لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
التسجيل مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة

بحث بشبكة ليلاس الثقافية


موضوع مغلق
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (3) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 31-03-13, 05:36 PM   المشاركة رقم: 206
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 166272
المشاركات: 363
الجنس أنثى
معدل التقييم: حكيمه عضو سيصبح مشهورا قريبا جداحكيمه عضو سيصبح مشهورا قريبا جداحكيمه عضو سيصبح مشهورا قريبا جداحكيمه عضو سيصبح مشهورا قريبا جداحكيمه عضو سيصبح مشهورا قريبا جداحكيمه عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 558

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
حكيمه غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : **روووح** المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: روايتي...ولغد طيات أخرى...

 

مساء الخيرات والبركات

روووح بدياك بكلمة راس 🙊 من كثر ما افكر بموت مرضيه تذكرت ان مرضيه متفقه مع النحس سماح انها تجيب الطفل لخالد وبعدين تنسحب من حياتهم لأنها كانت بس تتمنى القرب من خالد ومافكرت بالعواقب وهي طبعاً ما عرفت للآن بطلاق خالد وسماح
او خيانة سماح لخالد واكيد هي خايفه لا تشوه سمعتها عند خالد وعارفه ان بنتها بالحفظ والصون عند ابوه وحبت تختفي بما ان خالد مايقدر يرجع من البلد اللي هو مسافر له بسبب الأحوال الجويه وراح يصدق بموتها وراح تكون قريبه منه وبنفس الوقت بعيده

 
 

 

عرض البوم صور حكيمه  
قديم 01-04-13, 12:39 PM   المشاركة رقم: 207
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Dec 2010
العضوية: 207729
المشاركات: 207
الجنس أنثى
معدل التقييم: همس الوجووود عضو على طريق الابداعهمس الوجووود عضو على طريق الابداعهمس الوجووود عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 209

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
همس الوجووود غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : **روووح** المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: روايتي...ولغد طيات أخرى...

 

السلام عليكم ورحمة الله
هذي اول مشاركه لي بعد ان اتممت طياات الروايه صراحه كاتبتنا روووح
ابدعتتتي ربي يسعدك من جد ماقدر اقول غير ابدعتي روايه رائعه بكل
ماتحمله الكلمه من روعه وتووي اكتشفتها وعشت تفاصيلها
بكل احساس ربي يوفقك ويقويك وننتظر طياتك الاجمل
تقبلي مروري ( همس الوجووود )

 
 

 

عرض البوم صور همس الوجووود  
قديم 01-04-13, 07:38 PM   المشاركة رقم: 208
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2012
العضوية: 247575
المشاركات: 240
الجنس أنثى
معدل التقييم: **روووح** عضو على طريق الابداع**روووح** عضو على طريق الابداع**روووح** عضو على طريق الابداع**روووح** عضو على طريق الابداع**روووح** عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 472

االدولة
البلدUnited_Kingdom
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
**روووح** غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : **روووح** المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: روايتي...ولغد طيات أخرى...

 

السلام عليكم يا أحلى قراء...

موعدنا اليوم ان شاء الله بين الساعة 9-10 كالعادة...
بس هالمرة بيكون فيه تغيير إن البارت طويل ...بأقسمه على بارتين صغار واحد بينزل فوقته و الثاني بينزل بعد منتصف الليل...يعني بعد 12...

كونوا بالقرب :)

 
 

 

عرض البوم صور **روووح**  
قديم 01-04-13, 09:04 PM   المشاركة رقم: 209
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2012
العضوية: 247575
المشاركات: 240
الجنس أنثى
معدل التقييم: **روووح** عضو على طريق الابداع**روووح** عضو على طريق الابداع**روووح** عضو على طريق الابداع**روووح** عضو على طريق الابداع**روووح** عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 472

االدولة
البلدUnited_Kingdom
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
**روووح** غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : **روووح** المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: روايتي...ولغد طيات أخرى...

 

بسم الله الرحمن الرحيم...

السلام عليكم لأجمل قراء...

قبل كل شي أخواتي فيه أخطاء أنا نفسي ما كنت أعرفها و فيه أخت الله يجزيها خير نبهتني لها و بنقلها لكم عشان الفايدة تعم على الكل...و يا ريت كلكم أي وحدة تلحظ خطأ ديني فالرواية يا ريت ما تبخلوا علينا يا ريييت..عشان تكسبين أجري و أجر القراء اللي يقرون الرواية...و ربنا يهدينا جميعاً للصواب....


********السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أود أن ألفت انتباهك إلى امرين مهمين :الأول كتابة الصلاة على النبي بالياء
السؤال: هل هذا الكلام صحيح انتبهوا يا إخوان اكتبوا اللّهم صلّ على سيدنا محمّد وليس صلّي بالياء لأن الياء هنا ياء للتانيث فيُقال للمرأة صلي , وعندما ندعو الله عز وجل لايجوز استخدام صيغة التانيث لذا نكتب صلِّ كما كتبها في الأخير وسلامتكم .
اللهمّ صلّ على سيدنا محمّد وعلى آل سيّدنا محمّد.
الإجابــة: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالكلام المذكور صحيح، وعند الدعاء لا يجوز أن نقول عمدا اللهم صلي على سيدنا محمد " بالياء" لأن هذا لا يليق في حق الله تعالى،
ولا حرج على من صدرت منه هذه الصيغة جهلا أو نسيانا لقوله صلى الله عليه وسلم: إن الله تجاوز عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه.
رواه ابن ماجه وغيره، وصححه الشيخ الألباني. وللفائدة راجع الأجوبة التالية أرقامها: 5025، 28254.

الثاني : دعاء ( اللهم إني لا أسألك رد القضاء ولكن اسألك اللطف فيه)
السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله

شيخنا الكريم

من الناس من يقول

اللهم إني لا أسألك رد القضاء ولكن أسألك اللطف فيه

هل هو تعدى بالدعاء وهل يجوز الدعاء به ام لا


الجواب:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

وبارك الله فيك

قال شيخنا الشخ ابن عثيمين رحمه الله في شرح الاربعين النووية :

وفي هذا المقام يُنكَرُ على من يقولون: (اللهم إني لا أسألك رد القضاء ولكن أسألك اللطف فيه) فهذا دعاء بدعي باطل ، فإذا قال: (اللهم إني لا أسألك رد القضاء ولكن أسألك اللطف فيه) معناه أنه مستغن ، أي افعل ما شئت ولكن خفف ، وهذا غلط ، فالإنسان يسأل الله عزّ وجل رفع البلاء نهائياً فيقول مثلاً : اللهم عافني ، اللهم ارزقني ، وما أشبه ذلك.****************




صراحة أنا كنت متوقعة ردود الفعل اللي جت خصوصاً في موضوع موت مرضية...و مثل ما قلت للكل و بعيدها ثاني مرة إن فيه تسلسل معين للأحداث و ما بقدر أغير عشان طلب من القراء لأنه بكذا بغير من فكرة الرواية ككل...و عموماً أنا متأكدة مية بالمية إنكم إذا صبرتم إن شاء الله كل الأحداث بتسركم صدقوني...و مثل ما قلت أنا أحب نذوق المر و الأحداث المحزنة في الرواية عشان لما تجي الأحداث المفرحة نتذوق طعمها بجد...بس صراحة فاجأتوني بتوقعاتكم الجميلة..يعني فيه أكثر من شخص توقعوا توقعات صحيحة أو أقرب للصحة...و عموماً...


الفصل هذا بيفاجئكم...!!





الطية الثانية و الثلاثين
و فجأة إذا ب...


هل يمكن لنا أن نعيش إغماءة أكبر من هذه؟!..
هل يمكن أن نفقد الإحساس لسنوات و نصحو على حين غفلة...
نصحو لنجد أنفسنا قد تغيرنا...
أصبحنا في أوضاع لم نتخيل في حياتنا أننا سنكون فيها...
أصبحنا في وضع..أبعد ما يمكن أن نكون فيه...!!







“أيها البعيد كمنارة ..
أيها القريب كوشم في صدري ..
أيها البعيد كذكرى الطفولة ..
أيها القريب كأنفاسي وأفكاري ..
أحبك .. أ ح ب ك ..! ”

(غادة السمّان)













حاولت رفع نقابها بيديها المرتجفتين...تكورت عيناها اللامعتان من الدمع و هي تنظر له...
هو....
تأملها بكل برود الدنيا...و كأنه يود حفر ملامحها القاتلة بين أضلع صدره...أن يصنع بها وشماً على قلبه..
ليس ليحبها..
و لا ليتحسر عليها...
لا...
بل ليحفر في عقله صورة من أصبحت ألد أعدائه...!!
اقترب أكثر في جلسته بصورة زادت من إرتجافها ليقول..\لا تخافين...ما رح أقتلك الحين...فيه حراس...بس صراحة حبيت أهنيك على لعبتك...
ضحك بصورة استفزازية ليكمل..\تصدقين إنك لعبتيها صححححح... ظبطتي الحكم...انك ما بتقدرين تستحملين تكونين كذا عشر سنين...ما بتقدرين تنتظريني عشر سنين...
بس...
بقولك شي...
و ربي اللي خلقني و خلقك...
لو حكموا علي بمية سنة..بقرن..بدهر...
ما رح أرتاح إلا و أنا مضوقك المررر...
فهمتي....!!!

قرب رأسه منها أكثر ليقول بهدوء صعقها...\كل اللي أنا فيه...ما فيه شي آلمني قدر سواتك يا بنت عمي...!!..بس...و اللي رفع هالسموات السبع...ما رح أخليك تتهنين...و بضوقك المر مثل ما ضوقتيني...!!
شهقت بقوة و هي تحاول كبت دموعها لتقول له و هي تحاول التجلد بالقوة...
...\أبيك...تطلقني...

يسار \و هي لك...إنتي طالق يا نورة..!!!
و قام من مكانه و هو يشير للحارس بأن الزيارة إنتهت...تحرك مبتعداً و لكن قبل أن يخرج التفت عليها و هو ينظر لها بقوة...\أقولك شي...؟!
انتبهت معه بكل ملامحها...
...\إنتي طالق بالثلاث...!!

الوقت الحالي...
إيطاليا...
مدينة ميلانو...
واقفة أمام تلك النافذة...و ممسكة بتلك الستارة...
تلك المدينة الضبابية...
لكم اشتاقت للمملكة و لشمسها و لنسيمها الحار..اشتاقت لحبات العرق التي تتصبب منها فور فتحها للنافذة...اشتاقت لأشعة الشمس التي تحرق جسدها...
و لكن هنا...
فالشمس نادرة الظهور...ربما تتعزز..!!
و ها هي قد مرت ثلاث سنوات...
ثلاث سنوات..!!!
يالله..!!!
قد مرت ثلاث سنوات منذ تلك الليلة...ثلاث سنوات بأكملها...ثلاث سنوات بأيامها و ساعاتها و لياليها...ثلاث سنوات منذ تلك الليلة...آخر ليلة قد رأيته فيها... و لكنني أتذكرها..أحسها..أسمعها و كأنها البارحة..و ليست قبل ثلاث سنوات...
ثلاث سنوات..!!
يا سبحانك يا رب العالمين..!!
فمن يصدق أنه و بعد ثلاث سنوات سأعيش بين أزقة ميلانو...في بلد غريب و بعيد كل البعد عن موطني...هنا العالم مختلف...
البشر...الشوارع..الأزقة..الأماكن..المحلات...و حتى اللغات...!!
كل شئ مختلف..و لكنني اعتدت عليها الآن...فلي أكثر من سنتين في هذه البلد...ربما اعتدت عليها كمجرد فكرة العيش و ليس أكثر من ذلك..
فأنا لم أستطع الإعتياد عليها كوطن..كروح..كحلم يعانقني...!!
لكم اشتقت للوطن..و لريحه...لكم اشتقت لهم...!!

لجدتي...ترى هل سامحتني على تركي لهم ؟!..أم تكرهني حتى الآن؟!...هل ندمت على تزويجها يساراَ لي؟!...هل هي بخير أم متألمة لما حدث لحفيدها؟!!

اشتقت لصبا و طفلتاها الصغيرتان...ترى هل كبرتا؟!...هل تزوجت صبا؟!..أم ما زالت عازمة على عيش حياتها مع طيف ذلك الفهد؟!..

اشتقت حتى لرجاء...مع انها كانت تعاملني معاملة سيئة و لكنني اشتقت لها...اشتقت لخالد...و لمرضية...ترى ما الذي حدث لها؟!...هل أنجبت طفلها؟!...هل هم سعيدون أم تلك السماح قد نغصت عليهما حياتهما؟!...

اشتقت لعمي عبدالرحمن...هل قام من غيبوبته؟!...أم هو على نفس حاله؟!..أم أن الله قد استلم أمانته؟!..هل هو ما زال حياً أم ماذا؟!

ليال كثيرة قد مرت علي و أنا هنا...تنتابني الرغبة أن أمسك بسماعة الهاتف و أتصل بهم...نعم..و أن أطلب منهم السماح..و لكني أعلم ماذا ستكون ردة فعلهم...
قطع علي حبل أفكاري تلك اليد الصغيرة التي أحسستها في قدمي...أنزلت رأسي لأتأمل ذلك الصغير الذي يضرب بتلك اللعبة على رجلي...تبدلت ملامحي تماماً إثر رؤيته...ابتسمت ابتسامة خاصة له و له وحده...انحنيت لأكون في مستواه...أشار لي على تلك اللعبة التي في يده...

...\ماما..فكيها لي!!!

و مدها لي و على وجهه علامات اليأس الطفولي...
أنا بدوري ابتسمت له و قلت..\بس كذا؟!
أومأ لي رأسه لأتناولها و أفكها ..نفذت أوامره ثم مددتها له...و تأملته و هو يتناولها و يلعب بها بين يديه...
نظر لي فجأة ليقول..\ماما..بابا ما رح يجي؟!
تبدلت ملامحي تماماً من ذكر ذلك الآخر...و لكن رغم كل شئ ابتسمت له...و قلت..\رح يجي يا روح ماما...
هو...
هو وحده من أصبحت أعيش من أجله...ففي هذا الوقت بالضبط و قبل ثلاث سنوات كنت مجرد جثة ميتة...كنت مجرد هيكل عظمي يمشي من غير روح...كانت حياتي مظلمة...و لكن...هذا الصغير...
هذا الصغير هو من غير مجرى حياتي تماماً...هو من أعطاني الأمل لأتشبث بالحياة..فقط من أجله...ولولا وجوده لا أعلم ماذا كنت سأفعل...حقاً لا أعلم...؟!!..فهو ابتسامتي...إشراقة صباحي...بسمة شفتي...روحي التي بعثت لقلبي بعد أن كان ميتاً...
نعم...هو ذلك..

ذلك الباسل..!!


***********************


ارتشف منها آخر رمق...امتصها حتى أصبحت صغيرة هزيلة و تحولت لمحض رماد...ضغطها بكل قوته لتنضم لبقية اخوتها في ذلك الصحن الصغير...تأمل تلك الأوراق الموضوعة أمامه...جنسية...أوراق معاملات...جواز سفر...
تناوله ليتأمل تلك الصفحة...
الإسم...\ساري عبدالله ال....
ابتسم على غرابة الموقف...ابتسم على غرابة الدنيا...على غرابة فعله..على غرابة كل شئ..حتى ذلك الإسم الذي قد اقتناه فهو غريب جداً جداً عليه...
فكيف وصل به الحال لهذه الدرجة...
رجع بذاكرته لما قبل سنة تقريباً...

لمحة من الماضي...
قابع في مكانه يتأمل في أولئك المساجين...بزيهم الموحد...و بوجوههم التي قد أصبحت شاحبة من ظلمة السجون...بتلك التشوهات التي تغطيها...قهقهاتهم المقيتة...و أولئك الضباط...و كأنهم أعمدة مثبتة جذورها في الأرض...يتعجب حقاً كيف لهم القدرة على الثبات لكل هذه المدة؟!!
تفاجأ بذلك السجين الذي قد اقترب منه ليرمي له تلك الورقة...استغرب..تأملها لوهلة ليضعها في جيب زيه...و عندما انتهت فترة الإستراحة و انفرد في زنزانته فتح الورقة المطبقة ليقرأ تلك الكلمات...



( يسار الراضي...
هذي رسالة من شخص ممكن تقول إنه له معك منافع مشتركة...فبعقد معك ديل؟!..
أنا ممكن أقدم لك....
طلوعك من السجن...
بس...في المقابل بتنفذ لي اللي أطلبه...!!!
و إذا وافقت أكتب في ظهر الورقة و ارميها لنفس الشخص اللي أرسلها لك...)



كانت تلك الليلة غريبة جداً...فهو لم يعلم من هذا الشخص...أو ماذا يريد منه بالضبط...أو ما هو غرضه...مرت الأيام وهو يفكر في هذا العرض الغريب...عرض غريب حقاً هو...
فما هي هذه المنافع المشتركة؟!...أيقصد بها أعداء؟!...أهو عدو للجراح و إبنه أم غير ذلك؟!...و حتى إن كان عدواً لهم...
إذا كان هذا الشخص له القدرة على إخراج يسار من السجن...فأكيد أن له القوة على الإنتقام من الجراح...فلماذا يلجأ لشخص مثل يسار؟!...و لماذا الآن فقط؟!..لماذا لم يخرجه منذ مدة؟!..و مما يبدو أن هذا الشخص يعلم الكثير عنه؟!!
أسئلة كثيرة لم يجد لها إجابة ..و يعلم أن إجابتها الوحيدة هي عند هذا الشخص فقط و ليس عند غيره...فكر ملياً في هذا العرض...و كان كل يوم يجلس في نفس المكان الذي يجلس عليه و يقترب منه هذا السجين الذي يتأمله و كأنما يسأله أين الورقة...؟!!
و في مرة قرر أن يمسكه...أمسكه بقوة و مد ذلك الخنجر الصغير في ظهره وهو يهدده بأن يخبره بمن أرسله...و لكن السجين كان يرتجف من كل صوب في جسمه و يهمس بأنه لايعلم ماهية هذا الشخص...و أن هنالك أحد الحراس هو من أعطاه الرسالة و هدده ألا يخبر أحداً...يسار من خبرته علم أن هذا السجين قد كان محقاً في كل كلمة قد قالها...و لم يكذب..و أطلق سراحه...
و في اليوم التالي أرسل له الورقة و قد كتب في ظهرها...


( و كأن العروض اللي عندي كثيرة؟!...يا سيدي ديل...!!)


كانت رسالة مختصرة...
و كانت هي بداية لمجموعة كبيرة من الرسائل التي كان يستقبلها يسار و التي يرسلها...و كم من مرة سأل هذا المجهول عن إسمه و لكن ما كان يرده في الرسائل هو...


( ناديني إكس...إحسه إسم حلو..)


و منذ ذلك اليوم و تأتيه رسائل من ذلك المجهول...في كل أسبوع رسالة و كل رسالة تأتيه بطريقة مخفية أكثر من التي قبلها...و كانت الطريقة الوحيدة للفرار من السجن هو تلفيق لموت له...فتم ضبط العملية بطريقة دقيقة جداً...حتى هو لايعلم كيف تمكن هذا المدعو بإكس أن يخطط لها..إلا و إن كان له نفوذ قوي...و قبل سنة بالضبط تم تسجيل يسار على أنه قد مات...في حريق قد حدث في زنزانته....و تم وضع جثة قريبة لأوصاف جسد يسار لتكون هي الجثة المحترقة...
و قد تم تسليم الجثة لأهل يسار و هي محترقة تماماً فلم يتم تمييز هويته و منذ ذلك اليوم...
يسار عبدالرحمن الراضي يعتبر ميتاً...
يعتبر ضمن الأموات..!!
و لكن هذا مجرد تمويه و إنما هو حي يرزق...حي و لمدة سنة كاملة هو يحضر لخطة للإنتقام من ذلك الجراح و ابنه و يذيقهم مر الأيام التي قد عاشها في السجن...لا يبالي بتلك السنين التي قد عاشها في خدمة الوطن..لا..بل سينتقم من كل من تخلى عنه...
قطع عليه حبل أفكاره صوت هاتفه المحمول...رفعه ليسمع ذلك الصوت الرجولي القادم من الطرف الآخر...\ساري؟!
قال بكل برود الدنيا..\يسااار..!!
سمع تلك الضحكة القادمة من الطرف الآخر...\بس نحن اتفقنا على إن يسار مات؟!
يسار \أدري...و الله فلقتني بهالمعلومة..يسار الراضي مات من سنة و مو عايش...و اللي عايش الحين هو ساري عبدالله...بس يسار ما مات...يسار هو اللي بينتقم لك...و لين وقت التنفيذ بصير هذا الساري اللي تبيه...بالله مالقيت غير هالإسم البايخ ؟!!
إكس \ههههههههههههه...وش الفرق بين الإسمين؟!! يا سيدي هذا الإسم اللي لقيناه...الحين باقي القليل على سفرك...
يسار..\و لين ما سافر ما رح أدري منو إنت...و أردف بنبرة مستهزئة...\يا مستر إكس؟!
إكس...\و الله عجبني هالإسم و ما ظنيت أغيره..


****************************



في زاوية أخرى بعيدة كل البعد...
المملكة...
القصر...


أشعة الشمس التي تتخلل النافذة بخطوطها الرفيعة...يتأملها...جالساً على كرسي خشبي يتوسط الغرفة...و ممسكاً بكتاب يتحدث عن الصراع حول الذهب الأسود في القرن الواحد و العشرين (الذهب الأسود: البترول)...الجو هادئ و ساكن نوعاً ما...أنزل النظارة من عينيه و أغمضهما لوهلة...يحب الاختلاء بنفسه في هذا المكان...فقط ليحس بوجودها معه...بين أضلعه...بعيداً عن كل الناس...
تلك..!!
تلك التي تركته في غفلة...بعد أن علقت قلبه و روحه و نبضه بها...تركته و روحها تقبع في تلك البقعة بين أضلع صدره...تركته مع ذكرى سواد الليل التي تبعث له سواد شعرها الطويل بطوله...
تركته مع إشراقة الشمس التي تذكره بإبتسامتها التي تشرق كل يومه...
تركته مع عبق روحها الطاهرة و لم تبالي لضعف روحه من بعدها...
لم يعتقد في حياته كلها أن يحب حباً كهذا..!! أن يعشق بهذه الطريقة المميتة..!!
ياااااه..!!
الآن هو يعشق روحاً قابعة تحت الأرض..!!
لماذا لم يعشقها عندما كانت فوق الأرض؟!!
لماذا كان يظلمها حينما كانت بين يديه؟!..
أنحن البشر هكذا هي طبيعتنا التي جبلنا عليها؟!..أن لا نحس بقيمة الأشياء إلا بعد فقدانها؟!..و يا ل قيمة الأشياااء..!!
يالقيمتها..!!!

حقاً مؤلمة هذه الحقيقة....يا حسرتاه على لحظات قد ضيعتها بعيداً عنها...يالها من طعنة في كل لحظة لم أذكرها فيها كم كنت أعشقها...
ياله من ألم في كل ثانية لم أخبرها فيها كم كانت جميلة في نظري...
و لكن هل يمكن أن أعيد ما مضى...هو حقاً مستعد أن يدفع عمره كله فقط ليراها...فقط ليشتم رائحة شعرها...فقط ليرى دمعة من دموعها...فقط ليتناولها بين أحضان صدره...فقط ليحبسها داخل أضلع صدره و لن يخرجها بعدها أبداً...
و ها هي ثلاث سنوات قد مرت...
ثلاث سنوات بأكملها...يااااه..!!
قد مرت على رحيلك يا مرضية..!!
ثلاث سنوات قد مرت منذ تلك الليلة المشؤومة... منذ تلك الليلة التي قد أحسست بأنني ميت منها...جثة من غير روح...
ثلاث سنوات منذ رحلتي...
و لكنك معي في كل زاوية..و في كل لحظة...
تركتني...و تركتي لي...همسك...ظلك...روحك...و تلك الصغيرة..!!
قطع علي حبل أفكاري صوتها...فلذه كبدي...روحي...نور عيني...!!
جاءت مسرعة لتقف بجسدها الصغير بين قدمي...و هي ترفع كلتا يديها..و تصرخ بصوت عال...\بابا..بابا....
نظرت لها بإبتسامة تنفرد بها هي فقط...و قلت مداعباً خدها بيدي...\ها...وش تبي وجودي حبيبة قلب بابا...
كشرت ملامحها بطريقة كنت أعشقها...من ..تلك..تلك التي تركتني و رحلت...تاركة وراءها سراب في حياتي...قالت لي بنبرة طفولية.. \مااابي آآكل..ماابي...
نظرت للخادمة...واقفة خلفي تماماً...و قالت بارتباك...\سوري بابا بس هو ما يبي ياكل...و مدت يدها لتلك الطفلة لتأتي معها...\وجد تعال معي..
وجد بدورها تشبثت ببنطالي أكثر بقوة دلالة على أنها لا تريد تركه..و قالت باصرار...\لا..لا مابي..مابي..
الخادمة..\وجددد!!
مسكت قميصي بكلتا يديها بقوة و قالت...\لا بابا....نظرت لها بإبتسامة...أعلم جيداً أنها لن تتركني أبداً....حملتها وأجلستها على قدمي..و أشرت للدادة بإبتسامة أن تذهب...ضممتها لصدري..أغمضت عيني و استنشقت رائحة شعرها...ذلك الشعر الشديد السواد و الطويل ..الناعم..و غزير كالليل...نعم...كشعر تلك!!...رائحته...ملمسه...طوله...غزارته...نعم...كل شئ فيه...
يذكرني بتلك..!!

ابتسمت لها...

قالت لي أن وجد ستشبهني و لن تشبهها...و لكنها أخطأت!!...فهي نسخة طبق الأصل من والدتها...نسخة منسوخة منها....
و كأنها تقول لي أنك لن تنساني ما حييت..!!
أغمضت عيناي للمرة الثانية وأنا أدعو لها بالرحمة و المغفرة ...و أن يسكنها فسيح جناته...رفعت وجد لتجلس على حجري وأنا أشير على الخادمة..\مو مشكلة خليها الحين..بعد شوية نحن رح ننزل و ناكل مع بعض...
تبدلت ملامح تلك لتصرخ و تقول..\صحيح بابا؟!...
قلت..\إيه يا روح بابا...
احتضنتني بقوة بيديها الصغيرتان...
و أنا سرحت بفكري..
لا أعلم أهي ذكرى الثلاث سنوات هي ما جلبت لي كل هذا الكم المتدافع من الذكريات أم ماذا؟!
فها هي ثلاث سنوات قد مرت...
أنا لم أعد ذلك الخالد الذي من قبل..منذ وفاتها قد تغيرت..تغيرت كثيراً...
تغير كل شئ في..بداية بمهنتي...فمنذ أن دخلت هذه الصغيرة حياتي و أنا أحس بأنها قد تغيرت...تركت مهنة الطيران و ذلك لأنها تأخذ الكم الكبير من حياتي اليومية..و انا منذ تلك اللحظة التي قد رأيتها فيها قررت بأنني سأكرس كل حياتي لها..و لك وحدها..لذلك فضلت أن أعمل في شركات عبدالرحمن و خاصة و أنه ليس هنالك من يرأسها...
كانت الأمور صعبة علي في البداية و لكنني بعدها قد تعودت...و لكن ما آلمني بعدها هو خبر وفاة يسار...يااه...لكم كان مؤلماً على قلبي...و لكن الله قد برد جوفي قليلاً بإستيقاظ عبدالرحمن بعدها بعدة ليال...و كأنه قد علم بوفاة يسار...مرت السنة الأولى على كل من في القصر بمرارة عجيبة...
و هذه المرارة قد أثرت عليّ جداً... خاصة و أني قد افتقدت شخصين و ليس بشخص واحد...
أصبحت أحمل هم كل من في القصر أكثر...فها أنا أحمل هم صبا...أود لو أناقشها كل يوم في أمر زواجها و أن العمر يمر بها و هي تكبر..و لكني لم أستطع..لم أستطع ان أفاتحها في الأمر و خاصة بعد أن أحسست بإحساسها...أحسست لكم هو مؤلم فقدان من تحب..!!
أصبحت أحمل هم عبدالرحمن و خاصة أنه قد أصبح مقعداً بعد هذه الغيبوبة الطويلة و لكن و لله الحمد أنه لم يفقد ذاكرته...

أصبحت أحمل هم والدتي و أنها كيف ستتحمل موت يسار...كيف ستتحمل ذلك؟!..كنت خائفاً أن تذهب هي بعده..فكل من في القصر قد كان يعلم بأن يسار هو أحب شخص لقلبها...و مع خوفي عليها إلا أن علاقتنا قد أصبحت أسوء ما يمكن...و أنا أعلم أنه ليس بالأمر الجيد و لكني لم أستتطع...
لم أستتطع ألا أحملها اللوم على ما حدث لمرضية...فلو سمحت لها بالمكوث معهم في القصر لما حدث ما حدث...ولو لم أسافر لما حدث ما حدث...أعلم أن هذا تفكير خاطئ...و اننا يجب أن نرضى بحكم الله و لكني لا أستطيع أن أطرد هذه الفكرة من رأسي...
فمرضية قد ذهبت ضحية ظلمي و ظلم والدتي و ظلم المجتمع لها...لا أستطيع أن أسامحها...و في نفس الوقت نفسي لا تسمح لي بمقاطعتها...اعاملها أحسن معاملة و أطيعها و لا أقصر في حقها..و لكن ما في القلب...هو في القلب..!!
و لطالما كانت تفضل يسار على...
يسار..!!
أخذت نظرة أتأمل طفلتي الصغيرة و هي متعجبة من صمتي العجيب...كانت تقلب صفحات ذلك الكتاب الذي كنت أحمله...
ياااه لو تعلمين ما بقلبي من ألم يا ابنتي؟!..
رحلت تلك لتتركني في ألم ما بعده ألم...لا...و لم يقف حد الألم هنا..بل رحل بعدها ذلك الآخر...كيف له أن يتركني دون أن نتسامح؟!...كيف له أن يتركني قبل أن أحتضنه؟!...كيف له أن يتركني قبل أن أشتمه..أركله في بطنه..أضربه على رأسه...أفعل به كل شئ قد كنا نفعله ماضياً..كيف؟!!
ياه يا يسار...لو تعلم مقدار الندم الذي يعتصر روحي و يحبسها..لقمت من قبرك لتسامحني...أنا من أطلب منك السماح الآن..أنا من أخاف أن أقابل ربي يوم الحساب و نحن لم نتسامح...أنا من أتمنى لو يرجع الزمن للحظة و أسامحك على كل شئ...على كل شئ...و لكن هل للزمن أن يرجع...و هل لي أن أصحح الماضي...
ياااااه يا يسار...
الآن..الآن فقط أعلم معنى آخر جملة قد قلتها لي...
(سامح...سامح قبل لا تفارق...)
الآن فقط أتذوق مرارة معناها و أتجرعها تجرعاً...الآن فقط أعلم معنى ما قلته...
و لكنني لست أنا من فارق يا صديقي..بل أنت من فارق...و يا ل ألم هذه الحقيقة...
يالمرارتها...!!


**********************

 
 

 

عرض البوم صور **روووح**  
قديم 01-04-13, 09:18 PM   المشاركة رقم: 210
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2012
العضوية: 247575
المشاركات: 240
الجنس أنثى
معدل التقييم: **روووح** عضو على طريق الابداع**روووح** عضو على طريق الابداع**روووح** عضو على طريق الابداع**روووح** عضو على طريق الابداع**روووح** عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 472

االدولة
البلدUnited_Kingdom
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
**روووح** غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : **روووح** المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: روايتي...ولغد طيات أخرى...

 



لطيفة....

دائماً تذكروا أن تدعوا لأموات المسلمين حتى و إن لم يكن لك قريب قد مات..فربما يسخر لك الله من يدعو له عندما تصيح مكانهم...
فهم في أشد الحوجة لدعائك ....







مصر...
القاهرة...

أغمضت عينيها لتفتحهما للمرة الثانية...تأملت ذلك الشئ الذي تمسكه في يدها...ظلت تنظر لتلك العلامة التي تتوسطه....حمدت الله أنها سالبة و أنها ليست بحامل...
فكرت في نفسها...و كيف أكون حامل...!!
و هل لي قدرة على تحمل طفل ثالث..!!!
سمعت ذلك الطرق على الباب...\مين؟!
سياف \نادية افتحي...يسار قاعد يصيح له ساعة و حاولت معه بس من غير فايدة...
تأملت إختبار الحمل لأصرخ له..\خلاص الحين جاية...
قذفت بالإختبار في سلة المهملات...تأملت شكلي في المرآة...يااااه...!!
أين ذهبت تلك الناديا البالغة الجمال؟!!
أين ذهبت نضارة بشرتها..أين ذهبت إشراقة إبتسامتها؟!
إين ذهبت ملامحها الصارخة الأنوثة؟!

منذ ولادتي الأولى و قد انقلبت حياتي رأساً على عقب...نعم..!!
فمن يتوقع أنني و في ظرف ثلاث سنين سأرزق بطفلين؟!...ياااه؟!..
و لكم هي صعبة تربيتهما...؟!
فكيف أحافظ على جمالي و أنا أربي طفلين الفرق بينهما سنة؟!!
قبل عدة سنوات حياتي كانت شيئاً..و الآن حياتي بعيدة كل البعد عما قد كنت أعيشه...فيا سبحان الله.!!..كانت حياتي مبنية على الخداع..كانت لي شخصيات متعددة...كنت في كل مرة أتعرف على رجل بشكل و أنفذ فيه مخططاتي...كنت أعيش حياة خيالية...
فمن يصدق أن تلك الناديا هي نفسها من هي أم الآن لطفلين؟!...من يصدق من الأساس أنني قد أصبحت أماً؟!!...فيا سبحانك يا رب هذا الكون؟!
أنا الآن أم و زوجة و ها أنا قد اضطررت لترك العمل...تركت عملي من أجل طفلي الصغير...أعلم أنني قد أصبحت ناديا أخرى...
لدرجة...أنني أحياناً أنسى ذلك الماضي...

تلك الحياة...

أحياناً أنسى أنني في يوم من الأيام قد كانت لي والدة و زوج والدة حقير...أحياناً أنسى أنه قد كانت لي أخت صغيرة...يا ترى؟!..أين ذهبت هذه الأخت؟!..و ما الذي قد حدث لها؟!..يا ترى كيف هي الآن؟!..و ماذا تفعل؟!...و كيف تعيش؟!...أتمنى من كل قلبي أن تكون سعيدة أياً كانت...أنا لم أخبر سياف بهذه الحقيقة...لا أعلم لماذا لم أخبره..حقاً لا أعلم؟!
و ربما سأحتفظ بها لنفسي...فمن يعلم ماذا سيحدث لنا غداً...
سمعت صوته من الخارج..\نااادية!!
قلت...\خلاااص جاية جاية...
ضربت على خدي بيدي و تأملت شكلي في المرآة لأخرج و أجده يحمل يسار الصغير بين يديه ليعطيه لي فوراً و يقول...\تأخرت و عندي إجتماع مهم...انتي وش قاعدة تسوين كل هذا في الحمام...
قلت...\ولا شي...
حملت يسار بين يدي لأجلس على الصوفا التي تتوسط الغرفة...تأملت حال سياف...يجوب في أنحاء الغرفة وهو يبحث عن ساعة يده...\وييينها الساعة؟!
و أردف وهو يتذمر \أكيد هذي بنتك الشقية لعبت فيها و حاطتها فمكان...
قلت له و أنا أدغدغ يسار بيدي..\حبيبي الساعة فذاك الدرج..و أشرت له على الدرج...ليفتحه و يأخذها و قبل أن يهم بالخروج..اقترب مني و طبع تلك القبلة على جبهتي و خرج...
تأملته حتى خرج...لا أعلم أنا موقنة أنه يحبني الآن...ولو لم يكن يحبني لما تحمل هذه الحياة...فأنا أحس بأنه مازال صغيراً على تحمل مسؤولية طفلين..مع أنه مسؤول من كل النواحي و لكني مازلت أحس بفارق الخمس سنين الذي بيننا...
يكره جداً عندما أذكره بهذه الحقيقة أني أكبره بخمس سنوات...مع أنه عندما أذكره بهذه الحقيقة ... يجد الرد المناسب تماماً ليرد علي به...

أحببته...!!
و بشدة...

لا بل و أصبحت أحس من دونه بالضعف ..بالوهن..قبل تلك السنين كنت أحس بأني مستقلة و لا احتاج لأي شخص أياً كان هذا الشخص..كنت أحس بأني أستطيع تدبر اموري بنفسي...و لكن الآن..
فالحب أضعفني..!!
تأملت ذلك الصغير الموضوع على حجري..لأهزه..\انت يا حلو يا شقي انت..مع اني مدري وش هالإسم اللي سماه لك أبوك؟!...لاااه و مصر كمان إنه لااازم يسميك على هالإسم...يقول اسم شخص عزيز على قلبه...و ش دخلنا فيه نحن نقوم نسميك عليه؟!...الحين...وينها أختك الشقية كمان؟!..صرخت..\نعيييمة...يا نعيييمة؟!
لتأتيني تلك السيدة التي مما يبدو أنها في الخمسينات من عمرها...\آه يا مدام؟!
سألت...\وينها هديل؟!
نعيمة..\ يا مدام..قاعدة تلعب...لتقطع عليها تلك الصغيرة كلماتها و تقترب مني و تمسك يدي..\ماما..ماما...
قلت \إيه يا روح ماما...
هديل \بابا روّح ؟!
قرصت خدها بخفة لأقول...\إنتي وش قصتك مع المصري؟!..إحكي بلهجتك؟!


*******************************


في بقعة أخرى...

مررت إصبعها الصغير برقة على ملامحه...لكم تعشق هذا الرجل القابع قربها...لا..بل تعشق كل تفصيلة فيه..صغيرة كانت أم كبيرة...
ابتسمت بخفة وهو تتأمل ملامحه وهو نائم...
محمود..!!
مر على زواجنا ما يقارب الأربع سنين...و ها أنا أعشقك و كأني قد رأيتك لأول وهلة في حياتي...و كأن هذا الحب وليد اللحظة و ليس منذ ماهو أكثر من أربع سنين...
أربع سنين..!!..أربع سنين و أنا أعشق كل تفصيلة فيك..منذ أن رأيتك بالقرب من ذلك البيانو...و حبك يستوطن كل جسدي...
و لكن هل لهذا الحب أن يستمر؟!..
هل لك أن تحتمل إعاقتي أكثر من ذلك؟!...
هل ستحتمل عدم حملي حتى الآن أكثر من ذلك؟!...
هل ستحتمل عدم إحساسك بالأبوة أكثر من ذلك؟!
فاجئتني تلك العينين وهي تفتح...عينين لطالما عشقتهما...لأسمعه يقول بصوت ناعس...\وش سبب هالإبتسامة من صباح ربي؟!
و ها هو الدم يتدافع بسرعة غير طبيعية لوجنتاي...شهقت بقوة لأسمعه وهو يقول..\سلامات...كل هذا عشان فتحت عيوني..ترى عادي برجع أقفلهم..

قلت...\ههههههه..من يوم يومك خبل...
قال..\بالله؟!!
قلت..\إيه..
ظل الصمت حليفنا لوهلة من الزمن ليقول..\بنظل نحكي كذا؟!..
ابتسمت بشدة..\إيه...
قام من مكانه وهو ينفض نفسه و يقول دعاء الإستيقاظ...\لاه يا مدام أنا عندي أشغال...
تبدلت ملامحي...أصبحت أخاف أن يعود لبروده القاتل في أية لحظة...فأنا أحبه هكذا..محمود...من يباغتني بالأسئلة التي تدفع الدم لوجنتاي..و بالإجابات التي تدغدغ قلبي...خائفة أنا من بروده...
و بينما كنت أفكر استغربت منه يأتي من جهتي في السرير...ليرفع الغطاء عني..صرخت بقوة..\محمووود وش فيك.؟!!
قال...\يلا يا هانم بلا كسل و حملني بين ذراعيه بسرعة ..شهقت بقوة و أنا أمد يداي لتتشبث بعنقه...تأملته لوهلة عن قرب..لكم كان قريباً مني..!!
و لكم تمنيت أن تستمر هذه اللحظات لوقت أطول..لو بإستطاعتي أن أجمد الزمن و أظل قريبة منه هكذا...و لكن الواقع غير ذلك...حملني ليضعني على الكرسي المتحرك و يقول..\يلا عشان نفطر...أنا بروح أتسبح...
تأملته و هو يأخذ ملابسه و يبتعد ليدخل الحمام...سحبت الكرسي بسرعة لأقف أمام المرآة...تأملت شكلي...شهقت و أنا أرى شعري المعفوس و عيناي المنتفختان...له حق أن يطلق علي كل ليلة لقباً من ألقابه الباردة...!!...

سرحت و هي ترجع لتفكر في ما يؤلمها أكثر شئ...

لن يستمر الحال هكذا..حتماً لن يستمر...فإن صبر هو لهذا الحال فوالدته لن تصبر...و إن أحبها ألفاً فلن يتحملها أكثر من ذلك...و لكنها تعلم إنها و إن فتحت هذا الموضوع معه فسيغضب..لا تعلم لماذا يتجنب هذا الموضوع؟!...ألأنه يحس تجاهها بالشفقة؟!..أم أنه لايريد ما يربطه بها؟!..أم أن هنالك ما هو أبعد من ذلك؟!..
و لكن في كل الأحوال لابد لها من أن تتحدث معه في الموضوع..!!
انتظرته حتى خرج من الحمام...و توجه للمرآة..سرح شعره و بدأ بإرتداء ملابسه...و اخرجها من بؤرة تفكيرها الكبيرة..\وش فيك تطالعيني كذا؟!
فركت يديها بقوة..\ها...لا بس كنت أبي أتكلم معاك فموضوع...
صمت لوهلة و تبدلت ملامحه...\ها..قولي؟!
ترددت أن تفاتحه و لكنها استجمعت كل قواها...\نحن ما نصير نظل كذا؟!...
قال لها وقد تبدلت ملامحه...\وش فينا!؟
روح \محمود إنت تدري عن شنو أتكلم...عن موضوع الحمل..
خرجت تلك التنهيدة القوية من صدره...التفت عليها ليقول..\روح انتي وش فيك؟!..لازم تنكدين علينا اليوم...وش حلاتنا...
روح \بس...
محمود \لا بس و لا غيره..موضوع الحمل موضوع منته...يعني أولاً ربنا ما كتبه و ثانياً...كيف بنربي طفل بهالحالة..!!
و ها هو يعود لمحمود البارد ليجرحها...!!


**************************


واضعاً يديه على مقود السيارة...و يتأمل في الشوارع... أكثر شئ يجعله يمقت مصر و شوارعها..هو الزحمة...الزحمة قاااتلة...يمكنه أن يمكث دهراً في الشارع حتى يصل لوجهته...
سرح بفكره..
سبحان الله..!!
لم أتوقع أني قد أسكن نهائياً في هذه البلد...ربما حبي لتلك الأخرى هو ما جعلني أتنازل عن كل شئ لأكون بالقرب منها...
مع أن سفري كثير جداً...و ذلك لأن عملي متنقل و لابد من السفر للممكلة من حين لآخر لرؤية والدتي و سارة و صغيريها...وخاصة و أنها قد تطلقت من كمال...أعلم أنها حقيقة صعبة التصديق...
و لكنها تطلقت نهائياً...قد كان الموضوع مرهقاً و خاصة أنه قد استمر لمدة في المحاكم..و لكن في النهاية استطعت التخلص منه..هددني بأشياء كثيرة و أنه لن يتركني في حالي..و سينتقم مني و من نادية..و لكني لم أعر لما قاله شيئاً...
أعلم...نعم أعلم أنني قد كنت أنانياً في الماضي بتفكيري بنفسي فقط و أنه بحصوله على السي دي يستطيع فعل ما يريده حتى و لو كان هذا الأمر هو تعذيب أختي..لم أكن اهتم لحقيقة أنها تتعذب أو غيرها..و كل ما كنت اهتم له هو نفسي و نفسي فقط...و لكنني الآن قد أصبحت أنظر للأمور بمنظور آخر...
أصبحت أفكر في الغير...في ناديا..في لما الصغيرة..و ..يسار...يسار ذلك الصغير الذي قد سميته على أعز الناس لقلبي...

ذلك اليسار..!!

آآه تؤلمني ذكراه و بشدة...أتذكر أنني قد كنت أفتقده و أتصل بهاتفه لأجده مغلقاً...لم أعلم قلقت و لكن ليس كثيراً...لأنني قد اعتدت على هذه الأفعال منه و خاصة أنه يغيب لشهر كامل دون أي اتصال...و لكني تفاجئت و بشدة عندما رجعت للمملكة لأعلم بأنه قد سجن في قضية مخدرات...
كانت صدمة قوية لي...ذهبت لزيارته مرة...كانت مؤلمة و بشدة لروحي رؤية ذلك اليسار بهذه الطريقة..حاولت مساعدته بكل الطرق و لكنه قد كان يائساً و بشدة..و كأنه يود المكوث في السجن..و طلب مني ألا أزوره مرة أخرى...حققت مطلبه لأني أعلم ما يدور في دواخله جيداً...و لكن قد كانت لي معارف في السجن و كنت أسأل عن حاله بين الحين و الآخر...
و لكن مفاجأتي الكبرى هي عندما علمت بذلك الحريق الذي قد شب في زنزانته..و موته!!
موته..!!
يسار قد مات..!!...لم أستطع استيعاب تلك الحقيقة...لم أستطع إستيعابها حقاً...كانت أكثر ليلة مؤلمة في حياتي كلها...لم أستطع تصديق الأمر و حاولت البحث خلفه و لكن كل الأمور قد كانت مبهمة و لم أفهم شيئاً...أتذكر جيداً تلك الليلة التي قد علمت فيها...كيف بكيت..
نعم قد بكيت كالطفل الصغير و لم أبالي...لم أبالي إلا لصديق قد فقدته...
و منذ تلك الليلة قد تغيرت حياتي نهائياً...تغير كل شئ...
تغيرت رؤيتي للأشياء...للناس..للأحداث...لكل شئ...و كأن وفاة يسار قد كانت النقطة الفاصلة في حياتي...قد كانت نقطة البداية و النهاية...منذ تلك الليلة علمت أن لا شئ باقٍ للأبد..و لابد لنا أن نعيش اللحظة لأننا لا نعلم متى نموت و نحيا...
و أوقن جيداً أنني قد أصبحت أعشق تلك الناديا...
هي تعلم جيداً منذ اول يوم رأيتها فيه أنني قد وقعت في شباك حبها..أحببتها...عشقت كل شئ فيها...حتى أنني قد فعلت الشئ الوحيد الذي يصعب على كل رجل فعله...ألا وهو نسيان الماضي و إن كان ملوثاً...
نعم قد فعلتها و لا أعلم كيف..و خاصة أن أي رجل شرقي بشخصيتي لا يمكنه فعل هذا الشئ..و لكنها أيضاً ساعدتني على ذلك...فهي لم تسألني يوماً عن ماهية ما رأته في السي دي..و تغيرت كلياً...نعم..
قد تحجبت و أصبحت متدينة نوعاً ما...و أصبحت تهتم بالأطفال جيداً...

حقيقة...

إن أخبرني أي شخص قبل هذه الثلاث سنوات أنني سأرزق بطفلين في ظرف سنتين و سأصبح أباً عاملاً مسؤلاً لما صدقته و لأطلقت عليه لقب الجنون...
نادية تغيرت للأحسن في أشياء كثيرة...و لكنها أيضاً قد تغيرت للأسوأ في أشياء لأخرى...فقد أصبحت لا تهتم بنفسها...و ليست تلك الناديا التي أحببتها..قد ضعفت شخصيتها ...و أصبحت لا تهتم بشكلها أبداً...
أصبحت أماً و ليست بزوجة...!!
و انا عن نفسي أحاول التغاضي عن هذه الحقيقة و أخرج لها ألف حجة..بأنها تعتني بالأطفال و أنها متعبة و غير ذلك من الحجج...و ذلك لحبي الشديد لها..
و علمي بأنني لن أستطيع العيش بدونها...


*************************


في بقعة أخرى...

رتبت خمس كرات حمراء بجهة و أخرى زرقاء بالجهة الأخرى...نظرت لتلك القابعة أمامها بإبتسامة...أخذت كرتين من الكرات الحمراء...أشارت لتلك بنفس إبتسامتها..\ها..كذا كم كرة؟!
وضعت تلك الفتاة إصبعها بين أسنانها في حيرة...أمالت رأسها ثم قالت بحركات الإشارة...\ممم..ثلاثة؟!!
ابتسمت لها أسيل لتومئ لها رأسها و تشير لها...\صح..
قطع عليهم جلستهم صوت طرق الباب لتقول..\أدخل...
ليدخل ذلك الرجل الذي مما يبدو أنه في الثلاثينيات من عمره..لتقترب منه تلك الطفلة و تحتضنه بقوة...إنحنى ليقبل رأسها...أبعدها قليلاً ليشير لها بيديه...\كيف حبيبة قلب بابا؟!
أشارت له بيديها...\كويسة...
قادها حتى جلس على ذلك الكرسي و أجلسها في الكرسي المجاور له وهو يسألها بالإشارات عن يومها...أسيل أحست بأنه يجب عليها المغادرة..قامت من مكانها و أصلحت غطاء رأسها و كانت ستهم بالمغادرة لولا أن صوته أوقفها...\ضي...!!
توقفت و هي تعطيه ظهرها...التفتت عليه لتقول..\نعم أستاذ؟!...
...\كيفك اليوم؟!
أسيل \بخير الحمد لله...أنا بروح و بترككم بروحكم...و لما تخلصوا ناديني...
أشارت لها دانة بيديها تسألها لأين هي ذاهبة...هي ابتسمت في المقابل و أشارت لدانة أنها ذاهبة لغرفتها...و غادرتهم...
دخلت غرفتها الموجودة في ملحق صغير بالمنزل...هي من أصرت على ذلك الآخر بأنها لن تمكث داخل المنزل...جلست على سريرها....
سرحت بتفكيرها...يا سبحان الله..!!
ها هي ثلاث سنوات قد مرت.!.!!
ها هي ثلاث سنوات و أكثر قد مرت على هروبها من ذلك الرجل..!!
من ذلك الجاسر..!!
كيف مرت هذه السنوات؟!...كيف مرت دون أن يحدث شيئاً...فهي توقعت نفسها أن تكون في عداد الموتى إثر فعلتها...
تذكرت..
نعم..قد تذكرت تلك الليلة التي قد حلمت فيها...حلمت فيها بذلك الجاسر..لقد كان كابوساً..حلمت في تلك الليلة التي اغتصبها فيها...تذكرت كل تفصيل...كل شئ..كل شئ...استيقظت و هي ترتجف..و تتعرق و جسدها كله مبلول من العرق...تذكرت أنها في تلك الليلة قد قررت أن تسلم المستندات التي قد حصلت عليها للشرطة...و ليفعل بها ما يشاء و لكنها لن تسمح بتكرار ما حدث لها لأنثى أخرى..لن تسمح بأن تتذوق أنثى أخرى مرارة ما ذاقته هي من ألم...قررت أن تسلمها على أنها مجهول..فقط أن يتم القبض على ذلك المريض النفسي...و فعلاً فعلتها..مع أنها كانت في قمة خوفها لأنها كانت موقنة أنه سيعلم أنها هي من فعلتها و لا يوجد شخص غيرها...
تتذكر جيداً...نعم تتذكر تلك الليلة التي قد أخبرتها فيها منى بذلك العمل..تتذكر جيداً كيف أغمي عليها عندما علمت بمن ستعمل معه...يااااه..
يالسخرية القدر..!!!
ها هو من كانت تبحث عنه لسنين...يعود لها و في طبق من ذهب...نعم...وافقت على العمل فقط من أجل رغبة واحدة...هي ...
كان لابد لها من أن تقتني لها إسماً غير اسمها...و شخصية غير شخصيتها لكي لا يعلم من تكون...و هذا ما حدث فعلاً...هي الآن ضي...فتاة مشردة و وجدت مأوى يأويها..و هذا الرجل الذي تعمل معه لا يعلم أكثر من ذلك كمعلومات...تتمنى لو يتوقف الزمن هنا و لا يفتح الماضي جراحه مرة أخرى..و لا يعود ذلك الجاسر لحياتها...
خائفة...نعم خائفة هي حقاً من عودته...هي..يمكنها أن تمكث هكذا معلقة لا هي مطلقة و لا هي متزوجة..و لا أن يعود لحياتها مرة أخرى...
نيتها الأولى و الأخيرة في هذا العمل كانت الإنتقام..الإنتقام من هذا الرجل..و لكن مع مرور الزمن تعلقت بتلك الطفلة..تلك الطفلة البرئية المعاقة..و ما ذنبها إن كان والدها...فهي قد أحبتها...أحبتها من أعماق قلبها و تعلقت بها...


*******************************


في بقعة بعيدة كل البعد...

تمرر يديها بخفة على ذلك الحائط لتتحسسه...و هل لها أن تفعل غير ذلك؟!..فهذه هي الطريقة الوحيدة التي تستطيع بها المشي..هو تحسس الأشياء..فهي لا تستطيع رؤية شئ..كل ما تراه هو الظلام و محض الظلام...فهو قد أصبح رفيقها...ذلك الظلام الدامس الذي تعيشه...
مررت يديها بخفة و لكنها شهقت عندما تحسست ذلك الجسد الغريب...جسد رجل...ابتعدت بسرعة و هي تمسح يديها بملابسها و كأنها تتقرف منه...لتسمع تلك الكلمات منه...\لهالدرجة تقرفين مني ؟!
ابتعدت عدة خطوات للخلف...كانت ستصرخ و لكنها صمتت لوهلة لتقول له...\وش تبي؟!
صمت لوهلة وهو يتأملها...حقاً لا يستطيع رفع عينيه عنها...هي ارتبكت من هذا الصمت و أصلحت من غطاء رأسها عليها...حاولت أن تتراجع خطوة للخلف و لكنها سمعت صوته..\حاسبي...
قالت بقرف شديد...\مالك دخل فيني...!!
قال و هو يتأملها...\مالي دخل؟!!
قالت و هي تحيط صدرها بيديها...\إيه مالك دخل...
تأمل ذلك الكيس الذي في يده ليقول لها..\الحين خلي عنك هالهرج...و تعالي شيلي هالكيس مني...
قالت له بنفس قرفها..\حطه على الطاولة...
وضعه على الطاولة ليتأملها لوهلة أخرى..و هي بدورها أحست بتأمله...قالت له بقرف..\وش تبي بعد؟!!
دائماً ما يستغرب..كيف تعلم بتأمله لها...كيف تعلم بأنه ما زال موجوداً في المكان؟!...خرج ..و تركها سارحة في ذلك الظلام...وقف عند تلك الفسحة في المنزل...حاول التنفس بالقوة..أخرج زفيراً و بعده شهيق قوي...علّ ما بصدره من إحساس أن ينتفض...
مسح رأسه بيديه ليسمع ذلك الصوت...\ضاحي؟!
التفت ليري والدته تتأمله لتقول..\وش فيك؟!
قال بهدوء...\مافيني شي يمة...
قالت و هي مازالت تتأمله برهبة...\ضاحي...لا تكون شارب هالسم من صباح ربي؟!
بدأ يفقد أعصابه..\يمممة أقولك مافيني شي...ما فيني شي...

ابتعد عنها و هو يحس بأنه سينفجر من تلك الأخرى...

*************************





ولو خيرت في وطن
لقلت هواك أوطاني
ولو أنساك ياعمري
حنايا القلب .. تنساني
اذا ماضعت في درب..
ففي عينيك عنواني !

(فاروق جويدة)






من هي تلك الفتاة العمياء؟
ما الذي حدث لنورة في هذه الثلاث سنوات؟

هنا محطة الوقوق...أتمنى من كل قلبي تكون الطية نالت إعجابكم ...أدري إنها فاجئتكم و بشدة... بس إن شاء الله تستوعبون الأحداث مع البارت القادم..اللي بنشوف فيه بقية الشخصيات و نفهم أكثر الي صار... :)

و مثل ما قلت البارت الثاني بينزل اليوم بعد الساعة 12....

كونوا بالقرب...

 
 

 

عرض البوم صور **روووح**  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
للكاتبة رووح, ليلاس, معاقه, معي, منتدى قصص من وحي قلم الأعضاء, الماضي, المستقبل, روايات رومنسيه اجتماعيه, روايات سعوديه, روايات و قصص, روايات طويله, روايتي ولغد طيات أخرى, روايه بالفصحى, روح, طيأت اخرى
facebook



جديد مواضيع قسم ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t181600.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
ط±ظˆط§ظٹطھظٹ ط§ظ„ط£ظˆظ„ظ‰ طµط­ ظپظ‚ظٹط±ط© ظ„ظƒظ† This thread Refback 25-08-14 07:35 PM
Untitled document This thread Refback 23-08-14 09:22 PM
ط±ظˆط§ظٹطھظٹ ظˆظ„ط؛ط¯ ط·ظٹط§طھ ط£ط®ط±ظ‰ ظ…ظ†طھط¯ظ‰ This thread Refback 09-08-14 01:57 PM


الساعة الآن 03:20 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية