لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية


موضوع مغلق
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27-01-16, 05:00 PM   المشاركة رقم: 46
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
متميزة الابداع


البيانات
التسجيل: Jun 2015
العضوية: 296904
المشاركات: 655
الجنس أنثى
معدل التقييم: امال العيد عضو جوهرة التقييمامال العيد عضو جوهرة التقييمامال العيد عضو جوهرة التقييمامال العيد عضو جوهرة التقييمامال العيد عضو جوهرة التقييمامال العيد عضو جوهرة التقييمامال العيد عضو جوهرة التقييمامال العيد عضو جوهرة التقييمامال العيد عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1266

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
امال العيد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جود بدر المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: رواية شقائق الرجال / بقلمي

 

ما شاء الله بارت جميل وفيه من الصدمات أولها ضاري وسبب زواجه من رشا وغنا وتؤامها سنا وعبد الله واستدعاء للجنوب

وجد متى تعرف إن فيه عادات وتقاليد ودين ياليت كلام سلاف يأثر عليها .. فهد وضاري أصدقاء .. متى تصحى على نفسها وبعدين كيف يرضون كذا علاقتهم مع بنت طيب ما فيه غيرة محد يرضى إن اخته تسوي كذا .. مدري كيف تفكيرهم

ضاري ايش اللي اجبره يتزوج رشا وهو مابيها من قال لاذبحك قالت رشا متعودين شكل رائد مسوي شي وضاري دافع عنه وظطر يتزوج رشا وأبو رشا مهدد ضاري واهله اذا صار لبنتي شي لا ادمركم .. يكسر خاطري ضاري يشتغل وشكل كل الفلوس لرشا أما إذا كان له ف حلو يأمن لنفسه واهله

عبدالله وميهاف من بداية الرواية وانا اقول ما راح يكملون مع بعض هي لفيصل واللي استغربه ليش م تكلم ولا أخذها قبل ما يخطبها عبدالله

غنا قسم ضحكت من ردت فعلها وكلاهما الناس وين وهي وين وطلعت اخت سنا وهذا سبب تعبها فعلا فيه تؤام كذا مو الكل
ومن واقع تجربه اقول الكلام هذا مو كل التؤام يحسون في بعض
ليش الجدة فرقتهم .. وأمها وابوها شلون قدروا على فراق بنتهم وش دخل هدى وندى في الجده كيف عطتهم البنت ألف علامة استفهام في القصه

الرواية كل مالها وتصير حماس تسلم أناملك الجميلةة جود على هالجمال والإبداع

 
 

 

عرض البوم صور امال العيد  
قديم 27-01-16, 05:04 PM   المشاركة رقم: 47
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
متميزة الابداع


البيانات
التسجيل: Jun 2015
العضوية: 296904
المشاركات: 655
الجنس أنثى
معدل التقييم: امال العيد عضو جوهرة التقييمامال العيد عضو جوهرة التقييمامال العيد عضو جوهرة التقييمامال العيد عضو جوهرة التقييمامال العيد عضو جوهرة التقييمامال العيد عضو جوهرة التقييمامال العيد عضو جوهرة التقييمامال العيد عضو جوهرة التقييمامال العيد عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1266

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
امال العيد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جود بدر المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عفاف المحمد مشاهدة المشاركة
   💃💃💃💃💃💃💃اول ردد ههههههههههههه امال سبقتكك

ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه اول مره وآخرها < أمزح

 
 

 

عرض البوم صور امال العيد  
قديم 01-02-16, 04:40 PM   المشاركة رقم: 48
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2013
العضوية: 260568
المشاركات: 229
الجنس أنثى
معدل التقييم: جود بدر عضو على طريق الابداعجود بدر عضو على طريق الابداعجود بدر عضو على طريق الابداعجود بدر عضو على طريق الابداعجود بدر عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 411

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جود بدر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جود بدر المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: رواية شقائق الرجال / بقلمي

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الجزء السابع
-
-
ومــن الـبلـيّـة أنّـني بـكَ مـغـرمٌ
دنِـفٌ وانّـك مـعـرضٌ متـجنّـبُ
هربي الى الأنصاف من خوفِ النّوى
والـيـكَ مـنـكَ ومـن فـراقـكَ أهـربُ
*الواواء الدمشقي
-
-
المملكة العربية السعودية – الرياض
العاشرة صباحًا
دخل الى المنزل , والى المجلس وفي يده كيس
حين رآها كشّر بوجهه
قال بضيق
: اعوذ بالله
تجاهلته , وهي تشعرُ بتعبٍ شديد
منذ الأمس لم تتحرّك من مكانها , ولم تأكل
ولم تدخل الى الحمّامِ ابدًا
واجهتهم فورَ وصولها من السفر
كلّ ذلك اتى قاسيًا على جسدها المتعب من عملٍ متواصلٍ لشهرٍ كامل
جلس ارضًا ووضعَ طعامه امامه
حينها دخلت سنا , قالت بزفرة
: رجعت
دونَ ان يرفع رأسه قال
: تعالي افطري
جلست امامه وقالت
: امّي من امس مقفلة على نفسها وجدّتي ضغطها مرة مرتفع , ابوي بالبر تعرفه عاد , وعبد المحسن كلمته قال ما لي دخل فيكم اللي وهقكم يصرّفكم
نظر اليها دون اهتمام
: طيّب ؟
اختنقت بعبرتها وقالت
: اقول لك جدّتي مرة تعبانة !
بحدّةٍ قال
: وش اسوي لها !
: حرام عليك !
: وهي مو حرام عليها بسبّتها تسلّطت علينا هاللي بدون اصل
رفست الطاولة الزجاجية وهبّت واقفةً بغضب
صرخت به شاتمةً ايّاه
التفتا اليها بصدمة
شهقت سنا برعبٍ من ما سيفعله
نهض ببطءٍ وقال
: شقلتي !
بتحدٍّ اعادت ما قالته
قفزت سنا ووقفت بينهما
: عبد...
دفعها جانبًا وهو يقترب من غِنا
التي هاجمته قبل ان يستوعب حركتها
لوت ذراعه وأعادتها خلفَ ظهره
رفسته , ولوت قدمه ليسقط ارضًا
انحنت اليه وهي تصرخ به بغضبٍ كبير , وملامحها محمرّة
: انا كان لي اهل وماتوا من شهر , امّي كانت حافظة القرآن وابوي حافر بير سبيل لويه الله , من انت عشان تقول انّي بدون اصل ؟ اللي بدون اصل انتوا قطّيتوها قطّة الجلاب وخذوني ناس وخافوا الله فيني وحبّوني جنّي من دمهم ولحمهم , ماتوا ! اهلي ماتوا , لو ظلّوا عايشين ما كنت راح اعرفك بحياتي ولا كنت بيي ديرتك ولا اطب بيتك
بقهرٍ وغبنة صاحت به
: لا تييب سيرة اصلي على لسانك
نهضت مبتعدةً عنه
كانَ مصدومًا , لم يتحرّك ابدًا
سنا , التي ارتعبت من هجومها , بكت بوجعٍ من حديثها
اعتدل في جلسته وهو ينظر الى ظهرها
متّكأة بذراعٍ واحدة الى باب المجلس
تتنفّس باضطراب
قال بهدوء
: انا آسف , ماهو من طبعي ادخل باصل احد وفصله , فقدت اعصابي معليش
لم تجبه
نهض وقال
: سنا جهزي جدّتي واجهزي آخذك معاها للمستشفى
خرج من المجلس مارًّا بها دون ان يلتفت اليها
اقتربت منها سنا
قالت بأسف
: سامحينا يا غِنا , ما ادري وش اقول لك ما في كلام ينقال اصلًا , بس جد اعتذر لك عن كل اللي صار لك وكل اللي شفتيه
تجاهلتها
لتخرج بخيبةٍ وتصعد الى جدّتها
سحبت حقيبتها الضخمة وهي تشتمهم بالايطاليّة
تشعرُ بغيضٍ وغضبٍ يدكّها , يدمّر اعصابها
تحت اي اختبارٍ وضعت ! ايُّ كدرٍ تواجهه معهم !
هل هذه عائلتها حقًّا ؟
,
,
المملكة العربية السعودية – الخبر
العاشرة صباحًا
رفعت هاتفها للمرّة العاشرة تتفقده
زفرت وهي تعيده
ضغطت الزرّ الوحيد في الجهاز الاسود
جاءَ صوتها من الطرف الآخر
: تفضّلي مس وجْد
: تعالي
رفعت يدها عن الزرْ
مرّت ثوانٍ لتدخل فتاةٌ نحيلة , ترتدي عباءةً ملوّنة , وتلف الحجاب باهمال
: تفضّلي
: ما جاني اي اتّصال ؟
هزّت رأسها نفيًا
زفرت , واشارت اليها ان تخرج
خرجت , ودخلت رويدة بعدها
تحملُ حاسوبًا لوحيًا
قالت
: مس وجْد قلتي لي بتختارين المجلات اللي بتعطينها ريبورتاج
: هاتي
مدّت لها الجهاز , نظرت الى قائمة اسماء المجلّات
زفرت وأعادته اليها
: رويدة اختاري انتي , مجلّة وحدة واحرصي يكون صحفي محترم ماهو ملقوف
: تمام مس وجْد , انا ارجّح مجلّة وقعْ , عمليّة واخبارها موثوقة وغير مملّة
: اوكي , ردّي لهم خبر
: جا مع طلبهم للريبورتاج انّهم مستعدين في الوقت اللي تبينه
: وش عندي اليوم ؟
: عندك ساعتين فاضية الظهر
: عندي وقت ثاني فاضية فيه ؟
: جدولك مو مزدحم اليوم , العصر تكوني منتهية تقريبًا
هزّت رأسها ثمّ قالت
: نسّقي مع شركة تنظيم , اليوم بسوي باربكيو في البيت
: كم شخص ؟
: ست اشخاص , ولا تنسين المساعدين والخدم اكيد
هزّت رأسها
: كل شي بيكون جاهز قبل العصر
: واللقاء ؟
: اتّصل عليهم حالًا واخبّرهم انّك فاضية الظهر
: اوكي , شوفي شغلك
خرجت من المكتب
لترفع هاتفها مجدّدًا
انزلته وعضت على شفتيها مغتاضة
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
الثانية مساءً
فتحت عينيها بخمول على وقعِ طرقات الباب
قالت ببحّة
: تفضّل
فتحت الباب واطلّت برأسها مبتسمة
: صباح اللّيل !
قالت دون ان تتحرك
: الساعة كم ؟
: اثنين , قومي جدّتي دخلت بنفسها للمطبخ عشانك
ابتسمت بهدوء
جلست امامها وسألتها
: رزان بالي مشغول بغِنا
زفرت وقالت
: والله يا ولاء وانا مشغولة فيها , بس هذا خيارها
بعصبيّةٍ خفيفةٍ قالت
: واحنا نمشي على مزاج ذي البزر ؟ وش خيارها ما خيارها , احنا اهلها مسؤولين عنها
ابتسمت رزان ببرود
: البزر اصغر منّك بست سنين بس !
بجديّةٍ قالت
: لا تستهينين بالموضوع , غِنا فيها قولون لا تتعب ولا تغث نفسها
: تشيلين هم – قالت بنبرةٍ غريبة – محّد يخاف على غِنا كثري , بس احس انها ما عاد تتحمّل بروح اسحبها من شعرها غصب
صمتتا لثوانٍ
ثمّ قالت ولاء بحذر
: خطيبك وش صار عليه ؟ اذكر ملّكتوا وكنتوا بتتزوّجون
رفعت كتفيها ببرود
: ما ادري , سافر معانا على نفس الطيّارة بس ما ادري عنه
: متزاعلين ولا بتنفصلون ؟
بزفرةٍ قالت
: ما ادري
: ما تبينه ؟
ظلّت صامتة
لتمسك ولاء بكفّها وتسألها
: ليش رضيتي تملكين عليه ؟
قالت وهي تنهض
: ما كان في خيارات كثيرة قدّامي
خرجت من الغرفة منهيةً الحوار
مدّت رأسها الى المجلس
قالت ببحّة
: صباح الخير جدّة
رفعت رأسها عن التمر الذي كانت تعجنه
ابتسمت
: هلا رزان , اي صباح حبيبتي مو باقي شي على اذان العصر
: شتسوين ؟
: اعجن تمر للكليجة
رفعت حاجبيها , قالت
: الله يكرم النعمة
: اي والله , الله يكرم النعمة عن اشكالك , كفوك الكليجة انتي ؟
ابتسمت وخرجت من المجلس
سمعت صوتَ جدّتها
: كلمتي اختك ؟
لمعت عينيها حبًّا لتلك الاخت
رغمًا عنها هي اختٌ لها
: بكلمها بعد شوي
,
,
المملكة العربية السعودية – الخبر
الثانية عشرةَ وخمس دقائق مساءً
شغّلت المسجّل الصغير , وقالت
: نبدأ
هزّت وجْد رأسها بصمت
قالت الصحفية
: الآنسة وجْد رياض الطّير , سيّدة الأعمال السعودية الرائدة في مجالها من بين قريناتها في المملكة , بدايةً ارحب بك نيابة عن مجلّة وقْع وأصالةً عن نفسي
بهدوءٍ اجابتها
: اهلًا فيك
: بين فترة وأخرى نحب تعرفينا بنفسك من جديد
قالت بنبرتها الباردة , المختلفة !
: انا وجْد بنت رياض الطّير , كبرى بنات رياض الطّير , وريثة اسمه واملاكه الأولى , من مواليد 1987 , مواليد العاصمة الرياض
: دراستك ايش كانت آنسة وجْد ؟ كثير ودهم يقتدون فيك
ابتسمت بهدوء , وقالت ببحّة
: ما انصح احد يقتدي بطريقي عشان يوصل لمكان عالي , طريقي ما كان سهل ولا كان مميّز , انا درست المناهج الامريكية النموذجية العالمية , ودراستي الجامعية كانت تجارة واعمال كثّفتها عشان انتهي خلال سنتين , يعني ادرس من اثنعش الى ثمنطعش ساعة , والباقي من اليوم كنت اشتغل وادير اعمالي
: ما درستي مناهج السعودية ابدًا ؟
: ابدًا
سألتها عدّة اسألة , ووجْد تجيبُ على ذاتِ الوتيرة
بعد دقائقٍ سألتها
: لفت انتباهنا عودتك السريعة من دبي , هل تفكرين بالاستقرار في السعودية بعد الآن ؟
اعتدلت في جلستها , وقالت
: طبعًا دبي بيتي الثاني , واغلب شغلي فيها , لكن الآن لفترة ونقول بتكون فترة طويلة , بأظل في بلدي وبين اهلي , لأنّي واختي محتاجين هالفترة , شغلي في دبي اديره عن بعد , وسفري راح يقتصر على سفرات العمل المهمة , او السياحة مع عائلتي
: في سبب ؟
ابتسمت وقالت
: اللي يرجع لحظن بلده ما يحتاج سبب
: بالحديث عن عائلتك , حدّثينا عن شقيقتك الصغرى الآنسة دارين , وهل انتي من يمنع ظهورها للاعلام ؟
ابتسمت بمحبّة
: دارين شقيقتي الوحيدة , والفارق بيني وبينها ثمان سنوات , يعني كبير , بعد فقدان العائلة اصبحت بمثابة ام لها , وطبعًا تهمني راحتها ورغبتها , دارين بعيدة عن الاعلام لأنها ليست بحاجة للظهور فيه , يكفي اني في الضوء , وانا بحسب معرفتي انوّر عليها اذا احتاجت
ابتسمتا رويدة والصحفية من اجابتها
سَألتها وهي تدقّق في ملامحها جيّدًا
: الآنسة الأسطورة المرتبطة بعملها وعائلتها جدًّا , والقوية جدًّا , هل يوجد ما يقلقها او يخيفها ؟
اخفت نفسًا مرتبكًا , وقالت بهدوء
: كل من على الدنيا دوني واصغر منّي , ما يرقى شيء لاخافتي , انا كبيرة وما يخوّفني الّا عظيم
: اخيرًا آنسة وجْد , حياتك العاطفية ؟
رمشت مرّتان على التوالي , ثمّ قالت ببحّة
: مثل ما قلتي , مرتبطة بعملي وعائلتي – وبابتسامةٍ صفراء تابعت – ما صادفت اللي يقدر ينحشر بين اولويّاتي
ختمت الصحفيّةُ اللّقاء , التقطوا عدّة صور لوجْد
وودّعوها ممتنين لوقتها
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
الثالثة مساءً
دخلوا الى المنزل , يسندون جدّتهم
متحاشينَ النظرَ اليها
قال لشقيقته
: ابعدي سنا انا بطلعها الدرج
ابتعدت سنا , وأطلّت على المجلس
ارتخى كتفيها , ولانت نظرتها
جالسةٌ بوضعيةٍ مزعجة
رأسها ساقطٌ الى جانبها الأيمن
وتتنفّس بسكون , كانت نائمة , والتّعب يبدو على ملامحها
مرّت فترةٌ وهي تنظرُ اليها
حتّى نزل عبد الوهّاب واقترب منها
نظرَ اليها , وزفر بهمْ
ثمّ قال
: الله يخلصنا منها
التفتت اليه بهمسٍ حادٍّ وغاضب
: عبد الوهّاب والله ما احللك ان عدت هالكلام , عنبو احساسكم بنتكم منكم وفيكم ! احد يتبرّى من بنته ؟ جدّتك تعطيها بدون شور احد وابوي يترك البيت بدون ما يكلّمها وامّك مقفلة على نفسها وعبد المحسن شايل ايده وانت ! انت لحالك عن هذول كلهم , من امس ما ظلّت كلمة خايسة ما قلتها بحق اختك !
نظرَ اليها طويلًا
ثمّ تركها وخرج من المنزل
زفرت بغضب , وصعدت الى غرفتها
نزلت ام عبد الوهاب حينها
دخلت الى المطبخ وجهّزت المواد لتطهو الغداء
استغرقت عشر دقائق لتضع قدرها على النار
ثمّ خرجت الى المجلس
ارتدت حينَ رأتها
ثمّ اقتربت بتردّد
نظرت الى ملامح سنا , التي تكادُ تنسلخُ من وجه غِنا المتعب
وجهها شاحبٌ ومرهق
شعرها كحليّ اللون القصير جدًّا , يبدو متعبًا هو الآخر
جفنيها الواسعين , حاجبيها المعقودين حتّى في نومها
انفها الدقيق
وشفتيها المتقوّستينِ وجعًا
ابتسمت رغمًا عنها
تبدو صغيرتها عنيدة !
قوية , ومتمردة
مدّت كفها ومسحت على كتفِ غِنا برفق
فتحت عينيها بفزعٍ فورًا
قالت دونَ ان تشعر
: بسم الله عليك !
نظرت اليها غِنا لثوانٍ تستوعب
ثم اعتدلت في جلستها , وهي تتجاهل ملامح والدتها المتورّمة من اثرِ البكاء , قالت بوجوم
: شتبين ؟
قالت ام عبد الوهاب ببحّة
: اطلعي نامي فوق , بتتعبين هنا
بسخريةٍ تجرحها اوّلًا , ثمّ تشطر قلب " والدتها " !
: صج عاد ! وايد تفكرين اذا بتعب ولا مرتاحة
قبل ان تجيبها , كانت سنا قد نزلت
قالت باستغراب
: يمه !
التفتت اليها والدتها
اقتربت سنا ومسحت على وجه والدتها بحنوْ
: شفيك يمه ؟ ليش وجهك كذا ! كنتي تبكين ؟
دمعت عينيها فورًا , وقالت بصوتٍ يكاد لا يتّضح
: توّه قلبي يحس باللي كنتي تحسّين فيه
اختنقت سنا بعبرتها , وعانقت والدتها
: بسم الله عليك يا روحي
قالت غِنا بغضبٍ يحرقها , بغضبٍ اصله نارٌ تضطرم فيها
اصله وجعٌ يبكي في روحها
: مو ضروري هالمسرحية المؤثرة تصير جدّامي
التفتت اليها سنا
قالت وهي تحمل اللحاف الذي اسقطته
: كنت بغطّيك , دامك قمتي تعالي نطلع فوق , تنامين بغرفتي لين نسوّي لك غرفة
من بينِ اسنانها صرخت
: ما ابي
رنّ هاتفها حينها , ردّت وهي تضبطُ انفاسها
: هلا عزّوز
قال برفق
: هلا غِنا , تعالي انا برّى
عقدت حاجبيها
: من صجّك !
: اي يلا تعالي
نهضت ومرّت من بينهما بقسوّة
فتحت باب المنزل , لتتبعها سنا بسرعة
خوفًا من ان تتركها وترحل !
خرجت الى الشارع ببنطالها وقميصها
قال عزْ بحرجٍ كبير
: الله يفشلك ! وش ذا ؟
نظرت الى نفسها , ثمّ اليه , قالت بلا مبالاة
: شيايبك
مدّ اليها حقيبةً تبدو كحقائب الرحلات الخاصّة بالاطعمة
: خذي , خذي وادخلي الله يقلع ابليسك , جدّتي تقول ماهم جايينك ولا متّصلين عليك لين تقررين من نفسك تشوفينهم
زفرت وقالت
: سلم عليها وايد
هزّ رأسه ايجابًا , وقبل ان يودّعها
اقترب احدهم ودفعه بقسوة
ثمّ التفت الى غِنا
: وش تسوّين برا بذا الشكل !
قالت بحدّة
: خير يا الاخو توني امس اللي عرفتك تبي تتحكم فيني الحين !
قال بحدّةٍ هو الآخر
: بلعنة تلعنك ما همّيتيني , بس لاحظي انّك واقفة قدّام بيتي بذا المنظر , وواقفة مع رجّال
تأفّفت , وقالت متجاهلةً له
: عزوز حبّي مشكور على التّوصيل , سلم وايد على يدّتي والبنات , ان شالله يايتكم قريب
نظر الى عبد الوهّاب , ثمّ اليها
لتقول بابتسامة
: لا تخاف عليّ , ناسي منو آنا
وغمزت له بمشاكسة
ليبتسم رغمًا عنه , وفورًا ركب سيارته وابتعد
خوفًا من عبد الوهّاب !
الذي تجاهلته ودخلت الى المنزل
جلست في المجلس وفتحت الحقيبة , لتملأ رائحةُ الطعامِ انفها
ابتسمت , وقالت دونَ ان تشعر
: امممم
ابتسمت سنا ووالدتها , وعقد عبد الوهاب حاجبيه بغيضٍ وهو يقفُ امام الباب
اخرجت العلب , وفورًا اتّصلت برزان
قالت بلا تصديق
: رزان شنو هذا !
ابتسمت رزان وهي تقترب من جدّتها
: وصلك ؟
: تكفين رزان بوسي لي ريلين يدّتي وايدينها , علني افداها جنّها تدري فيني بموت من اليوع
اغمضت والدتها عينيها بحسرة
قالت رزان بابتسامة
: بعد كذا بترسل لك كل وجبة لين ترتاحين
قالت وهي تفتح العلب
شهقت بسعادة
: ابوووي انا المرقوقة , يريييش
[ جريش ]
ضحكت رزان رغمًا عنها
: يا المشفوحة
فتحت علبةً اخرى
: يه يه يه يه , صدقيني بييب ليدّتي ريل , ما يصير هبّة ريح مثلها قاعدة جي بدون ريل
صاحت بها جدّتي
: ما في وجهك ماء
انفجرت ضحكًا , وقالت بمحبّة
: يعطيج العافية يدّة , لا خلا ولا عدم فديتج
بحنوٍّ اجابتها
: جعل فيه العافية يا امّي – قالت بتعالي – عطي جدّتهم خل تشوف السنع على اصوله , ماهو تقعد تتبرّع بعيال الناس , الله لا يشغلنا الّا بطاعته
انفجرت غِنا ضحكًا , ثمّ ودعتهم لتأكل
اغلقت الهاتف , واخرجت ملعقةً مع العلب
قالت سنا بلطف
: ما شالله جدّتك طبّاخة ! الريحة حلوة
التفتت اليها غِنا
صمتت لثوانٍ
ثمّ قالت بنبرةٍ غريبة
: حيّاج
دونَ تردّدٍ جلست سنا بجانبها واخذت ملعقةً هي الأخرى
ملأتها ورفعتها الى فمها
اغمضت عينيها باستمتاع
: اممم
ابتسمت غِنا ابتسامةً خفيفة
واخرجت خبزةً بالثوم والأعشاب
: هاج , هذه يبناها من ايطاليا ليدّتي مرّة , قالت بسوي لكم قرص بنفس النكهة , وضبطته والله
اخذته سنا بحماس
اكلت منه , ثمّ قالت بجديّة
: جدّتك تسوّي هالاكل لحالها ؟
ابتسمت
: كانت تسوّي كل شي بروحها , بس كبرت , علّمت خالاتي وبناتهم وبنات خوالي , هه يساعدونها , بس اليوم عشاني وعشان رزان طبخت كل شي
كان عبد الوهّاب ينظرُ اليهما بذهول , ووالدته تنظرُ اليهما بحنوْ وعينيها دامعتان
التفتت اليه سنا فجأة
قالت
: وهّابي كبستهم تجنّن , عاد انت غرامك الكبسة
وقبل ان تسمح له بالتفكير
ملأت الملعقة وقفزت امامه
حشرتها في فمه
فتحَ عينيه بصدمةٍ من تصرفها
بلع الأرز , ثمّ قال
: سنا وش فيك !
سألته بحماس
: كيف طعمه !
صمتَ لثوانٍ , ثمّ قال ببرودٍ جعلها تضحك منه
: عادي
: نصصااااب , عيونك لمعت اعرفك بطيني
ابتسم مجبرًا
ثمّ خرج صاعدًا الى الأعلى
انهت غِنا طعامها
نظرت الى الحقيبة
وجدت علبةً مستطيلة عميقة
اخرجتها مستغربة
فتحتها , لتنتشرَ رائحةُ الهيل والزعفران
ابتسمت
كعكاتٌ منوّعة من صنعِ جدّتها
اخرجت واحدةً واكلتها من اجلِ جدّتها
رغمَ انّها لا تفضّلُ هذا النوع
اغلقتها واعادتها مع بقيّة العلبِ الى الحقيبة
ثمّ التفتت , كانتا سنا ووالدتها تنظرانِ اليها
رفعت حاجبيها بصمت
قالت سنا برجاء
: خل نطلع فوق , يصير لك خصوصيّة اكثر ترتاحين ترتبين اغراضك , لمتى بتقعدين هنا ؟ دامك قرّرتي تجين لبيتك واهلك معناها انسجمي , المجلس ماهو مكان تنامين وتحطّين اغراضك فيه
فكّرت لثوانٍ
ما زالت تشعرُ انّه وقتٌ قصيرٌ وسينقضي
نبهتها سنا
انّها ابدية ! انّهم عائلتها , وانّها اختارت المجيء
وانّها يجبُ ان تتكيّف !
نهضت بهدوء
: زين
قفزت سنا تساعدها على جمع اغراضها التي بعثرتها في المجلس
وصعدتا الى غرفةِ سنا
,
,
-
الى الملتقى
-
قال عمر ابن الخطاب –رضيَ الله عنه- ( نحنُ قومٌ اعزّنا الله بالاسلام , فان ابتغينا العزّة بغيره , اذلّنا الله )
-
-

 
 

 

عرض البوم صور جود بدر  
قديم 02-02-16, 06:35 PM   المشاركة رقم: 49
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
متميزة الابداع


البيانات
التسجيل: Jun 2015
العضوية: 296904
المشاركات: 655
الجنس أنثى
معدل التقييم: امال العيد عضو جوهرة التقييمامال العيد عضو جوهرة التقييمامال العيد عضو جوهرة التقييمامال العيد عضو جوهرة التقييمامال العيد عضو جوهرة التقييمامال العيد عضو جوهرة التقييمامال العيد عضو جوهرة التقييمامال العيد عضو جوهرة التقييمامال العيد عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1266

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
امال العيد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جود بدر المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: رواية شقائق الرجال / بقلمي

 

مسآء / صبآح الجمآل
*.
.
*** .
*غنا داخله في شرها مت ضحك منها الناس وين وهي وين .. أما هجومها على عبد الوهاب انصدم صدمة عمر هههههه وظيفتها مو عبث وفوقها جوعانة ولا دخلت الحمام الله يكرمكم قوتها فيه ما راحت ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
-
وجد تنتظر إتصال ضاري والرجال ماسكته رشا ههههههه.. والحين عرفت ليش الدين ع جنب عندها كله من دراستها لمناهج امريكا .. ولقاءها في المجلة كشف لنا أشياء أولا أسم أبوها رياض وثانيا عمرها 28 وثالثا دراستها لمناهج امريكا رابعا كله رجوعك من دبي من خوفك من خالد وخوفك على عائلتك خامسا والله شكل ضاري بيكون من أولوياتك
-
زواج رزان من حمد نقول انجبرت عليه ما كان عندها خيار إلا تتزوجه إيش أسبابها وش نهاية علاقتهم هو يحبها وهي الله أعلم ما في القلوب
-
أم عبد الوهاب معليش وش إحساسك في بنتك أحسها م* متقبلتها أبد أو مصدومة لحد الآن* .. وليش تركت بنتها مع الغرب وسمحت للجدة تسوي سواتها يعني ماحن قلبك أو أنك مغلوبه على أمرك ما بيدك حيله يمكن مهددتها الجدة وزوجها مع أمه والله دار مخي مدري كيف خطتك وتفكيرك يا جودي* .. يمه يا حنانها ع سنا وقدام غنا اخخخخ شي يوجع يا غنا .. ترى حنا في السعودية يا غنا طالعه بدون عبايه انتبهي يا بنت فيها قبايل .. أما الأكل حاله خاصه الجوع عامل عمايله هههههههه ونشوف كيف حياتك مع اهلك .. وليش أبوها يهرب من المواجهه* .. ومين عبد المحسن اخوها
-
.
بارت استمتعت فيه وتسلم أناملك الجميلةة
-

 
 

 

عرض البوم صور امال العيد  
قديم 03-02-16, 07:39 PM   المشاركة رقم: 50
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2013
العضوية: 260568
المشاركات: 229
الجنس أنثى
معدل التقييم: جود بدر عضو على طريق الابداعجود بدر عضو على طريق الابداعجود بدر عضو على طريق الابداعجود بدر عضو على طريق الابداعجود بدر عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 411

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جود بدر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جود بدر المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: رواية شقائق الرجال / بقلمي

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الجزء الثامن
-
فما لي بُعدٌ بَعدَ بُعدكَ بَعدما
تيقّنتُ انّ القُرب والبعدَ واحد
*الحلّاج
-
المملكة العربية السعودية – الرياض
الخامسة صباحًا
رتّب شماغه على رأسه , تعطّر
ثمّ التفت اليها
كانت تجلس على السرير
رأسها الى الأسفل
تعبثُ باصابع قدمها بسجّادِ الغرفة الناعم
اقترب منها
موقنٌ انّها تبكي !
رفعَ رأسها , وزفر
سالت دمعتيها على جانبِ وجهها
سحبها لتقف امامه
قبّل جبينها
ثمّ همسَ ببحّة
: لا تصعبينها علي !
انتحبت كطفلةٍ صغيرة
ليبتسم رغمًا عنه
سبحان من زرع المودّة في قلبها الصغير !
شهرٌ واسبوعان فقط منذ تزوّجا
ولم تكُن تعرفه من قبلها , لم يتحدّث اليها ابدًا ايّام خطوبتهما
تعلّقت به في شهرٍ واسبوعان
تستصعب فراقه , رغمًا عنها !
مسح على وجنتها
: بس ميلاف ورّمت عينك , بتضحكين طالباتك عليك اليوم
بتعبٍ قالت
: ماني مداومة
قال بجديّة
: انتي ما تدوامين عشان نفسك , عشان غيث
سحبت نفسًا عميقًا , والوجعُ ينخر قلبها المرهق
رنّ هاتفه , رفعه ثمّ زفر
: هذا فيصل وصل بياخذني للمطار , لا اوصيك على نفسك وعلى غيث
عانقته وهي تشهقُ ببكائها
قبّل رأسها
: استودعك الله الذي لا تضيعُ ودائعه
ابعدها بلطف
وسارا خارجين من الغرفة
نزلا الدرج كفًّا بكف
خرج غيث من الغرفةِ الجانبية , وابتسمَ بحزنٍ من اجلهما
صافحه عبد الله ثمّ عانقه
قال عبد الله بصدق
: استودعك الله يا غيث , الله يقومك سالم
ابتسم بهدوء
ليتابع عبد الله وهو يشدّ على كفّه
: ميلاف اختك ما تحتاج وصيّة
ابتسم بعتابٍ ودود
: عيب عليك !
زفرَ وقال
: يلا , فيصل برّى
قال غيث
: نستودعك الله دينك وامانتك وخواتيم اعمالك , الله يعزكم بالنّصر
امّن بحرارة , وامّنت ميلاف بهمس
التفت اليها وقبّل رأسها اخيرًا وخرج
لتبكي مجدّدًا
ضحك غيث وهو يقرصُ خدّها المحمر
: بسسسك ما تعبتي من البكا ! يلا اطلعي صلّي واجهزي اودّيك للمدرسة
,
,
المملكة العربية السعودية – الخبر
العاشرة صباحًا
دخلت وفي يدها مجلّة
قالت بهدوءٍ غريب
: صباح الخير
التفتت اليها , تفحّصتها لثوانٍ
ثمّ عادت تنظرُ الى مرآتها وهي تقول
: صباح النور
جلست على سريرِ شقيقتها , وقالت
: وجْد بكلمك في موضوع
انهت وجْد لمساتها الصباحية الناعمة على ملامحها الحادّة
اقتربت وجلست على المقعد المقابل للسرير
باهتمامٍ هادئ قالت
: قولي
بجديّةٍ كبيرة قالت دارين
: بداوم في الجامعة – وضّحت اكثر – منتظمة
نهضت وجْد وهي تقول بحزم
: قفلي الموضوع
نهضت دارين وقالت بحزمٍ هي الأخرى
: انا مو جاية استأذن وجْد , سنين دراستي كلها , وسنتين من الجامعة اجبرتيني بطرق ملتوية على دراسة المناهج العالمية من البيت , تعذّرتي بالسفر وغيره
اشارت اليها بالمجلّة
: هذا كلامك , بنستقر حاليًا بالخبر , قلتي اختك تهمك وتهمك سعادتها ورغبتها , اتركيني اعيش وجْد , انا مو كلب زينة عندك تلبسيني وتكشخيني وتلمعين اسمي ومظهري وبالمقابل تتحكّمين باكلي وشربي ونومي وقومتي وطلعتي ودخلتي وحياتي كاملة
صمتت لثوانٍ , ثمّ قالت
: الجاهل والمثقف السافل والراقي المحافظ والداشر , كل الناس تدخل الجامعة , انا ما اشوف اي سبب مقنع تمنعيني ادخل للجامعة منه , بعد كذا تقنعيني عشان انفّذ رغبتك
لم ترتخِ نظرتها , ولم تلِن نبرتها , ولم يتهاون اصرارها
امام نظرات وجْد المذهولة
تابعت بتصميم
: قلت لك مو جاية استأذن , لا تفقدين نفسك احترامك وهيبتك عندي برفضك , لأنّي خير شر داخلة الجامعة
تركتها وخرجت
تهاوى جسدُ وجْد على المقعد
بكفّيها المرتجفين مسحت على جبينها الندي
تنفّست باضطراب
كبُرت دارين !
ويبدو انّها ستشبهها
و ستتخطّاها !
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
العاشرة وخمسٌ واربعون دقيقة صباحًا
تأوّهت وفتحت عينيها
اصبحت مؤخّرًا تستيقظ على آلامِ ظهرها
رغمَ انّ سنا اصرّت كثيرًا ان تنام على سريرها
لكنّها رفضت بشدّة
رفعت رأسها
كانت سنا تجلس على المقعد تمشط شعرها
قالت غِنا ببحّة
: صباح الخير
ابتسمت سنا
: صباح النور , اجهزي بنروح للسوق نشتري اغراض غرفتك , اليوم عبد الوهّاب طلع الدولاب القديم منها وفضيت خلاص , وجاب البوية وبنصبغها , بس نروح نختار الاثاث
قالت بغيرِ اكتراث
: وايد متحمسة انتي , روحي اشتري الاغراض بروحج
قالت سنا باصرار
: لا والله تروحين وتختارين الالوان والاثاث اللي تبينه , لازم غرفتك على مزاجك لأنّ اغلب وقتك فيها
تجاهلتها وهي تخرج من الغرفةِ الى الحمّام
صادفت الجدّة
التي لم ترها منذُ وصولها !
كانت تخرجُ من الحمام , وحين رأت غِنا كسرت نظرتها , وهمّت بالاسراعِ الى غرفتها
لتقف غِنا مائلةً بجسدها الى الحائط
بخمولٍ وسخرية قالت
: صبحج الله بنواياج حجيّة , شلونج ؟ شدعوى يبه لا نشوفج لا نسمع حسّج , خانسة !
لم تجبها , وسارت لتمرّ من جانبها
لكنّ كلمات غِنا اوقفتها , وهزّتها الفًا !
قالت غِنا بنبرةٍ غريبة
: لو ظلّت ثانية بحياتي ماني مسامحتج فيها , ولو ظل على دخولج الجنّة بس مسامحتي لج , همْ ما راح اسامحج , راح ادعي عليج كل يوم , كل لحظة , كل ثانية , انّ الله يحرق قلبج وينتقم منّج
تركتها ودخلت الى الحمّام
دخلت الجدة الى غرفتها
زفرت آهةً وسقطت ارضًا
بكت بحرقةٍ كبيرة
وهي تردد برهبة
: يا ويلي من الله !
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
الثانية عشرةَ مساءً
دخلت وهي تلقي السلام بخفوت
رددن السلام بأصواتٍ متفرّقة
: طلعوا الكتب , منال امسحي السبورة
جلست على المقعد , ووضعت كفّها على رأسها وزفرت
سألتها احداهن
: سلامات ابلة !
بهدوءٍ قالت
: الله يسلمك
قالت اخرى
: ابلة في واجب
اشارت بلا اهتمام
: نشوفه في وقت ثاني
نهضت وكتبت العنوان على السبورة
ثمّ التفتت الى طالباتها تراجع أسس الدرس السابق , وتتدرج الى درسِ اليوم
همست احداهن لرفيقتها
: شكلها مو في المود اليوم
افزعها صوتُ ميلاف الحازم
: ها يا اروى
نهضت اروى وازدردت ريقها
ظلّت صامتة
لتعيد عليها السؤال بهدوء
لم تجبها
قالت ميلاف ببرود
: ما بتجاوبين ؟
: ابلة ما كنت معك
بعصبيّةٍ ضربت على الطاولة وقالت
: حضرتك حاضرة الحصّة وجالسة قدّامي وانا اتكلّم , وش ردّك ما تكونين معي ؟
استغربوا عصبيّتها , اعتادوا حزمها وجديّتها
اما الغضب , لم يكن من صفاتها !
قالت وهي تغلق الكتاب بقوّة , وتجلسُ على المقعد
: ما وراي شي , انتظرك تجاوبين , او اخصم عليك خمس درجات
احتقن وجه اروى , وقالت بارتجاف
: ممكن تعيدين السؤال ؟
بحدّةٍ قالت
: ماهو ممكن
ظلّت صامتة لدقائق , نظرها منكسرٌ الى الأسفل
وميلاف تنظرُ اليها بحدّة
الطالبات وجلات من غضبِ ميلاف , حزينات لاحراج اروى !
قالت ميلاف وهي تكتب في سجل الاسماء
: اوكي يا اروى اجلسي
قالت ببحّة
: ابلة لا تنقصيني , انا على تخرج
بهدوءٍ قالت
: ماهي مشكلتي
قالت احداهن وهي خائفة , لكنّها لم تعتد رؤيةُ منكرٍ دون تغييره ما استطاعت !
بترددٍ كبيرٍ قالت
: ابلة حرام , اروى ما سوّت شي
تهامسن الفتيات ليصمتنها
التفتت اليها ميلاف
نظرت اليها طويلًا , ثمّ جمعت اوراقها وخرجت
وهي تقولُ ببحّة
: لحد يطلع من الفصل
ما ان خرجت , انهارت اروى بالبكاء
وانهارت ميلاف على مقعدٍ قريبٍ من الفصل
حبست ادمعها
وهي تنظر الى ما خطّته في سجل الاسماء
كانت خطّت خططًا عشوائية
مسحتها وهي تزفر بتعب
لم تستحقّ تلك الصغيرة ان تفرغ غضبها عليها !
رحيلُ عبد الله , ومرض غيث
جاءا ثقيلين على الفتاة المدللةِ التي تقبعُ داخلها
الناعمةُ الصغيرة , التي تجلسُ في الغرفةِ العليا في منزل عمّها
التي تزور السوق كل اسبوع , تنتقي معطّرات جسدها باهتمام
المنعّمات والمرطبات , ومساحيق التجميل الطبيعية ذات الاوان المختلفة
همّها كبر
تعدّاها كثيرًا
لم تعد تتذكّر كيف تجمّل ملامحها
ولا كيف تعطّر ثيابها
زفرت بحرقةٍ وهي تنهض
دخلت الى الفصل , ليصمتن جميعًا ويعُدن الى امكانهن
قالت بهدوء
: تعالي يا اروى
نهضت اروى وخرجت معها ووجهها مصفر
مسحت على ذراعها برفق
: معليش , سامحيني شوي تعبانة اليوم
ظلّت صامتة
لتقول ميلاف مطمئنة
: ما نقصتك , سامحيني احرجتك قدّام زميلاتك
قالت ببحّة
: عادي يا ابلة
اشارت اليها لتعود الى الفصل
وتبعتها ميلاف , التي قالت بصوتٍ مسموع
: انا اعتذرت لزميلتكم برى , ماهو كافي لأنّي اسأت لها قدّامكم , وقدّامكم اعتذر منها , شوي تعبانة اليوم ما انتبهت لعصبيتي , لحد يطلع من الفصل , خلّوا بعلمكم الحصّة الجاية بناخذ درسين
تركتهن وخرجت
,
,
المملكة العربية السعودية – الخبر
الحاديةَ عشرةَ صباحًا
بغضبٍ سحبت قلمًا تضغطُ عليه , تفرغ انفعالها فيه
قالت بحدّة
: وقفت بوجهي قالت ما استأذنك ! وش اسوي !
قالت سُلاف بهدوء
: خلّيها تداوم
بذهولٍ غاضب قالت
: انتي تقوليلي خلّيها تداوم ؟ كأنّك ما تدرين عن شي !
قالت سُلاف بجديّة , وهي تنظرُ برحمةٍ الى القلم المحشور بين يديْ وجْد الغاضبة
: قدّامك خيارين بدون ثالث , يا تعلمينها يا تتركينها , ولأنّك جبانة وما بتقولين لها , اتركيها تداوم
كسرت القلم ورمته ارضًا بقوّة
: شلون اتركها ؟
: خلّك ذكية وجْد , خلّيها تفهم انّك بتخلّينها تداوم بمزاجك مو لأنها حدّتك , وانتي بتحمينها بطريقتك , بتظلْ عينك عليها بطبيعة الحال
ظلّت صامتة , وهي تعضُّ على شفتيها بغيض
بعد دقائق طرقت دارين الباب , ثمّ اطلّت برأسها
صمتت حين رأت وجْد
قالت سُلاف
: تعالي دارين
: على بالي لحالك , وجْد ما رحتي الشغل !
قالت سُلاف وهي تلوّح بملفٍّ امام دارين
: كنت ابيها بشغلة , آمري حبيبتي
رفعت كتفيها
: ولا شي , كنت ابيك تختارين معاي كم قطعة من متجر نيارا
اعتدلت وجْد في وقفتها وحملت حقيبتها
: ادخلي , ولا تنسين تتسوّقين للجامعة
التفتت اليها بذهول , وابتسمت سُلاف
قالت بلا تصديق
: وش تقصدين للجامعة ؟
بهدوءٍ قالت وجْد
: تداومين من الاسبوع الجاي
صمتت لثوانٍ , ثمّ شهقت بلا تصديق وهي تقفزُ لتعانق شقيقتها
قبّلت وجنتها مرارًا , وهي تشكرها مبتهجة
ابتسمت وجْد بحنوْ
ثم ابعدتها عنها وقالت
: بس بنجلس ونتكلم قبل لا تداومين , ماهو تبين تداومين خلاص تلبسين وتروحين
قالت بعد ثوانٍ , بابتسامة
: في النهاية ما عندي الّا اخت وحدة !
هزّت دارين رأسها بحماس
: اي شي تبينه انا حاضرة
ودّعتها وجْد بابتسامةٍ وخرجت
قفزت دارين على سرير عمّتها
قالت بحماس
: عميمة اقرصيني اضربيني , مو مصدقة والله !
ضحكت منها سُلاف , ثمّ قالت
: يلا وريني
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
الثالثة مساءً
اقتربت تتفحّص الخشب
لتسمع عبد الوهّاب يهمس من بين اسنانه
: غطّي شعرك عدل وابعدي عن الهندي اكلك بعيونه
التفتت اليه تكادُ تقتله
: مو شغلك فيني ! اختك هناك روح لها وتحكّم فيها , انا ما لك شغل فيني
بغضبٍ هامس قال
: انتي ماشية معاي جعلك ما عاد تمشين , تحرّكي اطلعي
بغضبٍ خرجت من المحل
تبعتها سنا التي اكتفت من شجارهما
قالت غِنا من بين اسنانها
: الحين نرد للبيت , ما اظل دقيقة هني
قال عبد الوهّاب
: جات منك , يلا للسيّارة
سنا التي كانت متحمّسة , لم تعارض وسارت امامه ليخرجوا من مركز التسوّق
ركبت خلفهما , وحشرت السّماعتان الصغيرتين في اذنيها , ورفعت صوت الموسيقى الايطاليّة التي تفضّل
قال عبد الوهّاب منزعجًا
: ذي اللي متمسكة فيها بسنونك ؟ والله ما تسوَى مواطيك
قالت بمحبّة
: غِنا نصّي , كذا قطعة من قلبي , والله ما بتفهم وش احس , هذه توأمي !
قال عبد الوهّاب مستغربًا من حاله
: ما احس بشي ناحيتها , غير انّي متضايق منها وابي افتك من شرها , مو المفروض احبها او اتقبلها ولو شوي بما انها اختي بنت امّي وابوي ؟
زفرت سنا , ثمّ قالت
: انت دايمًا كذا , تخلّي احساسك السيء يغطّي احساسك الزين , وعلى بالك انّه مو موجود , عطْ نفسك فرصة , وبتكتشف انّك تحبها , لأنها اختك ! حبها فطرة ماهو اكتساب , مثلًا لمّا يجي ولد خالتها كل يوم وانت تعصّب , ذي غيرة , مثلًا لمّا قرّبت من الهندي بطفاقة وانت عصّبت , هذا خوف عليها , مثلًا لمّا طلعت الدولاب من الغرفة وقلت لي اليوم نشتري اثاث , هذا اهتمام , ذي اختك وهّابي , شقيقتك !
ظلّ صامتًا
لم تسمع كلمةً واحدة من حديثهما , كانت مندمجةً في اغنيتها !
توقّفت السيارة امام المنزل , وتقدّمتهما سنا الى الباب
فتحته , لتدفعها غِنا جانبًا وهي غاضبة , ودخلت
زفرت سنا , وقال عبد الوهّاب مغتاضًا
: نقص عليها ذي الحيوانة احب شكيلاتها
ضحكت سنا ودخلت الى المنزل
قبل ان يدخل , ناداه احدهم
: لو سمحت
التفت , ثمّ عقد حاجبيه غضبًا !
: خير
مدّ اليه الحقيبةَ الصغيرة
: وصلها لغِنا لا هنت
سحبها بقوّةٍ ودخل صافعًا الباب خلفه
,
صعدت الى غرفتهما المشتركة
وهي تنزعُ عنها العباءة مشمئزّةٍ من ثقلها على جسدها
رمت بها ارضًا وصاحت
: شلون تلبسون هالشي !
قالت سنا بهدوء
: غِنا استغفري ربّك , هذا حجاب وستر ما يجوز تتقرفين منّه وترمينه كذا
تجاهلتها وهي تبدّل ثيابها بينَ بابيْ الخزانة
انتهت ومشّطت شعرها , وتعطرت بعطرها الرجالي
انزعجت سنا
: وش ذا العطر ؟
تجاهلتها ايضًا
لتقول سنا وهي تلملم الغرفة
: اكلمك انا !
تجاهلتها , حتّى انتهت سنا ونزلتا معًا
,
دفعَ اليها حقيبتها حينَ رآها , وقال بحدّة
: ما له داعي كل يوم يرسلون لك اكل , ماحنا وصخين ولا حنا جوعانين
قالت وهي تفتح الحقيبة
: زين
وضعت والدتهم الغداء
وقالت ببحّة
: ابوكم اليوم جاي
قالت سنا بزفرة
: ما بغى
قالت غِنا بسخرية
: شلون بيرد وانا هني ؟ اخاف عباله مشيت , قولي له يا معودة
لم تجبها والدتها
قال عبد الوهّاب
: والتعبان عبد المحسن ردْ واخيرًا , ان شالله بيجي ذي اليومين
قالت سنا
: اجل اذا جا ان شالله نسوّي جمعة لعمامي ويتعرّفون على غِنا
ببرودٍ قالت غِنا
: ما ابي اتعرّف على احد
نهضت والدتها وهي تحملُ صحنًا للجدّة
ولأوّل مرّةٍ تتحدّث الى غِنا
بحزمِ الأمّهات الذي لا جدال فيه !
: بتتعرّفين على عمامك
داخلها تراقصَ وانتشى رغمًا عنها , لكنّ غصّةً تعثّر بها انتشاؤها
غصّةٌ عكّرت عليها تقبّل " والدتها " واوامرها
قالت بحدّة
: محد بيجبرني على شي
بحدّة اجابتها والدتها , وهي تخرجُ من المجلس
: صوتك
ظلّت تنظرُ من خلفها , لا زالت كلمتها الحادّة تعبثُ في قلبها وسمعها
ابتسمت سنا واحنت رأسها الى الأسفل
وقال عبد الوهّاب ساخرًا
: وااك واك واك , تهزّأت !
احمرّت اذنيها , تجاهلته وهي تنظرُ الى طعامها
كأنّ روحًا نُفخت في روحها
رغمَ حدّةِ والدتها
لكنّها اسعدتها ! رغمًا عنها اسعدتها
لا تذكرُ انّها سُعدت يومًا من غضب امّها الراحلةِ منها !
هل تُراها لأنّها كانت تشعرُ بانتمائها لها دونَ حاجةٍ لاثبات ذلك !
هل شعرت بانتمائها للمرةِ الأولى لوالدتها ؟ عبرَ حدّةِ نبرتها وفرضِ امرٍ عليها !
لمَ الغضب في المواقف دومًا يكون اثبات متانة العلاقة !
زفرت وهي تقلبُ الملعقةِ دون ان ترفعها الى فمها
تحت نظر سنا وعبد الوهّاب !
,
,
المملكة العربية السعودية – الظهران
الثالثة مساءً
جلست بجانبه وهي تمدّ له كأس العصير
قال دون ان يرفع بصره عن المجلّة
: سلمتي
نظرت الى ما ينظرُ اليه , ثمّ سألت
: مو هذه اللي حضرنا معرضها في باريس ؟
هزّ رأسه ايجابًا بعد ان ارتشف من كأسه
قالت بنبرةٍ متعالية
: ما حبيتها , مغرورة
ابتسم , وقال بهدوءٍ وهو يعيدُ بصره الى وجه وجْد في المجلّة
: ماهو كل الناس بتواضعك يا روحي !
اقتربت وقرأت بعض المقتطفات
قالت وهي ترفع حاجبًا واحدًا
: عمرها ثمانية وعشرين , شكلها فوق الثلاثين
لم يعلّق
قالت وهي تبتعد عنه
: عشتو ! ما لقت واحد ينحشر بين اهتمامتها , العانس !
ضحكَ بخفّة , ودّع وجه وجْد بنظرةٍ اخيرة
اغلق المجلّة , والتفت اليها وقال باهتمام
: رشا
همهمت , ليقول
: ليش تكرهين كل حرمة تمرْ من قدّامي ؟ لأي سبب وبأي مقصد , موظفاتي وعميلاتي وشريكاتي ومتابعاتي وحتّى شغالات البيت , طبعًا مستحيل يكون غيرة !
رفعت حاجبيها , وقالت بغيض , وبنطقها المضحك
: ضــاريي !
غطّى عينيه وضحك حسرةً على حظّه !
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
الرابعة مساءً
فتحت الخادمة الباب وابتعدت ليدخل
دخل الى المجلس , والقى السلام بخفوت
اجابته امرأة في منتصف عقدها السادس
تبدو في الاربعين !
انيقةٌ , ولها جلسةٌ تبعث الرهبة
: وعليكم السلام , من وين جاي
جلس على الأريكة وهو يزفر
دون ان يجيبها
قالت بحدّة
: من عندها ! المتسكعة عديمة الأصل
قال دونَ ان يرفع صوته
: لا يسخر قومٌ من قومٍ عسى ان يكونوا خيرًا منهم , ولا تنابزوا بالالقاب
استغفرت رغمًا عنها , صمتت لثوانٍ ثمّ قالت
: لمتى بتظل تلاحقها ؟ وش تبي منها !
رفع رأسه اليها , قال وهو يضغط على الاحرف
: زوجتي
بغضب قالت
: الله لا يبارك فيها من زوجة , لا بركة في السـ...
قاطعها
: لا تسبّوا الدهر
رمت كأس الشاي المذهب بقوّة على الأرض
ليبتسم ببرودٍ وينهض
قالت محذّرة
: هذا اسمه عقوق
: اسمه امر بمعروف ونهي عن المنكر
اولاها ظهره , لتقول
: حمد اجلس
زفر وجلس
كأنّ همّ رزان التي تبدو قد نسيته لا يكفيه
تتسلّط عليه والدته كلّ يوم
تسبّ رزان , وساعة رزان , وزواجه من رزان , وحياته مع رزان , وخياله في رزان
مستكثرةً عليه نصف ساعة او ساعة يقضيها امام بيتِ جدّتها
علّه يلمحها
علّها تراه فتحنّ وتعود
زفر وهو يمسح وجهه بكفّه
دخلت فتاةٌ شابّة , انحنت وقبّلت رأسه , وجلست قريبةً منه
: ما شفتك على الغدا اليوم !
اجابها بهدوء
: كان عندي مشوار
زمّت شفتيها وصمتت
مرّت ثوانٍ , لتسأله بحذر
: ما كلمت رزان ؟
صرخت بها والدتها بغضب
: رغــــد ووجــع
اغمضت عينيها وعضّت على لسانها
ليبتسم حمد وينهض
سأل والدته
: ابوي وين ؟
: معزوم
هزّ رأسه , وقال
: انا بنام , ساعة وقوموني
قالت والدته
: روح نام حبيبي , الله يطهّر قلبك و...
ابتسم بلطفٍ وقال
: مشكورة يمه
خرج مسرعًا من المجلس
لتقول والدته مغتاضة
: علّك ما تربحين يا رزان
قالت رغد وهي تقترب من والدتها
: يمّه حرام البنت يتيمة
: حرمت عليها عيشتها الّا حرمت عليها عيشتها , العجوز كبري وين اليتم فيها ! على كذا انا بعد يتيمة
فتحت رغد عينيها بصدمة
: يمّه حرام عليك عمرها خمسة وعشرين ! اصغر من حمد بعشر سنين !
: الرجال ما يبين فيه الكبر
بمكرٍ قالت
: اييه , عشان كذا يبيّن ابوي عندك ولدك
التفتت تبحثُ عن ما ترميها به بغضب
لتنفجر ضاحكةً وتهرب منها
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
الرابعة مساءً
نظرَ اليها وهي تغطي فمها وتخرج من الغرفةِ مسرعة
بهدوءٍ اخرج هاتفه واتّصل بخالته
مرّت ثوانٍ لتجيبه
: هلا حبيبي
: هلا خالتي , بسألك عن شي
: آمر يمّه
: ميلاف لها يومين ماهي عاجبتني , خاملة وتعبانة , اليوم قلت اغيّر جوها دام زوجها مشى جبت لها على الغدا رز هندي ادري انها تحبّه , انقرفت من ريحته وما اكلته , الحين حطّينا القهوة شربت وراحت ركض رجّعتها
عقدت حاجبيها لثوانٍ , ثمّ قالت محرجة
: انت وش فهمك بهالامور !
ابتسم بانجاز
: اشتغلت فترة مساعد في صيدلية , المهم تخميني صح ؟
: والله ما ادري وش اقول لك , لازم تحلّل
: بجيب لها المنزلي , ونتأكّد بالمستشفى وقت ثاني
محرجةً قالت
: براحتك , مع السلامة
انفجر ضحكًا وهو ينزلُ الهاتف
اخذ مفتاح السيّارة والمحفظة
قال بصوتٍ مرتفع وهو يرتدي حذاءه
: ميلاف عندي مشوار بطلع
من الحمّام اجابته ببحّة
: اوكي
,
,
الى الملتقى
-
قال مجاهد :
قال لي ابن عبّاس –رضي الله عنهما- ( لا تنامنّ الا على وضوء , فإنّ الأرواح تبعث على ما قبضت عليه )

 
 

 

عرض البوم صور جود بدر  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الرجال, بقلمي, رواية, شقائق
facebook




جديد مواضيع قسم ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 05:43 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية