لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-11-16, 10:10 PM   المشاركة رقم: 926
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو راقي


البيانات
التسجيل: Aug 2015
العضوية: 300973
المشاركات: 633
الجنس أنثى
معدل التقييم: simpleness عضو على طريق الابداعsimpleness عضو على طريق الابداعsimpleness عضو على طريق الابداعsimpleness عضو على طريق الابداعsimpleness عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 475

االدولة
البلدBahrain
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
simpleness غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : simpleness المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: ذات مُقيّدة حوّل عُنُقِ امْرَأة / بقلمي

 

السَّلام عليكم و رحمة الله و بركاته

مَساء الخير

الحمد لله الجزء انتهى على خير..كان جُزء مُتعب و مُرْهق و مُسْتَنزف للمشاعر بالنسبة لي
هو يقتصر على شخصيات مُعَيّنة..بتشوفون غياب العَديد من الأبطال..بس أعتقد إذا قرأتون المواقف بتحسون بنفس إحساسي ~ مافي مَجال للأبطال الآخرين !

اللي كانوا ينتظرون ظُهور أَبطال مُعينين..أعْتذر منكم ما قدرت أطريهم..لكن إن شاء الله الجزء القادم يكون مُلِم..،



تبَقَّى مُراجعة الجزء..إن شاء الله أقدر خلال ساعة أراجعه و أنزله
بحاول أكون سريعة و دقيقة في نفس الوقت عشان لا أتأخر أكثر من هالتأخير =)





انتظروني
و قراءة مُمتعة للجَميع








،

 
 

 

عرض البوم صور simpleness   رد مع اقتباس
قديم 07-11-16, 11:10 PM   المشاركة رقم: 927
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو راقي


البيانات
التسجيل: Aug 2015
العضوية: 300973
المشاركات: 633
الجنس أنثى
معدل التقييم: simpleness عضو على طريق الابداعsimpleness عضو على طريق الابداعsimpleness عضو على طريق الابداعsimpleness عضو على طريق الابداعsimpleness عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 475

االدولة
البلدBahrain
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
simpleness غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : simpleness المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: ذات مُقيّدة حوّل عُنُقِ امْرَأة / بقلمي

 


بسم الله الرَّحْمن الرَّحيم
تَوَكَّلتُ على الله

الجزء السادس و الأَرْبَعون
الفَصْل الثَّاني


ماضٍ

بُحَّ صَوْتُه..و غارَت في العَيْنِ أُمْنِية بأن يَسْكُنَها ماءٌ أَبْيض..يَحْجِب عنها السَّواد الوَحْشي الذي أَفْرى روحه و نَهَشَها..و حَوَّرها مَضْجَعاً لجِراحٍ تَبْكي دَماً بصَمْت..،العالمُ يَضيقُ من حَوْله..بعد أن كانَ شَبابهُ يَزْهو وَسَط عَرَصات داره الحَنونة..الدَّارُ التي تُلْبِسُها عائِلته دفئاً هُو قُوت الأفْئِدة،إذا أرادَ الزَّمَنُ أن يَسْلَخها بشتائِهِ القارس..،هَجَرَهُ الليْلُ و قَمَره..و طَلَّقَتهُ الشَّمْسُ بنُورها..حَتَّى أَصْبَحَ كائِناً مُعَرَّى من الليالي و النَّهارات...نَسِي حِسابُ الأيَّام..و اخْتَلَطَت عليه الدُّهور و السَّنوات..لا يَدْري كم من السَّاعاتِ مَضَت و أَحْلامه تُعْدَمُ خَلْف زِنْزانةٍ نَتِنة،يُعاشِرها ظَلامٌ سَرْمَدي..تَتَشَعَّبُ منهُ أَصْواتٌ مُرْعِبة..تَشْبَهُ صَوْتَ احْتلالُ الغُرْبة على ذاته..،مُنْكَمِشٌ على نَفْسِه في آخِر زاوِية من قُعْرِه المُوَحَّلُ بآثار شَيْطانٍ بَشَري..يَرْتَجِفُ ليس كَطَيْرٍ صَغير..فالطُّيور و إن هَدَّدتها قُضْبان قَفَصٍ شرّير..فهي تَعُود للسَّماء لتَنْسِج من ريشها الأَبْيض سُحُباً تَكون لها أَعْشاشٍ و مَسْكَن..و إنَّما كان مُنْكَمِشاً كَيَتيم..مُحالٌ أن يَعود إلى تَقَلّبه في رَحْم أُمّه..و مُحالٌ أن يُطْوى بين صُلْب أَبيه..،كان يَنْظُرُ للضَّوءِ الهَزيل المُنَسَل من بين فَراغات القُضْبان الصَّدِئة..بعَيْنان نُصْف مُغْلَقَتان يَنْظُر..و البَصَرُ أَغْشاهُ دَمْعٌ لهُ مُلوحة آسِنة..تُوْخِزه بألَمٍ يُنافس ألَم ذَّاته..تلك الذَّات التي اغْتُصِبَت بحَيْوانِيَّة مُقيتة..و لِثَلاثِ مَرَّات..دُون أن يَرُف لَهُ جِفن..،فَتَحَ فَمَه..نَبَّشَ عن أَسْمالِ صَوْته..تَعَثَّر ببضع غَصَّات..و الآهاتُ تَشَبَّثَت بكلماته..ثُمَّ نادى راجِياً مُطالباً بالذي صَرَخ يَبْحثُ عنهُ لأيَّام،:آســ ـتور..أأ...أريـ ـد..آسـ ـتور
حَلَّقَ وَجْسُهُ المُعَلَّق على هاوية التَّلاشي..اصْطَدَم بالجُدْران،ثُمَّ ارْتَدَّ عائِداً إليه يَنوحُ بِخَيْبةٍ و خُذْلان..أَخْفَضَ رَأسَه،و خَبَّأ وَجْهَه بين رُكْبَتيه المُرْتَجِفَتين بِضَعْف..اخْتَنَق بالبُكاء..و فاضَت من صَدْره العَبَرات..كَتِفاهُ الهَزيلان يُدَثّرهُما مِعْطَفاً من ارْتعاشات..كان يَرْتَعش بَرْداً..و يَرْتَعِش غُرْبَةً و احْتياج..اسْتَسْلَمَ للهِذْيان..و رَأسُهُ مال بإعْياء..و هُو بَيْنَ قَبْضة الغِياب..أتاهُ هَمْسٌ يَعِدُ بالإشْراق،:مُوهاميـــد
تَوَقَّفَت رَجْفَتُه..حُبِسَت أَنْفاسه.. دَمْعهُ تَعَلَّق بمَشْذب أَهْدابه..و أَرْهَف سَمْعه مُدَقّقاً بوَجَلٍ في نَسيمُ النَّجاة..،:مُوهامــيد..أنا هُنا..أخبروني أنَّكَ طَلَبْتني
رَفَعَ رَأسه ببطءٍ مُحْتَرِز..بطءٌ يَخْشى أن يَكُون حُلْماً تَنْحَرُه اليَقَظَة..قابَلَهُ وَجْهٌ وَعَدَهُ بالخَلاص..وَجْهُ آستور المُبْهَم الأَسْرار..فَغَرَ فَمَه و حَرَّكَ لسانه بكلمةٍ قَرَأها قَلْبُ آسْتور المُتعاطِف مَعه..فمُحَمَّد طالَبَهُ بصَوْتٍ أَبْكَم أن أنْقِذْنـــي..فكانَ عندَ يَدَهُ الجواب..فهي مضَت إلى كَتَفِه،قابِضَةً بحَنْوٍ مُتَعَهّد..ثُمَّ تَبَعَها هَمْسٌ يَتَطَيَّبُ بالثّقة..،:ستنجو..ستنجو و ستعود لعائِلَتك..و لَكـــن
رَفْرَف العَطَشُ على جِفْني مُحَمَّد..أَرادَ أن يَرْتَوي بسُرْعة..قَبْلَ أن يُنْثَرَ على جَسَدِه المُعَذَّب رِمال مَوْتٍ تُنَصّب نَفْسَها كَفَناً له..تَساءَل بصَبْرٍ شارَفَ على الإنْتحار،:لكـ ـن ؟
أَكْمَلَ بنَظْرةٍ تُبْصِر خَفايا مَسْتورة،:و لكن يجب أن تعمل معي..أن تَكُون مُساعدي
ارْتَشَفَت رُوحه قَطْرة الماء اليَتيمة مُجيباً دُون تَفْكير،:مُوافـ ـق..ســ ـسأكون مُساعـ ـدك



حاضِر

قَبْلَ يَوْمان

يَعْتَذِرُ منهُ البَحْر،و القَمَرُ يَجيءُ و يَذْهَب..كأنَّما بانْجلائِه و ظُهوره يُلاعبه..لَعَلَّهُ يَرْسمُ ابْتسامةً تُمْحي العُبوس الناشِر أجْنحته المُعْتِمة حَوْل ملامحه..،السَّاعةُ قَد نَحَت طَريقَ الظَّلام..و الليْلُ قَد حَلَّ بِسَطْوته و دُجاه..لَيْلٌ صامِتٌ لا يَحْمِل مَعهُ جَواباً انْتَظَرَهُ لِأيَّامٍ غَزَلَت السَّهَر أَسْفَل عَيْنَيه..،القارب كان مَهْده..تُهَدْهده يَدُ الأَمْواج و نَسيمُ الهَواء كان أُغْنِية ما قَبْلَ النَّوم..فالبَحْرُ و مَوْجه..السَّماء و قَمَرها..و اللَّيْلُ و أَهْله..تَكاتَفوا ليُسْبِغان عَلَى ذاته الفاقِدة بَعْضاً من حَنانٍ نَهَبَهُ المَوْت..،كان جالِساً بنِصْف اسْتلقاء..ساقٌ مَمدودة بارْتخاءٍ مَخْذول..و ساقٌ قد رَفَعها بانْطواء،لِيَسْتَقِر باطن قَدَمها على المَقْعَد الذي احْتَضَن قَهَرَهُ الأَبْكَم..،رَفَع هاتفه للمَرَّة الخَمْسون رُبَّما..يَنْظُر لشاشته الجَرْداء من جَواب..لِمَ هذا التَّجاهل البَغيض ؟ لِماذا نُور ! زَفَرَ غَيْظه و هو يُدير رَأسه لليَمين..قابَلهُ مَنْظَر رائِد و هُو يَتَعارك مع هاتفه..كُلَّما وَمَض كاشِفاً عن اتّصال..قَطَعهُ بسُرْعة تَحْمِل بين ثَناياها الغَضَب..نَطَقَ هُو مُعَبّراً عن قَهره،:ليش تقطع الإتصال ! ليش أصلاً ما ترد !! ترى يقهـــر الشي ها
وَجَّهَ لهُ نَظْرة مُشْمَئِزَّة بَعْد أن أنْهى جُمْلَته و من ثُمَّ عاد ليُشيح وَجْهه ناحِية البَحْر..لم يَنْتَظِر تَعْقيب رائد على كلماته..فالواضح أَنَّه غير جاهز للحَديث اليَوم....،عاد الصَّمْتُ يَجوس بَيْنهما..ما خلا رَفيف الهَواء و مُناغاتِه لقُلوبهم الحائِرة..و المَوْج بسُكونٍ ساحِر..يَتَمايَل على موسيقى الليْل و يَصْطَدِم بالقارب،ليُطَبْطِب على كَتِفَي رَجُلان كانت الأُنْثى عِلَّة انْحناءَهما..،

،:شفيك مقهور ؟

رَنا لهُ بطرف عَيْنه و لم يُجبه..عاد صَوْت رائِد ليَقُول و هُو يُشير لهاتف طَلال،:ترى الإتصالات اللي ورا بعض تقهر بعد
اسْتَدار إليه بحَرَكة خاطِفة اعْتَدَل لِأجلها رائد في جُلوسه..مُسْتَعِداً للهُجوم الجَلِيَّة سهامه بَيْن عَيْني طَلال..تَساءَل و هُو يَتَّكئ بِمِرْفَقيه على فَخْذيه،:ها شعندك ؟ تحجــى
أَجاب مُفَجّراً عن حَديث نَفْسه بنَبْرة مُطَعَّمة بالقَهَر و نَفاذ الصَّبْر،:بيصير لي أسبوع اتصل فيها..يا ما ترد..يا تقطعه..أو تقفل التيلفون بالكامل..ليش النحاسة عـــاد ! "الْتَقَت أطراف أصابع يُمْناه بتَجَمُّع و هُو يَرْفعها مُرْدِفاً" والله والله بس ابي اتطمن عليها..لا تظن إني أبيها مُكالمة سوالف و حجي فاضي..بس أبي أتأكد إنها بخير من عقب استفراغها "ضَرَبَ على فَخْذه بباطن يَده مع احْتلال العُقْدة لوَجْهه" بس ما تجاوب..حاقرتني هالنتفة
عَقَّب بهُدوء واضِعاً أمامه الحُلول،:زين ليش ما تروح تتطمن عليها في المُسْتشفى ؟ مثل ما كنت تسوي قبل..بدل ما حارق نفسك اهني
،:أخــاف "أَرْدَفَ يَكْشف عن ضِعْفه" أخاف ما اقدر اتحكم في نفسي و أروح لها..لأني ادري إنها حَلالي هالمرة..مو مثل قبل خيط الحرام اللي بينا يمنعني..مابي اقرب منها و اضايقها
ارْتَفَع حاجبه يَحْكي اعْتراضه على الفِكْرة،:و إن شاء الله لين متى بتظلون بعيدين عن بعض !
وَضَّح لهُ طَلال بضيقٍ جَعَّد مَلامحه،:رائــد..هي مو متقبلة قربنا..إذا أقرب منها تتذكر اللي صار و ينعاد المشهد قدامها
عَقَّبَ يَشْرَح لهُ مَنْطقه،:اشوف إنَّ بُعدكم غلط..ما لازم يكون بينكم مسافة..بالعكس لازم تقتربون حالكم حال أي زوجين..عشان هي نفسها تتعود..الوهم اللي في بالها بيمتزج بالحقيقة إذا صار بينكم تقارب..و الحقيقة أكيد بتطغي على هالوهم لين ما تنسى اللي صار و لا بترجع تذكره
أعاد يُذّكّره،:بــس...بس هي ما تحب أقرب منها..تستفرغ..مثل ذاك اليوم رائد !
أَكَّد بجديَّة طَغَت على حَديثه،:إذا ظليت بعيد عنها كلما بيجي موقف يتطلب قُربكم بتستفرغ..لازم تخليها تعتادك طَلال..شنو إنت ما تبي تعيش حياة طَبيعية ؟
أَجاب بهَمْسٍ تائِه،:بَــلى "أَسْبَل جِفْنيه للحظات تَرْسم حيرته ثُمَّ أَكْمل" بس إذا قربي يضايقها..مابي اضايقها
حَرّكَ رَأسه بعدم اهْتمام و هُو يُرْجِع ظَهْره للخَلْف مُعَلّقاً،:كيفك..خلك اهني حارق نفسك و هي عايشة مثل قبل..متجاهلة إنها اللحين متزوجة..أساساً لازم تتعاون وياك عشان تكون حياتكم طبيعية "صَمَتَ لثوانٍ ثُمَّ أكْمَل و هو يَشْبك أصابع يديه فَوْق رَأسه"أنا ما بظلمها..يمكن هي مترددة و ماعندها الشجاعة إنها تخوض في هالعلاقة..إضافة إلى خوفها و توترها من وهم الماضي..عشان جذي إنت لازم تتقدم خطوة..واحد منكم لازم يحرّك هالبرود..هي عندها أسبابها اللي تخليها تتردد..بس إنت شعندك طَلال ؟ لا تنسى إنّك إنت اللي دَمَّرت..فحاول تصلح اللي مُمكن يتصلح
تَساءَل بصَوْت خَنَقَتهُ الحَقيقة المُوْجِعة،:يَعْني !
أَجاب واضعاً النّقاط على الحُروف،:يعني رُوح لهــا



الوقت الحالي

كانت الطَرَقات خَفيفة..بالأَحْرى وَهِنة..مثل طَرَقات وَدَقٍ على مَشارف الغِياب..هي الْتَمَسَت احْتياجاً يَطْفو بين جَنَبات بِكْرها..لِذَلك لم يَكُن الإسْتيقاظ عَصِيَّاً عَليها..فَصَوْت طَرْق الباب الضَّعيف مَرَق غَفْوَتها الوَجِلة و أَشْعَل حَواسها لِتُضيء بها طَريق الوِحْشة الخانِق صَغيرها..نَعم صَغيرها..و إن أَلْبسَهُ العُمْر طُولاً يَفوق طُولها..طُولاً يُجْبره على الإنْحناء لَها،لَيَبْحث عن دِفءٍ لم يَخْبو حَنانه حَتَّى بَعْد مَضْي ثَلاث و ثَلاثون عاماً..،بحَرَكات مُتَوَتّرة تَرَكَت السَّرير الفارغ من جَسَد زَوْجها،و الذي كان مَشْغولاً في دَوْرة المياه المُضاءة مَصابيحها..مَضَت إلى الباب بخطوات تَنْتَعِل سُرْعة مُتَوَجّسة..فَتَحَته لِتَسْتَقْبِل الفَوْضى المَسْفوكة على حَواسه..كان مائِلاً في وُقوفه بِرَأسٍ مُنْخَفِض،و جانب جَسَده يَسْتَنِد على إطار الباب الخَشَبي بتَعَبٍ جَلي..نَطَقَت باسْمه و الصَّوْت منها قَد اعْتَذَر،:يُمَّه فيصــل !
رَفَع رَأسه..و بارْتفاعه احْتَدَمَت نَبَضاتها القَلِقة عَليه..عَيْناه يَسْكنهما ضَياعٌ أَحْيا الدَّمْعَ في مُقْلَتيها، و على شَفَتَيه بَكَت كَلِمات بنَوْحٍ شَتَّتَ ابْتسامته..ناداها بلَحْن احْتياج أَدْمى سويداء قَلْبها،:يُمَّـــه
يَدَها سَارعَت و احْتَضَنت ذراعه مُجيبةً بتَلْبِية مُرْتَعِشة،:روح أمك..حبيبي يُمَّه تعال
شَدَّتهُ بِرفقٍ حَنون،و باحْتواءٍ كَوْني أحاطتهُ ذراعيها،لِيَنْكَمش هُو هَرَباً من شِتاء العَذاب بين دِفء أَحْضانها..أَحْنى ظَهْره و أَرْخى رَأسه على وِسادة كَتِفها..خَبَّأ وَجْههُ هُناك،و لَيْتهُ يَعُود جَنيناً و يَتوارى بين ظُلمات رَحْمها..لِيَنْجو من أَلْسنة حُب أَحْرَقه حَتَّى تَرَمَّد فُؤاده..،مَسَحت بأصابعها الدّواء على شَعره..قَبَّلت جانب وَجْهه تُهْديه أمان..هَمَست تُطالبه بجاوبٍ لا يُوْجِع أُمومتها،:حَبيبي شفيك ؟
ثَغْرة تَوَسَّطَت شَفَتيه..و الصَّوت تَعَكَّزَ بِحَنْجَرته لِيَرْتفع مَبْحوحاً يَكادُ أن يَتَلاشى من فَرْط سُقْمه،:يُمَّــ ـه احس إنّي مَخنوق..مو قادر اتنفـ ـس
برَجاءٍ أَغْشاهُ الدّمع،:يُمَّه فيصـ ـل لا توجع قلبي
رَفَع رَأسه لتَلْتقي عَيْناه المُغَيّبهما الأَلم بعَيْنيها المُتَّخذهما الدَّمْعُ مِحرابا..تَبَنَّى من شِرْخ قَلْبه ابْتسامة مَنْسية ليُلْبسها شَفَتيه..أَرْخى جِفْنيه باعِثاً لها نَظَرات عِتاب،و بأطْراف أنامله تَشَرَّب وَليد مُقْلَتيها..نَطَقَ بهَمْسٍ حاول أن يُلَوّنه بضحكة،:يُمَّه اللحين ليش الدموع ؟ صرتين مثل البنات الدلوعات على طول متعاقدين مع الدموع !
أَجابتهُ تَحْكي لهُ عن فَراسة جَواها المَشْدوه إليه،:لأنّي أدري فيك قاعد تتوجع من داخل بس ما تتكلم..ذاك اليوم بالغلط تحجيت و ما اتوقع تعيدها..و اللحين جاي لي و اشوف عذابك في عيونك و اسمعه في صوتك "تَلَقَّفَت يَدَه القَريبة ضاغِطةً بشِدَّة حانِية و هي تُرْدِف و عَيْناها تُعَرّيه" حتى ايدك فيصل..والله رعشتها احسها في قلبي
أَخْفَض رَأسه لتَغْفو شَفَتاه على جَبينها..تَرَك قُبْلته هُناك،بعد أن اسْتَنْشَق زَهْرَ أمانٍ و اطْمئنان..و لم يَنْسَ أن يَنْحت لحظات احْتياجه الباكي بصَمْت..و من ثُمَّ قال و هُو يَهْفو لعينيها،:دُعائش يُمَّه..بس دُعائش
مَضَت يَدَها إلى صَدْره..بَسَطَتها فَوْق الذي تَسْمعُ أَنينه برُوحها..مَسَحت بمَلَقٍ مُحِب..كأنَّما تُزيح غُبار الأَسى الذي تَكَتَّل من فِراق تلك..تلك التي كانت تُشْفِق عليها إلى قَبْلَ أَيَّام...هَمَسَت بعد أن اسْتعانت بابْتسامة تُجْبِر خاطره العَطِش،:بعد عُمري ادعي لك في قعدتي و وقوفي..في كل صلاة حبيبي ادعي لك..مُستحيل انساك
عاد و احْتَضَنها مُعَلّقاً بحُب عَميــق،:الله يخليش لي يُمَّه

،:ما شاء الله..صارت غرفتي مُلْتقى الأحباب للأحضان و القُبلات !

رَفَع رَأسه مُسْتَجيباً لصَوْت والده..داعبت ضِحْكة ملامحه المُوْحِشة و هُو يُبْصِر آثار المُشاكَسة على وَجْهه..اسْتدارت والدته و هي تَمْسح بقايا دَمْعها مُعَقّبة وهي تُحادث والده،:مو غرفتك بروحك..غرفتي وياك
واصَل مُشاكسته و هو يُخْطو ناحية السَّرير،:ايـــه صحيح هي غُرفتنا "جَلَسَ فَوْقه و هو يُكْمِل و يداه تَحْتضنان المِصْحَف" لكن إذا يزورها دلوعش تتنازلين عن حقوقي فيها و تسلمينها إياه
وَجَّهت لهُ نَظْرة صامِتة بها شَيءٌ من حِدَّة..قال فيصل ببحَّة واضِحة و هُو يَتراجع للخلف مُمازحاً،:أنا اطلع أحسن لي قبل لا تبدأ الحرب..تصبحون على خير
عَقَّبَت تُحَيّيه بطيور قَلْبها الوَجِلة،:و إنت من أهل الخير حَبيبي
أُغْلِقَ الباب و من ثُمَّ مَشَت عائِدة إلى مَخْدعها..اسْتَقَرَّت في مَكانها جالِسة برأسٍ مُطْرِق..عَيْناها قَيَّدهما الدَّمْعُ من جَديد بعد أن حاولت أن تَنتصر عَليه بوُجود صَغيرها..اَغْمَضَت بشِدَّة مع انْكماش مَلامحها من وَخْزٍ مُؤلم وَسَط قَلْبها..فَرَّت من صَدْرها شَهْقة شَتَّتت انْتباه زَوْجها الذي أَنْهى قراءته بسُرْعة ليُعيد المِصْحَف إلى مَكانه و يَقْتَرب منها..يَدٌ شدَّت على كَتِفها و الأخرى احْتَضَنت جانب وَجْهها لِيَرْفعه مُسْتَقْبِلاً غَرَقها..عُقْدة اسْتنكار تَوَسَّطَت حاجبيه،:بسم الله..شصاير ليلى !
نَطَقَت بتَقَطُّع مَرير،:ولــ ـدي
عَلَّا التَّعَجُّب حاجبه،:شفيه ولدش ؟ توه من ثواني طالع من عندش و ما فيه إلا العافية !
هَزَّت رَأسه تَنْفي قَوْله،:لا مو عافية..مو عافيـ ـة ناصر..ولدي يتعذب..مادري بنت إختك شسوت فيـ ـه
عادت العُقْدة لتُسَيْطِر على ملامحه و بسؤال لم يَسْتَوعب مَقْصدها،:بنت إخْتي !
أَكَّدت بنَبْرة طَغَى عليها القَهَر،:ايــه بنت إختك..جنان..أنا وقفت في صفها يوم حرمها من بنتها..و بظل واقفة في صفها في هالموضوع..بس اللي قاعدة اشوفه و احسه اللحين إنها واجعة ولدي
بجِدِيَّة عَقَّب،:ليلى ما لنا دخل..مرَّت سنين وهم منفصلين..خلاص مافي جنان و فيصل..ولدش بنفسه رفض يرجعها و هي قالت ما تبيه على الرغم من البنت اللي بينهم..و اللحين هو بعد ساعات بيرتبط في بنت ثانية..فما يجوز لنا نعيد و نزيد في قصته هو و جنان
قالت مُعارِضة،:بس ناصر و لدي لــ
قاطَعها بحَزْمٍ أَطَّر عَيْنيه،:خـــلاص يا ليلى..جنان و فيصل انتهوا و من سنين..اتركيه يبدأ حياة جديدة بهدوء..و هالوجع اللي تتحجين عنه إن شاء الله ياسمين بتنزعه من قلبه
أَطْبَقَت شَفَتَيها و عَدَمُ الرّضا يَنْعَق فَوْق رَأسها..ابْتَعَد عنها و هي أَرْجَعَت ظَهْرها لِتَسْتَنِد و خُيوطٌ من إبهام بدأت بالإنعقاد مع أفْكارها..تَخَلَّت عن حياديتها في هذه اللحظة.. رَكَلت عَطْفها على تِلك..مَزَّقت رايةَ السَّلام،و تَقَلَّدَت بسيف الحَرب..أَصْمَتت كُل شُعور في ذاتها..و أَبْقَت شعور الأُم حَيَّاً و مُتَأهِبا..،




يَتْبَع

 
 

 

عرض البوم صور simpleness   رد مع اقتباس
قديم 07-11-16, 11:18 PM   المشاركة رقم: 928
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو راقي


البيانات
التسجيل: Aug 2015
العضوية: 300973
المشاركات: 633
الجنس أنثى
معدل التقييم: simpleness عضو على طريق الابداعsimpleness عضو على طريق الابداعsimpleness عضو على طريق الابداعsimpleness عضو على طريق الابداعsimpleness عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 475

االدولة
البلدBahrain
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
simpleness غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : simpleness المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: ذات مُقيّدة حوّل عُنُقِ امْرَأة / بقلمي

 


على الجِهة الأُخْرى

الجُمود حاصَرَها لثوانٍ..لثوانٍ فَقَط قَبْل أن يَعُود وَجْسه ليُرْعدها..،:ليش خايفة ؟
تَحَجَّر ريقها في حَلْقها و الأَنْفاس ثَقُلَت وَسَط صَدْرها..ذراعه تُقَيّد خِصْرها..كما فَعَلت قَبْل أَيَّام..ها هي تَشْعُر بحرارتها تَسْلخ جِلْدها الرَّقيق بلا رَحْمة..أَسْبَلت جِفْنيها باسْتسلامٍ لأوامر يَديه..أدارها لهُ بهدوء لتَرْتَطِم أَنفاس فَجْره بأنفاسها الخائِفة..هَمَسَ و هي تَشْعُر باقْتراب وَجْهه من وَجْهها المُخْتَنِق،:طالعيني
لم تَرْفع عَينيها بل و ضاعَفت من إخْفاض رأسها..هُو أعاد بهَمْسٍ الْتَمَسَت فيه رِقَّة أَنْبَتت غَصَّة بين حُجْرات قَلْبها،:نُــور..طالعيني
لم تَسْتَجِب إليه..و كُل الذي ظَفَر بهِ منها ارْتعاشات زَعْزَعَت نَبَضاته المُتَشَبّثة بسَكَناتها..تَحَرَّكت يُسْراه قاصِدة ذِقْنها..أَرادت أن تُشيح وجْهها لكنَّ يَدَهُ أَسْرَعت و سَيْطَرت عَليه..ضَغَطَ بمَلَق و هُو يُقَرّب وَجْهه أَكْثَر فَأكْثر..باغَتتهُ ابْتسامة و هُو يَسْتشعر ارْتجافة قَلْبه على إثْر زيارة أنفاسها إليه..كما نَسيمٌ يَحْتَضِن الرَّبيع كانت أَنْفاسها..عَطِرة و مُشَبَّعة بدفْءٍ شَهي..لذلك لم يُكْبِح اقْترابه..و احْتياجه رَغَّبَهُ بالمَزيد..داعبَ أَنفها بطرف أنفه هامِساً بمُشاكَسة،:إلى هالدرجة ويهي قبيح و ما تبين تطالعيني ؟
عَدا صَوْت ارْتباك أَنْفاسها لم يَسْتَقِر وَسَط مَسْمَعَيه..مَرَّغَ عَدَسَتيه بملامحها النَّاعِمة..تَذَوَّق فِتْنتها الحَلال و سافَرَ على أَجْنحة أَهْدابها إلى دُنْيا من خَيال..لكنَّ التَّصَدُّع الذي انْتَصَفَ مَلامحها باغَتَ انْدماجه..أَرْجع رَأسه للخَلف قَليلاً ليُتيح لِنَفسه رُؤية كامل وَجْهها و الذي بَدت عَليه عَلامات التَقَزُّز و الرَّغْبة في الإسْتفراغ..تَحَرَّكَت إبْهامه لِشَفَتيها ضاغِطاً بقوَّة بَسيطة و هو يَهْتف برجاء أَرْخى ملامحه،:أرجوش لا تستفرغين..اخذي نفس "ذراعه تركت خِصْرها لِتَرتفع يَده لتُساند شَقيقتها في احْتضان وَجْهها المَخْطوف و هو يُرْدِف" اخذي نفس نور..شوي شوي..لا تضغطين على روحش..اخذي نفس
تَجَاوَبَت معه كأنَّما تَتَمَسَّك بَحْبل النَّجاة المُمْتد من قَلْبه إليها..بَقِيَت لِنصف دَقيقة تَرْتَشِف من الهواء بهُدوء..ثُمَّ تُفْرغه مُذَيَّل بالْتباسات رُوحها بهُدوءٍ أَكْبَر..إلى أن شَعَرت بشَيءٍ من الرَّاحة يَطْفو في جَوْفها..أَضْلاع صَدْرها ارْتَدَت رَخاءً نَحَّى عَنها الوَجَع..و الإحْمرار زَحَف عن وَجْهها مُفْسِحاً المَجال لنُمو سَنابل القَمح من جَديد..،نَطَق بمُزاح بعد أن اجْتَرَع سُكونها،:ترى والله تسبحت و ييت "أمْسَك كَفَّها التي ارْتَعَشَت بضعف وَسَط راحته لتُلامس شَعْره و هو يُكْمل"شوفي..حتى شعري بعده مَبْلول
بهَمْسٍ شابَتهُ نتوءات الحَشْرَجة،:ليـ ـش جاي !
اتَّسَعت عَيْناه بعَدَم تَصْديق مُعَلّقاً،:هذا صوتش لو اتوهم !
أَبْعَدَت يَدها عن شَعره و هي تَترك كَفّه بنُفور،و رياح عَدم الرَّاحة تَجوس حَوْل مَلامحها،:طَلال جيّتك غلط..ما يصير تجي
نَزَحَ المُزاح عن وَجْهه لِتَتَّضِح مَعالم الإرْهاق عَليه..عَقَّب بِعتاب و جِفْناه الذَّابِلان يُرْسلان لِعَيْنيها زَعَل قَلْبه،:صار لي أسبوع اتصل فيش و حاقرتني..كنت ابي اتطمن عليش..اضطريت أييش اهني عَشان أرتاح
نَظَرَت لهُ بِتَيه..و قابَلَها تَيْهُ ذاته الناطِق وَسَط عَدَسَتيه..قَلْبها أَبْصَر أَسْمال السَّهَر العابثة بوسَامته..سَوادٌ تَعْطِف عَليه الرُّوح أَحاط بأَجْفانه..خُطوط التَّفْكير الطَّويل اتَّخَذَت جَبينه صَفْحة لتَعْقِد كلماتها الحائِرة عَليه..كان مُتْعَباً للحَد الذي دَفَعها للتَّساؤل،:من متى مو نايم ؟
ابْتَسَم بخُمول و هو يُجيبها بصَوْت تَنْتَصفه البَحَّة،:مادري والله "تَحَرَّكت عَدَستاه للأعْلى بتَفْكير و هو يُكْمل" بس خلال هالأسبوع نمت حوالي أربع إلى خمس ساعات
ضَمَّت شَفَتيها للداخل تُحْيي إمارات العُبوس و الضَّيق المُتَكَدّس في الرُّوح..تَأمَّلَت عَدَسَتيه..نَبَّشَت عن إخْضرارهما،لَكنَّ بَصَرها اخْتَنَق برمادِية الحاجة..حاولت..و بجهدٍ كَبير اسْتطاعت أن تُكْبِح رَغْبتها في احْتضانه..نَعم كانت تُريد أن تَحْتضنه..و أن تُحَوّر صَدْرها وسادة من ريشٍ ناعِم..يُضَمّد أوجاع رَأسه المُثْقَل..و أن تَخيط من دفء أَنفاسها..غطاءً يَلْتحف بهِ جَسَدَهُ المَسْجون بين سَنوات شتاء سَرْمَدي..لَيْتني أجْرؤ على احْتوائك طَلال..لَيْتني..،
كان الصَّمْتُ سَيّداً امْتَلَك كُل ما هُو حَوْلهم بقَبْضَتِهِ الصَّاخِبة..حَتَّى صَوْت أَنْفاسهما تَلاشى بَعْد أن أضْعَفَه هذا القُرْب المَحْشور بين أَنْياب بُعْدٍ بَغيض..، ارْتطامٌ حاد مَرَقَ السُّكون و صَلَّبَ جَسَدها..اسْتدار طَلال يَسْتَفْسِر الصَّوت و هي بَقِيت في مكانها دون حَرَكة بأطْراف مُتَنَمّلة..لِوَهْلة خُيّل لها أنَّ والدتها أو فَيْصل اقْتَحما الغُرْفة..لكنَّ جُمْلة طَلال الهادئة أعادت ضَخَّ الدماء في عُروقها،:في شي طاح
تَسَلَّق بَصَرُها كَتِفَه..دَقَّقَت النَّظَر للذي خَلْفه لِيَتَّضِح لها اسْتقرار قِرْطها على الأرْض بعد سُقوطه..أَفْرَجَت عن زَفْرة راحة قَبْل أن تَتَحَرَّر من ذراعه لتَتَجاوزه ناحِية الباب..و بِخِفَّة أَقْفَلته تَحَسُّباً لأي وَضْعٍ طارئ..،اسْتَدارت ليُواجهها و هُو يَخْطو إلى سَريرها..خَلَع حذاءه باسْتخدام قَدَميه..فالكَسَل قَد تَمَكَّن منه بالكامل..رَمَى بثقله عليه جالِساً دُون أن يَسْتَلْقي،دَعَكَ عَيْنه برِسْغه و هُو يَتثاءَب بعَفَوِيَّة مع اقْترابها منه قائِلة،:طَلال لازم تروح
أَخْفض يَده و اتَّضَح الإحْمرار الغازي بياض مُقْلَتَيه..شَعَرَت بانْقباض عَضَلات بَطْنها و هي تَرى كَيف يُصارع النَّوم بعَينان نِصف مُغْلَقتان..نادتَهُ برجاء،:طَـــلال
هَمَسَ مُسْتَفْسِراً،:إنتِ خايفة من أهلش و لا خايفة مني ؟ "فَتَحت فَمها لتُجيب لَكنَّهُ قاطعها مُواصِلاً " إذا خايفة من أهلش فأنا زوجش..محد له حق يتكلم " و بتَلاعُب كَسُول أَرْدَف" و إذا خايفة مني فأنا ما بسوي شي..تعبــااان من راسي لين ريولي
اقْتَرَبَت أَكْثَر و صَوْتها اعْتاد على الهَمْس الحَذِر..أَرْجَعَت خُصلات شَعرها خلف أُذْنها و هي تُشير للشُرْفة قائِلة،:قوم طَلال..مابي تستوي لي سالفة..الله يخليك قــ
شَهْقة حادَّة اخْتَرَقَت حَلْقَها بفَزَع..فهُو بحَرَكة خاطِفة الْتَقَط ذراعها القَريبة و جَذَبها إليه بقوَّة حتى سَقَطَت بتَخَبُّط في حِجْره..طَوَّقَ عُنُقَها بيَدَيه..و ببطءٍ مُرْبِك طَبْطَبَ إبْهاميه على حَلْقها..أَلْصَق جَبينه بجَبينها ناطِقاً بوَجْسٍ قَيَّدَ أَنْفاسها،:شوي شوي على حلقش..كل شوي شهقة أقوى من الثانية
أَغْمَضَت..لا حيلة لها..ضائِعة هي..تائِهة..و كُل معاني التَّيْه تُجَسّدها..قُرْبه نــاري..حــارق،لهُ لَهيبٌ يَتَصَيَّد جِراح الماضي..يَنْكَأها لتَسْتوي قَيْحاً،يَسْتَفْرِغ عُصارة فاسِدة ما هي إلا خِيانة جَمَعَتهُ مَعها في كابوسٍ رَذيل..كَيْف لها أن تَعيش مَعهُ كَزَوْجة..كَيْف ؟ بل هل يَحق لها ؟ ألا تَخون ذلك البَريء ؟ ألا تخونه حينما تُراودها رَغْبة في ارْتشاف خَمْر عَيْني خاله..و السَّهَر تَحْت ظِلال أَهْدابه ؟ ألا تَخونه إذا الْتَوَت عُروق الجَوى لِتَتَّخِذ وَضْعَ انْحناءٍ مُبَجّل لِرُجولته ؟ و عندما تُناغيها الرَّغْبة في احْتضانه و تَجْميع شَتاته..مَسْحَ غُبار الأَسى عن ذَّاته و تَذَوُّق قُبْلاته..ألا تُخونه؟ آآهٌ من الضياع..و كأنَّ الرُّوح تَغْتَرب عن الجَسَد،هَرَباً من سِياط ضَمير لا يَنام..،
باسْتنكار عاد هَمْسه داقَّاً ناقُوس أُنوثتها المُكَبّلة كُرْهاً بأصْفاد ضَميرها..،:ليش حابسة أَنفاسش !
إنَّني اخْتَنِق طَلال..اخْتَنِق تحت قُبورٍ لا أْبواب لها..مثْل مَيّت شَلَّت قَدَماه الذّنوب فهو غير قادر على الهَرب..و كَيْف أَهْربُ منك و النَّجاةُ إليك ؟ الرُّوح تَرْجو لُقْياك..و القَلْب ماجَت أَحْزانه مُنْذُ قَديم الزَّمان،حَتَّى أَشاب الحُزْنُ نَبَضاته..كُلّي كان يَنْتَظُر التَّمازج مَعك..حَتَّى هذه الأَنْفاس المُوارَبة..ظَلَّت تَقْتات على أُكْسجين لِقائك..إلى أن انْتَحَرَت يائِسة بعد أن حُكِمَ عَلَيْها بالسّكَنِ في صُلْب ابْن أُخْتِك..،لم أَخْنهُ طَلال..لم أَخْنهُ و لو للحَظة..مُذ نَطَقَ لِساني بنَعم،تَعَهَّد وُجودي بأَصْغر جُزيٍ فيه بالوَفاء لرُجولته..كان زَوْجي..حَبيبي..ابن عَمَّي و عَرْضي..و رضِا الله عَلَي..لم أَخْنه..والله لم أَخْنه..لكنَّ كابُوسٌ أَسْود،لهُ رائِحة واقع مُرْعِب..خَلَّدني خائِنة تَلْطمني تَقَلُّبات صَفَحَات الأَيَّام..،
فَرَّت دَمْعة من سَحابتها المُغْلَقة..تَلَقَّفَها خَدَّها الشَّاحِب و المَسْفوكة فَوْقه قوافل لحَيارى لا حادي لها..سَمَعَت صَوْته المُنْتَبِذ رَجاء العالم الأَجْمع،:بس هذي..بس هالدمعة مَسْموحة..أرجوش لا تساندينها بدموع..ارحمي قلبي نُــور
جَرَّت لَوْعَتها مُجيبةً بِتَنَشُّق،:ما اقـ ـدر طَـ ـلال !
ضَغَطَ على عُنُقِها بخِفَّة حَنونة هامِساً بهَلْوَسة النُّعاس،:مابي منش شي..مابي منش أي حق..بس لا تعذبين نفسش..لا تدمعين و حرري أنفاسش..شوي بس..دقيقة بس..والله
ازْدَرَدَت غَصَّاتها بصعُوبة آلمَتها...اسْتَنْشَقَت هواءً عَميــق،ما هُو إلا أَنْفاسه المُعانِقة حَواسها المُبَعْثَرة..هَجَّرَت سُحُب الدُّموع عن سَماء عَيْنيها،و طَرَدَت سُيوف الشَّهَقات عن ساحة صَدْرها..تَنَفَّسَت مثلما يَقُول..و بعد عِدَّة مُحاولات اسْتَطاعت أن تُعَرَّي عَضَلاتها من عَباءة التَّصَلُّب الثَّقيلة..،مَرَّت الثَّواني ببطءٍ لَذيذ جاهَدَت لِتَتَذَوَّق حَلاوته بالكامل..جَبينه يَغْفو فَوْقَ جَبينها..و أَنْفاسه اخْتَلَطَت باَنْفاسها مُكَوّنين عِطْراً أَذْفَر،جَمَعَهُ الليْل في قارورة من نُجوم وامِضة..لِتَكون طِيباً يَسْتَقْبِل به القَمَر حَبيبَهُ الفَجْر..،انْقَضَت الدَّقيقة و بصعُوبة نَجَحَت في انْتشال رُوحها من ذراعي هذا الغِياب المُسْكِر..أزاحت جِفنيها كاشِفة عن عَدَسَتيها المُغَيَّبَتين..أَبْعَدَت رَأسها قَليلاً و هي تُناديه،:طَلال
بالكاد اسْتطاع أن يَفْتَح نِصف عَيْنيه..شَذَرات من إنْزعاج بانت على وَجْهه..فهُو كما يَبْدو لها أنَّهُ غَفى ! غَفى و هو يَتَنَفَّسُها...،مَسَّت بأسْنانها طَرَف شَفَتها السُّفْلِيَّة بِحَرَج..أَيْقَظَتهُ بحَرَكتها هذه..لكن هُو هُنا..في غُرْفتها..من التَّهَور أن يبقى..يجب أن يخرج..لكن..!
الْتَبَسَ العَطْف ملامحها و عَيْناها تُبْصِرانه و هُو يُنازع النَّوم..مَسَحت صِدْغها بطرف سَبَّابتها ثُمَّ هَمَسَت بنَظَرات هارِبة،:بيعورك جسمك و إنت قاعد..انسدح أفضل لك
لم يَصلها منهُ جواب..هُو رُبَّما لم يفْهم ما قالت من سَيْطَرة خَدَر النُّعاس عليه..لذلك تَحَرَّكَت و رَفَعَت غِطاء السَّرير و هُو اسْتَلْقى مُباشرة بعد أن نادَهُ الدّفء..وَقَفَت بعد أن غَطَّتهُ حَتَّى صَدْره..نَظَرَت إليه من مَكانها و ابْتسامة مُشَرَّبة بالحَنان أَبَت أن لا تَسْكن شَفَتيها..كان مُسْتَسْلِماً بوُجوده للنَّوْم..كـ ـ..كــان....تَصَافَقَت أَهْدابها بارْتباك..ازْدَرَدت ريقها و هي تَشْعُر بحرارة تَزْحف من أَسْفَل عُنُقِها حَتَّى سَلَخَت وَجْهها..فهو كــان مُغْرِياً و جِدَّاً..مِثْل طِفل تُناديكِ بَراءته لإيداع القُبْلات بين حَناياه..عَيْناه مُغْمَضَتان بسُكونٍ يُخَبّئ الأَحْلام من خَلْفه..شَفَتاه مُطْبَقَتان بِصَمْتٍ مُوسيقي..و وَجْهه يَرْتَدي سَلامٌ نَقي..كما حَمامة بَيْضاء تَغْفو على جِذْعٍ طَهَّرهُ المَطَر..يَد تُشارك الوِسادة احْتضان رأسه..و يَد قد اسْتراحت فَوْقَ صَدْره المُتَنَعّم باَنْفاس مُنْتَظِمة..لا تُعارضها صُخور احْتياج..،كان مَنْظَرهُ شَهي..و الجاذِبيَّة تُحيط بهِ بزَهْوٍ يُناديها لتأتيه و تُكْمِل سِحْر لَوْحته..مَرَّرَت لِسانها على شَفَتيها ثُمَّ اسْتَدارت تَنْجو من هذا الصّراع الغَريب..و الجَديد..،خَطَت للمَوْضِع الذي سَقَطَ فيه قِرْطَها..انْحَنَت لِتَلْتَقطه..قَبْل أن تقف و تتناول الحُلي مُتَوَجّهة لغُرْفة ملابسها..اسْتَغْرَقَت في تَجْهيزها مُسْتأنِفة عَمَلها الذي قَطَعهُ حُضوره المَجْنون..و حاولت طَوال عَمَلها أن تَعْمي قَلْبها عن صُورته الغافية و المُتَشَبّثة بنَبَضاتها..،
بعد رُبْع ساعة كانت تَخْرج من دَوْرة المياه و هي تُجَفّف وَجْهها..قَصَدت مرآتها دُون أن تُلْقي نَظْرة عليه ثُمَّ شَرَعت في تَدْليل بَشرة وَجْهها كعادتها قَبْل النَّوْم..،دقيقتان و اسْتدارت لتُواجه الحَقيقة اللامَفرَّ منها..أوَّلاً اتَّجَهت إلى المَصابيح و أَخْفَضَت إضاءَتها ، و من ثُم مشت إلى السَّرير بخطوات تنتعل الحيرة و التَّرَدّد و هي تَدْعك باطن يَدها بأصابعها المُرْتَبِكة..تَوَقَّفَت عندما اصْطَدَمت ساقَيها بهَيْكَله..حَكَّت خَدَّها بالتَّوالي مع مَيلان رَأسها..مَرَّرَت بَصَرها عليه بسُرْعة خارِقة قَبْل أن تَفُر إلى هاتفها الغافي فَوْق الدّرج..مَدَّت يَدها ضاغِطةً بخفَّة على الزر لتَسْتَفْسِر الوَقْت..كانت السَّاعة قد تجاوزت الواحدة بدَقائق..عادت عَيْناها و حَلَّقَت برُوحها إليه..و مَن غيره المُتَسَيّد على وُجودها في هذا الفَجْر المُلْتَحِف بكُل التَّناقضات..الهَمْس العابث لا زال هُناك..يُحَرّضها على تَجاوز الخُطوط الحَمْراء..حَكَّت جَبينها بظاهر سَبَّابتها و هي تَرْنو إليه بِرجاء..و كأنَّها تُطالبه بالرَّأف بها..أَرْأف بقَلْبٍ عُتِقَت رَقَبَة هُيامه بعد سنواتٍ من تَقْييدٍ جَبْري..ارْحَمْني طَــلال..،زَفَرَت بغَيْظ من ذاتها المُتَخَبّطة و هي تَلْتقط أطراف غِطاء صَغير اعْتادت أن تَتَكوَّر أَسْفله..اسْتَقَرَّت برُكْبَتيها على السَّرير تَفْصلها مَسافة بَسيطة عَنه..زَحَفت بِخفَّة مُقْتَرِبةً باحْتراز سارِق..أَحْنت ظَهْرها مُقَرّبة وَجْهها من وَجْهه المَلائِكي..أَسْدَلَت جِفْنيها لِتَحْدو مع قافِلة السَّكَر..رائِحته مَصْلٌ لطالما تَمَنَّت أن يُحَلَّ لها مَزْجه مع دمائِها..،انْتَفَضَت من هَمْهَمة ارْتَفعَت من حَنْجرته..ابْتعدت عنهُ سَريعاً،و بحَرَكتان تَكَوَّرت أَسْفَل الغطاء عند الطَّرف الآخر للسَّرير..جَسَدها المُرْتَجِف مَحْشور أسْفله بخوفٍ شَعَرت بحجم تفاهته بعد ثوانٍ..ارْتَعَشَت شَفَتيها من بَرْق بُكاء انْبَجَسَت يَنابيعه وَسَط مُقْلَتيها..تَراكمت الشَّهقات في حَلْقها مُسَبّبة وَجَعاً مُرَّاً أَضْعَفها..هي تُريده..تُريد قُرْبه و بشِدَّة..لكن الماضي يَجْذبها إلى قاعه بسادِية لا تَقْوى على رَدْعها..رَبَّـــاه !
ببطء أزاحت الغطاء عن رأسها و بالتَّوالي أَبعدت خُصلاتها عن عَيْنها و وَجهها لِتَحْتَفِظ ساعات الفَجْر بدَمْعَتها الحائِرة..نَظَرت إليه عن بُعْد..و في قَرارة نَفْسها تَعْلم أن القُرب بين يَديها..ارْتَجَفتَ كُل خَلِيَّة فيها على إثْر غَرَقِها فيه..هي تُريده..زَوْجاً و حَبيباً و رَفيق رُوح..نعم تُريده..ستعترف و إن جَلَدها الضَّمير..و ستعترف بأنَّها في هذه اللحظة تَتَمَنَّى لو تَمْتلك شجاعةً تَحْملها إلى صَدْره..ليَكُون قَلْبهُ وسادتها و نَبَضاته أُغنية ما قَبْل النَّوْم..لكنَّها جَبـــانة..و بالخط العَريض جَبانة..،زَفَرَت بإغْماضٍ وَهِن..و في جَوْفها حَلَّق رَجــاء...أن يا إلهي أَهْدِني لِمَعْبَرٍ لهُ أَرضٌ من رَبيعٍ يَسْتَحيل أن يَقْهَرَها الخَريف..و تَحُفَّهُ سَماء تُعاشرها شَمْسٌ تُضيء بالأَمل..و يَطْرُق بابها في كُل لَيْلٍ قَمَرٌ يُعَلّم النُّجوم أَبْجَدِيَّة عِشْقٍ هُو شِفاء للرُّوح المَعْلولة..،هَتَفَت نَبْضة في الجَوْى..اقْتَربي..لثوانٍ فَقَط..تَخَبّطي بوَحل الخَطيئة الحَلال لثوانٍ..اسْقي عَطَش حُبّكِ لثوانٍ..لثوانٍ نُـــور..،اسْتَجابت..بقَلْبٍ تَكاد النَّبَضات أن تُقَوّض حُجْراته..تَجاوزت الخَطَّ الأَحْمر..تَجاهلته بملئ حَواسها..اقْتَرَبَت..اقْتَرَبَت أَكْثَر و الإحْساس يَسْتَعِر بين عُروقها..أَحْنَت الرَّأس إليه..و برِقَّة قَطْرة مَطَر عَذْبة سَلَّمَت على جَبينه بشَفَتيها..سافَرت على جِنْحي إغْماضٍ حالِم و هي تُقَبّله..و في الوَقْت نَفْسه تُضيء أَزِقَّة ذاتها المُظْلِمة برائِحته الرُّجولية..الوارِثة رائِحة طُفولة مَنْسِيَّة..،بعد دَقيقة تَماماً فَصَلت حواسها عن هذا الغَرَق المُنْعِش..تَراجعت بأنْفاس لاهِثة..أَنفاساً اسْتَنْزَفَتها اعْترافات ذّات أَضْعفتها لواعج حُبٍ مَنْحور..اسْتَلْقَت في مَكانها دُون أن تُفارق عَدَسَتيها المُتَرَنّحَتان سَكَراً وَجْهه..الحَبيب..بَقت تَتَأمَّلهُ..تَطوف مدائنه الباذِخة..تَنْحت ملامحه بدِقَّة فَوْق جُدْران القَلْب..و تُذيب مع دمائِها أَنْفاسه العابِرة إليها..و تَطْوي وَسَط رَحْم الرُّوح خَيال طُفولته العابث برُجولته الفاقِدة..غَفَت و كان هُو آخر واقع..و أَوَّل حُلْم يُعانِق حواسها..،



تَغْفو على وِسادة من أَفْكار شائِكة..تُوْخِز مُسْتَقْبَلَها المَجْهول..ذلك المسْتَقْبَل الذي زَفَّاهُ الماضي بجَسَدٍ خَضَّبَتهُ دِماء كانت تُضَخ من قَلْبٍ حَنُون..و ها هُو الحاضِر يُجَهّز لهُ هَدايا مُغَلَّفة بأُنوثة ناقِصة..يُشْفَق عَلَيها حَدَّ الرَّغْبة في المَوْت..،

"اخْتفى لمدَّة ثلتعش سنة"
"هُو رَجَّال آدمي..من ناحية صلاته و أخلاقه فما ينذم..لكنَّه غَريب"
"ابْتعثوه يدرس هندسة ميكانيكية في برلين..كان من الأوائل..ذّكي و شاطر"
"فجأة اختفى..و كل أخباره انقطعت..السفارة اشتغلت على اختفاءه بس و كأنَّ الأرض انشقت و بلعته"
"كنت صغيرة ما اذكر عدل..بس اللي اذكره إنَّ وصل خبر إنّه مات ! "
"بس رجع..قبل ثلاث سنوات تقريباً كانت رجعته..لكن رجع كإنسان ثاني..علاقته مو مثل قبل مع أهله..بس عبدالله شوي قدر يتوالم وياه"
"محمد غَريب..الكل يقول..مو بس أنا"
"لكن هالغرابة..و بغرابة !.... احسها تقدر تلتقي مع مَلاك !"

زَمَّت شَفَتيها بضيقٍ ضَعَّفَ من الكآبة المَبْصوقة على مَلامحها..و كأنَّ لَيْلاً غَبَشي اسْتَقَرَّ عِنْدَ قارِعة وَجْهها..أَثْقَل رَأسها هذا الحَديث الذي اسْتَمَعت إليه من هاتف حُور..حَديث حَنين عن مُحَمَّد..،حَرَّرَت صَدْرها من زَفْرة تَخَضَّلَت بحيرة ساخِنة..و لَيْتها تُحَرّر رُوحها من بَلايا الزَّفَرات الخانِقة...،هُو غَريــب..لم يَكُن وَهْماً ذاك الشُّعور الذي راودها مُذ رَأته أَوَّل مَرَّة..اخْتفاءٌ في بَرْلين لثلاثة عَشَرَ عاماً..ليس بالقَليل..انْقَلَبَت على جَنْبِها الأيْمَن و الأَفْكار تُشْعِل شَمْعها وَسَط عَدَسَتيها المَشْدوهَتين..اخْتفاءٌ اسْتَعْصى على الدَّوْلة كَشْفَ خَباياه..في بَرْلين كان الإخْتباء..و هي..حينما كانت طِفْلة زارَت بَرْلين..زارتها لعَمَل والدها..والدها الذي وَعَدَها هذا الغَريب بحَل قَضَيّته المُبْهَمَة..أَهِيَ صُدْفة ! اسْتَلْقَت على ظَهْرِها ليَتَعَلَّق بَصَرُها بالسَّقْف المُصْمَت..دَقَّقَت فيه،كأنَّما تُبْصِر من خَلْفه رُموز تَفُك الشّيفرات المُتَداخلة بشَعْواء مُزْعِجة...،بَرْليــن..سَفَر والدُها..اخْتفاء مُحَمَّد..القَضِيَّة...و صــ ـديــ ـ...تَصَدَّعَت مَلامحها بإنْزعاج..الكَلِمات يُسْتَعْصى عَليها اجْترارها من زَوْبَعة الماضي..هي كانت طِفْلة سَنَتَها..قَبْل فَقْد أبيها بَعامان رُبَّما..صَغيرة و جدّاً كانت...لكن كان هُنالك...رَجُل..هُناك...الحَديقة..و ذلك الصَّبي..و ستــ ـ..ما اسْمه..ذلك الصَّديــ ـق في حَديقة بَرْلين..أوراق الخَريف المُلْتَحِفة الأَرْض..صَوْت تَكَسُّرها..كان نُوتة مُثيرة و مُمتعة حَدَّ الضَّحِك بجُنون..النَّهْرُ الشَّفاف و انْعكاس صُورتها السَّعيدة..شَبَحُ ابْتسامة من حَنين داعَبَ شَفَتيها..طِبْتَ و طاب ذِكْراك يا ماض..لَيْتَنا نُطالبَك بالعَوْدة..كَما نُطالب السَّماء باسْتسقاءٍ يُعيد الحَياة للأَرْض العُطْشى..فتَواري الماضي يَخْلُقُ عَطَشَاً و َسَط الرُّوح لا يُصْمَت إلا بالمَوْت..،تَخَلَّت عن اسْتلقائها جالِسةً و القَلْبُ يَعْزِف تَنْهيداته المُتَحَسّرة..كُل شَيء يُفْنى..لا يَبْقى سوى الوَجَع و سواد الحاضِر المُوْحِش..أَهَذا هُو وَجْهُ الحَياة الحَقيقي ؟ و كُلَّ الذي أَسالوا لُعاب قُلوبنا عَليه أَيَّام الطُّفولة كان نِفاقٌ و وَهْمٌ تَطْمسه ألوْان اصْطناعية تنفر منها الذَّات النَّاضِجة..إذاً الحَياة كِذْبة مُزَيَّنة بإكْليلٍ من وَرْدٍ لهُ رائِحة ذُبول نَتِنة! خَسِئتِ يا حَياة..و خَسِئتْ الدُّنيا العُجوز..فهي خَيالٌ يُصَدّقهُ الأَغْبياء..إلا أَنَّها واقِعاً صُوراً مُشَوَّهة تَقْتات على صَبْر ابْن آدم..صُور يَرْفضها إطار..فهي مَنْبوذة لا تَقْبلَها جُدْران..صُور احْتَفَظَت بكُل تَناقُضات الفَرَح..صُـ ــور..صُـ ــ ..صُــ ـورة...صُـــورة ! أَبْعَدَت الغِطاء عَنها بحَرَكة مُفاجئة قَبْل أن تَترك السَّرير بقَفْزة كادت أن تُعَثّرها..لكنَّها تَوزانت في آخر لَحْظة لتُهَرْوِل إلى خزانة ملابسها مُنَبّشة عن رَفيق دَرْبها..أَحْدَثَت فَوْضى بين مَلابسها حَتَّى تَجده..أمْسَكت بهِ بقوَّة لِتَعود إلى السَّرير بملامح امْتَزَج فيها الحَماس..بالرَّهْبة..الإرْهاق و التَّرَقُّب..فَتَحته بمفتاحه الخاص..نَبَّشَت بين أَسْراره لثوانٍ قَبْل أن تَقْبض أَصابعها على التي وَمَضَت بين ظُلمات أَفْكارها..كانت مَطْوية مَرَّتان..فَتَحَتها بأنامل راجِفة و دَقَّات قَلْبها تَشْعُر بها تَتَضَّخَم لتُفَجّر قَلْبها...تَصَافقت أَهْدابها عندما عانَقَت عَيْناها وَجْهُ حَبيبها..حَيَّتهُ دَمْعة والِهة انْطَوت عند مَدْمع عَيْنها..تَنَشَّقَت نَفَسٌ يُعينها على المُواصَلة..تَحَرَّكَت عَدَسَتاها للوَجْه القَريب من والدها..وَجْهٌ أَجْنَبي لهُ نُسْخة مُصَغَّرة كانت تقف بجانبها هي و يُوسف..هذا صديق والدها و ابْنه في بَرْلين...تلك المَدينة المُتَوَشّحة بلثامٍ مُريب..قَلَبَت الصُّورة لِتَقْرأ الذي خُطَّ كَذِكْرى..،

~ بَرْلين/ سبتمبر 1993
فيكتــور آستـــور و هاينز ~



يَتْبَع

 
 

 

عرض البوم صور simpleness   رد مع اقتباس
قديم 07-11-16, 11:48 PM   المشاركة رقم: 929
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو راقي


البيانات
التسجيل: Aug 2015
العضوية: 300973
المشاركات: 633
الجنس أنثى
معدل التقييم: simpleness عضو على طريق الابداعsimpleness عضو على طريق الابداعsimpleness عضو على طريق الابداعsimpleness عضو على طريق الابداعsimpleness عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 475

االدولة
البلدBahrain
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
simpleness غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : simpleness المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: ذات مُقيّدة حوّل عُنُقِ امْرَأة / بقلمي

 


ماضٍ

يَمْشي مَعَهُم و الفِكْر مَشْغولاً بغيابها..مُنذُ الصَّباح لم يَلْتَقِ بها..وَدَّعها بقُبْلة صَبَحايَّة ثُمَّ تَوَجَّه إلى عَمله..حَيْثُ هُناك حادَثَته في الهاتف قُرابة التَّاسعة و النّصف تَخْبره بخُروجها مع صَديقاتها و الذي يَسْتَمِر حَتَّى هذه السَّاعة من الليْل..،شَدَّ على مِعْطفه عِنْد الصَّدْر و هُو يَجْتَذِب هَواءً رَطِباً أَرْعَشَ أَضْلاعه المُنَبّشة عن دِفء..،حَشَر كَفّه في جَيْبه ليُخْرج هاتفه الذي لم يَسْتكِن لدَقيقة..نَظَر للساعة..العاشرة و الرُّبع..لم تتصل و لم تُرْسِل رِسالة..ابْتسامة صَغيرة شَدَّت شَفَتيه عندما لاحَ لهُ خَيالها و هي غارِقة في الحَديث مع صَديقاتها و هُو عن حواسِها غائِب..هَمَسَ و كأنَّه يُحادثها،:آخر زمن القعدة ويا صديقاتش تخليش تنسيني..زيـــن جنانــوو أراويش

،:بسم الله..ِشفيك تكلم روحك !

الْتَفَتَ بانْتباه لِصَوْت سَلْمان المُشاكِس،و الذي كانت تَبْرق وَسَطَ عَيْنيه نَظْرة خَبيثة أشاح فيصل وَجْههُ عَن مَقاصدها..لكنَّ سَلْمان لم يَكْتفِ..فهُو اقْتَرب أَكْثر دافِعاً بِكَتفه كَتِف فَيْصل هامِساً بمُزاح،:إثْقل شوي..ساعة و بترجع لها
عَقَّبَ مُوَضّحاً،:مو عن شي..بس ابي اتطمن عليها..من الصبح ما كلمتها
ارْتَفَع حاجبه باسْتنكار و هو يَرى كيف ابْتعد عنهُ سَلْمان بظَهْرٍ مَشْدود و رأس مَرْفوع..مُتَقَنّعاً بملامح الغُرور و الأَنَفة..تَنَحْنَح ثُمَّ و بصوْت جَهْور قال،:طبعاً ارتباطي في أي مرأة بيكون ارتباط اعتيادي..للإستقرار و تكوين عائلة بوجود أطفال أكيد..أما إنّي أصير مجنون مرأة فهذا مُستحيل..فيصل ما تمتلكه مرأة "أَنْهى جُمْلَتهُ ثُمَّ نَظَر لفَيْصَل بعَيْنان تَضيقان خَبَثا مُرْدِفاً بصوته الطَّبيعي" عَيَّـار..طلع بس حجي..و من أخذتها عقلك في وادي و إنت في وادي..يعني صرت مجنون رَسْمي
بمُجَرّد أن أَكْمل لسانه مُشاكَسته،دَفَعهُ فَيْصل بحَنَقٍ تُخالطه ابْتسامة مُسْتَتِرة..اعْتَلَت ضِحْكَته بانتشارٍ حُر شارَك الهَواء عَليله..اسْتفزاز رَفيقه هِوايته..و ليس أيُّ رَفيق..فَهو فَيْصل المُعْتَد بنَفْسه دَوْماً..و مُناقَضته لمَبْدَأ كان يَفْخَر به غَنيــمة ثَمينة لا يَسْتَطيع التَّفريط بها..،الْتَفَتا للنّداء القادم من على بُعْد خُطوات من الأمام..كان مَنْصور الذي تَساءَل عندما اقْتربا منه،:شعندكم إنتوا الإثنين !
عَلَّق رَفيقاً مَعهم اسْمه حَسَن و هُو يَغْمز لِفَيْصَل،:الواضح إنَّ فيصل قاعد يغازل في التيلفون
دَعَمهُ آخر كان يُطْلَق عليه جابر بضِحْكة،:يغازل زوجته..ما يصبر عنها
تَجاهل سُخْريتهما و مضى مُواصِلاً مَشْيه و هُو يُعيد الهاتف إلى جَيْبه..اسْتَمَع لحَديث مَنْصور و هُو مُخْفِض رَأسه يُتابع خُطْواته،:بنتعشى و بتروح لها..اصبر شوي
سلمان قال بنَبْرة ارْتَدَت رِقَّة تَبَسَّمَ لها،:صيــر مثلنا..تاركينهم اللحين عشان نرجع لهم بشوقنا
أَحَد الرّفاق قالَ مُعْتَرِضاً،:ياخي بس خــلاص..قدروا وضعي أنا عزوبي..لا تشعلون الجمر اللي في قلبي
سَخَر منهُ مَنْصور قائِلاً،:زين صراحة خل يشتعل جمرك..نبي نتدفى
سَلْمان أَضاف و هو يَدْعك باطن يُمْناه بيُسْراه و فَمَهُ يَعْبرهُ زَفيرٌ دُخاني،:ايــه و الله نبي دفا..لندن مو راضية ترحمنا في هالشّتا
قال محمود المُعْتَرض و هو يَسْبقهم،:اقول امشوا امشوا بلا تطنز..خلونا نتعشى و نروح بيوتنا
سَلْمان بتوضيح،:ترى المطعم أغلب زواره كَبولز..يعني شموع و روايح و ليتات حمرا و رومانتك ميوزيك "و بابْتسامة بَلْهاء أَرْدَف" و غمضوا إذا شفتون منظر يخدش الحَياء
وَجَّهَ مَنْصور لِكَتفه لَكْمة و هُو يُوَبّخه،:تبي تعلمنا على الفساد سلمانو إلا جايبنا هالمطعم
بَرَّر مع انْبساط يَده على بَطْنه،:خُــوك أكلهم شي مو طبيعي..أصلاً من أول لُقْمة بتروح عالم ثاني و لا بتنتبه للي قدامك
رَنا لهُ بطَرف عَيْنه،:زيـــن..بنشــووف
واصَلوا طَريقهم للمَطْعَم المُنْطَوي ببُنيانه الخَشبي في نهاية زِقاق هادئ..كان الجَو قَد احْتَدَمت حَرْبُ بُرودته..الحَرارة تَذْوي إلى ما تحت الصِفْر بدرجتان..الأطْراف و على رَغْم تَدَثُّرها فهي قَد وَدَّعت الإحْساس من شِدَّة تَجَمُّدها..رِياحٌ زَمْهَرير تَمْرَق الصُّدور و تُرْعِد الأَضْلاع برَجْفة لا إراديَّة..فكان دُخولهم للمَطْعم أَشْبه باسْتقبال الصَّيْف لهُم..نار المِدْفَأة الحَجَرِيَّة يَبْعَثُ شُحْناتٍ ساخِنة تَمْتَصَّها الجُدْران و تُحَورها إلى دِفءٍ لَذيذ،تَرْتَشِفَهُ الجُلود لِيُضَمّد العِظام المُهَشّمها البَرْد..،اتَّخذوا مكانهم حَوْل الطَّاولة التي حَجَزها سَلْمان مُسْبَقاً على عَددهم..كانوا سِتَّة..تَرْبطهم علاقة مَتينة ذات وشائِج من وِد و وفاء..الْتقوا في لُنْدن لأسباب الدّراسة و العَمَل مُنذُ سَنوات ليست بقَليلة..،هُو فَوْرَ جُلوسه أَحْرَج هاتفه من جَيْبه و اسْتَقَرَّ به على الطَّاولة الزُّجاجِيَّة بالقُرب منه..و لم يَنْسَ أن يَتَفَقَّده لَعَلَّهُ يَجِد آثاراً لها..لكنَّ الشاشة لم تُطْلعه سوى على السَّاعة التي أَكَّدت لهُ غيابها عنه لأَرْبعة عَشَرَ ساعة ! كَشَفَ عن تَنْهيدة خافِتة و هُو يُفَرْقع أصابعه مُحاولاً طَرْدَ التَّوَتُّر عنه..فهُو كَسَرْبِ غِربان غاضِبة..تَظَلُّ تَنْعَقُ حتى تُثير زَعْزَعة الحواس..فيُمْسي المَرْء مُتَخَبّطاً،لا يعرف من أَين يَبْتاعُ الرَّخاء لِتَسْتَقِر الذَّات..،
عُقْدة مُسْتَنْكِرة تَوَسَّطَت حاجبيه عندما الْتَقَط جابِر الجالس أمامه هاتفه و هو يُقْفله قائِلاً،:هذا بقفله و بخليه عندي..عشان تلتفت لنا شوي..و زوجتك مثل ما قال سلمان أرجع لها بشوقك
أَيَّدهُ سَلْمان الجالس على يساره،:ايــه زين تسوي "و هُو يَرْنو لهُ بطرف عَيْنه" خل ينساها لساعة بس
ارْتَخى حاجباه و على شَفَتيه بانت ابْتسامة صَغيرة أَبى تَوَجُّسه الغَريب أن تَتَّسِع..لم يُناقشهم..فرُبَّما فعلة رَفيقه تُشْغله فعلاً عن التَّفْكير في غيابها الصَّامت بغرابة مُرْبِكة..تناول قائِمة الطَّعام التي قَدَّمها إليه النَّادل،ثُمَّ شَرَع يَتَصَفَّحها بهدوء مُتَجاهِلاً الغَوْغاء المُشْتَعِلة في رأسه..،
جاسَ الصَّمْتُ بينهما لدقيقتان قَبْلَ أن يَنطق مَنصور و هُو يُغْلق القائِمة،:أنا اخترت
لم يُعَقّب أَحَدهم..فجميعهم مُنْدمجين في اخْتيار طَبَق العَشاء..بَعَثَ لهُم نَظْرة ساخِر مُعَلّقاً،:لو قايلين لكم ادرسوها ما طالعتوها بكل هالإندماج
و أَيْضاً لم يُعْقّبوا و الْتَزَموا بالصَّمْت مُتَجاهلين سُخْريته..أَرْجع ظَهْره للخَلْف مع ارْتفاع ذراعه ليَتّكأ بعضده على رَأس المَقْعَد..جالَت عَيْناه على الأَرْجاء بنظرة سَريعة..كان المَكانُ واسِعاً..فالزَّاوية البعيدة هُناك أَكْثَر هُدوءاً من هُنا..لكن بشكلٍ عام الأَجْواء هادئة و تَبْعَث الإسْترخاء..،أعادت عَيْناه تَطَلُّعاتها،و عند مُنْتَصِف الطَّريق تَعَثَّر بَصَره بمَنْظَرٍ غَريب..عُقْدة تَرْكيز بانت بين حاجبيه..دَقَّق النَّظَر لثوانٍ..ثانية..ثانيتان..و في الثَّالِثة حاصَر مَحْجَريه اتّساع مَصْدوم عندما تَرْجَمَ لُبَّه المَنْظَر الذي أمامه..تَصَافَقَت أَهْدابه ببعْثَرة مع انْخفاض ذراعه عن المَقْعد ببطءٍ ينتعل عَدَم التَّصْديق..بحَذَر حَرَّكَ عَدَسَتيه لِفَيْصَل..كان لا يزال مُنْدَمج مع قائِمته..راقَبَهُ لثوانٍ..كان حيناً يُقَلّب الصَّفَحات..حيناً يَنظُر لساعته.. و حيناً يَسْهو في هاتفه المُسْتَحوذ عليه جابِر..هُو قَلِقٌ عَليها..و هي..ها هي..هُنا..مع رَجُلٍ غَريــب ! ازْدَرَد ريقه و هو يَشْعر بنَبَضاته تَسْتَعِر ارْتباكاً في قَلْبه..أَبْعد بَصره عن فَيْصل ليَطُوف بهِ على وُجوه باقي رُفَقائه..اسْتَقَرَّ بهِ على وَجْه جابِر الجالس بجانبه،مما يُتيح لهُ رُؤية ما رأى..يُريد أن يُخْبره..فهو في هذه اللحظة لا يعلم كيف يَتَصَرَّف..هل يُواصل بشكل طَبيعي..أم أن يُقْدِم على فِعْل شيءٍ آخر..لا يدري..لا يدري..،قَرَّبَ رأسه من رَفيقه بحَذَر..هَمَسَ لهُ في إذنه بنَبْرة أَغْرَقها التَّوَتُّر و عَيْناه على فَيْصل،:بدون و لا كلمة شوف اللي ورا فيصل
اسْتجاب جابر بعفوَيّة..ثوانٍ فَقَط و تَوَسَّطَت شَفَتيه ثَغْرة مَذْهولة..أَدارَ رأسه لتَلْتقي عَيْناه الحائِرتان بعَيْني مَنْصور المُتَشَبّثتان بالتَّخَبُّط..و كأنَّ كُلاهما يَطلب من الآخر تَكْذيب ما رأى..،
مَرَّت دَقائق ثَقيلة كانت كقُيودٍ حَديديَّة كَبَّلت حواس مَنْصور و جابِر المَشْدوهان..تساءل سَلْمان،:ها أنادي الويْتِر؟
أَجاب محمود الذي لا زال يتصفح،:انتظر شوي..متحير بين جم أكلة
فيصل أضاف،:أنا بعد للحين
ببساطة عَقَّب و هُو يتناول هاتفه،:أوكــي
انْشِغل في مُحادَثاته و نشاطه على هاتفه..و أَثْناء ذلك وَصَلته رسالة "واتس آب" من منصور أثارت اسْتغرابه..فهو معهُ على الطَّاولة نفسها..و قَبْل أن يُعَلّق تَبَعتها رسالة تُحَذّره من النُّطق..رَفَع عَيْنه له باعِثاً نَظرات اسْتنكاره..لكنَّ منصور أشار إليه بالصَّمْت قَبْل أن يُشير إلى الهاتف..اسْتجاب سَلْمان عاقِداً نَظَراته بالشَّاشة ينتظر الذي سيرسله بتوَجُّس..،أخيراً وَصَلتهُ الرّسالة..قَرَأها لمرَّة و لم يَسْتوعب..قَرَأها ثانِيةً و عقله رَفَض أن يَسْتوعب..و لم يَقْرَأها ثالِثةً فهو اسْتدار لينظر..فرُبَّما عَيْناه تَجْترعان الإسْتيعاب...و بالفِعْل..ما إن أبْصَر المَنْظَر حَتَّى صُفِعَت ملامحه بالصَّدْمة..تَجَهَّمَ وَجْهُه، و عَيْناه أحاطهما جُحوظٌ مُسْتَنْكِر..جِنان..و رَجُل..و أَشْياءٌ أُخْرى لا تُفَسَّر..،
،:بس استقريت على أكلة
الْتَفَت بحَرَكة مُفاجِئة لفَيْصَل الذي اسْتَفْسَر باسْتغراب حينما قابلَهُ وَجْههُ المَخْطوف،:شفيك ؟
أجابَ سَلْمان بابْتسامة مُتَعَرّجة حاول أن يُبَدّد بها اكْفهرار ملامحه،:لا "ضحْكة قصيرة و مبحوحة" لا مافيني شي..شفيني يعني..يمكن جوعان
ثُمَّ أَضافَ ضِحْكة تائِهة قابلها فَيْصل بابْتسامة مُجامِلة..جابر قالَ فَجأة مع اسْتقرار يده على صَدْره،:أحس بديت اختنق..ريحة الشموع و العطور قويَّة
منصور تساءل ليُسانده،:تبينا نقوم نطلع ؟
حَسَن باعْتراض حاد،:لاااا شنو نطلع..بالغصب شردنا من البرد.. وبعد نبي ناكل..بتصير احدعش و احنا ما أكلنا
منصور وَبَّخه،:ياخي ما تشوفه مو قادر يتنفس..خلنا نطلع
محمود أبْدى رأيه،:انزين خل نغير مكان الطَّاولة يمكن يفرق
سَلْمان وَقَف مُنْهِياً الجِدال،:لا نفس الشي..خلونا نطلع..تدرون فيه عنده الرَّبو..و الرَّيحة فعلاً قويَّة..لا يطيح علينا و نبتلش
اسْتَجابَ حَسَن و محمود على مَضَض و معهما فَيْصلَ الذي تَمَنَّى لو يُلْغى العَشاء و يَعود للشِقَّة و يَطْمَئن على زَوْجته..تَحَرَّكوا بهُدوء مُغادرين المَكان،و الثَّلاثة المَصدومين تَكَفَّلوا بإلهاء فَيْصل عن المُصيبة المُنْزَوِية هُنا..،خَرجوا ليَلْفَحهم الهواء الصَّامد جَليده..و على عَتَبة السُّلم الأخيرة قال،:جابِر عطني تيلفوني
بتلقائِيَّة بَدأ جابِر يَبحث في جُيوب بنطاله..ثوانٍ قَبْلَ أن يتَذَكَّر أنَّهُ نَسِيه على الطَّاولة..نَطَق و هو يَعود ليركب العَتبات،:نسيته داخل بروح أجيبه
أَوْقفهُ،:خلك إنت بروح أنا أجيبه
اعْتَرَضَ سَلْمان بطريقة أثارت استغراب فيْصل،:لاااا لا تروح "تَدارك نَفْسه بسُرْعة مُرْدِفاً بضحكة مُشَتَّتة" ااقـ ـ اقصد يعني هو اللي نساه..خله هو يجيبه،لا تروح إنت
اسْتدار بهدوء،:كلَّه واحد
تَجاوَزَ العتبات الأرْبَع ليَدْفع الباب و يَدْلف من جديد إلى المَطْعم دون أن يَصله توبيخ سَلْمان لجابِر المُتَأسّف،:الله ياخذك يا جابر
فَوْرَ دُخوله تَوَجَّهَ لطاولتهم قَبْل ثواني،و بالتَّحديد جِهة جُلوس جابِر حيثُ رَأى هاتفه مَنْسِيَّاً أَسْفَل قائِمة الطَّعام..الْتَقَطَهُ و مباشرة فتحهُ دون أن يَتَحَرَّك..انتظر حتَّى فُتِح..بَحَثَ هُنا و هُناك.. و لم يَجِد جواباً منها..تَصَدّعٌ قَلِق عَبَثَ بملامحه،و جَواهُ أَفْصَح عن هَمْسٍ مُتَوَجّس،:إنتِ وينش جِنان!
القَدَرُ لم يَبْخل عليه..فهو أهْداهُ الجواب مُباشرة..جوابٌ كان قاسٍ للحَدَّ الذي أَسْرى وَجَعاً بين دمائه..وَجَعٌ مِثْل سُمٍّ تَعَهَّد على تَخْثيرها..هُو تَقَدَّم خُطْوة ليَعُود..و أثناء تَقَدُّمه ارْتَفَعَت عَيْناه بعَفَوِيَّة ساقَت رُوحه لِمَقْصَلة الإعْدام..رَعْشة مُزَلْزِلة كَهرَبَت كُل خَلِيَّة تَتَنَفَّس في كَيانه..تَصَلَّبَت أَطْرافه..و زاغَ بَصَرَهُ بتَيْه أَشْفَقَ عليه رِفاقه الشَّاهدون..تَبَعْثَرَت أَنْفاسه..تَصَادَمَت في صَدْره و تَمازَجَت بثِقْلٍ حَوَّرها إلى قُيودٍ كَبَّلَت أَضْلاعه..قَلْبه أُجْهِضَ بعد أن خَلَّفَ مَكانهُ نَبَضاتٌ تَطْعَن الرُّوح من نَحيبها المَكْتوم..هَمَسَ صَوْتٌ وَهِن في ذَّاته..لِماذا جِنان ؟ لِمَ أنتِ معه ؟ لِمَ تُعيدين إحْياء الإلْتقاطة التي تَسَتَّرت عليها صُورة البَحْر ؟ لماذا ! رَمَشَ بلا وَعْي..غادَرَ بَصَرهُ وَجْهيهما القَريبان..غادَر اللَّمعة الهاتِفة من عَيْنيهما..غادَرَ ابْتسامة الشَّوق المُلَوّنة شَفَتيهما..و غادَرَ الوَرْدة الحَمْراء الغافِية بينهما..لا يدري هل كان هو المُهْدي..أم هي !
تَقَلَّبَت عَدَستاه على المَكان..سَقْفٌ تَتَدلَّى منهُ أَضْواء صَفْراء و حَمْراء..و هُما كان القَمَرُ يُسَلّم عليهما بضوئه القادِم من النَّافِذة بجانبهما..صوت المُوسيقى المُثير كان نَشازاً قَطَع أوْتارَ قَلْبه المَذْبوح..و الزَّاوِية التي تَحْتضنهما كانت كالثَّكْنة المُتراشقة منها سِهامُ الخِيانة..كيف لم يرَها حينما دَخْل ! و هُم .. رفاقه.. رأوها حَتْماً..سافَرَت العين لهُم لتُعْمى من الشَّفَقة المَبْعوثة منهم كطوفان جَرَفَ رُجولته..كَسَرَته...كَ سَ رَ تْ هُ ! أمام أَصْدقائه أَحْنت ظَهْره..و بَصَقَت الخُذْلان على وَجْهه..شَلَّت حواسه و ذَبَحَتهُ من الوَريد إلى الوَريد..خانتهُ معه..مع أحمد..،
انْتَفَضَ فَجْأة و صَدْره اخْتَرَقتهُ شَهْقة مَــوْت..اسْتَشْعَرَت قَدَماه الأَرْضية التي على الرَّغْم من صَلابتها..إلا أنَّ مُصيبته حَوَّرتها إلى بَحْرٍ مُتلاطم الأمواج يُسْتَعْصى المَشي عَبْره..تَحَرَّك مُتَقَدّماً.. وكادَ أن يَتَعَثَّر..لكنَّ يَد سَلْمان قَبَضَت على ذراعه و وازَنت اخْتلال جَسَده..حَرَّر ذراعه بآلِيَّة دون أن يَنْظُر إليه،ثُمَّ مَضى خارِجاً و رُوحه بَقِيت تَتَوَسَّد الأرْض بدمائِها المَسْمومة..،
لَحِقهُ سَلْمان..و الباقون فَضَّلوا الإنسحاب لكي لا يُضَعّفوا من قساوة الوَضْع..هُو كان يُهَرْول ببَصَرٍ مُغَيّب..لم يَكُن يَرى الوُجوه و لا الأجْساد التي يَصْطَدِم بها..حَتَّى الأَضواء..كانت تَمُر أمامه مثل شُهُبٍ تَوْمِض بقوَّة تَتَألَّم منها العَيْن..الأَصْوات تَتداخل بشَعْواء مُزْعِجة..السَّماء تَقْتَرب منه بسوادَها القاتم..تُحيط بحواسه..تَمْضَغهُ بشراهة..تَجْترعه..ثُمَّ تُبْصقهُ خِرْقة بالية تُفْرِز سائِلاً أَسْود لهُ رائحة نَتِنة..ما هُو إلا خَليطاً من كَذِب..خِداع و خيانة كَدَّسَتهُ في ذَّاته بخَبَثٍ غارِق في العَسَل..،تَباطَأت خُطواته حينما تَعَسَّر عليه تَمْييز الأَرْض من السَّماء..تَوَقَّفَ و صُورتها و هي معه تُكَشّر عن أنْيابها أمامه..حَــرارة شَديدة نَشَطَ بُرْكانها وَسَط صَدْره..مَضَت و باغَتَت حَلْقه..اسْتَطْعَمَها..كان لها مَذاقٌ عَلْقمي لم يَذَقهُ أَبَداً..تَجَمَّعت سائِلاً في فَمه لم يَقْوَ على كَبْحِ انفجاره..انْحَنى مُسْتَسْلِماً للإسْتفراغ المُسْهَب المُسَيْطِر عليه..كان يَسْتَفْرغ دَماً و مَساماته تَسْتَفْرغ كُل عِطْرٍ مُلوَّث نَجَّسَت بهِ أَنْفاسه..سَقَط على رُكْبَتيه بإعْياءٍ نَهَب طاقته..وَجْهُه اخْتَنق بلونٍ قُرْمزي مُرْعِب من شِدَّة ضغطه..عُروقه النَّافِرة تَكادُ تَخْتَرِق جِلْده السابح في العَرق..و بياضُ مُقْلَتيه ناحَ فيهِ دَمْعٌ أَبى أن يَسْكُن الخَد..كان رَجُلاً مُدَمَّراً ساعتها..برُوح..بقَلْب..بجَسَد و بذات مُدَمَّرة..،
صَوْتٌ فَزِع أتى عن يَمينه،:فيصـ ــل... دم..إنت تستفرغ دم !
اتَّكأ بباطن يَديه على الأَرْض البارِدة..و التي لو سَكَنها جَليد لأذابتهُ نيرانه المُلْتَهِبة..اسْتَمَرَّ لدقائق يُصارع اسْتفراغه و القُدْرة عنه قَد فَرَّت..طَهَّرَ جَوْفه عن آخر نَتانة قَبْل أن يَهْمس بلُهاثٍ مَخْنوق و عَيْنان غُرِسَت فيهما أوَل بَذْرة حِقد،:صَدَّقتــ ــها...الجَّذابـ ـة...صَدَّقتهـ ــا !



حاضِر

عَيْناها لم تَبْرُحان الصُّورة..تارَّة تَطوف بعَدَسَتيها على الوُجوه..و تارَّة تَجْتَرِع ما كُتِبَ بعَدم فَهْم نَشَّط عَزْم التَّقَصّي الذي ثَبَّطتهُ مُصيبتها..هذا الرَّجُل كان قَريباً من والدها في بَرْلين..كان كَصَديق مَجْهول..يَحْجبهُ البُعْد لشُهور..ثُمَّ يَكُون اللقاء مَعه في أيَّامٍ فَقَط..و تَذْكُر أنَّ اللقاء كانت تَحُفّه هَمَسات تَخْتبئ عن مَسامع البَشَر و المَخْلوقات..نَظَرات مُغَيّمة بالغُموض..و حواساً يَلْتَبِسهُا حَذَرٌ يُضاعف الخَوْف من عَكَرِه..أَسَفَاً أنَّها كانت طِفْلة..لا تَسْتطيع أن تُتَرْجم كُل هذه السَّكَنات المُنْذِرة بخَطَرٍ تَعَهَّد أن لا يُفارقهم أَبَداً..تُرى مالذي كان يَجْمع بين أبي و ذاك الآستور ؟
باغَتَتها انْتفاضة هَلِعة أوْجَدها بين مفاصلها رَنين الهاتف المُفاجئ..بتلقائِيَّة نَظَرت للساعة المُعَلَّقة..بين دقائق الواحدة هي تَمْضي..من المُتَّصِل...أَيُعْقَل !
تَرَكت الصُّورة ثُمَّ زَحَفت على رُكْبَتيها للمَوْضع المُسْتَكين فَوْقه هاتفها..تناولته و هي تُبْصِر الشَّاشة المُضيئة لِيَعْلو حاجِبَيها باسْتنكارٍ مُتَعَجّب..مُحَمَّد....المُتَّصِل هُو مُحَمَّد..كَيف حُفِظَ رَقْمه وباسْمه في هاتفها ! انْتَبَهت للرَّنين الذي تَوَقَّف..ارْتَخى حاجبيها..و قَبْل أنت تَتَنَفَّس الصُّعَداء عاود الرَّنين من جَديد..احْتَلَّت العُقْدة ما بين حاجبيها،و آثار غَيْظ بَدأت بإحاكة خُيوطها حَوْل عَيْنيها..كيف يَجْرؤ على الإتّصال في مثل هذا الوقت..ألا يَسْتَحي ! تَصافَقَت أَهْدابها..ما بكِ مَلاك..ألم تَقُل حَنين أَنَّهُ غَريب..و الأهَم من ذلك..ذَّاتك اسْتَنْشَقَت غَرابته من غَبَش عَيْنيه الغامِض..فالبطَّبع كُل شيء يَنْحدر منه سَيَكون وارِثاً الغَرابة..،انْقَطَع مُجَدَّداً..اعْتَدَلَت في جُلوسها بتَرَقّب تَجَلى بين ثَنايا وَجْهها..سَيَتَّصِل مرَّة أخرى حَتْماً..لن يَسْتَسْلم من اتّصالان فَقط..هَزَّت رَأسها بتَأكيد و عَيْناها تُدَقّقان في الشَّاشة بإمْعان..سَيَتّصل..هي واثقة أَنَّهُ سَيَتّصل..سَيتّصل..سَيتّصـــ..الرَّنين انْتَصَف يَقينها كأنَّما يُوَثّقه..رَفْرَفت ثِقة مَهْزوزة بَيْن عَيْنيها..على الأَقَل هي تَمْتَلِك بِضع مَعْلومات عنه إلى جانب إحْساسها اتّجاهه..فهي ليست عَزْلاء أمامه..و هذا قَد يَنْثر قَزَعَ ثِقة وَسط سَماء رُوحها المَعْمِيَّة من ضَباب الدُّنيا القاسِية..،حَرَّكَت يَدَها اليُسْرى،و بخِفَّة أَرْخَت خُصلاتها على جانب عُنُقِها و كَتفها الأَيْسَر..و في المُقابل تَعَرَّى جانبها الأيْمَن لِيسْتَقْبل الهاتف الذي اسْتراح فوق أُذُنها بعد أن ضَغَطَت زِرَّ الإجابة..،









~ انتهى






تُصْبحون على أَلْف خِير

 
 

 

عرض البوم صور simpleness   رد مع اقتباس
قديم 08-11-16, 12:32 AM   المشاركة رقم: 930
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
قارئة مميزة


البيانات
التسجيل: Apr 2008
العضوية: 72508
المشاركات: 273
الجنس أنثى
معدل التقييم: فتاة طيبة عضو سيصبح مشهورا قريبا جدافتاة طيبة عضو سيصبح مشهورا قريبا جدافتاة طيبة عضو سيصبح مشهورا قريبا جدافتاة طيبة عضو سيصبح مشهورا قريبا جدافتاة طيبة عضو سيصبح مشهورا قريبا جدافتاة طيبة عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 511

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
فتاة طيبة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : simpleness المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: ذات مُقيّدة حوّل عُنُقِ امْرَأة / بقلمي

 

عودا حميدا ياغالية ماانتظرت لين تنهين وضع الأجزاء كل مرة أقرأ جزئية واحدث الصفحة من شوقي للقصة ..
أبغى أبدأ بجنان اللي فاقعة قلبي مشهد خيانة متكامل الأركان مهما كانت التبريرات فيما بعد مايمكن أبدا تقبلها .. يعني ايش بتبرر أحمد صديق وحبيت افضفض له ولازم يافيصل تكون اوبن مايند وتقتنع بالشيء هذا ...مافيه بنت متربية وقبلها مسلمة تعرف حدودها تسوي هذا الشيء ابدا ابدا فكيف وهي على ذمة رجل وتدعي حبه ومافيه رجل عنده شوية غيرة يرضى بالشيء هذا إلا إذا كان ديوث وحلال كل اللي سواه فيها بعدين ... المشكلة مو هنا تصوير نفسها إنها ضحية وعايشة الدور وتكرر إنها ماخانته وهي صادقة إنها ماوصلت للزنا لكن مفهوم الخيانة أوسع من كذا بكثير بس عقلها القاصر مايستوعبه بالاضافة لأنها مجرد ماطلقها تزوجت أحمد وهذا دليل إنها تعشقه وانه فيصل ماكان غلطان في نظرته .
عموما هذا الجزء فيه جماليات تصويرية ابهرتني وبقوة تبارك الله:

[FONT="Arial Black"]عاد الصَّمْتُ يَجوس بَيْنهما..ما خلا رَفيف الهَواء و مُناغاتِه لقُلوبهم الحائِرة..و المَوْج بسُكونٍ ساحِر..يَتَمايَل على موسيقى الليْل و يَصْطَدِم بالقارب،ليُطَبْطِب على كَتِفَي رَجُلان كانت الأُنْثى عِلَّة انْحناءَهما..،
والله كدت اصفق من جمال التصوير لدرجة شعرت وكأن موج البحر تحول يد تطبطب عليهم حالة استكنان وخدر عجيبة تلبستني
تعرفي سيمبلنس احس حرام المعزوفة الخرافية هذي تجلس حبيسة النت اطلقي سراحها في رواية مطبوعة وأنا اجزم لك راح يكون لها صدى يفوق الخيال.
سلامي لك ياحلوة.



[/FON
T]

 
 

 

عرض البوم صور فتاة طيبة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مُقيّدة, امْرَأة, بقلمي, حوّل, عُنُقِ
facebook



جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 08:55 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية