لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روائع من عبق الرومانسية > رومانسيات عربية > رومانسيات عربية - القصص المكتملة
التسجيل مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

رومانسيات عربية - القصص المكتملة رومانسيات عربية - القصص المكتملة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 16-03-13, 02:12 AM   المشاركة رقم: 341
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عهد الكلمات


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 167604
المشاركات: 658
الجنس أنثى
معدل التقييم: رباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالق
نقاط التقييم: 2651

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
رباب فؤاد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : رباب فؤاد المنتدى : رومانسيات عربية - القصص المكتملة
Jded رد: 31_ قلب أخضر بقلم رباب فؤاد .. القلب الثامن

 







(8)
أنهت حمامها المنعش وخرجت تتهادى بمعطفها القطني الثقيل وهي تدندن بنشوة غريبة أغنية هادئة تعكس حقيقة مشاعرها منذ ارتبطت به، والتي ازدادت قوة بعد ما حدث بينهما قبل قليل.

ياااه لو أعيش معاك باقي الحياة
وفي حضنك عمري أكمله
يااه أهو دا اللي أنا عيشت باتمناه
وأكتر من اللي أتخيله
شايفاك بعنيا ومن حياتي خدتني
لامساك بإيديا وغصب عني وحشتني
مبقاش فيه غيرك في الحياة بيهمني
لا.. أنا مش هقول عاللي أنا حساه
إحساس جديد أنا بعرفه
لا.. فيه كلام بيتوه ويضيع معناه
يا حبيبي لما بنوصفه
نتكلم ليه وليه نضيع وقتنا
دا هوانا حبيبي حاجة اكبر مننا
وأنا لو هقول محتاجة أعيش مليون سنة
ياااه لو عدى يوم وانا مش وياه
فيه إيه في الدنيا يعوضه
يااه هيعيش دايماً قلبي في هواه
ولا يمكن حاجة هتبعده.
قابلها هدوء مريب حينما اقتربت من الردهة، فأجالت بصرها متوقعة أن تلمحه جالساً إلى حاسوبه أو أمام التلفاز أو حتى واقفاً بالشرفة. لكنها لم تره.
اقتربت من غرفتهما لتجدها خالية هي الأخرى فعقدت حاجبيها في حيرة وهي تتساءل أين اختفى؟
ترى هل تأخرت عليه في الحمام؟ لا تنكر أنها استغرقت وقتاً طويلاً في الحمام، لذا ربما يكون ذهب لشراء شيء ما.
توردت وجنتاها وهي تتذكر قالب الشوكولاتة الذي أحضره معه صباحاً حينما ذهب لتسليم (مودي) إلى حافلة المدرسة. فوجئت بأنها تلك الشوكولاتة المحشوة بالكراميل التي تعشقها، والتي قدمها لها هامساً ـ"رأيت بريق عينيك وأنت تأكلينها في شرم، فأدركت أنك تعشقينها. واليوم أريد تجربة ذلك العشق".
قالها وهو يضع قطعة من الشوكولاتة في فمها ويتأمل ملامحها المنتشية بطعم الكاكاو والكراميل ليتهور لحظياً ويقبلها ليستمتع هو الآخر بطعم الكراميل ويغيب معها في عالم آخر.
رفعت أناملها بخجل تتحسس شفتيها وهي تتذكر رقته معها، والتي جعلتها لا تريد مغادرة دفء ذراعيه. تنهدت بعمق وأزاحت المنشفة عن شعرها المبلل لتصففه برقة حينما لمحت في المرآة انعكاس صورة الفراش وباقي قالب الشوكولاتة مازال موضوعاً على الكومود المجاور للفراش، فنهضت بشقاوة تلتقطه لتكمل التهامه وهي تخرج من الصوان سروالاً من الجينز الضيق وبلوزة صوفية خفيفة ارتدتهما باهتمام وهي تستكمل زينتها البسيطة بملمع شفاه وردي وعطرها المحبب.
انتابها بعض القلق حينما شعرت بتأخره، فالتقطت هاتفها لتتصل به، لكن هاتفه كان مغلقاً. عقدت حاجبيها وقد ازدادت حيرتها وقلقها، لكنها حاولت تجاهلهما وهي تتجه نحو فراشهما لتغير الملاءة بواحدة أخرى نظيفة وتعيد وضع المفرش المطرز الذي يميز غرف العروس دائماً.
طوت الملاءة القديمة ووضعتها جانباً بحرج وهي لا تدري ماذا تفعل بها. في المناطق الشعبية يحتفظون بها دليلاً على شرف ابنتهم كما ترى في الأفلام. أما هي فلا تدري ما مصير هذه الملاءة. كل ما يهمها أنها تحمل دليل نقاءها وبراءتها أمام زوجها.. حبيبها وحصنها الآمن.
خرجت باتجاه المطبخ وقد قررت استغلال الوقت قبل عودة أخيها في إعداد طعام الغداء. حاولت أن تُعد شيئاً لذيذاً وسريعاً في نفس الوقت كيلا تقضي يومها في الطهي.
وعاد (مودي) في موعده لينطلق بحماس عاصف يبحث عن صديقه في أرجاء المنزل دون جدوى، وحينما حاول الاتصال برقم صديقه كما اعتاد سمع نفس الرسالة العقيمة بأن الهاتف مغلق.
حاولت أن تلهي نفسها بالاهتمام بأخيها ومتابعة الطعام، لكن شيئاً ما كان يطاردها ويثير قلقها بشأن غيابه الغريب.
والأغرب أنه لم يأخذ مفتاح الشقة الذي أعطته إياه في الصباح. فقد وجدته في موضعه على الطاولة المجاورة للباب وكأنه لم ينتبه لأخذه...أو ربما لم يهتم.
هزت رأسها في قوة حينما هاجمها ذلك الخاطر المزعج. بالطبع هو يهتم بها ولكن لابد أن شيئاً ما جعله يغادر المنزل في سرعة دون أن ينتبه.. لابد أن ش...
قطع أفكارها رنين هاتفها الجوال لتجفل لجزء من الثانية وهي تهرع لإجابته.









*************************

 
 

 

عرض البوم صور رباب فؤاد   رد مع اقتباس
قديم 16-03-13, 02:12 AM   المشاركة رقم: 342
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق



البيانات
التسجيل: Jan 2013
العضوية: 250012
المشاركات: 1,117
الجنس أنثى
معدل التقييم: الشمعة تحترق مرة عضو جوهرة التقييمالشمعة تحترق مرة عضو جوهرة التقييمالشمعة تحترق مرة عضو جوهرة التقييمالشمعة تحترق مرة عضو جوهرة التقييمالشمعة تحترق مرة عضو جوهرة التقييمالشمعة تحترق مرة عضو جوهرة التقييمالشمعة تحترق مرة عضو جوهرة التقييمالشمعة تحترق مرة عضو جوهرة التقييمالشمعة تحترق مرة عضو جوهرة التقييمالشمعة تحترق مرة عضو جوهرة التقييمالشمعة تحترق مرة عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1768

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
الشمعة تحترق مرة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : رباب فؤاد المنتدى : رومانسيات عربية - القصص المكتملة
افتراضي رد: 31_ قلب أخضر بقلم رباب فؤاد .. القلب السابع

 
دعوه لزيارة موضوعي

باين على سيدى وليد وسلمى حيولعوا من بعض قشطه اصل احنا كنا نقصين بلوى يقوموا يجونا فى الطريق
وعلى رئيك يارباب :قد أزعر من بعزر

 
 

 

عرض البوم صور الشمعة تحترق مرة   رد مع اقتباس
قديم 16-03-13, 02:20 AM   المشاركة رقم: 343
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عهد الكلمات


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 167604
المشاركات: 658
الجنس أنثى
معدل التقييم: رباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالق
نقاط التقييم: 2651

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
رباب فؤاد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : رباب فؤاد المنتدى : رومانسيات عربية - القصص المكتملة
Jded رد: 31_ قلب أخضر بقلم رباب فؤاد .. القلب الثامن

 




وقفت تصفف شعرها الفاحم بأناقة حينما استرعت انتباهها شعرة بيضاء بدت كشعاع ضوء قوي اخترق ظلمة سواد شعرها الحالك.
لم تكن المرة الأولى التي تلمح فيها شعرة بيضاء تنتهك وقار شعرها الأسود، لذا لم تعرها انتباهاً إلا حينما دققت النظر بين خصلات شعرها لتكتشف بضع شعيرات أخريات خرجن عن صمتهن ليجاهرن بوجودهن أمامها دون خوف.
قلبت خصلات مقدمة شعرها يمنة ويسرة لتكتشف أن الأمر يتعدى كونها بضع شعيرات إلى ما هو أكثر من ذلك،
فحينما اقتربت من المرآة لفحص شعرها انتبهت للمرة الأولى إلى تجاعيد صغيرة انتشرت على طول جفنها السفلي، وإن كانت لا تبدو واضحة إلا لمن يدقق النظر.
تحسست بشرتها الناعمة التي لا تشي بعمرها الحقيقي لتحمد الله في صمت لأن تجاعيد جفنيها أرحم بكثير مما تراه على وجوه شباب لا تصل أعمارهم إلى نصف عمرها.
ومن أعماقها انطلقت زفرة ملتهبة تركت أثرها الغائم على سطح المرآة المصقول لتجفل بعدها على صوت أمها يأتيها بحنق ـ"هل رأيتِ شيئاً أثار استيائك لهذا الحد؟ لأنه لا يوجد ما يثير استياء أي أم أكثر من أن تر ابنتها الوحيدة وقد بدأ الشيب يغزو مفرقها وهي لا تزال عازفة عن الزواج لأسباب واهية".
احتقن وجهها غضباً وهي تستدير إلى أمها قائلة من بين أسنانها ـ" أنا لست عازفة عن الزواج. كل ما في الأمر أنني لا استطيع أن أربط نفسي برجل لا تجمعني معه أية اهتمامات مشتركة. وأعتقد أن هذا حقي".
ارتفع هدير صوت أمها الغاضب ـ"كل من تقدموا إليك لا يحملون أية اهتمامات مشتركة؟ لا زملاء العمل ولا زملاء المعتقل حتى؟"
ازداد احتقان وجهها وهي تلملم شعرها بعصبية مغمغمة ـ"ها أنت قلتها صراحة.. أين الرجل الذي يقبل بالزواج من خريجة معتقلات سياسية؟ زميل العمل سيتوجس خيفة مني لأنني سأكون مصدر قلق وشبهة دائمين. وزميل المعتقل سيخشى الزواج مني كيلا يُسجن كلانا ويُشرد أبناؤنا في الشوارع".
اقتربت منها لتربت على كتفها بحنان هامسة ـ"حبيبتي (سلمى) أنت أجمل فتيات العائلة وأكثرهن ثقافة، لكنك صغيرتي الوحيدة التي أريد أن أزفها إلى عريسها قبل أن ألحق بوالدك. هل فكرت يوماً بما سيكون عليه وضعك إذا مت قبل أن أسلمك إلى رجل يصونك؟ أخوك الأكبر لا يهتم سوى بعمله وصفقاته وأهل زوجته. وتوأمك سرعان ما يستقل بحياته مع عروسه ولن يكون متفرغاً لك. إنه حتى لا يقضي إجازته القصيرة معنا لانشغاله في إعداد شقته الجديدة. فما بالك بوضعه بعد الزواج"؟
مطت (سلمى) شفتيها بحنق قائلة ـ"أنا لا أحتاج أياً من أخوي. ولدي عملي ودراستي ونشاطي السياسي الذي يملأ وقتي حتى أنك لا تريني طيلة النهار. فما حاجتي إلى زوج يقيد حركتي ويمنعني عما أحب؟ وما الداعي لأن أشغل أياً من شقيقاي بمشاكلي؟"
أدارتها أمها لتواجهها وهي تحاصرها بنظراتها الحزينة هامسة ـ"حاجتك ليست إلى زوج فحسب. هناك حاجتك إلى طفل ينمو أمام عينيك وتنشئيه على القيم التي تؤمنين بها. إنها مهمتك التي خُلقت من أجلها، والتي لا معنى لحياتك دونها".
أجلت حلقها بارتباك وهي تحاول الهرب من نظرات أمها هامسة بصوت مرتجف ـ"أنا من أعطي لحياتي المعنى والمغزى. لو أنني خُلقت عقيماً لرضيت بقسمتي وكيفت حياتي على هذا الأساس، ولجعلت لحياتي هدفاً مختلفاً أسعى لتحقيقه".
أتاها صوت أمها الواثق ـ"لكنك لست عقيماً، ولا تزال الحياة أمامك. أنت لا زلت في الثانية والثلاثين ويمكنك إنجاب العديد من الأطفال الأصحاء قبل أن ..".
قاطعتها بثورة مكتومة ـ"قبل ماذا؟ قبل أن تنتهي صلاحيتي كأنثى؟ قبل أن أصبح أرضاً بوراً لا تستطيع أن تُثمر أطفالاً لزوج المستقبل؟ أتريدينني أن أتزوج لأنجب فتاة أظل أحمل همها ما حييت إلى أن أزوجها لأول من يطرق بابها كيلا يطاردها شبح العنوسة؟ أم تريدينني أن أربيها على أن تتفقد شعرها يومياً بحثاً عن أي شعرة بيضاء تهدد بكشف عمرها الحقيقي؟ آسفة يا أمي. أنا لست علبة تونة على رف محل البقالة تنتظر من يشتريها قبل أن تفسد".
زمت إلام شفتيها بألم قبل أن تهمس ـ"ربما تظنين أن علبة التونة ستظل صالحة للاستهلاك طالما ظلت مغلقة. هذا صحيح. لكنها ستفسد على أي حال بعد انتهاء صلاحيتها، وحينها ستكون سامة ولن تكون مفيدة لأي أحد".
رفعت (سلمى) رأسها باعتداد لتقول ـ" وأنا لن أكون سامة لأنني لست هذه العلبة. أنا إنسانة تحمل عقلاً واعياً تثق به وبقدراته. ولن أتزوج لمجرد أن أُحسن استغلال التونة قبل أن تفسد".
ثم أشارت إلى شعرها مضيفة بنفس الثقة ـ" وهذا الشعر الأبيض الذي يزعجك...سأتخلص منه اليوم. فلن توقفني بضع شعيرات بيضاء عن مواصلة حياتي كما أريدها. ولكنني أعدك أن أوافق على أول عريس أقتنع بأن أتخلى عن بعض استقلاليتي من أجله. أما متى يحين ذلك؟ فالله أعلم".
قالتها وهي تلتقط معطفها الشتوي لترتديه على عجل متجهة إلى مصففة الشعر وبداخلها عزم أكيد...
أنا لست علبة تونة.




*************************

 
 

 

عرض البوم صور رباب فؤاد   رد مع اقتباس
قديم 16-03-13, 02:22 AM   المشاركة رقم: 344
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عهد الكلمات


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 167604
المشاركات: 658
الجنس أنثى
معدل التقييم: رباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالق
نقاط التقييم: 2651

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
رباب فؤاد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : رباب فؤاد المنتدى : رومانسيات عربية - القصص المكتملة
Jded رد: 31_ قلب أخضر بقلم رباب فؤاد .. القلب الثامن

 



استجابت لرنين الهاتف في لهفة قبل أن تنتبه إلى أنها النغمة المخصصة لصديقتها (منار) لتجيبها بابتسامة هادئة تخفي إحباطها ـ"أهلاً عزيزتي. كيف حالك؟"
أتاها صوت (منار) الصاخب تهتف في مرح ـ"أهلاً بالعروس المختفية. الآن تستجيبين للهاتف بعد عودتك إلى القاهرة. أما في شرم الشيخ فلا توجد تغطية للشبكة أليس كذلك؟"
انتقل مرح صديقتها إليها لتجيبها مغيظة ـ"بالطبع لا توجد تغطية للشبكة. إنهم يتعمدون ذلك كيلا ينزعج الأزواج الجدد باتصالات أصدقائهم".
ضحكت (منار) على عبارة صديقتها لتغيظها بدورها قائلة ـ"هكذا الأمر إذاً؟ حسناً استعدي للإزعاج الحقيقي أيتها الزوجة الجديدة لأننا سنهاجم منزلك اليوم بالأسلحة الثقيلة والفتاكة. سأُحضر (لميس) معي لأنها تريد تهنئتك بنفسها".
ابتسمت بترحيب قائلة ـ"بالطبع تشرفنا الزيارة. متى ستأتون؟"
مطت (منار) شفتيها قائلة ـ" مممم ربما في السادسة. كنت أريد أن يأتي (رأفت) معي لكنه في الإسكندرية لمتابعة العمال في شقتنا وسيأتي بعد يومين. لذا من الأفضل أن ترسلي زوجك وأخيك إلى المريخ كي نجلس كما يحلو لنا دون ترقب".
مطت هي شفتيها هذه المرة لتقول بهدوء ـ" الأمر يتوقف على حظك. ف(مازن) ليس هنا الآن. وإذا عاد متأخراً فلن يترك المنزل أبداً".
شهقت (منار) بمبالغة هاتفة ـ"هل هرب العريس بعد أسبوع من الزواج؟ ماذا فعلت بالرجل يا امرأة؟ تحدثي واعترفي قبل أن يأتي أهل زوجك لينتقموا من... بالمناسبة، أين أهل زوجك؟ لم نر أي منهم في الزفاف".
هتفت بها (علا) في ضجر وهي تسمع رنين جرس الباب ـ"توقفي عن أسئلتك الصحافية تلك أيتها المزعجة. أنت تعلمين أن والديّ (مازن) وشقيقه في نيويورك. والآن سأنهي الاتصال لأرى من بالباب. ربما كان (مازن). وأمري إلى الله سأنتظر إزعاجك في السادسة إن شاء الله".
قالتها وهي تنهي الاتصال وتهرع إلى الباب لتنظر من عينه السحرية كما اعتادت، وعاودها الإحباط للحظة حينما لمحت وجه أختها بالرضاعة قبل أن تفتح الباب في سرعة لتستقبلها بابتسامة حقيقية أضاءت وجهها، و(أنجيل) تشاكسها قائلة بمرح ـ"مرحباً بالعروس العائدة التي نسيتنا بمجرد أن تزوجت فارس الأحلام".
انتبهت لحظتها لصينية مستديرة مغطاة تحملها (أنجيل) بصعوبة وهي تقول في سرعة ـ"أفسحي الطريق أو ساعديني في حملها. أم (مينا) أقسمت أن يكون طعامكم اليوم من صنع يديها".
ساعدت أختها في حمل الصينية الكبيرة إلى المطبخ وهي تقول في حرج ـ"لا داعي لأن ترهق ماما (تريز) نفسها بطبخ كل هذا من أجلنا. لقد أوشك طعامي على النضج بالفعل".
وضعت (أنجيل) الصينية برفق على طاولة المطبخ وعدلت ملابسها بحركة غريزية قائلة بحب ـ"ألا تعرفين عادات الصعيد؟ أم العروس تطهو الطعام لابنتها لمدة أسبوع كامل. أم أنك تريدين لكلمة أم(مينا) أن تسقط أرضاً؟"
ضحكت (علا) بحرج وهي تقول في سرعة ـ"عاش (مينا) وأم (مينا) وكل أسرته بخير يارب. سلمت يدا ماما (تريز) على هذه الأصناف الطيبة، والتي سيرفض بعدها (مازن) أن يتذوق أياً من طهوي. تعالي (أنجي) واجلسي معي قليلاً".
اعتذرت (أنجيل) بحرج وهي تعيد خصلة من غرتها حالكة السواد خلف أذنها قائلة ـ"لا يصح أن أتطفل عليكما الآن".
ربتت على كتفها بأريحية وهي تصحبها إلى حيث الأنتريه قائلة ـ"لا داعي لهذا الحرج. (مازن) ليس هنا. لقد ذهب لشراء بعض الأشياء ولم يعد بعد".
تنحنحت (أنجيل) وهي تجيبها بنفس الحرج ـ" قد يأتي في أي وقت إذاً. سنمر عليكما في المساء لتهنئتكما بالزواج."
منحتها ابتسامة واسعة وهي تقول بحماس ـ"رائع. ستأتي (منار) و(لميس) أيضاً. سنترك الرجال معاً ونجلس نحن كعادتنا سوياً".
صفقت (أنجيل) بكفيها في جذل متناسية الوقار الذي تتصنعه أغلب الوقت وهي تقول بحماس هي الأخرى ـ"حسناً سأستعد من الآن لحفلة المساء. حينما تستعدين لاستقبالنا هاتفيني وسأتولى الباقي".
قالتها وهي تترك (علا) في محاولاتها الاتصال بزوجها الغائب.
************
أغلقت الباب خلف ضيوفها بعد أن انتهت الزيارة دون أن يعود (مازن) أو يتصل بها ليطمئنها عليه ليزداد قلقها وتوترها الذي فشلت في إخفاؤه طيلة الأمسية، واضطرت بسببه لتحمل مناوشات (منار) و(أنجيل) الساخرة.
تنهدت بقوة وهي تعود إلى الردهة لتحمل الكؤوس الزجاجية الفارغة وأطباق الحلوى المتسخة حينما ارتفع رنين جرس الباب لتجفل للحظة قبل أن تترك ما بيدها وتسرع نحوه. نظرت عبر العين السحرية لتجده واقفاً بضجر ويهم بضغط الجرس مرة ثانية لتسارع بفتح الباب وهي تقف خلفه ليدخل هو بعصبية ويغلق الباب خلفه بملامح جامدة لا تشي بشيء. ازدردت لعابها وهي تبتدره بلهفة ـ"حمداً لله على سلامتك يا حبيبي. قلقت عليك".
عقد حاجبيه وهو يلتفت إليها قائلاً ببرود ـ"لماذا؟ هل أنا طفل تخشين أن يضيع أو يفقد طريق المنزل؟ ثم لماذا لم تتصلي إذا أصابك القلق حقاً؟"
أسرعت تقول بابتسامة مرتبكة ـ"حاولت أكثر من مرة يا حبيبي، ولكن هاتفك مغلق منذ الصباح وهذا ما زاد من قلقي".
أخرج هاتفه من جيبه بحدة ورفعه أمام عينيها قائلاً من بين أسنانه ـ" هاهو الهاتف مفتوح أمامك. ولم أغلقه منذ ...".
بتر عبارته فجأة واحمرت أذناه وهو يدقق النظر بالهاتف ليكتشف أنه حوله بالأمس إلى وضع الطيران الذي يفصل الاتصالات بينما يظل الهاتف مفتوحاً لأي استخدام آخر.
ارتسمت الدهشة على وجهها حينما لمحت احمرار أذنيه وسمعته يقول بحرج ـ"المعذرة. لقد حولته إلى وضع الطيران حينما كان (مودي) يلعب به بالأمس ونسيت أن أعيده إلى الوضع العام".
حاولت أن تخفف عنه الحرج وهي تعيد رسم ابتسامتها على شفتيها وتلمس ذراعه برفق قائلة بمرح ـ"لوهلة تخيلت أنك وضعت شريحة مختلفة لا أعرف رقمها.. حينها كنت سأغضب حقاً".
اقتربت منه لتخترق رائحتها العذبة رئتيه فأدار هو بصره في الردهة ليتوقف عند الصحون والكؤوس الزجاجية ويسألها بخشونة بدت غريبة على مسامعها ـ"هل كان لدينا زواراً؟"
أجابته بهدوء ـ"نعم وغادروا قبل عودتك بقليل. أنكل (عزيز) و(مينا) كانا يريدان تهنئتنا لكن ...".
بترت عبارتها وهي تتأوه في ألم حينما انغرست أصابع كفه الأيسر في لحم ذراعها الناعم ونبرة صوته تتحول إلى الغضب وهو يهدر بها ـ"هل رأوك هكذا؟"
قالها ونيران الغضب تتقافز في عينيه اللتان جالتا على بلوزتها الصوفية الخفيفة ذات الياقة الواسعة، والتي انحدرت لتكشف أحد كتفيها ورسم الحناء أعلاه، وتنورتها القصيرة التي توقفت في منتصف ساقيها عند حدود رسوم كاحليها المغرية، بينما انسدلت غرتها على جانب وجهها في نعومة وارتفع باقي شعرها الذهبي بمشبك خفي تاركاً أطرافه تداعب كتفها العاري.
كان بالكاد متماسكاً منذ رآها واخترقت بنعومتها حصونه، لكن فكرة أن يراها رجل آخر سواه ويتمتع بهذه الزينة قبله أطارت بصوابه وهي تدافع عن نفسها هامسة بألم ـ"(مينا) أخي بالرضاعة هو الآخر. لكنه لم يأت ولا أنكل (عزيز) حينما علما بأنك لم تعد بعد. والجلسة كلها كانت بين فتيات وملابسي ليست عارية. هكذا ارتدي حينما تأتي (منار) و(لميس) لزيارتي في العادة".
وكأنها ألقت عليه دلو ماء مثلج، حدق بملامحها للحظات شعر خلالها بالحرج ثانية وهو يخفف قبضته على ذراعها قائلاً بعناد من يرفض الاعتراف بخطئه ـ"حتى في جلسات الفتيات، لا أحب أن ترتدي شيئاً ضيقاً ومكشوفاً هكذا. لقد تركتك يوم الحناء بفستانك العاري لأنني لم أُرد أن أُفسد ليلتك. لكنني لا أسمح بتكرارها".
مسدت عضدها بألم وهي تتخيل أصابعه وقد تركت المزيد من العلامات الملونة عليه لتقول بصوت مختنق ـ"ماذا بك يا (مازن)؟ ألا تعلم أن جلدي شديد الحساسية؟ ستترك أصابعك آثاراً مريعة على ذراعي".
لم يبد عليه التأثر بصوتها المختنق وهو يقول بحزم ـ"حينما تؤلمك ستتذكرين ألا تفعلي ما يضايقني. أريد تأكيدك الآن بأنك لن ترتدي شيئاً مكشوفاً أو ضيقاً أمام أي فتيات، حتى (أنجيل) أختك".
صدمتها لهجته القاسية التي تسمعها لأول مرة فرفعت عينيها إلى عينيه لترى نفس الحزم مرسوماً بهما دليلاً على أنه لم يكن يمزح. اغرورقت عيناها بالدموع سريعاً لتقول بصوت محشرج ـ"حسناً. لن أرتدي شيئاً دون موافقتك أولاً".
آلمته نبرة الخنوع في صوتها لكنها لم يُبد تأثره وهو يهز رأسه استحساناً، ثم سألها باهتمام ـ"أين (مودي)؟"
تنحنحت لتتخلص من غصة الدموع في حلقها وهي تجيبه بنبرة محايدة ـ"ظل ينتظرك حتى غفت عيناه قبل قليل. على أي حال هذا هو موعد نومه وقت الدراسة".
بدا الانزعاج على وجهه وهو يتجه نحو غرفة الصغير لتبادره بالسؤال ـ"ألن تأكل؟"
أجابها باقتضاب دون أن يلتفت إليها ـ"لا أريد".
تهدل كتفاها في إحباط انتقل إلى صوتها وهي تقول بضيق ـ"لكنني لم أتناول الغذاء في انتظارك. أجبرت (مودي) على الطعام وظللت في انتظارك. بل إنني لم أتناول أياً من الحلوى مع البنات بسبب توتري من تأخرك".
توقف على باب الغرفة مع انتهاء جملتها حينما تذكر أنه لم يتناول أي طعام بعد قطعة الشوكولاتة بالكراميل هذا الصباح ليستدير إليها ويمط شفتيه قائلاً ـ"حسناً. أعدي الطعام وسأوقظ (مودي) ليأكل معنا".
اعترضت قائلة في سرعة ـ"أرجوك لا توقظه. إذا استيقظ الآن فلن يمكنه العود للنوم قبل عدة ساعات وقد لا ...".
بترت عبارتها وهي تراه يتجاهلها ويفتح غرفة الصغير وكأنه لا يسمع اعتراضها، وسرعان ما سمعت ضحكاته مع أخيها الذي قفز من فراشه في سعادة بالغة وقد هرب النوم من عينيه تماماً.
حينها زفرت في حنق وهي تدرك أن ليلتها ستكون طويلة.


 
 

 

عرض البوم صور رباب فؤاد   رد مع اقتباس
قديم 16-03-13, 02:24 AM   المشاركة رقم: 345
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عهد الكلمات


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 167604
المشاركات: 658
الجنس أنثى
معدل التقييم: رباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالق
نقاط التقييم: 2651

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
رباب فؤاد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : رباب فؤاد المنتدى : رومانسيات عربية - القصص المكتملة
افتراضي رد: 31_ قلب أخضر بقلم رباب فؤاد .. القلب الثامن

 


زفرت في ضيق للمرة التي لا تعرف رقمها بعد أن توقفت عن العد.
فمنذ الأمس وأعصابها ثائرة بسبب تجاهله غير المفهوم لها، وكأنها فقدت أهميتها بالنسبة له بمجرد أن منحته ما يريد.
لم تكن تريد لأفكارها أن تأخذها في هذا الاتجاه، لكنها لم تجد تفسيراً آخر لما يفعله معها.
فبالأمس بعد أن أيقظ أخاها خرجا معاً ليجلسه على فخذه وهما يتناولان الطعام معاً كأب وابنه دون أن يعيرها أي انتباه.
وحينما قرر أن ينتبه لها كان ليسألها ببرود متى طبخت كل هذه الأصناف، وحينما علم بأنها من صنع أمها بالرضاعة ترك ملعقته في حنق هاتفاً بها أنه لا يحب أن يأكل سوى طهي امرأته أياً كان. ثم ما لبث أن أوضح بحزم أن الطعام جيد لكنه يجب ألا يعتادا على ذلك، وألا يكلفا والديها بالرضاعة الكثير. فتكفي هذه العزيمة وبعدها تطهو هي بنفسها.
حاولت أن توضح له أنها بدأت بالفعل في طهو طعام الغذاء قبل أن تتوقف بسبب ما أرسلته ماما (تريز)، لكنه كان متشاغلاً عنها بصديقه الصغير، ليزداد حنقها عليه.
حاولت أن تفهم سبب تغير أسلوبه معها أو أين كان طيلة النهار دون جدوى، لتؤثر الانسحاب إلى غرفتها بدلاً من أن تنفجر في وجهه بعد أن أخبرته بأمر اجتماع الصحيفة في الصباح.
توقعت أن يلحق بها بعد قليل، أو حتى بعد حين، لكنه لم يفعل.
ظلت مسهدة الأجفان حتى الفجر في انتظاره وهو لم يأت، حتى سمعت باب الشقة يُفتح عند أذان الفجر وهو يذهب للصلاة.
قامت لتصلي الفجر وهي تشعر بخمول غريب بسبب قلة النوم، وقبل أن تنتهي من أذكار الصباح سمعته يدلف بحذر من باب الشقة متجهاً إلى غرفة أخيها ليكمل باقي ليلته هناك.
حينها شعرت بمهانة غريبة دفعت الدموع عبر عينيها لتغرق وجهها وهي تتكور على نفسها على الفراش حتى حملها النوم بعيداً.
لم يطل نومها، بل ولم تستمتع به من الأساس لأنه كان مليئاً بأحلام تعاتب فيها حبيبها على قسوته الغريبة معها، حتى أيقظها صوت المنبه في هاتفها الجوال لتنتفض جالسة على فراشها فتمسد رقبتها الملتوية في ألم وتنهض لتوقظ أخاها للمدرسة.
لم تندهش حينما وجدته غارقاً في النوم على وجهه إلى جانب أخيها مرتدياً نفس ملابسه التي يرتديها منذ الأمس، بل إنه لم يشعر بها وهي توقظ الصغير وتحمله إلى خارج الغرفة محذرة من أن يصدر جلبته المعتادة.
والآن، بعد نصف ساعة من رحيل (مودي) عن المنزل، وقفت تنهي ربط حجابها وتتأكد من هندامها قبل أن تتجه إلى غرفة أخيها لتوقظ ذلك النائم.
جلست على الجانب الواسع من الفراش حيث كان (مودي) نائماً واتكأت على مرفقها تراقب ملامح وجهه عن قرب لتتأكد أنه نائم بالفعل، لكن ملامح الإرهاق على وجهه أنبأتها أنه لم ينم سوى بعد صلاة الفجر هو الآخر.
لوهلة شعرت بالتعاطف وهذا الخافق اللعين يغريها بمداعبة خصلات شعره المبعثرة على جبهته وتقبيل ذلك الشق الذي تعشقه بمنتصف ذقنه.
كادت تستسلم لرغبتها المتهورة وأناملها تقترب من وجهه حينما برز عقلها فجأة مذكراً إياها بما فعله معها أمس ودموعها التي تركت أثرها بعينيها المنتفخة هذا الصباح، لتحول مسار كفها إلى كتفه وتهزه برفق هامسة ـ"(مازن).. هيا استيقظ كيلا يفوتنا موعد اجتماع الصحيفة".
لم تتخيل أنه قد يستيقظ بهذه السرعة لعلمها بحركاته التي يتعمد فيها التظاهر بالنوم حتى تقبله هامسة بتحية الصباح. لذا فغرت فاها في دهشة حينما انتفض جالساً على الفراش وهو يسألها بصوت أجش من أثر النوم ـ"كم الساعة الآن؟"
أجابته بخفوت وبصرها معلق بعينيه الحمراوين وأجفانه المتورمة من قلة النوم قائلة ـ"إنها السابعة والنصف تقريباً، وموعدنا في التاسعة".
تلفت حوله بحثاً عن هاتفه لتقدمه هي له بابتسامة هادئة لم يرها وسبابته تجري على شاشة الهاتف ليتأكد من توقيت المنبه وسمعها تقول بتردد ـ" أنت أغلقت رنين المنبه حينما كان (مودي) يتناول إفطاره و..".
بترت عبارتها في خوف حينما التفت إليها بحركة حادة يسألها ـ"ولماذا لم توقظيني وقتها؟"
ازدردت لعابها وهي تجيبه بنفس التردد ـ"مادمت أغلقت المنبه فهذا يعني أنك بحاجة للمزيد من النوم. والوقت كان مبكراً لذا تركتك تنام قليلاً. وها أنذا أوقظك".
زفر في قوة وهو يمسح وجهه بكفيه ويخلل شعره بأصابعه قائلاً بتبرم ـ"حسناً حسناً.. امنحيني عشر دقائق كي استعد".
نهضت قبله لتقول بهدوء ـ"الحمام جاهز. أعتقد أن حماماً دافئاً قد ينعشك ريثما أُعد لك الإفطار".
تأملها للحظات قبل أن يشيح بيده قائلاً ـ"لا داعي للإفطار. كوب من النسكافيه يكفيني".
قالها وهو ينهض بدوره ليمر من جانبها إلى الحمام دون أن يلمسها فعقدت حاجبيها في ضيق انعكس على عصبيتها وهي تُعد له مشروبه الصباحي بصخب متعمد.
حملت كوبه الخزفي على صينية صغيرة وإلى جانبه شطيرتين في طبق أنيق واتجهت إلى غرفتهما لتجده وقد أنهى حمامه وبدأ يرتدي ملابسه بالفعل.

جلس على طرف الفراش ليرتدي حذاؤه متصنعاً الهدوء. لم يكن هادئاً تماماً بسبب خفقات قلبه الثائرة التي تطالب بحقها في التمتع بصباح جميل برفقة فاتنته، وإن كان أقل عصبية عن الأمس بفعل الحمام الدافئ الذي دغدغ أعصابه قليلاً.
ورغم ذلك حاول أن يبدو بارداً وهو يدعو الله في قلبه أن تسيء معاملته بأي شكل كي يفرغ غضبه المكبوت كما فعل بالأمس بحجة أن ملابسها لا تروقه.
ولكن ليس كل ما يتمناه هو يدركه. فسرعان ما سمع خطواتها الهادئة تقترب وهي تحمل إفطاره هامسة بهدوء ـ"ها هو النسكافيه".
رفع عينيه رغماً عنه ليجدها تستند إلى حافة الباب عاقدة ذراعيها أمام صدرها وقد ارتسم تعبير طفولي غاضب على ملامحها. تجاهلها كما يتمنى أن يفعل منذ الأمس وهو ينهض إلى المرآة المجاورة لها ليعقد رابطة عنقه بأناقة حينما خانه لسانه رغماً عنه بسؤال سريع ـ"ما الذي يُغضب الأميرة؟"
برقت عيناها في طرب لسماعه يتحدث إليها بود تاقت إليه لتسرع بإجابته قائلة بدلال حزين ـ"بل قل ماذا فعلت الأميرة لتُغضب الأمير منها؟"
آلمه سؤالها الذي حطم أسوار القسوة التي يغلف بها قلبه، فتنهد وهو يدير عينيه إليها وقلبه يهتف بما يعجز لسانه عن قوله "الأمير لا يستحق الأميرة".
شعرت بما تحمله عيناه من كلمات لم يتفوه بها لتتجرأ قليلاً فتقترب حاملة سترته وتقف خلفه تساعده في ارتدائها قبل أن تسند جانب وجهها إلى ظهره وتحيط خصره بذراعيها هامسة بضيق ـ"بالأمس كدت أموت خوفاً عليك، وأنت لم تفكر في الاتصال بي لطمأنتي. بل ولم تخبرني لماذا تركتني فجأة دون أن تلفت انتباهي إلى خروجك. أنت لا تتخيل مدى سهولة إصابتي بالذعر فأرجوك رفقاً بقلبي".
كان اقتحامها مباغتاً ولم يتوقعه منها. ففي البداية تقبل مساعدتها بارتداء السترة، لكنه ما أن شعر بكفيها على خصره حتى ارتجفت عضلات معدته رغماً عنه للحظات أسرع بعدها ليضع كفيه على كفيها ويشدد من احتضانها له وهو يسمع كلماتها التي مزقته داخلياً.
لم يدر ماذا يفعل أو ماذا يقول ليخفف ضيقها الذي يجلده، فاكتفى بالاستدارة إليها واحتضان وجهها بين راحتيه هامساً بصوت لم يحمل أياً من مشاعره ـ"آسف يا حبيبتي.. كنت مضطراً للنزول ولم أنتبه إلى أنني صرت مسؤولاً عن أسرة. سأحاول ألا أكررها".
رفعت عينيها إلى وجهه بابتسامة ناعمة وهي تقول بدلال خجول ـ"كما أنك نسيت تحية الصباح".
ازدرد لعاباً وهمياً يخفي به ارتباكه. فهو يدرك جيداً أنه يحتاج لما هو أكثر من تحية الصباح، وأنها لن تكفيه. لذا ضغط فكيه في قوة وهو يقبل جبهتها قائلاً في سرعة ـ"هذا لأنني استيقظت بمزاج سيء، وفي هذه الحالة يُفضل أن تتجنبيني".
صدمتها قبلته الباردة على جبينها لتتنحنح مبتعدة وتقول بحرج ـ"مشروبك سيبرد. وحبذا لو تناولت إفطارك كاملاً، فربما تأخرنا في العودة".
شعر بها تحاول الحفاظ على ما تبقى من كرامتها التي يتعمد إهدارها منذ الأمس، ليتغلب قلبه عليه ثانية وهو يجذبها من كفها ليعيدها إلى أحضانه ويكتم شهقتها بأنفاسه بشغف.
أبعدها عنه ليلتقط أنفاساً جديدة معبقة بشذاها وهو يهمس بتلاعب من بين أنفاسه اللاهثة ـ"أيقنت أن صباحي لن يكتمل دون تحية الصباح".
لكزته بقبضتها في كتفه هامسة بحرج ـ"أفسدت حجابي بتهورك. من فضلك لا أريد تحية الصباح إذا كنت ستفسد حجابي كل مرة".
شاكسها وهو يقول بخبث ـ"انظري في عيني وقولي إنك لا تريدين تحية الصباح. ثم إنك أفسدت شعري كما أفسدت أنا حجابك. هذه بتلك".
لكزته مرة أخرى وهي تخبئ وجهها في صدره العريض الذي افتقدته الليلة الماضية، قبل أن تسمعه يهمس في أذنها بإعجاب ـ"يروقني رداءك كثيراً. أنت ملكة اللون الأزرق يا ذات الرداء الأزرق".
أسعدتها كلماته لتغوص بأحضانه أكثر وهي تهمس لنفسها ـ"مرحباً بعودتك إلى قلاعك سالماً يا فارسي".


 
 

 

عرض البوم صور رباب فؤاد   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أخضر, بقلم, رباب, فؤاد
facebook



جديد مواضيع قسم رومانسيات عربية - القصص المكتملة
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 04:56 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية