لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > المنتدى العام للقصص والروايات > القصص المهجورة والغير مكتملة
التسجيل مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المهجورة والغير مكتملة القصص المهجورة والغير مكتملة


موضوع مغلق
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 22-08-15, 02:46 PM   المشاركة رقم: 6
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Apr 2007
العضوية: 26432
المشاركات: 391
الجنس أنثى
معدل التقييم: لامارا عضو على طريق الابداعلامارا عضو على طريق الابداعلامارا عضو على طريق الابداعلامارا عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 305

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
لامارا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : لامارا المنتدى : القصص المهجورة والغير مكتملة
Flowers رد: في عيونك المنفى / للكاتبة abrarj

 

البارت الثالث

لست حزينه ، انا حزن العالم ،
ففي صدري وطن يبكي ~
*غاده السمان*


ساعتين متواصله يجلس امام حاسوبه ، متعب جدا ، بل انه حتى لايستطيع الوقوف والذهاب الى فراشه من شدة التعب ، شعر بأناملها تدلك رأسه ، اغمض عينيه وهو يشعر بالراحه تتسلل إليه اكملت فعلها ثم قبلت رأسه وهي تحدثه:
لك ساعتين من دخلت وانت ع الجهاز والله قاعد ترهقك نفسك بدون ماتحس
سحب يديها من رأسه ليحتضنها وهو يرجع رأسه للخلف قليلا حتى يراها بوضوح:
وش اسوي عندي شغل كثير مقدر أأجله اكثر من كذا ، اللواء زعلان علي يقول هالفتره قاعد اهمل شغلي
ابتسمت وهي تربت على كتفه:
بس ياعمري انت بعد لنفسك عليك حق مثل ما لدوامك حق (اردفت) حتى ولدك حرام عليك منت سائل عنه ابد كأنه موب ولدك
تنهد بقهر:
كم مره اقول لتس انه موووب ..
لم يكمل حديثه وهي تضع كفها على شفتيه:
تكفى طلبتك لاتكمل ذا الكلام الفاضي ،حرام عليك ياخوي هذا عرض مؤمنه موب لعبه ،هذا ولدك لو عيونك ماتشوف الشبه الواضح قلبك مايحس بشي تجاهه.
بعد كفها وعينيه تلتمع بغضب مخيف وقد سكن قلبه الحقد:
قلبي مايحس غير بشي واحد ان ودي اني قتلتها ثم اطلقها ، ليت الوقت ينعاد والله كان اقتلها، وبكره بسوي تحليل عشان اثبت لتس كلامي و والله ثم والله لو يطلع ولدي صدق ان يحرم عليها شوفته ليوم الدين .
انهى كلامه ليخرج بسرعة البرق وهو يغلق الباب بقوه جعلتها تقفز من مكانها بخوف ، وضعت يدها على قلبها:
بسم الله ، يمه منه توه كان وش زينه
جلست حيث كان يجلس امام حاسوبه وجدت البوم صور كبير فوق الطاوله وقد دون عليه تاريخ قديم يعود لخمسة عشر سنه ماضيه ودون تحتها (رحلة النعيريه)
تصفحت الألبوم وهي ترا صور عديده لوالدها وعمومتها واخوتها وصوره لذاك اللذي يجلس بجوار عمها وبيده كتاب يبدو انه يشرح لعمه شيئا ما، تذكرت ذالك اليوم ، كانت اجواء الرياض ممطره وربيعيه وقد فاجأهم والدها بقرار سريع ان غدا سيذهبون لإحدى محافظات المملكه وسيمكثون فيها قرابة الأسبوع مع ابناء عمهم ، اجتمعو هناك الثلاث عائلات ، وقد نصبو الخيام للنساء والرجال ، كانت في 15 من عمرها ، مراهقه رقيقه ، مليئه بالحياه ، كانت تفوق بنات عمها بالجمال.فهي اطول واحده بينهم تتميز بعينين ناعستين يحيطها صف كثيف من الرموش ، لديها شفتين مكتنزتين بلون التوت ، شعرها يغطيها حتى منتصف ظهرها ، تقاسيم جسدها انثويه موجعه حتى الموت ، فهي.بالرغم من صغر سنها الا أن ملامحها جميله ودقيقه وفاتننه ، طولها وتقاسيم جسدها و اسلوبها يوحي انها قد سبقت عمرها بكثير ..
مرت اربع ليالي جميله جدا على الجميع الا من كوابيس كانت تؤرق مضجعها ، فتقوم هلعه تتفقد اخوتها النائمين ، ثم تعود ادراجها محاولة النوم ، تكررت هذه الكوابيس وفي احدى الليالي قامت بسرعه وقد اعتلت نبضات قلبها و تعرق جبينها ، سمت بالله وتعوذت من الشيطان الرجيم ، قامت تبحث عن الماء وجدتزجميع العلب قد انتهت (يالله وقتها يشربون كل هالماي الحين اخاف اطلع خيمة المطبخ بروحي ، اففف) اطلت برأسها من باب الخيمه ثم خرجت وهي تسمي بالله وتمشي بخوف للمطبخ ، دخلت لتجد الخادمات نيام والهدوء يعم المكان ولا يعكر صفو هدوئهم سوى صوت الحشرات كانت تبحث عن الماء بسرعه تود الرجوع فهي تشعر بخوف في هذا الوقت بمفردها ، احست بحركه ما خلفها ، التفتت بسرعه لتجد ان احدى للخادمات قد انقلبت للجهه الأخرى ، ضحكت على نفسها فقد كاد قلبها ان يتوقف من الذعر اخذت الماء وسحبت لها احدى قطع الحلوى ثم خرجت، كانت تمشي لكن رأت ابن عمها الكبير يمشي بإتجاه سيارته عادت قليلا حتى لا يراها ولكن ما ان عادت حتى شعرت بقبضه قويه تغلق فمها وتسحبها بعيدا ، صرخت مستنجده بإبن عمها لكن صوتها لايظهر بالقهوه اللتي ستجعله يستمع اليها بكت وهي تحاول تحرير نفسها من بين يديه و لكن يده العريضه قد التفت حول بطنها لترفعها عن الأرض بقوه .

جالسا في منزل طليقته ينتظر قدومها ، رأى صورتها المهترئه في محفظة نقوده ثم سرح بها وبحزنها
كان متجه لسيارته يريد ان يخرج احدى كتبه ليدرس فهو سيلتحق بفصل صيفي بعد اسبوع ، سمع صرخه مكتومه ، نظر حوله بحذر وهو يذكر اسم الله ويحدث نفسه(ذا صوت انس والا جن ، بسم الله الرحمن الرحيم ) عاد يدخل رأسه لسيارته لكنه هذه المره سمع الصوت مره اخرى ويسمع فوضى خلف خيمة المطبخ ، مد يده بحذر للسياره وهو يسحب سلاحه ، كان سيذهب ليوقض احدى ابناء عمومته لكن الوقت لايسعفه ، فليذهب اولا ليتأكد ان وجد لص او سارق سيمسكه اولا ثم يستدعيهم ، كان يمشي بحذر وسلاحه مصوب للأمام ، رأى ظلالا خلف احد الأشجار البعيده نسبيا ، ذكر الله وهو يقرأ معوذاته ويتقدم من المكان كانت الساعه تقارب الثالثة فجرا ، اقترب من المكان وهو يمشي ببطء خوفا من ان يحدث صوتا رأى شاب عشريني يقف امام باب السياره وبيده قطعة من الحطب طويله قد اشتعل رأسها وتحول لونها للون الأحمر وهو يمسك بها لتضيء المكلن ، خيل له ان هناك اثنان في السياره حاول ان يدقق النظر ، نعم لقد رأيت فتاه مع شاب يحاول احتضانها وهي يبدو انها تعترض بل اني ارى يديها تمتد لوججهه ، سمع صراخها المختلط ببكائها ، لتصرخ بكلمه جعلته يتقدم بسرعه وهي تصرخ باكيه مستنجده(يااااااا ربب) تحرك بخفه ليشعر به الواقف امام السياره ، ركض محاولا الركوب والهرب ،لكنه اطلق رصاصته على ساقه ليقع وهو يبكي ، ركض بأتجاه السياره يحاول فتحها وقد احكم الﻹخر اغلاقها حاول عبثا تشغيلها ليهرب لكن ذالك كان اذكى منه وهو يطلق النار على احدى العجلات ثم يأخذ العود المشتعل ويكسر به نافذت الراكب ليصله عويلها و انتحابها بشكل اقوى مد يده وفتح باب السياره ليتحدث برعب :
انا في وجهك ان تخليني اروح تراني في وجهك
اقترب منه وهو يضرب رأسه بمسدسه :
تخسي انت واشكالك تكون بوجهي تخسي يالجزمه والله غير اعلمك سواد وجهك شلون و اعلمك ... لم يكمل جملته من صرختها المستنجده (سيف تكفى طلعني من عندهم تكفى) اغمض عينيه بقوه محاولا تكذيب ذالك الصوت (ليس صوتها ، ليست هي يا الله ، ليست هي ، لا اود رؤيتها،x ماذا فعلو بها ماذا فعلو) عند هذه النقطه من تفكيره لم يشعر بنفسه وهو يغرس مسدسه في فخذ الراكب ليلطق طلقتين متتاليه وصرختها قد مزقت قلبه قبل مسمعه (صرخ وهو يلكمه على وجهه مرارا وتكرارا) لييييييييه ، ليييييه ياكلب ليييييييييه، وش جابك يمها وش سويت فيها ياكلب مسك برأسه وهو يضربه بالنافذه المتهشمه ويصرخ:
تكككلم ياكلب وش سووويت وش سووويت
كان يصرخ وذاك يصرخ ومن تجلس فالخلف تحاول ستر نفسها بثوبه الملقى جانبها تنتحب بشده، صرخاته كانت مدويه يشعر ان جميع من فالأرض قد سمعوها ، يصرخ بقهر و آه من قهر الرجال ..
تحدث وهو ينتحب كالنساء وقبل قليل يستعرض رجولته امام انثى ضعيفه :
اسف والله اسف والله اتزوجها الحين واسترها والله اتزوجها
كلماته زادته غضب وهو يراه يعترف بفعلته القذره ضرب رأسه مره اخرى وهو يبصق في وجهه:
تخسي يالكلب تخخخسي والله ان يقعد ذا اليوم نقطه سوداء بحياتك والله ماتنساه لين تموت
رأى ضوء السيارات المتقدمه لهم وهو يرى والده وعمه وابنائهم يقفون وينزلون بأسلحتهم فقد سمعو صوت اطلاق نار يليها صرخة النساء بأنهم لم يجدو (الهنوف في فراشها بل انهم لم يجدونها في المكان بأكمله) كان سيقتربون لولا انه صرخ بقهر:
لحد يقرب مني بذبحه والله لحد يقرب
اتاه صوت والده :
ياولدي العن الشيطان وانزل وش السالفه وش مسوين لك
صرخ مره اخرى وهو يرا شقيقه يقترب :
لاتتتتقرررب بذبحك بذبحك(ختم جملته وهو يرمي بجانب قدم اخيه ليفز بهلع وهو يصرخ عليه غاضب) يالخبل الله ياخذك مسدس ذا موب لعبه لاتستهبل
وجهه نظرته لعمه وهو يرجوه وقد انكسر صوته:
نخيتك ياعم قلهم يرجعون واقعد انت وابوي، نخيتك
انتفض لصوت ابن اخيه المكسور وهو يراه يجلس فوق ذاك الدامي و يضع مسده فوق رأسها وقد فقد وعيه:
ابشر وانا ابوك ابشر(التفت لهم جميعا وهو يأمرهم):
عودو من حيث جيتو و والله اللي يكسر كلمتي ويرجع ان قد يزعل
استمعو له وسط اعتراض بعظهم وما ان ذهبو حتى فتح الباب ليلقي بمن كان تحته ارضى وقد فقد وعيه ثم عاد للخلف ليجدها قد سقطت اسفل المقعد وهي تستر جسدها بثوب ذالك المغتصب وقد اعتلت ملامحها كدمات متفرقه اثر مقاومتها وقد سحب من بشرتها اي لون للحياه فهي تبدو كمن غادر لعالم الأموات ، سقطت دمعته وهو يبتعد وينزل ويرا والده وعمه متوجسان ينظران اليه ، فهو من بين ابنائهم جميعا من يتصف بالهدوء والحكمه بعكس طيشهم ماللذي افقده السيطره على نفسه ، بل انه كان مستعد لقتل اي من يقترب منه ، اقترب والده وهو يسأله بحذر وخوف:
علامك يا ابوك من ذولا خلنا نشيلهم لا يموتون من النزيف و تاخذهم برقبتك
انحدرت دموعه بقهر وهو يلكم صدره بقبضته ويأن:
ليتهم يموتون والا اموت انا ليتهمم يمووتون يبه
انتفض عمه وهو يراه مكسور بشده كما لم يراه من قبل:
xاش علمك يا ولد ، والله ماياخذ حقك غيري شعلمك
نظر لعمه وهو يخر جالس ويضع رأسه بين كفيه ويتحدث بكلام متقطع:
الكلاب عيال الكلب ، خذوها جعل ربي ياخذها ، محد معاها ، سمعتها تصرخ بس مالحقت عليها (ثم رفع عينيه لوالده وعمه وهو يتحدث بحسر) الكلب يقول انه بيستر عليها ، لييييه يقوله وش سوا لها وش سوا لها
كان يريد حتى الآن ان يكذب ماسمعه ورأه لكن لا جدوى فالحقيقه واحده وان تعددت الأسباب
اقترب عمه وقد شحب لونه وهو يسأل بحذر:
منهي يا سيف من ؟ (اردف بخوف) الهنوف هاه قل الهنوف امها تصيح تقول مالقتها (هز رأسها بنفي غير مصدق) مهي بهي صح قول قول وانا ابوك مهي بهي صح
كان سيفتح باب السياره لولا انه قد مد يده يمنعه:
خلها ياعم طلبتك ،وتراها من الحين حليلتن لي ، ولا ابي حد يدري اللي صار يندفن هنا وعيال الكلب والله غير يندمون على ذا اليوم
شعر بعجز يكتسي عظامه سقط على الأرض بعد ان عجزت عظامه من حمله ، بدت له الحياه سوداء، وهو يرى شقيقه يحاول ان يمده بالصبر ، لكن لايميز حقا ماذا يقول ، كيف هذا ؟ صغيرتي الهنوف اغتصبها هاؤولا الحمقى ، كيف اين كنا عنها ماذا فعلو بها هل مازالت على قيد الحياه ، نهض بسرعه يود قتل هاذيين الأثنين اتجه للأول وهو يركله على وجهه وجسده ويصرخ:
ياجعلكم الموت وسوء الخاتمه الله يحرق قلبكم ياعيال الكلب والله ان تندمون والله ان تندمون ،كان شقيقه يمنعه فهاذين الأثنين نزفا دما كثيرا خاف ان يموت احدهم ، اشار لأبنه خذها لسيارتي وانا باخذ عمك مع هالكلابه بالسياره خذها بسرعه.
قام بسرعه ثم فتح الباب ليراها مازالت على وضعها لم تفق حتى الآن سحب الثوب من يدها وهو يلقيه بتقزز ،غض بصره ثم خلع ثوبه وحاول ان يلبسها دون ان ينظر اليها ،حملها.على كتفه بخفه وهو يراها جثه هامده قد فارقت الحياه ربما، اركبها فالمقعد الخلفي ثم اتصل بزوجة عمه :
لقيتوها ياوليدي
دمعت عينيه وهو يحاول ان يعدل من صوته:
ايه يا عمه لقيناها مغشى عليها ورى الخيام وشكل داب لسعها جيبي.عبايتها وطرحتها ولا عليتس امر وانتي تعالي مع تركي بسرعه.
انهى حديثه وهو يقترب من المخيم لتظهر عمته بعبائتها نزل بسرعه وهو يحاول ان يشغلها قليلا حتى يلبسها العبائه فوق ثوبه:
عمه جيبي مويه كود نرشها وتصحى
اجابته بسرعه وهي تعود ادراجه:
ابشر عطها تلبس
دخل بسرعه وهو يلبسها عبايتها على عجل ثم يعود لمقعده وهو يرى ابناء عمه يحزمون امتعتهم بسرعه كما امرهم والدهم فلن يمكثون في هذا المكان بعدما حصل .
افاق من ذكرياته على كفين صغيران تحتضن وجهه ثم تقبل وجنته بقوه:
اي لوووف يو
ضحك وهو يحتضنها ثم يرفعها ويقبل بطنها بقوه وهي تضحك وتحرك رجليها معترضه:
كم مره اقولتس لا عاد اسمعتس تحكين انجليزي معاي (اردف) تبين اعاقبتس (قالها وهو يعاود دغدغتها وهي تضحك بشده) خلاص خلاص بابا توووبه
اجلسها بحضنه وهو يعاود تقبيلها:
وين امتس
اجابت بعد تفكير:
ماما طلعت وذ يور فريندز
ضحك وهو يضربها بخفه على شفتيها:
ذا اللسان المنعوج يبي له تعديل ، عدليه قبل اعدله لتس
سحبت ربطة عنقه وهي تعاتبه:
اليوم وعدتني تجي كلاس التدريب بس ماجيت ، وااي ؟
ضرب جبينه وهو يتذكر انه قد وعدها بالحضور مبكرا لكنه قد نسي ، ففي الآونه الأخيره اصبح شديد النسيان ، من ضغط التفكير بالعوده الى ارض موطنه بعد ان هجرها 14 سنه ، حاول ان يبرر لها دون ان تغضب:
آسف حبيبتي ، اوعدك بكره ان شاء الله انا بنفسي اجيتس واخذتس معي الكلاس ، وترا كلمت المدربه تقول انتس بطله وابطل بنت بالكلاس
شعرت بالسعاده من اطراء والدها حركت شعرها بغرور طفولي لذيذ:
ايه اليوم قالت لي انهم بيعطوني ميداليه لأني بطله
ظحك وهو يرا غرورها اللذي يعشق، حاول ان يحدث عقلها الطفولي بسلاسه:
بابا حبيبي كل اللي تعلمتيه بالكلاس ماتنسينه وتسوينه بعد بالبيت علشان ماتنسينه صح
يخاف عليها من ذئاب البشر ، ويخاف ان تصاب يوما ما بما اصاب تلك قبلها ، عند اتمامها الرابعه من عمرها قام بإلحاقها بمركز ياباني يقوم بتدريس الأطفال وسائل الدفاع عن النفس، وهي الأن على وشك الإنتهاء من السادسه وقد تعلمت الكثير ، واصبحت ذات شخصيه واثقه قويه، فور انتهائه من حديثه كانت تدخل المنزل وتنزع معطفها الثقيل وتعلقه خلف باب المنزل ثم تلقي السلام:
اهلين امتى اجيت ؟ ماخبرتني بجيتك
اخفض نظره لأبنته فتحرر هذه اللتي امامه يزداد يوما بعد يوما فقد ابتدت بخلع النقاب ثم خلع العبائه ثم خلع الحجاب وقد رفضت تماما التدخل في ذالك حتى طلقها ولكن الأن مايخشاه هو وجود ابنته برفقتها فهي تحمل الجنسيه الأمريكيه اللتي ستجعل الحضانه لها وانا لن ارضى بهذا ابدا ، تحدث لأبنته بهدوء( بابا الهنوف روحي غرفتس بتكلم مع ماما بروحنا ممكن )

نهظت وهي تعدل بجامتها الورديه:
يس افكورس دادي
ظربها بخفه على رأسها وهو يضحك:
يالعوبا وش انا قايل لتس قبل شوي هاه
ضحكت وهي تركض لغرفتها تاركه الأثنان سويا
جلست في كنبه مفرده وهي تحرر شعرها:
يالله شوووب كتير ، ماني أدرانه اتنفس ..
تكلم بهدوء مدروس مقاطعا اياها:
انا بسافر عقب اسبوعين (ثم رفع عينيه ليؤكد) خلاص برجع رجعه نهائيه
التمعت عينيها بحزن:
الله معاك
سأل بتوجس وهو يراقب ردت فعل تلك الشقراء :
والهنوف ؟
رفعت عينيها بسرعه :
شو بها الهنوف
تنهد بعمق:
باخذها معي
وقفت بغضب:
احنا حكينا فهالموضوع ابل هيك وانا التلك لا مابدياها تروح ،بنتي تعودت ع الحريه والخصوصيه،لوين بدك تاخدها ،لأمك الختياره والا لإخواتك المجوزين
رص على اسنانه بغضب وعينيه تقدح بالشرار وهو ينهرها:
اووص اووص وججع البنت بتسمع ، كم مره قايل لتس اذا بيننا حكي مانرفع صوتنا عشان ماتسمع هاه(اردف بغضب) امي وخواتي لو خذوها يربونها فيكون لعلمتس ان تربيتهم احس من تربيتس الف مره
عادت للجلوس وقد خافت من توقد عيناه ولكنها مثلت الامبالاه:
ماخصني إلت لك أبل هيك الهنوف مابتطلع من هون انا مابدي بنتي تعيش ياللي عشتو انا
كان سيتحدث لولا انه فتح باب المنزل ودخل شاب في عقده الثاني و النصف وبيده فتاه امريكيه تلتصق به بشكل مقزز وهم يتهامسون ويسرقون القبل بعد كل كلمه والأخرى
اعتلت وجنتيها الحمره وهي تقف وتنهره:
عمار شوبيك يخرب بيتك اطلع لغرفتك ، سيف هون
التفت بخوف للجالس ع الكنب وهو يبتسم ثم يعاود بسرعه وسط اعتراض تلك الموميا
عادت للجلوس وهي تحاول تشتيت نظرها عن نظراته الملتهبه سأل محاولا تمالك اعصابه:
بنتي كم مره شافت هالمنظر
اجابت بإرتباك:
ولا مره
اعاد سؤواله:
اوك انتي تعرفين اني اكره الكذب اعيد السؤال الهنوف كم مره شافت هالمنظر؟
تأففت وهي تحاول ان تخلص نفسها من تهمته:
اففف ألتلك ولا مره وماني كزابيه
رمى التحفه الزجاجيه اللتي تقبع امامه وهو يحاول ان يخفض صوته قدر الإمكان لكنه يفقد الصيطره على نفسه فهو يخشى ان ذاك المنظر اصبح معتاد امام ابنته:
والله لو ماني خايف من الله اني المستس وانتي موب حلال علي كان كسرت هالرقبه بإيدي ، اخوتس الكلب كل يوم يسرح ويمرح مع بنت حرام قدام بنتي انا الغلطان اللي مخليها معتس انا الغلطااان
شعرت بذعر من شكله فهي طوال فترة زواجهم لم تراه غاضب هكذا ،حتى عندما اكتشف تنصرها لم يغضب هكذا ،لكن يبدو ان الوضع مختلف عندما يتعلق بالهنوف سمعته يتكلم ببطء :
الحين تتنازلين عن حضانتها وغصبن عنتس بعد
حاولت ان تقوي نفسها بعد ان هلعت من عصبيته:
انا ما بعيد الحكي بنتي ماراح تسافر ع مطرح غير امريكا
اخرج دفتر الشيكات وهو يلقيه امامه عالطاوله ويتناول قلمه من جيبه ويوجه سؤاله لها :
كم تبين 50الف دولار ؟
اتسعت حدقتيها من المبلغ اللذي لم تحلم به طوال عمرها ان يأتيها بين ليله وضحاها فهي تعيش على وضيفتها في احدى المطاعم من بعد طلاقها ولولا المصروف الشهري المرتفع اللذي يبعثه سيف لها ولإبنته لما كان هذا حالها ومسكنها ابدا ، لم تشاء ان تشعره انها سوف تتنازل من اجل هذا المبلغ ، هزت رأسها بالنفي:
شو جنيت بنتي ما بيعها بمصريات الدنيا كلياتها
ضحكت وهو يدون مبلغ باهض على احدى اوراق الشيكات :
لا ان شاء الله الحين تبيعينها وانتي تضحكين بعد (انهى حديثه وهو يرمي الشيك بجانبها:
100الف دولار وكثير بعد الحين نروح تتنازلين عن حضانتها
قامت وهي تحاول اخفاء ابتسامتها :
اوك هيك منيح بس ماتنسى تجيبها لعندي بالإجازات منشان شوفا
ضحك وهو يضع حقيبته على كتفه:
الله المستعان يعني موب ناويه تجين تزورينها امشي امشي قدامي وانا بروح اناديها

عشقت ترابك ياوطن *
في مطار الملك خالد ، وصل للتو يحمل حقيبة جهازه المحمول على كتفه ويتبعه احدى العماله الهنديه بعربه وضعت بها حقائبه ، ابتسم وهو يرى الناس من حوله وقد تحلو نساء هذه الأرض بسترهم الأسود المعتاد اللذي يفتقده بشده في تلك البلاد متعددة الأديان ، كم اشتقت لهذه الأرض الطاهره ،ولرائحة قهوة عمتي و رؤية اخوتي كم اشتقت لحاجبي ابي المعقودة دوما اللتي لاتنبسط الا فور رؤيتي ، اشتقت لتوبيخ عذبه،و وضجيج الجازي ، ورقة العنود ،ونصائح ضبيه ، اشتقت لرائحة العود يوم الجمعه ،وطرقات ابي الغاضبه على بابي وهو يوبخني على تأخيري(الخطبه بتروح علياك الله يهديك) ، اشتقت لها ذات الضفائر الحمراء من اتعب قلبي فراق عينيها،
ربي لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك انني قد عدت الى موطني ،حيث انتمي، رأهم من بعيد يتوقفون خلف السياج و والده يسنده ابن عمه عواد و عن يمينه ابن عمه الآخر متعب وزوج شقيقته مساعد ، انشطر قلبه وهو يرى والده يخر ساجدا شاكرا لله على عودته ، هرول اليه وهو يحتضنه بعمق ويتنفس رائحة العود من كتفه:
جعلني فداك جعلني فداك ياعضيدي ، الحمدلله ربي من علي بشوفتك وانت رافعن راسي
يود التحدث والرد عليه لكن عبره قد تضخمت تسد مجرى تنفسه ،مؤلم شعور افتقاد هذا الكهل العظيم ، يراني عضيده اللذي تأخرر قدومه حتى اتى في سن حفيد له ليس ابنه ،لكن الحمدلله على مايشاء ، قبل رأسه وجبينه و يديه ثم انحنى يقبل قدميه:
جعل يومي قبلك، والله اني اشتحنت لك يالغالي
وقف وهو يسند والده للوقوف ثم يسلم على ابناء عمه وزوج شقيقته اطال السلام يزوج شقيقته وهو يحتضنه،لطالما يحب هذا الرجل ويحترم ارائه، حتى في غربته كان يستشيره بكل مايتعلق بدراسته ويحب الأخذ بنصحه ، فعلاقته به قويه جدا ، رجل مثله لا يليق الا بقلب شقيقتي الجازي ، بعد الترحيب الحار والسلام رأى مساعد يشير لمكان ما وهو يبتسم التفت ليرى والد تلك اللتي اشتاقها بشده يمشي ويسند بيده حبيبته المسنه مشى اليها وهو يحتضنها بقوه ، شهقت وهي تتحسس صدره ومنكبيه وقد اختلطت كلماتها ببكائها:
فديت ولدي غدى رجال اطول من العرب كلهم ،فديت ذا الطول وذا الزول جعل عيني ماتذوق حزنك ياعين امك
ابتعد عنها وهو يقبل جبينها وقد التمعت عينيه بتأثر بالغ من حديثها:
اشتقت لتس يمه جعل يومي قبلتس ، والله يا يوم ما اتصبح بوجهتس انه يوم اقشر
عاودت احتضانه بقوه وهي تحمد ربها:
الحمدلله الحمددله ياوليدي رجعت لي جعلني ما افارق شوفك
ابتعد عنها وهو يسلم على زوج شقيقته وابن عمه (يرى نظرتها تسكن عينيه و غمازتها تتربع على خده الأيسر ، يا الله الصبر ،لاطاقة لي في شوقها يا الله)
اقتربو جميعهم وهم يحيطونه بالترحيب والسؤال عن الأخبار وهم متوجهين الى سياراتهم
ركب السياره وهو يجلس بالخلف بجوار عمته وبالأمام يجلس والده وعن يساره و ابن عمه عواد ،كان لايزال يحتضن كفها اللذي قد امتلىء بالتجاعيد و النقرس ، يحدثها تاره ويقبل كفيها تاره اخرى،x ضربت فخذه وهي توبخه:
اربك بتلبس ذا الخلاقين كل يوم قدامي ( ثم اكملت مهدده) والله اني لا اشوفه مره ثانيه ان احرقه كله
اعتلت ضحكاتهم على تهديدها ، حاول استفزازها:
وش اسوي يالظبي نسيت شلون البس الثياب تعودت على هالخلاقين اللي تقول
نظرت له بطرف عينها :
يامال العافيه تسانك نسيتها انا بعلمك شلون تعود تتذكرها ،ترا الخيزران ماهيب ناسيتك حتى لو شفت وراك درزن عيال
ابتسم وهو يحاول استغلال حديثها ،فقد استشار اخته ظبيه والجازي و أيدوه وبشده:
الله يجيب العيال من عنده، عسى ابو فهد يقول هدية فهيدان عروس
التفت والده وقد التمعت عينيه بالسعاده:
ابشر وانا ابوك ،كان تبي من بكره تشاور خواتك ونخطب
ابتسم وهو يراقب نظراتهم:
يبه شاورت خواتي وخلصت وقالو لي ان بنت فواز تناسبني وانا استخرت وارتحت ، لكن انت وش شورك ودك بحد اخطب عندهم
اعترض والده حديثه:
لا والله وانا ابوك بنت فواز والنعم وتربيتنا من عادها صغيره ولا يهمك بكره كان ربي كتب بنروح نخطب قبل يجون العرب للعشاء اللي مسويه لك
ابتسم براحه وهو يشدد قبضته على كف عمته دون ان ينتبه ، شعرت بفرحته فهي ان خفي على كل اهل المنزل عشق هذين الصغيرين فلم يخفى عليها ابدا فهي من تربت على عشق ابن عمها ثم عشقه زوجها حتى عشقه ميتا ، فكيف لها ان تمر عليها تلك النظرات اللتي يحملها لتلك كلما رأيها برفقة شقيقته ، فهي من تعلمت معنا هذه النظرات واتقنتها


يتبع.....

 
 

 

عرض البوم صور لامارا  
قديم 22-08-15, 02:49 PM   المشاركة رقم: 7
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Apr 2007
العضوية: 26432
المشاركات: 391
الجنس أنثى
معدل التقييم: لامارا عضو على طريق الابداعلامارا عضو على طريق الابداعلامارا عضو على طريق الابداعلامارا عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 305

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
لامارا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : لامارا المنتدى : القصص المهجورة والغير مكتملة
Flowers رد: في عيونك المنفى / للكاتبة abrarj

 

ثم اناس لهم تلك القدره الخرافيه على للمشي فوق قلوب الآخرين
دون الشعور بالذنب
*احلام مستغانمي*


تجلس بجواره امام التلفاز وقد غرق المكان بضحكاته بين الحين والآخر على مشاهد المسرحيه ، كانت تضع كتاب في حجرها وقد ارتدت نظارتها اللتي تزيد من عذوبة ملامحها ، وتنضر للفراغ ، شعرت بنقرات اصابعه على كتفها، التفتت وهي تراه غارق فالضحك ويشاهد احدى برامج الكوميديا الأمريكيه:
شوفي شوفي كيف يجون يبون يطفون الحريق يطلع لهم هههههه
حاولت ان تبتسم مجامله لكن لم تستطيع ، التفت اليها مستغربا هدوئها:
وش فيتس ؟
نظرت اليه مطولا ثم التمعت عينيها بالدموع وهي تحاول اخفائها:
مافيني شي، بس مبطين ماجلسنا ع التلفزيون مع بعض
استغرب تعلقها به رغم مايفعله معها ، احتضن كتفيها وهو يقربها منه ، خجلت فهي منذ زواجها احتكاكها به قليل جدا بل يقتصر على واجباته كزوج لم تعاد ابدا ان يكون حنونا او رومانسي ابدا ،تنهد وهو ينظر اليها:
كنت مشغول لكن هالفتره احاول اكون معاك وقت اطول
حاولت تصديقه،لكنه لم تستطع فمنذ اخر مره وهي تراقب تصرفاته جيدا وهي تراه يخاف عندما يصله اتصال امامها ويرتبك ويحمر وجهه ، يطيل المكوث فالخارج مدعي بأنه مع اصدقائه ، رائحة العطر النسائي المتشبثه بثيابه تزداد يوما بعد يوم والأدهى انها رأت على ثوبه شعر نسائي ذهبي !! وعندما سألته قال انها امرأه اصطدمت به اثناء السير (رباه أأصدق قوله؟ ام اصدق عيناي ؟):
العنود شفيتس تسرحين واجد وش يدور بمختس ؟
فاجئته بسؤالها:
سعود دائما تقول انك ندمان انك اخذتني واني غلطت عمرك اللي مستحيل تنساها (ابتلعت ريقها وهي تشعر ان ما ستقوله امواسا جارحه تمر عبر حنجرتها) واني حارمتك من الخلفه بسبب عقمي ، (رفعت عينيها له بتساؤل) وش مصبرك على ذا كله رغم انك ماتحبني (قالت كلمتها الأخيره بصوت موجع مرتجف)
نفض يديه عنها وهو يضرب رأسها بأصابعه:
انا مدري وش جوا هاللي يسمونه راس ، ما اشوف غير تنكه ،مدري شلون جامعه هالشهادات وذا راستس
صدت عنه وهي تعاتبه:
لاتقلل مني وانت تعرف تعليمي وتعرف كيف وصلت له
وقف وهو غاضب وينتزعها من مكانها بقوه ويقربها من وجهه:
شوفي عيوني ، طالعي فيها ، وش تقول؟
صدت عنه ودموعها تشق طريقها على خدها ،لكنه امسكها بفكها وهو يجبرها ع النظر فيه:
عيوني تقول ما اكرهتس بس ما احبتس ،يعني تقدرين تقولين اخوان او اصحاب بس مو زوج و زوجته او حبيب وحبيبته عمري ماحسيت بهالشعور، بس مقدر اطلقتس لأنتس بنت عمي منقود طلاقي لتس يالعنود افهمي
عندها لم تحتمل وهي تنهار بين يديه :
طيب ليه تخوني ما استاهل والله ما استاهل،حتى لو ماتحبني لاتخوني.
تقسم انها شعرت بيديه تتصلب على عضديها الممسك بها ونبضات قلبه قد توقفت للحضه من شدة الفزع ، اعتصر عضديها بين يديه وهو يرص على اسنانه بغضب ويتحدث:
حسني الفاضتس ، انا ما اخونتس ياقليلة الحيا ، اصلا الشرهه موب عليتس الشرهه علي اللي مخلي طلعة ربعي وجاي اجلس معتس، اصلا شايفه شكلتس شلون صايره مهمله ومتنفخه من كل اتجاه لكن صدق غبي ( انهى حديثه وهو يلقيها على المقعد ويخرج)
انتحبت يشده وهي تتذكر اللذي حصل للتو x( يا الله انا لست شقيقته انا زوجته لماذا لا يفهم ، لماذا لايرى فيني زوجه، اتسخر من انتفاخي ،ذالك اﻹنتفاخ لم يكن سوى اثر لﻷبر المحفزه للتبويض ،تؤلمني في جسدي وترهقني كل هذا لأجلك لأجل الا تشعر بالنقص في غياب طفل يحمل اسمك، انني افعل ما بوسعي لأجلك ،وانت ماذا فعلت لأجلي ، سوى الوشم بيديك على جسدي و قلبي )
خرج من الغرفه يود الخروج لكن استوقفه صوتها للمكسور:
اﻹنتفاخ اللي تقوله ومقززك عشانك، عشان ماتحس بالنقص اللي تعايرني فيه كل مره
التفت اليها متسائلا:
وش قصدتس وضحي
ابتعلت غصتها:
هذا كورس ابر منشطه عشان احمل
لم تنهي جملتها حتى تراه امامها وقد امسك بشعرها من الخلف بقوه :
ومن سمح لتس تاخذين شي من وراي ، اصلا من قال ابي عيال منتس
اغمضت عينيها بشده (يكفي ،يكفي ارجوك، ماقلته اليوم كافي على تدميري اعوام عديده،من اين لك كل هذه القسوه يا هذا) حاولت الإبتعاد وهي تمسك بكفه تحاول التقليل من شده:
خلاص فك شعري تقطع فككككه
اقترب من وجهها وهي يتحدث بفحيح كفحيح الأفعى:
شفتي هالمنشطات اللي ماخذتها من وراي و فرحانه فيها خلها تفيدتس ، يحرم علي ما المستس لين تنزل دورتس ، كذا مزاج عشان تعرفين تسوين شي بدون شوري (يقصد حقه الشرعي) انهى حديثه وهو يدفعها للخلف لتسقط ويرتطم جنبها بحافة الطاوله الزجاجيه ، بكت كما لم تبكي من قبل ، اي قلب يحمله هذا الرجل ، لم اكن انوي ازعاجه اردت ان اتعالج لكي انجب له ، لايود ان اكون اما ﻷطفاله لايود ذلك(عندما وصلت لهذه الفكره اجهشت في البكاء وهي تلقي برأسها على قدميها ) تشعر بالإختناق من هذه الحياه القاسيه ، والدها لم يشعرها يوما بمعنى الأب الحقيقي فهو قاس ومتسلط حتى لو كان يخفي خلف هذا حنانه فهو لايكفي فتزويجها لهذا الرجل هو اعظم ذنوبه اللتي لاتغفر ، و والدتها لم تهنأ بها ،ليتها امامها الآن لشكت لها قسوة رجالها الأثنين ،لدفنت رأسها فحضنها حتى تنام ثم تستيقض متفائله ، من تذهب له سئمت كل هذا، تود ان يشاركها احدا جروح قلبها ، ان تشتكي المها مطولا ثم تجد الحل عن احدهم ، ان تنهار باكيه فتجد صدر يحتوي انهيارها ، (تنهدت وهي تقف) توضأت ثم فرشت سجادتها وهي تصلي وترها وقد انهارت بين يدي خالقها تشكو له ذنبها عندما طلبت منه ان يرسل لها من يحتوي احزانها وهو سبحانه القادر وحده على هذا ،دعته مطولا بالصبر حتى استكانت نفسها ، خلعت لبسها وهي ترتدي بيجامه من الحرير الأسود مكونه من قطعتين وقد ارتسم عليها نقوشات باللون الأبيض ، رأت بجامتها تشتد من جهة صدره وقد ازداد حجمه هذه الفتره اثر المنشطات، دمعت عينها بسرعه ، ولكنها نهرت نفسها وهي تتجه لهاتفها وتقوم بتشغيل سورة البقره والسديس يتلوها بسكينه وتنغط في فراشها وتخلد لنوم عميق *فهذه حيلتها الدائمه على قلبها المجروح،كثرة النوم)

انا حبة القمح اللتي ماتت لكي تخضر حبة ثانيه وفي موتي حياة ما .. *محمود درويش*


كان يقف يستقبل المعزين و بجانبه يصطف اخوته و اهل والدته ، يرى والدها يجلس امامه وقد اكتسى وجهه الحزن من فاجعة الخبر، يحاول الصمود فهو طيلة الثلاث الأيام الماضيه لم ينم ابدا ، وقد ارهق بشكل كبير ،شعر بالدوار لكنه حاول ان يسند نفسه دون ان يلاحظ احد ، بدأء وفود المعزين بالخروج واحدا تلو الآخر ،حتى لم يبقى سواهم ، تكلم والدها بشيء من الحزن :
ياولدي عواد بيض الله وجهك اشهد انك وقفت معها وقفة رجال الله يرضى عليك ويعوضك في بنت عمك خير
سمع همس بالدعاء لها بالرحمه من الجالسين ، تحدث بصوت مثقل بالوجع:
ياخال الله اللي عطى والله اللي اخذ والمها غاليه ويعز علي فراقها لكن وش اسوي قسمة الله ماعليها اعتراض ، الله يغفر لها ويجعل ماجاها تكفير لذنبها
وقف خاله وهو يأمره بحنان ابوي:
قوم يابوك ادخل ارتاح على وقفتك من ثلاث ايام ما ارتحت رح ارتاح ياولدي الله يرضى عليك ، ايده الجميع بالكلام وهم ينصرفون للخارج ، قام من مكانه وهو يتوجه الى مدخل فلته ، فتح الباب وهو يشعر باﻹختناق ، اشعر برائحتها تحتضنها زوايا المنزل ، كيف ستكون حياتي من بعدك يا مها من انا بدونك، اللهم اني راض عنها فأعفر لها، توجه لغرفته يود ان يرتاح فمنذ وفاتها لم ينم ابدا ، لكنه عندما فتح الباب صعق مما رأاه ، كانت غرفته قد تغيرت بالكامل وهي تحتضن اثاث جديد بطراز عصري يجمع بين اللونين الأبيض و الذهبي وقد تغيرت كل اماكن قطع الأثاث بل ان حتى الرائحه لم تعد كما كانت لم تحمل رائحة الياسمين الخاصه بحبيبته بل تحمل رائحة العود والبخور ، تذكر من تشاركه المنزل من اول ايام العزاء ، صرخ بأسمها بغضب :
ظبيييييييييه
صعدت الدرج وهي تعلم سبب صراخه كانت مازالت ترتدي عبائتها فهي للتو عائده من منزل والدها بعد ان جلبت بعض المستلزمات الخاصه بها ، وقفت امامه وهي ترا عينيه تقدح بالشرر:
لبيه
صرخ وهو يشير لغرفته بسبابته:
من سمح لتس تغيرين غرفتي ، من انتي تتحكمين فبيتي وانتي توتس داخلته من سمح لتس
اجابته ببرود:
انا سمحت لنفسي ، ماتعرف ان الحي ابقى من الميت
كان يود ان يهشم وجهها بيديه وهي تقف امامه بثقه في وقت ليس وقتها، رفع اصبعه مهدد:
يكون لعلمتس يا ظبيه كوني تزوجتس فهذا شي انفرض علينا وتكلمنا فيه واتفقنا ، بس تعطين نفستس الحق تتدخلين بشي يخص بشي يخص المها لا هنا اقولتس حدتس ، والحين تصرفي ما اقوم الصبح الا والأثاث كله راجع مكان والا و..
قاطعته بثقه:
لاتحلف يشي الأثاث تصدقت فيه عن المرحومه مع ملابسها
جن جنونه وهو يهزها من كتفيها:
انتي من ايش مخلوقه هااااه من ايش تكلمي، انا ما ابيتس ما ابيتتتتس فهمتي ، انا مجرد فكرة انتس كنتي لخوي ثم لي تخليني اتقزز ، والله لو مره ثانيه تتدخلين بشي يحياتي ان تندمين ، وروحي دوري لتس وحده من الحجر تقعدين بها لا اشوف وجهتس (انهى حديثه وهو يغلق الباب بقوه جعلتها تنتفض) وضعت يدها على قلبها(يمه بسم الله يخرع لا عصب قسم بالله قلبي بيوقف من الخوف) دخلت الحجره المجاوره وهي تجلس ع السرير وعينيها تمتلىء بالدموع وبخت نفسها(وش فيني غبيه لو بكيت كني بزر ،ماينلام فقد حبيبته واجي اشيل كل شي يرتبط فيها بدون إذنه وابيه يضحك وياخذني بالأحضان اكيد بيهزئني وزين جت بس ع التهزيء، يوم مات حسن انهرت مهما كان بيننا عيش وملح كيف واللي ماتت حبيبته اكيد بيزعل) تنهدت وهي تسند رأسها ع السرير (الحمدلله يا مها سويت اللي تبين تصدقت بكل شي يخصك ،يارب تكونين مرتاحه)

فالغرفه المجاوره يقف اسفل تيار الماء المندفع بشده، وينظر للرف المجاور لايحتوي على عطرها ولا شامبو الياسمين الخاص ،لايرى سوى مستلزماته فقط الآن فقط اجزم انه قد افتقدها ، انحدرت دموعه محمله بألم الفقد ، اتعلمين كم سأشتاقك ، اتعلمين ان غيابك قتل كل رغبه للعيش في قلبي ، لمن انا بعدك ، من سأبحث عنها عند عودتي من سفري ،من سأفتش في جهازي بشغف ابحث عن كلمه قد ارسلتها تطفيء شوقي ، من هم النساء بعدك ؟
خرج وقد احمرت عيناه وقد ارتدى بجامه هي من اشترتها له، استلقى على سريره الجديد ،سحب المخده المجاوره وهو يحتضنها يبحث فيها عن رائحة الياسمين لاكن لايجد سوى ريحة العود ،القاها بعنف وهو يغطي عينيه بذراعه ويتذكر احداث سابقه قبل ثلاثة ايام ،
كان قد اصطحب ظبيه للمستشفى وهاهم في طريق العوده ولكن قبيل وصولهم المنزل اتاه اتصال من المستشفى ليعود بسرعه محدثا صرير قوي من عجلات السياره وسط ذهول ظبيه ، كان المتحدث طبيب المها فهو يدعوه للحضور بعد انتكاس حالها المفاجيء بل انه قال له انها ربما تكون تحتضر ، نزل بسرعن وتلك تركض خلفه هلعه وجدها يحاولون انعاشها بصدمات القلب مره مرتان ثلاث اربع لكن لاجدوى كان ينقل نظره بين جسدها اللذي يرتفع بشده ثم يقع اثر الصدمات ثم ينظر لشاشة تخطيط القلب اللتي تحمل ذات النتيجه السلبيه ، عندها رأى الطبيب وهو يغطي وجهها بتلك القطعه البيضاء اللتي تستر جسدها ابعد الطبيب وهو يقترب منها وينتزعها من فراشها ويزرعها بين اضلعه ويهمس بعدم تصديق:
المها المها قومي لاتروحين تكفين قومي
شعر بها تحاول تخليص المها من بين يديه ( عواد فديتك اذكر الله، قل لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا)
جلس وهو يحتضن رأسه بين يديه :
ياويل حالي عقبتس يالمها ياويل حالي الله يرحمتس ويغفر لتس الله يصبر قلبي على بلواه الله يصبر قلبي
مدته بشماغه اللذي سقط ارضا وهي تربت على كتفه:
لاتجزع يا عواد قل يارب لاتقول ياويلي قول يارب
قام وهو يدعي لها مطولا انحنى عليها وقبل جفنيها النائمين بسلام.
عاد من تلك الذكرى وقد شعر ببلل يكسو وجنتيه ، هذا حاله كل ليله منذ وفاتها يبكيها كل ليله وقلبه يبكيها الدهر كله ، فما حياته بعدها ، يود الأنفراد بنفسه فتره زمنيه طووويله جدا ، وهذه الأنثى اللتي تقبع فالخارج تعيق هذه الأمنيه ، لم يكن يود اصطحابها فالوقت الراهن، لكن والدها من امر بذالك فهو يرا ان وجودها الأن سيكون لصالحه ، فهو منذ ان انتشر خبر وفاتها حتى امسكه جانبا( ظبيه بتسبقك ذا اليوم للبيت تباريك وتكون قريبتن منك ،والمعزين داخلين وخارجين يبي لهم مره فالبيت ،وانت بعد يبي لك مره منت بقاعد طول عمرك تنوح ع المها) لم يستطع الإعتراض فهو ان اعترض سيكون قليل ذوق ..

لاتقبلي ان يتسلى رجل بتعذيبك من اجل لا شيء .
ثم يعود متى شاء ..
كأن شيئا لم يحدث !
*احلام مستغانمي*

مرت اربع ساعات منذ خروجه ،استحمت وابدلت لباسها ، ارتدت قميص من القطن ذو حمالات رفيعه ويتوقف عند ركبتيها باللون الأبيض ،سرحت شعرها وهي تتألم من جانب خصرها اللذي يتوسطه ضربه قد تحول لونها للون الأزرق اثر سقوطها على الطاوله الزجاجيه، تنهدت وهي ترفع قميصها وتدهنه بكريم عل ان يخف المها وتستطيع الدراسه ، توقفت عما تفعل وهي تشعر بيد حديده قد التفت حول معصمها:
هذا ايش
حاولت نزع يدها:
بركات يدك
تصلب مكانه من منظر البقعه الزرقاء الكبيره ، الا يكفي هذه الصغيره مايحدث ،الا يكفيها ما تحملته منذ 6 سنين ، سيكون الطلاق قريبا اعدك بذالك فأنا احمق يستخدم يديه دائما للتنفيس عن غضبه ، وانت ورده نديه تستحقين التقدير لكن ليس مني، حرر ازارير عنقه وهو يهمس وعينيه مشبعه بالألم:
متى يالعنود ما طقيتس ، ذكريني
ضحكت وهي تقترب منه بشده وسط صدمته ، ثم تضع اصابعها بدلال على عنقه مما زاد استغرابه ، نظرت اليه وقد امتلئت حدقتيها بالدموع لتجيب:
دفيتني ع الطاوله قبل تطلع لصاحبة البوسه (انهت جملتها وهي تضغط بإصبعها مكان اثر قد خلفته تلك )
تلك ثم خرجت وهي تحمل كتابها الملقى ع الطاوله بجانبها)
بعد انهاء كلامها توجه بسرعه للتسريحه وهو يرى انعكاسه عليها ثم يرى تلك البقعه على طرف عنقه ، اللعنه قالها وهو يضرب بكفه على الطاوله ، ماذا اقول لها الآن كيف افسر هذا فأنا كنت اود ان اقوم انا بإخبارها لا ان تكتشف هي سحب نفس وهو يغلق ازرته ، خرج وهو يراها تجلس امام حاسوبها وبيدها كتاب تتصفحه وتدون منه ملاحضاتها على ورقه اخرى ، رأت انعكاس ظلاله على الجدار لاكنها حاولت تجاهله وهي تدعي الإندماج فيما بين يديها ، جلس بجوارها وهو يحاول ان يوصل لها المعلومه بطريقه غير مؤذيه لمشاعرها وهو لا يعلم ان الموضوع بأكمله مؤذي لمشاعر اي انثى فكيف بالعنود:
العنود انا ما اخونتس
نظرت اليه ببرود وهي تود ان تقول له انت كاذب لكن قوتها تخونها كالعاده ،، نظر لعينيها وهو يكمل:
انا مالي بدرب الحرام وانتي ادرى انا متزوج على سنة الله ورسوله
فتحت عينيها بشده وهي تضع كفها على فمها وتنظر له بصدمه (يكذب ، انا متأكده انه كاذب ، كيف يتزوج من امرأه غيري ؟ وانا من لي لمن اشكيه يالله الصبر،يارب خذني اليك ) بكت وهي تهز رأسها بالنفي :
ليييه لييه وش انا مقصره فيه ؟ عشاني ما اجيب عيال ؟ حرام عليك انا ما استاهل قسوتك، لو ماتبيني طلقني تكفى طلقني ابي ارتاح تعبت تعبت(انهت جملتها وهي تنتحب بشده وتضع رأسها ع الطاوله امامها ، فهي في اشد احلامها تعاسه لم تتخيل انه يوما قد يتزوج عليها بل يقول لها بكل برود وكأنها مخلوقه من حديد لاتشعر ، شعرت بدفىء حضنه اللذي طالما تمنته في لحضات حزنها الدائمه معه ولكنها لاتجد سوى الفراغ يحتضنها والآن ينطبق عليه المثل الشعبي(يقتل القتيل ويمشي بجنازته) دفن رأسه في شعرها وهو يهمس لها:
انتي ماقصرتي ولا عليتس كلام بس انا رجال ماناسبتيني مهوب قصورن فيتس بس انا وانتي مانصلح لبعض، صدقيني لو استمرينا بتتعبين مني الحين يوم لتس ويوم لها ترتاحين مني وتخف مشاكلنا
لم يزدها كلامه الا نحيبا اكثر من قبل وهي تشعر برائحة تلك المتشبثه في ثوبه تخترق كل خلايها ، قامت وهي تحرر نفسها منه وتغلق عليها باب غرفتها لتخر على الأرض وهي تضرب صدرها بعنف(ليه ياربي ليه، تعبت والله بموت من حياتي معاه، ياربي تدري اني احبه ما بتحمل انها تشاركني فيه ، يارب الطف بقلبي اللي حبه ، يارب انزع حبه من قلبي، يااااارب) ، اندست في فراشها وهي تندب حضها اللذي جعلها تحبه من بين رجال الأرض، لاتعلم متى احبته و لماذا لكن هذه اللحضه بالذات جعلتها تعلم انها متيمه به وتغار عليه بشده لكن ما الفائده

يجلس بالخارج وقد ضاقت به الأرض ، لم يتوقع ابدا ردة فعلها و لم يراها تبكي بكاء الأموات هذا ، فهو شعر للحضه انا ستفقد الوعي بين يديه من شدة انهيارها، كان اسلوبا جارحا ربما لكن كيف اخبرها حاولت قدر الإمكان ان اكون لطيفا ، تنهد بقهر وهو يتذكر ملامحها عندما اعترف لها، ضرب رأسها (غبببي ،غبببي)

سبحانك اللهم وبحمدك اشهد الا اله الا انت استغفرك واتوب اليك
تمت ..

 
 

 

عرض البوم صور لامارا  
قديم 22-08-15, 02:54 PM   المشاركة رقم: 8
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Apr 2007
العضوية: 26432
المشاركات: 391
الجنس أنثى
معدل التقييم: لامارا عضو على طريق الابداعلامارا عضو على طريق الابداعلامارا عضو على طريق الابداعلامارا عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 305

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
لامارا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : لامارا المنتدى : القصص المهجورة والغير مكتملة
Flowers رد: في عيونك المنفى / للكاتبة abrarj

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اقدم احر التعازي للشعب السعودي و الأمه العربيه كامله في وفاة (اسد السياسه) الأمير * سعود الفيصل* رحمه الله ..

xاللهمّ اغفر له وارحمه وأدخله جنّات النعيم ،اللهــــمّ يا حنَّان، يا منَّان، يا واسع الغفران، اغفر له و ارحمه، وعافه واعف عنه، و أكرم نزله، ووسّع مدخله، واغسله بالماء والثّلج والبرد، ونقِّه من الذّنوب والخطايا كما ينقَّى الثوب الأبيض من الدّنس، اللهــــمّ أبدله داراً خيراً من داره، وأهلاً خيراً من أهله، وزوجاً خيراً من زوجه، وأدخله الجنّة وأعزّه من عذاب القبر ومن عذاب النّار.اللهــــمّ .. عامله بما أنت أهله، و لا تعامله بما هو أهله ،اللهــــمّ .. أجزه عن الإحسان إحساناً، وعن الإساءة عفواً وغفراناً
اللهــــمّ .. إن كان محسناً فزد في حسناته، وإن كان مسيئاً فتجاوز عنه يا رب العالمين، اللهــــمّ .. آنسه في وحدته، وآنسه في وحشته، وآنسه في غربته، اللهــــمّ .. أنزله منزلاً مباركاً وأنت خير المنزلين
اللهــــمّ .. أنزله منازل الصدّيقين والشّهداء والصّالحين وحسن أولئك رفيقاً، اللهــــمّ .. اجعل قبره روضةً من رياض الجنّة، ولا تجعله حفرةً من حفر النّار..




البارت الرابع ..

احب اللغه العربيه في كل احوالها !
الا أني اعتب عليها ، في شيء فقط ..
وهو الضمير الغائب ، فلا أضن للغائب ضمير ابد!
xxxxxxxxxxxxxxxxx *محمد بن فطيس*

تجلس وقد مدت سفره متواضعه للفطور بجانب والدها ارضا ، وضعت امامه احدى الأطباق:
شوف سويت لك بلاليط اللي يحبها قلبك
ابتسم لتتبين تجاعيد الوقار اللتي تحيط عينيه ثم مد يده لها ليلتقط من بين اناملها فنجان قهوته :
جعل عيني ماتبكيتس ، انا لا تصبحت بوجهتس فذا صباح مباركه ربي علي ، كيف وانا اتصبح بوجهتس واكلتس
ضحكت برقتها وهي تترب بجانبه وتسحب طرف جلابيتها المغربيه الفخمه:
هذا يصنفونه من الغزل والا ايش بالضبط
ضحك ليردف:
مهوب غزل ! الغزل خليناه للي ماقامت للحين
صخبت بضحكاتها وهي ترى عفوية والدها الدائمه عند ذكر والدتها:
ياحبي لك يبه جعل يومي قبلك قول امين
نهرها بحنان ابوي رقيق:
جعل ربي يرد فالتس انا وش عاد ابي كبرت وماعاد بي من الحيل مثل ماراح
التقطت كفه وهي تقبل تجاعيده بعمق: الله يطول بعمرك على طاعته
ابو ذيب: امين وانا ابوتس انا موب محرق قلبي الا حالتس انتي واخوتس
شتت نظراتها بالمكان وهي تحاول الا تقع عينيها في عينيه ،فتغرق في حزن لانهاية له ، تؤلمها مصارحة والدها الشفافه بالضيق من حالها ، يتألم لأجلها وهي تتألم لأجل الجميع، تكره تلك النظره اللتي تستوطن مقلتيهم ، نظرة الشفقه اللتي يرمقونها بها بين الحين والآخر منذ ان غادر ذاك ارض الوطن ، نظرة لولا ماحدث لكنتي امرأه تجلس الآن بيننا زائره ،و ابنائها يلتفون حولها : يبه انا مرتاحه ليه كل مره تحسسني اني تعيسه ، والله يبه يكفيني بس اني اصبح بوجهك انت وامي ، انا ما ابي شي من الدنيا غير اني اخدمكم لين اخر يوم بعمري ، والله مرتاحه يبه
احتضن كتفيها وهي تميل رأسها على كتفه: الله يوفقتس يا ابوتس والله ان راضي عنتس من اليوم لين اموات ، ورضاي عنتس ان شاء الله مفتاح لسعادتس قولي يارب
ابتسمت تشتت الحزن اللذي خيم على المكان، فمنذ 15 سنه والحزن يطل عليهم كضيف ثقيل بين كل حين والأخر ، يندس في احاديثهم كالسم عندما يندس فالبدن ، تود ان تنسى كل هذا وان ينسى والدها ، لكن كيف وهم ابناء الشرق ، ابناء الشرف ، من فرطت بشرفها بدنائه وخسه و من اغتصب شرفها في مجتمعي المريض يرون الذنب واحد ، فكلاهما شرف انثى ، برضاك او من دون ذلك : يكفيني يبه هالكلام منك والله ان يغنيني عن مليون شي وشي
تنهد بخيبه: اخوتس كاسر لي ظهري ، كل شي فيه متردي ، مدري احدن لاعبن عليه ، والا هو فقد عقله
ربتت على كتفه وهي ترا ان اليوم من اوله قد نبش حزن والدها و اوجاعه: ادع له بالصلاح والهدايه الله القادر وحده يصلح حاله
ابو ذيب : ادعي له والله ، بس ولده معور قلبي ، ومرته مسكينه ظلمها، فشلنا فالعرب ، كيف يقولهم ولد بنتكم موب ولدي ! والله ياذاك اليوم محد قدر يفكه من اخوها معتاد ، بغى يطحن عظامه ، احرقه قلبه على اخته ، الله يصلحه بس الله يصلحه ( صمت بتفكير ثم اردف) ولدي لاعبن عليه ولد حرام والا بنت حرام والا ذا والله مهوب ولدي
اعتراف والدها بحزنه الموجع اللذي يخصها به دائما يشطر قلبها لنصفين ، كيف لي ان احمل كل هذا عنك : الله بيصلح حالهم وبيرجع لمرته و ولده ان شاء الله ،انت بس ادع له بكل صلاه و ان شاء الله دعاك يصادف وقت استجابه ( ابتسمت لتحاول ان تعيد قليلا من راحة والدها) يبه الله يهديك الحين بادي يومك بغزل ومدح وفجأه قلبت حزن ، وش فيك يبه الحزن يكبر ترا ، ثم ماعاد تملا عين صاحبة الغزل اللي ماقامت ( انهت جملتها وهي تضحك بخفه)
نظر لشعرها الداكن الطويل وهي ترفعه بعشوائيه لاتليق الا بها ، يرى تلك الشعيرات الفضيه القليله تغزو مفرق شعرها ، اتعلمين يا صغيرتي ماعواقب الحزن وانتي من تربى عليه ، اتنهرينني منه وانت من شاخ على يديه ، اتراني المح تلك الشعرات البيضاء كل يوم ليبكي قلبي الم صغيرتي، تشيخين مبكرا ياصغيره ، لا زوج ولا ابناء حولك ، يشتكي رأسك من ألم يفتك به لحزززن ثوري يدركك منذ 15 سنه ، ليس بيدي حيله لتخليصك من حزنك ، ولا من رباط مقدس لايعنيك بشي ، لايوجد لدي سوى دعاء الوالد لأبنه وسجود في كل صلاه يخصك وحدك ، سامحيني ياصغيرتي فأنا جبان امام ذاك المغترب ، اخجل ان ارغمه على العوده و اصطحابك ، فموققه كان رجولي جدا ، لايجدر بي ان انكر هذا
دخلت بكسل وهي تستند على الباب وقد رفعت شعرها للأعلى و مازالت ترتدي بجامتها السوداء:
صباح الخير ، وش هالﻹجتماع المغلق
ضحكت برقه: بسم الله علطول ضن سوء ، مافيه اجتماع ولا شي ،تعالي افطري
اقتربت بدلال انثوي لا يليق الا بها ، لتنحني على رأس والدها تقبله، ثم تحتضن وجهه شقيقتها وتقبله بقوه محدثه صوتا اقوى محاوله اغاضتها ،دفعتها وهي تتقزز:
انقلعي مالت عليتس وش ذا اقرفتيني
ضحكت هي و والدها: والله يا قليبي انتي محد يعيف بوسة السوري بس معليه يجي يوم تتمنينها ولا تلقينها
ابو ذيب: لاتخافين هالبوسات اللي محد يعيفها خليها لمعتاد
اعتلت الحمره وجنتيها ،سعلت بشده حتى اغرقت عيناها وسط ضحكات والدها و شقيقتها ، مدتها بكوب ماء وهي تضحك: خلاص يختي بغيتي تموتين من طاريه اشربي بس اشربي
شربت الماء دفعه واحده لتخفف من حرجها، مسح والدها على شعرها وهو يردف بحزن: والله يا ساره ان البيت عقبتس مدري شلون بيغدي لكن وش اقول غير الله يوفقتس ويسعدتس
ابتسمت: امين ، جعلني ما اذوق حزنك
سألها والدها: دق عليتس !
هزت رأسها دلالة الرفض : لا يبه له اسبوع ما دق
نظر لفنجان قهوته ثم عاد النظر لعينيها: بينكم شي ! متهاوشين؟
ساره : لايبه ،بس شكله مشغول بدوامه
نظرت تلك لوالدها تشاركه افكاره ،بينما الصغيره قد تعجبت من سؤال والدها الغريب، فهو لأول مره لايحدثني طيلة هذه الفتره بل حتى لا يقوم بزيارتي ، طبعت رساله سريعه وهي ترسلها له ثم تنخرط مع والدها في حديث شيق مثل كل صباح ، اقدمت تلك برائحتها المشبعه بالعود وهي تلقي السلام وتجلس بجوار زوجها : صبحكم الله بالخير
نظر لساعته وهو يضحك: من خذيتس ذي اول مره تقومين 10 انتي تعبانه
ساره: ياعيني ع الحب ، واحنا ياطقم الدلال اللي قدامك ماملينا عينك
ابو ذيب: ما الدله غيرتس و الا الهنوف محشومه ياطويلة اللسان
ضحكت الهنوف وسط اعتراض تلك: معليه يبه بيجي يوم تقول ليت طويلة اللسان قدامي ، بس وش نسوي مايحس بالنعمه الا اللي يفقدها
وضعت كفيها على رأسها: ياويلي منتس يا ام لسانين ، مابه كلمه تمر عليتس مرور الكرام ،قومي جيبي دوا ابوتس من الغرفه لا البتس بالعصى قومي
قامت ويصلهم صوتها المتحلطم ، صغيرتهم المدلله اللتي ستفارقهم قريبا لمنزل زوجها كم سيفتقدون وجودها بينهم
الهنوف: يمه وش تبين اصب لك : قهوه والا حليب
ام ذيب: قهوه الله يرضى لي عليتس ، ترا مرت عمتس عازمتنا باتسر لازم نروح
ابتسمت للوالدتها: من عيوني
ابو ذيب : وش المناسبه ؟
ام ذيب : ابد فديتك تقول جمعه عائليه بس بتعزم اهلنا نروح نوسع صدرنا ونتعشى عندهم
ابو ذيب: كثر الله خيرهم .
وقفت وهي ترتب هندامها : عن اذنكم بروح اقيل ساعه قبل صلاة الظهر تامروني على شي ؟
والديها : سلامتس
تنهدت والدتها فور خروجها: يابري حالي على بنيتي ، اللي بعمرها عيالها حولها ، و اسود الوجه سيف هايتن بالغربه ومعرس ومعيل بعد وهو حتى ماقد دخل بذي المسكينه ( التفتت له وعيناها تمتلىء بدموع القهر) انا موب قاهرني الا انت و اخوك ليه ساكتين عليه ، عاجبك حال بنتك ، ماتشوف عيونها كيف تنكسر لا سألوها عنه ******** بالمجالس (ضربت صدرها) تحححرق قليبي يوم تسكت وتنكسر ياحسرتي عليها وعلى شبابها
يؤلمه هذا التأنيب اللذي يسمعه طيلة 14 سنه ، لكن ماذا يفعل سوى الإستماع لحرقة قلبها ، لايستطيع اخبارها ان ذاك تفضل عليهم وستر ابنتهم ، في وقت توقع ان الكل سيتخلى عنا ، لوميني يا عزيزتي فأنا مقيد اليدين امام موضوعها بأكمله ، اصرخي بوجهي فأنا جبان امام فضله ، لا شيء استطيع فعله لاشيء ياعزيزتي





كان بيدك حبي وضيعت حبي ، وكان بيدي اجرحك ولا جرحتك
*محمد جارالله السهلي*

استيقض بإنزعاج من الضوء المتسلل من بين قطع الستائر ، حركه رقبته بألم وهو يتألم من شد عظلي قد اصابه ، نظر لمكان نومه ، تذكر احداث الأمس فهو لا يزال ينام في الصاله ، جلس وهو يدلك رقبته عله يخف المها ، ويلتقط هاتفه ليرى رسالتين من تلك ومكالمه من فهد ، فتح رسالتيها ليجد الأولى تخبره الا يأتي للمنزل فهي فالخارج ولا تستطيع الرجوع مبكرا ، والأخرى تطلب منه مالا ، كان سيتصل على فهد لكنه اجل الفكره لوقت لاحق فمزاجه ليس جيد ابدا للحديث مع احدهم ، قام وهو يتجه لغرفة نومه ليجدها تصفف شعرها و قد جحضت عيناها من بكائها و شحب لونها : صباح الخير
العنود: صباح النور
اقترب ليحدثها : العنود انا ما كان قص...
وضعت كفها امامه منهيه حديثه : مو لازم تشرح وش كان قصدك ، صدقني مايهمني الطريقه اللي وصل فيها الخبر كثر المضمون ، تزوجت الف مبروك الله يوفقكم ويسعدكم ، بس بليز لاتضغط علي هالفتره لأن الدوره اللي اخذتها هنا بكره فيه اختبار وصعععب مره ودي اركز فيه بس
تنهد وهو يغلي بداخله ، لايهمها زواجي وانا من ضننت انا ستلطم وتنوح ، غبي عندما فكرت ليوم من الأيام ان هذه الأنثى ستمتلك قلبي ، غبي جدا : اوك مو مشكله ، انا بطلع الحين وبما انه صار عندتس خبر فحبيت اقولتس الليله ليلتها وبكره الصبح ان شاء الله بمرتس اوديتس لممعهد
تنهدت وهي تحاول ان تتمالك اعصابها: اوك بحفظ الله ، انهت كلامها وهي تخرج من الغرفه وتجلس فالصاله ، قامت وكأنها تذكرت شيئا وهي تدخل المطبخ وتسحب من احدى الأدراج علبة شوكولاته نوتيلا وتذهب الى الصاله مره اخرى ، فهذه عادتها عندما تصل قمة غضبها تأكل بنهم شديد حتى تتقيأ ، تمارس ضغط سعود على معدتها وصحتها ، خرج ورائحة عطره تنتشر بشده ، لماذا يبالغ فالتأنق ، لماذا كل هذا العطر ، ألأجلها يود ان يكون وسيما ، انا سأرضى بك دون هذا كله ، انا من تحبك لأنك سعود فقط ، انا من تحب حتى قسوتك وظلمك ، لماذا فضلت تلك ؟ ماللذي يجذبك بها ، اغرورقت عينيها ، اقترب منها وهو يسحب العلبه من بين يديها:
هيه بتموتين من هالسكر كله ، انتي وش سالفتس محد شفته بحياتي يحافظ ع الرياضه والصحه كثرتس لكن احيانا تخورينها
شتت نظراتها فالمكان محاوله الا تبكي: جيب ياسعود بس اشتهيتها وين المشكله
سعود بخبث حتى ترفع عينيها اليه : واذا قلت لا
تكلمت بهدوء : بقولك ياكثر ماسمعت لا من يوم عرفتك
سعود: تبالغين في وصفي ، تحسسيني اني هتلر
العنود : مايفرق بينكم غير الديانه والجنسيه
ابتسم من وصفها له لتتبين صفة اسنانه العلويه: تظلميني ترا
العنود: حللني وسامحني .
سعود بمباغته: ليه تهربين من عيوني
وقفت العنود وهي تذهب للحمام القريب :توجعني ياسعود
اعترافها بوجيعتها منه نزل على قلبه مثل خناجر مسمومه، لماذا هذا الحزن الشفاف في صوتها ، لماذا اشعر ان لي مكان في يسار صدرها جعلها تبوح بوجعها ، لاتهتم لي ابدا الا كزوج فقط ، ماللذي تغير الآن ، هل زواجي امر سيء عليها ،كيف ذلك وهي قبل قليل تقول انه لا يعنيها البته ، خرج تاركا خلفه ركام انثى تسبب هو في هدمها
خرجت من الحمام لتذهب لسريرها اللذي يحتضن احزانها دائما ، تنهدت وهي تضع وسادتها فوق وجهها وتشدها بقوووه ( ما ابي افكر ، خلاص تعبت من كثرة التفكير ، خله يشبع فيها انا وش علي منهم) تخيلت ان يأتي ذاك اليوم اللذي يعلن ارتباطه بها ثم تنجب له ،سيكون يومها الأخير لا محاله بل ربما سأفقد عقلي ، مدت يدها لهاتفها وهي ترا رساله وارده فتحتها لتجد ( العنود بمشي ابو ظبي الحين وبكره الصبح جايك مثل ما وعدتك ) اغلقته وهي تستغفر ربها عل نفسها تهدا قليلا ، فتحت تطبيق الإنستقرام وهي تقصد حسابه ، ستبحث عن اي عنوان لتلك المتطفله على حياتها ،تريد ان تعرف ماللذي جعله يتزوجها ، لقيت احدا الردود على صوره يتيقدمها اسمها *عبيرك* تنسب نفسها اليه هذه المتطفله ، تود امتلاكه وحدها ، سحقا لها ولمن يحذون حذوها ، فتحت حسابها لتصعق من صور قد وضعتها دون اغلاق حسابها وهي تقف بأماكن متفرقه دون غطاء وجهها بل ان بعضها دون حجاب ، اهذه الساجذه من فضلتها علي يا سعود ، اهذه من سرقت قلبك وعقلك ، وجدت صور عده تجمع يديها بيديه وصور اخرى تصور هداياه ، يبدون انه يرفض تصوير وجهه ، رأت كتابتها تحت احدى صور الهدايا *ستبقى هديتي اللتي رزقني الله اياها * ليليها رده * تستاهلين اكثر حبيبتي * ، رمت هاتفها جهة الجدار ليسقط ويتجزاء على الأرض ، قامت وهي توبخ نفسها بحركه سريعه ( ما بأبكي يخخسي والله ما ابكي راحت دموعي عليه وهذا هو مستانس ورايح ابو ظبي بعد )، كانت تتحرك بسرعه تعيد ترتيب اوراقها و ترتيب عطوراتها، تفرغ غضبها في حركتها السريعه ، وتنقلها بيت اركان الغرفه ، اعادت ترتيب كل شيء بالرغم من ترتيبه المسبق ، لكن لشيء في نفسها تود نسيانه ، ايقضها صوت هاتفه التقطته وهي ترد لاهثه دون النظر للمتصل : اهلين
فهد: امحق اهلين يالقاطعه
ضحكت وهي تجلس على الأريكه: يووه فهيدان معصب
فهد: الشيخ فهد يالأخت
العنود: ولا يهمك يالشيخ يالله حيه
فهد : الله يحيتس ( اردف) افتحي الباب بسرعه
لم تستوعب قوله وهي تتجه للباب وسط صدمتها وتفتحه ، ليطل برأسه مبتسم : مفاجأه
صرخت وهي تتعلق برقبته وهي تبكي ،فراق ست سنوات يخنقها وعند عودتها لم تشأ الضروف ان تستقبله وتراه ، بكت وخي تقبل كتفه ، لم تستطيع ان تلمح لو القليل من ملامح وجهه ، فهي منشبثه في عنقه وكأنها ستفقده ، يحيطها بذراعيه يود ان يزرعها داخل اظلعه ، فهذه العنود لها معزه خاصه من بين جميع شقيقاته ، هذه شقيقة الروح ،انهمرت دموعه عندما رأى ردة فعلها الحزينه جدا ، فبكائها وتشبثها به ينفطر له القلب ، حاول تهدئتها: بسم الله عليتس وش فيتس
ابتعدت عنه وهي تحيط وجهه بأنامله وتعاود البكاء : صدمتني بشوفتك عقب كل هالسنين ليتك قلت لي امهد لعمري
اعاد احتضانها وهو يقبل رأسها: وش فيتس بدال ماتفرحين بشوفتي وتضيفني اقعد واقف عند الباب استكتس
امسكت بكفه وهي تود تقبيله ليسحبه بجزع: والله ماتحبينه جعلني فداتس
كفكفت دموعها وهي تسحبه للداخل: حياك فديتك اجلس واجيب القهوه
حاول منعها : لاتجيبين شي انا ما ابي الا اجلس معتس
اعترضت بسرعه : لاوالله ان اتقهوى والله اني مجهزته لي لاذاكرت بس ربي ارسلك لي
تأمل شقتها المتواضعه ، لا يرى ذوقها ابدا في اي قطعه من قطع الأثاث فذوقها رقيق انثوي وهذا ذوق حاد وعملي جدا ، يبدو ان زوجها من قام بتأثيثها بمفرده او ربما استأجروها مسبقة التأثيث ، رأى كتبها الملقاه بإهمال فوق الطاوله المجاوره وبجانبها جهازها المحمول ، وفوق المكتب رف يحتوي على سلسله من الروايات الإنجليزيه ، قطع تأمله قدومها وهي تضع دلة القهوه والتمر وبعض قطع الكيك الجاهزه ، مدته بفنجان القهوه العربيه : ياويلي للحين موب مصدقه انك قدامي
جلست بجواره وهي تتحدث بحماس: شلونك اشتقت لك ، كيف ابوي والبنات وعمتي
فهد: بخير الحمدلله ، كلهم تمام ، انتي اللي وحشتيني والله
العنود: متى جيت؟
فهد: قبل ساعه ودايركت جيت اشوفتس
التمعت عيناها مجددا : يعني جيت عشاني ؟
فهد: ايه والله ماجيت الا عشان خاطرتس ، قلت بما انه صعبه تجيني انا بجيتس شفتي شلون ما اصبر عنتس وخذيت عنوانتس اول مانزلت المطار من سعود
ترقرقت دموعها ، وكأنه يعلم مقدار حاجتي له ، امسكت يديه : فديت قلبك الله لا يحرمني (اردفت) الا قولي اخباركم
فهد: والله اخبارنا تسترتس ، ظبيه من وجهها باين انها مرتاحه الحمدلله وصدقيني عواد بالذات مانيب خايف على ظبيه منه متأكد انه بيسعدها ، الا انتي اللي وشلونتس مع سعود
تنهدت وهي تبتسم مجامله: انا الحمدلله اموري ماشيه معاه عال العال
نظر اليها مطولا : تكذبين على اخوتس !!
شتت نظراتها اللتي باتت تفظح حزنها: ليه اكذب ماني مضطره
فهد: الا كذابه ، تحسبيني اجهلتس !
العنود: فهد فديتك قفل الموضوع انا ابي استانس معك عقب هالسنين وانت تدور الحزن
فهد: قولي لي ضربتس غير ذيك المره
أود الضحك على سؤالك يا أخي ، ضربني !!! بل جسدي يصرخ من طغيان يديه ،و قلبي ينشطر من كلاماته السامه ، بماذا تود اخبرك ، بزواجه ، بظربه ، بإهماله ، بفتاه ساذجه مثلي تغفر له دائما ، بماذا تريدني ان اخبرك !!
العنود: ممكن نقفل هالسيره ،صدقني لو تكلمت مابفيدك ولا افيد عمري ، انا اعرف اتصرف وامشي حياتي
هز رأسه : الله يوفقتس ، ولو حسيتي انتس ماتبينه او ماتتحملين عيشته ترا العين اوسع لتس من البيت ،وابوي ملعليتس منه امره بإيدي انا مايهمني غيركم ، وربي كنت بموت برا وانا ادري انكم بروحكم مع ابوي واعرفه الله يصلحه بيزعلكم ، بس ماكان عندي خيار ثاني ابوي حالف علي ما ارد
ربتت على فخذه: الله يخليك لنا والله انك عزوتنا
قام بعدما انزل فنجانه: يالله قومي جيبي عبايتس
استغربت: وين ؟
اجاببها يحماس: بنلف دبي كامله ، وقبل لاتقولين شي استأذنت لتس من رجلتس
قامت بسرعه وهي تتجه لغرفتها وتصرخ له بحماس: لتتتس قوو
ضحك وهو يقف بالقرب من طاولة كتبها ،رأى عدة اوراق تحتوي على مواعيد مهمه قد دونتها رفعها ليقرأها (تسليم البحث يوم الأحد) نوت اخر (مناقشة بحوث الطلاب) نوت اخر (تصحيح الواجبات عبر الإيميل) نوت اخر قد دون عليه تواريخ متتابعه ليجد تحتها (ايام التبويض) امتقع وجهه بالحمره وهو ينزلها بسرعه وكأنها ماس كهربائي قد لسع يده ، خرجت وهي مرتديه عبائتها وترى احمرار وجنتيه: وش فيك فهد !!
شرق بالهواء من شدة الحرج وهو يحاول اخفاء ارتباكه: ولا شي عطيني ماي
اشارت بإستغراب من انقلاب حاله المفاجيء: شوف الماي جنب ايدك ع الطاوله
التفت بغباء لمكان تواجد الماء وبجانبه تلك الورقه اللتي تسببت له بكل هذا الحرج الشديد، تناول الكأس ليرتشفه دفعه واحده ثم يخرج بسرعه: الحقيني تأخرنا
هزت كتفيها بحيره وهي تتبعه







والله ان احر من دمع اليتيم ..
دمعة الرجال من فرقى مره ..
*محمد ابن فطيس*

يتناولون غدائهم بصمت رتيب ، لايقطعه سوى اصوات الملاعق على الصحون ،نظرت لها وهي تأكل بصمت ، هذه الأنثى جميله حد الوجع، فاتنه جدا، هذه الأنثى لعنة الرجال ، لأول مره اراها بالأمس ، فمنذ قدومها بيتي لم يحدث بيننا اي احتكاك سوى ثالث ايام العزاء وكانت ترتدي غطائها ، عندما رأها لأول مره شعر ان ذرات الأوكسجين تهرب من المكان ليختنق بصدمته ، كانت تتحدث بخجل وهي تشتت نظراتها عن عينيه المتركزه في ملامحها، يرى حركة شفتيها وكأن الحروف تتسابق للمرور بين عذوبة شفتيها ، سبحان من خلق هذا الجمال وسبحان من اوجع الرجال بجمالك ، يا أنثى الفقدان مثلي ، اكان ينعم بقبله يسرقه بين الحين والأخر منك ، اكان يدثر ملامحه في ليلك ويستنشق العود من بينه ، ايحتضن بأنامله عذوبة ملامحك ، و ترقد شفتيه فوق وجنتيك ، كيف له ان يصفك بالقبح وانتي من تقبحت النساء بجانب جمالك ، كيف ينعتك بالرجوله وانتي من يتحولون الإناث لصبيه بجانب رقتك ،أكنتي زوجة اخي ام انتي اخرى غير من وصفها لي ، أيجتمع الجمال والقوه في آن واحد !، انثى مثلك لايليق بها سوى العيش ملكه .
رفعت رأسها لتنصدم بنعينيه المصوبه لها ، ارتبكت وهي ترتشف من كأس عصيرها، مدت له علبة احدى العصائر: تبي اصب لك عصير
استيقض من سرحانه في ملامحها وهو يهز رأسه ويقف : لا الحمدلله ، اغناتس الله (ثم اردف) ولاعليتس امر ابي شاي اخضر ، وترا ذي عادتي بعد كل وجبه
اومأت برأسها: ابشر انت روح الصاله وانا اجيبه لك
عواد: لا بطلع الحوش جيبيه هناك
جلس وهو يعبث بهاتفه ، تهادى الى مسمعه رنين خلخالها اللذي يقبع في ساقها الأيمن وهي قادمه اليه وقد ارتدت فستان ضيق من القطن الأسود يصل لمنتصف ساقها ،وقد لفت حول كتفيها شال كشميري ثقيل ،وضعت الصحن امامه على الطاوله ثم ناولته فنجانه ، وجلست بجانبه مبتعده قليلا ، حاول كسر الصمت ومشاركتها قليلا في اهتماماتها : الحين انتي وش طبيعة دوامتس بالضبط ، ترا ما اعرف غير انتس موظفه وبس لكن وين مدري
رفعت حاجبها بإستغراب : من جدك ماتعرف !
أكد لها: لو اعرف ليه اسألتس
ظبيه: مديرة قسم في بنك ال(...)
عواد: ما اتوقع انك تحتاجين للراتب هالكثر عشان تداومين بوظيفه دوامها متعب
ظبيه: الصراحه الحمدلله مو محتاجته ابد ابوي مايقصر وانت ان شاء الله نوب مقصر ، بس شي لذاتي الوضيفه
هذه الأنثى قويه نوعا ما فهي من اول حوار بيننا تذكرني أني ملزم بالصرف عليها ، عواد : وكأنتس واثقه اني بحط لتس مصروف فوق راتبتس ، يمكن ارفض هالشي
رفعت حاجبها وهي تبتسم على جنب: مافيه رجال يرفض يصرف على زوجته الا انه قليل شيمه ( ثم اردفت بخبث) وانت ياولد عمي الكرم منك وفيك ما بتبخل علي ان شاء الله
ضحك وهو يتعجب ثقتها فيه: لاتثقين فيني ممكن صدق اشوف ان راتبتس يكفي
وضعت رجل فوق الأخرى لتجيب بدلال غير مقصود: قلت لك انا اعرفك ماتنظام فبيتك مره
ابتلع ريقه عدت مرات ،فدلالها وقوتها تشتت تركيزه ،هذه الأنثى كارثه ، بل مصيبه إلآهيه، لست اقوى على مجابهتها في هذه الظروف بالذات : ماتعرفيني كثير
ظبيه: بس اثق فيك
عواد: وش مصدر هالثقه العمياء !!
نظرت له مطولا ثم اجابت : احساسي، و صدقني احساس المرأه مايخيب ابد
عواد: لا تتأملين فيني كثير ، ماراح.اقصر ماديا صدقيني هالشي موب فيني ابدا بس غيرها ما اتوقع
هزت كتفيها بعدم اهتمام: انا مو مراهقه اركض ورى الحب ، يهمني الإحترام ، صدقني لو كان فيه احترام بين الزوجين الحب مصيره يجي.
عواد: مافيه انثى ماتبي الحب ، انا رجل اعرف كيف تحب المرأه ومريت بهالتجربه ، فأكيد هالشي يهمتس ، خصوصا انتس مريت بتجربه سابقه
ضحكت بخفه وسط استغرابه ، التمعت عينيها بحزن شفاف: صدقني قلت لك مايهمني الحب كثر الإحترام .
استغرب لمعة الحزن في عينيها ، ليسأل سؤال قد فاجأه هو نفسه قبل ان يفاجأها: لهدرجه حبيتي حسن ! لدرجة انتس عفتي الحب بعده
تنهدت وهي تضم شالها الكشميري على جسدها راجيه الدفىء لبرودة مشاعرها: علاقتي انا والمرحوم ابعد مايكون عنها مسمى الحب
شعر بشيء من الغيره فهي وان لم يحبها زوجتهx ، فهي تصف علاقتهم بشيء فوق قواميس الحب والعشق شيء قد لا يصور له ، بينما هي تقصد ان علاقتهم لم تعرف الحب يوما
عواد: الله يرحمه (نظر للسماء وقد تلبدت الغيوم منذره عن امطار ستعانق ارضهم قريبا) ويرحم المها
ظبيه: اوجعك فراقها !!
كان لازال يتأمل السماء : لاتقولين اوجعني قولي نحرني من الوريد للوريد ، كنت اشوفها كل يوم تذبل قدامي بس ماني مستوعب انها ممكن تخليني (تنهد) لكن قدر الله وماشاء فعل ،الله يجعلني من الصابرين
ترقرقت عينيها: انا اسف
نظر اليها ، ليصدمه منظر الدمع في عينيها : على ايش ؟
ظبيه : اني مابقيت لك شي من ذكراها ، بس والله هذي وصيتها لي ، اني اتصدق بكل شي يخصها من اصغر شي لأكبر شي
عواد: انا اللي اسف كنت منفعل هذيك الليله ويمكن قلت لتس كلام ماكان لازم اقوله ، ما ابيتس تشيلين علي
ظبيه: هذاك اليوم ماتنلام ابد ويعلم الله ما شلت بقلبي عليك
نظر اليها مطولا ، يتأمل رقتها فالحديث ، وتقديرها للأمور ، رأها تحرر شعرها ليحيط بمحياها ويغطي كتفيها ومنصف ظهرها ، وكأنه شلال اسود من الحرير، شدت من شالها: الجو بدا يبرد ، ابي شعري يدفي اطراف وجهي شوي
مد يده بعد تردد طويل ليرتجف جسدها تحت انظاره ، امسك خصله من شعرها : طبيعي سواده ؟
خجلت: ايه ماعمري جربت اصبغه ، مع ان الفكره جت فبالي كم مره
نهرها بجزع: ياويلتس تصبغينه ، من يحصل له هالسواد ماشاء الله تروحين تخربينه
احمرت وجنتيها وهي تشعر ان نبض قلبها قد ارتفع ليطرب من حولها ،كحت بحرج: لا تبالغ
اجابها بتأكيد: والله ما ابالغ والا احتاج اكذب ، سواد شعرتس يهبل ، ماسمعتي الشاعر ناصر القحطاني يوم سألوه بمواصفات حبيبته قال ابي شعر مثل ذيل الفرس لا طبّت الميدانx، او الشلال لامن بات ليله بين الامتاني
ارجوك ت قف اكاد ان اختنق ، لست قادره على كل هذا ، فأنا طيلة فترة زواجي من شقيقك لم اسمع كلمة غزل قط ، وانت تقصدني ببيت شعر ، رجولتك المصفاه تجعلك مجاملا للإناث لاتستطيع جرحهم ابدا ،ان كنت بهذه الرقه والعذوبه وانت لاتحبني فكيف كانت رقتك مع مها ، أكاد ان اقسم انها كانت اكثر النساء سعاده على وجهه الأرض ، فمن تستطيع امتلاك قلبك كمن امتلكت مفاتيح السعاده ، حاولت السيطره على نفسها وهي تغير الموضوع : بروح اليوم ان شاء الله السوبر ماركت مع الخدامه البيت ناقصه اغراض
رفع حاجبه بإنزعاج : اتوقع قلت لتس قبل كيذا اني مسؤول منتس ، والبيت انا المسؤول منه موب السواق ، انا بطلع اصلي ارجع ادق عليتس تطلعين لي نروح ناخذ الناقص ، ولو سمحتي موضوع اعتمادتس ع السايق بكل شي يضايقني لأن احس حالي حال الجدار
نفت قوله بجزع: لك الحشيمه ، والله موب القصد لكن ( كانت ستقول لكنني من تعودت على اﻹعتماد على رجل غير زوجها في قضاء امورها ، ومن كانت تدبر كل اموار المنزل في ظل غياب ذالك المهمل، كانت ستقول انا لم احضى بإهتمام رجل من قبل ، لكنها ردت بإحترام وهي تقف امامه ) اسمح لي ماقصدت اضايقك والله ، بس توقعتك بتكون مشغول
عواد: حتى لو كنت مشغول اتوقع انا رجلتس موب السواق
خجلت من تصرفها: حقك علي ، لاتشيل بخاطرك ماتعودنا على بعض ، وصدقني انا اعتمدت على نفسي كثير عشان كذا توقعت انك ماراح تخالف ابد
حاول تهدئة نفسه فكلامها غير منطقي ، كيف تعتمد الإناث على نفسهن في وجود ذكورهن، لكنه لايعلم ماقد كانت تمر به: حصل خيؤ وهالفتره نعتبرها تعارف كل واحد يحاول مايضايق الثاني ممكن
ابتسمت ليتبين صف اللؤلؤ: ممكنين بعد


منذ ذالك اليوم اللذي التقيت به فيك ، وكأن قلبي تعرض للسرقه *احلام مستغانمي*
تقف في احدى اروقة الجامعه وهي تشد معطفها على جسدها الغض ، نظرت للسماء ، ستمطر اليوم لا محاله ، وانا مازالت لدي محاظره واحده ، عدلت نقابها وهي تقصد محاظرتها طرقت الباب لتدلف منه ، وهي ترا الدكتور يحضر اوراقه وتبقى على بدء محاظرته 5 دقائق ، جلست بجوار الحائط وهي تستند بكتفها عليه وتفتح دفتر قد امتلأ بكتابات غير مفهومه معضمها ، جلست بجانبها احدى الطالبات وهي تلقي السلام ، اخرجت هاتفها من جيب معطفها لتضعه على الوضع الصامت ، لتجد رساله من والدتها(ابوتس يبي ردتس بموضوع عبدالرزاق) تنهدت وهي تعيده بغضب ، خطبها احدى ابناء صديق قديم لوالدها ،و والدها يرى انه المناسب فهو مهندس يبلغ من العمر 25 يمتلك مواصفات جيده تحلم بها اي فتاه ، لكن لست انا ، ابي اصبح يغضب من رفضي فالآونه الآخيؤه فذا خامس خاطب قد تقدم لي لينتهي تقدمه بالرفض ، وذالك المعتوه قد عاد بعد ان بنيت امالي عليه ،وهو لم يلقي لي بالا ابدا ، بل ربما يكون له عشيقه تعرف عليها في سنوات غربته ، انا الحمقاء اللتي افكر به ، وانا من جعلته فارسا لأحلامي ، وهو بالكاد يتذكر اسمي او ربما لايتذكره البته .. بعد مرور ساعه انتهت محاضرتها الأخيره ، خرجت وهي تتصل بسائقها (اسماعيل انت برا ؟ ... اوك الحين اطلع) خرجت وهي ترى بعض قطرات المطر اللتي بدأت بالهطول ،محدثه نغمه موسيقيه خاصه بها ،تمنت لو تنزوي في احدى الأروقه وتدعي الله مطولا بأمنيات كثير تتزاحم بداخلها لكنها خرجت وهي تركب السياره وتأمر السائق ( اسماعيل اول شي روح كوفي قريب بيت) طلبت شوكولاه ساخنه ، ترجو منها تدفئتها ، احتضنت كوبها بين كفيها ليمدها بالدفء وهي تستند برأسها على النافذه وترتشف منه القليل ، ماذا لو وافقت على عبدالرزاق فهو حلم كل فتاه، مايجعلني ارفضه هو وجود ذالك فقط ، ولكني سأحكم عقلي فأنا لست مراهقه ، سأستخير الله مطولا ثم سأفعل ما يمليه اللخ على قلبي ، دون التفكير بذاك ، اخرجت هاتفها وهي تتصل بوالدتها : السلام عليكم
والدتها: وعليكم السلام حبيبتي خلصتي
شيخه: ايه الحمدلله والحين بالطريق للبيت مابقى شي ، لكن ابي اسألك
عذبه: سمي حبيبتي وش بغيتي
تنهدت بضيق:ابوي وش قال عن اللي تقدم لي
اجابتها بحماس: والله ياحبيبتي رجال وماعليه زود وساكن قريب ممنا ماراح تبعدين ، انتي بس طيحي اللي براستس و وافقي عليه
شيخه ببرود: بلغي ابوي انا موافقه
لم تستمع جيدا لدعوات والدتها فقلبها بعد هذه الكلمه شعرت وكأنه ينشطر الى نصفين ، وكأنها بموافقتها اعلنت انشقاق قلبها عن عقلها ، اغلقت هاتفها ودموعها تعانق وجنتيها، ستبني احلاما مجدده بعيدا عن ذاك ،.ستكون وفيه لزوجها ولن تخونه بتفكيرها ابدا ، وستتبع مقولة الحب بعد الزواج.





الحب كالموت ! يغير كل شي ..
*جبران خليل جبران*

شعر برفرفات رقيقه على وجنتيه ، فتح عينيه بكسل ليراها تجلس فوق بطنه وتوزع قبلها على وجهه ، ضحك وهو يحتضنها : خير وش مصحيتس
الهنوف : بابا انت قلت بنروح نشتري هدايا لقراند موذر و اصحابك
عقد حاجبيه بعتاب رقيق: انا وش قايل لتس ، ياحبيبتي هالكلام بالمدرسه بس ، لكن لاردينا وشافتس الناس تتكلمين كذا يضحكون عليتس
الهنوف: والله اسف وما اعيدها بس انا انسى
قبل جبينها: معليش بابا بتتعودين ،وهناك تشوفين كل الناس يحكون مثلي
ضحكت بحماس طفولي: بشوف عمه الهنوف اللي تقلد اسمي
ضحك لقولها: الله الهنوف تقلد اسمتس ، ايه بتشوفينها وبخليتس تنامين معاها بعد
تربعت مره اخرى بجانبه: انا شفت صورتها معاك
رفع حاجبه: بابا هذا سر بيننا اوك ، والبنت الشاطره ماتطلع اسرار ابوها صح
هزت رأيها مؤكده كلامه: صح بابا ، بس ماما تقول هي شريره بتظربني
سيف: انتي شفتيها ؟
هزت رأسها بنفي :لا ماشفتها
سيف: طيب احنا مانتكلم ع الناس لين نشوفهم صح حبيبتي!
الهنوف: صح، بعدين اشوفها اسألها اقول انتي شريره او لا صح
ضحك وهو يحتضنها: لا طبعا موب صح، انتي شوفي اذا حبتس ولعبت معتس فهي طيبه واذا طقتس وصارخت عليتس فهي شريره
الهنوف: طيب بابا ليش ماما ماتروح معانا ؟
تنهد وهو يشد من احتضانها: يا بابا انا وماما مايصير نرجع مع بعض ماما تشتغل هنا وانا اشتغل بالرياض ، مانقدر نخلي شغلنا وانتي كل مره بأجيبتس عندها تنامين عندها وش رايتس
ابتسمت لقوله: اوك ، بس تجي ماما تنام ببيتنا عشان ما احب خالو دائما يصارخ علي مع هذيك الحرمه القليلة ادب
شعر بغضب يعتريه لكنه حاول تمالك اعصابه: ليش قليلة ادب يا بابا؟
اجابت ببرائه: لأنها تلبس ملابس قصصصيره مره عيب الناس يشوفونها
تنهد براحه وهو يستمع لقولها فقد شعر لوهله انها قد رأتهم في موقف مخل ، وهي لازالت طفله صغيره : علشان هي موب مسلمه زيتس ، المسلمين المسلمين يلبسون ساتر، واللي تسويه غلط
قامت وهي تسحبه بيده: خلاص بابا حكينا كثير وانا جوعانه ماسويت لي غداء ، الحين ايش اكل (وضعت يديها عاى بطنها) بطني جوعان
ضحك وهو يقف: بطنتس جوعان ، وش نسوي لبطنتس بعد
الهنوف: باستا
حملها وهو يضعها على طاولة المطبخ، ويتجه لإحدى الأدراج يخرج المعكرونه: اوك دام الشيخه الهنوف تبي باستا مانقول لها لا، قومتيني من النوم ع المطبخ حتى ماغسلت وجهي
وضعت رءسها على كفها بملل وشعرها الأشقر يسقط بجانبها: طيب عطني الحين كورن فليكس عشان ما افطرت
سيف: تتشرطين انتي و وجهتس ، الحين تخلص الباستا
الهنوف: طيب مين يطبخ لي كل يوم انا بطني يجوع بسرعه
سيف: يالليل بطنتس اللي كنه بطن ابوتس مايشبعه شي ، خلاص حقتس علي اخلي امتس منيره كل يوم تطبخ لتس




وقفت امام احدى المحلات وهي تحدث الموضف بغنجها المبتذل : لو سمحت ابي هالخاتم
العامل الشامي: تكرم عينك مدام
اخرج الخاتم وهي تلبسه في سبابتها وتقلب كفها امام العامل ليتحدث بمجامله مهنيه: تسلم لي هالديات كأنو مفصل لإيديك تفصيل مدام
دخل وهو يلتقط اخر قوله ، ليقترب وقد اشتعل به الغضب، ويتحدث من بين اسنانه: نزلي الخاتم وامشي قدامي
التفتت عليه لتهلع من منظره ، رفعت حاجبها: بس عاجبني مره ابيه
سعود: عاجبتس الخاتم والا مدح هالكلب اللي مثلتس
رفعت حاجبها وهي تحدثه بهمس مشابهه لهمسه: لما تعرف تنقي الفاضك تعال كلمني (انهت كلمتها وهي تخرج مسرعه ليلحق بها ، ويركبان السياره) عبير: ودني الفندق
سعود: هذا اللي بيصير
مد يده لمحرك الأقراص وهx يشغله ليصلهم صوت ماهر المعيقلي يتلو سورة مريم بخشوع ، تأمل الطرق وهو يشعر بغليان دمه ، فمنظرها امام الناس بهذه العبائه ملفت للغايه ، وترفض النقاش في هذا الموضوع مطلقا ، فهو بالكاد استحمل منظرها عند خروجهم وهي ترتدي عبائه تنقسم للونين الأسود و الرمادي و تلف الطرحه على رأسها بأهمال وقد كشفت معظم وجهها ، وقد امتلىء وجهها بمساحيق التجميل ، وهو يعلم انه لو تحدث ستغضب وتجعله يندم ، دخلا الغرفه لتصرخ به وقد احمرت ملامحها: ممكن اعرف شلون تسمح لنفسك تسبني
جلس : ابعدي عن وجهي هاللحضه بالذات عشان مايصير لتس شي تندمين عليه
وقفت امامه وهي تود اغاضته فعلا: لا والله ، واذا قلت لك موب رايحه
تعوذ من الشيطان : انقلعي عن وجعي لأ والله كف
صرخت بوجهه: لاتهددني انا موب العنود اصحى لنفسك ، انا موب بنت عمك الرخيصه اللي تضربها وتسكت وتجي تبكي بحضني وانت نايم مثل البزر(لم تكمل حديثها من كفه اللذي سقط على خدها) ثم تهديده وهو ينتفض بغضب عارم: انكتمي ولا كلمه ، مالرخيصه غير اللي تطلع بشكلتس ذا ( اقترب منها مهددا) وربي لو عاد اسمعتس تجيبين طاري العنود ان اقطع لسانتس واعطيتس اياه بإيدتس
رفعت حاجبها: صدقني هالكف مابيعدي عالساهل ، لو انت عندك سبب واحد لكل هالدراما كان جيت وفهمتني بدال اسلوب الهمج هذا
صرخ وهو يحاول الا يظربها: انقلعي من وجهي لا والله ادفنتس حيه انقلعي
هلعت من صرخته وهي تتجه للغرفه ثم تقف امام الباب: بكره ترجعني دبي فاهم
استغفر ربه وهو يخرج ويخرج للمقهى المجاور ، وضع يده على رأسه (انا وش خلاني اعصب بهالشكل الحين وش يرضيها ، ادري ماتقصد لفت نظر البايع بس غصب عني هي زوجتي ليه ماتفهم ان هاللي تسويه فسلومنا عيب ، ياربي عز الله اللي توهقت ، والله شكلها حوبة العنود ) اخرج هاتفه وهو يتصل بها ، اجابته وهو يسمع اصوات الناس من حولها: السلام عليكم
العنود: عليكم السلام ورحمة الله
سعود: شلونتس (ثم اردف بإستغراب) وينتس ؟؟
العنود: تمام ،طالعه مع فهد
سعود: طيب ممكن تروحين زاويه هاديه شوي عشان اعرف اسمعتس
قامت العنود وهي تبتعد عن مكان جلوسهم وتشير لفهد بأنها ستبتعد قليلا : هذاني رحت هلا بغيت شي
سعود بنرفزه: وش ذا الأسلوب كنتس تبين تخلصين المكالمه بسرعه
العنود: يعني يهمك اطول بالمكالمه او لا
رفع حاجبه بغيض فهذه الصغيره تكمل ما بدأته القابعه في الأعلى: عجيب ، اشوف مافيه احترام ، وش ذا الأسلوب مدام العنود
تنهدت بضيق فآخر شي تود ان يحصل الأن هو المشاده معه في الحديث ، وتعكير مزاجها ، فرؤية شقيقها اعادت لها الكثير من شخصيتها اللتي افتقدتها منذ 6 سنين: سعود انت تدري ان فهد اليوم جاي عقب ست سنين اول مره اشوفه ، يعني لازم تكدرني حتى وانت بعيد مستكثر علي الفرحه ؟
همس بفحيح وهو يشد بقبضته على هاتفه: اسمحي لي يالشيخه ، الحين صرت انا اللي اعكر مزاجتس هاه !
تنهدت : لاحول ولا قوة الا بالله (اردفت بإستغراب) انت داق تتهاوش ؟
صرخ بغضب: عنيد انطمي عني يا ام لسان لا والله اجي اعلمتس شلون تتكلمين عدل
ضحكت بحزن: مستعجل ، خصري لين الحين ما احتفى منه الأثر
سعود: طايل لسانتس ، ع العموم كلها هاليومين وراجع ونتفاهم زززين
العنود: اوك مع السلامه
صرخ بها لتقفز برعب: ماقلت سكري ، مررررض ان شاء الله
العنود: سعود وش فيك معصب وتطلع حرتك فيني ياخي ارحمني
سعود: الحين صرت ياخي هاه قايل لتس لسانتس طايل
العنود: استغفر الله، لاتصير انسان حرفي تدقق على كل كلمه
سعود: لأن كلامتس سم
العنود: سعود انت معصب صدقني كلامك معاي الحين لا يفيدني ولا يفيدك انت(لم تكمل جملتها ليقفل الخط) نظرت للشاشه بإستغراب (اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، ربي لاتكلني الى نفسي طرفة عين، مايرتاح لين ينكد علي)
اما هناك حيث يشتعل سعود غضبا ،حمل كيسا قد ارسل به سائقه ، وصعد للطابق اللذي تتواجد فيه غرفتهما ، دخل وهو يراها تخرج من الغرف استوقفها: عبير انا كنت معصب و غلطت انا اسف
جلست على احدى المقاعد وهي تضع رجل فوق الأخرى: وانا ماني مثل بهيمتك اللي تضربها وتسكت (رفعت انظارها له وهي تتحدث ببطء مستفز) انا عبيييير يهون عندي كل شي بالدنيا الا كرامتي
حاول تبرير فعلته: عبوره اعتذرت وقلت لتس شيطان وبعدين انتي تدرين ان تدخيلتس للعنود في مواضيعنا الخاصه ينرفزني ، ومع ذلك تعمدتي تنرفزيني
ضحكت بإستهزاء: ماترضى على حرمك المصون ! بس انا ترضى عاي صح ، اوك دام الوضع كذا ممكن تطلع و تتركني بروحي
اقترب منها وهو ينحني ويقبل خدها ثم يجلس على ركبتيه امامها: عبورتي ، احنا جاين نستانس وانا ادري عصبت بس اعذريني استاهل تعذريني ترا (سحب كفها وهو يخرج علبه ضغيره من جيبه ثم يخرج الخاتم اللذي قد نال اعجابها مسبقا وهو يلبسها ثم يقبل اصبعها: جعل هاليد ماتبلا ، اعتبريها رضاوه مني
نضرت اليه ثم التفتت عنه بغرور : جرحتني مره وجرحك مايطيب بهالسرعه، قلت لك اطلع وخلني اهدى شوي
هذه الأنثى عنيده فرغم اعتذاري وهديتي لم تقبل بذلك ، بل انها تريد التفكير مسبقا ، لا احب ان اصبح ضعيفا امام احدهم لكن مع عبير تختلف الموازين


جروحي ظلم واحساسي معك مظلوم / وصمتي .. سالفة جرحي عن آلامي !! *محمد بن جارالله السهلي*

يجلس بجانب والدته وقد تعلقت عينيه بجهازه منذ للصباح ، فرسالة تلك اشغلت تفكيره اعاد قرائتها للمره المليون ربما (صباح الخير ،شلونك ؟ انشغل بالي عليك هالفتره ، لو فيك شي ياليت تطمني) تنهد وهو ينظر لوالدته المنشغله بخياطة قطعه صغيره تحملها في يدها ، يعلم انها ليست مذنبه ، وانها بريئه ونقيه ، لكن كونها شقيقته يجعله يعاود التفكير مرارا وتكرارا في امرهم ، فربما تكون سلاح لرد القليل من كرامة شقيقته اللتي اهدرها ذاك المريض اللذي اعده يوما اخا و صديق ، تؤلمه شقيقته وهو يراها تذبل كل يوم ،وهو لايستطيع فعل شيء حيالها ، ذالك المريض كان سيرفع قضية*لعان* اي زمن هذا ،ماللذي يفكره به فهو قد اتى مهددا بؤفع قضيته وان لديه شهود لا اعلم من يكون هاؤلاء المتخلفين امثاله ،لكن والده قد حلف بأغلظ الأديان الا يقدم على مثل هذا الفعل القبيح ، ذالك اليوم كان سيقتله ، يكاد يقسم انه شعر بتهشيم عظام صدره تحت ركبتيه ، لكن تدخلهم في فك النزاع هو من منعه من الموت بين يديه ، لن اصمت سأثبت برائة شقيقتي ثم اقسم بالله ان اجعله يتذوق حرقة قلبي عليها ، ويتجرع عذابها يوما بعد يوم ، فإن كان يزعم انه رأى شقيقتي برفقة رجل في مضجعه فأتي سأجعله يرى مضجعه مضجرا بدمائه القذره ، سأنتقم لك يا صغيرتي المدلله من صديقي الفاسد ، سأنتقم لطهرك وعرضك ، لين يهنأ لي نوم قبل اظهار برائتك ، اعدك يا رمز الطهاره يا من دنست اسمها بإرتباطها به ، سأذيقه كؤوس العذاب حتى يرتوي منها، اعدك اني سأنتقم ، قام من مكانه وهو يبتعد قليلا ويتصل بهاتف والدها ليرد بوقاره : السلام عليكم يالله حيه
سحب نفس يملأ به رئتيه ثم زفره بخفه يحاول تخفيف توتره: وعليكم السلام الله يبقيك ، شلونك ياعم
يعلم انه لا يود ندائه بكنايته "ابو ذيب" فذالك الذيب لم يعد سوى ذكرى سيئه لديه: بخير لك الخير، انت بشرني عنك وعن اهلك (اردف بإنكسار) وشلون ريم و عبود
اجاب بإختصار: بخير كلهم الله يعينهم
ابو ذيب: سود الله وجهه ياولدي ماودي ادعي عليه فشلني فيكم وفبنتكم ، امسحها بوجهي وانا بقعد وراه لين اشوف وش علمه وش غيره
تنهد بقهر: مايحتاج يا عم الله لايسامحه لادنيا ولا اخره ، ع الأقل خله يطلقها وش له متمسك فيها وش عاد يبي منها ، والله لاوصلت اني ارفع قضية خلع ان مايردني شي
ابو ذيب: تعوذ من ابليس يا ابوك ، وذيب بيطلقهت من فوق خشمه انت بس لاتشيل بخاطرك علي ترا والله اللي بإيدي سويته
حاول استغلال تعمق حديثهم بخبث: والله ياعم انا كلمتك وطالبك
انتفض بحمية البدو: ابشر باللي يسرك ، وش علمك
معتاد:الوضع مثل ماتشوف متيسمح بعرس ولا طقطقه ، وانا اشوف اني اسوي عشاء بسيط واخذ فيه مرتي وش قولك
ابو ذيب قد ضاقت عايه الحلول فهو لايريد لأبنته زواج هكذا وبنفس الوقت لايستطيع رفض طلبه وهو من قد شك للحضه انه يود الإنتقام في ابنتهم وتعليقها دون طلاق ، لكن طلبه هذا يبين له انه قد اخطاء الحكم : ابشر وانا ابوك ، لاجاء نهاية الأسبوع تعال وخذها محد برادك
ابتسم بخبث وقد بانت صف اسنانه العلويه: اجل توكلنا على الله ، وبإذن الله العشاء بتكفل فيه والحريم بدون حفل وطقطقه
ابو ذيب :اللي تبي الله ييسر لكم
معتاد: اجل ما اطول عليك تامرني على شي
ابو ذيب:سلامتك يا ابوك
اغلق هاتفه وقد التمعت عينيه بحقد شيطاني ، حان وقت رد القليل يا ذيب ، اعدك اني سأتفنن في تعذيبك اعدك ، عاد للصاله ليسمع بكاء صغير اخته ومن خلفه انين مكتوم ، قام بسرعه ليدخل غرفتها الموجوده فالطابق الأرضي ، فتح الباب ليجد والدته تحتضن شقيقته و قد امسكت صغيرها وهي تحتضنه لصدرها وتأن بألم ، وصريخ طفلها يملىء.المكان ، اقترب منها لتقف والدته تاركه له مجالا للجلوس بجانبها ، جلس وهو يحتضنها : وش فيتس ياعين اخوتس تعوذي من ابليس
لم ينقطع انينها وهي تتحدث بقهر الأرض ، وظلم الطهر ،وانتهاك العرض : موووجوعه ياخوي بممموت من القهر ، وش بتسوي ياخوي وشلون تخفف حرقتي (ضربت صدرها وهي تنتحب) هنا شي يذبحني ، هنا قهر الأرض كلها مووجوعه ياخوي
قبل رأسها: جعل الوجع يحرق قليبه ، جعل القهر اللي فيتس يكوي قلبه ، مايستاهل ياعيني مايستاهل
هزت رأسها بنفي وهي تبكي: مايستاهل والله مايستاهل،(رفعت رضيعها امامه) شوف موب ذي عيونه ، موب رسمة خشمه ،ليه يظلمني ،مايشوف الشبه ؟ مايحس انه ولده ، ليه ليه يظلمني
سحب صغيرها من يدها اللذي لم يكمل ال40 يوما بعد الولاده ، وقد ولد في شهره السابع ومكث 26 يوما في الحضانه ، وبالﻻمس خرج لها، باتت طوال ليلتها تتأمل ملامحه وتقارنها بملامح ذاك ، تشعر انها قد تصاب بالجنون يوما من شدة القهر : ياحبيبتي انا اوعدتس اجيب حقتس وهذا ولده غصب عنه واللي يتكلم بعرضتس يترحم على نفسه
ضربت فخذيها بقهر عارم وقلة حيله: يقول اني اعرف غيره وانا صاينته بوجوده وبغايبه، يفتش جوالي وساكته ، والحين يقول انه موب ولده ( اجهشت بالبكاء) بعد ما انتضرنا هالولد 7 سنين يقول موب ولده ليه ليه مايخاف الله ، يقذف مؤمنه محصنه
بكت والدتها من منضرها اللذي يشطر القلب ، وشقيقها احتضنها بقوه وهو يقرأ عليها آيآت السكينه ، يؤلمه انهيارها الشبه يومي ، يؤلمه نحيبها اللذي يقطع نياط القلوب ابتعدت عن صدره وهي تمد يديها لوالدتها وتجذب صغيرها ، ثم تتحدث بهستيريا: شوف عيونه امانه مو نفس لون عيون ذيب (نظرت لشقيقها تريد تأكيد ماقالته) شوف نفس لونها عسلي هاللون اللي محد خذاه من عمتي غير ذيب ، خذاه عبود شوف شوف صح
هز رأسها وعبره تتضخم تسد مجرى الكلام، مسحت على شعره بحنان: حتى شعره كان يقول يارب يصير بني مثل شعري (ابتسمت بألم) بس شوف صار مثل سواد شعره
مسح على رأسها وهو يشعر بالعجز حيالها: ياحبيبيتي استهدي بالله وخلي عبود مع امي ونامي لك شوي ترتاحين
رفعت رأسها له مره اخرى ودموعها تنزل بشده اكثر من قبل : طيب ليه يقول موب ولده ليييييه !!
احتضنها بشده وهو يشاركها البكاء لم يستطيع الإحتمال اكثر من هذا ،فإنكسارها موجع لقلبه، رتل على مسامعها ايات قرأنيه علها تبث السكينه في روحها ، شعر بها تستكين على صدره وقد ثقل جسدها ،ابعدها عن صدره وهو يمددها على فراشها ويغطيها ، عقدت حاجبيها بألم وهي تمسك بطنها مكان عمليتها القيصريه وتأن (تنهد ، حسبي الله ونعم الوكيل)
خرج ليجد والدته تحتضن صغير ابنتها وتبكي بقلة حيله ، جلس جانبها وهو يقبل رأسها: استهدي بالله يمه مابيصير الا كل خير
ام معتاد: حارقه قليبي هاليتيمه ،جرحها مابعد طاب والبكاء موب زين لها يزيد المها ، ياويل قلبي عليتس وانا امتس ياويل قلبي




المستهين بقدرات النساء ، أتمنى ان تعاد طفولته بدون أم ..
*نجيب محفوظ*

يجتمعون في منزل والدهم امام قهوة العصر ، تنهدت تلك المسنه: ياشين البيت يوم فقد حسكم ، عز الله اني قربت استخف من الطفش
ظبيه: الله يهديك ياعمه لو توافقين وتجين بيتي وش فيها ترا عواد ولد اخوك بعد
العمه: والله ودي بس يكسر خاطري ابوتس من اخليه له ، انا اجلس معاه و اونسه
الجازي بلكاعه: لو انتس وافقتي على عريس فهيدان كان حالتس احسن الحين بس عييتي
نظرت لها بطرف عينها: اقول اسكتي يا المشفوحه على طاري العرس ، تحسبيني نسيت يوم عرستس بغيتي تموتين من زود الخفه
شرقت بالهواء من حديثها وسط ضحك شقيقاتها ، عذبه: حرام عليتس يا عمه بتموت من السحى
الجازي بغيض: والله ما استحيت بس احتريت ان عمتس قاعده تظلمني ، والا يوم عرسي وش زيني تكانه واهبل
ظبيه: من التكانه !! سمعيني من لايكون انتي
الجازي: اقول اسكتي انتي تراني ساكته عنتس للحين ، من خذيتي عواد حتى اتصال ماعاد نسمع فيه صوتس، حت خدامتس ادق عليها اسأل عنتس يوم ماتردين على جوالتس تقول بالغرفه ماتطلع،(وضعت يديها على رأسها بتمثيل) ياويلي ماتستحون
هرولت الحمره الى ملامحها من اتهامها الباطل : اسكتي ياقليلة الأدب انتي لادخلتي بذا الموضوع ماسكتي
ضحكت عذبه:يازينتس لا استحيتي ، ماعليتس من ذي ام لسان
العمه: جويزي علومتس مخنزه كنها وجهتس
الجازي: وه زينه وجهي وزين علومي والا انا مخليه مساعد وجايه اجلس معاكم ابي اونسكم خبركم قعدتي تسر الخاطر
ظبيه: يمممه منها ثقتها مدري من وين جايبتها هالبنت
العمه: بلاها ذا المساعد اللي مكبر راسها
الجازي: فديت مساعد ليتني جالسه معه احسن لي
عذبه: قومي من قاضبتس
ضحكو على احراجها ، قطع حديثهم ظبيه ، قامت مبتعده ليصلها صريخ الجازي(وتلومني يوم اقول ماتفارقه دقيقه) سحبت نفس طويل ثم ردت: اهلين
اتاها صوته المربك لجميع حواسها :هلابتس السلام عليكم
ظبيه: وعليكم السلام
عواد: شلونتس وشلون عمتي
ظبيه : كلنا بخير (بعد تردد) انت شلونك خف الصداع
ابتسم لسؤالها: بخير الحمدلله خف شوي ، يهمتس
ظبيه: احححم اكيد يهمني والا كان ما سألت
عواد: ع العموم انا دقيت عليتس ابي ابلغتس نبي نروح لنا يومين لمكه وش رايتس
ابتسمت بسعاده غامره: ايه فديت وجهك من زمان عن مكه
ابتسم لكلمتها الغير مقصوده: خلاص ابدور بالنت الحين حجز ولا لقيت اببلغتس اوك
ظبيه: اوك
عواد: وبمرتس ان شاء الله عقب ساعه ،تبين السوق او شي قبل نمشي!
ظبيه: لا ما احتاج عندي اغراضي كامله ابجهزها لاوصلنا البيت ان شاء الله (اردفت بإستغراب) لحظه دوامك وش بتسوي فيه؟!
عواد: عندي اجازه هاليومين (تنهد) الصراحه هالوقت بالذات احتاج اروح لمكه اكثر من اي وقت سبق
تفهمت رغبته: خلاص اللي يريحك
عواد: اوك اخليتس الحين تجلسين معاهك قبل نسافر توصين على شي؟
ظبيه: سلامتك ، وماقصرت ، انا اخر مره رحت مكه قبل 4 سنين صدق فرحت اننا بنروح
شعر بسعاده لفرط سعادتها: اسمحي لي يا ظبيه ادري اني مقصر معتس ، ولتس مده معاي ماطلعتس مكان غير بيت اهلتس وضاغط عليتس شوي بعصبيتي ونرفزتي الزايده السموحه
ابتسمت لإعتذاره ، وهي تشعر بإحترام كبير ينمو بداخلها يوم بعد يوم ، فهو رجل يقدر الأنثى ويحترمها: ماتقصر وانا عاذرتك صدقني ولا بخاطري شي عليك
علاقتهما تبنى على الإحترام ، يوم بعد يوم تتعمق احاديثهم و يشعرون بوجود لغة حوار خاصه بهم ، سيقتربون اكثر كأصدقاء فهل سينقلب الصديق الى حبيب يوما ؟




سبحانك اللهم وبحمدك اشهد الا اله الا انت استغفرك و اتوب اليك ..


تمت ..

 
 

 

عرض البوم صور لامارا  
قديم 22-08-15, 02:59 PM   المشاركة رقم: 9
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Apr 2007
العضوية: 26432
المشاركات: 391
الجنس أنثى
معدل التقييم: لامارا عضو على طريق الابداعلامارا عضو على طريق الابداعلامارا عضو على طريق الابداعلامارا عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 305

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
لامارا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : لامارا المنتدى : القصص المهجورة والغير مكتملة
Flowers رد: في عيونك المنفى / للكاتبة abrarj

 

* الفصل الخامس *



وجلس حزني تجاهي ، تأملني قليلا !
ثم أجهش الحزن والبكاء وقيت صامته ..
*غاده السمان*

خرجت من دورة المياه وهي تجفف شعرها ، اتجهت الى خزانتها تبحث عن لباس يليق بالمناسبه ، لاتود التكلف ابدا ، فهي بسيطه وانيقه في آن واحد ، اختارت فستان ضيق يفضح تفاصيل جسدها ، يصل لتحت ركبتيها باللون الأسود ، وضعته على سريرها وهي تعود لخزانتها مره اخرى وتقف امام عدد هائل من الأحذيه ، احتارت ماذا ترتدي ، فا بالرغم من طول جذعها المميز بين بنات عائلتها الا انها تقتني الأحذيه ذات الكعب العالي دائما ، اخرجت حذاء باللون البيج ذات كعب عالي ، اتجهت الى تسريحتها ، نثرت شعرها على كتفيها وهي تشرع في تجفيفه ، انزلت جهاز التجفيف وهي ترى شعرها قد انسدل على ظهرها بشكل مميز ، مسكت اطرافه وهي تنظر لصبغتها الجديده، فهي للتو قد غيرت لونه للون الزيتي ، مما زاد سمارها فتنه ، فهي بدويه سمراء ، تحمل لون ذهبي يجعلها مميزه بين جميع بني جنسها ، ذالك السمار اللذي لاق كثيرا من معلقات الشعر ، بدأت تضع مساحيق التجميل وهي تحاول الا تبالغ فهي جميله بطبيعتها، حددت اعلى عينيها بكحل بالطريقه الفرنسيه ثم تبالغ في وضع الماسكرا فقط كعادتها فتجعل لرموش عينيها جمال يأسر الأنظار ، وضعت القليل من البلاشر اللحمي ليزيد من عذوبة سمارها وختمت بأحمر شفاه باللون المشمشي ، ارتدت فستانها ثم زينت نحرها بسلسه ماسيه قد اهداها لها شقيقها ذيب في عيد الفطر الماضي ، كانت سلسله ماسيه تحمل اسمها بالعربي ، ثم اكملت زينتها وهي ترتدي خلخال في ساقها الأيسر وتضع فوقه خلخال اخر عريض كإسوارة يد ، ارتدت حذائها ثم سحبت دهن العود وهي تضعه على منابت شعرها و اطرافه حتى تفوح رائحته فالغرفه وقد اختلط بعطرها الفرنسي *ديور اديكت* نظرت لنفسها بإعجاب فصبغة شعرها جعلتها اكثر جمالا واشد فتنه ، ابتسمت لنفسها فتغيير شكلها جعلها تشعر بثقه اكثر من قبل ، تناولت هاتفها وهي تتصل بأحدهم ليصلها صوتها المريح للقلب: اهلين وسهلين الهنوف
الهنوف: هلابتس انتي،شلونتس
الدكتوره سهام: تمام فديتج ، انتي شلونج
الهنوف بسعاده قد استشفتها سهام مسبقا من صوتها: انا تمام التمام ، سويت اللي قلتي ، ماتصدقين كيف احس بسعاده ، لدرجة ودي بس اشوف نفسي بالمرآيه مع انه من صار اللي صار وانا اكره اشوف نفسي (انهت جملتها بحزن)
سهام: ممتاز حبيبتي صدقيني بتبدين تتغيرين وتحبين نفسج اكثر من قبل ، بعدين احنا وش قلنا اللي صار مالج شغل فيه ، انتي مادعيتيهم هم اللي خذوج صح
الهنوف: صح
سهام: الأسود شيليه من حياتج
ضحكت بحرج فهاذا اللون يمثلها دائما : شكيت انتس تشوفيني لأني لابسه اسود الحين
سهام: انا ما اتكلم عن الأسود كالبس انا اتكمل كتفكير السوداويه اللي حابسه نفسج فيها من 15 سنه ليش ، طلب ابتعادج عن ريلج ليش ؟
تنهدت الهنوف: سهام انا صرت اخاف من اي قرب رجولي ، وانتي اعرف بهالشيء ، شلون تبيني اعيش معاه ، بيكون علي حقوق كثير مطلوبه اقدمها له ما اقدر
سهام: جربتي عشان تحكمين على نفسج بالفشل ، او تتكلمين عن افتراضات انتي زارعتها براسج بدون تجربه
الهنوف: خلنا نسكر الموضوع لأن بأطلع بعد شوي ماودي اتتكد (اردفت) الصراحه ودي بس اقعد اطالع عمري الصبغه معطيه شكل حده عجيب
سهام: كالعاده من عرفتج من 12 سنه وانتي نفس الطبع اذا وصلنا لأهم نقطه فالحديث تسحبين نفسج ، صدقيني عمرج ماراح تتغيرين لو قعدتي جذيه ، الكوابيس مابتفارقج ابد وهالكلام اعيده من 12 سنه انا مليت وانتي ما مليتي ، بحياتي كلها ماجتني مراجعه استمريت بعالجها طول هالوقت ،انتي المفروض اخذ على عنادج دكتوراه
ضحكت بحزن فهي منذ ان بدأت المراجعه عند هذه الطبيبه اللتي اصبحت فالوقت الراهن من اعز صديقاتها وهي تتهرب من الحقيقه وتضع حقيقه واحده بين عينيها(انا انثى ناقصه) وترفض التقدم ابدا : سهام صدقيني قاعده اتغير بس ما اقدر امسح الماضي من جواي مره وحده (تنهدت) خصوصا ان اثر الخياطه للحين اسفل كتفي ، كل ماشفته تنعاد علي الأحداث كامله
سهام: شفتي انج مو راضيه تنسين ، الحين تشيلين هالأثر بليزر بس مايحتاج هالتعقيد
الهنوف: صدقيني ماراح اشيل هالأثر الا الوقت اللي ارمي فيه الماضي ورا ظهري ، بعدين سهاموه انا داقه عشان اقولتس عن الصبغه وانتي تجيبين مواضيع ما احبها
ضحكت سهام: لأنج رافعه ضغطي من اول ماعرفتج وللحين ماطحت ببطنج
ضحكت : ابد لاتخلينها بخاطرتس لاجيتيني ان شاء الله طيحي ببطني
سهام : تتطنزين مع ويهج (اردفت بخبث) طيب بسألج سؤال و أوعدج بعدها اسكر
الهنوف:ياكثر حكيتي يالله اطربيني بسؤالتس
سهام: لو فجأه اليوم شفتي سيف بويهج شنو ردة فعلج ؟
ضحكت الهنوف: ممممم بطير لأحضانه واقول طولت الغيبه ونعيش في تبات ونبات ونخلف صبيان وبنات (صخبت ضحكتها) اقول بديتي تخرفين من رديتي للدوحه مع السلامه وراي عزيمه
سهام بغيض: مالت عليج
اغلقت هاتفها وهي تعاود النظر لشكلها وقد وقعت في غرام نفسها لأول مره منذ تلك الليله المشؤومه ، سمعت طرقات على الباب : تفضل
دخل ذيب وهو يرتدي.لباسه العسكري وقد احاطت عينيه هالات شديدة السواد و نحل جسده كثيرا و امتلاء عارضه بشعيرات بيضاء متفرقه ، تغير كثيرا منذ شهر ونصف ، تغيرت تصرفاته وشكله ، تغير تغيير جذري ، واصبح شخصا غريب الأطوار ، لا يكن مسالما ابدا الا معها وحدها ، فأخيها المعروف بالبر لوالديه اصبح عقوقه ينحرهم ، صحت من تأملها صوته المبحوح من التعب وهو يجلس : مساء الخير
تنهدت وهي تبتسم : مساء الورد
ابتسم بإعجاب : حركات صبغه جديده وكاشخه وش عندتس
الهنوف: والله ماعندي شي معزومين بمزرعة عمي
ضحك بقوه وهو ينظر لها بخبث وسط استغرابها من ضحكه : اها قلتي لي مزرعة عمي اجل
هزت رأسها بغباء: ايه مزرعة عمي ليش تضحك
هز كتفيه : ابد ، بس وش عندهم
الهنوف ببرائه: مدري تقول امي عشاء للأهل بس
ذيب : ايه قلتي لي ، اجل عشاء للأهل
الهنوف : ذيب موب علي حركاتك قلي وش فيك
عاود الضحك ثم تحدث ببرائه: ولا شي سلامتس مستانس ومشتهي اضحك فيها شي ذي
الهنوف: بالعكس يالبى هالظحكه (اردفت) الا متى ناوي نروح مكه ، كنك بتسحب علي
ذيب: افا اسحب عليتس ، لاوالله ما اسحب، لكن ان شاء الله نهاية ذا الأسبوع نمشي وش رايتس
الهنوف: حلو ، خلنا نرتاح فبيت الله (توقفت وهي تلتقط عبائتها) يالله بنروح تودينا ؟
توقف وهو يرافقها للخروج من غرفتها: لا والله مو فاضي ابد
نزلا سويا للأسفل لتقف والدتهم امامهم وقد ارتدت عبائتها، رأته بعطف فذبوله يزداد يوما بعد يوم ،سألته بحنان: يمه اكلت شي ، والا تبي اسوي لك شي
صد بوجهه عن ملامحها لايود رؤيتها وهذه الحركه باتت تكسر قلبها بشده، رد بشيء من الحده: لا ما ابي شي
امه: عشان خاطري ياوليدي شوف كيف نحفت
غضب بشده وهو يصرخ: اففف قلت لتس ما ابي منتس شي غصب هو غصب
غضبت تلك وهي تصرخ في وجهه: وقص يقص لسانك تقول لأمك اف ، تداريك ومهتمه فيك هذا جزاتها لكن الشرهه موب عليك الشرهه عليها اللي ماخلتك مثل ماخلاك ابوي و مرتك و ساره ومعتاد هي الوحيده اللي متمسكه فيك ، صدقني هالعقوق بتلاقيه يوم بعيالك تذكر هالكلام (نظرت لوالدتها اللتي تمسح دموعها بطرف طرحتها) يالله يمه السياره برا
خرجو امامه وهو يراقب اختفائهم ، شعر بالندم اللذي يشعر به دائما ، يشتاقها عند خروجه لكن ما ان يعود ويراها حتى تتلبسه شياطين الأرض ويصرخ وينفعل وينسى قول رب كريم {ولا تقل لهما أوف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما}x جلس على احدى الكراسي وهو يمسح وجهه بتعب ، فهو لم ينم منذ يومان ارق فضيع يصيبه وكوابيس تؤرقه ،مالحل للتخلص من كل هذا ، هذا المنزل يشعرني بالإختناق ، سأنتقل للعيش خارجا ، اعلم ان هذا سيغضبهم لكن لا حل لدي ، فهاذا المنزل اشعر به اني مقيد ومختنق ، واكره رؤيتهم امامي دوما ، اود الخلاص منهم كما تخلصت من ريم وابنها اود التخلص والعيش بمفردي للأبد ..


مابه أمل ياحزن نفرح ولو يوم ؟!
أبك الحياه البائسه ياحزن أبك !
*حمد البريدي*


دخل المنزل ولم يجدها بالأسفل سأل الخادمه عن مكان وجودها لتجيبه بأنها تقبع في مكتبه ، دخل وهو يراها تجلس امام جهازها المحمول و المكتب يغرق في ظلام الا من نور شموع قد تفرقت حولها ، دقق النظر فيها وهي غارقه بما بين يديها غير منتبهه لوجوده ، شعرها ينسدل حولها وقد التفت اطرافه بشكل لولبي جميل ( ويفي) و ترتدي بنطلون ضيق باللون الأبيض و قميص من الحرير باللون الرماني يتخلله بعض التطريزات الناعمه باللون الذهبي ، وقد زادت من سواد رموشها بوضع ماسكارا مما زادها عذوبه وجمال و احمر شفاه بلون الزهر الناعم يبدو طبيعيا مع بياض بشرتها ، تنهد وهو يتقدم منها ، رفعت رأسها له وهي تراه يتقدم ابتسمت ثم توقفت احتراما لحضوره وقف امامها ثم مال عليها وهو يلصق عارضه الخشن على نعومة خدها ويلقي السلام بعفويه ، تجمدت مكانها من صدمتها ، فهي لم تعتاد ابدا على قربه هكذا ، بل انها تخشى هذا القرب ، فقرب رجل مثله لأنثى بوضعها موجع و مهيب ، نفس الشعور قد راوده ، فحرير بشرتها وريحة عطرها قد اسكرته حتى الثماله ، امنيه واحده تمناها فقط ، وهي ان يطيل هذا السلام ويدس انفه بين خصلاتها ليستنشق عبيرها ويثمل بين يديها ، حاول التركيزx وهو يجلس على الكرسي بجانبها ، جلست بتوتر ورعشه تسري في اوصالها ، رأى عدة تصاميم على الشاشه ، سألها بفضول لايشعر به الا معها: تهتمين بتصاميم الأزياء ؟
ابتسمت وهو تستشعر الرضى في حديثه: اموت عليها ، هذي تصاميمي
التفت بصدمه : من جدتس ذي تصاميمتس !
استائت من ردة فعله فهو بالتأكيد مثل اخيه سيراها سخافات:x ايه تصاميمي ليش مستغرب ؟
عواد بإعجاب: تهبل ، المفروض هالتصاميم تطلع للعالم ماتنحبس بالجهاز
شعرت بسعاده غامره وهي تبتسم: زين والله توقعت بتحطمني مثل حس..(توقفت عن حديثها وهي كانت ستقول حسن ، لكنه ادرك انها كانت ستنطق اسم اخيه لكن ترددت)
عواد: وليش احطمتس بالعكس هذا ابداع وموهبه موب كل واحد يتقنها
شعرت بحماس وهي تسحب جهازها من امامها وتفتح احدى الملفات ثم تعيده له : شوف هذي التصاميم لي ، حتى اصمم ديكور بس بيننا يا اهلي بس ماتعمقت فالموضوع كثر الأزياء ( عرضت احدى الصور لغرفة نوم عصريه تجمع بين اللونين الأبيض و الذهبي ، مرفقه بغرفة جلوس صغيره تحتوي على نفس اللون بالإضافه الى سلات ورد تتوزع في ارجاء الغرفه باللون التركوازي و الذهبي ، نظرت اليه بحماس ) شوف هالغرفه من تصميمي عاجبتني مره و الألوان داخله مزاجي ،وقلت لخواتي اي وحده تبي تغير غرفتها تقولي وانا بسويها لها
استغرب حديثها: انتي من متى مصممتها
حاولت التذكر: من سنه ونص تقريبا
عواد: طيب ليه ماسويتيها لتس ؟ ليه تنتظرين خواتس انتي اولى
ظبيه: تقدر تقول ما احسها تناسب حياتي او وضعي ، عشان كذا عارضتها على خواتي مجانا ، بس وجيه الفقر ولا وحده تبي تغير غرفتها
ضحك لجملتها ، لتغرق في تأمله ، وسيم هاذا الرجل ،انوثتي لم اعرفها ابدا الا بوجوده ،اشعر اني انثى حقا و لدي رجل اسند ظهري عليه ،نظر لها وهو يتفحص هندامها : تبين الصدق ، دائما استغرب تأنقتس بالبيت، يعني احيانا اشك ان احد بيجينا وانا اشوفتس كاشخه ومتضبطه ، استغرب ماعمري شفتس حتى ببجامه دائما كاشخه على سنقه عشره (نفث بطريقه كوميديه عليها) ماشاء الله عشان ماتقولين اني نظلتس
هرولت الحمره الى وجنتيها من إطرائه الرقيق : انا ما احب اطلع بشكل مو مرتب ، مو لازم احد يجي ، انا اكشخ لنفسيتي ،صدقني لو كشخت وتسنعت تحب روحك ، حتى تحب تشوف نفسك بالمرآيه ،يعني اشوف البجامه للنوم مو للجلسه بالبيت ، وش تسوى الﻹنثى اذا ما اهتمت بنفسها وأناقتها
رفع حاجبه بإعجاب لمنطق تفكيرها : يعجبني تفكيرتس ، بس احيانا البجامات تكون مريحه (تنهد)المها الله يرحمها كان عندها بجامه من بين كل بجاماتها تحبها ، هالبجامه ترا ماصادرتيها للحين عندي (انهى حديثه وهو يبتسم بألم)
ظبيه: الله يرحمها ، صدقني احتفاظك فيها يضرك مايفيدك
تكلم وهو يقف : خليها على ربتس ، بيجي يوم اقتنع انها راحت يس مدري متى ذا اليوم بشيب واموت مانسيته
شعرت بإختناق من حديثه ، هي زوجته الآن ، لا اطلب نسيانها ولكن اطلب تقدير مشاعري كأنثى كزوجه ،من سترضى ان ترى زوجها يعبر عن شوقه لزوجته الراحله ، لكن لا استطيع قول شي ابدا ، فمن انا سوى دخيله على حياته ، وزوجه مع وقف التنفيذ ، اوقفته قبل ان يخرج: لحضه ابيك شوي ، ممكن
عاود الجلوس وهو ينظر لها بإهتمام وقد لاحظ ملامح الضيق اللتي ارتسمت على محياها : سمي ، وش بغيتي !
حاولت الا ترتبك من عينيه : باقي زعلان مني ، ماعرفت وش افهم رجعتك بعد ماطلعت معصب وانت تسولف معاي
عواد: انتي قلبتس وش يقولتس ،موب تقولين قلب المره مايغلط
ابتسمت لأنه لم ينسى مقولتها: قلبي يقول انك سامحتني
نظر لملامحها العذبه وهو يتسائل، ترى هل استطيع ان الثم وجنتيها ، واسرق الحمرة من شفتيها ، ام اني سأبقى انظر اليها وانا مقيد اليدين : سامحتس (اردف) بس المره الجايه صدق زعل لأني من قبل تجين بيتي نبهتس ان هالموضوع يضايقني ، انا رجلتس ملزوم فيتس موب طوفه هبيطه
ابتسمت محاوله تلطيف الجو: محشوم جعلني ما اخلا ، بس والله انسى
رفع حاجبه: شلون تنسين ان بحياتس رجال يشيل عنتس مسؤولياتس ، صدقيني لو كنت اول مره تتزوجين ممكن اصدق بس مو اول مره تعرفين شمعنى وجود الرجال في حياة المره
تنهدت يضيق من هذا الموضوع اللذي يلازمها دوما : صدقني ياعواد من تزوجت وانا اللي قايمه بكل شي ،عشان كذا انسى وش معنى وجود رجال مثل ماتقول ، تعودت اعتمد على نفسي ، ماكان ودي اتكلم عن المرحوم بس والله اللي ماينحلف بأسمه كذب ماعرفت وش معنى اني اكون انثى احتمي برجال في بيته
غضب من ذكرها السيء لأخيه : لاتتكلمين فيه وهو ميت احترميه شوي ع الأقل قدامي ، ماتوقعتس كذا عشان تبررين خطاتس ركبتيه اهو الخطاء
هزت رأسها بالرفض: والله ثم والله اني ماظلمته ، وان هاذا الصدق ، حسن الله يرحمه كان مستهتر وانت تعرفه ، ولو كنت مثل ماتقول اظلمه ماتحملت ادفع ديونه بعد ما مات ، كان بإمكاني اقولكم وانتو تتصرفون بس ما ابي ادخل احد بخصوصياته ، واليوم لما طلبتك اطلع البنك كنت بخلص موضوع بروحي وانت عصبت
شعر بصدمه كاسحه : اي ديون لاتستهبلين
وقفت وهي تتجه للخزانه اللتي بجوار خزانته ، لتو ينتبه لوجودها فيبدو ان فيها اوراق مهمه تخصها ، اخرجت عدة اوراق وهي تعاود الجلوس بجواره ،اخرجت اوراق تحتوي على تنازلات من بعض الأشخاص بأنهم قد استلمو اموالهم منها ، شعر بصدمه واحترام كبير لهذه المرأه، نظر اليها بدهشه: مستوعبه المبلغ 300 الف من وين جبتيها ؟
ظبيه: اخذت قرض ع اللي عندي وسددتها (اردفت) صدقني ما كان ودي اوريك بس انت مو راضي تتفهمني انا تعودت على هالحياه مع رجال لكن انا اللي مستلمه دوره ، والحين تقول اظلمه ، ليش اظلمه كان زوجي بيوم من الأيام العشره ماتهون
كان ينظر اليها بنظره مختلفه جدا عن قبل فهذن الأنثى تفاجئه يوما بعد يوم ، صغيره لكن عقلها بوزن الذهب ، فمن كانت ستمر بموقفها لن تتصرف هذا التصرف ابدا ، ظبيه: عواد والله ما كنت ابيك تدري بشي ، بس الحين ماعندي حل غير اقولك (سحبت نفس طويل ) اليوم طلبتك اروح البنك بروحي ورفضت ، ممم حسن كان راهن البيت مقابل سلفيه ، كلمت البنك كنت ابي احاول اسحب قرض ، راتبي مايتحمل غير 500 الف ، و الدين تقريبا 4مليون ، عجزت اتصرف ، مالقيت حل غير ابلغك وانت تتصرف
اطال النظر اليها وهو مندهش بما سمعه للتو ، ديون ومبالغ طائله ، ايصل استهتاره برهن المنزل ؟ لمن كان سيلجأ له عند طرده من منزله ! هذه المسكينه لماذا يحملها عبئه فوق اعبائها ، رحمك الله يا اخي لطالما كنت مستهتر وعنيد ، تنهد بعمق: ظبيه انا رجلتس واللي فات انا مالي دخل فيه ، لاحضي اني ماجيتس اقولتس ان مها كانت ذربه معاي و لاتسوي شي الا بشوري وتاخذ رأيي ، لأنه سبب غبي اللي تقولينه تعلقين تجربه قديمه على جديده ، المفروض اول ما كلمتس اللي راهن له البيت قلتي لي (وضع رأسه بين كفيه بحيره) انتي مستوعبه وش يعني 4مليون !! وين وداها حسن
ظبيه وهي تشاركه نفس الحيره : مدري هذا اللي مجنني (رفعت حاجبها بإستغراب) اللي محيرني قبل يموت الله يرحمه بكم يوم اخذ مني 10 الاف ! وين ال4 مليون ؟
توقف على عجل وهو يأمرها: جيبي مفتاح البيت والحقيني
وقفت وهي تتجه للأعلى وتحضر مفاتيح منزلها السابق ، خرجو للفناء الواسع وهم يقصدون الفله الأخرى الموجوده في نفس الفناء ، فتح الباب بهدوء وهم يذكرون اسم الله ويدخلون ، شتت نظراتها فالمكان ، تكره تلك السنين اللتي قضتها في هذا المنزل ، سنين الوحده ، دقق النظر في عينيها اللتي غامت بحزن ، لام نفسه(غبي اجيبها بيته عشان تتذكره ،اكيد حنت لأيامهم قبل ) بينما هي تشعر بالضياع في هذا المكان و ثقل يطبق على صدرها نظرت للصاله المجاوره(الله يرحمك ويغفر لك ياحسن ويعوض عمري اللي ضيعته لي) قطع تفكيرها عواد: وين المكتب ؟
اشارت للأعلى: فوق بس مفتاحه موب مع المفاتيح
رفع حاجبه بإستفهام: اجل وين يحطه ؟؟
تنهدت ظبيه بظيق من المكان: في غرفته اتوقع
استغرب انها خصت الغرفه به فقط ، يبدو انها لاتريد ان تجرحني بذكرهم سويا ، صعدو للأعلى ، شعرت بأن شعورها بالضيق يتزايد ، مشت ببطء وهو يتبعها حتى توقفت امام احدى ابواب الغرف وتفسح المجال قليلا ليتقدم ويفتح الباب ، فتح الباب وهو يدخل لينصدم من محتوى الغرفه و تصميمها الشبابي ، كانت تحوي على سرير صغير يتسع لشخص فقط و طاوله امامه و على يساره عدة ادراج يقبع فوقها عطور رجاليه ومستلزمات رجاليه اخرى ، الغرفه تفقد اي حس انثوي فهي شبابيه بحت ، نظر اليها بإستغراب وقد رأى حمره اعتلت وجنتيها وارنبة انفها : غريبه الغرفه له بروحه ؟
جالت بعينيها فالمكان وهي تعلم انه سيسألها بالتأكيد : احمم أ ا ، أهو كان يحب يحط اغراضه هنا (ابتسمت بإرتباك) تعرف اغراض الحريم كثيره وحوسه فيبي يفضي لي الغرفه حط اغراضه كلها هنا
اجابها بعدم اقتناع: اهاا ، بس بعد غريبه انها مو بس غرفة ملابس فيها سرير بعد!
ارتبكت اكثر والتمعت عينيها من شدة الحرج: المرحوم احيانا لو كان مريض ينام هنا عشان ما يعاديني
عواد: اها ، طيب وين المفتاح ؟
تنهدت براحه وهي لاتعلم كيف اخترعت هذه الكذبه ،، ظبيه: شوفه بالدرج الأول للكومدينه
تقدم للمكان المطلوب وفتحه الدرج ليجد المفتاح ، اعاد سؤالها: يالله تعالي وريني المكتب
خرجت وهو برفقتها لتقف امام باب الغرفه المجاوره : هذا هو
فتح الباب وهم يدخلون للمكتب استغرب ما رئاه فهو يعم بالفوضى ، التفت اليها بإستغراب اكبر فهاذا المنزل يبدو انه يحمل اسرار خطيره لا يعرفها: وش هالفوضى ، انتي من مات المرحوم مادخلتي هنا ؟ اربع شهور وعشر ايام بالضبط عدتس في هالبيت مادخلتي ؟
شعرت بهجومه وهي تحاول الثبات و الجديه حتى تقنعه: الصراحه انا اللي سببت هالعفسه ، كنت احتاج اوراق وكنت منفعله سويت كذا وطلعت بدون ما ارتب
عواد: بس هذا مو سبب ، انا لو اشوف هالمنظر اقول حرامي داخل البيت
تنهدت بقلق من اسئلته الدقيقه: عواد احنا جاين ندور الأوراق صدقني هالأسئله موب وقتها
عواد: ليش موب وقتها!! انا مستغرب منتس الصراحه ،تحرميني من اي اثر للمها وتقولين وصيتها ، وانتي محتفظه بكل شي يخص حسن الصغير قبل الكبير! غرفته ماشليتي منها شي وش هالأنانيه فيتس
التمعت عينيها وهي تنذر بهبوط دمعها: عواد خلاص
تحدث بقهر: لا مو خلاص ، تحبينه ادري ولا انا اناني مثلتس اغار عليتس من ميت ، بس ليه محتفظه بكل شي ! عشان تتذكرينه صح ؟ طيب ليه ماحطيتي نفستس مكاني ؟ ليه ماقلتي بأعتبره انسان مثلي يحس وبقيتي لي لو صوره وحده بس
سقطت دموعها من هجومه وحديثه الموجع لروحها ، ليست انانيه كما يصف بل وفيه لعهد قطعته على نفسها امام صديقتها الراحله ، وضعت اناملها الرقيقه على فمها تكتم شهقاتها اللتي تفاجئه فيها لأول مره وهي تتحدث بصوت مبحوح جدا: انا انتظرك برا
خرجت بسرعه وهي تجلس على احدى الكراسي في الصاله المقابله وتضم ركبتيها لصدرهاx ثم تدفن وجهها بين ركبتيها وتنتحب بشده ، منذ دخولها وهي تشعر بغصه تتظخم في حنجرتها ، ثم اتهاماته ماكانت تنقصها لتنفجر امامه ، هنا اصعب ايامها ،هنا سرقت منها احلام المراهقه ، هنا فقدت انوثتها ، هنا تعلمت الصمت ، هنا سهرت ليالي كثيره باكيه لا احد جانبها ، هنا عاشت اسابيع دون وجود رجل دون علم اي احد ، هنا فقط تعلمت سوداوية الحياه ..
كان يسمع انينها المكتوم وهو يبحث بعصبيه مفرطه وسط الأدراج (ليييه تبكي ، علشاني جبتها هنا ؟ تذكرته وحنت لأيامه ، وانا ابد مافكرت فيني وانا كل يوم ابكي ع المها الف مره ابي شي واحد بس يذكرني فيها، انانيه) وجد مجموعة اوراق تخص رهان المنزل ، جمعها بيديه ،ليسقط من بينها تقرير طبي ، استغرب التقرير حاول فهم بعض المصطلحات الطبيه لاكنه لم يفلح في فهمها ابدا ، او ربما يكون قد فهمها لكنه حاول جاهدا الا يصدق ، جلس على الأرض وقد تصبب عرقه ، وهو يعيد قرائتها اكثر من مره محاولا فهم مادون فيها، اخرج هاتفه من جيبه بحركه سريعه تنم عن توتره ضغط ارقام بسرعه و اصابعه ترتجف بشده ، انتظر الرد وهو يشعر انه استغرق اعوام حتى يجيبه الطرف الآخر : اهلين وسهلين عواد
عواد: هلابك دكتور محمود ، ابيك ضروري تكفى
محمود: فيه ايه ياعواد ؟ تعبان او حاسس بحاقه
عواد: لا ، ابي ارسل لك صوره بالواتس اب لتقرير طبي وتقولي عنه
محمود: عنيه التنتين ابعت لي دلوئتي وانا هاكلمك
عواد بإستعجال: اوك بليز استعجل
اغلق الهاتف وهو يشطب الأسم المدون فالأعلى اللذي يخص المريض ثم يرسلها للدكتور محمود صديقه ..
لم يلبث دقائق حتى عاود الأتصال وهو لايستطيع الصبر اكثر
محمود: اهلا عواد ، التقرير دا بتاع مين ؟
عواد: تقرير واحد من القضايا عندي خضع لفحص طبي وت اشوف تقريره
محمود: ازاي ؟ التقرير دا تاريخه تقريبا سنه من اليوم
تنهد عواد (يعني قبل يموت ب شهرين) : اوك عارف بس انا هالقضيه تحولت لغيري ورجعت لي الحين المهم وش المرض ؟
محمود: التشخيص بيأكد ان المريض مصاب بمرض الهربس النوع التاني مش الأول ، خد بالك التاني اقوى، و الصراحه يعني دا مكتوب انوه انتقل ليه عن طريق العدوى الجنسيه ، يعني مش باللمس او التقبيل ، لأن بيكون احيانا العدوى تقي على دا الشكل لكن التقرير يبدو انه اتصال جنسي مع نفس الجنس يعني شذوذ جنسي ، طبعا لازم تنتبه أوي لأنه ينتقل بالمشاركه في اواني الطعام و المناشف و كمان التقبيل او لو كان فيه تقرحات وطلعت منها الماده اللزجه اللي هي الصديد ومسكتها او حاقه كدا دي كمان تنقل العدوى (اردف) المريض مالاحضتش عليه تقرحات بشفايفوه او جلده و حراره مستمره وكمان الم بالعظلات يعني هتلاقيه عيان كل شوي مش عايز يتحرك ولا حاجه ؟!!
تكلم على عجل: دكتور محمود شكرا اكلمك بعدين ، مع السلامه
اغلق الهاتف وهو يظع رأسه بين كفيه و قد تسمرت عيناه في الفراغ، شعر بخفقان قلبه يعلو مع الصدمه ، رمى هاتفه بقوه على صورة شقيقه المعلقه على الحائط وهو يصرخ (ليييييييه) دخلت بفزع من صوته وقد انتفخت عيناها بشده اقتربت منه بحذر : عواد شفيك
لم يكن ينقصه سواها ، التفت اليها وعيناه تشتعل بغضب مخيف اقترب منها وهي ترجع للخلف حتى ارتطم ظهرها بالحائط خلفها ، وضع كفه على رقبتها وهو يعصرها بشده وكأنه يريد كسرها بين يديه: انا تسوون فيني كذا ، انا تلعبون علي انتي و ابوتس انا عواد تلعبون علي
احمر وجهها وجحضت عيناها من شدة ضغطه على رقبتها ، وكفيها الصغيرين تلتف حول كفه القابضه لعنقها تريد افلاتها دون جدوى ،همست بصوت مخنوق بالكاد يسمع: بموت ، فكني
فك يديه عنها ، ثم سدد لكمه قويه لكتفها جعلتها تشهق بقوه حتى انقطع نفسها من شدة الألم احتظنت كتفها وهي تشعر بالخوف و تعاود ذرف الدموع: عواد وش فيه
صرخ بها: جعل عواد يموت وجعلتس تلحقينه ، ماشفت من وراتس غير الظيم والقهر (تهجد صوته) ليه خبيتو علي ؟ كنت مستغرب عمي يقول استر الفضيحه ، وانتي ساكته ولا تكلمتي (عاود الصراخ مجددا) ليه سكتي لو اني داخلن عليتس وانا مدري عن شي وش بيصير وقتها وش بيصير
ايصرخ هكذا من اجل اننا لم نخبره بالحقيقه ، ماذا كان يود منا قوله ، لن ادعه يقترب مني ابدا حتى اخبره بكل شيء ، لكن وضعنا الحالي لايسمح ابدا ، ماذا اقول فلو نطقت بحرف سيهشم وجهي انا متأكده ، اقتربت بهدوء وهي تمسك يديه بقلق لكنه نفضها بقوه : فكيني لاتقربين لا اذبحتس الحين
بكت: عواد الله يرحم والديك كنا ندري ان مصيرك تدري اليوم او بكره ، انت تدري مالي كلمه ورا كلمة ابوي والله حاولت اعترض على هالعرس الف مره بس بكل مره يعصب
رفع احدى التحف الزجاجيه وهو يرميها بإتجاهها بقوه غير مدرك لفعلته ، لترتطم ببطنها بقوه ، انحنت وهي تضع كفيها على بطنها وقد شعرت بالدوار من شدة الألم ، سقطت على ركبتيها وهي تتقيأ بشده من الألم ودموعها تشاركها حزنها ، انحنى عليها دون رحمه ، وقد شعر بضيق لم يعهده من قبل والم يسري في اوصاله ، يراها انثى متلبسه بروح شيطانيه ، كانت سترضى نقل المرض لي ، تعلم هي و والدها و يصمتون وكأنه امر طبيعي ليس مسألة حياة او موت ، يراها تتقيأ امامه ولا يشعر بأدنى رحمه لحالها بل يشعر بالتشفي ، كان يصلها صوته الغاضب وهي تشعر بالدوار يزداد: شفتي هالألم اللي تحسين فيه هاللي كنتو تبونه لي انتو و عمي (اردف) والا ليه اقول عمي و اهو مافكر الا بنفسه ،ابوتس طلع اشطر مما اتخيل لعبتو لعبه قذره صدقيني محد بيخسر فيها غيرتس، عمي مقدر اضره احترام للمرحوم ابوي بس ، لكن انتي خليتس طوفه عندي بالبيت لكن اوعدتس ان اخذ على راستس وحده تسواتس مليون مره ، انا رجال ابي مره وعيال، والله يا ظبيه ان اخليتس تموتين لحالتس وتتمنين احد يكون جنبتس ولا تلاقين ، عمري ماكرهت احد مثلتس الحين ، ياخسارة ثقة المها فيتس والله انتس ماتستاهلينها
وقف وهو يحثها ع النهوض : قومي انقلعي البيت لين اشوف لي حل معتس ( لم ينهي جملته حتى يسمع ارتطام رأسها وجسدها بالأرض الرخاميه، اقترب منها يراها قد فقدت وعيها ،سحب مفرش قد وضع على الطاوله ومسح به شفتيها من الدماء وهو يخاف من العدوى ثم حملها بقلب بارد جدا للمنزل وكأنها دميه بين يديه ، لأول مره يكره شخص بهذا القدر يكره خبثهم وانانيتهم تحت مسمى (ستر الفضيحه) ، يقطع فناء المنزل وقد انحدرت دمعه يتيمه ترثي حاله ( اخوي يموت مصاب بالهربس ، لاحول ولا قوة الا بالله ، الله يغفر ذنبك يا حسن الله يغفر ذنبك ، وش حادك ع الحرام وانا اخوك ، وش وداك له،يافجيعة قليبي فيك ياخوي، لاحول ولاقوة الا بالله)




لاجيت انا ابسامحك ، تبكي الجروح ماودها ..
* الأمير بدر بن عبدالمحسن*


يتناولون فطورهم وظحكاتهم تملاء المكان ، وظعت كفها على شفتيها وهي تغرق بالضحك: اسكت بس خلاص بطني بيتقطع من الضحك
فهد: اسكتي يالفظيحه رجلتس نايم بتزعجينه
العنود: ياحبي لك يافهود قسم بالله هالظحك من زمان عنه ، احس هاليومين معاك ظحكت من قلب
ابتسم بسعاده: الله يديم عليتس السعاده ، و كل ماطفشتي دقي علي اقرب رحله وانا عندتس
العنود: ان شاء الله تمشي هالكم شهر بسرعه و ارجع لكم
فهد: الا ماقلتي لي شلونتس مع الدورات اللي تاخذينها هنا
العنود: تمام فايدتني هالدوره كثيره ، وبتفيدني بعد التخرج ان شاء الله اكثر ، بس احس هالفتره ضغط كثير علي ماعاد قادره اركز ، جيتك هذه سوت لي ريفرش ، احس مخي رجع يشتغل من جديد
ضحك على حديثها: زين كل مره بالشهر ابجيتس عشان يرجع نشاطتس
قطع حديثه دخول سعود وهو يقترب منهم ويتحدث بصوت ناعس: صباح الخير يالقلق ضحككم صحاني
ضحك فهد: مالي دخل هذا ضحك مرتك وحذرتها ولا سمعت
التفت اليها وهو يرفع حاجبه: اها عنيد الحين تبدا العوابه عشان اخوتس فيه تشدين به ظهرتس
ابتسمت لكي لايشعر فهد بخلافهم: حرام عليك دائما تظلمني وتفهم عكس اللي اقصد
ضحك وهو يعلم ان حديثها مبطن ببعض النوايا : اجل حقتس علي (التفت لفهد) وين بتروح اليوم؟
اشار فهد للعنود الجالسه بجواره: انا تحت امر شيختنا العنود وين ماتبي توديني تامر امر
ابتسمت العنود وهي تقبل خده : جعل يومي قبلك
شعر بغيره شديده، فهي منذ زواجهم لم تبادر بتقبيله ابدا ولا تتغزل به وبصفاته ، فهي خجوله امامه جدا ، حتى انقلب خجلها لخوف وعدم ثقه بتصرفاتها، هذه اليومين يراها انثى اخرى بوجود شقيقها فهد ، يرى حيويتها و شغبها ، لأول مره يراها هكذا ، لكن ما ان يتواجد في نفس المكان حتى تنطفىء و تظل هادئه الا من بعض الكلمات المتفرقه ، سحب نفس عميق لرئتيه: و شيختك وين تبي تروح
فهد بشيء من عدم الأرتياح لعلاقتهم: افا شيختي انا بس ، يعني ماتشوف هالزين كله شيخه
تلعثم وهو يحاول استدراك غلطته: الا شيخة الغيد ، بس ودي اشوف وين نروح
العنود: نروح دبي مول وش رايك لأن فهد يبي يشتري اغراض
فهد: حلو ونتغدا هناك
رن هاتف فهد ،وقف وهو يشير لهم انه سيتحدث بالخارج ، عندها قامت العنود تود الذهاب لغرفتها ، ليأتيها صوته متهكم: اذا حظرت الشياطين ذهبت الملائكه
تنهدت وهي تشد على قبضتها تفرغ غضبها فيها : بروح اجهز نفسي
امرها : تعالي اجلسي ابي اكلمتس بموضوع
جلست بعيده عنه قليلا: سم
سعود : سم الله عدوتس ، فهد درى بشي ؟
مثلت عدم الفهم : شي مثل ايش !
مال بجذعه للأمام قليلا و قد اسند ساعديه على فخذيه وتشابكت كفيه امامه : لا تستغبين انتي تعرفين قصدي ، موضوع زواجي
العنود : لا ما درى
سعود: ولا ابيه يدري ياويلتس لو طلع منتس الكلام
تبسمت بمكر: طيب يومك تخاف ليه تسوي الشي اللي منت قده ؟
ضربها بقدمه على ساقها بقوه لتئن بخفه من وقع حذائه الكبير على نعومة ساقها : انطمي وجع اشوف لسانتس طايل والله ، ياويلتس يا سواد ليلتس كان دريت انتس قايله لفهد
هزت رأسها بالموافقه وعيناها تمتلىء بالدموع لتنهظ بسرعه وتتجه لغرفتها وهي تعرج بخفه من الم ساقها
جلست على سريرها وهي ترفع بنطلونها ليتبين لها بقعه حمراء كبيره نوعا ما تتوسط ساقها ، عظت شفتيها وهي تتحسسها بأناملها ، قامت للحمام بعرج وهي تغسل وجهها بشده حتى تختفي ملامح بكائها ، خرجت وارتدت عبائتها ونقابها على عجل وهي تخرج لهم وتتحدث بثقه: يالله نمشي ؟
انصعق من منظرها فلأول مره تقاوم ولا تبكي بل تخرج ايضا ففي العاده تظل حبيسة فراشها حتى اشعار آخر ، ولكن صدمته زادت عندما رأها تعرج قليلا وهي تتجه لهم ليقفز فهد بهلع : اخو ظبيه وش فيتس تعرجين
العنود: ظربت السرير وعورني
فهد بخوف : نروح المستشفى ! مو لازم نطلع
العنود: لا والله بس رضه و الطلعه والله ان نطلع احد يعيف طلعة فهود
ظحك فهد وهو يحملها على كتفه : والله ودي اوصلتس لين باب السياره بس عاد تخيلي شكلي وانا مشنقل لي مره فوق كتفي
ضحكت وهي تنزل: لامعليك اخذت مسكن وبيخف يالله نطلع
طوال هذا الحديث يجلس هناك وهو صامت ، الآن فقط علم ماسر احتمالها والخروج معهم انها كما تدعي لاتستطيع الإمتناع عن الخروج معه ، اشعر اني لا اعرفها ابدا فهذه غريبه عليه ، حديثها ومرحها وعفويتها لم ارآه يوما ، ليست العنود اللتي اعرف اقسم انها ليست هي



اخوي ياعزوتي ، ياضحكتي ، وبكاي ..


خرجت من غرفتها وهي تتجه للصاله ليقفز شقيقها وقد تهللت اساريره ، فهي لأول مره تفارق قوقعتها المظلمه ، التقط صغيرها من بين يديها: ارحببي مليون فذمتي
ابتسمت بوهن وهي تجلس بجانبه: الله يبقيك
جلس بجوارها وهو ينظر لها بسعاده كبيره: والله ان البيت نور يوم طلعتي من حجرتس ، ايه خلينا نشوفتس ، حتى امي لاشافتس بتستانس
اتحنت قليلا وهي تقبل كتفه اللذي ارتصت فوقه ثلاث نجمات : جعل عيني ماتبكيك يامعتاد والله مدري وش بيكون وضعي بدونك
ابتسم لها مجددا وهو يرفع صغيرها برقه ويقبل عنقه: يازين ريح الصغار اشهد انه يرد الروح
ريم: الله يرزقك الذريه الصالحه ، مقدر اتخيل شكل عيالك انت وساره احس بيجون فتنه مجسده
سرح بفكره وهو يشاركها التفكير ،أستكون يوما اما لصغاره ، تلك الصغيره الفاتنه ستنجب لي يوما ! يالعذوبة الفكره صغيرتي تحمل صغيري في احشائها ، لكن اين حلفي و وعودي لشقيقتي ، اين قسمي لها بأن ارد كرامتها ، لا طاقة لي بكل هذا يارب ،نظر لشقيقته اللتي تعبث بيدي طفلها ، متى اخذته من بين يدي ، يبدو اني كنت في عالم اخر ،عالم ساره وذيب و ريم ، تنهد: الا ع الطاري كنت بجيتس اقولتس بس جيتي قبلي
ريم: لبيه
معتاد: كلمت عمي وطلبته ان العرس نهاية الأسبوع بدون طقطقه ولاشي الوقت موب مناسب
رفعت حاجبها بإعتراض على كلامه: ليه ان شاء الله موب مناسب ، وش دخل المسكينه في مشاكلي انا ورجلي ؟
معتاد: وش تبيني اسوي افرح واستانس وانتي حارقه قلبي ، اوقف قدام الخسيس بالبشت ويزفني على اخته ويفرح فيها وانتي ؟!!!
صرخت بوجهه: وانا وش دخلك فيني ، ساره وش دخلها ؟ ماراحت تقول لأخوها سو سواتك الشينه ، انت تعرف انهم كلهم من كبيرهم لصغيرهم واقفين معاي ، لاتدخل ساره، حرام عليك ساره تحبك ، ساره من مراهقتها ماعرفت غيرك انت شكلتها مثل ماتبي ، ساره صغيره على تفكيرك ترا ببنكم 15 سنه انت اللي مفروض تكون العاقل ، لاتخليها تندم بيوم انها وافقت عليك
وقف وهو يشعر ان حديثها لامس شيئا في قلبه: ع العموم انا انتهيت مع عمي والعرس نهاية الأسبوع عشاء عادي وبجيبها
غضبت بشده فتفكيره اناني: حرام عليك اذا مو هامتك الظعيفه فكر بأمي اللي تبي تفرح فيك
وقف امام المرأه المواجهه للباب وهو يرتب ياقته ثم يلبس قبعته العسكريه: هذي شكليات امي بتفرح لاشافتني مستقر و مرتاح (اشار بيده مودعها) مع السلامه
جلس ع الكنب وهي تشعر بالحسره لحال تلك الصغيره ، فهي تعلم ان شقيقها عنيد لأبعد الحدود ولن يتراجع عن قوله ابدا، لكني لن ادعه يخسر حياته بسببي .



كل اللذين يكتمون عواطفهم بإتقان ..
ينفجرون كالسيل اذا باحو ..
*غاده السمان*


دخلت المطبخ وهي تزيح شعرها عن وجهها قليلا: اووف احراج
مريم: وش فيتس قالبه حمراء
الهنوف: وحده استلمتني جوا تمسك بشعري وتقول وش ذا الصبغه (ضحكت) وانا مستانسه على بالي اعجبتها طلعت ناقده علي
ضحكت مريم وهي تعد قهوة الرجال: زين ماقالت لتس حنيه بعد
الهنوف: عاد ماعلي منها انا مستانسه على كشتي (اردفت) الا بخصوص عمتي قايله لأمي عشاء عائلي من هالناس كلهم
مريم بإستغراب: والله علمي علمتس امي ناويته عائلي فجأه الا يجي اخوي ابو سيف يقول ان فيه عشاء كبير ، ويوم سألته امي من الضيف قالها بتعرفين بس موب الحين !
الهنوف: غريبه ! يمكن واحد من خوالتس ؟
مريم: انا بعد شاكه انه خالي عساف قلبي يقوله
ضحكت الهنوف: خلي قلبتس يرتاح واخلصي بالقهوه لايجي ابو سيف يرقعها براستس الحين
سمعو صراخ بالخارج و اصوات طلق ناري ، ضربت على صدرها بهلع: ياويلي وش ذا يامريم
سحبت مريم جلالها المركون على احدى الكراسي وهي تلتف به وتركض للخارج وهي لاتقل عنها صدمه
هالهم مارأوه الفتيات مازالو فالداخل وكأن لاشيء يحصل ، جالت بنظراتها بالمكان تبحث عن والدتها فلم تجدها ، صرخت بجزع: وين امي ؟!
احدى المدعوات: طلعت برا
لحقت بها بسرعه، فتحت الباب على مصراعيه لترى عمتها مرتميه على صدر رجل لاترى منه شيئا ابدا و والدها يقف ويمسح دموعه بطرف غترته و ابنة عمها تنتحب بشده بجانب والدتها وشقيقها يحمل سلاح بيده ، نظر لها بأبتسامه وهو يرفع سلاحه عاليا ثم يطلق عدة طلقات متتاليه فالسماء لتسقط جاثيه على ركبتيها وتضع كفيها على اذنها بشده وترتجف وكأنها عصفور قد بلله المطر ( اعرف هذا الصوت فهو لايرتبط لدي سوا بحادثه واحده فقط ، شعرت وكأن لمساته المقززه تعاود الدخول بين قميص بجامتها و خاصرتها وحرارة انفاسه الفاجره تلطم وجنتيها ، تشعر بكل شي وكأنه حصل للتو وكأنها تصارع احضانه الأن ، تقاوم احتضانه بكل ما اوتيت من قوه وتمد كفيها لتغرس اضافرها في عنقه حتى تشعر انها وصلت لآخر طبقات جلده شعرت ان صدره تصلب من الألم ليلي ذالك الشعور صفعه مدويه على خدها: الهنوف وش فيتس قولي بسم الله
صحت اخيرا على صوت اخاها لتصعق بهوية الشخص اللذي يحتضنها ، لا ياربي ليس هو ليس هو ،انتحبت بشده وهي تسقط وتقبل اقدامه: سامحني يبه ، جعل ايدي الكسر جعل ايدي الكسر
نحيبها مؤولم نحرها منظر انغراس اظافرها في عنق و الدها وهي تترك اثار داميه عليه ، اهذا ما امرني الله به ان تطول يداي عنقه وتدميه ، هو من يشاركني حزني منذ 15 سنه ، هو من اجده دائما بجانبي لحضات انهياري ، ماللذي اقترفته في حقه
حملها والدها وهو يعيد احتضانها ويشعر بحرارة الجروح اللتي خلفها انهيارها ، سأبقى بجانبك ياصغيرتي حتى تنحل عقدتك
هناك حيث احب ان يكون قدومه بمثابة مفاجأه لوالدته وشقيقته ، لم يخبر الا اخوته و عمه وابنه ، لذالك اعدو عشاء كبير على شرفه ، استقبلوه في المطار محملين بالشوق و الترحيب الحار وكان لعمه النصيب الأكبر من الإشتياق ، ولكن عند دخوله المزرعه اللتي اقيم فيها حفل العشاء بدلا من المنزل ، فوجيء بإخوته وابن عمه وهم يخرجون اسلحتهم ويوجهون فوهتها لسماء و يطلقون طلقات متتاليه تعبيرا عن الفرح ، فهذه عاده استخدمها البدو منذ قرون ، وهي الرمي في المناسبات تعبيرا عن الفرحه والسرور رأى والدته اللتي اضناه الإشتياق لها ، سلام حار مفعم بالمشاعر ، اشتاق حظنها ورائحتها ودعائها اشتاق ان يطيل في عناقها حتى يغفى بين يديها ( يا إمرأه جنتي تحت اقدامها ، ماذا عساني فاعل لترضي) ، بللت صدره بدموعها واطربت مسامعه بدعواتها الصادقه ، هنا حيث ينتمي على صدرها وبين يديها ، ثم تلاها خروج شقيقته و اخرى حسناء ، لا لا ليست حسناء ، ايوجد وصف غير الحسن لأصفها به ، شعر طويل مموج باللون الزيتي و فستان ضيق يشف مفاتن جسدها المثير ، ملامح قد يظلمها ان قال اسطوره للجمال فهل فوق جمالها جمال! من هذي لماذا ترافق شقيقتي ، اتكون احدى المدعوين ، استغرب انصراف اخوته بسرعه وهم يغضون من ابصارهم ولم يتبقى سوى عمه وابنه ، وقف عقله عن الترجمه حاول غض بصره لكن سطوة جمالها باذخه تجبرك على التأمل ، لم يكن هكذا يوما فهو يعرف حدود دينه امام الله ،ماللذي يحصل لي ، رأى ابن عمه يبتسم لها ثم يعاود اطلاق النار ، ثم رأها تخر جالسه وتغلق اذنيها في مشهد مووووجع ، سمع صرخت من حوله في صوت واحد ( الهنوف) توقف الكون من حوله ، لايرى سوى بقعة ضوء تحيط مكان وجودها وكأنهم اختفو من الوجود ، ليس هذا لقائهم اللذي يرسم له منذ اعوام ، ايكون لقائها موجع لهذه الدرجه ، ايكون صوت مسدسي مازال يرن في أذنها وكأنه شؤم على راحتها ، هذه اليافعه الفاتنه كيف تكون بهذا القدر من الجمال لكنها مازالت مكسوره رغم مرور السنين ، جبان انا لأني وافقت رغبتها في الإبتعاد ، فهي ستظل تشعر بالنقص مالم تجد رجل يشعرها ببذخ انوثتها ، لن ادعك بعد الآن اقسم لك بذالك حتى لو رفض الجميع لن ادعك تبكين الا على صدري و لاتشكين الا بين ذراعي ، لن تعود وسادتك لإبتلاع دموعك فأنا هنا ياصغيرتي سأكون لك فقط ومن اجلك فقط
منظرها حزين جدا وكأنه يرى تراكمات السنين تنهار في هذه اللحضه ، يود الإقتراب و زرعها داخل اظلاعه حيث مسكنها الوحيد في الأرض، لكنه لايجرؤ على فعل ذالك فهو جبان ، نعم انا جبان ، انا من تركها لمخاوفها دون الضغط عليها ، انا السبب في وصولها لهذه الحاله ، اعلم انني السبب لكن سيتغير كل هذا اعدك يا صغيرتي
كانت ترى والدها والإنكسار في عينيه تعلم ان انهيارها الدائم يرهق والدها ، تحاول كبح شعورها دوما لكنها فالنهايه تفشل فتنهار وتسقط كل الأقنعه اللتي تلبست بها ، تؤذي والدها كثيرا وتؤذي نفسها ، الى متى !! هذا السؤال اللذي لم تجد له اجابه يوما !
تسمع تنهيدات والدها و أيات قرأنيه يتخللها نفثات على شعرها استكانت على صدره دون ان تركز في تلك العيون اللتي تكاد ان تأكلها ، ولم تسأل عن سبب اطلاق النار ، يكفيها انها رأت والديها و شقيقها بخير يكفيها ذالك لتستكين على صدره كما تستكين كل مره تنهار حصون قوتها
ذيب..
لا استطيع التحمل اكثر اراها تذبل كل يوم امام عيني ، ماذا افعل لتعود شقيقتي كما كانت ، تعود لنا تلك القويه اللتي لاتخاف احد منذ صغرها ، تعود الأنثى الشامخه ، رأى والده يشير له تقدم بسرعه وهو يسمه والده: خذها يا ابوك صوب فلتنا البنت معادها بقادره تعود للعزيمه
ذيب: ان شاء الله (التفت لإبنة عمه بإحترام) مريم ولا عليتس امر بغيت لها عبايه وانتي يمه هذاهي قدامتس بخير قومي عاوني عمتي ترا الضيفان ضيفانا كلنا اليوم المفروض نفرح مهوب نحزن
قامت والدته وعمته وهم يعاودون للداخل ثم رأى والده ينهض بتعب بان على ملامحه : ياوليدي لاوديتها تطمن عليها و عود عاون عيال عمك
تنهد بتشتت يكره ان يكون هناك حديث خاص بينه وبين والده صد عنه بسرعه: خلاص خلاص انت توكل
وقف والده بدهشه من اسلوبه المتردي يوما بعد يوم ، لكزه على ظهره بعصاه دون شعور فهو لم يظربه في طفولته ويظطر الأن لظربه وهو في منتصف الثلاثينات: قوم جعل الله يرد لك عقلك ولا ياخذك ويصبرني، حسبي الله عليك من ولد
تنهد وهو يغمض عينيه لم تؤلمه وقع العصى على ظهره بحجم المه من كلام و الده ودعوته ، شعر بثقل رأسها بين يديه وهي تتمتم بكلمات غير مفهومه خرجت مريم وهي تمده بالعبايه ، غطاها واتجه للفله المجاوره في نفس المزرعه




هناك في اعماقنا ركن لايتوقف فيه المطر..
*احلام مستغانمي*

الصاله المتواجد فيها وهي تلقي السلام ثم تقبل رأسه : لبيه يبه بغيتني
اشار بيده لمكان جواره: تعالي يا ابوتس بغيتس بكلمتين
جلست بجانبه وهي تفرك يديها بتوتر: سم يبه اسمعك
فواز: قالت لي امتس انتس مواففه على عبدالرزاق هو صدق ؟
تنهدت وهي توزع نظراتها على كل شي الا هو: ايه يبه استخرت وماحسيت بشي يردني
ربت والدها على كتفها: الله يوفقتس ويرضى عليتس وانا ابوتس ، لكن عندي شي ودي اقوله لتس عشان اريح ضميري
التفتت لوالدها قليلا : لبيه يبه وش بخاطرك؟
تنهد والدها: يا ابوتس البارحه دق علي فهد بن محمد ويقول انه سمع بالخطبه من خواته ، و طلبني ايدتس و يقول ان خاطره فيتس من زمان غير ماجت ظروفه على كيفه ويوم اتفقx مع ابوه يخطبتس مني ماتت مرت عواد ثم انشغل بأوراقه وتقديمه وزيارته لأخته (اردف وهو ينظر لفنجان قهوته) وقلت له ان خطبت المسلم على اخوه المسلم ماتجوز بس طلبني قال عطها خبر والله بيكتب اللي فيه الخير (التفت لها مره اخرى) وش رايتس وانا ابوتس ؟
شعرت بدقات قلبها تصم اذنيها ، تقدم لي وانا للتو وافقت على غيره ، يفكر بي مثلما افكر به ، يقول والدي انه راغب بي ، شعرت بسعاده عظيمه وطابتسامه تود الحروج لكن سرعان ما اخفتها ، لكن كيف اغير رأيي بهذه السرعه امام والدي اشعر باﻹختناق ، فركت جبينها بتوتر وهي تحاول ترتيب قولها: وش شورك يبه انا تحت امره
والدها بهدوء: والله وانا ابوتس كلهم مطاليق وعيال حمايل و مابهم شي ينرد ، انتي اللي بتعرسين وانا ابوتس فكري واستخيري مهوب عجلين ع الرد
قبلت كفه وهي تقف: الله يكتب اللي فيه الخير (اردفت بسرعه) اسمح لي فديتك بطلع ادرس عندي امتحان
فواز: مسموحه يا ابوتس الله يوفقتس
خرجت بسرعه وما ان رأت الدرج حتى اسرعت درجاته مهروله لتصل غرفتها وتغلق الباب وكأن هناك من يجري خلفها ، جلست على كرسي المكتب وهي تضع رأسها بين يديها تود ان تبكي ، تعلم انها سخيفه ان عبرت عن فرحتها بالبكاء لكن حقا تود ان تبكي ، بكت وهي تضحك بين بكائها التقطت هاتفها بسرعه وهي تتصل بصديقتها ساره ،x لتجيب تلك بترحيب حار فتقاطعها شيخه: ساره فهد خطبني
شهقت من بالطرف الأخر: تقولينه صادقه
شيخه بتوتر: ايه والله فاضيه اطقطق بذا الموضوع بالذات
ساره بإستغراب: طيب وراه صوتس ماكنتس فرحانه ؟ كنتس باكيه!
شيخه: يختي مدري مشاعري مخربطه من الصدمه والفرحه بكيت
ضحكت ساره بقوه: ياويلي قسم بالله منتي بصاحيه (تنهدت) ماقلت لتس !
شيخه: لا وشو
ساره بهدوء: عرسي نهاية الأسبوع ابوي جا وقال معتاد طلب نقدمه وبس عشاء ، احس شي جواي انكسر مع اني مقدره وضعه بس مدري مدري وش اقولتس
شيخه: قدر الله يمكن لصالحك ولاتلومينه مجروح على اخته ، وترا المظاهر موب مهمه اهم شي السعاده
تنهدت ساره: صادقه والله (اردفت) وش رايتس بكره تروحين معي السوق نكمل اللي ناقصني
شيخه: ابشري بقول لأمي واشوف وش عندها ، يالله تبين شي
ساره: سلامتس انتظر ردتس
شيخه: اوك مع السلامه
اغلقت هاتفها وهي تتجه لسريرها وتدفن نفسها فيه ، وكلمة والدها تتردد في ذهنها (هو خاطره فيتس) غطت وجهها بكلتا يديها وهي تشعر بالسعاده ( ياربي الحمدلله ، ما ادري شكثر فرحانه ، كان يفكر فيني ، كان ينتظر يرجع عشان يخطبني ) التفت على بطنها وهي تدفن رأسها فالوساده وتصرخ بقوه ، ثم تعاود الأنقلاب وهي تضحك بشده لترى شقيقها يطل مع الباب ثم يصرخ: يالمجنوووونه *ويهرب*



اسوق رجلي وأقوي بالأمل عزمي ..
و اكسر الشوك حتى الورد يصفالي ..
* الأمير خالد الفيصل*


في وسط مجلسهم الكبير المملوء بحشود من المهنين له بعودته لأرض الوطن كان يشعر ان هما جاثما على صدره بعد رؤيتها بذاك السوء ، ويرى عمه قد انكسرت فرحته وانطفأت لمعة عينيه من بعد انهيارها ، رأه يمسح عنقه ويعقد حاجبيه بألم ، تنهد وهو يحاول ان يجامل قدر الأمكان حتى ينصرف الضيوف ، سمع صوت عمه الجهوري: اذكرو الله ياجماعة الخير
الجميع بأصوات متفرقه: لا إله الا الله
ابو ذيب: مرحبا ومسهلا فذمتي ، العلم ياطوال العمر نهاية ذا الأسبوع ان شاء الله عشاء عرس بنتي بيلفون علينا العرب ان شاء الله عقب العشاء ومعهم شيوخهم وانتو يالوجيه الغانمه معزومين كلكم صغيركم قبل كبيركم عشاء رجال فالمزرعه
اصوات متفرقه : الله يغنيكم * الله يوفقهم* بيض الله وجهك
تبسم والفرصه قد أتت اليه لن يدع عمه يخنع لدموعها سيجبره على الموافقه : ماعاد فوق كلامك كلام يابو ذيب ،لكن دام المقصد الفرح فأنا طالبك قدام ذا اللحى الغانمه تهب دخلتي على مرتي ليلة دخلة اختها
ابتسم عمه بسعاده: ابشر والله بسعدك وانا ابوك ، مرتك وحلالك محدن برادك منها
شعر بإنجاز كبير وهو يزفر براحه ويسند ظهره على الكرسي وينظر للجميع اللذين عادو للتحدث




يالغايب اللي غابت سنين معاك ..
ياجعل ماجاني من الفرقى يجيك ..
*محمد جارالله السهلي*

دخلت مريم فلة عمها بعد ان خرج المدعوين ، صعدت للأعلى وهي تفتح حجرتها ، لتجدها خارجه من الحمام وتلتف بروب الإستحمام ، ابتسمت للبنت الصغيره بحبور وهي ترفع نظراتها لمريم: ماشاء الله من هالمزيونه اللي معتس!
مريم: سميتس
ضحكت بنعومه وقد بح صوتها أثر البكاء: ماشاء الله ومنهي عليه سميتي
مريم بإبتسامه مبطنه: على رجلتس الشيخ سيف
تصلبت مكانها وهي تشعر ان الدم قد تجمد في عروقها ، حللت في عقلها جميع الأحداث السابقه رجل تستكين عمتي على صدره واطلاق نار و مأدبة عشاء كبيره ، نعم سيف قد عاد لقد رأى انكساري وانهياري ، اقتربت منها مريم وهي تضع يدها على خدها: الهنوف بسم الله عليتس وش فيتس !
الهنوف بإنكسار: شافني يوم بكيت ؟
مريم بإستغراب: منهو !!
الهنوف : سيف (اغمضت عينيها ثم عاودت فتحها) شافني يوم بكيت برى ؟
مريم بكذب: لا اول ماشافتس صد وراح مادرى انتس مرته تغيرتي عليه
فركت جبينها بكفها المرتعش: الحمدلله خفت انه شافني
ابتسمت مريم بتوتر من كذبتها ، لتقطع تلك الصغيره حديثهم وهي توجه سؤالها بشيء من الغرور: انتي الهنوف اللي تقلدين اسمي صح ؟
ضحكو الأثنتين على برائتها لتنحني الهنوف وهي تسحبها وتقبل خدها: ايه انا اللي اقلد اسمتس ، ماتبين اقلده
الهنوف الصغيره تخصرت: لا ما ابي تقلدينه، هذا حقي بس
مريم بضحك: اقول بنت اخوي جايه تظارب علطول ماصدقت الحريم طلعو بنام معتس صرفت بزاريني مع ابوهم بطلع اسوي لنا كرك واجي اوك
الهنوف بإبتسامه ودوده: اوك (عادت النظر للصغيره المنزعجه) ايوه اجل انا اقلد اسمتس قلتي لي
جلست الهنوف وهي تنظر لها بإعجاب: ايه تقلديني (مدة يدها لشعر الهنوف الطويل وهو مبلول) شعرك حلو ، بابا يقول انتي تشبهين باربي
توترت من ذكره وهو يصفها بالباربي : لا انا مو باربي انا الهنوف
الهنوف الصغيره: ابي شعري يصير طويل زيك كيف ؟
ضحكت الهنوف على برائتها اللذيذه: كل يوم اشرب حليب واصير مؤدبه واسمع كلام ماما وانام بدري يصير شعري طويل
الهنوف الصغيره: خلاص كل يوم بسوي كذا عشان يصير طويل
الهنوف: شاطره هيفاء حبيبتي
الهنوف الصغيره بغضب :انا الهنوف مو هيفاء
استغربت انزعاجها نظرت لمريم وهي تعقد حواجبها: موب تقولون اسمها هيفاء وش فيها مصره ان اسمها الهنوف
تقدمت مريم وهي تناولها كأس الكرك: لا أسمها الهنوف ، سيف مسمي بتس يالهنوف بس طلب اننا مانقولتس اسمها ما اعرف اسبابه الصراحه (ابتسمت بخبث) غرقان لشوشته اخيي المسكين
بلعت ريقها مرارا وتكرارا حتى شعرت انه جف ، ابنته مسماه بي ! لماذا ! اعتذار ام ماذا؟
الهنوف الصغيره: بابا يقولي انام معاك لأن عمه مريم عندها عيال يزعجونها
ابتسمت الهنوف بتوتر فهو يبدو انه ينوي شئ لا اعلمه : اهلين وسهلين حييبتي نامي معاي واشبعي بعد (وجهت سؤالها لمريم) وين امها؟
مريم: انفصلو لهم اكثر من اربع سنين
الهنوف بإستغراب وشفقهوعلى الصغيره:وكيف قدر يعتني فيها وامها موب فيه !
مريم: لا هي كانت عند امها وهو ياخذها بين فتره وفتره وتنازلت امها عن الحضانه وخذاها معه من كم يوم
نظرت لها بحزن لحالها فوجود الأم مطلب كبير لحياة الطفل كيف ستعيش تلك الصغيره بدونها : يالله تنامين هاذ غرفتي
الهنوف الصغيره: اوك بس ما معي بجامه ولا شفت بابا (تقوست شفتيها) احتظنتها مريم: حبيبة عميمه الحين نروح نشوف بابا ونجلس معاه و ناخذ لتس بجامه بعد وش تبين اكثر
ابتسمت وقبلت خد عمتها : اي لوووف يو
ضحكو الثنتين على برائتها و وقفت مريم وهي تمسك بيدها : يالله ماما نروح برا نجيبها ونجي
الهنوف الصغيره: يالله (اشارت بيدها للهنوف) ماراح نتأخر بس شويه ونجي
ضحكت الهنوف: اوك انا انتظرتس لين تجين
دخلت بيت الشعر ليصلهم اصوات ضحكهم ، دخلو ليجدو سيف واخوته يجلسون امام النار و قد اصطفت عليها عدة اباريق (حليب ، شاي ، زنجبيل ) القت السلام لتنطلق الهنوف الصغيره وتعانق والدها: اي مس يو بابا
ضحك عمها راشد: والله عاد تربية الحضران تعال شف سوير فديتها تجيني مدرعمه ولافتحت ايديني قالت عم معك ريال ( ضرب رأسه بطريقه كوميديه) مصلحجيه منوين تجي (ويوجه نظرته لشقيقه الكبير مفلح)
ضحك مفلح: اقطع واخس بنتي يحصل لك تجيك ، والا مازانت لك يوم ماتعرف تحاكا انجليزي
فتح يديه لها وهي تتقدم بخجل وتجلس في حجره: اشبع ببنتك خل نستمتع بإنتاج سيف ، جعلني فدا الهنوف
ابتسم سيف وهو يرفع حاجبه: لا عاد اسمعك تفدا الهنوف
ضحك راشد وهو يلوي عليها: الهنوف الصغيره الصغيررررره خلينا الكبيره لك
مازال على نفس ابتسامته : ايه اعقل ، قل جعلني فدا بنت سيف والا اسكت عن التفدا
راشد: يالليل الهياط ياسيف جعلني فدا بنت سيف ليه يوم اقعد اتفدا ذا المشوار كله والله لو انها ام اعيالي
ضحكو لتنغزه مريم: عييت ماتخلينا ندور لك ام عيال تفداها
اقترب منها بسرعه وهو يقبل خشمها: جعلني فدا خشمتس ان تسكتين والا تطلعين لرجلتس المسكين محد نومه ذالليل
امتقع زجهها بالحمره وهي تضربه على كتفه: اشهد انك قليل حيا ، ومايبي يعرس الخامل بعد

 
 

 

عرض البوم صور لامارا  
قديم 22-08-15, 03:01 PM   المشاركة رقم: 10
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Apr 2007
العضوية: 26432
المشاركات: 391
الجنس أنثى
معدل التقييم: لامارا عضو على طريق الابداعلامارا عضو على طريق الابداعلامارا عضو على طريق الابداعلامارا عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 305

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
لامارا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : لامارا المنتدى : القصص المهجورة والغير مكتملة
Flowers رد: في عيونك المنفى / للكاتبة abrarj

 

ضحك مفلح: اسكت يافاصخ الحياء ، هي صادقه موب من صغرك يوم تقعد ماتعرس
نظر لها بغيض وهو يتوعدها بعينيه وهي تضحك: معليه يا مريم انتس بتدورين الخامل لابغيتي تسوين مفاجأتس الرومنسيه لكيس الشعير اللي راقدن فوق
شهقت بحرج وعيناها تجحظ ، سحبت كتاب بجانب سيف لترميه به : حسبي الله عليك يالمخنز والله ان دواك عند امي معليه والله ان قد اشيشها على طاري عرسك (انهت جملتها بسرعه وهي تخرج بحرج شديد من اخوتها ، فشقيقها راشد قد احرجها امامهم وهو يذكرها عندما دعته يوما ليحجز لها غرفه في احد الفنادق للأحتفال مع زوجها بترقيته ولكنه اصر ان يوصلها حتى باب الغرفه وعندما فتحتها كانت مضائه بالشموع والورد ، ومنذ ذالك اليوم وهو يحاول احراجها)
ضحك سيف وهو يعيد كتابه: حرام عليك احرجتها قامت وانا باقي ماشبعت منها
راشد: معليك منها العوبا قامت تبي تلحق على الهنوف قبل ترقد هي قالت انها بتنام معها ذالليل
ابتسم لذكراها ، وهو يعود له شكلها وفتنتها اليوم ، لم يتوقعها تغيرت بهذا الشكل ابدا بالرغم انه لم يتأملها جيدا لكنه رأى مايجعله يصبر حتى نهاية الأسبوع ، رأى شقيقيه يقومان وهما يخرجون: تصبح على خير
تنهد: وانتو من اهله (مد يده لأبنته) تعالي يا بابا
نهظت بسرعه وهي تجلس بحجره، سألها بإهتمام: هاه بابا استانستي
تكلمت بحماس طفولي: ايه مره انا احب عمه مريم واحب بنتها جود خلاص هي صارت صديقتي اصلا
ضحك وهو يقبلها بقوه: صدددق نسوان مسرع ذا الصداقه ، وايش بعد من شفتي
ابتسمت وهي ترفع رأسها له وتنظر في عينيه: شفت باربي
عقد حواجبه: باربي من !! جود؟
هزت رأسها بنفي : لا لا باربي الكبيره اللي تقلد اسمي
ابتسم لوصف ابنته فهي طفله ولكن لاحظت مدى جمالها ورقتها حتى انها شبهتها بمعشوقتها باربي: ايه وباربي وين شفتيها عند الحريم ؟
الهنوف: لا في البيت اللي جنبنا رحت مع عمه مريم عندهم
اعتدل بجلسته وهو ينصت لها بإهتمام: ايه وش سويتو !
الهنوف بتفكير: هي حبتني وقالت لي كيف شعري يصير حلو مثل شعره طوويل (وقفت بحماس وهي تشير لأسفل ظهرها) لين هينا شعرها حلو مره هي تقولي اشرب حليب واسمع كلام ماما وانام بدري ويصير شعري زي شعرها صح بابا
ابتسم وهو يسرح فاللحطب المشتعل امامه ( ياويل قلبي يالهنوف انشهد انتس هيظتي القصيد فقلب شاعر) سحب المحراك وهو يحرك الجمر امامه و يعدل من وضع دلة القهوه ويجر موال للشاعر ابن فطيس وكأنه يراها مره اخرى امامه
شفتك وزاد بي الولع والشوق
غنيتها من ساعة أقبلتي

عيني ماقد شافت كذا مخلوق
كنك على ذوقي تشكلتي

قلتي لي أصبر بس أنا المطفوق
عجلت في شوفك وعجلتي

أثر معك لي مرسل ومسبوق
عز الله انك قلتي وطلتي

عين وشفاه وعاتق منتوق
وجسم تغطينه ولااحتلتي

الليل عن وجه القمر مفهوق
والعود مالومك إلى ملتي

غصن على ساقي وفيه عذوق
وش الغريبه لو تمايلتي ؟!!

لكن قبل تمشين أنا مسروق
من صدري قبل شوي وش شلتي؟!!

أتلى العهد به قابضه معلوق
من ساعة أقبلتي وحولتي

ماريته خالي وفيه فتوق
رديه .. وأعدك تجملتي

صح لسانك يابو ذيب (التفت ليجد مريم تجلس بجواره وتسحب دلة القهوه من امامه وتسكب له ) وش تالي ذا المواويل
ابتسم لسؤالها: تاليها خير ان شاء الله
غطت الصغيره بغطاء ثقيل : وين الخير وانا اختك وانت مخليها للهواجيس
التفت اليها وهو يغضن جبينه: اي هواجيس ، وش قصدتس
سحبت نفس طويل وهي تنظر اليه بثقه: ترا عندي علم باللي صار ياسيف الهنوف اختي
ارتشف فنجانه ببرود وهو يعاود السؤال: هي اللي قالت لتس ؟
ابتسمت بإستهزاء: لو تسمع حد يجيب لها طاري بيصير لها اخس من اللي شفته اليوم ترا ذا ولا شي
سيف: من اللي قالتس (التفت عليها بعدما كانت عينيه تتبع الشرار المتطاير من الجمر) محد يدري غيري انا وعمي وابوي الله يرحمه ؟ حتى امها واخوها مايدرون
مريم : عمي قالي (جاوبت نظرته المتسائله) بعد اللي صار لها بشهرين انتكست اكثر من قبل مع انها ماطابت اصلا بس حالتها تردت عن قبل ، ذاك الوقت كنت انت عند خوالي فالنعيريه ، ناداني عمي وقتها كان عمري 19 اذكر وقالي كل اللي صار وطلبني اوقف جنبها قالي انه مايقدر يقول لعمتي ماراح تتحمل ، جلست ببيتهم تقريبا شهرين و بدت تتحسن لكن ما تشافت ياسيف للحين الكوابيس ترافقها ، موجوعه ياسيف موجوعه وانت زدت آجعتها
تنهد سيف: والله ماخليتها الا يوم دريت انها ماتبي قرب اي رجال ، خليتها لجروحها قلت بيشفيها الوقت وبترتاح بدوني
مريم بعتب رقيق: ليه ماسألتني ! ماكان ودي اتدخل بينكم ، بس الوقت ماينسيها يا سيف جرحها كبير ، الهنوف تحس انها ناقصه ماتملى عينك ، تظري يوم درت بعرسك وش صار ؟
استغرب كلامها فعلى حد علمه انها لاتحمل له اي مشاعر ابدا ، شعر بتوجس : وش صار ،اصدقيني القول يا مريم
تنهدت بعمق : سكتت ولا علقت وكلنا خايفين لكنها ابتسمت لي انا وعمي وقالت لعمي (بيض الله وجهه سترني وسكت وانتو ماتبونه يعرس ) وبعدها طلعت حجرتها لحقتها ابي اشوف هي صادقه لكن سمعت نحيبها اللي يقطع القلب ، ليلتها انهارت ياسيف كانت تتكلم بكلام نصه افهمه ونصه لا لكن اللي مانسيته كانت تقول (وش يبي فيني اكيد بيعرس رجال يبي مره محد لمسها قبله ، وليته طلاق والا ارمله الا مغتصبه ، ما ألومه نفسه عافتني غير استحى من ابوي ، انا ماني خايفه الا من كلام الناس ذبحوني بيقولون روح على بنت عمه مره وهو عاده مادخل بها وش شايف عليها ، أنا تعبانه يا مريم احس بموت والقهر اللي بصدري ماراح *انتحبت بشده* يالله يارب الصبر يالله يارررررب) **مسحت دمعه انحدرت من ذكرى انهيارها المؤلم: ما الومك لا اعرست لكن ودي قبل انك جبرت بخاطرها قدام العرب ما أرخصتها من يومها وهي بكل مجلس تسمع كلام اشكال وألوان كلام قسم بالله انه يسم البدن لكن غدت قويه قدامهم بس تغيرت و صارت ترد ماتسكت عن حقها لكن من يطلعون تطلع حجرتها والله العالم بحالها لا أختلت بنفسها
تنهد بقهر وهو يدلك صدغه من صداع قد داهمه فجأه: وش يقولون لها الحريم ، لاتغبين علي شي تكفين اللي راح راح وانا جيت ابي اعزها واعلم للي تكلمو فيها مقامها
ابتسمت بحبور: بيض الله وجهك هذا العشم فيك
اعاد سؤاله: وش كانن يقولون لها ؟
مريم بصراحه: مثل*الله يفك عوقتس انتي و ولد عمتس* يحسبون بينكم شي والا *شلون جاله قلب يخلي ذا الزين* او * وش اللي لقاه بالأجنبيه مالقاه فيتس * (تنهدت بقهر) عاد هذولا حيهم يقولونه من حسره لكن الشامتين هم اللي غبنوها مثل جارتنا ام مشعان كانت تبيها لولدها عائض لكن من درت انك معلقها وهي مستلمتها بكل مجلس اخرتها قبل شهر شافتها وتكلمت بصوت عالي ( الا اقول الهنوف كم عمرتس -الهنوف: وش له تنشديني من عمري فديت خشمتس بتعينين لي وظيفه - ارتبكت ام مشعان من ردها: لا والله بس بتصكين الثلاثين كنتس منتي بزالتها و انتي عادتس اتتنين ولد عمتس يعود عليتس بمرته و ورعانه- وضعت رجل فوق الأخرى وهي ترفع حاجبها بغرور: وش اللي مزعلتس لاتتنيته ، ارب ماعليتس خلاف - ام مشعان بلعانه: لا ماعلي خلاف غير والله انتس ضايمتني لو انتس وافقتي على ولدي كان قد عيالتس يلعبون حولتس-الهنوف: لا تشغلين بالتس ولا اضيمتس ، صيب مهوب صيب ولد عمي ما ابغاه لو اتتناه طول عمري)
نظر لها بدهششه من كلامها وقوتها المصطنعه ، شعر بدقات قلبه ترتفع واختلاجات صدره تكاد ان تفضح عشقه ، لوهله تخسل لو انها كانت صادقه في كلامها ، وانها تنتظره بشوق وتفظله على جميع الرجال ، مجرد تخيل ذالك جعله يشعر وكأنه ليس على سطح الأرض فكيف بها لو كان ذالك حقيقه
اشارت ييدها امامه: هييه وين رحت
ابتسم بهدوء: ردها اثلج صدري ، صدقيني يامريم الهنوف مهيب رخيصه اول وتالي، يشهد الله اني ماخليتها الا عشانها هي ، لكن غلطت اني عطيتها على هواها وبإذن الله كل شي بيتغير ومثل ما هنتها قدام جماعتها بدون قصد تبشر بعزها بنت عمي ان اخلي كل اللي تكلمو ينثبرون
مريم بفرحه : فديت خشمك جعلني ما ابكيك وش بتسوي
سيف بهدوء وهو يسرح بنظره لبعيد: كلمت عمي ودخلتي مع دخة اختها ان شاء الله اخر الأسبوع (تنهد) ابيتس تروحين معي نجهز لها دزه تكسر عيونهم (الدزه هي ملابس وذهب وعطور وبخور ومستلزمات المرأه كامله للعروس مع المهر)
شهقت بخوف: انت صاحي تبي نسوان جماعتنا يعطونكم اياها حاره
ضحك على ردة فعلها: بنتحصن ونذكر الله وموب جاينا الا العافيه خليهم يدرون اني ما ارخصتها وانها غاليه عندي ، الذهب بوكلتس اياه امي مافيها لفرة السوق ابي 100الف تجيبين بها الذهب وان كان نقصت علميني وبزودها والباقي خليه علي وكان احتجت شي قلت لتس
قبلت كتفه: جعل ربي يوفقكم واشوف عيالكم ، والله يا سيف انك داها و دواها ، يمكن لو انك مارحت وخليتها وضغطت عليها كان حست ان اللي صار مرحله بحياتها وعدت ، لكن انت اثبت لها ان هالشي عقبه بينكم حتى لو ماتقصد
تنهد: والله يامريم اني قلت لتس اسبابي ادري اني غلطت لكن "لو" من قول الشيطان خلينا فاليوم والله يكتب اللي فيه الخير
كانت سترد لولا ان جوالها رن رفعته وهي تبتسم له: هذاهي تدق قلت لها بجي وسحبت عليها (ردت) هلا الهنوف تأخرت عليتس
الهنوف بإستهزاء: لافديتس ابد ماتأخرتي زيدي اقعدي كان ودتس
ضحكت من استهزائها: لهيت مع رجلتس الموقر وخذتنا السوالف مع دلة قهوه من ايده يحبها قلبتس
ارتبكت من طاريه ،منذ وصوله ومريم لاتكف عن الحديث عنه وكأنها تتعمد مضايقتي ، تنهدت بخفه لتنهي الحديث: انتظرتس وكانتس بتتءخرين ترا بنام مع السلامه
اغلقت هاتفها بإستغراب من هدوئها المفاجيء وهي تقف وتحمل الهنوف: انا و مزيونتك بنروح ننام عند الهنوف تبي شي
ابتسم لها : سلامتس ، تصبحين على خير
مريم: وانت من اهله




*حسبي الله وكفى *


من بعد مكالمته الأخيره وانا اشعر انه قلق نوعا ما ، هناك شيء قيل له اكاد اقسم بذالك فأنا اعرفه ، اضافه الى انه ذهب للمطار للسفر على اقرب رحله متوجهه للرياض ، مالأمر لولى انه اقسم لي انه لم يصب احد بمكروه ، هناك خطب ما ، ولكن لو حدث شيء كان سيخبر سعود على الأقل، تنهدت وهي تستغفر الله، ارتدت بجامه حريريه سماويه بتحديد ذهبي للأطراف ، اشترتها العام الماضي لها ولسعود اثنتان متشابهه لكنه لم يرتديها حتى الآن ، ضحكت بإستهزاء ، وقفت امام المرأه حررت شعرها وهي تدلك فروة رأسها نظرت لنفسها تود ازالة تلك المساحيق الخفيفه اللتي وضعتها ، بحثت عن مناديل ازالة المكياج لكنها انتهت ، تذكرت ان هناك اخرى في حقيبتها ، حملت كتبها و جهازها المحمول للخارج ، صعقت من المنظر امامها ، سقطت كتبها من يدها وجهازها محدثين ضجه وسط الهدوء ، وضعت يدها على شفتيها وعيناها قد جحضت من هول ما رأت !!


تمت ..
سبحانك اللهم وبحمدك اشهد الا اله الا انت استغفرك واتوب اليك ..

 
 

 

عرض البوم صور لامارا  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
للكاتبة, المنفى, عيونك
facebook



جديد مواضيع قسم القصص المهجورة والغير مكتملة
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 02:35 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية