لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتملة (بدون ردود)
التسجيل مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة

بحث بشبكة ليلاس الثقافية


موضوع مغلق
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (3) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13-04-12, 11:46 PM   المشاركة رقم: 6
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو مبدع
كونتيسة الأدب النتي


البيانات
التسجيل: Mar 2012
العضوية: 240233
المشاركات: 841
الجنس أنثى
معدل التقييم: حلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالق
نقاط التقييم: 3128

االدولة
البلدIraq
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
حلمْ يُعآنقْ السمَآء غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حلمْ يُعآنقْ السمَآء المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 





وهَل خَلقْ اللهُ قلبَآ مِثلْ قلبِ أبيِ ؟
إشتقتـكِ . و سأشتآقكْ حَـتى يغطيِني تُرآبآ قد غطآكْ









تبــآ لـ أخيها
تباااا له !
بأي حق يأمرها بالإمتثال لأوامر صديقه ؟
بكل غضب قالها لها ' شوفي محرجع اليوم للبيت ،، شتريدين خلي بيبي تخابر على عمـر ،، اي شي يصير لازم تخابروه سمعتي ؟؟ و اذا قلج لازم تروحون يمهم روحوا '


و عندما قررت التمرد على قراره اصابه مس في عقله اذ اصبح يصرخ و يهدد ومن ثم اغلق الخط بوجهها !
أخوها كريييه جدا ،، و هي لا تطيقه
كما انها لا تطيق صديقه الخبيث


لا تعلم ما سبب ثورته و هيجانه ،
و لكن يبدو عليه الغضب الأحمر ،، احيان كثيرة تؤلمها قسوته على نفسه
فـ هو كما يقسو عليها و على كل من حوله يقسو على نفسه أيضا ،،
و أحيان أخرى تنتشي من تلك القسوة التي يطبقها على ذاته فهو يستحق ان يعاقب و تجده يحسن عقابها



كانت في غرفتها تجلس على سريرها ذو الملاءات الزهرية الناعمة ،، لقد مر وقت طويل على مكالمة أخيها لها لكنها حتى الآن لم تجد الحماس المناسب الذي يدفعها للتوجه نحو مكتبتها و اكمال دراستها
فـ غدا لديها ' كوز ' .. و هي قد اضاعت الوقت بالبحث في ذلك الكتاب الغبي من اجل ايجاد بحثها التي عليها مناقشته بعد اسبوعين !
لقد اخفقت في ترتيب اولوياتها ،

اخرجت زفرة طويلة من صدرها و عينها تثبت على الكتاب ،، لا تعلم لم تريد ان تترك اثرا لها على صفحاته !
هنالك شئ بداخلها يدعوها لذلـك
لكنها تعود و تذكر نفسها ان هذا من فعل الشيطان ، فـ هي لا تريد الغوص بالخطأ

صحيح إنها غير محجبة و غير ملتزمة فعليا لكنها تخاف ربها كثيرا ،، و أوقات كثيرة تجلس فيها جلسات حساب يحكمها ضميرها

و لكن النفس البشرية التي تمتثل لأوامر الشيطان يكون لها دورٌ مهم في نهاية الجلسة

قررت العودة لإكمال ماعليها من واجبات و هي تشعر بشئ يعتصر بداخلها الما لأمر تأبى الإفصاح عنه .!

لكنها عادت لتذكر نفسها بإنه هو الضعيف الذي تخلى عن حلمه من أجل اهله ، و عليه تحمل النتائج
رغم ان احتفاظه بكتب تخص الدراسة شئ مؤلم فعلا ،، إلا إنها عليها ان لا تفكر بأحد الآن ،
فكل ما يهم هو دراستهـ ـ ـآ هي ، و مستقبلها هي وحدها !

عندما توجهت للمكتب المصفوف في الزاوية البعيدة في الغرفة اخذت نظراتها طريق اخر ،، بإتجاه الصورة المعلقة على الحائط

صورتها هي و مصطفى و ابوها !
آآه أيها القلب كفاك عذابا
إرفق بي قليلا ، فلا طاقة لي لمجابهة الحزن
قلت ان عمر ضعيف لتخليه عن حلمه
فوجدت نفسي الأضعف !
فأنا لا أحتمل الفراق حتى و إن حاولت التماشي مع الناس و الإستمرار بالعيش
لا أحتمل الأشتياق ،
إنه ذو وقع غائر في ثنايا الروح ،
يمزقها
هل سمعتم يوما بروح ممزقة ؟!
إني أخبركم الآن إن روحي ممزقة لإشلاء
و هذا يؤلمني جدا و جدا !
و أرفص أن أستقيل من هذا الألم أو الإشتياق !
أرفض جدا

فـ برغم الألم ، أفضل أن أحتاجهم و ابكيهم شوقا على أن تمر ايامي من غير النحيب الصامت لأن ذكراهم هكذا لن تتلاشى من داخلي !



لم تعي الا وهي متوجهة نحو دولاب الملابس ،، أخرجت منه البوم الصور
صور الاحبة الذين اصبحوا تحت الثرى ،، يقال ان الشهداء عليهم ان يدفنوا بدمهم ،، لكن أهلها قد دفنوا بعد الإغتسال !
و هذا ما يؤلمها احيانا كثيرة ،، لكنها تعود لتذكر نفسها بأنهم ' إن شاء الله ' شهداءا عند ربهم يرزقون !
و إنهم عند الملتقى يوم القيامة سيأتون مطالبين بحقهم ممن قتلهم و تكون دماءهم عطرا فواحا عند اهل الارض و السماء
إن شاء الله هذا ما سيحدث !



حملت الالبوم واتجهت نحو السرير ولكنها قبل ان تصل .. إنقطع التيار الكهربائي ، و هذا ما جعلها تصرخ بعصبية وهي في إحدى اسوء حالاتها النفسية : أستغفرررر الله العظيييم يااارب !



سمعت صراخ الجدة من الأسفل ، و أجابتها بنفس الطبقة الصوتية : هسسسسة بيبي اجييت !



تركت الالبوم على السرير ثم تحسست طريقها للمكتبة لتقوم برفع هاتفها و تنير شاشته ، بدأت تشتم و الآن عادت لها الذاكرة لـ تخبرها بإمتحانها غدا
و كإنها لم تضيع الوقت منذ قليل !!


توجهت بعد استخدامها الضوء المنبعث من الهاتف الى الدور السفلي وهي ترد على سؤال الجدة التي استفسرت عن نوعية الخط الذي انطفأ : بيبي هاي مولدة الشارع ،، ما ادري شوكت يصير براسنا خير يااربي !




نظام الكهرباء في العراق سيئ جدا ، بل اكثر من السيئ بـ اشواط
خصوصا في تلك الفترة التي تدور فيها الأحداث المبدأية لـ روايتي و التي تتمثل بالفترة بين 2007 _ 2008

وعلى ضوء فقدان الطاقة الكهربائية تأقلم الجميع ،، و اصبح لكل حي بل لكل فرع سكني مولدة كهرباء تستطيع تجهيز حي بكامله ،، و يدفع الناس شهريا أجورها وهي تعود للقطاع الخاص !


نعود الآن لـ فتاتي العنيدة !




انارت المصابيح التي تشتغل على البطاريات و التي لا يخلو منها اي مكان في العراق سواء مكان سكن او عمل ،
و جلست مع الجدة في المطبخ و هن يتذمرن من الوضع ،،
استمر الانقطاع لـ 10 ،، الامر افقدها صوابها فأصبحت تشتم علي الذي تركهم غير ابهة ان هذا التأخير ليس بأمرا جديدا لكونه دوما يتأخر في المستشفى و احيانا يصل به الامر للمبيت خارجا

لم تفكر هكذا أبدا لإنها كانت حانقة جدا ،،

هنالك حل وحيد ،، لكنها لن تفكر بتطبيقه حتى و إن رسبت هذه السنة و ليس فقط عدم دراستها لـ كوز بسيط !
لكن الوضع مزعج بغياب الأنوار و خلو المنزل من الرجال ،، بالأحرى مخيف !

أين انت ايها الاحمق المسمى بأخي !
كم اكره انانيتك و عدم اهتمامك بمن حولك ،، فأنت شخص خبيث لا ترى ابعد من أنفك !
و لا تهتم بمدى صعوبة الامور على من حولك ما دامت الرياح تجري وفق إشتهاء سفنك


آآآآه .. إنــي أكررررهك !!


إلتفتت للجدة التي قالت بعد حين : شلوون يعني نبقى بهالظلمة ؟؟ دخاابري اخوج خلي يشوفله جاارة ' حل ' .. انتي مو وراج دراسة لو ناوية تقابليني و تقعدين ؟



ضحكت بإنزعاج : إيي بيبي القعدة وياج حلوة خصوصا بهالجو الرومانسي ،، أووف ياابه شلوون بلوووة هاي

ثم اكملت وهي تحرك الـ ' لايت ' بيدها : هسة بلكت هوه ابو المولدة يحس علينا ويصعد الجوزة



الجوزة هي محولة كهربائية خاصة لكل منزل تقع عند المولدة الرئيسية ،، و إن اصابتها حرارة عالية بسبب كثرة استخدام اصحاب المنزل للاجهزة الكهربائية تفصل تلقائيا و ينقطع التيار !!

الجدة قالت بعصبية وهي تضع يدها امام عينيها : ليييييناااا وووجع وقفي ايييدج ذبحتيني !



ضحكت من جديد لكن هذه المرة بإستمتاع ، جميل هو ازعاج هذه الجدة و حفيدها الغاضب دوما !
عصبيته تعطيه عمرا ضعف عمره ،، لا يكبرها سوى بـ خمس سنوات و دوما يشعرها بأنها طفلة غبية بجانبه ،، أحمق !

ضحكت من جديد و لكن هذه المرة على جنونها ،، لقد نقت علي من اثامه بسبب حديثها المستمر عنه ،، و هي من تلوثت بها ،، تبااا !

عليها أن تصمت عقلها الباطن حالا !
ان هذا الامر صعب جدا صدقوني ،، بالاخص عنذ ذكر علي و مصائب علي ،، فما تريدوني ان افعل و انا اسمع جدته تقول : وج يمممه والله انذبحنا بهالظلمة دقومي لعــد خابري عمر خلي يروح لابو المولدة ،، اكيد اخوج وصاه علينا


لقد قررت عدم شتمه ،، و لكنه هو من يجبرها دوما !
نظرت ببطئ للجدة وهي تقول بشئ من روح لينا السابقة التي عادت لها هذه الفترة و لو قليلا : والله ما اخابر احد معليييية ' لا دخل لي '


و قبل ان تتحدث الجدة اكملت بتحذير : و إنتي هم متخاااابرين ،، و حنبقى هيجي على قولتج متقابلين شحلاتنا نجننن ،، اسولفلج و سولفيلي !



ضحكت الجدة رغم انفها و قالت بإستغراب : شو شعجب اليوم خبالاتج ماكو ؟ صايرة تضحكين و تسولفين !



نتساءل إن كان الكتاب هو السبب في تغيير المزاج ؟!

إخرسوا
بالطبع لا ،، ليس لكتابه الغبي اي دخل بمزاجي الحسن !
انا فقــط مرتاحة نفسيا ،، و هذا امر نادر بعد كل ما واجهته من مصائب

اجابت الجدة بعد ان تعكر المزاج قليلا : بيبي فدوة لعينج الولد ابتلى بينا ؟ ابن بتج ميعرف يدبر اموره نبقى يعني نطلب من العالم ؟ خلينا قاعدين و ساكتين



تساءلت بشئ من الحدة : و قرايتج ؟!



استقامت واقفة : هسة اروح اجيب ملازمي و اقعد يمج اقره


لتجيب الجدة بنفس الحدة : زين ،، بس شوية لزمي لسانج و كافي تحجين على اخوج ،، تره هوه مو متونس برا .. غير عنده شغل كاسر ظهره ، أحترميه حتى يقدرج !!



عقدت حاجبيها بغضب و لم تقل شيئا ،، بل توجهت نحو السلم و هي تتنفس بغيظ و الشتائم ما زالت مستمرة نحو علي !


سمعت صوت الجدة تناديها بغيظ : تعاااالي اخذي ضوه وياج شلون تشوفين ؟!



اجابت بنرفزة : عندي موبايلي !



أين انت يا ابي ؟
انت من عودني على الدلال و الغنج ، أنت من عيشتني كأميرة في هذا القصر ،
أنت و انت فقــط !
كنت دواءا لكل داء ،
كم من مرة عاركت علي من أجلي ؟!
رغم إن مجيئه منزلنا كان مؤقتا و من المفترض أن يشغلك الاهتمام به دوننا الا انك كنت تميزني رغم ذلك !
كم احبـك أيها الغائب ،
و كم إشتقت الانغمار في احضانك الدافئة و انا اتدلل عليك و اطالبك ايجاد حل لمعدلي الذي لن يؤهلني لدخول كلية الطب !
لن انسى ذلك الحضن ما حييت ،،
لن انسى قبلة الرأس و الجبين التي تهديني اياها عند كل مناسبة او استلام نتيجة !

كم اشتااقك ،، إني احترق بلهيب إشتياقك يا ابتي !
أحتررق !

لو كنت موجودا لما تجرأ احد على ايذائي و لو بنظرة
فقط لو كنت موجودا

أستغفرك يا الهي ،، إنا لله و إنا إليـه رآجعون
لا إعتراض على حكمك ربي ، ولكني أشتاقه كثيرا ،، و أحتاجه أكثر !

حتى بعد فقداني مصطفى ،، أجد أن مصيبتي بأبي كانت اعظم !
فهو كل شئ ،
هو الأب و الأم و الأخ و الصديق !
هو من علمني ان أمسك مقود السيارة
وهو من اهداني مفاتيح سيارة احلامي عند دخولي الكلية ،
هو من اغدقني بالحنان و العطايآ
كيف أنساه و أكمل المسير ؟!
لن أفعل الأولى ،، لكني مجبرة على تطبيق الثانية ' إكمال المسير '



عندما صعدت غرفتها كانت الدموع تملئ وجهها بكل ألم ، بدأت الغصات تلفت منها لا اراديا
هنالك شئ في صدرها متصلب ،
قاسي و لين في نفس الوقت !
بارد و مشتعل ؛
لا تعلم عنه شيئا
تنفسـت براحة خفيفة عندما عاد التيار وهي تقول بصوت هامس : اللهم صل على سيدنا محمد وعلى اله و صحبه





.
.
.









هجرتُ بعض أحبتيِ طُوعآ لأنني
وجدتُ قلُوبِهم تَهوَى فُرآقيِ
نعَــمْ أشتَـآآقْ ......!
ولَكنْ ، وَضعتُ
كرآمتيِ فُوقْ إشتيآقيِ
أرغبُ فيِ وصلهمْ دومآ ولكنْ
" طريقُ الذُلِ لآ تهُوآآهْ سـآقيِ "



لـ أميرْ الشُعرآء : أحمد شُوقي








زفر الهواء من صدره و أبعد نظره عن المنزل
انتهى عمله هنا ، فعاد ادراجه لمنزلهم المؤقت ؛
العنيدة لم تتصل بأخته لتخبرهم بشأن إنقطاع التيار ،، و انتظر مكالمتها لاكثر من ربع ساعة لكنها لم تتنازل
لكن هو من قرر ان يتنازل من اجل قلبه ،، فلن تعلم هي على أي حال ماهو فاعل لأجلها !

ذهب بنفسه لمحطة التوليد و رفع المحولة و من هناك اتصل بأخته ' أيـة ' طالبا منها التأكد من شباك غرفتها ان التيار الكهربائي قد عاد لمنزل ابو علي !

و هكذا عاد وهو مرتاح و في نفس الوقت منزعج ،، إن علي يحمله فوق طاقته بكثير
دوما يهمل لينا امامه وهو متأكد من انه لن يفعل المثل ،، يستغرب كيف علم علي بمشاعره لأخته ؟

و لكنه لن ينسى اليوم الذي لم يمض عليه الا سنة واحدة بالضبط ،، في عيد الفطر السابق ،، عندما كانا يتناولان الإفطار في منزله ، و وقتها قالها له علي ببساطة ' عمر اقلك ليش متخطب لينا ؟ لك والله اني شاريك ،، و أخذها مني ابوية مرح يقول لأ '


عندها غص في أكله مشدوها و قلبه كاد ان ينفجر بين اظلعه ،، كيف له ان يتجرأ ليطلب منه هكذا طلب ؟!


كان مسبقا على علم برأي لينا فيه ،، ففي إحدى المرات ملك صارحتها بمشاعر اخيها ولكنها رفضت و بشدة متذرعة بإختلاف الطوائف و نسيت وقتها ان والدها و والدتها من طائفتين مختلفتين !
هو لم تكن عنده ادنى فكرة عن فعلة إخته ،، حتى اعترفت له في يوما و هي غاضبة جدا من تلك الفتاة !
لم يصدم حينها ، لإنه يجيد قراءة الأفكار خلف التصرفات اللا ارادية ، و كآن متأكد إنه ليس بفارس احلام فتاته !
لكنها حينها كانت صغيرة
فعمرها لم يكن يتجاوز الـ تاسعة عشر
و بالتأكيد أن عقلها ما زال متأثرا بمرحلة المراهقة ،، و هو متأكد من إنها حتى الآن لم يكتمل نضج تفكيرها ، فبكل الاحوال سنة لن تغير من عقلها شيئا !

و حتى و ان كمل نضجها .. ستظل في نظره فتاة صغيرة بجديلتين ، يحب شراء السكاكر لها و رؤيتها تتغنج من اجل ان يركبها معه الدراجة !!

كم هي ايام جميلة قد فقدها ،، كما فقد حبه لبراءة نفس الفتاة ،، فالآن اصبح يرى فيها جنين خبث هو على ثقة بإنه سيولد يوما و ستصبح له اما !!


انتهت ثقته بتلك الصغيرة
و لم يتبق شيئا له لكي يعيد امجاده من جديد ، فليس عُمر من يبكي وراء انثى حتى و إن كآن يعشقها !
بل هو من يرد لها الصاع بـ عشرة
حتى و إن تأخر صاعه ،، سيأتي يوما
لكنه سيكون مؤلما جدا و سيحرق لها خدها

وهو متأكد بإنه سيكون اكثر تألما منها ، لكن لا يهم .. سيتحمل
المهم هو ان يريها إن الدنيا لن تتوقف بالنسبة له حتى و ان رفضته جلالة السلطانة


عندما دخل من الباب الخارجي للمنزل وجد والدته في الإنتظار ،، تحدثت مسرعة : ها يوم وينك تأخرت ،


إبتسم بهدوء وهو يقول بشقاوته المعتادة : مبقى شي نص ساعة و اوصل !


ضحكت بخفوت وهي ترد : يمممه منك مينقدرلك .. ديللا فوت يم خواتك اني داروح لبيت ابو علي اخاف محتاجين شي



اصمت ايها الاحمق ،، اين وعودك ؟!
لم تنبض بقوة عند ذكر منزلها فقط ؟ كم انت بائس ايها المسكين ، تبا لك و لهـآ
هز رأسه متفهما : و اني دا اقول المن هاي الكشخة .. بس ارتاحي علي خابرني و قال حيجي فلتروحين



غضبت قليلا من سخريته : عممممر انجب ،، شبيها هدومي ؟؟ بس انتو جيل هالايام متحبون الستر ،، وبعدين صدق يعني ما اروح ؟؟ ولك يمة اخاف عيب منهم



ضحكته جلجت في المكان و اقترب منها ليحيطها بذراعيه : زعلااان ارااضي و بعيووني اخلييي ،، و بقلببببي اداررييي و بعد مااعرف محافظها ،، و لا يا كووكة مو عيب هوه الولد قلي لتروحين
!


ضحكت وهي تحاول ابعاده لكنه مسك كفها و رفع ذراعها عاليا و بدأ يتفحص ملابسها المكونة مما نسميه نحن ' الجبة ' مع الطرحة و الاثنتان بلون كحلي حزنا على اسدها !


تغنى بها بحب : ولج والله حقج كفااح الستر حلوو ، فدوة لهالطول !


ضربته لتبعده عنها وهي مستغربة مزاجه : ولج بعينك انته فد مرة ذبيت الميانة


ضحك من جديد و مسح على كفه مكان صفعتها وهو يكشر بملامحه : آخ .. هنت عليج تضربيني .. بس احسسسن .. حتى باجر عقبه من اتزوج محد يلومني حقي انتي ممدللتني !



حاولت ابعاده عن طريقها و هي لا تستطيع محو ابتسامتها : دتزوج و شوف حتى اذبحك !


صُدم بإصطناع : بس الله محلل اربعة !



هذه المرة ضربته بقوة و صرخت به بدون شعور : و لك كاافي لك استغفر الله فد مرة قمت تخربط بالحجي !



إبتسم و مسك صدغها رغم مقاومتها ،، طبع قبلة طويلة على جبينها وهو يقول بصدق : يوووم الله لا يخلينا من حسج



لماذا يفعل بها هكذا ؟!
أيعلم فلذة الكبد هذا انها تتمزق اثر نبرته تلك ؟!
ليتها لم تعترض على شقاوته التي لا يظهرها لسواها ،، ليته !
لإنها لا تستطيع تحمل كلامه الجدي المغلف بكل هذا الحنان و الاحتواء ،، شبلها هذا لا مثيل له

يرغمها كثيرا على ما لا ترضى .. كـ تركه لدراسته من اجل ان يستمر مستواهم قريبا من قبل !
فقد كان بإمكانه تسليم المحل لإي مستأجر و يستلمون منه راتبا يكفيهم ،، لكنه لم يفعل ،، لإن هذا الوضع سيضيق على اخواته و هو لا يريد لهم الحزن !
يكفيهم خسارة الأســد !


طفلي الحبيب ، واغلى من نمى بين أحشائي ، عسى الله ان يرزقك بأحسن مما تتمنـى
عسى ان يعطيك ما تحتاجه يا ولدي و ليس ما تريده ،، لإن ما تريده سيتعبك جدا
ما تريده هو نار ستحرقك ان اصررت على الحصول عليها
يا الهي ،، إبعدها عن قلبه يارب ،
إبنـي لا يحتمل العذاب ،، ابعدها عنه ان كانت ستؤلمه يوما
لا اريد له الحزن يا رحمن يا منان ،، إعطف عليه و إرزقه من خيرك ما يغنيه عن غيرك ،، يارب !



مسح لها دمعة على خدها الايسر وهو يقول بهدوءه المعتاد و الذي عاد ليسيطر عليه : كثفي الدعاوي ام عموري ، ببالي شغلة و اريدها وره الله من دعاوييج !



ليلهج لسآنها بذكر الله و دعاءه ،
توسلت و رجت ربها ان ينير قلب صغيرها و دربه و يرزقه ما يجعله ملكا بين الناس !
من خير دين و دنيا





.
.
.







لقد مزقها الخوف تمزيقا
هي لا تعلم شيئا عن هذا الشاب ،، حتى و إن تصرف بنبل معها امام الجميع قد تكن نيته اسوأ منهم و من الممكن ايضا انه طمع بها كأنثى و فعل كل ما فعل من اجل الحصول عليها !
انها ترتجف خوفا

لقد كانت حمقاء جدا عندما طلبته المساعدة ،، أين كان عقلها و هي تتوسل رجل تراه لأول مرة أن يأخذها و يرحل
يأخذها بمفرده بعد ان كانت بوسط حشد من الناس حتى و ان كانوا متشبهين بالذئاب
فإن وجودها بينهم ارحم من وجودها مع رجل واحد

لكــنه لم يفعل لي شيئا عندما كان معي في الغرفة و بمفرده !
لاتكوني غبية يا فتاة ،، من الممكن جدا انه اراد الاستفراد بك لفترة طويلة ،،و ان تقرب لك و انتم هناك كان سيخسرك كـ متعة دائمة


لاااا ،،
هذا مستحيل .. لن تسمح له بالتقرب منها ،، ستقتله او تقتل نفسها قبل ان يحاول
تقسم انها ستفعل !
كان الخوف قد جمد اطرافها .. فلا دماء تصل لأناملها حتى بان الازرقاق عليها

كانت تجلس في المقعد الخلفي لـ سيارته الـ JEEP السوداء و هي متأكدة من ترف هذه العائلة بعد ان عرفت من يكونوا !
و لكن ايعقل ان ماحدث مجرد تمثيلية من اجل ان يحصل عليها ؟
فهي ليست بذلك الثمن الذي يجعله يخسر والدته و اهله جميعا ،،


لكن إن كان رجلا شهما و غيورا كما يبدو عليه فـ إن موقفه مع اهله سيكون معقولا بعد رؤيته فعلتهم بها .!
على طول الطريق استمرت بالبكاء و الدعاء بصمت ؛
إنها بطبيعتها ضعيفة ، و زاد الأمر سوءا هو المصيبة التي هي فيها

التعب و الجوع قد انهكا جسدها .. حتى الخوف بات يتلاشى تدريجيا من شدة الإرهاق .. لدرجة انها لم تنتبه على الشوارع التي يمرانها
عند ركوبهم السيارة سألها بـ هدوء عن موقع منزلهم .. و بعد كلمتها ركب قبلها من غير اي قول اخر
و حتى الان لم يشرح لها حتى الى اين يأخذها ، وهي من ضعف ما بها لم تسأله !


عندما وصل لـ مراده اوقف السيارة وهو يتنفس بغيظ ،، طول الطريق لم ينس ما حدث بينه و بين والدته ،
ترى هل بإمكانهما اصلاح ما انكسر وتهشم ؟
ماذا عن الشهود الغير مرحب بوجودهم ؟
لقد شهدوا على تجريحهم بعضهم بعضا

كم كان عراكا حادا و مؤلمـآ
صحيح إنه تمنى ان ينفجر يوما ما .. و لكن ليس في هذا الزمان و لا المكان !
إستغرب عدم السؤال من تلك الجالسة في الخلف ، فهو لم يأخذها لأهلها كما وعدها ،، بل جاء بها لمنزلهم ،، عليها اولا الاغتسال والراحة ثم سيأخذها صباحا إن شاء الله !

ليس من الجيد ان تعود لأهلها بحالها هذا ،، وبنفس الوقت هنالك بعض المناطق التي بدأت بتطبيق حظر التجوال الليلي للدواعي الامنية ،، فلن يستطيع الآن إيصالها وان نجح فلن ينجح بالعودة لمنزله

وفوق كل هذا هو لديه ما يكلمها فيه
عليه ان يأخذ منها وعدا بإنها لن تخبر اباها عن هوية الخاطفين ،، بالتأكيد والدها ليس بمغفل و انه يضع عبد الملك في اول قائمة المشتبه بهم ،، و لكنه لا يحمل اي دليل ضده و هذا قد يحرف تفكيره لـ جماعات اخرى ترفض وجوده في السلطة ،

وعلى ابنته ان تساعد في إقصاء عبد الملك بعيدا عن التهمة

رغم شوقه لـ أذلال ذلك الرجل و تذويقه شر عمله الا انه لا يستطيع فعل ذلك بسبب أختيه ،
إن افتضح امر هذا الرجل سيتدمر مستقبل الطفلتين بإعتبار والدهما مجرما يقبع خلف قضبان السجون

تبا لهذا القيد المكبل لكلتا يديه ،، عليه أن يرى المنكر و يصمت !
كم هو مرير هذا الشعور ،،

كان على ثقة بإن الفتاة ليست في وعيها لإنها تأخرت بالهجوم عليه ،، و هذا ما جعله يلتفت قليلا وهو يقول بخشونة : هييي يبنييية ... يبنيــ ـ ـ !



اطبق فمه عند رؤية جفنيها مسدليين على مقلتيها ،
اشاح بوجهه و اعتدل بجلسته و اخذ يفكر لـ ثواني ،، ماذا عليه ان يفعل ؟!
كيف سيدخلها و ماذا سيقول لجدته ؟!
امر لينا بسيط جدا ،، فـ بكل اهمال يستطيع تجاهلها .. و لكنه بالطبع لن يستطيع التخلص من تحقيقات الجدة !


زفر بغيض ،، ما هذه الورطة التي ادخل نفســه بها ؟!

علي ،، هيا .. تنفس بعمق
بعد كل ما فعلته لن يعجزك ادخالها للمنزل ،
هيا يا رجل ،، إنك على الطريق السليم ،، هنيئا لك شجاعتك في ما فعلته
افعل اي شئ ،، الفتاة متعبة و عليها ان ترتاح الآن ، فلا تطل التفكير


بعد ان اقنع نفسه بهذا الكلام اخرج هاتفه المحمول من جيبه و اتصل على اخته بدون تردد ،،
وصله صوتها المتذمر : نعم ؟!


كانت اكيدة بإنه سيعنفها لكنه قال متجاهلا رغبتها في العراك : بيبي نايمة ؟


رفعت حاجبها : إي .. و بس اني قاعدة و ان شاء الله يجي حرامي يطفر عالبيت و يكتلني و يخلصك من مسؤليتي

كان بإمكانه ردعها عن الثرثرة ،، لكنه تركها تنفس عن غضبها .. فبعد ما فعل اصبح اكيدا ان للإنسان طاقة تحمل وإن وصل مؤشر العداد للنهاية سينفجر
و هو لا يريد ان يحدث هذا مع اخته ،، لن يتبق له سواها ،، كما و إنها ايضا لا تملك سواه ،، فعليه تحملها و تحمل صغر سنها

تكلم بهدوء اكثر : باعي ' إنظري ' .. أني بباب البيت ، بس وياية احد ،، و ما اريد بيبي تشوفه ،، بس اليوم يبات و باجر من الفجر اخذه


كإنه يتكلم عن حيوان اليف .. هذا ما شعرت به لينا : منوووو هالاحد ؟ و ليش متريد بيبيتك تعرف ؟ هيه شعليها ؟!


اجاب وهو يجول بنظره علـى تصميم بيتهم من الخارج : الشغلة طويلة و اني تعبان ،، بلا لغوة ' كلام فارغ ' زايدة و تأكديلي هسة نايمة لو لأ



قبل ان يأمرها بتلك الوقاحة كانت قد تفقدت جدته التي تنام في غرفة سفلية تشاركها اياها هي ايام الخفارات الليلية لـ علي

همست بخفوت بعد ان رأتها تسبح وهي على فراشها : قاااعدة !



زفر بغيظ مكتوم .. ثم شغل محرك السيارة من جديد : دطلعي فتحيلي الباب خلي افوت السيارة اول شي و الله كريم


كــــم تكـــررره هذه الوظيفة !
لكنها بالطبع لن تتجرأ و تناقشه وهو في هذا المزاج الأزرق ،

بعد ان اغلقت الهاتف توجهت لغرفة الجدة قائلة بهدوء بعد وقوفها قرب الباب : بيبي علي اجا تره ،، رايحة افتحله الباب !


حاولت النهوض وهي تقول بسرعة : صدددق ؟؟ إييي همزيين الحمدلله


لينا صرخت مفزوعة : لاااا بيبي لتقومين الله عليج ارتاحي هسة هوه يجيج !



لم تهتم بل استقامت وهي تقول بحدة : امشششي قدامي ،، تريديني اعوفج تطلعين بهالليل وحدج ؟!


الليل .. هه
و هل لها ان تنسى خديعة الليل و خيانته ؟!
فقد كانت الساعة تقترب من الواحدة ليلا عندما خطف الموت والدها بأبشع صورة !
الحمد لله على كل حال ،، إنا لله و إنا اليه راجعون !




شعرت بالخوف من ردة فعل علي إن علم ان جدته ستخرج معها ، لكن ليس باليد حيلة !
خرجت مع الجدة لفتح الباب الخارجي و كان كل ما يحدث قرابة الـ 10 ليلا
نعم احبتي هذا حالنا !
في الواقع اكثر المنازل العراقية كانت توصد ابوابها عند حوالي الـ 8 و في المناطق المندلعة قد يبدأوا بحجز انفسهم عند الـ 6 !

علي عندما رأى جدته ضرب على المقود غاضبا ،، تبااا !
ما عساه ان يقول او يفعل ؟!
جدته ضعيفة النظر .. و لكنها و لشديد الاسف ترتدي نظارتها الآن ،، كل ما يريده الآن هو ان يمر الموضوع بسلام و ان لا تنتبه جدته لوجود الفتاة !

كما اراد بالضبط قد حدث
حمد ربه ان جدته انغمست بسؤاله عن سبب تأخيره بعد ان نزل مسرعا من السيارة و مؤشرا للينا بعينه ان تبقى قريبة قليلا !

تكلمت جدته مسرعة بعد رؤية وجهه المنتفخ قليلا مع بقع الدم الصغيرة على قميصه الغير مرتب : يمممممه ابببني ... يوووم شبيك ؟! متعااااارك عزززة بعيييني ،، صخااام برااس امك ولك شمسووي هيجي بييك ؟؟؟



نعــم
هذا ما تمناه ،،
إنحصر تفكير جدته بهيئته المرعبة بالنسبة لها و تحرك قبلها للداخل واثقا من انها ستتبعه
وهذا ما حصل ،، عند دخوله من باب المطبخ توجه مباشرة للمغاسل و بدأ بتغسيل وجهه و التوتر يلفه !
لا يريد ان يدخل بتحقيقات مع جدته ، الموضوع لا يحتمل التعظيم اكثر !
و الآن لقد ترك كل شئ للينا ،
كيف ستتصرف مع فتاة ان فاقت من اغمائتها سترى امامها وجها ملائكيا ذو عينان اقرب لعينا الذئب بحدتهما !!
بالتأكيد سترعب و من المحتمل ان تصرخ ايضا
ليس بإستطاعته فعل شئ غير ترك كل شئ لتدبير الله .. و من أحسن من الله تدبيرا ؟!





في الجهة الأخرى لينا إنصعقت بوجود فتاة مع اخيها ، لقد قال ان هنالك ' احد ' ،، و لم يقل ' وحدة ' ؛
مالذي تفعله فتاة في هذا الوقت معه ؟
و لماذا هي نائمة ؟ و ماسبب الكدمات على وجهها ؟!
و الاهم .. ما وراء اثار العراك على وجه اخيها ،، تلك الاثار التي افقدت الجدة صوابها ؟؟

كل هذه الاسئلة كانت تدور في رأسها لكنها لم تستطع فعل شئ سوى الصمت و الذهول

حاولت تحريك الفتاة قليلا لكنها كانت بعيدة جدا عن الواقع

علي الأحمق ما انت فاااعل يا ترى ؟!
تنفست ببطئ و قررت اغلاق السيارة على الفتاة و الدخول قبل ان تفتقدها الجدة
و يبدو ان هذه لن تفيق و بالطبع هي لن تفعلها و تقوم بحملها الا ان رغبت بكسر عمودها الفقري !



عندما دخلت المطبخ واجهت نظرات علي بلا مبالاة ،، و قالت لجدته : بيبي لتخافين كلشي ما بيه ،، تلقيه متعارك وية آلن و باجر يتصالحون



عنفتها بقسوة اصابتها بالصميم : انتتتي سكتتتي ، اصلا كله من وراج هالقد مشايلة بقلبج عليه ،، شوفي حاله هسة و ارتاحي ،، وهاي بدل لتخافين عليه ؟ ولج اذا يصير بيه شي يطيح حظ حظج !


لم تقل شيئا ،، سوى انها اعطت اخاها مفاتيح السيارة و قالت بهدوء اخفت خلفه غصة خنقت حبالها الصوتية : تصبحون على خير



علي ضغط على كفها بهدوء .. لكنها لم ترفع وجهها بإتجاهه و تحركت خارجة من المطبخ
فـ ليحل مشكلته بمفرده ،، فهي لا دخل لها بهذا

توجهت نحو غرفتها وهي تحاول تناسي ما حدث ،،
تبا لقد نسيت هاتفها وحتى محاضراتها في الاسفل

كيف ستفيق صباحا من غير الهاتف ؟
لن تفيق ابدا !
اجبرت نفسها على العودة من حيث أتت و رأت اخاها يجلس في المطبخ بمفرده
استغلت الوضع و تقدمت منه مسرعة : عليييي منووو هاي البنية و شبيها هيجي ؟ و شدتسوي بسيارتك ؟؟




نهآيةْ البرآءة الرَآبعَة



حُلمْ



 
 

 

عرض البوم صور حلمْ يُعآنقْ السمَآء  
قديم 24-04-12, 01:48 AM   المشاركة رقم: 7
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو مبدع
كونتيسة الأدب النتي


البيانات
التسجيل: Mar 2012
العضوية: 240233
المشاركات: 841
الجنس أنثى
معدل التقييم: حلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالق
نقاط التقييم: 3128

االدولة
البلدIraq
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
حلمْ يُعآنقْ السمَآء غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حلمْ يُعآنقْ السمَآء المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي 5

 


بِســمْ آلله الرحمنْ الرحيــمْ


البرآءة الخآمِسَةْ




ربمآ سَننتَهيِ ،
........... و رَغمْ ذَلكْ " سَـنبتدأ ولو بَعدَ حيِنْ "






تعالى اُقبِّلُ وجهَكِ
تعالى أُضمِّدُ جرحك
تعالى أُمشِّطُ شعركِ
تعالى اشرب دمعك
دعينا نحلم تحت الرصاص
دعينا نعيش بإذن الله
فحب العراقيين عجيب
يذلل فعل السلاح الرهيب
تعالى لماذا الجمال كئيب
تعالى حبيبة عمرى إلىَّ
تعالىَّ أعزَّ وأغلى حبيب

للشَـآعرْ كريمْ آلعرآقي











في الجهة الأخرى لينا إنصعقت بوجود فتاة مع اخيها ، لقد قال ان هنالك ' احد ' ،، و لم يقل ' وحدة ' ؛
مالذي تفعله فتاة في هذا الوقت معه ؟
و لماذا هي نائمة ؟ و ماسبب الكدمات على وجهها ؟!
و الاهم .. ما وراء اثار العراك على وجه اخيها ،، تلك الاثار التي افقدت الجدة صوابها ؟؟

كل هذه الاسئلة كانت تدور في رأسها لكنها لم تستطع فعل شئ سوى الصمت و الذهول

حاولت تحريك الفتاة قليلا لكنها كانت بعيدة جدا عن الواقع

علي الأحمق ما انت فاااعل يا ترى ؟!
تنفست ببطئ و قررت اغلاق السيارة على الفتاة و الدخول قبل ان تفتقدها الجدة
و يبدو ان هذه لن تفيق و بالطبع هي لن تفعلها و تقوم بحملها الا ان رغبت بكسر عمودها الفقري !



عندما دخلت المطبخ واجهت نظرات علي بلا مبالاة ،، و قالت لجدته : بيبي لتخافين كلشي ما بيه ،، تلقيه متعارك وية آلن و باجر يتصالحون



عنفتها بقسوة اصابتها بالصميم : انتتتي سكتتتي ، اصلا كله من وراج هالقد مشايلة بقلبج عليه ،، شوفي حاله هسة و ارتاحي ،، وهاي بدل لتخافين عليه ؟ ولج اذا يصير بيه شي يطيح حظ حظج !


لم تقل شيئا ،، سوى انها اعطت اخاها مفاتيح السيارة و قالت بهدوء اخفت خلفه غصة خنقت حبالها الصوتية : تصبحون على خير



علي ضغط على كفها بهدوء .. لكنها لم ترفع وجهها بإتجاهه و تحركت خارجة من المطبخ
فـ ليحل مشكلته بمفرده ،، فهي لا دخل لها بهذا

توجهت نحو غرفتها وهي تحاول تناسي ما حدث ،،
تبا لقد نسيت هاتفها وحتى محاضراتها في الاسفل

كيف ستفيق صباحا من غير الهاتف ؟
لن تفيق ابدا !
اجبرت نفسها على العودة من حيث أتت و رأت اخاها يجلس في المطبخ بمفرده
استغلت الوضع و تقدمت منه مسرعة : عليييي منووو هاي البنية و شبيها هيجي ؟ و شدتسوي بسيارتك ؟؟


كان على وشك الكلام عندما سمع خطوات جدته تقترب وصوتها يصله غاضبا : الله لا ينطيهم ان شاء الله ،، ولك احجي يمه منو ذولا هيجي ' هكذا ' مسووين بيييك ؟!



أخته عقدت حاجباها منزعجة ،، تريد ان تفهم قصة تلك الفتاة و بسرعة
وجودها مع اخيها مريب جدا ،، بالأخص وهما بهذه الحالة !



الجدة كانت قد دخلت المطبخ و حالما رأت لينـآ اكملت : مكلج ' لم يقل لك ' شبيه ؟


لينا رفعت كتفاها بهدوء و عيناها تطالب اخاها بالاعتراف ،، لكنه الان لم يكن مهتما بشئ غير الفتاة
يجب ان لا تستفيق و ترى نفسها وحيدة .. ستصاب بالرعب و من الممكن انها ستصرخ
بالطبع لن يسمع احد نداءها و لكنه لا يريد ان يضع نفسه اسيرا لإحتمالات غبية !
على جدته ان تنام الان

وقف بتكاسل مصطنع و تكلم مشيرا ناحيتها : لتخافين بيبي والله مابيه شي ، بس اني اقلج ' أقول لك ' تعاركت ويه آلن صديقي لإن متعارك وية ابوه و طالع من البيت ،، و هذا الوكت كله جنت داريده يرجع لبيتهم !



لتقل بفطنه : و عمممر ليش مجان وياكم ؟



بسرعة بديهية اجاب : لا هوه آلن ميريد احد يعرف حتى عمر ،، اصلا اني بالصدفة عرفت ،، يللا رايح انام وراية دوام



عيناه اعطت أخته اشآرة سريعة ان لا تبتعد عن المكان ،، وهي استجابت له مكرهة

الجدة برغم عدم اقتناعها التام بقول حفيدها إلا انها لم تجد سوى الاستسلام ،، فهي تعرف علي ،، لن يتكلم إن لم يرد هو ذلك
و لكنها تخشى عليه كثيرا ، لا تريد له التورط بشئ قد يؤذيه مستقبلا ،، إن هذا الشاب احمق و ذو دم حآر و قد تستفزه ابسط المواقف لتجعله يشتعل غضبا غير ابه لكل ما قد يترتب على غضبه !



تحركت وراءه حتى بداية السلالم و تكلم هو الذي كان قد وصل نهايتها : بيبي كاااافي لتلحين قتلج ماابيه شي والله خبلتيني شنو تريدين تجين تنيميني هالمرة ؟


أجابته بشئ من الحدة بسبب عدم اهتمامه بمشاعر الاخرين : صدق انته متستحي بدااال متقول لتصعدين انتي تعبانة ،، بس شقول غير ' تربية سعاد '



لم يهتم ظاهريا ، و لكن قلبه انقبض على ذكر ' سعاد '
لا يعلم هل سيلتئم الشرخ الذي تكون بينه و بين تلك الـ ' سعاد ' يوما ؟، والدته التي لم تجعل منه الا انسانا عديم الشعور و غارق بالقسوة الباردة المشتعلة في ذات الوقت !



توجه لـ غرفة اخته مباشرة لإحتواءها على شرفة تطل على المدخل الامامي للمنزل ،،
دخل الشرفة بهدوء و اصبح يراقب سيارته بهدوء أكثر !
لم يطيل الوقوف حتى رن هاتفه بمكالمة ،، كان نوعا ما متأكد من هوية صاحبها
عندما اخرجه من جيبه إبتسم كـ شكر لحدسه الذي انبأه بـ المتصل ، رد بهدوء : الووو


ليصل له صوته الهادئ : ها ابو حسين رجعت للبيت .. شفت سيارتك بالكراج


اجاب : إي ،، بس هسة اني متورط ورطة بس الله يعرفها


تغلف صوته بالاهتمام : خير علي شكو ؟؟



بعد زفير حار قال وهو مدرك جدا لمدى خطورة الامر بالنسبة له ،، لن يرتاح حتى يأخذ منها وعدا ان لاتخبر احدا عنهم شيئا ،، و حتى و إن فعلت ،، لن يهدأ باله : شقلك ' ماذا اقول لك ' .. مشكلة طويلة عريضة مو مال تلفون ، واني هسة تعبان و متخربطة اموري ،، على باجر ان شاء الله



تساءل الاخر مسرعا : اقلك عبد الملك شمسووي ،، الورطة الدتحجي عنها الهة علاقة بيه؟!


بحقد اجاب : طيح الله حظه الـ **** ،، ابن الكلب مسوي مصيبة

أكمل بعد برهة مستسلما ،، سيخبر عمر .. على الاقل يلهي نفسه عن الانتظار : خاطف بت قاسم **** .. تعرفه موو ؟!


ذهل عمر و اجاب بصدمة : لا يا **** ،، صدق والله ؟؟ زييين لييييش ؟؟ طييح الله حظه الناااقص ،، هايه هم سواااية ' فعلة' ؟



علي : لك رياجيل ****** ... مابرااسهم خير ،، كل همهم الكراسي والناس الفقرا واقعه بيناتهم .. !



بتوتر سأل : و البنية ؟ وينها ؟



ثبتت نظراته على السيارة المظلمة و هدأ صوته كثيرا : تعاركت وياهم و جبتها وياية ،، وهسة هية بالسيارة .. ماريد بيبيتي تدري ،، هاي اذا عرفت بعد شيسكتها ' ماذا يسكتها ' ،، و اني ما اريد الموضوع يطلع ،، ابن الـ *** لازمني من ايدي التوجعني ،، اذا يصيرله شي خواتي يروحون بيها



عمر بتفهم : و أمك



بسخرية رد : امي عدها عقل براسها ،، تقدر تقله لا خاف ربك ببت الناس عندك بنات ،، بس اشو هيه هم ساكته و عاجبها الوضع ،، و ليش ميعجبها ،، هو ياخذ كرسي منا و يغرقها بالذهب و الفلوس و السفر منا ،، يمعود ناس بايعه ضميرها



احس بآسى رفيقه ،، حاول ان يجعله يترفق قليلا بوالدته : لتظلمها يمكن متقدر تقله لأ


بدون اهتمام اجاب : ياابة دطييير ،، ماكو مرة ماعدها لسان ،، بس الظاهر هية عاجبها .. هسة عوفنا من هالحجي ،، اكلـ ـ ـ..!!



قاطع كلامه بحدة : علـــي انته تدري ورطت نفسك وية ابوها ؟ هية عرفت منو خاطفها لو لأ ؟



علي : اي عرفت ،، ادري تورطت بس شسوي اعوفها هناك ؟ اكلك شيريد يسوي ابوها ؟ لو بيه خير يروح يطيح حظ عبد الملك مو يجي علية



اجابه بقلق : إنته تدري هالحجي ميمشي ،، هنا يحترق الاخضر وية اليابس ،، لازم تاخذ منها حجاية متقول عنك اي حرف



إبتسم بخفوت رغم العقدة بين حاجبيه : حبيبي ابوو علاوي ،، ليظل بالك ، باجر اوديها و ان شاء الله تفض السالفة



بنفس الاهتمام : لا متفض .. و ابوها حقه لو يذبحكم ،، فلتستهين بالموضوع وخلي نفسك مكانه اكيد مرح تزكي احد و تقول لا هذا شريف مسوى شي ، فلازم تاخذ حذرك ،، من ترجعها الافضل تاخذلها تكسي وهية تروح لو توصلها لفد مكان و خليها تخابر اهلها



اجاب بلا مبالاة وهو في داخله يعلم صحة قول رفيقه : يمعود لتكبرها لو لهالدرجة .. ا..!



قاطعه مرة اخرى : علي لتصير غبي ،، كافي عبالك ' تظن ' العالم يمشي بكيفك ،، الوضع طاايح حظه بالبلد ،، و ترا اختك متتحمل .. كافي عليها ابوك و اخوك ،، اذا صار لك شي وين تروح ؟ فكر هيجي و تصرف على هالاساس


و اكمل باصرار : من تريد توديها خابرني جاي وياك ،، والله العظيم يا علي اذا مخابرتني انسى عندك اخ اسمه عمر ،، و الله العظيييييم اخليك تنسى عمر اذا رحت وحدك



ابتسم من جديد : زين يللا بله حلف ،، ديللا ولي ' روح ' تعبان اني



اغلق الهاتف من عمر وهو يفكر بكلامه بجدية ،، لقد اصاب رفيقه .. في زمن كـ زمانهم لن يهتم والدها او غيره بكونه قد انقذها من المختطفين
بل سيكون بنظرهم مشترك اساسي معهم ،، و هذا بالطبع ما لا يتمناه ،، فـ هو لا يهمه غير لينا !
يسر و ضي لديهما والديهما و اخوانهما ،، و لكن هذه الـ ' لين ' وحيدة و لا تحتاج بعد الله لـ سواه ،، عليه ان يحاول المحافظة على نفسه بإذن الله من اجلها فقط !


التفت قليلا عند سماعه خطوات خفيفة تقترب منه ،، و رآها تنظر له بريبة وهي في داخل الغرفة ،، تكلمت بهمس مرتاب : علي فهمني منو هالبنية



اخذ نفسا اراح به صدره ليجيب بهدوء : قتلج ' قلت لك ' موضوعها طويل ،، باجر ان شاء الله احجيلجياه ،، هسة لازم ندخلها خوما ' بمعنى ليس من الجيد ' تبقى الليل كله برا



اكملت اخته بشئ من العصبية و هي لا تستطيع ان تدخل الشرفة معه لإنه من الممكن ان يراها احد من المارة حتى وان كانت الساعة متأخرة : لتقلــي باااجر ،،دشووف حالتك و الاتعس حالة البنية والله تقهر مبسوووطة ' مضروبة ' و شكلها تعبان و يمكن مريضة

إرتجف صوتها وهي لا ترى منه سوى ظهره : علـ ـ ـي ،، أخاف مخطوفة ؟!



زفر كما لا بأس به من ثنائي أوكسيد الكاربون و التفت لها بنصف التفاتة : اي ،، و متصدقين منو خاطفها ، الكلب ابن الكلب عبد الملك ، هه رجل امي !



اصابها الهلع و هي تكتم صرخة كادت ان تنطلق من بين شفتيها ،، لا شعوريا بدأت عينها تدمع بخوف ،،
الا الإختطاف !

تدعو ربها ان تقتل و تذهب شهيدة بإذن الله و لا أن تختطف و تعيش ذلك الرعب الأحمر الذي قد يفقدها صوابها
لا لن تحتمل شيئا مماثلا !

دخل الى الغرفة عند رؤية اصفرار وجه اخته و هلوستها التي لم يفهم منها شيئا ثم قال بحدة : إشششش ليييين شبييج ؟ لتخليني اندم لإن قتلج ،، بس اسمعيييني ،، محد يعرف بالموضوع .. مححححد



هزت رأسها بسرعة وهي غير مستوعبة وقوفها الاحمق هنا ،، تخشى جدة علي وتلك الفتاة تعيش جنون الخوف ؟
تبا لكل شئ ،، عليها ان تذهب و تهدئ من روعها و لو بمقدار ذرة
فهي تعرف اخاها و هو بالطبع لم يفعل شيئا كذلك




تحركت خطوة للوراء وهي تقول بإصرار : و فوووقاها ' وفوق ذلك ' إنته عاايفها برا ؟تخيل لو تقعد و تشوف نفسها هالمرة محبوسة بسيارة .. والله تتخبل !



اوقفها بصوت هادئ : ليييين ما اريد بيبي تعرف ،، اني البنية من الصبح اوصلها لبيتهم و يخلص الموضوع ،، دخيييل الله لتسويلي قال و قيل من بيبيتج



أجابته بـ صوت متمرد : بيبيتك انتـه و اني بالنسبة الي ميهمني غير البنية ،، بس لحظة لحظظظة ،، إنته شلون عرفت هية مخطوفة ؟ لو تدري من البداية و ساااكت ؟



بغضب مكتوم اجاب : أكلي *** شايفتي ماعندي غيرة حتى اعرف و اسكت ؟ هسة عرفت و قلبت الدنيا على راااسهم و جبتها



نظرت بشفقة طفيفة لـ قميصه وهي تحاول ان لا تلتقي أعينهما : وياامن ' مع من ' تعاركت ؟ وووجع بعينه منوو ضربك ؟



بانت ابتسامة طفيفة على محياه من خوفها عليه : خاايفة علية ولج ؟



رفعت حاجبها و اجابت بإستخفاف : طبعا لأ، بس خايفة على نفسي وراك



لم تفارقه الابتسامة وهو يتحرك متقدمها : على منو تطلعين قاابل ؟ أكيد على اخوج



فهمت قصده ،، يريدها ان تعرف انه يعلم بإهتمامها لوجوده في حياتها و لكنها لا تشبه احدا غيره في مدى قدرتها على اخفاء ما تريد اخفاؤه !



بخطوات بطيئة وحذرة جدا خرجا من باب المطبخ الى الحديقة بعد ان تأكدت لينا من إستغراق الجدة في النوم ،
و لإول مرة في حياتها شعرت لين بمـدى مشاعرها لهذا الاخ غير الشقيق

لا تعلم لم طرأ عليها مصطفى ' رحمه الله ' و شقاوتهم الطفولية و هم يخفون امرا عن ابيهم و امهم ،،
رحمهم الله جميعا

و لكن ما تفعله الان مع علي مختلف كليا عن شقاوة الاطفال ،، بل هو امر متعلق بحياة انسانة قد عانت في ظل هذه الظروف القاسية !


توقف قبل ان يصل السيارة و اشار لأخته بالتقدم اولا وبصوت هامس : روحي قعديها ،، بس لتخرعيها



تقدمت و قلبها يرتجف من التوتر و ما إن وصلت السيارة فتح علي قفلها بجهاز التحكم عن بعد الذي بيده ،
الاضاءة التي ظهرت من انوار السيارة جعلتها تجفل قليلا و لكنها تمالكت نفسها و اقتربت من الباب عند الجهة القريبة للفتاة

و لصدمتها وجدتها غير موجودة ،، كادت ان تجن و هي تلتفت بسرعة لعلي : عززززة ' كلمة النساء عند وقع مصيبة ' ، علي البنيية ماكووو



ليقترب ووجهه اسود ،، كييف اختفت ؟
مستحيل لقد كان يراقبها طيلة الوقت و يستحيل ان تهرب في الفترة القصيرة التي تحدث فيها مع اخته
لكنها لن تفعل !
هو اكيد من هذا

لقد رأت ما فعل من اجلها و هي متأكدة من انه لآ يضمر لها شرا !



ابعد اخته و فتح الباب بسرعة و مال بجسده الى الداخل فرءآها متكورة على نفسها في ارضية السيارة بالجانب الاخر البعيد عنهما
و نفس الانين السابق يخترق طبلة اذنه من جديد !


انفاسه تعالت بوضوح وهو يهمس بعد ان اعاد جسده خارجا : لييينا شقد ' كم انتي ' ثولة وقعتي قلبي



و اكمل محدثا الفتاة : باعي ما اريد صياح و لا بجي ،، هسة الساعة بال11 و الشوارع كلها مسدودة حظر تجوال ،، جبتج لبيتنا و باجر اخذج لبيتكم ،، و هاي ' هذه ' اخر مرة اقلج ' اقول لك ' لتخافين ،، محد رح يسويلج شي .. !


ابتعد تاركا المجال للينا و عندما تقدمت ضربها على كتفها بخفة : غبييية



لم تغضب كعادتها ،، فكانت تشعر برعب الفتاة و خوفها ،، كان الله بعونها
لن تلام ان فقدت عقلها !


حاولت على قدر الامكان ان تتكلم بهدوء و تغطي رجفة صوتها لكنها لم تستطع ،، فهي صغيرة ،، بل صغيرة جدا و لا تستطيع تحمل مثل هذه المواقف
تبا لين ،، لا تضعفي الآن ،، لقد مررت بتجارب اصعب
لقد فقدتي اهم شخصين امامك .. لن تستسلمي الان لصغر سنك و ضعف قلبك : آآآ .. مممم يبنييية ؟؟ شوفي والله العظيييم محنسويلج شي ،، نزلي و فوتي ويانة للبيت ،، على الاقل غسلي وجهج و شربي مي .. تره كلش مبين عليج تعبانة !



تلك المرتعشة كانت تخفي وجهها فوق ركبتيها وهي تناجي الله ان يلطف بها و تمر ليلتها بسلام
عند سماع الصوت الانثوي الذي سمعته يصرخ منذ قليل يحدثها رفعت رأسها بتردد ،
لم تتبين لها ملامح الفتاة ،
و لكن ما اخافها هو الجدار البشري الذي يقف بالقرب ،، حاولت التماسك و هي تستجدي الحروف : عليييج الله ،، أحلفج برب العالمين متسوولي شي ،، والله العظيم مريضـ ـ ـة و تعبانـ ـ ـ..!



صمتت عند سماعها صوت منقذها المرعب يرد بحدة : والله العظيم ما اعيد حجيي مرة لخ ،، دا اكلج محد يسويلج شي ،، و لو ردت اسوي جان سويت و وديتج لمكان بس الله يعرف وين ،، هسة اني جايبج ببيتنا و امة محمد كلها داير مدايرنا ' حولنا ' ماكو داعي للخوف ،، نزززلي عاد و فضينااا ،، بس ديري بالج تطلعين صوت بيبيتي نايمة و منريدها تعرف بشي



لينا بعنف و رهبة ضربت كتف اخيها وهي تهمس بحدته نفسها : انتتتته شقد مااااعندك احساااس ؟ البنييية حتموت من الخووف وانته بس تعيط ' تصرخ ' وتهدد ؟ والله حرام عليييك ،، وخخخر مناا وخخخخر ياللا


اكملت بعد فكرة سريعة : تعرف شلون رووح لبيت حبيب قلبك عمر و عوفنا ،، روح بااات يم عممممر !!


إستسخف ما تقول : ليين و سم ان شاء الله اذا قعدت بيبي والله احررررق البيت على رااسج


بغضب و همس يرتجف اجاابت : شققققد ' كم ' اكرررهك شقــــد !!



لم يهتم للرد ، كل ما فكر به هو ما هي الفكرة التي ستتكون برأس الفتاة بعد رؤية مشاعر المحيطين به نحوه ؟!
لم تسمع عنه كلمة طيبة واحدة و للعجب تثق به !


فـ هاهي تترجل من السيارة من الباب البعيد و عندما التفتت بإتجاههم تقابلت عيناهما لتبعد نظراتها بسرعة وهي تهمس : الله يخليـ ـ ـكم ،، تعبـ ـ ـآنة ،، و اريـ ـ ـد مامـ ـآ



مالت بجسدها لتستند على الباب المفتوح و انينها ازداد ،، إنها تتألم تتألم جدا !
تريدهم ان يبعدوا عنها الألم و التعب ،
لا تحتمل هذا الضغط اكثر ،، ستموت ،، ستموت قبل غد .. قبل ان تعود لأحضان والدتها !

لينا بخطوات سريعة دارت حول السيارة لتسند وقوفها وهي تقول بصوت هادئ يحمل القليل ، فقط القليل من اللطف : لتخافين من عدنا ' مننا ' ،، والله محيصيرلج شي ببيتنا ،، أعرف هسة انتي خايفة بس صدقيـ ـ ـ..!



لم تكمل اذ ثار علي بشكل مفاجئ : كااافي تحلفيلها ،، قلنالها محيصيرلها شي بيننا ،، عجبها تصدق عجبها ، معجبها طبها مرض ' شتم بمعنى فليأتها المرض لادخل لنا : ) '



لينـآ بغضب : علللللي شققد خبييييث انتتتته ،، والله مشااايفة مثلك بشششر .. البنية حتموت وانته بس نادر ' فالح ' تعصصصب ؟؟؟ عززززة رح تخبلننني والله !



بسبب طريقة حديثهم العفوية و عراكهم الدائم احست بشئ من السكينة يحتل جزءا كبيرا من قلبها ،، فإستندت هي بجسدها على لينا وهي تقول براحة خفيفة تشعر بإنها إفتقدتها منذ عقود : بس باجر من الصبح توديني !



قالت جملتها من غير ان تنظر اليه فهي لم تنس بعد ' طبها مرض ' التي قالها بدم بارد ،، و هو شعر بوقاحتها ، تحدثه و كإنه من الواجب عليه فعل ذلك !

لم يجبها و لينا تكفلت بالرد : طبعا والله من الصبح ان شاء الله !


قبل ان تتحرك خطواتها مع لينا رفعت بصرها بإتجاه المنزل ، يبدو انهم اناس من الطبقات الفوق المتوسطة
بالطبع لن يصلوا لـ ثراء والدها بإعتباره طرف في السلك السياسي و لكنهم ايضا يعيشون بترف !

لا تفهم اين والده الذي لا يحتمل ان يحكى عليه بكلمة ؟!

و من تكون هذه الفتاة ؟ أهي زوجته ام اخته ؟ ام ماذا بالضبط؟
علاقتهما اقرب للاخوة ،، و لكن لم لا تكون هذه مع والدته في ذلك المنزل ؟ و لم يخاف جدته فقط ؟ أهي الوحيدة في المنزل ام ماذا ؟

تبا لي ،، ما الذي افكر به الآن ؟
هل جننت ؟
علي أن لا افعل شئ سوى العويل و النواح .. انا في خطر ،، ما زلت في خطر حتى اعود لأحضان عائلتي !



بحذر و توتر استطاعت الفتاتان دخول المنزل بإرشادات باردة غاضبة من قبل علي ،
لم يتبعهما الى الأعلى ،، بل ظل في المطبخ و هو يأخذ انفاسا سريعة
جلس على احدى الارائك و احس بتعب النهار كله يفتك بجسده ،،
كان اليوم من احد اصعب الايام ،، بالطبع ليس بصعوية ايام العزاء ولكنه محطم للأعصاب !

لا يريد شيئا الان سوى النوم ،، يشعر بعضلاته تصرخ من شدة التعب ، لا يعلم هل يجب عليه البقاء هنا حتى لا يخيف تلك الغبية ؟!
و لكنه يريد تغيير ثيابه ،، لقد اشمئز من نفسه ،

اي ثياب تريد تغييرها يا رجل ،، إذهب لتنام الآن ،، فصدقني لن تشعر بلذة النوم الا قليلا ،، فـ لن تتأخر الشمس عن موعدها لتركك ترتاح
ستشرق بوقتها الثابت و عليك رغما عن انفك النهوض للدوام


كانت بنيته الذهاب لينام في غرفة والده ، ولكنه من غير ان يشعر على نفسه وجد نفسه يغط في نوم عميق وهو على نفس جلسته المبعثرة




.
.
.





ويبقى في القلب شيء
لا يعلمھه إلا ..
رب گل شيء







عندمآ أصبحتآ في الدور العلُوي بعد عنآء طويل بالنسبة للإثنتين بسبب عدم مقدرة الفتآة أن تتمآسك بمفردهآ و ضعف بنية لينآ التي تستغرب إنفعآلهآ الذي بدآ عليهآ للمرة الأولى ،
فهـي بشكل عآم لآ تهتم لـ من تقآبل ، و لكن يبدو أن بذرة الخير التي أنبتها " الدكتور صفآء " في قلوب أولآده قــد كآنت من نصيب هذهِ الـ فتآة !


قآلت لهآ بهـدوء و همآ تتحركآن بشكـل مستقيم : رح أخذج للحمآم ، غسلي و هسه أجيبلج هدوم !


توقفت لـ برهة و هي تنظر الى الخلف .. فهمتها لينآ و أكملت : لتخافين مرح يصعد ، و البيت مابيه غيري اني وياه و بيبيته .. وهيه هسه نآيمـة !

ثم تسـآءلت بسرعه : صدق إنتي شسمج ؟


بعد تردد قصير ردت : جلنـآر


قـآلت من جديد وهي تتركهآ لـ تتحرك نحو الحمآم مبطنة ببراعة اعجابها بالإسم : جلنآر والله باجر ان شاء الله نوديج لأهلج .. ابد لتخآفين من عدنآ ، و ووو .. حتى لو سمعتيه يعصب و يعيط " يصرخ " لآ تخآفين تره هذا طبعه بس هوه حبآب .. ولآ مجآن تعارك ويه اهله و جآبج هنآ


جلنآر لم تفهم مآ تقصده هذه الفتآة .. هل هي فعلآ زوجته ؟
و لكن .. ما هذه العلآقة الغريبة التي بينهمآ ،
وضع هذه العآئلة بأكملهآ مريب !!


لينآ إنسحبت لـ غرفتهآ و بهدوء حضرت لـ جلنآر إحدى بيجآمآتها و للتو فقط تذكرت الأمتحآن التعيس الذي لم تحضر له شيئآ ،
فعلآ قــد أصبح " قصة عنتر " كمآ نقول ،
من خلف الباب اعطت جلنار ما تحتاجه من ملابس لم تستخدمها مسبقا و قد تقصدت عدم نزع العلامات من عليها لكي تعلم الفتاة انها غير مستخدمة

إستغلت فترة دخولها الى الحمآم و توجهت للدور السفلي لتحضير الطعآم السريع ،
فـ يبدو عليهآ الإرهآق و التعب ، وعليهآ أن تأكل شيئآ حتى تتأكد من إهتمآمهم و تطمئن ، فيكفيهآ ما شعرت به هنآك

عنـدمآ وصلت المطبخ تفآجأت من شكل علي ،
لآ إرآديـآ ضحكت بخفة ، لو كآن هآتفهآ معهآ لمآ توآنت لحظة عن تصويره ،
يبدو كـ طفل كبير وهو ينـآم بهذه الطريقة ،
صــوت تنفسه وآضح و أقرب للشخير ،، مسكين . يبدو إنه عآنى اليوم كثيرآ

كآن الله بـعونه !
مآهذا .. منذ متى يهمهآ أمر هذا الأحمق الكبير ؟!
منــذُ الأزل ، فمهمآ يكن . هو من تبقى لهآ
وعليهآ أن لآ تنسى ذلك !
إقتربت منه بهدوء و الإبتسـآمة تدآعب شفتيهآ ،
كم أحبت عمله الرجولي وهو ينقــذ " صآحبة الإسم الجميل " ،

علي الشرير ، إذن لديه بذرة طيبة في دآخله يخفيهآ ،
همم .. جيد .. عليهآ إن تستغله في صآلحها في المستقبل !

حآولت تحريك كتفه بـ رقه : علــي .. علآآآوي ، علووووش .. عليييييييي


و كإنه ميييت !
أرعبتهآ الفكرة و شتمت نفسهآ بعنف ،
مآ هذا الفأل الآحمق ،
حفظك الله لي من كل شر يآ حبيبي ،
لآ أريد أن أخسرك .. قلبي لن يتحمل كسرٌ أخر ،
فـ حتى الآن لم تندمل جرآحي ، و لآ أظن إنها ستفعل يومآ

خوفهآ من الفكره جعلهآ تضربه بقوة ، آآآه حمدآ لله لقد تحرك !
أخافها الأحمق ، تبآ له !

لقد تملل من الأزعآج و فتح عينه بتسـآؤل ،
حآول التركيز قليلا و لكنه لم يستــطع من فرط الإجهآد ،
و هي قآلت بـ سرعه : قووم نآم بغرفة بابآ .. إذا جتي بيبي هسه و شآفتك تفتحلك مييية تحقيق !


مآالذي تقوله هذهِ الصغيره ؟
لم يفهم حرفآ وآحدآ ،
أأأه .. لحظظظة !
إستقآم بسرعه و آخذ يلتفت بـ قلق ،
خرج صوته خشنآ أكثر من العآدة : وينهآ ؟!


أجآبته وهي تتحـرك بإتجآه الثلآجة : دتغسل .. واني اريد اسويلها شي تآكله



تمغط بكسل : إيي تره كل شوية تتخربط خليها تاكل لتروح تموت ببيتنا واحنه الي نبتلي بيها



ضحكت بخفة وهي تتمتم : هههه وياخذوك للسجن هههه والله حلوو بس شقد لعد يطلع حظك فققققر ' تقال لكل من له حظ سئ '



إبتسم بخفوت على اثر ضحكتها و همس بشر : وانتي وين تروحين ؟ لازم ازوجج من باجر لعد اخاف تصير صدق منو يحتار بيج


جمدت يدها التي تخرج احد المعجنات من الـ ' فريزر ' ،، تعلم انه سيقول ما لاتحب لذلك قالت مقاطعة : دروح نام احسن مما تجي بيبيتك و تسمع هالحجي



ابتسامته لم تختف : صدق منو ياخذج انتي ؟ وحدة مغرورة و تلعب النفس و متعرف شي بالدنيا غير اللواقة ،، اقللهم يجيبوج وياية للسجن احسنلج ،، بس اني اتحملج



التفتت له و بـ عصبية اضحكته قالت : اصلا انته تغاار مني .. ياربي شقد مكروه هالاخ مينحممممل ' لا يحتمل '



فرك عينه بتعب ولكنه يريد ان يستمتع بغضب هذه الصغيرة ذات العقل الغير ناضج : حقج اغار لإن عيوني مو ملونه مثلج ،، إمشي مخبلة ،، بس تدرين اعرف واحد مستعد يااخذج على صقاطج ' بمعنى عدم نفعك بشئ '



قبل ان تفكر بالثوران ،، لا تعلم لم مر ببالها هذاك الـ ' واحد '
بالطبع من يكون غيره ؟!
لكن لتصاب بالذهول اكمل علي : حيدر ابن عمتج ،، كاااتل روحه يريدج ،، فذكريني قبل لا اروح للسجن ازوججياه و اخلص



لم تفكر بهذا ابــدآ ..!
هـ ـ ـل ما يقوله اخوها حقيقي ام انه يريد اغاضتها فحسب ؟
وماذا عن عمـ ـ ...!
تباااا له لم تفكر به الآن ،
إنها حمقاء صغيرة تظن انها كبيرة بما فيه الكفاية لتحديد مصيرها و لكنها في الحقيقة ما زالت طفلة لا تفهم شئ
و هذا الخبيث لا يتوانى عن ازعاجها ،، غضبت و هي تضع المعجنات في المايكرو ويف : عليييييييي اطللللع مناااا ترره اروح اقعد بيبي وشوف شيصير بيك


ضحكته ضعفت بالتدريج حتى اختفت لكنه عاد ليقول : تره مدا اتشاقة ' أمزح ' ،، حيدر يتمنى يخطبج ،، بس خلي يولي .. هذا الزمال شنو !



ردت لإثارة غضبه : هاي شنو ؟ ليش منو حيتزوج انته لو اني ؟ يمكن اني قابله



رد ببرود و بنبرة مقصودة : هيه هاي العايزه ' ما كان ينقص ' ،، حتى الزمج ' أمسكك ' و اذبحج قدامه ،، انتي تاج راسه معاجبج تقبلين بهذا المنتف ،، إمشي زعطوطة خلينا وراج دنشوف دكتور احلامج الي دتنتظريه وبعدين لتنسين حيدر مهندس ميفيد خبالاتج !




لم يتكلما بهذه العفوية منذ الازل ،، و لكنها احبت النقاش المفتوح ،، لا تحب ان تكون حياتها مليئة بالأسرار ،، و تحب ان يكون اخوها على علم بما تريد و ان ينقاشها بالامر لا ان يغضب كـ كثير من الرجال الذين لا تستطيع المرأة الكلام امامهم بهذا الشكل !

لكن بالطبع هناك ما ينغص اريحية النقاش ،، ' تاج راسه '

آه يا علي ،، كم امقتك انت و رفيقك الغبي
اكرهكمااا و جــدا !


ترك لها المطبخ بعد ان جعل عقلها يبتعد كثيرا عن جلنار و حالها !

لم يسمي الامر ' خبالات ' ؟!
الا يدرك ان لها احلاما و تريد تحقيقها مع شخص تشعر بإنه مكملا لحياتها
و كما لكل شاب ظوابط و مواصفات لفتاة احلامه للفتيات الحق ايضا في اختيار شريك حياتهم

و لا دخل لإحد في خيارها ان كان جيدا !




أكملت تحضير صينية صغيرة تحتوي على الفطائر و معها علبة عصير اناناس كما تحبه هي ، مع قدح ماء مثلج

إبتسمت وهي تنظر للطعام بشهية و لكنها اكتفت بأخذ علبة عصير اخرى لها ، علها بذلك تساعد الفتاة في تقبل الطعام


بـ حذر استطلعت الصالة المفتوحة على الغرف السفلية و عندما تأكدت من ان الجدة لم تشعر بوجودها عادت لتأخذ الصينية الى الدور العلوي و بالطبع لم تنس هاتفها الذي كان على طاولة الطعام في المطبخ ،


عندما وصلت غرفتها رأتها جالسة على سجادة الصلاة التي كانت مصفوفة جانبا ،، و حالما أحست بوجود احدهم وقفت بتوتر وهي تنظر وراءها بقلق
ابتسمت لينا بهدوء : لتخافين ناايم الوحش و بساابع نومة هسة لو الدنيا تنقلب هم ' أيضا ' ميقعد



بانت ابتسامة ناعمة على شفتيها وهي تهمس بعد ان نزعت عنها رداء الصلاة و بدأت تتلمس طرف القميص الذي ترتديه : شكرا



اجابتها لينا بهدوء بعد ان وقعت عيناها على الالبوم المفتوح : العفو


لقد نسيت اعادته الى مكانه ،، و يبدو ان هذه الـ جلنار قد اشرفت عما فيه ،،
وضعت الصينية على المكتب بجمود وهي تقول بصوت حانق : تعالي اكلي شوية ،، شكلج تعبانة



فهمت سبب تغيير مزاجها فقالت بأسف وهي تعيد الاغراض مكانها : معرفت شسوي ،، و شفته قدامي ،، سوري اذا تطفلت



لم تجبها بشئ ،، و جلنار تقدمت عندها وهي تقول من جديد : صدق اسفة


هزت رأسها بصمت و عينها تنتقل لشعر الفتاة ،، فهي محجبة و لم ترى شعرها قبل قليل ،، و تعترف الآن بإنها صدمت
لم يبدو عليها الجمال ،، لكنها الآن تسطع بريقا ببشرتها البيضاء الناصعة رغم الشحوب الواضح وبغض النظر عن الهالات المحيطة بعينيها

سبحان الله ،، و كإنها الجمار !!
من اين لها كل هذه النقاوة في البشرة ؟
و هذا الشعر الحرير الكحلي الغامق ؟!

عيناها تبهر الانظار ،، مدورة الشكل و واسعة ،، صحيح انها تمتلك ملامح كبيرة الا انها ملائمة جدا لوجهها
ما شاء الله !


تكلمت بهدوء وهي تشير لها بالجلوس على الكرسي بعد أن رفعت علبة العصير الخآصة بهآ : يللا تفضلي


جلنار بهمس : الي بالصور ابوج ؟!



رفعت عينها بسرعة نحوها و قلبها يخفق : اي ،، و الولد اخوية ،، و اثنينهم استشهدوا !



فلتت منها شهقة سريعة وهي تضع يدها على صدرها مصدومة : أسسسفة ،، لاا ، عفيية صدق اسفة ،، الله يرحمهم !


حاولت ان تبتسم و بانت رجفة صوتها لجلنار و كآنت يدها تضغط بقوة على العلبة حتى شعرت بالبرودة تجمد أصآبعهآ ، فتركتهآ من جديد على المكتب : عادي ،، الله يرحمهم ، أحـ ـ ـم .. يللا تفضلي



لا تعلم لم اخبرتها بسرعة عن اهلها ،، و لكن على ما يبدو ان الفتاة قد تأثرت فعلا ،،
قالت لها من جديد : فدوة لعينج اكلي ،، ما بيه حيل تتخربطين و اروح اقعد علي لإن هذا اذا ينام بعد ميقعد



بانت نظرة رضا بعينها وهي تبتسم : زوجج ؟



برعب رقيق ردت : لاا اسسسم الله عليية ،، غير اتخبل ،، هذا اخوية ،، من ابوية !


هزت رأسها بخفة ،، لقد توضحت لها بعض الامور الآن
اذن ذلك المنزل هو لـ زوج والدته ،، وهذا منزل والده رحمه الله !

جلست بعد اصرار لينا و سألتها بهدوء وهي ترتشف من العصير ،، تحتاجه جدا لـ يعيد مستوى الكلوكوز الى الطبيعي : إمممم بس إنتي شنو أسمج ؟!



بهدوء ردت وهي تتحرك لترفع الالبوم من على السرير : لينا


استطردت بابتسامة : يصيحولي ' ينادونني ' لين

اعادت الالبوم لمكانه في درج الدولاب و التفتت تسمع قولها : عاشت الاسامي ،، حبيبتي اذا وراج دوام نامي ،، أني ما اقدر انام فإنتي معليج بية



تحركت بإتجاه السرير : اي عندي دوام ،، صدق انتي شتداومين ؟
و بسرعة اكملت : بس اكلـــي مو تحجين و متاكلين ،، تره هاي اول مرة اصير نادرة ' سنعة > < ' و احضر اكل فإستغليني


ابتسمت بهدوء : تسلميلي لعد ،، اني مخلصة قانون و هسة دا اشتغل بشركة بس اريد اقدم على الماجستير ان شاء الله



لينا : ممبين ' مو مبين ' عليج متخرجة !



إبتسمت : اول وحدة هيجي تقول ،، دائما ينطوني فوق عمري ،، بس يمكن لإن شفتيني خايفة فحسيتيني صغيرة !


رفعت كتفاها وحتى الآن غير مستوعبة لعمر هذه الجلنار ، صاحبة الإسم الرائع
تكلمت بهدوء وهي تبتعد حتى الباب : ديللا عيني أخذي راحتج بالغرفة و اعتبريها غرفتج ،، أني اروح انام بغرفة اخوية ،، و الباب بيه مفتاح اذا تريدين تقفليه ،، و ...!



قاطعت حديثها بهدوء و تماسك رغم انها حتى الآن لا تشعر بالأمان التام : حبيبتي ماكو داعي ،، ابقي بغرفتج اني مو نعسانة و صارلي كم يوم مقضيته نوم اصلا من شوقي لـ باجر ما اقدر انام



هزت رأسها بتفهم ثم قالت بعد فكرة سريعة : أنطيج موبايلي تخابرين اهلج ؟ على الاقل تطمنيهم عليج


رغم الخفقان القوي الذي اصاب الصغير المسجون في قفص الاضلاع الا انها فكرت بتعقل وهي واعية تماما من ان مثل هذه الخطوة قد تدخل هؤلاء في مشاكل هم في غنى عنها ،، هي لــن تقابل إحسانهم بإساءة ،، و معرفة والدها عن لينا و اخيها قد تجعلهم تحت الخطر حتى و إن قاموا بمساعدتها

فلا شئ يضمن له مصداقية نيتهم !
فالذي بمركز والدها يشعر بإنه محاط بالأعداء من كل جانب

رفضت بعد زفرة : لا حبيبتي ما اريد اسويلج مشاكل ،، ان شاء الله كلها كم ساعة و يجي باجر



لم تجبها غير بهزة رأس خفيفة ثم خرجت من الغرفة و هي تدعوها للأكل من جديد
ذهبت الى المخزن العلوي و احضرت لنفسها فراشا ارضيا و من غرفة علي شرشفا بسيطا و وسادة ،

دخلت الغرفة و هي تحمل الاغراض بتعب ،، جلنار استقامت بسرعة و تقدمت لمساعدتها الا ان لينا رمت الفراش على الارض بقوة وهي تقول بإرهاق : عزززة انكسر ظهري


ضحكت بخفة و كانت هذه اول مرة تفعلها بعفوية و لينا ابتسمت وهي تقول بعد ان لفت نظرها شيئا ما : هممم إنتي مخطووبة ؟!



رفعت كفها الايمن بشكل تلقائي و اجابت وهي تنظر لـ خاتمها : إي ،، من ابن عمي



بدأت بتحضير الفراش الارضي لها و هي تسأل من غير ان تنظر بإتجاهها : يحبج ؟!


بسخرية ردت : يحب ابوية .. و مركزه و هذا كافي ،، أصلا هالايام الناس كلها مصالح ،، هنياااله ' يا بخته ' الي يلقى احد يحبه لإن هوه هوة ،، مو لإن مركزه كذا و ابوه كذا و فلوسهم كذا ' نفس لفظ هكذا '



لينا استقامت واقفة و استبدلت وسادتها بوسادة علي و همست ببرود : الحب شي تافه ،. اهم شي التوافق الاجتماعي و العلمي !



رفضت و بشدة : لاا عفيية لأأ .. بالعكس الحب اهم شي ،، هاية حياة طويلة ،، لازم واحد يتقبل شريكه و لا ما رح يقدر يستمر وياه



لم تجبها و جلنار اكدت بفطنة : يمكن لإني لقيت التوافق الاجتماعي و العلمي على قولتج بس من غير حب او حتى تقبل ،، و انتي لقيتي الحب من غير توافق لذلك افكارنا مختلفة !



لم تستوعب ما قالت في بادئ الامر وعندما فعلت غضبت جدا : ومنوو قال اني اريد الحب حتى ادوره و القاه ؟ اصلا هالسخافة اخر ما افكر بيها


ابتسمت بإستغراب : ليش هيجي تقولين ؟ تره المفروض اني الي استسلم بإعتباري تورطت مو انتي ،، و بعدين لهالدرجة ممقتنعة بالشخص ؟!



تريد احراق وجه هذه الغبية التي تفتعل القصص : إنتي شدتقولين ؟ أصلاا ماكو اييي شي من الي حجيتيه ولا اكو اي شخص !


لم تقل شيئا بل عادت الى المكتبة لـ تكمل فطيرتها و عينها تراقب لينا وهي تغلق الباب و تترك المفتاح في فوهة القفل مؤكدة لها ان لا احد بإمكانه فتح الباب عليهم !
و من ثم رؤيتها وهي تعود لـ فراشها الارضي بعد ان اخرجت هاتفها من جيب البيجاما : يللا تصبحين على خير





ردت بهدوء و عينها تنتقل للباب المغلق : و إنتي من اهلوو


لقد خف خوفها مما هي فيه صحيح و لكنه لم يختف تماما
من قال إنها ستـعود سالمة لأبيها ؟!
و ما هي درجة الغباء التي سيطرت عليها و جعلتها تتكلم بأريحية مع هذه الفتاة ؟!
تبا !
لقد عاد الرعب يسيطر عليها
حتى ان الدوار قد اصابها من جديد برغم انها قد تناولت الطعام و من المفترض أن تتحسن !
إستقامت من مكانها و تحركت نحو المرآة الكبيرة التي تقع في احد زوايا الغرفة ،، إقتربت منها و اخذت تركز على ملامحها الباهتة ،، و يدها تتلمس اثر الجروح الطفيفة ؛

إندلعت نار في وجهها عندما تذكرت من قام بمسح دماء هذه الجروح ؛
كم هي ممتنة له ،، إن عادت بسلام لأهلها ستكون مستعدة لتفديه بحياتها
فقد انقذها من خوف لا مثيل له ،، و لا تعلم لم نزلت عليها السكينة في منزله ،، و لكن تحمد الله على تواجده الذي ابعد عنها شر هؤلاء بإذن من الرحيم !

تجولت بهدوء في الغرفة وهي تشعر ان لينا قد نامت ،، كيف إستسلمت للنوم بهذه السرعة ؟
طيلة الوقت تعيب في مدى حب اخيها للنوم وهاهي تفعل المثل ،، إذن هم عائلة تحب إراحة رأسها من وجع الدنيا


تذكرت ما قالته عن إستشهاد والدها و اخوها ،، ازدردت ريقها بحسرة ،، مسكينة ،، يبدو عليها صغر السن كيف تحملت الفقد ؟
و اين والدتها يا ترى ؟!
لم تتكلم عنها رغم إنها قد رأت صور لها في الألبوم ،، هل هي أيضا متوفاة ؟!

كان الله بعونهم بحق ،، و رحم الله موتاهم و موتى المسلمين جميعا !

انهم اناس سيماهم التي في وجوههم تبعث الطمأنينة و الراحة ،، فكيف قامت بالصلاة من غير حتى ان تغلق الباب ؟
تعتقد إنها كانت على ثقة بإنه لن يصعد الى هنا ،، و لكن هذه الثقة اخافتها ،، عليهآ ان لا تنسى من يكون
هو قريب لمن قام بإختطافها ،، حتى و إن ساعدها هذا لا يزكيه ،، فقد يكون يضمر الشر !
و كل ما يفعله الان لكي يكسب هذه الثقة
تعوذت بالله من الشيطان الذي يصور لها افكارا مرعبة و هي تتخيل ان تصحو لينا و تفتح الباب لأخيها و يفعلوا بها ما شاؤا !

بدأت تستغفر كثيرا و تدعو الله بصمت خائف ،،

يا الهي ،، أنت أعلم بما في قلبي من خوف ،، فبإذنك إكشفه عني و إبعد عني شر الناس يا ارحم الراحمين يا الله !
' أمن يجيب المظطر اذا دعاه و يكشف السوء '
' أمن يجيب المضطر اذا دعاه و يكشف السوء '
' أمن يجيب المظطر اذا دعاه و يكشف السوء '



لم تشعر الا بصوت نحيبها يرتفع ،، تقدمت بسرعة نحو المكتبة و سحبت من علبة المناديل الكثير من المحارم الورقية و هي تحاول كبت صوتها ،،
مسحت دموعها غاضبة من خوفها ،، عليها أن تثق بالله تعالى ،، فهو الذي انقذها من اولئك الذين عاملوها بأسوأ معاملة ،، و إن شاء الله سينقذها من هؤلاء الذين أكرموها !


شعرت بالتعب و توجهت نحو السرير ،، جلست عليه بروية وهي تحاول ان لا تزعج لينا ،، فالفتاة عليها ان تذهب لجامعتها غدا ،، و من حقها أن تأخذ قسطا من الراحة !
وهي على هذا الحال انقطع التيار الكهربائي ،، و هذا ما جعلها ترتجف بخوف ،، لم تعلم ما تفعل ،،
فالظلام المخيف سيطر على المكان ،، و هذا ما جعلها تتذكر الثلاث ليال الماضية التي قضتها برعب لا وصف له !
البكاء و النحيب و العويل ،، تشعر بهم الآن و كإنها تفعلهم في هذه اللحظة
الغربة و حتى الألم الجسدي ،، كل شئ تفاقم ،
لا يا الهي ،، عاد لها الرعب بعد ان تماسكت قليلا

بدأت ترتجف بدموع صامته و هي تغمض عينها و تحتضن الوسادة في محاولة فاشلة لكبت الخوف

الا انها صعقت من العطر الرجولي القوي الذي تغلغل في اعمق اعماقها ،، عطر كاد ان يغميها من قوته و قوة ترسبه في حويصلاتها الهوائية ،
ابعدتها عنها بسرعة الا انها بقيت تتنفس هواءا يحمل نفس الرائحة ،، و هذا ما جعلها تعتدل جالسة على السرير ، و لكن شدة خوفها من عتمة الليل جعلها تعود بجسدها لوضع الاستلقاء و هي تشعر بإن العطر قد أصبح ملاصق لـ كل خلية في جهازها التنفسي ،، فلا تستطيع التخلص منه !
لكنها تعبة ،، و تريد ان تنام ،، لقد كذبت على لينا بشأن نومها في الفترة الماضية ،، فهي لم تنم سوى الدقائق التي يغمى عليها من شدة الرعب ، إن كان ذلك يحتسب نوما

و الان و برغم من كونها حبيسة هذا العطر استطاع عقلها الايعاز لكل اجزاء جسدها بالاسترخاء ،، فهي تحتاجه جدا







.
.
.






تملل في نومه وهو يسمع النداءات الملحة لكي يستيقظ ،، فتح عينه بـ كسل و وصله صوت جدته التي تنهره بعنف : قوووم ولك يمه قوم عاد ،، رح تطلع الشمس قوم صلي ،، نعلعلاا ابليسك ولك قووم ،، و بعدين ليييش فااتح المكيف و ممتغطي ؟ هسة اذا هاج عليك صدرك ' تعبير عن الالتهاب في الجهاز التنفسي ' مو تقوم متشوف دربك ،، حتى متعرف تشتغل ،، و الله شلعت قلبي يا ابن سعاد ،، ولك علـــي يوووم اقعد بيبي اقعد !


أفاق و شياطين الارض تتراقص من حوله : أييييي هاااهية ' يكفي ' ، قمناااا قمناااا كااافي عااد !



غضبت اكثر و هي تتذمر بشدة : قوم قدامي ادري بيك بس اطلع رح ترجع تنام ،، و بعدين شمنومك بغرفة ابوك ؟ ليش مرحت غرفتك ؟؟ و لييييش فاااتح المكيف و جمااااله ' فوق ذلك ' نايم بالفانيلة و لك رح تخبلني شووكت ' متى ' تهتم بصحتتتك ؟!



انه موشح كل يوم ،، و إن رأفت بحاله قرأته عليه مرتان في الاسبوع ،
بقي على حاله دقائق وهو يخفي عينه تحت ذراعه و يتنفس بكسل ،، بصوت خامل تكلم : ليش سديتي ' اغلقتي ' المكيف ؟ الدنيا موت حر



فتح لنفسه باب جديد لكي تعيد ما قالته مرة اخرى ،، وهو شعر بغباءه ،، و عاندها اكثر حين قرر عدم النهوض !
لكنه فز واقفا عندما سمعها تقول بغضب شديد : تدري شلون ،، طبببك العاافية ،، معلية بيك ،، اروح اقعد اختك ،، والله لو علية عفتكم تنامون لإن تشلعون قلبي يللا تقعدون ،، بس شسوي باجر الله يحاسبني



عندما رأت نشاطه المفاجئ استغربت : ها قمت ؟ ،، دياللا لعد روح قعد اختك انته اني ما بيه حيل اصعد الدرج !


بسرعة و توتر خرج من الغرفة وهو يشعر بإن الوقت قد حان لإنهاء مهمة امس ،، و هذا ما جعل القلق يسيطر عليه
طارت كل رغبة للنوم من عينه وهو يفكر بشكل سريع عما سيفعله ،، و كيف سيخرجها الآن و جدته لن تعود للنوم الا بعد ذهابه هو و أخته لدوامهما !!

اصابه الجزع ،، لكنه قرر عدم الاستسلام و التوكل على الله .، دخل الحمام في الدور السفلي و هو يحذر جدته من الصعود : لتقديها بيبي اني هسة صاعد اصلي فوق و اقعدها !


و فعلا بعد ان توضأ عاد لغرفة والده حاملا هاتفه معه و صعد به للدور العلوي ،

هو متأكد من اغلاقهم الباب و لكنه لم يشأ ان يصعــد و قد يخيفها بذلك ، و لكن ليس بيده حيلة !
عند وصوله حانت منه التفاته سريعة لغرفة اخته و بنفس الوقت يده تعبث بالهاتف ليتصل بها ،، طال الوقت و لم تجبه ،، و لكنه اصر فإتصل مرة أخرى
وصله صوتها الكسول و اقام بنداءها لاكثر من مرة علها تستجيب و تتذكر الوضع الذي هم فيه !

و هذا ما حدث إذ انها بسرعة افاقت بعد ان استوعبت الوقت ،
و هو تركها و ذهب غرفته ليصلي و يغير ثيابه ،، و قبل ان يصل حتى رن هاتفه






.






بسرعة استجابت للينا و استيقظت ،، و شعرت بإنها غير مصدقة حتى الآن كل ما حدث لها
خرجت الى الحمام للاغتسال و الوضوء و كل عضلة بجسدها ترتجف قلقا !

عندما خرجت منه متوجهه لـ غرفة لينا صدمت بهذا الذي قد خرج من غرفة قريبة
صوت الشهقة التي فلتت منها نبأت علي الذي كان يعبث بهاتفه عن وجود احد ما ؛
رفع رأسه متسائلا و لـ ثواني فقط سمح لنفسه ان يصدم بمن يرى ، ايعقل إنه يرى ملاكا ؟
غض البصر بسرعة عندما تعرف عليها و تحرك نحو السلالم وهو يقول من غير ان ينظر بإتجاهها : قولي للينا خلي تحضر نفسها وتجي ويانه



هي بقيت واقفة مكانها لـ ثواني لاتعلم عددهم ،، صوت انفاسها كان سريعا و مرتاعا
تمالكت نفسها و دخلت الغرفة ،، إنتظرت لينا حتى فرغت من صلاتها و اخذت منها الرداء وهي تخبرها بما قاله اخوها !
ثم انهت كلامها بـ : حرام عليج قلتيلي مرح يصعد و اني طلعت هيجي و شااافني



لينا ردت بـ كسل وهي مازالت تحت تأثير النعاس : هاا ؟؟ هممم أستغفر الله ،، ياللا يمعودة اصلا علي مو من النوع الي يهتم بالبنات ،، فعادي كأنو مشافج



اكملت صلاتها بـ إستعجال و قلبها ينقبض خوفا ،، هل ستعود بالفعل ؟!

كل شئ حدث سريعا جدا !
ملابسها اخذتها في حقيبة اعطتها اياها لينا ،، و اعطتها ايضا قميصا و بنطلونا نظيفان ،، و هي ارتدت حجابها نفسه !

استطاع علي الهاء جدته في غرفتها ،، في الوقت الذي خرجت الفتاتان فيه من المنزل ،
كانت الساعة تقترب من السادسة صباحا ،، و هذا وقت مبكر جدا بالنسبة للينا !
و على غير عادتها فهي لم تنتظر الخط الجامعي الذي يأخذها للكلية ،، فبرغم امتلاكها سيارة هي لا تستخدمها بمفردها خوفا من عمليات الاختطاف !

بقيت الفتاتان تنتظران قليلا في الخارج ،، و كانت جلنار على وشك الإغماء بسبب التوتر ،
لاحظت خروج شخص ما من منزل قريب و انتبهت لنظراته المستمرة بإتجاههم ،، التفتت للينا التي كانت تتذمر من الوضع الذي اجبرهم اخاها ان يعيشوه
لم لم يخبر جدته و يقصر الشر ؟ ما الذي كان سيحدث إن فعل ؟
بالطبع ستصاب بالوسواس القهري خوفا عليه و رفضا لتدخله بمشكلة من الممكن ان تؤذيه مستقبلا ،،
و ان فعلت ،، فليست بالمصيبة التي تجعله يزعجها هي بهذا الشكل و يجعلها تتصرف كاللصوص !

انتبهت لـ جلنار التي تخبرها عن الـ ' غريب ' ،، التفتت بإتجاهه قلقة و لكنها ارتاحت عندما وجدته عمر ،
هو رفع يده مشيرا بسلام هادئ ،، كان ردها عليه بهزة رأس خفيفة !


جلنار تساءلت بسرعة : منوو هذا ؟!



ببرود اجابت : صديق علي !


بهذه اللحظة خرج علي و اخبر لينا ان تدخل لتودع الجدة وتعطيها اي مبرر كاذب عن سبب خروجها مبكرا معه !
جلنار ثبتت مكانها عندما قال محدثها : انتي ابقي هنآ ،، هسة ترجع !



عاد لها جنون الارتياب ،، ربما لن تعود ؟!
و ربما سيهجم عليها برفقة صديقه هذا ؟
لا .. يا الهي ،، إلطف بـ قدري !


علي سلم على عمر من مكانه و عمر تقدم بإتجاههم بالوقت الذي عاد علي ليدخل المنزل حتى يخرج سيارته ،، و عند مروره قربها اوقفته بسرعة : ويييين راايح ؟!


التفت لها متعجبا ،، وهي شعرت بالتوتر يزيد ،، و اكتفت بإعطاء عمر نظرة صغيرة ،
فهم ما تقصد : بس اطلع السيارة ،، لو تريدين نروح مشي ؟



ياله من رجل كريه !
و لكنه شهم ،، عليها ان لا تنسى هذا الامر

عمر توقف على بعد مسافة معينة فهو متأكد من ارتيابها من كل حركة و عليه ان لا يكون كالأخوين عديما الشعور !


لينـآ خرجت حاملة بيدها دفتر ملاحظاتها و البالطو الطبي ،، دوما تضعه في حقيبتها او حتى في كيس من اجل المحافظة على نظافته ،، و لكنها اليوم قررت إزعاج عمر و حسب !
فبالتأكيـــد سيضايقه هذا الرداء الأبيض
و كإنها تذكره بالفرق بينهما


اخرج علي السيارة و حينما حاولت لينا غلق باب المنزل تفاجأت بـ عمر يتقدمها ليغلقه عنها !
اصابها توتر خفيف ،، لم يفعل ذلك ؟ و ما الذي اتى به هذا الوقت ؟
هي اكيدة بإن عمر و آلن قد علما بأمر الفتاة ،، الا انها لا تستطيع تصور سبب تواجد عمر !
فتحت باب السيارة الخلفي لـ جلنار ، و بدورها فتحت الباب الامامي ،، إلا انه يد مرت بجانبها و مسكت الطرف العلوي للباب و فتحته اكثر
اهتز جسدها لصوته الهادئ جدا : قعدي ليـ وره ' في الخلف '


التفتت بسرعة مواجهة له و شعرت بأنها قزمة ،، خصوصا انها لا ترتدي كعبا عاليا اليوم ،،
برغم ان علي تقريبا بطول عمر او اطول ببضعة سنتمترات الا انها لم تشعر مسبقا بإنها صفر بقربه ،
كل ما تشعر به هو كونها طفلة صغيرة ،، و لكنها الآن أحست إنها ' لا شئ '



استمر ممسكا بالباب وهي فعلت ما قاله رغم كونها منزعجة ،، يال يومها هذا !
سيكون شيقا جدا !!

إلتزمت الصمت المطبق طيلة الطريق من غير حتى ان تحدث الفتاة التي كانت متوترة جدا !
كانت تجلس خلف اخيها و تتكأ برأسها الى الخلف و عينيها مغمضتين ،

بعكس جلنار التي كانت تنظر الى الطريق بحذر شديد
بما إن اخته معهم ،، فـ بالتأكيد لن يضرها
و لكن من الممكن ان لا تكون اخته !!!
جلناااااار تبااا لك ،، يكفيك خوفا ،، يكفيــك



اما الشابان فكانا طيلة الطريق يتحادثان و يقرران ما يفعلان ،، و لكن المشكلة الرئيسية إن منزل الفتاة يقع في المنطقة الخضراء وهي منطقة محاصرة برجال الأمن ،، فأغلب سكانها من رجال الدولة و من المتوجب حمايتهم !

و هذه منطقة مغلقة بحتة ،، فلا احد يدخلها إن لم يحمل بطاقة معينة ،، و هم الآن لا يعلمون ما العمل الصآئب

تكلمت عندما رأتهم يتناقشون بحدة و يبدو ان القلق يسيطر عليهم و هي لاتستطيع لومهم : نزلوني يم الشرطة الي برا المنطقة و اخليهم يـ ـ ـ...!!!



أسكتها علي بنظرة قوية في المرآة و كلامه جلدها مثل السوط : شنو متخافين هم يخطفوج ؟ لو متعودة تطلعين وحدج من الصباحيات ؟


لا تعلم لم احسته يذكرها بما قالته تلك الفتاة امامه امس ،
حين اتهمتها بالـ ' فرفرة وحدها بالليل '
اغضبها رده كثيرا ،، و عمر زجره بخفة : علي صل على النبي شبيك شنو هالحجي ؟



جميع من في السيارة عطر فمه بالصلاة على الرسول عليه وعلى اله وصحبه الصلاة والسلام ،
و هي عادت لتقول : انتو محتقدرون تدخلون ،، و أني مستحيل اورطكم ،، إذا ابوية عرف عنكم شي مرح يسكت !



أجابها بنفس الغضب : ليييش شسوينا احنه ؟ فوق مدنرجعج سالمة اله ؟ صدق ناس متستـ ـ ـ..!



قاطعه عمر من جديد : علللللي كااافي عاد


و امال برأسه الى الخلف قليلا من غير ان يلتفت : اختي معليج انتي ،، إحنه نحلها .. بس عذريه حقه يعصب يعني شنو ننزلج يم الشرطة ليش هيجي ضامنتهم !



أجابته و لين صوته جعلت نبرة البكاء تبان في حروفها : بس ما اريد اورطكم


كان على وشك قول شئ اخر عندما اسكته عمر مسرعا : خلـــص علي اسكت خلينا نفكر بحل !



تكلم من غير ان يأبه بـ عمر : فكر انته ،، اني هسة اريد اتأكد منها انو مرح تجيب اسم عبد الملك لأبوها ،، لازم تقول هيه متعرف منو الناس و لا شافت عليهم اي دليل !



كم مقتت هذه الشخصية الآمرة ،،
يبدو ان الجميع محقون في كرههم لـه و لعنجهيته ، لم تجبه ، ليفعل ما يشاء
الامر الذي استفزه فقال غاضبا : ويييه منووو دا احجي ؟؟


فقط نظرت له بالمرآة و ابعدت عينها بسرعة ،، فـ هدأ صوته كثيرا : شوفي اني صحيح ضد عبد الملك و اريده ياخذ عقابه بس هالرجال ابو خواتي الصغار ،، و ما اريد يصير شي ينغص عليهم حياتهم ،، و بعدين تدرين اذا قلتي محتخلصين فالي خطفج مرة يخطفج غيرهــا و اذا هالمرة ساعدتج مرة الخ خووفج مني انيـ ....



صرختان مستنكرتان كانتا من نصيبه ، إحداهما من قبل عمر و الاخرى من لينا التي خرجت من صمتها بسبب الكلام الخبيث الذي تفوه به اخوها : يععععني انتتتته شققد خبيييث ؟ هذا هم حجججي ينحجي ؟


لم يهتم بإجابتها فكان متأثرا بالنظرة التي رآها في المرآة ،، كانت عينها على وسعها مليئة بالدموع
و عمر اكمل على لينا : علي وووقف السيارة ،، وقفها و إنزل و اخذ اختك و اني اوصل البنية ،، الله لا يعوزها عليك



تحدث بغضب وهو يركن سيارته في مكان مناسب : عمر بلا اكلان ' أكل ' *** ،، أني واضح بتهديدي مو عبالكم بصياحكم ' صراخكم ' رح اغير رأيي ،، إذا صار شي لخواتي لو لأمي رح تضطر تخاف مني انييييي !


لم تنتظر لتسمع اهاناته اكثر ؟
نزلت من السيارة بسرعة و اغلقت الباب بقوة عنيفة و كانت على وشك الحراك الا ان عمر الذي كان اقرب لها نزل خلفها بسرعة و اوقفها : ياا بنت الناس استهدي بالرحمن تره هوه هذا طبعه حتى وية اهله ،، لتزعلين و لتاااخذين على خاطرج و اخذيها مني اليوم راجعه لأبوج بس خلينا نفكر نشوف شنسوي



هو الذي لم يكن النزول في نيته ،، قرر ان يترجل اخيرا بعد ان وجد فكرة قد تكون نافعة !
دار حول السيارة وهي بسرعة عادت لتركبها و اغلقت الباب خلفها بعصبية من جديد
كان يعلم انها تتمنى لو ان تلك الضربات تتحول لـ صفعات على وجهه ،، لكنه لم يهتم !

ناقش عمر بالفكرة بالوقت الذي قالت لينا محدثة جلنار بأسف : لتنقهرين والله هوه هذا طبعه ميعرف يحجي و ماعنده اسلوب ابد ،، بس انتي هم صوجج ' ذنبك ' قوليله اي ميخالف و خليه يسكت ،، من شافج ساكته داس بالحجي !


هزت رأسها بتعب : أني تعبانة و خايفة لازم يقدر وضعي مثل ما اني مقدره قلقه ،، بس صدق ماعنده اسلوب الله يساعدج عليه



إبتسمت لينا بعفوية و نظرت بإتجاه الشابان الا انها لم ترى سوى ظهر عمر !

علي ابعد عمر الغير مقتنع بفكرته و فتح الباب الخلفي حيث تجلس وهي جفلت عند رؤيته و انكمشت على جسدها بقرب اخته ،
سخر من فعلتها و مد هاتفه بإتجاهها : هاج خابري اهلج خلي يجون ياخذوج



نقلت نظرها للهاتف ثم قالت رافضة : لأ .. أبوية حيطلع هذا رقم منو و تتورطون !

جملتها اشعرته بإنها لن تخذله ،، و لن تشي بعبد الملك من اجلهم !

قال مصرا : قتلج خابربهم ،، و بعدين قولي العصابة نزلوج بالشارع و شفتي رجال و خابرتي من عنده ،، عادي ما بيها شي واحنه رح نوقف بعيد شوية لحدما يجون ياخذوج



بالفعل ' ما بيها شي ' ،،
أخذت هاتفه بسرعة و قلبها يخفق من شدة التوتر و هي تضغط على الارقام بأنامل ترتعش تحت نظرات كل من عمر الواقف بالخلف و علي الذي ثبت نظره على الحلقة الذهبية و التي لم ينتبه لها مسبقا

عدا لينا التي كانت تنظر على الجانب الأخر من الشارع وهي تشعر بالغيظ !

بعــد أن حدثت وآلدهآ ،
لم تستــطع كبت نحيبهآ ، لقد أشتآقت له ،
لـ جبروته و تسلطه .. حتى قسوته التي أعتآدها معهآ و مع أختهآ إشتآقت لهآ ،
أخبرهآ بسرعه بإنه و " هشآم " سيأتيآن فورآ ، وحذرهآ من التحرك خطوة وآحدة عن مكآنهآ

عنـدمآ أنهت المكآلمة ، أخذت كمية المنآديل التي قدمتها لها لينآ
حآولت تهدئتهآ وهي لم تستـطع كبت الغصات التي تفلت بين فينة و أُخرى ،

عُمر و علي أبتعـدآ حآل بدأها بالكلآم ، و بعد أن اغلقت الهآتف تقدم علي قآئلآ : ها رح يجون ؟؟


إستمرت في مسح دموعهآ من غير أن ترد و لينآ تكفلت بقول : إي رح يجي أبوها و أخوهآ !


قآلت من غير أن ترفع رأسهآ : خطيبي !


هز رأسه و مد يده بإتجآههآ ، لم تفهم مآ يريد ،
رفعت رأسهآ تنظر له بتسـآؤل و عندمآ تقآبلت نظرآتهمآ أبعدآها بسرعة : موبايلي !


رفعت الهاتف من حضنها ومدته له ، ثُم إلتفتت لـ لينآ ،
إبتسـمت لها برقة و برقت عينآها أكثر بسبب الدموع ،
بآدرت بإحتضآنها وهي تهمس : حبيبتي الله يجبر بخآطرج المكسور .. و يخليلج أخوج فوق رآسج و يعوضج عن كل أهلج ، و يرزقج الي يستآهلج .. و يحببببج !


شددت على الكلمة الأخيرة ، و لينآ شعرت بإنقبآض في عضلآت معدتهآ ،
ســئ جدآ هُو الودآع ،
حتى و إن لم تطل مدة معرفتهمآ غير سآعات ،
إلآ إنها إرتآحت معهآ كثيرآ جدآ ،
و تشعر بالأسف الشديد لإنها سترحل ،
مآ بها .؟
إنها ليست هي ،

جملتهآ الأخيرة جعلتها ترفع نظرهآ نحو " الي يحبهآ " ،
لكنه كآن معطيهآ ظهره و يتحدث بالهآتف ، تغضن جبينهآ بإنزعآج كرهته و إبتعدت قليلا عن جلنآر و هي تقول بنفس الهمس : و انتي الله يســعدج ياربي ، وية ... ما اعرف منوه " من " هوه خطيبج ان شاء الله يطلع يحبج وانتي متدرين


برقة أجابت : بس اني ما احبه
أردفت بسرعة : لااااحظي البناات ، شقد تاافهات ، شووفي اخوج و صديقه شقد معصبين و هسه ابوية و هشآم همين ميتين خوف و بآعي إحنه شدنحجي


لآ إرآديـآ ضحكت لينآ بصوت مسموع ، لدرجة إن عمر و علي الوآقفآن بالقرب إلتفتآ بتسـآؤل بإتجآههآ
وهي حآولت إخفاء إبتسآمتها وهي تمد يدها أمامها بعفوية : ههه . سوووري لتعصبون !

هل تعلم هذه الـ " لينْ " إنه لآ يحتمل هذهِ الـ " قسُوة " ؟!
سـمع علي ينهرهآ و بشدة و هو إلتفت من جديد مكملآ مكآلمته مع وآلدته الي إتصلت مستغربة خروجه مبكرآ من غير أن يوقضهآ ،
أنهى المكآلمة بكلمآت غزل لطيفة تلتهآ ضحكـآت ألطف جعلت علي يضربه على كتفه بـ خشونة : هسه وكت غرآميآتك إنتتتتته ؟! حتى الصبح مخلصآنة منننك ؟



أيـآ أنـآ ،
مآلي أرآني هكذآ ؟!
و كأني توآ رأيت جسد أخي ؟ أو دمِ أبيِ ؟!
من أين هذا الـدمْ الذي أرآه ؟!
هل يُعقل إنه دميِ أنآ ؟!
ولـكن ليس هنآك مآ يجرحني كي أنزف ،
لـن أسمح لـ قلبي بالنزيف ، مآلي إذآ ؟!


عُمر إلتفت مسرعآ بعد قول علي لـ يخطف نظرة لهآ ،
ولكنه عنف نفسه عن هذه الفعلة ،
أخوهآ أمامه .. رفيقه !
تبآ لـ قلبه ، بل تبآ لـ علي و لمآ قاله !
إنه يتقصد إغاضتهآ ، و إغاضته أيضآ
لآ يكُف عن برودة مشآعره و لسآنه السليط لآ يتوآنى عن تسديد اللكمآت بحروف لآذعة !

دفع بيده من على كتفه وهو يقول بـ حده و غيظ : شقــد زمآل

هذهِ المرة كآنت الضحكة من نصيب علي ، الذي إلتفت نحو أخته لـ يرى نتيجة فعلته بهآ إلآ إن عينه وقعت على التي بجآنبها والتي كآنت تنظر إليه ،

لـم تبعد نظرآتها بل ترجلت من السيآرة وهي تقول : لآزم تروحون بسرعه .. همه هسه جآيين


إختفت حتى أثآر الضحكة من على وجهه و هز رأسه قليلا ،
إبتعد فآسحآ لها المجال لـ تتحرك بحريه ، ثم عآد لـ يميل بجسده نحو أخته : عمر رح يحرك السـيآرة للسآيد اللآخ " الأخر " .. و أني بآقي هنا اتمشى لـحدمآ يجون أهلهآ ، إبقي بالسيآرة


تكلمت بسـرعة وملآمحهآ شـآحبة : لآآآآء ، نآزلة ويااا....!

قآطع كلآمهآ بسرعة : وييين تنزلين ؟؟ شوفي الشارع فآرغ .. رأسـآ " مبآشرة " رح يشكون بينآ ، إني رح اختل " أختبأ " وره اي مكآن ، بس انتي أظل أحيير " أحتآر " بيج ، إنجججبي و إبقي مكآنج هيه 5 دقآيق و تفض


عندمآ إبتعد تآركهآ مصدومة من أمره أولآ ، و من بقآئهآ مع الـ " خآئن " ثآنيآ ، تقدمت جلنآر من جديد و أخذت مكآنه ، و مآلت بجسدهآ كثيرآ لـ تهمس لهآ : إذا إنتي هم تحبيه .. لتضيعيه من إيدج !

وسحبت كفهآ و ضغطت عليه بقوة : ياللا باي حيااتي .. نبقى على اتصآل إن شاء الله ، و لتنسيين مو كل يوم تلقين وآحد يحبج


لآ تعلم أتقولهآ بعد أن علمــت عن " عمر " ، أم قولها هذا محظُ صُدفة ، لإن الموضوع يشغل بآلها كثيرآ ؟!
لكن عليهآ أن لآ تهتم ،
فـ إن الـ " وآحد " ، يبدو إنهُ أصبح صفرآ الآن !


إبتعــدت جلنآر و عمر أغلق الباب بهدوء و دار حول السيآرة ليصل لـمقعد السآئق ،
حآلمآ تحرك قليلآ وصلهُ صوتها المرتجف : لآآ أووووقف عممممر أووووقف .. أوووقف أخاااف يسوون بأخووية شششي .. أوووقف نززززلنييييييييييي





نهآيةْ البرآءة الخآمسَة



حُلمْ

 
 

 

عرض البوم صور حلمْ يُعآنقْ السمَآء  
قديم 29-04-12, 06:54 PM   المشاركة رقم: 8
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو مبدع
كونتيسة الأدب النتي


البيانات
التسجيل: Mar 2012
العضوية: 240233
المشاركات: 841
الجنس أنثى
معدل التقييم: حلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالق
نقاط التقييم: 3128

االدولة
البلدIraq
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
حلمْ يُعآنقْ السمَآء غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حلمْ يُعآنقْ السمَآء المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 

[B][COLOR="Black"][SIZE="4"]

بِســمْ آلله الرحمنْ الرحيــمْ


البرآءة السآدِسَةْ


كَثُرَ الحديثُ عن التى أهواها.
كَثُرَ الحديثُ من التى أهواها.
ما عُمرُها...
ما اسمها...
ما سِرُّها...
ما شكلها...
بيضاء أم سمراء؟
عيناكِ أحلى أنتِ أم عيناها؟
جُلَّ الذى أخشاه أن تتأثرى
فتماسكى وتهيئى وتحضَّرى
فلغيرةِ النسوان فِعلُ الخنجر.
هى أجملُ من كلِّ جميلة
أحلى منك وأحلى منى
هى أرشق من كلِّ رشيقه
هى أقرب من قلبى عنِّى
هى أبلغ من شعر كريم
أو كاظم فى أروعِ لحنِ.
قالوا... ان تسكن معها
طبعاً طبعاً
قالو ...انك تسهر معها
طبعاً طبعاً
عيناها بيتى وسريرى
ووسادةُ رأسى اضلعها
تمحو كل همو حياتى
لو مسَّ جبينى اصبعها
ضمينى يا أحلى امرأةٍ
لو صمتت قلبى يسمعها
بغداد بغداد بغداد
وهل خلق الله
مثلك فى الدنيا أجمعها


للمُبدعْ : كريمْ العرآقي


؛


وكـَم مِن حُروفٍ مآتـَتْ عَلى أرصِفة الكِبريــآء قَهْــراً ,


همسة أعجبتنيِ ،





عندمآ إبتعد تآركهآ مصدومة من أمره أولآ ، و من بقآئهآ مع الـ " خآئن " ثآنيآ ، تقدمت جلنآر من جديد و أخذت مكآنه ، و مآلت بجسدهآ كثيرآ لـ تهمس لهآ : إذا إنتي هم تحبيه .. لتضيعيه من إيدج !

وسحبت كفهآ و ضغطت عليه بقوة : ياللا باي حيااتي .. نبقى على اتصآل إن شاء الله ، و لتنسيين مو كل يوم تلقين وآحد يحبج


لآ تعلم أتقولهآ بعد أن علمــت عن " عمر " ، أم قولها هذا محظُ صُدفة ، لإن الموضوع يشغل بآلها كثيرآ ؟!
لكن عليهآ أن لآ تهتم ،
فـ إن الـ " وآحد " ، يبدو إنهُ أصبح صفرآ الآن !


إبتعــدت جلنآر و عمر أغلق الباب بهدوء و دار حول السيآرة ليصل لـمقعد السآئق ،
حآلمآ تحرك قليلآ وصلهُ صوتها المرتجف : لآآ أووووقف عممممر أووووقف .. أوووقف أخاااف يسوون بأخووية شششي .. أوووقف نززززلنييييييييييي




حآول أن يكلمهآ بعقلآنية و عينه تنتقل بين المرأة الجآنبية و الأمامية حينا وبين الطريق حينا أخر : أشششش أهدي لييين قولي يا الله شبيج .. محيصير له شي لتخآفين !


هي إلتفتت بجسدهآ ترآقب أخآها مع الفتآة و صوتها يختفي بـ رعب : لاااااء لاااء .. عممممممر اني ماااعندي احدغيررره ،، بس علللللللي بقاااااااالي .. لتـــخلييييه يرووووح .. انزززززل انتتته ، لوو نززززلني اني نزززلني دخييييييلك !


أحكم قبضته علىى المقود و بشئ من الحدة نهرهآ : ليييييناااااا لتخليييين احد ينتبه علينـــه .. اندااااري " التفتي " بسرررعة .. ياللا اندااااري لتسويلنه مشكلة ، و بعدييين قابل " يعني " اني ما اخاااف عليه حتى اعوفه ؟؟ إن شاء الله مصااايرله شي لتخاافين !!


إرتجف فكهآ وهي ترآه يتحرك مبتعدآ بعـد أن ترك جلنآر وآقفة مكآنها ،
أجابته بحدة و غيــظ و قلبها ما زآل غير مطمئن : إنتتته متحس لأن مو أخوك ، بس لو وحدة من خواتك جان حسيت !


آغضبته بالفعل ،
لكنه " كبر عقله " و قرر أن يتغآضى ، و هي التفتت معتدلة بجلستها و لسآنها لم يتوقف عن الدعآء ،
إحتضنت الـ " بالطو " أكثر لهآ و هي تضغط على قمآشه بـ خوف ، و ألآف من الـهوآجس تعصف بعقلها الصغير ،
هو لم يفته ما تفعل .. و هذا مآ اصآبه بشئ من عدم التقبل ، و لكنه سرعآن ما ذكر نفسه بمـآ عاشته من فقد في ظرف اشهر قصيره
فإنها بالتأكيد مآ زآلت تعآني من رهآب الفقــد ،،

حآول تهدئتها بـ : تره مآكو شي والله .. قولي يآ الله ولـ ....!


قآطعته بصــرخة أفرغت فيها جآم غضبها منه ' الخائن ' و من أخيهآ الذي لآ يتوآنى عن تخوفيهآ و تعذبيها ، و ها هو الآن يجعلهآ تعآني ما تعآني خوفآ عليه و على حيآته : معليييييييك بييية .. إن شااء الله أحتتتترق اني و اخووووية .. إنتتتتته معليييييك !!

هز رأسه سآخرآ و حآول عدم الإهتمآم بـهآ ولآ بخوفها ،
تبآ لها فـ لتفعل ما شاءت ،
و لتخآف كمآ تشـآء .. هو لآ دخل له ، بالضبط كمآ قآلت !

كمآ و إنه الآن مشغول بأخيهآ الغبي ، الـمغوآر الذي يحب أن يرتدي ردآء البطولة حتى و إن كآنت بطولة حمقآء ،
ضرب على المقود ضربة خفيفة بـ سبب شعوره باليأس ، لآ يستطيع تقديم شئ لـ علي الآن سُوى التحرك بأخته بعيــدآ ،

أخته العنيــدة ذات الرأس الفارغ ؛

رغم كل صفاتها السلبية يجد نفسه قلبآ و قآلبـآ مشغولآ بهآ حتى و إن تظآهر بالعكس !

رن هآتفه و هي بشكل تلقآئي تقـدمت بشكل بسيـط في جلستها : هااااي علي ؟!


من غير أن ينظر بإتجآههآ : لآ .. آلن !


رد على آلن وهو يخبره بمآ حدث بشكل مختصر ، و الأخير
حاول معرفة مكانهم لإنه في طريقه للمنطقة و لكن عمر طلب منه عدم المجئ فلا شئ يستحق !!
و هذا ما اغضب تلك الجالسة بالخلف اكثر و اكثر !

بعد ان انهى مكالمته شتم بشكل عصبي اخافها و بدأت تنظر حيث تتوجه نظراته : خرررب ،، هسسسة وكتكم انتوو ؟ نعلعلاا !



عقدت حاجبيها بتساؤل : هاي شنو امريكان ؟



عندما حدثته شعر بغضبه الاخير منها يتلاشى قليلا فقط و لكنه لم يظهر عليه سوى الجمود : اي



شعرت بالتوتر يضاف لقائمة المشاعر التي تعتريها هذه اللحظة !
فـ خوف على اخيها ،، و حقد على رفيقه ،، و قلق من الحال اكمله ،، توجها جميعا التوتر من وجود هؤلاء الغزاة !

و كما هو المعتاد ،، عند مرور سياراتهم العسكرية على الجميع التوقف حتى و إن كان الفيلق مكون من 50 سيارة تسير ببطئ ،،
و حتى و إن كانت ضمن السيارات المدنية سيارة اسعاف تحوي من هو على وشك الموت

لا يهم ،، المهم هنا هو سلامة جنودهم المرتزقة !
المقر الرئيسي لهم كان في هذه المنطقة ،، و هاهم الآن يدخلوها قاطعين السير على المواطنين و محرمين عنهم دخولها

بالطبع فالأرض قد سلبوها ،،
و الرؤوس الكبيرة أخرسوها
و عامة الشعب ... ضربوا بإحتجاجاتهم عرض الحائط !


بسبب وقوفهم ،، شعرت هي بقليل من الارتياح ،، فقــد تجمعت السيارات المدنية القليلة ،، و هذا ما اشعرها بالامان البسيط من وجودها مع هذا الذي' لا مسمى له '

اخرجت هاتفها من حقيبتها و كانت على وشك الاتصال بأخيها عندما انتبه لفعلتها هو و أفزعتها صرخته الناهية : شدتسوووين ؟؟ اذا دقيتي عليه و جان قريب منهم رح تخليهم ينتبهون ،، إنتظري شوية هوه هسة يخاابر


لم تشأ أن تعترف بإنها كانت في قمة الغباء عندما ارادت الاتصال ،، فـ آثرت الصمت المطبق وهي تنتظر معه ' شوكت " متى " الله يفرجها '





.
.
.









إتخذ لنفسه موقعا مناسبا حيث انه من السهل عليه مراقبتها و بنفس الوقت بعيـد عن انظار القادمين من جهة الشارع

بين دقيقة و إختها كانت تتفقده و ترتاح عندما تجده ينظر بإتجاهها ،، الوقت مبكر و غريب جدا لوجود فتاة في هذا المكان و بالأخص وهي وحيدة !

كانت تدعو الله ان لا يتأخر والدها أكثر ،، فإن الانتظار قد ارهقها ،، تريد ان تشعر بالأمان ،، و أن تتأكد من سلامة الرجل الذي انقذها !
فبرغم شوقها لحضن ابيها هي ايضا تشعر بالخوف من مجرد فكرة معرفته بما حصل لها و من المسؤل عن الأمر
عليها الآن ان تتقن فن الكذب و إلا ستجر هؤلاء الى ما لاتحمد عقباه ،، و سيكون لها نصيب من الامر

فهي واثقة بإن التهديد الذي قاله لم يأت عبثا بل هو يقصده حرفيا ،،
أختارت الوقوف قرب احدى الحواجز الكونكريتيه التي تحيط الكثير من اراضينا و تغلق العديــد من الافرع السكنية لـ ' ضوابط امنية '

لم يطل إنتظارها طويلا حتى رأت سيارة السائق الخاص بوالدها تقترب تسبقها و تتبعها سيارات الحرس




.



عندما رأيت الفيلق المقبل وجهت انظاري لها بشكل سريع و كما توقعت ،، فقد إقتربت من القادمين بسرعة
هذا يعني انهم والدها واتباعه !

إذن انتهت مهمتي الآن و لم يتبق سوى الابتعاد عن هذا المكان !
كنت على وشك الحراك و سحبها من هناك بعد ان توقفت السيارات قربها و خفت ان تكون استنتاجاتي خاطئة وهؤلاء لا يمتون لها بصلة !
و بالأخص عند ترجل الحراس الخاصيين ببدلاتهم الرسمية و اشكالهم المهيبة ،
و لكن الذي اراحني هو التفاتها بإتجاهي بعد ان اعطتني اشارة بعينيها بإنهم هم المنتظرين

إقترب منها احد الرجال سريعا و اختطفها في لحظات بين ذراعيه ،


إنتظرت منها اي ردة فعل ،، كالنفور و الرفض ،، إلا انه لم يستطع رؤية شئ منها بعد احاطتها مع الشاب بالحراس الذين يقلبون انظارهم في المكان بسرعة !

بظرف دقآئق و بالأخص بعد مجئ القوآت الأمنية اصبحت السآحة أقرب لـ موقع سينمآئي بحت ، يتضمن تصوير أحد أفلآم الأثآرة !
أردت ان أرآها ، حتى أعطيهآ أشـآرة بإن لآ تنسـى الوعد الذي بيننـآ ،
فكمـآ قلت لها .. أُقسم بإني لن أرحمهآ إن خذلتني !




؛




حآولت الأبتعآد قليلا عن هشآم و أنا أردد بصوتٍ بآكي : والله ماابيه شيييي .. ويييين مااامااا ارييييييدهاااا !


هشآم : متأأأكدة محد سوآلج شــي ؟ جـــــــلناااار .. والله أحرررقهم ، قوووليلي منووو هممممه ؟!


على ذكرهم ، حآولت إن تختلس النظر للخلف علهآ ترآه ، فقــد تكون هذه المرة الأخيرة التي تلمحه فيهآ ،
و لكنهآ خآفت أن ينتبه لها أحد و من الممكن جدآ أن تـؤذيه من غير قصد ،

ردت وهي تنـظر لـ وآلدها الذي ترجل من السيآرة هو الأخر : مآ أعرفهم .. و قتلك مااابيه شي والله العظييم !


تركته وآقف و تـحركت مسرعة الخطـى بإتجآه وآلدها الذي إحتضنهآ بقوة وهو يــشعر بقلبه يكآد يهوي القآع من رعبه : باااااابااا حبيبتي شلوونج ؟؟!

دفنت رأسها في صــدره العريض و بـدأت تفرغ كبت طيلة الأيآم الســآبقة ،
الـنحيب إرتفع ، و الإرتعآش تملك جسدهآ بأكمله ،
كآنت على وشك الأغمآء .. و لكنها قآومت من أجل شئ وآحد فقـــط
تريد أن تتأكد من إنها ستغآدر المكآن وهو لم يصبه مكروه ،
لـــن تفقد وعيهآ الآن و تضحي بسلآمته ، لن تفعل !


أجابت أبآها عن كل مآ سألها بصوت بآكي و هي تردد بين الكلمة و الأخرى : اريييد اروح للبيت .. أريد مآمآ


أحآطها بذرآعيه القويتين و هو يصرخ بـ هشآم : إنتتتبهووآ أخاف موجودين هنآ ، خلي الشرطة تحيط المكآن و تآخذ كل غريب ، بسسسسرعه !


كآنت ستـصرخ برعب بعدمآ سمعت .. و لكنهآ أثآرت الصمت .. لآ تريد وآلدهآ أن يشك بـ شي ، و لكن ماذا سيــحدث لو مسكوه ؟!
لن تســآمح نفسها !
أي وضع مزري بآت فيه الـ زمن ،
حتى و إن فعلت خيرآ تخآف شرهُ ؟!

مـآ هذهِ المأســآة العقيمة ؟!

إرتجفت و هي تتحرك معه بإتجآه السيآرة ،
أدخلهآ و عآد لـ يتكلم مع إبن أخيه و هم يرآقبون مآ حولهم بتوتر ، و كل ما تفعله هي .. " الدعآء بصمت ! "

إفتعلت تعديل جلستها في المقعد وهي تـحرك رأسهآ يمينآ و شمآلآ حتى لمحت طيفه من بعيــد ،
كآن ينظر بإتجآههآ بكل شجآعة .. أو بآلأحرى بكـــل مجآزفة ،
إرعبتهآ حركته و هو يرفع رأسه نحو الأعلى قليلآ ليفرك رقبته مهددآ ،
لآ تعلم لـمَ رأت فيه وجه أجرآمي لم تره الأمس ، حتى وإن لم تتضح لها ملامحه من هذا البعد ولكن هيئته مخيفة
أصـآبتها الرجفة و هي ترآه يعطيها ظهره ليختفي خلف الحوآجز مبتعدآ ،

لــن تخآف .. ما بالها ؟!
هي الآن عند أهلهآ و في أحضآن والدهآ و لن يستطيع الوصول اليها مآ دآمت ملتزمة بوعده !
آه .. الوعد ،
إذن هو فعل ما فعل فقــط ليذكرهآ به !

الـ مجرم ، لقد ارعبها ..!!
إستكآنت من جديد و رفعت رأسهآ هذهِ المرة و هي تستــنشق نفسآ طويلآ جعلهآ تلتهم الذرآت من حولهآ ،

حمدآ لك يآ ألهي .. لقد أنقذتني من الضيآع ،
حمدآ لك عدد خلــقك و زنة عرشك .. و رضاء نفسك و مدآد كلمآتك ،
حمد آلك حتى ترضى ، و إن رضيت فـآلحمدُ لك على رضآك


يآ ربي يآ حبيبي .. أحفظه لأخته .. و يسر لهم أمورهم جميعآ ،
و أجعل لهم في جنتك دآرآ تجمعهم بأهلهم ،
جآزهم على قدر ما فعلوه من أجلي ،
و أحفظهم يآ الله !


لمَ تشعر بـ شئ ما بداخلها يعتصر ألمآ ؟
شئ صغير لم يشقيها من قبل ،
تعترف لــقد أحبت مغآمرة أمس ، و كآنت لحظآت برغم رعبها تحمل شيئآ ملونآ لآ تعلم مآهيتهُ
إعتدلت بجلستها عندمآ إقترب وآلدهآ ، إحتضنت نفسها بهدوء و هي تسمـع صرآخه العصبي و شتمه العنيف ،
في النهآية دخل السيآرة و حآلمآ رآها سـألها بغتة : عرفتي منو همه ؟؟


إزدردت ريقها بـ رعب من حدة نظرته : لأ

أعآد سؤآله : أبد ؟ مشفتي اي شي منهم ؟؟


جلنآر : جآنوآ شـآدين عيوني !

هز رأسه : زييين .. وين يروحون مني .. والله القآهم وأحرررق أهلهم الكلآآآب الـ***** ,, لو يحفرون القآع و ينآمون بيها هم أطلعهم .. و أنعععععل وآآآلديييهم !!


صرآخه أصم أذنيهآ ، إنكمشت على نفسها كثيرآ و إرتآحت قليلا عندمآ دخل هشآم السيآرة جآلسآ بجآنب السآئق ،
إلتفت لهآ و بنظرة غريبة سألها : شلونج ؟؟


هزت رأسها بضعف : الحمدُ لله


أعاد أنظآره الى الأمآم و وهو يثبت كُوعه على طرف نآفذة السيآرة و كفه يحيط فمه و هو يشتم بصوت منخفض ،
فقــط لو يستطيع إمسآكهــم ،
سيحرررقهم مكآنهم جميعآ ،، تبآ لهم !

وصله صوت عمه : هشآم .. خابر د.موسى خليه يجي للبيت يطمننا على صحـ...!!


قآطعته بسرعه : لا بابا والله ما بيه شي .. حتـ...!

أكمل هشآم بعد أن إلتفت من جديد وهو يراقب نظراتها بإتجاه نهاية الشارع : حتى شنو ؟

بلعت الحروف .. و جآء صوتها مرتجفآ : يعنـ..ـي .. جـ..ـآنوآ .. ينطُـ..ـ..ـــوني . . .. أكـــ ـ ـل


وآلدهآ تكلم مبآشرة : مو قلتي جآنوآ شآدين عيونج ؟؟ شلون تآكلين ؟!


إلتفتت لتنظر له مرعوبة .. كيف فآتهآ الأمر : لأ .. قـ..ــصدي .. جـ..ـنت أنـآم .. و من أقعـ..ـــد أشووف فآتحيهآ


فكر بعمق و سحب رأس فتآته الصغيرة لـ يغمره في حضنه : حبيبة أبوها .. وقعتتتتتي قلبي ، لتخآفين .. والله أخذلج حقققج من الـ*****


إرتجفت وهي تتمسك به بكل مآ أُوتيت من قوة : بـآبـآ .. مشتتااااقتلكم .. أريييد مآمآ


.
.
.









عندما ابتعد عن المكان قليلا تنفس الصعداء و هو يشعر بصفاء ذهنه بعد كل ما حدث أمس !
أخرج هاتفه من جيبه وهو يهمس بملل : هسة لازم اغير خطي قبل ليسوولي مشكلة ،، مناقصين مصايب احنا !


إتصل بـ عمر و حالما رفع الخط وصله صوته مستعجلا : ها بشر شسويت ؟


تذكر وجود والدها و خطيبها حولها ،، بالتأكيد إنها الآن في أحسن ما يرام : جوي ' جاؤا ' اهلها واخذوها



عمر : و انته وينك هسة ؟


بملل اجاب : منتظركم يم ابو الصمون الي براس الشارع ' أفران المعجنات ' ،، إنتو وين ؟



بضيق : فات رتل امريكي و هسة احنه منتظرين ،، ولد الكلب الله ياخذهم معطلين العالم و موقفين شغلهم !


رفع يده اليسار ليتأكد من الوقت : أقلك فدوة وصل لينا لكليتها لإن مظل وكت ' لم يتبق وقتآ ' ،، أني اريد اروح للمستشفى هسة بالسبعة شوكت تجون و شوكت نوصلها و ارجع للدوام !



تبا لك يا رفيقي ، هذا ما تفعله دائما
تتخلى عنها امامي ؛
تترك لـ قلبي التصرف بحرية امام احتياجها ،، و أنت على ثقة بما يختار و يفعل
و لكن عليك أن تعلم بإنك تمزق أخاك هكذا .. و عليك التوقف قبل ان اتخلى عن احمقي الضعيف المستكين بصدري
سأتخلى عنه الآن ،، قبل ان يتخلى عني هو من أجل إبنة السلطان !


بهدوء اجاب : خلص الرتل ابقى مكانك جااييك


أجابه بإقتضاب : دا اقلك ما الحق ،، دخذها وفضها اعتبرها ميس و خلصني منها فدوة !



بالفعل فتح الطريق و بدأت السيارات بالحراك و إتبعهم بملل : جيت ،، إنتظر




اغلق الهاتف بوجهه قبل ان يقدم له اعتراض اخر ،، لقد سأم هذين الأخويين ،
على قدر مشاعره ناحيتهما اصبح يسأم طباعهما الصعبة !



بادر بالحديث وهو يراها تراقب الشارع بصمت : هاهية ' إنتهى ' جوي اهلها و اخذوها !


لم تجبه و لو بهزة رأس ،، بقيت على حالها و كإنها لم تسمع شيئا ؛
و هو لم يهتم كثيرا فـ رفع هاتفه من جديد ليتصل بـ آلن ،، دقائق و اجابه بسرعة : هااا عموووري بشر ؟!


عمر : هاهية ' انتهى الامر ' فضت الحمد لله ،، أقلك انتته وين ؟!


الن : الحمد لله ،، بعدني مطالع من البيت شوية و اطلع ،، خير محتاج شي ؟



ضحك على فجأة و بشكل عفوي جعل خلايا الفتاة ترتعش : لك انتتته شقد كذااااب ؟؟ قبل شوية سويت نفسك طرزان و قتلي اني جاي بالطريق وينكم ،، و طبعا جنت حاس دتكذب لإن جنت قوة تحجي من النوم .. ياا طايح الحظ الا اقول لـ علي ،، و تعرفه صاحبك مخبل رسمي هسة يطيح حظك



اجابه بذات الضحكة : يااااانذل تبوق لسااني حتى احجي ،، صدك زمال ،، بس والله ضحكتني ،، أقلك صدق شصار من تقديم الكلية ؟


احس بتشنج في عضلة قلبه : مصار شي ،، هسة واقف ' متوقف '


بشئ من القهر اجاب : لاااا ليييش ؟ خرررب بالحظ ،، شكو شصاير ؟ مو قالوا رجعوا المرقن قيودهم ' المقيد
تسجيلهم او اعادة تسجيلهم ' ووو!


قاطعه : هسة مو وكت هالحجي بعدين احجيلك

أثارت إنتبآههآ هذهِ الجملة و لكن لم يبدْ عليهآ شئ ، رفعت هآتفها الذي كآن لآ يزآل في يدهآ و قررت الإتصآل بـأخيهآ " عديم الإحسآس " ، آلذي إتصل بصديقه و لم يفكر بإنها خآئفة و تحتآج لإن يطمئنهآ قليلآ

قبل أن يرفع الخط .. كآنوآ قد إقتربوآ من موقعه و عُمر نبههآ عليه بشكل تلقآئي : هذا علي !


رفعت عينها حيث أشآر و إرتآحت عند رؤية الأحمق ينظر لـ هاتفه و ملآمح وجهه مكفهره ،
أغلقت الإتصآل و لآ شعوريآ همست بصوت خآفت : آلحمدُ لله !



؛



لــقد صُدمت من كلمتهآ ،
إذن .. إنها تشعر !
بآتت تفهم أهمية أخيهآ في حيآتها .. و هي تريد فعلآ آلمحآفظة على وجوده !
مر في بآلي ما قآلته منذُ قليل عن فقدآنها لكل شئ .. و لم يتبق لهآ غير علي ،
لـقد أصآبت .. فـ هي لآ قوة لهآ على مجآبهة الحيآة .. مآ زآلت صغيرة !

نعم يآ عُمر .. إنها صغيرة ،، و إنت تحآول عقآبها على ما تفعل ،
إنها غير نآضجة حتى الآن .. عليك التأكد من هذا الأمر .. و ربمآ رفضهآ لك كآن لأ....!
يكفيك يـآ أنت من اختلاق الأعذار الواهية .. يكفيك !


أغلقت الخط بوجه آلن الذي بدأ يزعجني بأسئلته عمآ فعلت ، كنت سأتكلم لولآ وجودها في الخلف ،
لآ أريدهآ أن تعلم اي شئ عني .. أي شئ ،
فأنـآ جديآ قررت إقصآءهآ بعيدا عن حيآتي ،
إنتبهوآ جيدآ .. قلت حيآتي و ليس قلبي كي لآ تحآسبوني على تفكيري بهآ مستقبلآ ،
فـ أنآ لآ أعدكم ولآ أعد نفسي بالنسيآن أو حتى التفكير بهذا الأمر ، و لكنني سـأنهيهآ من حيآتي ، من أجلي فقــط ، و من أجلهآ أيضآ .. فـإن لم أتنآزل عن وجودهآ سأعذبهآ ،
لن أسـآمحهآ .. و لن أترك لـ نفسي مجآلا للتفكير بعمرهآ الصغير ،

أوقفت السيآرة و أنا أحآول إنهاء تفكيري الأحمق ، عندمآ صعد علي بآدرته مسرعة وهي تتقــدم قليلآ في جلستهآ لـ درجة أني شعرت بقلبي يهوي في قدمي بسبب صوتها الذي ضرب بجدرانه .. نبرتهآ إخترقتني : هااااا شصااار ؟؟؟


لمَ أشعر بإختنآقها ورآء قولها ؟!
حآولت إلهآء نفسي و أنا أحدث علي بسخرية : الحمد لله على سلآمتك عنتر إبن شدآد

ضحـك قليلا وهو يلتفت ليكلمهآ : أخذوهآ اهلهآ و خلصنآ منها .. يوم أخلص منج انتي هم


أردت لكمه على وجهه .. لمَ لآ يهدئ من روعهآ قليلا .. ؟!
ليتهآ أختي !
يآ ليييت

سمعتهآ تتحدث و كأنها تبكي : ومحد شآفك ؟

علي : لو شايفيني جان هسه اني يمكم ؟؟ شنو هالغباء دخيل الله


لآ أرآديــآ صرخت به بشئ من الحدة : لك إنته شقققد ما عندك إحسسسسااس ؟!

بنظرة خبيثة أجآبني : خلينآ الأحساس إلك


حآولت تجآهلهُ وأنـآ أبعد أنظآري للـجآنب الأخر و دآخلي يشتمه بقُوه ،
تبآ له من رجل لآ يعرف للـ مشآعر لغة !

إنهم لآ يطلبونه الكثير .. فقــط شئ من تقدير الأخرين ، شئ قليل ليس أكثر !




سمعته يحادثني بهدوء : خابرك الن ؟



لو كنت في مزاج افضل كنت سأشي بـ آلن و فعلته الا اني الآن لا أحتمل هذا الغبي ولا حتى النظر اليه : إي


علي : شبيك تحجي من ورة خشمك ؟


عمر : ما بيه !


يتغابى هذا الرجل ،، يقسو و يريد من حوله ان يتغاضوا



لم التفت له عندما سمعته يحدث آلن هاتفيا وهو يطلب منه ان يغلق خطه بإعتبار آلن يشتغل في إحدى شركات الأتصالات ،،
طلب منه الأمر وهو يشتم الفتاة التي ازعجت له سكينة حياته و الآن عليه ان يغير رقم هاتفه فوق ذلك !

تدخلت قائلا : ليش توقفه ؟ خلي يسجله بأسمي ،، مرح يلقون شي علية


كان قد وضع يده على سماعة الهاتف وهو يستمع لما اقول و عندما اكملت اخبر آلن الذي لا اعلم ما كان رأييه

بعد ان اغلق الخط مد يده الحاملة الهاتف نحو ذراعي و ضربني بشكل خفيف لأتخلص من تجاعيد ملامحي و لكنني لم اهتم
وهو بادر بالقول : خلص ياابة اسفين


و التفت لأخته مكملا : عيني لين الاميرة اعتذر لإن مدرت بال ' إهتميت ' لخوفج ،، أقدم لج اسفي ،،

عندما اصرينا على الصمت اردف : كافي لتصيرون زعاطيط " أطفال "


و اكمل محدثا لي : آلن رح يحوله بأسم ابوه و اصلا حيسافر للسويد اسبوع الجاي



ببرود اجبته : زين



اصبح في قمة انزعاجه : ياابه دطيير ،، طبببك مرررض ،، يللا وصلها و بعدين اخذني للمستشفى و خليها السيارة يمك


بحدة اجبته : اوصل اختك و انزل اخذلي تكسي لمحلي ،، معلية لا بيك و لا بسيارتك !



لم يفهم سبب غضبي منه لإنه لم يرها مرعوبة من اجله
اقسم لو انه لمح دموع عينيها لما فكر ان يؤذيها بإهماله و لا مبالاته


كنا قد وصلنا لموقع كليتها و لمحتها ترتب هندامها وهي تراقب الطريق ،
عندما اوقفت السيارة في مكان مناسب ترجلت مسرعة و أغلقت الباب غاضبة من غير حتى كلمة سلام !
كانت ترتدي قميصا اسود مع تنورة من نفس اللون يصل طولها لتحت الركبة بقليل
و هذا ما أزعجني حقا ،، و يبدو انه ازعج اخاها اكثر ،، إذ سمعته يشتمها بعصبية هامسة



كنت على وشك تحريك السيارة عندما غيرت رآييها و عادت ادارجها نحونا ،، و نحوي انا بشكل خاص

تغضن جبيني بتساؤل و بان الأمر على ملامحي ،، وقفت على مقربة و اشارت بإتجاه أخيها : قله لو ماخذيه و مخلصيني منه هواااية أحسسسن



و عادت خطواتها تبعدها عنا بعد ان اخفت عيناها بنظارات شمسية !
إلتفت لأجد ما يفعل و رأيته ينظر لها بحقد لا اعرف له مصدرا ،، و لكني اعتقد ان ملابسها هي السبب

و يبدو إنه منذ قليل كان مشغولا جدا بموضوع تلك الفتاة لدرجة إنه لم يركز بما ترتديه الصغيرة العنيدة !!




.
.
.






كنت اتوسد صدر امي و انا اسمعها تردد ايات قرانية على مسمعي ،، و دقات قلبها تكاد تدفع برأسي من شدة قوتها !

اتاني صوت اختي الكبيرة : كااافي ماما عيوني شوفيها والله مابيها شي !


و اكملت الاصغر : إييي ماما يمعودة على الاقل عاشت مغامرة ،، ترة مو كل يوم واحد ينخطف و يرجع ساالم ،، الله يااارييييتني بمكاانـ ـ !



توقفت عن الكلام بعد نهر امي لها : يممممممه اسسسم الله علييج ،، وج سكتي اني نااقصة هيجي تقوليلي ؟؟



بدأن الثلاثة بمحادثتي في محاولة لإن يأخذوا مني أي معلومة قد تفيد والدي و لكنني كنت في قمة هدوءي و ركازتي و أنا أنفي اي معرفة بمن أختطفني


بعد أمر من أمي اخذتني أختي الوسطى الى غرفتي في الدور العلوي بينما بقيت الكبيرة معها تحاول تهدئتها وهم حتى الآن لا يستطيعون تصديق سلامتي !

أقسمت لـ والدتي بإن لا احد مسني بسوء او حاول حتى لكنها تأبى التصديق و لا الومها
فهي لا تعرف من هم الخاطفين و ما غرضهم الأساسي ،، بالاضافة لإنسحاب والدي من مركزه
خشيت ان يكونوا انذالا اكثر مما هم و يفقدوني أغلى ما املك !

و لكني احمد الله بكل جوارحي لأنه حفظني من هذا الأمر الأسوأ !



عندما اصبحنا في الغرفة بشكل تلقائي توجهت نحو المرآة وانا انظر لملامحي بدقة !

كان الشحوب يسيطر على بشرتي ،، و حتى اللمعة الجذابة في عيني قد اختفت
بالتأكيد إن خلاياي الدمعية قد تعطلت بعد كل البكاء الذي بكيته ،،
مررت اناملي على طرف فمي و من ثم لطرف عيني حيث الخدوش ،، أصابت الرجفة اطرافي وانا اردد : الحمممدلله ياربي يا حبيبي ،، الف الحمد لله


رأيت اختي تقف ورائي وهي تهمس بتخوف : جوجو الله عليج قوليلي ،، أكو احد تعرضلج ؟؟ والله ما اقول لأحد بس .... قلبـ..ـي خااايـ ـ ـف



إبتسمت و أنا ادير جسدي بأكمله : و الله العلي العظيم محد قرب مني مثل ما انتو خايفين


اكملت بتردد وانا احاول الهاء نفسي بتحرير شعري من الماسك المطاطي : بس !



مسكت يدي مفجوعة : بس شنو ؟


إبتعدت عنها قليلا ،، ثم نظرت لباب الغرفة المفتوح ،، فهمت ما اعني و بظرف ثواني كان الباب موصد خلفنا و هي تسحبني نحو السرير ،، و أنا ... قررت البوح لها !
فلا أستطيع إخفاء اي امر عن روشن ،، حتى و إن حاولت سأفشل


لا تخافوا لا تخافوا ،، بالطبع لم و لن استخدم الاسماء ،، فـ لست أنا من ينكر الجميل

و ذلك الـ ' علي ' مع أخته لهم فضل لن أنساه ما حييت !

بعد ان اكملت ثرثرتي نقلت أنظآري اليها ،، كان وجهها مصفرا و ملامحها مصدومة ،
إبتسمت بخفوت : هه شبيج ؟ حتموتين



تكلمت بعد برهة : عززة ،، عبالك مسلسلة


لم اجبها وهي اكملت : بس صدق هذا رجال ،، الله يوفقه ان شاء الله و يبعد عنه عيال الحرام و يرزقه بالي يتمناه دنيا و اخره


لا شعوريا وجدت تنهيدتي طريقا لتخرج من صدري و انا اهمس : أمييين ياربي أميين







.
.
.






بعد أن مرت ثلاثة أيام !




خرجت من غرفتها و هي تصرخ منزعجة من صوته المرتفع و الحاحه و هو يناديها : نعععععععم ؟؟؟


تقــدمت حتى سور السلم و إستندت عليه بكلا كفيها و هي تميل بجسدها قليلا : شتريد ؟؟



ببرود أجابها : تعالي نزلي جايبلج هدية مال صلح



رفعت حاجبها الايسر : و منو قلك محتاجه هديتك ؟



عاد الى المطبخ و هو يزأر : طبج طووب ' شتيمة بمعنى فليصبك صاروخ ( ; '


تكرهه اكثر من كل وقت عندما يشتمها ،، تكرهه كثيرا جدا !
كانت تنوي العودة لغرفتها و ليذهب بهديته حيث يشاء ،، و لكن الفضول امتلكها وهي تسمع الجدة تناديها بصوت ملؤه الضحك : ولج بيييبي تعااالي ،، والله طلع اخوج عنده ذووق ،، بسرعة لحقي تره يروح ينطيها لـ غيرج



لم لا تنزل ؟
من حقها عليه أن يصالحها بعد قطيعة دامت 3 ايام ،، شددت فيها الحبس الانفرادي لـ نفسها في الغرفة ،، فلم تره منذ ذلك اليوم الذي اعادوا فيه جلنار لأهلها غير مرة واحدة عندما جاء غرفتها باحثا عن وسادته و شرشف سريره
وقتها توسع نطاق غضبها بسبب عراكه معها لإعطاءها وسادته لتلك الفتاة ،، و إكتشف ذلك الأمر بعد ان رآى خصل رفيعة من شعر املس تتوسد وسادته !

كان ينوي اضافة المرح لصوته وهو يأمرها ان ترفع ' كفشتها ' من على وسادته و عندما اخبرته ان ذلك شعر الفتاة جن جنونه و تراقصت الشياطين الحمر امام عينه و زاد من عيار الحقد الذي تحمله في قلبها له

لذلك الآن يجب ان تكون هديته بقيمة تستحق و الا سترميها بوجهه و تحطم له ملامحه المغرورة ،
و حتى و إن أعجبتها لن يحلم في مصالحتها .. ليس الآن على الاقل


عادت غرفتها و اخذت هاتفها المحمول و عينها بشكل آلي لمحت كتاب ذلك الخائن
لم تهتم كثيرا و توجهت للدور السفلي ،،
عندما دخلت المطبخ وجدته مع جدته يجلسان على الارائك وهو يتابع الأخبار الرياضية بينما الجدة تقلب في الهدايا ،


ما ان رآها حتى تكلم بسخرية : المفروض كرامتج متسمحلج تصالحيني علمود ' من اجل ' هدية ،، إنتي اكبر من هالشي


تمللت بالكلام وهي ترفع علبة الحذاء : بكيفي



عندما رأت الحذاء صرخت بحدة : شنوووو هالذوووق ؟؟ عزززة إيييع ،، يلعععب 66 نفس ' تعبير عن الازدراء ' !


اعتدل بجلسته و قال بدون اهتمام : والله يعجبج يعجبج ميعجبج هذا حااايط طخي ' اضربي بخفه ' راسج بيه

رمت العلبة مكانها : اني شعلية انته ذوقك محلوو ،، فد يوم شايفني لابسة هيجي شي ؟؟ كله زرق ورق ' بمعنى الوان لادخل لها ببعض '


تدخلت الجدة : يوووم ليش كسرتي بخاطره اول مرة يسويها و يجيبلج شغلة



جلست امامهم : لو ممسويها احسن ،، و بيبي الله عليج حلوو هذا ؟


ضحكت بخفة وهي ترمي لها كيس كان بيدها : لا والله محلو .. بس خطيـ ـ ـه


قاطعها : يمعووودين هااهيية كافي معجبكم ارجعه لابو المحل وافضها بس ذكروني بعد ما اجيبلكم شي



كانت قد اخرجت محتوى الكيس و بدأت تنظر له بشئ من الإستغراب ،،
هو تحداها بنظرة عينه ،
ضغطت على القماش بيدها وهي تهمس : شنو هذا ؟


رفع حاجبه : شال ،، لإن حتتحجبين


استقامت و هي تعترض : مستحيييل ،، معلييية بعدننني صغيرة



ثبت انظاره على التلفاز و بدون إهتمام : شوفي عقب باجر رمضان ،، هم حتنزعين ' تخلعين ' الاسود ،، و هم حتلبسين ربطة ،، و قولي لأ و شوفي شيصير بيج



غضبت وهي تصرخ : موووو بكيييفك ،، معليية اني بابا مجان هيجي يعااملني هالمرة انته ؟


اخفض صوت التلفاز : إي بابا مجان كل الي يسويه صحيح ،، و اكبر غلطة سواها خلاج على حل شعرج تسوين الي تريديه لحدما طلعت عينج من الدلال



تدخلت جدته وهي ترى دموع لينا : علللي على كييفك وياها امي ،، مو هيجي الواحد يتناقش


وقف وهي لا اراديا ابتعدت خطوتين للخلف : اختي مو مال نقاش ،، عبالها ' تظن ' كل الي تريده لازم يصير و هالشي لااازم يووقف ،، هاهية هية كبرت و غصبا ما عليها تتحجب .. و الله استحي من جماعتي من يشوفوها هيجي ،، وهية هم اكيد تستحي ،، زين من الله ليش متخاف و تستحي ؟؟ خصم الحجي ' ملخص الكلام ' تاااكل *** و تتحجب ،، و لا والله العلي العظيم متداوم بعد !




صرخت بقهر و بدأت تنتحب بسبب اسلوبه الهمجي و كلامه المؤنب ،، فقط لو كلمها بهدوء كانت ستقتنع ،، و لكن طريقته البدائية هذه تجعلها تعاند اكثر : لوو الدنياااا تنقلب ما اتحجب زيين ،، ماا اتحججججب ،، و لااا انزع الاسوود بكيفي ،، قلبي محروق على ابوية و اخوية و ماا انزع الاسود لحدما ارتاح ،، و ماااااااا اتحجججب




انتفخت اوداجه بغضب : تاكليييين ***



الجدة استقامت هي الاخرى وهي تأمرهم بالهدوء و احترام وجودها ،، و سحبت لينا لتجلسها وهي تصرخ بعلي : روووح ياللا مو قلت تريد تروح لـ بيت عمر تشيلون الغراض ؟ يللا رووح و من ترجع نتفاهم !



رفع سبابته مهددا : و الله العظيم يا لين اذا محترمتي نفسج متشوفين الكلية !



بدأت تضرب الارض بقدماها بعصبية و صوت بكاءها يرتفع : آآآه ،، معلييية ما اريييد ، بااااباااا . مااااا معليييية ،، ماااا



اجبرت نفسها على الصمت عند سماعها رنين هاتفها ،،
رفعته من على الطاولة واستقامت وهي تمسح وجهها من الدموع ،،
أجابت المتصل قبل ان تخرج و كان صوتها مبحوحا يشيعه البكاء : الو ؟ هلو جلنار


اوقفها بسرعة : لحظــة



التفتت له وهي تصرخ بغصة : نععععم ؟؟ هالمرة تمنعني من الموبايل ؟



علي : منو هاي ' هذه ' ؟؟



مسحت دموعها الجديدة : إنتتته شعليك ؟؟




هذه المرة انبتها الجدة : لييييين بلااا دلال احجي منو .. اخوج و غصبا عليج تجاوبيه و يعرف منو صديقاتج



بنظرة مهددة اجابت : طبعا يعرفها ،، أصلا يعرفها اكثر مني !



هو لم يكن يعلم ما اسم تلك ،، و غرابة الاسم الذي نطقت به اخته جعلته يسألها
لا يعلم و لكن هنالك احساس داخلي أنبأه بإنها هي ؛


عندها تقدم بسرعة ليخطف الهاتف من اخته و الغضب يرسم هالة حمراء من حوله
جدته عنفته : علللي شدتسووي ؟؟ ولك يمه عيييب عليييك ،، خطية اختك تفضحها بين صديقاتها


اجاب بحدة وعينه تضيق بعين اخته : بيبي هاي مو خوش ' ليست جيدة ' صديقة ،، اعرفهاا



و تحرك بالهاتف نحو الخارج ،، كان الخط مفتوحا حتى الآن ،، و تلك قد سمعت ما قاله و شعرت بالكون يضيق من حولها اكثر


لقد مرت ثلاث ليال و هي تفتقد كل شعور للراحة و الامان .. اشتاقت النوم ،، فالارق بات يلازمها لدرجة المرض

تشعر بنفسها ليست كما كانت ،، تلك التجربة قد قلبت كيانها و شخصيتها ،،
تشعر بفقدان شئ لا تعرف ماهيته ،، و لكن ذلك الفقد ارهقها !


و الآن ارهقها اكثر ما سمعته ،، كم تمقت الرجال ذو الشخصيات المعقدة ،، مثل ابيها بالضبط
لا تستطيع ان تتصرف على سجيتها بوجودهم ،، و فوق ذلك تصرفاتهم النارية التي تستطيع احراقها بسرعة لتحول ارادتها لـ رماد



كانت ستغلق الخط و لكنه قرر استخدام لسانه السليط بشكل مباشر : يا بت الناس رجعة لاهلج و رجعناج .. و قدآم عيوني رحتي ويه ابوج و خطيبج البطل ، و احنه لا عرفة و لا ولفة حتى تخابرين اختي وتسوين وياهه صدآقات .. هاي اخر مرة تسويها ،، مناقص مصايب ،، رقمي من وارج ' بسببك ' دوخني و جنت رح احرقه ، هالمرة تريدين احير برقم اختي ؟؟ هسة انتي ببيت اهلج مثل متريدين ماكو داعي هاللواقة !



كانت تستمع لما يقول و تشعر بتقلصات معوية قاسية ،
لن تحتمل كلامه اللاذع اكثر ،، ستبكي ،
لا يا جوجو لا تفعلي ،، هكذا ستشعريه بضعفك
فقط تنفسي بقوة ،، و أريه شجاعتك !


تكلم من جديد وهو يريد ان يثأر لـ وسادته التي لم يستخدمها منذ ايام بسببها : الرقم هذا مسحيه بسرعة ،، وانسيه من بالج ،، انسي كل شي ،، الا الوعد ،، تره بعدني عد كلمتي اذا ...!!



اسكتته بغضب و دمعتها على وشك الانفلات من بين اصداف رموشها : خلــــص اسفة انووو خابرت و محعيدها ' لن اكررها ' ،، و ماكو داعي كل شوية تذكرني لإني مناااسية ،، و لإني اصلا ما اسويها و اعض الايد الي انمدتلي ،، و ارجع و اقول اعتذر



كانت تتكلم بعصبية و هي تتمنى لو انه امامها لكي تشوه له وجهه الخبيث !
ياله من رجل لا يعرف الاحترام
و ما دامه هكذا ،، ستكون مثله !
أغلقت الهاتف بعد ان انهت جملتها و اصبحت تشعر بالتقلصات تزداد قوة لدرجة انها احتضنت بطنها وهي تهمس : عززة شبية اني ؟ آييي !



بينما هو ابعد الهاتف عن اذنه و بدأ ينظر لشاشته المظلمة بعدم تصديق ،
لقد اغلقت الخط بوجهه ،، انها حركة كانت ستحتسب ضدها لو لا انه لا يريد اي صلة بها او بوالدها

يريد تجنب المشاكل ،، فلا يعقل ان يتسبب لنفسه بمصيبة كان عمل الخير و مخافة الله نيته عند التورط بها !

عاد ادراجه نحو المطبخ و عندما ولج سمع صراخ اخته و نحيبها ،،
إذن ما زالت تبكي ، الا تمل تلك المدللة ؟
عليها التوقف الآن
توجه نحو اسفل السلالم و صرخ غاضبا : لييين و قزرقط ' بمعنى سم > < ' نصصصي ' أخفضي ' صووتج فضحتينا ،، و بعدين حطي ببالج هاي صديقتج بعد متحجين وياها لا احرررقج !


وصله صراخها مصحوبا بتذمر جدته التي يبدو انها ترافقها في غرفتها ،،
تكلم من جديد : يللا نزلوا سدوا ' أغلقوا ' الباب رايح دنحمل غراض بيت عمر


عند انتهاء جملته سمع صوت ضربة قوية اجفلته ،، و جعلته يتحرك خطوة للخلف
ثبتت انظاره على الكتاب المرمي قريبا من قدمه ،

رفع رأسه مصعوقا و رآها تنظر له بحدة : حراماات لو وااقع على راسك !



جدته التي جاءت خلفها راكضة ضربتها على كتفها بقوة وهي تصرخ : يممممة ابببني .. نعلعلاا ابليييسج ،، لو واااقع عليييه جان شصخمناااا ' ماذا نفعل بهذه المصيبة '؟؟ هااا ؟؟ والله لو يلزمج ' يمسكك ' و يذبحج هسة هم محد يقله ليييش !



انحنى ليرفع الكتاب : كتاب الولد شعلتيه اهله ،، بس مو صوجج ' ذنبك ' صوجي اني جبتلجياه ' جلبته لك ' ،، إنتي وحدة مو مال احترام




خرج تارك المنزل مشتعل بغضب الجدة و منطفئ بلا مبالاة اخته !
لم تشعر بذرة ذنب ،، فيستحق ما فعلت ،، إنسان خبيث و كريه و متعجرف !
يظن الكون رهن اصبعه ،، يفعل به ما يشاء
يرغمها على ان تتحجب ،، و يتحكم في ما ترتدي ،، و الآن اكمل غطرسته بمنعه اياها من مكالمة جلنار

هي لا يهمها ،،
في الحقيقة علاقتها مع جلنار سطحية و بسيطة ،، و لكنها تكره ان يفرض احدهم رأييه عليها حتى و إن كان محقا
فهي تعلم ان ما فعله هو الصائب ،، فهم في غنى عن المشاكل ،، و لكن هنالك مئة طريقة و طريقة يمكنه التواصل معها بها و اقناعها
و ستفعل !

لكنه يريد ان يأمر ،، و هي تنفذ كالخروف !
تكرهه جداااا ،، و تكره جدته التي لم يتوقف غضبها و ما زالت تهتف فوق رأسها بكل كلمات التعنيف و التأنيب

لا يهم !
كل ما يهم انها شفيت غلها منه ،، و من رفيقه حيث إنها متأكدة بإن الكتاب قد عانى ما عانى في محاولة الاغتيال تلك






.
.
.




عندما استلمت الكتاب منه داهمتني رغبة مجنونة في البحث بين جنبات اوراقه ،، علي اجد حرفا كتب بيدها !
لدرجة إني لم أهتم لـ قوله " بالجذب قول خليه يمها يمكن تحتآجه ، شو رأسا " مبآشرة " أخذته ؟؟ و بعدين تره طيحت حظه هيه فـ لآت نصدم من تشوفه متشقق "

يريدني أن أتنآزل عن كتآبي آلذي إستخدمته هي ؟
بآلطبع لن أفعــل !

لا تنظروا لي بهذا الشكل فقد أخبرتكم بإني لم انساها ،، و لم احاول حتى ، و ها انا استجدي اي ذكرى منها

تحركت به نحو سيارتي ذات الطراز المقبول ،، وضعته بداخلها بعناية ثم عدت ادراجي حيث يقف رفيق دربي

كان ينظر بإتجاه منزلنا السابق ،، ثم التفت لي محدثا : والله رح تكسر ظهري بروحتك هاي !


أنت من فعلتها بقولك هذا ،، حاولت التحدث بهدوء : كلها ربع ساعة و اني يمك ،، شدعوة مكبر السالفة ؟ بس الله شاهد اذا ازدحام اتأخر عليك فد ساعة ونص



لم يتقبل مزحتي الاخيرة اذ انه تنفس بعمق و قال : تدري هسة بت قاسم خابرت على اختي



أجبته : لا يمعود لتسوون اي علاقة بيها ،، قلها لأختك تقطـ ـ ـ!



أجابني و عيناه يبرقان بالشر الذي بت اعرف اوقات ثورته و اندثاره : ليييناا ثوولة ،، الله اعلم صار جم ' كم ' مرة تخاابرها ،، بس اني حجيت وياها و قلتلها بعد متخابر ،، بت الكلب تريد تـ ـ ..!!



قاطعت حديثه مصدوما : حجيت وية بت العالم و تعاركت ويااهه ؟؟ من كل عقلك تحجي ؟ و الله العظيم انته مو عاقل ،، بللا هاي دقة ' فعلة ' ؟ ابو حسين صدقة لربك غيير اسلوبك الطايح حظه تره والله مللت الناس



اجاب بدون اهتمام وهو يؤشر بإتجاه المنزل : طبهم مرض ،، يللا وين الن الاثول خلي نفوت نشيل الغراض


أجبته بشئ من البرود : هسة جاي ،، و بعدين وين تودي الغراض ؟ اللوري ' سيارة الحمل الكبيرة ' بعدها مجاية


تذمر : لعد شكو مخابرني من هسة ؟ طيح الله حظك !



ضحكت بخفوت : اريد اشبع شوف من عيونك الحلوة قبل لا افقدك



فلتت ابتسامة خافته من بين شفتيه و همس بضيق : أكل ***



ضحكت معه و انتبهت لسيارة آلن تقترب من موقعنا ، ما إن وصل حتى ترجل منها مسرعا : أسسسف شباب والله هسة المدير فك مني ياخة ' تركني و شأني '



بدأ برفع اكمامه مستعجلا : يللا يللا وين الغراض



علي تحدث بسخرية : دتحسسني انته طرزان ،، والله تسوي فضل اذا شلتهم وحدك اني ما بيه حيل



وصلنا صوت والدتي التي خرجت للتو : هيجي يوم علاوي ؟ متريد توقف لأمك و أخوك ؟



شعرت بوجهه يتضرج احمرارا على اثر الخجل و قال بقوة : خالة فوق راسي احطج والله ،، بس طلعتكم هاي من البيت حزت بخاطري حيل



هزت رأسها متفهمة و تبادل الشابان السلام معها ثم قالت وهي تنظر الى المنازل بحسرة : والله عبالك دا افارق روحي ،، ما ادري شلون اعوف المنطقة و اهلها !



بصوت واثق اجابها علي : والله العظيم محد يقعد بالبيت غيركم ،، شوفوا نفسكم قدرتوا تعيشوون بذاك البيت و ذيج المنطقة خير على خير ،، مقدرتوا هذا بيتكم و مفتوحلكم بكل وقت و اصلا المفتاح خلوه يمكم



كانت ردة فعلها عبارة عن سلسلة طويلة من الادعية انهتها وهي تتحرك للخارج : يللا يوم اخذوا راحتكم البنات مو هنا ،، و اني رايحة اودع نسوان المنطقة


اردفت بسرعة : علي يوم اختك و بيبيتك موجودين ؟


أجابها بالايجاب و تدخل آلن بإبتسامة : خالة تريديني اوصلج ؟ ترة اني برسم الخدمة



اجبته بغيظ كاذب : آلن .. إنجب حبيبي



ضربني على كتفي ساخرا : تغار على كفاح خانووم ؟



اجابته والدتي بإبتسامة : ولك مو هياتني ' هذه انا ' بعدني واقفة وهيجي تحجي من اروح شتقول ؟


ابتسم : كل خير خالتي العزيزة كل خييير !










.
.
.




قلوبكمَ ‘ليسَت للتجربھۃ
لذا إختارَوا من ينبض لأجلھا
بَٱتقانّ
أعجبتني !










جلست على سريرها وهي تشعر بالإنهاك ،، لقد اتعبها جدا بطريقته المتعجرفة
بالرغم من إنه على صواب و إن علاقتها مع اخته من الممكن ان تسبب له المشاكل الا ان هنالك الف وسيلة لايصال الفكرة ابسطها ان يخبر اخته بتروي عن مخاوفه وهي ستخبرها بنفس الاسلوب و ينتهي الأمر !

لكن ما يظهر إنه إنسان جائر ،، يبدو ان شخصيته تناهز الـ 40 عاما بحدة طباعه و لكنها لا تعلم عمره الحقيقي ،، و لا حتى ما يعمل
رغم إنها سمعت زوج والدته يقول له شيئا كـ حصوله على شهادة الطب الا انها غير واثقة من الأمر فعقلها لم يكن يعمل كما يجب وقتها !



فتح باب الغرفة عليها و رأت أختها تقف وهي تنظر للخلف : اوووكي بااابااا جااييين هسسسة !


ثم استدارت لـ تكلمها : جوجو ام البلاوي ،، قوومي بابا يريدنا بإجتماع طارئ


و اردفت مسرعة : بس لبسي لج فد شي حلوو هشووم جوة



اكفهرت ملامحها و عاتبتها روشن بحدة : إنتي ليييش متستحين ؟ شتريدين من الولد ؟ والله يسوى راسج


استقامت وهي ترمي الهاتف على السرير : إنجبي بللا ،، و الله اذا تريدين تاخذيه فـ حتنقذين حياتي ،، و ترة هوه دزنت كييير ،، ميهمه اني انتي المهم وحدة من بنات قااسم !



تقدمت روشن : ياااااحوووبي انااا ليييش هالتشاؤؤم ؟ الي مثلج يشوف الحياة وردي ورة التجربة البطولية الي خضتيها



بسخرية ردت وهي تتحرك بإتجاه المرآة : وردي مخطط بأسوود



روشن بشقاوة : أكيد الوردي هوة وجود المغوار الي نقذج ؟



بعنف استدارت لتنظر نحو الباب المفتوح و قلبها يخفق مرعوبا : زقنبوووت ان شاء الله ،، صووجي ' ذنبي ' أني حجيتلج نسيت انتي اكبر لغوية ' ثرثارة ' بالدنيا



ضحكت بإستمتاع : يه شوو بكي ؟ لهالدرجة خايفة عليه ؟

تغيرت نبرتها بسرعة وهي تستطرد : لج بس لا حبيتيه ؟؟




هي نبضة فقط التي احسستها تختفي
لا تفهموا الامر كما تريدون ،، أنا فتاة لم تقع بالحب مسبقا ، برغم اني احاط بكثير ممن يتمنوني او يتمنوا اموال ابي !

و لكن أن اقابل شخصا لم يفكر من هو ابي ،، كل ما همه هو ' أنا ' كان بمثابة المعجزة

و لكن لا تستعجلوا الأمر و لا تجعلوا خيالكم يصور لكم الكثير ،، فـ أنا لست بمراهقة ،، سنوات عمري الـ اربع والعشرين جعلتني قادرة على ضبط مشاعري قليلا ،
كما و إنني فتاة مخطوبة ،، حتى لو لم اسجل بإسم خطيبي حتى الآن ،، اي اننا لم نعقد قراننا و لكننا ارتدينا خواتم الخطوبة و اعلنا ارتباطنا الرسمي

المشكلة إنني لا اشعر بالإرتياح و ' مغامرتي المثيرة ' زادت من شدة ضيقي من هذه الزيجة !



عادت للواقع بعد ان نادتها روشن : هنيااالي ' هنيئا لي .. تقال عند السخرية احيانا ' بدت تتصفن ،، ولج بت قاااسم لتنسين نفسج ،، إنتي بت عدوهم ،، و بنية مخطوبة ،، و هوة اصلا واحد بلا اخلاق و لا ذوق ،، انسي الي صار و لتصيرين مراهقة !



نعم انا لست مراهقة ،، و لكني احمل بين جنبات صدري و بين اظلعي الرفيعة شيئا صغيرا بت اخافه

ما هذا التناقض يا انا ؟
اجابتها بشرود : انجبببي روووشن انجبببي زيين ،، شاايفتني زعطوطة هيجي تقوليلي ،، و بعدين .. هوه مو ماعنده اخلاق بـ ـ ..!!



قاطعتها بشدة : ووووجع جوجو لتصيرين حمارة و تسوين لنفسج مشكلة ،، عززة بعينج اذا صدق دتفكرين بالولد ،، انسيييه و لتصدقين نفسج عايشة بفلم ،، ترة انتي الوحيدة الي حتتأذى لإن هوه اصلا مدايرلج بال ' غير مهتم بك ' ،، و حتى لو فرضنا دارلج بال ،، تره هيجي انتي دتحكمين عليه بالموت ،، إذا بابا يسكتله تره هشام ميسكت ،، و حقه و محد يلومه



لم تكن بحاجة لهذه المحاضرة الطويلة ،، هم تعلم كل شئ ،، و لا تحتاج روشن من اجل ان تؤذيها بالكلام اكثر

ما الذي افعله بنفسي ؟
لقد سمعت كلامه منذ قليل ، إنه يحتقرني ،، لقد احسست بذلك من نبرته
كيف لي ان اسمح لنفسي بالتفكير بشخص يستحقرني ؟
هل انا يائسة لهذه الدرجة ؟؟



سحبت حجابي من على السرير و لففت به شعري بطريقة سريعة بسبب وجود هشام وتحركت قبل اختي نحو الاسفل من غير ان احاول الرد على حديثها ،، فـ لا حجة لي كي ادافع بها عن نفسي ،، و علي ان احتمل ما تقول و اصمت



عندما وصلنا الى الأسفل توجهت جميع الانظار بإتجاهنا ،، و أنا إتخذت لـ نفسي مكانا قريبا من امي
بعد السلام الطفيف ،، وتجاذب اطراف حديث بسيــط ،، فاتحنا والدي بالموضوع الذي يشغله : بنات ،، إنتو و أمكم بعد متبقون بالعراق ،، الوضع ميتحمل مجازفة و أني مشغول حيل و ما عندي وكت اضيعه واني احاول اناقشكم ،، فـ هسة لتحاولون تعترضون ،، اصلا اني مدا اخذ رآييكم ،، مجرد دا انطيكم خبر



تبادلنا النظرات انا و روشن و زينــة ،، زينة الوحيدة التي لا يجب عليه إجبارها ،، فهي مطلقة و تعيش مع طفلتها معنا و والد الفتاة يواضب على زيارة ابنته
فما الذي يريد عمله والدي ؟

زينة تكلمت بحذر : بابا ،، بس ،، مروان ،، شلون ؟ ما اقدر اخذ بته و اسافر بكيفي




بتعسف اجابها : و الله اني لا يوقف بوجهي مروان و لا عشرة مثله .. سفركم هذا هو الصالح الكم و بعدين الاردن هياتها ' ها هنا ' شمرة عصا ،، ساعتين و هوة بيها و خلي يشبع من بته



تدخلت والدتهم بحذر : يا ابو زينة قول يا الله ،، حقك تخاف ورة الي صار بس مو معناه تسفرنا يعني شغل البنات و حياتهم و جماعتهم كلهم هنـ ـ ـ!!



أسكتها بتسلط : قلت ما اريد نقاش ،، و بعدين همه مومحتاجين شغل ، اهم شي دراسة و ماعدهم ،، خليهم هناك امة محمد كلهم راحوا لـ سوريا و للاردن وهسة تلقون كوومة ' كثيرا ' عراقيين ،، مرح تحسون بغربة



هذه المرة تدخلت روشن : لا بابا الله يخليـ ـ ..!


بحدة افزعتها اجاب : الله ليخليني ،، اني المصايب مغرقتني لراسي ،، أريد ارتاح منكم على الاقل ،، تنجبون و تروحون لإنـ ـ



قاطعته الصغيرة بصوت ضعيف : بس بابا اني اريد اكمل دراستي


بهدوء اجابها : كمليها هناك منو لازمج ' من يمسكك '


اكمل عنه هشام : لتضوجون ' تتضايقون ' تره الوضع كلش طبيعي هناك و الله تحسون نفسكم ببغداد هلقد مليانة عراقيين



نظرت بإتجاهه وهو ابعد انظاره بسرعة ،،
لا تعلم ما به ،، ليس على سجيته منذ عودتها .. أيعقل إنه يخاف ان تكون تكذب عليهم بشأن ما حدث لها ؟
نعم ،، يعقل و يعقل جدا ايضـآ !


حاولت الهاء نفسها بالحديث الهامس مع والدتها : ماما منريييد نروح والله بابا حيبهذلناااا



بفقدان حيلة زفرت : هذا ابوكم متعرفوه الي براسه براسه و لو هسة ذبحنا وحدة قدامه يقول ذبحوا الثانية و وراهه يسوي الي براسه !



فزعت وهي تنظر له برعب ، والدها لا يرحم ،، هي متأكدة من هذا الأمر
و تخاف ان ذهبوا سيستفرد بـ علي واهله

و لكنه لا يعلم عنهم أي شئ ،، وهي يجب عليها ان تترك الوساوس ،، فلن تؤذي غير نفسها ،


فإن شاء الله لن يحدث له و لا لإهله اي مكروه ،، كما انقذها سيحميه الله تحت رحمته العظمية

كان هذا الكلام ذو تأثير إيجابي جدا في نفسيتها حيث إنها تحدثت بعد وهلة : زين بابا اذا تحسنت الاوضاع نرجع؟



أجابها بتروي : شوفي بابا انتي الوحيدة الي ما اريدج تروحين



أرعبها ما قال ،، إزدردت ريقها الجاف : ليـ ـ ـ ـش ؟؟



تكلم بعد إبتسامة لطيفة : لإن إنتي اغلى وحدة بيهم و رح اشتاااقلج اكثر شي


تدخلت روشن بغضب : هاااا مووو اقوول انته تفرررق ؟؟ بس حرام عليك والله



ضحك بخفوت و زينة اكملت : إي والله جوجو لو تشوفين حاله بذيج الايام راد يموت ،، كل شوية يرتفع صغطه و يتخربط من وراج



احست بالحنين لأحضانه الآمنة ،، فـ وقفت مسرعة وهي تتجه نحوه : ياا عمممري ،، بس بابا قلهم ليغارون مني ،، هلقد ميحسدوني رح تنقلب علاقتنا ونصير اعداء



جلست بجانبه و هو إحتضنها بقوة و كإنه يتأكد من إن فتاته الصغيرة فعلا اصبحت امامه و بين ذراعيه : إسسسسم الله علينا بابا خليهم الحاقدين يحترقون غيرة




لا يعلم كيف مرت الايام المنصرمة ،، و لكنه متأكد بإن كافة اعضاءه الحيوية قد كبرت بمقدار 10 اعوام



قبلها على رأسها بهدوء رغم تذمر روشن التي تريد طرد هشام من الجلسة حتى تهجم على والدها ،
عندما فقدت الأمل من ابيها حولت إهتمامها لأمها : أخذي بابا و اني اخذ ماما ،، تفووو علييج


زينة بضحكة خفيفة قالت : و اني ؟؟ شو كلشي محصلت؟ بت الخدامة ؟؟


روشن بمرحها المعتاد : هممم يمكن ،، بس الي اعرفه انتي لقيناج يم الجامع و امي و ابوية انقهروا عليج و جابوج يمنا



ضحكات بسيطة صدرت من الجالسين و زينة سخرت : الي اعرفه هالحجاية تنقال للصغير دائما الكبار يضحكون عليه ،، شو انتي ما شاء الله عليج انتي الي دتقوليلي ؟؟



روشن بملل : يوووه ،، يمعوده انتي عندج بتج يا امج يا ابوج ،، عندج الاصل



دفعتها والدتها بعيدا عن صدرها : ههه لج انتي صدق متستحين ،، مو هياااتنه قاعدين قبالج !



روشن : سكتي خاتووون سكتي ،، قدرتج علية ،، صارله ساعة رجلج يتغزل بـالهانم مضجتي من عنده هسة ضجتي مني علمود كلمة الحق ،، يعني بشرفج انتي تحبين امج اكثر لو اني ؟؟



هشام شعر بإن النقاش بدأ يتمركز في الدائرة العائلية و لم يعد لوجوده اي اهمية
فقد طلب منه عمه التواجد اثناء اخبراهن عن السفر و يبدو انهن تقبلن الامر و رضين

و هذا ما معتاد عليه عمه

فلم تعانده احداهن ابدا ،، حتى زينة التي اجبرها على الطلاق من زوجها ' مروان ' بحجة الاحزاب المختلفة صمتت و لم تعترض !
أجبرت نفسها على العيش مطلقة في ظله على ان تبقى برفقة زوجها و ابنتهما !

و كذلك خطيبته المصون ،
فهو متأكد من كونها غير متقبله لـ فكرة ارتباطهم و لكنها اذعنت لقرار والدها

و لنكن صريحين هو ايضا ضعيف امام قوة شخصية ' قاسم ' ،، فلا أحد يتوقع ما ممكن ان يفعله غضب هذا الرجل
و هو على علم بكل ' شاردة و واردة ' بسبب عملهما المشترك لذلك لديه خلفية ممتازة عن نتائج الاعتراض على امره ،، فـ معرفته بسجل عمه تجعله اكثرهم حذرا في التعاطي معه !



يعترف بإنه لا يشعر بالراحة التامة في هذا الزواج و بالذات بعــد ما حدث لزوجة المستقبل
فيبدو انها كانت على بعد كيلو مترات منه و تطور الامر ليصل اميالا لا نهاية لها بعد عودتها

انسحب من الجلسة تاركهم يأخذوا راحتهم و كان على وشك الخروج من باب الصالة الخارجية عندما تذكر امرا ما و قرر العودة لإخبار عمه به
لـكنه اخفى نفسه خلف احدى الأعمدة العريضة و هو يستمع لنهاية النقاش الحاد
حيث كان عمه يهدد بغضب : جلناااار انتي قلتي محد سوالج شي ،، لعد ليييش تريدين فسخ الخطوبة ؟



اكفهرت ملامحه و ازرقت اصابعه من أثر قبضته القوية ،، لم يبتعد غير لـ دقيقة ،، متى استطاعوا بدء حديث بهذه الاهمية ؟؟


وصله صوتها باكيا : والله العظيم محد قرب مني و اذا تريدون ودوني للمستشفى ،، بس باابااا اني تعبااانة ،، ما اريييد والله ما اريييد ما اقـــدر



تدخلت والدتها بخوف : مااما لتسوين هيجي حبيبتي ،، انتي تدرين اول و تالي الزواج مو هسة ،، يعني ليش تخوفينا و ترفضين اذا ما بيج شي ؟


إعترفت وهي تنكمش على جسدها بجانب والدها : أخاف ،، أني صايرة اخاف حيل و ما اقدر انام و لا اقدر ابقى بمكان وحدي ، و بس يجي الليل ارجف و ..... ما اعرف ما اعرف بس اخاااااف



والدها سحبها لـ صدره : نعلعلاااا ابوووهم ولد الكلب والله العظييييم اخليهم يبجون بدال الدم دمع ما دام نزلوا دموعج الغاليية



ارتجفت اكثر و بدأ نحيبها يصل هشام الذي سخر من نفسه و من تلك التي تورط بها في حياته
والدها بدء بالمسح على شعرها بهدوء : كااافي بابا كافي حبيبتي والله ميصير الا الي تريديه ،، وابن عمج موجود و ينتظرج بدل السنة عشرة ، المهم انتي متنزلين دموعج حبيبتي ،، و ياللا كافي دلال تره عندي شغل !



إبن العم كان يشعر بمدى سخافة الموقف إذ إنه شتم بصوت منخفض و عاد إدراجه نحو الباب يتبعه صوت زوجة عمه التي تؤنب زوجها عما يقول و يفعل وهي ترفض تعليق الرجل بإبنتها تلك التي تعاني حاليا من ازمة نفسية شديدة !



.
.
.








جلس الثلاثة بإنهاك على ارضية موقف السيارات حيث كان احدهم يستند على الجدار و قدميه ممتدتين للأمام و الأخر جسده بأكمله مطروحا ارضا بينما الأخير فإستقام توا ليغتسل جانبا بخرطوم المياه وهو يشتم ' عمر ' : عمممر كسررت ظهري طيح الله حظك ،، هذولا اصدقاء اخر زمن زباااالة ،، بس مصالح

عمر الذي كان يستند على الجدار اجاب بإرهاق : إنجججب ابوو حسين ،، يعني بربك لو انتو دتشيلون ' تنتقلون ' مجان كسرت ظهري علمودكم ؟؟ بس صدق انته قندرة ' حذاء '



آلن اشار لـ علي : يااابة هسة لتكبروها تكسرنا و انتهى الموضوع ،، علاوي جيب الصوندة ' الخرطوم ' فدوة لربك خلينا نغسل العرق ،، مو لعبت نفسي و راح ازوع ' أستفرغ ' على عمر



ضحك عمر وهو يضربه بقدمه بقوة و الأخر يشتمه بسبب الألم
بينما ثالثهم فـ بإستنذال من طبعه ضغط على فوهة الخرطوم لكي تضخ الماء بشكل اسرع و باغت رفيقيه بـ قوة المياه التي ضربت وجوههم و صدورهم !


في لحظات استعاد الشباب نشاطهم و قرروا الهجوم على علي الذي بدأ يشتمهم و يصرخ و هو يحاول الافلات من بين يديهم و لكن ' أثنان ضد واحد ' قاعدة نعرفها منذ الازل و قد طبقت الآن حيث استطاع آلن بعضلاته القوية منع علي من الحراك و عمر استلم امر تعذيبه بالمياه

الجو الشبابي اعاد لهم ذكريات قد حفرت في بطاقات ذاكرتهم ،، الامر الذي جعل الضحك و الصخب يهدأ بالتدريج و عمر افلت الخرطوم و هو يرمي نفسه ارضا بجانب رفيقيه : لكم والله رح اشتاااق لهالقعده ،، يااابه شقد تعاركنا بهالمكان ، جم مرة واحد دمى ' ضربه حتى سالت دماءه ' اللاخ ' الاخر ' علمود الطوبة ' الكرة '



علي لم يجب و آلن ضحك بـ ضيق : هية هاي الدنيا ،، خوما ناخذ عمرنا و عمر غيرنا ،، هسة هالسوالف و الضحك صارت للزعاطيط الجدد



اجابه عمر : بس جانت اياااام بهالفرع ،، ماكو احلى منها !



آلن : هه ،، عمر ،، ترة احنه المسيح قلبنا نازك ' رقيق ' هسة ابجيلك و اخليك تحيير بية و متقدر تسكتني



ضحك الاثنان وهو تكلم من جديد : هسة بس تروح اروح للكنيسة و ابجججي لحدما انام بيها لإن ما اقدر ابات بالمنطقة و انته ماكو !



تدخل علي بعد الصمت : أكل *** بلا كذب عاد !



ضحك من جديد و عمر اردف : معلييك بيه آلووون ،، هذا يغار من خوتنا ، تعرفه زمال ميعرف يحجي مثلنا



ابتسم بـ ملل : إنتوو الزمااايل ،، لك عمممممر طييح الله حظظظك على هالدقة ،، شلون تعوف خوييك و تروح ؟



لم يجبه الا بإبتسامة و آلن تحدث : قندرة علي مو اني موجود ؟ إنته صدق مطططي ' حمار '



لم يستطع إمساك نفسه عن الضحك وهو يقول بصدمة : والله موو طبيعين ،، خرررب ،، صدق العراقيين لسانهم متبري منهم و بس يغلططون ..انتظرتكم تقولون جملة وحدة بدون غلط مااكووو



تحدث علي بلا مبالاة : يااابة دكل *** ،، غير انته صاير براسنة مؤدب



آلن اتخذ صف الحق : علاوي انجب ليش هوه منو الصح ؟؟ احنه اهل لسان الزفر لو هوة العاقل ؟؟ اقلكم عوفونا من هالسوالف بس صدق علي دا اسألك ،، عمااامك هم يمرولكم يسألون عليكم ؟



ضحك عمر : دا احسك مرة عجوزة وانته تسأل .. شجابهم على بالك ولك ؟!


بجدية نادرة : لا والله صدق دا احجي ،، مو امي دائما تسألني



علي اجاب بملل وهو يقف بحركة سريعة : يمعوود الله لا جابهم ان شاء الله ،، أصلا من يوم عمي قلي على الورث وقع من عيني .. و حتى بفاتحة مصطفى هم مجنت طاايق خلقته ،، بس قووة بلعته !



سأل بسرعة : انطيته حصته ؟!



اجاب و هو يمد يده له ليسحبه : لا ما عنده حصه ما دام جدي و بيبيتي ميتين قبل ابوية وهو عنده ولد الي هوه اني يعني ما اله نصيب !



هز رأسه بتفهم : هااااا .. خوش شغلة ' جيده '


اكمل وهو ينظر لـ عمر الذي حتى الآن يجلس ارضا : بعد ما تطمنت على ابو حسين و مستقبله ،، هسة نجي لمستقبل ابو آلن ،، اي فهمنا شسويت ؟



استند بكفه على الارض و رفع جسده بخفة : تلاحظون انو هوه ابني و اني الي لازم اسميه مو حضراتكم ،، و إنتو كل شوية واحد قايلي ابو فلان ،، ليش هوه بكيفكم ؟



علي اجابه : طبك مرض اصلا اني ميشرفني ابنك يتسمى بإسمي ،، سميه الن بلكت يذبحوه



ضحك عمر و قال آلن منزعجا : شقد كلب انتتته ،، شبيه آلن ؟ يسوى رااسك يا قندرة !



اجاب ببرود : إنته القندرة



سكت الاثنان عند دخول والدة عمر من البوابة و هي تقول بشبه ضحكة : هااي انتوو متكبرون ؟ و لا تبطلون سوالفكم ؟ ماما كل واحد صار رجال لزموا لسانكم عيب لتروحون تفلتون الحجي قداام الغربة



ضحك عمر حتى انتفخت اوداجه وهو ينظر لـ آلن وهو يقدم اعذارا لـ والدته تارة ، و لـ علي الملتزم الصمت مع نظرة غامضة تارة اخرى






.
.
.



نهآيةْ البرآءة السَآدِسَة


حُلمْ

 
 

 

عرض البوم صور حلمْ يُعآنقْ السمَآء  
قديم 03-05-12, 01:34 PM   المشاركة رقم: 9
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو مبدع
كونتيسة الأدب النتي


البيانات
التسجيل: Mar 2012
العضوية: 240233
المشاركات: 841
الجنس أنثى
معدل التقييم: حلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالق
نقاط التقييم: 3128

االدولة
البلدIraq
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
حلمْ يُعآنقْ السمَآء غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حلمْ يُعآنقْ السمَآء المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 




بِإســمِكَ يآ رحمممَنْ أبتدئِ



البرآءة السآبِعةْ


أحبكِ جداً وأعرف أن الطريق إلى المستحيل طويل
وأعرف انكِ ست النساء وليس لدي بديل
وأعرف أن زمان الحنين انتهى ومات الكلام الجميل
في ست النساء ماذا تقول؟؟
أحبك جداً... أحبكِ
وأعرف أني أعيش بمنفى وأنتِ بمنفى
و بيني وبينك ريح وغيم وبرق ورعد وثلج ونار
وأعرف أن الوصول لعينيك وهم
وأعرف أن الوصول إليك انتحار
ويسعدني أن أمزق نفسي لأجلكِ أيتها الغالية
ولو خيروني لكررت حبكِ للمرة الثانية
يا من غزلت قميصك من ورقات الشجر
أيا من حميتك بالصبر من قطرات المطر
أحبكِ جداً ... أحبكِ
و أعرف أني أسافر في بحر عينيكِ دون يقينِ
وأترك عقلي ورائي وأركض .. أركض خلف جنوني
أيا امرأة تمسك القلب بين يديها
سألتك بالله لا تتركيني .. لا تتركيني
فما أكون أنا إذا لم تكوني
أحبك جداً وجداً وجداً
وأرفض من نار حبكِ أن استقيلا
وهل يستطيع المتيم بالعشق أن يستقيلا
وما همني إن خرجت من الحب حيا
وما همني أن خرجت قتيلا



للمُبِدعْ نزآر القبآآني




:





تمللت في مكانها و صوت المنبه يقرع بإذنها كقرع الطبول من إزعاجه !
حركت يدها بإتجاه الصوت حتى سحبت الهاتف و اغلقته بكسل وهي مازالت مغمضة لعينيها و النعاس يحكمها بسطوته


قليلا ثم عاد الهاتف يرن من جديد و لكن هذه المرة بمكالمة ،، زفرت بضيق و حاجباها التصقا بغضب
فتحت عينا واحدة لترى المتصل و ما إن رأت صورة صديقتها حتى ابتسمت وهي تلمس الشاشة لـ تجيب ،،
قبل ان تقول اي شئ وصلها صوت تلك الحماسي جدا : كـــــل عااااام و انتتتته الحب ،، كل عااام وانتتته الحب ،، كل عااام وانته الحب ، تيرااارااا



ضحكت بذبول وخرج صوتها مبحوحا : رسوش حياااتي


رسل : إنتتتي حيااتي و قلبي و اختتتي واعز النااس اليه ،، الله ليحرمني منج ياا احلى ليين ، كل عاام وانتي بأأأحسن حال ،، الله يخليلج اخوج و رسووش القمر .. وياارب متخلصين الـ 25 الا وانتي ببيت السعــــد وييية احلى عريييس ،، طبيييب و عمره بالـ 30 !



تغضن جبينها بخفة ومازالت تبتسم : عززة يعني هسة اني قبطت الـ 24 ؟؟ ودخلت الـ 25 ؟ .. لاآآ عفيية كبرررت !



ضحكة رسل نشطتها و جعلتها تعتدل جالسة وهي تسمعها تكمل : إيييي كبرتي عمري و دخلتي في خطر العنوسة ترة ،، ديري بالج ' إنتبهي ' بعد عندج بس 3سنين ممكن اخوج يجرعج ' يتحملك ' أكثر منها ما اتوقع يمكن يزوجج لحيدر ههههههه



ضحكت هي الاخرى : إنجبببي لج ،، لاا علي صاير أدمي هالأيام ،، الله هااادييه علية حتى من قتله اجي للاردن علمود عرسج لا عصب ولا شي ،، الظاهر توق ' الجنية في المسلسل ' عااايفته بحاله



استمرت رسل بالضحك : اييي والله اخوج رهيب ،، اقلج حب قومي صحصحي و بدلي و روحي للدوام ،، أني بس خاابرتج ردت اكون اول من يصبح عليج مثل ما البارحة جنت اخر من يقلج تصبحين على خير .. مع العلم المفروووض الي بعمرج خطيبها يقللها هالسوالف مووو اني يحظظظي : (



بلا مبالاة ردت : حبببي ترة مصارلج كم شهر انخطبتي و بديتي تحسسيني صرت عاانس ،، كااافي عاد ،، وبعدين تره بعدني بعز شبابي خليني شلي ' مالي ' بالظيييم ؟!



بهيام ردت : أحلللى ظيييم والله ،، خليييج حدييييقة ' مصطلح شبابي يقال لكل من لا حبيب له '


ضحكت بسخرية هدأت عندما اردفت رسل : صدق شخبار عمر ؟ بعدج تشوفيه بالمستشفى ؟



شعرت بتقلصات في معدتها وهي تتذكر موعد تطبيقه ،، اليوم سيحظر : إي أشوفه بس ما احجي وياه ،،ديللا باااي و شكرا على
المخاابرة الحلوة يا حلووة ،، بس لتصدقين انتي حلوة ، و على فكرة ترة انتي مقلتي صباح الخير فأني حصير احسن منج ' صباااح الوورد ' ياا عيوون هيثم



ضحكت رسل وهي تهمس بإغاظة : صباااح الفل يا عيوون عمممـ ـ ـ ـ!!



أغلقت الهاتف بوجهها بسرعة ،
رسل الغبية لا تستطيع تفويت فرصة من غير محاولة ازعاجها بذلك الرجل !

نعم لقد تعدى مرحلة الشباب و اصبح الرجل الذي تتمناه كل فتاة ،، في ما عداها بالطبع
فهي لن تتمنى احد ،، لا عمر و لا غيره !

غادرت سريرها وهي تشعر بالغيظ ،، لم ذكرتها رسل به ؟
بعد قليل ستراه و تبدأ كرة إنزعاجها تكبر فلم استعجلت صديقتها الأمر ؟

فهو اصبح في السنة الاخيرة له في الكلية ،، فـ بعد أن عانى ما عاناه من اجل العودة لمقاعد الدراسة ،، هاهو يأخذ لقلب ستاجير و بجدارة ' ستاجير هو طالب الطب في سنته الأخيرة '

و بإعتبارها تعمل في احدى المستشفيات الحكومية التعليمية ،، من حظها السئ كان تطبيقه في نفس المشفى ،
فهي إحتملت رؤيته كثيرا في هذه السنة

خرجت من غرفتها و توجهت نحو الحمام و من ثم غيرت اتجاهها نحو غرفة أخيها ،،
طرقت الباب اكثر من مرة و لكنها في النهاية استسلمت مثل كل صباح و دخلت الغرفة وهي تناديه بغيظ من اجل النهوض ،،
لم يتبق غير نصف ساعة على اشراقة الشمس و عليه ان ينهض فورا و الا ستفته الصلاة


بعد معاناة استطاعت ايقاظه ثم عادت لتخرج و تكمل جدولها اليومي !






.
.
.





لمْ أدْرِكْ تمامــاً أني سَ أحْـــزنْ كثيــراً
عندمــآ أرآكَ وآقِــفْ { معهــآ }







عندما وصل الطابق الارضي طرق اسماعه صوت جدته تستعجله المجئ قبل ان يبرد الشاي ،،
جلس على درجات السلم الأخيرة و أنزل حذاءه الذي كان يحمله و بدأ بإرتداءه : هسسسة جاااي

مرت بجانبه أخته التي نزلت توا وهي تستنكر جلسته في هذا المكان مثل كل يوم ،، وقفت قربه امام المرآة الطويلة المثبتة على الجدار ،، انزل رأسه يكمل عمله و هو يسمع همسها وهي تقرأ إذكارها و يدها ترتب ملابسها و حجابها !


نعم لقد تحجبت بعد حرب دامت لـ مدة ثلاثة شهور ،، حيث اعلنت استسلامها عند مجيئها لـ غرفته باكية طالبة العفو من الله بعد أن قرأت بعض المواعظ الدينية في احد مواقع الشبكة العنكبوتية التي تحمل اطرافا موجبة و سالبة !
و كل شخص ينجذب لطرف و يتمسك به حسب طريقة استخدام المواقع !


ولجت المطبخ وهي تقول للجدة : هلووو بيبي صباح الخير !



الجدة اعطتها نظرة اعجاب : هلو حبيبتي صبااح النور ،، اقري المعوذات طالعة تخبلين بالشال الاخضر !



سحبت اكبر كمية هواء لداخل صدرها و هي تشعر بالرضا التام ،، هذا ما كانت تحتاجه بالضبط قبل الغوص بمغامرة البرود مع ذلك الـ عمر و زميلاته التافهات !



تناولت فطورها بإستعجال و هي تثرثر بسرعة مع الجدة التي تطالب بـ إجازة طويلة منهم ،
كان علي يغيظها بالحديث وهو يأمرها بالبقاء مع علمه بقوة شخصيتها التي تجعلها تصرخ عليه محتجة من اسلوبه الوقح

عندما اكملت وقفت وهي تودعهم بسرعة خارجة من المنزل ،

كانت سيارتها مركونة قبل سيارة اخيها ،، فهي كل يوم تخرج قبله لإن المستشفى التي تعمل بها تقع في منطقة ابعد من المستشفى التي يعمل بها هو

اخرجت سيارتها و طيلة الطريق تستمع لأنغام فيروز ،،
حبست أنفاسها عند ' كيفك ،، ئال عم بيئولو صار عندك ولآد .. أنا والله كنت مفكرتك ، برآت البلاد '


لا تعلم بأي حق تخدر اطرافها عند هذه الكلمات بتغريد حنجرة الـ ' فيروز '
عندما وصلت موقع عملها ادخلت السيارة في المواقف و من ثم توجهت لـ داخل المبنى الطبي !

كانت تعمل في صيدلية المستشفى مع 3 اشخاص ،، مساعدة صيدلي ، و صيدلانيين احدهما بعمر والدها رحمه الله والاخر اكبر منها بقليل
العمل متعب جدا جدا ،، بدأت تشعر بقيمة المال من بعد ان جربت عرق الجبين ؛

علاقتها مع د.صادق و هو الصيدلاني المسؤل في الصيدلية علاقة مبنية على الاحترام و الود
و لكنها لا ترتاح مع د.رضا ،، وهو الشاب صاحب ' العيون الزايغة '
تجبر نفسها على تحمل الوضع فهذه هي الحياة الحقيقية وعليها مواجهتها و الخوض في أسوأ دهاليزها من أجل ان تصقل شخصيتها لـ تكتسب حدة و قساوة و الأهم ' لمعان '


لا تعلم كم بقيت في داخل تلك الغرفة تصرف وصفات المرضى حتى شعرت بالإنهاك و شئ أخر لا دخل لكم بمعرفته ،

إستأذنت من د.رضا لـ تخرج بحجة شراء اي عصير من الكافيتيريا ، و لشئ خفي توجهت قبلها نحو الحمامات لتتأكد من هندامها ، و ابتسمت للممرضة ' رند ' التي قابلتها وهي تهتف : صلواااات على النبي عيووونج وية لون الشال طاالعة تجننن ،، دائماا لبسي شال اخضر لأن كووولش ' جدا ' يلووقلج



شكرتها بلطف بارد وهي تشعر ببرج الثقة العاجي يزداد تحصينا بداخلها !

كانت في طريقها نحو الكافييه الخاص بالمستشفى و فجأة جمدت حركتها عندما سمعــت صوت باتت تحفظه ، يقترب من الخلف
استعادت ثقتها بنفسها و اكملت طريقها بهــدوء .. و لكن صاحب ذلك الصوت اسرع بخطواته ليمر من قربها من غير اي اهتمام لوجودها و كإنه لم يرها !
كان يتكلم مع شاب تراه معه في اغلب الاحيان وهما يسيران في ممرات المستشفى بـ معطفهم الأبيض مع السماعة الطبية

كانا يتكلمان بلكنة انكليزية ممتازة وهما يناقشان احدى الحالات المرضية التي يبدو انها كانت من نصيبهم في الإمتحان !


نهرت نفسها و بشدة عندما حاولت استراق النظر له و استطاعت بهدوء التقدم اكثر حتى وقفت قريبا من صديقه عند الكافيتيرا
أحست صوتها يختفي وهي تعلم انه منصت جيد لحروفها وهي تكلم البائع : بس ، 2 بيبسي و 2 مي ' ماء '



و همت بإخراج محفظتها عندما سمعت صوته يحدثها : شلونج دكتورة ؟



الشاب الذي معه بشكل تلقائي ابتعد خطوتين للوراء تاركا لهم المجال للتحادث !
بمهارة رفعت رأسها و عادت لعملها وهي تهمس : الحمدلله ،، إنتو اخباركم ؟



استلم المشتريات من البائع وهو يطلب منه كيس وسط انظارها الغير ودودة : الحمد لله بخير

فهم ما تعني نظراتها وقال بهدوء : ضمي ' خبئي ' فلوسج


أجابت بتمرد لا تستطيع تركه : لا شكرا



وضع علبتي الماء و البيبسي في داخل الكيس ثم قدمه لها و عينه تنظر خلفها ، هز رأسه بإبتسامة لطيفة وهو يحادث من في الخلف : هلوو ياسمين



لا اراديا التفتت لـ ترى طلة الياسمين اليوم ؛
فهي كل يوم تبدو أجمل و أجمل
حتى إنها اصبحت حديث كل من في المستشفى وهي ما زالت مجرد طالبة
و لكنها تعتقد بإن هذه الياسمين تريد أن تجعل من نفسها إكليلا لـ عمر !
وهذا الأمر غبي فعلا ،، فهي إبنة احد اشهر الأطباء في العاصمة و لديها بدل السيارة ثلاثة ،، و حياتها مترفة لإبعد حد حيث إنها تقضي كل صيف في دولة أوربية ،، فما الذي يشدها لـ عمر الرجل المكافح البسيط ؟


يتمناها اغنى اغنياء البلد وهي لا تنفك أن تلتصق بهذا الـ عمر ؛
سحبت الكيس منه بقوة بشكل غير ارادي و وضعت المال على رف المحل ،، و لكنه فاجأها عندما اعاد المال الى داخل الكيس وهو ينظر هذه المرة لـ عينها بشكل مباشر : قتلج ضمي فلوسج



و المفاجأة الأكبر حدثت عندما سحب احدى قطع الشوكلاتة من ' جالاكسي ' و اضافها لمشترياتها !
حاولت الاعتراض ولكنه ابتعد ليدفع الحساب لـ صاحب الكافيتيريا


ابتعدت قليلا بسبب الزحام و انتظرته حتى اكمل عمله و في نيتها اعادة نقوده ،
و لكنه هذه المرة قضى الوقت بالتحدث مع ياسمين و الشاب ' محمد ' وهم يناقشون الامتحان من جديد


اثار غضبها جدا بعدم الاهتمام ذلك ،، و أصابها الإحباط عندما تحرك معهم مبتعدين الى جهة السلالم
لو كان الأمر بيدها لـ ذهبت الآن و اوقفته مع حسناءه و رمت أمواله بوجهه
و لكنها خطوة جريئة و غير محترمة البتة !


.

أصـدَقٌ القُلـُـوب ,,
تـلكَ التـِي أقسَمــَت عَـلى الغيَــآآب مـِراراً

وعَـآآدت مُتـذرّعـةً بِ أصـغـَر الأسبـَـآآبْ .. :( !!



.







تحاملت على نفسها و عادت بأدراجها بإتجاه الصيدلية و في طريقها قابلتها الرفيقة الوحيدة في هذه المستشفى !

استوقفتها بسرعة : ليووووونة اوووقفي شوية



وقفت مكانها لتنظم لها تلك بملامحها الهادئة و بشرتها ' السمراء ' : كيفووو الحلوو ؟؟



بهدوء اجابت وهي تشعر بمزاجها يتعكر بعد ما حدث منذ قليل : تماام على الله ،، و انتي ؟؟



اجابتها وهي تسحب منها الكيس : زينة الحمدلله ، الله جالااااكسي .، منوووو قلج مشتهيتها موووـ ـ ـ ..!



كانت ستفتح غلافها عندما باغتتها لين غاضبة : عوووفيييها !



بعد ان سحبت الشوكلاه بقيت يداها معلقتين في الهواء و همست بذهول : أووووي شبيييج خرعتيييني



لا تعلم ما اصابها ،
بل لا تريد ان تعلم !
تبا لهذه الـ ' رنا ' ،، لا ينقصها سوى ان ينبض قلب رنا أيضا للوسيم عمر

لم تهتم ؟.. فـ قلبه ينبض لها هي ،، هي فقط !
حتى و إن أحاطته ملآيين الجميلآت ،، فـ لن ترى عيناه غيرها ، و لن ينبض خافقه لـ سواها .. لن يفعل !

و عندما وضع الحلوى لها
وضعها لإنه يراها تختارها في أغلب الاوقات عندما يتقابلان عند تلك الكافيتيريا و هذا يشير لـ مدى عمق حبه حتى و إن طال الوقت و حتى و إن ابتعد عنها اميالا لا نهاية لها
فمشاعره لن تنتهي يوما !

و لكن لم رنا لم تختر علبة الماء او حتى المشروب الغازي ؟
لم دلها قلبها على الحلوى ؟!
أيعقل أنها تكن لـ عمر مشاعر خفية ؟!


اعتذرت من غير اي شعور بالذنب : اووه سوري ،، بس تدرين بية احب هاي النستلة


اضافت وهي تنظر لرنا ترفع رأسها نحو الطابق العلوي : نزلي عيووونج شبيييـ ـ ـ ..!!



تكلمت رنا بسرعة و انفعال وهي تسحبها مبتعدتين : لااا عزززة ،، والله شفففته يباوع علينا والله



ببرود : ممليتي ؟؟


اجابت بسرعة : طبعا لأ



عادت لـ تقول : بس فهميني كم واااحد تحبين انتي ؟



ضحكت بـ مرارة : قلبي رقيق احب هواااية ! أولهم رضا و اخرهم دكتور منذر !




هزت رأسها مستنكرة : ترة هاي مو حالة ،، هيجي حتضيعين مشاااعرج !


رنا بضحكة : شوفي والله اني اكثر شي احب منذر ،، بس هوه كلب و ابو بنات



اجابتها لينا : تعترفين ،، إنسيييه لإن ميستااهل



بذبول غريب ردت : تدرين الخميس شفته بغرفة وية ممرضة !



وقفت مرعوبة من هول ما تسمع ؛
إزدردت ريقها بصعوبة وهي تشعر بثقل الكيس يزداد لأطنان : لأ ؟!



شعورها بالجرح وصل لينا وهي تهمس : والله امي طول الوقت تقلي لتحبين طبيب ،، أكثر الاطباء يقضون خفاراتهم ' دوامهم الليلي ' وية الممرضات ،، حششى الزينين طبعا ،، بس اني شسووي ،، زمااالة و ثووولة



اخرجت من الكيس علبة ماء و قدمتها لها رغم شعورها بالخوف مما سمعت : هاج ' خذي ' شربي شوية ،، وجهج صار اصفر ،، لعد ليش مقلتيلي لهسة ؟



فعلت ما قالته لينا ثم اجابت : جنت اريد استر عليه ،، بس اختنقت من شفته هسة يباوع علينا ،، حررق قلبي ،، يعني يدري بية احبه وهو القندرة يرووح كل ليلة وية وحدة !



لينا بسخرية : حبيبتي إنتي شنوو ؟ هوه مخاف ربه تريديه يفكر بمشااعرج ؟ صدق مااعرف شلون تفكرين !



اخذت منها علبة البيبسي هذه المرة وهي تعيد السيطرة على نفسها : أقلج امشي اوصلج للصيدلية حتى اشوف رضااا و طزز بمنذر و بقلببي


ضحكت بخفوت : شي لطيف جدا انو نفسيتج تتغير بهالسرعة ،، و بعدين دتثبتيلي مدى غبااءج ،، يعني من منذر الى رضا ؟ تره الاثنين نفس الطينة



رنا بإبتسامة : همم ،، بس منذر يضووج من يشوفني احجي وية رضا ،، و هذا الي اريده !



لم تهتم كثيرا : إيييي و هالمرة رضا يعجبه الوضع ،، بابا بطلي من هالسوالف لتصيرين ثولة ،، هنا الناس متخاف الله ،، هسة يطلعون مييية حجاااية عليج انتي و رضا



هزت رأسها بتفهم : ترة مية مرة غلطتي علية واني ساكتة ،، بس لإن دمج محروق علمودي حسااامحج ،، و بما انه طلع عندج عقــل تفكرين بيه فـ ليش رفضتي د.ضرغام ؟؟ ترة خوووش رجال ما شاء الله اخلاق و سمعة و عزززز ،، تدرين كل شهرين هوه بتركيا لو بماليزيا لو بأوربا ،، و انتي هنياااالي عليج باقية مقابلتني و قااعدة ،، يعني صارلج سنتين بهالمستشفى ،، و رح يخلص تدرجج وتروحين بمستشفيات الريف ولحد هسة معجبج احد من المدينة .. تخيلي تروحين هناك وتحبين فلاح ههههه



ضحكت بدون إهتمام ظاهري فقط ، و رنا اكملت : ليييينا والله مدا اتشااقة ،، يعني صلوات على النبي يمكن 20 قسمة جتج بس من داومتي بالمستشفى ،، و انتي و لا مرة انطيتي احد امل و خليتيه على الاقل يروح لبيتكم و يشوفه اخوج ،، كلهم انتي من يمج تسديها بوجههم



فتحت علبة البيبسي خاصتها و بدأت بإرتشافها بهدوء و عينها تنتقل بين الناس المنتشرين في المكان وهي تنصت للفتاة ، ثم قررت الحديث وهي تثبت نظراتها عليها : شوفي من هالعشرين كلهم من البيشنتية ' المرضى وهي كلمة انكليزية بتحويرات عربية يستخدمها الاطباء ' ماعدا د. ضرغام و د. سعد ،، و اثنينهم معجبوني و ما ارتاحيتلهم ،، و بعدين اني بعدددني صغيييرة ،، خليني فد كم سنة ليش من هسة اربط نفسي بعائلة ؟



كان تفكير لينا يتناقض وجدا مع تفكير رفيقتها ،،
فهي ليست ممن يحببن الزواج و ملحقاته
هدفها هو العمل ،، و العمل فقــط
و من حسن حظها إن علي ليس من هواياته الزواج ،، و الا كان سيرغمها حتى و إن حاولت العناد !




بعد فترة لا بأس بها قضتها مع رنا اثارت العودة للصيدلية و رنا ايضـآ ذهبت لموقع عملها في صيدلية الطابق السادس وهي تقذف لينا كالعادة بـ كلمات لاذعة بشأن حظها الجيد الذي لم يرغمها على صعود الدرج و تنخر هيكلها العظمي تدريجيا !
حيث إن استخدام المصعد في مكان كهذا يعتبر إنتحار بطئ بوجود المرضى الذين لا يتوانوا عن العراك لو إستطلب الامر


بينما لين فـ كانت كعادتها غير مهتمة بما قالته رنا و لكن هذه المرة كان عقلها مشغولا جدا بأمر د. منذر
لا تعلم لم خافت على اخيها و الاحمق رفيقه ، لا تريدهم أن يكونوا كذلك الـ منذر

و لكنها تعرف اخاها جيدا و هي متأكدة من إنه لن يفعل امرا مماثلا ،، رغم رعبها من فكرة إنه ' رجل ' و كل الرجال لهم غريزة قد تحكمهم بالأخص عندما تتوفر امامهم الفرص !

و بالنسبة لكل الأطباء تعتبر الممرضات الفرصة المناسبة ،، فهذا امر معروف جدا و كانت تسمع عنه منذ ايام دراستها ،، و لكن تحوله لـ واقع هو لأمر مخيف ،، و مقزز جدا !







.
.
.







علي ان لا اكرر ما فعلته منذ قليل ،، نعم من واجبي أن أدفع عنها الحساب
و لكن ليس لي الحق في اعطاءها تلك الحلوى المحببة على قلبها الحبيب
تبــآ لي ،، ما الذي يجعلني أنسى ؟
ها قد مرت السنون ،، و كبرت هي .. و نصجت أنا و لكن قلبي لم ينضج أبدا
بل بقي كما هو ،، طفلا ممتلئا بشوق و لهفة وعشق ليس لغيرها من بني البشر


رغم إن هذا أكبر مصيبة قد يفعلها ،، فـ على هذا القلب التوقف و الآن !



فها هو عمـر كما هو منذ الأزل ،، صحيح منذ سنين بدأ يثبت لها عدم إهتمامه و لكن ما بداخله كان النقيض يشتعل
أما الآن فـ كل شئ تغيير ،، أو بالأحرى منذ شهر اصبح ملزوما بالتغيير ،، و بات مجبرا على دفن النقيض ايضا تحت طوابق من الجليد

عليه ان يعيد ' فرمتة ' قلبه ،، و ملئه هذه المرة بمن يستحقه فعلا ،، و من يستطيع الحفاظ عليه من غير إدخال الفيروسات القاتلة التي تنهشه حتى يقترب من الموت فتعيـــد إنقاذ حياته من أجل ان تستمر بنهشه

تبا لها من فيروسات ،،
و تبا لمصدرها الرئيسي ،، عينا حبيبته الـ مخادعة !



نعم إن فتاتي التي ليست بفتاتي مخادعة جدا
رغم إن رؤيتها بشكل متكرر يعتبر حلم يعانقني كل مسـآء ،، الا انه بالتأكيد يحمل الكثير من الأعراض الجانبية مثل التعلق بخيوط الماضي أكثر
و مثل رؤيتها تتجول برفقة أحد الأطباء !
حتى و إن كان حديثها طبيعيا و قد يكون بخصوص أحد المرضى ،، الا إنني رجل و أعرف جيدا النظرات الذكورية لـ كل أنثى

فـ كيف بالأمر لو كانت تلك الأنثى تحمل عينان ترسلان إشعاعات ضوئية تصيب الناظر إليهما بالعشى الوقتي
ليعود متوسلا ذليلا من أجل نظرة أخرى !
هل علي أن اقتلع عيون الجميــع لكي لا يلمح عيناها غيري أنا ؟
أم الاسهل ان اقتلع عيناها هي لأجبرها على التعايش في الظلام ،، عل قلبها الصغير يستلم زمام الأمور و يشيرها نحو
الصلاح



كم يتمنى لو كان له الحق بإخفاء ملامحها تحت نقاب سميك لا يسمح لها بالنظر حتى !
او على الاقل كأضعف الإيمان منعها من وضع هذا الكحل الذي يجعلها فتنة لكل من يراها !


تبا لها و تبا لعلي بل تبا له الذي لا يكف عن التفكير بها
لقد اخبركم توا إن قلبه ما زال طفلا بها ،، و بالتأكيد إنكم صدقتموه الآن
طفلا لا ينوي البلوغ ابدا !

اعاده الى واقعه الهادئ صوت يحمل كل معاني الإنوثة : هممم عممر ؟ باجر حتداوم لو تاخذ ' أوف ' وره هالامتحانات الطويلة ؟



اختار محمد ان يكون المجيب عنه : اكيد يداوم هذا السجاااج ' الدافور > < '



إبتسم بميلان وهو يقلب عينيه في المكان عله يلمحها مرة أخرى : اليوم الكلاسيكو ،، اذا فزنا اداوم و اذا لأ فأبقى بالبيت أحسسسن !


ضحك محمد و ابتدأ معه حرب خفيفة من أجل المباراة ،، و ياسمين تستمع بإنصات و إستمتاع لكل حرف ينطقه هذا الـ عمر

إنه ' فارس الأحلام ' الذي تنتظره منذ الأزل ،، و لكنه يختلف عن فارسها بشئ واحد
وهو عدم الاهتمام
تؤلمها جدا لا مبالاته بها كـ ' أنثى ' فهي اكيدة من ان مشاعرها مفضوحة له ،
فالجميع بات يعلم إن طوق الياسمين لا يريد نحرا غير نحر الـ ' عمر '
و لكن العمر الغامض يخفي شيئا بالتأكيد
فلا يوجد رجل بكامل قواه العقلية يرفض الفرصة الماسية المقدمة له بأشهى الأطباق بشكل الياسمين


و لكن رجل مثله بالتأكيد له صولات في دنيـآ النساء ،، حتى و إن كانت صولة واحدة ،، مع إمرأة واحدة ،، فقد تكون لمثل هذا العمر كـ العمر بأكمله

وهذا ما يؤرق مضجعها ،، و لكنها حتى الآن مصرة عليه ،، و لن تستسلم حتى تحصل عليه
فليست هي من يستسلم بسهولة

ارهفت السمع اكثر له عندما استقبل مكالمة هاتفية جعلت عقدة حاجبيه تنفك كثيرا و ضحكته تجلل المكان و تهوي بقلبها نحو اللا مقر !


عندما اكمل المكالمة إبتعد عنهما بذوق لا يختلف عليه اثنان و لا يلائم شخصية غير شخصيته !






.
.
.




همسسسة أعجبببتني :~
وبعـض الشــوق سكيــنٌ يحـز الحنيــن ويريـق العمـر علـى مرآى مـن العمــر .. !





تجلس منذ ساعة كاملة بمواجهة شاشة اللاب توب وهي تدرس موضوع مناقشة رسالة الماجستير للمرة الخامسة عشر !
لقد أرهقت حتمــآ ،، و لكن طموحها يدفعها نحو الإستمرار ،، فهذا حلمها الأزلي !



قررت النهوض قليلا و إنعاش ذاكرتها قبل ان تفقدها بسبب الضغط النفسي و الجسدي ،
و قبل أن تتحرك من مكانها وجدت اصابعها طريقهما نحو نافذة الـ إنترنيت لتفتح صفحة جديدة

شعرت بقلبها يبدأ بالتمرد كعادته ،، و نبضاته أصبحت مسموعة ،، حتى بريق عينيها يزداد عند مجرد التفكير بـ بطلها !

توجهت مباشرة لـ صفحة الفيس بوك ،، و بقائمة البحث كتبت أول حروفه فـ ظهر لها الأسم بالكامل ،، فهي تزور هذا الإنسان كثيرا و يوميا بشكل متكرر و إن كان لـ مفاتيح لوحتها لسان لـ كانت إحتجت من هذا العذاب الذاتي التي تستمر في إستخدامه بحق نفسها !


مرت سنين و مع شديـــد الأسف سمحت لتجربة مدتها ساعات قليلة أن تسيطر على مستقبلها كاملا !
ظهرت لها صفحته الشخصية و بشكل تلقـآئي وضعت يدها على يسار صدرها و كإنها تهدئ من روعة قلبها الذي قرر التمرد و الجنون !

صفحته خالية من كل شئ ،، سوى إسمه و صورته الشخصية
فهو يخفي كل تفاصيله عن الفضوليين أمثالها ،

إبتسمت مثل كل مرة وهي تتخيل إنها تسمع صوت هذه الضحكة العفوية المرسومة على وجهه !
كم تحمد الله سرا على سلامته مع أهله ،، فـ هي لعبت دور بطولي في إخفاء الحقيقة المرة وراء اختطافها ، و برغم محاولات والدها الكثيفة في إسقاطها بأي فجوة قد يستفد منها الا انها كانت متماسكة لـ درجة اذهلتها هي نفسها
حتى إنها الوحيدة التي سمح لها بالبقاء ببغداد لمدة شهرين بعد سفر امها واختيها ، و حاول بشتى الطرق أن يحصل على اي شئ و لكنه لم يفعل


عندما سمعت صوتا يقترب من الغرفة اغلقت النافذة بتوتر و كرهت شعور الذنب الذي تلبسها ،،
أحست نفسها مراهقة غبية تخاف ان تراها والدتها وهي تختلس النظر لأحد ابناء الجيران



تنفست بهدوء عند رؤيتها ' سنا ' إبنة زينة : خالتووو ماما و بيبي يقولون تعالي تغــدي ' فعل مشتق من الغداء > < '



استقامت واقفة وعادت تميل بجذها لتتأكد من إغلاقها صفحته : اوكي حبيبتي ،، زين خالتوو روشن ما اجتي ؟؟



أجابتها الطفلة : لأ ،، عمو عبد الله مريض و بقت يمه



عبد الله هو زوج روشن ، و والد ولديها ' ليث و سيف ' ،
نحن مستقرون هنا منذ 5 اعوام ،، تأقلمنا كثيرا مع الجو ،، بل و اصبحنا نشتاق عمان عند عودتنا لـ بغداد

و في نفس الوقت نشعر بالشوق يمزقنا لأراضينا الحبيبة !
بالنسبة لي فـ بغدادي حيث مسقط رأسي نشأت و نصجت و وقعت بحب أحد أبناءها اصحاب الدماء المشتعلة في العروق

بغــداد هي هوائي ،، و أبي حرمنا من لذة التنفس خوفا على حياتنا ،، قد يكون محقا مسبقا ،، و لكن ليس بعد الآن ،، فـ بعد تسلمي شهادة الماجستير لن استمر بخنق نفسي بإرادتي

ها هو الوضع الامني يستتب نوعا ما في بلادي و الحمد لله ،، و لا أعلم إن كان خروج القوات المحتلة من اراضينا هي خطوة إيجابية ام سلبية في ظل ضعف الأمن الداخلي للوطن ،، و لكني بحكم الدم العراقي الذي يحرق لي اوردتي و شراييني و بسبب قضيتي الوطنية أجد أن هذه تعتبر الخطوة الأولى لمستقبل خال من التدخل الخارجي لكل من ' هب و دب ' في شؤوننا الخاصة !


تحركت بعد الطفلة ذات الـ 8 اعوام و انا اشعر بالأسف حيالها ،، اتساءل دوما كيف هو شعور والدي عند محادثتها هاتفيا او رؤيتها اثناء زياراتنا القليلة لـ بغداد او عند مجيئه هو لـ هنا
الا يتمزق الما لحرمانها والدها الذي اغتيل منذ سنتين على يد متطرفين لا هوية لهم ؟ برغم ان الجميــع يعلم من قد يكون وراء الأمر !
هو بنفسه .. والدي

الا يخاف ان ينقلب الامر ضده و يخسر احد فتياته بسبب ما فعل بحفيدته ؟
الم يفكر يوما بما ستفعله هذه الحفيدة ان كبرت و فهمت ما فعله جدها بأبيها ؟


والدي الرجل ذو القلب الفولاذ ،، لا يهمه شئ سوى مصلحته الخاصة ، و هذا ما زاد من تصميمي على عدم إخباره بشأن عبد الملك
فهو بكل الأحوال ليس بأحسن منه ،، و إن أتيحت له فرصة للنيل من ذلك الرجل لإستغلها بأبشع الطرق !



كم تخاف ان يأتي يوما و تفتح دفاترا قد سكرت منذ زمن ليس ببعيــد !
تدعو الله كل ليلة أن يبقى الحال كما هو حتى أجل غير مسمى
فـ هي لن تحتمل أبــدا أن تكون السبب بـ ألم احدهم ، و بالتأكيد تعظم المصيبة إذا كان ذلك الأحد هو من خفف عليها المها و خوفها بل و انقذها يوما ما !



كم تتمنـى لمحه و لو من بعيــد ، و لكن لا تجري الرياح ابدا وفق إشتهاء سفنها
فـ أين هي منه الآن !

الشئ الوحيــد الذي يشعرها بالتحسن قليلا هو معرفتها لـ أخباره البسيطة من قبل ' رسل '
رسل ابنة العائلة العراقية التي تسكن في نفس العمارة التي يسكنون بها ،، و من محاسن الصدف ،، او بالأحرى من أجمل تدبيرات القدر اكتشفت إن هذه الرسل هي رفيقة روحية لـ ' لين '
بعد ان رأتها بقائمة الاصدقاء في الفيس بوك



كم اشعرني هذا الأمر بمدى روعة حكم الله و تدبيره ،، فهو يعلم ما بقلبي من شوق لتلك العائلة ،، وقد ازاح هما كبيرا كان يجثم فوق صدري ليخنقني اكثر !
و ها أنا الآن أعد الأيام لموعد زفاف هذه الرسل لعلمي بأن احتمالية حضور لينا عالية جدا ،، و لـ ثقتي بإن المغوار لن يترك اخته بمفردها ، بل سيأتي
و سـ أراه بعد ضمأ سنوات



هي تعلم بإنه من الممكن جدا أن يكون قد مسح صورتها من ذاكرته ،، و لكنه بالطبع لم ينس مغامرته البطولية لإنقاذها ،، و هذا يكفيها جدا و يرضي قلبها الضعيف

جلست على المائدة و سمعت والدتها تحادثها بشأن هشام الذي بدأ ينزعج جدا من طول إنتظاره ، و شعرت بإن مزاجها إنقلب لأسوءه ،،
نعم لقد صبر إبن العم كثيرا و هي التي لم تتوقع فعلته هذه ، بل كانت تأمل إنسحابه المبكر من ساحة جنونها و ارتيابها من فكرة الارتباط الرسمي

الارتياب الذي اختلقته لتكسب الوقت ،، اي وقت هذا ؟
و من أجل ماذا ؟
من أجل الغرق أكثر في بحر الشهامة و البطولة التي لا تستطيع محو ذكراه من عقلها ولو للحظة واحدة







.
.
.




كنت تشبهني حد المطابقة ،ربما لهذا تنافرت شحنات قلوبنا !

نبال قندس





في المسـآء


اخبرها اخوها ان رفيقاه سيقضيان الأمسية معه في مشاهدة المباراة ،
ازعجها الامر كثيرا ،، فهي اصبحت ايضا متابعة لا بأس بها لكرة القدم العالمية ،
و كون آلن و عمر يشاهدان المباراة في منزلهم سيقيدها كثيرا و يقلل من شدة صراخها و حماسها الا إرادي

في أكثر المباريات السابقة كان علي هو من يذهب لاحد رفيقيه ،، أو ان يجتمع جميعهم في مقهى قريب لتزداد الحماسة في المتابعة
و كانت هي تستلذ المشاهدة بمفردها و كم من مرة صراخها ايقظ الجدة و جعلها تأتيها فزعة تطالبها بمعرفة السبب !

لتنهال بعد ذلك عليها بالسب و الصراخ و لكن ذلك لا يفسد عليها الامر فهي احيانا تجبرها على البقاء لإنها تستبشر بها خيرا !!!!!

و لـ كونها الجدة البيولوجية لـ علي و ليس لها هي فكانت ترفض التواطئ معها ضد حفيدها الذي يشجع النادي المغاير ، و تتركها بمفردها و تعود من جديد لغرفتها

و فوق كل شئ ،، اخوها لم يختر يوما اخر غير يوم مولدها
برغم انها لا تفعل شيئا سوى تناول الكعكة مثل كل سنة ،، هذا لا يعطيه الحق في ازعاج خصوصية يومها !
كانت تأمل بنهار جميل يختتم بأمسية اجمل بعد فوز ناديها المفضل
و الآن عليهآ تنفيذ احكامه الجائرة بتقديم قطع من كعكعتها الغالية لأصدقاءه الدببة !

اكملت تحضير صينية التقديم الحاوية على حلوى من البسكويت و الكريما التي تتقنها لـ درجة الإبداع مع علب الكوكا و وعاء المياه و بالتأكيد تزدان الصينية بقطع الكعكعة !

ذهبت نحو الصالة التي تجمع الشباب في تلك الساعة و طرقت الباب الخشبي الكبير ،، حتى وصلها صوت آلن المرح : هلاااااو لينااااااا



إبتسمت بخفوت و حاولت ان تكون طبيعية وهي ترد سلامه من خلف الباب : هلوو الن


عند هذه اللحظة خرج علي ليقول بسخرية : آلن تعال سلم عليها و على بيبيتي هم اذا تريد



تظاهر بالحراك وهو يضحك من اكفهرار وجه علي لسبب معلوم ،، و وجه عمر لسبب خفي !
اي إنسان طبيعي عليه ان يكون في قمة سعادته إن كان في مكان عمر،، إذن مابه هذا الرجل ؟

تحدث بصوت رجولي مرتفع : شبييك انته قااالب خلقتك ؟




عمـر تحدث بسرعة : ما بيية شي
و أكمل ليجره بعيدا عن كلامه الذي لا يريد للسلطانة ان تسمعه : اقلك اليووم انته شتشجع ؟



اراح جسده على الاريكة اكثر و ببرود : اني إنسان محااايد ،، بس الي يسجل اول قوول ابقى ويااه للأخير



علي أخذ الصينية من أخته وهو يضحك بخفة بعد ان سمع صوت تلفاز المطبخ و ادرك انه مثبت على نفس المحطة التي يتابع بها المباريات مع رفيقيه : ههههه والله ميلووقلج تباوعين طووبة ' كرة '



رفعــت حاجبها : معليييك ،، وان شاء الله احنننه نفوووز و ينكسر خشممكم يا مغرورين



لم يهتم لهذه الطفلة الناضجة و عاد لـ مجلس اصدقاءه ،، حالما ثبتت نظرات الن على الصينية استقام واقفا و سحبها منه بإهتمام : الله الله ،، لك ياااابة شنوووو هالدلااال ،، بعد يومية اجي يمكم




علي : لا هلا و لا مرحبا .. يومية عدنه عيد ميلاد قاابل ؟

آلن : ليش عيد ميلاد بيبيتك اليوم ؟؟




ضحك عمر بخفة رغم عدم إنتظام نبضاته و علي اجابه ببرود : لابيبيتي نفس عيد ميلاد جدك ،، اقلك انجب و اتزقنب ' أكل ولكن بطريقة شتم ' ،، بس اذا غصيت باللقمة معلية لإن لينا عينها ورة كيكتها !


اجابه بسرعة : و الله حتسووه انته و اختك زقنبوت مو اكل ،، دكااافي عاد خليني استمتع ،، تعااال عموور ' أبوو آلن ' تعال ذوق الكيكة وادعيلي





علي بسخرية : اخاف انته مسوييها واني ما ادري ؟؟



بعد نقاشات و مناورات لا نهاية لها ابتدأ الحماس عند بداية الشوط الاول ،، و استخدم الشباب حنجرتهم اسوأ إستخدام في الصراخ عند كل هجمة !
كان هو وعمر يشتمان بعضهما و يتعاركان عند سقوط اي لاعب على ارضية الملعب و كل منهما يتهم الحكام بالتواطئ مع الفريق المغاير
بينما آلن الهاوي للدوري الإنكليزي كان يضحك عليهم احيانا و يحاول إشعال فتيل الغضب احيانا اخرى


و بين شـــد و جذب ،، جاء الهدف الأول و تعالى معه صراخ الجميــع
حيث إستقام عمر و هو يهتف بصوت منتصر عكس علي الذي انتفخت اوداجه غضبا وهو يشتم الخطوط الدفاعية لـ فريقه


و رغم صراخهم تناهى لهم هتاف حاد و من ثم صوت ضربة قوية ،،
الن الذي كان يحمل جهاز التحكم حفاظا عليه من غضب احد هذين المجنونين اخفض صوت التلفاز مسرعا
و علي تحرك نحو الباب المؤدي لداخل المنزل و شئ من الخوف تسلل لهم


عمر بقي واقفا على حاله وهو يشعر بإنقباض في صدره ، كم هو مؤلم ما يشعر به ؟
رغم إنه تعايش مع الوضع و استطاع التأقلم مع خفقات قلب لا ينبض بحق سوى عند ذكرى وآحدة ، يجد إنها أحيانا تصبح مهمة صعبة للغاية


دقيقتين وعاد علي و الضحكة تملأ وجهه رغم غضبه الذي كان سينفجر منذ قليل

بادره آلن : خيييير خو ماكو شي ؟؟



بدون إهتمام رد وهو يعود ليجلس مكانه : لا بس لينا المخبلة من الصياح و الفرح وقعت و وقعت عليها الطبلة ' الطاولة '



هكذا اذن ،، تشجع فريقه نفسه ؟
أعان الله كل من يحمل بين جنبات صدره حبا لـ شخص ما
فـ هو لا يكون على سجيته ابدا
بل سيتسم بحماقة لا مثيل لها
كـ حماقته الآن و هو يشعر بالسرور لمجرد التقاءهما بنقطة مشتركة

يشعر بـ إنه ما زال مراهقا ،، وهي طفلته التي يحب !


جلس مكانه و الن سأل من جديد : خوما تأذت ؟؟



رفع حاجبيه بخفة : قزرقط ' سم ' مابيها !



الن ضحك و عمر هز رأسه مستنكرا و لسان حاله يقول ' إسم الله عليها '






.
.
.






بعــد مرور أسبوعين




لقد حان وقت المواجهة ،، فـ هشام قد وصل المطار منذ دقائق وهو متوجه لـ شقة عمه
لقد انتظر خطيبته كثيرا ، و لن يحتمل اكثر ، فلا يوجد من يستطيع تحمل 5 سنوات من اجل امرأة لا يحبها
و لكنه لن يتنازل عنها الآن و بعد كل تلك السنين العجاف

بعد أن إحتمل مزاج عمه العكر و تصرفاته النتنة ،، لن ينسحب قبل أن يتوج رأسه بـ تاج من ورود الجلنار

حبيبة ابيها و مدللته ،، من يستطيع الفوز بها سيكون محظوظا جدا !
و هو من يستحق ذلك التتويج

اخذ سيارة اجرة و دل السائق على المنطقة ،، فهو يعرف هذه المدينة جيدا ،، و عندما وصل العمارة ببنيانها الفخم شعر بالضيق يحتل جسده

فهو لا يريد الاقتران بهذه الفتاة ، رغم رغبته الشديدة بالـ ' تكويش ' على ثروة والدها
إنها صعبة المراس جدا ،، و معه تكون اصعب و تغطي نفسها بملاءات من الجليـد الخالص مثيرة اعصابه التي لا تحتمل منها اي هفوة


انزل حقيبته و توجه لداخل العمارة بعد ان دفع لسائق التكسي حقه !
عندما وصل الشقة المطلوبة و رن جرسها بهدوء ،، اطلت بوجهه الصغيرة سنا و شعر بوخز في صدره عند رؤيتها

سلم عليها بلطف خفيف ثم ولج الى الداخل بعد ان نادته زوجة عمه من خلف الباب ،
تبادل معها و مع زينة السلام وهو غير متشوق أبدا لإطلالة جلنار ،، و هي لم تكن افضل منه ،، حيث انها لم تأت حتى ذهبت والدتها لندائها ،،
و كان متأكد ان مجيئها كان على مضض ،، فكان واضحا عليها عدم الاهتمام و البرود وهي تحدثه بطريقة صماء ،

جلس معهم قليلا ثم قرر الذهاب للفندق القريب فهو لا يريد ازعاجهم ، او بالاحرى ازعاج نفسه بإطالة المكوث
و لكن زوجة عمه اصرت على بقاءه لما بعد الغداء
و هذا ما ازعج جلنار كثيرا ،، إستأذنت منهم للذهاب لمنزل رسل حيث إنها تحتاجها الآن فلم يتبق على زواجها غير ثلاثة ايام !
كل مرة تذهب لمنزل تلك الفتاة تدعو طيلة الطريق القصير ان تبشرها بـ وصول لينا و اخيها

لقد بات شوقها مفضوحا بعينيها ، لا تحتمل مر الانتظار اكثر ،، تشعر بغبائها الخارق ،، لقد تعلقت بـ ' لا شئ ' و رفضت القبول بالشئ الكبير الذي ينتظرها منذ سنين

كم هي بائسة مع مشاعرها الساذجة ،، من يصدق إنها إمرأة بالـ 28 من عمرها ؟
نعم تتظاهر امام الجميع بإنها تخاف الارتباط و تعاني من عقدة نفسية تمنعها من الابتعاد عن افراد عائلتها و هي في الحقيقة تريد الهروب من نهاية محتمة

فما الضعف الذي يسطو عليها و يسيرها حيثما يريــد ؟
علمت ان والدتها تضايقت جدا من تصرفها الغير لآئق و لكنها لم تهتم كثيرا ،،
بل ذهبت لـ غرفتها و غيرت ملابسها بشئ مناسب ثم ولجت الى خارج المنزل تشيعها انظار والدتها الغاضبة و انظار اختها المتعاطفة !

بينما هو فلم يهتم حتى بمجرد تتبعها بعينه ،، تظن إنها الوحيدة المجبرة ،، هو ايضا كان مجبرا منذ سنين ،، و لكنه الآن اصبح راغب و بشدة بها !
و ليس لـ ' سواد عينيها ' بالتاكيد


عندما وصلت شقة بيت رسل ،، رنت الجرس وهي تشعر بالضيق يخنقها ،، تريــد تنفس هواء بلادها ،
و بذات الوقت لا تريد العودة الآن ،، فـ إنها هنالك بالتأكيـــد لن تكون على راحتها بوجود قوات الحماية الخاصة !

عندما فتحت رسل الباب دلفت الى الداخل وهي تهمس بالسلام ،
أجابتها رسل من غير ان تستغرب حالها ،، فهكذا تكون عند كل زيارة لخطيبها !
و لكنها غير مستوعبة لمدى تخاذل هذه العائلة امام جور والدهم ،، فـ واحدة طلقها قصرا ،، و الاخرى زوجها بنفس الطريقة و لكن من حسن حظها كان زوجها نبيلا جدا
و اما الثالثة فهاهو يريدها ان تقترن بـ إبن أخيه و ساعده الايمن الذي يراه مناسبا جدا
و لكنها حياة زوجية طويلة ،، لا يجب ان تتحدد بعد النظر من زاوية واحدة ،، فلا بد من موافقة للطرفين و ابداء رأييهم بشأن إرتباطهم الطويل !!

بعد ان القت السلام على والدة رسل توجهت معها حيث غرفتها وهي تسمعها تثرثر عن خوفها من قرب اليوم الموعود و مدى رعب فكرة مغادرة المنزل الذي إحتواها لسنين و الابتعاد عن احضان والديها


هذا ما كانت تشكو منه رسل و هي تدعو الله ان تمر الدقائق بطيئة ، بعكسها التي كانت تتمنى لو تعبر الزمن حتى ذلك اليوم لـ رؤية ما تنتظر رؤيته !

كانت الغرفة مقلوبة رأسا على عقب ،، و مزاج الضيفة قد تغيير كليا وهي تتفرج على اخر المشتريات التي اقتنتها رسل ،،
تبادلن الضحك و الاحاديث ،، و قرب موعد الغداء و كانت على وشك الهم بالمغادرة عندما رن هاتف رسل يعلن عن مكالمة دولية !!


أجابت المتصل بسرعة و جلنار تبينت هويته بسهولة و هي ترى سعادة رفيقتها وهي تتحدث مع رفيقة العمر
غبطتها جدا لإنها تستطيع مكالمتها ،
على الاقل تسمع صوتها اللطيف ،، فهي لم تنسها يوما .. فتاة صغيرة ترفض الاعتراف بـ سطوة الحب و جوره !
تلك التي تشجع الاقتران التقليدي الذي يعتبر بالنسبة لجلنار وحش يحاول خنقها بكلتا يديه !





.
.
.



و هَلْ لـي تصديِقْ فعلَةْ قلبكِ الطيبْ ؟!
قــلبكْ النآبض لإجليِ . .لَنْ يفعلْ مآ يجرحنننيِ ،،
أليييس كذلـــك ؟
أم تغييرتْ أنتَ أيضآ ؟
أيهـآ الـ " عُممممر " ؟؟





كانت تستمع بإنصات لرفيقتها و تتبادل معها اجمل العبارات المعبرة عن شوق احداهن للأخرى عندما وصل اسماعها صوت الجدة تناديها بإستعجال : لييييين تعاااالي بسرررعة .، هذولاا بيت عمر صديق أخووج



اقترب حاجباها الرفيعان ليكونا جسرا متعرجا على جبينها و حادثت رسل بسرعة : أقلج حبي ،، بيت عمر جووي ' جاؤا ' بعدين اخاابرج



صرخت رسل بحماس الفتيات عندما تأخذهم الأفكار للمريخ : اللاااااه ،، لج يييمكن ديخطبوووج ،، عليج الله عدلي نفسج و كشخي و نزليلهم ،، عليج الله ليناااا



اصابتها الرجفة الشديــدة ،، لا تعلم اتصرخ بصديقتها لتصمت ام بقلبها لـ يتوقف عن ضربها بتلك القسوة ؟
توتر صوتها جدا : إنجببي لج ،، همه دائما يجوون هاي مو اول مرة ،، شبيج تخبلتي ؟؟



أجابت بنفس الحماس لدرجة ان جلنار اقتربت منها وهي تشير لها ان تحمس لينا اكثر : ايييي لج اني حاااسة ،، بعدين انتي دائما تقولين بس امه تجي ،، هسة كلهم يعني خطااااابة .. كلوووليييييش !!



بدون وعي اغلقت الهاتف بوجه رسل وهي ما زالت تشعر بالرعشة تحتل خلاياها ،
جفلت في مكانها عند سماعها صوت الجدة تناديها بغضب هذه المرة ،، خرجت من الغرفة مسرعة وهي ترفع طبقاتها الصوتية : إييي بيبي جييت جييت !



ثم عادت للغرفة بشكل سريع و توجهت نحو المرآة مباشرة ،،
رفعــت شعرها الى الاعلى تاركة خصلا رفيعة تنسدل على جانبي وجهها

اكتفت بإستخدآم البلاشر لوجنتيها ،، و مسكارا خفيفة لرموشها
و قبل ان تخرج من الغرفة رن هاتفها من جديد ،، أخرجته من جيب البنطلون التي ترتديه و ردت مسرعة : شووفي حتى لو صار طبيب هذا ميخليني اقبببل بييه ،، بعــد له كووومة ' كثيرا ' حتى يوصل لطموحي




وصلها صوت رسل غاضبة : ياااا زمااااالة ،، إنتتتي زمااالة ،، دشووفي شلون الندم رح يقطعج اذا صدق رفضتيه ،، بس تدرين سوي الي تريديه اني معلييية ،، الي علية انصحج و انتي عندج عقل يقلج ما رح تلقين واحد يحبج مثل عمر لو تموتين ،، و مداام انتي باايعة هالحب فـ كييفج



هذه المرة رسل من قامت بإغلاق الخط تاركة لها المجال الضيق كي تفكر في ابعاده
اختارت النزول الآن قبل ان تأتيها الجدة بصراخها ،، على أي حال فـ هم بالطبع لن يأخذوا منها اي قرار في الوقت الراهن !

ما بها ؟
يبدو ان عدوى الجنون قد انتقلت لها من قبل رسل ،، فمن قال انهم آتون لـ خطبتها ؟
إنها مجرد توقعات غبية لا أكثر


عندما وصلت الطابق الارضي تأكدت من هندامها امام المرآة ثم توجهت نحو صالة الضيوف


بشكل تلقائي إبتسمت عند رؤيتها ' والدته ' ،، إنها من اطيب النساء اللاتي تعرفهن
فهذه المرأة ليست كأي واحدة من امهات صديقاتها اللواتي يهتممن بنظارتهن و دوام شبابهن
هذه انهت عمرها و حكمت على شبابها بالاندثار بعد فقدان زوجها الشهيــد ،، و مثلها بالضبط قد فعل ولدها عندما تخلى عن حلمه حتى يؤمن لأخواته العيش المناسب
و لكنه عاد ليتشبث بأطراف الحلم من جديــد بشكل اخر غير عن ذي قبل !



تبادلت السلام مع امه و اخواته بسلاسة ،، ما عدا ملك صاحبة النظرات الغير ودودة ابدا !

و لكن تلك الملك تمتلك طفلة بعمر الـ 6 ترغم الناظر اليها على عضها بقوة !
مينا !
تعني الشئ اللامع و فعلا هذه الطفلة تزدان برونقا خاصا جدا !

استلمت جدتها زمام الامور في الجلسة و يبدو انها هي ايضا وصلت المريخ بأفكارها !
حيث انها جاءت المطبخ خلفها وامرتها ان تتكلم بكياسة و ذوق ،، فقد يكون هذا نصيبها يطرق الباب

و لكن المفاجأة العظمى كانت مختبئة لنهاية الحفل ،، حيث بعد ان قدمت لهم لينا المعجنات الفاخرة مع العصائر الشهية باغتتها ملاك بإسلوب مستفز : بعدج منخطبتي ؟؟




كان اسلوبا وقحا جدا جعلها تتخلى عن كل كياسة حاولت التطبع بها وهي تجيب : لأ بعدني صغيرة ،. شعندي من هسة اذب ' ارمي ' نفسي بالظيم




الجدة تكلمت بسرعة لـ تكحل الامر : اييي والله يا ام عمر شلعت قلبي هالبنيية ،، ماعدهه غير هالحجاية ،، و أني و أخوها منريد نجبرها



أم عمر تكلمت بلطف وهي تحاول مصالحة لينا بطريقتها : ان شاء الله نصيبها ميصير لغيرها ام سليم ،، صدقيني من تجي قسمتها تسكت غصبا عنها !



الم يجدوا موضوعا اخر للتحدث فيه ؟
تشعر بتقلصات امعاءها تزداد سوءا شيئا بعد شيئ


هذه المرة تكلمت شبيهة والدتها ،، اللطيفة الوحيدة بين اخواتها ، أيــة : هممم اقلج حبي هسة معلينه ،، بس قوليلي صديقتج رسل بالاردن مو ؟



ما دخل رسل الآن ؟ : ايي



عادت ملاك لـ تسم بدنها : منزلة على الفيس صور خطوبتها



الغبيييية رسل كم مرة حاولت اقناعها عن العدول عن هذا الامر الأحمق ،
نعم .. لا أحد يرى الصور غير الصديقات المقربات ،، و لكن هل تعتبر ملاك او ايه صديقة مقربة ؟
حتى و ان كانت ايه تشاركهم نفس الفصل الدراسي هذا لا يجعلها مقربة !

ايـــة اكملت : حبيبتي لين انقذيناااا و بس قوليلها تنطينا عنوان المحل الي مشترية منه الفستان لأن رهيييييب



سألتها بتلقائية : ليش انخطبتي مبروك ؟؟


بصوت مرتفع و بطريقة عنجهية تحدثت ملاك هذه المرة وهي تتحداها بـ نظرة غل لا تفارقها عند رؤية هذه اللين : لأ .. ما انخطبت بس عموري حبيبي خطب و نريد نجهز لـ مهره ' حفل عقد القرآن ' وعرسه !



.
.
.




نهآيةْ البرآءة السآبِعةْ

حُلمْ

 
 

 

عرض البوم صور حلمْ يُعآنقْ السمَآء  
قديم 10-05-12, 03:11 PM   المشاركة رقم: 10
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو مبدع
كونتيسة الأدب النتي


البيانات
التسجيل: Mar 2012
العضوية: 240233
المشاركات: 841
الجنس أنثى
معدل التقييم: حلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالق
نقاط التقييم: 3128

االدولة
البلدIraq
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
حلمْ يُعآنقْ السمَآء غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حلمْ يُعآنقْ السمَآء المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 



بإسمِــكْ يآ آلهي أبتدئ

البرآءة الثـآمنة



















- لا تسألى العين الحزينة
كيف أدمتها المُقل ..
لا تسألى النجم البعيد
بأى سر قد أفل

- مهما توارى الحلم فى عيني
وأرقنى الأجل
مازلت ألمح فى رمادِ العمرِ
شيئاُ من أمل
فغداً ستنبت فى جبينِ الأفقِ
نجماتٌ جديده
وغداً ستورق فى ليالى الحزن
أيامٌ سعيدة
وغداً أراك على المدى
شمساً تُضئُ ظلام أيامى
وإن كانت بعيده

- لا تنتظر أحداً
فلن يأتى أحد ..
لم يبق شئٌ غير صوت الريحِ
والسيفِ الكسيحِ ..
ووجهِ حلم يرتعد ..

- الفارس المكسور
ينتظر النهاية فى جلد
عينانِ زائغتان ..
وجه شاحبٌ ..
وبريق حُلمِ فى مآقيه جَمَد ..
لا تنتظر أحدْ ..
فلآن حاصرك الجليد ..
إلى الأبدْ ..

- أطيافُها ..
فى كل ركنٍ تحمل الذكري
فتُشعل نارها
أحلامُ عمرٍ باقيه ..
الكونُ يصغرُ فى عيون الناسِ
حين يصير عمرُ المرء ذكري
أو حكايا ماضيه ..
فى رحلة النسيانِ
تلتئم الجراح وتنطوى ..
إلا جراح القلب تبقي فى الجوانح داميه ..

- تنسين أيامى .. وقدْ أنساكِ
ثم يطلُّ وجهكِ
بين أوراقي الشريدة ..
ويطل حبكِ فى خرف العمرِ أمنية عنيده ..
لو ألف عامٍ فرقتنا
سوف يجمعنا حنينٌ أو .. قصيده



للشاعر : فاروق جويدة






،

كيف تسمح لهم بالتشمت بـي إيها الـ ' أنت ' ؟!
أنسيت من أكون أنا ؟
لم تكن يوما في قآئمة المخادعين ،، و لم أضعني قي لستة المخدوعين !
و الآن أنت من فعلها !


حلم






تبادلت السلام مع امه و اخواته بسلاسة ،، ما عدا ملك صاحبة النظرات الغير ودودة ابدا !

و لكن تلك الملك تمتلك طفلة بعمر الـ 6 ترغم الناظر اليها على عضها بقوة !
مينا !
تعني الشئ اللامع و فعلا هذه الطفلة تزدان برونقا خاصا جدا !

استلمت جدتها زمام الامور في الجلسة و يبدو انها هي ايضا وصلت المريخ بأفكارها !
حيث انها جاءت المطبخ خلفها وامرتها ان تتكلم بكياسة و ذوق ،، فقد يكون هذا نصيبها يطرق الباب

و لكن المفاجأة العظمى كانت مختبئة لنهاية الحفل ،، حيث بعد ان قدمت لهم لينا المعجنات الفاخرة مع العصائر الشهية باغتتها ملاك بإسلوب مستفز : بعدج منخطبتي ؟؟




كان اسلوبا وقحا جدا جعلها تتخلى عن كل كياسة حاولت التطبع بها وهي تجيب : لأ بعدني صغيرة ،. شعندي من هسة اذب ' ارمي ' نفسي بالظيم




الجدة تكلمت بسرعة لـ تكحل الامر : اييي والله يا ام عمر شلعت قلبي هالبنيية ،، ماعدهه غير هالحجاية ،، و أني و أخوها منريد نجبرها



أم عمر تكلمت بلطف وهي تحاول مصالحة لينا بطريقتها : ان شاء الله نصيبها ميصير لغيرها ام سليم ،، صدقيني من تجي قسمتها تسكت غصبا عنها !



الم يجدوا موضوعا اخر للتحدث فيه ؟
تشعر بتقلصات امعاءها تزداد سوءا شيئا بعد شيئ


هذه المرة تكلمت شبيهة والدتها ،، اللطيفة الوحيدة بين اخواتها ، أيــة : هممم اقلج حبي هسة معلينه ،، بس قوليلي صديقتج رسل بالاردن مو ؟



ما دخل رسل الآن ؟ : ايي



عادت ملاك لـ تسم بدنها : منزلة على الفيس صور خطوبتها



الغبيييية رسل كم مرة حاولت اقناعها عن العدول عن هذا الامر الأحمق ،
نعم .. لا أحد يرى الصور غير الصديقات المقربات ،، و لكن هل تعتبر ملاك او ايه صديقة مقربة ؟
حتى و ان كانت ايه تشاركهم نفس الفصل الدراسي هذا لا يجعلها مقربة !

ايـــة اكملت : حبيبتي لين انقذيناااا و بس قوليلها تنطينا عنوان المحل الي مشترية منه الفستان لأن رهيييييب



سألتها بتلقائية : ليش انخطبتي مبروك ؟؟


بصوت مرتفع و بطريقة عنجهية تحدثت ملاك هذه المرة وهي تتحداها بـ نظرة غل لا تفارقها عند رؤية هذه اللين : لأ .. ما انخطبت بس عموري حبيبي خطب و نريد نجهز لـ مهره ' حفل عقد القرآن ' وعرسه !


هل تعلمون شيئا عن ذلك الصغير المتلحف بـأحد تجاويف أحشائي ؟
فـ أنا الآن لا أعلم عنه شيئا
بت استغربه هو و أفعاله الغبية في الأونة الأخيرة
أصبحت لا أعلم من أنا ؟!
و هل لإسمي علاقة في ما افعله ؟
بت اجد اني لينــة جدا ،، لينة لدرجة انه بإمكان اصغر شئ ان يعصرني و يريق دمي !



تخيلوا المنظر فقــط و أنا أسمع اخت المسمى بـ عاشقي الخائن تزف لي خبر زواجه بأخرى !
و بعد تحديثات قلبي الذي اصبح مهزوما جدا ،، لا أستطيع تقبل الصدمة ببساطة
حتى لو لم ارده يوما ،، هذا لا يعني معرفتي بإختياره غيري لن تؤثر و لو قليلا في نفسيتي المهشمــة !



بهت لونها كثيرا وهذا ارضى غرور أخته قليلا ،، اما والدته إستغربت الأمر ،، فهي لا تعلم شيئا عما حدث خلف كواليس حياتهم !
ليس لها اي دراية عن معرفة لينا بمشـآعر شبلها الغآلي !



تحدثت بعد صمت لم يدم اكثر من ثواني ،، و خرج صوتها باردا لدرجة الصعيق : أها ،، مبروك !



اجابتها ملك بهدوء و عينها تدرس كل تخلجات وجه اللين : يوم الالج و لأخوج ' عقبالج '




تعالى صوت الجدة بالتبريكات و الصلاة على اطهر المسلمين و خاتم الانبياء و المرسلين و على اله و صحبه !


حاولت التماسك من جديد ،، عليها ان لا تخسر المباراة و إن خسرت شوطا واحدا
يظن بفعلته هذه بإنه إنتصر لكبرياءه ؟

سيكون حينها أحمقا ،، فـ حتى و إن تزوج الاربعة المحللات شرعا ،، قلبه لن ينفك عن حبها هي !
و لن يستطيع جرح كرامتها و لو بخدش بسيط ،، أخطأ عاشقها الخائن في وزن الأمور ،، أخطأ جدا
هي لديها أحاسيسها الخاصة التي لن تكذبها حتى و إن تعاقدت كل الظروف ضدها ،، و كل الاحاسيس تلك و أتباعها تؤكد لها بإن عمر ما زال يهيم بها عشقا !
حتى و إن لم تملك دليلا ملموسا ،، يكفيها ما تشعر به !



تحدثت مع أيـة ،، فهي لا تطيق النظر لملك الشامتة : اية حبي انتي مسألتي رسل عالفيس ؟؟


تحدثت اية بلطف : والله استحيت اني مو كولش ميانة وياهه ،، و بعدين قلت هية صديقتج و اكيييد ما رح تضم ' تخبئ ' عليج و احتمال هيه متريد تقول لأحد عالمحل ،، بس انتي حتقلج 100%


بهدوء و صوت اقرب لـ صوت المرضى اجابت : هه ،، لا عادي رسل حبابة ما عدهه انانية !



لتصدم وجدا بكلام الـ ملك : شعجب ؟ شو هالايام كل البنات انانيات



رفعت حاجبها و بتحدي اجابت بعد ان وجدت إن اخته تنوي العراك : يمكن معارفج هيجي ،، و سودوا الدنيا بوجهج !



قبلت التحدي : همم ممكن ،، تعرفين هالايام الطيور مو على اشكالها تقع ،، يعني دائما الادمي يتأذى من المقربين والي همه ميسوون فلــس ' لا قيمة لهم '




تنفسي بعمق ايتها اللين و إستعيدي سطوتك ،
إجعلي نشوة الأنتصار هذه تضمحل في نفس اعدائك
هيا ايتها الصغيرة ،، افرغي غضبك بزفرة حقد ،، ثم إرتدي قناعك الجليدي
إفعليها يا فتاة

بصوت رفيـع تحدثت : صحيـــح والله ،،ميسوون فلس !



إشتعلت نيران الغضب في عيني أخت أخيها
و كانت على وشك الصراخ بوجه هذه المغرورة ذات الدم البارد الا انها تحاملت على نفسها و لكنها لم ترض بالسكوت : بلا زحمة عليج اليوم انطينا خبر ،، لإن حتى اسبوع اللاخ عمر يروح للأردن و نوصيه يروح للمحل و من هناك نختار !




تكلمت والدتها التي صدمت من كلام ابنتها : لا يوووم وين تودوه للاردن ؟ امي الولد عنده امتحانات



تحدثت الصغيرة بسرعة : مااامااا الله يخليج لتقولين هيجي قدامه ،، اصلاا أني اريد اروح وياااه !



باغتتها اية بصدمة : عززة ، ياااخذج و مياخذني ؟ حتى اذبحكم !




ضحكت الجدة و والدته بخفة و اجابتها ميس بغيظ واضح : إنتتتي مينطوج اجازة بالدوام ،، بس اني ماعندي شي حرام عليج و بعدين يوو نووو عموري محيكسر بخاطري !



تكلمت والدتهم منهية الحوار بشئ من الشدة : محــد يروح لمكان ،، اذا هوة قدر يروح وحده و من هناك يرسللكم الصور و انتو اختاريتوا خير على خير و اذا مقدر هنا السوق مليااان محلات ،، روحوا و اختاروا الي يعجبكم !



ملك لم يهمها الامر كثيرا ،، فهي بكل الاحوال لم تنوي الذهاب معهم ،، و ها هي قد كسبت متعة التسلية في اغاظة لينا !



بينما هي فـ حاولت عدم اظهار الاهتمام و الفضول عند سماع الجدة تسأل عن هوية الفتاة .. و عمرها و ' أصلها و فصلها ' كعادة النساء السرمدية !!!

كانت ملك تراقبها بصمت ،، صحيــح ان اخاها قد وافق على الزواج و هاهو على اعتاب حياة جديدة الا انها اكيــدة بإنه ما زال يحب هذه المغرورة
فأخوها لم يكن شابا طائشا يوما ما ،، و لم يجرب حتى تجسيد دور العاشق المغرم لإي فتاة كما يفعلها اغلب الرجال في فترة مراهقتهم و شبابهم

و هذا ما جعل قلبه موصدا وبداخله فتاة واحدة ،، لم تتجرأ أي انثى من التقرب منه ،، فـ هو لا يسمح بذلـك
و ليست لين السبب الوحيد
فـ حاجزه الاكبر كان عقلــه الذي يفرق جيدا بين الصواب و الخطأ
عقله الذي كان دوما يـصور له مقولة ' كما تدين تدان '

فكم من مرة قالها لأمه " أني واحد عنده 3 خوات ،، و شما افكر اسوي ببنات العالم الله يسويه بخواااتي ،، و سوالف التكبيل ' مصاحبة الفتيات ' التعبااانة عفتها للزعاطيط ' الاطفال ' "

يا حبيبي يا شقيقي كم انت انسان صآلح
نعم تستحقها ،، أنـــت تستحق زينب !


أما هذه اللين .. فـ كفاك الله شرها !



نقلت نظرها نحوها بشكل سريـع عندما طرق اسماعها ما قالت : أييية حبيبتي اني بعد كم يوم رايحة للاردن ،، اذا تريدين اروحلج للمحل و ارسلج صور الفساتين و اختاري الي يعجبج !



أيعقل أن تكون هذه إنسانة بدم و لحم كسائر البشر ؟
ام انه فعلا امر عمر لا يهمها لهذه الدرجة ؟؟
تبا لها .. سقاها الله من كأس العذاب الذي اطعمته لـ شقيقي رغم مرارته ،، و رغم إرادتها !



أيــة استلطفت الفكرة و لكنها قالت بخجل : لا حبيبي ماكو داعي ،، إن شاء الله نشوف عمر بلكت ' عسى ' هوة يقدر !!



بــ هدوء أعصاب تحسد عليه اجابت : لا عمري عااادي اني هناك اصلا ،، ترة مو صعبة وداعتج ' غلاتك '



اية رفضت بذوق عالي كـ عادتها ،، و ميس تدخلت : لااا لينا شكرا لتحلين الموضوع خلينا نسافر



والدته نهرت ابنتها : مييس قلت ماكو سفر ،، و اذا لين صدق رايحــة ،،


أكملت موجهة الحديث للينا وهي تستقبل حفيدتها التي قررت اللجوء لـ حضنها مبتعدة عن ميس : ياريت والله يا خالة ،، تحليلي ازمة ،، لإن هوة خطية ميقدر الامتحانات شالعة قلبه ،، و هسة اذا قلوله البنات اكيــد مرح يكسر قلبهم ،، حبيب امه حنيين ' حنون '



برقة مفتعلة اجابت : من عيوني خالة تتدللييين




نعم شبل هذه المرأة يحمل من الحنيــة ما يجعله خائنا محترفا و كاذبا بارعا !
تكرهه جدا ،، تكرهه لـ درجة البكاء
كان عليه أن ينتظر حتى تتوج هي اميرة لـ أحدهم و من ثم يقرر مصيره
كيف طاوعه قلبه في دفن حبها في بئر اعماقه
لقد تخاذل و إنسحب ،، او إنه كان ينوي التجريح مسبقا
لا تعلم .. فعلا لا تعلم السبب وراء طعنته تلك
و لكنه لم يصب صدرها بسكين غدره ،، بل و لم يمسسها حتى
و لكنها باتت تكرهه جدا ،،
تريد فعل اي شئ بإمكانه خنق فرحته و اغتيال سعادته الوهمية بالخطبة !
و وجدت كونها هي من تشتري فساتين شقيقاته ستعيد سكينته لتستقر في نحره و تدميه !
لن تهتم ،، على الاقل لن يبدو عليها شيئا
توارت لها افكارا مبتذلة جدا بخصوص خطيبته تلك ،، فـ من الممكن جدا ان تكون احدى الغبيات اللواتي يحادثهن في الهاتف ،، تمديدا لـ علاقة أغبى لا تنبني على اسس صحيحة

فـ هي تشك في كونه مستقيما جدا ،، لم تنس ذلك اليوم منذ سنين عندما أفلت اخوها الكلام بشأن مكالمته الغزلية الصباحية !!

فكرت إنه من الممكن قد كبر عن هذه السخافات و لكنها الآن عادت لـ تربط الامور و لكن كل شئ تلاشى و عادت ثقتها العاجية بـ غرام لن يمحى من صدره عندما علمت هوية خطيبته و كيفية الخطبة الـ تقليدية !!

إرتسمت نظرات سخرية و دهاء في عينيها المرسومتين بـ دقة متناهية لـ تعطيها جاذبية و خبث يخيف أحيانا كثيرة عندما وصل اسماعها كلام امه عن دعوتهم لـ حضور حفل عقد قرآنه و تصميمها على ذلك !!






.
.
.






لا تسألي العين الحزينة كيف أدمتها المقل
لا تسألي الطير الشريد لأي أسباب رحـل





لا تصدموا كثيرا ،
و لا تلوموني أيضـآ
نعــم .. هي من اتمنى في كل حين
و لكني لا ارضى الهوان لـ نفسي ،، و هي فتاة نطقت بحق قلبي و كبريائي كلاما ساما
و علي ان اذيقها قليلا من ذلك الـ سم !
فـ لست أنا من ينتظر ' الفرج ' من أجل امرأة ؛

هي لم ترض بي عندما لم أكن كما تريد لفارس احلامها الغبي ،، لم تقبل بـ تضحياتي من أجل عائلتي
لم تقتنع برجولتي و شهامتي و الأهم ' ديني ' !


كل ما يهمها كان المال و الجاه و السمعة و لقب ' الطبيب '
رغم إن عقلها كان فتيا ،، إلا إنه كان بإستطاعته الطعن ،، فقد طعنتني شر طعنة ،، و قد آن الأوان لـ كي ارد ديني


لست متأكدا من مشاعرها نحوي الآن ،، و بعــد ان اقتربت من طموحاتها الرملية ؛
و لكني متأكد بأن أي أنثى لا ترضى بالبدائل ،، فـ كيف بأنثى شرسة كـ لين الورد !


لا اعلم ما تنوي عليه ملك ،، و لكني لا الومها .. و لن اعاتبها على اي فعلة ،
فهي من قوبلت بالصد بعد اخبار مشاعري ' السـخيفة ' لتلك المحبوبة الـ خبيثة ،
وهي ايضا تريد ان تتذوق نشوة الانتصار بعد رؤية الصدمة في عينـين شبيهتين بعيني الذئب !

أنا متأكد من إنها كانت تنتظر مني خطوبة رسمية ،، لـ تقابلها برفض رسمي
فتلك هي المخادعة التي اعلم تفاصيلها من غير اي احتكاك مباشر لها



إن الأمر المؤذي فعلا .. هو كيف سأحتمل النظر لأنثى بقية عمري من غير ان تكون هي !
كيف سـأبعدها عن تفكيري و اتلبس دور الزوج الصالح لإمرأة ليس لها ذنب سوى الموافقة على رجل بائس مثلي !



نعم .. هو يعلم بإنه قد يظلم ' زينب ' ، و يعلم جيدا انه جازف بـ موافقة والدته على تلك الخطوبة !
تريد له الاستقرار و الراحة ،، و بسبب علمها المسبق ان رفيقيه ليسا من محبذي الزواج فأخذت على عاتقها مهمة اقناعه

فعليه ان يكون اولهما و الا ستمر السنين و يجد نفسه ' طبيبا ' وحيــدا !
نجحت و اقنعته بكونها تريد له الصلاح و لا شك في ذلك ،، و لكنها لا تعلم ما يحمله بدواخل نفسه من أفكار !
لا تعلم انه عندما رضي بقرارها و اختيارها قد حكم على قلبه بالوأد !
عليه ان يجعل كل ذكرى للـين تضمحل فيه

ليس لـ شئ ، فهو يستطيع ببساطة التأقلم مع غيابها و حبس عشقه بصدره من غير ان يلاحظه أحد

و لكن من اجل تلك الخطيبة المجار عليها !!

فإن الامر المؤلم هو ظلمه لـ أمرأة لا دخل لها بـ حكاية شوقه المذبوح ،
فـ تلك انسانة لا تحمل بقلبها سوى النقاء .. لا تعرف دهاليز الخبث و القسوة ،، إنسانة رقيقة كما تقول والدته
و عليه هو أن يكون قوتها !


فكيف يفعل ان كانت قوته الذاتية تنبع من شئ بحجم قبضة الكف يبني عرشه في قفص من الاقواس العوجاء ؟؟
كيف يمدها بقوة ليس بملكه اساســآ ؟!
قوة اساسها هش ،، و قوامها رهيف !


قوة و ان عظمت ،، تلاشت عند حروف اللين ،، لتعيده لنقطة البداية المثيرة للشفقة !


نعم ،، لقد بدأ يثير شفقة نفسه
فبعد كل تلك السنين ،، و بالاخص بعد عودته للدراسة ،، كان من المفروض أن يبعد تلك الصغيرة الناضجة عن تفكيره و هو يتعامل يوميا مع عشرات الأنيقات الجميلات !!

كـ ياسمين ،، تلك التي لو كان اي ' نذل ' محله ما كان ليتركها من غير ان يستنزفها بالكامل !
تلك المستعدة ان توفر له الحياة المترفة التـي تغنيه عن كل شئ ،، و لكنها ستخسره كبرياءه

فكان بإستطاعته على اقل تقدير استغلالها لإغاظة اللين كما يفعل معظم الرجال عند وجود طرف ثالث مهمش في حياتهم !!
طرف لا يهتمون سوى بإستخدامه كـ أداة رخيصة توصلهم لـ مبتغاهم و طموحهم الأعلى !

و بالتأكيد هو ليس واحدا من اولئك الـ ' انذال '


ليس حبه هو الحاجز الوحيــد ،، و إنما اخلاقه و خوفه من الله في مقدمة جميع الاسباب تـمنع نفسه البشرية من الانغماس في اي بحر للذة الـ تافهة
فهو لا يستطيع تقديم شيئا لتلك الياسمين ،، سوى الصد الرقيق علها تفهم يوما مقصده !


إنه لا يريد تجريحها ،، فـ فتاة مثلها إن جرحت .. سـ تثور .. و لا يريد ان يقابل اي ثورات أخرى في حياته
فيكفي ما بداخله من ثورات عارمة !


رفـع جسده بتملل من على السرير و عينه انتقلت للسـآعة المثبتة على الجدار امامه لـ يبهره الوقت الذي اضاعه بالتفكير في حكايته المعقدة !

لقد مرت ساعتان وهو على حال لا يرضيه البتة !
الم يقل انه اصبح يثير الشفقة ،
إنتهى الامر يا عمـر
كل ما في الأمر هو "' تعايش .. فـ رضا ،، ثم نسيان !! '"






.
.
.






أَخبرتهُم بإنّكَ مُختلِف و ها أنت تَخذلنّي ~







سقط قناع اللا مبالاة الذي ثبتته بعناية فوق وجهها منذ ساعتين مضت ،، و هاهي الآن تحاول استيعاب الصدمة وحيدة في غرفتها

لقد رحلوا اهله ،، تاركيها تتخبط في سبل مظلمة ،
تشعر بالتناقض يشعل فتائل الغضب في جسدها

فهي لا تهتم لمثل ذلك الخائن و افعاله ،، إن كان يريد الزواج و المضي قدما في حياته فليفعل
و لكنه لن يكون سعيــدا يوما ما
فسعادة قلبه تكمن بقرب الفتاة التي يحب و هي المعنية بهذا الامر .، و لكن بما إنها ابعد من احلامه ،، فـ كان لابد له من التكيف و اختيار الانسب له

نعم .. هذا بالضبط ما حدث
فبالتأكيد موافقته على أقتراح والدته بالزواج من إبنة صديقة والدته العائدة من أربيل هو قرار لا يتجاوز المنطق و التعقل !

'و أربيل هي أحدى المدن الشمالية التابعة للاقليم الكردستاني للاكراد '
بينما العواطف و لغة الـنبض فلها وحدها
فـ هنيئا لـ خطيبته برجل خائن بمشاعره !!



توجهت نحو المرآة الطويلة وهي تحاول استنشاق كميات قليلة من الهواء من غير التهامه ،
و لكنها لم تستطـع ؛ فكلما اخذت دفعة تفشل تلك الجزيئات في الوصول الى حويصلاتها و بالتالي بدأت تستخدم فمها بمهمة ليست من وظائفه !


ثبتت نظراتها بإتجاه بؤبؤيها المضطربين وهي تشعر بوخز خفيف اسفل صدرها ،، مؤلم جدا ما تشعر به !
أعراض جسديـة لا تعلم ماهو سبب ظهورها الآن !!!!


التفتت بسرعة نحو هاتفها الشخصي الذي قد تركته مسبقا على السرير عندما اعلن عن وصول رسالة ،،
بحركات لا مبالية و بطيئة تحركت نحوه و سخرت و بحدة وهي تقرأ حروف تلك البعيدة القريبة


'لييين قلبييي سوري عصبت عليج بس والله لأن حرقتي قلبي ببرودج هذا .، حبي الله عليج لتستعجلين ،، ترة الولد شاريج ،، و اني ما اعرف غير الي انتي تقوليه ،، لعد شقد يحبج للدرجة الي خلاج تعترفين بهالشي فكررري زين قبل لترفسين النعمة '


لا تعلم اتضحك ام تغضب الآن ؟
لم تجبها ،، فـ هي فعلا لا تعرف ما تقول
لقد جرحت كبرياءها امام نفسها كثيرا ، و لكن بالطبع لن يظهر الجرح امام اي كائن ،، حتى و إن كانت رسل !


جلست على السرير غيرمهتمة بنداءات الجدة من اجل المجئ لفتح الباب لـ علي ' أساس البلاء ' ،، تشعر إنه روحها غريبة في جسدها
لقد استقبلت ما لم تتخيل استقباله يوما

احست بالخذلان ،، نعم .. تعترف لـ ' لين ' فقـط بإنها مصدومة لدرجة الـ شلل الارادي !
لا تستطيع قول شيئا لـ نفسها او مواساتها
غريب جدا ما يحدث معها ، غريب لدرجة مقيتة


عاد الهاتف لـ يـرن برسالة جديدة ،، لم تنوي فتحها اولا ،، لكنها بعد ذلك فتحتها من غير اي مشاعر ،، و كانت ايضا من رسل و كإنها صفعة على خدها ذات اثر عميق في وجدانها


' هسة حخابرج ،، و شيليه بشرفج ،، و ما اسده ' اسكره ' الا واني قانعتج بيه .. أصلا انتي تتمنين تقبلين بس ما اعرف ليش تتعيقلين ' من التملق ' ،، الولد مييييت عليج ،، تره ماكو هيجي خبال .. تعرفين شنو يعني يحبج ؟؟ يعني حتى اذا ما اخذج تبقى نفسه بيج طول عمرج و حياتج تصير جحيم .. فلتصيرين ثولة '




احكمت قبضتها على الهاتف وهي تشعر بالوخز يزداد شدة


اكرررهــــك يا عممممر ،، أكرررهك جدا ،، أتمنى ان اراك الآن و اقطعك اشلاءا ،، لا اريد لك الهناء
انت لن تحصل عليه بكل الاحوال ،، فأنت تريدني انــآ فقط ،، أفهمــت أيها الخائن ؟
أنت لا تريد غير اللين ،، و انا من لا اريـــدك

لا يجب ان تكون انت من تفعلها اولا و تختار اخرى .. كان عليك انتظاري حتى اخنقــك بإختياري لـ غيرك ،،
أكررررهك عمـــر .... أكرهــــك حتى اخر رمق لي في هذه الدنيا ،، و سأكرهك كل يوم اكثر
بل كل ساعة ،، بالأحرى كل دقيقة من عمري ستزيد من كرهي لك و إشمئزازي منك
أكررررهك عمممر ،، أقســـم بإني سأخرب سعادتك الوهمية التي تحاول إقناع نفسك بها !
إنتظرني قليلا و سترى !!
لن اتدخل بينك و بين حمقاءك ،، فـ أنا ارفع من ذلك المستوى الواطئ ،، و لكنني سأتلاعب بمشاعرك ،، سأحشر وجودي في تجاويفك أكثر ،، و سأحرق لـك خلاياك و احولها لـ رماد و انفخها بعيـدا
لأتركك فارغ من كل شئ إلا ' أنـآ '


هذه المرة قررت رســل الإتصال ،، و ما إن إهتز الهاتف بيدها و سمعت صوت اللحن الإبتدائي لـ ' مدرسة الحب ' حتى رمت الجهاز بقوة لم تسبق لها ان فعلتها مع اي من اشيائها الخاصة !


فتحت ثغرها مصعوقة من فعلتها و هي ترى اشلاء الهاتف مبعثرة بعد أن إصطدم و بقوة في الجدار و خلف وراءه اثرا كريها في الطلاء !
وقفت من على سريرها ثم تحركت نحو الهاتف ،، جلست القرصفاء وهي تشعر بقلبها يكاد يهوي ارضا ،، ما الذي فعلته ؟؟
هل جنــت ؟!
لا .. ليســت هي من تفعل شيئا مماثلا من أجل رجل
و ليس أي رجــل .. إنه الخاااائن

فقدت القدرة الذاتية في السيطرة على خلاياها الدمعية ،، إنها تبكي ،،
لكنها تبكي هاتفها فقـــط
نعــم تبكي هاتفها الذي راح ضحية غضبها من غير أن يكون له يد بما فيها من وجع
كلا ،، ليس وجعا ،، إنها لا تتوجع ،، و لن تتوجع يوما من اجله ،، تكرررهه ،، أتفهمون ام عليها ان تعيــد ذكرها كل حين ؟؟


رفعت كفها لـ تمسح دموعها غآضبة ثم رفعت الهاتف و اجزاءه و توجهت به نحو مكتبها ،، جلست بإنهاك و هي تكره الـغصات المتكونة في بلعومها الاخرق
ما إن إستقرت في جلستها ،، عادت له صوره الأخيرة مع فتياته الغبيات ،،
توسعت حدقتاها وهي تنظر للأمام ،، لا يعقل ان تكون ياسمين هي الخطيبة ؟
هذا لأمر مستحيل !
عادت لواقعها إثر الصوت المزعج الذي اصدرته بشكل تلقائي ،، هذه المرة صرخت بضعف و تركت لدموعها حرية النزول عندما رأت فعلتها بـ خشب المكتب بعد الضغط عليه بـ طرف الغطاء الخلفي للهاتف : لاآآآ .. خرررب .، الله يااااخذك عممر .. الله يـ ـ ـ !!!



تركت كل شئ مكانه و بخطى مسرعة تحركت لسريرها ،، رمت بجسدها فوقه وهي تنوح على غير عادتها ،، خبأت وجهها في الوسادة وهي تريد خنق صوتها ،، لا تريد سماع نفسها تنتحب هكذا
تكره الضعف ،، بل و تمقته ،
لكنها تكره عمر ايضا ،، لقد سبب في دمار هاتفها و جدارها و الآن مكتبها

ماذا تخفي ايضا ايها الـ عمر ؟
مالذي تنوي تدميره كإنتقام لـ نفسك ؟؟
أخبرني كـي اجدد حصون قلاعي المهدمة !
عحبت لأمر غبائي ،، فـ قد علمت بإن الخطيبة هي ابنة صديقة والدته ،، فـ كيف فكرت لثواني بياسمين ؟ فلا يعقل ان تكون لأمه اي علاقة بياسمين و اهلها فهم من طبقات مختلفة جدا !

صحيح .،
يا ترى ما ستكون ردة فعل الياسمين ؟
ستندب حظها بغباء ؟
نعم فهي فتاة ضعيفة ،، أما أنا فـ لآ
و كل ما افعله من اجل املاكي ،،
هاتفي ،، جداري و مكتبي
و عمــر !
فهو ايضا ضمن املاكي ،، و ستعرف تلك المخدوعة هذا الامر عاجلا ام اجلا
اما انا ،، فـ لست كما يعتقد ،، و إن ظن بإنه سيكسر غروري بـ فعلته ،، سيكون المخطأ الأكبر ،، و سينــدم
أقسم بإني سأجعله نادما خاسرا ،،
اكررررهك عمممر ،، صدقني اكرررهك ،، و كم اتمنى لو كنت اماامي لـ أقولها بوجهك !






.
.
.









تجلسن جميعا في صالة المنزل ،، المنزل الممتلئ بـدفء محبب للقلب ،
دفء كان مصدره حنان والدتهم المكافحة !
نعم .. فـ فعلا اسمها كان على مسمـى صائب ،، لقد كافحت جدا تلك المرأة من أجل ابناءها
و هاهي الآن تحصد الحب الذي غرسته فيهم منذ ارضاعهم لأول مرة

دوما يلتم شملهم حولها ليـكونوا صفا واحدا معها و ضد كل من يؤذيها حتى و إن كانوا اهلها !
كان ذهنها شاردا جدا منذ عودتهم الى المنزل ،، و هذا الامر لم يفت بكرها !
كانت تراقب والدتها بصمت ،، وهي لا تريد لها ان تشك بشئ ،، فبعد ان انتقمت من المغرورة لا تنوي الخوض في الماضي من جديــد فـ إنفك كل رابط بينهم !!

كانت اختاها تتناقشان بشأن السفر ،، فـ لكل منهما قناعاتها الخاصة ،، فـ أية كما هي دوما لا تريد ان تعذب احدا من اجلها ،، و ترفض اجبار عمر على السفر وهو في سنته الاخيرة !

بينما الصغيرة اللا مبالية المدللة فلا يهمها شيئا غير نفسها و الترفيه عنها !!


استغربت والدتها التي استقامت من مكانها وهي تطلبها : ملك يوم تعالي للمطبخ دنسوي عشا !



آية وقفت بسرعة : مااامااا قعدي عيوني اني اسووي !!



اجابتها بعد ان خرجت : لا امي اليوم عاجبني اسوي اني ،، يللا ملك



عندما ذهبت المطبخ توقعت ما تكلمت به والدتها : ملــك اسألج و جاوبي الصدق ،، ماكو داعي احلفج لإن الشغلة متسوى ،، بس لازم اعرف الصدق ،، اكو شي بينج انتي و لينا ؟؟ جنتو طول الوكت وحدة مطايقة اللخ و بس تريد تضوجها بالحجي فهميني شكوو ؟



تحركت نحو الثلاجة وهي تتكلم بهدوء : أول شي قعدي ماما اني اسويلكم عشا ، و ثاني شي اي اكو !

استدارت مواجهة لـ والدتها و اكملت وقد قررت الخوض بالماضي : تريدين الصدق جنت اتمنى يجي اليوم الي عمر يخطب بيه و اروح اكسر خشمها لهذيج ' تلك ' المغرورة بت العز ،، وحدة حقيرة متستتتحي !!


أسكتتها والدتها بـ غضب : ملـــك


بإصرار اجابت : و الله هذا الصدق ،، شوفي ماما .. قبل سنييين ،، من جنت مخطوبة مرة جنت ببيتهم و قلتلها عمر يحبها و لوبيده بس تكبر يخطبها ،، قلتلها تفكر .. و حتى ابوها جان بعده عااايش ، بس هية الحقيرة كسرت قلبي لمن قالت اخوج ممكمل دراسته و بصراحة اريد واحد دكتور اني ،، واحد يقدر يعيشني بالمستوى الي معيشني بيه ابوية ،، و بعدين احنه مو من نفس الجماعة و طبعا ما اخذ واحد من مذهب لاخ ' اخر ' !!


أكملت وهي تعود لـ تجلس امام والدتها : الكلبة اقلها يحبج ،، تقلي خلي يحب وحدة تقبل بيه ،، أخووووية هيجي ينقال عليه ؟؟ عمممر ؟؟ و الله يسوى راسها و لو تلف الدنيا متلقى اظفره ،، و هيه الخسرته بعد احسسسن ،، شيسوي بوحدة غبية شايفة نفسها فد شي وهية ولاا شي !!



كانت منصتة فقـط ، في النهاية قررت التحدث : و أخوج يدري ؟؟



ملك : إي يدري ،، لازم يدري لعد اعوفه على عما عينه ؟؟ يحبها و هية تتكبر عليه ؟



ابتسمت بـ ضعف : لعد هوه قبل بـ زينب بس حتى يقهرها ؟؟ اخوج بعــده يحبهااااا ،، يحبها و يريدها ،، إنتي شايفته شلون لونه يتغير بس يسمع اسمها ؟

لم تجب و والدتها اكملت : عمر عاقل ،، و بار ،، و ماكو منه ،، بس اخاف قهره يخليه ميعرف يتصرف و يفشلني قدام صديقتي و بتها ؟؟ اخاف يوصل لمرحلة و يقول كافي ما اقدر اعذبها و اعذب نفسي ،، أني اريد لينا و ما اريـ ـ ـ ..!



تدخل صوته الرجولي بحدة : ما اريدها للموت ،، سامعتني يوم ؟ بت ابو علي مو الي ،، و ما اريدها لو جانت اخر مرة بالدنيا ،، و لو علقتلي ' اشعلت لي ' عشر اصابيعها شمع ' شموع ' هم ما اخذها


ولج المطبخ و اكمل بحدة اكبر و عينه تنتقل بين اخته بعتاب ،، و بين امه بإصرار : جنت احبها اي ،، بس سوالف شباب و طيش ،، وهسة صرت رجال شكبرني ، عايزة هم بعدني اتمنى زعطوطة ' طفلة ' متعرف تتصرف ؟؟ هالموضوع بعد مينفتح بهالبيت ،، باجر عقبه تجي بت العالم منريد نسوي مشاكل ،، و يووم تعرفين ابنج انتي ،، يا يووم ' أي يوم ' فشلتج قوليلي ؟؟



أجابت بـهدوء : طول عمرك رافع راسي ،، بس يا امي اني اخاف عليك ،، ما اريدك تسوي شي ممقتنع بيه و بعدين تتندم ،، هذا زواج مو لعبة ،، إذا ذرة بس عندك شك بسعادتك وية زينب قول هسة و اني اتفاهم وية امها قبل لتتعلق بيك البنية و تاخذها وبعدين تـ ـ ـ!!!



بغضب تحدث وهو يبعد نظراته فعيناه خائنتان وقد تقولا ما لا يريد عقله : ما اعوفها لو الدنيا تنقلب ،، هاهية اني مقتنع ،، توكلوا على الله ،، و اذا تريدين باجر نروح لبيتهم و نتفق على المهر ' العقد ' هم ما عندي مااانع ،،



و اكمل لـ ملك : و انتي ورة كل هالسنين هسة عجبج تحجين ؟؟



لم تجب ،، فهي تخاف الولوج بمعركة معه
تعلم بإنه يتحدث هكذا فقط ليقنع نفسه ؛ و ليس ليقنعهم هم !
و هذا امر خطير و لكنها لن تتدخل ، بالعكس ستتركه حتى يقتنع تماما بإن تلك ليست بنصيبه ،، و إن ما يفعله هو الأفضل !!!!



بينما والدته فلم يعجبها الاسلوب الذي تحدث به مطلقا ،، فهي لا تريد ان تراه منفعلا هكذا في ما يخص مستقبله
انه فلذة كبدها ،، لا يهمها شئ بهذه الدنيا بقدر سعادته و راحة باله ،، و اقترحت عليه ابنة صديقتها لإنها وجدت انها الافضل له

تتمتع بكل الصفات التي ترفع من شأنها عاليا ؛
فهي على قدر عالي جدا من الدين ،،
و فوقه الكثير من الجمال و الاناقة و الاخلاق الطيبة جدا

ستكون خير الزوجة إن شاء الله



تحدث من جديد : مللللك ،، تعرفيني ما احب المشاااكل ،، لتصيرين من هذوله النسوان الي تنبش المصايب من جوة القاع ،، بت ابو علي الله يوفقها بعيد عنا ،، و إنتي بعد لتجيبين طاريها لا خير لا شر



عندها دخلت ميس المطبخ و حالما رأته تكلمت مسرعة : هلوووو بالعريييس ،، شوكت ' متى ' قعدت من النوم ؟؟ هسة صعدت شفتك نااايم !!



تحرك ليسحب له كرسيا من خلف الطاولة و جلس عليه بهدوء : هستوني ' لـ توي ' إيي وشتريد ام البلاوي ؟؟


تكتفت بزعل : هااا ؟؟ بعدك متزوجت وصاير متحبني ،، باجر عقبة بس تتزوج بعد حتى اسمي تنسااه !


إبتسم و لم يجب ،، ملك استقامت من جلستها و بدأت بتحضير الطعام و ميس شاركت امها و اخاها الجلسة و هي تثرثر فوق رؤوسهم بحماس عن موعد الخطبة ،، و عن السماح لها بـ دعوة رفيقاتها ،، و في النهاية وصلت لمبتغاها الاول : عموووري شوكت نروح للاردن ؟؟



تدخلت والدتها : ميس مو قلنا ماكو روحة ؟؟


بدلال تحدثت : عمممر ،، قوول لماما ،، شنو متقبل ؟؟ إحنه كم اخ عدنه ؟؟ هو بس واحد غير نريد نكشخ بعرسه ؟؟ و بعدين اهل العروسة كلش راقيين و مرتبين و لازم احنه هم نكون مثلهم و احلــى



قبل ان يتحدث تكلمت والدتهم : ميييس كااافي ملحة ' إلحاح ' ،، بمكان ' بدل ان ' مياخذكم و يصرفله مليونين تلاثة يزيدها على فلوس جهاز البنية احسسسن ،، فكري بعقل !



لم ترد ذكر عرض لينا امامه ،، و لكن حدث مالم ترده ،، حيث دخلت آيـة المطبخ و هي تتذمر من دلال اختها : عفية ميس شقد لوقييية انتي ؟؟ و بعدين اذا عالفساتين مو لينا قالت هيه تشتريهم مناك ؟؟ بس قولي تريدين تفرفرين



بنرفزة اجابت : إنجبببي اييية ،، إنجبــي !



بينما هو فـ شعر بعضلة قلبه تتقلص قسرا ، لم يستطع منع نبضاته من التسارع ،
نقل انظاره نحو امه متسائلا وهي اعترفت بهدوء : هية رايحة للاردن صديقتها دتتزوج ،، و من عرفت بالبنات قالت هية تجيبلهم و عود ننطيها فلوس من تجي !



تعاقدا حاجبيه و إكفهر وجهه ،، و لكنه لم يتحرك ،، تريــد أن تثبت له عدم إهتمامها ؟
هكذا اذن ايتها اللين ،،
تبـآ لك و لإهتمامك او عدمه ،،
إجعليني اكرهك قليلا ،، حافظي على مستوى برودك و قسوتك و اعدك بإنني سـ أحاول أن أتوه بـ غيرك !
سـأحاول بأقصى طاقاتي التي إستنزفتيها إنتي ،، سأستجدي ما ابقيته لي من قوة لـ أقسو أكثر منك !!



تحدث قاصدا ميس : هاهية لعد ميس ،، أني صدق ماعندي وكت ،، إتفقوا وياهه و فضوني !!





.
.
.







إستيقظ من قيلولة الظهر على صوت جدته المؤنب : يووم علي قووم عاد ،، قوم ولك رح يأذن مغرب ،، قووووم !!



تملل في مكانه وهو يصرخ ببحة : يووه بيبي دعوفيني فدوة لربج والله تطلعين روح الواحد اذا ينام يمج



أغضبها بقوله فإعترضت : نعلعلااا ابو الي يقعدك بعد ،، خليييك نايم خلييك ،، بس لو يجي واحد من جماعتك تقومله مثل الحصان



إبتسم بخفوت من غير ان يفتح عينه ثم سمعها تتذمر اكثر وهي تغادر غرفة ابيه السفلية التي يستخدمها من أجل تسهيل مهمة ايقاظه على جدته التي لا يمكنها الصعود بالسلم !



بقي على وضعه فترة حتى فتح عينيه هذه المرة على صوت فتح الباب ،، تناهى لأسماعه صوت اخته : علللي ،، علي عفية اقعــد !


إستغرب طريقتها فـ تحرك قليلا و بصوت خشن اجابها : شكو شصاير ؟


بصوت مرتجـف قليلا اجابته : موبايلي انكسر



إستسخفها جدا جدا ،، عاد ليغـطي رأسه قائلا : طلعي و سدي الباب !!



ها هو الشيطان قد عاد لـ يسيطر على افعاله : علييييي الله يخليك قوم وديه للمصلح و الله محتااجته الله يخليــك !



علي بدون إهتمام : لينا طلعي لا اكسر راسج وياه ،، و هسة روحي حطي سيم كارتج ' شريحتك ' بموبايل بيبي و خابري الي تريدين !



بقهر حقيقي ردت : موبايل بيبيتك مال زمن العصملي ' ذو موديل آثري ' لو اموت ما استخدمه ،، و هسة شلووون باجر اروح للدوام بدون موبايل ؟؟



لم يجبها و صرخت بغضب : علــــي !!


بنفس الغضب رمى اللحاف بعيـدا عنه : و زقنبوووت ، نصــي ' أخفضي ' صووتج زماالة ،، بالليل طالع و اوديلجياه ،، بس طلعي هسة



لينا : بس بيه صور ترة ،، لازم تاخذه لواحد ثقة !



مل بالفعل ،، جلس معتدلا و بضيق : اي افتهمنا يللا ولــي !



خرجت من غرفته بـ غيظ ،، وهو خرج بعدها متجها للحمام من اجل الوضوء ثم صلاة العصر
و بعد ان اكمل صلاته غير ثيابه و قرر الخروج لـ بيت آلن

يريد تعزيته او بالاحرى السخرية منه للمرة الثالثة ،، فـ إبنة عمه و خطيبته السابقة قد ولدت امس ابنها الثاني من زوجها المسلم الذي تعرف عليها في محافظة كركوك حيث هربت منذ سنين طوال !

قبل ان يخرج من باب المطبخ سمع صراخ اخته من الطابق العلوي : عليييي انتظررررر


و نزلت السلم راكضة حتى وصلته ،، أعطته الهاتف فبادرها بالسؤال : اففف هاي شصاير بيه ؟؟ شلون وقع ' سقط ' هالوقعة ؟؟


بهدوء اجابت : جنت دا الم ' أرتب ' لحافي و ما ادري هوه على الجرباية ' السرير ' فطار و انضرب بالحايط ' الجدار '



كشر وجهه : ياابه .. طيحتي حظه خطية ،، وهسة شبيه بالضبط ؟ شنو وقف بيه ؟؟



لينا : أصلا كله على بعضه ميشتغل ،، و باوع الشاشة مكسورة !



وضعه بجيبه ، ثم تحرك قاصدا مكانا اخر غير بيت آلن ، فـ آلن قريب و لديه الكثير من الوقت ليزعجه !
كانت سيارته مصفوفة خارج المنزل ، فأسهلت عليه الموضوع ،، توجه نحو محل عمر ،، فـ رفيقه برغم انه توجه لدراسته و ترك امر محله لـ عامل ثم مع الوقت اصبحا عاملان الا انه استمر في متابعة العمل حتى و لو لـ ساعة واحدة يوميا !!


إتصل به في طريقه طالبا منه الحضور الآن فـ هاتف اخته معطل و تحتاجه بسرعة !
ليفاجئ بقوله ' علي باجر عندي امتحان ،، و هسة اذا رحت للمحل احتمال اتأخر ،، عوفه يم الشباب همه يشوفوه ! '


بحدة اجابه : الموبايل بيه صور ،، وهسة مديشتغل حتى نمسحهم ،، ها هسة هم انطيه للشباب ؟؟



اجابه بهدوء : الولد ثقة ،، إنطيهمياه ..!



اغضبه جدا ،، أغلق الخط بوجهه بعد ان قال : طاح حظك !


و عمر في الـ جهة الاخرى شعر بالغيظ ،، علي الاخرق رغم نضجه الا انه ما زال يتسم بالدلال ،، فهو يريد الحصول على كل ما يريحه في الحال !

و هو عكسه ،، لا يستطيع كف يده عن المساعدة لو كان بإمكانه ؛
فرفع الهاتف و اتصل به هو هذه المرة ،
وصله صوته بضجر : شرايد ؟؟


عمر : روح للمحل هسة جاي اني !



علي : ديللا بسرعة !



اغلق الهاتف ،،
علي .. لا يكف عن فرض الاوامر !


حاول عدم التفكير بكون الهاتف هو لـ تلك ؛
و توجه لـ محله بعد وقت قصير ،، وجد رفيقه ينتظره هناك و يبدو انه بمزاج ازرق !
لم يهتم كثيرا ،، فاليوم هو حاقد عليها و على كل من حولها ، و يقصد بذلك بالتأكيد اخاها الـ غاضب !

عندما دلف الى الداخل بادر بالسلام و رد عليه كل من علي و الـ
شابين الاخرين ،، جلس على رأس المكتب حيث مكانه المخصص و حدث علي بهدوء : هاا .. شكو ماكو ؟!



علي اخرج الهاتف من جيبه و رماه بدون اهتمام بإتجاه الأخر : ماكو شي


عمر التقطه بسرعة جميلة و هو يشعر بالإنقباض

مجرد ملامسة اكثر شئ يخصها هو لكارثة عظمى ،، فكيف بإحتضانه بكلتا يديه ؟ !

كان جهازا حديثا جدا ،، استنكر ما به من اضرار : هذا شبيه ؟



علي : وقع ،، و هسة كلشي ميشتغل بيه ،، عمر دخيلك هسة شوفلياه لأن هاي مخبلة اذا رجعت و مماخذه تبقى تنق ' تلح ' على راسي لحدما اطيح حظها ،، و اني مابيه حيل اتعارك وياهة



بشئ من عدم الاهتمام اجابه : دخلي اشوفه هسة ،، يمكن ينرادله اشياء ما عدنه بالمحل ،، دشوف الشاشة ابو ابوهة محترق ،، هذا مو واقع هذا مشمور ' مرمي من قبل احدهم '



تكلم علي بلا مبالاة : هسة شعلينه المهم صلحه ،، و اذا مصار قلي حتى اخذلهة اي جهاز من عندك و نفضهة



لم يقل شيئا و تحرك من مكانه و بدأ بمحاولة تشغيل الجهاز و هو يتناقل الاخبار مع رفيقه
انزعج من سخريته بموضوع الن ،، حيث انه قال : لك البارحة آلن يخرب ضحك ،، الا شوية يبجي وهو يقول علي تزوجت و صار عدهة 2 جهال و فوقاهه مسلمة ،، و اني لهسة ما اقدر اقول لاحد مكانهة ،، لإن اهلي لهسة اذا شافوها ميهمهم جهالها ،، و الله يذبحوها ،، هذا بطرااان ،، اني لو منه اريح راسي ، شكو ديدور ' يبحث ' وراهة ؟! ليش ميعوفهة و يسكت ،، مـ مل ؟؟ صارله سنين على هالحال !



أجابه وسط انغماسه : بت عمه ترة هية ،، لازم يبقى يتطمن على اخبارها .. لعد تريده يعوفها هيج ؟؟ ترة انته الي مو طبيعي مو العالم !



لم يهتم كـ عادته و عمر نادى على احد العاملين لـ مساعدته في هذا الـ ' ضحية '
و بعد قرابة النصف ساعة استسلم : علي هذا بيه هواية شغل ،، باجر مرلي ' تعال لي ' و ان شاء الله تلقاه جاهز بس اليوم ميكمل



بضجر اجاب : يمعود شوفلك صرفة ،، تقول شلون تروح للدوام بدون تليفون



لو كان عمر السابق ،، لأخرج هاتفا و قال لاخيها فلتقضي به حاجتها حتى يكمل هاتفها ،، و لكنه داس قلبه و قال : لا والله صدق ينرادله هواية شغل ،، اصلا حتى باجر يمكن ميكمل ،، على عقبه يللا !


و اعاد تركيب اجزاءه و ادخله بجيب قميصه وهو يتحرك عائدا لـ مكتبه : باجر من الشركة اروح اجيب له شاشة و سماعة اصليات لإن متدمرات هذولا ' هؤلاء ' ،، وهسة ياللا قوم ولي لإن اني هم وراية قراية !




بسخرية : متقلي شوكت تكمل ؟ ترة لعبت نفسي ' أصابني الغثيان '


بـ هدوء اجاب : علي انته لا شغل ولا مشغله ،، و اني واحد طااايح حظه بالامتحانات ،، فلـتحجي ويااية هسة !



خرج الاثنان من المحل و عند سيارة عمر تحدث علي : اليوم اهلك جانوا يمنا ديعزموهم على مهرك



اجابه : اي



هز رأسه : شوكت رح يصير ؟؟



اجاب بـ ملل : بعد فد شهر ،، خل اخلص امتحانات اول ،، ياابه والله انشلــع قلبي



اردف علي : و هسة بس تداوم مستشفى تااكل *** و تنعل ابو الطبية لابو الجابهة



إبتسم بـ صدق : والله حقك ،، بس شنسوي ،، قسمتنا نحب هالمهنة !



كرر علي : أنعل ابوهة من مهنة ،، يمعود اسكت والله طيحان حظ و كسران ظهر ،، و يجيك اليسوة و الميسوة يسوي نفسه براسك يفتهم و انته لازم تنجب و تسكت !



تحدث بـ سخرية : بس اكيــد انته متنجب ولا تسكت



اجاب بحدة : طبعا ،، أطيح حظه غير الي يتجاوز علية ، شوف هية من اول مرة بس تنطيهم مجال يبدون يسحلوك سحل ،، فإنته من البداية لتسكتلهم !


دفعه على كتفه بخفة : إفتهمنا ،، ديللاا روح ،، بس بشرررفك لتضوج آلن بالحجي ،، ترة هوة هسة روحه طالعة و يمكن اذا ضوجته تتعاركون ،، فلتتعيقل براس الولد !



ضحك بدون إهتمام و إبتعد نحو سيارته وهو يشير له بالسلام






.
.
.







لو أننا لم نفترق لبقيت بين يديكِ طفلا عابثـا
و تركت عمري في لهيبك يحترق
لا تسألي العين الحزينة كيف أدمتها المقل
لا تسألي الطير الشريد لأي أسباب رحـل
رغم الرحيل رغم ما فعلت بنا الأيام
قلبي لم يزل يحيا وحيـدا بالأمل
أنا يا حبيبة كل أيامـي قتيـلـك فـي الهــوى
كنا نعانق في الظلام دموعنـا
والقلب منكسر من العبـراتِ
هذي النهاية لم تكن أبدا لنـا
هذي النهاية قمة المأساة
ما كنت أعرف و الرحيل يشدنـا
إني أودع مهجتـي و حيـاتي



لـ فآروقْ جُويدةْ

،



لقد اجبرت نفسها على البقاء في الصيدلية منذ الـ 8 صباحا ،، و هاهي الساعة تقترب من الـ 11 و هي تأبى الخروج ،
فلا تريد رؤيته او حتى لمحه من بعيــد فاليوم سيكون موجودا هنا !


و لكنها الآن مجبرة على الخروج ،، فعليها اتمام موضوع إجازتها ،، فـ بعد غد موعد رحلتهم و عليها ان لا تجعل موضوعا احمقا كـ ذلك يؤثر فيها !!

لقد مر يومان على ما حصل و استطاعت نوعا ما تقبل الصدمة ،، و دثر أثآرها في دواخل اعماقها ؛

توجهت لمبتغاها و بعد تعب و انهاك اكملت إجازتها المكونة من ثلاثة أيام لا غير !!
لقد اجبرت علي ايضا على طلب إجازة من اجل السفر ،، الذي لو كان الامر بيده لما تحرك خطوة واحدة معها
لكن جدته اصرت عليه من أجل السماح لها بالذهاب فـ هي لم تر رفيقتها منذ زمن طويل جدا !!
و لا يوجد اجمل من هذه المناسبة كي تستغلها




قررت المرور بـ رنا ،، فهي لم تزرها اليوم كعادتها دوما ؛
ارتقت السلم بتعب ،، و عند وصولها كل طابق تتوقف قليلا لـ تأخذ قسطا من الراحة ،، و من ثم تكمل مسيرتها

عندما وصلت الطابق الحاوي على الصيدلية المنشودة كان نفسها قد انقطع ،، في داخلها حمدت الله انها لا تضطر ان تعيش هذه المعاناة يوميا
قبيل وصولها الصيدلية واجهها الدكتور ضرغام ،، تبادلت معه السلام بهدوء من غير ان تتوقف عن السير ،، و لكنه اجبرها عل ذلك عند قوله : بس دكتورة ممكن دقيقة من وقتج ؟



هي تعلم ما ينوي قوله بهذه الدقيقة ،، بضيق اجابت : العفو دكتور بس شويـ ـ ـ!



كانت على وشك قول ' مشغولة ' و لكن عندما لاح لها الخائن من بعيـد قررت الدخول بـ لعبة حرق الاعصاب ،
هزت رأسها قليلا و اردفت : أو تفضل دكتور .. بس ياريت تستعجل لإن وراية شغل !!!!!


رفع حاجبه بـ عدم إستحسان لكنه سيطر على نفسه قليلا : اعتقد تعرفين الموضوع الي اريدج بيه ،، و هاي ثاني مرة افتحه وياج ،، و مستعد اذا هسة انطيتيني الاوكي اجيب اهلي اليوم لبيتكم ،، دكتورة عندج المستشفى هاي كلها تقدرين تسألين عني السؤال الي يعجبج ،، و جان قتلج نقعد بالكافتريا و نحجي شوية بس اعرفج مرح تقبلين و احترم اخلاقج العالية ،، بس انتي ممطية ' بمعنى لا تعطين ' فرصة لأحد انه يدخل بحياتج ،، والكل مستغرب بإعتبارج ممرتبطة ،، يعني ماكو شي يمنعج تفكرين زين بموضوع الارتباط الرسمي !!



رأته ،، تقسم إنها لمحت نظراته المصوبة بإتجاهها برغم إنه يتحدث مع رفيقيه و بالطبع مع ياسمين ،،
تتساءل ما ردة فعل ياسمين بعد ان علمت بخطبته ، ام تراها مغشوشة به حتى الآن ؟!

كلمها الدكتور ضرغام مجددا : دكتورة ،، ياريت تنطين نفسج و تنطيني فرصة اثبتلج حسن نيتي ،، و بس قولي اي حتى اجي لبيتكم و اتعرف على علي اخوج و !!



قاطعته بعد ان شدتها الجملة الاخيرة : علي أخوية ؟



اجاب بهدوء : أعرف عنج هواية اشياء ،، و أتمنى هالشي يفرحج مـ يزعجج !



تكلمت بتماسك برغم عدم اقتناعها بما تقول بتاتا ،، فهاهي تناقض نفسها للمرة المليون ! : دكتور اني مو من البنات الي ينتظروك تجيهم مية مرة و يرفضوك حتى يقبلون بيك بالمرة الـ 101 اني لما قلت لك اني رافضة الزواج من حضرتك جنت جادة و مناوية اغير رأيي اعذرني ؛ و اتمنى انه تلقي بت الحلال الي تستاهلك



عاد ليقول بإصرار : لا دكتورة لتسديها هيج ،، أني ابببد ما اقبل بالهزيمة ،، و لتتوقعين رح انسحب بسهولة،، أني تمنيت اعرف رأييج بالبداية و بعدين رأيي اخوج .. بس اذا اضطريت فعادي اجي لبيتكم رأسا ' مباشرة ' و اخلي علي يتصرف وياج !



لم تعجبها طريقة حديثه البتة و بان الانزعاج على ملامحها
ثم عادت بخطواتها الى الوراء عند رؤية الخائن يقترب منهم تاركا رفاقه وراءه !!
عندما وقف بقربهم بادر بالسلام و اجابه ضرغام بـ خشونة بينما هي فخرج صوتها باردا جدا !!
ثبت نظراته قريبا من وجهها و لكنه لم ينظر لها : لينــآ تعالي شوية !



لينــآ ؟!
كل مرة يلتقون بها يصمم على قول ' دكتورة 'مالذي دفعه لـ لفظ اسمها مجردا هذه المرة ؟!
أيعقل بإنه يريد اثبات قربه لها لـ ضرغام ؟!
إذن لقد نفعت مخططات رنا ضد الرجال ،، فهي الآن قد نفذت افكار رنا حول ازعاج د.منذر برضا
رغم استنكارها لـ هذا العمل الاحمق منذ ايام مضت ،، إلا إنها الآن تقوم بالسير في خطاه !!!!
الم اقل لكم انها اصبحت تتناقض مع نفسها و بشــدة !


دكتور ضرغام استغرب وقاحة هذا الطالب ، فهو كغيره هنا يعرف وجوه الطلبة الذين يزحمون عليهم المشفى !!
قرر الانصراف ، فيبدو ان هذا لا ينويه : دكتورة فكري زين بالي قلته !



ابتسمت بسخرية ،، توقعت نجاح المهمة ،، و لكنها لم تتوقع هذا التفوق ؛
فـ ضرغام اثبت خصوصية حديثهم السابق بما قاله الآن ،، و يجب ان يفهم عمر الامر و ينفعل بشأنه
لكنها صدمت من بروده و هو يتكلم بعد ذهاب ضرغام : موبايلج خلص ،


اخرجه من جيب قميصه و هو يكمل : بدلتله ' غيرت له ' شاشة و سماعة و اشياء داخلية ،، مجنت اريد افتحه لإن اجهزة اللمس مو مال تنفتح بس انتي ممبقية بيه شي صاحي و جان لازم ينفتح !


لم تفتها الجديـة الخالصة التي يتكلم بها و التي جعلتها تشعر بمغص قوي في امعاءها ؛
لم تتحدث وهو اكمل و يده تمتد بالهاتف : ديري بالج عليه ،، ترة غالي مو مال تخربيه بليلة و يوم ،، و مو مال ينشمر ' يرمى ' ،، هذا موبايل مو طابوقة !!



اخذته منه و أنا لا اعرف كيفية احراق بروده هذا ؛
لم يهتم كثيرا لوجود ضرغام ،، بل لا يبدو عليه الغضب ايضا ،، فها هو يحدثني كما يتحدث اي شخص مع غريبة

أ أصبحت بالنسبة له غريبة بهذه السرعة ؟!
إنه امر مستحيل !
لا .. إنه شئ وارد في بعض الحالات
و لكنه ايضا مستحيل ،، في حالات استثنائية ،،
نعم و حبه لي إستثنائي و إن تظاهر بالعكس

قررت الولوج بحرب غبراء ضده : شكرا تعبناك .. شقد كلفك ؟؟ ' تكلفة مالية '



ضاقت عيناه و اجاب : عيب هالحجي



كانت على وشك الاصرار و لكنها ارادت اشعاله بفتيلة من نوع اخر : صدق مبروك



هو : الله يبارك بيج



هي : و شوكت المهر ان شاء الله ؟؟



هو : قريب ان شاء الله ،، معزومين انتي و بيبيتكم



هي : أوكي بس قول لـ اية و ميس يرسلولي قياساتهم على الفيس بوك ،، و إذا العروسة هم تريد مناك بدلة فخلي يقولولي



يعلم جيدا دهاء هذا الاسلوب ، فقابلها بالصد : لا زينب امها اخذتها لـ دبي يجهزون ،، متحتاج ،، شكرا



الفتيلة اشتعلت بيدها هي ،، و أحرقت جسدها بكامله غيظا : أوكي عن إذنك !



سمح لها بالحراك و قبضة يده تتكور بقوة ،، لا يريد ايقافها .. لن يفعل !
و لكــن ،،
ما الذي قصده ذلك الـ رجل بما قاله ؟؟
يريد منها التفكير بماذا ؟
به كـ خطيب لها ؟!


هل هو من كانت تتحدث عنه رفيقتها في الرسائل ؟؟

لا تنظروا لي بهذا الشكل ، بالطبع ليس من اخلاقي التجسس على احد ،، فـ كيف الحال لو كانت فتاة ،، و ليست اية فتاة ،، و إنما واحدة انوي اقتلاع جذورها السامة من قلبي !

و لكن كل شئ حدث صدفة ،، فـ كنت انوي التأكد من عمل الهاتف بالشكل الصحيح ،،
و دخلت على صفحة الرسائل لتظهر لي المحادثة الاخيرة مع تلك المسماة بـ ' رسوولة هيثم '

يبــدو ان هذا الرجل هو المقصود !!!!
هه .. يال حماقة قلبي الذي ظن انها من الممكن ان تتأثر و لو قليلا بخطبتي !
أنا اشتعل لما فعلت بها وهي تفكر بقرار اكمال حياتها ؟

التفت إثر سماعي أصوآت متعددة تنادي بإسمـي ،،

محمد ،، ياسمين ،، و مروان .. و اخرين ايضا ومن ضمنهم فتاتي التي ليست بفتاتي

لقد كانوا كثيرين و لكن عيني لم تختر الا طريقا واحدا فقط فرأيتها وهي تشيــر لخلفي و تتقدم بإتجاهي برعب : عممممر دير بااالك !!



إلتفت لأرى ما تقصــد و صدمت بـ رؤية الشخص الراكض بإتجاهي و معه مشرط طبي !!

إبتعدت عن طريقه بسرعة و قلبي ينتفض و هذه المرة التفت لأتأكد من سلامتها و انا ارتجف خوفا عليها فـ وجدت الشاب يمسك من قبل الممرضين و يمنع من الحراك !
يبدو انه قد استيقظ توا من عمليته ،، و عقله لا زال في مرحلة الوهم !!



تقدم نحوي الجميـع للتأكد من سلامتي ،، و لكن من اريد ان تتأكد فعلا اختفت في داخل الصيدلية !!




،


قممممة الإدمآن ؛
أن تسمـع إسمك بـ مئة صوت ، فلا تلتفت الا للصوت للذي يثير نبض ( قلبك )






.
.
.








ها هو ينتظرها اسفل العمارة منذ خمسة عشر دقيقة ،، عندمآ تنزل فقط ، سيريها اثر فعلتها الشنيعة هذه !
النساء بعقلهن الفارغ ،، لا يكفن عن الثرثرة حتى عند مدخل المنزل


لم يفكر بأنها تحتاج لأطول وقت ممكن من اجل رؤية رفيقة قد مرت سنين على لقاءها لأخر مرة
كل ما يهمه انه مل و تعب الانتظار في الشارع ،، كان قد استأجر سيارة اجرة لتعيدهم الشقة التي استأجرها لهم والد رفيقة اخته ؛
و لكن تأخير الغبية لينا جعله ينزل من السيارة لينتظر اسفل العمارة ،،
هاتفها للمرة الثالثة ،، و لـ اغاظته اكثر كانت تشغل الخط !!
تفرعن الشيطان فوق رأسه ،، و قرر الدخول و طرق الباب على منزل رسل و حرقهما الاثنتين !!






.







[COLOR="rgb(112, 128, 144)"]
إياكَـَ أنْ تَـسـتـخِـف بِ ضَـعـفـِي كَـَ أُنـثَـىَ ! !
فَلآ تـنسىَ أنْ كَـلمـة { رُجـولـَة } »» مُـؤَنـثـة . !



قلم اعجبني !







؛



مستندة بجبينها على زجاج النافذة المطلة على الشارع ،، تنظر له و تعتصر الما على حالها الاحمق !
لقــد مر الكثير على رؤيته الأخيرة ،، و قد نضج جدا ،، و تغير بشكل جذاب !
الشعر المزين ذقنه زاده وقارا و رزانة ،
يليق به لقب الطبيب !!

و لكن ياترى هل يحمل قلبا رقيقا كـ معظم الاطباء ؟؟ لا تظن ذلك ،، فهي قد جربت التعامل معه وهي في اشد حالات الاحتياج لشفقته ،، و لكنه لم يتوان عن تسديد لكمات كلامية لم تنسها يوما !!
جفلت مكانها و احست عروق جسدها تخشبت بدمها عندما احست بلمسة احدهم على كتفها ،، و لكن عندما استدارت تنفست كمية كبيرة من الهواء : الله يااااخذج روشن خرعتيني !!



أبعدتها قليلا و اخذت مكانها لـ تر ما تراقب اختها منذ دقائق طويلة ،،
صدمت عند رؤيتها رجل ثابت مكانه في الاسفل ،، فلا يعقل ان تكون اختها مغرمة ببائع المثلجات المتجول او حتى بـ الاطفال المتجمعين حوله !
إذن من هذا الرجل ؟!
إلتفتت لها بسرعة و بصوت جدي سألتها : منووو هذااا ؟!



كانت تشعر بالخوف يفتت خلاياها الدماغية ،، فأمست لا تعرف الرد المناسب !
تلكأت قليلا بالحديث ثم همست : منو ؟ ماكو احد


سحبتها روشن من ذراعها لتدفع بها امام النافذه و هي تشير بإصبعها امامها : هذاااا ،، جلناااار لتكذبين و قولي منو هذاا ؟؟ صارلج ربع ساعة واقفة تباوعين عليه و كل شوية تتنهدين ،، قوليلي منوووو !!


رفضت الاقرار بشئ ،، كل كلمة قد تؤذيه ،، و هي لن تحتمل !
حتى و إن مر زمان على ماحدث ،، فوالدها لم ينسى مطلقا المجرمين الذين اختطفوا قطعة قلبه و تركوها تعاني ' أزمة نفسية حادة و رهاب اجتماعي لم يكن مزيفا بالنسبة له ' ،،
و كذلك اجبروه على التنازل من مركزه الذي حصل عليه مرة اخرى بعد سنتين من حادثة الاختطاف !!

يريد الانتقام في كل وقت ،، و لكنه لم يجد دليلا ليدين به احدهم !

تكلمت روشن من جديد : جوجو بس لا تحبين واحد اردني ؟ بس ما اتوقع ،،الي اعرفه انتي عاااقلة !


رأته يدخل العمارة و شعرت بـ نبضاتها تثور من غير رحمة ،، فقلبها لا يحتمل البقاء محبوسا بين اظلعها اكثر من ذلك ؛
ستموت و تراه ،، انتابتها رغبة جامحة في الذهاب لبيت رسل ،، نعم ستذهب

لن تحتمل وجوده قريبا ،، هذا الوجود المنتظر منذ سنين
ستذهب و هي متأكدة من إنه لن يسعدها بردة فعله ،، فإنها على يقين بإنه ليس كسائر الرجال !!

لكن لا يهمها ،، المهم ان تروي قليلا من ظمأ قلبا عاش في حرمان مستميت !
قلبا بنى لنفسه اوهاما من سراب و لشدة السخرية كان واثقا من كونه سرابا لكنه استمر باللحاق به ،، و هاهي تفعل ما يأمرها به ذلك الحاكم الجائر

إبتعدت عن أختها وهي تهمس : عفية روشن شقد بطرانة انتي ،، تخبلت حتى احب ؟! بعدين وين احب و ابن عمج لازقلي ميقبل يفك مني ياااخة ' يتركني و شأني '



ارتدت عباءة تستخدمها في بعض الحالات الطارئة كهذه ،، مع حجابها الاسود فزاد بريق وجهها الفاتن و بشكل سريع خرجت من الغرفة بعد ان ردت على تساؤلات اختها بشأن خروجها اللا منطقي !!


عندما اصبحت خارج شقتهم شعرت بالجزع ،، ما الذي تقوم به ؟؟
أتراها تعاني من مراهقة متأخرة ؟؟
تريـــد فقط رؤيته و سماع صوته
اوصل بها الأمر لهذا البؤس ؟؟
إنها مجنونة ،، أو غبية ،، و كلا اللقبين لا ترغب بالحصول عليهما !


إستدارت وفي نيتها العودة للداخل لكن ' للقلب أوامره المتسلطة '
بعاطفة إنهكتها عادت لتستدير و تكمل طريقها نحو شقة أهل رسل !!


استخدمت السلم ،، فـ هي تختنق من غير شئ ،، و لا تريد الاختناق اكثر بالـ مصعد
عندما وصلت الطابق المنشود ثبتت مكانها لـ ثواني و هي ترى ظهره مواجها لها ؛
شعرت بموجة عاصفة تغزو مشاعرها و تجبرها على إخراج صوت شهقتها عاليا ،، يا الهي ،، لا تصدق انها تراه مجددا ،
إنه حلم أبى أن يفارق خيالها كل ليلة
و هاهو يتحقق أمامها ،،
تماسكت بضعــف كبير .. لو كان الأمر بيدها لـ بكته الآن ،، و لكنها متأكدة من ردة فعله الرافضة !!


هو بعد ان رن على جرس المنزل إستدار ليعطي الباب ظهره ،، و ثبت مكانه عند رؤية هذا الوجه امامه !

تغضن جبينه متسائلا ،، و ظن انه يتخيل وجودها ،، فـ ما الذي اتى بـ ' تلك ' الى هنا ؟
و كيف يلتقيها بعد كل تلك السنين ؟؟
وهل هي فعلا تلك الفتاة ام تراه يتوهمها ؟؟

ان هذا شئ مستحيل ، بالتأكيد ليست هي !!


عندما التفت و تقابلت عيناهما ابعدت عينها بسرعة و خطت الى الوراء خطوة ،، أرعبتها ملامحه المكفهرة و كإنه رآى الموت
ما به ؟؟
الـ هذه الدرجة لا يمتلك حس الذوق كي يسألها عن حالها ؟؟
أم تراه لم يتعرف عليها أساسا ؟؟
ستبدو كـ دمية بلهاء إن إستمرت على هذا الوضع ،، و ستسقط من عين نفسها لو رضيت هذه الاهانة لمشاعرها


تحركت لتمر بقربه و هو رفع حاجبه و مازال غير مصدق وجود ' بت قاسم ' هنا !
يقال ان الدنيا صغيرة ،، و لكن هل هي صغيرة لـ هذه الدرجة ؟
و لم تصغر الا لتجمعه مع هذه ؟؟


هذه المرة هي من دقت جرس الشقة و من ثم ضمت يدها لـ صدرها وهي تضغط على موضع قلبها بعنف !!
تشعر بإهتزاز جسدها بأكمله وهي تحس بوجوده خلفها


اصابها الهلع من صوته الذي اخترقها كـ سلاح ليزر فتاك ،، لقد تحقق الحلم بكامله ،، فهاهو يحادثها : إنتي بت قاسم ؟



أهذا أسلوب يتحدث به رجل مع إمرأة لا يعرفها ؟
' بت قاسم ' لم اشعرها بإزدراءه وهو يلفظ إسم والدها بتلك الطريقة الـ كريهة ؟


لم تجبه ،، فليس بمقدورها ؛
و تحمد الله ان الباب قد فتح امامها ،، و تقابلت بـ لينا اخته !

لا شعوريا وجدت الابتسامة طريقا لتشقه فوق وجنتيها ،، و لينـآ لم تستوعب الامر .. إذ ان حاجباها انعقدا بسبب الوراثة الجينية مع اخيها !

رسل بادرت بالحديث : هلووو جوجو قلب ،، تفضلي ، أعرفج على صديقتي لينا انتي تعرفيها كلللش زين من حججيي بييها


اكملت و هي تميل بجسدها قليلا لـ ترى علي : شلونك دكتور شخبارك ؟؟ الحمد لله على سلامتكم !



أغمضت عيناها لـ اجزاء من الثانية وهي تستغفر ربها ،، ان ما تشعر به يؤذيها جدا ،، و هي لا تريد ان تكون واحدة من الغبيات !!
و لكن قلبها يجبرها على ذلك


اجاب بشرود : الله يسلمج ،، الحمد لله بخير انتي والاهل شلونكم ؟؟ مبروك عالزواج



رسل : الله يبارك بيك عيني يوم الالك ' عقبالك ' و لـ لييين قلبي


كل هذا ولين حتى الآن لم تقل شيئا ،، فـ بادرتها جلنار : شلونج لين ؟!



فلتت منها ضحكة استغراب صغيرة وهي تشير بسبابتها : جلناااااار ؟؟ انتييي جلناار مووو ؟؟



انتقلت الضحكة لها وهي تهز رأسها بالإيجاب فتبادلا أحضان حماسية انست لينا الكثير من كآبتها !

رسل تحدثت بسرعة : انتوو عرف ' معارف ' ؟؟



اجابتها لينا : إييييي عرررف ،، بس من زماان مشاايفتها ،، يا الله .. حبي شجاابج هناا ؟؟ و شنو هالصدف هاي ؟!



لم يكن بمقدورها الكلام بحرية وهي تشعر بنظراته تحرقها : احــم من زمااان ،، من خمس سنيييين !!




لينا : يعني ورة منخطـ ـ ـ!!



قاطعها الصوت الرجولي الوحيد : لينااااا ،، يللا كاافي لغووة ' ثرثرة ' خلي نروووح !!



إستغربت كل من رسل و لينا لكنها فهمت سبب غضبه ،، و لينا اعترضت : لاااء علي فدوة لعينك هاهية ارجع للشقة اني باقية هنا دا اشوف جلـ ـ !!



قاطعها مرة أخرى بطريقة مقتتها الفتيات : قلت كافي و امشي نولي ،، صارلي ساااعة انتظرج جوة و هسة تريدين اروح و اجيلج بعدين ؟؟



تدخلت رسل : علــــي الله يخلييك عوفها و الله العظيم اني و ماما نرجعها بالليل ،، الله يخليك عوفها اصلا اني مشبعت منها ،، و هالمرة جتي جلنـ ـ !



شعرت بإن اسمها بالنسبة له كابوس احمر ،، فـ انه يقاطعهم عند لفظه كل مرة : لا رسل يمعودة وين تجيبوها .، اني جيت بعد ،، يللا لينا قدامي .. اصلا انتي باجر هم تجين و .....!!



تكلمت رسل بسرعة : ماااكووو هيجي حجي ،، أني عقب باجر عرسي ولازم اشبع من صديقاااتي هاليومين ،، ياللا علي الله يخليك توكل و احنه نرجع اختك و فوقاها العشا مالتك ' حقك '



عندما قالت صديقاتي ،، نظر بحدة لـ جلنار و لكنها لم تـعطيه اي اهتمام ظاهر ،
لم يعجبه ما قالته رسل البتة ،، و لكنه لا يستطيع الاعتراض ،، فدفعت بأخته الى الداخل و لينا تحدثت بهدوء اعتاده عليها منذ ايام و لم تتخلص منه سوى عند رؤيتها ' إبنة قاسم ' : علي مو تعصب علية بعدين ؟



تكلمت رسل بسرعة : لااا علي حباب ميعصب ،، ياللا جوجو انتي هم تفضلـ ـ ـ.!!



تحدث مقاطعا : إنتي لحظة !


جمدت بدمها ،، إستدارت و هي تتحدث بهدوء وهي تمقت قلبها الاحمق كل المقت ،، لم يختر شخصا اخر يحمل بين جنبات صدره روحا بشرية ،، إن هذا ليس بإنسان طبيعي : تفضل ؟



بانت السخرية بعينه : ممكن تعوفونة شوية وحدنــة !



رسل تسمرت مكانها ،، من اين له هذه الجرأة ؟ و من اين يعرف جلنار ؟
لينا عادت ادراجها للخارج : رسوش حبي هسة ندخل انتي فوتي جوة !!



رسل فعلت ما قالته رفيقتها و لينا التفتت لـ علي الذي تكلم : شتسوين هنا ؟؟ منو خاطفج هالمرة ؟؟


رفعت رأسها بإتجاهه مصعوقة ، عاتبته لينا بغضب : علللي !



علي : إنتي انجبي و فوووتي جوه لتخلين صديقتج تجي و تسمع الحجي
إعترضت فنهرها بقوة ،، تركت جلنار و دخلت و ما إن انفرد بها حتى قال : شخبار ابوج ؟؟ بعده ينبش ' يبحث ' بالموضوع ؟؟



بـ ثقة اكتسبتها من كلامه الساخر : لأ .. نسى ،، وهسة عن إذنك



اوقفها : نســـى ؟؟ ما اتوقع قاسم يسويها ،، زين الوعد شخباره ؟


بهدوء تحدثت : أحد إعترضلكم طول هذيج ' تلك ' الفترة ؟؟ من يعترضلكم احد يعني اني خنت الوعـــد !



لم يجبها و هي تكلمت مرة اخرى : على فكرة ترة اهلك المجرمين الي خطفوني مو اني الي سويتلكم شي ،، فماكو داعي تتصرف وياية كأنه أني الغلطانة !



رفع حاجبه و تقوس فمه للأسفل بإعجاب ساخر : ما شاء الله ،، طلع لسانها بت قااااسم



بغيــظ و حقد صرخت به : قاااسم يسوووى المجرمين اهلك ،، لتـ ـ ..!!



تقدم خطوة غاضبة بإتجاهها : احترررمي نفسسسج !



إنكمشت على نفسها و هتفت بـ رعب : وخخخخر !



طريقتها بالخوف جعلته لا اراديا يعود بأدراجه للوراء ،، لمح ارتجافة اناملها فقـآل بهدوء : شوفي مو مال نتعارك ، هية حجاية والسلام ،، هسة تروحين لبيتكم و تعتبرين نفسج مشفتي أحــد من عدنه ، الموضوع مااات و شبع موت ،، عوفيه و لتخلين شوفتنا تفتح المصيبة من جديد



تمردت كأي أنثى بعد رؤية تصرفاته الخبيثة ،، لقد زادت وقاحته كثيرا
فأصبحت له نظرة مخيفة و صوت غليظ يثير الرهبة في النفس !! : معلييية .. والله هذا بيت صديقتي و اجي وكت ما اريد ،، و اذا حضرتك متريد مشاكل لتخلي اختك تجي هنا و فضهة



ثم تركته مكانه لتـدخل و تغلق الباب بوجهه بقوة !!
إشتعلت نفسه غيظا و حقدا و كان سيترك لـ شيطانه حرية التصرف إلا انه تعوذ منه و ذكر ربه و كل ما به يحترق غضبا !
تلك الإمرأة .. ويلها منه مستقبلا


تريد عناده رغم ضعفها ،، فلم يقل لها سوى كلمتان و كانت على وشك البكاء ،، و لكن عندما ترك لها المجال لتتنفس بدأت تخربش كـ قطة عمياء

تظن إنها ستمشي رأييها ،، سترى !
فهو ليس مستعدا ابدا للخوض في مشكلتها من جديــد .، فقد تسببت هذه المرأة الـ ' فاتنة ' بالكثير منذ رؤيتها لأول مرة
و أهم ما فعلته هو برود علاقته مع والدته حتى هذه اللحظة !








.
.
.








نهآيةْ البرآءة الثآمنة

حُلمْ

[/COLOR]

 
 

 

عرض البوم صور حلمْ يُعآنقْ السمَآء  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)
facebook



جديد مواضيع قسم القصص المكتملة (بدون ردود)
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t189827.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
ذ¯ذ½ذ´ذµذ؛رپ This thread Refback 05-10-14 12:13 PM
ط£ط¨ط±ظٹط§ ط­طھظ‰ طھط«ط¨طھ ط¥ط¯ط§ظ†طھظ‡ظ… ط§ظ„طµظپط­ط© ط§ظ„ظ‚طµطµ ط§ظ„ظ…ظƒطھظ…ظ„ط© ط¨ط¯ظˆظ† ط±ط¯ظˆط¯ This thread Refback 18-08-14 03:21 AM
ط£ط¨ط±ظٹط§ ط­طھظ‰ طھط«ط¨طھ ط¥ط¯ط§ظ†طھظ‡ظ… ط§ظ„طµظپط­ط© ط§ظ„ظ‚طµطµ ط§ظ„ظ…ظƒطھظ…ظ„ط© ط¨ط¯ظˆظ† ط±ط¯ظˆط¯ This thread Refback 01-08-14 12:45 PM


الساعة الآن 02:32 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية