لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (1) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 23-12-15, 06:52 AM   المشاركة رقم: 26
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
الادارة العامة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
عضو في فريق الترجمة
ملكة عالم الطفل


البيانات
التسجيل: May 2008
العضوية: 77546
المشاركات: 68,160
الجنس أنثى
معدل التقييم: Rehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدع
نقاط التقييم: 101135

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Rehana غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Rehana المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي رد: 1072 - الأمل الأخير – ديانا هاملتون ( الفصل الثالث )

 
دعوه لزيارة موضوعي

الفصل الثالث

في الماضي كانت انجيلا لا تمل من مراقبة المرفأ حيث المراكب والعبارات والسفن التجارية ويخوت النزهه والرافعات . ولكنها هذا الصباح لم تكن ترى شيئاً .
لقد تسللت من البيت كالجبناء في الصباح الباكر ، لتجول في الأزقة والطرقات الضيقة حتى الجأها العطش إلى مقهى هناك لتجد نفسها بعد ذلك في المرفأ دون وعي منها .
كانت الشمس الآن قد ارتفعت في كبد السماء وشعرت بصداع يكاد يحطم رأسها بعد ليلة تملكها فيها الأرق والقلق وهي تحاول جهدها نسيان ما كان كريس قد قاله .
لقد قال لها بكل استعلاء ان تعاود التفكير بالنسبة إلى الأسباب التي جعلتها تتركه ، وقبل كل شيء في قلة ثقتها به التي جعلتها توجه إليه ذينك الاتهامين الشائنين .
ولكنها لن تفعل ، ذلك ان الأيام التي امضتها في البحث في أعماقها عن هذه الأمور ، قد ولت وانقضت منذ زمن طويل ، وزواجها من كريس قد انتهى ولم يبق منه سوى الاسم ، كما أن المستقبل الطيب مع توم على مرمى البصر منها . وذلك ما كانت تريده هي ، نعم ذلك ما تريده بالضبط .
وضايقتها أشعة الشمس ، فأخرجت نظارتها الشمسية من حقيبة يدها لتضعها على عينيها في الوقت الذي جاءها صوت كريس من خلقها يقول بجفاء : " يالها من مفاجأة "
تجمدت أنجيلا في مكانها . وما لبثت أن أجابته بحدة دون أن تستدير إليه : " ما الذي أتى بك إلى هنا ؟ "
أتراه ما زال يضع حولها الجواسيس ، حتى هنا ؟ أم أنه تبعها بنفسه ؟ ولكنه أجابها وقد ازداد صوته جفاء :" لا تقولي أنك نسيت أن جل أعمالي هي في المرفأ ، وأن زيارتي إلى هنا متكررة "
أجابت كاذبة : " نسيت ذلك تماماً " ثم استدارت تواجهه ، لم يسبق أن عاكسته قط في ما مضى ، أو جادلته . لقد كانت دوماً متلهفة إلى ارضائه وتكريس اهتمامها له . وسرها الآن أن تعامله بالمثل . وتألقت عيناها من خلف نظاراتها .
إنها بالطبع ما زالت تتذكر زياراته المتكررة إلى المكاتب في حوض السفن التجارية والأوقات التي كانت تسلك فيها هذا الطريق بهدف مصادفته ، متسائلة عما إذا كان في هذه المنطقة أم في مكتبه في ضاحية المدينة . فهو لم يكن يتكلم عن عمله إلا نادراً وربما كان يراها أصغر عقلاً من أن تهتم بمملكة التصدير التي كان جده أنشأها .
ولكنه كان يمضي الساعات مع جوليا عندما كانت هذه تحضر إلى فالنسيا ، ليتحدثا في شؤون العمل .. أو هذا ما كان هو يقوله .
قال وهو يبتسم لها : " إذن ، يمكنني أن استنتج من هذا أن كآبة الجو في انكلترا بالإضافة إلى وظيفتك المملة كل ذلك قد أتلف ذهنك "
كان في ابتسامته العريضة التي تدعوها إلى الرد عليه وفي نظراته الثاقبة ذات المعنى ما جعلها تواجهه بما أمكنها من الحماس قائلة : " هذا ليس صحيحاً ، فأنا أحب

 
 

 

عرض البوم صور Rehana   رد مع اقتباس
قديم 23-12-15, 06:53 AM   المشاركة رقم: 27
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
الادارة العامة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
عضو في فريق الترجمة
ملكة عالم الطفل


البيانات
التسجيل: May 2008
العضوية: 77546
المشاركات: 68,160
الجنس أنثى
معدل التقييم: Rehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدع
نقاط التقييم: 101135

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Rehana غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Rehana المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي رد: 1072 - الأمل الأخير – ديانا هاملتون ( الفصل الثالث )

 
دعوه لزيارة موضوعي

وظيفتي ، وهي أكثر متعة من محاولة أن أكون زوجة مطيعة لأسباني ثري ، فأجلس طيلة الوقت لا أفعل شيئاً سوى الجلوس بين الأزهار ، ولا أتكلم إلا عندما يكلمني أحد ، وأتساءل متى ستعود إلى البيت ، هذا إذا عدت . إن عملي الآن من الأهمية بحيث أنني قد نسيت كل الأمور غير الهامة مثل زياراتك إلى المرفأ أو عدمها "
قال : " هل هذه هي المشكلة ؟ ربما كان علي أن اطلب من الخادمة ماري أن تعلمك مسح الأرض "
كانت النظرة العنيفة قد عادت إلى عينيه ما جعلها تحول نظراتها عنه بسرعة وقد ساورها الاضطراب ، وهي تحاول تشتيت أفكارها في ما تراه حولها ، راجية أن تهدئ من خفقان قلبها المتسارع ، ومحاولة أن ترفع حمالة حقيبتها على كتفها ، ثم قالت تجيبه ببرود : " ألا ينبغي أن تكون الآن في عملك ؟ لا أريد أن أعيقك عن ذلك " في الماضي ، لم تكن قادرة أبداً على اعاقته عن عمله ، ذلك أنه كان يمضي أغلب اوقاته في مكتبه، ما عدا طبعاً ، في الأوقات التي تكون فيها جوليا موجودة .
ولكنها لم تكن تريد أن تذكره بذلك . لا ينبغي لها أن تذكر اسم تلك المرأة أمامه مرة أخرى .
قال كريس برقة : " لقد أخذت اجازة من العمل "
وعلى حد علمها ، لم يكن هذا النهار عطلة عامة . ولكنه لم يكن يرتدي ملابس المكتب . فهي لا تتصوره جالساً خلف مكتبه الضخم مرتدياً مثل هذا القميص المقفول الأسود قصير الأكمام وهذا البنطال الأبيض الخفيف .
قالت : " ما أجمل هذا . استمتع اذن بنهارك " واندفعت في طريقها بسرعة ورشاقة ، مقتحمة حركة المرور الصاخبة غير آبهة ، قاصدة بذلك إنهاء حديثها معه ، إذ لم يكن ثمة سبيل إلى أن تمضي النهار بصحبته حتى ولا قسماً منه . فقد قررت في نفسها أن أفضل طريقة لقضاء هذه الأسابيع الأربعة هي أن تبقى بعيدة عنه وتبقيه هو والماضي بعيداً عن ذهنها قدر الإمكان .
ولكنه قال بصوت بالغ الرقة : " إن اجازتي هي أكثر من يوم واحد بكثير " واجفلت عندما مد يده يبعدها عن شاحنة مسرعة كانت قادمة نحوها ، وهو يتابع قائلاً : " أربعة أسابيع بالضبط "
أغمضت انجيلا عينيها وهي تميل نحوه ، متمتمة بضعف : " ياللهول " وكانت تفكر في أنه إذا كان سيبقى ملاحقاً لها طوال أربعة أسابيع ، فلا بد أن ينتهي بها الأمر إلى الجنون.
قال لها برقة : " دعيني أمسك بك ، فأنا أكره أن أظن أن وجودي قد دفعك إلى الانتحار بين العجلات "
ياله من تهكم يحوي كل الكراهية ، وشعرت بالغضب وهو يجتاز بها زحمة السير ، قاطعاً بها الشارع بخبرة تامة .
سألها : " أتريدين قهوة ؟ " فأجابته وهي تدفعه بحدة بيديها الصغيرتين : " إنني لست بحاجة إلى أن تقطع بي الطريق .. لا أريد منك أن تشتري لي قهوة .. وبالاختصار .. " وتألقت عيناها الواسعتان من خلف زجاج نظاراتها وهي تتابع قائلة : " لست بحاجة إليك أبداً "
أجاب وقد التمعت أسنانه البيضاء في وجهه الأسمر بإبتسامة عدوانية . قائلاً : " بل أنت بحاجة إليّ . إنك بحاجة إلى موافقتي على الطلاق الذي تملكتك رغبة مفاجئة به "

 
 

 

عرض البوم صور Rehana   رد مع اقتباس
قديم 23-12-15, 06:55 AM   المشاركة رقم: 28
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
الادارة العامة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
عضو في فريق الترجمة
ملكة عالم الطفل


البيانات
التسجيل: May 2008
العضوية: 77546
المشاركات: 68,160
الجنس أنثى
معدل التقييم: Rehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدع
نقاط التقييم: 101135

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Rehana غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Rehana المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي رد: 1072 - الأمل الأخير – ديانا هاملتون ( الفصل الثالث )

 
دعوه لزيارة موضوعي

نظرت إليه عابسة الوجه ، ولكنها ما لبثت أن قالت باستسلام : " هذا صحيح فأنا بحاجة إليك لذلك الأمر . ولكنني لا استطيع فهم السبب الذي جعلك تطلب مني البقاء هنا وكذلك توم ؟ "
إذا كانت تتوقع أنها بذكرها اسم زوجها المقبل ، ستحمله على الاعتراف بأن مساومته لها للبقاء كانت سخيفة اذا كانت كذلك فقد خاب املها ، لأن كل الذي قاله كان :" هذا حسن ها أنك ترغبين أخيرا في الكلام . انك بهذا على الأقل يمكنك مراجعة التفكير في الأمر . هيا دعينا نتحدث "
ولم يكن لديها فكرة واضحة عن المكان الذي كانا ذاهبان إليه ، وإنما فكرة غامضة عن السبب الذي جعلها تسير بجانبه وهما يتنقلان بين الشوارع الضيقة والشيء الوحيد الذي كانت متأكدة منه هو ان موافقتها له على اقتراحه بهذا الصدد كان أسهل من مخالفته . فقد كان قادراً تماماً على ارغامها على مراجعة التفكير في الأمر كما قال ، فقد يكون في امكانه التحكم في تحركاتها للشهر القادم ، ولكنه لن يستطيع التحكم في ما يعتمل في داخلها . ولماذا يحاول اعادة الماضي بكل ما يحويه من آلام واحزان ؟ لقد انتهى ذلك الماضي ولا فائدة من مراجعة التفكير في ما كان حدث فيه ، ولماذا؟
ولم تتوقف عن التذمر في نفسها ، الا عندما وصلا إلى طريق فسيح للسير على الأقدام قد غمرته أشعة الشمس وكانت مياه البحر الزرقاء تغسل الصخور البيضاء متدفقة فوقها بعنف .
التوى قلبها ألماً وهي تشعر بفداحة الخسارة ، فقد كان كريس هو الذي عرفها على هذه المدينة الخلابة ، ولم تستطع مقاومة عشقها لها . ثم عاد فطردها منها ، وهذا شيء آخر جعلها تكرهه .
ولكنها عادت تذكر نفسها بأنها لا تكرهه ، فهو لم يعد يمثل لها شيئاً الآن حتى ولا عدواً .
ولكنه ، ولحسن الحظ بدا عليه العزوف عن الكلام مثلها ، ولكن الهزء بدا على شفتيها وهي ترى نظرات الاعجاب تنهال عليه من النساء المارات . وفكرت في أن أيا منهن تعرف حقيقته لا بد أن تهرب منه ميلاً أو أكثر ، ولكن تلك الحمقاوات لا يستطعن رؤية سوى مظهره الخارجي الرائع الوسامة .
قال : " لا بد أنك جائعة ، لأنني أناكذلك "
أجفلت وصوته يقاطع أفكارها هذه ، ونظرت إليه بحدة . لم تكن لتصدق ما بدا في صوته هذا من مودة ، ولكنها لم تشأ أن تتساءل عن مصدر كل هذا الدفء في لهجته . ذلك أن التنقيب عن اسباب تصرفاته لن يفيدها بشيء إلا إذا كانت على استعداد لمواجهة كل انحراف ومراوغة وسوء في اعماق نفسه وهذا مالم تكن على استعداد له .
أومأت برأسها قائلة : " قليلاً " وحولت نظراتها عنه بسرعة لتسمرها على الأفق البعيد ، غير راغبة في النظر إليه .
ولكن عندما أجلسها إلى خوان مظلل على رصيف مقهى ، انحنى إلى الأمام ورفع نظاراتها الشمسية من على عينيها . وشهقت محتجة ، أتراه يعرف دوماً ما يجول في ذهنها ،

 
 

 

عرض البوم صور Rehana   رد مع اقتباس
قديم 23-12-15, 06:56 AM   المشاركة رقم: 29
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
الادارة العامة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
عضو في فريق الترجمة
ملكة عالم الطفل


البيانات
التسجيل: May 2008
العضوية: 77546
المشاركات: 68,160
الجنس أنثى
معدل التقييم: Rehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدع
نقاط التقييم: 101135

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Rehana غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Rehana المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي رد: 1072 - الأمل الأخير – ديانا هاملتون ( الفصل الثالث )

 
دعوه لزيارة موضوعي

هل كان هذا هو السبب في ارغامه لها على النظر إليه ؟ لأنه كان يعرف أنها كانت تتجنب ذلك ؟
قال بصوته الجذاب الرقيق ما جعلها تصرف بأسنانها : " انك لست بحاجة إلى النظارات ، فنحن جالسان في الظل . هذا إلى أنني أريد أن ارى عينيك اللتين ما زالتا رائعتي الجمال "
لم تهتم لاطرائه هذا ، اجابته بحدة : " لا يمكنني تصور سبب تصرفك هذا " واغتصبت ابتسامة قصيرة للنادل الذي أقبل عليها بالعصير الذي طلبه كريس والذي يتوافق مع السمك المقلي الذي كان أحضره معه من مطعم قريب .
قال لها : " انك تدهشينني فمنذ أربع سنوات كانت مخيلتك عجيبة في خصوبتها " وألقى عليها نظرة باردة ذات معنى ما توهج له وجهها غضباً . فقالت بحدة : " إنني لم أتخيل الأشياء التي قالتها لي جوليا . فعقلي ليس من ذلك النوع " .
قال بلطف وهو يسكب العصير في كوبها :" ربما معك حق " وأخذت تراقبه برهة وهي تتساءل عما إذا كان بإمكانها ان تتركه وتبتعد عنه . بينما كان هو يتابع قائلاً : " ولكن مخيلتك كانت من القوة بحيث سمحت لك بأن تصدقي ذلك أو بعضه على الأقل . وساعدتك على أن تزيدي زخارف إلى ما قيل لك ، إلى أن جعلتك كالأطفال تتصورين أشياء لم تكن موجودة .. كل تلك المخاوف التي تكمن في الزوايا المظلمة " وهز رأسه الأسود الشعر ، الذي سقطت خصلة منه فوق حاجبيه المرفوعين ، ولم تعرف انجيلا ما إذا كانت نظرة التعنيف واللوم التي ظهرت في عينيه مصطنعة أم لا ، ثم تساءلت عما يجعلها تهتم لذلك .
قالت : " ليس ثمة فائدة من التنقيب في الماضي سواء سمحت لمخيلتي بتخيل تلك الأمور أم لا . ذلك أن زواجنا قد انتهى .. انتهى منذ أربع سنوات " قالت ذلك وهه تشعر بالفزع لاهتزاز صوتها وتردده شاعرة بالخوف من النظر إليه لأنها كانت تعلم أن عينيه الثاقبتين ستريان الكثير في عينيها . فهكذا هما دوما . لم يكن عليه منذ سنوات إلا أن يحدق في أعماق عينيها بنظرة واحدة ليعرف أنها وقعت في غرامه بذلك الشكل العميق العاجز . أترى نظرات العشق والهيام تلك التي كان يراها في عينيها قد أوحت إليه باستغلالها ؟ هل كان ذلك حقاً ؟ وهل كان نصف اللوم يقع عليها هي أيضاً مثله ؟ فتتقدم بكامل إرادتها لكي تكون الضحية كما لم يحدث قط في التاريخ ؟
هزت رأسها دون وعي ، وهي ترفع يدها ترتب خصلات شعرها الحريرية البنية اللون التي كانت تتطاير حول وجهها . بينما قال هو بعنف : " لا تظني أنني قد اعتبرت زواجنا منتهياً لمجرد مغادرتك المنزل . فإن كونك كنت طفلة خصبة المخيلة لم يغير من الأمر شيئاً "
واجهته قائلة وقد توتر فكها : " انك تحيرني ، فأنا لم أسمع منك كلمة واحدة منذ أربع سنوات . إلى متى كنت تنتظر ؟ أربعين سنة أخرى ؟ كنت تعتبر أن زواجنا لا يمكن أن ينتهي ، ومع ذلك لم تفعل شيئاً لا شيء مطلقاً "
ذلك عدا عن بثه جواسيسه حولها لمراقبتها . استحال الازدراء في عينيها إلى عنف قاتم .. ولكن الدهشة مالبثت ان تملكتها وهي تراه يبتسم ، وهو يقول : " ان الجو أكثر حرارة من أن يسمح بالقتال ، إن كل نيتي هي أن أساعدك على رؤية الأمور بشكل أكثر وضوحاً "
***
ولكنها لم تشأ ذلك .. وسرعان ما أوقفت تسلسل أفكارها . ان الحق معه ، فالجو كان اكثر حرارة من أن يسمح لهما بالحدة والانفعال ، وكذلك لم يكن ثمة فائدة من ذلك . كما أن الجو هنا ، تحت هذه المظلة الملونة ونسائم البحر تهب عليهما ، كان بارداً رائعاً . وكان يمكن أن يكون مريحاً جداً لولا قوة كريس على جعلها واعية إلى حضوره طيلة الوقت .
مال إلى المائدة مستنداً بساعديه السمراوين عليها وهو يسألها قائلاً : " والآن ، أخبريني عن عملك في انكلترا "
شعرت بغصة في حلقها ، واهتزت يدها وهي ترشف العصير ، وقالت : " ربما يدخل الملل في نفسك " وسكتت فجأة وقد ساورتها فكرة مفاجئة في أن عملها الذي لا يخرج عن مساعدة كيفن في إدارة الفندق ، هو عمل رتيب مممل حقاً ، لا يقارن بتلك الإمبراطورية التجارية التي ترسل السفن عبر المحيط إلى أنحاء العالم حاملة ثروات اسبانيا الزراعية والصناعية من زيتون وزيت زيتون ، وفاكهة ولوز ، وجلود وسجاد وغير ذلك .
قال : " أخبريني إذن ، عن الأشياء التي لا تدخل الملل إلى نفسي ، جربي هذه أولاً " وغرز الشوكة في قطعة سمك ووضعها في فمها وهو يتابع قائلاً : " حدثيني كيف تعرفت إلى ذلك الرجل البدين الذي تظنين انك ستتزوجينه "
فوجئت بما وضعه في فمها ، وما أن استعادت أنفاسها حتى قالت له بكبرياء : " إن توم ليس بديناً ، ولا أدري كيف جاءتك هذه الفكرة عنه "
قال وهو يدس قطعة أخرى من السمك في فمها : " لقد رأيت صورته . أنني لست أعمى انني لا اصدق أبداً أن من الممكن أن تفكري في اتخاذه زوجاً بدلاً مني "
كانت غطرسته تلك غير المعقولة وتقديره البالغ لنفسه .. والذي جعله يعتبر أن عليها ان تحتقر أي رجل سواه .. كل هذا جعلها تشعر نحوه بالرثاء تقريباً .
منعت نفسها بعنف من ان تبعد تلك الخصلة العنيدة من شعره الأسود عن جبينه وهي تفكر في ان اخباره بأن المظهر الخارجي للرجل لا يعني شيئاً وأن ما بداخل الأنسان هو المهم اخباره بذلك سينقص من قدرها .
ذلك أن زواجهما قد انتهى سواء قرر هو ذلك أم لا . وعندما يتم الطلاق ستتزوج من توم . وهكذا ستتصرف بالنسبة لهذا الأمر ، كأمرأة ناضجة وتجيب على سؤاله بطريقة مهذبة فقالت : " يوجد مركز للعب الغولف ملحق بالمجمع حيث أعمل . وكان توم عضواً فيه منذ افتتاحه ولكنه لم يتعود على الاستراحه والتحدث إلى الآخرين بعد اللعب او الاشتراك في نشاطات النادي الا بعد وفاة والدته منذ حوالي السنة ،حيث بدأ يحضر الاجتماعات ،وهكذا تقابلنا اذا كان يهمك حقاً أن تعلم كما قلت . لقد كنت في النادي ذات يوم حيث كنت اعمل بديلة لموظفة لم تحضر إلى العمل ،وهكذا أخذنا نتحدث معاً "
ومع أن توم لم يتكلم كثيراً في ذلك الحين ، فقد بدت عليه الوحدة وكان قد طلق زوجته منذ فترة ، كما أن امه قد توفت حديثاً فأصبح منزله خاوياً ، وشعرت هي بالعطف عليه لأنها كانت تدرك معنى الشعور بالوحدة .

 
 

 

عرض البوم صور Rehana   رد مع اقتباس
قديم 23-12-15, 07:01 AM   المشاركة رقم: 30
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
الادارة العامة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
عضو في فريق الترجمة
ملكة عالم الطفل


البيانات
التسجيل: May 2008
العضوية: 77546
المشاركات: 68,160
الجنس أنثى
معدل التقييم: Rehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدع
نقاط التقييم: 101135

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Rehana غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Rehana المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي رد: 1072 - الأمل الأخير – ديانا هاملتون ( الفصل الثالث )

 
دعوه لزيارة موضوعي

لم تكن ساعات عملها الانفرادية لتسمح لها بأن تتعرف إلى اناس خارج نطاق الموظفين ، واكثر هؤلاء كانت لهم اسرهم الخاصة . وهكذا عندما اقترح عليها توم الخروج معه في يوم عطلتها التالي فيتمشيان ثم يدخلان إلى مطعم حيث يتناولان الطعام ،عند ذلك وافقت على الفور ، فقد كان الضجر قد ادركها من قضاء وقت فراغها في غرفتها الموجودة على سطح الفندق حيث كانت تغسل شعرها وملابسها ، أو تذهب بالباص إلى المدينة لتحضر فيلماً دون رغبة منها .
وعاد كريس يقول متهكماً : " ومن ثم طلب منك التعرف إليك أكثر أليس كذلك ؟ ما أجمل هذا . هل أخبرته بأنك متزوجة ؟ قد لا تكونين فعلت ذلك ، ماذا فعلتما ؟ "
أجابته : " لقد نزل المطر في ذلك الحين " وبدا من ملامحه أنه يشعر بالتسلية البالغة لمظهرها وهي تقول ذلك . تجاهلته ومضت تحدق في ما بقي من طعامها .
لقد أمطرت السماء حقاً . وهكذا انتهت نزهتهما بالعودة كلّ إلى منزله .
وتدريجياً أثناء الأسابيع والشهور التالية ، عرف الواحد منهما الآخر جيداً ما جعلهما يتبادلان الاحترام والمودة . وأصبحت مواعيدهما رتيبة سهلة . ولم يعودا بحاجة إلى بعثرة نقودهما في سبيل الترفيه فقد كانا قادرين على الاستعاضة عن ذلك .
كانت تفتقد الحياة المنزلية المريحة . وكانت علاقتها بتوم تذكرها بحياتها العائلية في حياة والديها ، قبل أن تتحول الأمور بهذا الشكل المفجع . كما ساعدتها على دفن تلك السنة من حياتها الزوجية في زوايا النسيان من ذهنها .
لم تشعر في قصر كريس أن احداً احتاجها ، ولكن توم يحتاجها الآن ، وهذا ما أوجد لديها شعوراً طيباً بالارتياح . قال كريس بسخرية جافة : " يا لهذا الصمت . هل أفهم من ذلك أن ليس عندك ما تقولينه أكثر من ذلك ، بالنسبة لعلاقتكما ؟ أن العجب يتملكني لكونك لم تموتي من شدة الانفعال "
توترت أصابعها حول الشوكة ، ولكن صوتها كان بارداً منضبطاً وهي تقول : " لم يكن الجو ماطراً على الدوام . انني اؤكد لك هذا " وسكتت لتتركه يستنتج ما يريد من كلامها هذا .
بان العنف في نظراته ، وتوتر فكه بشكل ينذر بالشر . مهما كان الذي فهمه من قولها هذا ، فهو لم يعجبه حسب الظاهر . لقد كان طوال الوقت يرسل إليها الوخزات بكلماته دافعاً إياها إلى حافة الانفجار ، فلماذا تهتم اذن اذا لم يعجبه ان ترد اليه الوخزات ؟
رد عليها قائلاً : " الذي أعرفه ان الطقس في بلادك تلك ماطر على الدوام " وكان يوقع باصابعه لحناً على حافة المائدة وهو يتابع قائلاً : " لم يمر بي أي حدث سار هناك " قالت : " أحقاً ؟ " وكان صوتها متوتراً لما يحويه من مشاعر عنيفة مكبوتة لم تكن تتوقع أو تريد أن تعاودها مرة آخرى . وتابعت تقول : " لقد أمضيت هناك وقتاً كافياً لكي تجتمع بجوليا وتبدأن علاقتكما " وكان وجهها يكاد يحترق . كانت أقسمت على ألا تذكر له اسم تلك المرأة مرة أخرى ، ولكن ها هي ذي هنا تتكلم كأية زوجة غيوزر، ما سيجعله يظن أنه ما زال بامكانه أن يسبب لها الألم .

 
 

 

عرض البوم صور Rehana   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الأمل الأخير, daina hamilton, دار النحاس, ديانا هاملتون, روايات, روايات مترجمة, روايات رمانسية, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, the last illusion
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t201557.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 01-08-17 02:35 PM


الساعة الآن 10:21 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية