حينما تصبح في اللامكان .. و تبحث عن المكان الذي فقدته .. عن أشخاصٍ تفتقدهم رغم عدم وجودهم لحياتك حتى بهمسة .. تفتقد اللجوء إليهم ولا تدركهم .. لا تدرك من هم ولا ما هم و لا من اين هم .. فقط تدري أنهم موجودون في هذا العالم .. في هذا اللامكان المليء بكل الأحاسيس إلا ما تفقد .. ما بين يديك لا يعوضك .. لا تنكر ما تحويه يداك .. لكن شعور النقص حادّ و مؤلم ..
بعد فترة إمتلاء و إشباع روحاني لأكثر من سنة .. أشعر بالفراغ يهاجمني و يحاصرني من كل زاوية .. أحاول اللجوء لنفسي فأراني أتركني .. أبحث عن القوة بداخلي لكنها تساندني قليلاً و تذوي بنفسها بعيداً عني !!!
أين أنا ! في فراغ اللامكان .. !
كأن بقايا الأنفاس تبقى محبوسة .. لن تخرج الآن و أنا أدركها ..
مسبقاً مررتُ بهذه الحالة و أردى .. فما كان مني إلا أن استجمعتُ كل قوةٍ حصلت عليها خلال سنواتي العشرين في الحياة و نهضتُ بها أقوى من اي وقتٍ آخر .. لكن الآن أشعر بنفسي تخذلني ..
لا أريد الخذلانَ فأنا لا أعترف به .. فقط أريد اللجوء لذاتي قليلاً علّني أستطيع الوقوف مجدداً ..

روحي .. أحتاجها .. ! أحتاجُ من يضرب بها النار حتى تستشيط و تنهض من سباتها .. .. .. .

ننتظر طوال حياتنا لحظات معينة .. لحظات نريدها أن تحصل لأن بها إشباعا و تحقيقا لأمانينا ..
ما يريح قلوبنا أكثر .. أن أمورنا هذه بيده وحده .. الرحمن الرحيم .. الأعلم بنا و بما في قلوبنا .. بصالحنا و ما به ضر لنا .. فنأخذ أنفاسا طويلة متأملين كل الخير و راجين ربنا أن يكون بما في أمانينا خير لنا ..
اللهم لك الحمد على نعمك و كل ما اعطيتنا دائما و أبدا ..