لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (1) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-02-15, 07:17 AM   المشاركة رقم: 171
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jan 2015
العضوية: 286806
المشاركات: 303
الجنس أنثى
معدل التقييم: منى سعد عضو على طريق الابداعمنى سعد عضو على طريق الابداعمنى سعد عضو على طريق الابداعمنى سعد عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 315

االدولة
البلدPalestine
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
منى سعد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : برد المشاعر المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: منازل القمر(الفصل السادس)

 

الله يسعد صباحك ميشو وكل الصبايا صباحكم يارب فل وياسمين وصوت فيروز عبر الطرقات

 
 

 

عرض البوم صور منى سعد   رد مع اقتباس
قديم 01-02-15, 09:12 AM   المشاركة رقم: 172
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2014
العضوية: 279140
المشاركات: 42
الجنس أنثى
معدل التقييم: احتاج الامان عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 61

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
احتاج الامان غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : برد المشاعر المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: منازل القمر(الفصل السادس)

 

يسعد صباكم صبايا الفصل كتير حلو والله يعطيكي العافية ميشو

 
 

 

عرض البوم صور احتاج الامان   رد مع اقتباس
قديم 01-02-15, 10:53 AM   المشاركة رقم: 173
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jul 2014
العضوية: 271387
المشاركات: 11,135
الجنس أنثى
معدل التقييم: bluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 13814

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
bluemay غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : برد المشاعر المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: منازل القمر(الفصل السادس)

 
دعوه لزيارة موضوعي

هلا وغلااا

يسعد صباحكم

وبإنتظارك حبيبتي

الله يفرجها عليكم

°•○اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي○•°

 
 

 

عرض البوم صور bluemay   رد مع اقتباس
قديم 02-02-15, 02:28 AM   المشاركة رقم: 174
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اميرة القلم


البيانات
التسجيل: Aug 2014
العضوية: 273354
المشاركات: 4,068
الجنس أنثى
معدل التقييم: برد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسي
نقاط التقييم: 4345

االدولة
البلدLibya
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
برد المشاعر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : برد المشاعر المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: منازل القمر(الفصل السادس)

 

صباح الخير أحلى منى ويسعدلي هالصباح يا رب ‏



شكرا بيبتي أحتاج الأمان هذا من ذوقك العسل ‏




يسعدلي صباحك مايتي ‏.....‏ آمين الله يفرجها على كل من طلب فرجه ‏


اليوم إن شاء الله أحاول أنزل لكم الفصل ‏

 
 

 

عرض البوم صور برد المشاعر   رد مع اقتباس
قديم 02-02-15, 04:17 PM   المشاركة رقم: 175
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اميرة القلم


البيانات
التسجيل: Aug 2014
العضوية: 273354
المشاركات: 4,068
الجنس أنثى
معدل التقييم: برد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسي
نقاط التقييم: 4345

االدولة
البلدLibya
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
برد المشاعر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : برد المشاعر المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: منازل القمر(الفصل السادس)

 



الفصل السابع




كنت جالسة على سريري أقرأ كتاباً وعقلي مسافر لذاك اليوم بل لذاك اللقاء بيننا

في المكتبة , كانت ملامحه ونظراته غريبة ليس كالمرتين السابقتين !!

آه كم يبعثرني هذا الرجل ولا يعلم ما يصنعه بي إن ضحك إن ابتسم إن تحدث

أو سكت , في كل أحواله يسلب عقلي ويغادر به , لما حتى الصدف تريد أن

تزيد احتراقي , ترى ما عناه حين قال ( هل الكتاب فقط ) ما يعني غير الكتاب !!


دخلت حينها عمتي عليا الغرفة وقالت بابتسامة " قمر هل أنتي مشغولة "

ابتسمت ووضعت الكتاب جانباً قائلة " لا , وحتى إن كان كذلك فأنتي أهم "

اقتربت ووضعت يدها على رأسي وقالت " ما أكبر هذا العقل وما أجمل هذا الوجه "

قلت مبتسمة " يبدوا لديك شيئاً "

ضحكت وقالت " كم أتمنى أن أخفي عنك شيء ولا تريه في ملامح وجهي "

ثم جلست وأمسكت يدي وقالت

" قمر لقد خطبك أحدهم من عمك وهوا طلب أن آخذ رأيك كي لا تخجلي منه "

قلت بحياء " هوا يضن أني كنت أرفض لأنه هوا من يتحدث معي , أليس كذلك "

قالت رافعة كتفيها " يبدوا ذلك "

رفعت شعري خلف أذني وقلت بهدوء " من الخاطب ..؟ "

قالت بابتسامة وهي ترفع باقي شعري

" في السابق كنتي ترفضين مباشرة دون سؤال فما تغير الآن "

قلت " لا أعلم !! أليس من حقي أن أعرف "

قالت من فورها " بلى , إنه الكاتب رائد المنذر "

نظرت لها بصدمة كادت تخرج معها عيناي وقلت بهمس مخنوق " رائد "

قالت " نعم تحدث مع عمك اليوم "

شعرت حينها بكبر حجم الكلمات التي قالتها وأني لا أستطيع استقبالها , لم يكن عقلي

مُعداً لاستقبال أمر كهذا بعد أن فقد الأمل منه منذ سنين , بقيت أرمش ونظري على

عينيها دون أي ردة فعل أخرى وهي تنظر لي بحيرة ثم قالت

" قمر ما بك هل تختبرين قوة رموشك "

ضحكتُ وضحكَتْ هي معي واستمررنا في الضحك حتى تحول لبكاء فحضنتني وقالت

" قمر ما بك بنيتي حتى الضحك تختمينه بالبكاء "

غصت في حضنها أكثر وقلت " من جاء يخطب من الثلاثة قمر أم ضوء القمر أم نورسين "

قالت " أنا لا أفهم مما تقولين شيئاً "

ابتعدت عن حضنها مسحت دموعي وقلت " موافقة "

نظرت لي بصدمة وحيرة ودهشة وكل شيء من ذلك كله ثم قالت " متأكدة !! "

قلت " نعم ولما استغربتِ "

قالت بحيرة " ألن تفكري قليلا لتتخذي قرارك , هذا زواج ولا يكون القرار فيه بسرعة هكذا "

هززت رأسي بلا وقلت ممسكة يديها " لا عمتي لن أغير رأي , هوا قدري لي أنا "

نظرت لعيناي مطولاً بصمت ثم قالت " هوا ذاك الشخص إذاً "

أعدت يداي لحجري ونظرت لهما في صمت فوضعتْ يدها على كتفي وقالت بهدوء

" قمر قد لا تكون الحياة معه كما تريدين وقد لا يسعدك , لا أريد لك

التعاسة يكفيك ما رأيته في حياتك بنيتي "

نظرت لها من فوري وقلت وعيناي تمتلئان بالدموع

" حتى لو كنت سأعيش معه تعيسة فأنا راضية لأنه وحده من سينتزع تلك السنين

من قلبي وحده الشيء الذي سيملأ الهوة الفارغة في داخلي "

قالت بحنان ماسحة لدموعي

" الأمر لن يكون سهلاً بنيتي الزواج ليس كالعلاقات العابرة وأنتي

لم تجربي ذلك فلا تستهيني بالأمر "

ارتميت في حضنها وقلت ببكاء

" لا أتخيل هذا العالم من دونه عمتي لا أستطيع تصور حتى أن يكون

لامرأة أخرى غيري لأنني سأموت "

مسحت على شعري وقالت " كما تريدين يا قمر المهم أن تكوني مرتاحة وسعيدة "


ثم أبعدتني عن حضنها قبلت خدي مبتسمة وغادرت من فورها فارتميت على السرير

أشعر بكل المشاعر تدفق مرة واحدة فكان أولها أن أدمعت عيناي وشعرت بأنفاسي

تتقطع في صدري فهذه هي أنا الحزن أول شيء يزورني وآخر من يغادر مني

احتضنت الوسادة أغمر وجهي فيها وأبكي بصمت

وها قد حمل لي هذا اليوم ذاك الخبر الذي لم أتوقعه ولم أتخيله , رائد يريدني زوجة له

بالتأكيد لم تكن المقصودة قمر التي أحبته ولا ضوء القمر التي أحبها ولكني لم أهتم

ولم يخبرني هذا اليوم أنه جاء لخطبة ثلاثتهم


ولم تغب عمتي طويلا حتى دخلت نوران الغرفة وبالطبع علمت بكل شيء من

الجاسوس مؤمن فهوا لا يفوته شيء مما يدور في مجلس الضيوف ولو لم تكن

غير موجودة في المنزل لجاءتني قبل والدتها

دخلت بوجه مصدوم وقالت بتلعثم " لقـ لقـ لقد خطبك "

جلست وقلت " نعم اعلم "

اقتربت ووقفت أمامي وأنا جالسة فوق السرير وقالت " وهل أنتي موافقة "

قلت وعينيا على أصابعي تلعب بطرف اللحاف " نعم "

قالت بصوت مندهش

" نعم !!! وماذا لو اكتشف أنك ضوء القمر وماذا لو كان يعلم بذلك الآن "

نظرت لها بصمت فقالت بحدة " تكلمي يا قمر ماذا لو كان يعلم "

أشحت بنظري عنها وقلت " لا يهم "

جلست بجواري وأمسكت وجهي ووجهته ناحيتها وقالت

" قمر لا تركضي خلف مشاعرك سيجعلك تكرهينه حينها وتكرهين

نفسك أكثر من كرهك لها الآن "

قلت " لا يهم "

قالت بصراخ غاضب " اقسم أنك جننتي يا قمر "

أبعدت يداها عن وجهي وقلت بصراخ باكي

" نعم لا يهم أنتي لا تشعرين بي فلو جعلني أكرهه ولو كرهته يوماً فسأموت وسأكون

ارتحت في كلا الحالتين , أنا أحبه يا نوران أحبه بجنون افهميني , حياتي معه وحده

حتى لو أذاقني الأمرين , وسوف أجن لو كان لغيري "

وقفت واضعة يديها وسط جسدها وقالت " أين باقي المفكرة "

قلت ببرود " تخلصت منها "

قالت بحدة " هل معهم ورقة مقصوصة "

قلت بذات البرود " لا أعلم "

خرجت تردد بغضب " تحملي نتائج قرارك إذاً "

مسحت دموعي وارتميت على السرير أخفي وجهي بذراعي

لما لا يفهمني أحد !! لما لا تفهمون أن حياتي معه أو لا حياة لي فلا يمكنني العيش

كما يريدون مني أن أكون فأنا أصبحت مجرد قطعة منه , تعيش به أو لا تعيش وتكون

له أو لا تكون فكل التفاصيل في حياتي مرتبطة به من طفولتي لمراهقتي لصباي فكيف

أكون تهورت أو تسرعت !! كيف يأتي إلي بإرادته وأرفضه , هم يهدون بالتأكيد


جلست ببطء عدلت شعري ونزلت للأسفل وجدت مؤمن يُقسم باقة زهور على

مجموعات اقتربت منه وقلت " ماذا تفعل ومن أحضر هذه الباقة الجميلة "

قال وهو مشغول بفرز الألوان والأنواع " الرجل الذي طلبك للزواج "

قلت بابتسامة " ولما تُقسمها هكذا "

قال " ليأخذ كل منا حصته أنتي وأنا ونوران ووالداي "

ضحكت وقلت واضعة يداي وسط جسدي

" ولما ليست لي , هوا جاء لخطبتي يعني الباقة لي "

قال راميا بيده اتجاهي وعيناه على الأزهار

" لم يقل خذها لقمر قال خذها للداخل "

قلت بضحكة " حسناً دعنا نضعها في المزهرية إذاً "

نظر لي وقال بضيق " قمري لما لا تتركيني أعمل بتركيز "

ضحكت وقلت " حسناً توبة "

احتضنت حينها يد كتفي وجاء صوت عمتي قائلة بحنان

" حمداً لله أن عشت لأسمع أكثر من ضحكة في نفس الدقيقة مصدرها شفتا قمر "

طأطأت راسي بخجل فمسحت جبيني لترفع غرتي من أن تخبأ عيناي وقالت بحب

" قمر انظري إلي "

رفعت رأسي لها فأزالت يدها لتسقط الغرة على جبيني من فورها وقالت بهدوء

" أسعدك الله يا ابنتي لو علمت به لأحضرته رغماً عنه منذ سنوات "

رفعت شعري خلف أذني و أخفضت عيناي خجلاً فقالت

" قمر تعالي نجلس لدي ما أقوله لك "

نظرت لها بحيرة ثم توجهنا لأقرب أريكة وجلسنا عليها فقالت ناظرة لعيناي

" هناك ما يجب عليك معرفته فحين رأيت منك الموافقة من فورك وعلمت من يكون

بالنسبة لك قررت أن لا أخبرك ولكن عليك أن تعلمي في كل الأحوال "

لذت بالصمت فتابعت قائلة " رائد جاء اليوم وحده لخطبتك وقال لعمك أنه لن يكون

إلا وحيداً في المرات القادمة ولم يُفصح عن السبب وعلم منه عمك أن له والد وأخ

أكبر منه وأخوات وزوجة والد ولم يأتي أحد معه ولن يأتوا أبداً "

لذت بالصمت مطولاً بشرود , كيف ذلك ألم يرجع إليهم !! ولكنها ....

وصلني صوت عمتي قائلة " قمر أين ذهبتِ "

نظرت لها وقلت " وهل سأتزوجه هوا أم عائلته "

تنهدت وقالت " كنت أعلم أن هذا لن يغير في رأيك شيئاً ولكن كان عليا إخبارك

والقرار لك ومادمتِ موافقة فسيتصل به شاهد الأسبوع القادم ليخبره "

ثم وقفت مغادرة من فورها وعيناي تراقبانها وسمعتُ صوتاً متضايقا من خلفي يقول

" قمر هلا تحدثنا قليلا "

وقفت والتفتت لها وقلت بحيرة

" نوران لما لستِ سعيدة من أجلي أنا أستغرب ذلك "

قالت بأسى " لأني لا أريد أن يخدعك قلبك ثم تكتشفين شيئاً لم تتخيليه فيه "

نظرت لها بضياع فقالت ممسكة ذراعاي " قمر أخبريه بكل شيء أرجوك يا قمر "

هززت رأسي بلا دون كلام فقالت بجدية وهي تهزني

" قمر عليك إخباره لما كل هذا الإصرار أو اخبره أنا "

قلت بحدة " لا يا نوران لا تفعليها "

قالت ببرود مبعدة يداها عني " على إحدانا أن تفعلها ولك أن تختاري "

نظرت لها بصمت فقالت بجدية " افعليها أنتي أو فعلتها أنا "

قلت " ليس قبل أن أعلم إن تذكرني أو عرفني "

قالت " وإن كان يذكر قمر "

قلت " سأخبره "

حضنتني حينها وقالت بفرح " إذا مبارك لك يا قمر يا شقيقتي "

" انتهييييييييت "

كان هذا صوت مؤمن الصارخ بمرح وقد وزع علينا كل واحد مجموعة يأخذها رغماً عنه

وقد نامت تلك الزهرات في حضني طوال تلك الليلة وكأنها دليل الحلم الذي بات حقيقة



وبعد مرور أيام اتصل به عمي شاهد ليخبره بموافقتي وبعدها بأيام قليلة زار عمي ليتفق

معه على كل شيء وأخبره أنه لن يقيم حفل زفاف ولم يكن ذلك يهمني وحدد معه موعد

الزواج وأصر أن يكون بعد شهر واحد فقط فقضيت ذلك الشهر أنا ونوران نركض في

الأسواق لنشتري كل ما يلزمني وقد اصطحبتني مكرهة لصالونات العناية بالبشرة والشعر

لم أكن أحتاجهم لولا إصرار العنيدة نوران وحينما دخلت لهم استغربوا قدومي



وكانت أيام ذاك الشهر تمر عليا كالسنين غير مصدقة ما أنا فيه فلو أخبر أحدهم قمر

الطفلة الجالسة على العلبة الحديدية في ذاك السطح أن من يُلقي عليها الدروس حينها

سيصبح زوجها يوماً لكذبتهم بكل تأكيد , ولو أخبر أحدهم ضوء القمر أن من تحادثه

عبر الانترنت مترددة حتى في أن تخبره من تكون , لا وخذلته وكسرت قلبه , بأنها

ستعود إليه لما كانت أحد نُزل مستشفى القلب الألماني تلك الأيام



انتظرت طوال ذاك الشهر أن يتحدث معي عبر الهاتف ولكنه لم يفعل ولم أفعلها أنا

وبعد كل ذاك الانتظار جاء اليوم الموعود وفي الصباح دخلت عليا نوران متضايقة

فقلت باستغراب " ما بك يا نوران ماذا حدث ؟! "

قالت بضيق " زوجك المصون "

قلت بحيرة " ما به ومنذ متى صار زوجي !! "

تأففت ثم قالت بضيق أكبر

" منذ قليل وقال أنه لا يريد أن تتزيني وأن تذهبي معه بملابسك هذه "

نظرت لنفسي مطولاً ثم لها وقلت بصدمة " بملابسي !! "

قالت بغضب " غريبو أطوار حقاً أنتم معشر الأدباء لما يرفض أن ترتدي فستان الزفاف وتتزيني "

قلت بعد صمت " إن كان لا يريده فلمن سألبسه ولا حفل هناك ولا أحد غيره "

قالت بصدمة " هل توافقين على ما يقول "

جلست على السرير وقلت بحزن " لا طبعاً فمن التي لا تحب أن تتزين لزوجها وترتدي

الفستان الأبيض لكن لمن ألبسه إن كان لا يريده "

قالت بحدة واضعة يديها وسط جسدها " لنفسك طبعاً , قمر عليك أن لا تبدئيه على نفسك كي

لا يستصغرك , خُديها نصيحة مني لا تكشفي مشاعرك له قبل أن تعرفي مشاعره اتجاهك "

تنهدت وقلت " يبدوا عليا فعل ذلك "

قالت بغيض " سحقاً ... لو لم يكونوا عقدوا بينكما لرفضناه الآن "

نظرت لها بصدمة فضحكت وقفزت بجواري على السرير واحتضنتني وقالت

" سأشتاق لك يا قمر وسأفتقدك "

ابتعدت عنها مسحت دموعي وقلت " وأنا كذلك لقد اعتدت عليكم جميعكم "

قالت بنصف عين " يا عيني ومن التي كادت تموت فرحاً لأنها ستذهب مع حبيب القلب "

ابتسمت بصمت فقالت " ماذا سترتدين إذاً , علينا أن نختار شيئاً "

قلت بحيرة " لا أعلم ما سيكون مناسباً !! "

قالت بحماس " لا بأس فمازال أمامنا النهار بطوله جربي كل شيء لنختار "

قلت بصدمة " كل شيء !! "

قالت غامزة بعينها " فيما عدا قمصان النوم طبعاً "

رميتها بالوسادة وقلت " يا لك من وقحة "



وقضينا أغلب الوقت نفتش بين الفساتين حتى تعبت من كثرة القياس ووقع اختيارنا أخيراً

على فستان أحمر اللون بحمالات من الكريستال ومشبك كريستالي عند الصدر مخصر

وواسع من الأسفل يصل طوله فوق الركبتين بقليل ورفعت لي غرتي جانبا ممسكة إياها

بمشبك كريستالي أحمر لتسقط منها خصلات كثيرة على جبيني ووزعت وورود حمراء

صغيرة على شعري البني الطويل وتركته مفتوحا ثم قفزت أمامي وقالت

" بعض الحمرة وكحل للعينين الجميلتين وننتهي "

قلت " حسناً ولكن لا تبالغي تَعلَمي أني لا أحب ذلك "

ضحكت وقالت " يبدوا أنك وقعتي على شبيهك , حسناً لن أُكثر "

دخلت حينها عمتي وقالت بدهشة " ما شاء الله لم يخطأ والدك حين سماك قمر "

قلت بحياء " شكراً عمتي "

قالت " لو كنتي تزينتِ فكيف ستكونين , لو فقط تركنا ننعم بذلك "

قلت " حتى هذا يكفي تعرفينني أحب الأشياء البسيطة "

احتضنتني وقالت " ليسعدك الله يا ابنتي , قمر اعتني بنفسك جيداً وبزوجك وعليك

أن تعلمي أن الحياة تحتاج للتحمل والصبر فليس كل ما نريده نحصل عليه "

قلت ببكاء " سأشتاق لك عمتي , شكراً على كل ما فعلتموه من أجلي "

أبعدتني عن حضنها وقالت " قمر لا تنسي الحبوب خديها بانتظام لقد شرح شاهد

الأمر لزوجك , عليك أن تكوني حذرة بنيتي كلها عامان فقط "

قلت بحياء وعيناي أرضاً " حسناً "

ناولتني عباءتي وقالت " هيا فرائد وعمك ينتظران في الأسفل "

أخذت العباءة لبستها وارتديت حجابي فهمست لي نوران قائلة

" قمر تحدثي معه في الأمر سريعاً أرجوك "

نظرت لها بحيرة فقالت بمرح " بسرعة انزلي له , ها قد تخلصت من قمرهم أخيراً "

ضحكنا معا ثم نزلت للأسفل فأول ما وقعت عليه عيناي كان رائد فكادتا تدمعان لرؤيته

فهما لا تعرفان شيئاً ما أن تريانه إلا الدموع , كان أنيقا ووسيما ورائحة عطره تملأ

المكان بل الشعور بوجوده يتخطى الشعور بالأمكنة , وأخيراً أنت لي يا رائد اسمي مرتبط

باسمك لأكون لك أنت ولتكون أنت لي وتخصني لي وحدي , كم هي عجيبة هذه الحياة


نزلت واقتربت منهم فاحتضنني زوج عمتي بحنان وقال

" قمر يا ابنتي سامحينا على إهمالنا لك كل تلك السنين "

قلت بدموع " شكراً لكم على كل ما فعلتموه من أجلي لن أنسى لكم ذلك ما حييت "

ثم ابتعدت عنه واحتضنت مؤمن فقال " وداعاً يا قمري وزورينا غداً صباحاً "

ضحكنا جميعنا ثم وضع رائد يده على كتفي وقال " وداعاً الآن ونراكم قريباً "

قال عمي شاهد " رافقتكم السلامة واعتنيا بنفسيكما وببعض "


خرجنا سوياً فتح لي باب السيارة فركبت سيارته وأول شيء يخصه أشاركه فيه ومضينا في

صمت تام وعيناي على أصابعي التي أحركها بتوتر وأشدها مع بعضها فجاءني صوته قائلاً

" قمر لقد رفضتِ الكثيرين فلما وافقتِ علي "

نظرت له بصدمة وحيرة واستغراب دون كلام أبحث في ملامح وجه عن سبب لهذا السؤال

أو عن تفسير لما سمعت فقال ببرود " أليس لديك جواب أم أقول أنا "

قلت بصدمة " ماذا ستقول ؟!! "

تنهد وقال " لا شيء "


عدت بنظري للأسفل في صمت وضياع من نبرة صوته وسؤاله , وصلنا المنزل دخل

وأنا أتبعه أشعل الأنوار وخلعت عباءتي وحجابي ببطء ووضعتهما على الأريكة التفتت

للخلف ليقول شيئاً فسكت فجئه ينظر لي بتفحص يتنقل بين كل جزء صغير مني وأنا أكاد

أموت خجلا وعيناي سافرت أرضاً ثم شعرت به يقترب حتى وقف أمامي يكاد يكون

ملتصقا بي لأشعر بكل مفصل من مفاصل جسدي يتوتر بشدة ليلحقها توتر أنفاسي المتلاحقة

كم هوا معذب قربه وكم هي حارقة أنفاسه فلم أتخيل الاقتراب منه يكون بهذه القوة القاتلة

والحرارة الحارقة , كنت أعدل طرف الفستان ثارة وأتأكد من حمالته ثارة أخرى وأرفع شعري

خلف أذني محاولة إخفاء توتري وتشتيت نظري بعيداً عنه , تخللت أصابعه في شعري ومد

يده جانبا لتعبر أصابعه في شعري حتى نهايته ليسقط على كتفي وكأنه يختبر طوله مكرراً

لذلك عدة مرات في صمت تام ثم مرر أصابعه على ذقني لنهاية فكي اليمين إلى رقبتي ثم

كتفي وأنفاسه تزداد قوة ودقات قلبي تكاد تتفجر من لمساته وقربه أغمضت عيناي برفق فلم

تعد لدي أي طاقة لتحمل كل هذه الحرب النفسية الباردة

مرر أصابعه تحت ذقني ببطء ثم رفعه ليقابل وجهي وجهه وعيناي على حالهما مغمضتان

شعرت بأنفاسه تتخلل أنفاسي حتى بث أتنفسها هي بدلاً عن الهواء وارتجف كل جسدي حين

شعرت بشفتيه تلامس شفتاي حتى كدت أفقد وعيي , لما لم يخبرني أحد أن هذه الأمور قاتلة

هكذا ومدمرة , وما هي إلا لحظة وابتعد وابعد يده فجأة وابتعد عني بضع خطوات

وقال مشيرا بأصبعه " تلك غرفة النوم هناك "

ثم دخل غرفة أخرى كان يبدوا عليها غرفة مكتب , تنفست بقوة من تأثير الإعصار المدمر

داخلي لاقترابه مني كانت يدي على صدري ونفسي يخرج قويا , سحقا لعنفوان رجولتك

يا رائد لقد أحرقني


دخلت للغرفة التي أشار كانت جديدة ومرتبة أدخلت حقيبتي وجلست أنتظر وطال

بي الانتظار لتتحول الساعة لاثنتين وثلاث فتحت الحقيبة ورتبت ملابسي في الخزانة

وانتهيت بعد جهد ووقت ولم يدخل رائد هنا ولم يغادر تلك الغرفة

احترت ما ارتدي فقررت ارتداء بيجامة قطنية خياراً اقل إحراجاً , استحممت ولبستها

وجلست انتظر الغائب الذي لم ولن يأتي على ما يبدوا عليه , خرجت أتسلل بهدوء

اقتربت من تلك الغرفة فكانت مضاءة طرقت على الباب بخفة فوصلني صوته قائلا

" نعم يا قمر "

قلت بهدوء من خلف الباب " رائد هل أنت بخير "

قال " نعم نامي أنتي أنا مشغول قليلا "

كان صوته جافاً وبارداً كالجليد عدت للغرفة تسحبت تحت اللحاف وبكيت في أول ليلة لي

معه الليلة التي الدموع آخر ما كنت أتوقع أن تكون فيها حتى غلبني النعاس , عند الفجر

استيقظت ولم يكن بجانبي ولم يزر الغرفة على ما يبدوا لكنت شعرت به , دخلت الحمام

توضأت وصليت أولاً كعادتي ثم استحممت وارتديت فستاناً قطنياً قصيراً أبيض اللون به

رسوم لفراشات وأوراق شجر متساقطة جمعت شعري وربطته بشريطه خضراء كعادتي

التي أحب وخرجت من الغرفة فصُدِمت به ينام على الأريكة في الصالة

اقتربت منه وقلت بصوت هادئ وهامس " رائد "

فتح عينيه مباشرة ينظر لوجهي بتركيز وكأنه مصدوم من وجودي هنا فقلت بحياء

" إنها الصلاة لقد فآتتك منذ وقت "

جلس من فوره مسح وجهه ثم دخل الحمام الفردي في الصالة , توجهت للمطبخ لأعد شيئاً

للإفطار , لست اعلم إن كان يتناول الإفطار عند هذا الوقت أم يعود للنوم وما يأكل عند

الفطور , تنقلت في المطبخ وغيرت ترتيب بعض الحاجيات كما يناسبني ثم خرجت بحثا

عنه لأسأله , دخلت غرفة النوم فوجدته نائماً وقفت أنظر له بصدمة فقال مغمضا عينيه

" لا تصدري الكثير من الأصوات في البيت لا أعرف النوم إلا في الهدوء "

كانت تلك الكلمات بنفس تلك النبرة الجافة الباردة , فهمت المقصد أخرجي ولا تعودي

حتى أستيقظ , خرجت وجلست في الصالة لوقت طويل أشاهد التلفاز دون صوت ثم

دخلت للمطبخ وأغلقت الباب وأنهيت باقي الترتيب فيه , بعد ذلك سمعت صوت باب

غرفة النوم يُفتح خرجت من المطبخ فوجدته يجلس يشاهد التلفاز فقلت بهدوء

" هل أحضر لك فطوراً "

قال وعيناه على التلفاز " كوبا من الشاي وأكثري السكر "

عدت من فوري للمطبخ تنهدت وأعددت الشاي له , عليا أن استحمل قليلا حتى أفهم لما

يتصرف معي هكذا فقد استحملت في حياتي أكثر من هذا بكثير ولكن هذا جارح أكثر من

كل تلك الأمور , مسحت دموعاً بدأت بالتسلل من عيناي وقلت مساندة لنفسي

( ما كنت سأكون أحسن حالاً وأنا بعيدة عنه )

خرجت له بالشاي وضعته أمامه على الطاولة فتدلت جديلتي لتنزل عليها فأمسكتها

ورميتها خلف ظهري وعيناه تتفحصني بتركيز , ابتعدت وجلست مبتعدة عنه وعيناي

على التلفاز مثله وقلت بعد وقت " المنزل يحتاج بعض الأغراض "

قال دون أن ينظر إلي

" اكتبيها في ورقة وسأحضرها فيما بعد فلا محال قريبة هنا لتجلبيها منها "


كان يقلب القنوات دون تركيز أو اهتمام لما يُعرض فيها رمى بعدها بجهاز

التحكم جانبا وخلل أصابعه في شعره رافعا رأسه للأعلى ونظره للسقف وقال

" خروج من دو أذني ممنوع , كثرة أسئلة أين ذهبت متى تعود لا أريد

عندما أكون مشغولاً في مكتبي لا أحب أن يزعجني أحد "


كنت أنظر له بصمت وعيناي تتفحصان ملامحه تقاوم الدموع من أن تنزل وكل ما

أحاول جاهدة فعله أن أمنع عقلي من أن يَغرس له صورة معاكسة لرائد طفولتي

وقف بعدها أخذ مفتاح سيارته ومحفظته وهاتفه المحمول وغادر , وصل عند نهاية

الصالة ثم وقف وقال معطيا ظهره لي " لا تنتظريني على الغداء "

وخرج من فوره وتركني خلفه كقطعة من قطع هذه الأثاث ولم يشرب حتى الشاي

الذي أعددته له , تنهدت بأسى ... هل ستستحملين هذا يا قمر !!!

يبدوا لي هذه هي أطباعه , ولكن يستحيل أن يعامل عروسه هكذا مهما كان سيئاً

وقفت وحملت كوب الشاي الوحيد المهمل مثلي , رشفت منه رشفة ثم أخرجت لساني

متقززة وقلت بقرف " يع كيف يشربه هكذا , هذا سكر بالشاي وليس شاي بالسكر "

ثم ابتسمت بحزن ودخلت المطبخ , أليس هذا مناك دائماً يا قمر أن تدخلي عالمه

وتكتشفيه فها هي الاكتشافات السيئة تتوالى عليك

قضيت الوقت في ترتيب المنزل رغم أنه شبه مرتب تماماً وغسلت ثيابه ولم أتناول

شيئاً فلم أجد رغبة في الطعام , مر وقت الغداء والعصر واقترب المساء ولم يعد

دخلت الغرفة استحممت وارتديت بيجامة قطنية ببنطلون قصير وقميص ضيق

وحمالات رقيقة كانت بسيطة توجهت عند الخزانة وقفت ونظرت لنفسي في المرآة

أنا أعشق دائماً ارتداء الفساتين عن باقي الثياب لكني الآن لي شريك في اختيار

ثيابي وقد يعجبه هذا أكثر , ابتسمت بألم على أفكاري وابتعدت من أمامها

وهل يكترث لما أرتدي !! هوا لم يعلق بشيء لا البارحة ولا اليوم , مشطت شعري

وأمسكت أحمر الشفاه ثم رميته على طاولة التزيين .... يبدوا لي لا داعي له

خرجت من الغرفة للمطبخ فليس غيرهما لي , كان هناك قفص جميل لعصفوري زينة

باللون الأصفر والأخضر الزيتوني , طوال الصباح كانا داخل منزلهما ولم يخرجا إلا الآن

وقفت أشاهدهما بسرور , كم هما جميلان ويفعلان حركات عشوائية ومضحكة ويزقزقان

بتناغم جميل حتى غطى صوتهما على كل الهدوء المميت هنا


وضعت أصابعي على القفص محاولة لمس ريش أحدهما فتسللت يد ماره بساعدي فارتجف

قلبي من الخوف وشهقت شهقة صغيرة من الفزع , كيف لم أشعر بقدومه ولا دخوله !!

وصلت أصابعه ليدي وجسده ملتصق بي وهوا يقف خلفي ثم أبعد أصابعي قليلا ببطء

وهمس في أذني " لا تقتربي له من هنا سوف يؤذيك "

حرك يدي حتى القضبان خلفه وقال بذات الهمس " أدخلي إصبعك , يمكنك لمسه من هنا "


كانت أطرافي مخدرة تماماً من قربه وهمسه فعن أي إدخال لإصبعي يتحدث أُقسم

لو قاس لي نبض قلبي لوجده متوقف تماماً عن العمل , قلت بهدوء

" لم أعد أريد ذلك لقد خفت منه لم أتخيل أنه يؤذي "

شد على يدي بقوة مخللا أصابعه في قطبان القفص وهي بينهم وبين يده حتى شعرت بالألم

فيها من ضغط الحديد عليها ومرر يده الأخرى على خصري بهدوء يشدني إليه

استنشق عنقي بقوة ثم انتقل لأذني وهمس فيها " ما العمل أخبريني ؟!! "

عاد قلبي من توقفه وعادت دقاته تضرب في أذناي بقوة فقلت بهمس

" ما العمل في ماذا أنا لا أفهمك !! "

عاد للصمت دون أن يجيب وأنفه لازال يستنشق عنقي بنهم حتى أفقدني حواسي ثم ابتعد

عنه فجئه وكأنه كان نائماً واستيقظ لنفسه , سحب يده من القفص وحررني من قبضة يده

الأخرى ومد يده للقفص مسندا لها بكتفي وقال ببرود وهوا يدير القفص بإصبعه

" هل تعلمي أن هذه الأنثى إن مات ذكرها تموت ولا تعيش بعده "

سكتَ قليلا ثم أبعد يده وقال بعدها بسخرية

" هُم بلا عقول ويعلموننا درساً في الوفاء , يالها من مهزلة "

طأطأت رأسي أرضاً في صمت ثم قلت بهدوء

" بل نحن البشر أوفى منهم , فهي لا تموت وفاءً له بل لأنها على هذا فطرها الله "

ساد صمتٌ غريب حتى ظننته خرج من هنا فالتفتت للخلف بسرعة فكان واقفا مكانه

عدت خطوتين للوراء انظر لعينيه بضياع لتمتلئ عيناي فوراً بالدموع دون نزول

كنت أبحث في عينيه عن نفسي عن ذاتي الضائعة بل وعنه هوا أيضاً لأني لم أعد

أفهمه وكانت عيناه تتنقلان بين عيناي وكأنه يبحث فيهما أيضاً عن شيء ما

فسرقت نفسي من عينيه ونظرت لصدره العريض المكان الذي طالما احتجت اللجوء إليه

احتجت أن أبث همومي فوقه أن يحتويني ويمسح دموعي المتسللة على صفحات ضلوعه

المكان الذي كنت أراه بعيدا عني كل البعد والآن لا تفصلني عنه سوى إنشات بسيطة

ملكي ... لي أنا ... لا أحد يحاسبني إن اقتربت منه , ولكن كيف !!! فهذا لا يزال مستحيلاً

فما أصعب أن يكون الشيء الذي كنت تراه بعيداً عنك طوال عمرك بين يديك في لحظة

ولكنه لازال بكل ذاك البعد

طأطأت راسي أرضاً فمد أصابعه لذقني ورفع وجهي إليه لتعود عينانا للتعلق ببعضهما

من جديد فتسللت دمعة واحدة لرموشي مسحها بإبهامه وقال " حتى الآلات التي اخترعها

البشر تعجز عن فك رموز نظرات العينين فما الذي تريدين قوله بهما يا قمر "

نظرت للأسفل مسحت عيناي ثم نظرت له في صمت فمسح بيده على وجهي ثم على

شعري وشد رأسي لحظنه لأتكئ بهدوء على صدره وكأنه قرأ ما لم تقرأه ألآلات البشرية

بل ما لم تقرأه حتى عيونهم يوماً في حزن عيناي واحتياجهما إليه

طوقني بذراعيه برفق فنزلت دموعي تروي لتلك الأضلع مالا أستطيع قوله والبوح به

شددت قميصه بقبضة يدي بقوة وغمرت وجهي في صدره وسافرت لبكائي المعتاد

الطويل مع فارق كبير جداً هذه المرة أنها ليست الوسائد وشراشف السرير من تحتضن

هذه الدموع , كان يمسح على شعري ببطء وصمت دون حتى أن يسألني لما أبكي

ابتعدت بعدها عن حضنه ونظري للأسفل وشهقاتي الصغيرة لازالت تملئ سكون المكان

رفع وجهي إليه مجدداً وقال ونظره على عيناي " أخبريني يا قمر ماذا تريدان أن تقولا "

لم أتكلم ولم أستطع حتى تحريك شفتاي , بقيت أنظر لعينيه في صمت لتعود دموع

عيناي للتسلل بين رموشها لتبللها من جديد , مسح بطرف أصابعه عليهما وقال

" حسناً توقفي عن البكاء على الأقل "

ثم خرج وتركني بقايا أنثى عبث بمشاعرها كيف يشاء , غادر بعدما سلب روحي مني

لتخرج معه وتتركني جسد بلا روح , مجرد دمية لا يمكنها حتى تغيير مكان وقوفها



خرج بعدها من المنزل لتمر الساعات من جديد وهوا أين لا أعلم ولا أستطيع الاتصال به حسب

أوامره طبعاً حتى انتصف الليل ولم يعد للمنزل , كنت أمنع نفسي من الاتصال به وأمسك يداي

عند صدري محاولة منعهما من التهور والوصول لهاتفي ولكن قلبي كان يحترق ولا شيء يمكنه

إطفائه , تنفست بقوة ثم خاطرت وأمسكت هاتفي واتصلت به فكان هاتفه مقفلاً ليزداد خوفي

وإطراب قلبي وما كان لشيء حينها أن يُهدئه , وما هي إلا لحظات ورن هاتف المنزل

ليزيدني على ما بي فبقيت أنظر له كالميتة أخشى مما سوف يأتيني به , تنفست بقوة عدة

مرات ثم اقتربت منه ببطء رفعت السماعة وأجبت ......


وعند هنا كانت نهاية الفصل الجديد

في الفصل القادم سننظر للأمر من منظور بطل روايتنا .... رائد



 
 

 

عرض البوم صور برد المشاعر   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
منازل, منازل القمر, القمر, برد المشاعر, روايات, رواية, رواية للكاتبة برد المشاعر, رواية منازل القمر
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t198400.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
ط±ظˆط§ظٹط© ظ†ط³ط± ط§ظ„ظ‚ظ…ط± ط§ظ„ظپطµظ„ ط§ظ„ط³ط§ط¨ط¹ - ظ‚ط§ط¦ظ…ط© ط§ظ„طµظپظˆظپ ظˆط§ظ„ظ…ط¨ط§ط­ط« ط§ظ„ط¯ط±ط§ط³ظٹظ‘ط© This thread Refback 11-11-22 10:12 PM


الساعة الآن 10:23 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية