لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > مغامرات ليلاسية من وحي خيال الأعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

مغامرات ليلاسية من وحي خيال الأعضاء روايات اثارة و أكشن و مغامرات على نمط روايات مصرية للجيب


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-04-16, 10:01 PM   المشاركة رقم: 11
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Dec 2015
العضوية: 308123
المشاركات: 55
الجنس أنثى
معدل التقييم: سوهاني عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 59

االدولة
البلدSudan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سوهاني غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سوهاني المنتدى : مغامرات ليلاسية من وحي خيال الأعضاء
افتراضي رد: الانتقام هويتي

 

الفصل الثالث عشر : ماذا أفعل ؟

طلب كارلا ايقاف السيارة بمكانٍ مهجور ونــائي .. وتحرك الرجلان بأنزال الفتاة وادخالها إلى منزلٍ مُحطم ، وحالما غابت الشمس حتى أفاقت
عينان ناعستان في محاولةٍ للاستكشاف بعد أن أزيل عنها الغطاء ..
فسحب كارلا كرسياً وجلس يواجهها وأردف مطمئناً :
" أنتِ بمكانٍ آمـن عزيزتي ولن يصيبك مكروه إن كنتِ فتاةٍ مطيعه "
ردت جين بانفعال وكأنها على وشك البكـاء :
" من أنتم .. وماذا تريدون مني .. ولماذا قمتم بخطفي ؟"
" انظري إنكِ تسألين ثلاث أسئلة دفعة واحده و أجوبتها تعرفينها مُسبقاً"
" كيف أعلم ما أسئلة أيها المخادع ؟"!
تحرك الرجلان الضخمان في محاولةٍ للتهديد فأوقفهما كارلا بإشارة بيده"
" جيـد أنكِ لم تفقدي رباطة جأشكِ بعد .. ما عنيته أن وجودك هنا من
أجل معلومة واحده فحسب "
"وماهي تلك المعلومة ؟"
"مـن يكـون ليـث ؟"
فور سماعها بالاسم بانت عليها آثـار الصدمة إلا أنـها كافحت لإخفائها
ثم قالت بسرعه :
"وما أدرانـي به ؟"
" أتعلمين أنـا ذكي للأسـف ! مثل هذه التغيرات التي طرأت
عليك للتو لقد شاهدتها على ماري جيسون من قبل فهل
أمرها لا يهمك أيــضاً ؟"
"من أين لك بمعرفة اسمها .. من تكون؟"
"لا أريد منك سوى أجوبـة لا طرحـاً لأسئلة أخرى .. كما أن مصيرهـا
الآن بين يديك! .. سأكرر سؤالي لآخر مرة .. منْ يكون ليث ؟"
صمتت جين لبضع لحظات ثم أجــابت :
" إنه شاباً ما قام بإنقاذي مرةٍ عندما كنت في خطر "
" همم! هكذا فقط و ما صلته بـأمـك ؟"
" لا أعلم .. سوى أنه منذ أن أنقذني أحبته أمي كأبنٍ لها "
" ولماذا يدّعي بأنه كارلـوس ؟"
"ليس لدي علم بما تتحدث عنه .. فقد مضى وقت طويل منذ آخر
مرةٍ شاهدته فيها"
" لمــا.. هل يعمل ؟"
ترددت جين قبل أن تجيب :
" لا "
نظر كارلـا لأحد رجاله ليأتـي بالقرب ثم همس شيئاً في أذنه
وبعدها رحل مبتعداً عن طريق جين ، فاقترب الآخر إليها وكادت
تصرخ بدورها بسبب ضخامة هيئته .. فوضع يده على فمها
يمنعها من الصراخ وتحرك رفيقه وأرجع الربطة إلى عينيها ومن
ثم أخبرها بالتزام الصمت وإلا لن ترى والدتها ابداً ، وعندما كادا يرحلا
أخيراً أوقف كارلا أحدهما ببقائه معه وترك الآخر يذهب برفقتها ، فأتاه
الآخر وعلامات الحيّرة على وجهه إذ وقف ينظر إلى سيده ، فأجابه كارلا :
" ما الــأمر ؟! "
"سيدي .. طلبت مني عدم مرافقتهما ؟"
"وماذا إذن ؟!"
" لا أفهم لما فعلت ذلك "
" رجلٌ واحد ضخم بإمكانه التصرف معها فلا تقلق ، أعني هو فقط
سيقلها لمنزلها"
"لكن سيدي لماذا أمـرتـنا بخطفـها ثم بتـركها الآن ؟"
"ستفهم الأمر لــاحقــاً "!
أنزل الرجل جين في مكان قريب من منزلها ..ثم فك ما نُصب علي
عينيها وتحرك بالسيارة مبتعداً .. ولم يكن عليها سوى أن تسير ما
تبقى لها من مسافةٍ إليه ، وحالما وصلت وفتحت الباب استقبلتها
ذراعين وعينين دامعتين
" جين أين كنتِ ،لقد أرعبتني عليك ؟"
نظرت جين بأسى لأمها وهي ترى حالتها وهلعها عليها فتساءلت
منذ متى وهي على حالتها هذه فأردفت :
" أمي سامحيني لتأخري، كان علي إخبارك ولكنني نسيت وظننت
أنني لن أتأخر كثراً"
"ماذا تعنين ؟ هل أنتِ بخير ؟"
" أجل أنا بخير ..كل ما في الأمر أن صديقةٍ لي قد اقترحت عليّ
الذهاب برفقتها لأتفقد حال أختها لأنها تغيبت اليوم، ومضى الوقت
سريعاً ثم حدث ما حدث الآن.. أنا حقاً آسفه أمي"
"يـــا لكِ من ساذجــة ! ألم تفكري بـي كان عليك إعلامي مُسبقاً بالفعل"
" أمي لمــا الضجة الآن ؟ لقد عدت وتأسفت وها أنا ذا لم يصبني
إي مكروه ، تتصرفين كما لو كان هناك سوءاً متوقعاً سيصيبني،
هل تتوقعين حدوث شيئا ما مثلاً ؟"
بلعت ماري ريقها في توتر ، كانت تخشى أن ينفذ كارلا تهديده بها
فأجابت كاذبه :
" لا ، لا ! ، هل يجب أن يكون هنالك مبرراً لأقلق على ابنتي حسناً
اذهبي ولا تعاودي الكرّه وإلا لن أسامحك البته ؟"
" أعدك ألا يتكرر ذلك .. سأذهب لأستريح "
استلقت في فراشها وهي مهمومه لا تعلم ماذا تفعل .. كانت راغبه
بإخبارها بالأمر ولكن عندما شاهدت كيف كانت حالتها لم تستطع
البوح .. حتى لم تدرك كيف سيطرت على أعصابها حينها وتصرفت
على سجيتها دون أن تُفضح ، أعصابها الآن على الهاوية ولو أرادت
التغيب غداً عن الدراسة
ستُثيـر شك والدتها بأنها على غير ما يرام .. فماذا تفعل ؟.
استمر الحال حتى الساعة الواحدة صباحاً وهي تتقلب بفراشِها
وعقلها مشغول بالبحث عن حل .. حتى تغلب عليها الإرهاق الفكري
فاستغرقت رغماً عنها في نومٍ عميق ..
*********************************
الفصل الرابع عشر : الرجلُ الوقح !

عندما حلّ صباح اليوم التالي كانت جين أفضل حالاً بالرغم من شرود
بالها بأحداث الأمس، فارتدت زيها المدرسي وتناولت حقيبتها
المدرسية ثم توجهت نحو الدرج
"ابنتي تبدين مفعمة بالحيوية هذا الصباح .. تناولي افطاركِ قبل ذهابك"
"أمي آسفه سأتأخر .. ستفوتني الحافلة سأتناوله هناك .. وداعاً"
" وداعاً ابنتـي .. اعتني بنفسك"
صعدت جين الحافلة ولوحت بيدها لأمها مودعه .. كانت على علم
أن هناك ما يشغل قلق والدتها عليها منذ الأمس ، شيئاً آخر متعلق
بها ولكن لم تدرك ماهيته !
ثم طرأ على بالها رجل العصابات الذي اختطفها ، وتذكرت أنه ذكر
اسم والدتها كاملاً فتساءلت ما إن كانا على معرفةٍ ببعضهما
ولكنها سرعان ما أبعدت الفكرة عن مخيلتها بأنه من المستحيل أن
تكوّن أمها علاقات مع أشخاصٍ مثله ! ،
إلا أن موقف والدتها وهلعها الزائد عليها زاد من حيّرتها كأنها
تخشى بأن يصيبها مكروه بفعل فاعل أو فعلٍ مُفتعل؟ ، قررت في
تلك اللحظة أنها ستتغيب عن دراستها لليوم كما ستفكر بعذرٍ مقبول
في حال علمت والدتـها بالأمر ثم توجهت لمكانٍ ما ظنت أنها قد نسيت
الطريق المؤدي للوصول إليه .. وكان حظها معاوناً بأن وجدت منْ
ساعدها في طريقها إليه.
"آه ..سيد ماثيو .. انتظر أرجوك ؟"
" همم! أوه هذه أنتِ.. ألستِ بجين ؟"
"أجل أنــا هي "
"سعيد برؤيتك مجدداً .. هل من مشكله ؟"
"أجل ولكن كيف علمت بذلك ؟! "
"فتاة تتجول وحيده في مثل هذا الوقت بزيها المدرسي .. ألا يفّترض بأن
تكوني بالمدرسـة ؟"
" آه لا ينبغي أن أسأل شرطياً عن هذه الأمور ،حسناً أصبت ، أحتاج
لمساعدتك "
"أنـا تحت خدمتك .. فيما ؟ "
"أخبرني أين بإمكاني أن أجد ليث ؟"
" ليث ؟"
" أجل ليث .. أرجوك لدي مسألةً مهمه علي أخبارهِ بها"
" إذن أخبريني بها وأنا سأساعدك وإن لم أتمكن من ذلك نقلت له
رسالتك "
" كلا آسفه لا أستطيع .. آمل ألا تُسئ فهمي ولكنه أمرٌ عاجل وعلي
أن أقابله شخصياً "
" همم ! لابد بأنك تثقين به كثيراً .. لن أكذب عليك فليث في مهمةٍ
سريه وحتى أنـا لا أعرف مكانه ووحده جــاك من يعلم بشأنه "
"إذن سأذهب إلــيه "
أمسك ماثيو برسغها يمنعها من الذهاب :
" أنصحك ألا تفعلي ذلك ! فهو متكتمٌ جداً على الأمر وحتى نحن لم
يخبرنا بشأنه فكيف يخبرك أنتِ؟"
ثار غضب جين :
"حسناً لا أحتاج لإي مساعدةٍ منكم سأبحث عنه بمفردي "!
بحثت جين في كل مكان حتى الأزقة لعلها تجده ولكن دون فائدة ... إلى أن
خارت قِواهـا فقررت الاسترخاء قليلاً لبضع دقائق ثم عاودت الكرّة
مجدداً .. عندها فكرت بيأس أنه من المستحيل أن تجده بمدينةٍ كبيرة
كهذه، البحث عنه بها أشبه بالبحث عن إبرةٍ في كومةِ من القش ! ،
ولأن بالها كان مُنشغلاً بالبحث عن ليث غاب عن بالها نقطةٍ مهمة
تذكرتها فجأة فاستطردت قائله :
"كـــارلـــــــــــــــوس ! ، كيف نسيت ذلك ؟ "
تذكرت حوار رجل العصابات البارحة وأنه قد ذكر شيئاً عن ادعـاء ليث
بأنه كارلوس .. فعاد إليها النشاط والحماس من جديد وانطلقت
في مهمتها بالبحث عن كارلوس وليــس ليث .. إلا أن الغريب بالأمر أنه
كلما ذكرت اسمه بكارلوس مُستفسرة الناس عنه ، كانوا يرمقونها
بنظراتٍ حادة ودهشه.. ثم يتجنبونها والبعض الآخر وصفها بالجنون
لـأنها تسأل عنه وآخرون حذروهـا ألا تذكر اسمه لأنه نذير شؤمٍ بالنسبة
لهم، حتى ساورها الشك بأنها لربما أخطأت في الربط بينما ؟ ومع ذلك
دفعها حب الاستطلاع على الاستمرار وعدم الاستسلام ، حتى وجدت
من دلّها على مكانه المعتاد بالقرب من البحيرة ، محذراً إيّها بعدم
الذهاب بمفردها للقــائه .. ولكن فضولــها تجاهل الأمر وقــادها للمكان
الموصــوف ..حتى وصلت لحيث اعتاد الجلوس وكــان نائمـاً .. اقتربت
جين في محاولةٍ لرؤيةٍ أفضل .. وسرعان ما جمد الدم في عروقها
وتصلّبت في منتصف الطريق غير قادره على الحركة .. فغرت فاهها
دهشة وبصوتٍ خافت ومتلعثم همست :
"الرجل الوقح ! هو .. هو كارلوس و .. ذاته ليث ؟!، آه لا عجب في
وجود رابط بينهما فكلاهما يشتركان في الوقاحة العظمى ! ، ولكن
كيف لم أتمكن من التعرف عليه مُسبقاً .. ترى أيعود السبب لعدم توقعي
أم لعدم تركيزي ؟ "
لاحظت بأن الوقت يمضي وأنها في هذا الزمن بالتحديد عليها أن
تعود للمنزل حتى لا ترتاب والدتها بشأنها وبما أنها قد وصلت
لمبتغــاها باتت الأمور أسهل الآن .
*********************************

 
 

 

عرض البوم صور سوهاني   رد مع اقتباس
قديم 09-04-16, 07:43 PM   المشاركة رقم: 12
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Dec 2015
العضوية: 308123
المشاركات: 55
الجنس أنثى
معدل التقييم: سوهاني عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 59

االدولة
البلدSudan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سوهاني غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سوهاني المنتدى : مغامرات ليلاسية من وحي خيال الأعضاء
افتراضي رد: الانتقام هويتي

 

الفصل الخامس عشر: صفقة عملٍ جديده

حالما عادت جين للمنزل تصرفت كعادتها..
"مرحبا أمي سعيدة لأنك أصبحت تتواجدين بالمنزل .. هل حدث شيئاً ما في
العمل ؟ "
"كلا ، كأنك تلّمحين إلـى عدم حاجتي بالتواجد ؟! "
"لا بالطبع .. أهنالك ابنة تحب غياب والدتها عن المنزل ؟ .. ولكنني قلقه
من أن يكون هناك أمراً تخفينه عني بشأن العمل "
" لا تقلقي لا داعي لقلقك الزائد ، كل ما في الأمر أنني طلبت إجازةٍ
لمدة اسبوعين فحسـب "
"إجازةٍ لمدة اسبوعين ؟ ولكن لماذا ؟ "
"لأنني أشعر بالتعب والإرهاق، ألا يحق لي بطلب إجازة إلا بسببٍ وجيه ؟"
" حسناً أنا ذاهبة لأنام .. تصبحين على خير"
"هكذا دون عشاء "
"لا أشعر بالجوع .. إن شعرت تناولت "
"كما تشائين ، تصبحين على خير "
شعرت جين بالذنب لأنها مستمرة في مسرحيتها على أمها كما أدركت
بأنها لم تتلقى الخبر .. فجلست على حافة سريرها تفكر بقلق ، ماذا
عليها أن تفعل بخصوص ليث وإلى متى قد تستمر في تمثيلها على
والدتها ؟ ، أخيراً استنتجت أنها ستُسبب المتاعب لليث إن ذهبت إليه في
أثناء عمله كما أنه لن يفعل شيئاً سوى توبيخها وتجاهلها، إلى جانب
عدم مصارحتهُ لها بكونه ليث عندما التقيا سابقاً، بينما تعمّد التظاهر
بعدم معرفتها.. ألأنه في مهمةٍ سرية أم خشيةً لارتكابها فعلٍ متهور
قد يفضحه أم لكلاهما معاً؟
استلقت على الفراش في حركةٍ لتفكير أعميق
"لابد لي من طريقةٍ أتقرب بها لليث دون إثارة المشاكل .. ثم أخبره في
الوقت المناسب بما حدث لي لربما سيساعدني"
في اليوم التالي ذهبت جين للمدرسة وانتظرت أن ينتهي الدوام
الدراسي بفارغ الصبر لتبدأ بتنفيذ خطتها .. حيث رتبت أمورها جيداً بإخبار
والدتها مسبقاً أنها ستتأخر
وقد تعود المساء لأنها ذاهبة بعد المدرسة برفقة صديقةٍ لها، وما
إن دقت الأجراس مُعلـِنةٍ بالمغادرة حتى أصبحت بالخارج .. فتوجهت للتبضع
وشراء بعض المستلزمات في سبيل دعم خطتها ، وحالما أصبحت
خطتها جاهزة للتنفيذ أخذت نفساً عميقاً ثم حثت قدميها للتوجه حيث
ليث ، بدا لها كأنه لم يتزحزح من مكانه منذ البارحة مثل تلك الصخور بجانبه
"مرحبـاً كارلـوس ، سمعت أنك تساعد الجميع.. فهلّا ساعدتني في
مهمتي أيضا ؟"
نظر إليها بفتور وانزعاج واضح ثم رد قائلا :
"همم! آسف لا أقدم خدمـاتٍ مجانية وللفتيات أيضـاً"
"ومن قال لك أنني أطلبك بالمجـان ؟ كما لا تقلق لن أطلب منك أمور
فتيات كأن تفرّق بين حبيبين بوضع العقبات في طريقهما .. اطمئن"
تجهم وجه ليث واشتدت عضلة فكه الأيمن .. أراد أن يلقنها درسـاً لسخريتها
إلا أنه تحكم بأعصابه واردف :
"إمـا أن تكوني فتاة شجاعة أو ممثلة بارعه ؟"
جفلت جين لدى ذكره لكلمة ممثلةٍ بارعة وظنت أنه تمكن من التعرف
عليها فردت بصوتٍ حـاد
" ماذا تعني ؟ .. لا يهمني على كلٍ.. فلا أكترث لأي الصنفين أنتمي
فقط أريد مساعدتك وكل ما يلزمـك هو مراقبة شخصاً ما وتزويدي
بالمعلومات عنه ثم تكسب مبلغاً محترماً أجر عملك "
"حسناً لا يهم .. وكم ستدفعين لي ؟"
" قدر ما يجعلك توافق .. لا أعـاني الفقر "
" اتفقنا .. أخبريني ما مهمتك بالضبط ؟"
" مراقبة سيدةٍ ما .. حتى أطلب منك الكفّ عن ذلك ولكن هناك شرط ؟"
" و ما هو هذا الشرط ؟ إنكِ تثيرين حُنقي .. ألا تخافين من الضرب ؟ أو
أن يصيبك مكروه من قبلي .. لاشك أنكِ قد سمعتي عني "
أجابته بابتسامته ملتويه :
"بالتأكيد سمعت .. وهل هناك من لا يعرفك .. لكنني لست بذلـك اللطف
أيضاً ، إن تلقيت الضرب لديّ قدرة على التحمل إلـى جانب المقاومة
والهجوم "
"هاه ! ومـا شرطك اللعين ؟"
" ألا تطرح أسئلةٍ شخصية عني أو بشأن من أكلفك بمراقبتهم"
"لا يهمني أمرك أو غيرك، فقط المـال"
" إذن اتفقنا .. أنت مريحٌ بالفعل .. سأعطيك اسم السيدة، تدعى
ماري جيسون "
لمحت جين بعضاً لآثار الاندهاش على وجه ليث و لكنه سرعان ما
أخفاها فتركته ورحلت هي الأخرى .. تقلب الأسئلة برأسها .. هل تمكنت
من خداعة جيداً ؟ وهل سينفذ المهمة أم تذهب خطتي في
طيّ النسيان .
تحرك ليث بدوره في طريقه للملجأ لكنه تفاجأ بوجود عينان خضراوان
ترّقبـانه عن كثب وقد بدا عليهما التسلية ..
" أراك سعيداً يا ويل .. ومتفرغـاً كم أحسدك! "
" بالطبع مراقبتك عن قرب تبعث على السعادة "
" همم ! أولن تذهب لإخبار كـارلا بما رأيت ؟"
"كلـا، أحب الاحتفاظ ببعض الأمور من أجل تسليةٍ مضاعفه"
"من النادر وجود من لا يحسب لكـارلا ألف حساب ؟"
"مثلـنا .. لذلك نعد المفضلان لديه .. حسناً أنـا ذاهبٍ لجوف المدينة ..
من يعلم لعل حظاً حالفني فأجد فتاة ذات عينان ناعستان زرقاوان مع
شعر أشقر طويل مُرتديةٍ زي عصابات أنثوي جريء كفتاتك ! "
" إنها مجرد زبونة وليست بفتاتي تبـاً لك ! "
"ولما الغضب يا رفيقي ؟.. اهدأ كنت أمزح فحسب"
"أنا ذاهبٌ للداخل وقد أطلب من كارلا .. ارسالك في مهمةٍ لعينة
لعلي لا أتألم برؤيتك أمامي تتنزه بالجوار مُسترخياً ثانيةً "
" أنت رجلٌ حقود يا كارلوس ! ها قد عكّرت صفوي بمزاجك الحاد أنـا
منصرف أراك لاحقاً"
" أتمنى عدم رؤيتك .. أتساءل إلام تنوي ؟"
"للمتعة لا غيـر "
*************************

الفصل السادس عشر :شقراء توقفي !

ذهب ويل للتجوال قليلاً فشاهد الشقراء التي لمحها برفقة ليث سابقاً
تدخل لمتجر ملابسٍ تنكريه ..فانتظرها بالخارج ريثما تنهي غرضها ولكنها
تأخرت كثيراً ، لذا قرر تفقد أمرها بالاستفسار عنها من البائعة
" عذراً ، هل مرّت فتاةٍ شقراء ترتدي زي عصاباتٍ أنثوي من هنـا ؟"
"نعم .. ولكنها رحلت للتو"
"رحلت ؟ غريب لم أرها تخرج من هنا "
"ذلك لأنها كانت متنكرة .. كما تعلم هذا المتجر للملابس التنكرية "
"كــانت متنكرة ! ..آه ..هلّا وصفتي لي كيف كانت هيئتها؟"
"بالتأكيد سيدي .. لها شعرٌ بُني قصير وعينان ناعستان زرقاوان ، قصيرة
القامه "
" وهل خرجت في زيّ عصابات آخر ؟"
" بل على العكس تماماً .. زي مدرسي ، لا أعلم لماذا يحب المراهـِقون
فعل مثل هذه الأشياء ؟"
" حسنـاً شكراً لك على مساعدتي"
"ذلك واجبي سيدي "
ويـل لم يكن من مظهره العام يبدوا كرجل عصابات إلـى جانب
شخصيته المرحة .. لذا لم يرتاب الآخرين بشأنه ، حتى أنه يرتدي ملابسٍ
بسيطة لرجل عادي ..بنطال جينز وقميصٍ أبيض .. عاد للملجأ وإمارات
الإحباط لا تفارق وجهه فاستقبلته عينان ساخرتان مع ابتسامه ..
" لعلك لم تجد مثلها ؟"
" فالواقع كدت أجدها ولكنها هربت مني "
" لما تبدوا مهتماً بشأنها على كل حال ؟"
"سؤالٌ جيد .. أتعلم حتى أنـا لا أعلم السر في ذلك .. فقط شيئاً ما بها
يبدوا مثيراً للاهتمام وما اكتشفته للتو جعلني متحمساً أكثر "
عادت جين للمنزل في المسـاء كما وعدت ولكنها لم تجد والدتها
بينما ورقةٍ موضوعة بعناية على رف الموقد
(عزيزتي .. آسفة لاضطراري بالخروج دون إعلامكِ مسبقاً .. دعتني كـارلين
لتناول الغداء برفقتها ولشراء بعض المستلزمات ، لن أتأخر كثيراً ..)
فكرت جين أن اسم كارلين يبدوا مألوفـاً لديها فتذكرت أنـها زميلة
والدتها في العمل، شعرت بالاسترخـاء لعدم وجودهــا حاليـا ..
ومع مرور الأيام اعتادت جين على تمثيلها المزدوج بل كانت تستمتع
بكونها فتاة عصابات أكثر من شخصيتها الحقيقية، بالرغم من أدراكها
بخطورة ما تقدم عليه ، إذ كانت تتطفل على ليث بين الحين والآخر
حتى لا تدع له فرصةً بنسيان مهمتها .. بينما لم يخفي ليث مشاعره
بانزعاجه الواضح كلمـا رآهـا إلا أنـه مضطر لمسايرتها بما أنـها وضعت
شرطها ألا يطرح أسئلةً شخصيه ، حتى انقضى شهر لم تخرج منه
جين بما يفيد .. فعزمت على طرح الأسئلة بجديةٍ بخصوص طلبها اليوم ! ،
وبعد الدوام الدراسي قصدت مكانٍ ما حيث خرجت بعدها
بشخصيتها الجريئة ، ذهبت إلى مكانها المعتاد الذي عادةً ما تجد به
ليث ولكنها تفاجأت برؤية رجلٍ آخر غيره وعلى بعد سته أمتار منها ،
إذ وقف بقامته الطويلة ينظر إليها بعينيه الخضراوان ، مرتدياً كنزةً
سوداء وبنطال جينز على ذات اللون ، ذهبي الشعر ، يكبر ليث بقليل ،
إلا أن تلك العينان لم تتوقفا لحظةٍ عن تفحصها بوقاحـةٍ من رأسها
وحتى أخمص قدميها حتى انزعجت وثارت :
"من أنت ؟ ولماذا تنظر إلي هكذا ؟! "
"أحاول إيجاد سببٍ منطقي لوجود فتاة مثلك هنـا"
"ومــاذا بـــــي ؟! "
"صغيرةٍ جداً"
" ومن أخبرك بصغري ؟ .. أنـا أبلغ من العمر "
قاطعها :
"خمسة أو ستة عشر عاماً ؟"
"كـلا ذلك غير صحيح .. هل أبدو كذلك ؟! "
" أنتِ كذلك بالفعل ولكنكِ تراوغين .. فلتعلمي أن ما تدّعينه
وتفعلينه ليس سوى تمثيلٍ في مسرحيه ، ولكنني أخشى ألا تناسب
المسرحية صنفكِ "
أرادت جين أن تقذفه بصخرة أو إي شيء قد يسبب ضرراً كبيراً له ،
ولكنها سرعان ما تناسـت الفكرة وعادت لطبيعتها
" أين كــارلوس ؟"
" ومـا أدراني به ؟! "
" ألا تعملان تحت إمرة رجلٍ واحد ؟"
"وماذا في ذلك ؟"
" إذن كيف لا تعرف شيئاً عنه ؟؟"
" نحن رجال عصابات كما تعلمين وبالطبع لن تكون علاقاتنا أخويـه"
"حسنـاً .. فهمت ، شكراً للتوضيحات ، وداعـاً ! "
"مهلا شقراء توقفي " !
"لدي اسم كما تعلم فلست وحدي بشقراء"
"ومـا ذلك الاسم ؟"
"لن أخبرك به! "
" لا يهم ، هـلّا أخبرتني عن سـبب اهتمامك بكارلوس ؟"
" ذلك ليس من شأنك ! "
"مؤسف .. سأضطر لإخباره بسرك الصغير ؟"
" إي سر ؟! "
" سر هويتك الأصلية يا جين"
دهشت جين لأنه ناداها باسمها فتظاهرت بأنها لم تسمع شيئاً
وهمت بالرحيل
"يبدوا أنني أخطأت في توقعاتي .. ما رأيك بأن أصف له شكلك
الحقيقي واسمك وكونكِ طالبةٍ بمدرسة أزهار الكرز ثم أشاهد
تعابير وجهه آنذاك "
"هل تبتزني ؟! "
" ربما "
"إذن فلتذهب للجحيم لن أخبرك بإي شيء ! "
" ولكنك ستفعلين لاحقاً"
" لن أفعل! .. "
مضت جين في طريقها لاعِنه حظها الذي أرسل إليها شيطان لعوب ليحطم خططها .

 
 

 

عرض البوم صور سوهاني   رد مع اقتباس
قديم 10-06-16, 01:23 AM   المشاركة رقم: 13
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
قاريء مميز


البيانات
التسجيل: May 2016
العضوية: 316282
المشاركات: 6,307
الجنس أنثى
معدل التقييم: فرحــــــــــة عضو جوهرة التقييمفرحــــــــــة عضو جوهرة التقييمفرحــــــــــة عضو جوهرة التقييمفرحــــــــــة عضو جوهرة التقييمفرحــــــــــة عضو جوهرة التقييمفرحــــــــــة عضو جوهرة التقييمفرحــــــــــة عضو جوهرة التقييمفرحــــــــــة عضو جوهرة التقييمفرحــــــــــة عضو جوهرة التقييمفرحــــــــــة عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1401

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
فرحــــــــــة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سوهاني المنتدى : مغامرات ليلاسية من وحي خيال الأعضاء
افتراضي رد: الانتقام هويتي

 
دعوه لزيارة موضوعي

غاليتى
سوهاني
قصة جميلة ومثيرة
انتظر باقى الاجزاء بفارغ الصبر
لك كل الشكر والتقدير على هذة القصة
دمتى بكل الخير
فيض ودى

 
 

 

عرض البوم صور فرحــــــــــة   رد مع اقتباس
قديم 07-09-16, 12:29 AM   المشاركة رقم: 14
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Dec 2015
العضوية: 308123
المشاركات: 55
الجنس أنثى
معدل التقييم: سوهاني عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 59

االدولة
البلدSudan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سوهاني غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سوهاني المنتدى : مغامرات ليلاسية من وحي خيال الأعضاء
افتراضي رد: الانتقام هويتي

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فرحــــــــــة مشاهدة المشاركة
  
غاليتى
سوهاني
قصة جميلة ومثيرة
انتظر باقى الاجزاء بفارغ الصبر
لك كل الشكر والتقدير على هذة القصة
دمتى بكل الخير
فيض ودى

شكرا جزيلا فرحه على رفع المعنويات
آسفه لتأخري واجهتني مشكله في
الدخول للمنتدى لمدة طويله
والحمدلله عُرفت المشكله ^^
على كل لا اخفي عليك انني كنت سأهجر روايتي هذه
وادعها تسير للأرشيف ولكن لأنك أصبحتِ
متابعه فسأكمل ما بدأته .. اعلم بوجود قٌرّاء صامتين !
آمل أن يعجبكِ الباقي .. موفقه عزيزتي ..

 
 

 

عرض البوم صور سوهاني   رد مع اقتباس
قديم 07-09-16, 12:49 AM   المشاركة رقم: 15
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Dec 2015
العضوية: 308123
المشاركات: 55
الجنس أنثى
معدل التقييم: سوهاني عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 59

االدولة
البلدSudan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سوهاني غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سوهاني المنتدى : مغامرات ليلاسية من وحي خيال الأعضاء
افتراضي رد: الانتقام هويتي

 


الفصل السابع عشر :الكنز الثمين

في منزل ماري :
كانت عقارب الساعة تشير إلـى الرابعة والنصف صبـاحاً عندما أفاقت جين من
سُباتها للمرة الثالثة .. غير قادرة على الاستمرار فتوجهت إلـى الطابق
السفلي حيث المطبخ .. وأخرجت من البرّاد زجاجة حليب وسكبت منه في الكوب
ثم جلست تحتسيه على مهل .. كان السبب الرئيسي في عدم راحتها
بالنوم هو أمر ذلك الرجل ذهبي الشعر، فلم يمضي على تأثير خطتها
سوى شهر وحتى الآن لم تنفذ هدفها ليأتي رجلاً من العدم يهدم لها
كل شيء في ثوانٍ .. تمكنه من معرفة هويتها الأصلية ؟ حتى
أنه علم بشأن مدرستها ولن يضرهُ افشاء سرهــا ، فكرت جين بهدوء
أنها واقعه في مأزق كبير وللخروج منه لابد لها من بعض التضحيات .
وعندما حلّ مسـاء اليوم التالي كعادتها تنكرت ثم توجهت لذات المكان
إلا أنها وجدت ليث وليس ذهبي الشعر ، فلم تستطع كبح غضبها .
"ما الذي يحدث هنـا ؟ عندما أرغب برؤيتك أجد ذهبي الشعر عوضـاً عنك
أو يحدث العكس، هل تتناوبـان المكان ؟"
"ذهبـــــي الشعر ؟! "
" نعم ، رجل طويل له عينان خضراوان .. يكبرك ببضع سنوات على ما أعتقد"
"أوه ! تقصدين ويل"
" ويل ؟ أهو اسمــه ؟! "
"بل اختصارٌ لوليــام .. على كل من الغريب أنكما قد التقيتما ؟"
"وما الغريب في الـأمر ؟"
"لا شـيء"
" حسنـاً لا يهم .. هل أنجزت مهمتي ؟"
"بالطبـع لا "
"ولمــا لـــا ؟! "
"كيف أبدأ بمهمةٍ غير مكتملة ؟ أنتِ حتى لم تمنحيني عنوانـاً لأصل
إليها فكيف تتوقعين النتـائج ؟ .. ولا أظنك تعتقدين أنني
سأصرخ كالمجانين باسمها على مسامع الجميع .. "
" لمـاذا لم تبحث عني إذن ؟"
"وكيف أصل إليك، ألستِ من وضع ذلك الشرط اللعين .. لا أسئلة
شخصية عني ؟"
" آه ذلك صحيح .. ولكنني أتيت مسبقـاً ولم أجدك"
" كـان من الممكن أن تنقلي رسالـتك لويـل "
"ويــــل ؟ ذلك المخلوق لا أثق به البتــه ! "
نظر ليث بريبة لانفعال جين الزائد عن حده بسبب اقتراحه فأردفت قائله :
"كما أنني كنت كثيراً ما أتردد عليك بين الحين والآخر لماذا لم تخبرني حينها ؟"
" لـأنكِ لم تطرحي إي سؤال بشأنهـا ؟"
"آه أنت لا تطــــاق ! يكاد رأسي ينفجر .. حسناً دون في رأسك
أو أيـاً كان .. إنها تعمل في مؤسسة هاربرت جون مُحـاسبه
هل هذا يكفي ؟"
" أجــل شكراً"
"أتمنى ألا أصاب بخيبة أملٍ أخرى في المرة القادمة ؟"
" أتوقع مبلـغاً سخيـاً بالمقابـل"
بعد مرور ما يقارب العشر دقــائق كانت جين قد عادت لشخصيتها العادية
وفي طريقها للمنزل .. ولم تلقي والدتها إي أسئلة مُريبة للشك نظراً
لاعتيادها على تأخر ابنتها ، وفي الرابعة من مسـاء اليوم التـالي توجهت
جين لمركـز الشرطة حيث يعمل ليث آمـلاً في وجود السيـد ماثيو .. وبجهدٍ
جهيد تمكنت من الوصول إليه ..
" مرحبـاً سيد ماثيو"
"مرحبـاً جين، كيف حالك ؟"
"بخير شكراً لك .. امم جئت لأطلب بعض المساعدة .. آمـل أن تتمكن من
مساعدتي ؟"
"أتمنى ذلك.. ماذا تريدين ؟ "
" أريد عنوان ليث ، إن أمكن ؟"
"عنـوان ليث ؟ ..آه .. ولكــن .. "
قاطعته جين :
" أنا لا أقصد عنوانه الحالي .. بل مسكنه الذي أعتاد العيش فيه منذ الصغر"
"أوه ! .. فهمت ، دعيني أتذكره سأدونه لك هنـا على الورقة "
تنـاولت الورقة من يده ثم ألقت نظرة سريعة على العنوان وشكرته
لمساعدته وبعدها غادرت المركز ، تتبعت العنوان باهتمام إلـى أن وجدت
نفسها تقف أمام محلٍ لنحت الأخشاب فتعجبت ..
"هل يقطن ليث هــنا ؟ أيعمل هنـا أيضاً ؟"
ثم دخلت للمحل .. وجدت رجلاً مُسنـاً حياها برفق ثم سألها ما إن كانت ترغب بشيء
" آه .. مرحبـاً أيها العم .. أرجو ألا أكون متطفلة ولكنني أتساءل إن كان ليث
يسكن هنـا فقد أرشدوني إلـى هنـا"
" ليث ؟ هل تعرفينه أيتها الشـــابة ؟"
" ليس تماماً فالواقع كنت آمـل في إيجاد من يزيد معرفتي به"
ضحك العم وفاض حيوية وكأنه عاد شاباً من جديد
" أخبريني إذن ، بماذا ترغبين أن تعرفي ؟"
"حقــاً .. هل ستساعدني ؟ أتساعد الغربـاء ؟"
"ليس دائمـاً ولكن ما دمتي مُصره .. لا ضرر بتزويدك ببعض المعلومات تبدين مهتمة بشأنه "
" أجل، إنه كاللغز بالنسبة لي ، كما أنه ساعدني من قبل "
روى لها العم كل ما يعرفه عن ليث منذ أول مرةٍ شاهده فيها وعندما قدم
للعمل معه وحتى أصبح على ما هو عليه الآن متجاوزاً ذكر ماضيه الذي لم
يعلمه بدوره أيضاً ، نظرت جين لساعتها فتذكرت أنها تأخرت
وعليها العودة ، فشكرت العم ووعدته بزيارةٍ أخرى كما عبّر عن استمتاعه
برفقتها. وزيارتها .. بعدها قصدت المنزل مباشرةً
في مكـانٍ آخر حيث الملجـأ :
كان كارلا يستمتع بوجبته العشائية منفرداً عندما أقبل عليه ويل ثم جلس
على أريكةٍ أخرى بجانبه مسترخياً
" أرى في جعبتك الكثير ولكنك تبدو كتومـاً متحفظاً "
" كلا ، بل على العكس تماماً"
"إذن لمـاذا انفصل تيـار الاخبار ؟"
" لأن أحدهم غدا منشغلاً بالأكل أكثر منه الاسترخــاء"
"حسنـاً أخبرني الآن إنني متفرغ اللعنة "!
"عن ماذا بالتحديد ؟"
"لنبدأ بليث "
" لا معلومات عنه غير ما توصلت لها أنت"
"كــارلوس ؟"
" أنه بالكـاد لا يفارق الملجأ سوى لمهامك "
" و الفتـاة ؟"
"في هذه لنقل أنك أصبت بوصفها بالكنز الثمين"
دفع كارلا برجله مائدة الطعام الموجودة أمـامه معلنـاً اكتفائه ..
" أخبرتك أنني لا أطلق أوصـافاً دون جدوى"
"إنها بالفعل ذو صلةٍ بليث فلقد أمضت معظم وقتها تبحث عنه إلـى أن
توصلت لكونه كارلوس "
"إنـها مثيرة للاهتمام "
"بالفعل ! ، ولكن هنالك أمرين آخرين بشأنهـا يحيرانني "
" مــا هــما ؟"
"الأول تنكرها بشخصيةٍ أخرى لسببٍ مجهول و الآخر تمكنها من الوصول
للعنوان الذي وصفته لي بخصوص ليث"
"همم ! إنها مثل كارلــوس لا تكـاد تفهمها، هل من صلة دمٍ بينهما
يا ترى ؟"
" ربمــا .. لا مستحيل ! "
"حسناً استمر بالمراقبة وخاصةٍ عليها لا شك بأنها ستمكننا من فهم ليث
بصورةٍ أسهل "

*******************


الفصل الثـامن عشر: عنوانٌ ولقـاء

في منزل مــاري :
"أمي لقد عدت"
" أهلا بكِ عزيزتي .. تبدين مفعمة بالحيويـة على غير العادة .. أتساءل
عن السبب ؟"
"أترغبين بكــآبتي إذن ؟"
"كلا البتـه ! لم أقصد ذلك عزيزتي"
"أعلم .. أنـا سعيدة لأنني تعرفت بصورة أكبر على أحدهم"
" حقـاً .. ترى من هو ؟"
"ليــث"
لاحظت جين انكماش والدتها فور سماع اسم ليث ولكنها سرعان
ما تظاهرت باللامبالاة وشرعت بتقطيع الخضروات التي أمامها لتحضير طبق
سلطه ..
" أمي لا تبدين سعيدة بالخبـر .. لمــاذا ؟"
"لست واثقـة مـا إن كان علي حثكِ على ما تفعلين أم لـا .. على كلٍ هل
قابلته ؟"
"كـلا للأسف "
أطلقت ماري زفرة ارتياح وهمست بصوت خــافت
"جيــــــد"
"هل قلتِ شيئاً أمي ؟"
" آه .. نعم ، كنت أتساءل من أين لكي المعرفة وأنتِ لم تقابليه ؟"
" لقد حصلت على عنـوانه "
نظرت مـاري لابنتها بارتيــاب غير قادرة على التصديق فأردفت:
" ألا تصدقينني ؟انظري هـا هو العنوان .. سأضعه لك على هذه المـائدة في
حال رغبتِ بالتأكد"
" لا أريده .. وما علاقتي به ؟! ، سأمزقهُ إن لم تحمليه معك الآن "
"حسنـا افعلي ما شئتِ به .. لقد حفظته مُسبـقاً، وداعاً أنـا ذاهبة لأنام،
تصبحين على خير "
" جيــــــــن ! عودي إلـى هنـا لم أنهي حديثي بعد"
إلا أن جين كانت قد صعدت لغرفتها في الأعلـى .. فعبرت ماري عن استيائهـا
"آه هذه الفتـاة مثيرة للمتـاعب بالفعل .. كيف توصلت لعنوان ليث ؟.. !
لا أصدق أنه عنوانه ، مستحيــــل ! إلــام تنوي هذه الشقيــة؟"
عندما حلّ الصباح وبــعد أن غـادرت جين لمدرسته ،رتبت ماري المنزل كمـا
أنجزت فروضها المنزلية اليومية .. ثم توجهت للخارج ..
من المفترض أن تتوجه للعمل ولكنها بكّرت عن موعدها بساعه ..
وعلمها لا يبعد سوى بضع أمتـارٍ عن المنزل لـذلك قصدت التوجه
للعنوان الذي تركته جين لها للتـأكـد من مصداقيته ..
حتى وصلت للمحـل ..
تفقدت العنوان بعنــاية مجدداً آمله أن تكون جين قد أخطأت ،
لأن هذا المحل بالـذات شاهدته سابقـاً عندما كانت تتردد بالجوار بحثا
عن ليث ولم تتوقع وجوده به ، فشجعت نفسها على الدخول ..
ونهض الرجل المسن فور ملاحظتهِ لها مقدماً لها كرسياً للجلوس ،
كما سألها مـا إن كانت راغبة أو تبحث عن شيء ما ..
"آسفه للإزعـاج في مثل هذا الصبـاح المبكر"
"كلا .. إنني معتاد على استقبال الزبــائن في مثل هذا الوقت ..
كيف أستطيع مساعدتك ؟"
" آه .. كنت أتساءل .. هل تذكر شـابة صغيره ذو عينان زرقـاوان وشعر بني
قصير مرتديه زي مدرسي تشبهني ربما .. قد أتت البارحة لهنـا ؟"
" أجل أعتقد أن هنـالك فتاة بهذه المواصفــات "
"و سألت تلك الفتاة عن فتىً يدعى ليــث ؟"
" ذلك صحيح .. هل تعرفينها ؟ هل أنت أحد أقربــائهـا ؟"
"أجل .. إنـها ابنتي تدعـى جين "
"أوه .. سعيداً بلقـائك ، كنت مستمتعـاً برفقتها البارحة ، إنها لطيفة جـداً"
" بل مشــاكسة جـداً .. آه .. بخصوص ليث هل تعرفه معرفة وثيقه ؟"
"نعم يمكنك قول ذلك ؟ ولكن مـا زلت أعتقد أن معرفتي به لا تزال ضحلـه "
" لماذا ؟ ..ألا تعرفه منذ زمـن ؟"
"بلى ولكنه كتومٌ بعض الشيء خاصةً فيما يتعلق بماضيه قبل أن أكفله ولا
أحب أن أبدوا متطفلاً عليه ، على كلٍ ألديكم سابق معرفةٍ به ..تبدين أنتِ
وابنتكِ مهتمتان بشأنه؟ "
" ابنتي أعتقد أن لديها الحق في ذلك .. أمـا أنـا وإن كنت لا أستطيع الكفّ
عن التفكير به لحظةٍ واحده .. فلم يعد لدي حق عليه "
بــانت علامات الدهشة على العجوز فسارعت للتفسير :
"مـا سأقوله لك الآن آمل أن يظل سراً بيننا خاصةً عن جين "
" بالتـأكيد"
"أنــا .. إن ليث هو ابني في الحقيقة "
"ابنك ؟! "
"أجل .. ذلك غريب صحيح ؟ يبدوا كما لو كان والداهُ قد فارقا الحياة أليس
كذلك ؟ ، أن أبيه فارقها بالفعل كما فارقتها بدوري أيضاً فقط جسدي
لا يزال هنا "
"لماذا تقولين أشياء كهذه .. لابد لمشكلتك من حـل "
" إلا مشكلتي .. لقد هجرته ! هل يسامح ابناً أمـه لأنها تخلت عنـه ؟"
صمت ماركو مفكراً بأن من يجلس أمـامه الآن لا شك بأنه نفس الشخص الذي
طرح ليث عليه ذاك السؤال بأن يمنحه فرصه أخرى أم لــا :
" أرأيت ؟ لا حـل .. إنه يكرهني بالفعل وأنـا لا ألومهُ على ذلك"
"غير صحيح ، مـازال يكن لك المحبة .. إلا أن جرحِه لا يزال حديث"
" وما الذي يجعلك واثقـاً من شعورهِ تجاهي ؟"
"بالرغم من أنه غـامض وكتوم إلا أن قلبه صافٍ وحساس .. عليك أن تمنحيه
بعض الوقت وأنا متأكد بأنه سيعود لك يومـاً ما"
" أتمنى ذلك .. ليت أبيه على قيد الحيــاة لطلبت منه أن يصفح عني أيضـاً "
"لما ؟ .. هل هجرتهما معاً ؟! "
" أجـل .. لا أعلم بماذا كنت أفكر حينها عندما اتخذت قراري بالفرار، ظننت أنه سيكون بأيدٍ أمينة مع والده "
" إذن ما الذي حـدث ؟"
"توالت الأحداث بسرعة البرق .. أذكر أنه عندما بلغني خبر وفــاته .. كنت برفقة
والـد جين الذي توطدت علاقتي به خلال الأربعة سنوات منذ هجري لهما ..
وكنا قد أصبحنا صديقين مقربين "
" وكيف وصلك خبر وفــاته ؟"
" بمحض الصدفة .. لقد ذهبت صديقةٍ لي لمركز الشرطة لـإبداء رأيها بخصوص تحقيقات لقريبٍ لهـا ..
فسمعت اسم زوجي السابق من ضمن لستة الوفيات ..
كانت صديقتي الوحيدة التي تعلم بجميع أسراري ولم
يعد لها وجود الآن "
" يؤسفني سماع ذلك .. ومـاذا فعلت حينها ؟"
"مـاذا فعلت ؟! "
نظرت ماري للعم بحزن وواصلت حديثها بمراره:
" لم يكن بيدي مـا أستطيع فعله .. شعرت بالعجز والحـزن وظللت أيام أرفض
الـأكل والشرب المنتظم حتى زاد قلق والد جين .. فطلب مني الاهتمام
بنفـسي أكثر .. لأن الحياة مستمرة ولا بد لي من الاستمرار "
" أكـان زوجك على علم بوجود رجـلاً آخر بحياتك مُسبقاً ؟"
"أجـل .. لقد أخبرته بكل شيء عني .. ولكنه لم يتخلى عني يومـاً بالرغم من
معرفته أنني لم أحب في حيـاتي سوى رجلـاً واحداً وهو رينو والـد ليث "
" لمـاذا تركته إذن ؟"
"كـانت لحظة انهيـار وضعـف .. رينو لم يكن رجـلاً عاديــاً "
" مـاذا تعنين ؟"
" لقد كـان رجل عصـابات محترف وخطير قبل أن يصبح رجلـاً محترم ومـسالم"
" وكيف التقيتما ببعض ؟"!
" الصدف تصنع العجــائب ! مـا زلت أتذكر ذلك اليوم ، أول لقـاء لي معه حيث
كنت أعمل نـادلة بمطعم .. بينما كـان هو وصديقـاً له زبونـان دائمان للمطعم،
إلا أنني مررت بظروفٍ سيئة فلم أكن أداوم في الوقت الذي أصبحا فيه زبونان للمطعم ..
حتى عدت في يومٍ ما للمداومة في العمل فطُلب مني أن أُلبيّ
طلبهما ، كـان انطباعي الأول عنه أنه رجلٌ لا يطاق وغير محترم،
كلما التقت عيناي بعيناه نظر للاتجاه المعاكس ..
وعندما أقبل على مكانٍ بالقرب منه كـان يبعد مـئات الأمتار عني
وكأنني شيء كريه ! وهكذا أصبحت أكرهه وأحتقره"
"هه ! أمر غريب أن تتحول الكراهية لمحبه، و الانطباع الآخر "
"على النقيض تماما"
"أكـاد لا أفهمك يــا سيده ؟! "
" لقد بدأت أحترمه وزاد تقديري له ذات يوم عندمـا أنقذني من رجـالٍ هاويين للتسلية ..
وقتها خرجت في ساعةٍ متأخرة من عملي وكانت الطرقات هادئة
وكأنما هُجرت ..
كنت في طريقي للمنزل عندما أقبلت نحوي مجموعه من الرجال ..
لولاه لضـاع شرفي حقــاً "
نظرت ماري إلى رِسغها بشرود .. ثم تذكرت عملها وأن الوقت يمضي
فسارعت تعتذر ..
" أوه .. لقد تأخرت ، آسفه علي الذهاب لعملي ليت باستطاعتي أن أطيل
البقـاء"
"لماذا تعتذرين ؟ أنا من عرقلتكِ عن عملك بأسئلتي .. أعتذر منكِ"
"ولكنني من قدم بالزيـارة .. على العموم كـانت فرصةٍ سعيدة ، إنني أشكرك
على تساؤلاتك فقد جعلتني أرتـاح قليلاً"
مدت يدها تصافحه بحراره :
"ذلك من دواعي سروري .. أنـا متواجدٌ هنـا دومـاً .. عليك بزيــارةٍ أخرى لق
جعلتني متشوقاً "
"سأعود إذن لإكمال ما بدأته .. وداعــاً"

 
 

 

عرض البوم صور سوهاني   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الانتقام, هويتي
facebook




جديد مواضيع قسم مغامرات ليلاسية من وحي خيال الأعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 07:31 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية