عذراء الربيع .. رؤية إذاعية لأسطورة إغريقية - الموسيقى الشرقية و التسجيلات النادرة وزمن الفن الاصيل

16-12-15, 03:46 PM

المشاركة رقم: 1

المعلومات
الكاتب:	كاميليا جلال
اللقب:	ليلاس متالق

البيانات
التسجيل:	Dec 2014
العضوية:	285352
المشاركات:	93
الجنس	أنثى
معدل التقييم:
نقاط التقييم:	79

االدولة

مدونتي

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:

المنتدى : الموسيقى الشرقية و التسجيلات النادرة وزمن الفن الاصيل

عذراء الربيع .. رؤية إذاعية لأسطورة إغريقية

شكلت الأساطير اليونانية أو الميثولوجيا الإغريقية
جزءاً من المعتقدات والديانات التي احتضنتها الحضارة اليونانية
فآمن الإغريق بوجود آلهة عديدة
كان أغلبهم يرتبط بجانب من مناحى الحياة آنذاك
زيوس..إله الارض و السماء .. وكان يعيش فوق جبل الأوليمب
أبولو إله الفنون .. بوسايدون إله المحيطات..
آريس إله الحرب والانتقام
أفروديت ربة الحب والجمال ..
أثينا ربة الحكمة ...وغيرهم كثر

من هذا العالم الأسطوري الذاخر باقصص التراثية
وشتى المشاعر الإنسانية من صراعات وبطولات
إستلهم الشاعر المبدع الراحل
عبد الفتاح مصطفى
أوبريت
عذراء الربيع
فكانت هذه التحفة الإذاعية الخالدة المتكاملة
نصّا وتمثيلا وإخراجا .

أضاف المؤلف رؤيته الخاصة
متجنبا الأفكار الميثولوجية وثوابتها القديمة المعروفة
فنأى عن ذكر الآلهة بأسمائها وعن اى مضمون وثنى صريح
مستخدما أوصافا ذات جاذبية للمستمع
وحوارا يقطر رقة وعذوبة
ولمن لا تزال ذاكرته تحتفظ بسحر ذلك العمل الإذاعي الآسر
فهذا بحث إستعادي للأسطورة الإغريقية
فى مقابل تفاصيل الصورة الغنائية العصرية
فإله العالم السفلى ..عالم الموتى والظلمات
هادس
أصبح روح الجمال

وربّة الخصب والنماء
ديمترا

هى أم الشابة الجميلة
بيرسيفونى
بطلة الأوبريت والتى إختار لها الشاعر إسم
آزار
عذراء الربيع !
PERSEPHONE

http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_1450273175015.png[/img][/url]
وتمضى تفاصيل الاوبريت
متداخلة مع الأسطورة الإغريقية

الشابة الجميلة بيرسيفونى
إبنة الإله
زيوس

يحوم حولها هادس يبثها هواه
ولا يسمعه أو يراه أحد سواها
آزار .. يا من تفرّدت بحبى من دون البشر ..
هاأنا قد أتيت فى موعدى

أيها الملك الجميل ..أما خفت من الرقباء
أما يفضحنا البلبل الثرثار
أما تنم الورود عن عبير خطاك ؟
Sir Lawrinci Alma Tadima

لم يصحو الصباح بعد يا آزار
لا تخافى فكل الكائنات غافية
تعالى معى

حذارى أيها الملك الجميل
إنى لا أقوى على فراق أمى

ما خلقت لتكونى بشرا فانيا
بل لتكونى روحا من الفردوس لا يعرف الفناء

كم أنا حمقاء ..أحببتك وأنا لا اعرف
ما إسمك .. ما موطنك ..
Walter Crane

ستعرفين كل شئ إن تسللت معى الآن ..تعالىى ..
تعالى أحملك إلى جوادى
ونسبق الريح فرارا إلى مملكتى العليا

REMBRANDT

لا لا .. دعنى.. أماه ..أماه
وتهرع الفتاة فى فزع لأحضان أمها
ديمترا ربة الخصب والنماء

آزار إبنتى مابك ياصغيرتى
كان يريد أن يخطفنى يريد أن ياخذنى منك يا أماه
من ؟
الملك الجميل

لا تجزعى يا حبيبتى انك تحلمين
تلك أحلام العذارى وأوهام شبابك

لكنه يعاودنى فى كل ليلة

غدا أذهب بك الى الكاهن لتقصى عليه رؤياك
نامى ..نامى حتى يشرق الصباح .
يتبع

17-12-15, 09:35 PM

المشاركة رقم: 2

المعلومات
الكاتب:	كاميليا جلال
اللقب:	ليلاس متالق

البيانات
التسجيل:	Dec 2014
العضوية:	285352
المشاركات:	93
الجنس	أنثى
معدل التقييم:
نقاط التقييم:	79

االدولة

مدونتي

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كاميليا جلال المنتدى : الموسيقى الشرقية و التسجيلات النادرة وزمن الفن الاصيل

رد: عذراء الربيع .. رؤية إذاعية لأسطورة إغريقية

مع إشراقة نور الصباح
تهلّ صديقات آزار ..
يقبلن عليها بكل التفاؤل والإقبال على الحياة
وفرحة ربيع العمر الزاهى الفتّان

آزار يا بسمة النوار ..قومى وإستقبلى الصباح
يا أحلى من الصباح
يارفيقاتى الجميلات .. يا عذارى الربوات
إنى ظمآنة للغناء ..
لهفانة لتغريد الشباب فى الدماء
وتغمرنا بهجة التغريدة الصباحية
بكلمات ولحن
لأغنية
أحببناها .. وصارت من كلاسيكيات الإذاعة
هيا إلى المروج ..هيا إلى الربى
نستقبل الصباح ..معطر الصبا
هيا ..هيا ..
إمّا تهادى النور فى حسنه المسحور
حياكى يا آزار ..يا بهجة النوار
هاقد صفا الغدير وأزهر الكرم ..
ورنّم العصفور كأنه حلم ...
شدما اهواكى يا آزار ..يا بسمة النوار .. آزار
من ينادينى ؟أما ترين أحد يا رفيقاتى ؟
ألا تسمعن صوتا ؟
لا ..لا أحد ..لا صوت
ما بك يا آزار ؟

تتوجه الفتيات لديمترا ..فى حزن وألم
يا أم آزار ..
تستشعر الأم فى صوتهن خطرا داهما
ولا ترى إبنتها بينهن
أين إبنتى ؟
سمعت صوتا يناديها ..ولم نسمع شيئا
ورأت طيفا يقبل عليها ..ولم نر شيئا
ثم ..ثم ..
RUPERT BUNNY

ثم عصفت الدنيا فلم نجدها ..
كأنما تخطفتها السماء
أو إبتلعتها الأرض

وا بنتاه ..
قد خطفتها الأرواح التى تحوّم فى أحلامها ..
واحبيبتاه ..واصغيرتاه ..

وإن من يتذكر هذه التحفة الإذاعية
بالقطع يتوقف فى إنبهار وتأثرشديد
أمام أداء القديرة زوزو نبيل
وهى تجسد بصوتها فى تصاعد موجع مؤلم
حرقة قلب أم ضاعت منها إبنتها
يا أم آزار ..إلى أين تهرعين ؟
إلى الربى ..إلى الفلوات ..إلى الجبال والقفار
لعلى أجد إبنتى ..آزار ..آزار ...
وراحت تناشد
كل ظواهر الارض والطبيعة أن تتعاطف معها
وتبكى مثلها على أزار
الطيور ..الزهور ..الغدير ...
Evelyn Pickering De Morgan

ومع تواصل غياب الإبنة الغالية
إنتاب ديمترا الغضب الممتزج بالأحزان
فصرخت وهى ربة النماء والخصب ..
أقفرى يا ربى ..دمدمى يا رياح ..غيّمى يا سماء
فما عادت آزار تبصر ..ولا تسمع أوتحس ..لقد غابت آزار !
وهكذا ماتت المحاصيل على الأرض
وعاش الناس فى مجاعة
وربة النماء لا هم لها إلا البحث عن آزار !

من تلك التى تستمطر السماء اللعنة والجدب ؟

أيها الزاهد الورع يامن تسكن الجبال وتسامر الأشباح والأرواح
هل عندك خبر عن آزار ..فتنة الليل وآية النهار .
لا تجزعى أيتها الثكلى ..لقد إجتباها لنفسه روح الجمال !
ويأخذها الزاهد إلى صومعته ..لتشاهد عبر البئر المقدسة
إبنتها فى عالمها الجديد ..

ماذا ..أخداع أرى ..أم عين اليقين ؟
تلك إبنتى ..تلك آزار !
من الجهة المقابلة ..تتحرق آزار شوقا لأمها ..
وتتعذب لبكائها كل العذاب
لنسمع من جديد صوتها العذب مثقلا بالحنين والدموع
أماه ..يا اماه ..آه لعهدك ..آه
شكواك فى مسمعى قد هيجت ادمعى
كفاكى يا أماه ...
لولا الذى أهواه ..وضمنى فى حماه
لذبت حزنا ووجدا عليكى يا أماه
يحنو عليها هادس ..

آزار حبيبتى ..أما زالت آلام البشر تطوف بك ؟
الم تقولى أنك تحبيننى
ولكن لا أقوى على فراق أمى ولا آلف هذا العالم
عد بى الى حيث أعيش
لكن هادس يأتى لها بكأس الخلود لتتجرعه دفعة واحدة
حتى تألف عالمه ..
تنتشى آزار وتنتابها مشاعر جديدة غريبة
الفردوس ..
ما أجمل هذا العالم ..أحس كأنى لست أنا
لقد شعّ جوهرك حبيبتى فأذاب ظلمة جسدك
وما هذه التهويمة الجميلة ؟ ما هذا السرب القادم ؟
إنهن الحور يغنين فى عرسك
عرسى أنا ؟ولمن أزف ؟
إلي يا حبيبتى ..أما عرفتينى بعد ؟
لقد عرفتك الآن ..أنت روح الجمال ..
أنت من أحببت من قبل فى كل شئ جميل

وينتبه هادس لصوت يناديه
صه يا آزار إن امى تنادينى
أمى ..روح العدل
التى فاضت على وجودى كما يفيض النور بالنور
إنتظرى ..لعلها تدعونى لأمر خطير
أى أماه لبيك يا روح العدل

تخاطبه ربة العدل
بكل ما تعكسه صفاتها من حكمة وطيبة قلب
أى هذا الذى فعلت ؟
أتكون السبب فى عذاب نفس بشرية ضعيفة ؟
إن أم آزار تكاد آهاتها تحرق الملكوت
فتحيل الأخضر هشيما ..والرطب يابسا
فقد ظلمت نفسين
حاشاك أن أظلم ..
إن آزار أحبتنى وعشقتنى فى كل جميل

هذا ما آكل أمره اليك يا أماه
ياروح العدل فاحكمى بما شئت وانقذى هذه النفس المعذبة
أما ترد آزار الى دنياها؟

ولكنها لم تعد بشرا لقد شربت من عين الخلود
(تقول الاسطورة أنها قد أكلت سبع ثمرات صغيرة من الرمان
وبذلك يكون زواجها من هادس نهائيا ولا يمكن إبطاله )
إذن فلتخرج إلى الدنيا فى كل عام
كى تقر بها أمها عينا
وكى تعيد الى الأرض الخصب والنماء
الزاهد
أسمعت ؟؟ أرأيت ؟؟
إنطلقى الى ربوعك وقري عينا
غدا تزورك آزار
لكنها لم تعد بشرا سويا
بل روحا يملا الوجود ..
تزور الدنيا فى موكب يزخر بالفتنة والجمال

يتبع

17-12-15, 11:08 PM

المشاركة رقم: 3

المعلومات
الكاتب:	كاميليا جلال
اللقب:	ليلاس متالق

البيانات
التسجيل:	Dec 2014
العضوية:	285352
المشاركات:	93
الجنس	أنثى
معدل التقييم:
نقاط التقييم:	79

االدولة

مدونتي

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كاميليا جلال المنتدى : الموسيقى الشرقية و التسجيلات النادرة وزمن الفن الاصيل

رد: عذراء الربيع .. رؤية إذاعية لأسطورة إغريقية

ومع العدل والإنصاف تتحقق المعادلة الصعبة
فتعود آزار .. بسمة النوار
وتزغرد السعادة فى قلب الأم الحزينة
حين يأتيها هيرمس رسول هادس
بالإبنة الغائبة
FREDERIC LEIGHTON

وتتبدل مظاهر الجدب فى مناحى الحياة للخصب والنماء
وديمترا تحنو على الأرض من جديد

إبتسمى يا زهور ..
غردى يا طيور
أنشرى جناحيك وانطلقى فى الفضاء
فغدا تعود آزار فى موكب الربيع
ياعذارى الربوات أقبلن من كل حدب وصوب
وأرقبن مولد الفجر وغنين بما يهوى الشباب
وحيين آزار عذراء الجمال !

وهكذا تنتهى الصورة الغنائية
بأغنية ربيعية بهيجة
فى استقبال آزار والإحتفال بتجدد الحياة
كلما عادت عذراء الربيع لأحضان أمها

حتى إذا ما حل الخريف
يكون موعدها من إستحوذ على قلبها وزفت إليه
روح الجمال !

بينما تبقى الارض دوما
على وعد بالإزدهار والنماء من جديد

وهكذا أيضا عاشت تفاصيل هذا العمل الرائع
للشاعر المبدع
عبد الفتاح مصطفى
شاهدة على جمال الفن وعبقرية لا تمحوها الأيام !

عذراء الربيع
تأليف : عبد الفتاح مصطفى
موسيقي وألحان : محمود الشريف
غناء : جيهان
تمثيل : زوزو نبيل
سميحة ايوب
عزيزة حلمى
محمد الطوخى
عبد الرحيم الزرقانى
إخراج : محمد محمود شعبان
تحياتى

وإلى لقاء بإذن الله