لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية


موضوع مغلق
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (3) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 30-11-13, 11:14 AM   المشاركة رقم: 331
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Apr 2007
العضوية: 26942
المشاركات: 136
الجنس أنثى
معدل التقييم: Lara_300 عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 19

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Lara_300 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : **روووح** المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: روايتي...ولغد طيات أخرى...

 

نورتي المنتدي روح الصراحة لا أستطيع التعليق على مأتكتبين فأنتي مبدعه يعجز لساني عن الوصف استمري

 
 

 

عرض البوم صور Lara_300  
قديم 30-11-13, 07:06 PM   المشاركة رقم: 332
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2012
العضوية: 247575
المشاركات: 240
الجنس أنثى
معدل التقييم: **روووح** عضو على طريق الابداع**روووح** عضو على طريق الابداع**روووح** عضو على طريق الابداع**روووح** عضو على طريق الابداع**روووح** عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 472

االدولة
البلدUnited_Kingdom
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
**روووح** غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : **روووح** المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: روايتي...ولغد طيات أخرى...

 

السلام عليكم أحبتي...
أتمنى تكونوا بألف خير...
إن شاء الله لو ربي سهلي و كملت البارت بيكون فيه بارت في حدود الساعة 12 بإذن الرحمن..
في أحداث أكثر تشويقاً :)
لذا..
كونوا بالقرب...
:)

 
 

 

عرض البوم صور **روووح**  
قديم 30-11-13, 07:46 PM   المشاركة رقم: 333
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Dec 2010
العضوية: 207729
المشاركات: 207
الجنس أنثى
معدل التقييم: همس الوجووود عضو على طريق الابداعهمس الوجووود عضو على طريق الابداعهمس الوجووود عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 209

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
همس الوجووود غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : **روووح** المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: روايتي...ولغد طيات أخرى...

 

وعليكم السلام ورحمة الله
بإنتظاارك رووح متحمسه جداً للاحدااث
ربي ييسر اموورك ويسهلك

 
 

 

عرض البوم صور همس الوجووود  
قديم 01-12-13, 12:56 AM   المشاركة رقم: 334
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2012
العضوية: 247575
المشاركات: 240
الجنس أنثى
معدل التقييم: **روووح** عضو على طريق الابداع**روووح** عضو على طريق الابداع**روووح** عضو على طريق الابداع**روووح** عضو على طريق الابداع**روووح** عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 472

االدولة
البلدUnited_Kingdom
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
**روووح** غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : **روووح** المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: روايتي...ولغد طيات أخرى...

 

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم أحبتي في الله..

حابة أقول شي لكل من كتب لي تعليق أو كلمة أو حرف حتى...

أشكركم...أشكركم من أعمااااق قلبي...ما حقدر أوصف لكم أنا أحبكم لأي درجة...لأن كلماتكم و مشاركاتكم هذه هي اللي تديني الحافز إني أقدم أفضل ما عندي عشانكم..و و الله كل تعليق أقراه كويس و أعيده و في تعاليق تمسني فقلبي و اتذكرها لمدة طويلة..و أتمنى لو كان لي وقت أرد على تعاليقكم بس و الله الوقت اللي ألقاه أحاول أكتب فيه الفصل...بس بشكركم من جووة قلبي..و كل شخص ينضم لنا جديد أقوله...

شرفتني..!!

اليوم حركز في شخصيات معينة دون غيرها...
بس في مواقف مستني و أنا أكتبها...!!




الطية السابعة و أربعون

محض فرصة...!!
توشك روحي ألا تصدق..
هل هذا أنت...؟!
بروحك..
بقلبك..
و بنبضك..
قابع أمامي؟!!
أهي فرصة أخرى لي...لأعتذر...!!




علمني أن أخرج من بيتي ..لأمشط أرصفة الطرقات
وأطارد وجهك في الأمطار .. وفي أضواء السيارات
أطارد ثوبك في أثواب المجهولات
أطارد طيفك
حتى
حتى
في أوراق الإعلانات
علمني حبك كيف أهيم على وجهي ساعات
بحثا عن شعر غجري تحسده كل الغجريات
بحثا عن وجه .. عن صوت .. هو كل الأوجه والأصوات
أدخلني حبك سيدتي .. مدن الأحزان
وأنا من قبلك لم ادخل مدن الأحزان
لم اعرف أبداً أن الدمع هو الإنسان
وان الإنسان بلا حزن .. ذكرى إنسان

نِزار قبّاني








قبل كل شي..
صلوا على الحبيب محمد..!!




في تلك المستشفى...

طرق باب الغرفة ليسمع تلك ال(تفضل)...دخل بهدوء يحاول جاهداً التغلف به ليقف عند الباب و هو يرى تعابير تلك السيدة و هي تبتسم له بفرحة..\هلا فيك يا ولدي...
اقترب وهو يقول..\كيف صرتي؟!

قال تلك و هي مستغربة من هذه الزيارة التي لم تتوقعها...فهو قد تزوج رحيق قبلها بيوم..ماالذي سيأتي به لها؟!...قالت و بتعب..\بخير..بس عسى ماشر ؟!
قال لها ذلك الآخر وهو يقترب..\فيه موضوع مهم بتكلم فيه معاك..
زاد إستغراب تلك الأخرى و هي تحاول التفكير في الموضوع...ربما تلك الرحيق قد افتعلت مصيبة ما...اقترب من ذلك الكرسي ليجلس عليه وذلك الهدوء الذي يغلفه يثير استغراب تلك الأخرى و هي تقول...\عسى ما شر..قول يا ولدي ؟!!

قال ذلك الآخر وهو يكتف كفاه ببعضهما وهو يتأمل أرضية الغرفة..\أنا جيتك و فراسي تساؤلات كثيرة و متأكد مية بالمية إن كل إجاباتها عندك..و عندك إنتي بس...و رح أسألك بهدوء و أتمنى إنك تجاوبيني بكل صراحة..

بدأ الخوف يدب في أوصال تلك الأخرى و هي تقول..\وش اللي صار يا ولدي...
اكمل..\أنا أدري بحقيقة رحيق...و أدري إنها ماهي ببنت أختك...و إنها بنت إنتم حبستوها عندكم بس..قاطعته تلك و برجفة قد بدت على معالم جهها..\إنت وش قاعد تقول..وش..قاطعها هو بالمثل وهو يشير بيده مغمضاً عينيه علّه يتحلى ببعض من الصبر..\لو سمحتي يا خالة...لا تحاولين تكذبين..و هذاني بعطيك الفرصة عشان تصلحين اللي سويتيه إنتي وولدك...بس ياليت ما تكذبين...صمت لوهلة وهو يزفر ذلك الكم من الهواء بقوة...تأمل سقف الغرفة وهو يكمل...\أنا أدري بكل شي...و الحرمة اللي جابت لكم هالرحيق لما كانت رح تولد إعترفت بكل شي..و إعترفت إنها جابتها لكم..و إنها دفعت لك إنت و ولدك عشان تحبسونها معكم...اعترفت بكل شي...
قالت تلك و قد أيقنت تماماً بأنه قد علم بالحقيقة المرة...\إنت...أنت كيييف عرفت؟!...كييف لك علم بكل هذا؟!!!...كيييف عرفت هالإشيا...أن...إنت من ويين لك كل هالمعلومات؟!!
قام ذلك الآخر من مكانه و هو يقف قرب تلك النافذة...سحب أكبر كمية من الهواء وهو يقول...\ههه..كيييف عرفت؟!!...كيييف؟!!

قال لها و دونما أي جواب منه...\أبيك بالأول تقولين لي كل القصة..

صمتت تلك الأخرى لوهلة و هي تفكر..و فجأة بدأت...بدأت بسرد كل شئ لذلك الآخر وهو مستغرب من تتابع الأحداث...و هي تقص عليه كل شئ...بالتفاصيل...كل شئ وهو في حالة صدمة لا نهاية لها...و أكملت كلماتها...\هذا كل اللي صار...و آني ما كنت رح أمسكها معي إلا بعد ما قالتلي ذيك الحرمة إن هالبنت حملت بالحرام و إن هلها بيقتلوها لو لقوها...قلت خلاص..بكسب أجر في البنت و بمسكها معي و بكسب فلوس...و حنا كنا محتاجينها ..
قال ذلك الآخر بألم...

..\يعنييي؟!!...صمت لوهلة وهو يحاول إستيعاب ما تقول تلك السيدة...\يعني..هي الحين فاقدة الذاكرة؟!..ماهي متذكرة ولا شي..؟!!

أجابته...\هي كل اللي تعرفه من هالدنيا آنا و ضاحي...و ماهي متذكرة ولا شي...صمتت لتردف و هي خائفة من ذلك القابع امامها...\وربي هذا كل اللي صار...بس..بس إنت كيف عرفت الحقيقة؟!..كيييف؟!
قال لها...\سؤال لو جاوبت لك عليه ممكن تموتين مكانك من الصدمة...ممكن ما تقدرين تحتملين هالكلام...أنا مدري وش اللي حاس فيه فهاللحظة...مادري ليش ماني قاعد أصارخ عليك أو أطردكم إنتي وولدك من المستشفى و أتخلى عن تكاليفكم...مادري ليش ماني قاعد أسوي كل هذا...التفت عليها و هو يقول بهدوء غريب قد غلب على روحه..\تدرين إن اللي كانت معكم إهي زوجتي؟!!

تأملته تلك الأخرى و بإستغراب لا حدود له و هي مصدومة لا غير..\وش اللي قاعد تقوله؟!
خالد \مثل ما قلت لك...زوجتي...زوجتي اللي لي سنين أتحسف على الوقت اللي ضيعته بعيد عنها...روحي..قلبي اللي راحت من هالدنيا...تدرين إنها لما جابتها ذيك الثانية لعندكم كانت حامل فبنتي..تدرين إنها وهمتني إنه زوجتي ماتت..فارقت الدنيا..سنين و أنا عايش على إنها ميتة...تدرين إن اللي سويتوه إنتي و ولدك إنكم فرقتكم إثنين من بعضهم..إنكم ضيعتم حياة وحدة مسكينة..ما ضاقت من هالدنيا شي غير الألم...تدرين إنه...

و ليش تدرين؟!...اللي يسوي سواتك ما رح يحس باللي قاعد أقوله...


************************


القصر..

كان يجر عجلات كرسيه بلهفة وهو يود رؤية ذلك الزائر الذي قد أخبرته الخادمة بحضوره...لماذا روحه تتلهف لهذه الدرجة...لماذا يحس و كأن جسده معلق في الهواء..؟!

أفعلاً يمكن أن يكون ذلك الزائر هو...!!

ابنه..!!

يسار

أيعقل

استغفر وهو يحاول جاهداً ألا يتعلق بأمل لا حقيقة له...دخل المجلس وهو يتوقف فجأة..يتأمل ذلك الذي يقف

شخص يعطيه ظهره العريض...وهو يتأمل في تلك اللوحة التي تتوسط الحائط...
هو...

نفسه...

نطقها و روحه توشك أن تخرج من فاهه...

..\يساااار..!!


التفت عليه ذلك الآخر وهو يتوقف لوهلة و كل منهما يتأمل الآخر...للحظة..!!

لحظة...!!

لا يمكن لبشر تخيلها..

لحظة..

لا يمكن لروح إحتمالها..

لحظة...

لقاء أب بإبنه...

لقاء روحين متلهفتان لفرصة أخرى..

قال ذلك الآخر وبلهفة..\يبة..!!

ابتسم عبدالرحمن ابتسامة لم تزر ملامحه منذ سنوات..و قال له...\يسااار..تعال..تعال فحضني يالغالي..

اقترب ذلك الآخر وهو يقبل رأسه..و يقبل يديه و ذلك الآخر يهتف بكل فرحة...\الحمد و الشكر لك يااا رب...الحمد و الشكر لك ياااا رب..يسااار..رجعت لي يا ولدي...رجعت..بالسلاااامة...الحمد لله شفتك حي قبل لا موت...شفت روووحك...ابعده وهو يتأمل ملامحه و ذلك الآخر جالس على الأرض و هو يقبل كلتا يديه..قال له و الدموع قد ملأت محاجره..\آآآه يا ولدي..سااامحني..سااامحني و انا اللي دعيت عليك..سااامحني و..أسكته يسار وهو يقول..\يبة..لا تقوول كذا...لا تقول كذا..إنت اللي ساامحني يبة..إنتي اللي سامحني على كل شي...

خرجت تلك الآهة القوية من عبدالرحمن وهو يقول..\ قرب..قرب أضمك و أشم ريحتك..ليحتضنه مرة أخرى..و يتدافع يسار ليقبل كفيه ورأسه...لتتدافع الكلمات من ذلك الآخر..\كييفك يا ولدي؟!..ويين كنت؟!.. وش اللي صار فيك؟!..وش اللي؟!..ويين كنت؟!..و كييف؟!..و..قاطعه يسار بإبتسامة وهو يقول..\بقولك كل شي..بس..وقف ليلتفت وهو يقول..\ويين الباقيين؟!...وينها امي..و جدتي؟!..و صبا و شياطينها..؟!..و..صمت لوهلة وهو يقول بنبرة قد اختلفت عن البقية..\وينه خاالد؟!
أرجع عبدالرحمن كرسيه للخلف وهو يقول..\كلهم بخيير...و كلهم رح يموتون من الفرحة لو شافوك..
يسار بلهفة لا حدود لها...\بشوفهم...!!


************************


في زاوية أخرى..

وقف لمدة دونما حراك وهو يتأمل في باب الشقة...وهو يفكر في ذلك النقاش الذي سيخوضه معها...

كيف له أن يخبرها بأنه زوجها وهو بالنسبة لها مجرد غريب؟!...

كيف له أن يتحدث معها بكل هدوء وهو يفور من داخله...؟!

كيف له أن يقف على بعد امتار منها وهو يتوق ليدفنها في أقصى نقطة في صدره...؟!

كيف له أن يتجلد بالهدوء وهو أبعد ما يكون عنه؟!!...

كيف...؟!!

استغفر وهو يدعو الله أن يلطف به في ظل كل ما يحدث...!!

أدخل ذلك المفتاح في الباب ليفتحه...دخل ووضع تلك الأكياس على تلك الطاولة التي تتوسط الشقة...تأمل باب غرفتها الموصد وهو موقن بأنها لم تخرج منها...مسح وجهه بكلتا يديه وهو مرهق تماماً..مرهق لحد لا يمكن وصفه..

اقترب من باب غرفتها وهو يطرقه بهدوء...و لكن لا رد...أصابه الخوف أن مكروهاً قد أصابها و هي لم تأكل شيئاً...و لكن لا رد...طرقه مرة أخرى..و لكن أيضاً لا رد..!!
قال بهدوء..\مرضي..و لكنه صمت لوهلة ليستوعب..\رحيق...افتحي الباب...نحنا لازم نتكلم..فيه موضوع ضروري لازم نتكلم فيه..

تلك الأخرى كانت جالسة على السرير و بمجرد سماعها لطرقه للباب بدأت بالإرتجاف و اعتدلت في جلستها..لتسمعه وهو يطلب منها أن تفتح له الباب...سمعته وهو يقول..\رحيق..لو سمحتي..أنا وعدتك ما رح قرب منك...و ما رح سوي لك شي..بس لازم أتكلم معاك...لازم أوضح لك ليش كانت ردت فعلي كذا..ليش تصرفت بهالطريقة...ليش كل...و لكن الصمت غلفه وهي تفاجئه بفتحها للباب...تأملها و هي ترتدي حجاباً كاملاً و هي تنظر للهواء و تقول بهدوء

..\قول..!!

تمنى لو يدفن ملامحها في مخيلته للأبد..تمنى لو يحتضنها الآن و يخبرها بكل شئ..و لكنه يعلم أن هذه ليست بالطريقة الجيدة لإيصال الفكرة لها...قال لها و بهدوء..\خلينا نقعد برة...
تحرك مبتعداً عنها ليجلس على ذلك الكرسي وهو يتأملها...و هي تتلمس الحوائط ببطء و هي غير معتادة على المكان...تمشي ببطء سمح له أن يراها..

أن يتمعن في تفاصيلها الآسرة لروحه...

تأملها و هي توشك أن تصطدم بالكرسي ليقوم بلهفة وهو يقول..\حاااسبيي...لتتوقف هي فجاة و تتحسس الكرسي و تجلس عليه..جلس هو قبالتها..و لم يكف أبداً عن تأملها...تأمل عينها المعلقة في اللاشئ...كفيها المرتجفتان و هي تضمهما بين قدميها في حركة دفاعية...استيقظ من شروده وهو يجد نفسه قد أطال في الصمت...

قال لها..\أنا آسف عن اللي صار الأمس...بس..أنا رح أشرح لك كل شئ..اللي صار إني قبل ثلاث سنوات كنت متزوج...و كنت أحب زوجتي كثير...كنت متيم فيها بالمعنى الصريح..و هي كانت حامل..و بتجيب لي طفلي الأول...و..صمت لوهلة وهو يقف ليبتعد عنها و يقف عند تلك النافذة..
و أكمل..\و هي توفت..في الولادة..و جابت لي طفلة حلوة حيييل تشبهها..سميتها وجد..و كنت طول هالسنين و انا كل يوم أذكرها..و ما قدرت أتخطاها و لا انساها و لا أنسى أي شي عنها...واللي صار بقوله لك..بس أتمنى إنك تصدقيني..لأني مارح أكذب عليك..اللي صار إنه..صمت لوهلة..صمت لمدة طويلة حتى حست هي بالغرابة لتقول له..\اللي صار؟!!

أقترب ليقف أمامها وهو يقول..\ اللي صار إنه أنا أول مرة شفتك..لقيتك تشبهينها كثيير..فكل شي..حتى في الملامح...و تذكرتها...و صابتني لحظة هستيريا و ظنيت إنك هي نفسها...عشان كذا كنت أناديك بمرضية...صمت لوهلة وهو يبعد نظره عنها..\ أأ..أنا آسف لأني تصرفت بهالطريقة..بس لأني كنت ولهان فيها...و شفتك و جن جنوني...بس....أوعدك إنه ما رح يبدر مني تصرف مثل هذا مرة ثانية...

و حل الصمت مرة أخرى بينهما...و دون نطق أية كلمة وهو ينتظر ردة فعلها..لتقول هي بهدوء..\أنا آسفة على موتها..ربي يرحمها...طيب...ممكن أسألك سؤال؟!!

قال لها وهو يذوب في براءتها و نبرتها الهادئة...\إسألي؟!.

قالت..\وينها بنتك؟!!

تفاجأ و بشدة من سؤالها..فلم يتوقع أن يكون هذا أول سؤال تسأله...قال لها و بهدوء يحاول جاهداً التغلف به..\هي مع هلي..إنت..إنتي كنتي لاقيتيها من قبل في المستشفى..بس..إذا تبين ممكن أجيبها لك تشوفينها؟!!

ابتسمت تلك و رغم كل شئ و هي تقول...\طبعاً بشوفها..
سرح في برائهتها.. فها هي قد صدقته و في بضع ثوان فقط..و..توقف وهو يقول لها..\جبت لك أكل..أكيد بتكوني ما كلتي شي من مدة..


************************


القصر..!!

قالت تلك و هي تمسك بعصاها الخشبية...\وش فييه؟!..وش اللي تبي تقوله لنا؟!
لتتبعها أم يسار بكلماتها...\و ش اللي صار يا بو يسار؟!!..خرعتنا؟!

ابتسم ذلك الآخر وهو يقترب بكرسيه الحديدي و قال..\عندي لكم خبر ما رح تصدقونه...أحلى خبر بتسمعونه فحياتكم كلها..خبر..لتقاطعه والدته وهي تقول بنفاذ صبر..\وش هووو؟!...سليت روحنا؟!!
اقترب أكثر من والدته حتى أصبح مقابلاً لها..وضع كفيه على رجلها وهو يتأملها...لتسأله..\أبو يسااار!!!...وش فيك يا ولدي؟!!
قال لها بإبتسامة..\وش أكثر أمني
ة تتمنيها تصير؟!..
قالت له تلك و حيرتها تزداد...\وش اللي قاعد تقوله...إيش هذا؟!
قال..\سألتك بس جاوبيني..وش هو أكثر شي تتمنينيه الحين؟!

قالت تلك و هي تسرح بنظرها بعيداً و هي تتذكر أمنيتها الوحيدة..\ كنت أقول إني أتمنى أشوفه للمرحوم بالمنام..بس أحلم فيه...صمتت لوهلة و هي تبتسم لتقول لعبدالرحمن و هي تمسك بكفيه في فرحة..\قولي..إنت حلمت فيه؟!..شفته ليسار في المنام؟!..قولي؟!..وش صار؟!

ابتسم عبدالرحمن بشدة وهو يضحك على أمنية والدته المتواضعة لتقول له تلك في لهفة..\قوول وش اللي حلمت فيه؟!..و تتبعها أم يسار...\عبدالرحمن؟!..إنت حلمت فيسار؟!!

قال لهما و ابتسامته تزداد أكثر و أكثر...\ولو قلت لك يمة إنه امنيتك بتتحقق؟!
انعقد حاجبا كل منهما..لتضربه الجدة بكل قوتها بكفها على حجره و هي تقول..\إنت وش قاعد تخبص...هذا موضوع تمزح فيه؟!!

ضحك بقوة وهو يقول..\و اللي يقولك إني ماني بمازح معك..و اللي يقولك إنك بتشوفين يسار قدام عيونك مرة ثانية...

ارتفعت أنفاسها بقوة وهي تقول..\لااااااا حول و لا قوة إلا بالله..يااااا ربي ألطف..و قامت تلك الأخرى بلهفة من مكانها و هي تشهق و قالت بغضب شديد..\عبدالرحمن..و اللي خلقك لا تمزح معنا فموضوع مثل ذا...مالنا روح نحتمل هالكلام...

رجع بكرسيه للخلف وهو يقول لهما..\ما رح تصدقون إلا تشوفونه بعيونكم..و عشان كذا تعالو معاي للمجلس و بتشوفونه...لتقاطعه أم يسار و هي ترفع يديها بقوة..\لاااااا حول و لااااا قوة إلا بالله العلي العظييييم..؟إنت وش قاعد تخبص...إنت عقلك راااح؟!..وش اللي نروح المجلس و نروح وين..إنت إتجنيت...عبدالرحمن يسار ميت..!!

قال بإصرار..\تعالوا معاي عشان تصدقون...

حملت الجدة عصاها لتضربه بها بقوة غير عابئة لكبر سنه و هي تقول..\الظاهر إنك تبي لك سنعة..إنت قايل فيني حيل لهالمزح..و لا لقلبي قوة لهالكلام الفاضي..حرام عليك يا ولدي...حرام عليييك...ما تدري وش كثر قلبي حارقني عليه..

عبدالرحمن..\يا الغالية...أنا ماني قاعد أمزح..آني قاعد أقولك إنه المرحوم ما مات..و هو لساته عايش..و هو الحين قاعد فمجلس بيتنا..و لو تبين تشوفينه...

اندفعت تلك الأخرى بقوة خارجة من المكان و متوجهة نحو هذا المجلس لترى هذا اليسار الزعوم..و هي تصرخ بكل قوتها..\و ربي يا عبدالرحمن لو طلع كل هذا تخريف منك لكون م...

و لم تكمل جملتها و هي تدخل المجلس...

لم تكملها...!!

لم تستطع نطق حرف آخر..!!

توقف عقلها عن مدها بالكلمات..!!

توقفت روحها عن الكلام..!!

توقف الزمن..و الوقت..و الخيال...و كل شئ..كل شئ..!!

و توقفت هي فقط تتأمل في ذلك الآخر الذي قد وقف متفاجئاً بدخولها المفجائ للمجلس...و ظل الإثنان يتأملان في بعضهما دونما أية حركة..

هو...يتسائل..و هل لروحه إحتمال كل هذه اللهفة...هل لها أن تحتمل كل هذه اللقاءات؟!...هل لها..؟!

أما هي؟!..فكل ما كانت تفكر فيه..

يسار؟!!

إنت حي؟!!

إنت يسار؟!!

اقتربت بلهفة ما بعدها لهفة و هي تشهق حتى وقفت أمامه تماماً...ليحتضنها هو بقوة وهو يدفن نفسه بين أحضانها...

وهو يدفن روحه بين ثنايا روحها..

وهو يقبل رأسها و كفيها و يحتضنها...

بكت و هي تبعده لتتأمل ملامحه الشامخة..هو يسار..

ما زال بنفس قوته..

بروحه الغامضة..

بشموخه..

و بنفس بروده...

تحسست كل ملامح وجهه و هي تبكي..تبكي زمناً قد ضيعته بعيداً عنه في حفلاتها و عزائمها التي تنتهي..

تبكي أمومة لم تمنحها له و بدلاً عن ذلك منحتها له جدته..

تبكي طفلاً اضطرته أن يعيش بعيداً عن حضنها...

بكت و احتضنته بقوة و هي تقول له..\يساااار..إنت..إنت لساااتك حي...يسار إنت ما مت...كيييف؟!..كيييف إنت..إنت..إنت حي...آآآه يا ولدي..اشتقت لك..إشتقت لك..إشتقت..ليقاطعها هو وهو يقبل كفيها بلهفة..\و أنا كمان اشتقت لكم..ما تدرين شكثر فكرت فيكم..و شكثر تلهفت عليكم..و شكثر تمنيت هاللحظة تجي...آنا كنت بموت بعيد عنكم يمة...أنا...ليقاطعه ذلك الصوت القادم من نهاية المجلس..

يساااار...!!

صوتها..!!

هي..

صوت جدته..

أو أمه بالمعنى الصحيح..

روحه التي كانت بعيداً عنه...

لهفة قلبه..

من كانت تجاعيد وجهها تبعث الإبتسامة لروحه...

من كان يدفن رأسه بين حنايا ثوبها...

من كان يلجأ لتوبيخها الحار له حينما تضيق به الدنيا..

من كانت رائحة عصاها الخشبية لها وقع خاص على روحه...

هي جدته..!!

هي من تقف أمامه الآن و يدها ترتجف بلهفة لا حدود لها...اقترب منها بسرعة و هو يحتضنها بقوة ما بعدها قوة..و يطبع آلاف القبلات على رأسها...و كفيها...و هي تقول بأنفاس تتعالى..\ألف الحمد و الشكر لك يا رب..ألف الحمد و الشكر لك يا الله...ألففف الحمد و الشكر...ولدي يسار...لساااته عااايش..لساااته عااايش ما مات يا ناس...

لسااااته عاايش..!!


*********************

في تلك المستشفى...


و قف لمدة أمام ذلك الباب و روحه توشك أن تتوقف عن الحركة...فكيف له أن يواجهها وهو موقن تماماً بأنها لن تسامحه على ما حدث..فهي..

نادية..!!

و ليست بأي أنثى أخرى على وجه الأرض..!!

سحب أكبر كمية ممكنة من الهواء علّها تمده بالقوة التي يحتاجها لمواجهتها...و فتح الباب..ليتأملها و هي تتأمل في كفيها الشاحبان..فلماذا كل من يمكث في المستشفى يصطبغ بذلك الشحوب الغريب؟!!...تأملها لوهلة وهو لا يعلم كيف يبدأ حديثه...
اقترب ليتناول ذلك الكرسي ويضعه أمامها و يجلس عليه و هي ما زالت لم تلتفت عليه حتى و كأنه غير موجود...استغرب..فهو يعلم يقيناً بعلمها بدخوله للغرفة...

تأملها...

لكم هي شاحبة..

تأمل تلك العلامات التي تعلم كل مكان في جسدها...

ألا تكفيها تلك الحروق التي كانت كالوشم على جسدها..

ألا تكفيها تلك لتذكرها بآلامها..

أكان عليه أن يضربها بهذه القوة لتتذكرها في كل يوم في حياتها...تتذكر أنه السبب في مقتل طفلها..

تألم و بشدة من هذه الحقيقة التي تستنزف روحه...

انزل نظره ليتأمل كفيه المتشابكتان ببعضهما...و هو يحاول ان يخرج أول كلمة يستطيع قولها..
كيف؟!!


و هل له وجه حتى ليطلب منها السماح؟!!

قالها و بهدوء....


..\أنا آسف..!!

صمت لوهلة و هو يرفع نظره ليتأملها...\آسف على كل اللي سويته..انا ظلمتك..سامحيني..!!!

ابتسمت إبتسامة شبه ميتة و هي ترفع رأسها و تتأمل الحائط الذي يقابلها..و كأنها لا تود رؤيته..و كأنها لا تود حتى أن تلمحه...قالت و بصوت أرهقته الآلام..\كيف عرفت؟!!...صمت لوهلة ثم أردفت..\كيف عرفت إنك ظلمتني؟!..و إني بريئة؟!

أغمض عينيه و هو يعلم يقيناً مجرى الحديث...قال لها بألم..\عرفت إن كل اللي صار كان فخ دنئ من كمال...عشان يفرق بينا...قاطعته تلك..\و نجح..!! و أكملت..\نجح من أول مرة..!!

اقترب منها وهو يقول..\صبا..إنتي حطي نفسك مكاني..وش كنتي بتسوين..لتنظر له بقوة و هي تقول..\كنت...كنت بصارحك...كنت بسألك...كنت بحط لك ألف عذر..أصلاً الموضوع و من أول لحظة كان ظاهر إنه ملفق..يعني ما شفت ملابسي المقطعة و لا ما شفت...صمتت لوهلة و هي تشيح نظرها بعيداً عنه..\ههه...نحن قاعدين نتكلم ففراغ..

مد كفه لتلمس كفها الناعمة و هو يقول بلهفة..\نادية...لا تحكمين..أنا ندمان..و ربي أنا ندمان على كل شي سويته فيك..بس..بس..أنا كانت تجيني رسايل حتى من قبل هالموقف و بدأت أشك و..أوقفته تلك و هي تبعد يدها و تشير له أن يتوقف..\بس..بس...بس..لا تكمل...إنت تعتقد إنك بكلامك هذا بتشرح لي...إنت قاعد تزيد الطين بلة...نظرت له بنظرة خيبة كانت كالطعنة في صدره لتقول..\يعنييي..إنت كنت تشك فيني من قبلها...يعني من مدة كانت تجيك رسايل و إنت تشك فيني...أنا..أنا زوجتك و أم أولادك...ننام تحت نفس السقف و إنت تشك فيني..

قال لها بضيق ما بعده ضيق..\يعني وش كنتي تبيني أسوي...

قالت...\كنت أبيك تجي و تصارحني..تقولها لي...تسألني..تحكيلي..و تقولي فيه شخص أرسلي كذا...نحن على شنو متزوجين...

قال لها..\نادية..لا تزوديها...

هي بألم...\ما زودها؟!...و بهالبساطة تطلب مني ما زودها...سياف إنت تدري وش معنى كلامك..معناه إن السنين اللي عشناها مع بعض ما كانت كافية لك عشان توثق فيني...معناه إنك لساتك تذكر الماضي و ما رح تنساه...معناها إنك لساتك تعتبرني نادية القديمة و إني ما تغيرت...معناها إشيا كثيرة...ياخي إذا رب العالمين اللي أكبر منك يسامح و ينسى خطايانا مهما كان كبرها..إنت ليش ما نسيت لي هالماضي..؟!!

أمسك كفيها مرة اخرى في محاولة منه لطلب سماحها..\نادية..إنتي ما تحسين إني أنا نفسي كنت ضحية لهالحقير..أنا ما...قاطعته لتقول..\سياف...ترجيتك..و في وسط كلمتها نظرت له بعينان مفتوحتان بوسع فنجان و هما تلمعان من الدمع..فهي لم تكن تريد أن تضعف أمامه و لكنها لم تستطع..لم تستطع...

فها هي دمعتها تنزل معلنة عن روح مجروحة..بل ممزقة من الداخل...قالت بألم و تلك الدمعة تلمس شفتها...\ترجيتك...لا عاد تتكلم فهالموضوع...اللي انكسر ما عاد يتصلح...و أبعدت نظرها عنه و هي تقول بألم..\ما عاد يتصلح...

قام هو من مكانه ليجلس قربها في السرير وهو يمد كفه الرجولية ليسمح تلك الدمعة الأنثوية التي خرجت مغصوبة من عينيها..تأملها لوهلة وهو يقول..\فرصة ثانية..بس فرصة...

أشاحت وجهها عنه و هي تحترق من لمسته لها...\سياف..ما ينفع فرص ثانية...انا صرت جسد بدون روح بعد اللي سويته..إيه محترقة روحي على اللي كان فبطني و مات..بس محتسبة عند رب العالمين..قضاء و قدر...بس..أكملت و هي تنظر له بنظرة خيبة آلمته بشدة...\شكك فيني..هذي ماقدر أنساها..ولو بعد سنين..فلا تحاول...و إنسى..

سياف \و اللي بينا...

نادية \اللي بينا؟!...إذا كان عن الذكريات فإعتبرها إنمحت بعد اللي صار..و عن الأولاد...بيكونون معي..
سياف و ف
ي محاولة أخيرة منه \نادية..!!

هي...\سياف...إنسى..و اعتق روحي اللي تألمت منك..إعتقها لوجه الرحمن..!!

***********************

 
 

 

عرض البوم صور **روووح**  
قديم 01-12-13, 01:11 AM   المشاركة رقم: 335
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2012
العضوية: 247575
المشاركات: 240
الجنس أنثى
معدل التقييم: **روووح** عضو على طريق الابداع**روووح** عضو على طريق الابداع**روووح** عضو على طريق الابداع**روووح** عضو على طريق الابداع**روووح** عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 472

االدولة
البلدUnited_Kingdom
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
**روووح** غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : **روووح** المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: روايتي...ولغد طيات أخرى...

 

لطيفة..

يقول الله عز وجل فى حديث قدسى شريف " يا عبادي ان كنتم تعتقدون أنى لا أراكم فذاك نقص فى ايمانكم وان كنتم تعتقدون أنى أراكم فلم جعلتمونى أهون الناظرين اليكم "
اللهم انا نعوذ بك من أن نجعلك أهون الناظرين الينا, يا رب و لو صغر الذنب, اجعله كبيرا في أعيننا...

آآآمييين يا رب...


القصر...

مرر كفيه بخفة على ذلك الحائط الأسود...مررها على كل شئ في الغرفة..هي نفسها..غرفته...لكم حملت بين ثانايا حيطانها الكثير و الكثير من الذكريات التي لا نهاية لها...ياااه..
و ها هي الذكريات تتدافع دونما هوادة في مخيلته...

تأمل الغرفة بكل مافيها من أثاث..لم تتغير..و إنما هي نظيفة و كأنما لم يتغير شئ...تحرك ليقف أمام تلك اللوحة...توقف لوهلة و هو يذكر جيداً بم تذكره...

هي ذكرى وحيدة لا غير...

تناولها لينزلها بهدوء وهو يتأمل تلك الخزنة التي كانت قابعة خلفها...مرر كفه بخفة لتتحسس باب الخزنة..هي ذكرى وحيدة تتدافع نحو روحه..

ذكرى لقياها الأولى..

كيف لا يتذكرها و هي من كانت سبباً في تلك الندبة التي تعلم جسده..كيف؟!
قطع عليه أفكاره ذلك الصوت القادم من الخلف..\مثل ماهي..كل يوم تتنظف و كأنك كنت عايش فيها...كذا كانت أوامر جدتك..

التفت عليه ليقف لوهلة وهما يتأملان بعضهما...ليكسر ذلك الصمت والده وهو يقرب كرسيه المتحرك..\رح أسألك و أنا متاكد مية بالمية إنك ما رح تقول الحقيقة...
وين كنت؟!!

اقترب يسار ليجلس على ذلك السرير وهو يمد كفيه ليتحسس غطائه...\ههه...مدامك تعرف إنك مارح تلقى إجابة لهاسؤال...ليش تسألني يبة؟!!

قال له ذلك الآخر..\إنت تدري إننا كلنا ماني غير الخير لك...بس كيف تبي لنا إننا ما نعرف وش صار لك كل هالسنين...يعني اليوم جدتك و امك سكتوا..بكرة بيسألوك مرة ثانية و ثالثة و لازم تكون عندك إجابة لهم...

قال يسار..\و إنت تدري زين إنه مافيه إجابات رح قدمها لهم..
اقترب ذلك الآخر بكرسيه ليقول..\انا مابي من الدنيا شي غير سلامتك..و كونك ترجعلي بعد موت فهذا كافي بالنسبة لي...و مابي شي..بس برضو من حقنا إنا نتسائل وين كنت كل هالمدة...وش اللي صار فيك؟!..و ش شفت؟!

ابتسم له يسار وهو يقول..\تطمن يبة..هذاني قدامك بخير...و هذا الأهم..و الباقي ماهوب مهم...صمت قد حل بينهما ليكسره هو بمحاولة منه لتغيير الموضوع..\متى رح يجي خالد؟!
ليبتسم عبدالرحمن من محاولة إبنه الواضحة لتغيير الموضوع...\أنا لو قلت له بيجي الحين..بس..ليقاطعه يسار بقوله..\لاا...مابيكم تخبرون أي أحد برجعتي..لا صبا و لا خالد..أبي أشوفهم بروحي...مابيهم يدرون قبل لا قابلهم...خليها كذا..صمت لوهلة و هي يتذكر كل ما أخبروه به عما حدث في فترة غيابه..لكم هو مصدوم بكل ما حدث..

كيف؟!..

و متى؟!..

هل لكل ذلك أن يحدث و في هذه السنوات فقط...قال و بإستغراب يختلط بإبتسامة...\صبا..

..تزوجت!!

...هذي اللي ماني قادر أصدقها...!!

ضحك ذلك الآخر وهو يقول له..\الظاهر إنك إنت اللي كنت تشجعها على القعدة كذا..بس نحنا وقفنا و أقنعناها...

سأله \هو شخص زين؟!!..يستاهلها؟!

عبدالرحمن..\اللي أعرفه عنه إنه نعم الرجال...بس شكلها هي و البنات مبسوطين معاه...مشى ذلك الآخر في أنحاء الغرفة و هو يبتسم بقوة..\اشتقت لهالشياطين بصورة مو طبيعية...و التفت على والده ليقول له بهدوء غريب...\و خالد... كيفه مع موتها لزوجته؟!

سرح عبدالرحمن في سؤال ابنه..\خالد...عايش و موب عايش...خالد كان في صدمة ضعف اللي عشناها نحن...حنا حزنا عليك..بس هو كان حزين عليك و على زوجته..يمكن أقرب إثنين له فهالحياة..حاول يصمد عشانا..و عشان صبا و عشان جدتك..بس الحمل كان ثقيل عليه..حيل...كان كل اللي في القصر يدرون فيه..دايماً هادئ و يحاول يبين إنه زين بس هو موب زين...مدري من غير هالوجد وش كان رح يصير فيه...ربي عطاها له عشان تصبره..هي اللي كانت سبب ثباته فهالدنيا...
تألم و بشدة من كلمات والده..

تألم من حقيقة أن خالداً كان يعيش كل هذا الألم وهو قد كان بعيداً عنه...

تألم لأنه لم يكن موجوداً في أشد أوقات حوجته له..

أنه لم يكن موجوداً ليحتضنه..

ليكون هو سنده و صديقه و أخيه...

تألم لألم ذلك الخالد..

فهو ببساطة...


خالد..!!


قال عبدالرحمن..\إنت ما تردي وشكثر فرقت معاهم..مع الكل..مع..قاطعه دخول تلك الصغيرة و هي مندفعة لتقف بين قدمي عبدالرحمن وهو يحتضنها بقوة لتقول..\عميي؟؟!!
ليقول لها..\وش تبي وجد الحلوة؟!..
وجد \أبي أتكلم مع أبووووي..اشتقت له..وهوااا...توقفت لتتأمل ذلك الآخر الواقف وهو يتأملها بإبتسامة..دفنت نفسها أكثر في حضن عبدالرحمن وهي تلتفت عليه بتساؤل..\عمي؟!
عبدالرحمن \ها؟!

قالت و هي تشير على يسار...\مين ذا؟!!

ابتسم يسار بشدة على جملتها ليقول لها..\إنتي ما تعرفين منووو آناا؟!
ليزداد استغرابها..\لأ..منوووو إنت؟!
اقترب منها لينحني و يجلس ارضاً حتى أصبح في مستواها...\أناااا يساار...
وضعت يدها الصغيرة على فمها في صدمة طفولية بحتة و هي تقول..\لاااا..إنت اللي بابا يحكيلي عنك...

صمت لوهلة و قد داهمته جملتها...اقترب منها و هو يقول لها...\وش كان يقول عني؟!!..
قالت تلك و هي تشير بكلتا يديها..\إيييييه إشيا كثييييرة ماقدر أقولها الحين...
حملها بين يديه وهو يشتم رائحة أبيها فيها..حملها وهو يتأمل ملامحها التي تحمل الكثير من والدها...و إن كانت لا تحمل الكثير منه فهو يراها كذلك...لانه ببساطة..

يشتاق له...!!

*******************


لندن...

استيقظت من نومها على أشعة الشمس التي تخترق تلك النافذة...تأملت السرير بعينين شبه مغلقتان...و لكنها لم تجد الصغيرتان بقربها...استغربت..فما الذي ايقظهما مبكراً بهذا الشكل...قامت من مكانها و هي تحيط جسدها بذلك الروب...خرجت لتبحث عنهما..و جدتهما قد خرجتا من غرفة ذلك الآخر...

قالت لهما و بغضب..\إنتم وش كنتم قاعدين تسوون فغرفة عمكم؟!
ضحكت كل منهما و هما تتبادلان النظرات الغريبة...قالت لهما..\وش فيكم ما بتردون علي...و بعدين..تناولت كفيهما و هما متلخطتان بألوان...لتقول بغضب أكبر..\وش اللي سويتوه يا شياطين؟!..وش اللي هببتوه؟!!

و تبادلتا الضحك و النظرات للمرة الثانية دون أي رد...لتبتعد منهما و تقول..\تعالوا عشان تغسلون هاللي سويتوه...قالتا لها بسرعة...\لااا..نحن بنروح نغسل يدينا بروحنا..سألتهما..\صليتو الفجر؟!
أومأتا لها برأسهما و هما تقولان..\إيه...
أسرعت هي لتضع الإفطار على الطاولة و تأتي الصغيرتان لتجلسا عليها..تأملتهما بنظرة تفحصية و هي تقول..\إنتم وش مهببين..أنا ماني مطمنة لكم...مدري بس أحس وراكم فيه شي...
و لم تجد رداً سوى الضحك...قالت لهما و هي ترتب الأواني على الطاولة..\بس لو دريت إنكم مسوين مصيبة لكو...و توقفت عن الكلام و هي تتأمل ذلك الآخر وهو يخرج من الغرفة وهو يحك شعر رأسه وهو ما زال يتثاءب...وضعت الصحن الذي في يدها و هي تحاول أن تدفن تلك الضحكة القوية بداخلها...ليقف أمامهم ذلك الآخر وهو يقول بتعب..\صباح الخير...
ليضحك الجميع و بمن فيهم صبا...تأملهم وهو مستغرب منهم...نظرت هي للصغيرتان لتشير لهما بنظرة تهديدية مما معناها..(يا ويييلكم ما رح خليكم)...و لكنها لم تخبره...بل ظلت تحاول الضحك بهدوء وهو مستغرب منهم...قال لهم في تساؤل..\إنتم وش اللي..و لكنه صمت وهو يتوقف لينظر لصبا وهو يضحك..هي استغربت منه لتقول...\وش فيك؟!!...ليش تطالعني كذا...؟!
لينظر للصغيرتان وهو يقول..\إنتم يا شياطين وش اللي سويتوه فوجهها...توقفت هي في صدمة و هي تقول..\وش اللي سووه؟!

قال لها بإبتسامة..\شكلك ما تدرين وش اللي مهببينه..؟!

مدت كفها لتمسح جزءاً من وجهها و تتأمل الألوان التي ملأتها...تحولت نظرتها فوراً لغضب لا حدود له و هي تقول...\شهههههد...ملللللك..و ربي مارح خليكم...و اقتربت منهما و لكنه اقترب ليصدها و هو يقول..\ههههه..وش فييك عليهم..خليييهم..مافيها شي..
صرخت بقوة و هي تقول...\يااا أستاااذ... إنت شكلك مثلي ما تدري وش مخبصين فوجهك..روح شوفه...

مسح وجهه بيده ليتأمل الألوان التي ملأته و هو ينظر لهما...صبا كانت تنتظر ردة الفعل الغاضبة و أن يصرخ عليهما و يأدبهما و لكنه...
لم يفعل...!!
بل ابتسم لهما وهو يقول بضحكة قوية..\بس طلعتوا منتو بهينيين...هههههه...بس صراحة وجه الوالدة صار تحفففة...!!
خرجت منها تلك الآهة القوية الغاضبة..\آآآه...

و ابتعدت عنهم لتدخل الحمام...و تقف لوهلة و هي غاضبة حقاً من تصرفهما...فكيف لهما أن تفعلان ذلك بها...تأملت إنعكاس صورتها في المرآة و وجهها فعلاً (تحفة) مثلما وصفه ذلك الآخر...مغتاظة و بشدة في هذه اللحظة من صغيرتاها..و لكنها مغتاظة أكثر منه..و من تصرفه البارد...و مستغربة في نفس الوقت..فمع انه كبير في السن..و لكنه طفل في بعض الأحيان...و لكن...توقفت عن التفكير و هي تفاجأ به يقف عند باب الحمام وهو ممسك بتلك المنشفة الصغيرة و يمسح بها وجهه وعلى وجهه إبتسامة كانت نادراً ما تراها تزينه...قالت له بضيق و هي تفتح صنبور الماء..\انا وجهي تحفة...!!

ابتسم بشدة على أنها كالأطفال تغتاظ بسرعة..قال لها و هو يتوقف عن مسح وجهه بالمنشفة..

..\آسف...

لا تعلم و لكن..هذه الآسف لها وقع غريب على روحها...استمرت في غسل وجهها و هي تقول..\ما رح خليهم هالشياطين و ربي ل...و لكنه قاطعها وهو يقول..\مافيه داعي..حركتهم لطفت الجو...و الحين هم بنفسهم جايين عشان يعتذرون منك...و أشار لهما و مما يبدوا أنهما تختبئان خلف الحائط..\تعاالوا...

لتقتربان و تقفان أمامها و هما تحاولان إمساك تلك الضحكة بداخلهما و هما تقولان..\آسفيييين يا مامااااا...

لتقول لهما في حزم..\ما رح تعيدونها مرة ثانية؟!!

لتضحكان بقوة وهما تقولان..\ههههه...إحتمااال..
لتقول بغضب..\و كمان لساتكم تضحكون...ها ماني متقبلة الإعتذار...و..
قاطعها سطام وهو يضرب رأس كلاً منهما بخفة وهو يقول..\من غيير ضحك منك لييها...ما رح تعيدونها مرة ثانية صح؟!

لتقولا..\لااا ما رح نعيدها...و تأملتا ملامح والدتهما و هي تتغير لتقتربا منها بسرعة و تحتضنا قدميها و هما تقولان..\سااامحييينا..سامحييينا..ماما سامحييينا...سااامحييينا..ماما سامحيينا..و هي كان رأسها سينفجر من صراخهما لتصرخ فيهما..\خلاااص..خلاااص عاد سكتوا شوي..خلاص سامحتكم و ربي سامحتكم...و ربي هالثنتين رح يجننوني..إنت ما شف...

و رفعت رأسها لتتحدث معه و لكنها تفاجأت بانه لم يكن موجوداً... و مما يبدو أنه قد تركهم و ابتعد..حتى دون أية كلمة...

غرييييييب هو...!!

و كل تصرف يزيد هالة الغرابة التي تحيط بروحه..!!


**********************


في تلك الشقة..!!

...\كلها كم يوم و و أكون معك...لا تتعبين جدتك؟!!...إيه أكيد إنتي تطلبي و ينفذ بس..قولي وش اللي تبينه و آنا بجيبه لحد عندك...وش اللي سويتيه الليلة؟!...شنوو؟!..مين يسار؟!...تفاجأ بذكر صغيرته لذلك اليسار...ليأخذ عبدالرحمن الهاتف منها و يتحدث معه..\هههه...هذي عشانها اليوم شافت صوره ليسار قالت إنها شافته...

خالد \ها..و كيفكم إنتم؟!

عبدالرحمن \كلنا بخير بس إنت متى بتجي..
خالد \مادري بس ما رح طول يمكن يوم و يمكن يومين بس..
عبدالرحمن \خير..
خالد \خلاص خذوا بالكم من وجد لين ما أرجع...
اغلق الهاتف و هو يرجع ليتكل جسده على ذلك الكرسي وهو يفكر في ما قالته صغيرته..فبمجرد ذكرها لإسم ذلك الآخر وإحساس غريب يغزو روحه..فلكم إشتاقت روحه لذلك الآخر...

يسار..!!

كيف لها ألا تشتاق له وهو من كان يفضفض له عن كل شئ...

وإن كان حياً الآن لأخبره بما هو فيه الآن من معمعة..

يحتاج لجلسة معه في سطح القصر..

يحتاج لتكتم أنفاسه بدخان سيجارة وحيدة منه...

يحتاج لنبرة البرود التي كانت تغلفه...

يحتاج لنبرته الإستهزائية و لكل شئ فيه...

آآآه...

فقط لو للزمن أن يرجع به...

فقط لو يلقاه لثانية أخرى فقط...ليحتضنه في أقصى نقطة في قلبه...

فقط لو...


نفض رأسه وهو يستغفر..فلو من الشيطان و ما حدث كله من قدر ربه و كله لحكمة لا يعلمها إلا هو...توقف عن التفكير وهو يسمع صوت وقوع شئ في الخارج..خرج مسرعاً وهو قلق على تلك الأخرى...و توجه نحو المطبخ ليجدها قابعة على الأرض و مما يبدو انها قد وقعت...اقترب منها بسرعة ليمسكها بيده و يحاول مساعدتها و لكنها انتفضت منه بقوة لتقول له..\لا تلمسني...
قال لها بهدوء..\كنت بساعدك..
قالت له تلك الأخرى..\مشكور بس ماني محتاجة لمساعدة..

ابتعد عنها ببطء و هو يتأملها و هي تقف لتحاول ان تمشي..و لكنه أوقفها بسرعة ليقول لها..\وقفييي...صدمت هي من نبرته لتقول له..\وش فيك؟!
قال لها..\إنتي اللي وش فيك تمشين في المكان من غير شي...الحين اللي كان فيدك وقع و انكسر و لو مشيتي بتنجرحي...و أكمل وهو يقترب منها...\خليني ساعدك..

ابتعدت و هي تقول..\قلت لك لا...

توقف لوهلة وهو يزفر بقوة عله يحتمل كل هذا...قال لها..\زين وقفي و لا تتحركي..إياكي...و ابتعد عنها ليدخل الغرفة و يبحث عن صندلها..وجده و أحضره لها...ليقترب منها و يقول..إرفعي رجلك...لتستغرب هي و تقول..\شنو فيه؟!
قال لها..\قلت لك إرفعيها...رفعتها ليضع الصندل تحت قدمها و يخبرها ان تلبسه...و ابتعد عنها وهو يبدأ في لم ما تكسر لتستغرب هي من تصرفه ككل..

فهل لمدير شركة كبيرة أن يفعل ما هو فاعل الآن؟!!

هل لرجل في سنه و في حجمه أن يفعل ذلك؟!

أن يجلس على الأرض و يقوم بتجميع ما قامت بكسره هي؟!!

قالت له..\خليني أنا اللي بنظف المكان...

قال لها بهدوء..\مو مشكلة آنا اللي بنظفه..بس إنتي لا تمشين مرة ثانية من غير لا تلبسين شي فرجليك...توقفت في مكانها و هي لا تعي شيئاً...و فقط تستمع لصوت الزجاج الذي يقوم بجمعه...و لا ترى أي شئ..لا الزجاج..و لا ما أسقطته..و لا المكان...و حتى ذلك الآخر الذي يقبع معها تحت نفس السقف...و ظلت تستمع للأصوات حتى توقف كل شئ...
لتسمعه وهو يقول..\أنا رايح إذا تبين شي قوليلي...

و تركها..تحركت هي ببطء لتتحسس أماكن الأشياء...مدت يدها الناعمة ببطء لتتحس تلك المنضدة..منتقلة إلى المغسلة..و حتى تلك الخزانة...و قربها الثلاجة و هي تحاول حفظ أماكن الأشياء..و هي لا تعي..لا تعي أن هنالك من ظل واقفاً دونما أي حراك منه وهو يتأملها...
يتأمل حركتها البطيئة و هي تمشي...يتأمل كفها الصغيرة..و لكم من مرات داعبها بصغر يدها...يتأمل لمسها للأشياء بخفة و هي تحاول معرفتها...لم يقو..و لم تقو روحه أن تطاوعه على تركها...بل ظل يتأملها...و لكن لم يستطع مسك نفسه حينما رآها تقترب من تلك الطاولة و هي لا تراها فصرخ لها بقوة..\حااااسبي..!!

لتقف هي دونما أية حركة و تتجمد...و ليتركها هو ...و هي تسمع صوت خطواته..إذاً لم يذهب..بل كان واقفاً...و لكن؟!

ما الذي قد كان يفعله؟!

و لماذا ظل واقفاً...؟!!

و ما قصة هذا الرجل الغريب؟!!


***********************


في تلك الشقة..

توقف أمام باب الشقة وهو يفكر في ما يحدث..مستغرب من قدرته الهائلة على الإقناع..فها هو قد أقنع والدته و جدته أنه خارج لشئ مهم..كيف لا و قد ترك تلك الأخرى هي و صغيرها ليومين من دون شي يأكلانه...فها هو قد أتى لهم ببعض الأشياء...
دخل و وضع تلك الأكياس على تلك الطاولة وهو يتأمل ذلك الصغير وهو يكتب في تلك الأوراق و يتوسط الصالة...تأمله لوهلة وهو يوشك أن يكرهه...

نعم يكرهه..!!

أليس هو بفلذة كبد ذلك الحقير...

و بالتأكيد سيحمل صفات والدته مجتمعة مع ذلك الحقير...!!

سيكون خليطاً لا ينتهي من شئ لا تستطيع روحه إحتماله..!!

اقترب منه وهو يتأمل ما يفعله..ليرى ذلك الصغير وهو يرفع نظره إليه و يبتسم له..استغرب يسار و بشدة من ردة فعل الطفل البرئ...و صمت قد حل به لوهلة...ليقول له الطفل بضيق..\حرااام..صعبة...

توقف لوهلة وهو لم يختبر شخصية كهذه منذ سنوات..منذ تلك الصغيرتان..بنات صبا...ليسأله..\وشهي الصعبة؟!
ليقول له ذلك الطفل وهو يرمي القلم أرضاً..\ماما..تبيييني أحفظ هالسورة و هي صعبة و تقولي إكتبهااا 10 مرات...

انعقد حاجباه...و هذا هو كل ما استطاع فعله..فهو في حالة إستغراب تامة...من تصرف نورة..و من تحفيظها لإبنها القرآن...و منه..و من كل شئ..
توقف عن التفكير وهو يتأمل أنحاء الشقة وهو يبحث عن تلك الأخرى...يعلم جيداً أنها تتجنبه تماماً...تتجنب الإقتراب منه أو حتى سماع صوته...توجه نحو المطبخ ليدخل تلك الأكياس التي قد كانت في يده..و لكنه توقف عندما رآها...

رآها و هي تقوم بغسل تلك الأواني و هي تمد طرف يدها لتمسح بها وجهها و تتناول شعرها الطويل لتلفه بإهمال و ترفعه للاعلى...بحركة...

حركة لطالما كانت تسبب له الكثير من الاحاسيس الغريبة..

حركة..!!

لطالما كانت تداهم روحه الضعيفة دونما هوادة...

انتفض بقوة من تلك الدوامة اللانهائية من الأحاسيس..و كانما تسحره..و بعد كل ما فعلته به...دخل وهو يضع تلك الأكياس على الطاولة لتنتبه له و تشهق بقوة و هي تلمس رأسها لتستوعب بأن شعرها مكشوف أمامه...فقد اعتادت على عدم وجوده لعدة أيام...أسرعت لتهم خارجة من المطبخ و لكنه منعها بيده لتقول له بقوة..\بعععد..!!
قال لها ببرود فجأة قد تغلف به...\مارح أبعد..وش رح تسوين؟!

قالت و هي تحس بضيق ما بعده ضيق..\يسار لو سمحت بعد..
يسار و بنفس بروده...\قلت لك ماني بباعد...
قالت..\إنت ما تخاف ربك...أنا لساتني متزوجة...و ما يحق لك..قاطعها و قد بدا الغضب على ملامح وجهه..\و إنتي تعتبرين إن زواجك من هالحقير يعتبر زواج..؟!!

صمتت لوهلة و هي متألمة منه و من كل تصرفاته...لتفاجأ به يمد يده و يفك ذلك الشئ الذي يربط شعرها ليندفع منسدلاً على كتفيها...نظرت له بألم لا حدود له و هي قد وصلت حدها منه...دفعته بيدها بقوة و هي تصرخ فيه بصوت محبوس حتى لا يسمعها صغيرها..\إنت الحقيير..مافيه حقير فهالدنيا غيييرك..إنت وش اللي تبي توصله بهالتصرفات؟!...وش اللي بت...

قاطعها هو محاولاً و للمرة الألف إستنزاف روحها الضعيفة...\إنتي وش اللي بتوصلين له بهالتمثيل و هالدور اللي قاعدة تمثليه؟!...نظام تخافين ربك..و تحفظين ولدك القرآن الكريم..تدرين؟!!...كنت فلحظة بقوله على شنو بتحفظك إنت ما تدري بحقيقتها...إنت ما...لم يكمل جملته إلا و هي تضع يدها بقوة على فمه لتسكته...تسكته و عيناها ممتلئتان بالدمع و هي تقول بهدوء لم يعهده منها من قبل...\خلاص...كافي...اللي تبي توصله..وصلته يا ولد الراضي...

أذيتني..

و أهتنتني...

و ذليتني..

و مسحت فكرامتي الأرض...

و أطلقت علي كل الألقاب البذيئة..

و كل شي كان حاز فقلبك طلعته من جووووة عيوني...

عذبتني..

عذبتني لين ما روحي طلعت..

بس...

صمتت لوهلة و تلك الدمعة توشك أن تسقط من عينيها..

...\ولدي..

لا تقرب منه...اللي تبيه..خذه مني ولو تبي تعذبني زيادة..

كان بها..!!

بس ولدي..

لا تدخله فرغباتك المريضة...ولدي..لا تمسه بشي...هو أشرف منك..ولو عندك شي زيادة قوله..؟!!
أخرسته..!!!

يقسم أنها قد أخرست كل خلية في جسده...

و لم يقو على نطق شئ...

لماذا لا يستطيع أن يسكتها...

يؤلمها أكثر...

ينحر روحها أكثر؟!!

لماذا أسكتته و هو الذي لا يسكته شئ..و لا يقف في طريقه شئ...ألأنها استخدمت ذلك الصغير كبطاقة..!!

قالت له تلك و هي تبتعد عنه..\تدري...كنت اليوم بقولك شي مهم كثير...شي ممكن يغير حياة..و كنت متأكدة إنك بتكذبني بس كنت رح أقولك على كل شي ..

بس الحين...


لو ذبحت روحي ذبح ما رح أنطق بشي...و انا فنظرك مجرد وحدة حقيرة..خلني أظل كذا ليوم الدين..مابي منك شي يا ولد الراضي...و روحي ماتت بسببك...و صرت أكرهك...أكرهك بكل ما للكلمة من معنى..!!



*********************



(لماذا لم أخبرها...لماذا توقفت عند ذلك الحد و توقفت روحي عن نطق الحقيقة...؟!)


(توقف دونما أية حركة..وهو...وهو يراها...وهو يشك بأن هذه مجرد توهمات لا غير...)

لماذا لم يخبرها...لماذا لم يخبر خالد مرضية بحقيقتها؟!!



لنرجع لرب العباد قبل أن نصبح تحت التراب...فلا تعلم متى يتوقف قلبك عن النبض...

هنا محطة الوقوف و أنا على أمل أن تنال الطية إعجابكم...

و أتمنى من كل قلبي ألا تنسوني بصالح الدعوات و إن ربي يهديني و يهدينا جميعاً...
البارت القادم غير محدد وقته بس في الأيام الجاية بإذن الرحمن...

بس بأكد لكم القاااادم...أكثر تشويييقاً...و فيه أحداث كممممية في القادم...

إلى الملتقى...!!

 
 

 

عرض البوم صور **روووح**  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
للكاتبة رووح, ليلاس, معاقه, معي, منتدى قصص من وحي قلم الأعضاء, الماضي, المستقبل, روايات رومنسيه اجتماعيه, روايات سعوديه, روايات و قصص, روايات طويله, روايتي ولغد طيات أخرى, روايه بالفصحى, روح, طيأت اخرى
facebook




جديد مواضيع قسم ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t181600.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
ط±ظˆط§ظٹطھظٹ ط§ظ„ط£ظˆظ„ظ‰ طµط­ ظپظ‚ظٹط±ط© ظ„ظƒظ† This thread Refback 25-08-14 07:35 PM
Untitled document This thread Refback 23-08-14 09:22 PM
ط±ظˆط§ظٹطھظٹ ظˆظ„ط؛ط¯ ط·ظٹط§طھ ط£ط®ط±ظ‰ ظ…ظ†طھط¯ظ‰ This thread Refback 09-08-14 01:57 PM


الساعة الآن 11:01 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية