لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-06-15, 01:20 AM   المشاركة رقم: 31
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jul 2014
العضوية: 269296
المشاركات: 30
الجنس أنثى
معدل التقييم: غَيدْ عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 30

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
غَيدْ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : غَيدْ المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: ولَئن سُئلت عن هويتي سأشير الى عيناك \ بقلمِي .

 





السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
صباح النور للجميع :$ وكيف حالكم عساكم طيبين
ان شاء الله تكُونوا مستمتعين بالاجازة الصيفية.. انا مع الاسف ادرس صيفي حاليًا لذلك ماعندي اشياء في هالاجازة غير الرواية والصيفي..
فان شاء الله راح نخلصها على حدود السنة الجاية ان الله كتب..
مبسوطة فيكم واتمنى من كل متابعاتي الظهور ، لانه يسعدني ويبسطني اشوفكم..والحمدلله نسبة المشاهدات ارتفعت .. ومبسوطة بشكل مو طبيعي!
الله يقدرني واسعدكم بـ هالبارت.. ماهو طويل..لكنه ماهو قصير ذاك الزود.. اسمحوا لي في هالقليل راح ارجع لكم ان شاء الله ببارت يوفي حقكم..






البـارت الثامن والعشرون (28 ) !



لِيَ أمٌّ،
بلى لِيَ أمٌّ!
هيَ الأمُّ والأبُ والعائلةْ
...
والكلامُ
فَراشٌ ضعيفٌ
يُريدُ لِيُسندَ شَمعتَها المائلةْ
...
ليس لي أصدقاءٌ كثيرونَ،
لكنّني فَرِحٌ
مستريحٌ لكثرةِ نفسي الوحيدةْ
...
يُشاطرني خُبزَ ليلِيَ بيتانِ:
بيتٌ
يُهيلُ عليَّ الحنانَ
وبيتٌ
يُشرِّدني غيمةً طفلةً،
ثمّ يزرعني نجمةً فوق خَصْرِ القصيدةْ
...
ليَ نصفُ الكلامِ،
ونصفُ الغرامِ..
ونصفُ الحقيقةِ
والأوجه الباكيةْ
...
وللّيلِ أنصافُها الباقيةْ
...
لِيَ
مَنْ يتأمّلُ خلفَ السّطورِ،
ويحفظ شعري من المرّةِ الثّانيةْ..



لِـ المُتألق : عبد الله أبو شميس :$,





تَغُوص سماء الرياض في السوَاد ، وتتوشحَ لباس الهُدوء،وتغرق في متاهاتِ النجُوم ، ويسبحُ الفلك من فوقِها،! وُهنا عتمة،وهنا ظُلمة،وهنا ظلُّ رجل ،وصمتُ امرأة،وهناك خشيةُ طفل،وهاهنا ينتُشر في قلبها الفُ لعنَة وهي تنامُ تحتضنُ الوسادَة منذُ 3 ساعات وهي لازَالت تشعُر بوخز لذيذ يغريها بشكل غير طبيعي للنوم!،مسفر،اسم يتردد عليها كثيرًا،لقد اجتاح هذا الاسم كل شيء،احلامها،واقعها،تفاصيلها،بعدما اجتاحها الخوف من الرجلُ الذي قبله!الطرقُ الكبيرة في الرياض التي كانت تفصلُ بينها وبينه ،كانت تخشاها،تخشى ان يكون في هذه الليلة يبعد عنها مسافة شارع،مسافة لا تتجاوز الكيلو مِتر!،ماذا لو كانت تظللنا اجنحَة الحب؟ ماذا لو عشنا بسلام دُون الشر الذي يغوص في نفس الرجال؟ وخلقنا لانفسنا قصة بها نسعد! ، نكُون فيها اكثر الناسِ فرحًـا حينما نبتسم ، ولكن لماذا اصواتنا تتقحلُ ؟ وتكُون مُحشرجَة؟ لماذا تختارُ المرأة الصمت دائمًا على ان تناقش رجل ليس – بآدمي- ؟ ، مسفر؟ ما الذ حروف اسمك..لكن هل يرضيك ان آتيكَ ثكلى من رجُل اخر؟ ان انام ليلِـي باكية من مجزرةِ الامس التي عُشتها معه؟ ليتني لم اقبل فيه، وكان فهد ابنك..ان كنت بالفعل رجلًا يشيدُ به التاريخ الابيض الشهم الذي يحضى بهِ ؟ . صمتت طويلاً وهي تستند على حافة سريرها وتفتح هاتفها وتتخذ قرارًا صعب ليأتيها صوتُه الحاني: هلا بشوق..هلا بـ بنتي..شحالك يبه؟
تبتسم بأسى وحب لصوتِه الذي يشابه صوت والدها:الحمدلله..شخبارك انت وكيف خالتي ام رياض ؟
صوتُه كاد ان يكون مبتسًما ، الفرح الذي يتسلل الى قلبِ عمها حينما يسمع صوتهم شيء يجعلها تخرس امام حروف الامتنان: الحمدُلله كلنا طيبين..انتم ماعليكم حوج يـابوك؟..ماتبون عون في شيء؟والله ان اخسي لو اني مقصر..
بحب واندفاع:لامحشوم يايبه..ماتسوى عليك وعلى روحك تقول هالكلام..الحوج لقربك وبس..
يرتاحُ قلبه مطمئنـًا: ايه الحمدلله..
شوق:وريف ومشعل كيف احوالهم ماكلموك؟
صوتُه كان مغلفًـا بالفرح:ايه كلموني اليوم واول امس..كل يوم يسألون عنكم..وريف بنتي تدق عليكم بس ماتردون..
شوق:معليش يمكن النت بطيء..بحاول ادق عليه بعد شوي..
بو رياض:آمري يايبه شبغيتي؟
شوق بتوتر وبخجل يترددُ صوتها وكاد ان يسرقها الانسحاب الا ان صوت عمها شدها: شفيك يابوي مستحية من شي ؟؟ من مطلب من حاجة؟؟
شوق بخجل واضح:لاياعم..والله ان ماتقــصر بس بغيت أسألك..في شيء وانت اولى الناس ويشهد الله ان ثقتي فيك ياهي عمية اكثر من كل شيء..
بو رياض يطمأنها:قولي يابوي وماله الا اللي يعجبك..
شوق بنبرة مرتبكة: ابسألك عن مسفر آل مالك..وش نوعه من الرجال؟
بو رياض بابتسامة: مسفر من عيال الاطاييب..ورجال وقفته معي تنشهد وماتنوخذ بالزور..وكانك تبيه من ناحية الرجولة..فهو اللي ينقال عنه رجال!
شوق بخجل تحمحمت:طيب..وش شورك علي ياعم؟
بو رياض بفرح يغزو صوتِه:قولي لا اله الله ..واستخرتي انتي؟
شوق تهز رأسها وكأنه يراها:لا اله الا الله..ايه ..استخرت اكثر من مرة..واحس براحة..
بو رياض:خلاص يابنتي ..توكلي على الله..ولا تظني ان تجربة سابقة مع خالد..ممكن انها تلوث ثوب كل رجال بنظرتك..
شوق: الله يقويك ياعم طمنت قلبي..بس هو وش شغلته؟
بو رياض:الله يطمن بالك كل دقيقة.. عسكري يابوك
شوق بخجل:طيب..الله يحفظك يايبه..يلا لا اطول عليك..
بورياض:طيب..يلا يابوي انتبهي لنفسك..
شوق:حاضر يبه..فمان الله..
بورياض:فمان الله..
تُغلق الهاتف وهي تحتضنُه بارتباك،صوتُكَ عمي ، هو البلسم للُجرح العقيم الذي في صدري ..نبتت فيه زهرة ذابلة شاذة ! ، هُناك عاتق كبير قد انزاح بثقلهِ عن كتِـفي..لقد رحل مُخلفًا وراءُه كمًا غير طبيعي من الراحة؛ اتمنى ان تكُون " الحظ" الصحيح! لي هذه المرة..اتمنى ان لا أخذل،فما اقبح ان تُخذل المرأةُ من رجل.
وكأن شيء بارد بدأ يدُخل الى صُلب مساماتها..الحيَاة صارت تستنشقُها بسهُولة ، الغزو الجهنمِي الذي تفاقم في صدرها،وروح وليدة خُلدّت بعد كلماتِ عمها الصادقة، تنفست بهدوء وهي تنظر للباب الذي يفتح وتطل منهُ اختها لتبتسم لها: اسمـاء؟ من جدي انا اشوف اللي اشوفه ولا اني اتخيـل؟
اسماء تحتضنها بهجُوم مبتسمة وتقبلها:يابعد روحي والله..وين هابة فيه يام فهيـد؟ ورعك تحت وانتي فوق ماهو بخبري بك!
شوق ترفع شعرها النُحاسِي للأعلى وتنظر لاسماء:مدري شفيني تعبانة..
اسماء بقلق:شفيك صاير لك شيء؟
شوق:لا ابد بس احس بتعب شوي..ارهاق يعني من النوم وكذا!!
اسماء بابتسامة واسعَة لا تُشبه الا رُوحها:طيب..اباك بموضوع ياختي وانا تعرفيني ماغرب ولا اشرق..اللي بقلبي ينقال
شوق بابتسامة جانبية:ها آمري..تدللي؟
اسماء تحتضن كفي شوق في كفيها وتنظر لعينيها مباشرة: مسفر..وش قولك عليه؟
شوق احمرت خجلاً:بسم الله..انتي ماعندك بريكات؟
اسماء تضحك:هههههههههه قلت لك اني ماشرق مولا اغرب..اللي بقلبي ينقال..من غير مقدمات ولا شيء!
شوق بضحكة حرَج: هههههههه الله يعقلك من اخت..ايه وش به؟
اسماء: وش اللي وش به..تبينه ولا لا؟
شوق بغضب خاجل "ترفس" اسماء: الله يخسك من اخت..ابد ماعندك من الحياء شيء..
اسماء تضع يدها على بطنها بدفاع:واياني واياك ترفسين خوفي اكون حامل وينجلط ولد راكان من خالته البثر!
شوق:هههههههه هين..
اسماء:يلا اخلصي علينا..تبين الرجال ولا ؟
شوق تفتح عينيها بصدَمة من اختها:والله ان مالك حل..
اسماء بابتسامة:طيب..كلمتي عمي عنه؟ استخرتي؟
شوق تهز رأسها بخجل واضح:كلمته قبل اقتحامك..واستخرت..
اسماء تتسع ابتسامته تدريجيًـا:ايه..وش قولها ست الحسن والدلال؟
كوندليزا رايز العرب؟؟
شوق بضحكَة موبخّة!: ههههههه الله يعقلك ويعين راكان عليك..
اسماء:وش قولك يامره..تبين الرجال ولا لا..غردي غردي ياجعلني فدا تويتر اللي علمنا ذا المصطلحات..
شوق:هههههههههههههههه اسماء والله انك مو صاحية وانا اختك..
اسماء بحب تقبلها:ادري انك موافقة..بس لازم نسمعها من العروس..تعرفين مايجوز نحكم من غير شورك
شوق بخجل: قولي لا اله الله..وفكي عني..
اسماء: لا اله الا الله..وفكيت عنك..
شوق تهز رأسها بخجل: الله يقدم لي اللي فيه الخير..
اسماء بحب:ياويلي موافقة صدق ولا اني اكذب روحي؟؟ صدق ولا صدق وانا اختك؟؟؟
شوق: توك قبل شوي تقولين انا ادري انك موافقة..
اسماء:كانت حيل من حيلنا الخاصة..عشان نسحب الاجابة..واوووو..شوق حرم مسفر المالك..اطيب واكرم اسم ولا بالاحلام بعد!
شوق بتملل خجل تسحب الغطاء وتغطي وجهها:طيب روحي عني يرحم والديك ابنام..وبطريقك طفي النور وارفسي فهيد خل يذاكر ..
اسماء تقف بمرحَ قاتل:نسكر الباب ليه لا؟ وفهيد نذبحه ان كان توصين بعد.. ماخليها بخاطرك يام الفهد ياعساني فداتس يالعجيز المتعرسة..
ضحكت شوق على جنُون اختها لترميها بالوسادة ، لتخرج الاخرى بمرح وتنزل على الدرج بجنون وصوت امها يحذّرها: وش بلاك ياحظي تراكضين بالدرج؟ ماتخافين على روحك ان كنتي حامل او لا؟
اسماء بابتسامة تقبل امها:شفيك ياروحي والله ماني حامل..لو انا حامل كان هجدت
ام ليث تُخفض صوتها وتهز رأسها باستفهام:ها بشري..وش علومها اختك؟
اسماء تُحرك حاجبيها لُتغيظ والدتها: وش المقابل؟
ام ليث بجدية: كف يعدل وجهك..هذا المقابل..
اسماء تبلع ريقها وتقبل رأس والدتها: يا الله يام ليث ماتلوق لك القسوة..
ام ليث تحبس ابتسامتها: ماهو وقت المشاعر الجياشة..قولي وش قولها اخيتك؟
اسماء بابتسامة: الحمدلله على يدي الكريمة تمت موافقة شوق عبد الرحمن المالك..على مسفر بن نايف المالك..
ام ليث بفرحة:صدق ولا تفرينها علي وانا امك؟
اسماء:افرها على مين يالغالية؟ انا اخربط؟ والله اني صادقـة..
ام ليث بابتسامة:الحمدلله يارب..
اسماء:والحين شنو بتسوين؟
ام ليث:بدق على ام مسفر..قلبها على شوق وتبيها من قبل لا يخطبها خالد اللي مامنه منفعة..
اسماء بابتسامة واسعَة:خلاص..كلميها.. وقولي لا اله الا الله..
ام ليث:بكرة اكلمها مايصير اكلمها هالحين والساعة 11..
مع سماعها لرقم الساعة من شفتي والدتها ، ارتَعش جسدها خوفًا من المواجهة وهي تعض على شفتيها حينما سمعت رنين الآيفون يجتاحُ غياهب صمتها الذي امتد لثوانٍ ، ونغمتهُ الوتيرة يترسخ لحنها في الذاكرة خوفًا من لقاء المواجهة ، وهي تلبس عبائتها بسرعة وترتدي نقابها ثم ترد: هلا راكان..
صوتٌ جاف، كصحراء بلا ماء.. كرئة بلا هواء .. كـ لا شيء وسط العدم :
انا برا..اطلعي.
وأغلقْ ، في كل مرة يحاكيها كان يرفق | حبيبتي | في النص. لكنُه نسى ان يشاطرني النص هذهِ المرة واختار ان يكون الكاتب والقارئ في نفس الوقت متداعيًا ان كل مقاييس الادب تعود له ، ليس روائيًا ولا قاصًا ولا كاتبًا فكاهيا ..انهُ شاعر يُسير قوافي الموت ويرميها عليه بلا شعور. هكذا حبيبي اغلق الهاتف دُون ان يعلم بان ذبُولي الامس واليوم كان من ذروة باردَة سمعتها في صوته ، فأخرستني الى حد الثمالة وانا استمع الى صوت انقطاع الاتصال يترددُ بلا استيعاب، حملتُ حقيبتي وخرجت..!
ركبت السيارة بهدوء تام وارتجاف قاهر يحرك موجة البرودة الخارجة من جهاز التكييف في السيارة ، بلا شعور نظرت له كان ينظر للخلف حتى يستطيع ان يبتعد من "كراج" المنزل ثم عاد لوضعه الطبيعي ينظر للمرآة وتتوه عيناه في الطريق مركزًا تماما ، شرودها توقف بمجرد ان تصادمت عيناه الحادة بعيناها الضائعة ، لتحبس انفاسها بصمت وهي تلتفت للنافذة وتتشاغل بهاتفها، مسافة الطريق وكأنها تجاوزت الساعة والنصف بسبب شعورها بالارتباك والخوف، من المواجهة التي صعنها راكان في حقل قلبها الذي يكادُ ان يذبل، فجأة هكذا وفي العدم من تفكيرها ، توقفت السيارة امام منزل راكان .. او قصره الهاوي على نفسه، لتنزل بهدوء وهو ينزل خلفها، تدخل الى الداخل صادفت الميث التي كانت ستخرج: هلا والله لما كنت بطلع جيتي وش بلاك؟
اسماء بابتسامة مرهقة: كنت رايحة بيت اهلي والله..جلستك مكسب يالميث بس وش له تطلعين هالحين؟
الميث:خلاص زوجي جاي من الشرقية من عند اهله ويبا يقابلني..
اسماء بحسرة تنظر للحب الذي بزغ من عيني الميث بذكر زوجها لتحسدها ببساطة ثم تقول: وانتي بتروحي الشرقية؟
الميث: هذي هقوتي بس شكلنا الليلة بنبات في شقتنا..
اسماء:يلا الله يوفقك..
ثم انسحبت من المكان مودعةً اياها تجهل اين راكان ، انتزعت عبائتها لتعلقها في دولابها وتضع حقيبتها اليد في الداخل، تقف بحيرة ماذا ترتدي للنوم له؟ مالذي سيلفت انتباههُ البارد، كان يعشق البنفسجي، هل ارتدي بنفسجيًا حُلوًا لكي اجذُبه؟ مُهين جدًا وجدًا ان تحاول المرأة جذب انتباه زوجها دون جدَوى ، وتخشى ان يصيبها هذا الخدش الذي يكسر وعاء روحها. سحبت قميص نوم بنفسجي غامق جدًا يكاد يأسر النظر، تغلق باب دورة المياه، لتسمع باب غرفتها ينفتح لتطمأن بدخول راكان، ارتَـدتهُ بعجالة بعدما وضعت على جسمها لوشن معطر، ثم خرجت بهدوء بعدما فتحت شعرها بعفوية، يرتدي نظارة قراءة،في يده ملف يقرأهُ، اخبرها يوم انه ملف طلب تعبئة بيانات من السفارة لليث المالك ولقد مر هذا الملف على عمها علي.ظل عشر دقائق يتأمله ثم وضعه -على الكُومدينة-. والتفت ناحيتهُا وهو ينزع النظارة ويضعها على درج الكومدينة، بنفجسي الهَوى؟ لونٌ كهذا جَحد بتأريخ الرجُولة؟ لون كهذا اجتياح من نوعٍ آخر ، استعمار لأوطانٍ لم يكد يبلغها الرجال؟ وانا صنفي لا يتحمل هذا اللون..احُبه واكرهه، احبه لانهُ يجذب كل ذرة خُلقّت فيَّ ، واكرهه لانهُ لا يرحم..لا يرحم!!
تستلقين مستقيمة ، بلا كلمة واحدة ، تضعين الوسادة الصغيرة على وجهك وتضغطين بها عليه ، هذهِ الحركة اخبرتني عنها في بداية زواجنا، بانها تمتص الطاقة السلبية منك، تجعلك اقوى لمواجهة أي صعوبة، ينزلق القميص من تفاصيل جسدك البيضاء..تفاصيل رُسمت بدقة الهية متقنة.. فائقة في الدقة! بعد دقائق معدودة ازلتي الوسادة من رأسك ، والتفتتي ناحيتي بجسدك، أغمضتي عيناك ، وأسدلتي الغطاء باهمال على جسدك، وكأنك تنتظرين مني اجابة.. اجابة ان كنتِ جاذبة؟ ان كنتِ شهيّة؟ أو –حُلوَة ؟-.
اجابتِي : نعم..كنتِ قاسية في قانون الجذب، وشهية في قانُون الاشتهاء والرغبة ، وحلُوة في قانون اللذّة، ولكني احذرك، واحذر من نفسي، اخاف من هذا الانقسام والتشاطر، اخاف من ان اخسر هذهِ المعركة التي تجعلنا لا زلنا على قيد الحياة،ولو خسرت ..لرأينا المكان انقلب عقبًا على رأس.. وانقلبت الموازين والطاولة علينا.. حينما كنت امامك..واقتربت منك..واصبحت انفاسنا تتضارب ارتجفتي..وارتجف جفنك وشفتيك..ورأيتهما في الذ حالاتِ الخوف.. لتنظري لي فجأة ويصطدم صوت عيناي بعيناك لأقول بعتب: ماهو وقته اللي لابسته.. ان ضعفت معك بـ هاللحظة برجع اعيد كل تصرف ماتبيه بكرة واللي بعده..
نظرت اليه بعفوية –تتغابى- فيها وكأنها تجهل مايقول: وش قصدك؟
ابتسم وهو يهز رأسه غير مصدقًا: لا تحاولين تبيني لنفسك انك ماتدري
احمرت بخجل وهي تعتدل للخلف وترفع شعرها للوراء باصابعها: لا مدري !
رفع جسده للخلف ايضًا وهو يستند وينظر لعينيها بهدوء ثم يشير بعينيه لما تلبسه وهي تعقد حاجبيها بتوتر ويقول:البنفسج في زعلي حرام! تفهمين؟ انتي تبين تخربين ابو النفسية اللي فيني بلبسك ذا!
اسماء تتلاعب بخصلة من شعرها وبهدوء عفوي: عادي لبسته مثل أي شيء ثاني؟
راكان يرفع حاجبه باستنكار ويمتص خده الايسر عاضًا عليه باسنانه ثم يجيب: قومي لبسي شيء ثاني..لاتخربين اخلاقي وانا ابي انام!
اسماء تحمر من الخجل ثم تهمس بغيظ:والله وش دخلك فيني ؟ نام وعلى كيفك لاتحط لبسي عذر!انا كل يوم البس هالاشياء..
راكان بسخرية: وجربتي تلبسين ذا اللون؟
اسماء بقهر تضع رأسها على الوسادة وهي تسدل الغطاء وتغطي وجهها وتقول: خلاص غطينا عمرنا بالكامل..سو نفسك ماتشوفني..خذ وضعية الميت! وبتمشي
راكان يحبس ضحكته: آخذ وضعية الميت؟ من جدك انتي ؟
اسماء : مداني شاخرت وانت بعدك تحلطم!
راكان لم يستطع حبس ضحكته:ههههههههه وانتِ تشاخرين؟
اسماء تطل بوجهها على راكان: لا الحمدلله ماني مثلك؟
راكان:وانا اشاخر؟
اسماء: لا.. بس ترافس!
راكان بابتسامة جانبية: كيف يعني ارافس مافهمتك!
اسماء:تضاربني برجولك..وانت نايم ..اول ماتزوجتك شفت نفسي بالارض كنت افكر ان مني..وبعدين صرت اراقبك لانها تكررت اكثر من مرة وعرفت انه منك..
ضحك بشكل غير طبيعي ومفرط على تفاصيلها المتحمسة والمندفعة التي تشرح له الوضع ثم قال:ههههههههههههههههه وكنت اسويها دايم ولا لا؟
اسماء : يعني..غالبا لما تكون تعبان ولا معصب..
راكان بخبث:يعني هاليومين مكثر في المرافس؟
اسماء بتمثيل للتعب وبنبرة مرهقة:اييــه ماقصرت فيني..
راكان : وانتِ يعني نومك طبيعي تتوقعي؟
اسماء تبتلع ريقها : ايه وش فيني لا نمت؟
راكان: اذا كوبستي ماشوفك الا وشوي وتدخلين فيني *كوبستي معناها حلمتي بكابوس*..
اسماء باستنكار:هاها ..كثر منها يالطيف يا انيق انت..
راكان بابتسامة: وتعتقدين اني امزح؟ من جدي اتكلم ..ياما جلست وشفتك بوسط حضني..
احمرت بخجل: يمكن انت تسويها وبعدين تحطها فيني..
راكان بجدية: لا ؟ انا اسويها وش استفيد؟ انتي اللي تجين عندي ماهو بانا..
اسماء بقلق:واسويها كثير..
راكان بخبث: ايه..وخصوصا هاليومين! مدري انا مسبب لك كوابيس لـ هالدرجة!
اسماء تُستفز غضبًا لتغطي وجهها بغضب وتلف للجهة الاخرى تُعطيه ظهرها..وصوت ضحكته يخترق المكان،وصوت قلبها يخترق روحها بعدَ سماعها لضحكته.. ابتسمت وهي تنام..بينما هو يحاول ان يجاهد البنفسجي الذي اعمى قلبه..ثم نام!

،


وقف يراقب عمار وهو يركض على الخيل في الساحة المخصصة له ، وهو لازال يحتسي قهوتهُ بصمتِ ، الى ان جاء من خلفهِ والد زوجَته – سعود - . الذي وقف بجواره وذاك الاخر ايضًا كانت القهوة هي ما تصب الى اعماقهِ ، يبتسم بهدوء على طيفِ ابنه الذي يركض في ساحة الخيل ولازال صمتهُ موازيًا لصمت الشاب الذي بجواره ، هذهِ المرة كانَ القمر هو ما يواسيهم في ضوءهِ الثابت على العتمة، هُدوء مرير استنزف صوتِ الألم من أرواحِهم ليقاطعهُ سعود: كيف بنتنا معك؟
آدم نظر اليه بابتسامة يجهلها:في احسن مايكون!
سعود بسخرية:هذا اللي ماتشرفك!
آدم صمتَ لدقائق ثم قال: اسمها لما انتهى باسمي..بيشرفني! بس قبل ماظنتي!
سعود يضحك يُغيظ آدم الذي لم يغظه شيء فقط ابتسامة هادئة ارتمت على ملامحه الشابة: قبل فترة جبت لي ملف وقلت لي انه من صالح الليث ماهو من اللي يوهقه..!
سعود يبتسم بقهر: قلت لك افتحه ماراح يصدمك كثر ماراح يفرحك بس انت اللي رفضته..واضطريت اسوي شغلي بنفسي
آدم بحدَة:وش اللي فيه؟ فيه مضرة لولد القبيلة ولالا؟!
سعود بسخرية: طيب هدي اعصابك؟ ليه حارقها! ماهو انت جاي عشان تجيب راسه ماهو عشان تدافع عنه!
آدم بعجز عن فهم سعود:حدد موقفك لا تتلاعب بي..
سعود :ماني ضد ليث..انا ضد اللي صار له
آدم بقهر:وهذا تتوقع يبرر لك اللي سويته فيني من قبل؟
سعود: القطاع البريطاني اللي كنت اشتغل معه فضح نفسه بنفسـه!!
آدم:كيف يعني!
سعود: في سيديهات للمستشفى من 2004 تبين تورط الدكتور والممرضة في قضية ليث وان اللي صار هو ماله دخل به!
آدم :يعني قبل كنت مصدقهم!
سعود بتبرير:لاتلوم! كنت اسمع كل شيء من طرف واحد!
آدم:هذا اكبر خطأ.. ونقدر نجيب السيديهات!
سعود:حاولت..بس ماقدرت!!! صعب
آدم يدير عينيه لعمار:وولدك يدري؟
سعود يهز رأسه بـ لا: لا..ماخبرته..لو درى يمكن نروح وطي!
آدم بحيرة وعينَاهُ ترهفان:قول لي وش اللي يخليني اضمنك..
سعود بتنهيدة حادة:قلت لك لو ابي افضح ولد القبيلة كان فضحته..بس انا مادريت عن برائته الا توي!
آدم:وولدك!
سعود: ولدي يدري عن برائته..بس رافض الا انه يجيب راسه ويسلمه..
آدم: وانت تقدر تساعد ليث؟
سعود بتنهيدة:حاليًـا ارتب وضعي..واشوف اذا اقدر ولالا..
آدم نظر اليه عدة دقائق ثُم اعاد عينيه على عمار وهو يرتشف رشفة ساخنة من قهوته العربية: وش اللي غيرك ياسعود؟ خبري بك بايع هالشرف..
سعود بألم: المرض!
آدم بدهشَة فتح عيناه:المرض؟..اي مرض!
سعود: لاتقول لا لعمار ولا لهاجر..خوفي انهم يموتون من الشقاء والحزن!
آدم فتح عيناه بلا استيعاب ثم قال: تم يابو عمار..وش بك!
سعود يجلس على كرسي وآدم يجلس بجِواره: عندي ورم حميد في الدماغ..وصار لي فترة متجاهل الموضوع لان ماني مستوعب..ليما تطور وصار لي ورم خبيث..
آدم : راجعت اطباء؟
سعود:ايه..
آدم:في عملية؟
سعود صمَت لدقائق وهو يُغلف صمتهُ بالحنين: فيه..بس ماظني محتاجها..كثر ماني محتاج اصحح اغلاطي وخصوصًا عليك وعلى امك..وضيعت وصاة ربي فيك!
ابتلع غصته صامتًا وهو يشيح بنظره لخيل عمار الذي نزل منه يمشي به ثم يأتيه صوت سعود : المهم عمار وهاجر لايجيهم من هالحكي شيء!
آدم ينظر له ويهز رأسه:تم.. بس يابو عمار!
سعود الذي كان سيغادر جلس مرة اخرى ليستمع لآدم: آمرني!
آدم:مايامر عليك عدو.. ان كنت تبي تصحح وصاة الله فيني وفي امي الله يرحمها..ابتدي بنفسك ولا تتجاهل العملية..
سعود يبتسم لآدم عدَة دقائق ، ثم يربتِ على كتفهِ ، ويغَادرُه ، كما لو انهُ غادر عن الدُنيا..من يتوقَع يابن العَزيز ان الحيـَاة ستذلُك ، وانت كنت قبل تسعَة اشهر تُريد مني ان اعمل لصالح الخيانة..وصَالحُكِ ، من الصعبِ ان انسى معاناةً وضعتَها في طريقي..من الصعب ان يتلعثم فيَّ ثوبَ الحُزن عليك ، ولا اعرف كيف اصنف مشاعري تجاهَك،لماذا اهديتُكَ شفقة وقلتُ لك لا تتجاهل العملية! ، لماذا لم افرغ ذاك السلاح الذي على خصري في رأسكِ ورأس ابنك واهربُ بعيدًا!..الاجابة واضحَة ياسعُـود..-اني اخافُ الله ربَّ العالمِـين-. ومااعطاك الله المرض الا لأنهُ يريد ان يُنجيك من جَهنم..فما مُخرج الله نفسًا من هذهِ الدُّنيا والا ومهديها حقّهَا الكامل.فهل تسألني رحمَة على ماحـَلّ بي سابقًا ؟ ان الرحمة بيد الله..واني لهُ لمن المتقين.. لم انسى العقاقير الطبية التي سربتها في بدني كي لا يستطيع التخلي عنها..لم انسى معاناتِـي في امراض نفسية متوالية..لم انسى فقدي لامّي واصبحتُ انا الابن المثكُول بأمّـه..لم انسى وجعَ الانثى التي ربطتها باسمي..هاجَر! ، وتطلب مني ان لا اخبرها..من الطبيعي جدًا ان لا اخبرها..ستمُوت اختناقًا بالكلمات..ستمُوت بكاءًا على الوسادَة،ستنشدني الكفن والقبَر،وحدُود الممات،سيكُون عليها ان تتخطاني قبل ان تعلم، ولعمار ماطلبت!.
طيفُ هاجر يتقدم ناحيته،حتى اتضحت لهُ ملامحها..التي ركضت امام سياج خشبي يفصل عن حلبة الخيل..وعمار بها،تستند عليها وتحاول الصعُود من على السياج المُرتفَع، شعرها البندقي الذي يصل الى اكتافها يتدافع مع برودَةِ الهواء، غيمة ضبابية تخرج من انفاسها الهادئة، تجاهلتهُ تماما ولم تنظر اليهِ،فتجريحهُ لها خلقَ لها الجو الكامل لتتجاهله وتتخطاه، شهقت حينما شعرت بذراعيه تحاوطان بطنها وشفتيه تغزوان اذنها اليُسرى وهو يُلصق خدّهُ الخشِن بخدها الناعم: يعني مجنُونة ولا ايش بالضبط!!؟؟ من جدك !
التفتت وعينَاها قُنبلة تنفجر وسط عيناه: ابعد يدك عني..
آدم بتملك يعتصرها بذراعيه:حاولي تمنعيني..
انحنت بتعب وهي تقاوم الالم: ابعد عني يازفت ..وبدأت تَضربُه بجنُون على ذراعه فما زادها ذلك الا ايلامًا وصوت ادم يهتز في طبلة اذنها: انتي ماتعرفين وش الخطر ؟ عادي ترمين نفسك من هالسياج العالي؟ ماتخافي تتكسر عظامك ولا يصيبك شيء!
هاجر بقهر تضربه: الخطر انت ..بكل مكان..!! ابعععد عني عساك الجرب!
ضحك بهدوء وهو يرفع نفسه على السياج وهي معه ثم يتجاوز معها السياج ويتركها، ضمت نفسها وهي تمسح على ذراعيها التي اعتصرتهُما ذراعيه مشت بغضب تام وهي تضع شعرها خلف اذنها اليسرى تُريد ان تبردها بعد همسات ادم الساخنة، يبتسم وهو يستند على السياج وعمار يقترب ناحيتهما : وش بلاك وجهك معفوس كذا؟
هاجر تمسك الخيل وتمسح عليه لكنُه صهلَ بقوة وانتفضت للخلف حتى اصطدمت بآدم: اعوذ بالله منك يالنسرة..وش شايفتني تصاهلين علي يافضيحة العرب والاشناب منك!
ابتسم ادم ضاحكًا وعمار شاركهُ ذلك لتقول بغضب:ماظن به شيء يضحك!!
آدم وهو ينظر لعينيها:اذا انتي تخافين..ليه تروحين لها!
هاجر:انا ماخاف منها الا اذا صهلت بوجهي.. عاد ساعتها يادنيا لاتدوريني..
شقت ضحكتهُ العالية قلبها المُرهف:ههههههههههههه.. ترا الاعتراف بالخوف ماهو غلط!
هاجر : وع اساس انك شجاع يابطل يامغوار!
آدم وهو يمسك الخيل ويمسح على شعره :الخوف من الله..ياجبانة!
صمتت باحراج ثم اقتربت تنهر خوفها وفي الجهة المقابلة لآدم كانت هي تمسح بهدوء على شعر الخيل ،كان يبتسم لها..وعيناهُ تراقبانها بينما هي متشاغلة في ذلك! تتشاغل في شعر الفرس التي تتباعى بشعرها وتحركه الى ان صهلت بقوة هذه المرة وهاجر تستدير ناحية آدم وتشبك نفسها به وهي تهدد الفرس: اعوذ بالله منك ماتفهمين صوتك عورة تصاهلين قدام الرجاجيل؟؟
ضحك آدم:ههههههههههه يعني بتفهم الحين؟
هاجر بعجز تلوي شفتيها:كود تعقل وان ماتعقلت عقال ابوي على راسها..
آدم ضحك بهدوء ، ثم ابتسم بخبث وهو يقترب ناحيتها،ابتعدت خطوة لكن ذراعيه كانت اسرع بكثير من هروبها المفاجئ ليمسك بها ويضعها على الفرس وهو خلفها، ضرب الفرس السوط الذي على ظهرها لتركض بهم بهدُوء، والهواء البارد يجتاحها ويدخل في روحها، رمشت بعجز من الهواء المتتالي ثم ادارت وجهها ناحية صدره وهي تغمض عينيها بقلق من الهواء البارد الذي انغمر فيها، خفف سرعة الفرس حتى هدأت هي انفاسها ، وكانت ذراعه تتحرك بشكل حميمي حول كتفيها لمحاولة تهدأتها من رعبها المفاجئ: بسم الله عليك..وش جاك!
هاجر ترتجف شفتيها:ماعمري ركبت خيل..وانت كذا فجأة تراكض بي..لو اني مت هالحين..وش الحل يعني؟
عض على شفتيه بغزل:يالبيه قال يخافون قال..عنبو ذا الخيل اللي يخوفك..هالحين انزلك بس بشرط..
هاجر احمرت من طريقته في الكلام: وش هو؟
آدم بابتسامة خُبث لا تنطلي عليها: وش اللي خلاك تتنزلين وتحطين راسك بصدري؟
هاجر ضربته على صدره بقوة والخجل يتكاثرُ حمرةً في جسدها:وجعع جعلك الماحي..نزلنــــــــي ..نزلنـــــــــي..
صراخها بدأ يعلى وهو يحاول ان يرعبها..حتى نزل وانزلها، عمار اعاد فرسه الى الاصطبل، وهو لحق بهاجر التي تمشي باتجاه الداخل، وفي المطبخ الخارجي،المفتوح على الصالة الداخلية، كانت تصب الماء لها ثم تشربهُ في دفعة واحدة كالمجانين وهو يبتسم ضاحكًا:هههههههههههههههههه كل هالخوف فيك؟
هاجر وهي تستجمع انفاسها الفارة من مقلتها: ماخليت فيني نفـ..ـس حسبي الله عليك..
ابتسم لها وهو يقترب ليلتقط الكأس بيده ويكمل الماء من كاسها: انتي لسان يلعلع على الفاضي..
هاجر تجلس على الطاولة في المطبخ وهي تنظر له بصمت ، بلا معنى ، لا تأسيس، مجُرد بوح من الداخل خرج لها على هيئة صمت، يداعب قلب ادم الذي يبتسم لها بهدُوء، حينمَا تبتسم هكذا ، اخاف..اخشى من ان تأتي بعدها قُنبلة تمحيني من الوُجود ، تمحيني من خارطةِ العالم ، تُفتتني ثم تعيد ترميمي ، لا تبتسم ايها الرجلُ ، اني اخاف الابتسامة منك ، فما بعد الهُدوء الا عاصفة ، هل علمت من انت؟ ..انت رجل يخترقُ كل القوانين..وبما فيهم جدار الصوت ..يُحلق كالشهاب المارق في السماء ، يتجاوز النجُوم بلا تباهي،ثم يعود الى وسط صدري ليهمش قلبي من الداخل الى الخارج.. انا زُجـاجة روحي مشروخَـة يا آدم..بما فيه الكافية لتبتسم.
ومن اقترابه، الثقة المنطلية في صمتها،اصبحت رجفة في شفتيها، وهي تراه شبه مُلتصق بها ينظر لعينيها، ثُمّ تحيدهُ عيناه عن ديانة العُيونة ، الى شريعة الشفاه ، تلك البقعة المُقدسة في وجه كل امرأة ، هي تلاشي بسيط تُسببه فيَّ ، لم يعدُ هناك ما يكـفِي من الوهم ، كي اعيش خيبة الامل في تلك الشفاه..التي تمر امامي، تتلعثم امامي..ترتجف امامي..تمضغُ وتشرب، وانا رهينُ مراقبتها،وكل مرة أعد نفسي بأني سأقبلها،لكني يخيب املي للمرة المئة.. هل تسمحي لي يافاتـنة..باغتصاب شفتيك للمرة الاولى؟

كان اقتراب ادم منها بشكل مريب، حتى لو اقترب والتصقت به، هناك مسافة موضوعة بينهما..وهي المسافة الروحية،التي تصد كل روح منهم عن الآخر، هذه المرة تكاد روحه تلتحم في روحها ولا يتبقى شيء..انها بضع دقائق من مراقبة ذقنه وعارضيه المُمتلئان بالشعر الخفيف المُهمل والجاذب.. دقائق فحسب...حتى شعرت بلمسات ناعمة تغوص بها شفتيها.. حرارة مُستحـيلة تربّيها من جديد في مبادئ الحُب.. اضطرابات كانت تسمع بها ..اصبحت تزورها الآن..عرفتُ الآن..السماء زرقاء..الطيور تحلق..الكعكة لا تسقط من يد البائع.. والقُبلة لا تحرق قلب العاشق..ولعبة القدر اصبحت من صالحك !
ابتعد عنها بعد قبلة استمرت لثوانٍ طويلة.. احترقت بنار الخيبة والغضب..شفتاه مادة قابلة للاشتعال..وهي احد مسببات هذا الاشتعال..الغضب ،الخجل،الانهيار،التصادم،المشاعر المتضاربة، كلها كانت سبب كافي لان ترفع يدها الناعمة وتصفع بها آدم ، لا تعلم اين وكيف..ولما وممن استمدت هذه القوة لتصفعه..لكن الذي تعرفه ان خيبة الامل التي في قلبها سمحت لها بأن تصفعه..لم يحرك وجهه ابقاه كما هو بعد الصفعة..وكأنه ينتظر الصفعة التالية على نفس المكان..لكنها غادرت قبل الانهيار..فلو كان تل جليدي لانهار..بلا شك..والتفتت لتلحق عيناه بطيفها العابر الهارب..وشبح ابتسامة يغزو شفتيه،رغم الصفعة الانثوية التي تزامنت مع خده. وهمس في قلبه – كلانا عاقب الآخر.. ونستحق! - .

،




هذهِ المرة كانت في شقته ، لقد ذهب اليها الصباح الباكر اتيًا لأخذها ، احيانا ان نكُون غائبين نُريد ان نتملك الاشخاص اللذين هُم حولنا بقوة..كي لا يزيدنا الغيابُ همًا..
تنتزع المعطف والحجاب..يتناثر شعرها البندقي ، تربطه ذيل حصان..وتلحق به على الاريكة التي كان جالسٌ بقربها، لتجلس بجواره، في يده كتاب..يقرأهُ ، حتى الثقافة للغائبين..اعتبرتها صفة جمال بديعية! بهدوء كانت ذراعهُ تحاوطها..كانت كالجميلات وهي تريح رأسها على صدره..تنظر للكتاب وهي تقرأ اسمه – لغات الحُب الخمس – للكاتب | جاري تشامبان | - .
ضحكت بخفة وصوتُ قهقهتها اللذيذ يجتاحُ روحه ليبتسم على هذا الصباح المُمتع : وش له تضحكين ؟
ابتسمت ضاحكة : توقعت الرجال مايقرأون عن الحب..يعني غالبا نشوف كتاب فقط يكتبون..لكن القارئات نساء مو رجال..
ليث يسند ذراعه الاخرى على الاريكة : الحُب ثقافة.. ولازم نتعلمها.. سواء كنا رجال او نساء ..مانكر في رجال كثير يستسخفون هالشيء..يمكن كنت بيوم من الايام بينهم..لكن الآن كل شيء اختلف
وريف وهي تنظر للنص الذي كان يقرأه : وتحسه حلو؟
ليث: احلى منك .. لا..
وريف تحاوط ذراعه وبحب:ياقلبي بس..
ليث ينظر لها بنظرة لم تفهمها..وكأنها عتب.. غضب..صخب..كلُّ شيءٍ صار مختلفًا ، من تلك العيون التي ترميها بالنظرات الغريبة.. وفجأة همست تقاطع عتبه:شفيك؟؟ قلت شيء غلط!
ليث بنبرة مُتملكّة : مابغى اكون قلبك..ابغى أكُونِـك..!!
تحمر خجلاً وهي تقف : بسوي الفطور..
ليث بابتسامة:اهم شيء مافيه رمل؟
وريف تضحك:هههههههههههههههههه لا تطمن.. مافيه رمل ..
دخلت للمطبخ الموجود في منزله ، طاولة خشبية تستوطن المكان ، عليها ورد اكليل الجبل، المكان مُرتب..لايشبه مكانا يستغلهُ رجل وحيد ، الشخص الذي يقف في هذا المكان يعلم تماما بأن ليث يفرغ حزنه في تنظيف المكان..وربما احياناً العكس...ربما!!
تبدأ بتجهيز الفُطور ، من خلفها هُو ينضم لها ، يتضاحكُون بهدوء..قبل عصفٍ كان قد يأكلُ ارواحهم بالتهامها في مساحات الظلام.. لو ان اجنحة الحُب تظللنا في هذه العُتمة..لو ان للغات الحب الذي كنت تقرأها لغة سادسة..فهي نحن.. انا وانت..
الحُب اجمل حينما تُميزه العفوية.. يكُون افضل حينما تغشوه الراحة .. بلا تصنع ، جالسًا على الطاولة والجريدة في يده، وهي تضع اخر الاطباق وتُمتم باعتراض: الحين انت تقوم من كتاب..ترجع لي على جريدة!
ليث وهو لازال يركز في الخبر : لا بس مستغرب.. من شيء!
وريف تقف متوجهة نحوه وهي تقرأ الخبر بالجريدة وعلى وجهها علامات استفهام ليقول لها: هالشخص من قبيلتنا..ويشتغل بالسفارة..قبل فترة عطوه ترخيص يدخل المستشفى اللي انا كنت فيه لاجراءات امنية..والحين راح بمستشفى لميونخ يسأل عن بعض الاشخاص..وفي ناس من اعضاء الكونغرس الامريكي مشتبهين فيه..وخوفي انه يتورط..
وريف تجلس مكانها بهدوء وهي تمد له قطعة خبز : مستحيل يتورط..دام السفارة السعودية متكفلة بالموضوع ماترده
ليث بهدوء: اقصد انه يتورط بقضيتي..سمعت عنه قبل سنتين او ثلاث..انه جاي يدورني.. يوسف صاحبي منعني..وحذرني اني اروح له وافضح نفسي..مو بالسهولة حتى لو كان قصده يساعدني الحكومة البريطانية ماراح تسمح..بما انه مافي دليل يثبت برائتي..
وريف وهي تشرب قهوتها: طيب ليه ماقدمت على ديوان المظالم اللي عندنا بالسعودية..
ليث: مشكلتي مو بالسعودية حتى اقدم هناك..المشكلة هنا..
وريف بتوتر تراه يمضغ لقمته بشرود ، لتمسح يدها الناعمة على يده: وش بقى من مشوارك!
ليث: ماظن انه الا القليل.. بس هالقليل راح يذبحــني ويطول..
وريف باندفاع:لا مايطول..دام الله معك وحنا معك مايطول..باذن الله راح ينقضي كل شيء..
ليث يغمض عيناه لثوانٍ ثم يفتحُها ونبرة صوته تختلف الى نبرة الحنين: ادفع دم قلبي كله والله..عشان بس اشوف لمحة امي..
تلمعُ عيناها بالدُموع ، وحينما يتحدث عن حنينهُ لامه ، كل العواطف تنهمر في روحها لتهمس: الله كريم..لاتيأس من رحمة الله..هذا اهم شيء
ابتسم بحنان لها وهو يشد على يدها ويمسح:دامك معي والله كل شيء يهون..
ابتسمت بدلال وهي تسند خدها لكفها المستندة على الطاولة بذراعها.. ثم فجأة همس: وتدرين ان من اليوم ورايح بتباتين عندي؟
ارتعشت كالمقروصة: من قالك؟ انت ماخذيت رايي بالموضوع!
ليث بجديّة وهو يغرز شوكتهُ في زيتونَة فارة ويمضغها: مو شرط اقولك.. انا زوجك بالنهاية..وكلمتي هي المسموعة..
وريف بقهر:رجعنا على نزعة الجاهلية..ماحب هذا الليث الخكري..
ضحك بقوة :ههههههههههههههههههه جاهلية في ايش؟ اني قلت لك باتي عندي؟
وريف بقلق: يعني لازم اتهيأ نفسيًا لـ هالموضوع!
ليث وهو ينظر لعينيها مباشرة: سبق وعطيتك تنبيه لما جيتي لي ذاك الاسبوع..وقلت لك ان هذا بيتك..ماهو ذاك..خلاص انتي على ذمتي ولي السمع والطاعة..
وريف بتوتر ملحوظ:وان طلعت!
ليث بخبث:قلبي غضبان عليك دنيا وآخرة..
احمرت بالغضب والخجل..والخوف..ومشاعر متضادة وهي تقول: بس!...
قاطعها:لابس..ولا بسبست..ماعندنا بنات يهيتون من كيفهم!
وريف بغضب:ماهتت من كيفي..
ابتسم:مالك مكان الا هنا..
اعادت سؤالها باصرار: وان طلعت..
رفع عيناه بنظرة مخيفة، ذكرتها بتلك النظرة حينما نظر اليها تلك المرة..عندما سقط شعره الاصطناعي امام المنزل وقال بنبرة محذرة:احش رجولك حش!!!
ابتلعت ريقها وبخجل وهي ترتعد وتحاول كسبه:طيب عادي يعني..لو نمت بروحي هالكم يوم..عشان اتعود اتأقلم على الاقل..تعرف الوضع شوي عصب علي ..
حبس ابتسامته عاقدًا حاجبيه: هذي افكر فيها..
رمشت بارتعاب قليل، وهي تعض على شفتيها بتوتر، وغضب..بذات الوقت..هذا الليث تنطبق عليه مقولة " اذا رأيت انياب الليث بارزة..فلا تظن بأن الليث يبتسمُ ! " وقفت بانسحاب لكن يده امسكت بيدها : اجلسي..كملي اكلك..
وريف : شبعت..
لم يمنع نفسهُ من الابتسامة هذه المرة ليقف ناحيتها، وكفيهِ تحاوطان وجهها ليهمس: شفيك..خفتي لاني طالبت شيء من حقي؟
وريف بتوتر:ابد..بس مو بذي الطريقة!
عقد حاجبيه: هذي ظروفي وهذي طريقتي..من البداية قلتي انك موافقة على حياتك معي..وش اللي تغير يومي طلبت انك تجلسين معي..
وريف وهي تشعر بالقلق من كلامه: وانا ماغلطت..انا ماجازفت بروحي الا وعشاني واثقة بك وبأن حياتي بتكون معك..
ليث بنظرة لم تفهمها: اذاً وش اللي تغير يومي طلبتك؟
وريف بتشتت وهي تضغط على رأسها:خلاص ليث.. !
ليث يدير وجهها ناحيته وباصرار:لا مو خلاص..وش اللي تغير؟
وريف وهي عاجزة عن فهمه: طريقتك ماهي هينة على كل بنت..فجأة كذا تجيبها بوسط بيتك وتقول لها ترا بتباتين عندي.. وهذا مكانك ومدري وشو..
ليث وكأن هرمُون الغضب بدأ يشتعل لكنهُ حاول اخماده..ليس خوفًا من نفسه..لكن خوفًا على وريف من ان ترى الجانب المُظلم من روحه: ايه؟ وش فيها! كل بنت لما تتزوج هذا وضعها..ولا لأنك ماصارت لك حفلة ومالبستي فستان ابيض تسوين كذا..اذا كان هذا مقصدك !!
وريف بقهر تنفجر ودُموع بسيطة تتسلل الى روحها غير مصدقة وهي تخرج من المطبخ الى الصالة وهو خلفها تماما لتقول بغضب: يالله!! بهذي البساطة تفكر بذي الصورة؟ عشان فستان وكم حفلة انا بزعل اني اجيك؟؟ ليه كبرت الموضوع لهدرجة..انا ماقصد كذا..انا اقصد طريقتك..مباشرة بشكل غير طبيعي..يعني لو جلسنا وتفاهمنا على ذا الموضوع افضل..لان بالنهاية زواجنا ماكان طبيعي!
ليث بقهر يقترب منها حتى تلتصق بالجدار ويضرب قبضة يده بالجدار بغضب وبنبرة قوية ارعبتها لتنفلت كل جوانبه المظلمة امام عينيها: ماكان طبيـــــــعــــــــي!!!!!!!!
ارتجفت امامه والدُموع هي املها الوحيد في استفتاء ليث..الذي كان يقرأ لغات الحُب الخمس..ونسي بأن الغضب..لم يُذكر من ضمن هذه اللغات.. اول مشكلة..اول مشكلة بيني وبينك.. عيناك تحولتا الى ارعب عيُون في التاريخ عرفتها وبصوت مرتجف: ليه فكرت بهذي الطريقة..انا ماقصد كذا..انا اقصد انو نجلس مع بعض ونتفاهم..والله افضل لي ولك..مو اني اجيك ويلا تعالي نامي في بيتي ومدري ايش..
ليث بقهر: انا من البداية قلت لك..ومن اول يوم شفتك فيه..ان لو شفتي مني شيء ماهو عاجبك تعذريه..طيف انسان اختفى عشر سنين ممكن تكون طريقته اجلف من أي رجال ثاني بين اهله وناسه! ومن الآن اقولك..ان هذي طريقتي..واللي قصدته موضوع عادي..بين أي زوج وزوجته..تحملي نتيجة قرارك فيني!
بقت واقفة ملتصقة على الجدار بخوف ترتجف وعيونها تلمع بالدُموع، وهي تراقبه يدور حول نفسه بغضب ويأتي يمينا وشمالا بتوتر، وكانه بهذهِ الطريقة يحاول اخماد النار التي فيه..لم تعرف ماذا تفعل أو ماذا تقول، أي كلمة اخرى تنطقها سوف يُخرسها بغضبه وينفجر..عذرته..الغيابُ اكبر مبرر له ، الغياب يربي النفس على التملك..والخوف والخشية والضياع..الغياب يجعلنا اقسى واوسم في الحب..الغياب يعلمنا ثقافة مختلفة غير التي نعرفها عن الحب وانتمَـاء القبيلة.. لكن رعبها منهُ الان ولمعة الدُموع في عيونها التي تطل من طرف جفنها هي ماتنبأ عن ان كل شيء يحصل هو ليس بخير.. عضّت على شفتيها السُفلية بأسنانها العلوية، تحبُس الشهقة التي كانت تخرج، توجه ناحيتها، ثم انحنى ليسحب معطفه..رمقها بهدوء الغاضبين..ثم خرج!

وهل سأنامُ يا امّ الليثِ وابنكِ غائبٌ؟ عزائِـي لك يامن فديتهِ لله.. فأنا كبَشهُ العظيم.!

،

ميونَخ...
7:30مَ
في وسط السوق الشعبي بمُيونخَ ، بينما الحضَاراتُ تتبادل في بينها الذ الاطباق الشعبية ، من حضارات اغريقية، وحضارات الالمانيين ، والنازيين ، تستطيع حتى ان ترى بعض الاكلات العربية المُنتشرة في اواسط هذا السوق الشعبي ، بينما هُو يمر بهدوء ينتظر اتصال السفارة لاخباره عن مكانهم الحالي.. اوقفه شخص يتكلم بالعربية وهو يبيع ويقول " شاي مغربي..شاي اخضر..تعال مابغيش تندم!"
ابتسم بهدُوء وهو يتقدم ناحيته ويقف امامه:السلام عليكم ياحاج..
ابتسَم لهُ المغربي وهو يتقدم ناحيته ويترك منهُ النعناع الذي يزين بهِ زجاجات المُشترين ويصافحه: وعليكم السلام يبني..كيف حالك زوين؟
ابتسم له ياسر : الحمدلله بخير.. كيف وضعه الشاي المغربي..نجازف ولالا؟
الحاج بروح مرحة لم يستأذنه صب لهُ الشاي في الكأس واهداه حلوى مغربية ثم قال: خذ يبني ماتقوليش ماراح تشرب..كلو ع الحساب..
ابتسم لهُ ياسر وهو يحتسي الشاي ثم يقول: مية مية.. الله يعطيك العافية وينرد لك الجميل بيوم..

: هات ثنين شاي ياحاج..
ابتسم الحاج للشخص الواقف امامه وصافحهُ بهدوء وهو يحتضنهُ ليبين الاخوة التي تجمع العرب : اهلين ناصر مابغييت تجي..ولا كتقول انك ماتمرش علينا؟
ضحك ناصر مُبتسمًا:ههههههههه جايك عشان العيال ..
ياسر ينظُر بصمت، وبتوتر..ثم يتقدم لناصر وهو يُسلم:السلام عليكم..
ناصر يرمقهُ بقلق اكبَـر من قلقه:وعليكم السلام!!
ياسر بتمعن: وكأن التقينا قبل..؟؟
ناصر بنبرة حادَة ومُحتدَمة: لا غلطان..
ينصرف ناصر دُون ان يأخذ الشاي الذي طلبه،حتى الحاج نظر الى ياسر بحرج وبدهشَة من تصرف ناصر،رحل خلفهُ تماما حينما انضم لشابين..احدُهم شاب والاخرى فتاة... لحق بهم بين هذه الاسواق الشعبية، لاحظ ناصر الذي يحاول منعهم من الالتفات رغم محاولاته الجاهدة وهو يجرهما نحوه ، لازالت ملاحقتهُ لهم تثير الشك فيه..وحينما التفتوا بانت ملامح مهاب..وهو يسحب الصورة من جيبه ليتذكر انها ذات الصورة التي لديه وذات الملامح .. ركض ناحيته لكن ناصر كان سريع لدرجة انهُ طلب سيارة اجرى ليركبهم فيها ثم يدعها تمشي.. حتى تصدى لياسر الذي كان امامه وهو يلهث وينظر للسيارة التي تبتعد..ليتقرب ناصر بغضب مهُددًا : ان فكرت تقرب من عيال اختي اقسم بالله العظيم ان اذبحك..ومايعودني عنك شيء..
ياسر بغضب يمسك ناصر من ياقته ويسند على عمود اضاءة طويل وبغضب: وش له تاخذ عيال الناس وتمنعها من اهلها؟ ببلاغ واحد هالحين امحيك انت وافكارك الزفت..
ناصر بغضب يبعده عنه: لاتظن ان ماني قادر افلت من بلاغاتك..عندي صك حصانة من الحكومة الدولية..واقدر احمي عيال اختي ومن بلاوي ابوهم..
ياسر بغيظ:وش فيه ابوهم؟ وبعدين مالك حق تمنعهم منه ..ابدًا !!
ناصر بقهر: ومن راسلك!
ياسر: ابوهم.
ناصر ينظر له بحدة وهو يمسكه من كتفه:امش داخل الناس تجمعت وان تخانقنا هنا بلغوا عننا!
تنفس بهدوء وهو يتبعه ويمشي للمقهى،ثم يجلس امامه على طاولة وكأنما الامر عاد الى طبيعته ليضرب ناصر الطاولة وعيناهُ تلمعان شراراً كارها : بأي حق تلاحقني؟ وليه جاي تطالب بروس عيال اختي!
ياسر بقهر ساخر: ع اساس ان لك الحق انك تاخذهم من اهلهم وابوهم؟ ابدًا مالك حق
ناصر بغضب وهو يشيح بعيناه لزجاجة المقهى التي تطل على شوارع ميونخ التي يغازلها مطر خفيف يحتضن الزجاج ليسيل منه كالدُموع: ماراح تفهم السبب..لانك تسمع من طرف واحد..تسمع من طرف ابيهم!
ياسر بجدية:ان كان الموضوع به اكثر من جانب..تفضل وخل اشوف..بما اني وصلت لمكان عياله والله ان مايردني عنهم شيء..
ناصر بقهر وهو يعض على اسنانه: لوجه الله ان ترجع لمكانك ترا مو حــادني اخليك جثة هالحين!
ياسر بنبرة ساخرة مُستفزة: له الحق بو مهاب يومه طالب بعياله..وصدق يوم شك بك..
ناصر بنرفزة: يشك بي على ايش؟ هو اكيد اني انا اللي ماخذ عياله..
ياسر: وليه!
ناصر: الافضل انك تسأله!!
ياسر بقهر: ماهو افضل حل انك تقول لي واسمعك وتسمعني؟
ناصر وهو يجلس بعدما وقف واختار المغادرة لكن كلمة ياسر اجبرتهُ على الجلوس: بو مهاب كان يشتغل سفير.. ويوم تورط بامريكا.. وانسجن لاكثر من سبع سنين..صارت حادثت 11 سبتمبر بعام 2001وهو كان موجود بموقع الحادثة بمركز التجارة بمنهاتن بس على بعد مترين..واتهموا كل مسلم بانه ارهابي.. وبعض العوائل الامريكية اضطرت انها تقاضي بعض المسلمين بنفسها وبو مهاب واحد منهم..اختي ماتت في حادث معتمد وهي جاية معه بامريكا .. هو نجا بس اختي ماتت..وماظنتي تبي عياله يصيبهم نفس المصير
ياسر يصمتُ بعد تفكير طويل ثم يقول : يعني هذا هو السبب اللي مخلي بو مهاب مو راضي يطلع من السعودية لحد الحين؟
ناصر بقهر: يقدر يجي..بس ماهو ضامن نجاته..وحرام يروح ارواح هالعيال بتهوره..
ياسر يشبك اصابع يديه وبتوتر: بس مالك حق تمنع عياله منه..احنا بعد حادثة 11 سبتمبر جتنا بلاغات عن بعض السعوديين اللي معنا وعيالهم وتكفلنا بكل شيء وهذا هم عايشين بسلام..
ناصر باصرار: بس سلمان ماهو بمخه هالحين..يعني بس يجي..واحد يدري انه عنده هالعيال يروحهم.. وانا اظن عيالهم يحتاجون للعلاج..وبعدما يتعالجون راح اخلي لهم حرية الخيار..بس انا الحين اعتبرهم مثل القاصر..مايقدروا يدبروا امور انفسهم!!
ياسر باصرار:خلني التقي بالعيال..
احمر وجهُ ناصر غضبًا : تبطي على عظم!!
ياسر بغضب اكبر منه : الا يخسا عظمك ياولد آل مساعد.. هي كلمة ومابثنيها..الليلة لازم اشوف عيال سلمان واعرف وضعهم!
ناصر بسخرية: وهذا راح يفيدك بقضية سلمان..
ياسر:اكيد راح يفيدنا..يمكن الموضوع يكون من صالحك او من صالحه..بس ماظنتي هالشيء راح يبقى من صالحك طالما انت مانع عياله عنه!
ناصر: انا مو مانع سلمان من انه يجي لعياله! ..بس انه ياخذهم ويفر بهم ومايدري وش يضمن له نجاته هذا عاد في سابع احلامه!
ياسر: وين عايش انت هالحين!
ناصر: بمنطقة جبلية بميونخ..
ياسر يقف وهو يرتدي قفازيه عن هذا البرد القارس، ويلف الايشارب حول رقبته ويحمل هاتفه النقال ويصُرح له قائلاً : قم فز خل نروح لهم!
ناصر تأمل في لثوانٍ : ماظن راح تتحمل وضعهم لو بدقيقة!
ياسر: عشانهم مرضى زهايمر؟ لا واجهت اللي اعظم..
ناصر: وش بتستفيد من لقاهم..
ياسر: ابعرف ان كان اعاين مرضهم وش حاله.. حتى اشوف اذا اقدر اخليهم موكلين عن انفسهم في هالقضية ولا الاقي لهم موكل ثاني..





___
\ للمعلومية \
" لمن لا يعرف حادثة سبتمبر – يرجى مراجعة قوقل ويكتب حادثة 11 سبتمبر 2001 وستظهر معلومات كافية عن هذا الموضوع " .
___

ناصر يقف وهو يلتقط هاتفه ويشد على معطفه ثم يخرج بلا كلمة ، ياسر يلحقهُ ، ويركبان في سيارة اجرى الى المنطقة الغربية من مُيونخَ ، حيثُ يمر بشوارع العدم ..وسط اللاشيء وهو يغادر المدينة..ليدخل مدينة اخرى ، تتضح منها معالم الجبال الجليدية.. والبرودة تزداد بشكل غير طبيعي.. حتى اذا بتكثف ضبابي يخرجُ من افواههم نتيجة عن البرودة القارصة.. ارتعش قلبه ولا يعلم لماذا..هل يحتاجُ الانسان لان يعيش نائيًا عن العالم..فقط لانهُ مريض..ولا يتذكر العالم؟؟؟
تنفس بصعوبة حينما سبقهُ ناصر بالنُزول وشعر بالتردد، ولا يدري ان كانت خطاه الى ذلك التل الجبلي والكُوخ هي صحيحة ام لا ..نزل بسرعة وهو يلحق بناصر الذي صعد على الطريق المؤدي للكوخ، شعر بسيارة الاجرى تغادر من خلفه.. الشمس تغيب.. الدُنيا تغيب..النفس يغيب.. الحياةُ تغيب.. حينما تشعر بهذا الاختلاف المزري.. ازدرد ريقه وهو يرى الجلسة الخارجية للكوخ والتي فيها كراسي خشبية موضوعة باناقة مع طاولة مزينة بقماش دانتيلي هادئ. لكن الذي لاحظه..لم يكن مهاب..كانت اخته..وبلا حجاب..بهيئة مختلفة غير التي رآها في الطريق ..كانت ترتدي الحجاب..اما الآن شاردة..بلا غطاء يغطي روحها..ولا حتى شعرها.. أدار عيناه صيانة لها.. مريضة وربما تنسى احيانا حِجابها.. توجه لها ناصر وهو ينزع الايشارب من عليه ويضعهُ على رأسها ويرتبه، لم تكُن مستوعبة تماما..ملامحها من بعيد كانت تُشبه هذا الثلج.. الحجاب زينها في عيناه.. توجه ناصر لياسر معتذرا: السموحة يابو فهد..تعرف وضعها ويمكن تواجه هالشيء كثير..فلا تظنه من عمد..
ابتسم ياسر لطمأنته وجلس على الكرسي المقابل تماما للفتاة، لا اثر للفتى، كانت تحدق فيه بصمت.. هو كان يحدق في ساعته..فحسب..ساعته الفضية التي تحمل ماركة ارماني، هي بالاحرى ساعة والده، لكنهُ اهداه اياها فور تسلمه لمنصب مُحترم في القضاء بعد دراسته للقانون وتفوقه في امور كثير حاول مساعدة والده في قضايا المبتعثين.. تحديقهُ له غريب جدًا ، لم يكن مهتما لها في البداية ولكن الطريقة التي تحدق بها فيه كانت بالفعل غريبة..هي لا تحدق..هي تتفحص الملامح..وكانها تحاول تذكرها بطريقة ما، لكن دون جدوى من ذلك ، حتى سال صوتهَا الناعم على مسامعه وهي تقول ساخرة: كالعادة..ناصر يجيب اشخاص يعتقد اني ممكن اتذكرهم! ..انا التقيت فيك امس؟؟؟
رفع عيناه بشكل تدريجي لينظر لها وينزع قفازيه: لا..
مهره تحاول التذكر ربما هذا يجعلها ناجحة: اذا شفتك قبل اسبوع ؟؟
ياسر يغمض عينيه ثم يفتحهما وبنظرة مباشرة يقطع عليها محاولاتها : اول مرة تشوفيني..
كانت ستنطق..لكن الكلام علق على طرف اللسان، واصبح من القسوة دفعه الى قارعة طريق الخروج، تتفاحم الحروف على ذاتها وتتكور بطريقة عجيبة لتمنع نفسها من ان تقذفها في الهواء، لتعجز فجأة عن الكلام وهي تهز رأسها بعجز ، لكن ناصر يعود بالقهوة ويضعها على الطاولة ويقدمها لياسر ومهره وله، لم تحرك قهوتها..ارتشف رشفة ساخنه من قهوته، ناصر ايضا، ليتكلم ياسر: لـهدرجة موجودة الصعوبة!
ناصر هز راسه وعرف من يقصد: فيه صعوبة كثير..يعني مو بالسهولة راح تلاقيهم يتأقلموا مع الشيء..
تُحدق بصمت ، بعجز، بغير فهم عما يقولوه، وهي تشد قبضتها بغضب من تجاهل ناصر لها وهي تنظر له بعين واهية، تريد معرفة مايحدث، لكن دون جدَوى وحسب..
يرتبك ياسر: ممكن يكونوا لهدرجة ناسين امهم وابوهم؟
مهره بعجز ودموع تلمع في عينيها وابتسامة مرحة: تعرف ابوي؟؟ تعرف اميي؟؟؟
ياسر يشتت عيناه عنها يمينا ويسارا والى ناصر، حتى تستقر عيناه على وجهها المتوقف على اجابة ، فهم من ناصر حينما هز رأسه بـ لا ماذا يقصد، فهز رأسه قاطعًا عليها الامل بـ لا..
لتسقط دمعتها ككل يوم وهي تتلقى هذهِ الصفعة..تسقط بصعوبة وهي تتحدر على ملامح خدها وتضع عليه خطا مستقيما لامعا كنهرٍ يتدفقُ دون ان يتوقفْ ، يانارًا تجتاحُ كيانِي ، ياسيفًا يقطعُ اغصانِي، يا روحًا تحرقُنِي مثل وعثاءِ البُركانِ ، هل اخبرتني عن امي وابي..عن ماء يروِي الوجدانِ! ، ابتسمت بسخرية.. ابتسامة ساخر مُدمعة .. ثم ضحكة ممتلأة بالدموع بغير تصديق.. حتى انهارت وهي تصرخ ليحتضنها ناصر يمتصُ غضبها وهو ينظر لياسر وكأنه يقول " شفت!!! "
دعنِي أبكي عندَ صدركَ ارجُوك ، انا احتاجُ وطنًا يذكرني بمن انا! انا احتاجُ روحًا تنعشني من جديد،انا احتاج شخصًا يخبرني بأني صديقة وفيّة للحزن ، أخبرهُ ويخبرني..بأني منهُ وفيهِ ..انا غريبة عن هذهِ الدُنيا، انا شاذة عن هذهِ الارض،وكأن كوكب اورانوس يشبهني غريب عن المجرة..بعيد عن الشمسِ وعن القمر ، عن ذويه، عن امهِ وابيه.. وعن العالم. انا نكرة زرعتها في الارض ياناصر..نمت تحت رحمة الذاكرة، !

حتى فجأة سمع الجميع صوت اطلاق نار... ياسر استغرب برود ردة فعل ناصر لينهض خوفًا على التوأم الاخر الذي لم يرهَ الى الآن ، توجه ناحية الصوت، والتي تقبع خلف الكوخ، في منظر رائع جدًا ، حيث يقف شاب بشعر كثيف يصل الى بداية رقبته، وذقن مهمل بشكل عجيب..وكنزة صوفية وبندقية، وطائر قد سقط توًا !
كان صدرهُ يرتفع وينزل من شدة القلق عليه، التفتت يريد ان يرجع بعدما وضع الطير في قطعة كرتونية، ثم التفتت ليرجع الى الخلف ولكن استوقفه الرجل الواقف امامه بمعطف اسود وايشارب خلف رقبته، توجه ناحيته وهو يقول بحاجب مرفوع: من انت..اول مرة اشوفك!
ياسر يمد يده ليصافح مهاب: ياسر ال مالك..
ابتسم مهاب وهز رأسه ، ثم عادوا الى مكانهم ، وجلس وهو يضع الطائر في قفص ثم استغرب ياسر: هالحين انت صوبته بالسلاح..كيف تحطه بقفص؟؟
ناصر بابتسامة وهو يمدد يده على الاركية : مااطلق عليهم رصاص..الحكومة باتسمح بالصيد الجائر.. فقط يصوب عليه بابرة مخدرة من بعيد بشرط انه ماتفصل بينك وبينه اكثر من مسافة خمسة متر.. وياخذه للبيع.. هذي شغلة مهاب..وهذي هوايته!
ياسر بابتسامة لمهاب: وتكسب منها!
مهاب يهز رأسه: ايه الحمدلله..ويجيني مكسب عالي لانه الطيور هنا نادرة وتنباع باسعار غالية وممكن تاخذ الاف الدولارات..
ياسر بابتسامة:حلو..معناه دخلك من هالطيور اعلى من دخلنا!
مهاب يضحك وهو يفرغ الابر المخدة من سلاحه:ايه الحمدلله..بس ماني باعلى من ناصر..
ياسر ينظر لناصر:ليه ناصر وين يشتغل؟
مهاب كان سيقول، وهو ينظر لبندقيته التي ينظفها،لكن النسيان جعله يرفع عيناه لياسر وهو يهز راسه بلا تذكر لكن ناصر انقذه وهو يقول: شركة تمويل..
مهاب هز رأسه بعدما تذكر:صح..شركة تمويل..مقرها الاساسي بنيويرك..بس فتح لها فرع هنا
ابتسم ياسر لعفوية مهاب وهو يقول: واختك؟
مهاب ينظر لاخته البعيدة الواقفة على السياج تنظر للجبال بشرود كعادتها عجز عن الاجابة ثم ابتسم بحرج:ماهو مسموح لها بالشغل..
ياسر بعدم فهم ينظر لناصر: ان كان مهاب مسموح له ..فليه مهرة لا؟
ناصر يضغط على اعلى انفه ثم يقول: مهاب حدة مرضه اقل من مهره..لانه ممكن ينسى اشياء بسيطة..مسميات او اماكن..لكن مهرة بمجرد ان تنام تنسى اللي صار امس..فتضطر انها تسجله في كتاب او في جدار غرفتها..او في مسجل صوتي..حتى تقدر تتذكر بعض الاشياء..هذا نوع من اخطر انوع الزهايمر واكثرها حدة..بان العقل بمجرد ان تنام يحرق 80% من ذاكرتها..
ياسر: وكيف طريقة علاجها؟
ناصر: كذا دكتور يستخدموا التصوير المغناطيسي.. او احيانا يعتمدوا على وصفات من العقاقير واحيانا الاكل..مثل مهرة ينصحوها باكل الجوز لانه ينعش الذاكرة بنسبة لكل مرة تاكل منه..لكن العلاج المعتمد والمهم هو على الاشخاص اللي حولها..
ياسر باستنكار ونبرة خافتة: كيف تمنعها من حقيقة وجود ابوها وتبيها ماتنسى!
ناصر: اهون عليها تكون كذا ولا تكتشف ان ابوها كان سبب في موت امها..
ياسر بقهر: سلمان ماله علاقة بذا الموضوع!
ناصر بسخرية: عجيب وكيف تدافع عن شخص كان له سبب في موت ابيك!
ياسر بغضب: لان هذي قضيتي.. كيف تظن ان له دخل اذا هو ايضا تعذب بسجون امريكا؟؟
ناصر:اهماله بأنه يحجز لزوجته تذكرة لامريكا ويخليها تجي وهو يعرف بالمخاطر هذا يخليه يكون اكبر سبب في مقتل اختي..
مهاب بسخرية من ناصر: على فكرة امي توأم لناصر..فالظاهر فوبيا اللعنة والعدوى والفال السوء يخاف ينتقل لي انا ومهره..!!
ناصر رمق مهاب بغضب: واتفاقنا تكون معي ماهو علي!
مهاب: اني واقف معك ضد افكار مهره هذا شيء مايعني اني موافق على اللي يصير.. صح ان ابوي غلط مع امي بالشيء هذا وممكن اني ماسامحه..بس ماعتقد انه لك الحرية ان تمنعنا منه..
ناصر : انا مو مانعه يجيكم..بس ماهو بالهوقت..لازم ينهي الشكوك اللي عليه عشان نرتاح وترتاحوا
ياسر ينظر لناصر: امشي على وضعك مع مهره ومهاب..لين مالاقي حل لابوهم ونحل مشكلته ..وان شاء الله بمجرد انها تنحل راح اخليه يجي..
مهاب يترك السلاح الذي كان متشاغلا فيه: يعني راح تسمح له بانه يجي؟
ياسر هز رأسه بابتسامة:ان الله اراد!
ناصر ينظر لياسر: وين انت فيه يابو فهد..
ياسر: بفندق..بشارع المارينا!
مهاب: وليه ماتبقى هنا..*نظر لناصر وبحجة مقنعة* بما انك تشتغل على قضيتنا مثل ماتقول.. كون معنا
ياسر كان سيرفض: لا والله ان مـ...
ناصر: عليك الله اما تحلف..فيه عندنا غرفة ضيوف..وتقدر ترتاح فيها!
ابتسم ياسر للفكرة، ثم ادار عينيه لمهرة السارحَـة ، العجيب انهم كادُوا ان يتضاربوا قبل قليل..فمن يصدق ان ناصر من يطلب من ياسر البقاء؟!

،
فِـي المطبخ تجلس بهدُوء تتناول الافطار امام جمانه وهي تنظرُ لها بملل الصباح الهادئ الخالي من أي روح مرحة، أتعلمِين يا جُمان ، بأنّي أغُنِي لأمِّ مضى معها كلُ أبنائها وبقَيتُ أنا ، ونَسيت أن تنسجَ لي كنزة صُوف تحميني من بردِ الجّو ، اغنّي لأمِ تقصُ علينا الاحَاديث، حتّى غدَت مثل جدُتها في الحَكاية..ليلَى والذِئب، حتّى انقضّ ذئبُ الزمَان على عُمرها ، نسَى انها روحٌ لا جَسدْ ،أغنّي لها حيثُ شبتّ الطُوق على اعناقنَا وكبرنا عليها، ونسيتَ أن تُفتح العُقدَة قبل ان تمُوت ، انها تسرقنا من مشنَقة العالم، انها تقتلنا، الصباح الذي أحُبِّه يقتلني..
الليلُ يقتلنِي..
والنهار، وكلُ شيءِ ، لم يعُد شيء يشُبهِ الامسْ ، ولم يعدَ حتّى الامس يُشبهنِي.. انا هُنا!
أشبهُ المكان والزمَان ، واللحَظة ، وفقطْ .. !
تنفست بهدُوء وهي تراه يطل عليها بقميص رسمي يبرز منهُ عضلات صدره، كرافيتا لعينة تُضيف الوسامة عليه وهو يحاول ان يفكها، يحمل الجاكيت الرسمي بسبباته اليسرى خلف ظهره، ثم يتقدم بهدُوء ويجلس على الطاولة وهو يتجاهلها تمامًا.. شعرهُ الكثيف..ذقنهُ المهمل والمتبعثر.. شفتيهِ الصارمتان وكأنهما تسرقاني من كلّ لذة.. ولم يعد يبقى لي شيء ياسُلطان لم تسرقه..
بارتجاف تشرب قهوتها بهدُوء، لن تنسحب، لقد اختارت البقاء قوية صامدة، مثل ماهو اختار هذا الطريق هي ايضًا ستختارهُ ، ليقاطع الصمت صوت جُمانة : غريب لابس بدلة رسمية؟
سلطان بهدُوء وهو يحرك الملعقة وسط كوب قهوته وهو ينظر بشرود الى يد رؤى البيضاء التي يستوطنها خاتم فضي بطراز جميل وهادئ: عندنا وفد امريكي بالشركة.. ومسوين امسية لهم..
جمانة بهَبل: وعساك شفت الاشقر الاملح ذاك اللي يهبل؟
سلطان يحبس ضحكته:لا شفت زنجي طالب يدك وعاد اني حلفت عليه الا ان ياخذك..
صوت ضحكة خفيف خرج من رؤى على ملامح جمانة التي كانت تشرب الماء ثم خرج من فمها بغير تصديق وسلطان يعقد حاجبه بتقرف: وجع ان شاء الله .. رشاش ماي ؟؟
جمانة وهي تكح لانها كادت ان تشرق: والله ان ماتسويها ياسلطان الا وأنـا متبرية منك!
سلطان بضحكة: ههههههههههههههههه هذا جزاي عشاني بزوجك ولد ناس واجودي..ومكرش بالفلوس!
جمانة بقشعريرة: بعد؟؟ ومركش!! كملت!! *تلتفتت لرؤى وهي تقول * شفتي بعلك وش يقول؟
رؤى باستلعان لجمانة: عادي..اهم شيء الاخلاق وحب الوطن..
يضحك سلطان على تعبير جمانة المصدُوم وعلى جملة اروى:ههههههههه شبلاه وجهك وانا اخيك؟
جمانة بنرفزة: حامض على بوزك انت ومرتك القزوم..ابوي وراي وانا مـاني مقطوعة !
سلطان يُقبل رأسها : أفأ بس انا اترك كل هالاجاويد من عيال العالم وازوجك ذا الدثوي الكافر؟
جمانة بابتسامة: ايه..عارفه انك صادق وانا اختك عساني ازفك بس..
سلطان وهو ينظر لرؤى ثم يعود لينظر لجُمانة:ماهي بعيدة!
رؤى تنظر لهُ بدهشة ثم تسمع صوت جُمانة يقاطع اندهاشها بل يزيدُه: من جدك؟؟؟
سلطان يبتسم: ايه..كلمت ابوي وبنحجز الصالة وكل شيء..
رؤى بقهر: وبراي مين؟
سلطان يبتسم باستلعان لها:براي انا..!
رؤى بغضب:لاماهو برايك! فيه انا والمفروض تشاورني بهذا الشيء!
سلطان بسخرية احرجتها: لـ هالدرجة موضوع الزواج يهمك؟؟
رؤى بقهر: لا ..وآخر همي بعد..بس انت ماخذت موافقتي..واساسا انا ماني موافقة بالزواج الزفت..قلت لك هالزواج مامنه نهاية ..الا الطلاق!!
سلطان بغضب يتوجه ناحيتها جُمانة تنسحب بعدَما شعرت بالاوضاع تزدادُ سوءًا..يقف امامها مباشرة،لتقف هي كعادتها تحاول الانسحاب،لكن هذه المرة يده كانت قوية جدًا لتمسك بها وهو يثبت وجهها امام عينيه باصابعه القاسية، وشرار عينيه يلفح في عينيها ليقول بغضب: كلمة..مالها ثنين..الكلام اللي اقوله ينسمع..وان كنتي تفكري بالطلاق..فهذا من سابع احلامك..
رؤى بغضب وعيناه تدمعان من شدة الالم لضغطه على ذقنها:اتركني..
لم يتركها، لا يعرف لماذا وسط غضبه عيناهُ تحولان على شفتيها البارزتان، انتهَت بهِ مسافات الدُنيا ليرتفع صدره وينخفض امام هاتين الشفتين؟ ، ضربته على ذقنه صارخة: أتركـــــــــــــني...
لم يتزلزل وبسبب صراخه شد على ذقنه: فكري تصرخي مرة ثانية اكسر راسك! صوتك مهما حدث لا يعلى على رجال! ارخيت لك الخيط ليما خليتك طول هالفترة تغلطين علي وانا ساكت.. احترمتك وشفقنا عليك وحطيناك بوسط بيتنا وتزوجتك استر عليك وايسر حالك! وشوفي بايش تقابلين المعروف يالجاحدة!!
هُنا لم تستطع الا ان تشهق باكيةً من وقعِ كلماتهِ المُضمحلة بالقسوة، حتى لو كان معروفُكَ يساوي هذهِ الدُنيا، لا تقل بأنّك كُنت تشفقُ علي،هذا مؤلم جدًا على يتيمَة مثلي، هذا مُؤلم جدًا على وحيدَة مثلي..انا لن احارب العالم، لأجل انسان لا يحارب كبرياءهُ لاجلي.. انا لا ابقى مع جِدار يعتقدُ بأنه أقوى من برلين! انا لا ابقى مع قلبِ قاسِ يعتقدُ بأنه ألين من هذا الكون..انا أروى..ولا ابقى مع سُلطان..
عضت على شفتيها بعجز.. سلطان قسى ..وأحس بأن كلماتهُ قوية،لم يعتد ابدًا ان يكُون بهذا القسوة..خرجت بعدما مد يدهُ وهو يحاول ان يرضيها، غادرت.. وكأن الروُح هي من تغادر الجسد.!

،



عادَ الى الفُندق، في منتصف الليل، بعدما كاد ان يقتلُ نفسه من الفِ وهمٍ، لماذا ضاقت بهِ الدُنيا من كلماتها؟لماذا لم يمنحها الخيار..لماذا لم يعطيها الحرية..ويقول لها بان هناك جنة ونار..وانهُ النار..فان قبلت ..فلن تكُونَ بأمان، وان رفضت..فلن تدخلُ الجنة ايضًـا.. لماذا لم يخبرها بأن ملائكة الحبُ تظللهم حينما تعرف بأن لمن يحتضنُ الغائبين ذروة مُشرفة، لماذا لم يخبرها بالحُروب العالمية التي في صدره، بالحروب التي شقت فيهِ كل الأُطر المسموحة للتنفس.. فخنقتُه طويلاً ولم يعد يشعر بان التنفسُ من حقه..
انا قاسٍ في تصرفي، لكنك لم تكُوني رحيمة..
انا غائب..وانت للحب عقيمة..
انا منفي.. وانت ارتكبتي الجريمة! ..اذا انا لا اسامح!
بلى..انا اسامح، لان عيناكِ هوية، لان حبُكِ أعظمُ من شرّ البلية .. أحبك لأنكِ علمتني تاريخ العيون،وعلمتني كيف للعين ان تضحك ، بصوتٍ عال ..بصوت مرتفع يجعل الجميع يلتفت ، يظنون بأنك مجنونا،لكنك بالحقيقة تضحك،وروحك ايضًا تضحك، لقد علمتني، اشياء اخرى..اشياء احبها،ولاني احبك طلبتكِ معي، لكنكِ لم تسمحي لي بهذا.. وقلتِي اشياء ..ربما تجرح!

وقف امام الشقة،صدره يرتفع وينخفض، يخشى عيناها كثيرًا،يخشى ان تكُون باكية، حزينة، مُهمَلة من قبله، باب شقته الذي كان يدخل منه..ويخرج منه..اصبح مرعبًا الآن.. لان يمنع العيون روعتها..ويمنح القلوب خوفا وارتجالها للخطر ، ادار المفتاح ودخل، واول ماوقعت عيناه ، عليها، نائمة كحمامة بيضاء، بكنزتها الصوفية البيضاء وبنطالها الجنزي، جوارب بيضاء في قدميها، شعر بندقي مموج بفتنة، شفاه علوية بارزة لاترحم! ، علق معطفه، وتوجه نحوها جالسٌ بجوار رأسها ، يمسح على شعرها الذي يخشى ان يجرح خدها، عيناها مغلقتان، لقد احست به..احست بانه يخاف من المواجهة..رحمته.. ان يتأملها نائمة بهذا القرب، يجعل كل خلية فيه تصرخ.. كل ذرة فيه ترتعشْ! ، لو كنت طائرًا محبوس، لخرجتُ من ذاك القفص..وبنيتُ لكِ عشًا.. !
لازالت يده تعبث في شعرها المموج اللامع، حتى ارتجف جفنها، ادار وجهه بسرعة عنها وابتعد قليلاً ، لكنها استيقظت لتراه بجوارها، اعتدلت من نومها، وبسُرعة كانت الدموع قد هرعت لعينيها،جميلة لغة الدُموع في عينيك، فاتنة هي حينما تلمع بهذهِ القوة الانثوية ..ورجُولتي تضمحلُ امامها،
ذبحتُه همست صوتها وهي تناديه بحُزن: ليــث..
لم يستطع ان ينظر لها، ولا يعلم لماذا، لمحتهُ يقف وكنزتهُ البيضاء تفضح عضلات صدره، ثم يجلس على الاريكة يشبك كفيه، هو في آخر الاريكة ، وهي في اولها، تنظر لهُ بعجز ، قوست شفتيها لتصر بنبرة اكثر حزنًا : ليــث.. انا ماقصدت كلامي اللي قلته ..ان كان جرحك..هو ..والله ماهو قصدي..بس انا انفعلت يمكن..يعنـ...
سحبها بصمتِه الى صدره، وهو يهمس لها:هشش..خلاص سامحتك..
هدُوء، للحظات، ثم احس بالدُموع تبلل صدره، كانت حُلوته تبكي بصمت ، رفع ذقنها برأسه وسمح لعيناها تصفعان عيناه: آسف ..ان كان ليث ولد عبد الرحمن بكّى عيونك..
ابتسمت من بين دموعها وهي تقبل جبينه، مسح دُموعها.. وابتسم لها، ينظر لها بصمت لدقائق معدودة، غازلت عيناه شفتيها، لكن ارتجافها وحزنها رحمها..والا كان سيقبلها ، لكنهُ بالنهاية اختار ان يكون رحيمًا.. وضعت رأسها عند فخذه ، واستلقت بوضعية متكورة على الاريكة.. صوت التلفاز المُنخفض ، ورائحة الورق المنبعثة من الكتاب الذي يقرأه لجاري تشامبان، والدفء الذي شعرت به حينما سحب لحاف صوفي من الاريكة المجاورة ووضعه عليها، وصوت انفاسه، والبردُ والمطر.. في هذهِ الليلة الشتوية.. اغمضت عيناها لتنام بسلام مرة اخرى..
احس بانتظام انفاسها، ابتسم ، تحب النوم والدلال كثيرًا تلك الفتاة! ، وما اجمل ان احضى بهَا وسط هذهِ الغُربة.. والمنفى البعيد.. حملها بين ذراعيه، وعلى سريره جعلها تنام، استلقى بجوارها متأملاً اياها..وليت عيناه يصيبها النوم كما اصابها!





فـــي البارت القادم :
#
: تتوقعي سلطان يحبك؟!
تتهربُ من الاجابة.. وهُنا كان سلطان امامها واقفًا ينظر لها..وسط هذا السؤال الذي طرحتهُ اخته، فهل جاء لجيب عن نفسهِ ام لا؟

#

: اطلع برا ماابغاك تنام معي.. والله اني بذبحك لو اشوفك توطي.. اكرهـــك..
يضحك عليها وهي ترمي عليه وسادتهُ ولحافهِ ثم يخرجُ مستسلمًا لرغبتها بعدَما اغضبها لينام على الاريكة في صالة شقته

#

: ميـــن انت؟
صُدم لانها لا تذكر، لقد كان معها ويحادثها، لقد سألته هذا السؤال بالامس..لماذا نست ، لقد عرف في هذه اللحظة بانه مضطر للاجابة عن هذا السؤال كل مرة يصادفها في حياته!

#







 
 

 

عرض البوم صور غَيدْ   رد مع اقتباس
قديم 29-06-15, 04:36 AM   المشاركة رقم: 32
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jul 2006
العضوية: 7754
المشاركات: 148
الجنس أنثى
معدل التقييم: وردة شقى عضو على طريق الابداعوردة شقى عضو على طريق الابداعوردة شقى عضو على طريق الابداعوردة شقى عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 322

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
وردة شقى غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : غَيدْ المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: ولَئن سُئلت عن هويتي سأشير الى عيناك \ بقلمِي .

 







السلام عليكم و رحمة الله و بركاته


البـارت الثامن والعشرون (28 ) !


تنسلخ الايام من ذاكرتي
كعقد تنفرط حباته و تضيع
لا اذكر شيئا
فما اعيشه اليوم
انساه غدا ..
لا شيء في ذاكرتي
لا شيء
أبدا ..



رحمة ربي
بي أن أصابني مرض
رد عقلي و أحيى ضميري
و عائد أنت يا ليث لحضن انتمائك
باذن الله تعالي ..



شرخ الغياب
ملامح حياتي
و رسم ضياع حروفي
و تملك غضبي
عذرا حبيبتي
ان رأيتني يوما خلاف ليثك
فالغياب يخيفني كل لحظه
أن تتسربي من بين يدي
رغما عني ..




ياسر و مهره
قصه من بين طيات الحياة ..

آدم و هاجر
رحله مخلوطه بغربه و تناقض
بين قلبين ..



:)
دام حرفج الانيق
عائده باذن الله لما بعده ..


 
 

 

عرض البوم صور وردة شقى   رد مع اقتباس
قديم 11-08-15, 03:02 PM   المشاركة رقم: 33
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jul 2014
العضوية: 271387
المشاركات: 11,135
الجنس أنثى
معدل التقييم: bluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 13814

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
bluemay غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : غَيدْ المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: ولَئن سُئلت عن هويتي سأشير الى عيناك \ بقلمِي .

 
دعوه لزيارة موضوعي

تغلق إلى حين عودة الكاتبة

 
 

 

عرض البوم صور bluemay   رد مع اقتباس
قديم 29-08-16, 08:13 PM   المشاركة رقم: 34
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
القلب الجريء



البيانات
التسجيل: Oct 2011
العضوية: 230810
المشاركات: 1,937
الجنس أنثى
معدل التقييم: ~FANANAH~ عضو جوهرة التقييم~FANANAH~ عضو جوهرة التقييم~FANANAH~ عضو جوهرة التقييم~FANANAH~ عضو جوهرة التقييم~FANANAH~ عضو جوهرة التقييم~FANANAH~ عضو جوهرة التقييم~FANANAH~ عضو جوهرة التقييم~FANANAH~ عضو جوهرة التقييم~FANANAH~ عضو جوهرة التقييم~FANANAH~ عضو جوهرة التقييم~FANANAH~ عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2391

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
~FANANAH~ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : غَيدْ المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: ولَئن سُئلت عن هويتي سأشير الى عيناك \ بقلمِي .

 
دعوه لزيارة موضوعي

يُفتح الموضوع ، بطلب من الكاتبة ().
عودة محمودة ..

 
 

 

عرض البوم صور ~FANANAH~   رد مع اقتباس
قديم 27-09-16, 03:34 AM   المشاركة رقم: 35
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري


البيانات
التسجيل: Aug 2014
العضوية: 273510
المشاركات: 1,332
الجنس أنثى
معدل التقييم: طُعُوْن عضو جوهرة التقييمطُعُوْن عضو جوهرة التقييمطُعُوْن عضو جوهرة التقييمطُعُوْن عضو جوهرة التقييمطُعُوْن عضو جوهرة التقييمطُعُوْن عضو جوهرة التقييمطُعُوْن عضو جوهرة التقييمطُعُوْن عضو جوهرة التقييمطُعُوْن عضو جوهرة التقييمطُعُوْن عضو جوهرة التقييمطُعُوْن عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2492

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
طُعُوْن غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : غَيدْ المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: ولَئن سُئلت عن هويتي سأشير الى عيناك \ بقلمِي .

 
دعوه لزيارة موضوعي





السلام عليكم والرحمة..كيف حالكم حبايبي؟
صباحكم مملوء بالخير والسعادة..وهذا البارت وصل..
تعرفون شكثر مبسوطة؟ برجوع متابعتي الجميلة واللي استانس بردودها وفخر لي من البداية انها كانت اول متابعة واول رد لي.. متابعتي ودي اطير..
وهذا البارت ايضا اهداء مني لها ولروحها الحُلوة ..

ملاحظة - الاثنين القادم راح ينزل بارتين مع بعض وهم البارت 30 و 31 ..
فكونوا بالانتظار..وانا فقط انتظر حماسكم على الرواية :$

البارت ماهو طويل حيل ..لكنه مشبع بالاحداث..اتمنى تعجبكم..قراءة ممتعة للجميع :$






البــار التاسع والعشُرون (29) :



**

العيون الحور لو أصبحن ظلاً في شرابي

جفت الأقداح في أيدي صحابي

دون أن يحظين حتى بالحباب

هيئي يا كأس من حافاتك السكرى مكانا

تتلاقى فيه يوما شفتانا

في خفوق و التهاب

و ابتعاد شاع في آفاقه ظل اقتراب

**

كم تمنى قلبي المكلوم لو لم تستجيبي

من بعيد للهوى أو من قريب

آه لو لم تعرفي قبل التلاقي من حبيب

أي ثغر مسّ هاتيك الشّفاها

ساكبا شكواه آها ثم آها ؟

غير أني جاهل معنى سؤالي عن هواها ؟

أهو شيء من هواها يا هواها ؟

**

أحسد الضوء الطروبا

موشكاً مما يلاقي ان يذوبا

في رباط أوسع الشّعر التثاما

السماء البكر من ألوانه آنا و آنا

لا ينيل الطرف إلا أرجوانا

ليت قلبي لمحة من ذلك الضوء السجين

أهو حبّ كل هذا ؟! خبريني

# لِـ المتألق : بدر شاكر السياب :$ ,






ابتَسمت وهي تُغلق الهاتف بغير تصديقْ،الفرحَة تختلجها كأنما احدٌ اهداها كوكبٌ مِن الفَرحْ ، الدُنيا تزينت لها بجميع الألوان المُفرحَة ، الحيَاة تزينت على ذكرى سعادة ابنها الوحيد ، الذي لطالمَـا حلمت بأن تراهُ سعيدًا بحدُود هُو كان يرغبهُا ، والله يا ابني هذهِ الجنّةُ التي تحت اقدامي لو كانت تُهدى لهديتُها لك..لاختصرتُ عليكَ طريقًا كُنتَ اعرفهُ ، لبنيتُ لكَ في راحَة يدِي واحَةٌ تعشقها..مُمتلأة بأشجارِ الصنُوبر ..في تلك الواحة ترى الحمامُ يستحم عند ينابيعِ الحياة ..التي اطلقتهَا في روحكِ ..وانعشتها انتّ فيّ بابتسامتكِ ..هذا الخبر جعلني ابتسم لاني سأتخيل تفاصيل ابتسامتكِ..سأتخيل سعادتِـك ..انا الشمسُ يا ابنِي تغارُ من فرحتِي..
تغارُ من بسمتِي..سعادتي..وحتى صرختِي.. لذلك سأهديك القمر، الذي كُنت تحلم بهِ..

تنفست بهدوء حينما جلست غادة بتعب لتبتسم لها والدتها: شفيك؟
غادة بتعب:مدري يمه بطني صاير يمغصني بشكل مو طبيعي..
تمدُ يدها للوسادَة التي على الاريكة وتضعها على بطنِها لتضغط عليهِ بقوة كبيرة ! كانها تحاول التخلص من المغص ، الا ان والدتها منعتها قائلة : مجنُونة..ماتخافين على روحَك؟
غادة تعض على شفتيها من الالم:مدري والله يمه ودي بس اطلع هالالم..
امهَا تُجيب وتحُذرها:اللي تنمغص ماتخافس في بطنها بذا المخدة..تركد في سريرها وتشرب وتاكل زين..هذا كله من اكلك العدل !!
غادة باستنكار: انتم يالامهات كل عذاريبكم في هالاكل..كان محد اكل شيبس وشرب بيبسي غيرنا..
امها تبتسم على "حلطمة" ابنتها المُدللة: لا ماقلنا بس انتم اللي تاكلونه..بس اصدقيني القول..اكلكم انتم لـ هالخرابيط طبيعي ولالا؟
غادة : لاوالله اقص لساني لو قلت انه طبيعي..
امها بجدية:اكيد مو طبيعي وانا امك.. ماعاد فيكم عقل وانتم تجلسون وتزاعطون في هالبيبسي..وتنامون ونفس الشيء..وماتتحملون كم قرصة تجيكم ولا كم مغص..!!
غادة تقوس شفتيها بتمثيلية بارعَة:يعني هالحين بدل ماتقولين اسم الله عليك تقولين تتحملين ومدري ويش..هين يا الجوهرة هين..لاشتكيك عند اخيي..
ابتسمت امها بضحكة مرحة:ههههههههه عنبوتس من بنت على ذا اللسان..الا على طاريك اخيك..ترا شوق بنت عبدالرحمن وافقت..
غادة بفرح وهي غير مصدقة:والله؟؟؟ واخيـــــــرا .. قسم بالله يستاهل مسفر..
ام مسفر بفرح:أي حبيبي بعد قلبي..كان يبي يناسب بيت عبد الرحمن بأي شكل..وخصوصي شوق..
ابتسمت غادة : ولدها يجنن ودي اقفطه بس واتزوجه..
ام مسفر ترميها بالوسادَة على وجها:استحي على وجهك..صدق مابك حيا! ولد مداك جبتيه تقولين تبين تتزوجيه..
غادة بضحكة:هههههههههههههههه ايه والله يايمه شخصيته تهبل..دايم يجنن جدته ام عبد الرحمن..الله يصلحه بس لازم ينط لها عرق عصب منه!
ام مسفر:هههههههههه ياحلو سواليفه..الله يصلحه من ذا الابو ويعتقه منه..والله مامنه منفعة كثر ماجاب الضيم والمضرة على ولده وزوجته
غادة بقهر: قهرني بتصرفه يومه كسرها وطلقها وخطب وملك في نفس اليوم..يعني ضربتين بالراس توجع وهو ولا همه شيء!
: عمره كله لا يهمه ولا يتدخل .. ماظنتي بنت بو ليث بتحتاجه بعد اليوم!
ابتسمت ام مسفر وهي تحتضنُ ابنها الوحيد:يابعدي يايمه .. شحالك وانا امك عساك طيب؟
ابتسم لها مسفر وهو ينزع شماغه منهُ ويضعه على الاريكة:الحمدلله بخير..انتي كيفك ؟
اتسعت ابتسامتها: انا انتظر افرح لك يممه..دريت انها وافقت واخيرا؟
صفة اسنانه العلوية مُتضحة من ابتسامته الواسعة : ايه قال لي عمها علي على طول..الله يصلحها طولت برايها ووترتني..
غادة بضحكة:ههههههههههههه عاد انت ياخوي لا عقدت عليها وترها عدل وقل لها هذا جزاك ..
مسفر ولازالت ابتسامة حُلوةَ تتراقص على شفتيِه : خلي نصايحك الزوجية لك ولزوجك ياخرابة البيوت.. يعني متى بتتنزلين يامادموزيل غادة وتردين على فيصل ؟ ولا الشغلة لعبة هي ؟
غادة احمرت خجل ثم قالت: انا ماسويت شيء..انا احتاج مهلة للتفكير!
مسفر بجدية يشبك يديه في بعضها وينظر لها: يعني إلى متى؟ مرت ثلاثة شهور وانتي مارديتي؟ مستنظرة تروحي ماي وجيهنا عند الجماعة..
غادة بحرج: لا محفوظ ..بس ولو القرار ماهو سهل لـ هالدرجة!
مسفر: ولا هو صعب.. فيصل رجال وينشد به الظهر..واذا على الاخلاق فما فيه مثله ..واذا على الوظيفة ولا احسن من وظيفته..واذا على الوجه تراه مزيون واحلى مني بعد!
اتسعت ابتسامتهُ الوسيمه على ملامحها المُحمرة..جميلة هي الفتاة حينما تحمر خجلاً ، التفاصيل المُنطلية عليها تزودهَا بكاريزمـآ لذيذة يحترمها كل رجلْ ، ويستشعر بلذتها ، ثم قالت غادة بصوت مبحوح بالخجل : ماهو عن كذا يا مسفر.. ترا السالفة ومافيها اني احتاج وقت..ماهي سهلة المسألة البنت عايشة طول عمرها ببيت اهلها وبيومين ترد عشان تروح بيت رجال ثاني؟ يعني شوي يبي لها..
امها بجدية : لا يبي لها ولا شيء..انتم بنات هاليومين تحبون تذلون الرجال على ماتطلعون كلمة ايه من كبدكم..لازم تدبلون روحه هم على مايستانس.. مو حنا قبل يلبسونا الفستان ولا نشوف روحنا الا ببيت ذا الرجال..
غادة بتوتر: انتم من كثر حنكم بتخلوني ماوافق..عطوني هالمهلة بخير.. من غير حن ولا نق والله انتم مصعبين المسألة !ولا ياباش مسفر ليه ماتحلطمت على زوجتك يومها طولت واخذت مهله اكثر مني بعد!
مسفر يُغيظها وهو يبتسم: هذي غيـر!!
امه تضحك :هههههههههههه اسمع ذا الولد اللي تعوفر من بنت الناس!
مسفر يضحك ايضًا :هههههههههههه وش نسوي يايمه؟ محد قـالك امدحيها عندي وخلي علومي تخرفن!
امه بابتسامة:والله ماكنت وقتها ادري انه خالد بن فهد بيخطبها..ويوم خطب خلاص بعد مالنا شور وحرام خطبة المسلم على المسلم!
مسفر بقهر : والله ياني حقدت عليه من بعد ماطلقها..ياما شفته يغلط على بو رياض وكنت بكوفنه بس هو يقولي اتركه عنك ومامنه منفعة !
ابتسمت له:عاد انت ياولدي عوضها ترا مـاهلي حلوة فجيعة البنت بزوجها مرتين..
مسفر : باذن الله كل شيء يسير.. *التفت الى غادة* واياني واياك تحرقين اعصاب فيصل..!!
انصرف للاعلى وغادر الى غرفته بعد ما لمح ملامح اختهُ تحمرُ خجلاً ، وتصُبح ككل فتاة اكثر فتنة وبهاء بخجلها، تُرى هل ستحمرين خجلاً برؤيتي؟ وماذا يحمرُ منكِ ايضا؟ هل تحمر اذناك عندما تغضبين؟ اريد ان اعرف كل شيء..كل شيء..مشاعرك ، غضبك ، ابتسامتك ، حزنك ، غيظك ، وكل التضاد التي جمعتهُ امرأة فيكِ .. اليوم انتصرتُ عليكِ بالقرار..ستكُونينَ لِـي..هذا اقربُ من القريب نفسه..!

،


استحمت بالبانيو المليء بالرغوَة والزيوت الطبيعية ، كانت ناعمة تنزلق تحت الماء.. جمالها البسيط مُهيمن على ملامحها الغجرية .. وهي تنزوي تحت تلك البقعة تفكر بصديقتها التي كانت بمثابة الاخت لها.. ثلاث سنوات من افتقادها ولا شيء يُذكر ،
الحنين ياصديقتي يجعلنا اغبياء احيانا .. لاننا لا ندكر بأن تلك المشاعر هي مشاعرنا ..بأن تلك الايام اصحبت قديمة وقد اغلقت على نفسها وغطاها الغبار، لكن تلك الايام هي ماتُعيد انعاشي ، أريدُ ان اعود الى تلك الايام التي كنا نرقص ونضحك ونتشاجر ونغضب..ثم نثور ومن ثورتنا نضحك..علميني ان انسى تلك الايام كي انسى كما نسيتي.. هل جحدتِي عزيزتي بتلك الايام؟ كنتِ تنسين العالم بأسره..لكنك لا تنسين انني صديقتك المُقربة.. لماذا سمحتي بنسياني؟ وهجرتي ذاكرتك ولم تعودي.. لقد اهملتي صندوق الوارد في بريدك..منذُ عام 2009 الى الآن.. لماذا فعلتِ هذا بي؟ هل تستحق صداقتنا ان تكُون في حضيضِ النسيان .. لقد لمحت سلاسل الورد بين افاقة واغفاءَة ..لقد تحدثت عني ليلة القصف والقطف..لقد قطفتني من دار ذكرياتنا لنعيش في التيه.. ان كنتِ لا تنوين الرجُوع غادري ذاكرتي.. انا احسدُكِ على هذا الزهايمر.. الذي ينقذُكِ من تفاصيل الذاكرة ورحمتها.. مهره..لا تُسقي هديلك الغياب..فان اسقيتها اعطيها وردًا من النسيان يمحُوكِ ..

وقفت فجأة من البانيو وهي تلم روب الاستحمام عليها بكسل فظيع.. ارتدت بيجامة خفيفة وسرحت شعرها ثم استلقت على جانبها وسحبت الهاتف ، كان الوقت صباحاً..الثامنة والنصف على مشارف مدينة الرياض.. الهدوء واضح ، سوى جحيم الصداقة التي اشتعلت منها ..تريد ان تعرف فقط خبر ان كانت هي بخير او لا! .. لكن دُون اجابة تذكر..
فتحت الوآتس آب.. ارسلت الى والدتها التي تعمل في المدرسة كإدارية ، لكنها كانت –متصلة- :


" أمي حبي ♥

ياواد ع المتصل شكل ماعنتدس شغل !

المُهم شوفيني هه..الحين بنام ><" !!

يعني تكفين وانتي جاية الظهر تجاهلي كل الطرق المؤدية للوصل لي ..

لين اقوم من نفسي ♥

تكفين مابي حركة القصف وتطفية المكيف :"(

قبلاتي واشواقي على سفهتك واتمنى الاعمال بما كتب ♥♥ ..


"



ابتسمت على طريقتها في الرسالة مُتيقنة بأن والدتها تبتسم فور قرائتها الى أن أتاها الرد " أبشري أي أوامر ثانية ؟ "

ابتسمت لا شعوريًا اكثر وهي تُجيب " لاحبي والله هذا اللي ودي به كان مايكلف عليتس ♥♥♥ "
أغلقت الهاتف لتنَام ، النوم يجب ان يكُون هدية مُقدسة يرحمها الآن لتنام.. لا يُنيمها صوت هدير البحر ولا ارتطام الامواج..التي غير موجودة في الرياض..ماينيمها هو استرخاء عقلها وحاجته الماسة لان ينام براحة..
يخنقها هذا الموضوع ويجعل منها انثى هشة للغاية يسهل كسرها، هناك مسند كانت تستند عليه قد اختفى..ظهرها بات متعرجًا من كثرة الفقد، يكفيها هذا كله.. الالم لا يُتحّمل..

،



صباح من صباحات كامبريدج ، يبتسم وهو يخطط هذهِ المرة ان يردّ –حادثة الرمل- بأضعافها لها ، ليس المضمون كله ان يقوم بتخويفها بالقدر الذي يريد فيه ان يُضيف روح الدعابة بعدما حدث امس.. استلم الطلبية وهو ينظر للقفص الزجاجي وما بداخله يتحرك.. نظر اليها من باب غرفته المفتوح ، نائمة وملامح النوم عليها جميلة.. كالسحر الذي يبعثره.. لو ان لديه عصى سحرية لجعل حياتها اجمل..ولكن هذا كل مايملك..غربة ..ووطن محبوس داخل صدره.. وهويات متعددة..وهيَ ..
كان الفجر ينازع القمر، لازالت حتى الشمس مختبأة قليلاً .. الظُلمة تحيط بشقته..الستائر المخملية تغطي المكان.. فتح مافي العلبة وتوجه نحو السرير يضعهُ عليه.. كاميرة التشغيل لازالت موضوعه على التسريحة البسيطة.. يتحرك على السرير بانسياب..يلتف حول ساقها..هي تتحرك بانزعاج وتحجج.. الى ان وصل الى اعلى ساقها بطوله الكبير.. كانت ستبعد الشيء لكنها احست بخطئ ما .. كل حواسها بدأت تنبئها بالاستيقاظ للابتعاد عن الخطر ، همست وهي مغمضة العينين قبل الاستيعاب:ليــ....
وصرخت فجأة وهي ترى الشيء المتعلق ببنطالها.. لاتعرف ماذا تفعل سوى انها صرخت بانهيار.. ثعبان طويل مقزز يلتف حول ساقها بهذا الشكل المغيظ، انتزعت بنطالها بلا شعور وهي تصرخ وتقفز بتقزز على السرير.. ليث كان يضحك لصراخها الذي يدوي المكان.. ولعدم استيعابها اثناء نزعها البنطال..هربت من بنطالها المتكور على السرير مع الثعبان.. وهنا وبعد حالة الصراخ الغير منقطعة بدأت تبكي بشكل هستيري.. توجه ناحيتها ليتحضنها لكنها رمت عليه كل الاشياء الموجوودة امامها في الغرفة بغضب ولازالت ضحكته الشاخصة والرجولية تغيظها.. وبقهر: شيل هالقررررررف وطلعه.. واطلع معه بعد.. الله يلـعععععن .. وصمتت لكي لاتُطرد من رحمة الله..
ليث يتوجه ناحيتها وهي تبتعد بغير ثقة : رحح والله العظيم ان قربت بذبحك.. جايب لي ثعابين..وش مفكرني
ليث لازال يضحك :ههههههههههههه وش نسوي فيك جبانة لـ هالدرجة؟ انا اذكر خواتي مايخافون من هالاشيا!
رمت عليه علبة بغضب ووجهها متوهج بلون الغضب والعصبية وصراخها يُضحك ليث وهي ترى الثعبان ينزلق من تحت السرير ثم تقفز وتصرخ : شيلله من المكــــــــــان والله العظيم بذبحك
ضحك على شكلها وهو يحمل الثعبان ثم يتوجه لتخويفها ويبتعد لتصرخ : اكرهــــــــــــــــــــك..
خرج به ووضعه في العلبة ثم غسل يديه .. وتوجه ناحيتها.. كانت تدور حول المكان بتقزز وهي ترى منظر بنطالها الذي تكور في المكان وهي تحلف بالله مرارا بانها لن تلبسه وحينما توجه ليحتضنها ويهدأ روعها لم تكتفي بما رمته لترميه بالوسائد ومفرش السرير : لاتقرب مني ..والله اذبحك..
ابتسم لها : تدرين انك جبانة بشكل غير طبيعي.. ؟
وريف بقهر : ايه انا جبانة وخوافة وساذجة ياسيد ليث..وش تبغى .؟؟؟ ابي اعرف ليش جايب لي ثعابين..وين حنا بحديقة حيوان ..بس هين هين والله العظيم ماتمر بسلام وانا بنت علي..
ليث يبتسم : لا كل شي ولا علي..خوفي انه يذبحنا..
وريف وهي تسحب الشرشف بتقرف للخارج : شيله وارميه.. مابغااااه وععع..
ليث يضحك على ملامح وجهها المتقرف : وراك ببناتهم يصورون مع ثعابين وجراد وفيران! وانتي ماســوا لك شيء وصراخك زلزل الدنيا
وريف بقهر: تطنز تطنز زي ماتحب وزي ماتبي.. بس صبر .. تعال شيله ذا وخل أي عامل يرميه..
اخرجه ثم عاد اليها بعدما وضعت مفرش جديد وابتسم وهو يلمحها من اعلى رأسها حتى اخمص قدميها وبنظرات حادة غاضبة نظرت له:ويش خير؟ وش تطالع مضيع شيء!
ليث بابتسامة تغظيها: لا سلامتك بس ادور على بنطلونك!
احمرت من الخجل وهي تشد الكنزة البيضاء القطنية على اسفل ساقيها وبغضب: اطلع برا..
ليث يتقدم ناحيتها وهي تبتعد : ابغى اكمل نومي معك!
وريف بغضب: لا
ليث باصرار مُبتسم:بلى!
وريف بغضب : اطلع برا ماابغاك تنام معي..والله اني بذبحك لو اشوفك توطي ..اكرهك..
يضحك عليها وهي ترمي عليه وساتهُ ولحافه ثم يخرج مُستسلما لرغبتَها بعدما اغضبها لينام على الاريكة في شقته..
يعرف انها الآن ستضحك على نفسها بعد عدة دقائق من هدُوها وهي ترى الذكرى المُقيتة ، ابتسم لجمال هذهِ الايام ..كان يحتاج لمثل هذهِ الايام ليكون بخير..يحتاجُ الى تلك العاطفة والروح الغاضبة والمرحة والمنزعجة والمتدللة ..والمُتحججة ايضًا كالوريف! آهٌ من عيناكِ .. يا أنشُودَة المطر..ياغابة من السحِر ..ياشُرفة الامل ..من منزل غارهُ الظلام ،
حتى صراخها المتواصل قبل قليل..كان كموسيقى الجاز وهو يعزف لحنًا يتراقصُ في قلبه.. اعذري رجلٌ مثلِي كان يريد تخويفك بِعشق..كنشوةٍ طفل اذا خاف من القمر ..اذا خاف من الظلام..ولم يعرف مايريد ، الا عيناك..حينما انظر لعيناك..اشعر بأن أقواس السحاب..تشربُ الغيوم..وترهف المطر..وحينما ارى ابتسامتك.. اعرف بأن النخيل عقيم..لا يُولد الرطَب..
حينما تغزوني شفتاك ..اعرفُ ان البحر بخيل..لايسقي كرُوم العنب.. لايزودني بالنبيذ..لايجعلني اسكرُ في خمرةِ حُبكّ..
ينام براحة على اريكته..ينتظر ساعات الصبح الاولى ..كالتاسعة مثلاً ..كي يرضيها!


،


يستيقظ من مُلحقه ، وهو يتمدد ويخرجُ على منظر الجبال الثلجية التي امامه ، ويفصل بينه وبين السقوط من الجبل سياج حديدي رفيع.. لازال يتمغط بكنزته السوداء..وهو يستمع لصراخ النوارس يدوي في المكان..يرى الشمس تغازل الثلوج التي تلمع من اشعتها.. كلاب حراسه تعوي لحماية المحمية التي يعيش فيها ناصر .. يراقب الضباب الدخاني الذي يخرج من فمه من البرودة.. سرجُ من الطيور المهاجرة تبتعد عن هذه المنطقة لتعود في فصل الربيع من هذا العام.. اشكال اقدام خلفها حارس امن وهو يتفحس المكان ويلمحه يبتعد من اعلى الجبل.. عربات حكومية المانية تزيل الثلوج لتخفف من انزلاق السيارات والحوادث في هذه الطرق..صباح آخر مختلف عن شارع المارينا الذي زاره..التفتت الى الخلف وهو يراها واقفة تماما امامه..تنظر له بتعجب.. تنفست بهدوء وبقلق : مـين انت؟
صُدم لأنها لا تذكر ، لقد كان معها ويحادثها ،لقد سألتهُ هذا السؤال بالأمس..لماذا نست؟ ، لقد عرف منذ هذه اللحظة انه مضطر للاجابة عن هذا السؤال كل مرة يصادفها في حياته!
حينما تأخر بالاجابة عادة بغضب لتسأله بحذر : مين انت؟ وكيف دخلت..ترا ببلغ الشرطة هالحين..
ياسر يمد يديه في الهواء ليهدئها:اهدي..اهدي مهرة..
حينما نطق اسمها كادت تجن وهي تكوم كومة ثلج في يدها وترميه على عينه.. اغمض عينه وكومة الثلج تنزلق من على وجهه ويبين اثر..لاتعلم مهرة لماذا ضحكت بهستيريا على شكله حينما اغمض وكشر من البرودة ومن تصرفها..لكنها استوعبت حينما كان ينظر لها بهدوء وبغضب كومت كومة اخرى ورمته ايضا ليتقدم ناحيتها وبصرخة : لاتفكر تلمسني..مهاب اخوي عنده سلاح وبدقيقة يقفطك ويروحك..حافظ على سلامتك..
ابتسم من تهديدها وحك جبينه وهو يحاول ان يشرح لها لتفاجئه بكومه اخرى قذفتها على صدره.. أخرج زمجرة وهمية غاضبة : مهره ..انا ياسر..امس جيتكم وجلسنا وتكلمنا..
مهره وقفت وهي تحاول الاستيعاب ربما كان صادقًا ، لكنه كشرت بغضب وهي ترميه مرة اخرى على صدره عدة مرات وتبتسم بلذة الانتصار.. لكن يدها علقت في الهواء وسقطت كومة الثلج على الارض حينما كان ناصر ممسكًا بيدها وبحرج نظر لياسر ثم لف مهره ناحيته وهو يقول : مهره..الرجال اسمه ياسر..امس جى معنا وجلس وهو بيجلس هالفترة في الملحق..
مهره تنظر له : لا يكذب توني اشوفه هو........
ناصر يقطع عليها حدود تفكيرها المنسية:بلى .. عدل اللي قلته!
التفتت لياسر بحرج وهمست:آسفة..
ياسر بابتسامة ينظر لناصر: بعد ويش؟..يصير آخذ حقي..
ناصر يحتضن مهره: لازم تتعدا خالها بالاول
ابتسم ياسر له وهو يتقدم ناحيته ويديه في جيوبه : ابي اجلس معك اليوم ونحل قضية بو مهاب..
رفعت عينيها وكأنها تتلقى الخبر لأول مرة..واعادت سؤالها عليه بالامس وبنفس التفاصيل وبنفس الامل وهو يخشى عليها ان يجرحها كل مرة تسأله هذا السؤال : تعرف امي ؟ تعرف ابوي!!
هز رأسه بـ لا كما فعل امس استجابه لامر ناصر : لا..
حزنت فجأة وهي تحاول عدم البكاء ، لكنها كما فعلت امس صرخت بانهيار وهي تجلس على الثلج .. جنُونها في الانهيار كان يحير ياسر..كان يراقبها وهو ينظر لناصر يحاول تهدئتها ..ردة فعل الامس ..تتكرر اليوم..السيناريو نفسه نفسه!..لم يتغير.. لام نفسه..لقد نسى بأن هذا الموضوع يحير مهره..التي تبكي باحتجاج وطفولة وصراخ.. وكانها تريد التخلص من المرض الذي فيها..عيناها تطلبان الانقاذ..الاشخاص يؤثرون عليها سلبيا هنا..من المفترض ان تنقذ ان تتقدم حالتها الى الامام..لا ان تتراجع..يجب ان تحتك في المجتمع..مع الناس.. حتى تشعر بانها شخص لايختلف معهم..حتى لو نست..التكرار يفيدها..اللقاءات المتعددة تفيدها من عبء التفكير..
حينما سحبها مهاب يحتضنها وتقدم ناصر باعتذار نحو : معليش بس..
ياسر يقاطعه وهو لا يريد خوض الموضوع لانه يشعر بالغضب : ماعليه حصل خير..
يتمشى مع ناصر الى الامام وهو يمسك السلاح المثبت على ستاند طويل يساعدهم على الصيد .. ياسر يتقدم وهو يمسك السلاح الاخر ويضيق عينه اليسرى وهو يراقب الطير المتقدم ناحيتهم ليقول : وش صار على سلمان بسجون امريكا؟
ناصر وهو بنفس وضعية ياسر: كان بسجن في ولاية واشنطن وبعدين نقلوه لسجن نيويرك..اسوأ السجون بامريكا.. كانوا يكسرون اصابعه يطفون الدخان بجلده..يحرقوه ويعذبوه بشكل غير طبيعي..يصعقوه بالكهربا..اول ماطلع كان في حالة نفسية كره الكل فيها.. حط اللوم على السفارة بانهم خلوه يروح مركز التجارة بمنهاتن عشان صفقة..لكن اللي صار انه انظلم..وحياته لازالت متحفظة على الظلم الواقع عليه..وظلم نفسه يومه سمح بان اختي تروح له ..لامريكا وتموت بحادث معتمد ومن غير مقاضاة!
ياسر يرفع عيناه من فوهة المرآة التي في السلاح لينظر لناصر الذي نظر له : اختك توأم لك!
ناصر هز رأسه بموافقة وبعجز : اخت وعزيزة! ..لكن راحت!
ياسر يعيد عيناه لفوهة المرآة وينظر للطير الذي يحوم وهو يحرك اسلاح باتجاهه حتى تقدم الى خمسة امتار امامهم ثم صوبه.. بالابرة المخدرة الموجودة ! ، حتى سقط امامهم ابتعدوا عن السلاح وناصر يحمله ويضعه في احد الاقفاص ثم يجلس في المكان ويتكلم لناصر: انت مصر ان الغلط من سلمان ؟
ناصر : اهماله وتقبله للموضوع وتبسيطه له خلاه يروح اختي..وصار دمها بارد بالنسبة له!
ياسر: وتعتقد ان طريقتك في حبس عياله عنه طريقه مثالية للعقاب؟ ..انت نوعا ما تحاول تعاقبه ياناصر صح!
ناصر يشعر بأن ياسر فهمه لكنه يتهرب من هذه الفكرة التي يجزم ياسر بانها صحيحة : القصة مو كذا..خايف يفرط في عياله!
ياسر: بس ماهي الطريقة المثالية حتى تحبسهم عنه وتمنعهم منه..
ناصر باصرار:انا مامنعتهم عنه..اذا يبي يجي خله يجي..لكن بالاول خل يضمن نجاته..
ياسر: محد يضمن نجاته من الموت..والكلام في الفايت نقصان عقل يابو سلطان..ماضي سلمان بن خالد ماهو بيده هذا شيء مقدر ومكتوب..احنا لازم نمهد لرجعتهم لابيهم هذا افضل حل..وخصوصي على مهرة..لازم يعرفون وضع ابوهم حتى يفهمون الوضع ويتعايشون معه ومن الظلم انهم يرجعون من غير مايعرفون اللي حصل وهم ممكن يكونوا معرضين للخطر..لذلك خلنا نفهمهم كل شيء ويستوعبون..
ناصر برفض: لا..خصوصي مهرة لا تعرف..لو تدري بتهور ابوها في روحة امها يمكن تموت..هي بلا شيء ماهي متحملة..
ياسر: بلى..وان كانت الحقيقة قاسية لكن في النهاية بيعرفوها..انا ماقلت من الحين انا قلت نمهد لـ هالطريق..
ناصر: وكيف نمهد!
ياسر: عالج مهرة.. مهره محتاجة انها ماتنسى..بتموت لو كانت كل يوم تتلقى خبر موت امها وكان اول مرة..!
ناصر بهدوء: وانا اعالجها وماني بمقصر..
ياسر: قالك 90 % من علاجها على الاشخاص..وانا اشوف طريقتك في علاجها ماتناسبها..مهاب يتجاوب للعلاج اسرع من مهره لانه عنده شغل ويحتك بالناس ويبيع ويشتري ويحس بانه شخص عادي..ينسى بعض الاشياء البسيطة لكنه تجاوب بشكل اسرع..مهره عكسه لانها منعزلة عن العالم في هالمحمية..وحتى لو طلعت ماراح تتحمل تبقى مع الناس لانها ماتذكرهم..لازم تحل هالموضوع!
ناصر باقتناع : انا مستعد اسوي كل شيء عشان عيال اختي..
ياسر : اجل توكل على الله وسوي نفس اللي قلت لك..

صمت باقتناع ، لكن الخوف من العواقب كان يزوره كارتعاشة بسيطة..ينظر لهم من بعيد هي واخيها وهما يحاولان عبور العالم بصمتهم الجسيم..نسيانهم للاشياء يجعلهم غير مرحومين من هذا العالم السيء..الذي يحتفظ بانواع الشر بداخله..ويختزل ساحات النور لنفسه..
ياسر ايضا عيناه على الاثنين..لكنه ابتسم وهو يتذكر برودة الجليد التي اتت على وجهه وصدره اليوم بسببها..ردة فعلها حينما اتهمتهُ بانه مجرم..تهديدها له..وجنونها بالغضب وهي تركله بالجليد عدة مرات وعدم سماحها له بشرح ماهيته!..

،


في حديقة المنزل تحتضن ذاتها بوشاحها وهي تشعر بالاختناق من كل شيء .. سلطان اصبح يضيق عليها الخناق هذه الايام بقسوته ..لم يكن قاسيًا ..كان مرحًا ..اسلوبها معه هو من جسد لها رجلاً تكرهُ تصرفاته .. هي من آذته وجرحته.. لكنها لن تستلم لتجريحه..ردة فعلها طبيعية وهي لازالت مصرة بأنها المخطئ..البادئ..كرهها له في اثناء رؤيتها له لاول مرة بمنظر مخزي شعرها تشعر بالعار من نفسها كونها زوجته..
القبول بالوضع الحالي بان تكون معه ليس من اجله..بل من اجل الكل..ومن اجلها هي بالمقام الاول..
الخضوع للرجال في مثل هذا الوقت ماهو الا تزمت ، السماءُ الحلوة التي كانت تعرفها اصبحت شاحبه.. النجوم تبتلع القمر..القمر يبتلع السماء..السماء تبتلع روحها..وهي حزينة! حزينة جدًا..غاضبة وتريد ان تخرج الثورة التي بداخلها..
الصخب الذي بداخلها يسمع..الجميع يلتفت لاصوات قلبها...لصرخة روحها المدوية! .. الجميع يضغط عليها دُون مواربة.. تريد ان تعيش لهفة العاشق..تريد ان تقطف الزهرة الاولى وتمررها على خدها بدلال..تريد ان تتجرد من لباس الخوف والخشية..

,












هيفاء من خلفها تبتسم مع جمانة : شبلاك ياعروس ليه هالصمت ؟
رؤى تلتفت لهم وشعرها القصير تغازله الرياح ، وكانت اجمل بهذه الغرة القصيرة : مادري احس بضيق يهلكني بشكل مو طبيعي..
هيفاء بابتسامة وهي تجلس على العشب بعدما فرشت سجادة وتستلقي عليها لتراقب السماء : طيب تعالوا سوا مثلي ..قسم بالله تحسون بالراحة..
جمانة تضع يدها على جبين هيفاء بقلق : هيفاء ياعمري اكيد انتي مصخنة..؟
هيفاء تضحك : ههههههههههههه لا ماني مصخنة جد تعالوا والله تحسوا براحة..
رؤى تستلقي بجنون بجوار هيفاء وهي تنظر للنجوم ، جمانة نظرت لهم بعجز واستلقت بينهم .. وهي تنظر انظر للنيزك الذي يعبر السماء فجأة لتقول هيفاء : في ناس من اهلي يتطيرون بالنيازك والشهب ..وهذا حرام!
ابتسمت رؤى لجنون هيفاء : هيفاء شكلك سكرانة ..
هيفاء تضحك : ههههههههههههه لا مو سكرانة..
وبنبرة مرتجفة ..كانت تتدافع في حلقها بعجز : لكني منزعجة كثير..
التفتوا عليها بعد ثوان حينما لمحوا دموعها لتقول: حرمت ناصر من اهم نعمة..وهي الطفل..ماعرف وش العيب اللي فيني يخليني ماحمل ..اربع سنوات من تزوجنا وكل يوم لهفته للطفل تزيد واحس به بس هو مايتكلم مايبي يجرحني..
رؤى تبتسم لها بأسى وهي تحتضنها: انتي مو عقيم..معناها تقدري تجيبي..احمدي ربك انتي عندك امل..غيرك ماعنده امل..
جمانة بابتسامة مازحة تغمز لهيفاء: يعني تظني لو قال اخوي انه بيتزوج بخطب له؟ حامض على بوزه خله ينقع ..
ضحكت هيفاء من بين دموعها :ههههههههههههههههههه لا عادي.. خله يتزوج ويجيب اطفاله في حال ان كنت عاجزة عن الانجاب..
رؤى بجنون ضاحك:اتخيل بيوم زواجه يطلع تحليل حملك وتكوني حامل..خوفي انه يشرد من زواجه ويجيك..يقول تكفين ياحرمتي المصون ماعاد اعيدها..ويهديك اسهمه من تداول ومن سابك ومن ارامكوا عشان بس تسامحيه..
جمانة تضحك بجنون :هههههههههههههههههههههههههههه ايه ايه..وتخلي اخوي مطفر ويفلس وحن نستولي على فلوسه..
هيفاء تنظر لها:هههههههههههه لاوالله ..وانتم شكو؟ ..لاعطاني ذا الفلوس انا اللي بهج بها..
ابتسمت رؤى لهيفاء التي تقول : والله اني احبه بشكل مو طبيعي.. انسان ماقصر علي واحترمني..وحبه لي يذبحني..لاني حرمته من اغلى نعمه ..
رؤى بحسرة مُبتسمة:ياحظك بس! ..على الاقل زوجك يحبك وانتي تحبيه..عايشة براحة من حرب هالحب ..
هيفاء تنظر لعينيها : وليه وانتي شناقصك..؟ انتي اللي كارهة سلطان!
رؤى تبتلع غصة ودُموع شاردة تلمع من عينيها وعيناها موجهة للسماء وهي تهتمس باعتراف لـ ليلة الفتياة هذهِ : سلطان ماهو جاي يفهم ان كرهي له طبيعي..من منظر شفته..حاولت اني احسن صورته بعيني اتقبله..لكن كل ماتذكر اخوي عنده اكرهه..صحيح انه بريء من دم اخوي..لكن هذا شيء غير عن ارادتي..
جمانة تستلقي على جنبها الايمن وتسند خدها على كفها المستند باالارض: ليه اخوي قالك حبيني غصبن عنك؟
رؤى تمسح دموعها : لا.. بس صاير يضغط علي..يقسى علي من كل جهة.. يسوي اشياء من غير مايشاورني..يحطني بموقف صعب وغبي وانا مالي كلمة واضطر اوافق.. يعني يجيني فجأة ويقول لي تقدم موعد زواجنا ويحجز كل شيء..هذا كثير علي والله..
ابتسمت هيفاء بحب وهي تمسح على كتفها بحنان : ماعليه..يمكن هو كاره ردة فعلك فجته ردة فعل..انتم تفاهموا مع بعض وحاولوا توصلوا الافكار بينكم وبين بعض..
رؤى بقهر باكٍ : سلطان مايخلي مجال..اسلوبه ونظراته تكرهك في حالك.. مايتقبل أي راي غير رايه..
جمانة " تقوي راسها" : ماعليه لا تزوجتيه ادبيه ومشيه على السراط المستقيم..
رؤى تضحك بين دموعها وهيفاء ترمي جمانة بوسادة بجوارها : انتي انطمي ياخرابة البيوت.. حبيبتي رؤى ماعليك منها ذي مجنونة !
رؤى تلتفت لجمانة التي تضحك لتقول: وانتي ياست هانم ماعندك شيء تتحلطمين عليه؟
جمانة بمزح : بلى ..قاعدة ارثي حظي كيف اني عانس وللحين هالرجال ماهو جاي يجي..
هيفاء ورؤى تنفرطان في الضحك :هههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
هيفاء بجدية : ياامي ياجمانة ياما خطبوك ناس بس ماوافقتي..ليه ماوافقتي اذا انتي مفشوحة على الزواج!
جمانة بابتسامة:انا مفشوحة على الرجال العدل ماهو على الزواج نفسه..
رؤى :هههههههههههه ياعيني ياعيني طلعي فضايحك هههههههههههههههههههه
جمانة بابتسامة : شاسوي بعد مالقيت الادمي اللي ابيه..
هيفاء:ان شاء الله بتلقيه..المهم انا بصعد قايلة لناصر اني مابتأخر..
جمانة ترفسها:روحي انقلعي انتي مامنك خير..قلبها على رجلها من جلست..
هيفاء بتحجج :هههههههههه لاترفسي ياحمارة يمكن حامل بعد ماتدرين..
جمانة ترفع يدها:عساك يارب ..
ابتسمت مودعة طيف هيفاء لتعيد الاستلقاء مجددًا وهي تنظر لرؤى التي كانت سارحة بالنجوم..التفتت رؤى لجمانة بتساؤل:ويش؟ شفيك تطالعيني!
جمانة فجأة ودون سابق انذار تفاجئت رؤى منها:تتوقعي سلطان يحبك!؟
تتهربُ من الاجابة ..وهنا كان سلطان امامها واقفًا ينظر لها ..وسط هذا السؤال الذي طرحتهُ اخته، فهل جاء ليجيب عن نفسه ام لا..
استلقى بجوارها وهو يضع يديه خلف رقبته ويراقب النقطة التي تراقبها قبل قليل..التفتت تنظر لوجهه الذي كان قريبًا جدا منها هذه المرة.. ملامح شرقية سمراء..ذقن بشعر خفيف مهمل..زادهُ جمال قاس.. صمته على سؤال جمانه كان مؤشرا على ماكانت تفكر به..بانه لا يحبها..
التفت فجأة لتصطدم عيناه بعينيها حتى ابعدت عينيها عنهُ بسرعة وهي تنظر للنجوم ثم يجيب سلطان وعيناه لم تتحرك من السماء: انتي يالفضولية؟ وش دخلك بيني وبين زوجتي..
ثم ادار عيناه لها لتبتسم جمان بخبث: ابد بس لانها اغتابتك واجد..
رؤى قُهرت من جمان ليبتسم سلطان وينظر لها: وفي ايش اغتابتني..
رؤى بقلق: موضوع سري واظن مالك دخل به..
ابتسم : بس الافضل انك تواجهيني!
رؤى صمتت بتوجس وجمانة تردف بخبث: كنت اسألها اذا يحبك سلطان ولا لا..ماجاوبت!
رؤى ترفسها لتضحك جمانة ويبتسم سلطان..نبض قلب رؤى بشكل متسارع..توهجت وجناتها بلون الورود..اصبحت مُغرية اكثر وهي تحاول ان لاتبين اهتمامها الذي كشفه سلطان .. ثم اجاب: احتفظ بالاجابة..
ضحكت جمانة وانسحب..لسمع صرخة جمانة المستنجدة من ضرب رؤى المتواصل لها..ابتسم وهو يكمل طريقه.. الاجابة ليست هينة..ليست سهلة.. ليست عادية الى هذه الحد لكي ابوح بها.. !


،



لا أريد الخروج ، لا أريد ان تلتقي عيني بعينه ..لقد قبلني بالامس..لقد كانت الاولى..وسأجعلها الاخيرة..لقد احرقتني قُبلته، سلختني من روحي فأصبحت عارية الروح ، حرارتها كانت كاوية..لماذا يفتش في روحي ؟ كما يفتش عن العشب النامي بين الحجر؟ ..لقد كان داخلي بالامس برق ، ورعدٌ وخليج يبكي ، من قبلته.. وصارت في حروب وثورات ودمار..وشعوب تموت بالكامل..حينما تركتهُ ..أريدهُ ان يتصرف كالآدميين..ان لا يقبلني بقسوة شفتيه..
نهضت بتعب ..وهي لاتعلم لماذا خرجت، وساقتها قدمها للخروج، بين ذاك المكان كانت تدور في الحديقة ، لاتعرف اين تذهب..حرقة داخليه في داخلها كانت تشتعل..الصفعة الاولى اهديتك اياها بعد القبلة الاولى..واريدهما ان تكونا الاخيرتان..انا لا اتحمل عبثك المضني في مشاعرك..تجريحاتك المهتزة وقسوتك المتعجرفة..حنانك المزيف وانخراطك في تهميشي واشعالي.. انا اكرهك بقدر تلك القسوة التي تكنها لي..
الفستان العنابي..كان قاسي..قاسي على ادم وهو يلمحها من بعيد..شعرها المموج بنعومة يتراقص على كتفها..يتماوج مع الهواء..وكانه يسبح في الماء والفضاء.. شفتين زهريتين ناعمتين..تغرقاه بطيف اللذة الذي كان البارحة..
ليتقدم نحوها بهدوء وبين شرودها احتضنها الى صدره لتبعده : لاتفكر تلمسني!
آدم يعيدها بقسوة الى حضنه ويبتسم : فكري تعاندي..
حاولت الهروب بشتى الطرق ، حتى عجزت باستسلام وبصوت حاقد : اكرهك..
آدم يدير ذقنها ناحيتها ، كانها لُعبة بين يديه، سهلة التعامل لكنها صلبة في الواقع حينما ضربتهُ على المنطقة الحساسة..لينحني بعجز وهو يتوعد.. وهي تركض مبتعدة..حتى رأته يقف خلفها ويمسك بها وبغضب مبتسم على حركتها الجريئة : عيديها وشوفي كيف اقبرك هالحين..
هاجر بغضب: ماابغاك..ابغى اتخلص منك وافتك من كلامك..انت انسان مافي قلبك ولا ذرة رحمة!
ابتسم اكثر: وانتي ماعندك رحمة! ..وش مطلعك بالاحمر؟
هاجر: كيفي..احمر اخضر ازرق اصفر بكيفي..
آدم : كيفك في وين ماتحبي بس ماهو علي ياسمو الاميرة!
هاجر بغضب: لاتقولي ياسمو الاميرة يالبنقالي!
آدم يغيظها:حاضرك ياملكة!
هاجر شعر بنبرته الساخرة لتلم قبضتها وتضربه في بطنه ، شعر بوخز خفيف لكنه مسكها من يديها ووضعها خلف ظهرها وشدها بقوة ناحية صدره..الذي لاصق ظهرها..ابعد شعرها من على اكتافها ثم همس: وش الفايدة من هالتمرد؟
هاجر بوجع : فك يدي اوجعتني..
ادم يشد اكثر على يدها بعناد: وش الفايدة؟؟؟؟؟
هاجر بغضب: انت ماتحترمني..وتجرحني..
آدم :انتي ماتتوبي..عشان كذا تستاهلي..
هاجر: انا ماتوب..ايه ماتوب وكيفي..وخر عني ..
آدم : لاماراح اوخر..
هاجر بتهديد:اجل بصرخ بخلي ابوي وعمار يجوا ..واوريهم كيف تتحرش فيني..
آدم ضحك من اقصاه:ههههههههههههههههههههههههههه اتحرش فيك في أيــش وانا زوجك؟ تلفينها على مين ياحلوة؟
هاجر شعرت بالعجز لتنزل رأسها للامام وينزل كله للاسفل ثم حاولت تحرير نفسها: وخرررررررر
آدم: تأسفي..
هاجر:تخسى وتعقب..
لف يدها وهو يشده لتتألم بوجع : وخر عني..اكرهك والله العظيم اكرهك..
الصقها فيه بشكل هادئ وشعرت بحرارته.. الدفء في جسدكُ يجعلني اضعف..يجعلني استسلمُ لك..يجعلني اجهلُ نفسي وارغب فيك..ابتعد عني ايها الرجل..لماذا اصبحتُ احب قسوتك اكثر من ذاك الحنان المُزيف فيك..لماذا قلبي يميل ناحيتك بهذهِ السهولة.. شعرت بالم روحها المتضاد ..يزداد من حرارة صدر ادم .. شعرت بكل تفصيل ..بعضلاته.. وبقسوة ذراعيه.. بكت من الم روحها..ليس من أي شيء اخر..ليس من الم يديها.. افلتها فجأة حينما شعر بدموعها..تبلل الرمال البيضاء على الارض.. لفها ناحيته وهو ينظر لها تبكي..احتضنها لتصرخ بغضب فيه وتبعدهُ عنها.. استغرب تصرفها..
يستغرب رفضها المتواصل..في الايام السابقة كانت تحشر نفسها كي تعرف عنه وعن حياته السابقة..هذه المرة لا يستطيع ان يكون قاسيًا اكثر..لايستطيع ان يجعلها مهملة باكية..يجب ان يحتضنها..كي لا يشعرها بالفقد حينما يرحل والدها..
لكن طيفها اختفى..وظل وحيدًا يجاهدها..


،


استيقظ الساعة التاسعة والنصف وهو يسمع الباب..تمدد بكسل وهو يرى بالعين الموجودة في الباب من هو خلفه..فتحهُ وكان مشعل..الذي ابتسم على منظره : ليكون صحيناكم؟
ليث يبتسم: ايه والله وازعجتنا بعد!
مشعل يفتح الباب ويضحك : هههههههههههه بدخل مع ان غير مرحب بي.. بس..*ونظر للحاف والوسادات الموجودة * الله الله! ليه منومتك برا؟
ليث يحك جبينه: حد يصير عنده مثل اختك وينام مثل الناس؟
يضحك مشعل:ههههههههههههههه وش مسوي لها اعترف!
ليث يجللس: ابد بس رديت لها الرمل!
مشعل: ايه ووش جبت؟
ليث يبتسم : ثعبان..
مشعل بضحك :ههههههههههههه اجل شهرين لاهي تعرفك ولا انت تعرفها..الا اذا بردت قلبها فيك!
ليث يبتسم : عادي حلالها..
خرجت وريف وهي مرتدية فستان سُكري ناعم قصير..من حقيبتها التي رتبتها ..ثم نظرت لاخيها مشعل بفرح : ياحي هالزول والله..شحالك بس ؟
ابتسم مشعل: انتي شحالك؟ عسى ماصابتك ام الركب..
نظرت لليث بحدة وبقهر لتجلس بعناد بجوار اخيها مبتعدة عنه : بلى صابتني ام الركب وغيرها..وكله منه ولد عمك اللي مايخاف من شيء جايب لي ثعابين!
ابتسم على تحججها : انتِي تمردتي وتستاهلي..مأكلتني رمل؟ من جدك! بطولي بعرضي تستهبلين علي
وريف بغضب: اجل جايب لي ثعبان وسندويش حشرات..عساه في بطنك قل امين..
مشعل يفصل بينهما : خلاص بس بس..وانتم ماصار لكم ايام من شفتوا بعض صارت كل هالخنايق..
ليث يضحك:هههههههههههه انا ماني شايل بقلبي شيء! اختيك اللي حاقدة..
وريف رمقته بغضب وهي تعض على شفتيها بغيظ..هذه الحركة اضحكت ليث ومشعل .. وريف : اكلت فطورك؟
مشعل : لا لاتسوين فطور انا طالب لنا فطور الحين يجيبوه..
وريف بابتسامة: كلمت ابوي؟
مشعل:ايه البارح كلمني وسألني عنك..بس قلت انك نايمه..
وريف بضحكة:ههههههههه ياحليله ابوي والله وحشني..
مشعل ينظر لليث: جايك بخبر زين ويفرحك !
ليث بابتسامة ينظر له: وش هو ؟
مشعل: شوق اختك..خطبها مسفر بن طلال المالك!
ليث استبشر بفرح لاخته،لكن الغصة دائما تنقص الفرحة وهو يتخيل السيناريو ناقص من دونه.. ابتسم بفرحة: الله يوفقها يارب ويسعدها..
مشعل:هههههههه ولدها فهيد مقوي عينه..ماكان راضي بس الحين قاعد يتشرط عليه بعد ماقنعته جدته..
جدته؟ تقصد امي يامشعل!..اصبحت جدة من اختي ولم تُرزق باحفادها مني.. لقد حرمتها من هذه اللذة ..لقد حرمتها من ان تعيش حياة جدة طبيعية امنة .. في دفءِ ورخاء المنزل باجتماع ابنائها واحفادها حولها..
وريف احست به لمعت عينيها بالدموع حينما شعرت بأنه يتألم .. رن الجرس ليفتح مشعل الباب ويدفع لهم وهي توجهت نحوه متناسية كل مافعله لها لهذه اللحظة وهي تمسح على كتفه بحنان ..ويبتسم لها بأسى..يخبأ عنها حزنه..لترد له الابتسامة ثم تقول: ترا مـانسيت ووعدك عندي..
ابتسم وهو يقبل خدها : عادي حلالك..
مشعل حضر هذا الموقف الرومنسي ليقول : عسى تراضيتوا ؟ هه؟ مامدى ..اكيد انتظرتوا اقوم عشان هالنزعة الرومنسية..لا لا خلاص بطلع..
وريف تحمر خجل وهي تمسكه: لا تعال تعال..مانستغني عنك..
يعطيها اكياس الطعام لترتبها على طاولة الطعام الموضوعة جانبًا وهي تلمح ليث ومشعل يتناقشان في امور تمنت لو تعرفها..لماذا يخبئون عنها كل شيء..وهي يحق لها ان تعرف ماذا يحدث لزوجها..هل يجب عليها ان تصمت هكذا دون ان تتحرك ؟ لماذا يجب عليها ذلك!!..
تنفست بهدوء وهي ترجوا الله ان يسهل امور عودته ويفرجها برحمته..
صفقت بيديها : اقول يااسرار الدولة..قوموا اكلوا لا ازطه كله في بطني..ابتسم ليث ومشعل وهما يتوجهان ناحيتها..يسحب الكرسي ليث وهو ينظر لها : اذا اكلتي ربعه زين..انتي كم لقمة ويخب عليك!
وريف : هاها ..انا كم لقمة يابو رمل؟ صبر المرة الجاي طين وانا حالفة اردها لك..
مشعل:هههههههه سوي اللي تسويه وانا اخوك..انا معك!
ليث يبتسم مستنكرا وهو يمضغ من الخبز : ماشاء الله حزب الاخوة تزامنوا ضدي..
وريف بابتسامة : لسة ماشفت شيء !
ليث يبتسم وهو يغمز لها بغزل : عادي قلت لك اني حلالك!
احمرت كقنديل احمر ، ثم شرعت بتناول الفطور..وسط المناوشات المرحة ضدها وضد ليث واحتجاج مشعل عليهما.. ماالذ اليوم بكِ والامس ان لم يكن بك فهو اسود..فارغ.. لقد ملأت حياتي بكل تفاصيلها..وجعلتني اجحد بكل شيءٍ عداك.. أُحبّك حب اليوم والامس والغد والى نهاية العالم.. احبك حب الخليج والبحر لـ الآلئ.. احبك حب الفقير الجائع للرغيف ..احبك فوق اطنان الحُب اضعافًا واضعافا..
اعزفني على ياقوتة الامس..انا خضراء وازرعني في صحرائك ..اجعلني اتوهج حُمرةً بكل مرة تغمُرنِي فيها..اريد ان انسى الماضي والامس واليوم ..وابقى فقط – بقربك-.




انتهى البارت احبتي:$
وهذه اقتباسات من البارت القادم :

# ،

: انا اعرف ناس بالمستشفى تقدر تجيب نسخة من السي دي ..هذا يمكن يسهل علينا..بس يحتاجون لرشوة ومبلغ مالي..وماهو هين ..


# ،


ابتسمت بخبث وهي تعض على لسانها ، تخلط مزيج الكعك وحينما طل عليها : انتبهي لا تحطي رمل؟
ابتسمت بتمثيلية تامة : لا ياروحي لارمل ولا طين..


# ،

: ماتبين تعرفين وش الاجابة ؟ مني انا!

هي باختصار تخافُ من الاجابة..تخاف ان تعرفها.. ان تقتلها من الداخل والخارجُ ، صمتت وهي تنظر اليه وتجيبه :..........


# ،


لازالت تكرر عليه سؤاله..وذكرى قذفه بالثلج امس لاتزول من مخه ليبتسم لها ويكور ثلج في يده ويرميه عليها ويضحك بهدوء عليها : ماتذكرين كل هذا ؟
هزت رأسها بعجز غير قادرة على التذكر واصرت على ان تعرف: شصار!؟





: حياك الله والله هذي الساعة المباركة.. راح اخبر بنتي شوق وان شاء الله كل شيء راح يتم ..

اغلقت السماعة ، وتمنت لو كان الليث بجوارها ..لتخبره بان يعتز باخته..يكون مسندًا لها..لا يهرب ويغيب بهذهِ الصورة الموجعة

# ،

بكت بانهيار وهي غير مصدقة لكمية الحُزن التي في روحها : لاتمثل علي انك تحبني كل هالحب ياناصر..ادري انك تبي طفل ومحتاج هالشيء..ادري فيك واحس انك ترغب بالطفل هذا..



 
 

 

عرض البوم صور طُعُوْن   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
بقلمِي, سأشير, سُئلت, عيناك, هويتي, ولَئن
facebook




جديد مواضيع قسم ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 09:41 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية