لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (1) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 18-03-15, 09:29 AM   المشاركة رقم: 1116
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jul 2014
العضوية: 271387
المشاركات: 11,135
الجنس أنثى
معدل التقييم: bluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 13814

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
bluemay غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : برد المشاعر المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: منازل القمر ( الفصل الثاني والعشرون)

 
دعوه لزيارة موضوعي

صباح النور جوجو

وانا كمان متشوقة كتييير للي جاي



احلى تحية لميشو وللحلوين اللي بتابعو معنا ..

 
 

 

عرض البوم صور bluemay   رد مع اقتباس
قديم 18-03-15, 10:12 AM   المشاركة رقم: 1117
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2014
العضوية: 279140
المشاركات: 42
الجنس أنثى
معدل التقييم: احتاج الامان عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 61

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
احتاج الامان غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : برد المشاعر المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: منازل القمر ( الفصل الثاني والعشرون)

 

يسعد صباحكم جميعا
انا اتاخرت هالمرة كتير عليكم واشتقتلكم كتير كتير بس الله عالم بالظروف المهم انا كتير انبسطت وقت شفت انو عدد القراء كل مالو وعم يزيد وهاد دليل ع رونق وجمال قلمك وانشالله للاحسن وعقبال وقت نشوفك كاتبة كبيرة والك رواياتك بالمكتبات
وضع قمر كتير حزني وقلتلك انو مو ناقصنا احزان وجعني قلبي عليها انشالله تتخلص من اوجاعها وتقدر تتغلب على كل شي

 
 

 

عرض البوم صور احتاج الامان   رد مع اقتباس
قديم 18-03-15, 11:34 AM   المشاركة رقم: 1118
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اميرة القلم


البيانات
التسجيل: Aug 2014
العضوية: 273354
المشاركات: 4,068
الجنس أنثى
معدل التقييم: برد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسي
نقاط التقييم: 4345

االدولة
البلدLibya
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
برد المشاعر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : برد المشاعر المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: منازل القمر ( الفصل الثاني والعشرون)

 

صباح الخير جمان وميمي ‏

شوي بس وايكون الفصل عندكم إن شاء الله ‏

 
 

 

عرض البوم صور برد المشاعر   رد مع اقتباس
قديم 18-03-15, 11:39 AM   المشاركة رقم: 1119
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اميرة القلم


البيانات
التسجيل: Aug 2014
العضوية: 273354
المشاركات: 4,068
الجنس أنثى
معدل التقييم: برد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسي
نقاط التقييم: 4345

االدولة
البلدLibya
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
برد المشاعر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : برد المشاعر المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احتاج الامان مشاهدة المشاركة
   يسعد صباحكم جميعا
انا اتاخرت هالمرة كتير عليكم واشتقتلكم كتير كتير بس الله عالم بالظروف المهم انا كتير انبسطت وقت شفت انو عدد القراء كل مالو وعم يزيد وهاد دليل ع رونق وجمال قلمك وانشالله للاحسن وعقبال وقت نشوفك كاتبة كبيرة والك رواياتك بالمكتبات
وضع قمر كتير حزني وقلتلك انو مو ناقصنا احزان وجعني قلبي عليها انشالله تتخلص من اوجاعها وتقدر تتغلب على كل شي

أهلين أمون وينك يا عمري ‏اشتقت لك

الحمد لله إنك بخير ‏


أنا سعيدة إن الرواية حازت على إعجاب القراء وزاد عددهم وشرف كبير لي إنها تكون بهالقيمة عندكم ‏


شكرا لك حبيبتي والله يفرجها عليكم ‏

 
 

 

عرض البوم صور برد المشاعر   رد مع اقتباس
قديم 18-03-15, 11:48 AM   المشاركة رقم: 1120
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اميرة القلم


البيانات
التسجيل: Aug 2014
العضوية: 273354
المشاركات: 4,068
الجنس أنثى
معدل التقييم: برد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسي
نقاط التقييم: 4345

االدولة
البلدLibya
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
برد المشاعر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : برد المشاعر المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: منازل القمر ( الفصل الثاني والعشرون)

 





الفصل الثالث والعشرون








كدت أصاب بالجنون حين اتصلت بي عمتها وقالت لي أن ألحقها لأنها تموت

فتحت عليها الباب ودخلت فكان الألم واضحا على وجهها رغم ادعائها الصمود

أخرجت عباءتها من الخزانة ممسكا لها في حضني ولا أفهم مما يجري شيئاً

كانت تتألم بين ذراعي ثم أمسكت قلبها بقوة وقالت بصوت متألم

" قلبي ..... قلبيـــ آآآآآآآآآآآآآآآآه "

وسقطت من يدي أرضاً نزلت عندها أجلستها متكئة على كتفي وقلت

" تماسكي يا قمر تماسكي "

أمسكت قميصي ونظرها لسقف الغرفة ثم مدت يدها للسقف وقالت مبتسمة بحزن

ودموع " أراها ... أرى قدميها تقفزان هناك وأسمع صوت ضحكاتها "

مدت يدها للأعلى أكثر وقالت بألم " قمر خذيني إليك "

شعرت بأحشائي تتمزق وقلبي يرتجف وعجز لساني عن الكلام فحضنتها

بقوة أدسها في حضني كي لا ترى المزيد ولا تطلب الذهاب لها وتتركني

شعرت بيدها تمسك قميصي بقوة ثم قالت

" لما نسيت السطح وفتاة السطح يا رائد لما نسيت قمر الطفلة تلميذتك الوحيدة "

أبعدتها عن حضني ومسحت بيدي على وجهها وقال بهمس حزين

" لماذا يا قمر لماذا خنتني "

نظرت لعيناي نظرة لا أنساها ما حييت ... نظرة تحمل كل معاني الحزن والألم

والحب وقالت بابتسامة حزينة " لأني أحببتك "

ثم أمسكت قلبها بتألم ودست وجهها في حضني وقالت بصعوبة

" أخبرتك أني لا أريد أن أموت هنا ليثني أكرهك كما تكرهني يا رائد "

ثم شهقت بقوة وارتخى جسدها بي ذراعاي وسقطت يدها أرضاً أبعدتها عن حضني

أنظر لها بضياع كانت بين يداي كقطعة القماش , كورقة خريف فارقت شجرتها

كنت انظر لها بصدمة فقدت معها جميع حواسي , أحسست الآن بشعور من يقول

شعرت بقلبي ينشطر نصفان , أمسكت يدها برجفة فكانت باردة كالجليد فضغطت

عليها بقوة وقلت بهمس " قمر حبيبتي "

لكنها لم تتحرك ... لم تفتح عينيها ولم تجب , حضنتها بقوة وقلت بصوت مخنوق

" لا يا قمر لا تفعليها بي ... قمر أرجوك "

كنت أحضنها وأحضنها وأدسها بين ضلوعي وأترجاها أن تجيب أن تنظر إلي

ودون فائدة , أبعدتها عن حضني أتلمس يديها ووجهها ... كل شيء بارد كل شيء

كالجليد , ضغطت بيدي على قلبها بقوة ولا أشعر بأي نبض كان عقلي يرفض

فكرة أن ألمس عرق رقبتها وكأني أخشى من حقيقة أنا متأكد منها ثم جمعت

الأجزاء المتبقية من قواي المنهارة أغمضت عيناي بشدة وألم ومررت أصابعي

ببطء على عنقها فأحسست بنبض ضعيف , من مفاجئتي حملتها بين يداي وانطلقت

بها للسيارة وغادرت بسرعة جنونية للمستشفى , يد تحرك المقود ويد تحضنها

لصدري بقوة , كم شعرت اليوم أن الطريق طويل وأن السيارات تسير بسرعة

السلحفاة بل أبطأ منها بكثير , وصلت المستشفى ونزلت احملها بين ذراعاي

وأركض بها الممرات لا عباءة لا حجاب وبفستانها القطني القصير شعرها متناثر

حولها يلامس ركبتاي وكل من مررت به نظر لها ووكز من بجانبه إن كان لا يرى

فضممت وجهها لحضني وصرخت راكضاً

" إلى ما تنظرون هي امرأة متحجبة غضوا أبصاركم عنها "

وصلت نصف الممر وصرخت بكل صوتي " ممرضااااات ليأتي أي أحد يا مغفلين "

خرجت اثنتان تركضان نحوي لأخذها مني فقلت " ليس هنا ... العناية أي

شيء غير الطوارئ استدعوا الدكتور منصور دكتور القلب ملفها لديه

( قمر بشير) بسرعة أرجوكم "

أحضروا سريراً ووضعوها فيه وركضوا بها جهة المصعد وأنا خلفهم أدخلوها

العناية وتركوني في الخارج أجلس دقيقة وأجوب الممر دقائق أهدأ لحظة وأضرب

الجدار بقبضتي لحظات ومرت الساعة والساعتين والثلاث ولا أحد يخرج سوى

ركضاً ويجرون مكالمات بمن لا أدري ومؤكد بطبيبها في ألمانيا , لا أفهم شيئاً !

لما قالت عمتها هذا وكيف علمت ؟ هل هذا ما تعنيه قمر بموت الورد هل كانت

تعلم أنها ستموت ! كنت أحك جسدي كمدمن المخدرات الذي نقصت عليه الجرعة

ثم أحضن رأسي بيداي جالساً على كرسي الانتظار

قررت إبعادها عني لأرحمها مني فلم أقدر , جربت نسيان كل ما فعلت بي ولم أنجح

قررت أن أعيدها لعمتها وانفصل عنها ولم أستطع حتى اتخاذ قرار نهائي حيال الأمر

تبعتها للمزرعة لا أعلم غيرة عليها من خالي أم خوفاً عليها من سوزان أم شوقاً غلبني

وانتهز الفرصة وما أن رأيتها هناك حتى اكتشفت أنني عبثا أحاول وأني لن أتخلص

من وجودها في قلبي لا قمر الطفلة ولا ضوء القمر ولا قمر الحاضر فقررت بعد

عودتنا هنا أن نتحدث بروية واعلم لما خانتني ولما تسكت عن الأمر لكنها سجنت

نفسها ولم أحب إرغامها على الخروج كي لا نتشاجر فلم تخرج إلا على رسالة

سوزان التي لا اعلم من أين تحصلت على رقم هاتفي وانتهى بنا الأمر أن تحدثنا

عن ما نكتم وهي تموت بين يداي , يالا سخافتك يا رائد كانت طوال الوقت تنتظر

أن أتذكرها وأنا أنتظر أن تتحدث من تلقاء نفسها وكل واحد منا يسير في اتجاه حتى

انتهى كل شيء , تباً لغرورك وكبرياءك كنت تحدثت معها قبل أن يفوت الأوان

اتكأت برأسي على الجدار فسمعت أصوات خطوات تركض نحوي فنظرت يميناً

فكانت عمتها وزوجها , وقفت وقلت بتساؤل " متى وصلتم وكيف علمتم أننا هنا !! "

اقتربت عمتها مني أمسكت قميصي بقوة وقالت وهي تهزني

" ماذا فعلت لقمر ماذا حدث لها تكلم ؟؟ "

بقيت أنظر لها بصدمة فقالت ببكاء " قتلتها يا رائد , علمت أن صوتها مؤخراً لا

يبشر بخير كانت تموت أماك وأنت تتفرج عليها "

أمسكها زوجها وأبعدها عني فقالت ببكاء مرير وهي تصرخ بي " تركناها أمانة لديك

لولا حبها لك ما وافقنا زواجك بها لقد أضعتها منا لقد أكملت باقي مسيرة عذابها سحقاً

لك يا رائد اسأل الله أن تتجرع ما جرعتها إياه فلم تصل قمر لهذه المرحلة إلا بعد

عذاب طويل بعد ألم نفسي وروحي "

بقيت أنظر لها بصمت وكأن لساني مات كانت تسرد مأساتها التي كانت أمام

عيني ولا أراها , كانت تصرخ بحرقة وزوجها يبعدها بقوة حتى خرج الطبيب

منصور فركضا كليهما باتجاهه وقالا معاً " هل ماتت ؟ "

كنت أنظر لهم بصدمة , لما هم موقنون من موتها !! ما الذي يجري وأنا آخر

من يعلم به , تنهد بضيق وقال " قلبها ضعيف جداً , تلفت القطعة الاصطناعية

وعمل الصمام في تباطؤ "

ثم هز رأسه وقال بيأس " مسألة وقت فقط ويتوقف قلبها "

أمسكت عمتها يداه وقالت برجاء " انقدوا ابنتي يا دكتور منصور أرجوكم "

قال بحزن " ما كان عليكم تركها حتى تصل لهذه المرحلة كنتم أحظرتموها منذ

تخدرت يدها اليسرى لقد قتلتموها بالبطيء فكم تحملت من ألم , أخبرناكم أن

الضغوط النفسية سيئة عليها وأن تحضروها ما أن تشعر بالخدر في يدها "

كنت ميت نعم حواسي ماتت وأنا أستمع لما يقول , تخدر يدها كان منذ وفاة والدي

كنت أقتلها نعم أنا اقتلها وهي تقول أن ذلك طبيعي , لماذا كانت تريد الموت على

يدي !! غادر الطبيب وخرجوا جميعهم من حجرتها وتركوها تموت وحدها هناك

تركوا قلبها يضعف ويضعف حتى تختفي دقاته وتختفي هي معه

نظرت لي عمتها بحقد وقالت " لن ننسى لك هذا يا رائد أقسم أن تدفع ثمن قتلك

لها يا ابن المنذر يا متحجر يا من لا تملك ذرة مشاعر وإنسانية تراها تتألم أمامك

منذ أشهر وتقف تتفرج "

قلت بصوت منخفض ضعيف وتائه " قالت أن ذلك طبيعي هي أرادت أن تموت "

قالت بصراخ غاضب " ومن أوصلها لكل تلك المراحل غيرك أنت , ثلاث مراحل

مرت بها أمامك من خدر يدها لألمها لألم قلبها وأنت تتفرج "

بقيت أنظر لها دون كلام فما لدي لأقوله غير الصمت , كنت بالفعل من أوصلها لتلك

المراحل أنا وشقيقتاي لا بل أنا وحدي , كنا ثلاثتنا ننظر لبعض كالتائهين في الصحراء

حتى دخل على صمتنا ذاك الصوت الغليظ الثقيل القادم من خلفي قائلا

" أين هي ابنتي ؟؟ "

نظرنا لصاحب الصوت ثلاثتنا فكان رجل في منتصف الخمسين تقريباً يرتدي

معطفاً خريفياً حتى نهاية ساقيه له منكبان أعرض حتى من منكباي ونظرة حادة

تنم عن شخصية ذات قوة غير معهودة , يضع يديه في جيوبه وينظر لنا بضياع

ركضت عمة قمر نحوه وحضنته بقوة وهي تقبل وجهه وتبكي وتقول

" بشير عدت يا أخي عدت أخيراً "

كان جامداً مكانه ونظره علي ثم ارتجف فكه وقال

" أين ابنتي ؟ أين قمر يا هذا ؟ أين قمر يا صباح ؟ أين ابنتي يا هاشم "

لم يجبه أحد ولم يجرؤ أي منا على الكلام , غريب أين كان والدها طوال هذه

السنوات وكيف علم بمكاننا , ابعد شقيقته عنه وتوجه ناحيتي لكمني على وجهي

بقوة حتى كاد يوقعني أرضاً وقال " ابنتي يا ابن المنذر قتلتها يا فاشل , اقسم أن

تدفع ثمن كل ثانية أبكيتها فيها أنت وغيرك , لقد دخلت السجن من اجلها وسأدخله

ثانيتاً , أقسم أن أدمركم كما دمرتموها يا حثالة البشر "

تقدم ناحيتي يريد ضربي مجدداً فتدخل الممرضون والناس وجاء الأمن الخاص

بالمستشفى وأخرجوني أنا من هناك وكأني من هجم عليه وليس هوا من ضربني

طردوني بكل بساطة وتركوهم هم في الداخل , نمت ليلتي تلك في سيارتي عند

سور المستشفى ولم يسمحوا لي بالدخول أبداً ولم يجب أحد منهم على اتصالاتي

حاولت معهم في اليوم التالي ترجيتهم أن يخبروني فقط إن كانت لا تزال على

قيد الحياة ولكن كل ما كنت أسمع منهم ( الأوامر هكذا ) لا أفهم أي أوامر هذه

ومن أعطاها لهم , بقيت مرابطاً عندهم حتى اقترب المغيب ولم يرأف احد منهم

لحالي ولم يتركوني أدخل , اتصلت بأنور وطلبت منه الدخول والسؤال عنها

فرفضوا قول أي شيء له في الداخل , ما يعنوه بما يفعلونه الآن ومن هذا الذي

يتحكم بكل من في المستشفى !! ذهبت أبحث كالتائه وكالمجنون عن سيارة زوج

عمتها في الخارج , كلما قلت أن هذه له خرج أحدهم وركبها وقتل في داخلي أي

أمل أن يكون لازال في الداخل فإن غادر فليس ثمة جواب عن سؤالي سوى أنها

رحلت للأبد , وعلى أي أمل أعيش الآن والطبيب قال بلسانه مسألة وقت وينتهي

قلبها تماماً , خرجت من ذاك المستشفى قبل أن أفقد عقلي عند عتباته وقبل أن

اسكب دموعي على أطراف أتواب زائريه , خرجت أتخبط بالناس بغير هدى ولم

أركب حتى سيارتي وكل ما أحاول فعله منع رأسي من التفكير , ما أقسى يوم الأمس

وما أقسى كل ما حدث فيه , كيف أمحو صورتها وهي تترجى طفولتها في ذاك

السطح أن تأخذها معها , كيف أنسى ابتسامتها الحزينة وهي تقول ( لأنني أحببتك )

أطهر جواب عن أخبث سؤال سألته لها ( لما خنتني يا قمر )

وصلت بي قدماي لعتبة مسجد كبير فدخلته دون أدنى تردد أو تفكير وجلست في

زاويته بعد أن عجز دماغي عن اتخاذ أي قرار , هل أسجد وأدعوا الله أن تعيش

وأنا لا اعرف إن كانت على قيد الحياة , هل أدعوا لها بالرحمة ولساني يأبى قولها

وعقلي يرفض التصديق , هل أصلي هل أبكي على عتبات الباب أتوسل الرحمة من

رب هذا الكون ؟ فجلست في أحد الزوايا أخفي وجهي في ذراعي متكأ بها على

ركبتي المنصوبة أمامي جالساً على الأرض لتنزل دموعي تبكي ضحكاتها الصغيرة

وضحكاتها الأخيرة التي قتلتها بقسوتي , لما ظهرتِ في حياتي يا قمر وكيف خنتني

لأنك أحببتني , لماذا رحلتي قبل أن تجيبيني إجابة واضحة عن هذا السؤال

لماذا تركتني أقتلك بلا رحمة لماذا ؟؟!!

" تعوذ بالله من الشيطان يا بني "

رفعت رأسي فكان يجلس أمامي شيخ كبير في السن بلحية كثيفة مخضبة بالحناء

يتجلى على وجهه الوقار يمسك مسبحة في يديه , وضع يده على ذراعي وقال

" بث همك للجبار وهو يفرج الهموم , كل ما أعلمه أن بكاء الرجل يعني أن همه

قد هد ظهره وكسره فتعود من الشيطان وعد برجائك للإله "

نظرت للسقف المزخرف بآيات كتاب الله وقلت بألم

" فقد الأحياء ليس بالأمر الهين فكيف إن كنت أنت من أفقدهم حياتهم "

نظر للمسبحة في يده وهوا يحركها وقال " كل نفس ذائقة الموت "

طأطأت برأسي ودموعي تسقط على سجادة المسجد وكأنها تروي لها باقي

الحكاية ثم تنهدت بأسى وقلت " موت من هوا قلبك بين يديك شيء يدمر النفس

فكيف وهوا يتمنى أن يكرهك كما تكرهه , كيف وهوا يخبرك أنه كان ينتظر منك

شيئاً لم تهبه له رغم امتلاكك إياه ! كيف وهوا يترجى الموت أن يأخذه منك وهوا

بين يديك , ما أقسى أن يفارقك شخص وفي قلبه موقن من أنك تكرهه وأنك نسيت

طفولته وأنك قتلته والحقيقة هي العكس كيف ستوصل له حقيقة ما في قلبك كيف ؟ "

تنهد وقال " لا تجعل الندم يقتلك فما ضاع لا يمكن إرجاعه مادام

متعلق بشخص قد فارق الحياة "

وقفت على قدماي بصعوبة وخرجت من عنده أسير خطوتين وأقف دهراً وحارت

قدماي أين تأخذاني , قضيت يومان أنام عند سور المستشفى وأجوب الشوارع نهاراً

أبحث عن منزل عمتها هنا لعلي أجد ولو من يشرح لي ما حدث بعدي

وبعد يومين آخران اتصلت بحيدر ففتح الخط قائلا

" مرحباً بمن اختطف زوجته وهرب بها "

قلت ببحة " حيدر تعالى حالاً "

قال بصوت مصدوم " لما ماذا حدث !! رائد ما به صوتك هكذا ؟؟ "

قلت " تعالى الآن وسنتحدث اركب سيارتك فوراً وتعال "

قال باستعجال " على الفور مسافة الطريق من المزرعة , أين أنت ؟ "

قلت " حين تصل أخبرك "

توجهت بعدها للجسر وقفت عند حافته أبث حزني لموج البحر لعله يجيبني هوا

عن أي سؤال , سمعت حينها خطوات لكعب حداء امرأة فالتفتت جهتها فكانت

............ البائعة المتجولة

نظرت لها مطولاً أبحث في عينيها عن أجوبة لتساؤلاتي , لم أفكر أن اسألها من

أنتي ومن أين تأتين , فقط تمنيت أن أجد جواباً عن سؤال واحد قد تكون تملكه

كانت عيناها حمراوان لا أعلم من البكاء أم من الغضب لأن كره العالم كله كان

مجتمع فيهما , تنفستْ بغيض ثم قالت " قتلتها يا رائد لقد ماتت وأنت السبب "

ثم قالت ودموعها تجري على خديها " لا بل أنا السبب مثلك فقد شاركتك جريمة قتلها "

قلت بهمس وكأني أريد جواباً غير ما سمعت " أين قمر ... ؟؟ "

رمت عليا بمفكرة كانت في يدها بأوراق قليلة سقطت من صدري الذي ارتطمت

به للأرض وبعثرت الريح أوراقها ثم قالت بحقد " هذا باقي منازل القمر الجزء الذي

عجزت أنا عن إيصاله إليك وعجزت أنت أن تراه في حبها لك في عيناها البريئتان وفي

ضحكتها الحزينة , منذ أربع سنين تقربت إليا فتاة عبر الانترنت لتصل لشخصيتي

الحقيقية بل لتصل عن طريقي لشخصية قمر ثم تحصلت على رقم هاتفها واتصلت بها

لتخيرها بين أن تستمر معك وبين أن تعود لعائلتك ووالدك فما كانت ستكون قمر لو لم

تختر البعد عنك كي لا تخسر أنت وفي ذلك اليوم الذي راسلتك فيه لتنهي علاقتها بك

سقطت قمر طريحة الأرض قبل الفراش لتخضع لتلك الجراحة التي كادت أن تفقد

حياتها خلالها , هل تعلم لما ... لأنها كسرت قلبك وابتعدت عنك لأنها ضحت لأجلك

تركت جريدة الفجر لأن رئيس تحريرها طلب أن تكتب مقالاً نقدياً تهاجمك به وكتبت

في جريدة الرواسي لتكتب أنت ولو مقالاً تهاجمها به , هاجمت المدعو عاصم

بمقالاتها لأنه تحدث عنك بالسوء في إحدى الصحف , اختارت الموت علينا لأنها

لن تعيش إلا معك وأنت رفضت "

رمت بعدها عليا بمذكرة أخرى لتسقط أرضاً وتطايرت أوراقها التي كانت مليئة

بقصاصات لمقالات ثم أشارت لي بأصبعها وقالت " أنت قتلتها يا رائد ولن يرحمك

أحد ووالدها أولهم كما لم يرحم خالها وزوجته قبلك حتى دمرهما شر تدمير "

ثم أشارت للمذكرة تحتي وقالت " تلك مقالاتك كانت تجمعها فيها بالترتيب من أولها

لآخرها , كانت تحبك بعنف يا من لم تعرف الحب يوماً , كذبت علي وقالت أنكم

حللتم المشكلة فصدقتها ولم أتحدث معك في الأمر , قالت إن تذكر طفولتي حكيت

له كل ما حدث ليصدقني ويغفر لي لكنك بخلت عليها حتى بالذكريات

أردت أن أصلح خطئي لأني دللت تلك البغيضة عليها ولكني دمرت ما تبقى منها

أردتك أن تنتشلها من حزنها لأنك وحدك من يمكنه فعل ذلك ... عجز الطب النفسي

وعجنا نحن وتمنعت أنت بغرورك وقسوتك حتى خسرناها للأبد , نم مطمئن البال

الآن بعد أن انتقمت منها وبعد أن انتصرت لنفسك "

ثم غادرت وهي تقول " هناك ثالثة غيرهما ستعلم ما تحوي عما قريب فأنت

لا تستحق أن أعطيها لك "

ثم غادرت مبتعدة وتركتني تقلبني الريح مثلما تقلب الصفحات التي تحت قدماي

ليتك لم تظهري اليوم ولا الأمس ولا أي يوم , أنتي لا تأتين إلا بالفواجع ومهلكات

القلوب , تهاويت على الأرض وعيناي على الأوراق المتطايرة تحتي لتقع على

تلك الأسطر ( قالت لي بكل برود أنا شقيقة رائد وعليك الابتعاد عنه كي لا تدمري

حياته , أتركي لنا شقيقنا يا قمر إن كان لك شقيق هل كنتي ترضين أن يفرقك عنه

أحد , اجعليه ينساك للأبد إن كنتي تحبينه )

قلبت الريح الصفحات من جديد لترميني بفواجع جديدة ( وأنهيت اليوم آخر سطر لي

في حياة رائد حبيب طفولتي وصباي لأوقن أنه ليس للتعاسة عنوان غيري وانه حين

رحل منذ سنين عن عالمي قد رحل للأبد , لأجلك سأرحل وأتركك لأجلك سأجرح

مشاعرك لأجلك فقط سأقتل نفسي لتعيش وداعاً يا معنى الجمال في طفولتي وداعاً يا رائد )



أمسكت الورقة بقبضتي وقلت بصراخ غاضب " غيداااااء فعلاً انتقمتِ مني شر انتقام "

جلست بعدها على الأرض أقلب الأوراق كالمجانين كطالب أعطوه فرصة صغيرة

ليغش في أصعب امتحان لديه , أبحث عن شيء لو أخبرتكم عنه لبكيتم على حالي

رن حينها هاتفي وكان حيدر فأجبت فقال " رائد أين أنت ؟ لقد وصلت المدينة "

قلت بألم " مِت يا حيدر لقد مِت يا شقيقي "

قال بقلق " رائد ما بك بما تهدي !! أين أنت الآن ؟ "

أغلقت الهاتف وجلست مستنداً بسياج الجسر أحضن مذكراتها أتحسس شيئاً ميت

لشخص كان حياً يوماً وقتلته بإهمالي قبل قسوتي وبعيناي قبل كلماتي , ثم اتكأت

برأسي للأعلى وأغمضت عيناي ولم أشعر إلا بيد تهزني وصوت يقول " رائد "

فتحت عيناي فكان حيدر فقلت بصوت مخنوق " ماتت قمر يا حيدر ماتت "

نظر لي بصدمة مطولاً ثم قال " كذب لن أصدقك "

ضربت برأسي للخلف على السياج وقلت بحزن " ليثني أنا من يمكنه تصديقك يا ليث "

نزل عندي وضع يده على كتفي وقال ولازالت الصدمة تقتله " كيف ومتى ؟؟ "

هززت راسي وقلت " لا أعلم لم يتركوني أعلم حرموني من معرفة ذلك مثلما حرمتهم

منها مثلما حرمتها هي من حياتها "

قال وهوا يهزني بقوة " رائد هل جننت ما هذا الذي تقوله "

وقفت وقلت بصراخ غاضب " نعم صدق هذا يا حيدر أنا من قتلها وبالبطيء أيضاً

أنا من قتل تلك الابتسامة ذاك الوجه الفاتن وذاك القلب النقي المريض "

قال بهدوء محاولاً تهدئتي ويده تقترب مني

" رائد هون عليك ودعنا نفهم الأمر قد تكون أخطأت "

قلت بحزن وأنا أمد كفاي له وأنظر لهما " سقطت بين يداي فما الذي

ستتأكد منه , انتهى كل شيء يا حيدر لقد تأخرت "

ثم نظرت له وضربت بيدي على صدري وقلت بأسى " كنت قتلتني بسلاحك

منذ سنين , ليتهم قتلوني في السجن ذاك الوقت , ليثني مت قبل أن أتزوجها

وأدوس قلبها تحت قدماي "

ثم قلت بابتسامة حزينة ونظري على البحر " كانت تحبني يا حيدر والمؤسف

في الأمر أني كنت أعلم ولم استمر إلا في طعنها وتحطيم حلمها البريء أن

تعيش معي بأمان وأنسيها تلك السنين وذاك البؤس "

ثم نظرت له وأنا أعود بخطواتي للوراء وأرفع ذراعاي على حدهما وأقول

" قتلتها نعم كما قالوا جميعهم أنا من قتلها "

تم غادرت وهوا يحاول اللحاق بي ولكني ركبت سيارتي وابتعدت وتوجهت لمنزل

خالها المنزل الذي لم استطع زيارته خلال الأيام الماضية وأول ما خطت قدماي

داخله بدأت بتحطيم كل ما طالته يداي , أرفع كل شيء وأرميه أرضاً حتى النوافذ

حطمت زجاجها حتى وصلت للمخزن فأحرقته بما فيه رغم خلوه سوى من الرفوف

الحديدية فتحت باب غرفة النوم وتسمرت قدماي عن الدخول هناك ورأيت ما كانت

تراه قمر دائماً في هذا المنزل .... الذكريات المؤلمة , علمت الآن كم كانت تعاني هنا

كم قسوت عليك يا قمر وحطمتك كم كنت مجرماً في حقك وأفتخر بإجرامي

دخلت الغرفة بعد صراع نفسي طويل ووجدت خزانتها فارغة تماماً , ثيابها وأغراضها

وحليها وكل شيء جاءوا لأخذه لأني تركت المنزل مفتوحاً حين أخذتها للمستشفى

لقد حرموني حتى من أشياءها من أي بقايا متبقية منها , نمت تلك الليلة على سرير

الغرفة أحتضن الشيء الوحيد الذي تركوه لي منها .... دمية والدتها , نمت استنشق

عبيرها في الوسائد وأغطية السرير وكل ذكرى جمعتني بها هنا تعود إليا من جديد

كم جلستْ هنا تبكي وتحتضن برودة الوسائد وأنا أسجن نفسي بعيداً عنها في تلك

الغرفة , كم أبكيتها هنا وكم تحدث معها بحدة وقسوة هنا , كم مرة طعنتها وأنا

أناديها بعديمة المشاعر من لا تعرف الحب وكنت كما قالت أتهمها بأشياء بي أنا

لألصقها بها , بعد وقت الفجر خرجت من هنا لا أحمل معي سوى دميتها القماشية

وقفت عند الباب ونظرت للمنزل بل لحطامه نظرة شاملة وقلت " كما تمنيتي يا قمر

ها قد تحطم واحترق ذاك المخزن ولكن ما خذلتك فيه أني جلبتك لتموتي هنا رغم

رجاءك لي أن لا أفعل "

خرجت من منزل الجيران متوجهاً لمنزل والدي وما أن دخلت حتى صدموا لمظهري

لحيتي التي لم أحلقها منذ ذاك اليوم وثيابي المبهدلة من تحطيم المنزل والهالات السوداء

تحت عيناي من قلة النوم , نظرت جهة غيداء نظرة حقد وقلت

" أقسم أن تدفعي الثمن يا غيداء "

أمسكت نفسي بشق الأنفس عن ضربها وإفراغ غضبي فيها لكي لا نصبح في جثتين

لأنها لن تخرج من تحت يداي إلا ميتة , ثم نظرت جهة والدتها فوحدهما هنا فنور

تزوجت منذ شهر بعقد قران فقط وأخذها معه , نظرت لها بحدة وقلت بغضب

" خذي ابنتك وأبعديها عني لأني لن أرحمها لتدميرها حياة إنسانة لا دخل لها فيما

بيننا , في الغد تنتقلي وهي كما أردتم لعائلتك وحسابي معها عسير ولا تزوجوها من

دون علمي لأني لن أرحمكم حينها ولن تستطيعوا فوحدي وليها والقانون لن يزوجها "

ثم خرجت من المنزل ومن المدينة وذهبت من فوري لمنزلي في مدينتي تلك لأواجه

عالم جديد من الذكريات المؤلمة , دخلت المنزل ليضربني طوفان الألم من جديد

وقفت أنظر للمنزل بحسرة تملأ الكون وتزيد , كانت هنا يا رائد كانت بين يديك فتاة

طفولتك وحبك الوحيد كانت معك ولست معها كانت لك ولست لها فلست سوى للقسوة

للصراخ للبرود والجفاف , رميت الحقيبة على الأرض وخرجت فلم تطاوعني قدماي

دخول الغرف لأني قد أجن وأحرق كل شيء

غادرت المنزل وسرت في الشارع بلا دليل ولا وجهة أدس يداي في جيوبي ونظري

على قدماي أستمع لضحكات الناس وأتساءل لما لا يبكي الجميع لما يضحكون من

المفترض أن يبكي العالم كله فقدها ماتت قمر ماتت يا بشر إن كنتم لا تسمعون إن لم

يصلكم أسوء خبر عرفته البشرية , وقفت عند شابان دفعت أحدهما بقوة وقلت بصراخ

" توقف عن الضحك توقف "

نظر لي بصدمة ثم باستهجان ونظر لرفيقه وأشار له بيده بمعنى مجنون فدفعته

من أمامي وغادرت وصلت شارعاً طويلاً نظرت في آخره كانت المكتبة توجهت

لها دون شعور ودخلتها .... دخلت المكان الذي قابلتها فيه أول مرة , وقفت عند

رف الكتب متكئ عليه بكتفي أحرك الكتب على بعضها وأحداً وأحداً وأقول

" هل لمستك أنت لا قد يكون أنت لقد ماتت قمر هل سمعتم ماتت لقد قتلتها نعم أنا

هل ستبكون فقدها أم أنكم مثلهم تماماً "

كنت أمرر يدي عليهم وأخاطبهم كالمجانين ولو كان لهم ذرة واحدة فقط من

الإحساس البشري لبكوا على حالي حتى آخر العمر , خرجت بعدها من هناك

وعدت لمنزلي للمكان الذي لا مهرب لي منه كان عليا مواجهة ما صنعته يداي

ولا دخل لأحد فيه فكم نصحوني ولم أكترث ولم أرى سوى أنه تدخل في حياتي

التي كنت أدمرها بيدي


ومرت بي الأيام لا شيء سوى الذكريات والألم والحسرة اسجن نفسي في هذا

المنزل ولا أخرج سوى لشراء القليل من الطعام والمعلبات والسجائر , لا اذهب

لأحد ولا أستقبل أحد ولا شيء سوى الذكرى الأليمة ومذكرة قمر التي أصبحتُ

أحفظ كل سطر فيها من كثرة ما قرأتها ودميتها التي تنام معي كل ليلة وفستانها

الذي ارتدته ليلة حفل خطوبة نور وأخذته من الخزانة تلك الليلة ونمت وهوا على

وسادتي , هذا فقط ما بقي لي منها أو ما تركوه لي من بقاياها فهم استخسروا بي

حتى شيء يحمل رائحتها يبقونه لي


مريم دخلت المستشفى لأيام فور سماعها بالخبر وهي غاضبة مني حتى أنها لم

تعد تتصل بي باستمرار كعادتها وإن كنت لا أجيب , وأصبحت هكذا نكرة حتى

أمام نفسي وكرهت رؤية وجهي حتى في المرآة

نظرت للطبق أمامي ... قطعة لحم صغيرة ومعكرونة بيضاء مسلوقة , نظرت

للجالسة معي على الطاولة وقلت " نفس غدائنا بالأمس أعرف أنك سئمتِ

من هذا ولكن لا رغبة لي في الخروج كرهت الخروج اذهبي أنتي وأحضري

الطعام إن لم يعجبك هذا "

ثم لوحت لها بالملعقة وقلت " لا مفر لك مني أصمتي ولا تعترضي "

رميت بالملعقة ووقفت سحبتها معي للغرفة لأني لا أنام بدونها دمية قمر رفيقة

وحدتي الوحيدة لا أكون في مكان إلا وهي معي حتى أني بت أتحدث معها عن

كل شيء , سمعت طرقات على الباب ولم آبه كعادتي تكرر الأمر مرارا وتكرارا

والطرقات تعلو وتحتد بالتدريج حتى أصبحت ضرباً يكاد يحطم الباب , خرجت

من الغرفة وتوجهت نحوه وفتحته فكان حيدر فقلت بضيق

" ما بك مع الباب كنت ستكسره "

دفعني ودخل قائلا " طرقت كباقي البشر ولكنك كالميت بل الأموات خير منك "

أغلقت الباب خلفه ودخلت قائلا " ما لديك "

التفتت نحوي وصرخ بغضب " هل تضن أنك هكذا ستعيدها للحياة أم ستموت وتلحق

بها , توقف عن الجنون يا رائد "

جلست وقلت ببرود " إن كان هذا ما جئت لأجله فرافقتك السلامة "

جلس وقال بضيق " آخر ما أوصت به قمر مريم أن لا نتركك وحيداً كما

كنت وان تتزوج بامرأة تحبها , أعمل بوصيتها على الأقل "

أشحت بوجهي عنه وقلت بحزن " توقفوا عن قتلي أكثر يكفيني ما لدي منها

وكما أخبرتك إن جئت من أجل هذا الأمر فلا تتعب نفسك "

رمى بجريدة على الطاولة وقال

" بل جئت من أجل هذه وشيء آخر أهم منها "


وعند هنا كانت نهاية فصلنا الجديد

ماذا في الجريدة وما الشيء الآخر الذي جاء ليخبره به

ما قصة والد قمر وأين كان كل هذه السنين وهل قضاها

كلها في السجن ولما

مواجهات شديدة بين رائد وماضيه في الفصل القادم

حقائق عن الشخصية الجديدة التي زارت روايتنا ستعرفونها أيضا

 
 

 

عرض البوم صور برد المشاعر   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
منازل, منازل القمر, القمر, برد المشاعر, روايات, رواية, رواية للكاتبة برد المشاعر, رواية منازل القمر
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t198400.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
ط±ظˆط§ظٹط© ظ†ط³ط± ط§ظ„ظ‚ظ…ط± ط§ظ„ظپطµظ„ ط§ظ„ط³ط§ط¨ط¹ - ظ‚ط§ط¦ظ…ط© ط§ظ„طµظپظˆظپ ظˆط§ظ„ظ…ط¨ط§ط­ط« ط§ظ„ط¯ط±ط§ط³ظٹظ‘ط© This thread Refback 11-11-22 10:12 PM


الساعة الآن 10:39 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية