كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات غادة
رد: ضاع قلبها هناك - يولندا راميريز
وبانتهاء المعاملات الرسمية , ارشدت ستيلا والسيدة بلومر الى منزلهما الريفي من طابق واحد , ضمن المجمع , مسقوف بالقش ومستدير على جدارنه..من الداخل كان المنزل بنفس الجمال.. الستائر التركوازية كانت تعكس لونها على المفارش والسجاد , ومع ان الغرفة كانت بسيطة , فلها دفء وجاذبية مرحبة , وركضت ستيلا الى النافذة لتفتحها على مصراعيها ولترى انها تطل على منظر رائع للجبال .. ثم استدارت الى الغرفة لتلاحظ ان السيدة متعبة.منتديات ليلاس
- هل اطلب لك الشاي وبعد السندويشات؟ سأفك الحقائب لكلينا وبإمكانك الراحة.
- ستشعرين انك افضل حالاً بعد الراحة .
وراقبت السيدة بلومر ستيلا تفك الحقائب ثم قالت:
- لقد ذكرت لي ليز بينسون شيئاً عن لويس تربنشار.
- اجل يبدو انه عالم غابات هنا.
- لا اظن انني اعرفه .. ولكنك كنت صديقته.. أليس كذلك؟
- اجل.. ومن الصعب التصديق انه هنا.. لطالما تساءلت ماقد يكون حل به.
- وهل ستحاولين ايجاده؟
منتديات ليلاس
واستدارت ستيلا عن الخزانة:
- اجل.. فهذا اكثر شيء ارغب به .. اوه .. هل هذا دق على الباب ؟ لابد انه الشاي.
وتناولتا الشاي بصمت , وبعد الانتهاء ساعدت ستيلا السيدة بلومر على الإستلقاء وغطتها بالبطانية .. ثم غيرت ثياب السفر, وارتدت بلوزة وبنطلونا واقفلت الباب بهدوء خلفهما وخرجت الى الحديقة.
ووجدت ممراً بين الاشجار يقود بعيداً عن الفندق فقررت استكشافه , وطقطقت اوراق شجر الصنوبر الرفيعة تحت قدميها , ثم سمعت صوت مياه تجري , وفجأة اصبحت خارج الاشجاء على ضفاف ساقية , وتابعت سيرها مبتعدة عندما قعدت على صخرة ضخمة , محفورة كالملاذ المرحب , فجلست امامها واسندت ظهرها اليها.منتديات ليلاس
وتنفست انفاساً عميقة من هواء الجبل النقي.. كم هو منعش وناعم! واحست فجأة بالدوار اللذيذ .. المكان كل شيء كانت الجبال تعلو .. واحداً بعد آخر , طويلة , عملاقة, قوية وقاسية, حانية, غامضة .. المنحدارت الصخرية بدت وكأنها تمتد دونما نهاية وعلى مد النظر .. هناك شيء من البداية حول هذا الجمال .. شيء اساسي .. حقيقي .. وقريب جداً من الطبيعة الأم. وعلمت على الفور انها محقة بالجيء الى هنا.
وتركت الصخرة لتبدأ السير فوق الصخر البلوري فوق المياه , وركعت لتمد يديها وتغرف الماء ورشته فوق وجهها كالصدمة .. وجفت الماء بسرعة عن بشرتها وعادت لتحس بحرارة الشمس.ريحانة
وضحكت فجأة ! ضحكة جميلة .. مرحة وغير متوقعة .. إنها المرة الاولى التي تضحك فيها منذ زمن بعيد .. وفكرت : سأحب الحياة هنا!.. في الغد ستسأل عن لويس . وستتم سعادتها عندما تجده ولكن .. اليوم يكفيها الجلوس هنا قرب هذه الساقية من مياه الجبال الصافية لتراقب الشمس تغرب وراء الجبال.
وبدأت السفوح تتظلل , مع ان القمم مازالت تشع بالألوان التي يثيرها الغروب .. واخيراً لم يبق سوى اعلى قمة مشعة .. بكل فخامة وعظمة .. ثم غطست الشمس بعيداً عن الانظار .. وحتى تلك القمة الأعلى , سبحت في العتمة.
|