لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات احلام > روايات احلام > سلاسل روايات احلام المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

سلاسل روايات احلام المكتوبة سلاسل روايات احلام المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (2) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-03-13, 04:59 PM   المشاركة رقم: 11
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مراقب عام
قارئة مميزة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة

البيانات
التسجيل: Dec 2010
العضوية: 206072
المشاركات: 13,844
الجنس أنثى
معدل التقييم: زهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 66888

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زهرة منسية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زهرة منسية المنتدى : سلاسل روايات احلام المكتوبة
افتراضي رد: 218 - دموع و دماء سلسلة روبين دونالد (الجزء الأول)

 
دعوه لزيارة موضوعي

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Eman مشاهدة المشاركة
   مرحبا زهوورة..

هالرواية شو عليها ضجة بس ماقرأتها قبل..

بس الفصل بتنبأ برواية خيالية..حبيت البطل كتير..وااااااااااااو..

البطلة شخصيتها رائعة وعنيفة ورقيقة خليط ممتع..

بانتظار بقية الأحداث على نار..

ويسلمووووو ايديكي عزيزتي..

مرحبا أيـــمــــو
ملكة التصوير فى زيارتنا يا أهلا و سهلا نورت الروواية بوجودك حبيبتى
يشرفنى أنك تقريها عندنا أيمو
و انا كمان بحب البطل
يسلم عمرك أيمو
أسعدنى كتير تواجدك العطر

 
 

 

عرض البوم صور زهرة منسية   رد مع اقتباس
قديم 07-03-13, 05:16 PM   المشاركة رقم: 12
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مراقب عام
قارئة مميزة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة

البيانات
التسجيل: Dec 2010
العضوية: 206072
المشاركات: 13,844
الجنس أنثى
معدل التقييم: زهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 66888

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زهرة منسية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زهرة منسية المنتدى : سلاسل روايات احلام المكتوبة
افتراضي رد: 218 - دموع و دماء سلسلة روبين دونالد (الجزء الأول)

 
دعوه لزيارة موضوعي

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Rehana مشاهدة المشاركة
   الله يسعد صباحك زهوري..
الله يسعد كل أوقاتك ريحااااااانتى
الملخص مشوق باحداث مثيرة.. وغامضة في نفس الوقت
انا قرات بس الجزء الثاني
فعلاً الملخص غامض جداً
أنا مشتاقة بقا مشتاقة لقريته
و الجزء الأول قريتها أثناء الكتابة

انا كنت بستغرب من البنات لما دخلت ليلاس .. ان في جزء ثاني لرواية .. او ثالث
وبعد ما قرات اجزاء فرسان المناطق النائية و ترجمت الجزء الاول صدقت ان في سلاسل هههههه
من فترة خلصت سلسة كيت والكر ^^

الله يعطيك العافية على المجهود الجبار في كتابة هذا السلسلة وماننحرم من طلتك واناملك السحرية

قبلاتي لك ..

ههههههه و انا كمان مش كنت فاهمة وخصوصاً فى رواية الوصية لـ ربيكا ونترز أنس كانت كاتبة أن ليها أجزء
و ما فهمت لغاية ما فتح قسم السلاسل و أستهوانى كتير و روايات كتير رجعت أقرها تانى بترتبها فى السلسة
شكراً كتير حبيبتى على التثبيت
شرفتى بطلتك المميزة و العزيزة على قلبى
موووووووووووووووووواه

 
 

 

عرض البوم صور زهرة منسية   رد مع اقتباس
قديم 07-03-13, 05:20 PM   المشاركة رقم: 13
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مراقب عام
قارئة مميزة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة

البيانات
التسجيل: Dec 2010
العضوية: 206072
المشاركات: 13,844
الجنس أنثى
معدل التقييم: زهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 66888

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زهرة منسية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زهرة منسية المنتدى : سلاسل روايات احلام المكتوبة
افتراضي رد: 218 - دموع و دماء سلسلة روبين دونالد (الجزء الأول)

 
دعوه لزيارة موضوعي

2 – عينان من نار
منتديات ليلاس

بعد ليلة قلقة قضت مضجعها فيها الأحلام المزعجة شربت لانث فنجانين من الشاى و أجبرت نفسها على أكل قطعة توست قبل أن تتوجه بسيارتها إلى أقرب بلدة...إلى دراغافيل الميناء الصغيرة على نهر وايروا.
و بعد أن أشترت مؤونتها مما لا تجده فى المحل الصغير فى المخيم اختارت مجلتين و جاهدت لتقاوم إغراء كتب جديدة عدة. لكنها عادت و اشترت أربعة كتب أخرى من رف الكتب القديمة فى المكتبة.
عند منتصف الطريق المؤدى إلى منزلها رأت سيارة رانج روفر مائلة إلى جانب الطريق و قد وقعت فى خندق و وقف إلى جانبها شخص مألوف يتفحص الأضرار .
كادت أن تزيد من سرعة سيارتها لتتجاوز مارك الحارس لكن رباطاً غريباًَ جمع بينهما بعد تصرفه ذاك اليوم, لهذا ركنت سيارتها خلفه و نزلت منها لتقول بهدوء :"مرحباً....هل أنت بخير؟"
فأجاب مارك دون أن يبتسم :"أنا بخير"
منتديات ليلاس
و تساءلت لانث لم أزعجت نفسها, لكنها تابعت تقول :
ــ هل تريدنى أن أستدعى لك كاراج كايهو؟
قال :"لقد توليت الأمر لكن بإمكانك إسداء خدمة لى . أحمل أطعمة مجلدة و لن تحتمل الحرارة طويلاً, هل يمكنك أن توصليها إلى المنزل؟"
قاومت لانث إحساساً بحتمية القدرو قالت:"أجل....سأفعل هذا...هل نحتاج لأن أوصلك بعد أن يسحب الروفر إلى المرآب؟"
ــ لا .
قالت, و قد تملكها إحساس بأنها ستعجز عن التراجع :"حسن جداً. أعطنى الأطعمة المجلدة لأوصلها"
و بعد دقائق , أكملت طريقها مع كيس بلاستيكى كبير من صندوق سيارتها و تقطيبة تجعد جبينها لو فكرت بشكل سليم و منطقى لمرت به و تجاوزته لكن حب أهل نيوزيلندا للمساعدة تغلب فيها على أى غريزة أخرى

منتديات ليلاس

 
 

 

عرض البوم صور زهرة منسية   رد مع اقتباس
قديم 07-03-13, 05:22 PM   المشاركة رقم: 14
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مراقب عام
قارئة مميزة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة

البيانات
التسجيل: Dec 2010
العضوية: 206072
المشاركات: 13,844
الجنس أنثى
معدل التقييم: زهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 66888

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زهرة منسية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زهرة منسية المنتدى : سلاسل روايات احلام المكتوبة
افتراضي رد: 218 - دموع و دماء سلسلة روبين دونالد (الجزء الأول)

 
دعوه لزيارة موضوعي


سوف تتحدى الآن الأسد فى عرينه ...لا بل الصقر فى عشه.
ولعل للصقور أوكار مثل النسور....وابتسمت لهذه الفكرة ثم وضعت نظارتيها لتقى عينيها من لمعان الشمس على الإسفلت أمامها كالسراب. إنه فعلاً كالصقر فى سماء صيفية ,متكبر, شرس, و قاتل....
توقفت تحت تلك الخيمة الرائعة و كل خلية من جسمها تنبض فتبث الدفء فى بشرتها و تشحذ أحاسيسها.
خرجت من السيارة و قرعت جرس الباب. وترافق ذلك مع هديل حمام زاجل أسود, تصاعد من بين أوراق شجر الأوريليا.
أن الطيور و ألوانها الداكنة ما كانت لتثير خوف لانث أو خشيتها.
مع أنها كانت تعرف أن الطير الأسود يعتبر نذيراً للموت فى نيوزيلندا.
لكنها عالمة طبيعيات بحق السماء!
و مع ذلك وهى تقف أمام الباب الخشبى الضخم بدت الحمامة الزاجلة كرسول سحرى مبعوث من عالم آخر يستدعى البطل المنشود.
هزت كتفيها ساخرة و استدارت لتدق الجرس مجدداً و نظر إليها ذلك الرجل الذى راود أحلامها و حرمها النوم.
شرارة غريبة ظهرت فى العيني اللامعتين ردة فعل لم تستطيع فهمها, إذ اختفت على الفور ليحل محلها موقف متحفظ.
أستجمعت قواها و ابتسمت ابتسامة مصطنعة و قالت :"معى بعض الأطعمة المجلدة طلب منى....سائقك.....أن أوصلها"
حافظ على عبوسه و لم تظهر عيناه سوى بُعد فضى لامع بارد شفاف و هو يقول:"شكراً لك"
سار إلى جانبها نحو السيارة و سألها :"أى منها الأطعمة المجلدة؟ سآخذها"
ثم استقام و فى يده الكيس البلاستيكى و أكمل كلامه:
ـ لقد دفعت شاحنة مسرعة سيارة مارك إلى القناة . شكراً لك على أخلاقك الطيبة.
إذن تنبه إلى أنها ستنصرف...و قالت:
ــ يجب أن أذهب الآن, أرجو أن تسير الأمور على ما يرام بالنسبة إلى السيارة.
لم تستطيع أن تتبين أى إحساس فى تعابيره وطال الصمت بينهما .
و أخيراً قال بذهن مشتت :"أدخلى لتشربى شيئاً ما تبدين متعبة و عطشى"
لفتت نظر لانث حركة صغيرة من طير الحمام الزاجل كان يقف على أعلى غصن فى الشجرة و قد فتح ريش ذنبه, ريش أسود يتناقض مع الأوراق الخضراء الذهبية بدا أن عينيه المستديرتين البراقتين مثبتتان على لانث بإصرار آمر.
من الغباء أن تهتم لهذا المخلوق الصغير الشائع فى نيوزيلندا....و الغباء الأكبر هو قبول الدعوة.
لكنها بدلت رأيها بتهور و قالت ببطء :
ــ يبدو هذا رائعاً...أنا فعلاً أشعر بالحرارة و العطش
ابتسم و تراقص قلبها بين ضلوعها...ثم علق قائلاً :"لكن ربما يجب أن نتعارف أولاً"
و مد يده مصافحاً و هو يقول:"أنا أليكس كونسيدين"
أنها تعرف هذا الاسم! لكنها لم تتذكره فأخذت نفساً عميقاً و قالت :"أنا لانث براون"
و بنوع من الاستسلام وضعت يدها فى يده , و أطبقت يده على يدها .
للحظة اشتعلت فى أحشائها نار مجنونة قضت على التعقل و الحذر ...و ظنت أن المصافحة إشارة رمزية تطلب بحق التملك.
ذُعرت...هذه سخافة....سخافة مطلقة!
سحبت يدها من يده فتركها و كأنما ارتجاف النساء حين يلمسهن أمر عادى فى حياته.
و قالت بصوت أجش:"كيف حالك؟"
قال و قد بدا صوته عميقاً مرحاً :
ــ كيف حالك يا آنسة براون ؟ تفضلى بالدخول . هل هناك شئ ترغبين فى إخاله معك؟ ربما بعض الطعام المجلد, لأضعه مع طعامى فى الثلاجة؟
اللعنة! كان عليها أن توصل اللحم الذى أشترته إلى منزلها قبل مجيئها إلى هنا ....لكن لا.....لقد أثارت أعصابها فكرة رؤيته مجدداً بحيث قادت سيارتها دون تفكير و تجاوزت منعطف منزلها.
قالت تعترف :"فى الواقع....أجل . هناك شئ ما"
فرحت إذ تمكنت من الانحناء و رفع الكيس الصغير من السيارة.
حمله مع كيسه و أشار إليها بأن تتقدمه فأطاعته بكبرياء و هى تقول بابتسامة عفوية :
ــ أسم الآنسة براون يبدو لى رسمياً جداً و أنا أفضل أسم لانث .
أسدل رموشه لهنيهة و قال:"إذن يجب أن تنادينى أليكس"
رافقها إلى غرفة الجلوس بمنظرها الرائع ثم أضاف:
ــ أستاذنك. سأضع هذه فى الثلاجة .
اجتازت لانث الباب المفتوح و أغمضت عينيها فى وجه التناقض الحاد بين الرمل الأبيض و زرقة المياه الصافية. وفكرت فى أنه رجل لا يمكن للمرء أن يتحمل مساعدته.
و فى محاولة منها للتركيز أخذت نفساً عميقاً و استدارت استدارة خرقاء فرأت أليكس يخرج من الباب و هو يحمل صينية عليها زجاجات من العصير .
قال حين نظرت إلى الصينية :"استطيع أن أحضر الشاى أو القهوة إذا كنت تفضلين ذلك"
هزت لانث رأسها و قالتا بامتنان :"لا.....الشراب البارد سيكون رائعاً"
ــ تعالى إلى الخارج...فالجو أكثر برودة.
تمتد الشرفة على طول واجهة المنزل الأمامية. وهناك فسحة مسقوفة مخصصة للجلوس فرشت بمقاعد خشبية طويلة تعلوها وسائد بيضاء.
و تتدلى عريشة مليئة بالعنب من الأعلى , تحجب حدة الشمس اللاذعة...بدا المكان كله مميزاً جداً و فكرت لانث بحسد , أن المرء يمكن أن يستلقى على هذه الأرائك و يترك الشمس تلون بشرته.
لكن لسوء الحظ لا يمكنها أن تخاطر مع بشرة بيضاء شاحبة مثل بشرتها . ولا ينطبق هذا الأمر على أليكس فبشرته سمراء و تزداد سمرة تحت مداعبات الشمس. على أى حال, ان طاقته المكبوتة تجعل من الصعب تخيله مستلقياً بتكاسل برغم لونه الأسمر المميز.
أحست بمعدتها تنكمش للصورة التى مرت فى ذهنها و سألته بسرعة:
ــ لماذا اخترت هذا المكان لقضاء عطلتك أليكس؟
فرد بسرعة:"أردت مكاناً هادئاً لا ألتقى فيه بأحد أعرفه. لماذا نطق بالحقيقة, لكنها ليست الحقيقة الكاملة.
ــ ليمونادة.....شكراً لك.
قبلت الكأس الذى قدمه لها, وقالت :
ــ أراهن على أنك قبل أن تعود إلى ديارك ستصادف شخصاً تعرفه....نيوزيلندا شهيرة بصدفها.
أسدل رموشه السوداء الطويلة فغطت عينيه للحظة و قال بلهجة محايدة:
ــ أرجو ألا يحصل هذا....لكن إذا ما حدث أتمنى أن أراه قبل أن يرانى....هل جئت إلى هنا طلباً للهدوء و العزلة كذلك؟
أدارت لانث رأسها لتنظر إلى البحيرة و أجابت ببساطة :"أجل"
و لسبب ما لم تعد غير راغبة فى الكلام فتابعت تقول:" لقد نهشنى كلب البحر....وبعد أن أنتهى السيرك الإعلامى و خرجت من المستشفى للمرة الثالثة , أردت أن أرحل بعيداً لأشفى نفسى بنفسى .
لم يظهر أى أثر للشفقة و إلا لوضعت الكأس من يدها و اعتذرت قبل أن تغادر المكان, لكنه قال بلهجة جدية :"لابد أن هذا أفظع ما يمكن أن يحصل لأى أنسان"
ــ لكننى و لسبب غريب لا أعتقد هذا كنت على وشك الخروج من الماء حين حصل الحادث...و لا أستطيع أن أتذكر الكثير أدركت فقط أننى من منطقة صيد القرش...ولدهشتى لم أشعر بالألم حين أمسك بساقى بل صدمت بما يكفى و رفسته على أنفه! كنت محظوظة لأنه كان كبير الحجم . وبدا جلياً أنه لم يكن راضياً حيت تلقى ضربة مؤلمة أكثر الأماكن الحساسة فيه.
ــ أى نوع من كلاب البحر ؟
دهشت و ضحكت فهذا السؤال الذى طرحه البروفسور فى الجامعة....و قالت
ــ القرش النمر
ــ و هل اصطادوه؟
هزت رأسها:
ــ لا , لم يحاولوا اصطياده...و لِمَ يقتلون يفعل ما وجد ليفعله؟
بالرغم من افلام هوليود , لا يتحول سمك القرش إلى آكل البشر كما تفعل الفهود و الأسود . إنه يأكل ما يصادفه و حسب و فى ذلك اليوم صادفنى أنا .
فقال بلهجة تخفى معانٍ أخرى.
ــ أنت متسامحة جداً...أما أنا فأميل إلى قتل أى شئ يحاول أن يأكلنى .
التفتت إليه بسرعة ثم شغلت نفسها بالنماذج التى كانت ترسمها أوراق الشجر على الأرض.
قالت:"كلاب البحر مهددة بالانقراض و كنت أنا فى بيئتها....وحين تسبح تخاطر بأن تصطدم بحيوان ضخم مفترس أو آخر صغير سام"
ــ و أنت تستمتعين بالسباحة.
ــ لطالما استمتعت بالسباحة
زادت حدة نظرته لكنه عاد و هز رأسه فاسترخت أعصاب لانث .
قال :"تكلمت عن (سيرك إعلامى) فهل السبب أنك نجمة تلفزيونية مشهورة؟"
من المستبعد أن يكون أليكس قد شاهد السلسلة الوثائقية...فعلى حد علمها لم تبع السلسلة سوى فى انكلترا و أميركا و تمنت لو أن مارك أبقى فمه مطبقاً.. و قالت بخفة:
ــ هجمات سمك القرش تستحق دائماً أن تكون من الأخبار البارزة...أما دورى فكان ثانوياً
و آلمها الجرح فى ساقها لكنها تجاهلته و تمنت لو تستطيع مواجهة نظرات أليكس المقيِمة
سأل :"وكيف وصلت إلى هذا النوع من العمل؟"
لم يبدُ متحمساً و إنما مهتماً فقط . فردت و قد سرها كبحه لمشاعره:
ــ أنا عالمة أحياء بحرية كنت أعمل مع الدلافين فى خليج الجزر حين فكر فريق عمل سينمائى أننى مناسبة لإعلان يصورونه لشركة طيران نيوزيلندية و بعد ستة أشهر من هذا أتصل بى أحدهم و سألنى ما إذا كنت على استعداد لتصوير سلسلة وثائقية عن الحياة البحرية فى نيوزيلندا.
ــ و سلب هذا العرض المبهر عقلك ,فوافقت.
و أدركت أنه يمازحها فضحكت و قالت:
ــ لو كان هذا السبب لأصيبت بخيبة أمل ! كنا نعيش فى تقشف فوق مركب بنى أساساً للشحن, لا...قررت أن أقوم بهذا العمل لأنى لم أعد أتلقى أموالاً لأبحاثى و قد عرضت على شركة الأفلام مالاً وفيراً...يكفى لإبعادى عن التذلل لأى ممول إذا ما عشت مقتصدة
ــ و هل ستعودين إلى الدلافين؟
ــ حالما أستطيع.
أرادت ألا يفضح وجهها مشاعرها و أن تبقى عيناها باردتين هادئتين...أرادت ألا يلاحظ طبيعة ردها المتحفظ ولم تعرف ما إذا نجحت فى ذلك.
منتديات ليلاس
لم يعكس وجه أليكس كونسيدين أى انفعال أو تعبير....لكن فى تلك اللحظة بدا مهتماً.
ــ وهل تمتعت بالعمل السينمائى ؟
ــ أجل....بعد مشاحنات فى البداية .
حين رفع حاجبيه مستفهماً شرحت له:
ــ لم أكن أعرف أن جل ما يريدونه هو شخص يبدو مقبولاً فى ثوب سباحة فاضح, شخص يلهو و يمرح فى الماء...أرادونى أن أترك شعرى منسدلاً أمام الكاميرا....كما توقعوا منى أن أتودد إلى الكركند و الاصداف و الأسماك الجميلة و بعد أن تباحثنا فى هذا كله توصلنا إلى حل و أعجبنى العمل كثيراً.
فسأل بابتسامة عريضة :"و كيف توصلتم إلى حل؟"
قالت :"عارضت, وهددت بفسخ العقد...إلى أن أدركوا أننى أعرف فعلاً ما أتكلم عنه و لست مجرد حورية بحر خفيفة الوزن و غريبة الأطوار تفضل الدلافين على الرجال"
تكلمت بحرارة جعلته ينظر إليها مجدداً نظرة ثاقبة أخرى . فسرت رعشة فى جسمها لكنها لم تطرف بل رفعت ناظريها إلى وجهه مباشرة.
سألها و ابتسامته الكسولة تسلب السؤال وقاحته :"وهل تفضلين الدلافين على الرجال؟"
ضحكت لانث و قالت :"يعرف المرء موقعه مع الدلافين...لكن لا أنا لا أفضلها على الرجال"
ــ و أين أنت مع الدلافين؟
ــ أنت فى موطنها....و أنت فضولى. أعتقد أنك أمضيت بعض الوقت فى انكلترا...عرفت ذلك من لكنتك.
بدا و كأن الحديث يسليه فأجاب:
ــ أمى هى السبب. لديها أراء متزمتة حول طريقة الكلام الصحيحة.
ــ قيل لى أن إقناع أطفالكم بألا يبدوا كالخارجين لتوهم من أفلام الرسوم المتحركة عمل شاق
و ابتسمت لانث و هى تفكر بالمعارك التى تخوضها صديقتها باتريسيا مع طفلها البالغ من العمر خمس سنوات.
قال بصوت ناعم :"ليس لدى أولاد...لكن أصدقائى يؤكدون ذلك . أنا لست متزوجاً"
أيظنها تحاول الإيقاع به....قاومت سخطها و حاولت تجاهل طرقات قلبها المتزايدة و ارتعاشه.
سأل :"هل ستعودين إلى العمل فى التلفزيون؟"
ــ لن يرغبوا فى بطلة لها ندبة فى ساقها, لا يبدو المنظر جميلاً و العرج أمر غير لائق.
و لأن الأمر لم يعد يُهمها, جاء صوتها عملياً ككلماتها
لم تستطع سماع ما غمغمه لكن لابد أن الجملة كانت فظة نظراً للشرر المتطاير من عينيه. رفعت نظرها إلى وجهه القاسى و إلى عينيه الساخرتين الذابلتين فسألها:"هل قالوا لك هذا؟"
ــ لا....لكنها الحقيقة. فالمشاهد لا يحب إفساد برنامجه بما يذكره ببشاعة العالم الحقيقى و يتذمر الناس بمرارة إذا ما شاهدوا الحيوانات تأكل بعضها على الشاشة !و لعل هذا يعود إلى أننا فى المدن و نود أن نصدق أن الطبيعة ليست سوى جمال و تناغم.
تلاشت القسوة من على وجهه و مال إلى الوراء و قال :"لكنك لا تصدقين هذا؟"
هزت كتفيها :"العمل جميل جداً, لكنه ليس عاطفياً, فالحيوانات تقتل لتأكل و تعيش...."
ــ لكننا حيوانات أيضاً.
تململت من نظراته المركزة عليها , وقالت له:
ــ بالطبع نحن كذلك, لكننا نعرف ما نفعله فى حين أن الحيوانات تعيش بالغريزة
ــ أذن من الطبيعى أن تفترس الحيوانات فرداً مريضاً أو مجروحاً من القطيع لكن الإنسان يجب إلا يفعل هذا؟
للحظة لم تفهم ما عناه...و حين فهمت التفتت إليه مجفلة غاضبة و قالت:
ــ تُبعد الحيوانات مريضها و تهجره لأن وجوده يجذب الحيوانات المفترسة الأخرى. وإذا كنت تستخدمنى كمثال فأنا لست مريضة...لكن كان يمكن لجرحى أن يضع سلسلة أحداث إذا ما توقف الناس عن النظر إليه كنت فى المستشفى حين صوروا الحلقة الأخيرة لذا كانا عليهم أن يأتوا بشخص آخر يحل مكانى و لم أشعر بالضغينة.
فعلق بابتسامة قاسية لا مرح فيها:
ــ كما قلت من قبل , أنت متسامحة جداً
أوه...يمكنها أن تكون متسامحة إلى حد كبير و فقدانها عملها كان أقل مشاكلها.
و أكمل :"هل سيبقى هذا العرج دائماً؟"
و أدركت لانث للمرة الأولى أن من يرى ندبة جرحها يتصرف بإحدى الطريقتين...إما أن ينظر إليها بذهول و يعلق عليها بفظاظة و إما يبقى عينيه مسمرتين على وجهها بتهذيب...وكلا ردتى الفعل توتران أعصابها لأنهما تلمحان إلى أنها تشكو عيباً ما و ليست كباقى البشر لكن أليكس كان ينظر إلى ساقها دون اشمئزاز
قالت بصوت حاد لا يعكس أى تأثر و خيبة :"دائماً"
ــ تواجهين الأمر ببرودة أعصاب.
و بالرغم من أن صراحتها أعطته الفرصة ليسأل إلا أنها كشفت له ما يكفى عن نفسها فأجابت:
ــ أحاول أن أقلق حول الأشياء التى أسيطر عليها و قد لا أنجح دائماً لكن التفكير فى الماضى مضيعة للوقت.
ــ إن التفكير بأى شئ هو مضيعة للوقت.
هزت رأسها و تركت الشمس تتغلغل فى شعرها . تناهت إلى مسامعها موسيقى زيزان الحصاد كما سمعت أصواتاً أخرى....صوت القصب يحف على بعضه البعض, وصيحات النورس الكسول التى وصلت إليهم من الشاطئ الذى يبعد أميالاً و هدير مركب سريع فى إحدى البحيرات هدير قوى كتمته التلال ليصبح دندنة لطيفة .
و تقدمت حمامة زاجلة وقحة, ربما هى نفسها التى رأتها خارج المنزل لتلتقط طعامها من الحشرات تحت العريشة.
وقفت و هى تقول:"يجب أن أذهب الآن. شكراً لك على الشراب و أرجو أن تعود سيارتك إلى حالتها السابقة قريباً"
وقف أليكس ليهمن عليها بطوله الفارع و قال بهدوء:
ــ لا يهم....لم يصب مارك أو غيره بأى أذى. هذا هو المهم.
حاولت لانث أن تقنع نفسها بأنها ممتنة له لأنه لم يحاول إقناعها بالبقاء فالحديث معه سهل جداً و لقد كشفت له عن نفسها أكثر مما كانت تنوى أن تفعل و أكثر مما قاله هو عن نفسه .
وخذلتها ساقها مجدداً و هما يتوجهان نحو الباب الأمامى و كانت عثرة بسيطة لكن يد أليكس امتدت على الفور و أطبقت بقوة على ذراعها لشدها... عرفت لانث فى ما مضى لسعة قنديل البحر....لكنها عادت و أحست بها من جديد شعرت بصدمة و من ثم بوخزة أشبه بطعنة رمح نصله مزيج من النار و الثلج.
هل ساوره الإحساس نفسه؟ رفعت نظرها إليه فرأت فمه الجميل ينكمش ويقسو.
سألها بعد أن استعادت توازنها :"هل أنت بخير؟"
تمكنت من الابتسام و هى ترد :"أجل... شكراً لك"
ــ هل تحتاجين للراحة؟
ــ لا .
ثم أضافت بسرعة وثبات :"و لا أحتاج لأن تحملينى أيضاً"
قطب جبينه و حدق فى ساقها ثم قال:"هل ستخذلك دائماً؟"
ــ لا....لقد قال الأطباء إنها سرعان ما ستتحسن مع ازدياد قوة العضلات.
و كان الجراح نصحها بالمشى كثيراً لتقوى العضلات لكنها لم تفعل خوفاً من نظرات الناس المشفقة...لكنها هذا المساء بالذات ستبدأ التمارين و تتجاهل النظرات و التعليقات الهامسة.
أنعش القرار معنوياتها فاستقامت فى وقفتها و ودعته ثم قادت السيارة بحذر على الطريق الداخلية و هى تحاول جاهدة التركيز لتوقف فيض الأسى الغريب الذى كان اجتاحها

منتديات ليلاس

 
 

 

عرض البوم صور زهرة منسية   رد مع اقتباس
قديم 07-03-13, 05:26 PM   المشاركة رقم: 15
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مراقب عام
قارئة مميزة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة

البيانات
التسجيل: Dec 2010
العضوية: 206072
المشاركات: 13,844
الجنس أنثى
معدل التقييم: زهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 66888

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زهرة منسية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زهرة منسية المنتدى : سلاسل روايات احلام المكتوبة
افتراضي رد: 218 - دموع و دماء سلسلة روبين دونالد (الجزء الأول)

 
دعوه لزيارة موضوعي


و فى المنزل فتحت النوافذ كلها قبل أن تخرج إلى الشرفة المطلة على البحيرة و تنهار على أحد المقاعد القديمة لتقرأ الصحيفة .
بعد ما يقارب العشر دقائق رمت الصحيفة أرضاً و قد تملكها شعور بأنها معزولة عن العالم.
و لكى تكسر السحر الكئيب الذى أحاط بها سارت فوق العشب الكثيف على طرف الشاطئ المزدحم. كان بعض الأولاد الصغار يمرحون , يصرخون و يضحكون فيما البعض الآخر يسبح فى الماء الأبيض الصافى الذى يغطى الأماكن الضحلة
أغمضت لانث عينيها لكنها عادت و فتحتهما على الفور و تمتمت لنفسها :"لن أقف هنا عاجزة".ثم سارت فوق الرمال البيضاء المبهرة.
تملكها الغثيان قبل أن تصل إلى منتصف الطريق. وأخذت أنفاساً عدة متتالية لتقاوم الذعر الذى جعل العرق يتصبب منها و الرعشة تعتريها و أجبرت نفسها الوقوف هناك لدقائق طويلة باردة قبل أن تستدير و تعود متعثرة من حيث أتت
مر بها شابان سمعت أحدهما يصيح:"هاى...أيتها الشقراء...هل تحتاجين إلى مساعدة؟"
مرت بهما لا تلوى على شئ سوى الوصول إلى مكان آمن. فقال رفيقه شيئاً ثم أتبعه بمسك ذراعها.
عند ذاك أرتفع صوت صارم عبر الشاطئ قائلاً :"أتركها !"
استدار معاً و جمدت لانث و قلبها يخفق بألم بين ضلوعها .
كان أليكس كونسيدين أطول قامة منهما . لكنهما كانا ممتلئ الجسم, مشدودى العضلات و مشيتهما المتعجرفة تتناقض مع رشاقته الرياضية . مع ذلك لعبت قوة شخصية أليكس دورها فنظرة واحدة إلى الرجل الذى أمسك بذراع لانث جعلته يتركها و كأن بشرتها أحرقت أصابعه و قال الآخر متوتراً :"إنها بخير يا رجل....ظننا أنها ستقع"
ثم تراجعا و أكملا سيرهما بسرعة.
لم ينظر أليكس إليهما و هما يبتعدان بل سألها بعد أن أقترب منها خطوتين :"هل أنت بخير؟"
امتدت يداه نحوها و أمسك بكتفيها فوقفت للحظات كالمشلولة تحت نظراته الثاقبة
عرفت لانث أن لونها شاحب و أن هالات سوداء داكنة تحيط بعينيها فابتلعت ريقها بصعوبة لتبلل فمها الجاف و لم تستطع سوى أن تقول بصوت متكسر:"أجــــــل"
ــ ماذا دهاك بحق السماء؟
و انكمشت معدتها فأخذت نفساً عميقاً متقطعاً و قالت بغباء :"أنا آسفة"
حاولت التغلب على الغثيان الذى اعتراها من جراء الخوف فما كان منه إلا أن ساندها بذراعه الفولاذية لتصعد السلم المنخفض و قال:
ــ تعالى.... سندخل إلى المنزل
أطاعته و هى مخدرة الأحاسيس و قطعت الشرفة الخلفية العريضة و التقط كيساً بلاستيكياً فيما كانا يمران بالطاولة الصغيرة
سألته لانث بعد أن دفع الباب و تركها تدخل :"ماذا تفعل هنا؟"
ــ لقد نسيت طعامك المجلد.
و دون انتظار إذنها وضع الكيس فى الثلاجة.
ــ أنت بحاجة إلى منشط سأحضر القهوة .
شدت على فكها كى لا تصطك أسنانها و قالت :"لا أريد شيئاً....أنا بخير الآن....شكراً لك"
تجاهلها و فتح باب البراد ليخرج أبريق عصير برتقال قائلاً :"هذا يكفى"
صب لها كأساً و أتى به إليها ثم قال آمراً:"أجلسى"
أحست أن الاحتجاج سيسبب لها المتاعب فانهارت على المقعد .
و انتظرت حتى ازاحت شعرها الكثيف عن وجهها ثم قدم لها الكأس . قبلته و أخذت تراقبه و هو يرتجف فى يدها و قد تملكها الغضب
قال :"سأساعدك"
استعاد الكأس من يدها و وضعه على فمها لتتمكن من ارتشاف العصير الحلو المذاق.
و سرعان ما أحست بما يكفى من الارتياح لتأخذ منه الكأس و تبتلع المزيد.
انتظر إلى أن كادت تنهى شرابها و سألها :"ماذا حدث ؟ ماذا قالا لك؟"
ــ لم يكونا السبب.
ــ ماذا إذن؟
لم يخدعها صوته الهادئ و أدركت أنها لن تتمكن من صرف النظر عن الموضوع, فاحنت رأسها و ساد الصمت فملأ رأسها و قلبها الارتباك
و أخيراً قالت :"لقد أصبت بدوار و أحسست بغثيان"
و بالرغم من أنه لم يقل شيئاً إلا أنه بدا جلياً أنه لم يصدقها . و أنهت العصير ببطء ثم قالت بصوت عميق :"شكراً لك"
قال آمراً:"أنظرى إلىّ"
أخطأت حين رفعت رأسها و نظرت إلى عينيه مباشرة تتحداه أن يمضى فى الموضوع قدماً و عندها بدت غلطتها أكبر....فقد خرقت نظرته الثاقبة دفاعاتها كلها.
سأل :"هل أصبت بضربة شمس؟"
منتديات ليلاس
كان الرد سهلاً لكنها هزت رأسها نفياً إذ لم تعتد الكذب.
ــ لا.....بل شعرت بقليل .....من الإرباك
وعجزت عن التنفس فى تلك الغرفة الحارة. أحست ببشرتها مشدودة فحاولت أن تجعل نبرة صوتها طبيعية و هى تقول
ــ أعتقد أنه من الأفضل أن أخرج من الغرفة....فالهواء أكثر برودة على الشرفة.
ــ حسن جداً....هل تحتاجين إلى مساعدة؟
حاولت التخفيف من حدة الرد:"لا ! أشعر أننى أفضل حالاً الآن"
لكن ما أن أصبحت فى الخارج , حتى أدركت أنها بحاجة إلى الحركة لتحرق الطاقة التى لازالت تتدفق فى جسدها...فسألت بعدوانية
ــ هل ترغب فى المشى لترى كيف يقضى الآخرون عطلاتهم؟
فرد بنظرة متحمسة :"ولِمَ لا؟"
أشاحت لانث بعينيها و ركزت بقوة على خطواتها بين المتنزهين كى لا تكشف مدى تأثرها برفقة الرجل الذى يسير إلى جانبها و الرمال تنسحق تحت أقدامهما . نظر أليكس حوله و قد برزت التجاعيد الخفيفة عند زاويتى عينيه , كم عمره؟ ثلاثة و ثلاثين عاماً أم أربعة و ثلاثين؟
قال :"يذكرنى هذا المكان هنا بالقرية التى عشت فيها إلى أن بلغت العاشرة من عمرى."
أثار اهتمام لانث لكنها امتنعت عن طرح الأسئلة بسبب لهجته المتحفظة و تقاسيم وجهه الأرستقراطية .
تجاوزا بعض العائلات و مرا بمجموعات من المراهقين المسترسلين فى طقوسهم الصاخبة و أحست لانث بالعيون تراقبهما بعضها مسلط عليها و البعض الأخر على أليكس. كانت قد اعتادت نظرات الناس لكن كيفية تعامل أليكس مع مسترقى النظر أثارت اهتمامها . كان يسير بثبات دون أن يلتفت إلى أحد ليس بسرعة و لا ببطء.
من هو؟ إنها تعرف أسمه...إذن لعلها رأته صدفة. على أى حال ذاكرتها قوية و لو أنها رأت صورته لتذكرت جمال طلعته البهية و عينيه الشاحبتين بدلاً من هذه الألفة الغامضة.
لكن, هل يمكن لأى صورة أن تلتقط جاذبية شخصيته , أو هالة السلطة التى تحيط به؟
على الأرجح لا...و لن تفكر بهذا أكثر , فالخطر يكمن فى نهاية هذا الطريق.
و بالرغم من أنها أعتمرت قبعة قش و هما يغادران الباتش إلا أن حرارة الشمس كانت تلسع كتفيها و تعكس لمعاناً أزرق نادراً على رأس أليكس المكشوف كان يجب أن تنتبه إلى ضرورة حماية رأسه لكن بدا لها أن هذا الأمر شخصى حميم فتجنبت التحدث عنه .
قال أليكس معلقاً :"من الواضح أنك تعرفين هذا المكان جيداً"
هزت رأسها أيجاباً و أبقت عينيها على الشجيرات الشائكة المنخفضة التى تصل ما بين المزروعات و الماء فتشكل حدوداً للشاطئ ....و قالت :
ــ أعتدت أن أقضى العطل المدرسية هنا مع أفضل صديقة لى....والداها يملكان المنزل الذى أقيم فيه حالياً
كانت تعرف كل جزء من هذا الشاطئ فقد اعتادت فى تلك الصيفيات الطويلة البعيدة أن تمضى يومها مع تريسيا قرب البحيرة او داخلها ....الآن أصبحت تريسيا زوجة و أماً بينما تحاول لانث إعادة جمع شمل حياتها.
قالت :"الأفضل أن نعود....فالأرض هنا مستنقعية"
ثم نظرت إلى قدميها و أضافت بشئ من الخبث:"لن ترغب فى أن يبتل هذا الحذاء"
ضحك بنعومة و قال :"لاحظت أننى أرتدى ملابس غير مناسبة"
و هكذا رد لها الصاع صاعين.
عضت على شفتيها و استدارت . و بالطبع اختارت ساقها اللعينة تلك اللحظة بالذات لتخذلها مجدداً فشهقت و تراجعت إلى الخلف لكن بعد فوات الأوان و وقعت بين الشجيرات الشائكة بعد أن ترنحت قليلاً فغاصت قدمها فى البحيرة.
وعلى الفور تملكها الذعر و لشدة رعبها بقيت عاجزة عن الحراك للحظة لكنها عادت و جاهدت لتتحرر من المياه.
وقفت متشنجة ثم اندفعت بسرعة لتتجاوز أليكس . ركضت بائسة و دون وعى على الرمال الساخنة آملة أن تصل إلى بر الأمان

منتديات ليلاس

 
 

 

عرض البوم صور زهرة منسية   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
احلام, forbidden pleasure, دموع ودماء, دار الفراشة, روايات مكتوبة, روايات احلام, روايات احلام المكتوبة, روبين دونالد, سلاسل روايات احلام, سلاسل روايات احلام المكتوبة, سلسلة, robyn donald
facebook




جديد مواضيع قسم سلاسل روايات احلام المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t185375.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 19-07-14 07:02 PM
Untitled document This thread Refback 13-07-14 05:37 AM


الساعة الآن 12:53 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية