لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتملة (بدون ردود)
التسجيل مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة

بحث بشبكة ليلاس الثقافية


موضوع مغلق
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 15-12-15, 11:06 PM   المشاركة رقم: 11
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اميرة القلم


البيانات
التسجيل: Aug 2014
العضوية: 273354
المشاركات: 4,068
الجنس أنثى
معدل التقييم: برد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسي
نقاط التقييم: 4345

االدولة
البلدLibya
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
برد المشاعر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : برد المشاعر المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي رد: حصون من جليد / بقلمي برد المشاعر (الفصل الثامن)

 





الفصل العاشر








قالت بعبرة " أخي آسر يريدون أن يزوجوني "

قلت بصدمة " ماذا !! ومن هذا الذي سيزوجك "

شهقت ببكاء ثم قالت " والداي يقولان ليخف حملنا لأن أحدهم

خطبني , أنا أريد أن أنهي دراستي لا أريد أن أتزوج "

قلت بضيق " ما هذا الجنون وكيف لم يخبراني حين

زرتهما فجرا "

قالت بحزن " يعلمان أنك سترفض , والدي يمدح فيه كثيرا

لكني لا أريده ولا غيره حتى أنهي دراستي "

جلست على السرير من الصدمة وقلت " وإن يكن فسنك

ليس سن زواج , كيف لا يأخذان ولا رأيي فيه "

قالت ببكاء " لا تخبرهم أني أخبرك أخي أرجوك "

تنهدت وقلت " بالطبع لن أخبرهم ولا تفكري في هذا فلن

يتم هذا الزواج وأنا حي ولا تشغلي بالك عن دراستك

وأريدك متفوقة كالعادة "

قالت بعبرة " حسنا شكرا أخي علمت أنك ستقف في صفي "

أنهيت المكالمة معها وأنا أشعر بدمي يغلي , متى سيقتنعان أني

لا أكلف نفسي بمسئوليتي عنهم , كيف يزوجوا بناتهم قاصرات

فقط ليخف الحمل علي , غيرت ثيابي سريعا وخرجت من الغرفة

لأجد سراب واقفة بعباءتها وقالت فورا " أريد أن أذهب معك "

قلت بحدة " أين تريدين الذهاب معي "

قالت بضيق " لحفل شقيقتي طبعا أريد أن أراها "

دفعتها من أمامي وقلت مغادرا وبغضب " لن أذهب للبطيخ

حفل ارتاحي وأمسكي أرضك "

ثم غادرت المنزل وحينا والحي الذي يليه لأجد نفسي أمام باب

منزلهم , طرقت الباب ففتحت لي عبير وقالت مبتسمة

" مرحبا آسر "

دخلت وقالت هي صارخة " أخي آسر جاء "

لتركض إسراء نحوي وحضنت ساقاي فرفعتها وتوجهن باقي

الصغيرات جهتي وقالت نور " هل سنذهب لمدينة الألعاب "

قلت داخلا وهن يتبعنني " قلت نهاية الأسبوع وليس الآن "

وصلت الغرفة التي فيها والدهم وأنزلتها عند الباب وقلت

" ألعبوا هناك ولا يدخل أحد "

ابتعدن جميعهن وعدن لما كن يفعلن ودخلت أنا ملقيا التحية فأجابوا

باسمين فجلست وقلت " داليا خدي شقيقتيك وأخرجا قليلا "

خرجت بهما فورا وقالت والدتهم بقلق " خيرا يا آسر

وجهك لا يبشر بخير "

نظرت لعمي صابر وقلت بضيق " هل حقا ستزوج صبا "

نظرا لبعضهما ثم نظر لي وقال " من أخبرك هل هي فعلتها "

قلت بذات ضيقي " لا وليثها فعلت ذلك منذ البداية فلا

تنسى أنه لا شيء يخفى هنا "

قال بضيق أكبر " بل تكتمنا عن الأمر ولن يخبرك

غيرها لأنها لا تريد "

هدئت نفسي كي لا أنفعل فيهما وقلت " آخر ما كنت

أتوقعه أن تعتبروني رجلا غريبا "

قالت زوجته " لما تقول هذا يا آسر فلطالما اعتبرناك

ابننا ولازلت "

قلت بضيق " أبدا هذا في خيالي فقط , على الأقل أخذتم

رأيي ولو في الشاب الذي خطبها "

قال عمي " الشاب ممتاز ولا ستر للمرأة أكثر من

منزل زوجها "

وقفت وقلت " إذا لا مكان لي بينكم , المال سيصلكم كل

شهر ولن تروني ما حييت "

جلس قليلا وقال مادا يده " استهدي بالله يا بني ما هذا الذي تقوله "

قالت زوجته " اجلس لنتفاهم على ما يرضي الجميع "

قلت بجدية " لن أجلس إلا بما يرضيني أنا "

قال عمي بهدوء " آسر يا بني أعلم فيما تفكر وأعذر انزعاجك

لكن العقل ما سنفعله لأنه من الجنون تكليفك خصوصا

بعدما تزوجت "

لوحت بيدي وقلت بضيق " وهل اشتكيت لكم ؟ هل تروني قصرت

معهن في أمر ؟ وقلت مرارا قضية الأموال ستكون رابحة وسأحصل

ولو على نسبة من أملاكه وستتحسن الأمور كثيرا لكني

كمن يحرث في البحر "

تنهد وقال " حسنا أجلس ولن يحدث إلا ما تريد "

جلست حينها أتنفس بقوة وقلت " إن كان لي مَعزّة عندك فلا

يتكرر هذا الأمر ولا تتزوج أي منهن إلا بعدما تنهي دراستها

الجامعية إلا لو رغبت هي بذلك عن طيب خاطر وليس قبل

أن تبلغ السن القانوني طبعا "

قال بهدوء " الشاب جيد يا آسر ونعرفه منذ كان صغيرا وصبا

أكبر من سنها حتى أعمال المنزل وتربية الأبناء تجيدها لأنها

من رفعت كل شيء مع والدتها فلما الرفض "

قلت بجدية " أنت قلت بنفسك أنها غير موافقة ثم هل الزواج

أعمال منزل وتربية أبناء فقط أم مسئولية تحتاج امرأة بعقل

كبير , هل لديه منزل هل لديه وضيفة جيدة هل سيتركها تنهي

دراستها وتدخل التخصص الذي تحب وحلمت به كل حياتها

هل كل هذا يتوفر فيه لأوافق "

قالت زوجته " هوا يعمل حرفة يدوية والمال لا يعيب

الرجل بني , المنزل سيعيش مؤقتا مع أهله والدراسة

لا حاجة لها بها مع منزلها وأبنائها "

قلت بضيق " يعني وضيفة ليس لديه حرفة يدوية يعمل يومان

وينام شهرا دون عمل حتى يجد فرصة أخرى , تعيش مع

عائلة في غرفة ودراستها لن تكملها لتجد ما تحمي به نفسها

من عقبات الزمن , أي أنه زواج فاشل بجميع المقاييس "

قال عمي " اهدأ يا آسر ولن يكون إلا ما تريد "

قلت باستياء " لا أعلم حتى متى كنتم تنوون إخفاء الأمر عني

حتى تتزوجه بلا حتى حفل زواج كغيرها , لن تتزوج واحدة منهن

وأنا حي أتنفس إلا ممن أوافق عليه ويكون كفئا لفتح منزل وتتجهز

ويكون لها حفلا وليس في سن أقل من الثامنة عشرة إن كان

رأيي يعنيكما "

قالت زوجته " لكنهن عشرة يا آسر هل تعي معنى هذا فكم

ستزوج وتجهز وتشترط في الأزواج "

قلت بجدية " وإن كن عشرين فهؤلاء أعتبرهن شقيقاتي

إن كنتما لا تعتبروني ابنكم "

قال باستنكار " لا تقل هذا يا آسر ولن يحدث إلا ما تريد

وسنبلغه بأن ينسى الموضوع "

وقفت حينها وقلت " وهذا عشمي فيكم وإن كنت أعز عليكما

لا تتحدثا معها أبدا فليست من نقل لي الخبر لأنكما إن تكتما

أنتما فلن يتكتم هوا وعائلته "

ثم هممت بالخروج فأوقفني صوتها عند الباب " إذا لا تنسى

أن تحضر زوجتك لنتعرف عليها "

قلت وأنا أفتح الباب وأخرج " إن شاء الله "

توجهت بعدها للمطبخ وكما توقعت كانت صبا هناك تبكي وعبير

وداليا يهدئانها فدخلت لهم فابتعدتا عنها فتوجهت نحوها وأبعدت

يداها عن وجهها وقلت " توقفي عن البكاء يا صبا الزواج لن يتم

وأنا حي , والداك أرادا مصلحة الجميع فقط وأنا تفاهمت معهما

وسيلغى الأمر ولن يُفتح مجددا "

ارتمت حينها في حضني تواصل بكائها فتنهدت باستسلام

وضممتها برفق وقلت " يكفي قلت يا صبا فلن تتزوجيه

ولا غيره حتى توافقي أنتي "

ثم أبعدتها عني فمسحت دمعها وقالت بعبرة " شكرا لك أخي

لا أعلم من دونك ماذا كان سيحدث لنا "

قلت ناهرا لها " لا تقولي هذا مجددا فأنا من دون والدك لا

أعلم كيف كانت ستكون حياتي غير مجرم شوارع فوالدك

صاحب الفضل على الجميع بعد الله وما صرت لكم أخا كما

تريدون إلا بمجهوده وتربيته لي فكم كان يحرم نفسه من

اللقمة لأدرس وألبس , والدك أراد فقط أن يطمئن عليك "

هزت رأسها بحسنا تنظر للأرض بحزن فنظرت لثلاثتهن

وقلت " أي شيء يتكرر كهذا تعلموني به حتى تتحسن

الظروف وتنتقلوا من هنا مفهوم "

هزوا رؤوسهن بحسنا فخرجت من هناك وغادرت المنزل على

صوت توديع الطفلات لي وأيديهم الملطخة بالتراب تحييني , كل

ما أفكر فيه هذه العائلة وأسأل الله أن يمد في عمري

حتى أؤمن حياتهم بعدي بكسب القضية







*~~***~~*







مرت الساعات وأنا جالسة والجميع ينظر لي وكأني نجمة سينما

تقف على المسرح فما أسوئه من شعور شعور العروس ولم أتخيله

هكذا , تعرفت على شقيقتاه وابنة شقيقته الصغيرة وزوجة عمه

وعمته والكثيرات لم أعرفهن ومنهن من يقربن له من بعيد فعائلتهم

تبدوا كبيرة , كنت طوال الوقت أنتظر أن تدخل دُرر أو سراب بما

أنهما تزوجتا من رجلين يعملان معه ويبدوا أنهما صديقاه لكن لا أمل

وكلما دخلت واحدة نظرت لها فورا فكانت امرأة أخرى حتى يئست

من قدومهما , وبعد وقت طويل لاحظت نقاشا هامسا بين والدته

وابنتيها ثم اقتربت مني سدين فقلت لها " ماذا هناك أشعر أن

الأجواء مضطربة "

انحنت لي وقالت مبتسمة " أبدا فقط والدتي تريد أن يدخل

إياس ويلبسك العقد وخاتم الزواج وهوا قال أوصلوها

للغرفة وسأدخل فيما بعد "

قلت ببرود " ويكون أفضل لما كل هذا أمام النساء "

ضحكت وقالت " والدتي مستاءة منه ولابد وأن هذا يفرحك

لأنه لا يريد الدخول للفتيات "

ابتسمت ولذت بالصمت , بل لا يريد أن يدخل لي يا غبية , بعد

قليل خف عدد النساء كثيرا فأشرت لها فاقتربت مني فقلت هامسة

" تعبت من الجلوس لحظات وظهري ينكسر وأريد الحمام "

هزت رأسها بحسنا مبتسمة ثم غادرت جهة والدتها وشقيقتها الكبرى

وتحدثت معهما ثم عادت ناحيتي وأوقفتني وقالت مبتسمة

" أنا العريس اليوم هل لاحظت ذلك "

قلت بسخرية ونحن نتجه للسلالم " لو خيروني لاخترتك "

ضحكت وقالت ونحن نصعد السلالم على صوت زغاريد والدتها

" لا يسمعك أحد ويضن أننا شاذتان "

ضحكت رغما عني ووصلنا حينها أعلى السلالم وقد علت الزغاريد

وكثرت ليوقفنا صوت نادى سدين من الأسفل فالتفتتْ لهم ثم همست

لي " يبدوا أن العريس قرر الدخول انتظري هنا والتفتي للخلف "

ثم نزلت مسرعة والتفتُّ أنا كما قالت لننهي هذا اليوم الأعوج الممل

وما أن وقع نظري على الحاضرين في الأسفل رأيته معهم تتركه

واحدة لتحضنه الأخرى من كبيرات السن وبعض الفتيات سلمن عليه

باليد وهوا يبتسم للجميع , بالطبع يحق له عريس وعليه أن يكون سعيدا

أمامهم كي لا ينكسر غروره , أمسكت والدته بيده وتوجهت به نحو السلالم

فأنزلت رأسي أرضا ولم أعد أرى شيئا حتى وصلت خطواتهم لي وأمسكت

يد عمتي بيدي ووضعتها في يده وقالت بحنان " ليسعدكما الله أوصيكما

ببعض خيرا فكلاكما ابناي "

قال حينها بصوته الجهوري " حاضر يا أمي كم مرة

ستقولينها لي اليوم "

قالت بصوت مبتسم " ولن أتوقف عن قولها , هيا خذ

عروسك أنتما متعبان وعليكما أن ترتاحا "

شعرت حينها بذراعه على كتفاي وأمسكت يده ذراعي وسار بي

يسارا وفي صمت من كلينا حتى وصلنا باب غرفة معينة فتحها

وقال " أدخلي "

دخلت أتمتم بهمس " سأدخل أين سأذهب برأيك "

كانت الغرفة جميلة بل رائعة وأروع مما تصورت , مؤكد لن يطردني

منها وهوا من سيخرج من هنا فما فهمته من والدته أنها وبناتها سيتركون

المنزل الليلة وأنا لن أتنازل عن هذه الغرفة فليجد له واحدة غيرها , وقفت

في المنتصف ولم اعرف أين أتحرك ولا أعلم لما أشعر بكل هذا التوتر وهوا

هنا وأنا من كنت أتخيل أن هذا الشعور آخر ما قد يزوروني ولن أتوتر أو

أخاف فأنا لم أعرف هذه المشاعر يوما , خلع سترته ورماها على الكرسي

ثم ألحق لها ربطة العنق وكل هذا وهوا موليا ظهره لي ثم التفت لي لتلتقي

عينانا بل ليرى وجهي لأول مرة الليلة فأبعدت نظري عنه ثم أنزلت رأسي

أنظر لأصابعي وهي تلعب بخيوط العقيق المتدلية من الفستان حتى اقترب

مني بخطواته الثقيلة ووقف أمامي مباشرة فعدت للخلف خطوتين فقلصهما

في خطوة واحدة فرفعت رأسي ونظرت له فكان ينظر لي بابتسامة جانبية

فقلت " أريد أن أستحم أين ثيابي "

مؤكد هي في الخزانة وسؤالي غبي لكني لم أجد غيره ولا أريده أن

يقترب مني لينتقم من كل ما فعلته به سابقا فأنا أعلم جيدا أن هذا ما

يفكر فيه , قال بابتسامة ساخرة ونظره في عيناي

" ستدخلينه حالا لا تستعجلي "

شعرت بالريبة من معنى ما قال فقلت " ما تعني بكلامك "

عاد للوراء بضع خطوات ثم جلس على الكرسي واتكأ بمرفقه على

طرفه وبدأ بتمرير أصابعه في شعره ينظر جهة السرير وقال

" تعلمي كما أعلم ولا يعلم الجميع أن هذا الزواج لأجل

غرض معين وتحقق وهوا مداراة الفضيحة "

قلت ببرود " أعلم وجيد أنك فتحت الموضوع مبكرا "

نظر لي وقال بسخرية " نعم لكن عمك الذي هوا خالي والأهم

والدتي لا يريدان أن يقتنعا بكل هذا "

نظرت للجانب الآخر وقلت " فهمت ما المطلوب وسأنفذه

فالشعور تعلم أنه متبادل "

وضع ساق على الأخرى وقال " إذا هوا زواج سيكون رهن

فترة معينة مهما طالت لكي يقتنع الجميع أنه لن ينجح وكل

واحد منا يرى حياته "

ابتسمت ابتسامة ساخرة وكتفت يداي لصدري وقلت " وأخرج

كما دخلت هل أنت ند لهذا الكلام أم أكون وحدي الخاسرة "

وقف وقال " لا تخافي لا رغبة لي فيك هل تريني طفلا

لا أعرف كيف أتحكم في تصرفاتي "

كان هذا ما أريده منذ البداية لكن كلامه جارح لي كأنثى فما يراه

ينقصني ليقول أنه لا يرغب بي , هه وذلك يوم المنى لقد أزاح

عني حملا ثقيلا , سار في الغرفة يمينا ثم يسارا ونظري يتبعه ثم

قال وهوا ينظر لخطواته " طبعا ستجمعنا هذه الغرفة أوقات

الضرورة لأن الوضع كما تري أمامك ولن أستطيع أن

آخذ غرفة لوحدي "

قلت ببرود " عُلم "

وقف ونظر لي وقال " أمام أهلي كل شيء طبيعي "

اكتفيت بابتسامة ساخرة ولم أعلق فقال بجدية " أضن أني وافقت

على شرطك وعليك أن توافقي على شروطي "

قلت ببرود " لا يهم عندي أفعل ما تريد المهم النتيجة "

جلس مجددا وقال " النتيجة أنه كل واحد منا لا يرى في الآخر

الشريك الذي يريد فسيبحث عنه في غيره "

كتمتها في نفسي أيضا لكني لن أفوتها له كالسابقة فقلت بثقة

" معك حق أنا لا أريد زوجا ينظر لي من رأس أنفه ويرى

كل شيء بي خاطئ رغم أنه صحيح "

قال بسخرية " وأنا لا أريد إلا امرأة تشبهني في كل شيء "

قلت بضيق " فلنتوقف عن التجريح فقد فهم كل

واحد منا مكانه ومكانته "

وقف حينها وقال متوجها للحمام " إذا وضعت النقاط على

الحروف ولا أحد يحاسب الآخر على شيء "

ثم دخل الحمام وأغلقه خلفه , وقح لكنه قال ما أريد

واختصره علينا منذ البداية







*~~***~~*






سجنت نفسي في الغرفة ولم أخرج منها وعند أول المساء طرقت

عليا الخادمة الباب لتخبرني أن غرفتي في الأعلى أصبحت جاهزة

فصعدت أتبعها حتى وصلنا أعلى السلالم ثم سارت بي يمينا

فقلت وأنا أسير خلفها " ما يوجد في اليسار "

قالت " جناح السيد فقط "

غريب أمره جناح فقط في جهة كاملة أم أنه توجد غرف أخرى

لكنه يمنع فتحها !! وصلنا الغرفة وفتحتها وقالت " نظفتها

وجهزتها لك وأي شي تحتاجيه أخبريني "

قلت قبل أن تغادر " هل أحضر أواس ثيابي وأغراضي "

هزت رأسها بلا وقالت " لم أرى شيئا وسمعته يقول للسيدة

خديجة أنه سيخرج خارج المدينة "

هززت رأسي بحسنا ثم دخلت الغرفة وقلت " انتظري "

التفتت لي فأشرت لها على الجدار وقلت " ولما لم تزيلوا

تلك الصورة "

نظرت لها وقالت " تلك ممنوع إزالتها "

نظرت لها بتمعن كان هوا فيها والاثنان اللذان تزوجا من

ترجمان وسراب يلبسون ملابس الشرطة ويحملون أوسمة

في أيديهم وكان أواس الوحيد الذي يمسك قبعته تحت ذراعه

ولا يلبسها , نظرت للخادمة وقلت " هل كانت هذه غرفة أواس "

هزت رأسها بنعم وقالت " ولم يغيرها أبدا والمدة

الماضية كان ينام فيها أغلب الأحيان "

نظرت لها باستغراب وقلت " ولما ولديه جناح هناك "

هزت رأسها وكأنها استفاقت لنفسها ثم قالت " لا أعلم خيل

لي ذلك قد يكون يأخذ أغراضا منها فقط "

ابتسمت ابتسامة صغيرة وقلت " نعم قد يكون كذلك

لكن الآن أين الأغراض التي كانت هنا "

قالت من فورها " أنزلناها للملحق الخارجي بأوامر منه

هل تريدين شيئا آخر سيدتي ورائي عمل كثيرا "

هززت رأسي بلا فغادرت من فورها ودخلت أنا الغرفة ونظري

على تلك الصورة , لما تركها لي هنا كان أخذها مع الأغراض

أو علّقها في جناحه , جلست على السرير وتنهدت بحيرة فكل

شيء في هذا الرجل غريب وحياته أغرب , يبدوا ثمة مشاكل

بينه وبين زوجته ليضربها ويسجنها هكذا بل يبدوا ينام بعيدا

عنها , ترى ما هوا هذا الأمر الذي يجعله هكذا وأين أهلها عن

كل هذا أم أنها يتيمة ولا أهل لها ؟؟ حسنا وإن فرضنا أن والداها

متوفيان أين أقاربها ؟ ثم الخادمة قالت أن شقيقها زارها هنا أم

أنه ليس شقيقها , وقفت وتمتمت " أستغفر الله هل سأصل لرمي

مؤمنة محصنة , أعوذ بالله من الشيطان "

دخلت الحمام استحممت ولبست البيجامة الأخرى فلم أستطع أخذ

شيء غيرهما من ثيابْ صاحبتها غير موجودة , خرجت من الحمام

وجلست أمام المرآة أمشط شعري لأجففه فنزلت بنظري للبيجامة

وتذكرت يوم أمس حين كنت مرتدية لها وقبلاته لخدي فأغمضت

عيناي بقوة أشعر بالدماء تصعد لوجهي وبقلبي يقرع كالطبول وكأن

الأمر يحدث الآن , انفتح حينها الباب فجأة فوقفت مفزوعة بشهقة فلا

غيره يدخل دون طرق لكنها كانت عمته فوضعت يدي على صدري

وتنفست بارتياح فقالت باستغراب " ظننت الغرفة فارغة

ولم تنتقلي لها بعد أنا آسفة "

هززت رأسي بحسنا وقلت بهمس " لا بأس "

كانت تنظر لي بريبة ويبدوا خمنت أني كنت خائفة من دخوله

فقلت مبررة الأمر " كنت شاردة الدهن فانفتح الباب بقوة وأفزعتني "

قالت مبتسمة " وأنا قلت ما سر كل هذه الشهقة والخوف "

ابتسمت لها دون تعليق فأغلقت الباب واقتربت مني وسحبتني

من يدي حتى جلسنا على السرير وقالت بصوت منخفض

" دُرر هل أطلب منك طلبا ولا ترديني "

قلت بجدية " إن كان في استطاعتي فعلته دون تردد "

قالت مبتسمة " بلى في استطاعتك "

بقيت أنظر لها بصمت وترقب فنظرت ليديها وقالت

" وهوا بشأن أواس "

قلت بصدمة " أواس !! "

نظرت لي وقالت " نعم فنقله لك هنا لغرفته السابقة

له ملايين التفاسير "

قلت بحيرة " لم أفهم ثم ما في الأمر إن نقلني هنا "

تنهدت وقالت " أواس حياته وزوجته الأولى لا تسير

على ما يرام ومؤكد لاحظتِ ذلك "

هززت رأسي بنعم فتابعت " كان بإمكانه تركك في غرفة

غدير ابنتي لأنها لا تكون هنا إلا لأشهر معينة وقد لا تأتي

سوا يومين في الأسبوع وكان يمكنه نقلك لغرفة أخرى فأن

ينقلك هنا أمر غريب "

قلت بتوجس " ما قصدك بهذا "

ضحكت وقالت " ما بك ؟؟ لا تخافي "

قلت بريبة " كلامك غريب ولا أفهم ما تصبين إليه "

تنهدت وقالت " حسنا سأختصر الطريق عليك وعلى نفسي "

ثم أمسكت يدي بيديها وقالت ناظرة لعيناي " أريدك أن

تكسبيه وأن تسعديه , حاولي كل جهدك "

بقيت أتنقل بنظري بين عينيها بحيرة فتركت يدي ونظرت

للأرض بشرود وقالت بحزن " أواس عانى في حياته كثيرا

وأريده أن يسعد حقا "

شعرت بقشعريرة سرت في جسدي لأن كلامها ذكرني بكلامه

عن جلدي له فقلت بشبه همس " احكي لي عن طفولته "

نظرت لي باستغراب وقالت " ولما طفولته تحديدا !! "

شعرت أني تصرفت بغباء فما كان عليا سؤالها هكذا مباشرة

لكني تدارك الأمر قائلة " قد يكون لطفولته كل الدخل في هذا "

قالت بعد صمت " قد لا يحق لي قول كل شيء يا دُرر فهذا

يخصه وحده وأنا عشت معه هنا بعدما تخرج من كلية

الشرطة فكل ما أريده منك أن تحاولي فقط "

هززت رأسي بحيرة وقلت " لا أعلم بل لا أستطيع فأنا لا

أفهمه أبدا وأشعر أنه هوا من يصنع حاجزا بيننا ولا

يريد أن أتخطاه "

قالت برجاء " حاولي ولن تخسري شيئا ولا تأخذي على

كل كلامه وتصرفاته "

نظرت للأسفل وتنهدت بحيرة وقلت " لا أعلم "

وقفت وقالت " فكري في كلامي يا دُرر فأملي فيك كبير

ونظرتي في الناس لا تخيب ومتأكدة من أنك صاحبة

عقل كبير وصدر رحب "

ثم غادرت الغرفة وتركتني أنظر لمكان خروجها بحيرة

هل حقا عليا أن أكسبه لكن كيف ذلك فأنا أراه أبعد من المستحيل

أخذت مصحفي وبدأت بمراجعة ما حفظت وسرقني الليل حتى

شعرت بالنعاس فأطفأت النور ولم أترك سوا الإضاءة الخفيفة عند

السرير ودخلت تحت اللحاف وبدأت بقراءة أذكار النوم حتى غلبني

النعاس لأستيقظ بعدها بقليل على صوت باب الغرفة يفتح فتصلبت

جميع أطرافي وأنا أسمع صوت خطواته فيها حتى جلس بجانبي

على الطرف الآخر للسرير ورمى شيئا على الطاولة ثم التفت لي

فأغمضت عيناي بسرعة وقلبي أشعر أنه سيخرج من ضلوعي

شعرت به وهوا يجلس عليه ويتكأ بظهره ممددا ساقيه فوقه وساد

الصمت لوقت ولم يتحرك ففتحت عيناي ونظرت له فكان متكأ

برأسه على الجدار ويضربه به للخلف ضربات خفيفة ثم ضغط

على جبينه بقوة ثم عينيه , ما به يبدوا مستاء أو غاضبا لا أفهم هذا

الرجل أبدا !! عاد لضربه مجددا بالجدار لكن هذه المرة بقوة أكبر

ولازال مغمضا عيناه بأصابعه فضممت يدي لصدري وشعرت

بشيء لا أعلم ما يكون وكأنه حزن على حالته الآن , لو أفهم

فقط لما جاء هنا عندي لو كان رحمني منه , بدأت أشعر بقلبي

يتمزق وهوا يزيد من ضربه له لتخرج منه أنات متألمة كلما

ضربه به بقوة فمددت يدي ببطء وأمسكت يده الأخرى التي كانت

في جهتي فانتفض واقفا ثم توجه لزر الإنارة وشغله فجلست من

فوري ونظر هوا لي باستغراب وقال " ماذا تفعلين هنا "

رفعت شعري خلف أذني وقلت بتوتر " ألست من قال

أن أنتقل لهذه الغرفة "

مرر أصابعه في شعره ونظر جانبا فيبدوا أنه نسي موضوع

انتقالي هنا فقلت بهمس ونظري معلق به " ما بك يا أواس "

نظر لي حينها بسرعة بنظرة مخيفة وقال بحدة " لا شأن لك

وقلت لا تتدخلي فيما لا يعيك "

ثم خرج ضاربا الباب خلفه وتركني أنظر لمكانه بصدمة






*~~***~~*







دخلت المطبخ صباحا وكانت هناك ويبدوا تعد الشاي , أكثر ما

أستغربه فيها أنها لم تتمرد وترفض ما أطلبه منها من أعمال

المنزل , نظرت لي وأنا عند الباب ثم تجاهلتني وعادت بنظرها

لإبريق الشاي على النار فتبدوا مستاءة حد الغضب بسبب تصرفي

معها البارحة لكن الذنب عليها تراني خارج من الغرفة غاضبا

تقول سأذهب معك

اتكأت على إطار الباب وثنيت ساق أمام الأخرى وقلت

" لا تكثري السكر في الشاي كأمس "

ولم تجب طبعا بل وضعت علبة السكر في الصينية أي ضعه

بنفسك كما تريد , عدلت شعري للأعلى بأصابعي وقلت

" والخبز لا تحرقيه كثيرا أحبه شبه محمر "

نظرت لي حينها بغيظ وصرخت " لما لا تتركني

وشأني , أَعجبك كله لم يعجبك اتركه "

قلت مبتسما " نعم هذا ما أريد أن تصرخي بي وهذه بتلك "

تأففت وأولتني ظهرها فقلت مبتسما " داشر يسلم عليك "

كتفت يداها لصدرها ولم تتحدث ولا تلتفت لي فضحكت

بصمت ثم قلت " هل أناديه لك "

نفضت يداها وقالت مستاءة " آسر لما لا ترحمني منك لا

أريد أن أراك ولا أسمع صوتك فغادر رجاءا "

ابتعدت حينها عن الباب قائلا " حسنا أردت فقط تسليتك

وأنتي تطبخي لكنك ناكرة للمعروف "

ثم غادرت من هناك وعدت للغرفة مبتسما فهي لا تعلم أن

إغاظتها تسلية بالنسبة لي لكانت تحولت لقالب ثلج , فتحت

الخزانة وأخرجت باقي راتبي لهذا الشهر وعددتهم ثم وضعتهم

في المحفظة فها نحن نقترب من نهايته وسينزل الراتب الجديد








*~~***~~*







مددت يدي متكاسلة وأرجعتها سريعا حين شعرت أني لمست

جسدا فنظرت هناك فما كان سوا ظهره وهوا نائم بجانبي فأنا

طبعا بعد دخوله الحمام البارحة غيرت ثيابي ونمت قبل أن

يخرج وهوا لم يخرج حتى كنت في سابع نومه وكأنه يتعمد فعل

ذلك بل هوا يتعمده فعلا , لو فقط وجد لنا حلا في هذه الغرفة

المشتركة مثلما وجد حلولا لكل شيء فهذا الوضع لا يعجبني

جلست من فوري وغادرت السرير ودخلت الحمام وأغلقت الباب

استحممت ولبست منشفة الحمام وخرجت جلست على كرسي مرآة

التزيين وبدأت أجفف شعري بالمنشفة حتى خف منه الماء ثم شغلت

مجفف الشعر ولم آبه به فلينام هكذا أو ليخرج , أنهيت تجفيف شعري

وهوا كالجبل لم يتحرك فيبدوا نومه ثقيل , أخرجت فستانا بسيطا وأنيقا

طوله لنصف الساق وكماه قصيران وبه ربطة من الشيفون عند الرقبة

تبدأ من نهايتها ومعقودة في الأمام , مشطت شعري وتركته مفتوحا

ورفعته بقوس شعر ثم خرجت من الغرفة , تأخرت في النوم ومؤكد

عمتي وبناتها عُدن من وقت , نزلت للأسفل وكما توقعت كانت هي

ورغد جالستان هناك , وصلت نهاية السلالم فابتسمت ما أن رأتني

وقالت " ها قد استيقظ العروسان الكسولان "

ابتسمت لها مجاملة ووصلت عندهما فربتت بيدها على الأريكة

بجانبها وقالت " تعالي اجلسي بجانبي "

توجهت نحوها فورا وجلست قائلة " صباح الخير "

قالت رغد مبتسمة " قولي مساء الخير "

قلت بضيق مصطنع " ما بكم علي انتظروا لينزل ابنكم

ووبخوه معي "

ضحكت عمتي وقالت " معك حق متعبان وكان عليكما

أن تناما وترتاحا "

وقفت رغد حين رأت ابنتها راكضة من بعيد وتوجهت نحوها

صارخة " ندى تعالي لا توقعيه , من هذا الذي أعطاه لك "

وأنا أراقبها مبتسمة فشدت عمتي ذراعي وهمست لي

" هل نقول مبروك "

شعرت بشعر جسدي وقف , حقا أن الأمهات لا حواجز لديهن مع

زواج أبنائهم !!! نظرت للأسفل وهززت رأسي بنعم , قولي ألف

مبروك وليس مبروك واحدة, قالت مبتسمة " حمدا لله وأراني

الله أبنائكم بعد أقل من عام "

نظرت لها بصدمة فضحكت وقالت " ولما لا فكم

حدثت مع كثيرات "

قلت ببرود " تلك تتزوج وحشا وليس آدميا "

ضحكت وقالت " لا تحملي أنتي أيضا بسرعة ويظهر

أن ابني وحش "

ضحكت حينها رغما عني وقلت " وإن لم أحمل

فسيكون جرو "

نظرت لي بصدمة فابتسمت لها ابتسامة من وقع في فخ فضحكت

من فورها لحظة نزول إياس من السلالم , ما أسرع ما لحق بي

كان مستيقظا إذا ويدعي النوم ؟ لا والأخ نازل وشعره مبلل يمثل

دوره ببراعة وكأنه ينقصنا إحراج في هذا الصباح , وصل عندنا

ووقفت له والدته وحضنته فورا تعانق بذراعيها عنقه وهوا منحني

لها قليلا وقالت ببكاء " مبارك لك يا إياس يا ابني وأخيرا

قررت عيني بما أريد "

مسح على ظهرها ونظر لي نظرة من فهم ما دار بيني وبينها

فنظرت للجانب الآخر وقال هوا " أمي لما البكاء الآن "

ابتعدت عنه وقالت " من فرحتي يا حبيب أمك "

ليثك تعلمين عن الكذبة التي يعيشك فيها حبيب أمه , سحبته من

يده قائلة " تعال اجلس بجانب عروسك وسنجهز لكما الفطور

حالا , كنت أود أخذه لكما في الأعلى لكن لم نريد إزعاج

نومكما حتى تستيقظا وحدكما "

نظر حوله دون أن يجلس وقال " وأين بناتك غريب لا

صوت لهن "

جلست في الجانب الآخر وقالت " سدين وسلسبيل في جامعتهما

طبعا ورغد تركض خلف ابنتها من الصباح فهي صاروخ

اليوم على غير عادتها "

جلس بجانبي حيث أوصلته ووقفت هي وغادرت جهة المطبخ

فنظرت أنا جانبا أشغل نظري بكل شيء حولي وأخرج هوا هاتفه

وانشغل به منحني ومستند بمرفقيه على ركبتيه , بعد قليل سرقت

نظرة له لأرى ما يفعل به كل هذا الوقت فكان يتصفح صفحة

إخبارية على ما يبدوا وأنا ظننته يفعل شيئا مهما !! ما أسخفك حقا

اقتربت حينها رغد منا ومعها ابنتها التي ما أن رأته حتى ركضت

نحوه ضاحكة وهوا رفع رأسه لها فورا واستقبلها فاتحا ذراعيه لها

فارتمت في حضنه ووقفت بين ساقيه فقال وهوا يقبل خدها

" صباح الخير يا مشاغبة "

جلست رغد وقالت " اليوم وكأن من أعطاها جرعة

منشط لقد أهلكتني "

كان يقبل خدها قبلات متتالية وهي تضحك وتقول أشياء لا

أفهمها فتأففت ووقفت قائلة " أين الحمام "

أشارت لي رغد أين أجده فتوجهت هناك فورا وغسلت وجهي بما

أنني لم أضع عليه أي مساحيق تجميل ثم جففته بالمنشفة ليس لشيء

سوا الهروب من هناك , خرجت بعدها فوجدت الخادمة تنتظرني

في الخارج وأشارت بيدها قائلة " الفطور جاهز سيدتي "

سرت خلفها حتى وصلنا لطاولة الطعام وكانت عمتي هناك ورغد

وابنتها فجلست وقلت " وأنتم أيضا لم تتناولوا فطوركم أم تقلدونا فقط "

ضحكتا معا وقالت رغد " أمي لم ترضى أن تتناوله إلا معكما وحتى

علاج الضغط أخرته عن موعده , وأنا لا أحب أن أفطر وحدي "

دخل حينها إياس فشغلت نفسي بالخبز الذي رفعته وجلس هوا

بجوار والدته وبدأ يعاتبها على تأخير حبوبها من أجلنا وانشغلت

أنا في الأكل ولم أشارك بشيء حتى قالت عمتي " حمدا لله

الذي رزقني بزوجة ابن كما أريد وليست معلولة نفسيا "

نظرت لها بصدمة وضحكت رغد فورا وأنا أتنقل بنظري

بينهما بحيرة فقالت رغد " لا تستغربي يا ترجمان فوالدتي

كانت تتمنى عروسا لإياس لا تكون هادئة وصامتة طوال

الوقت لأنها تعتبرهن مريضات نفسيا "

رميت شعري للخلف وقلت بغرور " معها حق فما

الفرق بينها وبين الجدار "

ليفهم ذاك المغرور أني راضية عن نفسي هكذا ولا يهم أن

أعجبه أو لا , ضحكت عمتي وقالت " سلم لسانك وأخيرا

وجدت من يؤيدني "

قالت رغد " المهم الآن أن تغيري نظرة إياس في الأمر "

نظرتُ لقطعة الخبز في يدي وقلت وأنا أنفضها " إن بقينا

ندقق على أذواق الناس فسنكون في كل يوم بشكل جديد

فالمهم أن يقنع الإنسان نفسه فقط "

وقف حينها لأن هاتفه بدأ بالرنين وغادر والغريب أنه لم يعلق

بشيء فوقفت أيضا فقالت عمتي" ما بك يا ترجمان أنتي

لم تأكلي شيئا ؟؟ "

قلت مغادرة " شبعت عمتي "

توجهت بعدها للسلالم لأصعد لغرفتي لأنه كان خارجا من

المنزل يتحدث بهاتفه







*~~***~~*







فتحت عيناي لأجد نفسي نائما مكاني مستندا على الجدار فسعلت

بقوة من رائحة الغرفة وشددت شعري للخلف أنظر للسقف لتعود

لي تلك الكلمات ( ومنذ متى كان حملا لزوجة واحدة ليتزوج اثنتين

أعانني الله على الابن الناقص ) أغمضت عيناي بقوة لتظهر صورة

ذاك الوحش علي رضوان في لقائه في التلفاز البارحة والمذيعة تسأله

لما تركت القضاء من عشرين عام وهاجرت خارج البلاد ألا تفكر في

العودة فقال بكل قذارة ووقاحة ( وما أفعل ببلاد أصبح جهازها الأمني

بذاك الانحطاط ليصبح من هب وذب ضابطا في الشرطة , مجموعة

صعاليك يجمعونهم من الشارع )

رفست السلسة الحديدية أمام وصرخت " قذر أنت القذر

والصعلوك أنت يا فاشل سترى إن لم تندم على كل هذا "

وقفت بعدها وغادرت الغرفة والملحق ودخلت المنزل

ووقفت وسطه أصرخ " دُره "

فخرجت عمتي من جهة المطبخ راكضة وقالت

" أواس متى عدت وما بك تصرخ غاضبا "

تجاهلتها ونظرت جانبا وصرخت مجددا

" أنتي التي أسمك دُرر "

فنزلت حينها من السلالم مسرعة ووقفت في آخرها تنظر لي

بصمت فتنفست بقوة وقلت بحزم " أتركي الغرفة وعودي

حيث كنتِ "

لم تعلق بشيء تنظر لعيناي فقط , هذا ما قدرت عليه يا أواس

وأنت داخل لها بغضب يدمر العالم !! ماذا تفعل لك بنظرتها

لتجعلك تغير كل قراراتك في لحظة , لا بأس فالقادم أكثر

صرخت بها " مفهوم "

قالت بهدوء " مفهوم "

قلت بحزم " ولا تعتب قدمك الطابق العلوي لأي سبب كان "

قالت " حسنا "

ولم تزد شيئا بل لم تعطيني أي مبرر لأفرغ غضبي فيها ولو

بلساني فخرجت من هناك وركبت سيارتي وغادرت








*~~***~~*







صليت الظهر وخرجت من غرفتي العفنة , لقد تحطم ظهري

من النوم على الأريكة ووجه الفقر ذاك لا يفكر أن يجلب لي

سريرا أو حتى فراش , غرفة لا نافذة فيها يدخل منها الهواء

والباب لم يعد بإمكاني فتحه خوفا من الأستاذ داشر طبعا , لا

أعلم كيف يفكر هذا المنحوس سيحصل على كل ذاك المال

ويقول لا يريده وأنه كرهه بل ما يحيرني أين يذهب براتبه هل

يدخره ليشتري منزلا آخر ! أجل مؤكد سيفعلها فعليا بالصبر

حتى يخرجني من هنا أو يطلقني , فتحت الباب وخرجت

لأفاجئ بكيس موضوعا أمامه فرفعته مباشرة ثم رميته فقد يكون

فيه أحد أبناء قطه ذاك أو أي شيء آخر , ضربته بقدمي ولم

يخرج منه شيء فرفعته مجددا وفتحته وأخرجت ما فيه أنظر

له بصدمة , فستان !! بل بلون جميل من الشيفون بدون أكمام

مخصر وواسع من الأسفل وأطرافه السفلية مقصوصة بشكل

أقواس مستحيل هل أحلم أم أن وجه الفقر عديم الذوق ذاك من

جلبه , عدت به للغرفة ولبسته فشعرت أني عدت مخلوقة بشرية

من جديد , يبدوا اعتذارا غير مباشر عن تصرفه الأحمق معي

البارحة , لو كان أمره يعنيني ما رضيت ولا أخذته منه حتى

يعتذر لكنه آخر ما في حساباتي والفستان أهم عندي منه ولا

يعنيني سبب إحضاره لي , خرجت بعدها من الغرفة مجددا

ولم تكن له أي حركة في المنزل , غريب أين ذهب في هذا

الوقت !! جيد سيتركني أطهوا الغداء بدون إزعاجه لي ياله

من يوم سعيد , أنهيت إعداد الطعام وسمعت صوت باب المنزل

يفتح فخرجت من المطبخ أنشف يداي فدخل ووقف ينظر لي

بصمت , نظر لجسدي نظرة شاملة ثم رفع نظره وقال ببرود

" لا تفسدي الفستان بالتسكع به في المنزل أريدك

أن تقابلي به أناس سنزورهم "

لويت شفتاي وقلت " ظننتك أحسست بالذنب وتريد الاعتذار

عن فعلتك لكني أخطأت "

قال متوجها جهة غرفته " ومن أنتي أصرف المال لأراضيها "

ثم وقف عند الباب والتفت لي وقال " الليلة سنزورهم "

لم أعبر عن فرحتي بالخروج من هذا السجن وتصرفت وكأن

الأمر لا يعنيني وقلت مغيرة مجرى الحديث " الخضار بدأ ينفذ "

فتح باب الغرفة وقال وهوا يدخلها " لا مال لدي كلي الفستان "

ثم دخل وأغلق الباب خلفه , خلصني الله منك يا أبو الفقر ذاته

لو أعلم فقط أين يصرف ماله وكل خوفي أن يكون مدمنا

على شيء ما ويتعاطاه , هززت رأسي بلا بقوة وقلت

" مستحيل لكان يضربني كل وقت "

ثم قلت بتفكير وأنا أحرك طرف سبابتي على شفتاي

" إذا أين يذهب به قد يكون بخيلا ويكنزه "

رفعت نظري فكان يقف في نافذة غرفته المرتفع وينظر لي

ويضحك بصمت على تحدثي مع نفسي , الوقح أبو الفقر ما

الذي رفعه هناك , وضعت يداي وسط جسدي وقلت بضيق

" هل لي أن أعلم لما تتجسس على خلق الله , ليتك

تسقط وتنكسر ساقك "

ضحك حينها بصوت مرتفع ثم قال " سنزور صديقتك

ترجمان الليلة "

ثم أغلق النافذة فقفزت من الفرحة لكن بصمت طبعا كي لا يسمعني

فأنا مشتاقة لهما حقا ولأول مرة تمر أيام لا أراهما فيها






المخرج كلمات للغالية آيفا رمضان


جميلة تلك من تفهم ما بداخلنا
والأجمل من تعرف كيف تصف
شوقنا لحروفها ولكلماتها وكتاباتها
بل رائعة تلك الأنثى التي تدفئنا
بمشاعرها التي وإن كانت باردة فبرود
تلك المشاعر كحصون من جليد الذي
الذي يرقص على نار تجعلك تذوب
وتحتار في تلك المشاعر وكأنها ملامح تختبئ
خلف ظلام أم أنها أشباه ظلال وكأنها
رياح تأتي بعد أن تكون أوجاع ما بعد
العاصفة , حينها ندرك أن برود تلك
المشاعر لن تكون من البشر بل من القمر
عندها نؤمن أنها مكان لي منازل القمر





فشكرا ليك من كل قلبي آيفا على الكلمات
المعبرة الي وصفتي فيها أسماء رواياتي بشكل جميل ومبهر

 
 

 

عرض البوم صور برد المشاعر  
قديم 18-12-15, 11:28 PM   المشاركة رقم: 12
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اميرة القلم


البيانات
التسجيل: Aug 2014
العضوية: 273354
المشاركات: 4,068
الجنس أنثى
معدل التقييم: برد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسي
نقاط التقييم: 4345

االدولة
البلدLibya
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
برد المشاعر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : برد المشاعر المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي رد: حصون من جليد / بقلمي برد المشاعر (الفصل العاشر)

 



النص بالمرفقات


شكرا منون على هالذوق الحلو ...... وموعدنا فجر الأربعاء إن شاء الله

 
 

 

الملفات المرفقة
نوع الملف: zip 2.txt.zip‏ (14.5 كيلوبايت, المشاهدات 27)
عرض البوم صور برد المشاعر  
قديم 22-12-15, 11:30 PM   المشاركة رقم: 13
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اميرة القلم


البيانات
التسجيل: Aug 2014
العضوية: 273354
المشاركات: 4,068
الجنس أنثى
معدل التقييم: برد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسي
نقاط التقييم: 4345

االدولة
البلدLibya
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
برد المشاعر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : برد المشاعر المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي رد: حصون من جليد / بقلمي برد المشاعر (الفصل الحادي عشر)

 







الفصل الثاني عشر


النص بالمرفقات

 
 

 

الملفات المرفقة
نوع الملف: zip 1.txt.zip‏ (15.7 كيلوبايت, المشاهدات 35)
عرض البوم صور برد المشاعر  
قديم 25-12-15, 06:04 PM   المشاركة رقم: 14
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اميرة القلم


البيانات
التسجيل: Aug 2014
العضوية: 273354
المشاركات: 4,068
الجنس أنثى
معدل التقييم: برد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسي
نقاط التقييم: 4345

االدولة
البلدLibya
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
برد المشاعر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : برد المشاعر المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي رد: حصون من جليد / بقلمي برد المشاعر (الفصل الثاني عشر)

 


أول شي لأن بنات شقيقتي أول ما يشوفوا اللاب أصابعهم


لأزراره على طول فنزلت الفصل هالوقت لأن صعب أنزله بعدين




وثاني شيءأحب أوجه شكر كبير للغاليات

لهفة مشاعر , آيفا رمضان , عبيركك , لهفة مشاعر , شموخي ثمن صمتي

نوره ( عميه ) , sunny smil , جنون شرسة , الجميله2 , em esoos

ahsas , ورودي ذبلت , الياقوتة الحمراء , مطلع القمر ~Morgana~

(Maysa) , آية الموسوي , hatice hatice , شوقي العنيد

دفء المشاعر H , همس الامومه , وعد الماهر



على دعمهم وتشجيعهم والكلام الكبير في حقي وحق الرواية وما ننسى

الأختين الغاليتين فيتامين سي ولمارا لإتاحتهم الفرصة لي لمعرفة قلوب

مثلكم لا حرمني الله منكم جميعا






الفصل الثالث عشر









نظرت له بترقب أتنقل بنظري بين عينيه أريد جوابا أي

جواب يا أواس أرجوك , قال بهدوء " عودي للمنزل ولا

تخرجي هذا الوقت ثانيتا "

قلت مجددا وبإصرار " من أنا يا أواس "

نظر لأعلى حبل الأرجوحة وقال " عودي للمنزل "

قلت بجمود " لا "

نظر لي وقال بضيق " عدنا للعصيان يا دُره "

وقفت وقلت " أجبني أولا "

أبعد نظره عني وقال " أنتي دُره سيدة هذه الأرجوحة "

اقتربت منه حتى وقفت أمامه وقلت " وأنت ؟ "

نظر لعيناي مطولا ثم قال بهمس " أواس الفتى الذي كان

يحملك على كتفيه وقدماه تنزف دما من كل مكان فيها "

شعرت بجسمي ارتجف وقلبي علت نبضاته فها هوا يذكر

التعذيب مجددا وبدماء هذه المرة , هززت رأسي بحيرة

وقلت بحزن " ماذا كان يحدث هنا أخبرني أرجوك "

نظر للأسفل وابتسم بسخرية وقال " اسكتي يا دُره نبهتك

سابقا عن فتح هذا الموضوع ولا أريد أن تكون النتيجة

كعصيانك لي اليوم "

بقيت أنظر لملامحه بصمت أتمنى فقط أن يغير رأيه تكلم يا أواس

حلفتك بربي وربك أن ترحمني وتخبرني ... تكلم ... تكلم الآن , رفع

نظره لي مجددا وبقينا على ذاك الوضع لوقت ثم قلت بهمس حزين

" آلمتني اليوم "

فمد يده لذراعي وشدني منها لحضنه وطوقني بذراعيه فشعرت

بقلبي علت نبضاته فوق علوها وبدموعي بدأت تزاحم عيناي لكني

لن أبكي فلم أكن للبكاء يوما , كانت تلك اللحظات الأغرب في

حياتي كان شعورا فاق كل وصف وأنا وسط حضنه لا أعلم ما

أقول عنه سوا أنه الشعور بالحضن الوحيد الذي عرفته حياتي

فلأني كنت أكبرنا ثلاثتنا فمند صغرنا كنت أنا من أحضن من

تبكي منهما حين تقع وتتأذى , مسح بإحدى يديه على ظهري

نزولا وقال هامسا " لازال يؤلمك "

اضطرب تنفسي على اضطرابه وقلت بذات الهمس ووجهي

يرسم تفاصيله على عضلات صدره " نعم كثيرا "

مرر أصابعه في شعري ودس وجهي في صدره أكثر وقال

" لا تعصيني ثانيتا يا دُره لا تتحدثي وأنا غاضب لا تناقشيني

لا ترفعي صوتك علي ولا تفتحي الدفاتر القديمة فالقادم أشد "

ثم تركني وأولاني ظهره وقال سائرا " هيا عودي

للمنزل أريد أن أسمع خطواتك خلفي "

تحركت حينها وسرت خلفه فسأكون غبية إن كررتها الآن تحديدا

وعصيته وهوا نبهني للتو , كيف تريد مني أن لا أسألك لا عن

زوجتك ولا ماضينا معا وعن سر كلماتك الغامضة ؟ كيف نعيش في

هذه الدوامة ولا أسأل ؟؟! كنت أراه يبتعد وتذكرت حديث ترجمان

وهي تضحك على الروايات الأجنبية حين يصفون بطلها بعريض

المنكبين فاره الطول وسيم الملامح مع حدة فيها وكنت مثلها لا

أصدق ذلك لكن الآن هذا الجسد والمشية تحت الضوء الضعيف

للمصابيح جعل منه صورة كخيال تلك القصص , ترجمان كانت

دائما تكره الرجل شديد بياض البشرة رقيق الملامح وتراه كالفتيات

وزوجها كان كما تكره بشرته تكاد تكون كالمرآة درجة أن لحيته

البنية تظهر منها بوضوح محددة بينما تعجبها شخصية كأواس

سراب يعجبها الرجل كإياس وأنا لطالما كنت أتمنى كزوج سراب

صاحب الملامح المسترخية والنظرة التي لا تفارق الأرض

فغريب كيف تعاكست أقدارنا

وقفت مكاني حين تذكرتهما فوقف لوقوفي رغم أنه ابتعد عني

قليلا لكنه شعر بي وقال موليا ظهره لي وبنبرة أمر " دُره "

خرجت منه بحزم جعلتني أتابع سيري وقلت " أريد أن

أرى شقيقتاي ولو أسمع صوتهما فقط "

قال وهوا يتابع سيره " ليس الآن "

قلت " متى إذا "

لاذ بالصمت ولم يجب ففهمت أنه عليا أن أنسى الأمر حتى يقرر

هوا , دخلنا المنزل وقال وهوا يتوجه نحو السلالم " خذي المسكن

وإن بقي يؤلمك أطرقي عليا باب غرفتي وسأآخذك للمستشفى "

ثم صعد السلالم فتنهدت بحيرة وكنت سأتوجه جهة ممر غرفتي

فوقفت مكاني وأنا أرى قطرات الدماء على حدائي وأسفل ساقاي

فنظرت جهته بسرعة وهوا يصعد وقلت منادية بقلق " أواس "

فوقف والتفت لي فصعدت له مسرعة حتى وقفت في الدرجة

التي تحت قدميه ونظرت لجسمه بالمكان وهوا ينظر لي بحيرة

ثم أمسكت يده وقلت " يدك تنزف انظر إنها مجروحة "

سحبها مني بقوة وقال صاعدا " لا شيء بها وقلت لا تصعدي "

ثم اختفى عني فهززت رأسي بحيرة ونزلت وتوجهت لغرفتي

خلعت حدائي وجلست على السرير ورفعت قدماي عليه ونصبت

ركبتاي ومررت أصابعي على الدم في ساقي ثم حضنت ساقاي
بقوة وخبئت وجهي فيهما , ماذا يحدث معك يا دُرر كيف يظهر لك


رجل من ماضيك يبدوا كنتِ تأخذين حيزا كبيرا في ماضيه ليتصرف

معك الآن بتناقض يجعلك أيضا تناقضين نفسك لتصبحي تسأليه

كل وقت من أنا وكأنك لا تعرفي من تكونين

شعرت بالألم ازداد في ظهري فاتكأت للخلف وتأوهت بهمس

ونظرت للسقف وقلت بابتسامة حزينة " يقول لا تصعدي للأعلى

أبدا وقال بلسانه إن أتعبك ظهرك أطرقي عليا باب غرفتي

فكيف يكون هذا "

نظرت بعدها جانبا ومددت يدي وسحبت كيس الحبوب من على

الطاولة بجانب السرير وأخرجتهم منه لآخذ حبتين عل هذا الألم

يخف ولا أطر للصعود له فقد ينسى أنه من قال ذلك ويعاقبني

عقابا جديدا







*~~***~~*








هززته مجددا ولم يجب ولم يفتح عينيه فشعرت أن عقلي توقف

عن العمل فما سأفعل الآن وكيف سأتصرف , أخذت هاتفه بسرعة

وفتحته فكان يغلقه برقم سري فرميته على السرير وقلت بضيق

" نعم نسينا أنك منظمة سرية "

ثم خرجت من الغرفة توجهت لغرفتي وأخذت العباءة وخرجت

ألبسها على عجل وغادرت المنزل برمته ووقفت في الشارع وفكرة

مجنونة تقول لي اصرخي بعلو صوتك ومن يسمعك سيخرج لك لكن

هكذا قد تكون فضيحة بلا فائدة , توجهت للباب المقابل لمنزلنا

وطرقته بقوة وفي قلبي أدعوا الله أن لا يكون منزل رجل أو رجال

عزاب , بعد قليل فتح رجل الباب فتنحيت جانبا وقلت " نادي لي

زوجتك أو أمك أو أي مخلوقة أنثوية هنا "

قال من فوره وهوا لم يخرج لي " كيف أنادي لك زوجتي في

هذا الليل ؟ من تكونين أنتي "

نعم جيد يعني لديه زوجة والأمر المطمئن الآخر أنه كلمني من

الداخل , قلت " أنا زوجة جارك المقابل لك هنا وزوجي مريض

وفقد الوعي ولم أعرف كيف أتصرف "

قال وهوا يدخل منزله " لحظات وأخرج لك "

بقيت واقفة هناك وخفت أن أرجع للمنزل ويكون استفاق ويوبخني

على إدخالي الرجل للمنزل , خرج بعدها مسرعا وامرأة تتبعه

وقالت " ادخلي معي حتى يراه زوجي "

هززت رأسي بلا وقلت " سأكون هناك , تعالي معي عليا

أن أرى ما به "

قالت وهي تمسك يدي " لن يسمح لي زوجي فادخلي معي

فقد ينادي أحد آخر ويأخذوه للمستشفى "

سحبت يدي منها وعدت للمنزل دخلت وكان زوجها خارجا من

الغرفة يتحدث في هاتفه وأنزل نظره وتخطاني قائلا " أخرج لي

فجاري المقابل لي متعب ومغمى عليه ولم يفيق "

ثم ابتعد جهة الباب وقال موجها حديثه لي " ابقي مع زوجتي

في منزلي رجاءا حتى نأخذه للمستشفى "

التفت له وهوا مولي ظهره لي وقلت " ما به ؟؟ "

قال وهوا يخرج من الباب " خيرا خيرا "

فشعرت بعبرة غصت في حلقي , كنت أريد الدخول له للغرفة لكن

الرجال سيدخلون هنا فما سيكون مظهري أمامهم , غادرت المنزل

مجددا ووجدت منزل جارنا لازال مفتوحا فوقفت عند الباب وطرقت

فقد يكون في الداخل فسمعت صوت زوجته قائلة

" أدخلي لا أحد غيري هنا "

فدخلت حينها منزلهم فكان نسخة عن منزلنا فها نحن لسنا وحدنا

نعاني , الاختلاف الوحيد أنهم يغطون وسطه بسعف النخيل ليحميهم

من أشعة الشمس , أدخلتني لغرفة الضيوف وجلست هناك وغادرت

هي وبدأت حينها أشعر بأعصابي تحترق وبدأت دموعي بالنزول وكل

خوفي كان من أن يكون مات فالرجل قال أنه لم يستفيق مهما حاول

كنت أبكي خوفا من موته نعم لكن ليس من أجله بل من أجلي فأين

سأذهب بعده غير للشارع , حتى دار الأيتام لن تقبل بواحدة في سني

ترجمان ودُرر متزوجتان من منهما سيقبل زوجها بي , الآن فقط

اكتشفت أنه سند لي يحميني ولو من الشارع , دخلت زوجته تحمل

لي كوب ماء وما أن رأتني أبكي حتى وضعته سريعا على الطاولة

وتوجهت نحوي وجلست بجواري وحضنت كتفاي وقالت مهدئة

لي " سيكون بخير اهدئي لما كل هذا الخوف "

قلت بعبرة " كيف أهدأ فلا أحد لي بعده غير الله كيف

يموت ويتركني "

مسحت لي دموعي وقالت " لا حول ولا قوة إلا بالله من

قال لك أنه مات سيكون بخير لا تخافي "

ولم يزدني كلامها سوا بكاء فمدت لي كوب الماء وجعلتني

أشربه مجبرة ثم قالت " أين أبنائك أم ليس لك أبناء "

هززت رأسي بلا فوقفت وشدتني من يدي قائلة " قفي معي

اغسلي وجهك وتوضئي وصلي ركعتين وادعي له وستهدأ نفسك "

وقفت ودخلت الحمام توضأت وصليت ودعوت الله لأجد نفسي أدعوا

أن يحميني بعده من الشارع أن يتركوني في المنزل حتى أتدبر أموري

أولا ونسيت الدعاء له تماما لأكتشف أكثر أن كل ما يعنيني نفسي

فدعوت إن كان يتعاط المخدرات أن يموت ويرتاح وأرتاح منه فقط

هذا كل ما قدرت عليه فلا أحد له أخاف أن يبقى بعده غيري لأقول

يا رب أحفظه من أجله , بعد قليل رن هاتف المرأة فوقفتُ من

على سجادة الصلاة أنظر لها بترقب فأجابت عليه قائلة

" نعم يا قيس بشر كيف حالته "

قالت بعدها مبتسمة " الحمد لله زوجته تبكي وكادت تجن "

أبعدت بعدها الهاتف عن أذنها ومدته لي قائلة

" خدي كلميه واطمئني أنه بخير "

فهززت رأسي بلا وقلت " المهم أنه استفاق وبخير "

أعادت هاتفها لأذنها وقالت " لا تستطيع مكالمته الآن

متى سيخرج "

" حسنا وداعا الآن "

أنهت المكالمة وقالت " سيخرج صباحا هوا بخير كنت أود أن

تبقي معنا حتى يخرج لكن زوجك طلب أن تعودي للمنزل "

خلعت حجاب الصلاة الخاص بها وقلت " لا داعي لهذا فهوا

يبات دائما في عمله ومعتادة على النوم وحدي "

شكرتها وودعتني حتى الباب وعدت لمنزلي وأغلقته خلفي

ودخلت , الحمد لله يبدوا أن عمره أطول مما كنت أتخيل وها

هوا لم يمت , غبية يا سراب ما أخافك عليه لو مات لتخلصتِ

منه ومن سجنه لك وقد ترثي أنتي منه مال ذاك العجوز وتحكم

به المحكمة لك آه ليته مات , أف ما بي هكذا ؟ توجهت لغرفتي

وما أن وصلت الباب حتى غيرت رأيي وتوجهت لغرفته دخلت

وتوجهت لسريره وقفزت عليه فرِحة سأنام ليلة على سرير ولو

شبه مريح , نمت عليه على ظهري وفردت يداي وساقاي , لو

فقط تركوه لديهم أسبوع , قفزت بعدها واقفة حين تذكرت أن ذاك

القط يشاركه هذا السرير وسيأتي لزيارتي في أي وقت فخرجت

من الغرفة وعدت لغرفتي وأغلقتها جيدا فهوا يعرف كيف ينكد

علي حتى وهوا غير موجود

في الصباح استيقظت على صوت الباب يفتح فخرجت من الغرفة

ووقفت أمامها فدخل وفي يده كيسا لا أعلم ما به , وقف عند باب

غرفته ونظر لي مطولا بصمت وأنا أبادله ذات النظرة حتى قال

" كيف تخرجي وتطرقي باب الجيران ؟ هل فكرت أنه قد يكون

يعيش فيه رجلا لوحده وكيف تكون أخلاقه "

نظرت له بصدمة هل هذا جزائي أني جلبت من أنقذه ! تابع

بضيق " لا وتدخلين معه هنا وتتبادلين الحديث معه فضحتني

في الحي , لكن ما سأتوقع منك تربية سحرة مجرمين "

قلت بحدة " هييه أحفظ لسانك , الحق علي أني خفت أن تموت

وبحثت عمن يأتي لإنقاذك المفترض بي أن تركتك مت

وفررت منك بجلدي لكني غبية حقا "

ابتسم ابتسامة ساخرة لم تزدني إلا اشتعالا ودخل الغرفة وأغلقها

خلفه بقوة قبل أن أنهي باقي كلامي فصرخت من الخارج " تربيتي

أفضل منك يا مدمن المخدرات , لن أنساها لك يا آسر تسمع "

فأغلق النافذة بقوة كي لا يسمع صوتي فدخلت غرفتي أتأفف وأشتم

فيه بغيظ , لكن مهلا كيف علم أني تحدثت مع الرجل فيبدوا يستحي

مستحيل أن يقولها له , وضعت يداي وسط جسدي وضيقت عيناي

الوغد المخادع كان يعي ويسمع كل ما كان يدور حوله إذا فما السر

وهوا لم يستفيق مهما حاول ذاك الرجل معه فهل كان يعي ويسمع

ولا يمكنه فتح عينيه والحركة أم ماذا !!!







*~~***~~*







نزلت والدتي من السلالم مسرعة وهي تقول " ما بكم صراخكما

وصلني للأعلى ماذا حدث "

قال مصطفى بصراخ غاضب " تعالي وانظري لابنك وأفعاله "

اقتربت منا قائلة بضيق " ما بك توقفا عن الشجار متى ستعقلون

كل يوم اثنين متسببان لي بفضيحة مع الجيران "

ثم نظرت لي وقالت " ما بك يا خالد فليست عادتك أن

تدخل في مشاكل مع إخوتك "

قال مصطفى بضيق " ابنك المصون الذي لا يعرف المشاكل

كما تقولين أخذ الذهب والحلي الذي اشتريناه لرغد

وأعطاه لها تصوري "

نظرت لي وشهقت بصدمة ضاربة صدرها بكفها وأنا أنظر لها

بأبرد ما لدي من أعصاب وقلت بهدوء " وذهبها فلا تنسى "

قالت أمي بضيق " تأخذ لتلك الحرباء الذهب يا خالد وهي من

تركت منزلها وشقيقك وأخذت منه ابنته "

قلت بضيق " الذهب من حقها خافوا الله في اليتيمة فشقيقها لن

يسكت لكم حتى إن كانت بلا والد فلا تستهزئا من حالها يكفي

ضربه الدائم لها وكأنها بعير وأمامنا أيضا "

قالت بحدة " هذا ما يهلكك يا ابن بطني قلبك العفن الذي يرق

على الظالم والمظلوم , تستحق ما أتاها تلك الساحرة هي وأمها

سحروا شقيقك والآن أنت "


حدثها مصطفى مشيرا لي " تفضلي الآن جِدي لنا حلا معه ومع

الذهب الذي من المفترض أن يكون للعروس الجديدة وسنؤجل

الموعد بسببه "

نظرت لي وقالت " تذهب وتحضره أو تشتري غيره "

قلت مغادرا " لا هذه ولا تلك "

ليصرخ مصطفى من خلفي قائلا " أقسم أن يدفعوا الثمن ولن أطلق

ابنتهم , أنا يرفعوا عليا قضية ليأخذ مني نفقة ابنتي ويأخذوها

مني , سأريه ذاك الصعلوك الطفل "

خرجت من المنزل وتركتهما فأكبر ما يقدر عليه الصراخ وأن

يجمد قضية الطلاق لوقت وفي النهاية سيحكم بها القاضي لهم ولن

يحصد شيئا من تهديداته , ينجب الأبناء ويرميهم للشارع , يكفي

ضربه لها وسجنها تئن من الألم طوال الليل , ركبت سيارتي واتكأت

على مسند ظهر كرسيها وأغمضت عيناي وأنا أتذكر صوتها حين

كنت أسمعه من فتحات قابس الكهرباء المشترك بين غرفتي وغرفتهما

أي بشر هذا الذي تسمح له نفسه بضرب وتعذيب غيره , كم مرة هددته

بأني سأخبر شقيقها ووعدني أنه لن يضربها مجددا وأخلف وكنت أنتظر

أن تتخذ هي تلك الخطوة وتخبره بنفسها وفعلتها أخيرا وكما توقعت كان

له إياس بالمرصاد وفكر جيدا حين جعل طلاقها من المحكمة والنفقة

تكون للوالد فقد أقنعني في آخر زيارة لي لهم بتفكيره فإن مات لن

تستطيع رغد دفع ما ستحتاجه ابنتهم وهي حتى دراستها لم تنهيها

وشقيقتيها أيضا لازالتا تدرسان وستتزوجان وتعيشان حياتهما فعلى

مصطفى أن يتحمل دفع كل ما تريده ابنته وبالقانون أيضا وأعرفه

جبان ويخاف السجن وسينصاع لهم , شغّلت بعدها سيارتي وغادرت

من هناك حتى تهدأ براكينهما أولا وأعرف أنه لن يستطيعا شيئا

سوا تأجيل زواجه الجديد حتى يشتري الذهب للأخرى








*~~***~~*








نظر لي ببرود وأنا أكاد أموت من الضحك وقلت بعدما تنفست

الصعداء " من كل عقلك يا آسر تفعل كل تلك التمثلية "

رمى يده وقال " أردت أن أرى إن كانت ستنتهز الفرصة

وتهرب أو تقتلني أو تحاول سرقتي "

جلست على طرف الطاولة وقلت مبتسما " لكن أي شيء

من ذلك لم يحدث وهذا المفيد "

قال بضيق " الوقحة جلبت جاري ليثها هربت كان أفضل "

عدت للضحك مجددا وقلت " أقسم أنكما ثنائي رائع "

وقف ولبس قبعته وقال " أنت وابنة خالك الثنائي يا أحمق "

وقفت وقلت " وما فعلت بعدها "

قال مغادرا المكتب " لا شيء خاصمتها لأسبوع ولا

أكلمها رغم أني أراها مبسوطة بذلك "

أخذت قبعتي بسرعة وتبعته قائلا " بالتأكيد ستسعد بذلك فأنت

كنت تنكد عليها طوال الوقت وستسعد بمخاصمتك لها , من

كثرة رومانسيتك معها لتفتقد كلامك "

خرجنا من المركز وفتح باب السيارة قائلا " وهذا ما ينقص

أغدق تلك الجشعة بالكلام الرومانسي ما رأيك أن آخذها في

شهر عسل أيضا "

ركبت بجانبه وأغلقت باب السيارة وانطلقنا وقال " قلت بما

أنها ثرثارة فما أن أسكت ستنفجر من الوحدة ويبدوا لي

تتعمد إظهار لا مبالاتها "

نظرت له وقلت بهدوء " لما لا ترضى بواقعك وتعيش

معها كزوجين طبيعيين "

قال ساخرا ونظره على الطريق " هه قل هذا لنفسك قبلي "

نظرت أماما وقلت " فرق كبير بيني وبينك يا آسر وفرق أكبر

بين زوجتك وزوجتي , لو كانت ترجمان مكانها ما رضيت أن

تطهوا لك ولا غسلت ثيابك ولجعلتك تهرب من المنزل بلا حداء "

ضحك وقال " قالتها صديقتها سابقا ليثهم زوجوك بترجمان

لأحرقت لك منزلك وخرجت "

هززت رأسي وقلت " تفعلها دون أدنى تردد أو تفكير "

تأفف وقال " كادوا لنا يا رجل أقسم أنها أكبر مكيدة وقعنا

فيها ليثني ما وافقته مالي ووجع الرأس "

فتحت النافذة وقلت " ترى ما أخبار أواس مع ثنائيه أراه

الوحيد الذي لا يتحدث "

قال ببرود " من كثرة ما تتحدث أنت مثلا , وحدي أثرثر بينكم

أواس ذاك يبدوا يعيش في العسل مع القشديه محمرة الخدين

لذلك لا يتكلم , انتقاها يا رجل وأصاب "

ضحكت وقلت " وما يدريك بذلك ثم لا يسمعك تتكلم

هكذا تعرفه غيور جدا فيما يخصه "

قال بابتسامة ساخرة " صديقتها من تحدثت عنها بل سُعدت

أنها لم تكن لي أي أنها تعلم أنها أفضلهم "

قلت مبتسما " إذا محظوظ حقا أواس لقد هزمنا واختارها

بمحض إرادته فيبدوا يعرف جيدا كيف تكون "

مرت حينها سيارة فتيات بجانبنا وصفرت لنا إحداهن وسرن

أمامنا فقال بضيق " أغلق النافذة يا ساحر النساء عشنا

ورأينا يضايقن رجل شرطة أيضا "

ضحكت وأغلقت النافذة ووقفنا حينها أمام مركز شرطة المرور

وقال وهوا يفتح باب السيارة " وأنت يا أبو الشجاعة

ماذا حدث معك "

نزلت أيضا وأغلقت الباب وقلت " اسكت يا رجل تنام بجانبي

كل ليلة وكأنها تنام وحدها ولا تعلم عن حالي فلست

أعلم حتى متى سأتحمل "

دار ناحيتي ووضع يده على كتفي وقال" ولما لا تأخذ

غرفة لوحدك "

ضربته بكفي على ظهره وتحركنا قائلا " أقسم أن يجن

جنون أمي حينها "

دخلنا وقال ضاحكا " أنت زرعت أنت تجني "

قلت بصوت منخفض ونحن نجتاز رجال الشرطة " وهل ترى

الأمر بيدي أخبرتك أنهم لن يرضوا أن أطلقها فأمامي حلين

فقط إما أن أغيرها أو أرضى بهما كما هي وأرى كل واحد

منهما أصعب من الآخر "

قال بهمس " والحل الثالث أن تنتظر حتى تحدث معجزة

تخلصك منها "

تنهدت بضيق واكتفيت بالصمت , ما ستكون هذه المعجزة ووالدتي

سعيدة بها بجنون وتعجبها وخالي لا يراني مرة إلا ويوصيني عليها

فمن أين سأجد الحيلة التي تجعلني أطلقها دون أن ينزعجوا وأن

يقفوا في صفي أيضا , والحال المزري أننا أسبوع أحاول تجنبها

طوال الوقت وهي ولا كأنها متزوجة ولها زوج تطبق الاتفاق

بحذافيره حتى إن جلست معهم تنشغل بالحديث مع سدين أو رغد

أو تلعب مع ندى ولا تشارك حتى في أي حديث أكون فردا فيه

أي وجودك كعدمه أمامي ولا أراها تتعمد ذلك بل فعلا لا تهتم

لأمري ويبدوا تنتظر الفكاك مني لكن كما قال آسر داوها بالتي

كانت الداء وفي كل شيء فحلين فقط أمامي إما أغيرها أو أرضى

بها هكذا وهذا أراه مستحيلا فلم أقتنع بهذا النوع من النساء حياتي

دخلنا مكتب مدير الشرطة وجلسنا وقلت " نريد أوامر ضبط

المطلوبين وما حدث فيها لدينا أوامر بمراقبة العمل هنا "

وانهمكنا في عملنا هناك لننتقل بعدها لبعض نقاط التفتيش ولست

أعلم حتى متى سنعمل عمل غيرنا أيضا فما علاقتنا نحن

بشرطة المرور ومهامنا المداهمات والقبض








*~~***~~*







كنت جالسة معها ضامه ساقاي لحظني أراقبها وهي تعمل

على هذه الآلة الخشبية الكبيرة الغريبة بانسجام حتى قالت

" دُرر هل لي بسؤال "

نظرت لها من خلف خيوط آلتها المتراصة وقلت " نعم "

قالت وقد عادت لعملها " هل ينام أواس معك ليلا "

نظرت للخيوط بشرود وقلت " لا "

تنهدت وقالت " إذا كل واحد منكما في غرفة "

قلت بهمس " شيء من هذا القبيل "

عادت لعملها ولصمتها فقلت " ماذا ستفعلين بهذا

الذي تنسجيه بالصوف "

قالت ناظره للأعلى حيث تمرق أصابعها بين الخيوط لتمرر

الصوف المغزول " بطانية من الصوف النقي لصديق

لأواس طلبها منه "

ثم أنزلتْ ما مررته وتابعت وهي تمرر غيره " سبق وصنعت

لأواس واحدة عندما كان يدرس في الكلية فكان لا يتغطى إلا بها

لأنها تقي من البرد بشكل كبير وصديق له يريد

واحدة وها أنا أصنعها له "

اتكأت على الجدار وقلت ولازلت حاضنة ساقاي

" منذ متى وأواس متزوج من زوجته تلك "

وضعت ما كان في يدها ونظرت لي وقالت مبتسمة

" هل بدأنا نغار "

ابتسمت بحزن وهززت رأسي بلا فقالت

" منذ عامين أو أقل بقليل "

نظرت لأعلى الآلة وقلت " غريب كل هذا ولم تحمل زوجته

أم أنهما كانا هكذا متشاجران منذ البداية "

نظرت لي بابتسامة أفهم مغزاها ولم تجب فنظرت للأسفل وقلت

" مجرد فضول فقط لا تذهبي بفكرك بعيدا "

انفتح حينها الباب ودخل منه أواس فأنزلت قدماي وعدلت جلستي

وهربت بنظري منه للأرض فتوجه نحونا في صمت وجلس على

السرير وقال " دُره أحضري لي كوب ماء بارد مع ثلج "

وقفت من فوري وغادرت الغرفة مسرعة وكأنها ساعة الفرج حلت

علي فجلوسه بجانبي وترني أكثر من وجوده , توجهت للمطبخ

وطلبت من الخادمة أن تعطيني الماء والثلج ووقفت أنتظرها

سارحة بنظري في الأرض , بعد تلك الليلة لم أره سوا لمحات

بسيطة فهوا إن لم يكن في عمله في مركز الشرطة يكون في

معرضه ومحلاته التي حكت عنها عمته ويبدوا لا يأتي سوا لينام

ليلا ويبدوا أيضا ينام في غرفته تلك في الأعلى لأني لازلت أسمع

طرق زوجته وصراخها طالبة أن نفتح لها ليلا أي أنه ليس معها

هناك , لو أفهم فقط شيئا في حياة هذا الرجل وكيف يفكر

" الماء جاهز سيدتي "

انتبهت لها وأخذت الكوب منها وعدت جهة الغرفة وما أن

وصلت حتى سمعت عمته تقول " لكن هذا لا يجوز بني هي

زوجتك ولها عليك حق فإن كانت وجد مخطئة في شيء وأنتما

على خلاف فدُرر لا أرى شيئا عليها فعش حياتك معها واترك

الماضي الذي لا يجدي نبشه في شيء "

وضعت يدي على قلبي فكلمة ماضي وحدها كفيلة بتحريك

دفة الموضوع لمنحدر مبهم وسيء , تأفف وقال " عمتي قلت

منذ البداية أمر دُره لا تناقشيني فيه "

قالت بضيق " وما الذي أناقشك فيه برأيك كل شيء

ممنوع عني التحدث فيه "

كرهت وضعي وكأني أتجسس على حديثهما ففتحت الباب الشبه

مغلق ودخلت واقتربت منه ومددت له كوب الماء فأخذه مني

وبدأ يحرك الثلج بتحريه له ومرفقيه على ركبتيه ينظر للأرض

فقلت بهدوء " هل تريد شيئا آخر أم أذهب "

هز رأسه بلا دون أن يجيب فخرجت وأغلقت الباب وهربت

منه لغرفتي التي دخلتها وأغلقت بابها واتكأت عليه , ترى ما

عنت عمته بأن ينسى الماضي الذي يحاول نبشه والكلام كله

كان عني , ما علاقتي أنا بالماضي ولما سأدفع ثمنه فهذا

الواضح من كلامهما , ترى ما قصتي معك يا أواس ؟؟ لما كنت

أضربك كما كنت تقول وهل ستُدفعني ثمن خطئي أم خطأ غيري

نظرت للسقف وأغمت عيناي وقلت بحزن " يا رب قوني

على القادم فيبدوا كما قال القادم أشد "








*~~***~~*








خرجت دُرر وقالت عمتي وقد عادت لعملها

" والدك يسأل عنك "

شربت دفعة أخرى من الماء وقلت " لو أردت

سماع صوته لأجبت عليه "

تنهدت واكتفت بالصمت وغادرت أنا ببصري وذهني للأرض

لم أرى أن جدها تحرك حتى الآن ترى أيكون لم يهتم أو لم تصله

الرسالة , يستحيل أن لا يهتم لأمر حفيدته فما السر يا ترى !!

أخرجت هاتفي على صوت عمتي قائلة " خذني وزوجتك للسوق

لتشتري ثيابا فهي ترفض لبس ملابس ابنتي رغم أني أخبرتها

مرارا أنها لا تحتاجها وهي هناك "

وضعت الكوب على الطاولة وقلت " سأرى "

ثم نظرت لها وقلت " سوف آخذك لمنزل والدي لفترة

لتري ابنتك هناك "

نظرت لي باستغراب فوقت وقلت " وسأحضرك بنفسي فيما بعد "

هزت رأسها بحسنا ولم تعلق فتركتها وهممت بالمغادرة فقالت قبل

أن أخرج " لا تقسوا عليها يا أواس حلفتك بالله فأنا أعرف سبب

إخراجك لي من هنا , هي ليست كوجد أبدا لا في طبعها

ولا في مكانتها لديك "

فخرجت حينها وأغلقت الباب خلفي ولم أعلق على كلامها , خرجت

من المنزل وتوجهت يمينا حتى وصلت شجرة السنديان وأرجوحتها

تحديدا , وقفت عندها وأمسكت الحبل وبدأت بتحريكها أنظر لها شرود

وعادت بي ذاكرتي لذاك الزمن وهي جالسة عليها أحركها بها ببطء

فنظرت لي بعينيها الخضراء الواسعة ومالت برأسها وقالت بتلك

الابتسامة التي أعشق وتزيل وحدها الهموم عني

" أمس ذهبنا لحفل زفاف جود "

ثم أشارت بكلتا يديها وقالت " فستانها كان كبييييرا ورائعا "

ثم أدارت أصبعها على نهاية بنصرها وقالت

" ألبسها العريس خاتما جميلا هنا "

ثم رفعت غرتها وقالت " وقبلها هنا "

وكانت تحكي عن قالب الحلوى وكيف أطعمها منه وأنا أراقبها

مبتسما فرفعت نظرها لي وقالت " هل حين سأكبر سيكون

لدي فستان وخاتم مثلها "

هززت رأسي بنعم مبتسما فضمت يداها لصدرها وقالت بسعادة

" رائع هل سيصبح لدي عريس وحفل أيضا "

ضحكت دون أن أعلق على كلامها ثم أنزلتها من الأرجوحة فنظرت

لي وأنا أعدل لها فستانها القصير وقالت " لكني لا أريد أن يكون

اسمه حسام كعريسها فهل يمكنني تغييره "

قبلت خدها وقلت مبتسما " نعم وشكله أيضا "

قفزت فرحة فقلت وأنا أبعد خصلاتها المتطايرة من شعرها عن

وجهها " وما الذي لا يعجبك في حسام وتريدي تغييره أيضا "

حضنتني وتعلقت بعنقي وقالت بصوتها الرقيق

" أريده يشبهك أنت واسمه أواس "

فضحكت وأبعدتها عني وقلت وأنا اربط حزام فستانها

" على جدك أن يكون اختفى من الخليقة حينها "

نظرت لي بعدم فهم فوقفت وأمسكت يدها وقلت سائرا بها بقدمين

تعرجان من الألم " لن يترك أي فرصة لذلك يا دُره ولن

يحدث أبدا فأشباه حسام أفضل لك من الآخر صدقيني "

دفعت الأرجوحة بقوة لتعود وتصطدم خشبتها بساقي وابتسمت بألم

بل بسخرية على حالنا , ها قد صرت زوجك يا دُره لكن بلا فستان

ولا خاتم زواج ولا حفل والأغرب أن ذلك حدث وجدك لازال على

قيد الحياة فمن يا ترى انتصر على من ومن سيكون الخاسر غيره

نظرت جهة باب الملحق وأدخلت يدي في جيبي وأخرجت هاتفي

وأرسلت الرسالة التي جهزتها لتصل له هناك










*~~***~~*








دخلت المنزل ووجدتها جالسة على الطاولة وفي يدها صينية

الأرز تحركه وترمي الفاسد منه على الأرض فوقفت وقلت

" لم أرى واحدة تكثر على نفسها الأعمال فمن سيكنسه

غيرك يا غبية "

نظرت لي حتى أنهيت كلامي ثم عادت بنظرها للصحن وتابعت

ما تفعل وبدأت تغني أغنية عن الملل والمملين فضحكت عليها

فتأففت وقفزت من على الطاولة ودخلت المطبخ فيبدوا كما قال

إياس كانت مستمتعة بتخلصها من مضايقتي لها , تبعتها للمطبخ

ووقفت عند الباب وقلت " يبدوا أن غدائنا سيتأخر وأنتي تعلمين

أن عملي سينتهي عند هذا الوقت "

بدأت بتقطيع الخيار ولم تتحدث فأملت وقفتي وقلت

" هذا كله بسبب الغناء على أساس أن صوتك جميل فالجيران

منزعجين منه ويشتكون لي "

قالت ساخرة " جارك المقابل لابد أعجبه صوتي فأنا أغني

له تحديدا تربية الشوارع قليلة الحياء "

هكذا إذا , قلت ببرود " لا تخلطي الأمور فأنا لم أقل إلا الحقيقة "

نظرت لي ورمت السكين وقالت بضيق " أغرب من

أمام وجهي لا أريد أن أراك تفهم "

قلت بحدة " تصمتي ولا ترفعي صوتك علي أو حطمت وجهك

ولا يتأخر الغداء هكذا ثانيتا فأنا أرجع من عملي جائعا لم

أكن أتسكع وآكل من الشارع "

قالت بغضب ملوحة بيدها " كيف تريد أن أغسل وأنظف

وأكوي واطهوا الطعام في وقت واحد هل قالوا لك عني آلة "

قلت مغادرا " ما لدي قلته وسأستحم وأخرج وويلك مني

إن لم أجده جاهزا "

دخلت غرفتي وأخرجت ثيابي وكل تفكيري في علاج عبير

وموعد رانية عند الطبيب والأدوية وكيف سأقسم الراتب للشهر

ليكفي مصاريف المنزلين , لو فقط تنتهي القضية لأطمئن عليهم

هم تحديدا فهؤلاء الفتيات نصفهن طفلات وكل شهر ستخرج

واحدة بشيء يريد مالا وأخاف إن قصرت في شيء يخفوا عني

الأمر فالمرض لا أحد يتهاون فيه لأنه سيتطور لمشاكل أكبر

خرجت من الحمام ووجدت الغداء على الطاولة فجلست وبدأت

بالأكل ومن أول لقمة مضغتها بصعوبة لأن الأرز كان قاسيا

هكذا إذا يا سراب , رميت الملعقة ووقفت وتوجهت لغرفتها

طرقت الباب بقوة وقلت " أخرجي أو كسرته عليك "

فتحته وقالت " ولما تكسره أنا لست خائفة منك ولن أغلقه "

شددتها من ذراعها وأخرجتها معي حتى وصلت بها للطاولة

وقلت بأمر " أجلسي هنا "

قالت وهي تحاول سحب ذراعها " لا أريد أترك يدي "

أجلستها بالقوة وقلت " تجلسي رغما عنك وتأكلي صنع يديك "

قالت بضيق " تريده وقت خروجك من الحمام فهذا ما أمرت به "

أشرت على الصحن وقلت بحدة " كلي "

قالت بتحدي " لا لن آكل "

قلت بغضب " قسما يا سراب إن لم تأكلي الآن كان

لي تصرف آخر معك "

نظرت لي للأعلى وقالت " لا أريد لم تأكله أنت فلما آكله أنا "

قلت من بين أسناني " لو تريدي أن أشد شعرك

وأطعمك بالغصب فارفضي "

رفعت الملعقة بتردد وحركت بها الأرز فقلت بأمر " بسرعة "

قالت ببكاء " مما مخلوق أنت كيف سآكل هذا "

تحركت وجلست أمامها وقلت " ولما لم تفكري كيف سآكل أنا هذا "

هزت رأسها بلا تمسح دموعها فقلت " أماك خمس دقائق فقط

أو قسما سجنتك وداشر في الغرفة "

بدأت تأكل وتمسح دموعها وتبلع الأرز بالغصب وأنا أنظر لها

ببرود واضعا ساق على الأخرى ومكتفا يداي لصدري حتى

أكلت أكثر من نصفه ثم أمسكت فمها بيدها وقالت

" لا أستطيع سأموت "

وقفت حينها وقلت " تذكري فقط أنك كلما كررتها ستأكلينه

أنتي وكل الكمية ليس كهذه المرة "

ثم توجهت لغرفتي دخلتها وأغلقت الباب خلفي







*~~***~~*








أمسكت أصبعها الصغير بإصبعي تحاول كل واحدة منا شد

الأخرى وهزمها وكنت طبعا أدعي أنها هزمتني وهي تصفق

بحماس وحرارة وسلسبيل وسدين تتحدثان بجانبي منسجمتان

وكان حديثهما عن الجامعة حتى قالت سدين

" غريب أمر نورس لم تزرنا من مدة "

ضحكت سلسبيل وقالت " فآتتك آخر الأخبار "

قالت سدين بفضول " هل تزوجت "

ضربتها سلسبيل وقالت " حمقاء وكيف تتزوج ابنة

عمك ولا تسمعي بذلك "

ثم اقتربت منها وقالت مبتسمة " بعد خبر زواج إياس

سجنت نفسها في غرفتها ليومين وهي في بكاء

مستمر وضنوا أنها مريضة "

قالت سدين بحيرة " لم أتوقع أنها تأخذ الأمر بجدية

ظننته لعب أطفال فقط "

قالت بعد ضحكة صغيرة " قسما أنك غبية فأي لعب أطفال

هذا وهي كانت تنظره باليوم والساعة أن يذهب لخطبتها فحين

علمت أنه يريد زوجة عاقلة ويحب شخصية الفتاة الهادئة الخجولة

أصبحت أمام الجميع كقطعة الخشب ليصله الخبر و يخطبها وحين

علمت أن والدتي هي من ستبحث له عن عروس والجميع يعرف

ذوق والدتي وأنها تكره الفتاة الهادئة الصامتة طوال الوقت أصبحت

مرجوجة فجأة وملتصقة بوالدتي ولا تتوقف عن الكلام والضحك

وما أن علمت بخبر زواج إياس حتى جن جنونها والكلام

أكيد وعلى لسان حلى شقيقتها "

قالت سدين " تزوج معذب قلوب فتيات العائلة أخيرا فليرحمونا

من نفاقهم لنعرف العدو من الصديقة فيهم "

عدت بنظري لندى المنسجمة مع دميتها وأهملت حديثهما الذي

أصبح مملا ، لما لم يتزوج ابنة عمه ويرحمني مادامت ميتة عليه

هكذا ومستعدة أن تصبح كما يريد ، غبية لا أغير شخصيتي من

أجل رجل كان من يكون وإن كنت ميتة عليه فمن لم يحبني لذاتي

وشخصيتي كما هي لا أحتاجه منذ البداية ، دخلت حينها عمتي

وإياس ذراعه تحضن كتفيها ويتحدث معها فعدت بنظري جهة

ندى وقلت " أريني ماذا تفعلين لها "

وشغلت نفسي معها كالعادة فكما توقعت هما سيجلسان معنا والذي

يراني جدار أعامله كجدارين , أنا يهمشني حتى حين يتحدث عن

موضوع يأخذ رأي الجميع عداي , إن كان هذا يراه أسلوب زوج

فأنا أراه مثله وزيادة ، ما أن جلس حتى قال " ندى تعالي حبيبة خالك "

فوقفت وانتبهت له حينها وركضت له فرفعها وهوا جالس قائلا

" هوووب أين لا تسلمين علي "

ثم بدأ يقبل عنقها وهي تضحك ووقفت سدين مغادرة بعدما بدأ

هاتفها بالرنين ولم تبقى سوا سلسبيل التي نادتها رغد وكأنهم

متفقون علي , نومها في حجره وبدأ يدغدغها وهي تضحك وعمتي

تنظر لهما مبتسمة ثم قالت " أراني الله ابنكما قريبا ليحظى بكل

هذا الدلال "

نظرت جانبا ولويت شفتاي , ابن ماذا الذي تنتظرينه ومن ماذا من

الأريكة أم من المرأة التي لن تحرك فيه شيئا ليقربها حد قوله

عدت بنظري جهتهما فكان ينظر لي ويقبل خدها وقال

" لن يكون بمعزتها ولو كان ابني "

أبعدت نظري متجاهلة له وبدأت ألعب بخصلة من شعري بين

أصابعي وأنزل هوا ندى للأرض فقالت له " إياث حمااام "

فشعرت أن ساعة الفرج جاءتني فوقفت وتوجهت نحوها

وأمسكت يدها وأخذها معي قائلة " تعالي سأآخذك أنا "

أوصلتها الحمام رفعت لها فستانها وتبته كما تفعل رغد وأدخلتها

أجلستها وخرجت بحثا عن والدتها فوجدتها في المطبخ فوقفت عند

الباب وقلت " ابنتك في الحمام أوصلتها لأهم نقطة فيه والباقي عليك "

تركت ما في يدها وتوجهت نحوي وقالت مبتسمة " هذا تطور

جيد فأنتي كنتِ لا تحبين ولا إيصالها له "

خرجت أمامي وتبعتها قائلة " آخر مرة طبعا فلا تستغليني "

ضحكت وذهبت لابنتها وصعدت أنا لغرفتي بما أنها خلصتني

من الجلوس هناك ، دخلت غرفة الملابس ووقفت أمام المرآة

الكبيرة فيها أنظر لنفسي , ماذا ينقصني ليقول أن نفسه لن ترف

للمسي ولم يفكر أبدا ولا في الاقتراب مني أو نظر لي نظرة

رغبة رغم أننا ننام معا , عديم الذوق كل هذا لا يحرك فيه شيئا

أملت وقفتي ورميت مشبك الشعر من شعري لينزل مغطيا ظهري

ومررت أصابعي فيه من الأمام فهوا على طولين أماما جزء عند

نصف ذراعاي وجزء عند كتفاي والباقي طويل في الخلف حتى

نهاية ظهري , أملت الجزء القصير منه جانبا ولففت حول نفسي

أنظر لملابسي وجسدي في المرآة , كنت أرتدي بنطلون جينز

أبيض لنصف الساق وقميص أحمر ضيق وسترة بيضاء قصيرة

كل هذا الجمال والقوام وتقول ذاك الكلام يا عديم النظر , غيرت

اتجاه شعري وقلت " أقسم أنك عديم ذوق ولا ترى يا كتلة الثلج "

" من هذا عديم الذوق "

شهقت مفزوعة ونظرت حيث باب الغرفة والواقف مستند

بيده على حافته ينظر لي وقلت بضيق " أفزعتني ما

بك تخرج كالأشباح "

أمال ابتسامته وقال " وما تريدين مني أن أفعل وأنا في

غرفتي ؟ أطرق الباب مثلا "

قلت وأنا أرفع مشبك الشعر من الأرض " قل أحم

قل يا عرب قل أي شيء "

ثم جمعت شعري واجتزته خارجة وأنا أثبت فيه المشبك

فأمسكني من خصري بذراعه موقفا لي وقال بهمس

" لم تخبريني من هذا عديم الذوق الذي لا يرى "





المخرج كلمات للمبدعة آيفا رمضان




أنا بببسطة هكذا يا أبن ادام أجعل من عالمكم هذا عالمآ لي أعيش
ع استغلال انفاسي متمردة ا تحدي والقوة مرتكزي اﻻول فأن لم تفهم
عالمي فأنا ترجمان دعني أترجم لك عالمي ، لاتتحديني يا فتاة فأنا
العنيد القوي فأن فعلتي ذالك ذالك يا ابنت حواء ساجعل من مملكتك
مملكة لي فاعلمي انني أياس وعليكي ان تعرفي من أكون ؛ ذاكرتي قد
خانتي يا هذا فأن كانت غائب عن ذاكرتي فعلم انك حاضر في احلامي
وأن كان اﻻنتقام هدفك فلي صمتي غضبآ كاسر فانا اتخذت من هدوئي
درة ولانتقامي درر ، أنا لذي لايغيب عنه ذكريات الماضي وﻻيغيب
عنة قسوة الحياة فأن محوتني من ذكرتك فلن تستطيع محي من كوابيسك
وسواطي ذاك ساجلد به من كان سببآ في انتقامي فأنا اوس وﻻتقفي في
طريق انتقامي ؛ أطلقت سراب الي احلامي وجعلت المال طريقها وبنيت
احلامي بها ولم ابنها كي تكون في قصرك ذاك فلمال وسيلتي وليست
غايتي وﻻتقف حرسآ لها ؛ دعيني يا سراب الطيور المهاجرة للمال أن
اريكي طريق هجرتك أن اجرد موطنك من لمال وقصري ذاك سياكون
شاهدآ على اخذي ممتلكتي من عمك ذاك فلمال يا عزيزتي غايتك قبل
أن تكون وسيلتك ؛ انا السحر الذي عرف بي انا الذي غدرني اولياكم
بي فدعوني اتلذذ بنشوة انتقامي بكم فأن اصبحتم حصون من جليد
فأنا على موعد لترويض حصونكم





موعدنا قبل فجر الأربعاء إن شاء الله .... وأحبكم في الله


 
 

 

عرض البوم صور برد المشاعر  
قديم 30-12-15, 12:42 AM   المشاركة رقم: 15
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اميرة القلم


البيانات
التسجيل: Aug 2014
العضوية: 273354
المشاركات: 4,068
الجنس أنثى
معدل التقييم: برد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسي
نقاط التقييم: 4345

االدولة
البلدLibya
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
برد المشاعر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : برد المشاعر المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي رد: حصون من جليد / بقلمي برد المشاعر (الفصل الثالث عشر)

 



بسبب المطالبة بفصل طويل بنزل فصلين هالمرة لأن الفصول عندي

مقسمة وصعب انزيد في طول الفصل وأتمنى لكم قراءة ممتعة

وأعتذر منكم جميعا مرة أخرى







الفصل الرابع عشر







قلت وأنا أرفع مشبك الشعر من الأرض " قل أحم

قل يا عرب قل أي شيء "

ثم جمعت شعري واجتزته خارجة وأنا أثبت فيه المشبك

فأمسكني من خصري بذراعه موقفا لي وقال بهمس

" لم تخبريني من هذا عديم الذوق الذي لا يرى "

قلت وأنا أحاول تخليص نفسي منه " شخص لا تعرفه طبعا "

شد ذراعه عليا أكثر وأدرني ناحيته بحيث التصق ظهري

بصدره وقال " خسارة ظننت أني أعرفه لأبدي رأيي "

تأففت وأنا أحاول الفكاك منه فتركني فابتعدت واستدرت

ناحيته وقلت ويداي وسط جسدي " رأيك في ماذا "

أمال وقفته مسندا يده على الجدار وقال

" في لا شيء , بل أراه معه حق "

نظرت له بصدمة ثم أخرجت له لساني فهز رأسه مميلا

شفته للأعلى في حركته المعتادة فقلت بضيق " لا تُعِد

هذه الحركة مجددا "

قال باستغباء " أي حركة "

هززت رأسي بقوة وحركت شفتي أقلده ساخرة وقلت

" هذه طبعا وكأني أمامك مريضة نفسيا لا أمل في علاجها "

قال ببرود " أخشى "

تجاهلته والتفت جهة التلفاز فهذا يبدوا لا ينوي على خير أبدا

سحبت الكرسي ووقفت عليه وشغلت التلفاز فسمعت صوته من

خلفي قائلا " يوجد اختراع أسمع جهاز تحكم عن بعد

ونملك واحدا إن نسيتِ "

نزلت وأعدت الكرسي مكانه وجلست مقابلة له وقلت

" ذاك لك , أنا اعتدت على هذا كل حياتي هناك "

تحرك من مكانه قائلا " لا أراك تطبقين كل ما اعتدتِ

عليه هناك "

وضعت ساق على الأخرى وقلت بسخرية " لن يكون

ذاك في صالحك أبدا فلا تتحداني "

كان سيقول شيئا لكني قلت ملوحة بيدي " أسكت ستبدأ الآن "

وقف خلفي وقال " مصارعة !! هل هناك فتاة تشاهد هذا "

قلت ببرود " نعم أنا "

قال مغادرا الغرفة " أقسم أنه لا أتعس منك إلا

أنا يا شبيهة النساء "

وخرج وتركني أصر على أسناني من الغيظ , أنا شبيهة نساء يا

نصف شرطي بل نصف رجل وتضع العيب بي , أمسكت جهاز

التحكم وأغلقت التلفاز لقد سد لي نفسي حتى عن مشاهدة مصارعي

المفضل وكل يوم يصيبني بالإحباط أكثر ويجعلني أرى نفسي رجلا

وقفت من فوري وفتحت شعري ورميته للخلف وخرجت متجاهلة

كلامه وكل تلك الأفكار فهذا كل غرضه أن أصاب بالإحباط

إن كان يحب الفتيات أشباه الميتات فليست مشكلتي فأنا أيضا أحب

الرجل المرح المتواضع ليس مغرورا وجليديا مثله حتى الكلام

يخرج منه للضرورة فقط وكأنه يشتريه وليثه يسكت أفضل

للجميع لأنه ينطق بأشياء لا تفيد في شيء سوا تعكير المزاج








*~~***~~*









فتح الباب بسرعة قائلا " سيدي لـ... "

فصرخت فيه " كم مرة قلت لا تدخل هكذا يا همجي "

قال بتلكك " آسف سيدي "

أشرت له بالعصا ذات الرأس المذهب في يدي فجلس أمامي

وقال " وصلت هاتفك الخاص رسالة قد يهمك أمرها "

غضنت جبيني وقلت " ممن "

قال بهدوء " من رقم مجهول سيدي "

قلت بضيق " تقول بنفسك أنه الهاتف الخاص فكيف

يكون رقما مجهولا "

مده لي وقال " لا أعلم سيدي "

ضربت يده بعصاي وقلت " اقرأها "

أعاد يده بالهاتف وفتحها وقرأ " صعلوك الشرطة أرسل لك

هدية بريدية يبدوا أنها لم تصلك يا قاضي القضاة العادل "

عقدت حاجباي بتفكير ثم وقفت منتفضا واستللت الهاتف من يده

لأتأكد من أن المكالمة خارجية من الرقم ثم قلت بأمر

" أخبر أليكس يحضر البريد الذي لم أراه من مدة بسرعة "

خرج من فوره وأغلق الباب وجلست أنا مكاني أضغط على

رأس العصا بقوة , ذاك الصعلوك ما يعني بما قال أو أنه فقط

يردها لي على كلامي عنه في التلفاز , لا وأصبح لك ريش يا

أواس يا طفل يا فاسد , دخل أليكس بصندوق وضعه أمامي فقلت

" أخرج جميع الطرود التي وصلتني من دولتي بسرعة "

بدأ يفتش ويخرج قائلا " هذه تهنئة من السيد ....... ,

وهذه دعوة من معرض ..... هذا طرد من "

قلت مشيرا بعصاي " أرمها جانبا أريد واحدة باسم

أواس أو بدون اسم "

فتش حتى أخرج ظرفا صغيرا وقال " هذه "

ثم مدها لي فأخذتها منه بقوة وقلت " خذ باقي القمامة هذه

معك واخرج "

جمعهم في الصندوق وخرج في الفور ففتحت الظرف وأخرجت

منه قصاصة الجريدة المطوية الموجودة فيه أنظر لها باستغراب ثم

فتحتها فكانت فيها صوره لفتاة تردي فستانا أزرقا بملامح وصلت

حدها في الحسن والهدوء وبجانبها شخص يبدوا مقصوص من

الصورة من يده التي تمسك كتفها , نظرت للأسفل وقرأت ما

تبقى من الأسماء فكان ( زواج الآنسة دُرر علي رضوان من )

والاسم الآخر مقطوع فوقفت على طولي أنظر للصورة ثم الاسم

وأتنقل بنظري بينهما ثم نظرت للباب وصرخت " مأمووووون "

فدخل في الفور وقال " نعم سيدي "

رميت له بالقصاصة وقلت " أريد التأكد من هذا الخبر ومن

الرجل الموجود فيها "

رفعها من الأرض وقال " حالا سيدي "

قالت بأمر " دقائق فقط ويكون الاسم لدي تفهم "

ثم خرج وانهرت جالسا , دُرر حفيدتي بنيتي الحبيبة التي ضاعت

مني فجأة ابنة ابني التي لم أتهنا بها , لكن ما علاقة ذاك الصعلوك

بالأمر فيبدوا من أرسلها وويله إن كان هوا من في الصورة , قبضت

يدي بقوة أشعر بنيران تلسعني ثم رميت الورق من أمامي وقلت

صارخا " ويلك مني يا أواس لو كنت أنت "







*~~***~~*









جلست بجواري وقالت " أمين متى سنذهب لهم أجلت الأمر

بلا سبب والآن دخلنا الأسبوع الثاني ولم نذهب "

مررت أصابع يداي في شعري وقلت " فيما بعد فيما

بعد أجلي الحديث في الأمر لوقت آخر "

تنهدت وقالت " كنت متحمسا لخطبة ابنتهم ما

تغير في الأمر "

رفعت رأسي لينزل شعري من بعد خروج أصابعي منه

وقلت بضيق " سماح قلت أجلي الأمر وانتهى "

وقفت من فورها وغادرت في صمت فتأففت وهززت رأسي

واتكأت للخلف , هل ستفرغ ما تكبت في شقيقتاك يا أمين ولا

ذنب لهما , سحقا للمأزق كيف سأتخلص منه الآن ؟ آخر ما كنت

أتوقع أن يكون يقصد سدين بكلامه اعتقدتها رغد أو حتى الأخرى

لكن تلك استبعدتها وبعدما أخذ رأيها ووافقت وأخبر والدته بقدومنا

أصبحت في ورطة ولن أستطيع التراجع الآن ولا مخرج لي منها

لما وافقتِ أخبريني لو كنتِ رفضتني وأرحتني , مسحت جبيني

بيدي مغمضا عيناي ورأسي لازال للأعلى , أمين أنت أردت

أن تتزوج من عائلتهم تحديدا فما المشكلة وهي أجمل شقيقاتها

رغم جمال الأخريات فهي الأقرب شبها لإياس وكما أنها المفضلة

لديه , وماذا أيضا هيا صبر نفسك في مصابك فلا مهرب لك منه

مهما أجلت والمصيبة أنه يقترح أن نعقد قراننا الآن لتزداد الورطة

فلن يكون هناك مجال لإلغاء الخطبة في أي وقت وبأي حجة

فهل سأتزوجها وأطلقها , أنزلت رأسي وتنفست بقوة

ثم أخرجت هاتفي واتصلت بإياس فأجاب سريعا وقال

" يبدوا لن أستطيع الخروج معك هذا الأسبوع لنؤجلها قليلا "

قلت بهدوء " لا بأس وليس من أجل هذا اتصلت "

قال من فوره " أأمرني إذا "

قلت بابتسامة صغيرة " لا أمر عليك يا صديقي أردت فقط أن

أقول لك أننا سنزوركم نهاية الأسبوع لنتم كل شيء "

قال بصوت مبتسم " لك ما تريد حياكم الله متى ما ناسبكم الوقت "

قلت مباشرة " وداعا الآن ونلتقي الليلة "

قال " وداعا وسأكون على الموعد "

أنهيت بعدها الاتصال معه ووقفت مغادرا المنزل , على الأقل

سأكسب مصاهرة صديقي وابن صديق والدي القديم فكم كان

متحمسا للأمر أكثر مني وكم طلب مني أن أتزوج إحدى بناتهم










*~~***~~*









ما أن نزلت حتى استلمتني والدتي بمجرد ما أخبرتها أن أمين

وأهله قادمون نهاية الأسبوع وبدأت تخرج من موضوع تدخل

لآخر وأنا معها بنصف ذهن فقط وبالي مشغول بأمرين سببهما

ترجمان طبعا , الأول هوا السبب الذي جعلني كدت أتهور ما أن

رأيت حركاتها تلك أمام المرآة فمنذ متى كانت تؤثر بي حركات

الفتيات وتمايلهن والأمر الثاني والأهم طباعها العوجاء التي لا

تتغير ونهايتها تشاهد المصارعين وبقي فقط أن تطبقها علينا

لهذا هي دخلت بين شجار الرجال وكأنها واحد منهم

" إياس لا أراك علقت على الأمر "

نظرت لها وقلت " ما لدي قلته له سابقا يا أمي وسدين

مسئوليتي أزوجها بمن أريد "

تنهدت وقالت " لكنه ابن عمك وأخشى أن تعظم المشاكل معه "

قلت ببرود " لن نختلف بسبب أمر زواج ثم سبق ورفضت رغد

شقيقه بسام ولازلنا عائلة واحدة ولم تتغير نفسه علينا أبدا "

قالت بهدوء " لكن مراد ليس كبسام أبدا "

تنفست بقوة وأخرجت هاتفي وقلت " لذلك لن أزوجه بها لا يعجبني

يا أمي هل أبيع شقيقتي من أجل أنه ابن عمها ولن أقارنه بأمين أبدا

فلا وجه مقارنة بينهما فهل أترك الرجل الناجح المثابر الذي أمسك

تجارة والده ونماها وكبرها وخلقه أعرفه من حين كنا صغارا ودرسنا

الكلية معا وأزوجها بمراد حتى وضيفة لا يركز فيها زيدي

على ذلك المشاكل التي يتدخل فيها دائما "

هزت رأسها وقالت " عمك سيتفهم الأمر بالتأكيد فهوا رجل طيب

لكني أخشى من باقي العائلة خصوصا أنه ثاني ابن لهم نرفضه

وكانوا يتوقعون أن تتزوج من بناتهم "

رفعت نظري عن الهاتف لها وقلت باستغراب

" ومن قال هذا "

رفعت كتفيها وقالت " لا أحد طبعا لكنك ابن عمهم وتوقعوا

أنك قد تتزوج منهم هكذا فهمت "

هززت رأسي بيأس وعدت بنظري لهاتفي وقلت

" اتركينا الآن من هذا وسأتفاهم مع عمي بمعرفتي "

قالت من فورها " بل هناك أمر آخر , أريد أن تأخذني وترجمان

لمنزلهم الليلة فعمتك ستكون هناك وأخبروني لأكون معهم

وسأرى إن كان من شقيقاتك تريد الذهاب أيضا "

هززت رأسي بحسنا دون كلام فقالت بصوت منخفض

" مراد تحدث مع سدين شخصيا لكن لا تقل لها إياس حلفتك

بالله أنا فقط لا أريد مشاكل لذلك أخبرتك "

رفعت رأسي فيها مصدوما وقلت " حدثها في ماذا ومتى "

قالت بتوتر " في الزواج طبعا لأنه من أوصلها وشقيقته

حلا صباحا "

قلت بضيق " وافقت أن تذهب مع حلا للجامعة لأن عمي

من يوصلها لكن ليس أن يلعبوا من ورائي "

وقفت وأجلستني وقالت بهمس " اسكت لا تفضحني

معها , هي لا تريد أن تعرف "

قلت بضيق " ولما لم يأتي ليتحدث معي أنا ؟ يكلم والدته تكلمك

ثم يكلمها هي هل هي فوضى ؟ يكفي رغد سابقا عاندتني فيها

حين علمت أن مصطفى تحدث معها وتقابلا خارجا وقلتِ

صغيرة وتهورت ولا تقسوا عليها وها هوا غرضه شريف

وأرى الماضي سيتكرر الآن "

قالت بهدوء " سدين تختلف عنها وأنت تعرفها جيدا "

قلت " لذلك لن تتزوج بمراد وأمين أفضل لها بما أنها

وافقت فلو كانت تريد مراد لقالت "

هزت رأسها بحسنا وعادت للحديث عن أمين وعائلته بعدما

أدخلتني في دوامة جديدة فكم أخشى عليهن من كل شيء حولي

ولا أريد خنقهن كي لا تكون النتائج عكسية , سلسبيل قد تكون

تتحدث مع خطيبها خفية ولا أريد مراقبتها كي لا نحدث مشكلة

مادامت لا تخرج معه , رغد وقضية طلاقها من جانب آخر

لم ترحني في حياتي سوا سدين كانت مطيعة دائما









*~~***~~*








ما أن انتصف النهار وعلمت أنه سيكون استيقظ من نومه الآن

وسيخرج ليصلي العصر تكورت على نفسي في فراشي وبدأت

أئن بألم , سأريك يا آسر على إطعامك لي ذاك الأرز وترغمني

عليه أيضا , بعد قليل انفتح باب الغرفة فدسست وجهي في الوسادة

ممسكة لخصري فاقتربت خطواته مني ونزل عندي وقال

" ما بك يا امرأة "

كدت اضحك وأكشف نفسي , يحسب نفسه في مسلسل

تاريخي ما هذه ( يا امرأة ) من أين خرج لي بها , أبعد

وجهي عن الوسادة وقال " سراب ما بك "

قلت بملامح تعتصر من الألم " معدتي أكاد أموت منها

هل ارتحت ستقتلني الآن "

وقف وقال " أنتي جنيتِ على نفسك ألم تفكري أني

سأكون مكانك الآن إن أكلته "

قلت ببكاء مصطنع " ما بك لا قلب لديك تراني أتألم وتحاسبني "

قال ببرود " تقيئي وستكونين بخير "

الوغد وأنا من خفت عليه وركضت للناس ليسعفوه حين مرض

وهوا الآن يتعامل مع الأمر ببرود , تكورت على نفسي وزدت

من أنيني فقال " هيا آخذك للمستشفى فلا حل غيره "

قلت بصوت ضيف " لا أريد ما الذي سيفعلونه لي "

خرج من الغرفة قائلا " إذا لا حل عندي لك "

أنظروا للمتحجر كيف لم يهتم أبدا ستمرض مجددا وسترى ما

سأفعل لك , خرج من أجل الصلاة وعاد ويبدوا دخل غرفته ولم

يكترث طبعا وماذا كنت أتوقع منه مثلا غير أن يأخذني للمستشفى

كنت أريد على الأقل أن أخيفه وأوتره لكنه حجر ومن أين سيشعر

وهوا لا يهتم لأمري ويكرهني , لو كنت زوجة يحبها لكان من

خوفه علي ما عرف يمشي على قدميه أو يديه , آه يا قهري لا

زوج يحبني ولا زوج لديه مال يعني لم أكسب شيئا

بعد أكثر من ساعتين بدأت اسمع ضجيجه في المطبخ وحركته

في المنزل , سيعد الشاي لنفسه بالتأكيد فالخادمة اليوم في إجازة

مرضية أو لنقل راحة طبية مزورة , خرج وقت صلاة المغرب

وصلى وعاد ولم يتساءل أبدا عن المسكينة الموجودة هنا حتى إن

كانت حية أم ميتة , لو أفهم فقط لما يبقيني معه وهوا يكرهني لهذا

الحد ؟ لكن الأمر لا يحتاج تفكير وأعلم إجابته ليقهرني طبعا بهذا

الفقر المبقع , بعد وقت فتح الباب ودخل ومؤكد سيسأل عن العشاء

سيرى لن أطهوا شيئا لأني مريضة , ولكن للمفاجئة أنه دخل يحمل

صينية فيها طبق يخرج منه البخار وجلس بجانبي على الأرض

ووضعه وقال " سراب هل أنتي نائمة "

وأنا طبعا كنت مغمضة عيناي أدعي النوم وكنت سأكمل المشهد

لكن الرائحة شدتني فأنا لم آكل شيئا منذ الصباح , فتحت عيناي

ببطء متكاسل لأمثل أنهما ذابلتان من المرض فقال " هيا

أجلسي وكلي من هذا الحساء وسيفيدك "

نظرت رافعة رأسي قليلا فكان حساء خضار ولحم دجاج

فقلت " لا أستطيع أن أجلس وأثني معدتي لأنها تؤلمني كثيرا "

فوقف وجلب وسائد من الأريكة ووضعها خلف رأسي ثم رفعه

ممررا ذراعه تحته وقال " سأضع هذه لترفعك قليلا لتأكلي "

فابتسمت بمكر وأنا أشعر بالراحة من الخدمات المجانية وممن

من آسر لعدوته اللدود , رفعني قليلا بواسطتهم وعدلهم جيدا وأنا

أئن بتمثيل كلما رفعني أكثر فيريحني قليلا ثم وضع الصينية في

حجري وقال " كيف ستأكلين الآن وأنتي لا تريه "

مددت يدي ورفعت الملعقة وضربت بها طرف الصحن قائلة

" سأحاول "

وكدت أوقعه عليه لولا أن حضه أنقده فأخذ مني الملعقة وقال

" هاتي سأطعمك أنا وأمري لله وهذه آخر مرة تمرضين فيها تفهمي "

قلت بصوت حزين متعب " وهل كان المرض باختياري ؟ لو كان

بيدي ما مرضت من يحب الألم لنفسه "

رفع الحساء بالملعقة وقربه لفمي وأطعمني بنفسه وكل لحظة

والثانية أقول ساخن حرقني فيبرده قبل أن يطعمه لي ثم قلت

أني أريد ماء فوقف وأحضر لي الماء وتحولت اللعبة له

فأصبحت كل قليل أقول " أعطني الكوب "

فيرفعه ويمده لي فأشرب منه شربة واحدة فقط وأعيده له ليضعه

على الأرض حتى انتهى صحن الحساء فوقف حاملا الصينية وقال

مغادرا " هذا ومعدتك تؤلمك كدتِ تأكلين الصحن أيضا ! لقد

أتعبتني معك حمدا لله أنك لا تمرضي كل يوم "

قلت بضيق " ولما تسدي المعروف ثم تتبجح به وتمن "

وقف والتفت ونظر لي باستغراب فأمسكت معدتي وقلت بصوت

متألم " أنظر حين ضايقتني وأنا صرخت عاد الألم لقوته السابقة "

قال مغادر " سأريحك مني إذا لترتاحي "

ثم خرج وأنا أضحك عليه بصمت لو يعلم أنها تمثلية سيريني

اتكأت للخلف وتنهدت براحة , ما أجمل اليوم لا تعب ولا

تنظيف ولا طهوا









*~~***~~*









تركته حتى نزل ولحقت به لأني أريد فتح الموضوع معه في

حضور والدته فلا أحد غيرها قد يلوي له ذراعه , وجدت مبتغاي

وكان جالسا معها كما توقعت فقد لاحظت كثرة تعلقها به وهي تأخذ

رأيه في كل شيء ولا يكون في المنزل إلا وهي معه إلا إن كان نائما

لو كان أمره يعنيني لشعرت بالغيرة من اهتمامه المبالغ بها , وقفت

عند الباب وكان هوا يجلس مستندا بمرفقيه على ركبتيه وينظر لهاتفه

في يده ولم يشعر بوجودي وهي تعطيني ظهرها وتتحدث معه قائلة

" هل تبث معك الموعد أم سيغيره كالأسبوع الماضي لأننا

سنحجز في الحلويات والكعك مجددا "

قال ورأسه لازال للأسفل منشغل بهاتفه " أمي كيف أساله

سؤالاً كهذا فقد يحدث له ظرف طارئ يمنعه "

عدلت وقفتي وجهزت صوتي ليكون منخفضا وناعما ورقيقا

وأخاف فقط من أن أضحك وأفشل , أخذت نفسا هادئا وقلت

بنبرة دُرر الناعمة تلك " إياس "

فرفع رأسه لي بسرعة ينظر لي باستغراب أو صدمة وأنا أمسك

نفسي بشق الأنفس عن الضحك على شكله فنظر خلفي ثم حوله

في الغرفة وكأنه يبحث عن صاحبة الصوت وعمتي ملتفتة لي ما

أن ناديته فوضعت يداي وسط جسدي أنظر له بضيق , الوقح ماذا

يعني بهذا , نظر لي بعدها وقال " أنتي ناديتني ؟؟ "

قلت ببرود " نعم "

نظر لي تلك النظرة التي أكرهها منه وكأنه يقول لي هذا لا يليق

بك فتجاهلته واقتربت منهما ووقفت خلف عمتي التي عادت

بنظرها له وقلت بنبرتي المعتادة " أريد أن أذهب للجامعة فمنذ

أكثر من أسبوعين متغيبة عنها "

عاد بنظره لهاتفه وقال " مادتين تعيديهما منذ ثلاث سنين والسبب

تغيبك يوم الامتحان النهائي أي أنك تحفظين المنهج عن ظهر قلب

فستذهبين لتمتحني نهاية الفصل الدراسي فقط أم تريدي البقاء

ثلاث سنين أخر "

قلت بضيق " جامعتي وأريد أن انهي دراستي فيها

أُعيد أو أفعل ما يحلو لي "

أعاد هاتفه لجيبه ووقف وقال " انتهى النقاش في الأمر سأآخذك

للامتحان وهذه السنة فرصتك الأخيرة "

قلت وهوا يغادر من أمامي " بأي حق تمنعني من دراستي "

تجاهل كل ما قلت وتابع طريقه فناديت بضيق " إياس انتظر "

فواصل طريقه وكأنه لا يسمعني فلحقت به مسرعة , حتى عمتي

مات لسانها ولم تتحدث وهوا السبب طبعا ولا أعلم من أين علم

بكل هذا وبأني كنت أرسب متعمدة لا ويعلم عدد السنين أيضا وحتى

سبب رسوبي , خرج من المنزل وتوجه لسيارته فخرجت خلفه

وأدركته وهوا يفتح بابها فأمسكت بذراعه وقلت

" انتظر فكلامنا لم ينتهي "

سحب ذراعه مني وقال " تري بعينك المنازل بطوابق مرتفعة

هنا فما سيقول عنا الجيران , وأعتقد أن كلامي انتهى "

وضعت يداي وسط جسدي وقلت " يقولون زوج وزوجته طبعا

ولا أحد له بهما دخل وكلامنا لم ينتهي وأنت قررت وحدك "

أغلق باب السيارة بقوة وسند يده عليها وقال " لا حاجة لك

للذهاب لها أم تريدين الدخول في عراك أخر وتحلقي شعر

الشبان هناك "

ضربت بقدمي الأرض وقلت " هل ستسجنني هنا وتتحكم بي "

نظر لقدمي ثم فتح باب سيارته مجددا وقال " لن يقولوا

زوج وزوجته قطعا بل رجل وشقيقه بشعر طويل "

ثم ركب السيارة وأغلق بابها وتركني أشتعل من الغضب

الوقح يهينني مجددا بمقارنتي بالرجال , كنت سأرفع حجرا

وأضرب له به السيارة لكني تراجعت ودخلت غاضبة منه

ومن نفسي لأني تراجعت عن فعلها بسبب كلامه وخفت أن

يمسكها علي أيضا , منذ متى تتأثرين يا ترجمان وتكترثين

لكلام أحد مهما قال , طوال حياتك كان الجميع يراك فتاة

كاملة ويمدحون شكلك وجسدك وجمال شعرك فما تغير الآن

وما يعنيك إن قال أو فكر عكس الجميع , أنا لا أكترث له

ولكنه يهينني بهذا فلا توجد أنثى لا يضايقها هذا ونسي أن

منزله من زجاج ويرميني بالطوب ولولا خوفي من العواقب

التي أعرفها جيدا لعلمته كيف يشك في نفسه ورجولته وأي

أنثى أكون , دخلت وسط المنزل لتسحبني يد جهة السلالم

وهي سدين بالطبع وصعدت بي قائلة " تعالي أعطني رأيك

فيما سألبس حين ستأتي شقيقتاه "

قلت وأنا أجاري خطواتها " وفيما سيختلف الأمر

سيتزوجك في كل الأحوال ولن يراك في الحالتين "

وصلنا غرفتها دخلت وفتحت خزانتها وبدأت بإخراج الفساتين

قائلة " قد يحددون عقد قران أيضا ولن أستطيع شراء فستان

الآن لأنه لن يتحدد إلا يوم سيأتون فلن استطيع لبسه مرتين

لذلك عليا أن أختار من ثيابي "

ثم رفعت أحدهم وقالت " ما رأيك في هذا "

ثم رمته وقالت " لا لا والدتي ستخنقني لأنه قصير جدا

فلنرى غيره "

وبدأت تفتش وتخرج وترمي فجلست على السرير وقلت

" هذا وأنتي لا تعرفيه ولم تريه سابقا فكيف إن كنتِ تحبينه "

جلست ترى فستانين بجانب بعضهما وقالت " لم أقتنع حياتي

بهذه الأمور وأفضل الزواج التقليدي لأني أراه ينجح دائما "

لويت شفتاي وقلت " تفكيرك غريب يشبه تفكير دُرر "

نظرت لي وقالت " وأنتي "

هززت رأسي وقلت " أنا مثلك لم أقتنع بالعلاقات الغرامية

لكني أرى أنه على الفتاة أن تتعرف على من سترتبط به

لتعرفه أكثر كفترة خطوبة مثلا "

رفعت أحد الفستانين ورمت الآخر وقالت " فكرة فاشلة ورغد

أكبر دليل فكل ما كان وقت الخطوبة مجرد قشور

وسقطت فيما بعد "

ثم نظرت لي وقالت بنصف عين " وهل كان ثمة فترة

تعرفتِ فيها على إياس قبل زواجكما "

وضعت ساق على الأخرى وقلت " طبعا وكانت رائعة هدايا

ونزهات ومطاعم ولا أحكي لك عن شقيقك الجليدي الجدار

هذا وهوا يقول الكلام الرومانسي "

نظرت لي بصدمة وقالت " أقسمي على هذا "

ضحكت وقلت " قسما بمن خلقه وخلقك أنه لم يعرف يوما

كيف يقول كلمتين جميلتين على بعض وأقطع يدي من

كتفها إن عرف فتاة في حياته "

ضحكت كثيرا وانهارت جالسة على السرير وقالت

" ههههههههه لو سمعك لقطع لسانك هل هناك من تكره

أن يكون زوجها هكذا لم يعرف الفتيات "

ثم قالت وهي تجمع الفوضى التي أحددتها " إياس كان غرام

الفتيات دائما ومنذ كان مراهقا ولا أعلم كيف لم يصبح

مغازلا لأنه كان سينجح في ذلك بسهولة "

لويت شفتاي وهمست متمتمة " لا أعرف ما يعجبهن فيه

بيضة مسلوقة مغرورة "

قالت وهي تتوجه للحمام " ولا تقلقي بشأن هذا الأمر فإياس أكثر

من يعرف الكلام الرومانسي , سأقيس هذا لتريه وتعطيني رأيك "

وأمضينا وقت طويل على ذاك الحال حتى قاست جميع ثيابها

تقريبا ثم نزلنا معا بعدما اختلفنا حول فستانين وقررنا أن نُحَكم

رأي رغد وما أن وصلنا السلالم حتى أوقفنا الصوت الصارخ

لرجل ما من ناحية باب المجلس الداخلي وصوت عمتي تتحدث

مع أحدهم فنزلنا مسرعتين وكانت رغد تقف جهة ممر المطبخ

ترتجف وحاضنة ابنتها وفي بكاء مستمر فتوجهت سدين جهة باب

المجلس لتعلم ما يجري عن بعد وتوجهت أنا نحو رغد مسرعة

وأبعدت ابنتها الباكية عنها وقلت " ما بك يا رغد اتركي

ابنتك فقد أخفتها "

اقتربت منا سدين وقالت " صوت مصطفى أليس كذلك ما جاء به "

بقيت أتنقل بنظري بينهما في حيرة , يبدوا أنه زوجها الذي سيطلقها

لكن ما يجري هنا !! سمعنا حينها صوت عمتي عند باب المجلس

قائلة " استهدي بالله يا مصطفى كيف تدخل هكذا وإياس

غير موجود لا يجوز "

وخرج الصوت الغاضب قائلا " بل داخل لها ولن يمنعني

أحد أريد ذهبي وابنتي حالا وبلا فضائح أكثر "

فاحتضنت حينها رغد ابنتها بقوة وقالت ببكاء

" لا كله إلا ابنتي كل شيء إلا هي "

قالت سدين وهي تبحث عن هاتفها في جيب بيجامتها

" سأتصل بإياس ليأتي له فقد يكون غير بعيد عن هنا "

حضنت رغد ابنتها أكثر وقالت ببكاء " لن يجدي ذلك

فإياس خارج المدينة من وقت "

فتحركت أنا حينها وتوجهت ناحية باب المجلس , أي فوضى

هذه هل يضنها وكالة بلا بواب يستغل غياب رجل المنزل ليفعل

ما يحلوا له , وصلت الباب وقلت لعمتي وأنا أنسف كماي للأعلى

" ابتعدي واتركيه لي فدوائه عندي "









*~~***~~*












وقفت عند قفص الطيور أتتبع الأنواع وأنا ألف حوله وأرى

الألوان المختلفة والأشكال الغريبة فتبدوا ليست جميعها عصافير

زينة , نزلت بعدها للأسفل ما أن اقترب مني واحد صغير جدا

ويبدوا أصغر المجموعة , مررت يدي في القفص وقلت مبتسمة

" تعالى يا صغير كم أنت رائع "

كان يقفز مقتربا بقفزات مترددة وأنا أنتظره ثم طار حيث أعلى

الشجرة فوقفت مع صعوده أنظر له وشعرت بقطرة ماء نزلت

على خدي تبعتاها اثنتان أخريان منذرتان ببدء رش المطر الخفيف

فأجمل ما في فصل الخريف هذا الجو الرائع , ازداد عدد القطرات

فأغمضت عيناي بقوة أنظر للأعلى مبتسمة ثم عدت للوراء ورفعت

يداي وسقط الوشاح من على رأسي لكتفاي ولم أرفعه لأني كنت في

عالم آخر أرى سراب وضحكتها حولي وترجمان تضحك علينا من

النافذة فعدت بخطواتي أكثر وقلت مبتسمة وعيناي ما تزالان

مغمضتان " كم اشتقت لتلك الأيام "

لأصدم بشيء ما خلفي أو بالأحرى لأسقط في حضن أحدهم

فشهقت مفزوعة لتطوقني ذراعين لم تترك لي أي مجال للابتعاد

أو التأكد من هوية هذا الشخص ولم يعد الأمر يحتاج ذلك فعطره

الذي تغلل في خلايا صدري كان يكفيني لأعرف من يكون

شدني له بقوة أكبر وقال " قلت سابقا لا تخرجي يا دُره "

كنت أشعر بارتجاف كبير في جميع مفاصل جسدي ولم تعد لدي

أي قدرة على الكلام ومن أين سأجدها وأنا ملتصقة هكذا بجسده

لو يرحمني فقط ويبتعد يا رب ما هذا الذي يحدث لي , انحنى

برأسه لأذني وقال بهمس " قلت أم لم أقل "

بلعت ريقي وقلت بهمس مخنوق " كنت تقصد الليل وليس نهارا "

قال بذات الهمس " ونحن وقت المغرب الآن أم نسيتِ "

لم أعرف بما أجيب أو ما أقول فتحركت يداه على جسدي

بطريقة جعلت أنفاسي تتوقف فقلت بخفوت " أواس ما..... "

فحملني بخفة وقال " أسسسسسسسكتي "

ثم سار بي عائدا نحو المنزل وأشعر بقلبي سيخرج من بين

ضلوعي من قوة ما كان ينبض ويدي تقبض على قميصه عند

صدره بقوة كي لا أقع ولا أتمسك بعنقه وكنت أهرب بنظري

للأسفل وأشعر في كل خطوة يخطوها بي أنه يأخذني للظلام

للمجهول للغز جديد سأضيفه لباقي اللائحة , صعد بي السلالم

وتوجه بي لغرفته تلك دخل وضرب الباب بقدمه ثم أنزلني وبقيت

يدي ممسكة بقميصه ووجهي للأرض أتمنى فقط أن أخرج من هنا

رغم أني أعلم سبب إحضاري وأنه لن ينتهي الآن فأغمضت عيناي

بقوة وأملي فقط أن ينتهي الأمر بسرعة , كان قلبي لازال يقرع

كالطبول لو فقط يهدأ قليلا فهوا يزيد خوفي أم أن زيادة خوفي هي

كانت السبب في حالته لست أعلم ! ارتجف كل جسدي حين شعرت

بشفتيه قبلت يدي الممسكة صدر قميصه فأبعدتها فورا وكنت سأبتعد

لكن ذراعه سبقت لخصري وضمني له بقوة ومرر أصابعه في

شعري يضم رأسي لصدره وقال " ليت الماضي لم يكن يا دُره "

شعرت بغصة في صدري ضيقت الكون بأوسعه في عيناي من

كلماته بل ومن نبرة الحسرة في صوته , أبعد وجهي عن صدره

وبدأ يقبل خدي في كل مكان فيه ويقول بذات تلك النبرة المتوجعة

" ليث الشمس أشرقت من مغربها قبل ذاك اليوم ليثها

يدك انقطعت يا حبيبة أواس "

رفعت يدي وقبضت على قميصه وقلت بألم

" ارحمني يا أواس أرجوك "

توقف حينها عما كان يفعل وأمسك كتفاي ودفعني على السرير

لأسقط عليه نائمة على ظهري ويداي بجانب جسدي أتنفس بقوة

وأنظر له بتوجس وريبة وشيء من الخوف لا أعرف مما تحديدا

رغم أنه والغريب أني هذه المرة لم أخف منه ذاته , نزل مسندا

يداه بجانبي بقوة جعلت السرير يهتز بي وقال وعيناه في عيناي

" لا تطلبي الرحمة يا دُره فلم أجلبك هنا لأقسو عليك "

قلت ببحة وقد بدأت الدمعة التي أسجنها تصارع للخروج

" ولما إذا ؟؟ "

قرب شفتيه وقبل شفتاي قبلة صغيرة وقال بهمس

" لأحقق شيئا من الأحلام "

علا تنفسي تدريجيا وتدحرجت دمعتي من جانب عيني وقبلني

واحدة أخرى وقال بهمس " هل تعي معنى أن تعيشي بلا حلم "

قلبني مجددا ثم همس وقبلاته الخفيفة تتالى " أن يضيع المستقبل

مثل الماضي لا أمل لا حلم لا دُره لا أمي ولا شيء "

شهقت بعبرة ونزلت الدمعة الأخرى وقبضت بيداي على غطاء

السرير بقوة فمرر كفه على جانب وجهي وقال " لا تبكي لا يا

دُره لا تفسدي شيئا من هذه اللحظات لا تتمنعي عني

والأهم لا تذكري الماضي حسنا "

هززت رأسي بحسنا وما كنت لأمنعه عني فهوا زوجي وسأحاسب

على هذا لكني لم أوافق من أجل خوفي من الله فقط بل بسبب كلماته

بسبب كل ما قال رغم أني أجهل أغلبه لكنه كان كلاما قاسيا عليه وقد

خرج من ألمه , لو أفهم شيئا يا أواس لو أنك تفتح لي قلبك فقط لأفهم

على الأقل مكاني أنا في ذاك الماضي ؟؟ تناديني بحبيبتك وترى هذا

حلما وتتمنى أن انقطعت يدي !!! انتقلت يده لزر بيجامتي العلوي

وفتحه وعيناه في عيناي ليزيد جنون دقات قلبي ثم قال وهوا

يفتح الآخر " ما بك ترتجفين , خائفة مني يا دُره "

هززت رأسي بلا وأشعر أني سأبكي من الرعب وليس فقط

خائفة فكيف أشرح له أنه ليس منه بل من توتري وحيائي , ترك

الأزرار حينها فيبدوا غير رأيه وانحنى لعنقي وقبله ثم انتفض

مبتعدا عنه حين رن هاتفه بنغمة جعلتني أرتجف من علوها بل

مما فيها لأنها كانت وكأنها موسيقى خروج وحش في فيلم رعب

أو كموسيقى نزول الجيوش في الحرب , نغمة غريبة يبدوا

خصصها لشخص معين , أدار يده لجيب بنطاله الخلفي وهوا

لازال منحني فوقي وأخرجه ونظر للاسم وابتسم بسخرية ولا

يسأل أحد عن حالي حينها فلم تزدني تلك الموسيقى سوا رعبا

ليزيدها بهمسه وهوا ينظر لشاشة هاتفه " وأخيرا يا متوحش "

فتح الخط ووضع الهاتف على أذنه وانحنى لشفتاي فأغمضت أنا

عيناي ولم أعد أشعر بشيء سوا قبلته ولا أسمع سوا أنفاسه المتلاحقة

وأنفاسي المتوترة والصوت الغاضب الذي يصرخ في الهاتف , كان

رجلا يشتم ويسب رغم أني لا أفهم كثيرا مما يقول بسبب كل ما كنت

فيه لكنه كان يصرخ بحدة وأواس يستمع له ويزيد من ضغطه على

شفتاي لأزيد من قبضي على اللحاف وكأنه يفرغ غضبه من سب ذاك

له في شفتاي وأفرغ أنا تألمي في اللحاف ثم ابتعد فجأة ليتركني أتنفس

كالغريق ونظر بقسوة للفراغ ولازال يمسك هاتفه على أذنه ويسمع

بانتباه ثم قال بسخرية " حان وقت تصفية الحساب يا رأس

الصعاليك وكلامك هذا لن يؤثر بي تفهم "

نظر بعدها لي وهوا يستمع له ثم مد يده لفكي وضغط عليه بقوة

وبدأ يزيد من شد أصابعه عليه وقال " هل تريد أن تتأكد ؟؟

لك ذلك إذا "

ثم قرب الهاتف مني وزاد من ضغطه على فكي وأنا أقاوم الأم

بقوة وصبر حتى خرج عن سيطرتي وقلت بهمس متوجع

" آآآآآآآآآآآه "

فزاد من ضغطه أكثر حتى ضننت أن فكي سيتحطم بين أصابعه

فأغمضت عيناي ودموعي تنزل من جانبهما أكتم صرختي , لو

أفهم ما به ما قلب حاله فجأة ومن يكون هذا الذي جعله هكذا

قال من بين أسنانه " أسمعيه صرختك بسرعة وارحمي نفسك "

ففتحت عيناي ونظرت له وقلت هامسة بألم " توقف يا أواس "

فهز رأسه بلا وضغط عليه وعلى رأسي أكثر حتى غاص

في وسادته فشعرت بألم فاق أي طاقة لاحتمالي فخرج أنيني

متوجعا ومرتفعا فأبعد يده عني ووقف مبتعدا عن السرير

وأغلق الخط ورمى الهاتف على الطاولة ثم أدار ظهره لي

ونظر للأعلى ممررا أصابعه في شعره وقال " أخرجي "

جلست وأمسكت ياقة بيجامتي وقت " من هذا يا أواس ؟؟ "

رفع رأسه أكثر وقال من بين أسنانه " قلت أخرجي "

قلت بإصرار " من يكون وهل يعرفني ؟ أريد أن أفهم "

التفت لي وقال بغضب " أخرجي يا دُره ابتعدي عني

الآن ألا تفهمي "

ثم ضرب التحف على الطاولة بكل قوته وقال صارخا

" هذا من يعرف دائما كيف يدمر أحلامي قبل أن أحققها

فابتعدي عني بسرعة قلت لك "

وقفت حينها وخرجت من الغرفة ونزلت ركضا لغرفتي وأغلقتها

خلفي فكما قال سابقا ابتعدي عني وأنا غاضب لكني لا أتعلم أبدا

نزلت بعدها على الباب حتى وصلت الأرض وحضنت ساقاي

ودسست وجهي فيهما , لما يحدث معي كل هذا لما يقترب مني ثم

يقسوا علي , كنت أعلم أنه سيضاف لغزا جديدا لا أفهمه وها قد

حدث ما خشيت , طرق أحدهم الباب بقوة فوقفت مفزوعة فانفتح

وكانت عمته وأمسكت يدي وقالت بقلق " ما بكما ما به أواس ؟؟ "

قلت بخوف " ما به ؟ "

وضعت كفها على صدرها وقالت بجزع " رأيته يأخذك للأعلى

ضننت أن ما أريد قد تحقق لكنه الآن يضرب زوجته وإن

لم تمت هذه المرة فلن تموت أبدا "

أبعدت حينها يدها وخرجت راكضة وهي تتبعني قائلة

" دُرر لا تصعدي وتجنبي غضبه "

لكني لم آبه لها وصعدت السلالم مسرعة , لما يدفع الجميع هنا

ثمن إغضاب الغير له , لم يجب على ذاك الذي شتمه بشيء

وطردني كي لا يفرغ غضبه بي رغم أن الموضوع يبدوا أني

جزء منه , ويضرب زوجته ويفرغ غضبه بها هي وهي خارج

كل هذا , وصلت الباب الذي يخرج منه صوت الصراخ

والضرب وطرقته بكل قوتي وقلت صارخة

" توقف يا أواس وافتح الباب "

ولكن شيئا لم يحدث فطرقت بقوة أكبر وقلت

" أوااااس أخرج الآن "

ليتوقف صوت ضربه لها ولم يبقى سوا صراخها الباكي

وشعرت بقلبي بدأت تضطرب دقاته مجددا وتراجعت خطوتين

للخلف حين انفتح باب الجناح بقوة وكان بغضبه وتنفسه القوي

واقفا أمامي ثم توجه نحوي أمسك بذراعي بقوة وسحبني جهة

باب الجناح ودفعني داخله حتى وقعت أرضا وسط ردهته

وقال بصراخ غاضب " هذا ما تفلحين فيه التمرد

والعصيان , ابقي معها إذا لترتاحي "

ثم أغلق الباب بالمفتاح من الخارج وغادر





*~~***~~*





بعد ساعتين تقريبا انفتح باب الغرفة مجددا ودخل فجلست

من فوري فلقد شعرت بالملل من نومي هنا وحتى التلفاز لا

أستطيع تشغيله , جلس وفي يده صينية أخرى فيها كوب

وقال " أراك جلستِ هل تحسنت حالتك "

أخذت منه الكوب وقلت " نعم قليلا , ما هذا ؟ عصير فواكه "

ثم أبعدته قائلة بقرف " يع رائحته سيئة "

ضحك علي وقال " عصير فواكه فكيف ستكون رائحته , هيا

اشربي هذا دواء جيد لعسر الهضم ومغص المعدة "

وضعته وقلت " لا لا أحتاجه أصبحت أفضل بعد حسائك

ذاك فحضره لنا يوميا ما رأيك "

رفع الكوب من الأرض قائلا " لا طبعا هل تريدي أن

تدمري ميزانيتي لباقي الشهر "

تربعت وقلت بهدوء ونظري عليه وهوا يسكب السكر في

الكوب " آسر أين تذهب براتبك كيف هكذا ينتهي

بسرعة وهوا راتب جيد "

قال وهوا يحرك السكر بالملعقة ونظره عليه " أشتري به

المخدرات أليس هذا كلامك "

تنهدت وقلت " إنس ما قلت سابقا وأخبرني "

ضرب طرف الكوب بالملعقة ووضعها وقال " وفيما

سيعنيك الأمر راتبي وأفعل ما أريد "

لويت شفتاي وقلت " زوجي وأسأل هل هذا ممنوع "

مد لي الكوب وقال " اشربي هيا يا أم زوج ولا تكثري الأسئلة "

أخذت منه الكوب أنظر له وهوا يغلق علبة السكر , غريب أمره

لا عائلة له ولا أقارب لم أرى أحد زاره أو ذهب لزيارة أحد

نظر لي فجأة ثم عاد بنظره للعلبة وقال " ما بك تدققين في

ملامحي هل أضعت شيئا ؟ "

ضحكت وقلت " بل أضعت أحدا "

نظر لي فمسست رأس أنفي بإصبعي وقلت مبتسمة " لما أنفي

وأنفك هكذا هل تعلم أني كرهته كثيرا لسنوات "

لمس أنفه سريعا وقال " وما به ؟؟ "

ضحكت ثم مددت يدي لوجهه وضغطت له عليه بإصبعي وقلت

" كالمسطرة مستقيم زيادة عن اللزوم أليس كذلك "

ابتعد عني سريعا ووقف وقال " اشربي الكوب بسرعة فيبدوا شفيتِ "

نظرت له مستغربة من تصرفه ثم وضعته وقلت " نعم ولم أعد أحتاجه "

ثم رفعته مجددا وقلت " لكن لا بأس سأشربه كي لا تكون

تعبت بلا فائدة فقد يعود لي الوجع فيما بعد "

شربت منه قليلا وهوا واقف ينتظرني فأبعدته بسرعة وقلت

" يع مر وسيء ما هذا "

قال مغادرا الغرفة " دواء أعشاب كيف سيكون ؟ اشربيه

على دفعات حتى ينتهي "

وخرج وأغلق الباب خلف , غريب ما به كنا نتحدث فقط فلما

يهرب مني هكذا !! نظرت للكوب وشعرت بجسمي ارتجف

من فكرة أن أشربه كله , سأتركه حتى يدخل لغرفته وأسكبه

في مغسلة المطبخ , وضعته بعيدا عني واضطجعت على الفراش

فأخذني النوم سريعا ودون شعور مني لأستيقظ بعد ساعة على

ألم فضيع أسفل معدتي فوقفت راكضة للحمام ودخلت سريعا وكما

توقعت هذا موعد دورتي الشهرية وهنا المصيبة والكارثة فكيف

سأتصرف في نفسي وحتى الخروج لا أستطيع أن أخرج , عدت

للغرفة ونمت في الفراش أتلوى من الألم ثم جلست وأمسكت كوب

الأعشاب الغريبة وشربته كله دفعة واحدة وعدت وارتميت على

الفراش وبعد وقت خف الألم كثيرا فيبدوا علاجه سحري وجاء

في وقته , المشكلة الآن كيف سأخبره أو أخرج للصيدلية أو

أي متجر ؟ ما هذا المأزق هل هذا وقتها الآن كيف سأخبره

ونحن لسنا سوا زوجين بالاسم فقط





 
 

 

عرض البوم صور برد المشاعر  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
جليد, حسون
facebook



جديد مواضيع قسم القصص المكتملة (بدون ردود)
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 02:09 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية