لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية


موضوع مغلق
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-03-14, 11:23 AM   المشاركة رقم: 6
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Mar 2014
العضوية: 265129
المشاركات: 41
الجنس أنثى
معدل التقييم: أضئت القمر عضو على طريق الابداعأضئت القمر عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 198

االدولة
البلدBahrain
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
أضئت القمر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أضئت القمر المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: أتحبني بعد الذي كان

 

أثق فيك ...

وضع زين كأس القهوة على الطاولة وتمدد على السرير واضعاً يده على عينيه , فهو يشعر بالنعاس يداعب عينيه بالرغم من أن الوقت مازال عصراً , لكن بسبب لياليه المزعجة وما يلاقيه من أرق أصبح يشعر مؤخراً بإرهاق وتعب طيلة النهار , أغمض عينيه فإذا بالنوم يغلبه بينما كان يتذكر ذالك اليوم الذي طلب والد رهف حضوره للمكتب ليخبره على موافقته على زاوجه من ابنته , بالرغم من نصح جميع أفراد عائلته له بأن يتراجع عن قراره فالفارق بينهما كبير وليست في قدرته أن يقدم لها نصف ما تملكه وأن هذا الزواج لن يكتب له عمراً طويل , وعندما لم يستمع لأحد ابتعد الجميع عن طريقه ما عدا أخويه فقد كانا يعلمان مقدار حبه لرهف لهذا وقفا معه للنهاية التي فرقة بينهم دون تذمر أما الآخرين فقد أخذوا يراقبون ما يحدث له من الظل وعندما مر بما مر سمع همساتهم حوله فهنالك من كان يقول
" ألم ننصحك "

" لما أنت عنيد هكذا ,, أنظر ماذا حدث للجميع بسببك "

" ألا ترى أين هم وأين أنت ,, أم أنك أعمى "
.........................

دخل زين مكتب والد رهف بعد أن طرق الباب فرحب به الرجل وطلب منه الجلوس ونهض عن كرسيه خلف المكتب وجلس أمامه فقال له

" أتعرف منذ أن رأيتك أول مرة أعجبت بك وبجراءتك وثقتك الكبيرة بنفسك فأنت لم تخجل مثل بقية الأولاد عندما مددت يدي لأسلم عليك بالرغم من صغر سنك بل تقدمت ومددت كفك المتسخة بثقة , لهذا يجب أن تعلم إنني لم أوافق على هذا الزواج إلا من أجل ابنتي و لمعرفتي الجيدة باجتهادك ومواظبتك في العمل والدراسة وهذا ما شهد لك به زملائك , واثبات على ذالك أخويك فأحدهما مهندس يعمل هنا والأخر طبيب ولا أعتقد أن هنالك أكثر من هذا إثبات بأنك ستوفق في ارتقاء المراتب العالية فقد علمت أنهما من اهتما بك منذ الصغر وهما من يقوما على تشجيعك ,و لا أعتقد أنك ستخيب ثقتهما بك لذا أريد منك أن تثبت لي وللجميع في المستقبل أنك جدير بهذه الثقة "

ثم ابتسم له ووضع يده على كتف زين وقال بصوت أكثر جدية وقد انمحت تلك الابتسامة " رهف هي أغلى شيء بحياتي لهذا اعتني بها جيداً وعاملها كأميرة فنحن نعاملها كذالك وأي مساعدة تريدها ومهما كانت تعال إلي دون تردد فأنا أصبحت في مقام والدك الآن , أليس كذالك "

ثم ابتسم له مرة أخرى وظل كذلك طيلة الوقت حتى انصرفت , سعدت ذالك اليوم كثيراً بسبب حديثه عن الثقة التي وضعها فيّ لأسعد ابنته الغالية فقد أحببته منذ صغري ومنذ أول لحظة رأيته فيها بل كان مثلي الأعلى وقدوتي في الشهامة والوفاء لأقاربه بالرغم الفارق الاجتماعي بينهم ومساعدته لكل من يطلبها لقد كان مكان استحسان الجميع فكان يكفل الأرامل والأيتام والمحتاجين , لم يكن يشبه زوجته وابنه في شيء قط و عندما كبرت تعرفت عليه أكثر فوجدته رجلاً متواضع كريم الأخلاق أيضاً ,و كانت رهف تشبهه كثيراً في هذا بعكس والدتها وأخيها فهما شخصين مختلفين عن رهف ووالدها تماماً , فهما متغطرسين جداً ومتعالين يظنان أن المال كل شيء بل إنه أيضاً يعطيهما حق استصغار الناس والدهس عليهم ولقد كانا السبب في انتهاء علاقتي برهف فقد كانا منذ البداية معارضين على إتمام هذا الزواج فكانا يفتعلان لي المشاكل ولم أستطيع أن أتحمل جورهم وتحرشهم بي أكثر من ذلك .

أما الآن أصبحت راغباً برؤيتهما لعلي حينها أشعر بطعم السعادة الحقيقة التي أفقداني إياها والتي من أجلها هاجرت وتركت الجميع ورائي .. لكن إلى هنا انقطعت أفكار زين فقد غلبه النعاس فنام ...

******************************

 
 

 

عرض البوم صور أضئت القمر  
قديم 05-03-14, 11:51 AM   المشاركة رقم: 7
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري
محرر مجلة ليلاس

البيانات
التسجيل: Sep 2010
العضوية: 190966
المشاركات: 20,103
الجنس أنثى
معدل التقييم: تفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 11911

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
تفاحة فواحة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أضئت القمر المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: أتحبني بعد الذي كان

 

السلام عليكم
حياك الله اختي هل القصة قصيره او روايه قصيره

 
 

 

عرض البوم صور تفاحة فواحة  
قديم 06-03-14, 11:21 AM   المشاركة رقم: 8
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Mar 2014
العضوية: 265129
المشاركات: 41
الجنس أنثى
معدل التقييم: أضئت القمر عضو على طريق الابداعأضئت القمر عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 198

االدولة
البلدBahrain
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
أضئت القمر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أضئت القمر المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: أتحبني بعد الذي كان

 

وعليكم السلام والرحمه
بصراحه هي رواية لكن بما إن هذه أول مره أكتب في منتدى حبيت أخليها قصه قصيرة عشان أعرف رأي القراء لكن الغريب إني لما بدأت أحولها من روايه لقصه قصيره ماقدرت لأني حبيتها بشكل روايه و عشان أوفي الشخصيات والأحداث حقهم

فعذرا هي روايه وليست قصه قصير...

 
 

 

عرض البوم صور أضئت القمر  
قديم 06-03-14, 11:32 AM   المشاركة رقم: 9
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري
محرر مجلة ليلاس

البيانات
التسجيل: Sep 2010
العضوية: 190966
المشاركات: 20,103
الجنس أنثى
معدل التقييم: تفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 11911

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
تفاحة فواحة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أضئت القمر المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: أتحبني بعد الذي كان

 

وعليكم السلام والرحمة
اذن مكانها صحيح وراح اصحح العنوان
حياك الله اختي واتمنى ان تصل روايتك للروايات المكتمله
قوانين القسم ( شروط انتسابك ككاتب + قانون القصص المكتمله والمهمله + الردود المخالفه )

 
 

 

عرض البوم صور تفاحة فواحة  
قديم 06-03-14, 11:35 AM   المشاركة رقم: 10
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Mar 2014
العضوية: 265129
المشاركات: 41
الجنس أنثى
معدل التقييم: أضئت القمر عضو على طريق الابداعأضئت القمر عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 198

االدولة
البلدBahrain
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
أضئت القمر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أضئت القمر المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: أتحبني بعد الذي كان

 

أحبك جداً و جداً...

وافق والد رهف على زواجي بابنته بعد تردد لم يدم طويلاً فهو لم يعتد أن يرفض لابنته طلباً , بالرغم من رفض ومعارضة زوجته وابنه رشدي على هذا الزواج , وعملا المستحيل حتى يمنعوا هذا الزواج لكنه تم في النهاية رغماً عنهما وذلك إرضاء لرهف , فقد تشاجرت كثيراً مع والدتها بالرغم من أن هذه ليست من عادتها , لكنها خافت أن يرضخ والدها لأمها وأخاها رشدي فيمنعها من الزواج بي, فكانت تمضي معظم ليليها باكية خائفة من الغد وما يحمل لها من خبر , حتى أخبرها والدها بعد أن رأى حالتها وكيف تغيرت من فتاة مبتهجة إلى كئيبة حتى أن الابتسامة تاهت عن وجهها , بأنه موافق على زواجنا عندها رأى شبح ابتسامة طلت بخجل على وجه ابنته التي لم تكن بلغت الثامنة عشرة عاماً سوى منذ عدت أشهر , حينها تأكد أن ذالك أفضل شيء يفعله لها فإبعادها ومنعها من الزواج بي سيؤذيها بالتأكيد وهذا الشيء الذي لا يريد أن يحدث لها .

مل زين من أفكاره التي أصبحت تدور في الماضي فقط فقام بتشغيل التلفاز على أحد المحطات فإذ بهم يبثون أغنية جديدة لأحد الفنانين ..

تم النصيب ودام الفرح عنا ليالي
وأحلى عروس بها الدنيا صارت حلالي
..... ....

صرتي بداري ودار الهنا
وان صابك ضنا حدك لا تخافي
غير كلمة حبيتك انا
يطلع ع شفافي مش رح
وتضلي بحضني الدافي
...... ....

وبينما الأغنية تصدح في المكان شرد زين مرة أخرى وعاد إلى الماضي الذي أصبح يلازمه وكأنه مرض خبيث أكتشفه مؤخراً فقد ظل صامتاً لسنوات حتى ظهر الآن وبقوة ..

أعادت هذه الأغنية زين إلى أول أيام زواجه فهمس لنفسه " كم كانت تلك الأيام جميلة "

فقد أصبحت رهف أخيراً زوجتي وأحد ممتلكاتي , نعم كنت أظنها وقتها أنها شيء خاص بي شيء أستطيع تملكه كنت أظن حينها أن الحب مجرد تملك, لم أكن أعلم أننا نظل شخصان مختلفان رغم إتحاد قلبينا, كنت آنذاك مستعد لأن أعمل أي شيء لأسعدها فقط .

كان زواجنا في الصيف وهو نفس الفصل الذي تقابلنا به لأول مرة عندما كنا طفلين , نجحت رهف وحصلت على مجموع عالي وكنت سعيداً وفخوراً بها وكأنني أنا من حصل على ذالك , احتجت ذالك الصيف أن أضاعف عملي فقد أردت أن أقدم لها شيئاً مميزاً , شيئاً يشبه ما قدم لها أفراد عائلتها من هدايا غالية الثمن , فقد شعرت وقتها بالضيق والانزعاج لعدم مقدرتي شراء مثل هذه الأشياء لها , لكنني في نهاية الشهر اشتريت لها ساعة بها فصين ألماس وكان عليها عرض فساعدني ذلك على شرائها , لكن ما أن رأتها رهف وبختني على صرفي مرتب شهراً كاملاً على شيئاً لديها الكثير منه وليس ضروري في نظرها, فانزعجت منها فهي لا تعرف كم قضيت من ساعات أتنقل بين عملي وبين السوق أبحث لها عن هدية تليق بها وبما لدي من مال , لكن ذالك لم يكن سبباً يقنعها لإضاعة المال فمنذ أن تزوجتها وهي من تهتم بمسألة المال فقد قررت منذ البداية أنها هي من ستتولى كامل التصرف بالمال , فأصبحت تأخذ كل ما أحصل عليه من مال في بداية كل شهر ثم تبدأ في تقسيمه على الفواتير وعلى الحاجات التي نحتاجها أما الباقي فتخبئه , وكانت تمنعني من تبذير المال ولو من أجلها كنت أحب أن أقدم لها كل ما أستطيع لكنها كانت تمنعني , وأخبرتني أن وجودها معي كافي لإسعادها وأن المال لم يعنها يوماً وأنه ليس مهم بالنسبة لها بقدري أنا .

لا أذكر أنها تذمرت يوماً من أي شيء يمر بنا بل كانت هي من تساندني وتساعدني في اتخاذ قراراتي وتشجعني على كل شيء , وكانت تخبرني باستمرار عن ثقتها بي ومقدار حبها لي , كانت كل أيامي معها سعادة في سعادة لا أذكر أننا بتنا ليلة متخاصمين, فقد كانت هي من تبدأ الخلاف وهي من تنهيه كانت عنيدة ولم يكن من السهل تغيير رأيها مهما كان , وكان ذالك يغيظني جداً لكنها كانت تحتوي غضبي وتنسيني إياه فأنساه أنا أيضاً إن ابتسمت لي , وكانت تفعل ذالك كلما أغضبتني فهي قد تعود تتحدث معي مع ابتسامة وكأن شيئاً لم يكن , وقد تضع لنا الطعام متجاهلة ما حدث وكنت أفعل مثلها أيضاً فمن أنا لأعكر ابتسامتها الجميلة فيكفيني أنا أراها مبتسمة لأنسى كل شيء .

مر الصيف بسرعة وحان وقت التسجيل في الجامعة عندها طلبت رهف مني أن أرافقها فالمكان سيكون مكتظاً بالطلاب وهي لا تعرف ماذا تفعل , ذهبت معها فإذا بها تتوجه إلى قسم الهندسة لتسجل فيه , فشعرت وقتها بالغيرة تعتمل بداخلي لأن ذالك ذكرني بالمهندس الذي أرادها خطبتها , ولأن أكثر المهندسين وسماء وأذكياء ومن عائلات راقية أو ميسورة الحال فانزعجت لهذه الفكرة , عندها فكرت أن أقترح عليها أن تتخصص في قسم تصميم الأزياء أو المجوهرات أو الفنون فهي ماهرة في الرسم أين كان فوافقت بعد تفكير دام دقيقتين لكنها ترددت فجأة فسألتني قبل أن نخطو

" هل تعتقد أننا على صواب ألا نستشير والدي "

كنت أريد أن أقول لها شيئاً لكنني امتنعت فقد فكرة حينها أن أفضل طريقة أن أبتعد عن طريقها لأوهمها أن ما اختارته هو بمليء إرادتها بينما كنت أراقبها ..

فقلت " لا مانع لدي أن نستشير والدك "

لكنها أجابت " أنا أعرف ما يريد والدي وهو أن أصبح مهندسة , لكنني أريد أعرف ما تراه أنت يا زين مناسباً لي "

فأجبتها وأنا أراقبها بعين خفية " لقد قلت لك أنني لن أقف في طريقك مهما كان اختيارك "

صمتت قليلاً مفكرة .....

ثم قالت " أنا لم أفكر في التصميم أو الرسم بجدية من قبل ,, لكنه يعجبني فما رأيك أنت "

" لا رأي لي بعد رأيك فهذا مستقبلك يا رهف "

فابتسمت لي وأمسكت يدي وتوجهنا لقسم التصميم وكان المكان مكتظ بالطالبات أكثر من الطلاب عندها شعرت بسعادة
تغمرني , فتحت الجامعات أبوابها لطلابها فكنت أوصل رهف لجامعتها بالرغم أنني كنت أتأخر على محاضراتي وكنت أعاقب أحياناً , حتى أن أحد أساتذتي والذي لم يعتد على إهمالي طلب محادثتي بعد الانتهاء من المحاضرة وحقاً ذهبت وقابلته , فإذا به يسأل عن أحوالي فأخبرته بأنها جيدة فإذا به يصرخ بي ويقول

" لقد أخبرتني ذات مرة أنك تنوي أخذ أعلى العلامات حتى تستطيع أن تبعث للخارج ما الذي استجد الآن "

فأجبته بابتسامة " لقد تزوجت "

فإذا به يصرخ ساخراً " تزوجت أهذا عذر "

فانزعجت منه وهمست لنفسي وما شأنه هو في ما أعمله أو لا أعمله فقال لي بصوت أخفض وقد لاحظ انزعاجي

" اسمع يا زين أنا أرى فيك الذكاء والنباهة وأنا عندما أقول أن شخصاً ما سينجح في حياته يصدق ما أتوقعه له من نجاح وأنا لست مضطراً لنصحك وإرشادك أتفهم يا زين"

لكنني لم أجيبه فقد كنت محرجاً عندها أكمل حديثه بعد أن رأى فيّ التأثر بحديثه " لقد قضيت أربعين عاماً من عمري وأنا أعلم الطلبة ولست بأول شخص أرى فيه هذه الصفات لهذا أريد منك الاجتهاد من اليوم وسأساعدك في الحصول على البعثة لكنني أريد منك الاجتهاد , أتفهم ذالك يا زين "

هززت رأسي وأنا حائراً لم أحب صراخه بي وكأنني طفلاً , لكن اهتمامه بي جعلني أخجل من تصرفاتي الطفولية لهذا كنت أحاول أن أتقدم في جميع صفوفي وساعدتني على ذالك رهف فقد أخبرتها ما أخبرني به أستاذي فقالت لي هي الأخرى

" أنا أؤمن بك أيضاً "

كنت أحاول أن أنهي محاضراتي سريعاً عند الظهيرة حتى لا أتأخر على رهف فكنا نذهب ونعود معاً وكنا نسير على الأقدام مسافات طويلة ممسكين الأيادي حتى نوفر قليلاً من المال , وعندما كنت أذهب لاصطحابها أجدها تنتظرني باسمة أمام بوابة الجامعة تحمل دفاترها وأوراقها كطفلة جميلة فأبادلها الابتسام , وكنت ما أن أراها حتى أنسى الدنيا وما فيها فقد كانت بالنسبة لي ست النساء وكنت أهمس في أذنها عندما نكون راكبين الباص شعر لنزار القباني’ ست النساء ’ فالمسافة من منزلنا للجامعة كانت طويلة قليلاً وكانت تطلب مني أن أسمعها أشعاراً حفظتها و التي كانت هي عزائي قبل زواجنا وكانت تسعد هي بسماعها ولا أتذكر الآن الكثير منها لأنني نسيتها منذ زمناً بعيد فقد أغلقت أبواب قلبي ولم تدخله له امرأة بعدها ليس وفاءً لها بل لأنني أصبت بندبة كبيرة في قلبي أخاف أن تكون التالية قاضية , أغمض زين عينيه وهو يردد قصيدته المفضلة محاولاً أن يتذكرها جيداً ..

أحبك جداً

أحبك جداً

وأعرف أن الطريق إلى المستحيل طويـل

وأعرف أنك ست النساء

وليس لدي بديـل

وأعرف أن زمان الحنيـن انتهى

ومات الكلام الجميل

...

لست النساء ماذا نقول

أحبك جدا ...

أحبك جداً وأعرف أني أعيش بمنفى

وأنت بمنفى

وبيني وبينك

ريحٌ

وغيمٌ

وبرقٌ

ورعدٌ

وثلجٌ ونـار

وأعرف أن الوصول لعينيك وهمٌ

وأعرف أن الوصول إليك

انتحـار

ويسعدني

أن أمزق نفسي لأجلك أيتها الغالية

ولو خيروني

لكررت حبك للمرة الثانية

......

يا من غزلت قميصك من ورقات الشجر

أيا من حميتك بالصبر من قطرات المطر

أحبك جداً

وأعرف أني أسافر في بحر عينيك

دون يقين

وأترك عقلي ورائي وأركض

أركض

أركض خلف جنونـي

...

أيا امرأة تمسك القلب بين يديها

سألتك بالله لا تتركيني

لا تتركيني

فماذا أكون أنا إذا لم تكوني

أحبك جداً و جداً و جداً

..... .....

ثم توقف فهو لم يعد يستطع أن يكمل أكثر من هذا فقد شعر بأنه عاد إلى الماضي البعيد , الماضي الذي ظن أنه قد نساه فما الذي ذكره الآن بهذا القصيدة ومشاعره التي نامت منذ سنوات ..

فقد أشعرته هذه القصيدة للحظات بالشوق لأن يضع فمه بالقرب من أذن حبيبته رهف ليسمعها إياها مرة أخرى , وليخبرها أنها مازالت ست النساء بالنسبة له بالرغم من مرور السنين عليهما أغمض زين عينيه ونام وهو يشعر بالتكدر من أفكاره وذكرياته التي أرهقت يومه ...

******************************

استيقظ زين مبتسماً حتى أنه لم ينهض عن السرير سريعاً كعادته لينفض عنه الكسل بل ظل ممداً يعيد حلمه الجميل فقد عاد في نومه إلى ذالك الوقت الذي كان يسرع في إنهاء محاضراته ليسرع إلى الذهاب إلى رهف فيجدها تنتظره عند البوابة كعادتها باسمة له لم تعاتبه يوماً إن تأخر أو تنزعج بل كانت تشتري له عصيراً بارداً وتقول له

" يبدوا أنك نسيت أن تشرب بينما كنت تسرع إلي "

بالرغم من إنكاري إلا أنها تكشفني أو ربما كان حبي لها واضحاً عليّ وكنت ما أن أصل حتى أقوم بأخذ ما بيدها من كراريس فقد كانت ثقيلة عليها حمل الكثير من الكراريس أو ربما كان تأنيب ضميري هو السبب فلو أنه لدي مال , عندها ما كنت تركتها تنتظرني طيلة هذا الوقت أمام البوابة حتى نعود سوياً , لكنها كانت ترد على مبادرتي هذه بابتسامة رقيقة و كان ما يميز رهف ابتسامتها تلك التي لا تفارقها أبداً إذ نظرت إلي أو تحدثت معي , وكانت أفضل من تصغي إلي فقد كنت من قبل لا أتحدث كثيراً أما منذ أن تزوجتها حتى أصبحت لا أغلق فمي سوى لتناول الطعام أما هي فكانت معظم الوقت تصغي إلي فقط كانت تتركني أخبرها بكل ما يدور برأسي وبما أحلم بتحقيقه وبما أحب ولا أحب وكانت تشاركني قليلاً لكن دون أن تقاطعني كنت أحب أن أبقى معها طيلة الوقت لم أكن أمل من رفقتها كانت ملاكي الجميل في حياة الفقر والبؤس تلك كنت آنذاك لا أشعر سوى بالسعادة فمعها أشعر بالأمل بغد أفضل , لم يخطر ببالي وقتها أن الأمر كله و منذ البداية فاشل وأنه لن يطول بنا الأمر حتى نفترق ربما لصغر سني وهيامي بحب رهف جعلني أظن أن قصتنا لن تكون مثل قصص "الفقير والغنية " التي نسمعها في العادة وعن فشل هذه العلاقة بسبب الفروق الاجتماعي التي تقف عائقاً بينهما , كنت آنذاك أظن أن باستطاعتي أن أجعل ذالك ممكناً لكن في النهاية حدث المتوقع حدوثه , فقد انفصلنا أنا ورهف ومنذ ذالك الوقت لم أسمح لنفسي بالتفكير بها خوفاً من أن أجن , لكنني ومنذ أن وطأة قدمي أرض الوطن وهي لا تفارق خيالي , لقد كانت هي وعائلتها السبب الرئيسي في اختفائي طيلة هذه السنوات وعملي الجاد والمتواصل , وها أنا وصلت أخيراً لما صبوة إليه فقد وضعت هدفاً أمام عيني وهو أنني لن أعود إلا إن جمعت مالاً يساوي ما لدى عائلتها , والحمد لله قد جمعت الكثير من المال والشهرة أتمنى حقاً أن أقابلها الآن فأنا أريد أن أرى ما حققته في عينها ...

نهض زين متوجهاً إلى الحمام ليغسل وجهه وعندما نظر إلى نفسه في المرآة همس ..

ما زلت يا مسافرة

مازلت بعد السنة العاشرة

مزروعة

كالرمح في الخاصرة

******************************

انتهينا ...

لم يستمر زواجنا سوى بضعة أشهر فقط بسبب عدم مقدرتي على تحمل المزيد من الإهانات التي كان يلقيها أخ رهف ووالدتها بوجهي , وأحياناً كانوا يوجهونها إلي من تحت الطاولة وبالكلام الغير مباشر أمامها وأمام والدها أشعروني بالنقص وبالفارق الذي كان يقف حاجزاً بيني وبينهم , لكن رهف لم تلتفت لتلك الإهانات بل كانت تتجاهلها وكنت أفعل ذالك أنا أيضاً إرضاءً لها فإذا هي لا تريد أن تثير المشاكل فلن أكون أبداً أنا مثيرها , لكن عدم نقاشنا في الموضوع كان يزيد من حنقي دون أن أشعر فقد أصبحت أتكدر إن أتت بسيرة عائلتها ولم أكن أشاركها الحديث عنهم فتصمت هي متفهمة الأمر لقد كنا صغيرين على المرور بمشاكل مثل هذه , أذكر أخر لقاء بيننا كان عندما طلبت مني أن أشارك عائلتها الغداء ذات يوم فقد دعانا والدها لتناول الغداء في منزلهم , فذهبت رغماً عني إرضاءً لها ولوالدها كنت مستعداً لأن أتحمل من أجلها الكثير حتى أراها مبتسمة على الدوم , فقد كانت ومازالت هي الشخص الوحيد الذي أفكر به في اليوم ألف مرة فكيف يمكن لي أن أعكر صفوها بإثارة مشكلة مثل عدم ذهابنا لزيارة عائلتها المحترمة.

وصلنا لمنزل والدها وكان منزل عائلتها عبارة عن طابقين به غرف كثيرة وبه مسبحين وحديقة تلتف حوله ومواقف للسيارات كبير أمام المنزل كان منزل يعبر عن غنى أصحابه , وصلنا للمنزل فتركتني رهف أنتظر الجميع في الصالون بينما تذهب هي لتلقي التحية على والدتها , عندها وصل أخيها من الخارج وبينما كان يسير صاعداً إلى غرفته وهو يلعب بمفاتيح سيارته , تمنيت وأنا أجلس بالخلف في مكاناً بعيد عن مرمى عينه أن يواصل سيره وألا يلتفت إلى الخلف , لكنه وكأن به مجسات يشعر بما حوله فقد توقف واستدار للخلف وعندها وجدني اجلس في أحد أركان الصالون , فنظر إلي بتغطرس وهو يسير نحوي حتى وصل إلى الكرسي الذي أمامي وجلس عليه رافعاً رأسه ينظر إلي نظرة تعالي واستصغار ثم قال بسخرية

" غريبة والله الدنيا, هنالك مثل يقول اللبيب بالإشارة يفهم و ال..تعرف بقية المثل أليس كذالك يا زين فأنت ذكي جداً"

قال زين وهو يحاول أن يمسك أعصابه " ماذا تقصد يا رشدي "

صدرت ضحكت استعلاء من رشدي ثم قال " أعني أنني لا أصدق أن هنالك أشخاص في هذه الدنيا مهما تحاول أن تفهمهم عن عدم رغبتك في رؤيتهم بمنزلك أو في أي مكاناً أخر , تجدهم طيلة الوقت أمامك كالغراء "

وقف زين وهو غاضب من إهانة رشدي له ثم قال " أنت تعرف أنني لست هنا لزيارتك لكنني زوج أختك ووالدك هو من دعاني ومن احترامي لوالدك قمت بتلبية دعوته هذا كل ما في الأمر "

قال رشدي بسخرية " احتراماً لوالدي أم من أجل مال والدي ونفوذه , أتعرف لقد اخترت أسرع طريقة للوصول لقلب والدي , إنني أحيك على ذالك "

صرخ زين " رشدي "

قال رشدي وهو يزيد ابتساماً بينما زين يفقد أعصابه " ماذا هل تريد أن تنكر هذه الحقيقة , أتعني أن زواجك من أختي الكريمة حباً فيها وليس في مالها ومال والدها لهذا أنا أسميك بالذكي فقد لعبة لعبتك صح , لكن يجب أن تعرف بأن لعبتك ستكشف في أسرع وقت وبأنك لن تفوز في الأخر بأي شيء لهذا أنا لدي لك اقتراح يرضي الطرفين "

ووقف رشدي واقترب من زين بينما هذا الأخير يغلي من رأسه حتى أخمص قدميه غضباً قال رشدي " ما رأيك بأن تطلق رهف وسأعطيك مقابل طلاقها المبلغ الذي تريده "

ثم قدم له شيك وهو يقول " خذ وأكتب المبلغ الذي تريده وأرجو ألا تمثل دور الحبيب طويلاً على أختي خذ هذا الشيك واغرب عن حياتنا فقد رأينا ما يكفي عن حقيقتك "

زين" حقيقتي "

رشدي " نعم حقيقتك أم تظن أنك استطعت أن تخدعني أنا وأمي فنحن لسنا بأغبياء مثل والدي ورهف , ما رأيك أن تكتب الرقم الذي تريده وأن تختفي عن حياتنا للأبد "

زين " رشدي أنا لا أسمح لك بإهانتي أكثر من هذا "

قال رشدي ساخراً " أهنتك , حقاً !!أتعرف أنك تضحكني أتقصد بهذا أن من هم أمثالك يهانون ولديهم مشاعر وكرامة "

عندها لا أعرف كيف أمسكت به وكيف أخذت أضربه وألكمه بكل قوة محاولاً أن أمحو ابتسامته الساخرة عن وجهه بينما أخذ هو يحاول أن يفلت من بين يدي ليهرب,لكن غضبي زاد من قوتي بالرغم أنه لم يكن هنالك فارق كبير بين جسمينا, لكن رشدي لم يستطع أن يفلت من قبضتي وبينما كنت ألكمه وأضربه وأتفوه بكلمات لليوم لا أذكر ما كانت,سمعت صراخ لم أميز وقتها ما مصدره لكنني شعرت فجأة بأن هنالك من يضربني على ظهري من الخلف ويحاول دفعي عن رشدي , وعندما استدرت وجدت أنها والدة رهف كانت تقف خلفي وتقوم بضربي بكل قوة أؤتيت بينما كانت تصرخ بي بأن أترك ابنها , لكن ذالك زاد من حنقي فأخذت ألكمه أكثر في كل مكان تصل إليه يدي من جسده الممدد تحت ثقلي , شعرت وقتها بأني جننت وأنني خرجت عن نفسي للحظات , بينما كان هو يرفع يده ليحمي وجهه و يمنعني من الوصول إليه وظللت هكذا حتى تعبت يدي وتعب هو أيضاً عن إبعادي عنه فارتخت قبضتي قليلاً وارتخى جسده تحتي عندها نهضت عنه وأنا متعب , لكن ذالك كان رداً كافياً له على جميع إهاناته التي وجهها إلي هو ووالدته, كانت والدته قد أبلغت الشرطة بتهجمي على ابنها وطلبت منهم القدوم لأخذي قبل أن أقضي عليه , ترنحت في وقفتي بينما نظري مسدد للشخص الممدد على الأرض ينزف دم من كل مكان , ويعتصر ألماً بين أحضان والدته وكان هذا كافياً ليرضيني وفجأة لم يعد يتحرك عندها عرفت إما أنه مات أو أغمى عليه من شدة الضرب , لكنني لم أهتم أبداً فقد نلت منه ومن والدته ما يكفيني عمراً كاملاً , نزعت عيني عنهما وهممت بالذهاب لكنني عندها رأيت رهف تجري مارة بجواري بعد أن دفعتني عن طريقها , لتجلس بجوار والدتها لتضم أخاه هي الأخرى فأخذتا تقلبانه يمنة ويسرة ليريا هل هو حي بعد أم أنه قد فارق الحياة عندها قلت وأنا أرى دموعهن واسمع صراخهن

" المرة القادمة سيكون موته حتماً على يدي "

فصرخت والدته وهي تبكي " أيها الحقير سأجعلك تتعفن في السجن , أقسم لك أن يحدث ذالك , أخرج من منزلي "

بينما نهضت رهف والدموع تتساقط منها لتصفعني بكل قوة أوتيت حتى شعرت بأنها حطمتني ليس لقوة الصفعة لكن لكون رهف هي من وجهتها لي ثم قالت باكية

" أنا أكرهك لا أريد أن أرك مرة أخرى أنت مجرد مجرم أنت شخص همجي ستأتي الشرطة في غضون دقائق وسنتأكد من تعفنك في السجن فلا تحاول أن تهرب أو أن تختفي"

كان هذا كافي لأعرف أن ما كان بيني وبين رهف قد تحطم إلى الأبد لقد وصل رشدي ووالدته إلى ما كانوا يصبون إليه منذ البداية , وحتى إن صدقتني رهف فيما لو أخبرتها بأنهم هم من أوصلوني إلى هذا الجنون فهي لن تسامحني بما فعلته بأخيها , والدها أيضاً لن يسامحني فهو ابنه الوحيد ورؤيته له بهذه الحالة ستكفي لأن يجعلني أتعفن حقاً في السجن فالابن غالي مهما كان سيئاً ...

أخذت للسجن وبقية فيه عدت أيام فوالد رهف لم يرضى أن يتنازل عن القضية , وكانت الغرامة كبيرة فلم يستطع أخوتي أن يدفعونها بسرعة , عندها وصلت قضيتي للمحكمة وبينما كنت بالسجن أتى محامي والد رهف , وساومني على أن أطلق رهف وأختفي عن حياتهم فما فعلته بابنه تعبر عن أنني لست سوى مجرم وأنني أستحق أن أتعفن في السجن , فضلت أن أتعفن في السجن على تطليق رهف لكن ما أن علما أخوي حتى اشتد بهما الغضب والانزعاج فأخبراني

" ما الفائدة من بقائك في حياة امرأة بالرغم من رفضها إياك , ألا تملك كرامة يا زين "

لكنني كنت اتمنى أن تعود المياه لمجاريها بعد أن أقوم بشرح موقفي لها وعن الحقيقة كاملة , لكن الآن وبعد هذه السنوات أعلم بأن ما بيننا صعب أن يصلح مرة أخرى , فقد حطمت رهف كل الجسور التي كان يمكن العبور عليها للتواصل بيننا هي من اختارت أن تنهي زواجنا بهذه الطريقة , بقيت في السجن وحكم علي بالسجن بسبب ما أصاب رشدي من نزيف داخلي وارتجاج بسيط , لكن الحمد لله في النهاية وبعد جلسة استئناف استطعت أن أخرج فقد كان لدي محامي ذكي جداً وكثير الحيل , خرجت بشعور سيء يصاحبني شعور بأنني أصبحت أحد أولئك المجرمين لكنني واسيت نفسي بالقول لها

" المهم أنني خرجت , وسأحاول أن أصلح ما كسر بيني وبين رهف "

لكنني فوجئت بأن رهف سافرت مع أخيها ووالدتها ولقد منعت من الجامعة لسنة كاملة قابلة للتمديد أكثر بسبب سجلي القانوني الذي لطخ بدم أحد أبناء المسئولين في البلد , وطردت بالطبع من الشركة حتى أنني منعت من الدخول للشركة فقد حاولت عدت مرة أن أصل لوالد رهف كنت مستعد لأن أعتذر عن كل شيء لكنني لم أفلح في مقابلته , عندها أخبراني أخوي أن أتخلى عنها فهم من عالم ونحن من عالم وأنها لو مازالت تريدني لما سافرت وتركتني هكذا دون كلمة واحدة , عندها تمنيت لو أنني أستطيع أن أصل لذالك العالم فأنا أريد أن أرى ما هي الحقوق التي تعطى للأشخاص الذين يعيشون في ذالك العالم ولما هم من يسيرون شئون حياتنا رغماً عنا , شعرت حينها بأن عالمي بدء ينهار من حولي فقد أصبح يخنقني فشعرت بأن الهواء بدء ينقص ويكاد يعدم لهذا اخترت هذا الطريق بالرغم من صعوبته لكن رأيت أن هذه أفضل شيء أعمله للجميع فما ذنبهم ليختنقوا معي.

******************************

وداعاً سأرحل ...

خرجت من السجن لأبقى مسجوناً في المنزل فلا عمل يلهيني ولا دراسة تسليني أصبحت شخص عاطل وعالة على عائلتي , كنت أمضي أيامي وليالي تلك في التفكير فقط ولم يطول الوقت حتى انضم إلي أحمد فقد تم طرده من عمله هو أيضاً , ثم انضم لنا سامر أيضاً فقد رسب سامر في أحد مواده الذي يدرسها بسبب دكتوره الذي أخبره بوقاحة

" اسمع يا سامر أنت تعرف أنني الوحيد الذي أدرس هذه المادة لهذا انزع من رأسك فكرة نجاحك منها ما دام السيد جمال منزعجاً منك "

ردد سامر باستنكار " السيد جمال "

" نعم السيد جمال رجل الأعمال الكبير أم أنك لا تعرفه "

" بلى للآسف أعرفه "

" لقد أوصاني عليك وأخبرني أنك ستفهم الرسالة وحتى ذالك الوقت أنصحك بعدم أخذ المادة لأنك تعرف النتيجة مسبقاً"

" لكنني سأتأخر في المقرر "

.....

زين " فماذا أجاب "

هز سامر كتفيه بعدم اهتمام " لا شيء "

لقد طال عقاب والد رهف جميع أفراد عائلتي فقد عرف أين يضرب ضربته حقاً , لقد ظهر وجهه الحقيقي أخيراً الذي كان يخبئه خلف قناع الطيبة والتواضع ..

.......................

لم يتوقف أحمد بعد طرده عن الذهاب إلى كل شركة لعله يجد هنالك فرصة عمل له في إحداها , لكنه بالرغم من ذهابه إلى كل شركة لم تقبله إحداها حتى أخبره أحدهم ذات مرة

" إن من الأفضل لك ألا تتعب نفسك أكثر ,, لقد تم التبليغ عنك في الكثير من الشركات بمنعك من العمل ,,, لهذا إن من الأفضل لك ألا تتعب نفسك أكثر بالبحث ,, أنت تعرف أن الجميع يريدون أن تسيير مصالحهم "

عاد أحمد ذلك اليوم محطم المعنويات يشعر بأن جميع الأبواب أغلقت بوجهه , فجلس هو الأخر في غرفتنا التي احتوتنا طويلاً فيها يخبرنا بما حدث له عندها نهضت منزعجاً وأنا أتساءل بصوت عالي

" ماذا يعتقد أنه يفعل بنا ,, هل يظن بأن بهذه الطريقة يستطيع أن يجعلني أترك البلد وأهج ؟؟ أم أنه يظن بأن هذا الطرق الملتوية التي يتعامل بها معنا يستطيع أن يضغط عليّ لأطلق ابنته ؟؟ يجب أن يعلم أنه في كلا الحالتين لن ينال مني شيئاً وحتى لو قتلني فلن أفعل ما يريده "

عندها قال سامر محذراً زين عن تماديه في تحدي الرجل " اهدأ يا زين ,, ودعنا نأخذ الأمور بروية أكثر فيبدوا أن السيد جمال قد كشر عن أنيابه أخيراً , فحذارِ يا زين من تماديك أكثر في إغضابه فالمدينة كلها بيده ونحن لا قدرة لنا عليه يا أخي "

عندها قال زين في يأس " إذن ما العمل "

فصمت الجميع كلاً منهم يفكر في حل لهذه المعضلة ..

...........................

بعد عدة أيام استطاع زين الوصول أخيراً لوالد رهف , بينما كان هذا الأخير يكاد يهم بالصعود لسيارته عندها صرخ زين

" انتظر "

استدار والد رهف وألقى نظرة على زين من خلف نظارته الشمسية نظرة كانت كلها استياء واندهاش من جرأته على الوقوف أمامه مرة أخرى وبهذه الوقاحة وبينما كان والد رهف ينظر إلى زين قال هذا الأخير

" ها أنا أمامك أفعل بي ما شئت لكن أخوتي لا "

لكن والد رهف لم يجيبه بل استدار وأكمل صعود لسيارته عندها صرخ زين مرة أخرى " ماذا تريد مني وسأفعله دون تردد لكن أخبرني , أخبرني فقط "

عندها نظر والد رهف إليه من خلال النافذة المفتوحة نظرة غامضة طويلة , فكان يبدوا أنه أخذ يقلب في عقله ما قاله زين للتو , فقد سائله بعد صمت طويل حتى أن زين أعتقد وقتها أنه لن يجيبه لكنه تحدث أخيراً سائلاً إياه

" هل أنت حقاً مستعد لأن تفعل ما أطلبه منك ؟؟ "

رد زين بلهفة وكأنه وجد الحل أخيراً بالرغم من أنه كان يعلم أن ما سيطلبه سيكون مستحيلاً عليه فعله " بالطبع أنا مستعد "

" اترك البلد "

عندها شعر زين بأن هنالك قنبلة فجرت بوجهه للتو فقد قال والد رهف ذلك بكل بساطة , فردد زين كالأبله

" اترك البلد "

السيد جمال " نعم اترك البلد ,, وأتمنى أن يكون تركك للبلد نهائياً فلدي أعمال سواك أريد أن أتفرغ لها مستقبلاً , فما جلبته لنا من متاعب تكفينا عمراً لهذا إن أردت أن تعيش أنت وعائلتك بسلام اترك البلد ولا تعود إليه "

كاد زين أن يفقد أعصابه للحظات , وهو يتساءل ما الحق الذي أعطى رجل مثله حتى يأمره بمغادرة بلده بهذه البساطة, فإما أن ينفذ ذلك أو لن تنعم عائلته بسلام مرة أخرى .

.............................

مرت الأيام وأصبحت أكثر اسوداداً في عيني وأنا أتساءل من أين لي بمال لأشتري فيزا ؟؟ وأين سأذهب فليس لدي أحداً بالخارج ؟؟ حتى أنني لم أخبر أخوتي فما لديهم من هموم تكفيهم , وبينما كنت سائراً ذات مرة في الحارة سمعت فيها من يتكلم عن شخص يبع فيزا لمن يريدون العمل بالخارج , عندها شعرت وقتها بأن مهما أظلمت الدنيا لابد أن يكون هنالك بصيص من الأمل , لكن ذلك البصيص قتل في مهده فالمبلغ المطلوب لم يكن بالقليل فمن أين لي هذا المبلغ الكبير حتى أسافر , عندها خطرت ببالي فكرة ترددت وقتها في تنفيذها لكنني كنت مجبراً فقد أغلقت جميع السبل أمامي , وكانت هذه الفكرة هي أن أذهب لوالد رهف وأخبره إن أراد مني أن اترك البلد فليشتري لي فيزا حتى أستطيع العمل بالخارج فأنا لا أملك المبلغ المطلوب , في بادئ الأمر ذهل والد رهف من هذا الطلب الغريب لكنني أخبرته

" إنه ليس بالشيء الكثير مقابل تركِ للبلد "

عندها وافق والد رهف على القيام بذلك كارهاً , فاشترى لي الفيزا مؤكداً علي أنه لو عدت أو رآني مرة أخرى هنا إنه سيتأكد من تعفني هذه المرة في السجن .

خرج زين ذلك اليوم وهو يرى وجه أخر للرجل الذي أعتقد أنه قدوه منذ أمداً فقد ظهرت حقيقته أخيراً , أخذ زين الفيزا والتأشيرة وجمع بعض حاجياته وأخبر الجميع أنه سيذهب ليبقى لدى أحد أصدقائه الذين يعيشون في المدينة المجاورة لهم فقد وجد له أحدهم عملاً هنالك عندها استبشروا جميعاً بالأمر فقد ظنوا أنها بادرة أمل.

سافر زين بعد تلك المقابلة بيومين وقد أخبر الجميع بأنه سيزورهم عندما تستقر به الحال فلم يعطهم رقم هاتف أو عنوان قد يصلون له إن أرادوه وعندما استنكر أخوته ذلك , أجابهم أنه لم يعد طفلاً فلما القلق وأنه هو من سيقوم بالاتصال بهم فلا حاجة لكل هذا , انزعج أخوته من تصرفه هذا لكنهم تركوه يفعل ما يريد فقد مر بالكثير مؤخراً فلم يحبوا أن يضغطوا عليه أكثر .
سافر زين وانقطعت أخباره عن الجميع فدب في جميع أفراد عائلته القلق لاختفائه المفاجئ , فأخذوا بالبحث عنه بسؤال جميع أصدقائه لكنهم تفاجئوا بأنه لا يوجد أين منهم يسكن خارج المدينة , وأنه ليس هنالك أي خيط قد يصلهم إليه ففكروا بأن والد زوجته بالتأكيد له يداً فيما حدث لكن الغريب في الأمر أن زين كان قد جهز حقيبة سفر أي أنه لم يخطف أو يزج في سجناً ما لقد سافر بالتأكيد لكنهم بالرغم من ذلك بحثوا عنه في السجون في المستشفيات في أي مكان ورد في بالهم لقد جربوا جميع الاحتمالات لكن بلا جدوا , لقد استغرق بحثهم هذا سنة كاملة دون توقف لكن دون جدوا فلم يستطيعوا أن يصلوا لشيء عندها توقفوا عن البحث وواصلوا حياتهم بأسئلة معلقة في أذهانهم وهي ما الذي حدث لزين ؟؟ ما تلك الحقيبة التي جهزها ؟؟

ما تلك الأكاذيب حول عمله التي أخبرهم عنها ؟؟

هل هو ميت أم حي وإن كان حياً أين هو ولما اختفى هكذا فجأة ؟؟

ظل والد زين وأحمد يبحثان حتى توقفان بعد أن يأسا , أما سامر فقد أخبرهم أن زين ابن أمه وأنه تركهم بمليء إرادته في أشد وقت هم في حاجة له تركهم هكذا بكل بساطة تركهم وهاجر .

في البداية صرخ والدهم وقال له أن أخاه زين ليس يشبهها في شيئاً لكن مع مرور الأيام أثبت غيابه أنه كذالك فهو ابنها في نظر سامر , أما أحمد ووالده فاليأس أحياناً يجعل الشكوك والظنون تراودهم لكنهما سرعان ما ينكران ذلك دوماً فمن المستحيل أن يتحول شخص مثل زين بين ليلة وضحاها إلى شخص أناني وغير مبالي هكذا..

****************************

 
 

 

عرض البوم صور أضئت القمر  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أتحبني.قصة قصيره.قصه.العوده.زين.رهف
facebook




جديد مواضيع قسم ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 09:38 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية