لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (2) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-08-15, 09:32 PM   المشاركة رقم: 351
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jun 2013
العضوية: 254562
المشاركات: 501
الجنس أنثى
معدل التقييم: الشجية عضو ذو تقييم عاليالشجية عضو ذو تقييم عاليالشجية عضو ذو تقييم عاليالشجية عضو ذو تقييم عاليالشجية عضو ذو تقييم عاليالشجية عضو ذو تقييم عاليالشجية عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 867

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
الشجية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : الشجية المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: حيزبون الجحيم / بقلمي

 
دعوه لزيارة موضوعي

ما دخلت الا عشان منار القمر

يا عيني قصة الدفن من خياااااالي لا تمت للواقع بصلة
و لا فيه قبيلة سعودية تعمل كذا و تري سبق و وضحت هالشي بصلب الرواية انها مجرد تخريفات فقط
مش موجودة مش موجودة
انا فقط كتبت عن الدفن عشان اوضح لكم كيف كان حال المرأة قبل الاسلام و كيف صار بعده
و اعيد و اقول مافي قبيلة سعودية تدفن بناتها مااافي

عهيدان الجحيم قريب بإذن الله لكن مدري متي بالضبط

 
 

 

عرض البوم صور الشجية   رد مع اقتباس
قديم 14-08-15, 03:51 PM   المشاركة رقم: 352
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jul 2014
العضوية: 271387
المشاركات: 11,135
الجنس أنثى
معدل التقييم: bluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 13814

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
bluemay غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : الشجية المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: حيزبون الجحيم / بقلمي

 
دعوه لزيارة موضوعي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


يعطيك العافية حبيبتي ...

وبالتوفيق إن شاء الله .


تقبلي خالص ودي

○° الله أغفر لي ذنبي كله ، دقه وجله ، وأوله وآخره ، وعلانتيته وسره .°○

 
 

 

عرض البوم صور bluemay   رد مع اقتباس
قديم 23-08-15, 12:50 AM   المشاركة رقم: 353
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jun 2013
العضوية: 254562
المشاركات: 501
الجنس أنثى
معدل التقييم: الشجية عضو ذو تقييم عاليالشجية عضو ذو تقييم عاليالشجية عضو ذو تقييم عاليالشجية عضو ذو تقييم عاليالشجية عضو ذو تقييم عاليالشجية عضو ذو تقييم عاليالشجية عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 867

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
الشجية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : الشجية المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: حيزبون الجحيم / بقلمي

 
دعوه لزيارة موضوعي






الجحيـــم


(44)


** لا تلهيـكم الروايـــة عن الصـــلاة **






روايتي كل بطل فيها يتكلم عن نفسه هذا يعني انه اي بطل يغلط في الدين فهو الي غلط مو أنا
انا مستحيل و من سابع المستحيلات اكتب لكم شي خطأ بالدين
الدليل او المعلومة الدينية قبل احطها اتأكد منها من مواقع اسلامية موثوقة و اذا اضطريت سألت اهل العلم فيها
الأحداث القادمة بتحمل اشياء تشيب الراس لهولها و اعيد و اكرر مهما كان فيها اغلاط دينية من قبل الابطال فأنا مالي دخل
و الغلط اكيد بوضح في يومٍ ما انه غلط , النهايات الي بعضكم يتوقعها للأبطال وتكون نهايات سلبية مو شرط تصير و لا شرط الايجابي يصير , الرواية ماشية بوتيرة اذا استشعرت الخطأ وتبت لله فالله غفور رحيم , اذا ما استشعرت ولا تبت و بقيت بدرب الخطأ فالله شديد العقاب و من كلامي هذا تأكدوا انه بإذن الله النهاية مرضية





















فور اغلاقي من احد المراقبين الذين وكلتهم بمراقبة سمحي , رن هاتفي
نظرتُ للرقم واستنتجتُ انه تابع لمستشفى الأمل الذي تمكثُ بهِ طفلتي وحبيبتي هوازن
وصلني صوت من الطرف الآخر : مرحبا , رقم الكاسر ؟
رددتُ بقلق : أهلاً , ايه نعم
: المتعاطية هوازن بكرة بتنتقل لمركز الأمن انتهى علاجها والحمدلله
أغمضتُ عيني بشدة , هذا الذي لم أكن اريده ان تخرج وانا لم استعد
ان تخرج ولا دليل يُخرجها من السجن
أن تخرج من مرضها الذي لا ذنب لها به و تدخل لزنزانتها التي لا ذنب لها به
جاءني صوته منبهًا و مناديًا : استاذ الكاسر
بصوتٍ مبحوح : ايه هلا معاك , متى بتنتقل للقسم ؟
برسمية : إن شاء الله على العصر , بلغتك زيما طلبت والحين اتركك وارجع لشغلي يلا مع السلامة
بهمس : الله معاك
نظرت للهاتف بيدي و الحيرة تحيطني
هل ستدخل السجن وانا مكتوف اليد بلا دليل ؟




***


الساعة العاشرة صباحًا , دائمًا الحياة تعطينا فرصة لنستغلها او نتركها بلا إدراكٍ لها
و إن لم ندركها نخسرها و قد لا تعودُ بفرصةٍ أخرى
لذلك من الأفضل اغتنام الفرص من بدايتها
بالأمس أيقنتُ أنه قد أغلق كل أبواب الحرية ليتركني سجينةً تحت مرأى عينيه
يُحركني كدمية لا حياةَ بها و لا تتحرك إلا بحياةٍ تدفعها لتتحرك
فكنتُ أنا الدمية و هو الحياةُ الساحقة لدميةِ الأطفال


*

دخلتُ لحجرتي و أول ما دخلت عدتُ خطوةً للوراء و يدي بموضع قلبي و بهلع : خضتني
لم يعطيني أي إهتمام و همّ بالخروج و عندما مرّ بجانبي وقعت عيناي على يده التي تحتضنُ هاتفي المحمول
رفعتُ حاجبي و بغرابة : ايه هتعمل في موبايلي ؟
مشى ولم يلتفت لي فمشيتُ من خلفه و أمسكتُ بيده و بإلحاح : ما تجاوبني ؟
نظر لي بطرفِ عينه ومن ثم ابعد بصره عني : هيكون موبايلك عندي علشان تبطلي هبل و ما تعترفيش لركاض بكل حاجة و على فكرة حتى
اللاب بتاعك موجود عندي
إبتلعتُ ريقي وانا أتذكرُ ما حفظتُه بالحاسب المحمول من كتبٍ دينية
برجاء : جهاد ما ينفعش كدا , ارجوك يا جهاد انا عاوزة لابي او موبايلي ما ينفعش اعيش كدا و انا اوعدك اني مش هكلمو و اصلاً هوا مش عاوز يكلمني
حرك رأسه بالرفض و إتجه للخارج فضربتُ الأرض بقدمي و بعناد : اوك انتا بقى عاوز لابي و موبايلي وانا هشتري موبايل و لاب جديد اليوم ده و هتشوف يا جهاد
مي و لا جهاد .
ضحك بسخرية دون أن يدير ظهره : لما تنجحي بالخروج بقى اعملي الي عوزاه
أصبحت الحياة باهتة من حولي و بمحاولة لنفي ما قد فهمته : بتئول ايــه
ابتعد ناحية الدرج و بصوتٍ مرتفع : انتي عارفة
نعم لقد أصبحتُ مراقبة من حُراس المنزل ممنوعة من الخروج
لكن لم أذبل حينذاك لقد كان الأمل قابع بمحجر عيناي
ولكنه انتهى بنهاية كلمته : الي عاوزو جهاد هوا الصح ليكي يا مي
النهاية خرجت من لسانِ عمي ربيع مُرة كمرارةِ العلقمِ أو أشد
بتُ أشعرُ أني اللاشيء بهذا المنزل و أن أمري لا يهمُ أيًا منهم
بتُ أجزمُ أن مي ما هي إلا جاسوسة كانوا هم معلموها
بتُ أتيقن أن مي ممقوتة من قِبل الجميع
ركاض تخلى عني
و جهاد يبتزني
و عمي تركني
و سجنتُ بمنزلي
وماذا بعدُ عني ؟
أغمضتُ عيني و تدحرجت دمعة على مطباتِ خدي لتسقط في الهاوية فتسحق ولا تُكملُ سبيلها
تسقط على إسم " ركاض "
و تتسع لتحتوي " إبتعد لأبعد ما يكون , فالآمان يا ركاض بعيدًا عن مصر "

و يبقى إسمي بالورق سعيدًا بلا دمع
و بالواقع لا دمع سوى دموع مي

" مي "




***


على الساعةِ الحادية عشر ما قبل الظهر تحركتُ بإنزعاج و انا افتحُ عيني رويدًا رويدًا و أعود لإغلاقها من شدةِ ضوء الشمس الذي يدخل عبر النافذة
و لم أصحو مما أنا فيهِ إلا على صوته : صباح الخير يا أجمـل صباحاتي
إبتسمتُ بخمول و فتحتُ عيني و إنكمشت ملامحي و بإنزعاج : خلاص وقف
إلصق خده أكثر بخدي و هو يصعد وينزل بذقنه على نعومةِ بشرتي : ما بوقف إلا لو صحيتِ
بهمس : خلاص بقوم
إبتعد قليلاً فقمتُ من على المخدة دون السرير لأنه إحتضن يدي بين دفىءِ يديه : كانت أجمل ليلة
هذه هي الأمنياتُ السعيدة , لكن الواقع ليس أمنية
و الأمنية ليست حقيقة
و الحقيقة ليست سعيدة
و السعادة لا تُجانسُ حياتي
أغمضتُ عيني بشدة وكم أتمنى أن يختفي ذاك الصوتُ الكريه عن مسامعي
كم أتمنى أن يغيب و يندثر
أن لا يكون واقعًا يؤُكد لي إني حمقاء حينما وهبتُه فرصة
لا لن أندم على ما اعطيته لأني إن لم أعطيه لندمتُ يومًا ما وقلتُ أني كنتُ في عجلةٍ من أمري
دفنتُ رأسي بين ركبي و كم تمنيتُ أن أدفن ذاتي بقاع الأرض ولا أستمعُ لصوته الذي حُفظ بذاكرتي كمقطوعةٍ شجية تحكي وجعي
يحركُ يده بإنفعال : كيف كنت غبي كيف قربت منك استغليتِ نقطة ضعفي إستغليت ِقوة جمالك في كسري و كنت حماار و ضعفت بكل بساطة
ما بنسى الي سويتيه يا عُطرة دامني أشم الهوى , ما بطمر الماضي دامني بقيد الحياة , تظنين الجرح برى لا والله يا عُطرة عمره ما برى
خنجر يا عُطرة و دحرتيه بصدري , خنجر خلى بقلبي تجويف لك تجويف ينتظر براءتك تجويف كله أمل فيك .
أغمض عينه و هو يشدُ شعره و يدور بالحجرة : لكن وش معنى الأمل إن كانت الحقيقة قاتلة للثقة قلت لا يا معن لا يدخلك اليأس و لا تخلي الشيطان حولك
و أخذتك لدكتورة ثانية وش كانت اجابتها انك خنتيني قتلتيني يا عُطرة و حرقتِ كل جميل بعيني صدقيني لو اعترفتِ قبل الزواج نظرتي لك بتكون أفضل بمراحل
لكن للأسف خدعتيني و استغليتِ الحُب الي بقلبي لك .
جلس على الأريكة و ظهره مقابلٌ لي و إلتزم بالصمت و من شدةِ الصمتُ كانت أنفاسه هي كاسرةُ السكون
نظرتُ لظهره الذي كان كالضباب لا يُرى جيدًا و كيف لا و دموعي التي تريدُ الهطول رسمت سرابًا لاوجود له
لكنني تحملتُ بآخر ما أملك من قوة : لا تثق كثير يا معن انه هالفرصة ممكن تتكرر هي فرصة وحدة بالعمر كله و انت قتلتها قبل مولدها
تأكد يا معن انه عُطرة عمرها ما كانت مثل ما تظن و تأكد يا معن انك ظلمتني و دعوة المظلوم مُجابة لو رفعتِ يدي للسما و قلت ربي أرني فيهِ عجائب قدرتك
بتعرف لحظتها انك ظلمتني لكن لا براءتي بتظهر بدليل ملموس متأكدة من هالشي متأكدة والي خلقني إنك بتندم على كل حرف و كل دمعة نزلتها من عيني
لكن والله يا معن اني ما بغفر لك لو تنطبق سما ربي على أرضه , الحُب يبدأ بإبتسامة و يكبر و يصير بستان لكن اذا دخله الشك ماتت بساتين الحُب
الحُب مب دايم بالقلب يا معن و حُبك بقلبي كل يوم ينقص بمقدار ذرة لكن اليوم نقص بمقدار دموعي إلي ذرفتها عشانك
اليوم عرفت انك واحد ما تستحق الحُب أخذت الي تبيه أمس واليوم تتعذر بالضعف لجمالي و صبيت الذنب فوقي والذنب الأعظم عليك لما خدعتني واخذتني جسد امس
واليوم تقتل روحي , روح يا معن للحرام هذا هو انت و هذا هو مستواك .
دحر صوتُ نبضاتِ قلبي تعابير لساني و اختلجت شفتي و قد أدركتُ عظم ما نطقت حينما دمدم رعد غضبه فستأصل القوة
من هودج الهمود بداخلي لأكون صحراء جرداء بلا ماءٍ ولا ظلال , تلبسني الرجف المتناظر المتعدد فنقبضت عضلاتُ جسدي أجمع عدا وجهي بقي ثابتًا يحاكي الصمود و هو بحال الموتِ المبيد
تُراجف ملامحي لتخوضُ معركة النصر و ما أنا إلا بهزيمةٍ فادحة أمام عينيه التي تكهنُ باللاخير , عروقه الخضراء بزغت على سطحِ جلده و جبينه يتفصد نضحًا وافرًا
صار أمامي , هو الحُرب بلا جنودٍ ولا أعوان هو النصرُ بلا أعداد
إرتعدت عيني اليسرى عندما أيقنتُ الشر بعينه
و إنتفضت عيني اليمنى عندما ترقبتُ الوعيد بعينه
هكذا هو الوهنُ أمام معن
قبض على ذراعي فإختلجت عيناي معًا
لتنحدر دمعتي بهلع تشقٌ سبيلها بوجنتي حتى يستقر أجاجها بشفتي
دمعةٌ أولى تمنت لو تعود
و دمعةٌ ثانية زجرت الأولى
بصوتٍ حادٍ كتوم : وش قلتي ؟
حرك ذراعي بقوة
و لكن ما لبث ضعفي إلا وان يٌبدد بقوة كيف لا وقد علمتُ أن لا يد لي بما وقعتُ بهِ
معي الدليل يا معن أملكُ ورقة تُثبت اني فقدتُ عذريتي بسنِ التاسعة او أصغر
انا الحقُ يا معن ولن أضعفُ انا النصرُ يا معن ولن أهزم
انا عُطرة إبنةُ خالك و زوجة صبرت حتى ملت
انا هي شديدةُ البأس سليطةُ اللسان
ولن أدع ظلمك ينشرُ وباءه بجسدي ليهزني هزًا
لن أنحني لطغيانك و لو جلدتني جلدًا
رفعتُ عيني و وضعتُها بعينيه تمامًا فإنتفض جسده وهو الذي لم يتوقع هذه النظرة بحضرة الهوان
نطقتُ و الحروف تتدافع كحوافر الخيل لتُثير الرمال من حولها فلا تُشكل إلا ضبابًا يهوي بغيرهم في الهلاك
نطقتُ بقهرِ السنين و آهةِ الألم بداخلي و وجع الصبر المرير : من يحيا على حرمان غيره من الضوء يُغرق نفسه في عتمةِ ظله
و هذا انت تغرق يا معن بعتمة ظلمك لي تقول عني الخاينة و انت تخون روح المسلم التقي بداخلك روح الرجال الشرقي بأعماقك
انت تغرق بذنبي يا معن و كلن يُعاقب بأحب ما يملك و هذا انت تعاقب ذاتك بذاتك بأغلى ما تملك تعاقبها بعلاقاتك المُحرمة
و الأحب لقلبك العلاقات الشرعية , مذُنب يا معن وذنبك ظلمي و عاصي و عصيتك الجور .
قمتُ من على السرير و مشيتُ من جانبه لخارج الحُجرة و هو واقفٌ أمام السرير بلا إدراكٍ أو إستدراك .

***


دخلتُ للمطبخ لأجدها تجلسُ على الكرسي و على الطاولة امامها كوب شاي أحمر تُخرج مكعبات السكر من الكيس الشفاف و ترمي بها بالشاي
و عيناها تُحلق للبعيد كم من مكعبٍ رميتي يا عُزوف و انتِ تائهة إلى حيثُ لا أدري ترسب السكر بالشاي لتجاوزه الحد المعين من الكثافة
كما يبدو ان الشاي باردٌ لا ساخن ليذُوب مكعب السكر , ألقيتُ التحية فـ ردت وعيناها سقطت بكوب الشاي و اخذت تُحركه بالملعقة الصغيرة
جلستُ على كرسي مقابلٌ لها , و بتساؤل ممزوجٍ بالقلق : عُزوف قلبي انتِ وش صاير لك ؟ ليش هالسرحان ؟ و ليش البكى امس ؟ يصير تفكري بشي وما تشاركيني فيه
و لا يصير تبكي و ما اشاركك الوجع .
رفعت عيناها لي و لكن يبدو ان الحروف تعانقُ المخارج و تأبى الخروج اما اللسان فيشكي ألم الصمت عيناها وحدها كانت تشكي فتبكي و تموت
و عيناي تُحاول بث الروحِ الحية بداخلها لتعتكف في فضفضةٍ تزول بها كل الجروحِ و الآهات
إغتيال الصمت لسانها اجتث عقلي لأكون صريعًا بقبر عشقها بالفناءِ و لا فناء سوى صمتها
يا صبابة حدثيني علميني واللهِ إني أموتُ ولا تشعرين ليلةُ الأمس كانت كشهداءِ و طنٍ ماتوا فقط ليصمد الوطنُ واقفًا بلا خسارة
كنتُ شهيدًا ما ألح عليكِ بالبوح فقط لتصمدي يا وطني واقفةً بلا سقوط
إحتضنتُ يدها لأدسها بين يدي و اضع بها برودةَ شفتي
حينها أبعدت عيناها عني لينهمر دمعها فيمزق ما تبقى من قوة أهلي
ها هم قد نطقوا بالتعازي و دعوا لي ما لا يُعد من الأدعية ولكن نفذت قوتهم
فما كان منهم إلا أن يصرخوا من جوفٍ يبكي إبنهم في الضريح : لا توجعيني اتكلمي يا عُزوف
و نطقت اخيرًا و إبتسامة ذابلة بشفتيها تتناغمُ مع شحوب وجهها الصبيح
لتخلق لوحةً لا يُستطيعُ تفسيرها أمهرُ رسام كلوحةِ موناليزا للإيطالي ليوناردو دا فينشي , نطقت بأحرفٍ شجية : اليأس يطعني
عقدتُ حاجبي و أنا أرددُ ما قالت بلا إستيعاب : اليأس !
صمتت و استقرت عيناها على الثلاجة و دمعة سقطت تُعاكس إبتسامتها
بإلحاح : عُزوف رجيتك اتكلمي
نظرت لكوب الشاي و اللاشـيء بعينيها : مدري يا ناجي ممكن تضحك علي احس اني متضايقة حيل و فيني فجوة
تحتاج لشي يسدها و هالشي هو الي خلاني آخذ الشغالة معاي و اطلع للسوق حتى اشتري ذيك الجزمة الي ..
الي .. ظنيتـ..ها لـ..ولدك الي ما بعد جاه , صايرة كل ما اشوف طفل بالأماكن العامة اتمسك فيه
و احضنه لدرجة الأم الي معاه تمل من وقفتي الطويلة عندهم احس بالفراغ يا ناجي فراغ يقتلني
ليش للحين ما حملت والله المدة كفيلة اني احمل وينه ولدي عني و ينه يا ناجي وش فيه ما يبي امه
ليش قاسي لهالدرجة .
وضعت يدها بوجهها و هي تبكي و جسدها ينتفض
قمتُ من على الكرسي و جلستُ على الأرض و يدي تسحب يدها عن وجهها برفق و بصوتٍ حنون : عُزوف حبيبتي لا تسوي بنفسك كذا
بتحملي ان شاء الله و تشوفي ولدك , و ولدك ما تأخر الا لخيرة ما يعلمها الا ربي عزوجل
حركت رأسها بإنفعال : بس انا تعبـ...ت والله تعبـ..ت احدعشر سنة يا ناجي احدعشر سنة راحت من عمري
و أغلى امنيتين كانت على قلبي انك تعاملني كأنثى و اجيب طفل منك و عاملتني كأنثى وينه الطفل عني
ما عاد فيني صبر ليكون يبيني انتظر احدعشر سنة ثانية حتى ينور حياتي انا وش يضمني اعيش احدعشر سنة ثانية
ابي اشوفه قبل ما اموت ابي اشوفه .
أمسكتُ بيديها وانا أسحبها لتقوم من على الكرسي فقامت و قدامها تنتفضان بشدة
حوطتُ بيدي خاصرتها وبيدي الأخرى مسحتُ دموعها الشفافة و بإبتسامة : عُزوف الله يهديكِ خوفتيني وكل السالفة كذا
يسعد قلبك و الله لو ادور هالدنيا كلها بكل اتجاهتها ما اشوف وحدة مثلك صبرتِ على ظلمي و رضيتي تكملي حياتك معاي
و الله لو ايش ما اسوي ما اجازيكِ يا ضي عيني و فرحة سنيني و مابتنتظري احد عشر سنة بإذن الله , و بيجيك ِ قريب بإذنه تعالى
اصبري ثلاث شهور و تصير ست من يوم ما قربتك اذا ما حملتي وعد مني آخذك لتلقيح الصناعي و ما يصير الا كل طيب بإذن الله
نظرت لي مطولاً تنتظرُ التأكيد مني
فإبتسمتُ لها وبصدق : والله يا قلبي ما يصير الا كل طيب
وضعت رأسها بصدري و ذهبنا في عناقٍ حميم .


***

و ها هي اللحظة المنتظرة للجميع و اللامنتظرة بالنسبةِ لي الساعةً تُشير إلى القارعة قبل الرابعة عصرًا , قعودكِ بالمستشفى يا هوازن كان خيرًا لكِ
من خروجكِ منه لأسباب منها انكِ أنثى لا يليقُ بها ان تُزج بزنزانةٍ لمفسدين الأرض
ثانيها أنني لم أستعد لخروجكِ حتى الآن ولا أملكُ دليلاً يُثبت براءتكِ الأكيدة بالنسبةِ لي و اللا أكيدة بالنسبةِ للقانون الظالم
لم أعتقد ليوم أني سأقول عن عملي ظالم
لم أعتقد ليوم اني سأفضلُ شيئًا ما على عملي
بل لم أعتقد ليوم اني سأقارنُكِ بعملي
دخلتُ عليها الحُجرة لأجدها نشيطة و الحيوية تنبضُ بعينيها تُدخل أرديتها بالحقيبة و الإبتسامة لا تغيبُ عن شفتيها
يؤسفني يا هوازن أني سأقفُ مكتوف اليدين أراكِ بجحيم عملي
بجحيمي أنا ولا أستطيعُ إدخالكِ لجنةِ النعيم حيثُ قلبي يريدك ِو الواقعُ لا يريد
بتُ أتحدث بلا وعي ولا أدري هل أنا ألوم القدر أم ماذا ؟
ولكني مؤمن انه خيرٌ لنا حتى و إن كنتُ أجهلُ ماهيتهُ
وقعت عينيها على عيني لتتسع إبتسامتها شيئًا فشيئًا و وقفت من على الأرض مقتربةً مني
حتى صارت أمامي , بنعومة : صبـاحك فرحة
قرصتُ خدها برفق : فرحة بشوفتك
تضرج وجهها بحمرةِ الخجل و كست رعشة الحُب جسدها لتجعلها كورقةِ خريف تتحرك مع الأنسام لتتجمد
بيضاء كساها الثلجُ بالشتاء الصقيع في زنزانةٍ لا تليقُ بها بتاتًا سيجيء الربيع بعد الشتاء
لتنمو أزهار قلبي قبل أزهار الأرض فهل للربيع ان يسبق الشتاء ؟
والله ِ إني لا أستطيعُ صبرًا أراكِ في جحيمي و أريدكُ بجنتي
و الإرادة لا تملك القوة
ليتك يا ربيع تسبق الشتاء
بل ليت الربيع بلا خريف
ليت العُمر كلهُ ربيع فلا يكونُ بالعمر إلا شهران ينانيرُ مضمونه السعادة و مارس نهايته يناير
و لكن الأمنيات تبقى مجرد أمنيات و الفصول الأربعة هي أربعة بلا نقصان
بل العمرُ يتناقص رويدًا رويدًا بزنزانتك , و رجولتي يصيبها الهرمُ لعمرك ِ الضائع
أمسكت بيدي و هي تجرني لحقيبتها قائلة : يلا شيل الشنطة و انا بلبس عبايتي
ماذا تنظنين يا هوازن أنكِ ستعودين للمنزل ؟ , ام أنكِ ستذهبين لنزهة ؟
أهل نسيتِ أن هنالك جحيمٌ ينتظرك لينهش من لحمك و انا اقف و انظرُ لك ِ
تقولي لي : تعال
فأرد : لا أستطيع
إبتلعتُ ريقي تخيل الموقف يُرهقني والواقع يمزقني لأشلاءِ الأشلاء و شظايا الشظايا
إرتدت عباءتها و حملتُ حقيبتها و أول ما خرجنا كان الجحيمُ ينتظرها
هذا هو جحيمُ الشتاء أهل هنالك جحيمٌ بالشتاء
نارٌ بالثلج , وثلجٌ بالنار , الضدُ بالضد و الويلُ بالويل
الصقيع ما هو إلا جحيمُ الجسد و هلاكه ما كان خير الأمور أوسطهم إلا لأن نظام الكون لا يسيرُ إلا بأوسطهم
ربيعٌ أوسطهم و نظامُ حياتنا يشتاقُ لعودته
إرتد جسدها للوراء ليُصبح ظهرها ملاصقًا لصدري
إنتفاضها يبثُ الإنتفاضة لصدري ليرتعد قلبي و يهوي لا بسكتةٍ قلبية بل بسكتةِ الحُب
إرتفع صدري بشدة مع شهقتها على صوت ِ الضابط : امشي معانا
فعادت للوراء أكثر حتى إرتطم ظهري ببابِ الحُجرة اندست بظهري ليُخالط دمها دمي و تمتزج روحها بروحي
قداسةُ حبي ستدخلكِ السجون , قداسةُ حبي و هوى قلبي جعلني أعمى لا أعي ما حولي
ظننتُ بكِ ألف ظن ولم أظن انهم كادوا بكِ , عملي الأعز بعد عزتكِ بقلبي نسيتُه و لم أمزجه معكِ
فما اكتشفتُ حقيقتهم الشنيعة إلا بعد و قوعِ الفأسِ بالرأس , ليت الأرض تتوقف عن الدوران و تستقرُ فصول السنة بربيعٍ يجمعنا
و لا يفصلُ أروحنا عن بعض
بصوتٍ واهن : ابعدهم عني , قولهم يروحوا هوازن تخافهم والله تخافهم
همستُ بهوانٍ يُضاعف هوانها : ليته بيدي
أمسكت بيدي تهتزها مع إرتجاجِ يدها : قولهم اني مظلومة
وضعتُ ثغري فوق اذنها التي يغطيها الطيلسان و يثبتُ طيلسانها الخمار : والله لو انه بيدي
لأدخلهم بجحيمي و أخيلكِ بجنتي
بصوتٍ كسير مهزوز كهزةِ أوراقِ الشجر بالخريف , كدهسة ِأقدام البشر للأوراق الذهبية : بدخلني جحيمك يا الكاسر
و انت الي وعدتني انك الوحيد الي بتبقى معاي
أمسكتُها من كتفها بتملك و أغمضتُ عيني : وعد بخرجك منه مثل ما دخلتك و عد يا هوازن
مدت يدها إلى حيثُ يدي التي تعكتف بكتفها لتنتزعها بقوة و تنتزع روحها عن روحي
لتبقى روحي وحيدة بلا أنيسٍ يُضمدُ جراحها و يكفكفُ دموعها
رحلت بأقدامها إليهم
فوصلني صوتُ أحمد الذي يعلمُ بغيرةِ الشرقي على محارمه اعطاني أغلالٌ تقيدها دون أن ينطق بحرف
بقيتُ واقفًا كالجماد وعيناي لا ترتفع عن الأغلالِ بيدي
تالله أنعومةُ يدها ستحشرُ بحديدٍ لمفسدين الأرض
تالله بعدما كنتُ أقيدُ بها مجرم سأقيدُ بها طُهر الأرض
قال أحمد بتنبيهٍ لي : يالكاسر اتأخرت عليهم
عانقت خطواتي الأجل بمقربتها من طُهر الأرض ظالمٌ انا سأزجُ بطهري في الجحيم
ظالمٌ انا و مظلومةٌ أنتِ يا جنتي
أصبحتُ أمامها تمامًا لكني لم أقوى على رفع عيني لعينيها
لم أقوى على النظرِ للجنةِ وانا جحيمها
لم أقوى أن أكون ظالم و أول من ظلمتها هي جنتي
مدت يدها التي تنتفض لمرج العهد الذي عاهدتُها بهِ
إرتعدت فرائصي وتشنجت عضلاتي بلا إرداةٍ مني تشنجاتٍ عنيفة و إلتواءتٍ ستهوي بي أرضًا
وضعتُ يدي على نعومةِ يدها و على صوتها المملوء بالخذلان : كـ...اسر لا تـ..روح مثلهم لا ترو..ح
و رحت مثلهم يالكـ..اسـ..ر و قبل روحتك طحت من عيـ..ني
و أحتضنت الأغلالُ يديها أقسى إحتضان لتجرها لجحيمٍ سيهلكني قبل هلاكها
رحلت امام عيناي حولها الضباط وانا واقفٌ كالجماد كاللاشيء بالحياة .








***




الساعة الثالثة مساءً , أجلسُ بالحديقة مع عمي ربيع و لمحتُ احد الخادمات تخرج من المنزل ولم أهتم يبدو انها ذاهبة للسوبر ماركت وما شابهه
تبادلتُ الحديث مع عمي ربيع الذي سأل على غير العادة : هيا دي فين رايحة ؟
رفعتُ كتفي : ما اعرفش بس اكيد السوبر
حرك رأسه بالقبول وإلتزم بالصمت .




*




فتحتُ الباب بعدما سمعتُ صوت الجرس , لأجد إمرأة مدت إلي ظرف قائلة بعجلة : انتا ركاض ؟
حركتُ رأسي بالإيجاب
بينما هي قالت بذات العجلة : طيب خد
أخذتُ الظرف من يديها
فمشت بإتجاه الدرج ناديتُها بغرابة : وش هالظرف ؟
لكنها لم تهتم و ركضت لأسفل
دخلتُ للشقة و اغلقتُ الباب من خلفي و دون ان اتحرك من مكاني فتحتُ الظرف
فما كان فيها إلا جملةً واحدة " إبتعد لأبعد ما يكون , فالآمان يا ركاض بعيدًا عن مصر "
و بالأسفل " مي "
أيُ خطرٍ يا مي ذا الذي تحذريني منه
أي جحيمٍ تحذريني منهُ وانتِ أول من سيجرني للجحيم
في عينيكِ وطنٌ عاش تاريخًا مجروح
في عينيكِ وطنٌ ينثرُ الزمن الموجوع
في عينيكِ وطنٌ سرق من فضاء العالم نجوم
في عينيكِ أقرأُ وطنًا يُدعى مملكتي السعودية
كمشتُ الورقة بأصابعي وخطوتُ لداخل المنزل أحزمُ أمتعتي و أطوي أحلامي الوطنية
لا عودة لكِ يا وطن الخيانة .





*


عادت الخادمة وليس بيدها شيء وتوجهت سريعًا لداخل المنزل
فقال عمي ربيع بأمر : روح وراها يا جهاد
بتساؤل و عدم استيعاب : هوا في ايه يا عمو
حرك يده بإنفعال : اسمعني يا جهاد و روح وراها
قمتُ من على الكرسي ملبيًا لأمره : حاضر .
مشيتُ بخطواتٍ سريعة للداخل وراء الخادمة التي لمحتُها بآخر درجة في الأعلى
خطوتُ الدرجة الأولى إلى حيثُ الأعلى تلبيةً لأمر عمي ربيع وانا لم افهم لما يريدُ مني مراقبتها
رأيتُها تطرق حُجرة " مي " للوهلةِ الأولى كنتُ سأنزل فلا داعي لبقائي و لكن من المؤكد ان عمي حينما أمرني بمراقبتها
انها ليست بخالية هنالك ما تدسه عني هي و مي
بعدما دخلت و اغلقت مي الحجرة من وراءها اقتربتُ من الباب و انا استمع لما يقولون
بتساؤل ممزوج باللهفة : ازيو ؟
اجابت برسمية : هوا كويس
بجدية : اديتهيلو الظرف
: آه اديتهولو و رحت بسرعة اصلي خيفة حد يشوفني و مش عارفة هوا هيشفو و لا لا
براحة : اكيد هيفتحو المهم انك اديتهولو
إستعدادًا للإنصراف : عاوزة حاجة تانية
إبتعدتُ عن الباب بسرعة و أختبأتُ بحجرتي التي لا تبعد عن حجرة مي
إلى حينِ نزول الخادمة من حجرةِ مي
فتحتُ الباب قليلاً لأرى ان كانت مي قد نزلت من وراءها لكني لم أجدها فتوجهتُ للخادمة التي كانت تنزل الدرج
و امسكتها من ذراعها فإلتفتت لي بذعر و اتسعت عيناها لهول صدمتها قائلة بتلعثم : عاوز حاجة ؟
نطقتُ من بين أسناني : آه عاوز حاجات مش حاجة وحدة بس , انتي فين روحتي ؟
بحروف متقطعة و الكلمات بالكاد تُجمع : روحت السوبر
رفعتُ حاجبي و بتساؤل : فين الحاجات انتي مش روحتي علشان تشتري أُمال فين الحاجات
اشارت بأصابع يدها الأخرى للأسفل : هيا في المطبخ
قبضتُ على ذراعها بقوةٍ أكبر و بقلةِ صبر : كدابة انتي ما دخلتيش المطبخ من ساعة ماجيتي , انتي روحتي فين يا بِت اصلي سمعتك وانتي بتكلمي مي
انتي روحتي عند مين ؟
نظرت لما حولها بتشتت وهي بالكاد تقف على اصابع قدميها
حركتُها بقوة و بغضبٍ جامح : ما تتكلمي يا بِت
بتودد و هي تنزل لتُقبل يدي : أنا آآآسفة مش هعدها تاني
رفعتُ رأسها عن يدي و بحدة : اتكلمي
أجابت بتوتر :انا روحت عند رفيىء مي هوا اسمو ركاض علشان اديهولو رسالة منها و بس كدا
بتساؤل : و انتي تعرفي ايه الي مكتوب في الرسالة ديت
حركت رأسها بلا دراية
فتركتُ ذراعها و رحلت
إذًا يا مي تتلبسين كل الأدوار امامي انتِ معي وامام ركاض انتِ معه
حتمًا ستندمين .




*



كنتُ مستلقية على السرير بإرتياح بعدما وصلت رسالتي إلى ركاض , إرحل يا ركاض بعيدًا وحينما يزمجر عمي أو أخي أول ما سأقوله
انهم هم من احتجزوني في المنزل فلم أعلم بهروبك و بهذا لن أنتقم منك نظرتُ إلى السقف و أنفاسي متفاوتة شيءٌ بداخلي سيفتقده بشدة
و شيءٌ آخر يقول رحيله أهونُ علي من هلاكه و انا من سأكون جحيمه إن هلك
لا أقوى أن أكون جحيمك يا ركاض سأكون جحيم نفسي ولا أكون جحيمك
يكفيني يا ركاض ان تكون على قيد الحياة ان تتنفس هواءً قد يُداعب صدري وإن كان بيعدًا بعيدًا عني
أغمضتُ عيني و إبتسامةً تُضاحكُ شفتي لا أصدق أن رسالتي وصلت إليك بهذه السهولة
إنتشلني صوتُ الباب عن أحلام الأمل التي أعيشُها و أتعايشُها إستنتجتُ أنها الخادمة ونطقتُ دون أن أرفع رأسي عن الوسادة : عاوزة ايه يا نورهان ؟
شعرتُ بيدٍ خشنة تُلامس كتفي العاري فإنتفضتُ بذعر
و حاولتُ القيام من على الوسادة لكنه دفعني بقوة فوقعت عيناي المترجية على عينيه المتوعدة
وضع يديه حول رأسي من اليمين و اليسار فأصبحتُ في محاصرةٍ جسدية
مرر إصبعهُ على شفتي و بغير رضى : كنتي بتستمي هيا فينها الابتسامة دلوقتي ؟
زاد تجهم و جهي لا إراديًا مما جعل وجهه يحمرُ بشدة و يبدو أني أغضبتُه بتصرفي
غرس اظافره على شفتي بقوة حتى تذوقتُ معدن دمي و بخبث : كان طعمها لزيز أوي
مددتُ يدي إلى يده التي تقبع فوق شفتي وانا أحاول استئصالها عني و برجاء : ارجوك سبني يا جهاد ارجوك
لثم أنفي فإنتفضتُ بشدة و أخذتُ أُحرك قدماي بقوة لعله يبتعد , بفحيحٍ كالأفعى : انتي السبب ليه بتعملي كدا ليه سبتيه يروح
بتحبيه يا مي
حاوط كتفي و هو يهزني فأرتفع و أعودُ للوسادة تارةً أخرى : بتحبيه يا مي بتحبيه هوا عندك احسن مننا انتي بتحبيه
إتسعت عيناي وقد إستوعبتُ سبب غضبه , بتلعثم : آآ
ولم أستطع أن أنطق ماذا عساي أن قول وقد عرف
ما شعرتُ إلا بشفتيه تُطبق على شفتي بقبلةٍ قذرة
صار تنفسي صعبًا و كل ما حولي رماديًا لا معنى له ولا شيء هو الحجرة
طغى السواد على رمادية الحياة وغابت مي عن وعيها .


***


إحتضنتُ وسادتي بشدة إلى صدري أُفرغُ طاقتي السلبية بها أدعها تغرقُ ببحر دموعي أو هي التي تُغرقُ دموعي بصلابتها
حتى هذه الوسادة تمتص الحزن أما انا ما أبعثُ إلا الشجن صوتها لازال يترددُ بمسامعي سخرت مني و إستهزأت بي ولم أقدر على الرد
كنتُ كجدارٍ أصم يجيدُ النظر لمن بداخله ولا يسمعُ ما يقولون , كنتُ كصخرةٍ بكماء يقعدون فوقها و تتألم لكنها لا تستطيعُ الشكوى
بل كنتُ كرجلٍ أعمى يتخبطُ بذاك و ذاك ليسقطُ بالأرض ولا هنالك من يمدُ له يد العون
بعد خروجِ ناجي لعمله بتمام الساعة الرابعة عصرًا نزلتُ من جناحي لعلي أجدُ من أجلسُ معه
و لكني لم أجد إلا مارسة فعدتُ بأقدامي للوراء لم تعدُ مارسة تلك الفتاة التي أحببتُها كأختٍ لي
صارت متوحشة نزقة أنانية لا تُحبُ إلا ذاتها
فإنسحبنا جميعنا عن ساحتها و كان السببُ الأول خذلان خالي عبدالقوي لعمتي ساجدة بزواجهِ بمارسة
و لكنها استوقفتني منادية : عُزوف
أجبتُ على نداءها دون الإلتفاتِ لها : نعم
ضحكت ضحكةً مصطنعة ومن ثم أردفت : ما بتباركي لي ؟
عقدتُ حاجبي و دافعُ الفضول جعلني أدير ظهري رغمًا عني و بتساؤل : على ؟
وضعت يدها بفمها و عيناها اتسعتا : وآه مو معقولة عبودي ما قلك هوا كثير فرحان
وضعت يدها ببطنها و أردفت : انا حااامل
بهت وجهي رغمًا عني و نطقتُ بصعوبة : مبـ..روك
رفعت حاجبها تنظر لي : مبروك كذا حاف حتى ما فيها دعوة , شكلو عبودي كان خايف من عينك الطويلة علشان كذا ما قلك
طبعًا انتي سنين و لا عندك بيبي واحد وانا كم شهر والحمدلله حااامل .
أدرتُ ظهري و أنا أجري بالدرج
و دمعي يجري بخدي
و غصة تخنقُ قلبي .



***


الساعة السابعة و الربع بعد غروب الشمس ذهبتُ إلى الحارةِ التي وجدت بها ام زايد أخي هزاع و قد رافقتني أم زايد ولم تتخلى عني
اوقفتُ أحد سياراتِ التاكسي و مددتُ إليه صورة هزاع و برجاءٍ خالط صوتي : اخوي كانك شفت واحدن بهالملامح ليتك تخبرني بمخبأه
أجاب : لا والله ما شفت واحد مثل كذا
حركتُ رأسي بالموافقة و تركته يرحل جلستُ على قارعةِ الطريق و قد إحتلني اليأس و أباد كل سُبل الأمل
منذُ شمس الظهيرة إلى غروبها و نحنُ نبحث
و كأننا نبحثُ عن إبرةٍ بكومةِ قش
أين عساي أن أجده ؟
وضعتُ يدي على جبيني ودفنتُ رأسي بركبتي
شعرتُ بأم زايد وهي تجلس بجانبي وتضع يدها على كتفي و بتصبير : صبرتِ يا مزنة عشرين سنة دونه ما بتصبري كمن اسبوع حتى تلاقيه بهالحوراي



***

نظرتُ إلى الورق والتيه يحاوطُ عيني و يكبُل عقلي عن التركيز , دخلت لجحيمي ولا أستطيعُ إنتشالها
أيُ سفولٌ ذا الذي جعلني أزجُ بها الجحيم و أرحلُ لجنتي
أهدتني جنتها لأنعم بجنتين
و أهديتُها جحيمي لتقتر بجحيمين
اقترت ناري و حملت معاها كل جميل
أيا نار كوني بردًا و سلامًا عليها
نثرتُ الورق الذي أمامي على الطاولة حتى تساقط بعضه على الأرض
و قمتُ من على الكرسي و انا أتحرك جيئةً و ذهابًا
و نارٌ تكوي صدري قبل أن تكوي جسدها الغض
رنّ هاتفي وكم بتُ أكرهُ هذه النغمة المقيتة
كم بتُ أمقتُ هذه الرنةُ التعيسة
إقتربتُ من الطاولة وأمسكتُ بالهاتف و قد كان رقمُ أحد مراقبين سمحي
رددتُ على الهاتف بمزاجٍ سيءٍ للغاية ولأول مرة أشعرُ أني أكرهُ عملي
إتعست عيناي لهول صدمتي حالما سمعتُ صوت سمحي بدلاً من مراقبيه : ...


***

إنتهى الجحيم
أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه
كونوا بخير $

 
 

 

عرض البوم صور الشجية   رد مع اقتباس
قديم 23-08-15, 09:33 PM   المشاركة رقم: 354
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
قارئ مميز


البيانات
التسجيل: Jun 2010
العضوية: 174082
المشاركات: 4,031
الجنس ذكر
معدل التقييم: fadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسي
نقاط التقييم: 4492

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
fadi azar غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : الشجية المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: حيزبون الجحيم / بقلمي

 

معن سوف يندم لانه ما استغل الفرصة عندما تنكشف الحقائق

 
 

 

عرض البوم صور fadi azar   رد مع اقتباس
قديم 09-09-15, 06:56 PM   المشاركة رقم: 355
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Oct 2013
العضوية: 259797
المشاركات: 55
الجنس أنثى
معدل التقييم: دهن عود قديم عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 42

االدولة
البلدAjman
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
دهن عود قديم غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : الشجية المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

ننتظر التكملة

 
 

 

عرض البوم صور دهن عود قديم   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الجحيم, انتقام, اكشن, بوليسي, بقلمي, غموض, عجوز
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t195054.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 24-04-16 12:17 PM
Untitled document This thread Refback 09-04-15 05:57 AM


الساعة الآن 12:10 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية