! ألم تری في حياتك راقصة باليه ؟


- أنتِ راقصة باليه ؟

تساءل بسرعة مستنكراً .



تعابير الكبرياء علی المراهقة جعله يدرك أنها ﻻحظت إهانته لها .

فخاطبها بلطف مصطنع :

- حسناً ياصغيرتي ، بما أن اﻷمر كذلك ..

أليس من المفترض ، أنه يمكنكِ القفز في الهواء أفضل مني !

بل يمكنكِ الطيران ! ألم تخطر لكِ فكرة القفز من النافذة ؟



لبثت ساكتة لهنيهة ، ثم أجابت متململة :

- أنا .. أعاني من فوبيا المرتفعات .


استهجن غير مصدق :

- راقصة باليه لديها فوبيا المرتفعات !

أليس عملكم هو التحليق في السماء ؟!


ﻻحظ ساقيها النحيلتَين وإحداهما تلتفّ حول اﻷخری بتعبيرٍ عن اﻹحراج .

وللتوِّ يلاحظ جوارب الباليه الرقيقة بلون الجسد ،

بقدميها الصَّغيرتين مثل قدمَي دُميَة .


استغل فرصة تأملها من جديد بعد أن أشاحت بعينيها عنه .




- أنا جائعة ..

غمغمت بخفوت دون أن ترفع بصرها .



اﻵن فقط يدرك أن الطفلة سجينة هذه القاعة منذ الظهيرة .


- هل تناولتِ الإفطار صباح هذا اليوم ؟


أجابت : تناولت كوب حليب .


فعقب بصوت جلف :

- إذن يفضل أن تسرعي قبل تورطينني بإغماءة ما !


- أخبرتك أنه ﻻ يمكنني القفز من هنا !

اذهب واحضر لي طعاماً !


هتفت به بنبرة أثارت حنقه .



- لم أعتد تلقي اﻷوامر من قاصر بلغت للتو !!!

زجر بقسوة .



أحس بالندم عندما بان أثر ما تفوهه جلياً علی وجه المراهقة .


فليس من المعتاد أو الطبيعي أن يقسو شخص بالغ علی طفل قاصر .


فتمتم مرغماً بصوت خفيض ، ويده تحكّ شعره بحركة عصبية :

- سأعود ، انتظريني .



واختفی من مرأی بصرها ، حيث تعلق بقاعدة النافذة .

ثم ألقی بنفسه علی العشب الرطب البارد .



















. . .
















استمر يراقبها حتی أنهت وجبتها ، كانت تأكل بنهم هائل

يدل علی مقدار ما كانت تعانيه من جوع .



- ماﻷمر ؟ أرجو أﻻ تكون من فئة المهووسين بالقاصرات !


لم يحاول إبعاد نظره عنها ، بل ابتسم :

- تبدين ذكية بالمقارنة بعمركِ !


- حسناً .. أطفال هذا الزمن يتفوقون ذكاء عن البالغين .


- أشتم رائحة إهانة !


كان يجلس علی مقعد واسع فيما هي فضلت جلوس اﻷرض

إذ فرشت وجبتها وتناثرت اﻷكياس حولها بفوضوية.



- كم عمركِ ؟


بلا تردُّد وكأنما اﻹجابة جاهزة :

- اثنا عشر .


- كاذبة !

رفض التصديق فاغراً فاهه.


- أصبت ، أربع عشر .


صاح باستنكار :

- هل اعتدتي أن تكذبي بهذه السهولة !!


- وأنت ؟

سألته ببراءة متجاهلة تعليقه .


فأجاب ﻻ مبالياً وسؤال آخر يشغل باله : أربع وعشرون .

وطرح سؤاله :

- لم تخبريني مالذي تفعله طالبة مدرسة إعدادية في الجامعة ؟



- نحن نعمل علی إعداد حفل تخرُّج ،

وقاعة الرقص في مدرستنا قيد الإصلاح .


- تقصدين أن فرقتكِ تأتي هنا للتدرب ؟


- نحن فتاتين فحسب ، الأخرى سبقتني بالذهاب ،

لكني رأيت أني ﻻ أزال بحاجة لمزيد من التدريب .


احمرّ وجهها وهي تردف ، مهمهمة :

- ذلك اﻷحمق سميث، غططتُ في النوم فلم ينتبه لوجود شخص ،

من المفترض أن يصيح ويصرخ منادياً إن كان من أحد !

غبي !



لجأ للصمت حيث ﻻ يملك تعليقا ،

فكيف أمكنها النوم بمكان غير مريح كهذا !


- هل أنت طالب هنا ؟



سألت بفضول ويداها الصَّغيرتان تعبثانِ بخُصلتَين

بلاتينِيَّتَين علی جانبَي رأسها علی نحوٍ غريب .


أومأ برأسه مجيباً وبصره يتابع عبث تلك اﻷصابع بذلك الشعر

الذي بدا أشبه بهالة من الشمس حول وجهها الدائري المُضيء ..


شعرها كثيف وأملس متساوي اﻷطراف كقطعة نسيج بلاتيَّنية اللون ،

قصيراً بالكاد يُلامس كتفيها رأی أنه أبرز أنُوثتها أكثر مما لو كان طويلاً ..

خاصة مع كتلة الغرَّة تلك التي تحجب جبينها ..



عادت تستأنف تحقيقها معه :

- أنت إيطالي ، ألست كذلك .... ؟


قاطعها هاتفه قبل أن تكمل عندما بدأ باﻻهتزاز ،

فأخرجه واكتفی بنظرة إلی الشاشة ، ثم أعاده لمخبئه .


- ﻻ يمكن أن تذهب !

- يمكن أن أراجع قراري إذا وعدتني بليلة مسلية .

- سأجن لو مكثت ليلة هنا بمفردي !!


قال مصارحاً :

- وأنا سيجن جنوني لو مكثت معكِ !

بالتأكيد تفهمين مغزاي !


وتابع ساخراً :

- كذلك أنا ﻻ أهوی القاصرات .


- كاذب ، أنت مفتون بي اﻵن بكل خلية من جسدك !



حملق بها غير مصدِّق الجرأة التي تتحلَّی بها .



أردفت بعصبية :

- اسمع ! أنا عذراء ! هل يجعلك هذا تهدأ ؟


- أيتها الخرقاء ، لقد زدتي الطين بلة !!

صاح بها مغتاظاً .



تضرَّج وجهها احمراراً ، وتملَّكها اضطراب جليّ .



سأل وأصابعه تتخلل خصلاته السوداء في توتر :

- ألم تواعدي شاباً من قبل ؟


بان ارتعاش حنجرتها واضحاً في صوتها المخنوق :

- وقتي ممتلیء ولم يسعني التفرغ لهذه اﻷمور .


ثم أردفت بتردُّد :

- هلا انتقلنا لموضوع آخر من فضلك ؟



زفر بشدة من هذا المأزق .



قال بنفور :

- أين ثيابكِ ؟



انكمشت ، قبل أن تجيب بصوت بالكاد سمعه :

- في الجهة اﻷخری من القاعة .


وعادت تهمهم : الغبي سميث .



على نحو مفاجئ ؛ بدأت مقلتيها تذرف

دموع غزيرة أرغمته علی القلق .


فسألها مقطباً :

- لماذا تبكين ؟


- اخرس ! هنالك معلومة تقول أن دموع المرأة تطفیء من رغبة الرجل .


اتسعت عيناه ذهولاً .

ثم ألقی برأسه إلی الوراء ، في قهقهة حادة ، مجلجلة .

- هل تطلقين علی نفسك امرأة ؟!


كشرت في وجهه عابسة ، وقد اكتست أعينها حقد حقيقي .


لكنه لم يلق بالاً ، مواصلاً الضحك .

كأنما قاصداً مضايقتها .

















. . .

















بلغت الساعة الواحدة ، ليلاً .


مضت ساعتين .. والوجومُ مطبقٌ على المكان .


كان ﻻ يتوقف عن الهرب من حصار سجنها كل عدة دقائق .

ثم يجد نفسه عائداً أدراجه ، بعد أن يشعر بالتحرر والارتياح .


كل واحد منهما يجلس في جهة أبعد مايكون عن اﻵخر ،

وبالكاد تتلاقی أبصارهما .



نهض بتثاقل ، وخطی بخطوات ملولة ، صوب النافذة المفتوحة .



تناهی إلی مسامعه ، صوتها الخفيض ، بلمحة المكابرة :

- هل أشعرك بالضجر إلى هذا الحد ؟


ردَّ بازدراء ، دون تتوقف قدماه عن التقدم :

- لربما تنجحين في إزاحة الملل عني لو فكرتي

في تقديم إحدی عروضكِ الراقصة لي !


رمقته ببصرها بجمود .


- ما عجزت عن فهمه ، هو كيف يعقل بالحقّ أن تعانين من فوبيا المرتفعات .

أمال ببصره نحوها باستخفاف .


بعد لحظات من التفكير ، بدأت تشرح متحدثة :

- حدث ذلك في العام الماضي ، سقطت من علو ثلاث أمتار .

على الرغم من أني لم أعد قادرة علی تأدية معظم تقنيات الباليه ..

إﻻ أنني لم أتمكن من الكفّ عن مزاولته ، أنا أحبه .


نطقت بعد صمتٍ ، وهي تنتصب بحركة مفاجئة :

- هل ترغب بأن أقدم لك عرضاً ؟


هتفتها بحماسة ، وابتسامة عريضة تشق وجهها .


كلَّفه وقتاً ، حتی يستوعب سرعة تحولها .


من الهدوء واﻻكتئاب الذين سيطرا عليها في الساعتين الماضيتين .

إلی شُعلة من الحماس ، في غضون ثوان !


بعثر شعره في حرج ، ثم رفع كتفيه بلا حيلة :

- حسناً ؟ سأكون أحمقاً لو اعترضت !


سارعت راكضةً برشاقة .. قاصدةً جهاز التسجيل ،

وشعرها القصير الذي يتطاير في الهواء ، ذكّره

بعباءات الرجال الخارقين حين يطيرون في الهواء .


صعدت مُوسِيقی غنائيَّة هادِئة ،

بدت له كَمُوسِيقی رُوحانيَّة

تشبهها بالسِّحر والغرَابة ..


وعادت راكضة ودون أن تنتظره يلتقط أنفاسه أو يستعدّ ...


بُهِرَ بها ، وهي تلتف حول نفسها ، بدورانٍ متناغم ومتناسق .


وما دنت منه ، نزعت عن كتفيها سترته السوداء ،

التي أعارها إيَّاها ، تعيدها إليه برميةٍ صغيرة ناعمة .


ثم راحت تدور حوله ، بطريقة أثارت جنونه .

وابتعدت بحركات سلسة .


شُعاع الجمَال والنُّعومة الفائقَين التي تطلقهما ،

جعله يوقن أنه أمام ملاكٌ صغير ..

لا ينقصه سوى جناحَين أبيضَين ..



انتابه شعور التهديد والاضطراب وهي تدنو منه ثانيةً .


عادت لتدور حوله .

لكن هذه المرَّة ، ما إن استدار للخلف ؛ ارتدّ بحِدَّة إلى الوراء .

حَالَمَا أجفلته بوثبة شقية ، وقد اعتلت ملامحها تعابير قِطَّة متوحشة .. !


قهقه ملء فيه ، تعبيراً عن الإعجاب .


لكنها راحت تحلق بعيداً .. في الهواء ، متجاهلةً إيَّاه .


ثم أدَّت شقلباتٍ متتابعة ، بسهولة شرب الماء !



هذه المجنُونة .. !



إنها تجني على نفسها .. !



خرج الأمر عن السَّيطرة .. !



وجد نفسه يتقدم صوبها ، متجاهلاً ، رامياً بكل وعوده ونيته بعدم إيذائها .



أوقفه بمنتصف الطريق ، رؤيتها تتخذ وضعية النَّمِرَة !



اشتعلت عيناه بريقاً ، وأخذته النشوة .. !



حذَّرته بوثبةٍ مخادعة ، ما إن رأته يتخطی حدود اﻷمان ، بالنسبة لها .

فتراجع حذراً ، عندما أدرك جديتها .. فالنِّسَاء ،

في هذه المواقف .. يتحوَّلن إلی نَمِرَاتٍ حقيقيَّات !



حول مسار سيره ، فأخذ يسير ببطء ، بشكلٍ جانبي .


وسارت هي علی خُطاه .


حتی قاما بدورة كاملة ، حول المكان .


يبدو أنها مُصمِّمة علی اتخاذ وضعيَّة الهجوم ، حيث هبطت علی أطرافها اﻷربعة ثانيةً .

تتابعه بعيونها المتربِّصة ، تتحيَّن اللحظة المناسبة ، لتنفيذ هجومها .


استمتع برؤيتها علی تلك الوضعية ، وانتابته رغبة جامحة بتقليدها .


فأصبح مُواجِهاً لها !



بدوا كلَوحة فنيَّة ، تضمُّ نمِرَين شرِسَينِ متواجِهَين ..

كُلٌّ منهما يهدِّد اﻵخر ، بإشاراتٍ من عينيهِ المُلتمِعَين .. !



كان متحيِّناً ، ومستعداً .

ﻷيِّ هجوم مباغِت من قبلها ، منتظراً فقط أن تباشر .


لكن وجد نفسه يُصعق بها تتمدَّد !


ثم تنقلِب علی ظهرها ، لتتلوَّی إغراءً كَاﻷفعیَ ..

وعينيها ﻻ تنفكّ عن مراقبتِه ، برأسها المقلُوب !


منظر شتَّت كَيانه ، وصلَّبه مكَانه !


" تلك اللَّعينة !! "

حدَّث نفسه ، سخطاً ، مبهُوتاً !



وبسرعة قياسيَّة ، استعادت وضعيتها برشاقة غير معهودة .

وشنَّت عليه بهجومها الخائن ، بعدما أخمدت احتراسه .


فتنبه ، وتدارك وضعه ، يبتعد متراجعاً .


راعَه رؤيتها ﻻ تنوي إفلاته !


بينما تعابير القِطَّة الشقيَّة ، اكتسحت ملامِحها مجدداً .

رافعةً مخالبها عالياً في الهواءِ ، مهدِّدة بالانقضاض .


- أنتي تستمتعين بهذا !


هتف صائحاً ، وقد قلبَ اﻷدوار لصالحِه .

حيث باتَ هو من يُناورها اﻵن .



قامت بتسديد ركلة قوية إليه ، فصدها بقبضته .

أتبعتها بأخری ، ولم تفلح كذلك .


أيقنت أنها في خطر !


فهرعت تركض هارِبة ، وعزم اللّحاق بها ، مستمتعاً باللعبة .


ثم كان قد أوشك على محاصرتها .


لكنها فاجأته بها ، تنزلق باحتراف ﻻ يُصدَّق ،

لتَّتخِذ من بين ساقَيه طريقاً !


ولسوءِ حظها ؛ كان أسرع منها ، فقبض علی كاحلها قبل تبتعد .


أطلقت صرخة ألم ، أجبرته علی إفلاتها فوراً ..

ليعلم بعد فوات الأوان ، أنه وقع في الفخّ .



راحَت تقفِز ضاحكةً ، بسعادة وفرحة عظيمتَين ،

تضرب قدميها الأرض بتناوبٍ .


مُشيرةً إليه بسبابتها السَّاخِرة ، حتی انزلقت سهواً .

لتقع وتسقط علی قفاها .


سارعَ باغتنامِ فرصته الثَّمينة ؛ فانقضَّ واثباً .

بينما أخذت تتراجع زحفاً ، وساقيها تُسدِّدان ركلاتٍ ضعيفة .


تمكَّن من محاصرتِها بيُسرٍ تامّ .

بذراعَيه المُستنِدَين بساعدَيه ، علی جانبَي جسدِها ..

كـ سُـورٍ حَصِين .


راحت تهزّ رأسها متوسِّلة .

وﻻ يفتأ الضَّحِك الهستِيريّ يُسيطر عليها ،

وقد أغرقت الدُّموع وجنتَيها ..

الَّلتين باتتا بحُمرة الفراوِلة .


همس بسعادة :

- انتصرت !


وبخفة حملها من خصرها النَّحيل .

ليدور بها ، رافعاً بجسدها ، عالياً في الهواء .

مقهقهاً بانتصار .



بينما اعترَی الفتاة الجُنون ..

وأخذت تصرخ بكُلِّ ما تملِك حُنجرتِها .


تركُل بساقَيها في الهواء ، ورأسها يهتزّ بقوَّة .


- عالي ، عالي ! تكفَی !




" ماذا ، هل يتوهَّم ؟ "


" أم يمكن أنه إذا تعرَّض المرء للفزع ، قد ينسی لغته ،
ويتحدَّث بلغة غير لغته ؟ "



دارت به اﻷفكار الغريبة .. غير مصدِّق .

للحدِّ الذي أعدمتْ إحساسه ، بالشعور بقبضات المراهِقة علی ظهره .




- أرجوك أنزلني .. رجاءً .. رجاءً ..



أعادته لغتها اﻻنجليزية إلی أرض الواقع .

قام بإنزالها ببرود .


رمقها بنظرات احتقار ، وهي تنكمش جاثية .

وجسدها يرتعد ، كعصفورة ( بردانة ) .



رفعت رأسها إليه بحدة ، تخاطبه ، بشفتين مرتجفتين :

- ﻻ يمكن لبشري أن يكون بهذا الشرّ !

أنت تعلم مما أعاني !



اكتفی بمبادلتها نظراتها الحاقدة ، دون يحرَ رداً .



اكتفی من كل تلك الحماقات !


تحركت قدمه ، حركة طفيفة .

ينوي اﻻبتعاد ، وإعادة الهدوء للمكان .


وقبل يخطو خُطوة واحدة ...

وجد نفسه طريحاً يتأوَّه !



استشاطَ غضباً ، وثارَ !

وسيطر علی عقلِه المسَّ والجُنون !


نهض كوَحشٍ غضبان ، بعينينِ بلونِ الجَمر .


أوداجُه الغلِيظة ، المُنتفِخة ..

تُنبِئ عن قاتلٍ كامِن ، في أعمَاقِه !




أين اختفت ؟




قبل يصيح بها ، منادياً .

تناهی صوتها الصغير .. إلی مسامعه ، مكتُوماً :

- أنا آسفة .. أرجو أﻻ تكون تألمت .. أنا مضطرة لفعل ذلك ..




تتبَّع مصدر صوتِها ، في حين تتحدَّث .

حتی أصبح مقابلاً ، لمخزن حديدي ، أسود اللون .



- أنتي في الداخل ؟

أرغم نفسه علی التحدث باﻻنجليزية .




- أنا في اﻷسفل .. أنا آسفة مرة أخری .. أرجو أﻻ تكون غاضباً ..



جلس علی عقبَيه ، أمام المخزن منبهراً .

بصره يقيس المسافة ، بين اﻷرضية وقاع المخزن .

متسائلاً كيف أمكن لجسدٍ ، الانسلال أسفله ؟


ﻻ إمكانيَّة حتی لوصولِ ذراعِه ، وما أثار تعجُّبه أكثر ...

تنازُلها عن كبريائِها ، وَحرصِها علی اﻻعتذَار !




- هكذا سنبقی بأمان ، ولن تضطر للخروج كل عدة دقائق .

أنا آسفة جداً ، أعلم أنني أتعبتك ، وأرغمتك علی ما ﻻ تريد ..

سأظل أتذكر معروفك .. لن أنسی هذا اليوم ..

أعترف أنني ، استمتعت معك جداً ..

أنا لن أنساك أبداً ..




استند بظهره إلی المخزن ، وقد استعاد شيئاً من الهدوء .




قال ، بنبرة باردة :

- هل لي أن أعلم ، سبب تبدل اﻷسلوب ؟




أحس بالتردد الذي اجتاحها ، قبل تجيب مصارحة :

- هذه حقيقتي .. تلك الجريئة التي كانت أمامك ، ليست أنا ..

حقيقتي هي أنني لست سوی .. غريبة اﻷطوار تلك ، التي تظهر دائماً في اﻷفلام ..

التي يملأ وجهها النمش ، وﻻ تمتلك صديقة واحدة ..

لا ينقصني سوی تقويم أسنان العصور القديمة .




صُدِمَ بكل هذه السّلبية ، وصورتها المنخفِضة عن ذاتِها ...

إلی هذا الحدّ المتطرِّف ، والمَرَضِي !




قال ، محاولاً إضفاء بعض السُّخرية بنبرته :

- ينقصكِ كذلك النمش .


تجاهلت سخريته ، معترِفة :

- أنت أول شخص أشعر به يتقبلني .. مع أنني أعلم أنك أعجبت باﻷخری ، التي ليست أنا ..

لكن أحببت شعور أن تكون مقبوﻻً .. إنه شعور لطالما تمنيت تجربته ..

أنا لم أقصد خداعك ، أو أنوي أي شيء .. لكن .. ﻻ أعلم !

أنا آسفة ، ﻻ تكرهني أرجوك !




- هل تعلمين ، أنكِ جميلة ؟




- أعلم هذا ..

لكن مع ذلك ﻻ يطيقونني ..

اﻷمر ليس في المظهر ..

يبحث الناس دائماً عمن يسليهم ..

الناس يرونني مملة ..




- أتعلمين ما مشكلتكِ ؟

الناس تسيطر علی تفكيركِ ..

الناس ﻻ تستحق أن تجعلي من نفسكِ تسليتهم !



غمغمت بهوَان :

- شكراً لك .. لم أتوقع أن تكون متفهماً ..

هل تسمح لي بطلب ؟



ظلَّ ساكناً ، بانتظار سماع طلبها .


فتابعَت :

- أنا لن أرغمك اﻵن علی البقاء ، لكن لو فعلت ..

هل لك أن تذهب في الصباح الباكر ،

قبل بدء دوام الجامعة ؟




ردَّ ببُطء :

- سأفكر في الأمر .



ثُمَّ أردَف :

- أﻻ تشعرين باﻻختناق من ذلك المكان ؟



لم تُجِبه ، فقال مُطَمْئِناً :

اخرجي حاﻻً ، أعدك لن أمسَّكِ .



- أفضل أن أبقی هنا .


دون تفاهم ، أو إطالة في النقاش .

دسَّ يده أسفل المخزن ، يجُرَّ بجسدها إلی الخارِج .


فقفزت جالِسة ، صائحةً بوجهه ، مستهجنة :

- وعدت أﻻ تمَسّ !!



تبسَّم رغما عنه ، ثم تكلم مشيراً :

- أتعلمين ؟ حقيقتك هي هذه التي معي ،

وليست تلك الخجولة أمام اﻵخرين .



خشيَ أن تتفجر وجنتاها ، من شدة اﻻحمرار ، الذي اكتسحها .


فأنهی الموقف ، مطلقاً أمراً :

- أعيدي السترة عليكِ ، واخلدي للنوم حاﻻً .

ﻻ أطيق مزيداً من اﻹزعاج .




















. . .
















شعر بها ترتعِش ، من هبَّة الرِّياح البارِدة ..

حاولَ كمشَها .. حتی تمكَّن من إحاطتها بالكامِل ،

مانِعاً ذرَّات الهواء ، من مسّ جلدها .


ندب حظَّه ، حينما بدأت أجفانها باﻻرتعاش ، منبِّهة ببدءِ استيقاظها .

تململَ جسدها بين ذراعَيه ، وأخذت تفرك وجهها المتورِّد ، بكسلٍ كقِطَّة أليفة .



سارع تلقائيَّاً ، إلی حجب بصرها ، بكفه العريضة .


حركت رأسها بهلع ، مستعيدة إدراكها ، بسرعة عجيبة .

قاومت ، بضعف كان بإمكانه أن يكون عنيفاً ،

وتطرحهما معاً من هذا العُلُوِّ ، لوﻻ جسدها الواهِن

إثر النوم .



- إنه أنا ، ﻻ تخافي .



حاولت التحدث ، باللسان الثقيل :

- .. ماذا تفعل ..؟ أبعد يدك ..


- اهدئي ، واصبري قليلاً .


- .. وعدت أﻻ تمسني .. وثقت بك .. أيها القذر ..


مع حدة ألفاظها ، إﻻ أن صوتها يخونها ..

في ظل اﻻسترخاء الهائل ، الذي يغمرها .


وفي برهة صمت ، بدا أنها بدأت تستوعب ، وتدرك ،

المكان حولهما ، من هبَّة هواءٍ أخری نخرت عظامها .


- .. أين نحن ؟


تشبثَّت بيده التي تحجب عنها النَّظر ، بكلَي كفَّيها ، تصارِع ﻹزاحته .


همس بنفاذ صبر :

- أخبرتكِ أن تنتظري ! شخص ما بالداخل !


- .. ﻻ تقول إنَّا .. ؟ طاقه ... ؟


خانها لسانها ، وقد انتقلت للغتها اﻷم ، غريزيَّاً ..

وَ ارتخی جسدها ، مجدداً ..




أزاح كفه .. بدت كما لوْ لم تصحو قطّ .. !


انفلتت من جوفِه تنهيدة طويلة ، عقبها بزفرة ضيق .



لمْ يحاوِل إيقاظها ..



اكتفی بتأمُّلها ..



وجنتَيها المتورِّدتَين منذ دقائق ، حالتا إلی الشُّحوب .

وبالمثل مع شفاهُها ، بل بياضه فاق بياض بشرتها .




بعد مُضيِّ خمس دقائق ، كان قد عاد بها للداخل .


لم يكف عن التَّربيت علی الخدَّين النَّاعمَين .

حتی انفرجت أجفانها ، عن جوهرتَي الكَهْرمَان الشَّاحِبَين ..


جالساً علی قدمَيه ، جوارها .

بعدما رماها بقطعتين من الثياب ، عثر عليهما في حقيبتِها ،

التي جلبها من القسمِ اﻵخر من القاعة .



أرغمَت نفسها علی النُّهوض ، ويدها تدفعه بوهنٍ .

مُتمتِمةً ، في نفور : وخِّر ..



ابتعد ، دون أن ينبس بحرف .


ابتدأت ترتدي ، القميص الرمادي اللون ، فوق زي الباليه .

فاستوی واقفاً ، مولياً بظهره ، مانحاً إياها بعض الخصوصيَّة .



- ماذا تنتظر ؟ انتهت مهمتك ، فلترحل .



أطبق أسنانه غيظاً ، إنها تتفنَّن بإغضاب اﻵخرين .


استدارَ إليها :

- ألن تعبري لي عن شكرك ؟


- عبرت عن ذلك وأكثر ليلة اﻷمس ، وداعاً .. أتمنی أﻻ نتقابل .



رفع حاجباً مستهزءاً :

- تتحدثين وكأنما هنالك احتمال ﻷن نتقابل !


لم يفته اﻻضطراب الذي لمحه للحظة .


أجابت بكبرياء :


- كل مافي اﻷمر هو أنني أتمنی أﻻ أراك ، أدعو الله أﻻ يحدث ذلك ..



تصنَّع التنهد ، ثُمَّ قال بنبرة مسرحيَّة حزينة :


- لكم وددت لو تمدينني بعناوينكِ ،

خلتنا سنتحدث عن مستقبلنا معاً حال استيقاظكِ !

كم أنتي قاسية يا صغيرتي الفاتنة .. !



تضرُّج وجهها ، دلَّ علی أنها شخص غير معتاد علی الكلام المعسول .

لكنها جاهدت في صدّ سِحره ، هاتفةً ببغضٍ :


- أنت تثير اشمئزازي ! ألم تقل أنك ﻻ تهوی القاصرات ؟


غمزَ لها غمزةً جعلتها تنتفِض جفِلَة ، كادت معها تشقلبه ضحكاً ،

لوﻻ جاهد علی كتمه ، مُجيباً بنعومة :


- ماذا يسعني أقول ! أظنكِ قلبتي معاييري رغماً عني .. !



لم يشعر سوی بالحقيبة ترتطم بوجهه .

وبكلماتها تخرج من بين أسنانها ، بغضبٍ مُشتعِل :


- ملعون ، قاصد يلعب بأعصابي !



كاد يهاجمها بذات الُّلغة ، لوﻻ أمسك لجام شيطانه .



اكتفی بقذف حقيبتها ببرود ، ثم ولَّاها ظهره ماضياً ،

بلا كلمة وداع .






* * *

 
 

 

عرض البوم صور ثريا ا ا  
قديم 21-01-16, 03:45 PM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Dec 2015
العضوية: 308123
المشاركات: 55
الجنس أنثى
معدل التقييم: سوهاني عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 59

االدولة
البلدSudan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سوهاني غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ثريا ا ا المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: كهرمان / بقلمي

 

جميــــــــــــــــــــل .. بل رائع ^^
القصة مُشوقة .. حازت حواراتك على اعجابي
مازال الغموض يلعب الدور الأكبر بقصتك .. إلي بالمزيد من الفصول !
أريد أن أتعمق أكثر لفهم الصورة كاملة !
أطالب بمزيدٍ من الفصول !
شكراً جزيلاً لك على ما كتبتيه

 
 

 

عرض البوم صور سوهاني  
قديم 21-01-16, 07:41 PM   المشاركة رقم: 4
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jan 2016
العضوية: 310027
المشاركات: 6
الجنس أنثى
معدل التقييم: Mano Rashad عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 13

االدولة
البلدUnited Arab Emirates
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Mano Rashad غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ثريا ا ا المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي

 

جميلة جدا من فضلك باقي الفصول

 
 

 

عرض البوم صور Mano Rashad  
قديم 21-01-16, 08:46 PM   المشاركة رقم: 5
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jan 2016
العضوية: 309972
المشاركات: 18
الجنس أنثى
معدل التقييم: ثريا ا ا عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 29

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ثريا ا ا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ثريا ا ا المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: كهرمان / بقلمي

 

سوهاني

مرحبا بك ،

سرني إعجابك غاليتي ..

الفصول جاهزة لذلك ستكون بشكل يومي أو شبه حسب الظروف
كذلك اعذروني إن تأخرت ﻷنه يصادفني بعض السهوات اللغوية واﻹملائية فأتضطر للتعديل والمراجعة



Mano Rashad

أهلا بك عزيزتي
أسعدني ثناؤك

لكن لماذا أعدتي تنزيل الفصل
لو بإمكانك أتمني منك تعديل مشاركتك الجميلة .

 
 

 

عرض البوم صور ثريا ا ا  
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
بقلمي, كهرمان
facebook



جديد مواضيع قسم الروايات المغلقة
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 07:48 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية