لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 20-10-14, 03:48 PM   المشاركة رقم: 56
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اميرة القلم


البيانات
التسجيل: Aug 2014
العضوية: 273354
المشاركات: 4,068
الجنس أنثى
معدل التقييم: برد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسي
نقاط التقييم: 4345

االدولة
البلدLibya
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
برد المشاعر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : برد المشاعر المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: ملامح تختبئ خلف الظلام الفصل السابع

 

شكرا لكم من قلبي

وأعتذر على التأخير










الجزء العاشر



بعد مرور شهر على لجين و لين في بحث وتشاور مستمرين قررا بدأ المهمة الأصعب .... وهما جالستان
في ذات المقهى الذي جمعهم سويا لأعوام
لين : هل سنبدأ هل أنتي مستعدة
لجين : كل الاستعداد ... ماذا عن آنين هل تحدثي معها
لين : ليس بعد ولم أناقش الموضوع مع روح أيضا
لجين : لا أعتقد أن إيادها ذاك سيتركها تذهب معنا
لين : إن كنتي أنتي لا تعتقدي فأنا متأكدة أنه لن يوافق .... سنرى ما سيجري معها ... إن أصر سنتركها
ونذهب وحدنا لن نجبر كسر لنكسر الآخر
لجين : ماذا إن روح رفض .... القانون سيسري عليك أيضا
لين : وضعي مختلف عن آنين أولا أنا من خطط لكل شيء فعلي أن أحضر التنفيذ و ثانيا روح شقيق يزيد
ويعنيه الأمر أكثر حتى مني وثالثا والأهم تعلق إياد بأنين أمر مختلف تماما
لجين : وهل تعتقدي أن روح ليس متعلقا بك
لين : لم اقصد ذلك ولكن ثمة اختلاف بينهما أنتي تعي جيدا ما أقول
لجين : آه أجل أنا من يعي ذلك جيدا ... لقد صرخ بي مرتين لأجلها كادت فيها ملامحي أن تتشوه
لين : هههههه حذرتك في كل مرة من العبث معه
لجين : لو لم أفعل ما فعلت لكان الآن في السجن
لين : هل علم بالأمر
لجين : لا ... لقد شددت على آنين أن تجعل الأمر سرا .... إذا علم فسننسى أن هناك فتاة تدعى آنين في حياتنا
لين : سأتحدث معها لاحقا دعي الأمر لي
لجين : ما هي الخطوة الأولى
لين : هل جهز نادر كل شيء كما طلبت
لجين : نعم كل شيء جاهز وسنقوم بشحنه فورا
لين : جيد ... إذا سنبدأ من عند ياسر شقيق إياد
لجين بحيرة : ياسر ...!!! وما علاقته بالأمر
لين : سيساعدنا في شيء بخصوص خروجنا من هناك
لجين : لم أفهم وضحي لي
لين : لدي الخطة للدخول ولكن الخروج من هناك سيكون صعبا ... لذلك سنستغل المخابرات لتصنع لنا
شوشرة هناك بما أنها لا تجدي نفعا إلا في ذلك ككل مرة ... ونادر من سيقوم بنقلنا عند خروجنا من هناك
لجين بحزن : هل تعتقدي أن يزيد لازال على قيد الحياة لقد صرت أخشى ذلك كلما اقتربنا من الحقيقة أكثر
لين وهي تربت على كتفها : فلنأمل خيرا يا لجين
وقفت لين وحملت حقيبة يدها على كتفها
لجين : هل أنتي مغادرة
لين : نعم لكي أصل مبكرا تعلمي المسافة
لجين : من الجيد أن زوجك أقتنى لك سيارة سيسهل الأمر قدومك متى شئتي
لين : نعم كانت فكرة جيدة .... أراك قريبا سنكون على أتطال
احتضنتا بعضهما بحب مودعتان لبعض وغادرتا كلن في سبيل ... وصلت لين للقصر
لين : مرحبا روز
روز : مرحبا لين كيف هوا حال صديقتك
لين : بخير لقد سألت عنك لو كنتي وافقتني و ذهبتِ معي كنا سنتنزه قليلا سوف تموتي من السجن هنا
روز : لا عليك يا لين أنا معتادة وسعيدة بذلك أيضا ... لما لا تنجبي لنا طفلا سأتسلى حينها كثيرا هههه
لين بضيق : هل أصابتك العدوى أيضا يا روز .... أتمنى أن لا يكون روح من طلب منك ذلك
روز : لا لا لا السيد لم يتكلم معي مطلقا لا توقعيني في مشكلة معه
لين : هههههه أمازلت تخافي منه يا روز ... روح يحبك كثيرا
روز : ذلك لأني أكن له كل الحب و الاحترام فلا أريده أن يغضب مني ... إنه صاحب أفضال كثيرة علي
لين : أين هوا الآن هل رأيته
روز : ذهب منذ قليل جهة الحظائر يبدوا أنه يتفقد العمل هناك
لين : حسننا أنا ذاهبة إليه هل ترافقيني
روز : لا بالطبع بعد هذا السور الضخم الذي بناه السيد أصبح الذهاب إلى هناك أشد صعوبة من السابق
لين : هههههه يالك من كسولة يا روز أنتي لا تتغيري أبدا سأقلك بالسيارة فما رأيك
روز : لا أذهبي أنتي وحدك قد تفكري بالتنزه مع زوجك في الحقول
لين : حسننا كما تريدي ... أردت فقط أن ترفهي عن نفسك قليلا
ثم غادرت لين القصر و روز تتابعها بنظرها بحب : لم أرى يوما مثلك يا لين ... ليسعدك الله والسيد إنكما
تستحقان كل الخير والسعادة
وصلت لين عند الحظائر وكان روح يقف ومقابلا له العم رشدي وعوني يتحدثون في شئون العمال وبعض
الأعمال ..... نظر رشدي بأتجاهها و ابتسم فالتفت روح الذي كان موليا ظهره لها وابتسم هوا الآخر ومد يده
لها وغادر عوني من فوره
روح : تعالي حبيبتي ... ما هذه المفاجأة الجميلة متى عدتي
لين وهي تمد يدها وتمسك يده : لقد عدت للتو .... مرحبا عم رشدي كيف هوا الحال وكيف هم الأهل جميعا
رشدي : بخير سيدتي ... جميعنا بخير والفضل بعد الله يعود لكما
لين : عم رشدي لما توقفت عن مناداتي بنيتي أنا أحب ذلك منك كثيرا
رشدي : لا يصح ذلك من أجل مقامك هنا بين الجميع
لين : كما تريد ولاكني أفضل ذلك حقا .... ما هي أخبار عماد أنا لم أعد أراه أبدا لقد توقف عن زيارتنا هناك
رشدي : إنه منشغل كثيرا بالدراسة التحضيرية فهوا يستغل فترة العطلة لذلك
لين : أتمنى له التوفيق إنه فتى رائع ويستحق الكثير مني ولكنه يصر دائما على عدم مساعدتنا له
رشدي : إنه يحبك ويحترمك كثيرا ولا يتوقف عن الحديث عنك أنتي القدوة بالنسبة له لقد تعلم منك الكثير في
تلك الفترة ... لقد كان قبل تعرفه عليك يتصرف كالأطفال يبكي ويتذمر ولكن منذ أن تعرف إليك تغير كثيرا لقد
أصبحت لديه طموحات و أحلام كبيرة وكل أمله تحقيقها
روح : لو أنه فقط قبل عرضنا ليعود لبلاده ويدرس هناك ويكون قرب عائلته وكنا سنتكفل بكل ما يحتاجونه
رشدي : عماد أصبح تفكيره ناضجا جدا لقد قرر إكمال دراسته هنا لأن الدراسة هنا ستفيده كثيرا
روح : أتمنى له التوفيق .. إن احتجتما أي شيء فلا تترددا أبدا ولا تتوقفا عن زيارتنا نحن سنسعد بذلك
رشدي : بالتأكيد سيدي
غادر رشدي ونظر روح للين بابتسامة وقال : هيا حبيبتي ما رأيك بنزهة جهة الحقول
لين بابتسامة تشكيك : هل هي نزهة أم لكي تتفقد العمل هناك
روح وهوا يلف يده على خصرها وهي بجانبه : بل نزهة لقد كنت هناك منذ ساعة
لين : حسننا إذا ... سيكون ذلك رائعا فلدي ما أحدثك عنه
وصلا الحقول وبدءا بالتنقل فيها يتبادلون الأحاديث حولها وما يخطط من أجل تطويرها وبعض التغيير فيها
ثم صمتا قليلا
روح : ما بك فاتنتي هل من أمر تبدين قلقة بعض الشيء
لين : ستبدأ مهمة إفريقيا قريبا
وقف روح فجأة وقد بدا عليه الاستياء
لين ( ها قد بدأت المهمة منذ الآن ) : روح عزيزي لن نضيع المزيد من الوقت أنا تعمدت عدم الحديث عن
الأمر طيلة المدة الماضية لكي لا تنزعج ومن ثم نتشاجر ... أرجوك روح لا تحرمني من مساعدة صديقتي
نظر روح للجانب الآخر بضيق ثم نظر إليها وقال : سأذهب معكم
لين باعتراض : روح أنت لا تزال متعبا وتجد بعض الصعوبة في السير بسرعة ولا يمكنك حتى الركض
ستعرض نفسك وتعرضنا للخطر
روح : إذا لن تذهبي ..... أم أنك ستنفذين تهديدك ذاك
لين : آه روح لما لا تنسى ذلك أبدا حبيبي ...... أرجوك روح أرجوك لأجلي
روح : بشرط
لين : نعم عرفت ما سيكون
روح : إذا
لين : موافقة
روح : ما أن تعودي من هناك فورا
لين بضيق : حسننا وستتحمل معي النتائج ليكن ذلك في علمك
روح : من سيرافقكم
لين : بعض الحرس الخاص وأمجد ومدير أعمال شقيقك يزيد
روح بضيق : ولما أمجد وأنا لا
لين : أمجد يصر على ذلك سيذهب في رحلة غير رحلتنا ستكون بعدها بفترة وغيرها لن يشارك بشيء
روح : إذا أطلعيني على كل مخططك
لين : روح كم شرط هم أليس واحدا
روح : ما الذي تخبئينه عني
لين : لا ... أقسم لا شيء حسننا هيا بنا سأحكي لك خلال عودتنا
وصلا للقصر وكان جليا للين استياء روح من الأمر كله وموافقته لها مجبرا ... ما إن دخلا حتى صعد
لجناحهما مباشرة
روز : لين ما به السيد يبدوا منزعجا جدا
لين : لا تكترثي للأمر فسيطول ذلك بعض الشيء
روز : هل هوا الموضوع ذاته
لين : لا ولكننا وجدنا له حلا أيضا لكي أرتاح ويرتاح الجميع
روز بابتسامة : حقا هل قررت ذلك أخيرا
لين بضيق : ماذا بكم جميعا وكأنني سأنجبه لكم وليس لروح
روز : لا تتصوري كم أنا متلهفة لذلك سيكونون أبنائي الذين لم أرهم ولن أراهم أبدا
لين وهي تحتضن روز بحب : كم أحبك يا روز ولن أجد من تشاركني تربيتهم مثلك
روز وهي تمسح دموعها : حسننا هيا ماذا تنتظري اصعدي خلف زوجك فورا وتداركي الأمر سريعا
ولا تضيعي الوقت أكثر
لين : هههههه روز لما كل هذا الاستعجال سنحتاج للقليل من الوقت بعد حتى أسافر و أعود
روز : ليوفقك الله بنيتي
لين : روز هل صرت ابنتك الآن
روز : أجل فلو تزوجت مبكرا لكانت أبنتي في سنك تقريبا
لين : آه حقا شكرا يا ماما ههههه
روز : غبية هل صدقتي نفسك
لين : هههههه كم اشتقت لروز القديمة ها هي بدأت بالظهور من جديد
روز استفاقت لنفسها ولما قالت : آه اعذريني لم أقصد ذلك يا لي من حمقاء
لين : ومن قال أنني غاضبة منك روز ... هيا هيا تعالي لنعد طبقا لذيذا للعشاء
بعد يومين في قصر عائلة آنين .... كان الجميع يجلسون و آنين في عالم بعيد عنهم تماما
آنين وهي تنظر لإياد بدهن شارد ( اعلم أنه سيرفض الأمر كيف لي أن أقنعه ... وهذه البيضة التي أحملها لم
يكن هذا وقتها إطلاقا ... يا الهي كيف لي أن أساعد لجين ولا اغضب إياد مني أو أخالف أمره )
نظر لها إياد و ابتسم فابتسمت ثم أشار لها بأصبعه إشارة تفهمها أنين جيدا بمعنى ما بك ولكنها أكتفت
بالابتسامة فقط
الجد : هناك شخص ليس معنا اليوم ترى أين سافر ذهنه عنا بعيدا .... تعالي صغيرتي الحبيبة واجلسي بجانبي
توجهت آنين جهة جدها وجلست بجانبه فأحتضن كتفها بحب
زياد بضيق مصطنع : لماذا تأخذ آنين كل هذا الحيز عليكم أن تكونوا عادلين ولو بعض الشيء ... أم عليا أن
أتغيب عنكم ثماني سنين لتشعروا بي
ياسر : هههههه قد نستاء لعودتك حينها
زياد بضيق : لا أستغرب ذلك منكم
ضحك الجميع فقال الجد : آنين الفتاة الوحيدة لعائلتي والصغرى أيضا كيف نقارنها بك
نظرت آنين لزياد نظرة شامتة وابتسمت بمكر
زياد : لا تفرحي بذلك كثيرا ... ثم أنا أخذت غايتي فيك عند صغري
آنين : آه نعم أنا أذكر ذلك جيدا لقد كنت تتعمد إيذائي وتسخر مني دائما
زياد : هههه ظننتك نسيتي جيد أنك تذكري ذلك
العمة بابتسامة : ولكنكِ لم تضيعي حقك أبدا ... تستنجدي عل الفور بإياد وكان له بالمرصاد
نظر زياد لإياد نظرة جانبية وقال بضيق : آه نعم لن أنسى لك أبدا سجنك لي دائما لساعات طويلة بسببها
إياد : هههههه هل تذكر ذلك ... جيد ظننتك نسيت
زياد بضيق : تبا لك ولزوجتك .... ولكن صبركم علي سيكون لديكم أطفالا و سآخذ بحقي منكم
إياد : سأدربهم جيدا على الركل والقفز والعض ... وحاذر لأنهم سيكونون كثر هههههه
ضحك الجميع لذلك ثم وقف إياد واستأذنهم ليذهب لمكتبه الخاص و أشار لآنين لتلحق به
دخلت آنين المكتب ووجدته عند رفوف المكتبة فأستقبلها بحضن كبير
إياد : ما بها فراشتي اليوم لا تعجبني أبدا
آنين : كنت أفكر في لجين إنها تشغل بالي كثيرا
إياد : هل حان وقت الذهاب
آنين وهي تبتعد عن حضنه وتنظر لعينيه : نعم ... ما رأيك إياد أنــ...
قاطعها مبتسما : لا بأس حبيبتي يمكنك الذهاب
آنين بصدمة : حقا .... ألا تمانع ذلك
إياد : لا ... لا أمانع
احتضنته آنين بقوة وقالت : شكرا لك إياد لا تعلم كم أسعدني ذلك
إياد : ولتعلم صديقتاك إن أصابك مكروه فلن أرحمهما أبداً

بعد أسبوع اجتمعت الصديقات الثلاث للبدء في رحلة جديدة إلى المجهول
لين : هل أنتي متأكدة يا آنين من موافقته ... أقسمي لي أنك لم تهربي منه
آنين : هههههه أعلم أنكما لم تصدقا ذلك وأنا أيضا صُعقت لموافقته دون أي اعتراض أو سؤال
لجين : ألم يقل شيئا أبدا
آنين : بلى ... قال إن أصابني مكروه فلن يرحمكما .... هذا فقط ما قاله
لين : آه ليثه قال كل شيء إلا هذا ... إنه تهديد صريح ... أسمعي يا لجين لو أصاب أنين مكروه لا سمح الله
فلن أعود معك سأبقى باقي عمري بأفريقيا
لجين : هههههه وهل عليا تحمل النتائج وحدي سيذبحني إياد ويقطع روح جثثي إربا ليرميها للكلاب
ضحكن جميعهن ثم قالت آنين : هل ستكون رحلتك لوحدك يا لجين ألم يتغير شيء
لجين : نعم وستكون رحلتكما تمويهية ومختلفة عني ... هذه أوامر لين
آنين : وتسافري باسم جولي ... قد يكون الأمر خطرا عليك صديقتي
لجين : المهمة كلها خطرة يا آنين ..... لين أنظري ألا تلاحظي أن وزن آنين أزداد قليلا يبدوا أنها تأكل
كل شيء هههه
آنين بضيق ويداها في وسطها : هل نسيتي أنني أوشك على نهاية الشهر الثالث من الحمل ذلك فقط السبب
لين : أقسم أن زوجك ليس طبيعيا ليترككِ تذهبي وليس وحدك وطفله أيضا أنا أشك أنك ستنزلين إفريقيا وأتوقع
في أي لحظه أننا لن نجدك لأنه أعادك للمنزل
آنين : هيه لين لما لا تتركي أمر إياد قليلا .... أنتي أيضا لديك زوج وقد سمح لك بالمجيء
لين : لم تري الاستياء البادئ على وجهه ... وقد قالها صراحةً أنه غير راض عما أفعل
لجين : عليا المغادرة أراكما بعد أيام هناك وداعا
لين : وداعا لجين أعتني بنفسك جيدا ولا تنسي أن تكوني على اتصال دائم بنا
لجين : بالتأكيد أراكما قريبا
غادرت لجين لتبدأ أولى خطوات الرحلة
لين : هل حدثي ياسر عن كل شيء يا آنين كما طلبت
آنين : أجل وقد وعدني أنه لن يسافر طيلة هذه الفترة وسيقوم بزيارة خال لجين قريبا قبل المهمة الموكلة إليه
لين : جيد عليه أن يفهم منه أولا أو سنقوم بتوكيل جد لجين بذلك بدلا عن الخال
آنين : سيكون ياسر عند ظننا به ستري ذلك ... لقد قال أنه سيقوم بالأمر بنفسه لو لم يجد منه تجاوبا
لين : لا أعتقد أن خال لجين سيقصر في ذلك ولكنها بادرة طيبة من ياسر إنه رائع كان عليك الزواج منه
لا من شقيقه هههههه
آنين بضيق : لن أستبدل إياد بأي كان فهمتي ... أنتي لم تعرفيه جيدا
لين : هههههه فقط لأنه حبيب القلب والطفولة
آنين غادرت أمامها بضيق وهي تردد : لا أعلم لما لا تحبانه إنكما أسوء صديقتان في الوجود
لين وهي تتبعها : هههه حسننا آنين فقط لا تغضبي إنه رائع أقسم بذلك
بعد أيام قليلة وصلت لجين إفريقيا برفقة الحرس الخاص ونادر كما خططت لين ونزلوا أرض المطار
بينما دخلت لين و آنين برا من دولة أخرى ليتوجه كل من الفريقين لمدينة معينة كانت الأقرب لوكر
العصابة بالنسبة للين و آنين بينما توجهت لجين للعاصمة
ورد لين اتصال من لجين عند ساعات الصباح الباكر
لين : هل من جديد يا لجين
لجين : نعم لقد أحظر لي أحد موظفي الفندق ورقة صغيرة وقال أن أحدهم أعطاها له ليسلمها لي
لين : ماذا في الورقة
لجين : مكتوب فيها مرحبا بك جولي البضاعة في انتظارك
لين : جيد كما توقعت إنهم يعلمون بوصولك
لجين : هل كنتي تتوقعي ذلك
لين : بل ومتأكدة ..... لقد بدءنا الآن ..... تابعي كما خططنا حسننا
لجين : حسننا ... يبدوا أنهم يحتجزون يزيد وينتظرونني كما كنت تتوقعين يا لين ...ما هي الأخبار لديكما
لين : كل شيء جيد نحن لسنا مراقبتان والعصابة لا تعلم بوجودنا
لجين : جيد وداعا الآن
لين : وداعا سنلتقي قريبا ...
آنين : ماذا حدث
لين : العصابة تعلم بوجودها لقد راسلوها و ينتظرون قدومها
آنين بحماس : رائع ستبدأ المغامرة إذا
لين : هههههه لم تتغيري يا آنين حتى بعد أن أصبح لديك عائلة
آنين : إنه شيء يسري بدمائي منذ الصغر .... متى سنغادر
لين : بعد الغد إن شاء الله
بعد يومين انتقلت كل من لين و آنين إلى البلدة المجاورة حيث انتقت لجين لها بسرية وراقبا من بعيد
دون الاقتراب منها
آنين وهي تشاهد المكان من بين الشجيرات الطويلة التي يختبئان خلفها : لين إلى متى سننتظر هنا
لين الواقفة بجوارها وتنظر بمنظار مكبر للجهة الأخرى عن يسار آنين : قليلا بعد وسنعطيهم الإشارة
شعرت آنين بشيء يتحرك يمينها ثم يد تلمسها من عند كثفها فصرخت بذعر وهي تنظر يمينا
آنين : ياااااااااااآآآآآآآاااااا
لين بصراخ : ما بك لقد أفزعـــ .... ووقفت بجمود وصدمة مما ترى
ثم بدأت آنين تضرب بيدها من عن يمينها بذعر : إياد تبا لك .... ما الذي جاء بك هنا لقد أفزعتني
إياد وهوا يضع يديه بوسط جسده : وهل ظننتِ أنني سأتركك تذهبي هكذا لوحدك .... أنتي تهدين بالتأكيد
لين ( ما الذي جاء به .. هذا ما لم أحسب حسابه ) : كنت متأكدة أن تركك لها تأتي بسهولة ليس أمرا طبيعيا
آنين بضيق واضح : إياد ماذا تفعل هنا ... أنا لست طفلة لتلحق بي وترافقني
إياد : انتهى الأمر إما أن أكون معكما أو ترجعي معي حالا ... ولا خيارات أخرى
لين : لا مكان لك بمخططي كيف ستكون معنا
إياد : أضيفي بعض التغييرات عليه ... لن يحدث شيء
لين بضيق وعصبية : أي تغييرات الآن ... هل تعي ما تقوله المكان لا يتسع لثلاثتنا ما العمل أخبرني
إياد : إذا سأرجع بأنين و خذي أنتي المكان كله
آنين : لن أعود بعدما صرت هنا
إياد : لن يكون الحل بأبعادي لا تفكرا بذلك مطلقا
لين : يا لها من ورطة لم أحسب لها حساباً
آنين بضيق : لين لا تقولي عن زوجي ورطة
لين بعصبية : إذا خذيه وغادري مادمتِ تخافين على مشاعره هكذا
إياد وهوا يمسك يدها : نعم ... هيا آنين لنغادر
آنين بغضب : لن أفعل ولن أترك لجين ولو على جثثي
إياد بضيق : آنين ما دخل الجثث الآن لما تشبهي بالموت على نفسك .... توقفي عن ذلك
آنين : لن أعود يعني لن أعود
لين بنفاذ صبر : أففففففففف لما لا تؤجلا كل هذا وتصمتا قليلا وتتركاني أفكر في حل لهذه المشكلة
اتصلت لين بلجين
لين : هيا اقتربي من الناحية الموجود بها لافتة وانتظري قليلا حتى المغيب فقد بقي نصف ساعة عليه نحن
نراقب المكان جيدا
وبعد ساعة تحرك ثلاثتهم ناحية السيارة تسللا بين الأشجار وعندما وصلوا صرخت لجين بصدمة
: إياااااد متى أتيت
إياد بابتسامة مصطنعة : منذ غادرا معا .... مفاجئة جميلة أليس كذلك
لجين : آه لا .... ستفسد علينا كل شيء
إياد : ولما سأفسد الأمر قد أساعدكم ... لن تندموا أبدا صدقوني
لجين بنصف عين : هل جئت لتساعدنا حقا
إياد : هل تتصوري أن أترك آنين تأتي هنا من دوني ... أنا لم أجن بعد
لجين بنظرة تشكك وجهتها لآنين : هل أنتما متفقان اعترفي هيا
آنين : لا ... أقسم أنني لا أعلم لقد فوجئت بظهوره لنا فجأة
لين : لن يجدي الكلام نفعا الآن .... اسمع ستجلس بالسيارة لا مكان لك معنا إنه اختيارك
آنين باعتراض وغضب : لين هل جننتِ .... هل تعرضي إياد للخطر لأنه صمم على المجيء معنا ...إن
كان لا يعنيك أمره فإنه يعنيني بشدة
لين بغيض : وما سأفعل له أخبريني الآن
إياد : موافق ولكن لن أترك آنين وحدها
آنين وهي تمسك يده وتوجهه نحوها بغيض : إياد أتعي ما تقول .. سنتوجه بالسيارة لوكر العصابة سيقبضون
عليك والله أعلم يسجنوك لديهم أو يقتلونك بدم بارد
لجين : والحل الآن
آنين : سأركب أنا في الأمام
لين بحدة وهي ترمي بيدها في الهواء : سنرجع جميعا لن يكون هناك أي عملية
إياد : إذا فلنرجع .... تركي لأنين هنا بدوني أمر لن أقبله أبدا
لجين : بعد كل هذا .... لن أتراجع ولو ذهبت وحدي
ابتعدت لين عنهم منزعجة تحاول الهدوء والتفكير
آنين : إياد لقد سببت لنا مشكلة أتعي ذلك
إياد : لا يهم .... ولا تتسببي بمشكلة بيني وبينك يا آنين ... لقد انتهى النقاش في الأمر
بعد مدة رجعت لين ناحيتهم
لجين : هل توصلتِ لحل
لين : هناك حل واحد على إياد تحمل الصعاب فيه
ركبت لجين السيارة وكانت أكبر سيارة وجدتها والأكثر ارتفاعا بين سيارات الدفع الرباعي العادية
آنين ولين كانتا تحت السيارة بمكان سرقت لين فكرته من السائقين الذين كانوا يسرقون من المزرعة
أما إياد فقد قاموا بتثبيته معهم بالأسفل بحبال مطاطية .. على فكه عند منتصف الليل لبعض الوقت ووضعوا
معه قارورة ماء موصلة بأنبوب رفيع وطويل للشرب .... وسارت لجين باتجاه الهدف المنشود
بعد وقت طويل من السير
آنين : لين المكان خانق جدا هنا أكاد أموت
لين : آنين لا تتذمري فليس وقته يا مدللة ... ما سيقوله زوجك مما يعاني الآن
آنين : لين حرام عليك ... لما فعلتي به هذا
لين : وما سأفعله باعتقادك ... لا حل أمامي غيره
ضربت لين بقبضة يدها على السيارة فتوقفت لجين ونزلت متوجهة لهم
لجين : هل من خطب ما
لين : تفقدي إياد
توجهت لجن للجانب الآخر : هل أنت بخير
إياد : نعم أنا بخير تابعي سيرك
لجين : حسننا لقد قطعنا نصف المسافة تقريبا سنقوم بفكك لترتاح بعد قليل
إياد : لا ... تابعي سيرك لا تضيعوا الوقت لأجلى
توجهت لجين جهة الفتاتين وأخبرتهم أنها لن تتوقف وستتابع السير
آنين وهي تهز رأسها باعتراض : لا لن تفعلا هذا بإياد أليس لديكم قلب
لجين : هوا من طلب ذلك يا آنين
آنين وقد بدأت بالبكاء : فعل ذلك لكي لا تتذمروا من وقوفكم بسببه أعرفه جيدا
لين بتذمر : ها قد بدأت المشاكل التي لن تنتهي ... كنت أعلم أننا سنصل لهذه النتيجة
آنين : لا دخل لي بكما عليكم فكه ليرتاح قليلا كما اتفقنا ... أنا لست مستغنية عنه
لين بضيق : هيا يا لجين لن نضيع المزيد من الوقت وتوقفي كما اتفقنا سابقا
بعد فترة ليست بقليلة توقفت لجين ونزلوا جميعهم وفكوا الحبال عن إياد
آنين بعد أن ابتعدت وزوجها قليلا : إياد هل أنت بخير
أياد وهوا يشدها لحضنه : أجل حبيبتي بخير لا تقلقي علي
لين : انظري لؤلئك الأحمقان هل هوا وقت الغراميات الآن
لجين : لما أنتي مستاءة لهذا الحد ... لقد حدث الأمر وانتهى يا لين
لين : أتمنى أن لا نندم على جلبه معنا
لجين : لما لا تركبوا السيارة حتى نقترب من وكرهم بذل كل هذا العناء
لين : علينا توخي الحذر فقد يخرجوا لنا في أي لحظة ويمسكوا بنا عندها سيفشل كل ما خططنا له
لجين : لم يتبقى الكثير ... كنا وصلنا منذ مدة لولا تخفيف السرعة لتقليل اهتزاز السيارة من أجل إياد
ثم صرخت منادية : هيا يا آنين علينا المغادرة سنصل قريبا
غادروا متوجهين لذات وجهتهم التي لم يتبقى لهم سوى ربع المسافة للوصول إليها
وصلوا لمبنى ذو سور عالي جدا ويمتد لمسافة كبيرة و أسلاك شائكة ولا حرس بالخارج
توجهت لجين جهة البوابة و أطلقت صوت منبه سيارتها ثلاث مرات كما شهدت ذلك سابقا ففتحت البوابة
وخرج منها رجلان أجنبيان مسلحان و اقتربا من السيارة
لجين : أود مقابلة زعيمكم هوا في انتظاري
نظر إليها بسخرية ثم قال : حقا ... إنها مزحة رائعة ... كيف وصلتي هنا يا طفلة
رمت لجين له ببطاقتها وقالت : أره هذه
نظر الرجل للبطاقة ثم للرجل الآخر بدهشة بعدها أبتعد قليلا وأجرى مكالمة قصيرة ثم عاد إليهم ... خرج
رجلان آخران من البوابة و بدءا بتفتيش السيارة ولجين تدعوا بقلبها كما الجميع أن لا يريا إياد
نزل أحدهم بمصباحه لينظر أسفل السيارة ولكنه لم يتمكن من رؤيته لأنه بالجهة الأخرى من المكان الذي
تختبئ به الفتاتان
سمحوا للجين بالدخول فتوجهت عنوةً لأبعد مكان مظلم ثم نزلت
الرجل : من هنا الزعيم بانتظارك
سارت لجين دون أن يقترب منها أحدهم ( جيد هم لازالوا يضنون أنني وباء قاتل )
نزلت لين بحذر و اختبأت خلف إطار السيارة وبدأت بالمراقبة
لين ( إنهم كثر و أكثر مما تصورت ويبدوا أنهم يتمركزون هناك بكثرة سأضع آلة التصوير في أقرب نقطة
أصل إليها )
تسللت لين وحدها بحذر شديد تبتت آلة التصوير وعادت ثم طرقت بخفة على باب السيارة فنزلت آنين و أنزلت
معها حقيبة لين وحقيبة أخرى أصرت آنين على إحضارها معها
آنين بهمس : وماذا عن إياد
لين : قليلا بعد سنفك الحبال بحذر أنه في الجهة المقابلة لهم
آنين : نحن في الظلام ثم أنهم قد يقتربوا من السيارة في أي لحظة ألم تقل لجين أنه أعطى سيارتها لأحدهم
في المرة السابقة .... سأتسلل أنا من تحتها حسننا
لين : لن يكون الأمر سهلا
آنين : لا عليك سأنجح في ذلك لن أفرض في إياد مهما حدث
فتحت آنين حقيبتها و أخرجت سكيننا حادا وقطعتين من الفلين ومقص كبير
لين : آنين ما تخبئي في هذه الحقيبة من أشياء
آنين بابتسامة : كل ما لا يخطر لك على بال
زحفت آنين تحت السيارة حتى وصلت لمكان إياد أخرجت قطع الفلين من جيبها وقامت بتثبيتها بين جسده
والحبل وبدأت بقصها بالسكين وعند وصولها لنهاية الحبل استخدمت المقص لقص آخر جزء فيه حتى انتهت
ثم تسلل كلاهما زحفا من تحت السيارة
إياد وهوا يمسك خد آنين بأصبعيه السبابة و الإبهام : شكرا حبيبتي لقد كدت أعلق هناك للأبد
آنين : وهل كنت تظنني سأتركك لهم ... سأموت إن أصابوك بأذى
لين : هيه أنتما أجلا ذلك قليلا .... بسرعة علينا التوجه لتلك الناحية إنها الأقل خطرا
تسلل ثلاثتهم خلف أحد المباني
لين : انتظرا سأرى من هناك .... آنين راقبي تلك الجهة بالمنظار ووافني بكل شيء
آنين : ثلاثة منهم يقفــ ... آه لقد غادرا
لين : علينا تثبيت آلة التصوير للمراقبة هناك أيضا
آنين : أنا سأفعل ذلك
إياد : لا آنين سأذهب أنا
آنين : إياد لا تُعقد الأمور ... دعني أعمل براحتي أنا سأكون أفضل للتسلل هناك
انطلقت آنين و إياد يراقبها : إن أصابها مكروه فلن أرحم أحدا
شعرت لين بالضيق ولكنها لم تتكلم تجنباً للمشكلات فلا وقت لها الآن
تسللت آنين ببطء خلف أحد المستودعات ثم انتقلت لجانبه الآخر تسلقت حافته ووضعت آلة التصوير بحذر
وقفزت للأسفل
إياد : أين اختفت لقد تأخرت كثيرا عليا اللحاق بها
لين : لا ... لن نخسر عضوين منا لا تتصرف بغباء آنين تعرف كيف تنجوا من ذلك
إياد : و....
لين : ها هي ذي قادمة .... رائع كما كانت دائما أحسنتي آنين
وصلت آنين بأنفاس متقطعة من الركض : لقد وضعتها عند الواجهة وفي الأعلى أيضا
لين : جيد بل رائع .... يبدوا أنك لم تفقدي مهاراتك
آنين : هذا عمل سهل جدا لين
إياد اكتفى بالصمت وهوا ينظر إليها بدهشة
لين : سننتقل الآن لتلك الجهة آلة تصوير واحدة فقط هناك ثم نبتعد عن المكان
توجهوا للجانب الثالث من المباني وقامت آنين بالمهمة كما في المرة الأولى وعادت
آنين : كادوا يمسكوا بي نجوت بصعوبة إنهم كثر ويتحركون بعشوائية
لين : سنبتعد الآن المكان كبير جدا هنا سنختبئ بعيدا لنراقب تحركاتهم بالجهاز المحمول
انتقلوا لأبعد جهة يمكنهم الوصول إليها وتخفوا خلف الشجيرات أخرجت لين جهازا محمولا من حقيبتها
موصلا بآلات المراقبة شغلته وقامت بتشغيلهم عن طريقه وبدأت بالمراقبة الدقيقة لكل الجهات
لين : جلبت بطاريات سوف تكفينا لنراقبهم حتى الأربع وعشرون ساعة القادمة ثم سينتهي شحن الجهاز
وسيتوقف وبعدها سنبدأ بالتحرك
آنين : ماذا عن لجين ما سيحل بها
لين : سنعرف بعد قليل
حمل كل من إياد و آنين منظاران يدويان وقاما بمراقبة الأماكن القريبة منهم
إياد وهوا ينظر لجهة مخالفة لجهة آنين لمراقبتهم : آنين كيف أنجزتِ المهمة دون أن يروك إنهم
كثيرين هناك
آنين : تلك مهارتي المفضلة لقد كنت أفعل ذلك بسهولة في المدرسة لم أفشل يوما بمهمة
إياد وهوا يبعد المنظار وينظر إليها : آه علمت الآن لما كنتي في صغرك تصعدين تلك الأمكنة وتبدئي
بالبكاء فأقوم بإنزالك .... كنتي تتعمدين فعل ذلك إذا أيتها المشاغبة
آنين بابتسامة صغيرة : عندما كنت تنشغل عني أفعل ذلك
إياد : يالك من محتالة
وفي المبنى الرئيسي لتلك المباني الموزعة بعشوائية دخلت لجين بكل ثقة وخطوات ثابتة حيث تعلم
جيدا أنه سيكون زعيمهم هناك
وقف لدى دخولها وقال بابتسامة ماكرة : جولي ريتشارد ها هي أنتي أخيرا .... إنك أخطر مما توقعنا
كيف وصلتي إلى هنا
لجين بثقة وابتسامة مماثلة لابتسامته : عليكم تغيير وكركم الآن قد أكون وشيت بمكانكم
الزعيم : هههههه لا ... أعلم أنهم لا يعلمون
لجين : إذا كما توقعت لديكم أعوانكم هناك
الزعيم : كل شيء يشترى بالمال حتى الذمم المزيفة
لجين : ها قد أتيتكم بنفسي وبمفردي علينا أكمال الصفقة
الزعيم : أي صفقة
لجين : أنا مقابل الشاب المحتجز لديكم فلا حاجة لكم به
الزعيم : إذا تعلمي أنه ليس غافر
لجين : أجل
الزعيم : هل تريدي أقناعي أنك أتيتِ و ستسلمين نفسك لتخرجيه.... مع من تظني أنك تتعاملي
لجين : مع رجل ذكي طبعا .... مؤكد أنك تعلم أنه زوجي وأنه ابن شقيق غافر وانه خدعني ليتزوج بي وزور
جواز سفري وجلبني إلى هنا ... عليه أن يخبرني لما فعل ذلك
الزعيم : حسننا فعلتي ستكونين بضيافتنا لبعض الوقت و سنعطيك أجمل فرصة لتنتقمي منه بنفسك
لجين ( لما يخطط هل سيطلبون مني قتله ) : إن كنتم تريدوا قتله فافعلوا ذلك بأنفسكم لن ألطخ يدي بدم أحد
انتقامي له طعم آخر غير الدماء
الزعيم : إن أردنا قتله لقتلناه منذ زمن
لجين : والمطلوب مني الآن
الزعيم : هههههه ياله من سؤال جميل مثلك
لجين : وأين الإجابة الجميلة مثلي أيضا
الزعيم : لا إجابات جميلة هنا كلها قبيحة
لجين : أتحفني بها أيا كانت
أشار بأصبعيه لمجموعة تقف بعيدا فحظر اثنين منهم ثم قال بحزم : خذاها
لجين : إلى أين ستأخذني
الزعيم : ستكونين أثمن رهينة تحصلنا عليها لأكبر صفقة قد مرت على تاريخنا ... أما ذاك الشاب
فمقابل الملف والقرص ومادام غافر حيا فسيأتي بهم بالتأكيد
لجين : غافر ميت والملف احترق أمام عيني
أشار لرجاله بيده فأخذوها معهم وخرجوا
في أحد تلك المستودعات كان يزيد يجلس جلسته ذاتها ويجلس اثنين آخرين بجانبه مبتعدين تماما عن جهة
مدخل المستودع فسمعوا صوت الباب يُفتح .... كان كل تفكير الثلاثة أنهم جاءوا لأخذ أحدهم فليس هذا بوقت
الطعام المعتاد سمعوا صوت فتاة لا تغفله أذنا يزيد أبداً وهي تقول بغيض
: قذران ... يا لكم من حثالة
ثم أغلق الباب وقف يزيد قافزا على استقامته وكأنه يتمنى أن لا يكون ما سمعه خطأ وتوجه ناحية الباب ليجد
أمامه الشخص الذي انتظره لشهور كي يأتي .... لجين بفستانها الزهري المذهب الأطراف وشعرها الملفوف
بلفاته المدهشة العيون الخضراء الناعسة ذاتها والبشرة شديدة البياض
فتح يزيد فمه وعينيه من الدهشة : لـ ... لجين
ثم فتح ذراعيه لها على اتساعهم فابتسمت بدورها ابتسامة رقيقة وركضت نحوه وارتمت في حضنه باكية
لجين : يزيد أخيرا رأيتك من جديد ... هذا أنت على قيد الحياة لقد خفت أن لا أجدك هنا
يزيد وهوا يزيد من احتضانها في كل لحظة أكثر : لجين حبيبتي لقد تأخرتِ .... انتظرتك كل يوم لتأتي
وتخرجيني من هنا ... وحدك من كنت انتظر
لجين وهي تزيد من حضنه أكثر حتى تكاد تخترق ضلوعه : كنت طوال تلك المدة أعد العدة للمجيء
لكي أخراجك من هنا .... اشتقت لك يزيد لن تعرف كم يكون ذلك .... اشتقت لك حد الجنون
أيبعد وجهها عن حضنه وأمسكه بيديه وعيناه تتجول في كل تقاسيم وجهها من عينيها لشفتيها لكل
جزء فيه ثم اقترب منه حتى أصبحت أنفاسهما تختلط ببعضها وقرب شفتيه لشفتيها ببطء ليقبلهما
فابتعدت لجين فجأة ... نظر لها باستغراب فارتمت في حضنه وكأنها تريد الاختباء عن احدهم ثم
قالت بهمس: يزيد يا أحمق ألا ترى من يوجد هنا
التفت يزيد فوجد الرجلين رفيقاه في سجنه هناك يقفان وينظران لهما في حيرة
قال أحدهم : هل هذا من كنت تنتظر وتُأملنا أنه سيخرجنا .... بالله عليك يا رجل ظنناها أحدى المنظمات
أو المخابرات
يزيد : بل هي من تصنع ما لم يصنعوه هم
لجين وهي تبتعد عن حضنه : لو بقيتم تنتظرونهم فستمضون كل عمركم هنا فلا أمل يرجى منهم
سحب يزيد لجين لجهة بعيدة ثم أمسك بخصرها وتخللت أصابعه شعرها لتمسك برأسها وقبلها بعمق
لجين وهي تخلص نفسها منه : يزيد ما حل بك اصبر قليلا لنخرج ... ما سيظنه أولئك الرجلين بنا
يزيد : مجنونان بالطبع .... بل كنت سوف أجن إن انتظرت قليلا بعد
ضمها لحضنه مجددا وقال : ما أسعدني بك يا ملاكي كم اشتقت حتى لشتمك وسبك لي
جلس أرضا مستندا بأحد الأعمدة الإسمنتية الضخمة و أجلسها بجانبه ثم شدها لحضنه من جديد
يزيد : اخبريني كيف أتيتي ومتى ومن معك ... اخبريني كل شيء عنك منذ أن افترقنا وحتى اللحظة
.. تحدثي حبيبتي أريد الاستماع لك فقط
لجين : جئت لأفريقيا برفقة أمجد و نادر أما إلى هنا فبرفقة صديقتاي وزوج أحداهن
يزيد : إلى هنا .. هنا ..
لجين : نعم إنهم في الخارج وسيعملون على أخراجنا كنت أنا الوسيلة لإدخالهم
يزيد : و أمجد أين هوا
لجين : لم نسمح له بالاقتراب ... و لولا إصراره على المجيء ما كنا لنصطحبه معنا من أجل سلامته كما
تعلم و حتى روح كان يريد المجيء
يزيد وهوا يبعدها عن حضنه : روح .... هل أنتي أكيدة
لجين : بل كل التأكيد ... فزوجته أحدى اللتين هنا
يزيد بابتسامة ممزوجة بالدهشة : زوجته .... هل تزوج ... أقسمي بذلك
لجين : أقسم أنه تزوج و خرج من حالته تلك أيضا
يزيد بسعادة : من .... هل هي لين
لجين بابتسامة : نعم لين لا سواها
يزيد : هههههه علمت أن تلك الفتاة ستفعلها و ستُخرج روح مما هوا فيه
عاد لاحتضانها من جديد وقال وهوا يمسح على شعرها بحب : ما أسعدني بكل هذا روح عاد لنا من جديد
لقد ضننت لسنين أننا فقدناه للأبد
لجين : كان عليه أن يسجن لين لديه من سنوات
يزيد : لو كنت أعلم لجلبتها عنده بنفسي .... لقد أحبها إذا ذاك المغفل
لجين : أجل وبجنون .... هل كنت تضنه سيقاوم تلك الجميلة
ثم ابتعدت عنه فأمسك وجهها بيديه ليقبلها من جديد
لجين وهي تبعد يديه عن وجهها : يزيد توقف عن ذلك دعني أشبع عينيا بالنظر إليك أنا لم أرك إلا مرة
واحدة في حياتي
يزيد وهوا يضع يديه خلف رأسه متشابكتان ويرفع رأسه وينظر إليها بشموخ : حسننا هيا تمتعي بالوجه
الوسيم الصبوح
لجين وهي تضربه على صدره بقبضتها: يا لك من متعجرف ... هل صدقت نفسك
ضحك يزيد بصوت مرتفع ثم وقف متوجها للرجلين
أحمد : هيه يزيد أين أخذت تلك الفتاة الجميلة واختفيت .... ألن نفهم ما يجري هنا
يزيد : تلك زوجتي يا معتوه ما تظن بها
أحمد : هههههه حقا ظننتها حبيبتك ... هل أنت متزوج من أجنبية لم تخبرنا بذلك
يزيد : بل هي عربية ... ستكون هناك دائما لا تقتربا
خالد : هل تخبأها عنا لقد كانت مع أفراد العصابة للتو
يزيد بغيض ومن بين أسنانه : لا تتحدث عنها هكذا لا تجعلني أتصرف معك بسوء
أحمد : أهدئ يا يزيد معك حق لن يتكرر ذلك ... ونظر لخالد نظرة تحذير
غادر يزيد جهة لجين فنظر خالد لأحمد قائلا : لما نظرت لي بتلك النظرة أنا لم أقل أي خطأً
أحمد : مغفل ... إن افتعلت معه المشاكل فلن يخرجنا عند خروجه
خالد : هه وهل تظنه سيخرج ... هذا وكر أحدى كبرى العصابات أتعي ذلك
أما في الخارج كانت قد مرت عدة ساعات على الفريق وهم في مراقبة متواصلة
لين لا ترفع عيناها عن جهازها المحمول و آنين و إياد يراقبان المكان من كل جانب
آنين وهي تقترب من لين وبهمس : لين ماذا حدث معك اقترب وقت الفجر هل توصلت لشيء
لين التي كانت ترسم مخططا على الورقة للمكان من خلال ما رأت وما تراقب الآن : ليس بعد ما يزال أمامنا
وقت طويل
وصلت إشارة من هاتف لجين الذي خبأته لتدخله معها وكانت هواتفهم تعمل بواسطة الأقمار الاصطناعية ثم
تلتها إشارة أخرى بعدها مباشرة
لين : رائع لقد وصلت لجين عند يزيد سننتظر الثالثة
وما أن أنهت جملتها حتى وصلت الإشارة الثالثة لها
لين : جيد إنهم في أحدى المستودعات هنا
آنين : كل شيء على ما يرام إذاً هذا رائع .... ماذا سنفعل بعد
لين وهي تؤشر بعينيها جهة إياد : اذهبي وتفقدي زوجك قد يكون مشغولا برؤية إحداهن منذ زمن
نظرت آنين جهته بتشكك ثم توجهت نحوه سحبت منه المنظار ونظرت حيث كان ينظر فوجدت فتاة تقف هناك
آنين وهي تضربه بقبضتها على كتفه وتهمس بغيض : إياد أيها الخائن لما كنت تنظر إليها ومنذ وقت
إياد بدهشة : ما هي ... أنا لا أفهم شيئا
آنين وهي تؤشر بإصبعها للمكان : هناك ... الفتاة الواقفة هناك لم أكن أضن أن دوقك رديء لهذا الحد هل
استبدلتني بتلك ... يالك من خائن
إياد برجاء : لم أرى أي فتاة ... أقسم لك بذلك
آنين ببكاء مخنوق : ومن تكون التي رايتها للتو ... هل هي جنية
سحب إياد منها المنظار ونظر للجهة ذاتها تم نظر لآنين وقال : يبدوا أنها ظهرت للتو أقسم أنها لم تكن
هناك ... آنين ما بك هل سأنظر لتك كيف تظنين بي ذلك ... توقفي عن البكاء حبيبتي أرجوك
تركته آنين مبتعدة عنه بغيض : لا تقل حبيبتي ولا تتحدث معي بعد الآن
لين بضيق ( يا الهي سيتسببان بكشفنا بالتأكيد ... هل كان عليا أن أبعدها عني بتلك الخطة الفاشلة )
أما في الداخل فكانت لجين تجلس بحضن يزيد وهوا يمسك بيدها ملاعبا لأصابعها بين يده يتحدثا عن كل ما
مرا به فترة انقطاعهما عن بعض ومرت بهم الساعات على تلك الحال حتى الصباح
اتصلت لين بلجين وحدثتها بهمس : لجين يا غبية هل استحليتي حضن زوجك ونسيتي أن تتحدثي معي
لجين : هههه يبدوا ذلك
لين : حمقاء ... هيا أخبريني ماذا حدث معك
حكت لجين بسرعة للين كل شيء
لين : إذا كما توقعت هم يدبرون لكارثة علينا أن نتصرف سريعا عند الليل سنكمل باقي المهمة ... اسمعي
إذا طرقنا جدار مستودعكم فردي الطرقة بمثيلتها حسننا
لجين : حسننا
وأمضت لين باقي ساعات النهار تراقب وترصد تحركاتهم وتشرح لآنين كل شيء عما ترى
لين : لا يزال ينقصني بعض الأمكنة في الخريطة التوضيحية هل أنتي مستعدة للتسلل ناحيتها ليلا
وتدوينها لي
آنين : بالتأكيد
لين وهي تنظر جهة إياد المضجع على الأرض : هل نام ... إنه بلا نفع حقا
آنين بضيق : لما تقولي ذلك عنه لقد كان يراقب تلك الجهة طوال الليل
لين بنصف عين : ظننتك غاضبة منه .... لما تدافعين عنه الآن ها
آنين : لا لست غاضبة أعلم أنه يستحيل أن ينظر لتلك ... ذلك فقط لكي لا يفعلها مستقبلا
لين : أسمعي يا آنين لا نعلم ما سيحدث خلال الساعات القادمة لذلك سأنسخ بواسطة الكربون نسخة لك
من هذه الخريطة وكل البيانات وسنضع إشارة عند المستودع الذي توجد فيه لجين إن أمسكوا بي فالإشارات
كالتالي ... واحدة أمسكوا بي و الثانية أنا مع لجين فهمتي
آنين : نعم .... ولكن ماذا لو أخذوا منك الجهاز قبل الإشارة
لين : لا عليك فكرت بذلك أيضا ستصل الإشارة فور فتحهم للجهاز وستسمعين ما يدور بينهم ... المشكلة
في زوجك لا جهاز لديه إن افترق عنا لن نعلم عنه شيئا
آنين : إذاً عليه أن يكون مع إحدانا دائما
لين : نعم فالإشارة الثالثة إياد معي ... فهمتي
آنين : نعم بكل تأكيد
لين : أنا أعتمد عليك يا آنين ... من وقعت منا في شراكهم عليها أن تُعلم الأخرى لتحاول هي إنجاز باقي المهمة

وفي بلاد بعيدة كل البعد عن بطلاتنا الثلاثة كان ياسر يقف أمام بوابة قصر راشد خال لجين متوجها للداخل
أما في الداخل فكانت سوار ترفع بنطالها الجينز حتى الركبتين وكمي قميصها المربوط من الأمام مرتفعان
حتى المرفقين تربط شعرها للأعلى وتمسك خصرها بغضب في الجزء الجانبي من القصر
سوار : أمي هل علينا فعل ذلك حقا ... لما كل هذا المال لدينا إذاً... الخدم كثر أعفيني من هذا أرجوك
الوالدة ( وداد ) : احملي هذا في صمت لن نعيد ذات الكلام كل سنة
سوار وهي ترفع صندوقا مليئا بقشور الثمار بتذمر وتسير به جهة القصر : أوففففف ما أتعسني من فتاة لما
عليا فعل هذا ... أمي لن تتخلى عن هذه الهواية الموسمية السيئة بتاتا وتعلمني إياها أيضا ... من قال أنني
أريد تعلمها
كانت تسير وتتمتم بغيض عندما اصطدمت بأحدهم قرب باب القصر الداخلي
ياسر : آسف يا ......
سوار بتذمر وهي تنظر للصندوق بعد أن تناثرت منه القشور بكل مكان ولم ترفع عينيها بياسر ضننا منها أنه
أحد الخدم وهي تضرب قدمها بالأرض وتقول : سحقا ... سحقا ... سحقا ... لقد تعبت في جمعها سأعيد العمل
مجددا يا لي من بائسة وقليلة حظ
ياسر بارتباك : عذرا هل أساعدك في جمعها أنا آسف
سوار وهي تلوح له بيدها ورأسها لا يزال في الأرض وبصوت غاضب : أذهب أذهب لا أريد منك شيئا
ياسر ( خادمة سليطة لسان ينبغي عليهم طردها ) قال بغيض : لقد اعتذرت و تحدثت معك بأدب لما تخاطبيني
بهذه الطريقة
رفعت سوار رأسها ونظرت إليه بصدمة اندهش ياسر من جمالها كخادمة ثم قال بحدة : يبدوا أنك أحدى
الخادمات هنا ... هل لي أن أقابل السيد راشد هل هوا موجود
امتلأت عينا سوار بالدموع لإحساسها بالإهانة منه ونعته لها بالخادمة ثم غادرت راكضة بكل سرعتها
للداخل صعدت السلالم وتوجهت لجناحها
ياسر كان واقفا تعلوه الدهشة ( إنها غريبة أطوار حقا ما قلته لها لتهرب باكية )
تقدمت والدة سوار منه وقالت وهي تنظف يديها بمنديل وشكلها كان مرتبا جدا على خلاف ابنتها : مرحبا بني
هل أخدمك بشيء
ثم نظرت للصندوق تحت قدميه وقالت باستياء : سوار ... أنتي لا تنفعين لشيء أبدا وميئوس منك أيضا
ياسر : عذرا سيدتي هل لي بمقابلة السيد راشد
وداد : بالتأكيد أدخل وسأطلب من إحدى الخادمات أن تعطيه خبرا وسيوافيك في الفور
ياسر ( يا لهم من عائلة متواضعة ) : شكرا لك سيدتي
دخل ياسر واستقبله راشد في مكتبه عرف عن نفسه و استفسر عن بعض الأمور منه بحجة العمل كما طلبت
منه لين وكما أنه من استلم كل الأعمال حاليا بعد غياب إياد ... ثم غادر بعدما ودعه راشد بحرارة وطلب
منه زيارتهم مجددا وأرسل بعدها بإشارة للين لتعلم أن الجزء الأول من المهمة قد أنجز بنجاح
أما في غرفة سوار فكانت الأحوال الجوية سيئة والأمطار تهطل بغزارة و بعد نوبة البكاء الشديدة وقفت
وتوجهت للمرآة نظرت لملابسها الغير مرتبة ثم لوجهها وقالت : حسننا ثيابي لا بأس أن يعتقد أنها لخادمة
ولكن هل شكلي يشبه الخادمات فعلا ... يا له من وقح وقليل دوق أيضا
ثم عادت للبكاء بألم وحرارة مجددا ولم يتوقف الأمر هنا فكلما نظرت للمرآة ذلك اليوم بكت من جديد ضننا
منها أنها تشبه الخادمات
وبالعودة لفريق المهمات الصعبة حيث كان الوقت مساءً بعد أن تبادلوا المراقبة والنوم لسعات قليلة جدا خلال
النهار ليستطيعوا العمل ليلا بنشاط
آنين : أعطني الورقة يا لين سأدون ما نقص منها
لين : عليك أن تكوني حذرة يا آنين المهمة ليست بالسهلة
إياد : سأرافقك
آنين : لا ... أبقى هنا ... يمسكوا بواحد أفضل من أثنين
إياد : وما سأفعله أنا غير المراقبة
آنين وهي تضع يديها في وسطها : هل تريد الاقتراب من الفتيات هناك ... قل الحقيقة
إياد : حبيبتي ما بك لما كل هذه الظنون لم تكوني هكذا سابقا
آنين : لأني لم أعرفك على حقيقتك
نظر إياد للجانب الآخر باستياء غاضبا منها ... ابتسمت آنين للين بمعنى نجحت في تركه هنا بادلتها لين
الابتسامة و أشارت لها برأسها لتبدأ مهمتها
تسللت آنين بين المباني بحذر وهي تراقب الخريطة بعدما شرحتها لها لين جيدا على جهاز الحاسوب
وصلت بالمقربة من البوابة وبدأت من هناك تتنقل من مكان لآخر معتمدة على الصناديق وبعض الأخشاب
المرصوفة فوق بعض ولجأت حتى للزحف أرضا في الأماكن الخالية
آنين : هنا مستودع لكن هذا ليس مبنى إذا المكان خاطئ ... ولكنه يلي ذاك هل أخطأت لين يا ترى عليا البدء
من الجهة الأخرى والعودة هنا من جديد وسأكتشف اللبس في الأمر .... جيد أكاد أنتهي

عادت آنين من حيث بدأت وسلكت الاتجاه الآخر حتى أنهت كل شيء ثم عادت للين
آنين : آه لقد كان الأمر صعبا والظلام صعب المهمة لكن المغفلين أولئك لا يشكون بشيء يبدوا أنهم مطمئنين
لخلو المكان من المتسللين
لين : كيف علمتِ بذلك
آنين : لاحظت أنهم لا ينتبهون للحركة الغريبة الصادرة من أي اتجاه حتى أنني تعمدت تحريك صندوق ليصدر
صوتا فلم يعر أحدهم الأمر انتباها
لين : جيد ..... وهل دونتِ كل شيء
آنين : نعم باستثناء هذا ... إنه مستودع ولكن ما بجانبه ليس مستودعا آخر كهذا ... إنه مبنى يشبه الكوخ الحجري
لين : هل أنتي متأكدة
آنين : كل التأكيد لقد لففت جميع الاتجاهات ... كلها صحيحة فيما عدا هذا
لين : لقد قمتي بعمل رائع
ثم أشارت لها بعينيها جهة إياد الذي كان يبدوا عليه الاستياء
آنين بهمس : لا عليك منه أعرف كيف أتصرف في الأمر
لين : إنه دوري الآن سأقوم بالبحث عن المستودع الذي به لجين ويزيد
آنين : هل ستذهبين لوحدك
لين : لا يمكننا الذهاب معا أنا وأنتي تعلمي ذلك مسبقا
آنين : إياد هل ترافقها
إياد بغيض : لا
لين : لا بأس ... وحدي أفضل
آنين : اعتني بنفسك لين
لين : حسننا ... سأعود قريبا
كانت لين تتنقل بين المباني وكلما وصلت مستودعا طرقت على جدرانه الحديدية وهي تتبع الخريطة حتى
وصلها الجواب من أحداها فعلمت أنهم بالداخل اتصلت بلجين و أكدت لها أنهم هناك وضعت لين إشارة حمراء
على الخريطة حيث مكانهم وعادت أدراجها من حيث بدأت
آنين : إياد هلا نظرت باتجاهي أنا أحدثك منذ زمن
إياد : لا حديث بيننا
آنين : لماذا
إياد : لن أتحدث مع من تظن بي كل تلك الظنون السيئة ... أنا يا آنين ... أنا تظني بي ذلك و أنتي تعلمي مقدار
حبي لك
آنين وهي تحضن ذراعه بحب : كنت أمزح إياد أقسم وربي يشهد أنه ما كان من قلبي فأنا أعرفك جيدا
نظر إليها مطولا فقالت برجاء : لا تغضب مني أقسم أنها الحقيقة
إياد : سأرضى على أن لا تعيديها ثانيتا
آنين : حسننا موافقة
وصلت لين ركضا ناحيتهم
آنين : ماذا حدث معك يا لين
لين : لقد نجحت إنهم هنا في هذا المستودع....لقد تحدث مع لجين وأكدت لي ذلك ... دونيه لديك يا آنين
آنين : جيد ما الخطوة التالية
لين : أخبرتني لجين أنهم يجلبون لهم وجبتين يوميا عند الرابعة عصرا والعاشرة ليلا
آنين : إنهم يدللونهم إذاً
لين : راقبتهم وكانوا شخصين و الذي سيدخل لهم في هاذين الوقتين هوا من يحمل المفتاح قالت
أن الشخص يتغير دائما
آنين : مشكلة ... إذا هدفنا ليس معيننا
لين : أجل لذلك سنضع خطة للأمر والمستودع المجاور له يحرسه احدهم بشكل دائم تقريبا
آنين : يبدوا الأمر صعبا للغاية هل سننجح يا ترى
لين : لنأمل ذلك .... إياد دورك أصبح قريبا
إياد : جيد أنكما تذكرتما وجودي .... ولكني لن أفترق عن آنين
لين همست لآنين : ماذا حدث ... هل تصالحتما
آنين بابتسامة : نعم منذ قليل
لين : بهذه السرعة ..!!! إنه حقا متيم بك
إياد : فيما تتهامسان
آنين : لا شيء أميري .... لين ما سيفعل إياد
لين : سنبعد الواقف أمام المستودع الآخر و إياد سيكون البديل عنه حتى نقوم بإخراجهم .... في الصباح
سأعطي الإشارة لياسر ليقوم بالجزء الثاني من المهمة
نظرت آنين لإياد ثم للين وقالت : ألن يكون إياد في خطر .... لين لا تفقديني زوجي لازلت أحتاج إليه
لين : هوا الحل الوحيد أمامنا إن كان رافضا عليه القول فقط
إياد : لا بأس على الرغم من أني لم آتي إلا لتكون آنين أمام عيني ولكن سأشارككم بالمهام

أما لجين ويزيد فلم تكفيهما كل تلك الساعات لينتهي الشوق والأحاديث
لجين : طوال الخمسة أشهر الماضية كنت أشغل تفكيري بالبحث عنك ... الآن بعدما صرت أمامي شعرت
بالحزن أن غافر ليس مجودا ولا يمكنني أخد حقي منه
حضنها يزيد بحب وقال : حبيبتي ألن تتوقفي عن الحقد .... لا تفكري في الأمر مجددا لقد انتهى .. غافر انتهى
لجين ببكاء مرير : كيف لي أن أنسى وأعيش حياتي ... لقد مرت عليا ليالي لا يعلم شدتها إلا الله لو كنت مكاني
هل كنت تنسى ... أخبرني
يزيد : يكفي ملاكي يكفي .... أخبريني ما بيدي أنا الآن ... أقسم إن كنت استطيع فعل شيء لفعلته
لجين وهي تشده إليها بقوة : أعلم حبيبي أعلم أنك لا تملك من الأمر شيئا ولكنك تذكرني به لقد عشت معك لفترة
طويلة على أنك غافر الأمر ليس بيدي
يزيد : ثروته تلك كلها لك لجين كلها ملكك ألا يكفي هذا
لجين : لا ... لا أريدها ولن آخذ منها فلسا ... شركة والدي هي من حقي ومنزل عائلتي كذلك والباقي لن
آخذ منه شيئا ولا أريد من ذاك المجرم أي شيء حيا كان أو ميتا
يزيد : حبيبتي تلك وصيته لي فلا تضعيني بهذا الموقف
لجين : خذها لا أريدها
يزيد : هههههه ولكنك زوجتي أم نسيتي ... إن أخذتها فستكون لنا سويا
لجين : إذا تبرع بها أو أحرقها أنا لا أريدها ... يزيد افهمني أرجوك
يزيد : هل هناك من يرفض الثروة
لجين وهي تبتعد عن حضنه : لأنك لا تشعر بما أشعر ولم تجرب ما مررت به لكنت عذرتني
مسح بيده على خدها بحنان ثم قبلها قبلة خفيفة على شفتيها وقال : بل أنا أكثر من يشعر بك ملاكي ولكن عليا
مواساتك لا أن أزيد همومك
لجين وهي تنزل رأسها للأسفل وعيناها في الأرض : لقد احتجتك بقربي دائما ... لقد مرت بي موافق عدة كنت
أحتاجك فيها بشدة وأنت هنا ... أنا حقا أحتاج لوجودك بحياتي يزيد
حضنها وقال بلهفة : لن نفترق مجددا لجين لن أتركك بعد الآن تأكدي من ذلك

أما في الخارج فقد كان التشاور متواصلا بين لين و آنين
آنين : حسننا دونت هذه على خريطتي أيضا
لين : هنا أكبر تمركز لهم حيث النقاط السوداء الكثيرة .... هذه الجهة وجودهم فيها متقطع أما هذه وتلك
ففارغة نسبيا وهنا وهنالك لا وجود لهم
آنين : نعم .... أعطني القلم الأخضر عليا الإشارة هنا بما قلتي مؤخرا
إياد كان عليه مراقبة جميع الجهات وقت انشغالهم بالتخطيط والمشاورات وقد انسجم في تأدية مهمته الجديدة
آنين : إياد إلى ما تنظر
أزاح إياد المنظار عن عينيه وقال بضيق : آنين لا تقوليها ... أقسم سأغضب منك بشدة
آنين : هههه لا لن أقولها ... كنت أمزح معك فقط ... أشك في نفسي ولا أشك فيك أميري
ضمها إياد لحضنه وقال : أقسم لك فراشتي أنه لن تعنيني كل نساء الأرض غيرك أنتي
لين بتنهيدة أسى ( شعرت الآن بإحساس لجين سابقا ... كم كانت تقاسي تلك المسكينة .... لما لا يتوقفا عن
قهري هذان العاشقان )
طلعت شمس الصباح وكان على الفريق أخد راحة انتظاراً للمساء مع التناوب للمراقبة





 
 

 

عرض البوم صور برد المشاعر   رد مع اقتباس
قديم 21-10-14, 02:15 PM   المشاركة رقم: 57
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Sep 2014
العضوية: 276587
المشاركات: 268
الجنس أنثى
معدل التقييم: حكاية امل عضو على طريق الابداعحكاية امل عضو على طريق الابداعحكاية امل عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 212

االدولة
البلدPalestine
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
حكاية امل غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : برد المشاعر المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: ملامح تختبئ خلف الظلام الفصل السابع

 

جميل رائع الباااارت شكرا تسلم يدك برد , بس انو قصير شوي.

 
 

 

عرض البوم صور حكاية امل   رد مع اقتباس
قديم 22-10-14, 12:25 AM   المشاركة رقم: 58
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اميرة القلم


البيانات
التسجيل: Aug 2014
العضوية: 273354
المشاركات: 4,068
الجنس أنثى
معدل التقييم: برد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسي
نقاط التقييم: 4345

االدولة
البلدLibya
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
برد المشاعر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : برد المشاعر المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: ملامح تختبئ خلف الظلام الفصل السابع

 

الجزء الحادي عشر

أما سوار فمأساتها لم تنتهي بعد ... توجهت لشركة والدها و كانت تصعد متوجهة لمكتبه وتفكر
( إن اتصلت به لأخباره فلن يستقبلني بالتأكيد وسيتحجج بانشغاله ككل مرة عليا أن أكون هنا لأنتهز
أول فرصة لرؤيته ... يجب أن أتحدث معه بعيدا عن عيني والدتي والخادمات )
وصلت لمكتب السكرتير فلم تجده ( غريب هوا لم يغادر مكتبه يوما كيف سأدخل الآن ... سأرى دفتر
المواعيد قد يكون لدى والدي شخص بالداخل سيكون موقفا محرجا حينها ولن يغفره لي أبدا )
في ذلك الوقت دخل ياسر بعدما وصلت إليه إشارة لين الثانية عند الصباح توقف لبضع ثواني ينظر لسوار
باستغراب فقد تلبس عليه الأمر لأنها كانت ترتدي حجابا وبملابس أنيقة مرتبة ... وكانت منشغلة بالدفتر
أمامها ولم تلحظ وجوده
ياسر ( أليست هذه تلك الخادمة أم شُبه لي ... يستحيل أن تكون هي ما الذي سيأتي بها هنا )
تحمحم قليلا فرفعت سوار عينيها لتفاجأ بوجوده أمامها
ياسر : عذرا يا آنسة أنا على موعد مع السيد راشد هل لي بمقابلته الآن
نظر لعلامات الاستغراب والصدمة على وجهها فقال بارتباك : عذرا ألست السكرتيرة
شعرت سوار بالغضب الشديد فقد تراكمت همومها بسببه فقالت بغيض : بالأمس خادمة واليوم سكرتيرة ماذا
سأكون في الغد ... بوابة
ياسر كان في دهشة مما يجري أمامه فقال بحدة : ماذا كنت سأضن بك إذا ... من تكون التي تقف خلف طاولة
السكرتيرة هنا غير السكرتيرة .... لم أكن أعلم أن الفوضى عنوان لهذه الشركة
تركته سوار وخرجت غاضبة تردد : يا لك من فض قليل دوق ولا تراعي مشاعر البشر أبدا
وقف ياسر متعجبا بعض الوقت وعيناه على مكان خروجها
..... : ماذا يحصل هنا يا .....
التفت ياسر لمصدر الصوت فقال مبتسما : مرحبا سيد راشد لقد حضرت حسب الموعد ولكني لم أجد أحدا
راشد : سمعت أصوات في الخارج ضننت أن ثمة شجار هنا أين ذهب السكرتير
ياسر باستغراب ( إذا هي حقا ليست سكرتيرة هنا ) : لم أجد أي رجل هنا عند دخولي
راشد : غريب لم يفعلها سابقا
دخل حينها شاب بزي رسمي : أعذرني سيدي لقد اضطررت للذهاب قليلا
راشد : لا بأس أرجوا أن لا يتكرر الأمر فقط لأنها المرة الأولى ..... تعال يا ياسر تفضل يا بني
دخلا لمكتبه وبدأ ياسر بسرد الأحداث على راشد الذي لم ينبس ببنت شفه من الدهشة
راشد : هل كل هذا حدث دون علمي .... لجين المحتالة تلك
ياسر : يجب أن لا تبلغ المخابرات قبل الوقت المناسب كي لا نؤذي أيا منهم فكما تعلم صديقاتها هناك
واحدهن ابنة عمي وحتى شقيقي معهم فعلينا أن نعمل بحذر الإشارة القادمة تعني بداية مهمتك يا سيد راشد
راشد : سأكون رهن إشارتك
ياسر : جيد هذا كان ظننا جميعا بك ... إنهم يعتمدون علينا في الخروج من هناك أرواحهم معلقة بأيدينا بعد
مشيئة الله ... لدي صديق سيساعدنا وسنقوم بكشف الخلية الجاسوسية في المخابرات سنكون يدا واحدة
لنضرب عصفورين بحجر واحد ... ماذا قلت
راشد : أنا في الخدمة ... بارك الله فيك من رجل شهم
ياسر : لست شيئا أمامك فهذا واجبي فقط .... كن حذرا سيد راشد أرجوك
راشد : بالتأكيد كن مطمئننا
وقف ياسر مغادرا وقال : إذا سنكون على لقاء
راشد : وافني مساءً للقصر سيكون أمامنا الكثير ولا وقت لدينا
ياسر : حسننا أراك مساء اليوم إذا
خرج ياسر وتوجه جهة السكرتير
ياسر : عذرا أيها المحترم هل لي بسؤال
السكرتير : هل أخدمك بشيء
ياسر : كانت هناك فتاة على طاولتك عندما كنت غير موجودا هنا .. هل هي أحد موظفي الشركة
نظر السكرتير بدهشة وقال بعد صمت طويل : فتاة ..!! لا علم لي بما تقول فلم أترك أحدا هنا و الموظفين
ليسوا بهذا الطابق
ياسر وقف واجما قليلا ثم قال : شكرا لك .... وداعا
خرج من الشركة بدهن شارد ركب سيارته وغادر عائدا لقصرهم
( ترى من تكون تلك الفتاة ليست سكرتيرة فهل هي خادمة يا ترى ما تفعله هناك إذا في الشركة وأناقتها لا
توحي بذلك وحتى جمالها الشرقي الواضح ذاك ... آه ياسر لقد صرت تهذي كثيرا لما لا تخرجها من دماغك
الذي يفكر بها منذ الأمس )
عند المساء وفي وكر العصابة
لين : سوف نبدأ الآن
عند التاسعة والنصف توجه ثلاثتهم جهة المستودع
لين : ها هوا هناك علينا أبعاده فورا ستأخذ يا إياد مكانه ثم قف نهاية المستودع لكي لا يريا وجهك
لنوقع بالاثنين اللذين سيجلبان الطعام وما أن نفتح لهم الباب حتى نعطي الإشارة لياسر ليبدءوا العمل
آنين : سأذهب أنا لذلك الجانب ... من الخطأ أن نكون ثلاثتنا هنا ماذا لو أمسكوا بنا سيفشل كل شيء
إياد : سأذهب معك
آنين : ومن سيأخذ مكان الرجل ... عليك أن تنجز المهمة مع لين ضربتك ستكون أقوى
ابتعدت عنهم آنين وبقيا هم الاثنين
لين : ها هوا يقترب كن مستعدا
إياد كان ينظر بحذر ثم قال: أبعدي يدك ... لما تمسكي بي هكذا
.... : ماذا تفعلان هنا .... من أنتما
نظر إياد للخلف بدهشة كانت لين تحت قبضة أحدهم وقد قام بإغلاق فمها بيده
كانت آنين ترى ما يجري عن بعد وتغلق بفمها بيدها ودموعها وجدت طريقها للنزول
( يا الهي لقد امسكوا بهما من أين خرج هذان ... تلك المنطقة كانت خالية تماما طوال اليومين
الماضيين .... عليا أن أبتعد فور ذهابهم قد يبحثا عن آخرين متوقعين وجود المزيد )
الرجل : اتصل بالزعيم لنرى ما سنفعل بهما
..... : نعم سيدي لقد وجدناهم
.....
....: لا أثنين فقط .... حتى المكان يتسع لأثنين لا أعتقد يوجد غيرهم
......
...... : حاضر سيدي
لين ( سحقا لقد اكتشفونا من السيارة ولكن كيف عرفوا بالأمر إنه لا يخطر على بال أحد ... آنين كوني
حذرة وابتعدي أرجوك إننا نعتمد عليك )
أخذوا كل من لين و إياد للمستودع ذاته حيت البقية
سلك الرجلين الطريق مارين بالقرب من آنين
..... : ماذا سنفعل بهم
..... : سنبقيهم هنا حتى يأتي الزعيم غدا ليرى ما سيفعل بهم تلك هي الأوامر ... لن ينجوا من
العقاب بالتأكيد
خرجت لجين راكضة جهة لين واحتضنتها : لين حبيبتي هل انتم بخير كيف امسكوا بكم
لين : الأوغاد يبدوا أنهم اكتشفوا المكان في السيارة فعلموا أن ثمة أثنين هنا وجاءوا بحثا عنا
لجين : و آنين
لين : لم يمسكوا بها ولا يعلموا بوجودها .... سحقا كنا سننجح لولا هذه المشكلة يومان ونحن نعمل
ونخطط ونراقب كان كل شيء يسير على ما يرام
نظرت لجين جهة إياد ثم قالت بهمس : لين لا يبدوا لي زوجها بخير يبدوا كالمصدوم
لين : إنه قنبلة موقوتة انتظري فستنفجر بعد قليل
اقترب منهم يزيد : مرحبا لين ها قد التقينا مجددا
لين : نعم
يزيد : مبارك يا زوجة أخي الحبيب علمت أنك ستفعلين ما عجزت عنه لسنوات
لين : لو كنت تسلحت بالعزيمة ما كنت لتفشل أبدا
يزيد : لا ... فأنتي تحركت مشاعره اتجاهك هذا شيء لن يحدث معي
لين : كلا حتى مشاعره اتجاهي ما زادته إلا إصرارا على دفن نفسه بالحياة هي وحدها العزيمة والإصرار
أقترب منهم إياد وقال : لين
التفتت لين وهي تعلم ما ينتظرها ( ها قد بدأت المشكلة ) : نعم ..... أعلم عما تريد الحديث
إياد : هل أفهم أن آنين أصبحت وحدها بالخارج ... هل ضاعت مني
لين : لا بالتأكيد آنين أشجع من ذلك وقد أفهمــ
قاطعها صارخا : وما أفعله أنا هنا أليس لأحميها وأكون بجانبها ..... أعيدوها إلي الآن كما جلبتموها إلى هنا
أو تحملوا ما سأفعله
لين بحدة : يا سيد إياد لا حيلة لدي كما لا حيلة لك ... هي اختارت الابتعاد عنا كما رأيت
إياد : ماذا إن أخرجونا من هنا ومن ثم امسكوا بها ما الذي سيحل بها
أمسكت لين هاتفها وأرسلت الإشارات الثلاث لآنين كما اتفقوا
إياد : اتصلي بها حالا
لين : لا يمكن هي من ستتصل عند أي طارئ هكذا اتفقنا ... قد افسد كل شيء باتصالي
إياد بحدة : وهل ستعتمدون على آنين في إخراجنا من هنا
لين : لا حل لنا سواها
ابتعد عنهم وبدأ بضرب الجدار بقبضة يده وبكل قوته
لجين : يا الهي ها قد حانت نهايتنا
يزيد : ماذا هناك لم أفهم شيئا ليفهمني أحدكم ما يجري
لجين : آنين بقيت بالخارج وهذا زوجها هناك
يزيد : ولما ستكون نهايتكم ما ذنبكم في ذلك
لين : انتظر قليلا وسترى
لجين : إنه متعلق بها حد الجنون جاء معنا مكرهين رافضا تركها وحدها أو إغضابها بمنعها من المجيء

في الخارج كانت آنين قد عادت لمكانهم الأول : جيد الإشارة تذل على أنهم سويا ..... مؤكد يعتمدون علي الآن
أنا سبيلهم الوحيد للنجاة سأكمل المهمة مهما حدث عليا أن أتصرف بحكمة وروية
انتظرت آنين حتى مرت بضع ساعات ثم قررت أن تبدأ الحركة
أما في الداخل فكان إياد يركل الباب بقدمه ويصرخ : أندال تعالوا و أخرجوني أو أجلبوا زوجتي لي
لين بصراخ : إياد لن يجدي ما تفعله نفعا سوف يمسكوا بها
إياد : لا يهم فإما أن يجلبوها لي أو يتركوني أذهب إليها أو يقتلوني لأرتاح
لجين : لا فائدة يا لين لن يتوقف أبدا
لين : علمت أن إحضار أي من زوجينا سيعقد الأمور

كان ياسر في ذلك الوقت في قصر خال لجين
راشد : إذا سننتظر الإشارة
ياسر : نعم فكل شيء جاهز ما إن تصل إشارتهم حتى نتحرك ... علينا أن ننهي الأمر خلال ساعات
راشد : بالتأكيد فكل شيء جاهز والإشارة هي نقطة البداية عندها ستعلم المخابرات وهنالك مربط الفرس
ياسر : أجل وستنكشف خلية الجواسيس أيضا سيكون عملا جيدا
راشد : هل تكلمت مع نادر
ياسر : نعم أنا على اتصال دائم به إنه بالقرب منهم وينتظر الإشارة مني
رن هاتف راشد فأجاب فورا
راشد : نعم يا وداد هل من مكروه
......
راشد : ما بها سوار
......
راشد : ما تعني بأنها تسجن نفسها بغرفتها منذ الظهيرة ... لابد من سبب
.....
راشد : حسننا حسننا .... تحدثي مع وجدي إنها تحبه كثيرا وسيفهم منها الأمر
.....
راشد بضيق : تصرفي يا وداد أنتي أدرى بابنتك مني
ياسر كان يجمع البيانات في رأسه مما يسمعه وكأنه حاسوب دخله خلل ما ( سوار أسم تلك الفتاة وابنتهم سوار
وتسجن نفسها بغرفتها اليوم بالذات .... ما هذه الورطة )
راشد : ياسر بني هل من مكروه
ياسر : هاه ..... أعذرني فقد شردت قليلا

أما في وكر العصابة فقد بدأت آنين أولى خطوات ليلتها العصيبة تحركت باتجاه المستودع بخفة راقبت
المكان عن كثب ثم حملت حصى صغيرة وبدأت برميها جهة الرجل الذي كان يحرس المستودع المجاور
انتبه للأمر بعد عدد من الحصا وتوجه عند نهاية المستودع
آنين : و أخيرا لقد ظننتك أصم
ما إن أقترب حتى غرست آنين بفخذه حقنة مخدر قوي بعدما ضربته على وجهه بقبضة ملاكم وضعتها بيدها
لكي تكتم صرخاته ... تلك بعض الأشياء التي كانت تحملها آنين في حقيبتها السرية كان المخدر قوي فسقط
مغشيا عليه فورا
آنين : هههههه مخدر الحيوانات هذا مجدي جدا إنه الأقوى بينها
قامت بسحبه بصعوبة بسبب الفارق في الجسدين حشرته في إحدى الزوايا وربطت يديه وقدميه وساقيه وحتى
فخديه ربطتهم ببعض و فمه أيضا
عادت بعدها جهة المستودع : سحقا ... كيف سآخذ منهم المفتاح الآن لن يأتوا حتى الصباح ما كنت استطيع
الانتظار سيأتي زعيمهم وسيفرقونهم عن بعض
اتصلت آنين بلين
لين : آنين هل أنتي بخير
آنين بهمس : أجل أنا بالقرب من المستودع لقد تخلصت من حارس المستودع الآخر ولكن لا سبيل لإخراجكم
لين : رائع ... اسمعي سنحدث جلبة هنا قد يأتي أحدهم
آنين : ماذا إن كانوا كثر ..... سأراقب من يكون معه المفتاح هل سينجح ذلك
لين : جيد قد ينجح الأمر .... زوجك يكاد يجن هل أخبره لتتحدثي معه إنه يسبب لنا مشكلة
آنين : لا ... اخبريه فقط انك تكلمت معي و أنني بخير حسننا
لين : حسننا ... اعتني بنفسك
قاموا بأحداث جلبة كبيرة كما اتفقوا فكانوا هم الستة يضربون الباب وحديد الجدران بأرجلهم وأيديهم وقد
نجح الأمر بالفعل جاءهم رجلان فتح احدهم الباب ودخل بسلاحه مهددا لهم فهدءوا جميعا ثم بدئوا بشغله
مناقشين إياه وبقي الآخر بالخارج فكان مصيره كالسابق بحقنة مخدرة من آنين استغلت خلالها الأصوات
المرتفعة بالداخل ... سحبته بعيدا ثم عادت فخرج الآخر نظر يمينا ويسارا بتساؤل حتى سمع بعض الأصوات
التي كانت تصدرها آنين خلف المستودع أغلق الباب وتوجه هناك فكان فريستها الثالثة قامت بسحبهما بصعوبة
وربطهما جيدا أخذت المفتاح أرسلت إشارتها لياسر وانطلقت جهة المستودع
كانوا في الداخل ينتظرون بقلق وترقب وخوف
إياد : أتصلي بها يا لين اتصلي الآن .... لقد تأخرت
لين : علينا انتظار اتصالها ... قد نعرضها للخطر
بعد قليل فُتح الباب والكل ينظر إليه بصمت وجمود دخلت آنين وصرخت بصوت منخفض مبتسمة
: لقد نجحنا يا رفاق
ركض إياد ناحيتها وحضنها بقوة وهوا يردد : الحمد لله أنك بخير ... كدت أجن
اقتربت لين وسحبتها من حضنه : آنين ماذا حل بالرجلين
آنين : ثلاثتهم في نوم عميق لن يستفيقوا منه قبل ساعات ومربوطين بإحكام أيضا هيا لنغادر جميعا ونختبئ
لقد أعطيت الإشارة لياسر علينا المغادرة فورا
خرجوا جميعهم وسحبوا الرجال للمستودع و أغلقوا الباب عليهم وتوجهوا لمكانهم ذاته منتظرين فرصة الخروج
لين وهي تؤشر بيدها على الخريطة : علينا الانتقال إلى هذا المكان إنه الأكثر أمنا بين الأماكن الأقرب للبوابة
ليسهُل علينا الخروج .... نادر في انتظارنا وكلها بضع دقائق ويصل خبر قدوم المخابرات لزعيمهم سيحتاج
وصولهم لساعتين سنستغل الجلبة التي ستحدث حين علمهم بالأمر ونخرج ... كونوا معا وحاذروا التفرق اتفقنا
همس الجميع : اتفقنا
توجهوا للمكان الذي اختارته لين وما هي إلا دقائق قليلة حتى بدءوا يسمعون أصوات صراخهم يأمرون بعضهم
البعض وأصوات ركضهم وتشغيل السيارات
لين : لابد أنهم سيبحثون عنا سنخرج حالا عند فتح البوابة ... ضرب إياد مصباحي الإنارة عند البوابة بالمسدس
الكاتم للصوت الذي أخذته آنين من الرجل لأنه الأمهر بينهم في الرماية فأصبحت معتمة تماما ولم يلحظ
أحد ذلك بسبب الفوضى انفتحت البوابة وانطلقوا جميعهم بإشارة من لين بعد مرور السيارتين قبل أن تأتي
البقية ويكتشفونهم بسبب الأضواء في السيارات وأصبحوا في الخارج
ساروا ركضا يسار جدار البوابة ... ركضوا مطولا والتقوا نادر بسيارتين وركب الجميع لينطلقوا
مسرعين سالكين الاتجاه المعاكس للوكر
في قصر راشد
ياسر محدثا لإياد عبر الهاتف : رائع ... حمدا لله على سلامتكم جميعا .... عليكم مغادرة البلاد فورا
......
ياسر : بقائكم قد يكون خطرا عليكم لقد رتبت كل شيء مع نادر ستخرجون برا و تذاكر سفركم جاهزة
......
ياسر : حسننا في حفظ الله

راشد : لقد نجح الأمر على ما يبدوا
ياسر بابتسامة : أجل إنهم في طريقهم للخروج جميعا لقد فعلوها أولئك الأبطال
راشد : بل قل البطلات هههه
ياسر : هههههه بالفعل .... أعرف آنين جيدا إن كانت الأخيرتين مثلها فتوقع منهم الكثير
راشد : أما أنا فأعرف لجين وأتوقع منها ذلك
ياسر : لقد حدثني صديقي منذ قليل وقالوا أنهم اكتشفوا الجواسيس ويتم القبض عليهم حالا لقد كان عملا رائعا
راشد : كنت أتمنى أن تقع العصابة في قبضتهم أيضا
ياسر : سيقعون بالتأكيد وستتفادى المخابرات كل هذه الأخطاء في المستقبل لقد أعلمني أنهم سيغيرون
جميع المدراء ورئيس المخابرات أيضا فالضرر على ما يبدوا أكبر مما تصورنا
راشد بدهشة : هل أفهم من كلامك أن الأمر قد وصل لأحد الوزراء
ياسر : أو لرئيس الدولة
راشد : ياسر يبدوا أنك أهم مما كنت أتصور
ياسر بابتسامة : لا تخلوا الحياة من المفاجئات
راشد : فيما تعمل أنت بالتحديد
ياسر : لا تسبب لي مشكلة أرجوك تستر على ما سمعت وتوقف عن سؤالي
راشد : آآآآه علمت الآن المخابرات الدولية إذا .... لم يخطر ببالي ذلك لهذا تم الأمر كما تريد هل كنت
تموه عن نفسك أمامهم بي
ياسر : إننا نعمل حول دول العالم أنا أعمل ضمن خلية لجمع المعلومات ولا شأن لي بعمليات القبض
أو حتى حمل السلاح .... هل فيك ما سيكتم السر أو ستعرضني للخطر
راشد : كن مطمئنا ... إن لم يكن من أجلك فمن أجل الوطن
ياسر : بارك الله فيك من رجل
راشد : بل بارك فيك أنت من شهم يا ياسر .... من يعلم عنك من عائلتك أو المقربين
ياسر : لا أحد .... والآن أنت فقط
راشد : لما لم تلقوا القبض عليهم إذا
ياسر : راقبنا المكان عن بعد كان علينا تنفيذ مخطط الفتاة لكي لا يتعرضوا للخطر إنهم في عملية للقبض
عليهم حاليا لقد انتهى أمرهم
راشد : إذا هي اختارت الرجل المناسب لمهمتها ... أمتأكد أنها لم تكن تعلم بأمرك
ياسر : كانت مصادفة ومن المصادفات ما يأتي بالعجب
وقف ياسر وقال ماداً يده لمصافحة راشد : عليا المغادرة الآن أعذرني على إزعاجي لك كل هذا الوقت
راشد وهوا يصافحه بقوة : لقد كان لي الشرف للتعرف على مثلك يا بني
ياسر : بل أنا من تشرفت بمعرفة رجل بتواضعك وطيب أصلك
راشد : لا تتوقف عن زيارتي هل تعدني بذلك
ياسر : لي الشرف بذلك .... وداعا
رافقه راشد حتى الباب وودعه بعينين يملئها الإعجاب وقال محدثا نفسه ( يالك من شاب يفخر بك الجميع
لو علموا من تكون .... محظوظ هوا من ستكون صهرا له )
في اليوم التالي وصل الجميع بعد رحلة طويلة دامت لساعات بين البر والجو وقد أصر إياد عل استقبالهم
في قصر عائلته
في جناح آنين سابقا
آنين : آه اشعر أنني لم استحم منذ عام لا أصدق أننا عدنا أحياء
لين : هههه أخبريني فقط كيف نومتِ أولئك الرجال
آنين : إنها حقيبتي السرية وضعت فيها حقننا مخدرة خاصة بالحيوانات
لجين بدهشة : الحيوانات ... ألن تكون مضرة
آنين : آه لجين هل سترأفين بحال عصابة من عصابات متاجرة السلاح
لين : الحمد لله ... المهم أننا نجونا وعدنا بيزيد وهذا الأهم
لجين بابتسامة : أجل ... لا تتصوري مقدار سعادتي بعودته لقد كنت أعاني في بعده كثيرا
آنين : هههههه لا تقولي أنك سترحلين برفقته الآن
لين : ستفعلها بالتأكيد ... أو سنجده بعد قليل هنا هههههه
آنين : قال إياد أن يزيد رفض بقائهم الليلة هنا بشدة ... لقد كان مستاء للغاية ويود أخدك والذهاب لقصره
لجين : توقفا عن ذلك هيا .... يا لكم من سخيفتان
جلست آنين على السرير بجوار لين ونظرت لها بنظرة جانبية وقالت : زوجك أيضا في طريقه إلى هنا
أليس كذلك
لين بصدمة : حقا......كيف علمتي
آنين بابتسامة ماكرة : من إياد طبعا
لين : ذلك الجاسوس إنه لا يبقي في سره شيئا
آنين وهي تهجم عليها وتضربها بيديها : توقفي عن نعت زوجي بذلك أو قتلتك
لين وهي تخبأ رأسها بين يديها : أبتعدي عني يا آنين أو أفقدتك جنينك
آنين : هههه خلصي نفسك من إياد حينها
دفعتها لين لتسقط على ظهرها فوق السرير ضاحكة أمسكتها من رقبتها وقالت : إيادك ذاك سبب لنا الكثير
من المشكلات لا يعقل أن يحبك بهذا الشكل الجنوني .... لابد أنك قمتي بسحره بسحرٍ ما
آنين باختناق تمثيلي : اتركيني يا لين ستقتلينني
وفي مكان قريب جدا وبل في ذات القصر كان هناك من أكلت الأفكار كل رأسه
ياسر وهوا مضجع فوق سريره ( معقول هي ابنة راشد ... ياله من موقف محرج بل موقفين يا ياسر كان
عليا أن الحظ الشبه بينها وبين والدتها .... ومن وجدي ذاك يا ترى هل هوا خطيبها .... آه ما بك يا ياسر هل
جننت ما الذي فعلته بك تلك الفتاة )
أما الحال عند سوار فكان مختلف تماما فلم تتوقف عن البكاء الذي ينتابها بين الفينة والأخرى
وداد : ما بك بنيتي لما لا تخبريني ما الذي يبكيك
سوار بغيض : أمي لقد فتحت الباب لك كما طلبتي فارحميني أرجوك
وداد : لما لا ترحميني أنتي ... كيف أتركك بهذا الحال
سوار وهي تؤشر لوجهها بإصبعها : أمي أنظري لوجهي هل أنا أشبه الخادمات هل أبدوا كذلك
وداد : بنيتي أنتي فتاة جميلة بل ورائعة الجمال .... من قال ذلك يكذب عليك حتما
سوار وهي تخبأ وجهها بين يديها باكية : بلى أبدوا كخادمة
وداد : أخبريني فقط من ملأ رأسك بهذه الفكرة الغبية
سوار وهي تنام على سريرها وتغطي وجهها باللحاف : لا أحد أمي لا أحد اتركيني وشأني أرجوك
بعد يومين في قصر عائلة يزيد
لجين وهي تضع يديها في وسط جسدها : أخبرني بالحقيقة الآن يا يزيد
يزيد : أقسم أنها الحقيقة ... وإن كنتي لا تريدي العيش فيه اشتريت لنا منزلا فخما
لجين : أليس القصر لغافر ... لن أغفر لك إن اكتشفت ذلك يوما
يزيد وهوا يمسك وجهها بيديه ويقبلها على شفتيها بخفة عدة قبلات : أقسم أنه قصر عائلتي هوا قصر
والدي صدقي ذلك يا لجين
لجين : لا أسمح لك أن تصرف علي قرشا واحدا من ماله
يزيد وهوا يحضنها بحب : لن يحدث ذلك حبيبتي اطمئني
لجين : ولن تأخذ نصيبك من ورثه أيضا
يزيد : حسننا لن أفعل فلدي ما يكفيني ويكفيك لآخر العمر
لجين : حتى إن كنا سوف نتسول في الشوارع فلن نأخذ منها شيئا
يزيد : حاضر أيتها الحقودة ... يا أجمل وأرق وأروع حقودة عرفتها بحياتي
لجين وهي تشد يديها في حضنه بقوة : وما الذي جعلك تتزوج من هذه الحقودة
يزيد : إنه الحب ... فما عسايا أفعل معه
لجين : ماذا عن شركة والدي
يزيد : ستكون باسمك خلال أيام
لجين : هل ستتولى إدارتها هي أيضا .... أفعل ذلك من أجلي
يزيد : حبيبتي إنها ملكك ... أنتي عليك القيام بذلك ستنجحين بسهولة
لجين : عليا الدراسة أولا ثم أنت وحياة جديدة وأطفال سأحتاج لبعض الوقت لأستلمها ولا أريد
أن تضيع مني كما ضاع منزل عائلتي
يزيد : إن كان مؤقتا فلا بأس ... لجين حبيبتي ألن نحتفل بزواجنا ألن تغيري رأيك
لجين : لا لن أفعل شيئا قد يُشعر صديقتاي بالحزن هما لم تحتفلا بزواجهما وأنا أعرف جيدا معنى
ذلك اليوم بالنسبة للفتيات
يزيد وهوا يحملها بين ذراعيه : إذا وبما أنه لا حفل زواج عليك مرافقتي لغرفتي الآن
لجين وهي تتمسك به بقوة وتصرخ : يزيد أنتظر قليلا ليس الآن
يزيد وهوا يصعد بها للأعلى : ولا ثانية أخرى بعد

بعد عدة أيام كانت لجين في زيارة لخالها كما وعدته سابقا
راشد : لن تتهربي هذه المرة ستكونين وزوجك في ضيافتنا
لجين : تحدث مع يزيد إذا إنه يصر على أن نسافر شهرا للتنزه
راشد : دعي الأمر لي وستسافران لا حقا ألا يكفي أنني لم أحتفل بزواجك
لجين : ستحتفل بزواج سوار وابنك رضا أيضا
سوار : أنا مثلك لن أحتفل بزواجي سوف أقلدك هههههه
وداد : لما لا تقلديها وتتزوجي إذا
سوار لوت شفتيها باستياء : أمي هل عدنا لهذا الموضوع
راشد : هههه لا تخافي بنيتي أنا عند وعدي لك لن تتزوجي إلا ممن توافقين عليه بنفسك
وداد : وهل ستبقى ترفض كل من ترفضهم ابنتك سوف يجري بها العمر .... ستندمين يوما يا سوار هذه
لجين أصغر منك وتزوجت
سوار : آه لجين ما هذا الذي فعلته بي .... منذ أن تزوجتي وأنا أعاني
لجين : هههه تزوجي إذا وأريحيها
سوار وهي تؤشر بأصبعها لرأسها : لا .... ليس قبل أن أجد من يدخل مزاجي هذا
راشد : هههه أتمنى أن يكون موجودا بكوكب الأرض
لجين : خالي ما حل بالعصابة هل صحيح ما تداولت الأخبار ... كنت سأتصل بجدي لأعلم منه
راشد : نعم صحيح لقد أخبرني ياسر بنفسه والمعلومات أكيدة
لجين : وما علاقة ياسر
راشد : لقد ساعد في الأمر كثيرا صديقه ذو مركز مرموق
لجين : لم تخطأ لين باختيار ياسر للمهمة
راشد : بالفعل فياسر شاب رائع لم أصادف مثله في حياتي كلها ... لقد أعجبني حقا
لجين : أجل فقد أثنت عليه آنين كثيرا
راشد : لا لن يوافيه أحدا حقه هوا أعظم من ذلك بكثير
سوار : هل هوا شقيق زوج صديقتك تلك يا لجين
لجين : نعم هوا ابن عم آنين التي تحدثت عنه سابقا هنا في منزلكم
سوار ( آه لما لا أحضا بواحد مثله كم أتمنى أن أراه ولو عن بعد .... لو أنه يغرم بي يوما فقط .... آآآآه
من هي سعيدة الحظ تلك التي سيحبها ويتزوجها )

في اليوم التالي كان الجميع مدعوين عند آنين وقد أصرت على عائلة خال لجين بالمجيء
آنين بهمس : لين ما بك ... تبدين لي لست على ما يرام
لين : يبدوا أنني حامل يا آنين
آنين بصدمة : متى .... لم نعد من إفريقيا إلا من أيام
لين : كان ذلك قبل ذهابنا لقد تجاوزت الثلاثة أسابيع الآن
آنين : كيف .... ألم تكوني رافضة للفكرة
لين : لقد ضيقوا الخناق علي كان ذلك قرارا في وقت غضب
آنين : أنا سعيدة لأجلك يا لين سيكون لنا مولودان في نفس العمر تقريبا
لين : أجل بقيت لجين عليها أن تلحق بركبنا
آنين : تلك الحمقاء لم تحتفل بزواجها إنها تحسدنا حتى على المفقودات
لين : إنها تراعي مشاعرنا كما فعلتي أنتي سابقا
آنين بصدمة : كيف علمتي بذلك
لين : لن يخفى عني مثل هذا الأمر يا آنين
آنين : آه لين يالك من خطيرة وعلينا الحذر منك دائما .... هل علم روح بحملك لابد أنه يكاد يموت من
السعادة الآن
لين : لا ليس بعد
آنين : ولما تخفين عنه أمرا كهذا
لين : لم أجد وقتا مناسبا في الأيام الماضية سأخبره الليلة .... آه آنين لا تعلمي بما أشعر به الآن أكاد أموت كانت
والدتي على حق ولن يتوقف الأمر على هذا فسيزداد سوءاً
آنين : هل تريدين المغادرة يا لين
لين : لن تغضبي مني
آنين : لا بالتأكيد
لين : إذا أريد الصعود لجناحك بالأعلى أنا لم أعد أحتمل قرب روح مني
آنين : سأرافقك في الحال .... سيكره روح الحمل كليا وسترين هههه
لين بصوت متعب : لا أعتقد ذلك ... هيا يا آنين فأنا أشعر بالغثيان
صعدت لين برفقتها للأعلى ثم عادت آنين لهم مجددا في صالة استقبال الضيوف
لجين : ما بها لين هل غادرت
آنين : قالت أنها متعبة قليلا وصعدت للأعلى
وداد : هل هي بخير
آنين : نعم لا تقلقوا
تابعوا جميعا سهرتهم في تبادل الأحاديث ... العمة ووداد اللتان انسجمتا مع بعضهما كثيرا
و آنين و سوار صاحبتا الهواية المشتركة والمفضلة لديهما أما لجين فكانت كل حين والآخر تتلقى
اتصالا من يزيد
آنين : لما لا تعودي للقصر يا لجين وتريحي زوجك هههه
لجين بضيق : اصمتي أو كسرت بيضتك هذه
آنين : ألا تجدون شيئا تهددونني به غير طفلي
لجين : هههه نعم زوجك
آنين : لا أرجوك الطفل أحمل بغيره لكن إياد أين سأجد غيره
لجين : هههههه ياسر طبعا فلا تضيعي ذاك الفارس من يديك
آنين بغيض : حمقاء إننا كالأشقاء كيف تفكري بذلك
لجين : أنا طرحت لك البديل فقط ألست من مدحه كثيرا أم أنك تكذبي علينا
آنين : أجل هوا رائع حقا ولكن ليس كزوج لي فهمتي
سوار : ألا يفكر في الزواج أبدا
لجين : هههههه هل تريديه يا سوار آنين ستتوسط لك
سوار : حمقاء إنه مجرد سؤال عفوي وتعرفي شروطي جيدا
لجين : نعم عليه أن يحبك ويبكيك كثيرا أولا
سوار تجاهلتها ونظرت جهة آنين : آنين أين هي لين لقد تأخرت أليس كذلك
آنين : نعم هلا تفقدتها من فضلك
سوار بصدمة : أنا ..... ولكن قد أصادف أحدا
آنين : إياد غير موجود وزياد نائم منذ ساعة ولن يستيقظ قبل الفجر وياسر رأيته يحمل حقيبته منذ وقت
لابد أنه في المطار الآن فاطمئني
سوار ( آه لا نصيب لي في رؤية الشاب الذي سلب عقول الجميع ) : حسننا ولكن كيف أجدها
آنين : ما إن تصلي للأعلى اتجهي يمينا إنه أول باب أمامك تلك الغرفة ستجدينها فيها
صعدت سوار للأعلى ثم وقفت في حيرة ( هل قالت اليمين أم اليسار .... يا الهي يا لك من حمقاء يا سوار
كيف لم تنتبهي )
حينها ظهر لسوار ما لم تكن تتوقع ... سمعت خطوات تصعد للأعلى فالتفتت مباشرة ضننا منها أنها
آنين قد لحقت بها
فتحت عينيها من الصدمة ( ماذا جاء بهذا هنا .... زوج آنين يا ورطتي أم أبن عمتها .... من قال أنني أريد
مقابلة ابن عمها ذاك ... أنا أتراجع )
ياسر كان يتنقل بنظره بين ملامحها وكأنه يراها للمرة الأولى
سوار شعرت بالضيق من نظراته فقالت بحدة : هلا ابتعدت عن طريقي يا هذا ... لما تنظر إليا هكذا هل
ستعطيني وضيفة جديدة
ياسر : أنا أردت أن ....
ولكن سوار لم تعطه المجال ليكمل حديثه نزلت مسرعة دافعتا إياه من أمامها ودموعها تنزل بغزارة
دخلت غرفة الضيوف كانت آنين غير موجودة ووالدتها وعمة آنين منشغلتان تماما جلست بجوار لجين
تمسح دموعها وتبلع عبراتها كي لا يلحظها أحد
لجين : سوار ما بك
سوار : إنه هنا ... هوا هنا يا لجين
لجين باستغراب : من ... من هذا الذي هنا
سوار : الشاب الذي أخبرتك عنه .... ذاك الذي أهانني
لجين : معـ معقول هل هوا من عائلة آنين
سوار : أجل .... قد يكون زوجها لقد فقدت أعصابي وصرخت بوجهه
لجين : لماذا ...؟؟؟
سوار : لا أعلم ... ما إن رأيته ينظر لوجهي بتفحص أعماني الغضب وتذكرت إهانته لي ثم حدث ما حدث
لجين : ولكن زوجها كان معنا هناك
سوار : إذا هوا ابن عمتها .... عليا المغادرة فورا
لجين : هذه حقا مشكلة
سوار : أمي هيا علينا المغادرة
وداد : ماذا حدث هل من مكروه بنيتي
سوار : لا ... لاشيء ولكن لدي أمر مهم سأفعله هيا أمي أرجوك
العمة : لازال الوقت مبكرا بنيتي لما الاستعجال
سوار : سنزوركم ثانيتا في وقت آخر أعذرينا أرجوك
وقفت وداد وودعتهما وابنتها
سوار : بلغي تحياتي لآنين و أخبريها أنني لم أذهب للين عليها تفقدها
لجين : حسننا وسألحق بكم فيما بعد أراك على خير
خرجت سوار بصحبة والدتها هربا من المكان الذي يوجد فيه ياسر لتجده يقف خارجا مستندا عل سيارته
وقد كان في انتظارهم ... تقدم ناحيتهم نظرت سوار لوالدتها ثم له ثم أنزلت رأسها للأسفل
وقف ياسر أمامهم مباشرة وقال : اعذريني يا آنسة عن كل ما بدر مني سابقا لقد كان لبس في الأمور كنت
مخطأ جدا في حقك أتمنى منك العذر
سوار لم ترفع رأسها ولم تتحدث بكلمة كانت دموعها تنزل رغما عنها من عينيها مباشرة للأرض
ياسر : أنا آسف ... حقا آسف
وداد : ماذا هناك .... ألست أنت من رأيتك سابقا في قصرنا
ياسر : أجل أنا هوا
وداد : هل أنت من عائلة آنين يا بني أآنت إياد زوجها
ياسر : لا ... أنا ابن عمها ياسر
رفعت سوار حينها عينيها إليه بدهشة فالتقت نظراتهم مطولا ثم توجهت لسيارتها ركبت السيارة وأغلقت
الباب خلفها في صمت وهدوء
وداد : اعذرني بني عليا المغادرة كانت فرصة سعيدة أن تعرفت بك
ياسر : على الرحب والسعة أتمنى أن لا تكون الآنسة سوار غاضبة مني بلغيها اعتذاري مجددا
وداد : أنا لا أفهم شيئا ولكنني سأفعل ذلك
ركبت والدتها السيارة وانطلقت سوار مباشرة تاركة ياسر يتبعهم بعينيه حتى اختفت
وداد : ماذا هناك يا سوار من أين تعرفي ياسر لقد ناداك باسمك
سوار نظرت لوالدتها بصدمة : أسمي
وداد : نعم وقال لي أن اعتذر لك نيابة عنه .... هلا شرحت لي ما يجري وسبب كل هذه الدموع
صمتت سوار لصدمتها أن ذاك الشاب هوا ذاته ياسر أم لأنه يعرفها جيدا ويعرف اسمها أم لا تدري لما
وداد بضيق : كم أكره الصمت الذي ليس له مبرر ولا وقت ولا سبب أيضا
سوار كانت في عالم آخر تماما ( معقول .... ياسر من كنت أحسد الفتاة التي سترتبط به وتمنيت أن يحبني
ويتزوجني شخص مثله .. هوا من ضن أنني خادمة ... هوا يرى أنني أشبه الخادمات .... لماذا أنا سيئة الحظ
هكذا ... لما التقيت به في حياتي لماذا ) وباشرت دموعها في النزول من جديد
وداد بصراخ غاضب : سواااااار
سوار وهي تمسح دموعها بيدها : نعم أمي لقد أفزعتني
وداد : ألن تخبريني ما بك وما بينك وبين ياسر
سوار : لاشيء أمي لاشيء ... مجرد سوء تفاهم بسيط
وداد بيأس : أتمنى ذلك
بعد مرور ساعة وصل روح لقصر عائلة آنين ليرجع بلين التي أبلغته أنها متعبة وتريد المغادرة
وصلا لقصر عائلته نزلت وهوا يتبعها حتى وصلا الجناح المخصص لهما
روح : لين ما بك حبيبتي
لين : متعبة قليلا
روح : مما ... هل تشعرين بشيء معين
وضعت يدها أسفل معدتها وقالت بابتسامة متعبة : نعم إنه ابنك ... هوا يتعبني كثيرا
روح فتح فمه وكذلك عينيه على اتساعهما من الصدمة وقال مبتسما : حـاااـاااامل .... هل أنتي حامل
لين : أجل لترتاحوا الآن وترحموني
احتضنها روح بشدة ثم رفعها عن الأرض بيديه ودار بها حول نفسه وهوا يردد بسعادة : يا لها من
مفاجئة رائعة وأخيرا فاتنتي ... كنت مترددا في فتح الموضوع معك ظننتك لن توافقي
لين : روح لا توقف أرجوك أنا اشعر بالغثيان
توقف وتركها من يديه فركضت مسرعة ناحية الحمام ... خرجت بعد لحظات وكان روح واقفا بانتظارها
روح : حبيبتي هل أنتي بخير
لين توجهت جهة السرير وجلست عليه وقالت : لا لست بخير اشعر أنني سأموت
توجه ناحيتها وجلس بجوارها واضعا يده على جبينها
لين : لا روح ابتعد أرجوك .... ثم أمسكت فمها بيدها وركضت جهة الحمام من جديد
خرجت من الحمام لوحت بيدها في وجهه وهي تضع يدها الأخرى على فمها وأنفها وقالت : ابتعد عني أرجوك
لا يمكنني الاحتمال
روح وهوا يضع يديه بوسط جسده : هل لي أن أفهم ما يجري الآن .... لقد لاحظت منذ أيام تجنبك لي حتى
أنك قضيتي اليومين الماضيين نائمة وقلتي أنك متعبة
لين : لقد أخبرتك سابقا أن الحمل له متاعب كبيرة وأن عليك تحمل النتائج
روح : هل كل النساء هكذا ... لما صديقتك لم تكن كذلك لقد سافرت معكم وعادت وهي حامل
لين : ليست كل النساء ولكنني من أسوء نوع قد يحمل فيهن
روح : لم افهم
لين : لا استطيع أن أتحمل قربك مني يا روح .... حملي سيكون صعبا ومرهقا جدا لك لأشهر معدودة و أيضا
لي طوال أشهر الحمل
روح : لم أفهم أيضا
لين بضيق : روح هذا الأمر متوارث لدينا من جدة جدتي وحتى والدتي يمكنك أن تفهم من والدي إن
أحببت .... فأبقى بعيدا عني أرجوك
خرج روح مستاءً واتصل من فوره بوالد لين الذي شرح له ما مرت به والدتها وقت حملها بها
رجع للغرفة وقال : اسمعي يا لين إن كان هذا المولود ذكرا سننجب أنثى وكفى والعكس بالعكس اثنان
يكفيان أنا لست على استعداد أن أخسرك من أجل الأطفال
لين وهي تتراجع بضع خطوات للوراء : حسننا فقط لا تقترب
روح باستياء : لين بربك هل تعني ما تقولين حقا
لين : عليك التحمل لشهرين فقط ... ألم تكن تريد الأبناء تحمل الآن .... كم مرة قلت لي أنك على استعداد
لاستحمال أي شيء فقط أن أنجب طفلا
روح : نعم قلت ولكن ليس هذا ... كيف تريدين مني أن ابتعد عنك هكذا ... لا يمكنني تحمل بعدك يا لين هل
تفهمي ذلك ... هذه اسمها مأساة
لين : إن كان الشهرين مأساة بالنسبة إليك فمأساتي أنا لن تنتهي قبل أن ألد طفلي
روح : أمتأكدة أنك ستمرين بما مرت به والدتك
لين : نعم
روح وهوا يرفع سبابته أمام وجهه : إذا هوا طفل واحد .... سيكون الأول والأخير فهمتي
لين : روح كيف تمنعني من إنجاب الأبناء إنه حقي أنا أيضا
روح وهوا يغادر الغرفة مستاءً : انتهى الكلام في الموضوع
جلست لين على السرير ممسكة رأسها بيدها وقالت : خرجنا من مشكلة أحملي دخلنا في مشكلة لا تحملي
أما سوار في تلك الساعة فكانت في بكائها المتواصل منذ عادت
لجين : سوار لما كل هذا ... الم تقولي أنه اعتذر منك
سوار ببكاء مرير : خادمة ... ألم يجد شيئا أفضل ... اقسم أنني ما عدت أتقبل شكلي أصبحت أرى
الجميع ينظر إلي على أني أشبه الخادمات وأبكي كلما رأيت وجهي في المرآة
لجين : سوار لا تجعلي ما حدث يسبب لك عقدة من شكلك ستكونين وحدك الخاسرة ... لقد رآك بتلك
الثياب المبهدلة هل تريدي منه أن يقول لك أنت جميلة ولكن ثيابك كالخادمات فهل أنت خادمة أم سيدة
بربك سوار هل كان يجوز أن يقول ذلك
سوار وهي تضرب بقبضة يدها على السرير : لما هوا بالذات لما
لجين وهي تضع يدها في وسطها : إن كان غيره فلا بأس ... هل هذا ما تعنينه
سوار : لجين اتركني وشأني أرجوك
لجين : لا ... وإن لم تشرحي لي الأمر فسأتصل بأنين لتعطيني ياسر لأكلمه
قفزت سوار واقفة وأمسكت بيد لجين وقالت : لا لجين ما هذا الذي ستفعلينه هل جننتِ ما سيظنه بي
لجين : إذا
سوار : لم يحصل إلا ما أخبرتك به أقسم بذلك ولم أره في حياتي قبل ذلك
لجين : وإذا
سوار : وإذا لا شيء ... من كثرة حديث والدي عنه و آنين أيضا تمنيت يوما رؤيته أو أن .... يكفي
لجين يكفي ارحميني واتركيني وشأني حلفتك بالله
لجين : حسننا ولكن سأعود لك فيما بعد فتوقفي عن البكاء حالا
سوار : لن أبكي ولكن أخبري والدتي أنني بخير وأني لا أعرفه سابقا لأنها لن تتوقف عن إزعاجي بالأسئلة
لجين وهي تغادر الغرفة : حسننا فقط أرحمي نفسك قليلا

أما ياسر فقد كان الأمر مختلفا لديه فلم يتوقف عن التفكير بها تلك الليلة وطيلة الليالي التالية
وبعد مرور شهرين وفي قصر عائلته نزل من الأعلى متوجها حيث كانت تجلس آنين وجلس
بجانبها
ياسر : مرحبا آنين كيف حالك وكيف تسير الدراسة
آنين : بخير .... لا تقل أنك تنوي السفر من جديد
ياسر : هههههه جيد أنك لستِ زوجتي
آنين : لو كنت زوجتك لقتلت نفسي بسببك
ياسر : هههه هل تفعلينها حقا ... إذا عليا البحث عن زوجة تحب السفر مثلي
آنين : إذا ليس أمامك سوى سوار ابنة خال لجين
ياسر ( رائع ها قد سهلتِ عليا الأمر يا آنين ) : وهل سوار هذه تحب السفر
آنين : أجل وتتمنى الزواج من رجل يسافر بها كل مكان وطوال الوقت
ياسر : وما تتمنى فيه أيضا
آنين بنظرة تشكك : ياسر ما الأمر لم تسألني عن فتاة هكذا من قبل
ياسر تحمحم قليلا ثم قال : اممم ... أنا كنت أريد أن أسألك عنها قبل أن تتحدثي
آنين بصدمة : هل تعرف سوار مسبقا
ياسر : لقد قابلتها مرات قليلة فقط بالمصادفة فما رأيك بها ... وأنا لا أعلم إن كانت مرتبطة
آنين بابتسامة واسعة وسعادة : حقا ياسر هل تفكر بالزواج منها
ياسر : لما كل هذا الانفعال هل يسعدك خبر رغبتي بالزواج أم رغبتي الزواج منها
آنين : الاثنين معا ... كم هذا أمر رائع ياسر
ياسر : إذا الفتاة تعجبك
آنين : بالتأكيد إنها فتاة رائعة وتعجبني كثيرا ووالدتها كذلك هم عائلة متواضعة وطيبون جميعهم
ياسر : إذا هلا سألتها إن كانت توافق
آنين بنصف عين : ليس قبل أن تحكي لي ما حدث بينكما
ياسر : آنين هل عليك أن تتطلعي على خصوصياتي لتسدي لي معروفا
آنين : أخبرني ياسر أرجوك أنا اعتبرك شقيقي الذي لم أره يوما
تنهد ياسر بضيق ثم حكا لها ما حدث معه وسوار
آنين : هههههه يا لها من حكاية غريبة
ياسر : لو كنت أعلم أنك ستسخري مني ما حكيت لك ما حدث
آنين : آسفة ياسر ولكنه موقف بل مواقف مضحكة حقا .... ألا ترى أن موقفك ضعيف قد تكون
تكرهك بسبب ما حدث
ياسر : آه آنين لا تعقدي الأمر أرجوك عليا أن أتزوج بها لا سواها وعليك أن تساعديني
آنين : لقد وقعت يا ياسر هههههه
ياسر بضيق : هل ستساعدينني أم أنسى الموضوع
آنين ( ولكن سوار تريد الزواج من شخص تضع له شروطا معينة وقد تكون تكره ياسر إنها
مشكلة حقيقية وعليا المساعدة قدر المستطاع )
ياسر : آنين أين ذهبتي
آنين : هههههه ذهبت لأسألها
ياسر : يا لي من أحمق هل كان عليا اللجوء إليك
آنين : لما لا تتحدث مع والدها مباشرة إنه يحبك ويثني عليك كثيرا .... لقد علمت سابقا أن سوار
رفضت الكثير من الخطاب
ياسر : لا أريد لوالدها أن يجبرها علي أريد أخد الموافقة منها أولا
آنين : حسننا سأرى ما يمكنني فعله أعدك أني سأساعدك بكل جهدي
ياسر : جيد أنا أعتمد عليك
دخل حينها إياد توجه جهة آنين جلس بجانبها ووضع يده على كتفها وقال : ما سر هذا الاجتماع المغلق
آنين بسعادة : ياسر يفكر بالزواج أخيرا
إياد بصدمة : حقا .... ياله من خبر سار
ياسر : آه آنين أنتي لا تعرفي الصبر أبدا
آنين : كيف لي أن أخفي سعادتي بذلك
إياد : ومن العروس
آنين غمزت لياسر وقالت : ليس بعد الأمر لا يزال تحت النقاش
إياد : أعلموني عندما ينتهي الأمر أم لن أكون حاضرا وقت الخطبة
ياسر : بالتأكيد من لي غيرك شقيقي
ثم قال وهوا يقف مغادرا : آنين لا تنسي فيما تحدثنا ولا تؤجلي الأمر كثيرا
آنين : نعم بالتأكيد... فقط على بساط الريح أن يؤجل سفره قليلا
ياسر وهوا يبتعد : هههههه حسننا سأفعل
آنين : إياد أريد أن أزور لجين الليلة
إياد وهوا يقبل خدها : بالتأكيد حبيبتي أنا في الخدمة

عند المساء قامت آنين بزيارة لجين في قصر عائلة يزيد الذي يقيمان فيه
آنين : هاهي انقلبت الموازين لقد أصبحنا أنا وأنتي بالقرب من بعضنا ولين وحدها هناك
لجين : اجل ولكني كنت أتمنى أن أكون قربها الآن إنها متعبة كثيرا
آنين : لقد كانت تعلم ذلك ... من الجيد أنها لم تحمل سابقا كانت محقة فيما تقول .... ولكن
لا تقلقي فروز ستقوم بكل الواجب إنها رائعة حقا ثم أن روح قد تعافى تماما
لجين : حمدا لله أنها موجودة معهم
آنين : لجين أود التحدث معك في أمر مهم
لجين : ماذا هناك هل من مشكلة
آنين : لا .... الأمر يخص سوار
لجين بحيرة : سوار ما بها
آنين : ياسر يريد أخذ موافقتها على الزواج منه
لجين بدهشة : ياسر .... ابن عمك نفسه
آنين : وهل لدي ياسر غيره نعم هوا
لجين : وهوا من طلب سؤالها
آنين : نعم ومصر عليها أيضا ... قال هي ولا سواها يريدها زوجة
لجين : متأكدة
آنين : ما بك لجين لقد نقلت لك كلامه حرفيا وهوا يستعجل سماع جوابها... لكن ما أخشاه أن ترفضه فيبدوا
أنها قد كسرت حواجز قلبه
لجين : أتعني أنه ....
آنين : يبدوا ذلك هوا مصر عليها جدا .... أخشى أن ترفضه تعلمي أن لديها شروطا ..... لقد طلبت منه
أن يذهب لوالدها مباشرة فهوا يحبه ومعجب به كثيرا فرفض وأصر على أن تكون هيا موافقة أولا .... لجين
قومي بالواجب
لجين : لقد فاجأتني حقا .... أعدك أن أفعل ما بوسعي
آنين : جيد فقط لا تتأخري .... لجين ألا يوجد لديك شيء هناك
لجين بحيرة : أين ومثل ماذا
آنين : هههههه شيء يشبه البيض ويتكسر بسهولة في نظر زوجك
لجين : هههههه فهمت الآن .... يبدوا ذلك فأنا لم أتأكد بعد
آنين : رائع ..... يبدوا أننا سننجب بذات السنة
لجين : أي سنة إنك في شهرك السادس الآن
آنين : وإن يكن ليس بكثير
بعد يومين زارت لجين منزل خالها لتتحدث مع سوار فصعدت لغرفتها فورا
لجين : مرحبااااااا
سوار قفزت وحضنتها : مرحبا أيتها المحتالة أين أنتي عني من مدة
لجين : مادمت مشتاقة إلى هكذا لما لم تزوريني هناك
سوار وهي تجلس : لا أريد إزعاجك وزوجك أنتما متزوجان حديثا
لجين وهي تتوجه للجلوس بجانبها : أي حديثا نحن متزوجان منذ ثمانية أشهر
سوار : وهل تسمي تلك الفترة زواجا
لجين : أحمل لك خبرا مغلفاً بغلاف قنبلة
سوار : الخبر الذي داخل القنبلة سار أم لا
لجين : بالنسبة لي أنا سار ... أنتي لا أعلم
سوار بسعادة : هل أنتي حامل
لجين : وهل هذا الخبر سيكون مغلفا بقنبلة
سوار : وما أدراني لا جواب لدي
لجين : إنه ياسر
سوار ألجمتها الصدمة قليلا ثم قالت : ما به ياسر ولما تأتين بذكره
لجين : سيتزوج
سوار بضيق : وما دخلي بذلك .... لما تنقلي لي مثل هذا الخبر
لجين بنصف عين : لأنه ينتظر موافقة العروس
سوار اكتفت بالصمت وتدور فوق رأسها علامة استفهام كبيرة
لجين : ها ما قلتي
سوار باستغراب : فيما
لجين : لم أكن أعتقد أنك غبية لهذا الحد ... رأيك في الزواج به طبعا فأنتي العروس
وقفت سوار بصدمة وهي تنظر للجين : أنا
لجين بابتسامة : نعم فيبدوا أنك سلبت عقل الرجل وهوا مستعجل لمعرفة رأيك أيضا
سوار : مستحيل .... لا لن أوافق
لجين : سوار هل جننتي ألم يكن يعجبك حديثهم عنه ثم ها هوا ذا وافق شروطك فقد أحبك ويريد
الزواج بك .... هههههه وأبكاك كثيرا أيضا
سوار : لا
لجين : ولما لا ... هوا رفض فتح الموضوع مع والدك مباشرة رغبتا منه بمعرفة موافقتك
سوار : وهل يتزوج من خادمة
لجين : آه سوار لو كنتي بنظره هكذا ما كان تقدم لخطبتك
سوار : ليســــ
قاطعتها لجين : لن أعتبر ما قلته ردا ... فكري بالأمر مليا ولا تستعجلي يا سوار
تنهدت سوار بضيق واكتفت بالصمت
مر أسبوعين ولجين على اتصال دائم بسوار إما تقنعها بكل الطرق أو لتسألها إن كانت موافقة ... أما
الرفض فكان ممنوعا لدى لجين قبل مدة كافية من التفكير
كانت سوار لا تتوقف عن التفكير المتواصل ( لا أعلم ما أقول لقد تعبت من التفكير ... هوا حقا شاب
رائع ولكن كيف لي أن أقبل ما قاله عني .... ولكنه يصر على رأيي وموافقتي أيضا وقد أعتذر لي عما
قال ..... آه يا الهي ما العمل )
أما ياسر فقد قرر أخيرا التحدث مع راشد بعد أن يئس من قبولها أو رفضها ... لكي يأخذ منه قرارها
النهائي فتوجه من فوره بصحبة إياد للتحدث معه فكان الرضا والقبول لا وبل السرور بما سمع هوا رد
راشد ولكنه طلب منهم سؤال ابنته أولا .... وعند المساء طرق باب غرفتها بخفة
سوار : تفضل
دخل راشد مبتسما : مرحبا بابنتي الحبيبة
سوار : مرحبا أبي لو كنت فقط اتصلت بي لوافيتك على الفور لما تأتي بنفسك لغرفتي
راشد : الموضوع مهم وعليا التحدث معك فيه
سوار : آه لقد خمنت ما سيكون
راشد : الرأي الأول والأخير لك بنيتي ولكن من تقدم لخطبتك هذه المرة شخص لا يمكن رده
سوار : آه أبي هذا رأيكم في الجميع
راشد توجه ناحيتها جلس بجانبها وقال : بنيتي إن كان يهمك رضاي فلا ترفضي هذه المرة ... أنت لا تعني
كم يهمني الأمر وكم تمنيت ذلك ولكني لا زلت عند كلمتي فالرأي لك نهايتاً
سوار ( يا الهي والدي لم يصر على أحد هكذا سابقا .... ولكن ياسر .... ألست أنت من ماطل في
الموضوع تحملي النتائج إذا )
راشد : سوار أين ذهبتي
سوار : إنها المرة الأولى التي تطلب فيها مني أمرا ثمنه رضاك ... أنا لن أردك مكسور الخاطر يا أبي
راشد : باركك الله من ابنة يا سوار
سوار ( يبدوا أن نصيبي أن أتنازل عن كل شروطي في النهاية وقد أضعت ياسر أيضا )
راشد : سوار ما قصتك بنيتي إن كنت غير راضية فلن يتم الأمر
سوار : بل موافقة
راشد : الحمد لله لقد أرحتي قلبي يا سوار لن اطمئن عليك إلا مع ياسر فليسعدكما الله
سوار بصدمة : من .... ياسر
راشد : هل تعرفين ياسر يا سوار
سوار بارتباك : لـ لقد سمعتك تتحدث عنه مرارا
راشد : أجل وكم كنت أحسد من سيكون زوجا لأبنته لم أتخيل يوما أن يكون ذاك أنا ... لقد جاء اليوم
لخطبتك هوا وشقيقه إياد
سوار من دهشتها فقدت القدرة على التحكم حتى بيديها ورفضت الكلمات الخروج من شفتيها
راشد : هل أخبرهم بموافقتك هل أنتي راضية يا بنيتي
سوار : أ أجـــ أجل
راشد : إذا على بركة الله غدا سأعلمهم بالأمر

بعد يومين اتصلت آنين بسوار
سوار ( غريب هذه آنين ما تريد يا ترى لابد وأن أبي قد أعلمهم بموافقتي فاتصلت لتبارك لي )
فتحت الخط ولكن ما جاءها لم يكن صوت آنين بل صوت رجولي عميق
ياسر : مرحبا سوار هذا أنا ياسر
سوار ألجمتها الصدمة فلم ترد بكلمة
ياسر : سوار هل أنتي معي
سوار : نــ نعم
ياسر : آسف على مفاجئتي لك بهذا الشكل ولكني أردت سماع رأيك بي لأني خفت أن والدك قد ضغط
عليك لتوافقي .... انتظرت ردك طوال المدة الماضية ولكنك لم تجيبي وتريحيني
سوار : ......
ياسر : سوار هل تسمعينني
سوار : ألا تراني أشبه الخادمات هل هذا رأيك بي أخبرني أرجوك
ياسر : مطلقا لقد التبس علي الأمر بسبب مظهرك وما كنتي تحملين يومها لقد كان خطأ مني ... كيف
لخادمة أن تكون بهذا الجمال
شعرت سوار بالخجل الشديد وتوقفت الحروف فوق شفتيها
ياسر : ها سوار ما هوا جوابك
سوار بخجل وارتباك كبيرين : رأيي من رأي والدي لن أخالفه أبدا
ياسر : شكرا لك سوار أتمنى أن لا تندمي يوما على ارتباطك بي تأكدي أني سأسعى جاهدا لإسعادك
سوار : ......
ياسر : أنا آسف على ما يحدث الآن .... أعلم أنني أسبب لك الكثير من الإحراج ولكنك ما تركتي لي إلا
هذه الطريقة .... وداعا الآن
سوار : وداعا
أغلقت سوار الهاتف وسقطت من فورها على السرير وخداها متوهجان من الإحراج والخجل
بعد أشهر أحتفل الجميع بعقد قران ياسر وسوار اللذان كانا سيسافران من فورهما في اليوم التالي ...كانت
آنين حينها تحمل طفلها حديث الولادة بين يديها ولجين ما تزال في شهرها الرابع وتنتظر بفارغ الصابر أن
تحمله أيضا كأنين أما لين فلم تحضر بالطبع فهي لازالت تعاني ويلات حملها
آنين : سوار لما كل هذا الارتباك
سوار : لا أعلم أشعر أنه سيغمى علي هل شعرتي بذلك حين تزوجتي ... أخبريني كيف أتصرف
آنين : آه لا تذكريني فحين عقدنا قراني وإياد لم أشعر إلا بالحزن والإحباط الشديدين اسألي لجين قد تفيدك
لجين : هههههه أنا لم أشعر حينها إلا بالكره والاشمئزاز.... لو كانت لين هنا لأفادتك بشيء
سوار : هل عليه الدخول هنا حقا .... لا أرى ضرورة لذلك
آنين : ما بك سوار هذا أمر روتيني ثم أنتم مسافران غدا ما الغريب في الأمر
سوار : غدا يبقى لغد .... لما عليا مواجهة الموقف يومين متتاليين
لجنين : هههههه وكأنها لم تتزوج غيرك ... الأمر رائع صدقيني
آنين : لجين ألا تخجلي من قول ذلك علنا
لجين : أردت طمأنتها فقط
بعد ساعتين دخل ياسر حيث كانت سوار ووالدتها وعمته و آنين أقترب بخطوات ثابتة فاقتربت منه
عمته وحضنته مباركتا له ثم سحبته من يده
العمة : تعال هيا لا تخجل منا وألبس عروسك ما جلبت لها
تقدم منها ياسر والبسها العقد والأساور والخاتم فلاحظ ارتباكها فوق الطبيعي ... قبل جبينها وهمس في أذنها
قائلا : مبارك لنا يا سوار
لم تجب سوار بحرف من ارتباكها وعيناها لم تغادرا الأرض همس ياسر لأنين فابتسمت
وقالت : هيا دعونا نترك العروسين قليلا
نظرت لها سوار نظرت خوف وكأنها تترجاها أن لا تفعل ذلك
غمزت لها أنين وهمست مبتسمة : زوجك من أراد ذلك لا تلقي باللوم علي
غادر الجميع اقترب ياسر منها ورفع وجهها بأصابعه وقال مبتسما : خفت أن لا تكوني لي
اكتفت سوار بالتنقل ببصرها بين تقاسيم وجهه في صمت ولم تشعر إلا بشفتيه تقبل شفتيها قبلة سريعة
فطأطأت برأسها خجلا ضمها ياسر وقال مبتسما : أعجبتني فيك أشياء كثيرة سأضيف إليها الآن كثرة الخجل
طرقت عليهم آنين الباب ودخلت : هيا هيا يكفيك ذلك أخرج فورا
ياسر : من أين خرجتي لنا أنتي
آنين وهي تسحبه للخارج : يكفيك ذلك غدا ستكون معك ... لدينا الكثير من الأعمال لنقوم بها هنا
خرج ياسر وتوجهت آنين لسوار عانقتها بحب وقالت : كم أنا سعيدة أنك ستكونين من عائلتنا ...ياسر لا مثيل
له صدقيني غير أنه رحال
سوار بابتسامة : بل هذه أحد مميزاته
آنين : هههههه محظوظ ياسر لأنه وجد واحدة تشاركه هوايته المتعبة
وانتهى الحفل وغادر الجميع بعد ليلة طويلة من المرح تحملهم سعادتهم وأمنيهم للغد المنشود

وبعد مرور خمسة أعوام وفي حديقة قصر روح و لين
كن ثلاثتهن يجلسن بالخارج وأزواجهن في الخلف على مسافة قريبة منهن
جاءت طفلة تركض باكية في عمر الثلاثة أعوام ذات جمال فائق وشعر بني فاتح وكأنها دمية تتحرك و
توجهت من فورها للين
لين : حبيبتي أنوار ما بك بنيتي
أنوار ببكاء : إنهما يتشاجران من جديد لما لا يتوقفان
نظرت لين لصديقتيها بضيق : لما لا تتصرفا مع ابنيكما
آنين كانت تمسك طفلا صغيرة في عمر العامين في حجرها وتحمل مولودا في أحشائها أيضا لم يتجاوز
الشهرين صرخت منادية : إياد انهض واحضر ابنك إنه يتشاجر مع أبن يزيد مجددا
إياد : إنهم أطفال سيعودان للعب مجددا مع بعضهما
آنين : لين ألم تجدي ما تفعلي سوى أنجاب طفلة كهذه ما الذي سيُنهي المشكلات الآن
لين : وماذا كنتي تريدي مني ... أن أسرق واحدة من الشارع مثلا ... هذه ابنتي
لجين : ما ستتوقعين قد يخرج من بيضة والداها لين و روح
آنين : دجاجة هههههه
لين : لا تسخري من أبنتي هل تعجبك دجاجتك هذه
آنين : ما بها إنها ملاك سوف تزحفوا على وجوهكم لنزوجكم إياها
لين : لا ... ليحتفظ كل منا بأبنائه إن كانوا صغارا وهذه النتيجة فكيف في المستقبل
لجين : ابنتك يا لين لن تكون إلا لأبن عمها هوا الأحق بها أما أبن آنين فعليه أن يتزوج بابنة عمه
آنين : بل عليكم تحسين السلالة ولن تجدوا كابني أبدا فوالده إياد
لين بتذمر : لن تكون لكليهما ابنتي محجوزة
لجين : هذه خيانة لمن ستزوجينها غير ابن عمها
لين : هههههه ستعرفين في المستقبل

نهضت لجين تمشي خطواتها بصعوبة بسبب حملها و توجهت مبتعدة ثم عادت تسحب طفلا في الخامسة بيدها
عائدة لكرسيها
لجين بغضب : ألم أقل لك أن لا تتشاجر معه مجددا لقد حذرتك من ذلك قبل مجيئنا ... لن أمضي اليوم
بطوله اركض خلفك أتفهم
عامر: أمي هوا من بدأ لا يريد الابتعاد عن أنوار سوف يوقعها
أعطت أنين طفلتها لوالدها ليمسكها كي لا تبتعد وغادرت لذات المكان وعادت أيضا بطفل في الخامسة تسحبه
من إذنه وهوا يصرخ : آي أمي آآآآآآآي
آنين بحدة : ستبقى هنا بجانبي كي لا تثير المزيد من المشكلات
قصي : هوا لا يريدني أن ألعب معها كان يدفعني
آنين : اصمت واجلس هنا بجواري
لين : آنين عليك أن تتوقفي عن إنجاب الأبناء إنهم متعبين
آنين : أبدا سأنجب أكبر عدد ممكن و إياد يوافقني على ذلك
مر حينها شاب في العشرين من العمر سالكا الطريق بعيدا عنهم قليلا وعيناه في الأرض قفزت أنوار من
حضن لين راكضة باتجاهه وهي تنادي : عمااااااااد
استقبلها عماد بين ذراعيه وحملها ثم مسح بقايا دمعة على خدها وهوا يقول : ما بها صغيرتي الجميلة من
يبكيها هكذا
أنوار : هيا عماد خدني للدجاجات
عماد : هههههه اسمه دجاج صغيرتي وليس دجاجات
أنوار : خدني هيا خدني
نظر عماد جهة لين وعيناه في الأرض وقال : سيدتي هل آخذها معي
لين بابتسامة : بالتأكيد ... ولن أوصيك عليها فأنا مطمئنة مادامت معك
عماد وعيناه لازالت في الأرض : إنها في عينيا سيدة لين
لين : مُر بروح لتخبره أنها معك كي لا يبحث عنها ولتأخذ أبني عادل معكم
عماد : حسننا
قصي : أمي هل أذهب أيضا
آنين : اذهب ولكن لا تتعب الشاب معك فهمت
عامر : أنا أيضا
لجين : أذهبوا وأريحونا .... عماد لا تمسك يدك عنهم إن سببا لك أيا مشكلة أضربهم فورا
عماد وهوا يغادر : هيا تعاليا سنزور الحظائر كلها
أنوار وهي تحضنه بقوة : هييييييييه كم أحبك يا عماد
لين كانت تنظر ناحيتهم بابتسامة ثم قالت : هذا هوا عريس ابنتي هل عرفتموه الآن
لجين : من .... إنه يكبرها بكثير وهوا عامل لديكم
لين بضيق : ليس عيبا أن يكون عاملا لدينا أنتي لا تعرفي عماد جيدا ... ثم روح كان في مثل سنه عندما
كنت أنا في الثالثة وها نحن الآن زوجان وسعيدان أيضا ... وأنوار متعلقة به كثيرا
لجين :لما كل هذا الغضب لقد كنت امزح ولم أعلم أنك جادة في الأمر يا لين
لين : كل الجد وما أن تبلغ أنوار السابعة عشرة فستتزوجه رغما عنها
آنين : إنهم أطفال والكلام في الأمر سابق لأوانه

ترى هل المسألة بالفعل لا تتعدى كونهم أطفال وستتغير الأمور ما إن يكبروا ... أم ستكبر كل هذه الأشياء
معهم لتبني حواجز وجسور للواقع فتهدم كل الأحلام والأميات وتورث الأم والقلوب المكسورة
هذا ما لن نعرف إجابته أبدا ........ لأن الرواية قد انتهت

 
 

 

عرض البوم صور برد المشاعر   رد مع اقتباس
قديم 22-10-14, 12:28 AM   المشاركة رقم: 59
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اميرة القلم


البيانات
التسجيل: Aug 2014
العضوية: 273354
المشاركات: 4,068
الجنس أنثى
معدل التقييم: برد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسي
نقاط التقييم: 4345

االدولة
البلدLibya
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
برد المشاعر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : برد المشاعر المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: ملامح تختبئ خلف الظلام الفصل السابع

 

وفي الختام شكرا لكل من تابع روايتي من أعضاء وزوار ولكل من شجعوني


أحبكم في الله أختكم برد المشاعر

 
 

 

عرض البوم صور برد المشاعر   رد مع اقتباس
قديم 22-10-14, 04:30 AM   المشاركة رقم: 60
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Oct 2014
العضوية: 280737
المشاركات: 5
الجنس أنثى
معدل التقييم: حفيف الوجع عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 14

االدولة
البلدLibya
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
حفيف الوجع غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : برد المشاعر المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: ملامح تختبئ خلف الظلام الفصل السابع

 

روووووووووووووووعه صراحه اروع روايه قراتها في حياتي انتي مبدعه حقااااااااا لاتتوقفي عن الكتابه واصلي والله يوفقك تقبلي تحياااتي🌹🌹🌹🌹🌹🌹

 
 

 

عرض البوم صور حفيف الوجع   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
ملامح, تختبئ, ظلال
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 02:05 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية