لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > الروايات المغلقة
التسجيل مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

الروايات المغلقة الروايات المغلقة


 
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (1) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 22-01-15, 10:26 AM   المشاركة رقم: 226
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2014
العضوية: 279140
المشاركات: 42
الجنس أنثى
معدل التقييم: احتاج الامان عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 61

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
احتاج الامان غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كَيــدْ المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: قيودٌ بلا أغلال عانقت القدر

 

السلام عليكم رواية جميلة والاجمل عدم تحديد بطل واحد لها جميع الاشخاص فيها لهم جانب رائع ويستحق المتابعة ليسوا منزهين عن الاخطاء او دائما ايجابيين لهم جانبهم السلبي الذي يمت للواقع قليلا مع اني ارى بعض الشخصيات اقرب للخيال اسلويك رائع ومنمق سلس والاحداث تنتقلين بها بسلاسة
مع اني بعض الاحيان احتار من مِن الشخصيات التي تتحدث ولهذه الحيرة لذه في اكتشاف ما يدور
ارجو ان تتقبلي مروري وانا لك من المتابعين

 
 

 

عرض البوم صور احتاج الامان  
قديم 26-01-15, 10:27 PM   المشاركة رقم: 227
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2014
العضوية: 279084
المشاركات: 44
الجنس أنثى
معدل التقييم: ضَّيْم عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 79

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ضَّيْم غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كَيــدْ المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: قيودٌ بلا أغلال عانقت القدر

 

رواية أكثر من رائعة، شدّت انتباهي منذُ الوهلة الأولى.
الأفكار والأحداث المُبهرة، تنوعكِ في الشخصيات، اللغة المُتمكنة في وصف الأحداث بدقة،
جديّة الحوار بين الشخصيات أول شيءٍ أٌقيمه عند قرائتي لأي رواية...... أحسنتِ كيد ()

لكن في الحقيقة لم أكمل القراءة بعد، أشعر بأنِّي ان تعمقت لن أستطيع التحكم في نفسي.
وسيكون فكري محصور ب"متى سيكون البارت القادم؟"
لذلك؛ وضعت الرواية في المفضلة، وبشغف لرؤية البارت الأخير لأستكمل القراءة وأعود هنا مرة أخرى
لأُعبر عن جمال روايتكِ..

أكثر شخصيتين متشوقة جدًا للأحداث بينهما، غزل وسلطان *قلب*

كيد... أريدكِ أن تنهي روايتكِ على مهل، لا أريد أن تكون "قيود" مثل بعض الروايات التي أقرأها
تشدُكِ من بداية الرواية بالأحداث الشيقة المُثيرة! وفي النهاية! نعم تكون سعيدة ومُرضية؛ لكن صياغة الحدث قد ضعفت.
حتى الحوار لم يعد كما كان في البداية..

*سأدخل هنا في كل مرة ستضعين البارت، متمنيّة أن يكون البارت الأخير حتى أبدأ بقرائتها ()

كل الود ()

 
 

 

عرض البوم صور ضَّيْم  
قديم 29-01-15, 10:06 PM   المشاركة رقم: 228
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jun 2014
العضوية: 267722
المشاركات: 575
الجنس أنثى
معدل التقييم: كَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 947

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
كَيــدْ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كَيــدْ المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: قيودٌ بلا أغلال عانقت القدر

 





سلامّ ورحمةٌ من الله عليكم
صباحكم / مساؤكم راحة وسعادة دائمة لا تنضب

بسم الله نبدأ على بركته
قيودٌ بلا أغلال عانقت القدر ، بقلم : كَيــدْ !

لا تلهيكم عن العبادات





1*(29)






ما إن عانقت عقارب الساعة السابعةَ إلا رُبعًا حتى وقفت مع الإثنيْنِ بلهفةٍ يتخلخلها الخوف. بحجم ماهي تتمنى أن تنجح عمليته ويعود للمشي إلا أنها تُدرك أنّ روحها ستنهار بانهيار والدها إن حدث العكس! وكأن الأمر يخصها هي وحدها دون سواها، وكيف لا يخصّها حين يكُون هذا الأمر بحجمه هي سعادةُ والدها وراحته؟
بقيَت فقط رُبع ساعةٍ لا تمرّ الآن كمرورِ الكرام، لا تمرّ كمرورِ عابرِ سبيل، هي دقائقُ مصيرية، دقائقُ من شدّة جورها فضّلت العبور ببطءٍ وصمتٍ لتخلع ما تبقى من صبر الساعاتِ الماضيات.
تمررت نظراتها المُضطربة على فارس الذي انحصر ارتباكهُ على هزّ ساقيه، رأسهُ مُرتدٌ للخلفِ يسنده على الجدار لترتفع ملامحه للأعلى مُغمضَ العينين، بعيدًا كان عنهم ببضع خطواتٍ وفواز يقف بجانبه يتحدث معه بكلماتٍ ما، وليس بوسعها سوى أن تقُول له بنظراتها التي لم يرمقها حتى الآن : أشعر بك!
وكيف عساها لا تشعر بهِ وهما في هذهِ الأثناء اثنين حملا ذات الاضطراب وذات اللهفةِ القاسية، اثنين انتظرا سنينًا حتى حانت اللحظة، اثنين قُيّدا بهذا البلدِ لأجل والدهم فقط. وهاهي اللحظة تحقن نصلها المُضاد للهدوءِ في عروقهما لتنتشر في كامل جسدهما مُحدثةً كلّ هذه الضوضاء، محدثةً كلّ تلك الزلازل الغير مرئية في صدرهما/تنفسهما.
تنهدت بكبتٍ وهي تُزيح ناظريها عنه، لتصتدم تلقائيًا بأمجد الذي كان قد بدّل مكانهُ واقترب أكثر من باب غُرفة العمليات فاضحًا قلقه، وعينيه اللتين رسمتا هدوءً ظاهريًا على سطحهما استقرتا على قدمه، مكتفًا يديه وقد استطاعت بمشقّةٍ مُلاحظة عضّه الطفيف على جزءٍ من شفتيه. ظلّت نظراتها معلّقةً بهِ دون أيّ تفسير، على الأقل هو مُهتم، هو قلقٌ مثلها ومثل فارس، خائفٌ على من توارى خلف الباب ليوارِي معه كل ارتكاز. بالرغم من ملاحظتها لعلاقة والدها الشبه قويّةٍ به إلا أن فكرةَ عدم مبالاتِه هاجمتها للحظة! هاجمتها لبروده هذا وهدوئه الذي اقتحم وقتًا ومكانًا غيرَ مُناسبين.
ارتفعت نظراته في لحظةٍ إليها، ودون أن تعلم السبب هاجمتها رجفةٌ اغتالت فقراتِ ظهرها لتزدرد ريقها لنظراته الباردة، أزاحت نظراتها عنه بسرعةٍ بعد أن قرأت اللا شيء في عينيه! بينما ظلّ هو ينظر إليها للحظاتٍ بعد أن أدارت حدقتيها عنه، ثمّ زفر بانفعالٍ ظهر فجأةً على ملامحه ليُدير وجهه عنها إلى باب غرفةِ العمليات.
رنّ هاتفه فجأةً في جيب بنطاله، ليدسّ كفهُ فيه ويخرجه ناظرًا للمتصل بذات الهدوء والبرودِ الذي لطالما استفز جنان بدوامهِ على ملامحه. ولم يستغرق ثانيتين وهو ينظر لاسم المتصل ليرد ويرفعه إلى أذنه مُجيبًا بهدوء : نعم
من الجهةِ الأخرى : يبه
أمجد بهدوء : وصلت المطار والا بعدك؟
هيثم بصوتٍ خافت : ايه توني واصل، اتصلت عشان أبلغك
أومأ أمجد وكأنه يقف أمامه، ثمّ هتف بخفوتٍ بارد : تروح بالسلامة
عضّ هيثم شفته من الجهةِ الأخرى وهو يقرأ المعنى المبطن خلف " تروح بالسلامة " دون " وترجع "! . . لا بأس، سيَرضى والده في النهايـة شاء أم أبى وسيعود للعيش في المدينة التي اعتاد عليها منذ سنين مراهقته، كما سيرضى هو بانتقامهِ الذي بدأ بالإقتراب!
أغلق أمجد الهاتف ليُعيدهُ في جيبه، ثمّ عاد ليتكتف وهو يتنهد بقلّةِ صبرٍ لم تظهر كاملةً على ملامحه، يرفع ساعته التي بدأت تقترب من الثامنة وهو يعدّ الثواني عدًا بعينيه.


,


أجلسهُ بحضنهِ بعد أن جاءهُ مُبتعدًا عن والدتِه، وما إن أجلسهُ حتى بدأ بالتحدثِ معه ببراءةٍ ليردّ عليه بخفوتٍ مبتسم، إلا أن عقله كان يُبحر تارةً معه، وتارةً بعيدًا إلى تلك التي مازالت حتى الآن مُحتجزةً لنفسها في الأعلى، تنتظر نوم زياد رُبما حتى تُحرر نفسها من هذا الحبس الإنفرادي.
زفرَ وهو يغمض عينيه للحظة، فلتفعل ما يحلو لها، فلتحبس نفسها أبد الدهر، فلتقم بما تريد المهم ألّا تؤذي زياد! لم يتخيّل يومًا، ولا في أسوء كوابيسه، أن ديما الحنونة والتي تُحب الأطفال وتتمنى أن تصيرَ أمًا قد تُحاول يومًا إيذاء ابنه! لكنّه منذ رأى ردّة فعلها الأخيرة بدأ يرسم حدًا حول ابنه، ولن يتردد في التعامل معها بقسوةٍ إن حاولت مجرد محاولةٍ أن تؤذيه.
انتبه لزياد الذي كان يسأله عن شيءٍ ما بعبوسٍ وتردد، لكنّه لم يسمعه جيدًا لذا همس لهُ بابتسامة : وش قلت حبيبي؟
زياد بخفوتٍ ينظرُ إليه بحزن : صاحبي يقُول إنّه بيروح في الإجازة لدبي
رفع سيف حاجبيْه مُبتسمًا، ثمّ همس بحنان : تبيني آخذك لدبي؟
هزّ زياد رأسه بالإيجاب وهو يهتف بذاتِ الصوتِ الخافت : مع ماما مثل ما هو بيروح مع امه وابوه
أجفل سيف ومُسحت ابتسامته، وعينيه ارتفعتا تلقائيًا لعيني امه التي تنهدت بصمت. كانت نظرةُ زياد المُلقاة إليه كافيةً لتزعزعه، كافيةً لتجعلهُ ينظر إليه بأسى جاش في صدرهِ عند مطلعِ حديثهِ وهدفهِ البريء، هدفه الذي لم يتعلق بالسفر بحجم ما تعلّق باجتماع والديْهِ سويّةً! هدفه الذي لن ينولهُ للأسف.
واسم بثينة ذاته يتمنى لو يمحوه نهائيًا من حياته، لكنّ ذلك شبهَ مُستحيلٍ بما أنها ام ابنه، وكيف لهُ أن يسمح بتواجد طفلٍ آخر في حياتـه وهو يرى ما يعانيه زياد؟ ذاك بحدّ ذاته يوجعه! يوجعه ألّا يحقق لابنه السعادة التامة، يوجعه أن يكون زياد مشتتًا ما بينه وبين والدته، يوجعه أن يرى نظرات الشغف في عينيه لاجتماعٍ لن يحدث مهما حدث! لن يحدث وكلّ طريقٍ لذلك قد رُدم وتلاشى، كل طريقٍ لتلك الحياةِ انتهى ومُسح!
نظرَ إلى زياد بعينين خاويتين والكلماتُ تُسحب منه، بمَ يردّ عند نظراتِ هذا الطفل؟ بمَ يرد وهو يرى عينيه الصغيرتين تلتمعان برجاءٍ وأمل؟
ابتسم باهتزازٍ إليْه وهو يهمس مُحاولًا تضييع الموضوع : ماودك تجيب كتبك الحين وأشوف وش بقى لك ما درسته؟
عقد زياد حاجبيْه وهو يمدُّ شفتيه للأمام قليلًا : طيب قولي أول بنروح والا لا؟
زفر سيف وهو يزمّ شفتيه ماسحًا على وجهه بكفه، ولم يجد ما يرد به عليه أمام اصرارهِ لسماعِ الجواب سوى : إن شاء الله
اتسعت ابتسامةُ زياد بسعادةٍ وهو يقفز عن حضنه ليُحضر حقيبته التي كان يضعها على مقعدٍ مُنفرد. بينما رفع سيف نظراته من جديدٍ إلى أمه بعجزِ طفلٍ لا يعلم ما الذي يجب عليه أن يفعلهُ ويردّ به، ولم يجد لهُ سوى الإلتجاء لأمه التي أشارت بيدها بمعنى " فيما بعد ". وكيف له أن ينتظر؟


,


" فستانك بيوصلنا إن شاء الله صباحية زواجك ". نظرت إلى أمها بعينين مسلوبتي اللمعان بعد أن قالت تلك الجملة، ويالسخرية فقد نسيت موضوع الفستان من أساسه! إن كانت نسيت نفسها فهل يضرّ أن تنسى قطعةَ قماشٍ بيضاء لا تتناسب معها؟ هل سيضرّ أن تُزفّ إليه بثوبٍ أسود يعكس مزاجها؟ . . " يا الله بس!! "، كم هي كئيبةٌ إلى حدٍ مُقزز! فارغةُ الروح والكيان، إنّها كغذاءً انتهت صلاحيته ونفد.
عضّت شفتها وهي تؤمئ ببساطةٍ لا تتماشى مع مزاجها المُضمحل، بينما أردفت أمها بهدوءٍ وهي تلاحظ عتمةَ عينيها عندما يُفتح أمرٌ ما متعلقٌ بزواجها : وراك بكرة جلسة تنظيف في مشغل *** ، حجزت لك من كم يوم و ...
قاطعتها أسيل وعيناها توسّعتانِ بصدمة : يمه!! وش له كل هذا حرام عليك؟
ام فواز تُقطّب جبينها باستنكارٍ لما تسمع : وش اللي وش له الله يهديك؟ أنتِ عروس ولازم تتجهزين
بدأت تلقائيًا بهزّ ساقها مُضطربة، وصوتُ شاهين يهاجمها بغتةً، صوتهُ في آخر محادثةٍ بينهما والتي انتهت بصمت الطرفين حتى أغلقت. أليس من العدلِ الآن أن تستوحذ الوحشة عليها عند هذا المُفترق؟ وصوتُ شاهين في هذه اللحظات يضعف عند صوتٍ آخر شجيٍّ يهتف باسمها بضراوة، يأمرها بكلّ الجنون الذي استحلها أن تفعل شيئًا، أن تهرب مثلًا! أن تقتل نفسها مثلًا! يأمرها ألا تستبيح حرمةَ علاقتهما بهذه الصورة القاسية، ألا تنتهك أحقيتهُ بها فقط حتى وإن كان ميتًا! يأمرها بكلّ المرارةِ التي تتجرعها في هذه الأثناء وطعمُ الصديد يستقرّ في حلقها، بكلّ الخريفية التي تسكنها والجفافْ! لا تَجُرِّي قلمًا فوق اسمي وتحنيني من حياتك! لا تُذنبي في حقّ قلبك، لا تُخطئي في حقّ نفسك فتغتاليها، لا تفعلي يا أسيل وكل المجالات للنسيان خائبة، كل الطُرق للتأقلم تنتهي عندي ولن تصلَ شاهين يومًا يا أسيل! . . تذكري حين ارتبكتي أول يومٍ لنا وبعد عقد قرآننا وأنا جالسٌ بجوارك، تذكري فستانك السكري وكفّاك التي احمرّتا باضطرابهما وأنتِ التي لم ترحميهما بفركك المُستمر، تذكّري حين همست لكِ بـ " مبروكٍ " فغرقتي في حُمرتك، تذكري صوتِك الذي انحدر باضطرابهِ لتهمسي بعد دقائق مُرتبكة " أيش اسمك "! وكل الحماقةِ اجتمعت عند رأسك بينما اندهشت لذلك، كل الحياء تمركز بكِ لتلفظي بسؤالٍ جوابهُ مُدرَكٌ لكنه اغتال اللحظاتِ ليظهر بذاك الشكل المُضطرب، تذكري تأوّهكِ بعد همسكِ والدموع التي سقطت في لحظةٍ مُعلنةً ارتفاع بكائك. وأنا من الجهةِ المُقابلة بدأت بتهدئةِ زوجتي التي بدأت ببكاءٍ لا يليق لا بالزمان ولا بالمكان ولا حتى بشكلها! بدأت بتهدئةِ تلك الطفلةِ " الرويانة " ذات الفستان السكري، تلك اللوتس الساحرة بعينيها، الآسرِ صوتها، المُبتدئ منها جمال الإناثِ والمُنتهي عندها، المُتجسدةِ للفتنة القاتلةِ لرجلٍ شرقيّ مثلي.
لذا احذري يا أسيل ولا تخطئي، لا تبكي عند رجلٍ غيري لحماقةِ سؤال قد يخرج منك مُضطربًا، لا تدعي غيري يُهدئ نوبةَ بُكائكِ المُدلل . . لا تخونيني! لا تخونيني!!!
اهتزّت شفتاها فجأةً وساقيها سكنتا، بينما بدأت الغُرفة تُطبق على صدرها بكل قوّة، والإختناق يُهاجم رئتيها بينما بدأت الدموع بالتجلي على صفيحةِ عينيها عند مسمع هذا الصوت الذي لازال يجري في مسامعها، عند الكلمات التي مازالت تُحارب الأكسجين الذي أُهدر في الغرفةِ وتبرأ منها، عند انحناءِ حاجبيها بألمِ قلبها قبل صدرها الذي اختنق وتيتّم بموتِ الأكسجين.
قلبها ينزف في هذه اللحظة، روحها مُشتتةٌ ما بين الموت والحياة، مُعلّقةٌ في سقفِ الإكتفاءِ من الحياة والإبتداءِ بالممات! . . لم تُدرك أنها في هذه اللحظاتِ كانت تشهق لا إراديًا تُحارب الهواءَ ليدخل، ولم تسمع صوت أمها التي بدأ بمناداة اسمها بصراخٍ خائف، سمعها انحصر بذاك الصوت، فقط ذاك الصوت دون غيره، دون سواه.


,


تجاوز الوقت ما انتظروه! فالساعةُ الآن لم تعد الثامنة بل أصبحت الثامنةُ وعشرًا، لمَ تأخروا عن الميعادِ المُنتظر؟
بدأ الإرتباك يتضاعف بمئاتِ المرّات عند كلّ الواقفين، وتلك عيناها بدأتا تلتمعان بدموعٍ خائفة وقبضتيها تشدّان على معطفها الثخين. عيناها الدامعتان مُعلقتان بباب غرفة العمليات، وشفتيها بدأتا تتمتمان مُستغفرةً بخفوتٍ يُخالف ضجيج الإرتباكِ والخوف في صدرها.
بينما كان فارس يقف بجانب فواز ينظر إلى ساعته مرةً ومرات، وملامحه تشتدّ بمدى الإنفعال الذي واتاه منذ دخل والده غرفة العمليات وهاهو هذا الإنفعال يتضاعف عشر مراتٍ الآن. نظر لفواز ليهتف غاضبًا : وش فيهم تأخروا مو قالوا الساعة ثمان؟
وضع فواز كفه على كتفه مُحاولًا تهدئته : اهدا وتعوّذ من الشيطان كل شيء راح يكون تمام إن شاء الله
زفرَ فارس بحرارةٍ والهواء الذي يُطلق من صدره ساخنٌ بالنيران التي تندلع فيه انفعالًا، بينما كان أمجد الآخر على وقفته ذاتها لم يتحرك ولم يبدي انفعالًا واضحًا على ملامحه، إلا أن نظره لساعته كلّ ثانيتين كان يفضح توتره.
فُتح بابُ غرفة العمليات أخيرًا، لتخرج منها ممرضةٌ كانت تمشي بهرولةٍ ضاعف الذعر الذي في قلبها، ودون أن تشعر بنفسها لحقتها بسرعة لتُمسك بذراعها وتوقفها صارخة : ما الذي يحدث؟؟
الممرضة بسرعةٍ وتوتر : لقد حدثت بعض المضاعفات . . كان يجب أن تكون العملية ناجحة، لكن لا ندري ما الذي حدث! لا أحد يدري!!
اتسعت عيناها بصدمةٍ لما تسمع، بينما تشنج فارس في وقفته وهو ينظر إليها وعينيه مُتسعتين، غير معقول!! . . سحبت الممرضة يدها لتُكمل طريقها باستعجال، وهي الأخرى بقيت واقفةً في مكانها، تنظر للفراغ دون استيعابٍ لما سمعت، ما الذي يعنيه كلامها؟ ما الذي قالته من طلاسم؟ ، هي لا تفهم! لا تفهم شيئًا!! أكانت تقصد أن والدها لن يمشي مجددًا، أن الحلم مات في مهده؟ أنها استيقظت من منامٍ حلمت فيه أنّها تصوّر والدها وهو يركض مع فارس كما قبل! . . هل انتهى الحُلم الذي انتظرته وزاولت المشفى مع والدها لأجل تحقيقه؟ الحلم الذي جعلها تتأقلم هنا قسرًا لأجله؟
غصّةٌ ثقيلة كانت كالسد في حنجرتها، عيناها غامتا بدمعٍ كثيفٍ وأطرافها بدأت بالإرتعاش. استدارت فجأةً بجنونٍ وهي لا ترى أمامها من دموعها، ثمّ بخطواتٍ مهتزّة تحركت باتجاه غرفة العمليات وهي تُحرك رأسها نفيًا : أنتو أصلًا فاشلين . . ما تعرفون لشيء، ما تعرفون لشيء * صرخت * فاااااااااشليييييين
ما إن وصلت للباب حتى شعرت بجسدٍ يطوّقها من الخلف ويمنعها من المتابعة، لتصرخ دونَ وعيٍ وهي تنهار كليًا بمقاومتها ووجهها تغلّف بدموعها التي سقطت كوابلٍ لتشقّ وجنتيها بعذابٍ والمصيبة ذاتها وقعت عليها بحجمٍ كان كأنّ الحلم يعنيها وحدها، انهار قلبها بانهيار دموعها وهي التي كانت تدرك أنّها ستنهارُ لا محالة لو حدث عكس ما ابتغوه. هي التي تفاءلت بذلك! هي التي كانت مُتشائمةً منذ البداية ولم تتفاءل بالنجاح بحجم ما خشيت الفشل! هي التي قصّرت في الدعاء ولم تعتكف رافعةً يديها إلى السماء. هي السبب والنقطة السوداءُ في الصفحة البيضاء كما كانت دائمًا وكما اعتادت أن تكون، كما كانت ليكرهها أمجد وكرههُ لها بات واضحًا سببه، بالتأكيد يعلم أنها نقطةٌ سيئة في هذه العائلة، سابقًا كانت أمها تكرهها! كانت تبغضها بدرجةٍ جعلتها ترسم لها هذا الوشم في زندها، كانت تكرهها لأنها تعلم . . أنها كالرقم ثلاثةَ عشر، كالغرابِ يتشاءمون به.
قاومت بقوّةٍ تتعاكس مع انهيارها وذاك الجسد الصلب كان يجاري قوّتها أضعافًا، يُطوّقها بقوةِ ذراعيه إلى أن رفعها قليلًا عن الأرض وهو يصرخ بفارس الذي كان يقف في مكانه وكأنّ الإستيعاب لا يجد إليه منفذًا : فــــاااااارس
انتفض فارس فجأةً عند اسمه الذي أيقظه من صدمته، وما إن انتبه لما يحدث وانهيار أخته حتى اقترب منها ومن أمجد مهرولًا وقد كان صراخها كافيًا ليجتمع بهِ عددٌ من أطباءِ وممرضي المشفى، لتكُون نهاية ذاك الإنهيار والصراخ هو الإنخماد تحت الإبرة المُهدئـة.


,


ارتفع صوتُ ضحكها رغمًا عنها وهي ترى حركات غيداء البلهاء مع سلطان عند الباب، كان قسرًا أن تظهر ضحكتها عفويةً بينما كان ظهورها من الأمور النادرةِ التي لا تحدث إلا كومضةٍ لا غير.
لا تذكر متى ضحكت آخر مرة، ولا متى ارتسمت ابتسامتها على شفتيها كما ارتسمت اليوم عديدًا، لا تذكر متى استمتعت بهذا الشكل كما اليوم، رُبما كان معه! في تلك الأيام الماضية! لا تدري، لا تدري، هي فقط مُستمتعةٌ بالدرجة التي أنستها الكثير والكثير مما يواجهها من مساؤئ، بدرجةٍ جعلت عقلها يغفل عما سيواتيها بعد ساعاتٍ ربما. ماهذا التأثير الذي يجعلها تنطق بالمرح؟ كيف عساه الوقت يكُون بهذا الجمال معهم؟ كيف عساه ينسلخُ من صفاتِ البؤس والإختناق وهي بينهم؟ . . إلهي كم من الحرمان أصابها حتى تتمتع بما تراه الآن وبما تسمع؟ حتى تتلذذ بالقليل الذي سينتهي بعد ساعاتٍ بعدما ترحل؟
من خلف الباب كان سلطان يُحاول الدخول وغيداء تمنعه، وما إن سمع صوت ضحك غزل حتى استدارت حواسه كلّها لتلك الضحكةِ الناعمة والتي لا يذكر أنه سمعها من قبل!
همس سلطان لغيداء التي كانت تنظر إليه من جزءٍ بسيطٍ ومن بُخل ما فتحته له : ضحكة مين ذي؟
غيداء ترفع حاجبها بلؤم : على أساس منت عارفها؟ والا بس تبي تصرفني؟ . . أقول روح روح بس تارك أخوي المسكين بروحه وجاي لمرتك
قطّب سلطان ملامحه بتمسكن وهو يلفظ بدلالٍ جعل غيداء تضحك : حرام عليك غدوتي بس شوي! يرضيك يعني تمنعيني أسولف مع أمي شوي وأنحشر مع هذاك المعقد؟
غيداء بضحكة : تسولف مع أمي؟ لا تكفى ما طلبَتك اعترف بس انك تبي تشوف مرتك
ارتسمت ابتسامةٌ بسيطة على شفتيه وهو يرفع حاجبًا : من بعد ما سمعت هالضحكة الحلوة أي بشوفها
ما إن سمعت غزل ما قال حتى مُحيت ابتسامتها تلقائيًا وتبدّلت ملامحها وأُعتمت، وفي أثناء ذلك كانت ام عناد الأخرى قد قطّبت ملامحها حين انتبهت لذلك وعيناها تلقائيًا تراقبان أقلّ انفعالاتٍ لها.
غيداء : أقول يلا من غير مطرود بتسمع ضحكتها لين تقول بس بعد ما ترجعون بيتكم، وش ذنب أخوي المسكين تتركه بروحه؟
سلطان بعناد : لا تخليني أحط هالباب براسي وأكسره
غيداء تتصنع الخوف : لا تكفى تراه غالي
سلطان بابتسامة : أجل نادي غزل أبيها بكلمة راس
عبست غيداء وهي تُدير رأسها إلى غزل هاتفةً وقد لوت فمها دون رضا : جاوبي زوجك ثقيل الدم
كانت سترفص وتبقى جالسةً بينهم وكأنها بذلك تحتمي بهم من وحشٍ ما! إلا أنها حين انتبهت لموقعها وطبيعة نظرتهم لها وقفت حتى لا يُفتضح أمر علاقتهم، بينما كانت تلك الخلجات لا تخفى على ام عناد التي لحظت ترددها في الذهاب إليه . . هل بينهما خلافٌ ما؟
وقفت غزل خلف غيداء تنظر إليه باضطراب : نعم
نظر سلطان لغيداء الواقفة ينتظر ذهابها، وحين بقيت كما هي ولم تتحرك بلؤمٍ رفع إحدى حاجبيه : خير؟
ابتسمت غيداء ببراءةٍ وهي تتحرك مُبتعدة : لا ولا شيء
بقي يُتابعها بعينيه حتى اختفت عنهما جالسةً بجانب أمها، ثمّ وجه نظراته لغزل مُبتسمًا ليشير برأسه أن تقترب منه فاقتربت وعلى وجهها إمارات الإضطراب والاستغرابِ معًا، ما الذي يُريده منها الآن؟
همست بتوترٍ تجلّى في صوتها : وش فيه؟
اتسعت ابتسامته وهو ينظر لعينيها المُضطربتين، ثمّ بهمس : ضحكتك حلوة، لا عاد تجففين صوتِك منها.
انفرجت شفتاها قليلًا وهي تنظر إليه بعينين اتسعتا دون استيعاب، لم تستوعب كلماته ولا نظرته تلك، نظرته التي يُطلقها إليها كثيرًا فتتجاهلها بإرادتها! نظرته الحنونة والمرفقةُ بالصفاءِ والصدق!
ازدردت ريقها وهي تُزيح وجهها عنه، لن تنخدع بهِ ولا بنظراتِه وكلماته، لن تقوم سوى بتكذيب هذه النظرة في عينيه وهو الرجل الذي تحلى ببراعةٍ خارقةٍ في التمثيل لم ترها في غيره من قبل، حتى غيره كان أقل كفاءةً منه!
ابتسمت بسخريةٍ لتُعيد نظراتها إليه، ثمّ بقوّةٍ ظاهرية وصدرها ينفعل بالقهر الذي واتاها حين تكابلت بعض الذكريات في عقلها لتمثيله عليها! : ما تعرف تمثّل الطيبة يا سلطان
تقلّصت ابتسامته قليلًا دون أن تتلاشى، وعيناه نظرتا في عينيها بثقةٍ صلبة جعلتها تهتز وتُشتت حدقتيها عنه، إلا أنها هتفت بأسى دون أن تنظر إليه : كلكم تحبون التمثيل، كلكم!
هذه المرة اختفت ابتسامته نهائيًا وبدت على ملامحه التعجب، وباستنكار : كلكم!!!
عضّت طرف شفتها وهي تُميل حاجبيها بألمٍ لا يخفى عن عينيه، هذه الفتاة تخفي شيئًا، عيناها تحكيان عن لسانها! عن قلبها، عيناها كصفيحة النهر تعكس ما بداخلها وإن لم يكُن كلّه، إلّا أن ما يظهر فيهما كافٍ ليُدرك أن الرحيق من هذه الوردةِ الجميلة قد سُرق، أن الأنين في صدرها قد سَكن، والدمع عند محجريها استقرْ!
مدّ يدهُ ليُمسك بكفها الصغيرة ويسحبها برفقٍ للخارج، ولم يخفى عليه تشنج كفها الباردة عند دفء كفه. هل يتعمد هذه الحركات معها؟ هل يتقصد هذا الإقتراب منها اليوم؟
ومضت في ذاكرتها فجأةً حديثهما قبل يومين تقريبًا، حين قال لها بكل ثقةٍ أنه يستطيع جذبها إليه، يستطيع جعلها تحبه! . . انتفضت بقوةٍ وهي تسحب يدها وتتراجع، عيناها اتسعتا بإدراكٍ كان من حسن حظها أن جاءها مُبكرًا، أجل إنّه يتعمد هذا الأسلوب وهذا التمثيل، يظن أنه بذلك سيجعلها تتعلق به، ترتاح إليه! . . لا! حاشا ولتحلم بذلك يا سلطان، لستُ أنا من قد تتعلق برجل، لست أنا من ستُخدع بمكرك هذا وخُبثك، إنّك كسواكَ كما كنت أثق، تحاول بكل أنانيةٍ أن تفوز حتى بالبشر لتعذبهم أخيرًا! تحاول أن تكُون الصياد الذي يجذب الغزال بفخٍ ما ومن ثمّ يصطاده. كم أنتم قاسين أيا معشر الرجال، كم من القسوةِ تمتلكون لتبسّطوا نحر الإناث؟ كم من السادية تتمتعون والوأدُ عندكم بات حضارةً ابتعدت عن التخلف والجاهلية؟ ألا تُدرك يا سلطان أنّ التُراب أُلقي عليّ حتى وصل عنقي؟ ألا تُدرك أنّ ما تبقى مني ليس إلا رأسًا ومن بعد ذلك سيُتَمم وأدي.
قطّب جبينه لملامحها التي طغى عليها الذعر والخوف، يُدرك تمامًا أنه يجلب لها الذعر حتى وإن لم يقم بشيءٍ ضدها، وهو بالفعل لا يعلم لمَ تخافه!
اقترب منها بهدوءٍ هامسًا كي لا يسمعه أحد : بنت! وش فيك خفتي وكأن اللي قدامك وحش؟
زمّت شفتيها وهي تعود للخلف، تقاوم صوتها كي لا تصرخ، لن تكُون أنت! لن تكُون أنت من يُلقي آخر ما تبقى من التراب ويُغطي رأسي، لن تكُون أنت!!
هتفت باهتزاز : وخر! لا تقرب والا والله بصرخ وأفضحك قدام أهلك!
احتدّت ملامحهُ عند تهديدها له ليتعوّذ من الشيطان بصوتٍ مسموع لها، ليس وقت الغضب الآن! . . هتف بهدوءٍ جاهَدَ كي يُظهره : تعوّذي من الشيطان اللي يسمعك يقول مسوي لك شيء!
غزل بتوتر والخوف يأتيها من كل جانب، فكرة أنّهُ يمثّل كي يكسب الرهان أخافتها، أصابتها بالذعر مما غفلت عنه : بصرخ .. والله بصرخ
عضّ طرف شفته السُفلى وهو يقف في مكانه بينهما بضع خطواتٍ لا غير، نظر في ملامحها بحدةٍ دون صوت، ليتراجع أخيرًا وهو يومئ برأسه هاتفًا : طيب، هددي بعد، هددي براحتك وكأن اللي قدامك ماهو رجال بزر! * أردف بغضب * الوعد في البيت ياللي مستقوية بالفضايح!!


,


نظر مطولًا لابنه بعد أن انسحب من عنده ذاهبًا لجدته حتى تذاكر له هي، بعينين لا تعبير فيهما يتطلع بضآلةِ حجمه، وبراءةِ نظرته التي يزورها الحزن مراتٍ بسببه ولا يستطيع هو فعل شيءٍ لذلك، وكم أن هذا العجز يؤذي شعوره الأبوي نحوه، أن تكُون عاجزًا بهذا الشكل عن إسعاد - ضناك -، أن تكُون عاجزًا عن مسح نظرةِ حزنٍ زوالته إلى الأبد، أن تكون واقفًا أمامه، تتطلّع بعينيه اللتين تتأملانك بلمعةِ رجاءٍ مكسورة، وأنت من الجهةِ الأخرى لا تنظر إليه سوى بعجز ... هذا ما سيكون فوق احتمال كل أب!!
يا الله! . . شتت نظراته عنه وهو يشدّ على شفتيه بحنقٍ من ذاته، إن كان يعجز عن أمرٍ كهذا فأي أبٍ هو؟ إنّه عاجزٌ بدرجةٍ مُخزية، عاجزٌ عن إسعاد ابنه قبل أن يكُون عاجزًا عن إسعاد نفسه . . وإسعاد ديما معه!
ارتخت ملامحه فجأةً وعيناه تتجهان للدرج تلقائيًا، توقف تفكيره للحظاتٍ وهو يتأمل عتباته، من أُخادع يا الله؟ إنني أكذب على نفسي قبل أي شخصٍ آخر، أكذب عليها، وأكذب على كلّ من حولي، أيّ سعادةٍ هذه التي لا أستطيع جلبها لنفسي؟ أيّ سعادةٍ تلك قد تهرب مني حين تكون تلك السمراء في ذات البيت الذي أسكن به؟ حين تنام بقُربي، أشتم رائحتها الزكية، وأستشعر دفئها الذي تغلّب على الشمس فكان الطاقة التي تتخلخلني، أي كذبٍ أعيش فيه حين أقول أنني - غير سعيد -؟؟ . . حتى وإن كانت سعادتي ناقصةً بتعكّر حياتنا معًا، بابتعاد ابني عني، إلا أنني على الأقل أستحوذ على نصف السعادةِ بقُربها.
ارتسمت ابتسامةٌ طفيفة على شفتيه تكاد لا تُلحظ، ثم نهض هاتفًا بخفوت : راجع بعد شوي
رفع زياد رأسه إليه ولم يكد ينطق بشيءٍ حتى تحرّك مبتعدًا عنهما.
بينما عبر هو العتبات بخطواتٍ واسعة، يُدرك في هذه اللحظاتِ أنّه أنانيٌ بدرجةٍ غير معقولة! أنانيٌ حين أقرّ بأن له نصيبٌ في السعادة بينما يعلم حقّ اليقين أنها تكُون معظم يومها حزينة. أنانيٌ أنا بكِ، أنانيٌ بعينيكِ، بسُمرةِ ملامحكِ وتوّردُ وجنتيكِ، أنانيٌ أنا بهدوءِ ملامحكِ والتماع حدقتيك القاتمتين، أنانيٌ في حبٍ لم يجد له في قاموس الإعتراف مكانًا، لم يجد له في نطاق الإفصاح موطنًا! . . حبي لكِ عُرفيٌّ فضّل الإنطواء في صدري، فضّل الغربة عن الهويّة، فضل الإلتجاء خلف القُضبان.
في لحظاتٍ كانت قدمه تطأ غرفةَ نومهما، ليستنكر وضعيتها حين أن كانت مُمتددةً على جانبها الأيمن تُدير الباب ظهرها. اقترب منها حتى وصل إلى السرير، ليهمس وهو واقفٌ في مكانه : نايمة بهالساعة؟
فتحت عينيها ما إن سمعت صوته، والبعد كل البُعد بينها وبين النوم في هذه اللحظات. في تلك الدقائق السابقة وبعد أن أغلقت الحاسوب حيث لم تجد ما يُسليها بقيت مُمددةً على السرير بهذه الوضعية وأناملها تعبث بطرف المفرش، تُفكر بهِ وبها، وبابنهما المُنتظر من قبلها، تُفكر باستغفالها إياه و ( ولا يحل لهن أن يكتمن ما خلق الله في أرحامهن )!!
من خلال تلكَ الأفكار أدركت أنها مُرتدّةٌ عن دائرة الطاعة! أدركت أنها تقوم بمعصيةٍ كُبرى إلا أنها بالرغم من ذلك لم تشعر برغبةٍ في إخباره ولا بالذنب! يكفي انصياعًا واتباعًا، تكفي تلك الوعودُ والقرارات، تكفي المشقّة بهذا الغباءِ وتبًا! تبًا لذاك الحُب الذي ما كانت نتيجته سوى الحرمان والخذلان، الدموع والآهات، لم تكُن الدنيا جميلةً في عيني يومًا كاملًا وأنا التابعيةُ لعينيك، لم يكُن انصياعي هذا إليك عادلًا لي، لنفسي، لقلبي وكبريائي الذي نزف حتى واتآه الجفاف واستحلّ به، بات قلبي كورقةٍ جافةٍ انسحبت الحياةُ منها وماتت، بات كقنبلةٍ انفجرت وانتهت فائدتها بالنسبة لصاحبها. ألا تُدرك ما معنى أن ينفجر القلب؟ أن يلفظ مافيه من مشاعر وأحاسيس! أن ينتهي وبذلك ينتهي الحب؟ أنا شارفت على ذلك، " أبشرّك ما بقي غير شوي وينفجر! ".
شعرت بهِ يجلس بجانبها، وقد استطال برأسه قليلًا لينظر لملامحها ويتأكد ما إذا كانت نائمةً بالفعل، وما إن رأى عينيها مفتوحتين حتى ارتسمت ابتسامةٌ طفيفة على شفتيه لمرآهما، لجفنيها اللذين ينطبقان ببطءٍ دون أن تحاول مجرد محاولةٍ على تدوير حدقتيها إليْه.
انحنى قليلًا إليها وهو يُزيح شعرها المُتحرر عن جانب وجهها، ثمّ همس بصوتٍ عبر أوردتها واتكأ على قلبها الذي أُرهق به : زعلانه؟
بللت شفتيها ما إن سمعت كلمتهُ تلك والتي أشعلت نيرانًا في صدرها، وكفُه التي بقيت مُستقرّةً على وجنتها كانت كمعدنٍ وجّهت الحرارة إليه ليلسعها، دفءُ بشرتهِ أمام برودةِ وجنتها كان كالماءِ المغلي! هي في النهايـة تنصهر ككل مرةٍ عند لمسةٍ منه، لكن ليس هذه المرة!!
مسَح على وجنتها برقّة إلى أن وصلت كفه إلى جانب عنقها، ثم أردف بهمسهِ ذاته : علاقتنا هاليومين صارت مخيّسة!
ارتفع حاجبها دون شعور، ووجها أدارته تلقائيًا إليه وقد برز عرقٌ في جبينها بمدى الحنق الذي تصاعد بها، ودون أن تستطيع السيطرة على نفسها هتفت بحنق : من يومها مخيّسة
سيف : عارف بس هاليومين مخيّسة بزيادة
عضّت شفتها بقوّةٍ لوقاحته! يعترف بكل بساطةً أنه يُدرك بطبيعةِ علاقتهما " المخيسة "، بكل برودٍ اجتمع في القطب الجنوبي الذي تمثّل في عينيه. كم من القسوةِ يحمل حتى يقتل القتيل ويمشي في جنازته؟ حتى يقطفها بكل عنجهيةٍ وردةً بهيّةً ليدعها تجفّ في إحدى أدراج غرفته! كم من الساديةِ يحمل حتى يُقطّع أجنحتها ليدعها حبيسةَ قفصه لا تستطيع هربًا؟
ابتسمت بسخريةٍ وهي تنظر إليْه، ليرفع حاحبيهً مُبتسمًا إبتسامةً لا تفسير لها عند ابتسامتها تلك. ثمّ هتفت بسخريةٍ وهي تعتدل جالسةً وظهرها مُسندٌ على الوسادة : حرام عليك يا بو زياد تارك ولدك بروحه تحت؟
قطّب جبينه وهو يلمح سخريةَ كلماتها، واللوعة التي غلّفت صوتها. إلا أنه عاد ليرفع حاجبًا وهذه المرة بحدةٍ بينما ابتسامته مُحيت ومُحي معها ظلّها.
مال إليها قليلًا ليجذبها إلى صدرهِ مُطوّقًا جسدها بذراعيه، وبلؤم : تطمني عليه بعيد عنك وما بيصير له شيء
زمّت شفتيها وألمٌ هاجم قلبها، كم أنت قاسٍ، في كل يومٍ تزرع أثار قسوتك وتغرسه في قلبي، في كل يومٍ يتشعب ألمي آلاف الشُعب وأنت تضحك غير مبالٍ بي، في كل يومٍ أتأملُ البعيد السراب والمُنقطع نهائيًا عن حياتنا بأمل أن يتحوّر ماهيته ويصبح حقيقة، يصبح واقعًا أضحك فيه ولا يكُون للبكاء إليّ منفذ.
بللت شفتيها وهي تنظر في عينيه اللتين تأملتا عينيها بشيءٍ آخر لم تفهمه، هذه النظرة الناعمةُ في عينيه لا تظهر إلا قليلًا، لا تظهر إلا كقطراتِ مطرٍ تجيء نادرًا في صحراء، كحلول الدفء في أراضي " التندرا "!
همست لهُ بألمٍ تمكّن من صوتها وكفيّها مستقرتين على صدره الصلب : يا قسوتك!
شتت نظراته عنها للحظةٍ وهو يزفر بحرارة، ثمّ عاد لينظر في عينيها بقوّةٍ ليُردف على كلمتها تلك بحدة : ويا سذاجتك!
أغمضت عينيها بقوّةٍ وهي تزفر بحرارةِ التفاعلات التي تجيش في صدرها، وحبي لكَ لا يكفي حتى أتغاضى، لا يكفي حتى أُحملّني الغفران عند زلاتِك، لا يُمهّدُ لي الطريق إلى النسيان وكل نسيانٍ يتلاشى عند جُرح الفؤادِ وانشطاره، عند نزف الروح وتفجّر أوعيتي الدمويَة بالضغط الذي يتكالب عليها.
ابتسمت بأسى لتهمس بسخريةٍ على حالها وهي تؤمئ برأسها : ايوا ، يا سذاجتي يوم شفتك الرجُل الكامل في عيوني
أعاد لها ابتسامتها بابتسامةٍ حملت نفس ما حملته من سخريةٍ لديها، لكنها كانت ساخرةً على حالهما معًا وليس فقط على ذاته، ساخرةً على مدى سذاجةِ عينيها اللتين ما لمحتا يومًا في عينيه غير القسوة، على مدى ابتعادها عن مكرِ الإناث وكيدِ النساء فلم تحاول مرةً من المرات أن تجذبهُ إلى الإعتراف يومًا بأن قلبه امتلأ بها ونسي السابقة تمامًا، عن ذاك القيد الذي التف حولهما ومنَع لسانه من البوحِ وكل بوحٍ ينشطرُ بالكنايةِ التي ما استوعبتها يومًا، لم تستوعبي بلاغةَ لساني وأفعالي في التعبير، لم تستوعبي كنايةَ تمسكي بكِ بتلك القسوةِ التي تتمثل في أفعالي، لم تفهمي يومًا يا ديما أن بعض الكلماتِ والقصائدِ إن فُسّرت ذهب جمالها وأنا جمال تعبيري في الكنايةِ والسّجعِ والجناس! أنا الأبجديةُ الصعبة في التغبير والقاسيةُ في الفهم، فلمَ لا تحاولين درَس بلاغتي في التعبير وفهمي؟
ارتفعت يدُه إلى مؤخرةِ رأسها ليتخلخل بأناملهِ خصلات شعرها يجذب رأسها إلى صدرهِ يدفنهُ بين أضلاعه، أنفاسها الدافئةُ كانت تجعل جسده يقشعرُّ ما إن ترتطم بثوبهِ وتصلَ بشرته التي تلتهبُ بها.
أغمضت عينيها وأنفها تتشرّب رائحته، جفناها يرتخيان على صفيحةِ عينيها وهي تستمع لتلك العضلةِ التي تنبض بشدةٍ في صدره، وبالرغم من كونها سابقًا ستصمت وتنسى الكثير وهي تسكن صدره تستقبل عاطفته بكل شوقٍ إلا أنها الآن ابتعدت عن التناسي وكما أسلفت فكل نسيانٍ الآن قد تلاشى كما التناسي. لذا همست وهي تُحرّك أنامل كفها اليُسرى على انبساطِ صدره العريض : مو بغيت تحكي معي على سالفة أمس؟
شعرت بتصلّب صدره، إلا أنه همس وهو يمسح على شعرها : نحكي بعدين
ابتعدت عنه قليلًا، لترفع عينيها إليْهِ بقوةٍ تهتف بشجاعةٍ مُنقطعة النظير : بس أنا أبغى أحكي الحين بخصوص موضوعنا
زفر وهو يعضّ طرف شفتِه ويشتت حدقتيه التي أعادهما إليها بعد ثانيتين وقد انغرست القسوةُ بهما، ثمّ بحدة : طيب .. دامك مشتهية التجريح الحين فتحملي اللي بيجيك
بحدةٍ أكبر أردف دون أن يُهديها الوقت لتتحدث : تذكرين بداية زواجنا؟ . . طيب تذكرين اتفاقنا؟؟؟!
احتدّت نظراتها وهي تتذكر ذاك الإتفاق اللعين، حاجبيها انعقدا ولوعةٌ أصابت صوتها : العيال؟
أومأ برأسه وملامحه تشتدّ بقسوة : أيش قلت لك؟ قلت ما أبي عيال ووافقتي ولا اعترضتي
اندفعت ديما بالكلام وأناملها تشتدّ دون شعورٍ على قماش ثوبه، وبلوعة : أنا وش يدريني إنّك قصدت طول العمر؟ قلت لي لين مايجي اليوم المناسب بس ما جاء هاليوم! ولا أظنه بيجي! . . خدعتني!
سيف : ما خدعتك! عطيتك العلم من البداية وقلت لين ما يجي الوقت المناسب . . مو ذنبي إنّه ما جاء!
سقطت دموعها وهي تنظر لعينيه الساديتين، وقلبها ينقبض بألم، هاجم الجفاف حنجرتها وملح دموعها وصل شفتيها لتتذوقه ما إن بدأت بالكلام بصوتٍ بُحَّ بجفافه : ماني منتظرتك! ولاني منتظرة هالوقت المناسب بالنسبة لك يجي
شعرت بذراعهِ التي مازالت تطوّق جسدها تحتدّ بشدّها إليه، بينما يده التي كانت تسبح بين خصلاتها تشنجت كما ملامحه التي أصبحت تنضح بقسوةٍ لا تبشر بالخير! لكنها لم تتراجع! بما أنّها أصبحت في هذه المعمعةِ فلن تخرج حتى تُطلق كلّ ما لديها.
أردفت قبل أن ينطق هو بقسوةٍ قُمعت من كلماته قبل أن تخرج : أنا أشوف الوقت صار مناسب لي . . بالنسبة لك أنا بنت الناس، ممكن تتركني من أبسط مشكلة وأبسط زلّة، وأهلي بعد عمر طويل ماهم دايمين لي مين بيبقى لي؟
أنت عندك ولدك وبيكبر ويهتم فيك ويراعيك . . بس أنا لا كبرت وش بيصير فيني يا سيف؟
أنا راسمة ببالي كل الإحتمالات، تقول مستحيل تطلّقني ولازم أبعد هالفكرة من راسي بس وش اللي يخليني أثق بهالشيء؟ وش اللي بيخليني أثق في إنّي ما راح أرتمي على أهلي وأكون ثقل عليهم بعدين وأنا لا ولد يهتم فيني ولا بنت تحنّ عليْ!
شايف الفرق اللي بيني وبينك؟ شايف تفكيري وين وتفكيرك الأناني وين؟
لا تلومني يا سيف . . لا تلومني لا سوّيت شيء يعارض أنانيتك
أنت تدري إنّي أحبك ، بس الحب ما يعني عندي التنازل عن كل شيء! ما يعني عندي الإنحلال عن حقوقي اللي أنت ربحت فيها واللي عايش مبسوط وهي جنبك.
وكأنّ كلماتها كانت وقودًا سُكبت على نارٍ هي في أصلها هوجاء، كانت الفحيحَ الذي جعلهُ ينتفض مُتأهبًا، كانت منفذًا لشكٍ اقترب من الحقيقة . . انتفض بقوّةٍ مبتعدًا عنها، ينظر إليها بعينين اتسعتا بشرٍ كان سببًا في اهتزاز حدقتيها اللتين ما زالتا تتصنعان القوة.
ولم تكد تستوعب شيئًا وهي تراه يتجه لعباءتها المُعلّقة حتى عاد ليرميها عليها هاتفًا بقوّة : البسي عبايتك
انتفضت بذعرٍ لتنظر لعينيه اللتين ارتفع عنصر القسوةِ فيهما أكثر، وباهتزاز : ليه؟
سيف بصوتٍ مُحيت كل علاقةٍ فيه بالرفق : عشان أتأكد لا كنتِ لاعبة من وراي!

.

.

.

انــتــهى


وقبل لا تقولوا لي قصير في جزء ثاني يوم الأحد راح يشمل الأبطال اللي ما ظهروا هنا :$


ودمتم بخير : كَيــدْ !






 
 

 

عرض البوم صور كَيــدْ  
قديم 30-01-15, 12:01 AM   المشاركة رقم: 229
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Mar 2011
العضوية: 218696
المشاركات: 268
الجنس أنثى
معدل التقييم: أبداع أنثى عضو على طريق الابداعأبداع أنثى عضو على طريق الابداعأبداع أنثى عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 298

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
أبداع أنثى غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كَيــدْ المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: قيودٌ بلا أغلال عانقت القدر

 

كييييد ي مجرمممه وش ذي القفله وقفت قلبي معها

الا ديوووووم مابي يصير لها شي ولا للي تحمله بداخلها

عجبني تفكيرها المنطقي ..انا معها بكل شكوكها وخوفها
سيف ماله أي حق بتحجيره ع زوجته

اسيييل رحمت تأنيب الضمير لها وضعها النفسي متعب
أكيد جاتها نوبه ربو حاده ..والله يستر

 
 

 

عرض البوم صور أبداع أنثى  
قديم 30-01-15, 12:16 PM   المشاركة رقم: 230
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jul 2014
العضوية: 271387
المشاركات: 11,135
الجنس أنثى
معدل التقييم: bluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 13814

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
bluemay غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كَيــدْ المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: قيودٌ بلا أغلال عانقت القدر

 
دعوه لزيارة موضوعي

يسلمو إيديك حبيبتي

ولي عودة بتعليق بعد القراءة



لك ودي




°•○اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي○•°

 
 

 

عرض البوم صور bluemay  
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
ليلاس, لغز, أكشن, القدر, الكاتبة كيد, انتقام, يوسف, رواية رومانسية, سلطان, غموض, عانقت, قيود, كيد
facebook



جديد مواضيع قسم الروايات المغلقة
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t195238.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 02-10-16 06:32 AM


الساعة الآن 09:47 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية