لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > المنتدى العام للقصص والروايات > القصص المهجورة والغير مكتملة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المهجورة والغير مكتملة القصص المهجورة والغير مكتملة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 21-07-12, 02:29 AM   المشاركة رقم: 6
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2011
العضوية: 224710
المشاركات: 3,261
الجنس أنثى
معدل التقييم: اسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1223

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اسطورة ! غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اسطورة ! المنتدى : القصص المهجورة والغير مكتملة
افتراضي

 


-
بارت 2

-






6 وعشر المغرب | فلة ابو مشاري



نزْلت الدرج بسرعه وانا مشحونه كُتل قهر من جرائة عذاري بعد اللي سمعته تو !
سكرت عيوني بقوه وانا اتذكر مواجهتي لها قبل ثواني . .

*

- هَتون لحظه , ادخلي خليني افهمك
كنت واقفه عند الباب مثل الصنم وافكاري تتحارب بشكل سريع داخل عقلي ؛ انفجر عليها , اضربها , أنزل افضحها عند مشاري , اصارخ والا ش اسوي ياربي !!
دخلتني غُرفتها وسكرت الباب , فتَـحت اللمبه وهي تتخبط بالكلام وتحاول تفهمني
- ترى مو اللي ببالك , ووالله مو رجال اللي كنت اكلمها والله هذ . .
قوّيت ضمتي لـ يوسف النايم على صدري , وناظرت فيها بإستحقار لأن الكذب واضح
فقلت وانا اقاطعها بصوت هادي وببرود استغربته : طبعاً مو رجال لأنه نزل لهالمستوى اللي انتي فيه
عذاري بدفاع سريع : لا هتون اقسم بالله انتي مو فاهمه شي !!
سكرّت عيوني بكِره لأن أعذارها أقبح من افعالها , وقبل لا اعطيها الفرصه التفتت بسرعه ومشيت
- هتون لحظة , اسمعيني لا تروحيين !
فتحت باب الغرفه وطلعت وانا أزفر اقوى هوا دخل فيني

*

الصراحه الجو للآن كتمه ويحتاج اني اكرر زفرآتي القوّيه
معقوله عذاري وصلت إنها تغازل ؟ من وين تعلمت هالحركات إحنا ما تربينا كذا !!
وش هالمصخره , وش هالقوة الطاغيه
الحين اذا نزلت وشفت وجه مشاري وآيه وش بقولهم ؟
" وبإستطراد غريب وانا اتذكر " بس قبلها لحظه وش صار فيني لمّا كنت هناك ؟
ليش ماصارخت وضربتها ؛ ليش بعد ما شحنت نفسي جاني البرود فجأه ؟
حيّرتني أفعالي وحيرني هالموقف


لكْن الحيره الأكبر هي يوم إني وصلت للحوش وصار ما يفصلني عن مشاري وآيه الا خطوات بسيطه !
ظليت واقفه عند باب البيت الذهبي بتناحه والهوآ البارد يلفَح على وجهي
لحظتها استجمعت قوتي ومشيت بخطوات هاديه صوبهم وافكاري تجي وتروح ومتردده بشكل كبير
أشّرت لي آيه من بعيد وقالت : هتون يوسف يرجف ارفعي اللحاف على رآسه
انتبهت على حالي وغطيت يوسف باللحاف الابيض وانا اتأمل كيف البربتوز الكامل اللي عليه غيوم طفوليه كيوت عليه
بعدها بلعت ريقي وقرّبت منهم وانا ما افكر الا بـ " اقول والا ما اقول "
جلست بحذر جنب مشاري اللي كان يلعب مع متعب والضحكه شاقه وجهه بعد ماكانت الزياره مضيقه خلقه وخلوقنا
زفرت نفَس طويل , وعشوائياً تذكرت امي وحالنا اللي ما يتحمل مثل هالزيادات !
ضمّت شفاتي بإستسلام بدائي ؛ وبسرعه ندمت على فكرة الشر اللي جتني تو يوم طالت نظراتي لوناسته


فيوم أخذتنا السوآلف قررت ما اقول وأخليها مشكله جانبيه لين يجي وقتها
بعدها بدقايق , دخّلنا الشوي اللي خلّص واجتمعنا على طاولة الاكل وجلسنا ندردش
ومثل ماهو متوقع الكل لاحظ غياب عذاري فصعَدت لها الجازي وألحّت عليها ؛ لكن كالعاده اخترعت لنا كذبه قد المقام ومشّت الموضوع على إنها تعبانه وبطنها يعوّرها فصعّدنا لها الاكل .





‘,





اليوم التالي
الاربعاء
بأحد الاحياء | 10 ونص الصباح



طلعَت عجوز كبيره بالسن من فِله عاديه ومشت بثقل على الرصيف اللي بين الفلل وهي ترفع عبايتها الراس وشايله بيدها كيس فيه ترامس قهوه وشاي . .
وبين ماهي تتحلطم على اللي كانت قاعده معاهم قبل شوي , مرّت كامري سودا صغيره ووقفت جنبها وانفتحت القزآزه لها
- صباح الخير يا صبيّه
العجوز بإستغراب وهي تناظر بالسياره وبالولد : * عيسى * وش جابك مو قلت عندك مقابلة شغل ؟
عيسى يضحك على ملامحها المتفاجئه : ياحليلك يا * ام زيد * طالع من الساعه ثمان اكيد من زمان بخلص منهم " وبتصريفه " المهم يمّا اركبي خليني اوصلك
ام زيد : اها , لا خلّني بطلّق رجيلاتي عشان اخفّ شوي وبعدين البيت قريب ماله داعي
عيسى بعفويه : على راحتك
ابتسمت له , وما أخذت السالفه دقيقتين الا وهم واصلين وجالسين بالمقلط التحتي
* مقلط بسيط بـ كنب عربي بني مقلّم *



عيسى يطلّع ترمس القهوه من الكيس : ايه شخبار الزواره , وش قالوا الحريم عنّي ؟
ام زيد تقلّب عيونها : لا تسأل , انا لو ما ام هلال كان ما طبيت بيت * ام فواز *
عيسى يتكّي بروقان ويتقهوي : وراه وش مسويّة بعد ؟
ام زيد تناظره بتنهيده : مو لازم تسوي شي يكفي اني ما أحبها " وبإستطراد وهي تتذكر " المهم وش صار مع اخوك امس كلّمته باللي قلت لك ؟
عيسى يميّل فمّه بتمطيط : صراحـــه لاء
ام زيد قطبت حواجبها : ولوّى !
عيسى بجديه وهو يتنهّد : شوفي انا لمّحت له وبعدين هو فاهم السالفه من زمان وقالك ذيك المره اصبري
ام زيد بنَدم : ووش بيفيد تلميحك يعني , المفروض تقوله اني هالمره خلاص جاده
عيسى : يما انا اقول لا تستعجلين عليه هو يعرف مصلحته
تأففت أمه وقامت بثقل وهي ترمي عبايتها عليه وتروح : اقول مامنّك فايده قال مصلحته قال انا المجنونه والا وش مقعدني هنا , خذ بس العبايه ودّها لغرفتي
عيسى يمط شفاته لقدام : يماااه ليش زعلتي تعالي خلاص بقوله !
ام زيد تطلع : أوهوو لا تقولي ولا تقوله انا اللي بقول هالمره ويالله بلا بربره زايده
بوّز عيسى بدلع وحط العبايه بحضنه وصب له الفنجان الثالث .





‘,





1 الا ربع الظهر | فلة أبو مشاري
بالصاله فوق
* صاله حيويه ألوانها بتدرجات البيج الفاتح *



قلت بضيقه وانا متربعه عالكنبه واحاول اسكت يوسف اللي كان يصيح : ياربي خلاص حبيبي خلاص
الجازي تدرّس متعب عالارض : جربي الرضاعه . .
انا بضيق : مو راضي مدري وش فيه
متعب يناظره بتكشيره : هييه يالابيض خلّني اكتب حرف الخاء زين
قوّى يوسف صرخته لمّا شاف متعب يهاوشه كأنه يعاند !
انا مرا تأزّمت معاه فـ ناديت الشغاله واستسلمت من هالوضع المُرعب
.




عمْ السكون الصاله بعد ثواني , فتنهْدت براحه وانا اناظر الجازي مندمجه بتدريس متعب
قلت بإبتسامه وانا احط يدي على خدي وأتأملهم : وااه شلون كنتي تتحملين متعب لحالك يوم كان صغير , انا لو ما الله ثم الشغاله كان مت
الجازي بإبتسامه وهي تناظرني : لازم تتحملين " وحطت يدينها على شعر متعب " عشان بعدين يكبر يوسف ويصير نفس تعّووبه
متعب نفخ نفسه : ماما طيب تعوبه يبغى السياره الفيراري الحمرا اللي بالريموت
الجازي تضحك وتضربه بخفه على راسه : اكتب حرف الخاء بعدين تفاهم انت وابوك
متعب يكتب ويناظرني : طيب عمتي عادي سؤال ؟
قلت بطفوله وانا اناظر برائته : اي عادي
متعب بإستفهام : ليش سوفه ابيض مره ؟
ابتسمت له وانا ارد بهدوء ملحوظ : عشان ابوه ابيض حبيبي . .
تنحنحت الجازي بإرتباك وقالت لمتعب وهي تناظر كتابه وتصارخ عليه فجأه : هذا غلط اكتبه زين !!
متعب ناظر امه بإستغراب : طيييب ليش تصارخين


كنت عارفه إنها تضيّع سالفة زوجي الله يرحمه . .
بس حتى لو ضيّعتها , انا مسكت حبل البدايه واسترجعت اول الذكريات !
اسمه * معاذ * , عمره 26 سنه يوم مات
اعترف اني اول ما تزوّجته كانت نيتي ارتاح من مشاكلنا وانحاش من بيتنا , لكن بعد موته تحسفت على لحظاتي الأنانيه ؛ بس كل ما أنبني ضميري اتذكر ذاك الوقت اللي كنت من جد احتاج رجّال اشد فيه الظهر بدال ابوي اللي تخلى عّنا او مشاري اللي كان متبهذل مع حياته وحياتنا . .
" وابتسمت بعشوائيه وانا اتذكر وجهه " كان واضح انه مثقف ؛ ونظارته مُشكله دايم تضيع لأنه يحب يشيلها لمّا يقرا
" وبتنهيده " ما اخفي ان العبره خانقتني ؛ ما أقدر انسى آخر مره شفته فيها , بس بما اني أرغمت نفسي و تعديت هالمرحله لازم ما اطلّعها
لكن اللي ما أقدر اخفيه ان موته جاب بعده أزمه خلتني ارجع اعيش مع اخواني وهذا اللي ما كنت أبيه
بذيك اللحظه فهمت وتأكدت ان مو كل اللي اخطط له راح ينجح
ادري ان اللي سويته بنيّتي بهالزواج غلط بس وقتها ما قدرت استحمل بيتنا بدون امي وابوي ؛ قنطت من رحمة الله وللأسف عنادي عَماني عن ان ربي يقدر يرجعني للشي اللي فرّيت منه دامه مكتوب عليّ اواجهه !
مع اني بالبدايه ما تعلمت وظليت ببيته اللي كان كاتبه بإسمي لين ما ولدت يوسف , بس بعد الحريق تسكرت الابواب بوجهي من جد , فرجعت لدائره بيتنا ومشاكلها اللي ما كنت ابي اعيشها ؛ لكن هالمره غير لأني التزمت وايماني يدعمني بـ ان الله مارجعني الا لحكمة جاهلتها وماراح اعرفها الا اذا صبرت
"وبتنهيدة قناعه " اف احس لو بكمل يا بصيح يا باخذ مساحه كبيره مالها نهايه لأن ماعمري فضفضت لأحد بسبب خجلي من نفسي واللي حاولت اسويه مع معاذ


بهاللحظه الحساسه قاطعني صوت عذاري اللي جت من المدرسه هي ومشاري اللي جايبها
فقّت من دوامتي الطويله وضميت شفاتي بهدوء وانا اتعوّذ من الشيطان . .
* متعب يجيبه باص الروضه ويوصله مشاري الصباح *
* عذاري يوصلها ويجيبها مشاري لأنهم يطلعون بنفس الوقت *
* آيه تجي وتروح بسوّاق أجار مع قروب من البنات اللي معاها *


دخل مشاري بعد ما سلم بعفويه وجلس جنبي . .
انا تحاشيت اناظر عذاري بعد ما تذكرت سالفتها امس ؛ وهي كعادتها تكون تعبانه فتسلّم وتروح لغرفتها
الجازي تقوم من الارض : دامكم وصلتوا بروح اساعد * رتني * - الشغاله - بَنكب الغدا
مشاري : الله يعطيك العافيه
قلت بإبتسامه باهته وانا اناظر متعب اللي وقّْف كتابه بعد ماراحت امه : تبيني اعلمك كيف تكتب حرف الخاء بطريقه سهله ؟
مشاري بإستغراب : للحين انت تكتب فيه , مو امس وصلتوا حرف القاف ؟
ضربت مشاري بكوعي وابتسمت له ابتسامه معناها " اكرمنا بسكوتك "
متعب بضيقه وهو يشيل دفتره بسرعه ويروح : شكراً بنزل عند ماما تعلّمني
مشاري يرفع حاجبه ويناظرني بإستغراب : وشو كسرتي حوضي !
انا بضحكه بسيطه : الاستاذه قالت له يعيد يكتبه لأنه ماعرف والاولاد ضحكوا عليه فرجع يصيح اليوم
مشاري يحط يده على جبهته : اففف لااء الحين بيكرهني
انا بخبث : اشتر له الفيراري الحمرا وماراح يزعل
مشاري بضحكه : حتى انتي معهم !
قلت بقلبي وانا اتأمل هالموقف بسرعه : الله متى بيجي اليوم اللي يطلب مني يوسف لعبه واعيش هالاحاسيس مثل مشاري ومتعب ماشاء الله . .
قاطعني بهاللحظات صوت جوآلي اللي رن
قلت لمشاري بسرعه وانا اناظر الاسم : هذي عمتي * ام معاذ * !
مشاري : اي ردي
عدلت صوتي ورديت بهدوء وانا ابلع ريقي : هلا عمتي
الحمد لله , وانتي اخبارك ؟
الله يسلمك الحمد لله كلهم بخير
اي يوسف بخير
لا مدفيته ههه
اليوم ؟ امم اوكِ ان شاء الله
ينام عندكم ؟ لا ما ادري مو كأنه الجو بارد شوي والعيال ما يعرفون له واخاف يسوي عندكم زحمه
خلاص
أها طيب , ان شاء الله على امرك
اوك اي بجهزه
الله يسلمك يوصل , وانتي بعد سلمي عالكل
ان شاء الله
الله معاك .


مشاري يناظرني وانا انزل الجوال : يبغون يوسف ؟
قلت بضيقه وانا واضح عليّ الرفض : اي , تقول عماته وعيالهم بينامون عندها ويبغونه ينام معهم
مشاري يبتسم بقناعه : خلاص ارسليه هو ورتني , مو اول مره ياخذونه
قلت بنرفَزه ومزاجي انقلب بالكامل : بسس زحمه عندهم كأنها بتاخذه استهبال !
- اي عادي رتني معاه وبعدين انتي دايم ترسلينه لها وهي عجوز لحالها
تكتّفت وقلت : بسس الحين . .
مشاري يقاطعني وهو يطبب على كتفي ويناظرني بشوية جديه : تراه ولدهم وشايل اسم عايلتهم خلي الامور ماشيه عشان لا يتحسسون
قلّبت عيوني وقلت بغرور : ليش دايم تتكلم كذا , لا تنسى ان حضانته عندي غصباً عنهم
مشاري بنظره جاده بحت : هتون بلا بزاره !
ناظرت فيه وسحبت كلامي لأني ما اقدر اتحداه
بعدها قمت بسرعه وقلت بتأفف : خلاص ان شاء الله , بروح اقول لرتني تتجهز
تنهد مشاري ؛ وانا نزلت تحت عشان اشوفه . .
لقيته كالعاده مع رتني قاعد يرضع وعايش جووه
القهر كان بقلبي لأني ما احب اوديه عندهم بدون سبب مقنع !
شفت الجازي بهاللحظه تنكب الغدا وتنقله للطاوله فساعدتها فيه وخليت لـ آيه حافِظه لأنها ترجع من دوآمها خمس العصر ؛ لعل وعسى يتغير مزاجي لمّا انشغل .





‘,





2 ونص الظهر | بعد الغدا
بغرفتي
* غرفه بيضا كلاسيكيه مرتبه وهاديه *



كنت جالسه اجهّز شنطة يوسف وكل ماحطيت شي تحلطمت وضاق خلقي زياده !
كل المواضيع اقدر امسك نفسي فيها الا هالموضوع
قلت بقهر وانا اصفط بعض البيجايم : استغفر الله تتصل بالشهر مره وتاخذه منّي على اساس ولدهم , ماشاء الله ذابحها الحب والوَصل . .
دخلت عليّ بهاللحظه عذاري بهدوء تام !
ناظرتها وقلّبت عيوني ورجعت لشغلي وزادت كئآبتي وعصبيتي
" كِملت السالفه , ذي عاد جت بوقت غلط ؛ الحين من جد بعلمها النبي عربي اذا فتحت سيرة بلوتها "
عذاري وهي تجلس عالسرير : بياخذون يوسف ؟
انا ببرود وتأفف : ايه . .
سكَتت فتره وماتجرأت تتكلم لأن واضح إني معصبه


وما بين الهدوء , فجأه نطقت وقالت اللي كنت متوقعته : هتون معليش اكلمك بسالفة امس
التفتت عليها بسرعه وانا مبسوطه انها جابت الطاري وناويه عليها نيّه تخليها تبطّل تطلع من غرفتها
فتحت فمّي بصارخ وتعابير وجهي ولا أروع , لكن فجأه رن جوآلي وتفشلت
قلّبت عيوني ومن جد ربي يحب هالعذاري
رحت للكومدينا ورديت بنرفزه عظيمه : ها وش تبين
آيه بإستعجال وهي مو جنب عصبيتي : اسمعي هتون , ابغاك بسرعه تروحين تشوفين فستاني الاحمر التوب اللي لبسته بالسهره المره اللي فاتت
قلت وانا اقلبّ عيوني : ليش وش فيه ؟
- انتي روحي قابليه وانا اقولك
جلست على السرير جنب عذاري وهمست لها تروح تجيبه لأن مالي خلق ابد وهي بدون نقاش راحت > تدوّر رضاي
واول ما جابته قلت لـ آيه : اي وش فيه
آيه : شوفيه مشقوق من تحت على جنب ؟
قلّبته وقلت : اي شوي
- افف , اجل اسمعي جهزيه عشان اول ما ارجع اوديه انا ومشاري للخياط
قلت بفضول : طيب ليش وش عندك ؟
آيه بنفس العجله : تو * سما * اتصلت عليّ تقول بكره بيسوّون استقبال ببيتهم لزوجة اخوها * محمد * مو توهم راجعين من شهر العسل وكذا, فـ عزمتني وأصرّت نجي كلنا ومره بتزعل إذا ماجينا
انا بنفي تام : لا معلييش , اليوم دقت عليّ عمتي الجميله وقالت تبي يوسف وبترجعه بكره , اعتذري لها عنّي ما اقدر لازم اشوفه اذا جا
- اي ماعليه نتفاهم بعدين على سالفتك ؛ المهم انا بقفل عندي شغل ولا تنسين تجهزين الفستان
- اوكِ يالله .


سكرت الجوال وتأففت وانا حاطه الفستان بحضني
عذاري بإستفهام : وش عندها ؟
قمت من السرير وقلت بدون نفس : محمد وزوجته رجعوا من شهر العسل ومسوين لهم استقبال بكره
عذاري بدفاشه : طيب وانا ماقالت لك وش البس ؟
رحت عند الدولاب وكملت شغلي : لا
عذاري تبهذلت : يوووه بروح اتصل عليها تدوّر لي صرفه !
وطلعَت من غرفتي بسرعه ونست موضوعها المهم دام السالفه فيها سهره وجمعة حريم . .
تنهّدت وانا اصفط ملابس يوسف واحطهم بالشنطه
مديت بوزي وناظرت اللي دخلته وانا معصبه وللأسف مافرّغت هالعصبيه على عذاريوه
حسيت إني كثرت على يوم وليله بس ما ادري خايفه يبرد او يوصّخ نفسه كثير ومايكون عنده غَيار !
جلست على السرير عشان أهدَى وقعدت افكر فيني وفـ خواتي
دايم هالمواضيع تهمهم لكن انا لا , مع إن سما قريبه منا مره * بنت جيراننا وبيوتنا متلاصقه *
وصديقه آيه من زمان !
بس الصرآحه انا ما قمت اروح الجمعات الكبيره من بعد موت معاذ لأني ما احب رحمة الناس وأسألتهم خصوصاً بعد حريقة بيتي . .
مع إن عندي فضول اشوف زوجة اخوها محمد لأننا بزواجهم ما رحنا بسبب شوية ظروف صارت
لكن انا غير مرتبطه بيوسف , والوقت ابداً مايسمح وجد غلط
ابتسمت على نفسي وقلت بهدوء وانا اتنهد : يالله ما عليه لازم اضحّي شوي
تركت افكـآري اللي مدري وش تبي , ورحت اسكر الشنطه السماويه اللي مابقى شي ما حطيته فيها .





‘,





اليوم التالي
الخميس
3 الا ربع الظهر | فلة أبو زيد
بالمقلط تحت



ابو زيد : اقول متى بيخلص استقبال ولد اختك اليوم ؟
ام زيد تتقهوى : والله ما ادري " والتفتت وهي تدور جوالها " ذكْرتني لزوم اتصل عليها يمكن تبي الشغاله او شي
عيسى يتقهوى : اقول يمّا ارتاحي بس , هي لو تبي كان اتصلت
ام زيد تطقه على فخذه : وانت وراك كل ما كبرت شرّيت , هذا اكيد من نتايج صداقتك الخايسه مع * فوّاز * ولد الشينه ذيك !!
عيسى يتلمّس مكان الضربه : أحح يمااه وش دخلّ فوّاز الحين
ابو زيد بضحكه : عاد والله لو تشوفينه ملتزم ووش زينه
* زيْد * بمُقاطعه وهو يدخل : عزّ الطلب , مواصفات الولد المثالي اللي تتمنين عيسى يكونه بالضبط



.




ام زيد بإبتسامه وهي تناظر بِكرها اللي كان مرسّم بثوبه الترابي الشتوي وتوه جاي من الشغل : هلا والله " وناظرت عيسى وهي تقلّب عيونها " وانت اجل تعلّم من فوّاز وش تنتظر
مدّ عيسى بوزه وقال بكِره : ان شاء الله
أبو زيد يغير الموضوع : المهم , تأكدتي ان البنات ماناقصهم شي للإستقبال ؟
ام زيد : اي الحمد لله كل شي موجود , قبل شوي صَحوا عشان يجهزون ملابسهم
ابو زيد يناظر زيد : وانت تعال كلّمك محمد ؟
زيد بإستفهام وهو يريّح جلسته ويفك زاراه الاول : لا ليش ؟
ابو زيد : مدري اتصل عالبيت يدورك . .
زيد يطلّع جواله من جيبه ويشيّك : اف مخلّص الشحن , اجل بتصل عليه بعد شوي
ابو زيد يصب بفنجانه : على خير
عيسى بخبث وهو يحارش زيد اللي كان يناظر ابوه يصب القهوه : ليش تناظر قهوتنا لا يكون بدا يحن العرق واشتهيت فنجان ؟
رفع زيد فمّه بإزدراء واكتفى بنظرة برود !
عيسى يهمس لأبوه بصوت مسموع : انتوا من وين جايبين هالولد , اول مره اشوف احد بعايلتنا مايحب القهوه كِثره
زيد يلف وجهه على جهة أمه بتنهيده : يا صبر الارض
عيسى بضحكه خبيثه وهو يهمس بإذن زيد ويناظر بأمه : ما انصحك تناظرها , شكل وراها استفتاحيه بموضوع تحبْه ؛ عشان كذا قاعد ادربك عالصبر من الحين وانا أخوك
زيد بتجاهُل وهو يدفّ عيسى عنه بعد ما فهم المضمون : روح منّاك بس
ابو زيد بمقاطعه : فكّونا من الحِرشَه "وبإستطراد " واجهزوا اليوم بدري لاستقبال ولد خالتكم مو تعطلوني
زيد بتنهيده وهو ينزّل غترته وعقاله : ان شاء الله يبا .





‘,





3 وربع العصر | فلة ابو مشاري
بغرفة آيه



جت سما عندنا قبل شوي لحالة طوارئ عشان تقيس فستان من فساتين آيه بعد ما احترق فستانها يوم كانت تكويه , وعاد مره وحده بما انها بتتأخر اذا راحت للكوافيره خلّت آيه تستشور شعرها
بهاللحظه انا كنت متركيه عالجدار جنب الباب واناظرهم يكشخون ومستمتعه بالمناظر
عذاري تدخل علينا : بنات مو كأن الماسكرا كثيفه بعيني اليسار ؟
آيه تناظرها : حلوه لا تخربينها
تأملت عذاري اللي كانت لابسه فستان اسود قصير كالعاده ,عليه تداخلات بالازرق والاحمر والبرتقالي
وفاتحه شعرها ويفي , والميك أب حدث ولا حرج
عاد طْلعت من عندنا بعد ما ناظرت ماسكرتها مليون مره . .


سما بضيقه وهي تناظرني من مرآية التسريحه : ياشينك يالعجوز , قسم بالله مالها داعي انك ما تجين !
انا بإبتسامه : والله ما اقدر , يوسف بيرجع الساعه 6 ونص لازم اتطمن عليه وأنوّمه بدري
سما بقهر : طيب رتني تجلس معاه الله يخليك يمديك تلبسين وتكشخين , والله مالها طعم بدونك
انا بتنهُد : سمّوو مو عن شي بس انتي تعرفيني ماراح اتطمن اذا السالفه كذا
آيه تتريق وهي تكمل شعر سما : انتي لو تدرين كم مره متصله على جوال رِتني عشان تتطمن على قولتها !
سما تفكر بتبويزه : اف طيب اسمعي انتي البسي الحين ونقعد حنّا هنا لين مايجي , شوفيه وبعدين نوميه وتنتهي السالفه
آيه تناظرني بملل : يالله هتون بلا تعقيد
سما : بليز بليز بليز !
انا بإبتسامه عفويه : خلاص بنات خيرها بغيرها . .
سما طنقرت : وشو خيرها بغيرها هو كِله اخو واحد من وين اجيبلك اخو ثاني عشان تجي غيرها يعني !!
ضحكت على كلامها وفتحت جوالي بعشوائيه وقمت العب فيه واصرفهم
آيه تقلّب عيونها من برودي وتكمل شعر سما : كيفها خلاص , المهم مين بيجي غير خالاتك وعماتك واهل العروسه ؟
سما تتأفف : اممم بنات وليد وساره ويمكن يجون . . . .
ومسكت خط وجلست تقول الناس اللي وش كثرهم
انا كان الفضول يخليني اسمع الاسامي واسألهم ببعض اللي اشك فيهم فتقعد سما تفتح سالفة جيّتي والموضوع مازال مُستمر


وبين كل هالحوسه رنّ جوآلي بإسم عمتي ام معاذ
أنا استغربت وخفت ان يوسف صار له شي فرديت بسرعه مو صاحيه ولفتت انتباههم : هلا عمتي
الحمد لله , خير ان شاء الله ؟!
يوووه حبيبتي
اها , يعني متى ؟
سلامتها ماتشوف شر , سلميلي عليها كثير
مشاري يجي ؟
طيب , اوكِ
يالله الحين بقوله
ان شاء الله , مع السلامه .


سما بققت عيونها بتفاؤل بعد ما سمعتني اقول عمتي : وشو وشو وشو ؟!!
آيه بقرف : وش تبي اللي ماتتسمّى ؟
قلت بسرعه وانا طالعه من الغرفه وماعطيتهم وجه : وحده من بناتهم انكسرت رجلها , تقول ارسلي مشاري ياخذ يوسف عشان لا يشغلهم
سما بفرحه وهي تقوم من كرسي التسريحه وتصارخ عليّ : يعني بتروحيين ؟!
انا نزلت بسرعه وما امداني ارد عليها . .
آيه تضرب سما على ظهرها : اجلسسي لا يحترق شعرك
سما متحمسه : تتوقعين تجي ها ؟ خلينا ننشب فيها اوكِ ؟
آيه بإبتسامه : ما ادري اصبري مو الحين , ماراح تعطيك وجه
سما بجديّه : بس بننشب , نادي عذاري بعد ما اخلص شعري عشان تساعدنا
آيه بإبتسامه : ههه اوكِ .





‘,





7 وربع العشا | بالمجلس تحت



كان الكل لابس عبايته وينتظرني تحت بعد ما صارت شويّة تطورات بهالاستقبال اللي من بدايته حوسه بحوسه . .
طبعاً اول ما جا يوسف ارتحت يوم شفته , لكن بعدها بدقايق بدأو البنات النشبه اللي ما بعدها نشبه ؛ وتقودها شخصياً سما
لدرجه إني وصلت لمستوى التمثيل وسويت نفسي مريضه و بطني يعورني ؛ بس ما ينفع ابد


عاد بعد المحاولات , وعلى قولتهم كِثر الدق يفك اللّحام
شفت السالفه صدقيه ومشاري ومتعب بيطلعون للإستراحه ومحد راح يبقى بالبيت
فاستسلمت وقلت اروح انا ويوسف والشغاله مع إني بالبدايه كنت اتعذر فيهم ؛ لكن سما قالت إنه عادي والكل بيجيب بزارينه وحوسه ومن هالكلام
عاد اقنعتني شوي وتطمّنت . .


المهم , نزلت بسرعه من الدرج وانا ماسكة عبايتي بيدي
سما تقوم من الكنبه وتجي صوبي بسرعه وتناظرني : خليني اشوف
عذاري ترفع لي اصبعها الدوبي : نايس
سما تلف حولي وتضحك : اصم الله كيووته " وبوناسه " عاد الله يعينك ماراح افكك ابد
عذاري تركز بعيوني : هَتون امسحي عينك اليمين من على جنب , فيها شوية آي لاينر زايد
آيه توقفني : لالا بيخرب خليه مو واضح
قلت بإبتسامه وانا اتلمّس تحت عيوني بشويش : اوكِ
سما تناظر ساعتها : يؤ بتصير 7 ونص , يالله اجل مشينا
الجازي ترفع طرحتها على شعرها : اوكِ يالله


رحت للمغاسل وانا البس عبايتي الراس واشيّك على نفسي بالمرآيه
فستان ساده ماسك بشكل مريح شيفون لونه عودي غامق على بني , لـ نص الركبه تقريباً وطويل من عند الاكمام وفتحته الصدر مثلثه
عليه كعب متوسط الطول نفس اللون ساده و اكسسوارات فضيّه بسيطه
أمّا شعري سوّيته ستريت مع إني ما فضّلت افتحه بس آيه شجعتني ؛ او بالحقيقه غصبتني لأنها مشتهيه تطلّع إبداعاتها !
واخيراً الميك أب خفيف جداً , روج احمر مخمل وآي لاينر نحيف اسود فوق وشويّه شدو .


رحت لهم عند الباب بعد ما خلصت , وشلت يوسف من رتني اللي كانت ماسكه شنطته ؛ وطلعنا كلنا مشي لبيت سما القريب . .
وبالرقم القياسي المعقول , ما مرت دقيقه الا وحنا واصلين عند رصيفهم الرصاصي
كانوا الحريم اول ما يدخلون يروحون من عند الحديقه عاليسار لباب المجالس ؛ والرجال العكس كانت مجالسهم يمين
الكل دخل قبلي من باب الشارع المفتوح لأني انشغلت مع رتني وانا اسألها عن الاشياء اللي جهّزتها بشنطة يوسف
واول ما جيت ادخل تقدموني رجال وهم يتنحنحون فاضطريت انتظرهم يمرّون وسبقتني رتني . .
بعدها دخلت , ويوم جيت اروح يسار من عند الحديقه الكبيره اللي دايم كانت تعجبني سمعت صوت يوسف يوقفني وهو يطلّع اصوات بفمّه كأنه يناديني !
قلت بقلبي وانا اعرف وش بعد هالاصوات : لا لا لاتبكي لا لا
وبين ما انا واقفه واحاول اشوف وش سالفته فقدت مصاصاته الحمرا فالتفت وراي ولمحتها طايحه بالارض لأن راسه كان على كتفي
تنهدت براحه , واول ماجيت امشي لها لاحظت إنها قريبه من رجل واحد من الرجْال وهو بديهي شالها
لكن الغريب إنه اول مامشى صوبي وشاف يوسف خفّت خطواته للحظات بسيطه
انا لمحت بعض تعابيره رغم المسافه اللي مو شويّه وما فهمت سبب نظرته الغريبه !



قطب الرجّال عيونه وهو يناظر يوسف ويتأمله بشكل دقيق كأنه قاعد يتذكر شي متعلق فيه
قال بقلبه وهو للآن ماسك المصاصه بيده : انا وين شايف هالولد ؟
مو غريبه عليّ ملامحه !
قطع تفكيره صوت اخوه يناديه : يالله تعال
التفت الرجّال على أخوه وحسّ بنفسه , فبسرعه راح لعند هَتون وابتسم ليوسف وعطاها المصاصه
شِكرته هتون ومشت
أمّا هو , راح بالجهه المُعاكسه لمجالس الرجال
لكن صورة يوسف انطبعت بشكل واضح بباله وفيه شي أكيد يقوله إنه شايفه بمكان لكنه مو قادر يتذكر وين بالضبط .



.




ونتوقَف هنا
سيْد الاستغفار { اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك علي وأبوء لك بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت }



اتمنى البارت حاز على رضاكم
خبروني اذا كان قصير او ازعجكم صغر الخط ونوعه
+ اتقبل الانتقادات بكل شفافيه وصراحه
واعذروني على أخطائي الاملائيه



استودعكم الله وألقاكم الاربعاء على خير .



 
 

 

عرض البوم صور اسطورة !   رد مع اقتباس
قديم 21-07-12, 11:28 PM   المشاركة رقم: 7
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2011
العضوية: 224710
المشاركات: 3,261
الجنس أنثى
معدل التقييم: اسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1223

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اسطورة ! غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اسطورة ! المنتدى : القصص المهجورة والغير مكتملة
افتراضي

 


-
بارت 3

-




يوم الخميس
فلة ابو سما | الساعه 7 ونص العِشا
بمجالس الحريم



فصّخت عبايتي وعطيتها وحده من البنات اللي استقبلوني , وبست يوسف قبل لا تاخذه رتني معاها للمطبخ
كانت تعابير الرجال اللي شفته قبل شوي شاغلتني بهاللحظات !
قلت بقلبي وانا اتنهد : كأنه اول مره يشوف بزر
يما لا يكون بيحسد ولدي !
" وبلعت ريقي " لا لا انا كل يوم اقرى عليه الوِرد ومايضر الا الله


مشيت بين الحريم بعد ما طردت هالافكار الشنيعه من راسي وشيّكت على شعري ولبسي
الصراحه انبهرت من العدد اللي مو شوّيه وما أخفي اني كنت متوتره ان احد يتجرأ ويسألني عن معاذ الله يرحمه او حريقه بيتي
الـأجواء والانوار والتنسيق اللطيف يدل على الاناقه والذوق وواضح إنه متعوب عليه
بهالاوقات آيه كانت جالسه مع سما ويسولفون مع العروسه
وعذاري ناطه بكل مكان لأنها تعرف الاغلبيه * دايم تروح مع آيه اذا جت العزيمه من طرف سما *
والجازي كانت مع الحريم اللي بسنّها


أمّا انا , فجأه لقيت نفسي جالسه جنب الامهات وأسوّي يعنني منسجمه مع سوالفهم الطلاسم !
يعني قلنا عندي ولد بس مو لهالدرجه عاد


وحده من الحريم وهي تناظرني : انتي قريبة العروسه ؟
ام سما تحط يدها على ظهري وتطبب عليّ : لا هذي صديقة بنتي وجيراننا من سنين
ام زيد تدخل عرض : ايه تذكرتك كنتي تجين مع اختك آيه لبيتنا يوم كنتوا صغار
" بدينا غثّ " انا بإبتسامه مصطنعه : اي صحيح
ام سما تأشر على ام زيد : عساك تذكرتيها هذي اختي الكبيره
- إيه اكيد تذكرتها
ابتسمت لهم وانا متورطه من قلب و قاعده اسب مليون ألف مرّه آيه وسما اللي سحبوا سحبة محترمه !
ما ادري مين اللي قال ترا بنلصق فيك
تنهدت ومسكت فنجان قهوتي وبديت اتأمل الركن يساري اللي فيه سما وآيه . .


*


سما , 27 سنه
خريجه كليه اللغات والترجمه الفوريه , تشتغل بمعهد انجليزي
من عائله مقتدره مالياً ؛ ماعندها اخوان غير محمد .

* وزنها 71 وطولها 163
* شعرها ناعم قصير وقصّته دائريه ساده , صابغته اشقر
* بشرتها صافيه وبيضا نوعاً ما
* خشمها مميّز


*


وبين ما انا متنحّه فيهم , صرخوا مجموعة بنات كانوا واقفين حولهم وهم يشيلون شي كأني اعرفه
قعدت احاول اركز وبعدت فنجان القهوه عن فمي والفضول يسأل هم وش قاعدين يخقون عليه ؟
بهاللحظات بققت عيوني واكتشفت أن يوسف هو الشي الابيض المدوّر اللي قاعدين يمررونه بينهم ويقطعون خدوده !
" يوووه الحين يصيح ويزعج الحريم "
حطيت فنجاني على طاولة الضيافه الصغيره القزآز وقمت بسرعه وقرّبت من دويرتهم الزحمه
وحده من البنات وهي شايلته ومره خاقه : آيه ولد اختك يزنن وهـ وهـ ماشاء الله
الثانيه ترد عليها : عطيني اياه ابغى ألمس خدوده
وحده ثالثه تضحك عليه : شوفوا شلون مبوّز كأنه لعبه يادلبوو
الرابعه برومانسيه وهي تلمّس ملابسه : بلوزه ريش وكاب صوف وشوز ابيض , ياناسوا عليه ذا من وين جايبينه !
الخامسه ببرائه و شوي وتصيح : خلوني اشيله مالمسته يا كرهكم
آيه تاخذه منهم وتناظر فيه : سبحان الله فجأه صار هادي ومايصيح , بالعاده اول مايشيله احد غير امه يطلق ابواق الخطر
ضحكوا البنات على آيه وللآن كل وحده تقول مدحه من صوب
ابتسمت على تعليقاتهم اللي خلتني اشوف نفسي وحسيت بلحظة غرور غبيه لدرجة اني ماقاطعتهم
سما انتهبت لي : بنات هذي هتون
البنات بهاللحظه التفتوا علّي دفعه وحده !
انا استحيت وسلمت عليهم وبدت سما تعرّفنا لبعض . .


بعد لحظات استأذنت واخذت يوسف اللي كان مبوّز وخدوده من البرد صارت حمرا
اندمجت معاه شوي لأنه اول ما شافني قام يسولف ويطلع اصوات ويعاطس , لكن يوم بدا يزعج ويتأوّه اتصلت على رتني تجي تاخذه
نزّلت جوالي وقلت بتنهّد بعد ثالث اتصال : وينها ذي ليش ما ترد ؟
رفعت راسي وقلت لسما اللي أشّرت لها تجي لأن البنات بدأوا يسولفون وهي كانت معاهم : بوديه لرتني كيف ؟
سما تناظر السيب الطويل المنعَطِف اللي متوسط مجالس الحريم الثلاثه وهي تاكل تشيز كيك : ماتقدرين مجالس الرجال مفتوحه على المطبخ , بس لحظه بنادي واحد من الصغار
ورآحت نادت بنت تعرفها عمرها تقريباً 10 سنه , وجت
سما بإبتسامه : خذيه وروحي للمطبخ وقولي وين رتني
قلت بإبتسامه وانا اعطيها يوسف : انتبهي عليه حبيبتي
راحت سما بعد ماشِكرتها ورجعت تسولف مع البنات
أمّا انا ظليت اطل على البنت اللي مسكت يوسف بيدينها الثنتين ورآحت تمشي بشويش وكانوا ورآها شلة بنات صغار يسولفون معاها
* صراحه خقيت على اشكالهم وفساتينهم اللطيفه *


وحده من البنات تعطي حلاو للي ماسكه يوسف : خذي هذا ماما قالت اعطيك اياه
البنت اللي شايله يوسف : خليه معاك انا ماسكه النونو
- خلاص بحطة بجيبك عشان بروح العب
وجت البنت بتحط الحلاو بجيب اللي شايله يوسف وفجأه بدوا يتحركون بشكل غريب وطاحوا عالارض كلهم !




.




بققت عيوني بشوف وش صار لأن الموقف سريع وكانوا شويّ بعيدين
وأخيراً توضّحت الرؤيا وشفت البنت طايحه على ظهرها ويوسف صرخ كعادته مع انه كان فوق بطنها وماصار فيه شي !
البنت اللي طاحت على طول تركت يوسف وحطت يدينها على راسها فـ مال من بطنها وانبطح عالارض
انا دق قلبي مع إن الطيحه كانت عاديه بس ماهان عليّ شكله وهو بنص السيرآميك ويصيح بأقوى ما عنده
قلت بسرعه للبنت بهمس عالي : شيليه حبيبتي شيليه
ناظرتني البنت وبعيونها دموع بسبب راسها اللي عوّرها , ويوم شافت صديقاتها انحاشوا رِكضت وراهم بخوف !
تأففت وحطيت يدي على جبهتي وانا اقول : إنا لله . .
جت سما من ورآي بعد مالمحت توتري وطلّت بالسيب وهي للحين تاكل بالتشيزكيك الاول ماغيره : روحي شيليه
- اخاف يشوفني أحد
سما تأشرّ لي بالملعقه وتبتسم وتروح : روحي بس محّد شايفك الممر على شكل قوس
ناظرت عدم اهتمامها وقلت بقلبي : الحين ورى انا حاطه لرِتني جوال , المفروض هي اللي تتعب مو انا
تنهّدت بشويش بعد ما قررت اروح وطلّيت آخر مره عشان اتأكد ان السيب فاضي ؛ فـ رحت بركض بسيط ليوسف لأن الكعب مايساعد





‘,





بنفس الوقت , كان هو موجود بوحدة من آخر الغرف اللي بابها يطلّع على نفس السيب المُقوّس
عدّل شماغه بروقان وبرود بعد ما خلّص زقارته اللي مايخلونه الرجال يزقّرها عندهم , بعدها فتح باب الغرفه وأول ما جا بيقدّم رجله اليمنى عشان يطلع ؛ وقَف !
هي بس لحظة وحده تجمّد الزمن بالنسبه له ؛ شاف على يمينه ولد صغير لابس ابيض يصيح على الارض وأمّه توها جايه له وجالسه على فخوذها بسبب فستانها العودي الماسك وقاعده تسمّي عليه وترجّع شعرها الطويل لورى عشان لا يضايقها وهي تشيله
رمشَت عينه بعد ماشاف هالموقف وبمثل سرعة رمشة العين سكّر الباب وكأنه ماصار شي
هتون كانت مشغوله بصياح يوسف وإزعاج الحريم اللي معبي السيب فـ ما انتبهت لصوت تسكيرة الباب البسيطه ورجعت هي ويوسف بسرعه لـ مجالس الحريم



كان هو للآن موجود بالغرفه ومتكّي عالباب وقاطب عيونه بتفكير
مازال مستغرب من هالصدفه , والصوره البسيطه اللي شافها رسخت بذاكرته بشكل عميق لأنه يحتاجها عشان يقارن بينها وبين صوره ثانيه يحاول يتذكرها الحين
قال بهمس وهو متأكد : الا هي نفسها اللي ذاك اليوم كانت . .
وتحرّكت عيونه بشكل بسيط حول الغرفه ورجَعت له ذكرى كانت متزاحمه مع ذكريات ثانيه متشابهه !
الحين عرف وين شاف الولد الصغير اللي شال مصاصته اول ما جا
ابتسم بشويش وحطّ يده على جبهته بعد ما تذكر كل شي يتعلق فيها
بعد ثواني تنهد براحه وفتح الباب مره ثانيه وتأكد ان مافيه احد هالمره , ومشى بالسيب رايح لمجالس الرجال .





‘,





اليوم التالي
الجمعه
1 الظهر | المستشفى
بغرفة ام مشاري



مافيه الا رنّات الاجهزه وصوت نفَسه الهادي . .
كان واقف يسار سريرها وحاط يدينه بجيوب جاكيته الاسود الثقيل ويناظرها بتأمُل !
ملامحها زي ما كانت , وما تغيّر شي من ثلاث سنين
او بشكل أدق ما تغير شي من آخر مره زارها لأنه دايم يجيها بشكل شبه خفي ومايبغى اي احد يدري عن تواجده عندها غيرها هيّ بس , خصوصاً عياله
همس لها بصوته الخشن : اليوم جمعه , دعيت لك تو بالصلاه
سكت شوي لأن الاجابه الـأكيده هي الصمت . .
لفت نظَره شعرها المتشبّك والخامل
قرّب منها وحطّ يده عليه وقال : اكيد ما نسيتي اني كنت امشطه لك
ابتسم على نفسه يوم قال هالكلمات وبدا يدخّل اصابعه باطرافه اللي متناثره عالمخده ويطلعّها على اساس يمشطه !
بهاللحظات لفَت نظره كِثرة الشيب اللي غزاها بهالسرعه وغزاه . .
فتذكر شعرها الاسود الكثيف اللي كان طول عمره يحبه , لدرجه انه مايرضى يخليها تقصّه ابد ونادر ما يرضى لبناته
* ابو مشاري * يزورها دايم إذا فضى , تقريباً كل شهر مره ويحاول يختار يوم عياله ما يجون عشان لا يصادفونه ؛ وأكيد زوجته الثانيه ماتدري
يعترف إنه مايقدر يستغني عنها وقلبه مرتبط فيها
وودّه يرجّع الزمن ويشوف عيونها ترمش وفمها يتحرك وصوت صراخها يمَلى البيت


ضحك بسُخريه وهو يهمس : البيت ؟ أيّ بيت فيهم !
تذكّر بهاللحظه انه حتى البيت تركه بعد زواجه اللي كان يتمنى ينشغل فيه عن مرضها وينسى الماضي اللي هي محوَره
يمكن كانت نسبة انانيته مرتفعه بس ماقدر بذيك الايام يصبر على كلام الناس ولوم عياله اللي طال وخلّاه يتخبط بكل جهه لين ما اتخذ قرار الانسحاب الكامل
وهذا أحد الاسباب القويه اللي خلاه يسكن بأبعد مكان عن بيته


بس مازالت النتيجه صفر وما تغيّر شي وهذا هو مايقدر يقاوم يزورها !
الذكريات اللي تغزوه مو بيده , جمايلها والايام القديمه الحلوه واجد , ومستحيل ينسى السنين اللي قضّاها معاها . .
وبمنظوره الخاص يعتقد ان بجيّاته وروحاته حولها يقدر يقلل شوي من تأنيب الضمير اللي عايش فيه بعد ما تركها وترك عياله


قاطعت سلاسل أفكاره الممرضه وهي تدخل
عرَف انه وقت تغيير المغذّي والفحص , فناظرها نظره أخيره بسيطه وتعدّى بلاطات غرفتها وطلع بتنهيده طويله وهو يشيل الكمام من على فمه .





‘,





بنفس الوقت | فلة ابو زيد
بالمقّلط تحت



* سندس * جالسه جنب الدفايه : يما شرايك ببنت يعقوب الطويله
ام زيد تشرب من كاس الشاي وتاكل البسكويت اللي حاطته داخله : منهي البيضا ؟
* رنين * بهدوء وهي تصب لها قهوه : اي خالتي اللي لابسه اصفر
ام زيد بقرف : لا وع خشمها مو حلو , وبعدين لون الفستان من لايق عليها " وناظرت زيد المشغول وقالت بخبث " الاّ ذيك الزينه بنت داوود اللي لابسه اسود
سندس بإبنبهار مُبالِغ بعد ما فهمت معنى نظرة امها : اي ماشاء الله دمّرت الكل , حبيت مكياجها حتى سما خقت عليها
رنين بتعليق وهي تبتسم على خطتهم الواضحه : اصلاً كل شي فيها عالم ثاني
تنهد زيد اللي كان منسدح قبالهم ومشغول بالجريده اللي بيده ويسمعهم بشكل بسيط
ام زيد تناظره وتحاول تخليه ينتبه لكلامهم : اقول زيد ماعندك شغل اليوم ؟
زيد يقلّب بجريدة الرياض : يمّا جُمعه . .
ام زيد تناظر سندس بتبويزه : اقول يما روحي سوّوي لنا ترمس قهوه ثاني , اخوك ما منه نفعه
ابتسم زيد لأنه فاهم المقصد من زمان , وضحكت سندس وقامت بالترمس للمطبخ
بطريقها قابلت عيسى اللي ضربها على كتفها ومتعمد يحارشها ؛ فصرخت عليه وضربته على رجله ورآحت للمطبخ
عيسى بإبتسامته المعتاده وهو يدخل : السسلاموو عليكم


ام زيد بنرفزه وهي مقهوره من زيد والحين من عيسى : ابوك يالله نام ليش تخلي هالملسونه تصارخ الحين تقومَه
عيسى بتبويزه وهو يبوسها على خدها ويجلس جنبها : سوري ماكنت ادري
ام زيد تناظره من فوق لتحت : خلنا من سورياتك ؛ مادورت شغل بعد ما رفضوك ؟
" افففف خرب المزاج وقته الحين يعني " عيسى يلعب بطرف المَركى المزركش : الا بس انتظر واحد من الشباب يرد لي خبر
ام زيد تتأفف وتطلّع حرتها فيه : قوله يستعجل
عيسى بجديه وهو يرفع راسه : يما شفيك انا ماني زيد اربع وعشرين ساعه تلمحين له ويسوي نفسه ما يدري
التفت زيد على عيسى وناظره نظره معناها " وش دخلني الحين " وكأن جو النَظرات بدا يحمى شوي
ام زيّد بتنهيده وهي تهدي الوضع قبل لا تتطور السالفه ويتكلم زيد ويتهاوشون : خلاص افف رنين يمّا وش قلتي لي اقول لعيسى اليوم ؟
رنين بلعت ريقها وماحبت دخلتها : ايه ,عيسى ابغى شغلات للمدرسه من المكتبه توديني العصر ؟
عيسى يبتسم بهدوء وهو يكسر مزاجه ويرجع طبيعي : اي ان شاء الله " وناظر زيد وقال بمزح " والاخ وش شغلتك هنا ليش راد رنين
التفت زيد على رنين وعيسى وناظرهم نظره جديّه و فاهيه بنفس الوقت !
رنين بسرعه : لا انا ماقلت له
عيسى يشق الكشره : اها اجل سوري
رجع زيد للجريده وتنهْد ببرود من هالجو وما درى إنه نظراته كانت توحي إنه ناوي على هوشه وخوّفهم من لا شي !


سندس بضحكه وهي جايه من المطبخ : اقول رنين شفتي يوسف امس
رنين تبتسم : اي ماشاء الله يدنن عليه خدود
ام زيد داخله عرض : مين ذا ؟
سندس تجلس : ولد هتون
ام زيد تحاول تتذكر : منهي ذي وش كانت لابسه ؟
رنين : كانت جالسه جنبكم , هي اللي ميت زوجها وقد احترق بيتها قريب
سندس تناظر امها : يما شفيك اخت آيه اللي مانشوفها كثير
ام زيد تذكَرتها : ايييه اييه هي الوحيده اللي كانت لابسه عودي مو ؟
رنين بإبتسامه : عليك نور ام العودي
نزّل زيد الجريده فجأه وعدّل جلسته بشويش وناظرهم بشكل مُلفت وهو ينتظرهم يكملون بسبب مجهول !
عيسى ناظره بإستنكار : شفيك تحمست ؟
زيد يناظرهم بهدوء بارد : ابد السالفه فيها حريق اكيد بـ انتبه , كملوا وش فيها ذي . .
ضحكت امه لا شعورياً وقالت لسندس بهمس مسموع : لو ادري كذا كان ما تعّبت حلقي وجبت الحرايق مع كل سالفه
عيسى ماسك ضحكته وتوّه يفهم : تعالوا لا يكون . . " وضحك " اقول كم صار لكم وانتوا تسولفون عن الحريم وهو متسدح ؟
رنين ببرائه : حول ساعه
عيسى يناظره وهو منفجع : منت صاحي وللحين ماعجبتك وحده منهم ؟
زيد يتنهد ويميّل شفّته : لا إله الا الله
عيسى يحارشه بجملتة المعتاده : ما تبي قهوه ؟
زيد يقلّب عيونه ويقوم : شكراً خلها لك , بروح ادخن برا . .
عيسى ينط عنده ويمسكه من ساقه : لا لا نخيتك تَكفى اقعد خلني اسمع عن الحلوات اللي امس
زيد يناظره : وانا وش دخلني اسمعهم بدوني !
عيسى بملامح بريئه : مايدققون الا اذا انت موجود
قلّب زيد عيونه وقال وهو يفك رجله : ماعليك الحريم مايسكتون
تأففت ام زيد وقالت بعد ماشافته يطلع : ياربي مع هالولد
عيسى يتقهوى بتفكير : انا اقول خلينا نروح نفحصه يمكن مريض لا سمح الله !
كفخته أمه على ظهره كفخه طلّعت كل القهوى اللي شربها بحياته من اول ما ولد
ام زيد تهاوشه : وش هالكلام , بسم الله عليه المرض بالشيطان ان شاء الله
عيسى طبعا مسك خط مع الكحه وماقدر يجادل بهاللحظات . .
سندس تقلّب عيونها : يووه يا عيسى الحين امي ما تسكت " وناظرت رنين بخفّه " تعالي بس نكمل عن امس



.




أمّا هو , طلع بالحوش وجلس على فخوذه تحت مظلة السياره الحديد البيضا وولّع زقارته بشرود !
" حشى ما يتعبون , من اول ماترقيت وهم اربع وعشرين ساعه يسولفون عن الحريم
توقعتهم ينسون او ينشغلون بعيسى وشغله , لكن الوقت يمشي اسرع مما اتخيل
- وتنهد وهو ينفث الدخان – واضح ان هالمره جد , شكلي لازم استعد نفسياً دام امي بدت تحط عينها على مجموعة بنات "


ابتسم على تفكيره وتنفس بعمق وهو يناظر السما الصافيه اللي عبتها الغيوم وحجبت حدّة أشعة الشمس بهالظهريه ؛ بهاللحظات طرت بباله سالفتهم تو . .
" صح ذيك البنت إسمها هتون !
- وبتفكير – بس يمكن ماتكون هي نفسها اللي اعرفها
- لكن بتأكيد رجع قال – لا وين هي اكييد , صحيح اني امس شفت وجهها من على جنب بس الا نفسها وحتى الولد هو بس شوي كبران عشان كذا ماتذكرته يوم عطيتها المصاصه
- وابتسم - صراحه غريبه , بعد كل هالوقت اصادف ولدها اللي ماشاء الله ما ينتسى !
اممم بس وش صار فيها بعد ما احترق بيتها ؟
- وبإستغراب - كأن تو قالوا إن زوجها ميّت ؟ مسكينه شكلها مو كبيره ؛ الله يرحم حالها "
حط الزقاره عند شفاته وشرد شوي
بهاللحظات سكّر عيونه وقرر يتذكر ذاك اليوم البعيد بعشوائيه . .



* قبل ثلاث شهور *
* زيد كان يشتغل بقسم الانقاذ *
جتَه ذيك الليله حالة طوارئ واتصلوا على فرقتهم وجوّ مباشره بعد سيارات الدفاع المدني اللي كانت تحاول تطفّي النار
للآن يتذكر شعوره المُرعب وهو يناظر البيت ويلبس ملابسه وخوذته ويدخَله بحذر !
كان يفتّح ابواب الغُرف باب باب ويصارخ بأعلى صوته بعد ما انتشر هو والشباب اللي بالفرقه معاه عشان يسيطرون على الوضع من داخل , ويساعدون اللي ممكن يساعدونه


وفجأه يوم إنه بغى يفتح ذآك الباب لقـاه ينفتح لحاله وشافها بملامح النوم العميق
كان الهدوء مرسوم على وجهها بأول لحظة ولسّى ما استوعبت الصدمه بكُل قوآها
لكن بعد ما وضَحت عندها الرؤيه وشافته , صرخت بوجهه ذيك الصرخه اللي متعود عليها من كثر الحرايق اللي عايشها !
حسّها بزر , وأول ما بكت وجلست عالارض قرر يسيطر على الوضع ويخلّص الانقاذ بأسرع وقت فمّد يده يبغى يساعدها تقوم
لكن ردة الفعل كانت اضخم من ما توقّع
رمت بوجهه ذيك الجمله وناظرته نظره جاده وهي تقول بحقد وتوبيخ فضيع : بعّد عني لا تلمسني


ارهبته وفرضت عليه حدود لدرجه انه ماتجرأ يناظرتها , فـَ عطاها ظهره وقرر يوضح لها إنه آسف و الوقت مايسعفنا ولازم تقومين ونطلع بسرعه . .والخ
بس كل هالكلام ما قدر يطلّعه من فمه لأنها كانت اسرع منه و راحت لداخل الغرفه
هو بديهياً بيلتفت وينادي عليها لأن الوضع صار مو طبيعي وعكس التوقُعات ويكفي انه متوتر من خطورة اللي حولهم
لكن وقّـّفه الموقف , وسكت يوم شافها تشيل بين يدينها رضيع حجمه اصغر من الصغير وواضح انه حتى ما كمْل شهر
كانت حركاتها المحتاسه توضح خوفها , يشوفها تركض بتعثر بعدين ترجع وتشيل بزر ؛ استفهاماته كانت كثيره لكن مع هالاجواء الجديّه الصارمه ماسمح لنفسه يفكر , وإلتفاته عنها كان ابسط شي يقدر يقدمه لنفسه ولها


بعدها سألها اذا في احد ثاني موجود بالبيت وعلى طول يوم تأكد من ردها نزلوا بسرعه ركض لناحية الباب
لكن فجأه استوقفته عزّة نفسه ودينه قبل لا يطلع لأن لمح اصحابه قريبين جنب الباب ؛ واللي واقفه وراه ملابسها اكثر من مُلفته
فحبّ يوضح لها بنهاية هالموقف إنه ماكان يقصد شي غلط ومدّت يده كانت لازمه عشان ينتهي من هالأزمه قبل لا تتوالد النار وتكثر


تجمّعت افكاره وتكلّم لسانه ؛ أمرها تلبس ملابسه الضخمه اللي مستحيل اذا طلعت فيهم يعرفون او يمكن يفكرون انها حرمه , ويمكن بـ هالشي تفهم مبرراته وتستوعب سوء الفهم ومره وحده يبرئ ذمته وما ياخذ إثم كل من يشوفها مثل ماكان يسوّي ببعض المواقف اللي تسمح له يستر بنات الناس بما انهم ما يقدرون يسيطرون على نفسهم !
وجا الفِعل وفصخ ملابسه الصفرا اللي كان لابس تحتها ملابس جلد ماسكه على جسمه كامل عشان الحراره ما توصل له
طلب منها اول ما عطاها اللبس تعطيه الولد عشان تستعجل لأن واضح عليها ومن اللي صار تو إنها بطيئه والصدمه للآن مو مصدقتها !
هي ترددت وجلست تناظر اللي بين يدينها بعدين سلِمته له
حسّ بشعور دافي يوم مسكه ورغم ارتباكه من الجو وإنتظاره الطويل لبطئها اللي مو معقول يعترف ان أشغله مِلح اللي بين يدينه
عيون واسعه مع وجه دائري , فم وخشم صغار وحجم نتفه مقارنه بيدينه الكبيره السمرا اللي وضّحت بياضه وسمنته . .
اللي يلفت مو جماله , اللي يلفت بس عيونه !
فيها نظره بريئه مو صاحيه تخليك ماتقاوم وغصب تناظر فيها
رسخ هالولد براسه وماقدر ينساه , فبدا يدقق ويسترجع المواقف عشان بس هـ الشي .


*


زيد , 33 سنه ونص
أعزب , يشتغل بالدفاع المدني - كان بقسم الانقاذ والطوارئ - لكن قبل شهر ترقّى لـ مُنظّم دوائر القسم .
هو اكبر اخوانه وبالترتيب تحته : عيسى , سندس , رنين

* طوله 181 ووزنه 74
* لحيته سودا قصيره محدده عالدين مو صفر ؛ شواربه وشعره نفس كثافة لحيته محدده ومرتَبه
* عيونه أشبه بالناعسه , لونهم بني قاتم
* حنطي البشره
* مع بَسطة جسِم وكتوف مريحه .


*


سندس , البنت الاولى
26 سنه , استاذة حاسب بمدرسه حكوميه
مالكه على ولد عمها لكنه حالياً يدرس ماجستير برا

* طولها 162 ووزنها 58
* شعرها قوي ومو ناعم ؛ طويل لونه بني فاتح وعيونها نفس اللون
* ملامحها شبه جاده
* جسمها مثالي .


*


عيسى , الولد الثاني
24 سنه , عاطل عن العمل

* طوله 173 ووزنه 51
* بشرته سمرا غامقه ووجهه طويل وعيونه مكحله
* مايخلي لحيه ولا سكسوكه , وشعره قصير
* جسمه ممشوق وله طله .


*


رنين , القعده
16 سنه , أولى ثانوي
مو بنت ام زيد , بنت الزوجه الثانيه المطلقه
أمها سوريه كانت تشتغل بالرياض تزوجها ابو زيد على كبر , لكن بعد فتره ما اتفقوا فطلقها وسافرت لسوريه وهو أخذ منها رنين يوم كمّلت 11 سنه بحكم إنها بنت
أم زيد ماكانت معارضه ذاك الزود لأنها كبيره بالسن ومو هالشي اكبر اهتماماتها , فـ استقبلت رنين بكل راحه وبشكل طبيعي

* طولها 155 , ووزنها 43
* بشرتها بيضا على حُمره
* عيونها بنية فاتحه وشعرها ناعم نفس اللون
* شكلها أنوثي جداً .





‘,





2 وربع الظهر | فلة ابو مشاري



طَلعت من غرفتي بعد ما صليت الجمعه وقريت شويه من سورة الكهف , كنت ماسكه شباصه سودا بيدي وقاعده اربط شعري اي كلام
لا تستغربون اني توني صاحيه من النوم لأن امس رجعنا متأخر من الاستقبال والصراحه من جد تعبت , هذا وانا معزومه اجل الله يعين سما واهلها . .
اتجهت للصاله ومالقيت احد , قررت انزل تحت لأني سمعت اصواتهم يضحكون
دخلت المطبخ وقلت بإستغراب : وش ذا ؟
متعب يجي عندي ركض ويمسك بيدي : عمّه بابا جاب لي ببغاء
مشاري وهو ينزّل يوسف اللي كان رافعه ومخليه يتمسّك بالقفص المعلّق على احد الدواليب : صباح الخير
قرّبت من الببغاء الرصاصي وانا ابتسم : هلا صباح النور , هذا كاسكو صح ؟
مشاري يعطيني يوسف : اي مالقيت واحد ملوّن , فقلت آخذ ذا
اخذت يوسف وبسته على خدوده وقلت بصوت طفولي : النونو عَجبه الببغاء ؟ يالله قول لخالو شكراً
ضحك يوسف وكالعاده اول ما ارفعه يلمّس خشمي كأنه يعرفني منّه , وبعد نوبة ضحك وسوالف طفوليه منه عطَس بخقه وقام يحك عيونه بيدينه
متعب يضحك : صغيره عطسة سوفه
ابتسمت لمتعب ورحت للثلاجه وانا اقول : وين البنات محد قام ؟
مشاري : انتي الفيرست اليوم
- اها كذا الوضع اجل " وناظرت الببغاء " يتكلم ذا ؟
مشاري مو مهتم : مدري يقول الرجال اي بس يبغى له وقت عشان يردد " وبإبتسامه " المهم يشغل بعض الناس عنّا
تمتمت بأها وانا ابتسم , وأخذت الحليب من الثلاجه وجلست عالطاوله وصبيت لي كاس . .
جلس مشاري جنبي ودردشنا بمواضيع خفيفه وبعدها صعدت لغرفتي عشان أغيّر ليوسف ملابسه


لقيت قدام الباب عذاري وكأنها كانت تبي تدخل بس متردده
قلت وانا جايه من وراها واتصنّع البرود : تبين شي ؟
عذاري ماتوقعتني وراها فانتفضت بشكل مُلفت !
تنهّدت بشويش وفتحت باب الغرفه والتفتت عليها : تعالي . .
دخَلت بشويش وكأني بذبحها ؛ انا جلست عالسرير بعد ما اخذت لي بربتوز بنفسجي وسدحت يوسف وبديت اغيّر له
هي كانت واقفه عند الباب بعد ما سكِرته وللآن ماقالت ولا كلمه
التفتت عليها بهدوء وقلة صبر : وش عندك اخلصي ؟
عذاري تناظر الارض : بكلمك عن موضوع ذاك اليوم
انا بتنهيدة إختصار : شوفي اذا بتقعدين تصرفيني بوحده من كذباتك ترى ماني مستعده اسمع
عذاري بسرعه وهي تناظرني : والله ماراح اكذب " وسكتت شوي " طيب بالاول قلتي لأحد ؟
رديت وانا اسوي نفسي مشغوله بيوسف : طبعاً لا , يعني لو قلت بتتوقعين انهم بيعاملونك بمثل هالبرود
بلعت عذاري ريقها وقالت بصوت خفيف : طيب , بس ترى كانت بنت
التفتت عليها بسرعه وعطيتها نظرة استهزاء !
عذاري بتأفف وهي تقرب مني : والله بنت مو ولد والله العظييم
ابتسمت بسخريه : تصدقين مستواك بالكذب نزل هالمره , توقعت كذبه احسن من كذا
عذاري تجلس جنبي عالسرير : هتون والله بنت قسم بالله بنت , احلف لك بإيش عشان تصدقيني !!
قلّبت عيوني وقلت : تستهبلين على مخّي , تقولين لها عبود بعدين تطلع بنت
نزّلت عذاري عيونها وكأنها مخبيّه فيهم شي , بعدين رفَعتهم وقالت بإصرار : هتون والله اللي كنت اكلمها بنت وما اقدر اقولك اكثر من كذا
ناظرتها من فوق لتحت وقلت بإستصغار : شوفي يا تقولين الصدق يا لا عاد يطب لسانك على لساني !
تأففت وحطت يدينها على جبتها وقالت بنفاذ صبر : شوفي انا بقول دامك مو مصدقه " وبلعت ريقها وناظرتني بعد ما تشجعت " اللي كنت اكلمها عربجيه
بققت عيوني وقلت : وش عربجيته !! خير تستهبلين انتي ؟
عذاري تحاول تصحح : مـ . . مو عربجيه عربجيه , شكلها عادي والله بس مدري هي تحب ينادونها عبود
قطبت حواجبي وناظرتها وانا اتفحص نسبة الكذب فيها بعد ماصرت خبيره !
عذاري بضيقه : أمانه لا تصارخين , انا قلت لك عشان ماتشكين فيني
ضحكت بإستهزاء : ماشاء الله هذي آخرة المدارس الاهليه
قالت بعتاب وهي تمسك دموعها الخفيفه : هَتووون !!
ناظرت بملامحها وصراحه ما اخفي إن السالفه هانت شوي دامها مو ولد او مثل ماتخيّلتها !
على الاقل انا متأكده انها ما تكذّب هالمره بسبب الدموع ونبرة الصوت . .
قلت وانا اتأكد : طيب ليش ماقلتي لي ذاك اليوم ؟
عذاري تتحاشى تناظرني : كنتي معصبه ولو قلت لك بتحسبين اني راعية هالحركات من زمان
تنهّدت وانا احاول استوعب الموضوع وأشبّك الاحداث وألقى كلام مناسب , لكن للأسف مالقيت الا النهايه
قلت بتأفف وانا اسكر طقطق ملابس يوسف وانهي الموضوع : طيب خلاص دامك عارفه انك غلط انصحيها تتعدل واقطعي علاقتك فيها وفكيني من بلاوييك مو ناقصين بعد ؛ هذولا مايجي منهم خير , ولا عاد تعيدينها فاهمه
عذاري بشرود وهي تبلع ريقها : والله طيب بس أمانه صدقتيني ؟
رفعت راسي وناظرتها : يا بابا مصدقتك , بس مثل ما قلتلك اقطعي العلاقه
عذاري تحاول تسحب دموعها : يعني ماطحت من عينك ؟ ترى والله مو اللي ببالك وانتي تدرين إننا تربينا على الدين ومستحيل اجاريها " وبتلعثم " انا بس قاعده اقضّي فيها وقت لأن هي الوحيده اللي تكلمني زين من اول ماجيت عندهم


الحين فهمت سالفتها واكتشفت الحلقه الضايعه منها ؛ وتأكدت 100% ان كلامها صح لأن لو بـ تجاريها ماكان كذبت عليها بسالفة ابوي او اي شي يخص حياتنا
قلت بتنهُّد وانا اذكر الله : افف والله ما طحتي من عيني , هذا لأنك جديده وجايه من حكومي , وبعدين هذا اول ترم لك فـ عادي وأكيد راح يصير عندك صديقات كثير مع الوقت
عذاري بضيقه : طيب كيف اقطع علاقتي ماعندي احد اجلس معاه
انا بتنهيده : حبيبتي اذا ما قطعتيها الحين ما راح يجلس معك احد طول السنه " وبجديّه " هذي اللي علي قولتك تقضين فيها وقت , الناس العاقله ما تجلس معها ودامهم يشوفونكم مع بعض بيفكرون بشي ثاني !!
نزّلت عذاري راسها بحيا وخيبه قويه . .
كملت بتنهيده وانا اناظرها : انا ماقاعده اتهمك ؛ ادري ان نيّتك طيبه لكن الناس ما تصدق الا اللي تشوفه عيونهم , وبعدين ربي لعن المتشبهات وهذي اذا ما تعدلت بتشوفينها بعد سنه او بالكثير ترم قالبه بويه , فـ انتي اتركيها وانصحيها لوجه الله قبل لا يطيح الفاس بالراس وتشوفين نفسك متأثره فيها
مسحت عذاري دموعها البسيطه وقالت بغصّه وهي ترفع راسها بقناعه : خلاص ان شاء الله
تنهدت براحه بدائيه وابتسمت لها وقلت بعفويه : وبعدين أمّا انتي ماتلقين لك صديقات بعد يومين القاك مجمعه شلّه وعازمتهم ببيتنا !
ضحكت الجازي بخفّه وهي تمسح دموعها بيدينها
قلت بتفاؤل وانا اشيل يوسف واقوم من السرير : المهم يالله بلا نكد روحي اغسلي وجهك والبسي لك جاكيت الجو بارد ؛ بعدين انزلي مشاري جايب ببغاء
ناظرتني بإبتسامه خامله وقالت بفرحه بسيطه : ببغاء ؟ جد ؟ اوكِ الحين بروح
طلَعت قبلي وانا ناظرتها بهدوء وهي تدخل غرفتها . .


بهاللحظات تذكرت نفسي بأول متوسط لما كنت بنت جديده ومحّد كان يكلمني بالمدرسه
كنت اروح اصيح عند امي واقول لها ابي اسقط عشان ارجع لسادس واصير مع صديقاتي !
السالفه يمكن سخيفه للي ما مروّا فيها , لكن من جد معاناة إذا رحتي مدرسه جديده لحالك
وسبحان الله على قد ما أردد ان عذاري ربي يحبها على كثر ما آمنت بـ هالشي الحين
والا وش خلاني ذاك اليوم اروح واسمعها مع اني كنت ميته جوع !
" وبتنهيده " الحمد لله اللي فكّها من هالشر وخلاها تفضفض وتريّح شوي من هالكتمان اللي تحبه
عاد ان شاء الله مع الوقت راح تلاقي صديقات كثير لأن شخصيتها مو لذيك الدرجه مو محبوبه رغم إنها عدوانيه !
ابتسمت لا شعورياً وانا اتذكر افكاري السخيفه اللي طرت ببالي يوم سمعتها تقول عبودتي
والحمد لله اللي ريّحني من هالشكوك اللي فرمَت راسي
اصلاً لو ما هي جتني اليوم كنت انا بروح لها وبصادر كل الاجهزه اللي عندها عشان مصلحتها وعشان محّد يدري . .



ناظرت يوسف اللي بحضني وقلت بشويش وانا اقرص خده بطفوله : هااه سوفه لا تقول لأحد باللي سمعته تو , طيب ؟
ابتسمت لردة فعله الكيوت وبسته بحماس ونزلت من الدرج وانا مروقه
فجأه سمعت مشاري من تحت يقول بصوت شبه عالي : اي مستشفى ؟؟
اي اعرفه
اوكِ دقايق وانا جاي
الله يعافيك بتصل عليك عشان تعطيني الوصف بالضبط
مشكور يالله سلام .


وجا بسرعه صوب الدرج بعد ما طلع من المطبخ ورفع راسه وشافني ؛ بلع ريقه لحظتها وركض الدرج لين وصل لي
مسكت كتفه بشكل عشوائي وقلت مستغربه : وشفيه مين اللي بالمستشفى ؟
ناظرني نظره قويّه وقال بكذب : مافي شي
رجعت سألته بإصرار اكثر وانا متوتره : تدري اني سمعتك ولو مافيه شي كان قلت لي الصدق
تأفف بضيق وهو يناظرني ويحاول يعاند طبعه الطيب !
قطبت حواجبي ورديت عليه بنفس النظره وانا مُصرّه اعرف
بعدها بلع ريقه وفهم إني ماراح اخليه بسبب عنادي الا وهو قايل لي , فاستسلم وقال بهدوء وهو يبعّد يدي عنه : ابوي شوي تعبان , بروح له الحين " وبتنبيه " بس لا تقولين لأحد مايحتاج
توسعت عيوني وما ترك لي مجال اتكلم وصعد بسرعه يكمّل الدرج !
رحت وراه لا شعورياً وقلت بقلق : مشاري أمانه لا يكون حادث ؟
وقف والتفت عليّ وقال بتنهيده تطمّن وهو يدري اني متعقده من الحوادث بعد معاذ : اذكري الله , عاد لو حادث قلت لك
بلعت ريقي وقلت وانا اشد ضمّتي على يوسف وأحاول اصدق كلامه : طيب بس اتصل عليّ اذا وصلت , ابي اكلمه واتطمن
مشاري يروح لغرفته عشان يغيّر ملابسه : ان شاء الله .



ونتوقَف هنا

سيْد الاستغفار { اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك علي وأبوء لك بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت }

اتمنى البارت نال على إعجابكم
حاولت اخليه طويل اكثر من المره اللي فاتت يارب دخلتوا جوو معاه

+ خبروني اذا ما ارتحتوا بالقرائه من ناحية الخط او اي شي ثاني
واعذروني اذا فيه اخطاء املائيه


لنا لقاء

الاحد

ان شاء الله .

 
 

 

عرض البوم صور اسطورة !   رد مع اقتباس
قديم 21-07-12, 11:31 PM   المشاركة رقم: 8
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2011
العضوية: 224710
المشاركات: 3,261
الجنس أنثى
معدل التقييم: اسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1223

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اسطورة ! غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اسطورة ! المنتدى : القصص المهجورة والغير مكتملة
افتراضي

 



-
بارت 4

-




3 الا ربع الظهر | فلة أبو مشاري
بالمطبخ تحت



كنت جالسه بالطاوله اللي تتوسط الدواليب البنيه الكثيره وأعصابي ثايره من اول ماطلع مشاري من البيت وفوق هذا مايرد على اتصالاتي
عذاري وهي للحين تتأمل الكاسكو اللي غيّر جو بالبيت : هتون متى يتكلّم , ماقال مشاري طريقه معيّنه يعني ؟
عطَست بهاللحظه وقلت وانا امسح خشمي وشكلي زكّمت : وش دراني ماقال . .
متعب يدخّل اصبعه بفتحات القفص : خل نقرقر عليه عشان يمّل ويتكلم
عذاري تشيل القفص وتمشي بلعانه : اي , بس الحين امش فوق نخرّع فيه امك وآيه
انا بتوتّر : عذاري لا
عذاري تتأفف : هتون شفيك بس شوي نمزح !
قلّبت عيوني ومالي خلق لهم وللحين ماسكه الجوآل بين يديني
مشوا عذاري ومتعب من جنبي وصعدوا فوق وماعطيتهم اهتمام لأني لو بجادلهم راح اعصب بشكل مُلفت واكيد راح يشكون
تأمّلت الجوال وودي بس يدق
" ياربي لا يكون صار فيه شي ومشاري مايبغى يعلمني "
بلعت ريقي ودقيت مره ثانيه وانا مع كل رنه ادعي انه يرد , وكالعاده مافيه صوت او إجاابه . .
قلبي ماراح يرتاح الا إذا سمع خبر ؛ فرجعت اتصلت مره ثالثه ورابعه !
ما أحب مثل هالاوقات , أكون متذبذبه واحس نفسي ضايعه
على الاقل أبي سبب واحد يمنعه من الرد


فجأه من بين الرنات اللي عادت نفسها كثير سمعت صوته هالمره !
غيّرت جلستني وقلت بلهفه : ألوو وينك ليش ماترد عليّ ؟


مشاري يناظر ابوه ويحرّك شفايفه بإسم هتون : آآ كنت مشغول مع ابوي
عضيّت شفاتي بأسناني وقلت بهمس عشان لحد يسمعني مع ان محد حولي : شلونه ؟ هو جنبك ؟ عطني اكلمه ابي اسلم عليه
تنهد مشاري والتفت على أبوه اللي كان متوتر ومدّ له الجوال وهو يقول : بخير , لحظه بس
ابو مشاري بهمس سريع وواضح على ملامحه إنه مو عاجبته جلسة المستشفى : خواتك ؟ ليش ترد " وبعصبيه " قولهم نايم
مشاري بسرعه وهو يحط يده على الجوال عشان ماتسمعه : هذي بس هتون ظلت تدق من اول ماطلعت , سلّم عليها عشان ترتاح
حرّك ابوه راسه بالنفي الشديد ودفع يد مشاري عشان يبعد الجوال عنه , وعيونه توسّعت من العصبيه وبداخله توتر وقهر من هالحال اللي هو فيه وماله خلق شي زياده ابد
حزّت بخاطر مشاري ملامحه فاستسلم عشان لا يضايقه أكثر بحكم ان المستشفيات هي المكان الوحيد اللي تنرفز ابوه
نزّل نظره للجوال اللي بيده وتردد يعطي جواب لهتون لأنه مايدري وش بتكون ردّة فعلها !
حس بهاللحظات إنه تسرّع يوم رد وابوه بهالحاله وفكّر يسكر بوجهها لكن منعه توتُرها الواضح من صوتها
فـ إستسلم وقرر يكذّب كذبة بيضا
رجّع الجوال بإذنه وقال ببحه وهو متردد : الو , ابوي مايقدر يكلمك الحين



انا كنت على آخر اعصابي يوم انتظرت تو ؛ موت متوتره وقاعده اتخيّل وش بقول له اذا سمعت صوته الهادي
" اقول ألو والا أسلم قبل ؟ "
" خلاص بسلم , وبقول بعدها سلامات "
اخذت نفس طوييييل يوم سمعت صوت جا
حسيت بشعور حلو وحنون لأني اخيراً راح اسمع صوت ابوي من بعد شهرين ماشفناه فيها لأنه كان مشغول
لكن اول ماميّزت انه مشاري تكلمت بدون ما ازفر النَفس وعيوني بدت تلمع !
- لـ . . ليه ؟ وينه فيه ؟ " ولا شعورياً انفعلت " مشاري وشو هذا لا تستهبل معاي ليش احسك تضيّع الموضوع إذا كان فيه شي قولي ولا تكذب
مشاري بتنهُد وهو يكمل هالكذبه : مافيه شي والله , بس رايح ياخذ اشعه " وناظر ابوه وبلع ريقه " المهم انا شوي وجاي يالله بقفل لأن الدكتور يبغاني
وقفت من الكرسي بإنفعال ويوم جيت اقوله لا تسكر لحظه , كان اسرع مني وسكر الخط
ضمّيت شفاتي وانا احسه يكلمني مثل البزارين , وعصرت الجوال بين يديني وكان ودي ارميه بأقوى ما عندي من كثر القهر .





‘,





5 العصر | فلة ابو سما
بالمجلس تحت
* مجلس مفتوح عنابي مشجر واسع وأنيق *



ام سما تصب لإختها قهوه : إيه , والثانيه اسمها * لذّه *
ام زيد بققت عيونها : لذّه ؟ وش هالاسم وع !!
سما وهي متمدده عالكنبه وتاكل من المكسرات اللي جنبها : حتى انا استغربت منه , بس تبين الصدق يجذبك اسمها تشوفينها صح ؟
ام زيد تفكر بفهاوه : اي , بس مدري شلون ؛ يعني ليش لذّه بالذات
سما تسويّي تنكت : عاد زيد يـ الله ترقّى وافتكيتوا من أعذاره بهالشغل الخطر , يمكن لو يسمع إسمها يهوّن 10 سنين قدام هههه
التفتت عليها أمها بخزّه : وبعديييين !!
سما خافت : لا شسمه . . بس ترى هالمره المُميّزات 100%
ام سما تقلّب عيونها وتتنهد : لا والله سياره هّي اسكتي بس خلينا نتفاهم " وناظرت اختها وابتسمت " ماعليك منها , البنيه مميليحه وشخصيتها تهبل زياده على إنها طباخه وهي اللي شايله اخوانها والصراحه انا اشوفها احسن من اللي قلت لك عنهم تو
ام زيد تتنهد بعُمق : والله وانا اوخيتك اخاف اللي تقوله سما صدق
ام سما بأريحيه وهي تعرف اختها تهتم بكلام اللي حولها : ماعليك من هالبزر والله البنيّه وش حليلها وبعدين زيد عاقل " وابتسمت " ولك مني ضمان اذا شفتي جمالها بتنجنين وتنسين اسمها واللي جابوه
سما تحسّن الوضع : اذا على الجمال فـَ هي وييين فوق فوق
ام سما تبتسم وتدعم كلام بنتها : هاه ؟ نروح نشوفها بأقرب وقت ؟
ام زيد متردده : آآ بسس مدري لذّه ؟
سما تفكّر : طيب خاله مو تحسين اذا قلتي لزيد ابي اخطب لك إياها بيدخل جوّ ويفكر بشكلها ويشدّه الاسم
امها تناظرها : انتي اكرمينا بسكوتك واصلاً زيد مو من هالنوع . .
ام زيد مستفهمه : شلون يعني ؟
ام سما تبتسم : يعني زيد هادي ومروّق وماينشغل بالتفكير الوهمي كثير , بس اذا حطيتي البنت بخشته راح تشدّه الواقعيه
ام زيد مفهيه من استنتاجات اختها : ايه . . ايه صح انا دايم اسولف عنده ومايهتم ابد
سما فاطسه ضحك على وجه خالتها : ههههههه لا تستغربين هذي نتائج اللي تروح لهم امي هي ودوراتها
ام زيد تضحك على اختها : وانتي منهو مخبّل فيك تروحين دورات تدريب نفس وتحدث مع الذات ومدري مين والله فاضيه
ام سما ترفع نظارتها بتكبُر : انتوا وش عرفكم , انا الحين حرمه ولدي تزوّج ولازم اعرف الطريقه اللي اتعامل فيها مع زوجته وافهم وش نواياها
ام زيد بعباطه : نواياها ؟ اقول سما انتي متأكده ان امك تروح تدريب علم النفس والا تروح لـ بسم الله !
سما فاطسه ضحك وترافِس : وانا اقول وراها صايره تتنبأ بالمستقبل هالايام


ام زيد : هههههه يحليلك بس , انا اقول ازوجك زيد ونخلص من هالسالفه
سما ترفع حاجبها : لا لا لا انا بكمّل دراستي وبصير بروفيسوره " وبخبث " اذا تصبرين ست سنين انا موافقه
ام سما تتأفف : اخلصي انتي وياها , نروح نشوف لذّه والا ؟؟
ام زيد تتنهّد بإستسلام : طيب , بس انا اقول بلاش الروحه والاستعجال اعزميها هي وامها ببيتكم خليني اشوفها بالاول لأن مو اكيد تعجبني
وبعدين انا توني ماكلمت زيد " وقلّبت عيونها " قلت لعيسى وطنشني , بس وصيت سندس تاخذ المختصر المفيد من رأيه
سما بإستفهام : الحين مو تو تقولين قايل لك انه مو رافض بس يبغى وقت يتأقلم مع قسمه الجديد ؟
ام زيد : ايه , بس تعرفينه يموت على هالشغله فـ اشك فيه " وبتنهيده " طول العشرينات وهو يلعب بهالحرايق ويوم قلت له يتركه بعد ما رفضوه البنات اللي خطبتهم عشان شغله اصرّ ونفَى ان مستحيل يتركه عشانهم !
ام سما : المهم ماعلينا من أول , انا ان شاء الله ادور لي يوم فاضي قريب واعزم فيه ام لذه
سما تصب لها قهوه وتغمّز لخالتها : ايه وان شاء الله بتعجبك , تعرفين امي صارت تخصص خطابات بعد مافرّينا كل بيوت الرياض ولقينا زوجه محمد
ام زيد تتنهد : ان شاء الله خير , انتوا بس ادعوا يتيّسر الموضوع
ام سما تبتسم : انتي لا تفكرين كثير خلاص الولد وترقَى ومافي اي مانع يخلي البنات يرفضونه ولك مني اول ما تشوفين لذّه وتعجبك انا اكلمه خصيصاً عشان يقتنع
سما بوثوق : وانا بعد متفائله هالمره دامه على قولك صار فاضي وشغله كله مكاتب , والبنت ذَهبه ما تتضيّع
ام زيد : الله يسمع منكم وارتاح . .
سما تشيل مكسراتها وتعدل بجامتها المخططه وتقوم : المهم انا بصعد فوق تبون شي ؟
ام سما وام زيد : سلامتك





.





وصعدت سما لغرفتها ركض
* غرفه كلاسيكيه لونها اورنج وابيض *
تمددت على السرير ومسكت جوالها واتصلت على آيه
سما بدلع : هاااي
آيه تدلك ظهرها بكسل : ها وشو
- اذا فاضيه اتصلي على بيتنا بقولك سالوفه مهمه
- لا والله وليش انا اتصل ؟
سما تتأفف : يوو انتوا بيتكم فيه اشتراك النت ذا اللي مايصرف , يالله اخلصي ماعندي شحن
- اوكِ
وسكرت آيه الخط وراحت اتصلت على جوال سما


آيه : الو مره ثانيه
سما بدفاشه وهي تدخل بالسالفه على طول : هلا , اسمعي بقولك شي بس بيننا اوكِ
آيه : بسم الله قولي سلام اول شي " وبإبتسامه " ليش من متى متعوده افضح اسرارك !
سما بإبتسامه : عارفه انك ثقه ؛ المهم , تخيّلي خالتي وامي مسوّوين حمله تحت عشان يزوّجون زيد ولدها
آيه تحمست : ياحركه طيب وش قالوا ؟
- تخيّلي لاقين وحده اسمها لذّه !
آيه انفجعت : لذّه ؟ وعع احسها وصخه
- ههههه استغفر الله , المهم انهم مقررين يعزمونها عندنا بالبيت لأنها من طرف امي وأكيد راح تنشب فيني وانا تعرفين ما احب اتعرف على ناس لحالي
آيه : يعني ما تعرفينها قبل ؟
سما تتذكر وجه لذه : لا يو قد شفتها مره بس ماعمري احتكيت فيها كل اللي بيننا سلام
آيه عرفت المضمون : اوكِ يعني تبغيني اجي و اتعرف معاك عليها
سما شاقه الكشره : بالضبببط تعرفين يعني لزووم المؤازره بين الصديقات
آيه بإستنكار : لا تستعجلين ياقلبي اكيد امك وخالتك بيهزؤنك تهزيئه محترمه لو يدرون انك قلتي لي وتوه ماصار شي !
سما بضحكه : ههه فال الله ولا فالك , لا بقول لأمي انك ماتدرين وكذا ؛ بضبطك لا تخافين
آيه تتنهّد : يصير خير بس متى ؟
- مدري ما حددوا بس شكله قريب " وسكتت شوي " امممم تعالي انتي فاضيه الحين صح ؟
- يعني , كنت اسويّ شوية اوراق للبنك
- هاتي الاوراق معاك وتعالى عندي عشان نسولف ومنها اساعدك
آيه مالها خلق : لا وين افف
سما طفشانه : بليييز يالله ميته طفش بس شيلي عفشك , وانا اخلي سواقنا يوقف لك عند الباب
آيه مالها خلق : يانششبه والله تعبانه وبعدين عارفه اني برجع منك وماخلصت شغلي
سما بترجّي : يالله يا خايسه من بِعد البيت يعني بليز بليز بليز والله نخلص شغلك بعدين نسولف
- لا لا ما اقدر خلاص
سما بتبكي : انتي شلون صديقة , اخلصي تعالي والله بنتحر من الطفش
آيه تتنهّد : بس . .
سما تقاطعها : لا بس ولا هم يحزنون , يالله بالبيجامه بليييييييييز
آيه استسلمت : كأني بكشخ لك مثلاً " وفكرت بسرعه " امممم يالله اوكِ خلي * نور * - سواق سما - يوقف لي عند الباب
سما شقت الكششره : يالله تشـ . .
آيه تقاطعها : لحظه هيه خالتك موجوده الحين ؟
- اي , افف لا يكون منتي جايه عشانها عاد منهي خالتي
آيه ما اهتمت : طيب يالله قفلي
سما تبوسها : حبيبتي واللله .


تأففت آيه وقامت بكسل من مكتبها ورمت جوالها على السرير وجابت شنطتها اليد الكبيره
آيه بقلبها وهي تحط اوراقها وجوالها : هالبنت تتفنن بالنشبه!
خلصت من اللي بيدها وراحت للتسريحه ورفعت شعرها كعكه سريعه
بعدها حطت لابيلوا وجابت عبايتها
لكن قبل لا تطلع , وقّفها شي مُلفت وهي تناظر بـ المرآيه الطويله اللي جنب الباب
قالت بإستغراب وهي تقرّب وتحاول تركز : شيبه ؟!
بلعت ريقها وقطبت عيونها بضيق وصدمه !
كانت الشيبه قصيره نوعاً ما وطالعه قدام عند المنابت . .
أخذت نَفس طويل وهي ترجع للمرآيه وتدقق بالشيبه ومو مصدقه
" معقووله طلعت فجأه بدون سبب ؟ كأنها واضحه شوي ؟ ياربي اقطعها والا ؟ "
بوّزت بضيق وبدت تدقق فيها وهي تتحسب على سما القرقه اللي دايم مُصره على اللي تبيه ومستحيل تسمح لها تتراجع عن جيّتها بدون سبب مقنع !
آيه بقلبها وهي ترجّع نِظرها على تقاسيم وجهها : لا لا توني صغيره مستحيل طلعت عشاني عجزت
"وابتسمت بسُخريه " ههههه خير وين توني 27 سنه بس , يووه بدري لسى ماتزوجت ولا عيّلت عشان اشيّب


سِكنت خلاياها لمدة ثواني من اللي قالته تو !
عضّت شفاتها بهاللحظه وجت الافكار القديمه جيوش تتدافع بمخها . .
" 27 سنه ؟ وعانس !! "
" لا وبدا الشيب يططلع !! ياحظي مين بياخذني اذا شافوها وعرفوا اني كبرت "
بلعت ريقها وحطت يدها على عيونها واستغفرت , بهاللحظات لمحت جوالها بسرعه وتذكرت سما
قررت تهرب من هاللي جاها فجأه لأنها بدت تهوّل بالسالفه , فناظرت بالمرآيه لأخر مره عشان تشيك على ترتيبها
قالت بقلبها والافكار مازالت تتزاحم : اقول كأني شغاله ! افف وراني لابسه كذا ؟
" وبضيق من اللي قاعده تحس فيه " طبعاً ببقى عانس دام شكلي زي ماهو
خالتهم دايم تشوفني كذا , حتى سما وامها متعودين على روتين لبسي , بالله شلون بيمدحوني عند الناس وانا كأني بنت فقر استغفر الله
صحيح اني ما اهتم بشكلي كثير , بس . .
" وجاها شعور غريب " لحظه لحظه انا وش فيني بديت افكر كذا , ليش فجأه صرت مهتمه ألفت انتباه الناس !!
" وبلعت ريقها " آيه شفيك صحصحي لا تصيرين ضعيفه كل هذا عشان شيبه . .
" وبتصادُم " بس لحظة انا وش ناقصني ؟ حلاة وشغل وعمر مناسب , ليش ما اكشخ واخليهم يشوفوني ؟!


بلعت ريقها بجنون وهي مرتبكه موت وضايعه بين هالافكار المتضاربه والغريبه !


بدا عقلها بهاللحظات يقول روحي مو لازم تكشخين ماراح تهتم فيك لا ام زيد ولا غيرها , لكن قلبها يعاند ويقول روحي غيّري ترى الحرمه توها ما رست على بر ويمكن تلقاك بهالصدفه ويتحقق الحلم القديم
تنهّدت بقوّه وبلعت ريقها وهي تحط اشيائها على الارض وتخبي الشيبه بسرعه بين الشعر
بعدها طلعت من غرفتها ركض وتحاول تطرد هالأوهام من عقلها
طبعاً كالعاده مايحتاج تستأذن من احد اذا جت تروح لعند سما , لا والحين الجو صار احلى واحلى بما أن محمد تزوّج ومستقل بشقه لحاله . .
مشت بسرعه عند باب غرفه مشاري وعطته خبر وللحين افكارها تتذابح قدامها
كان لازم تمّر قريب من غرفتها اذا بغت تنزل بالدرج
وقفها قلبها للمره الاخيره وهي تناظر الباب بتمعُن " اروح اغيّر والا ؟ افف ليش ما اقدر اقاوم هالافكار ؛ طيب واذا سألتني سما ليش كشختي فجأه !
مو كأن شكلي بيصير غريب وانا توني قايله لها مالي خلق ؟
اففف ياربي انا وش فيني انخبصت كذا كل هذا عشان شفت شيبه !! "
بعد تكتكه بسيطه لانت شوي واخذت قرار سريع جداً واستسلمت لنقطة ضعفها اللي كانت مدفونه من سنين بحجة انها ماراح تخسر شي وكلها مره وحده عشان تطفّي هالاحاسيس اللي بعدها راح تختفي وماراح ترجع .



* بنفس الوقت بالغرفه الثانيه اللي يمين غرفه آيه ؛ اللي هي غرفتي *



كنت متمدده على سريري الابيض وأصوّب المناديل عالزباله
طبعاً بعد ما رجع مشاري الساعه 4 العصر استقعدت له و قالي كل شي عن ابوي واكيد حذرني ما اعلم احد
تطمّنت عليه مع إني ماخذه بخاطري لأني ما كلمته
الموضوع كان طبيعي , قالي مشاري انه مجرد نزول بالضغط ومافيه اي خطوره
ارتحت بعد ماسمعت هالكلام وحمدت ربي . .
بس الحين انا اللي شكلي بديت امرض !
من الظهر بدا فيني الزكام والحين تطوّر وصوتي صار فيه بحّه وبديت اكح


حالياً متلحفه من البرد بلحافي الابيض المقلّم بالزهري والسماوي , وحاطه الـآب على فخوذي و اشيّك على بعض مواقع الفاشن من الفضاوه
حسيت بالعطش بهاللحظات والتفت على الكومدينا بأمل كبير اني القى الكاس مليان ؛ لكن للأسف فاضي ويلمع بعد . .
" ياربي لااا برد برد ما ابغى اطلع "
اخذت جوالي واتصلت على رتني مرتين وماردت عليّ
فرجعت اتصلت على عذاري وبعد هي الثانيه ما ردت !
" وش فيهم ذولا يؤ "
سجلت دخولي للمسن المغبر ولقيت عذاري داخله من البي بي فـ كلمتها والحمد لله ردت عليّ
طبعاً بعد ما هزأتها لأنها مطنشه مكالمتي , قلت لها تجيب لي مويه بكل لطافه وقعدت استدرجها لكن نحيسه مافيه فايده !
عصبت اخر شي وقررت انزل اجيب لي احسسن من المذلّه
أخذت لحافي اللي على ظهري معاي ونزلت من السرير وانا ألبس شبشبي البني الريش واروح صوب الباب
وانا طالعه لفتت نظري آيه وهي بتنزل من الدرج
- على وين ؟
آيه تتحاشى تناظرني وتحوس بشنطتها الكحليه : بروح لسما
ناظرتها من فوق لتحت وقلت : ليش لابسه مين عندها ؟
رفعت راسها وتأففت بسرعه وهي تنزل : ياكثر اسألتك وبعدين وشو ليش لابسه ؟ شايفتني اروح لها مفصخه عشان البس بس الحين
ونزلت وعطتني ظهرها !
قلت وانا اتخصّر واتحلطم : يؤ ماقلنا شي بسم الله
تنهّدت وانا اعدل لحافي اللي عليّ ورحت للصاله بعد ما لمحت يوسف , كان نايم عالكنبه فوق وحدة من الكوشايات البيجيه
قلت بخقّه وانا واقفه بعيد عشان لا أعديه : فديت قلبوو الكوشايه اكبر منه وهـ وهـ بث
جت رتني من وراي بـ هاللحظه وهي ماسكه معاها علبه مناديل جديده وناظرتني وانا اتهيبل !
اعترف ان طاح شوي من برستيجي فابتسمت بهدوء ورجعت جديّه وقلت : تو اتصلت عليك ليش ما رديتي ؟
رتني تجلس جنب يوسف : انا روح تحت جيب مناديل حق صاله وجوال انا هينا عند يوسف
قلت بتنهُّد وانا اعطيها ظهري واروح لغرفتي : اوكِ روحي جيبي لي كاس مويه وانتبهي على بيبي
رِتني : ان شاء الله .





‘,





6 وربع المغرب | فلة ابو زيد



كانت رنين توها راجعه من مكتبه جرير مع عيسى بعد ماشرت اغراض رسم للمدرسه
صعدت غرفتها وهي شايله الكياس ؛ واول ما دخلت فصّخت عبايتها وتوضت وصلت بعدين بدت تجهّز اشيائها عشان تبدا ترسم اللوحه
كان الموضوع رسم قصور تراثيه قديمه وهي يمين والرسم شمال ماعندها سالفه ابد . .
طبعاً كالعاده حاولت بالاستاذه تخليها مع قروب لكن ما رضت والعمل لازم تنفذه فردي
تربعت على السرير وناظرت اللوحه البيضا اللي قدامها وتأففت بضيق
قالت بقلبها وهي متضايقه : ياربي وش هالعلّه , زيد نايم وماراح يقوم الا نص الليل وانا مارسمت ولا شي وهو الوحيد اللي يعرف يطقطق شوي بالرسم
تنهّدت وقالت بتأفف : اروح اقومه ؟ بكره التسليم وش اسوي
بوّزت وتمددت على السرير وهي تدري إنها أجلت هالعمل لين ماوصّلت الاستاذه لآخر حد من الصبر . .
تركت هالجانب المُمل من أفكارها واتجهت لجانب ثاني احمس
قالت بقلبها وهي تنسدح على ظهرها : على طاري زيد , اليوم خالتي راحت عند اختها , اكيد عشان البنت اللي لقوها له
" وضمّت مخدتها وابتسمت بحماس " الله يعني يمكن بيكون عندنا عررس بالعططله الكبيره واي وناسه بيتغيّر روتين عطلات السنين اللي فاتت !!
" وبضيق " بس افف ياربي متى بيخلص اولى ثانوي بسرعه والله طفشت من هالضغط " وبأمل بسيط " يالله الحمد لله باقي اسبوعين وتبدا المراجعه وبعدها الاختبارات واخلص الفصل الاول عالاقل
سكرت عيونها وهي تلتفت وتنام على جنبها اليمين وتحط سماعات الجوال بإذنها بعد ما اخذته من الكوميدينا وتدندن اغنيه اجنبيه . .



بهاللحظات قاطعها احد يفتح الباب
عدّلت رنين جلستها يوم شافت ان زيد هو اللي جا وارتسمت على وجهها ملامح الإيجابيه وكأنه كان يقرى أفكارها !
زيد بنعاس وواضح انه صاحي غصب : انتي ليش ماتردين على التليفون ؟
رنين تشيل السماعات : كنت حاطه هيدفون
زيد يتنهّد : طيب روحي هذي صديقتك قوومي شوفيها ومره ثانيه مو تخلون النايم يقوم يرد
قامت رنين من السرير بسرعه وهي تتحلطم من نفسيته الخايسه اللي مستحيل تترك لها مجال تفاتحه بموضوع الرسمه
قلّب زيد عيونه من برودها اللي تعدّى بروده ويوم جا بيروح طلعت سندس من حمام غرفتها ونادته
* سندس ورنين بنفس الغرفه *


زيد يدخل ويناظرها بالروب اللي كانت لابسه تحت بنطلون البيجاما والمنشفه على راسها : وانتي مافيك ذرّة انوثه , يا اخي احتشمي عالاقل قدامك آدمي
سندس تقلّب عيونها وتفتح له الروب : لابسه لابسه , وبعدين انت لا تناديني " يا اخي " قولي يا اختي حسسني بأنوثتي " وناظرت فيه بإزدراء " شِف نفسك اول كأنك زبّال
زيد كان لابسه بلوزة بيضا شتويه تحتها بلوزتين صفرا وسودا مع بنطلون رياضي وسيع لونه رصاصي ووجهه محتاس وحالته حاله !
قال بهدوء وهو يجلس على سرير رنين بتخدُر : توني صاحي , اخلصي وش تبين ؟
سندس تشيل المنشفه عن شعرها : والله يا اخي العزيز عندي موضوع وش طوله , بس دامك كنت نايم ماراح يزبط النقاش
زيد يحك راسه : لا يالله قولي عقلي صاحي . .
سندس اخذت نفَس وناظرت فيه وهي تجلس بكرسي التسريحه وتحرّك شعرها عشان ينشف : اوكِ , ترى امي قالت لي اقولك إنها شكلها لقت لك عروسه
زيد: ........................
سندس ابتسمت برجاء وناظرته !
زيد يناظر السرير بطفش من هالسالفه : ادري ادري , الكل لمّح لي مايحتاج
سندس تمد بوزها : طيب ليش تقولها كذا بدون نفس
- اولاً توني قايم من النوم ثانياً طفشان من هالسالفه
سندس مبوّزه : زيدوه والله انك سخيف وسامج وش هالنفسيه اللي عندك , كل السنين اللي فاتت كنت مركّز على شغلك , والحين يوم جا الوقت تكلمنا بهالبرود واحنا على نار
زيد بنص ابتسامه : طيب بسم الله شفيك انفلتتي


سندس بعاطفه كبيره : والله انك تِقهر , حرام عليك ترى امي من اول ما ترقيت وهي موت موت مبسوطه وتخطط معاي انا ورنين وتقول سولفوا قدامه عن بنات او إسألوه اذا بباله وحده يمكن مستحي
زيد يتنهّد بجديه : ادري ادري والله فاهم ومقدّر
- اي مره واضح انك مقدّر , لو سمحت اخذ الموضوع جد هالمره صار لك اكثر من شهر ماخذ راحه ماطفشت من التأقلم يعني
قلّب زيد عيونه بدون نَفس وكالعاده ما استلطف الكلام
سندس تناديه بضيق : زيّوود
زيد يتنهّد ويناظرها : طيب خلوني بالاول احل مشاكل شغلي بعدين اقرر
سندس تناظره بجديه : يعني كم يوم بالضبط ؟
زيد يرفع حاجبه : انتي الحين قاعده تطريّن مني والا تهدديني ؟
سندس تتأفف : ياربيي لا تستهبل
- ان شاء الله خير مايصير خاطرك الا طيب
سندس تقوم من الكرسي بسرعه وهي مو مصدقه : يعني راضي ؟؟!؟!
قام زيد من السرير وقال وهو يتثاوب ويحك راسه : نشوف نشوف
سندس توقف قدامه بحماس وهي عاصره المشط بين يدينها : يعني وشو نشوف ؟ انا وش اقول لأمي بالضبط ؟؟
ناظرها بهدوء نظرته البارده وسكت . .


بهاللحظات فتحت رنين الباب وشافتهم واقفين وحسّت انها قطعت سلسلة موضوع مهم مستحيل يرجع لمثل ما كان بعد ما دخلت !
زيد ابتسم لها لاشعورياً لأنها انقذته
سندس ناظرته وناظرت رنين بقهر بعدين تأففت لأن مافي مجال للتكمله وقلّبت عيونها وراحت للتسريحه
دخّل زيد يدينه بجيوب بنطلونه وقال بهدوء وهو يناظر سرير رنين بعشوائيه : عندك رسم ؟
" آمنت بالمعجزااات " هزّت رنين راسها وهي ترجّع خصلتها ورى إذنها والفرح بتعابيرها . .
زيد ياخذ اللوحه : تعالي غرفتي ارسم لك
ماصدقت رنين وقالت بسرعه : اي يالله .

‘,

7 العشا | فلة ابو سما
بالمجلس تحت



كانت ام سما و ام زيد يتكلمون بمواضيع متداخله لين مانزلت سما وآيه قبل شوي
سما تجلس بدفاشه : عن مين تسولفون ؟
ام زيد تبتسم : والله ابد الحين عيسى بيجي ياخذني " وناظرت آيه " شخبار الاهل يابنيتي عساهم بخير ؟
آيه بأدب وهي من اول ما جت متغيّر اسلوبها شوي : الحمد لله
ام زيد تتفحص آيه من فوق لتحت وتكمل : الحين انتي كبر سما صح ؟
- اي خالتي
سما تمد لسانها : بس ترى هي اكبر مني بشهرين
بلعت آيه ريقها وحسّت بضيقه بسيطه يوم قالت سما هالكلمه
"انا وش فيني صايره حساسه كذا , لازم اتمالك نفسي وانسى هالموضوع , على الاقل الحين بس عشان لا يشكون "





.




ام زيد تبتسم وتناظرهم : الله يستر عليكن بس " والتفتت على اختها " ايه وش كنا نقول . .
ام سما : عن ام فوّاز ايه " والتفتت على سما وقالت " لحظه , سما قومي سوّي لنا عصير برتقال قبل لا تروح خالتك
سما متعجيزه : ايييه قولوا ماتبونا نسمع !
ام سما تتنهد : قومي بس , مو عن كذا خالتك كانت مشتهيته من اول ماجت
سما تتنهد : ماما بقول للشغاله خـ . .
امها تقاطعها بتأفُف : الشغاله بالسطح تغسّل الملابس
آيه تحاول تكون طبيعيه وتدقها على كوعها بشويش : امشي ماعندك شي تسوينه
ام زيد تناظر آيه : ايييه هذي البنت السنعه
سما تقوم نفس العجايز وتناظر آيه بإستهبال : امحق سنع هذا اسمه كرررف
ام سما تبتسم : العصّاره تلقينها بالدولاب اليمين
سما مطنقره وهي تلتفت على امها وتكمل مشي : اي اعرف ؛ على الاقل خلينا نكمل سناعتنا قدام خالتي وراه الاحراج
آيه تحاول تبتسم وتهمس لها : أيّ سناعه تو تقولين كرف


ام زيد تشيل عينها عن البنات اللي دخلوا المطبخ وتناظر بإختها : اقول تهقين وراه للحين ماتزوجت ؟
ام سما تهمس لها : شوفة عينك من بعد مامرضت امها والبنت حالتها حاله لا من النفسيه ولا الشكل حتى تتذكرين مرت فتره ماقامت تزورنا ابد , وخبرك الناس يبون الزين
ام زيد تهمهم : والله البنت مو شينه بس يبي لها تزبيط شوي كأنها ماتعرف تلبس
ام سما تتقهوى : والله وانا اختك الزواج قسمه ونصيب مو على اللبس ياما شينات تزوجوا وحلوات كبّروا المخده عوانس , الله مو كاتب بعد وش السواه
ام زيد تبتسم وتصب لها فنجان : على قولتك , المهم . .



* بالمطبخ *



آيه متركيه جنب الباب المطرّف وتكتب بالبي بي : يالله مطوله
سما تلتفت بخبث طفولي وتناظرها : خلينا من العصير تعالي انتي وش فيك اليوم !
آيه بلعت ريقها : ليش وش فيني ؟
سما مستغربه : مدري صايره غير وبعدين وراك لابسه جينز مو من عوايدك دايم بالبيجامه
نزّلت آيه راسها بإرتباك وسوّت نفسها مشغوله بالجوال وقالت : ايه قبلها كنت بطلع مع الجازي بس تكنسلت الطلعه , ويوم اتصلتي ماغيرت ملابسي وجيتك
سما تقصص البرتقال وهي مقتنعه باللي قالته : المهم , فيك خير تعالي ساعديني بدال ما عميتي عيونك من اللي بيدك
آيه تبتسم وهي متردده شوي وتناظر الدردشات : قاعده اكلم عذاري
سما بإبتسامه من طاري عذاري : وش تقول ؟
آيه تتنهد : هتون مزكمه ومخليّه يوسف عندها بالصاله عشان لا تعديه , عاد هالمهبوله قامت تكتب على حفاظته اسامينا وترسل لي الصور
سما تنط وتخلي عفشها : هههههههه اشوف اشوف . .


وبين ما البنات مشغولين ويقبلون صور عذاري لمحت آيه من تطريفة الباب اللي جنبها احد يدخل من باب البيت الكبير الواضح بالنسبه لموقع المطبخ
آيه تركّز بالشخص : سمّو مين ذا ؟
سما تشيل نظرها من الجوال وتكبّر فتحة الباب : آآآ عيسى ولد خالتي
آيه تناظر فيه وهو يسلم على امه وام سما : هذا اللي بيزوجونه والا ؟
سما تعطيها جوالها وتتجه لعصيرها : لا ذاك زيد " وناظرت بحوسة البرتقال " يارربيه يبغى لي ازيد له كاس واشتغل بسسرعه قبل لا يروحون
سكتت آيه شوي وحاولت تسيطر على نفسها وتكون على الاقل شبه طبيعيه لأن مشاعرها كل مالها وتزيد او بالحقيقه كل مالها وتطلع من الماضي اللي دفنها غصب
قالت بقلبها : يما بغيت اموت يوم قالت وش فيك متغيره !!
انا المجنونه اللي غيّرت ملابسي والا وش فيني صرت مطفوقه وما حسبت لهالشي حساب
" ورجعت ناظرت بعيسى اللي يضحك بوسامه " ياربي ليش قاعد يصير فيني كذا ؛ احس اني بموت من كثر التفكير والاهتمام الغريب اللي جابني هنا
" سكتت شوي بعدين كملت بشفافيه بما أنها تعرف الجواب بس تتحاشاه " ادري وش السبب بس بالنهايه ماراح تلتفت لي لا ام زيد ولا غيرها " وبغصّه تذبح " خلاص انا شيّبت وصرت دقه قديمه محد راح يهتم فيها حتى لو اكشخ بيستنكروني و . .


قاطعتها سما وقالت وهي تبتسم و تجهز الكاسات : تصدقين , عيسى ذا فلته بقوه له مقالب كثيره
آيه بإرتباك داخلي وهي تحاول تركّز بالواقع : ههه . .
- مع ان عمره حول 24 , بس مطلّع قلب خالتي وماعنده شَغله غير التهيبل والمشاكل
آيه تغيّر الموضوع وهي تاخذ نفس طويل وتسترجع توازنها : ههه واضح عليه بس تصدقين يشبه سندس
- لا وين , اصلاً معروف ان سندس ورنين احلى من الاولاد بكثير
آيه تبتسم بخمول : اي ماشاء الله رنين تخقق
سما تزبط الصينيه وتشيلها : لا انا عندي سندس احلى , رنين ماخذه من أمها كثير " ووصلت عند آيه " المهم خليني انادي امي تجي تاخذ ذا واقولها تسوي لنا طريق عشان نصعد فوق
آيه بتنهيده : اوكِ يالله . .





‘,





7 ونص العشا | فلة ابو مشاري
بغرفتي



كنت متسدحه على السرير بتعب واضح وقاعده اتصفح مجلة وامسح خشمي اللي بدا يتأزّم بقوه والمناديل عبت الزباله
الجازي وهي تدخّل ملابسي بالدولاب بعد ما أصرّت على هالشي : تبغين اقول لمشاري يوديك المستوصف ؟
انا ببحه : لا لا بكره يخف ان شاء الله
ابتسمت لي الجازي بحنان ورفعت يدينها تنزّل الملابس اللي بأعلى رف عشان تصفطهم زين
قلت بإنسجام وانا اقرى واحد من الاخبار : اسمعي اسمعي ذا يصلح لك , كيف تصبحين ناصعة البياض
هي فقط خلطه بسيطه قد تُغيرك وتجعل زوجك يقع في حب بشترك من جديد
كل ماعليك فعله هو وضع قطع الخيار مع الزبادي في قنينه وتخمـ . . .


سكتت بهدوء تدريجي بعد ماشفت الجازي شايله ملابس صفرا فاقعه مخططه بأسود مألوفه !
فتحت الجازي تصفيطتها وقالت بإستغراب وهي اول مره تشوفها : ذا رجالي ؟
ناظرت الملابس الضخمه ومرّت الذكرى أسرع من البرق بتفاصيلها المُمله
قلت بهدوء وانا اترك المجله واغطّي كتوفي باللحاف زين : اي رجاليه , ماتوقعت انها موجوده عندي للحين
قلّبت الجازي البدله وناظرت العلامه واول ما ميّزتها ارتبكت ولفّتها على بعضها بسرعه ورمتها بين الملابس !
قلت بهدوء وانا ابتسم : بسم الله شفيك كأنه مرض معدي
الجازي ترجّع خصلتها ورى اذنها وتتحاشى تناظرني : ما احب اذكرك بالموضوع
ابتسمت لها بشرود ومجامله وانا اتأمل الخطوط اللي باللحاف . .
ناظرتني الجازي بطرفة عين واستنتجت إني بديت اتوه بالماضي فحبت تكمل شغلها بصمت عشان لا تضايقني اكثر او تزود الجرح



بس الموضوع مو من النوع اللي يقدر الصمت ينسيّه صاحبه , يعني يمكن لو تكلمت كان خلتني انشغل واقطع حبل التفكير اللي مسكته الحين !
كان حجم الخساره اللي قاعده اتذكرها اكبر من الكبير , إنك تخسر بيتك , مملكتك الصغيره الخاصه ومأمنك الوحيد من كل شي مو سهله ابد
للحين ما نسيت ذاك اليوم اللي سجّل فيه معاذ البيت بإسمي , كانت بعيونه ثقه ما ينساها احد
" هتون خذيه البيت هديه مني "
هذا اللي قاله بالضبط بصوته الهادي اللي فيه رنّه محبوبه . .
ما ادري وش الاسباب اللي خلته يعطيني اياه بهالسرعه وتونا ماكملنا 6 شهور مع بعض
صحيح كان بينه وبين امه مشاكل على هالبيت لأن ابوه بعد ما توفى حدد بالوصيه ان كل واحد من عياله ياخذ شي من املاكه وامه كانت تعز هالبيت كثير ؛ بس اللي اعرفه زين ان رغم انانيتي واستغلالي له بهالزواج , ما اصريت على رفض عرضه المغري لأني ما توقعته يدخلني بمثل هالمشاكل مع امه وهو توه متزوجني
قِبلته بذاك الوقت لأني ماكنت ادري انه بيروح ويخليني !!
كنت توني باديه احبه بعد ما استغليته , كنت صغيره وفاهيه وفوق هذا مثل السفينه اللي فيها فتحه جديده والمويه تدخل فيها بإندفاع شديد من كل مكان وما ادري كيف اسكّرها
لطافته , هدوئه , خوفي من مشاعره , رأيه فيني وكل شي يتعلق فيه كان يستهويني ذيك الايام ومخي كان فيه الف فكره وفكره ابيها تصير من جهته . .
صحيح اني ماكنت احبه بالبدايه مثل ما حبّني , لكن لي الحق بعد ما بديت احبه أوريّه قد ايش انا اتحمل المسؤوليه عشان اكبر بعينه
والصراحه ما اخفي انه اول ما فتح الموضوع معاي بغيت انجن لأنها بالنسبه لي علامه لثقته العميقه فيني
لكن . .
بعد ماراح هو وراح البيت صرت مثل العصفور اللي ماعنده جناح , يناظر السما العاليه ومايقدر يلامسها



تنهدت بغصة عميقة وقلت بهمس ما ينسمع : الله يرحمك
رفعت راسي بهاللحظات عشان أرجع لذكرى الملابس الرجاليه اللي كانت الجازي بهالوقت ترفعها وترجعها لمكانها بسرعه !
مين يكون صاحب هاللبس ؟
ما اتذكر من ملامحه الا القليل , وما اتذكر اني اهتميت بموضوعه
لأن بعد ما اخذوني الاسعاف ذاك اليوم كان اللي شاغلني مكان يوسف ووين بيأخذه هالغريب
كان صغير , توّه ماكمل شهر وانا كنت لسى بالاربعين
وفوق هذا كله اعطيكم كامل الحريه بتخيّل اني قبلها بـ 9 شهور كنت اعاني من الحمل وآلامه وموت معاذ اللي تركني بمستقبل يخوّف وضيقة العدّه اللي طوّلت معاي لين ما ولدت
*عدة الارمله الحامل الى ان تولد *


بغيت انجن !
او بإختصار انجنييت ميه بالميه . .
9 شهور وانا عايشه تحت ضغط كبير كبير كبير من هالنواحي كِلها
قاطعت الناس وماقمت حتى اكلم اخواني بعد ما عاندت وقررت اعيش ببيتي وما ارجع عندهم
وكبرت السالفه لدرجه انه بعض الحريم بدأو يضايقون آيه وعذاري ويقولون لهم ودّوا اختكم مستشفى النفسيه او دوروا لها حل !
مع ان كل الاعذار كانت مقنعه لكن لازم الشك يدور . .
كلام الناس من جهتي كان يطعن بالقلب ويذببح كل اللي حولي لأنه يقوّي الماضي اللي تركنا ابوي فيه وخلانا نواجه الناس وكلامهم لحالنا
كرهتهم , وكرهت العيشه وكرهت كل شي حولي
لكن . .
روحي مو روح وحده ؛ اللي بجسمي روحيين
الاولى تقنط والثانيه كل ما كبرت تذكرها ان الله فوق
الاولى تحزن والثانيه تقول لها دامي داخلك ما للحزن صوت
اييه , يوسف
كان عكازه قويّه بالنسبه لرجولي الميته بذاك الوقت , لأن من بدا يكبر ويتحرك داخلي بدت روحي تبتسم
كانت حركاته غريبه عليّ , احساس غير وشوق مو صاحي لشكله اللي حمّسني وشجعني اكمل عشان اشوفه
فـ بآخر ثلاث شهور قبل الولاده جزمت استرجع حياتي وبديت اعيش بمرحله كانت اصعب بكثير من اول ماتركتها
قررت انسى نسيان عظييم لمواقف اعظم واتسنّد على ماضييّ اللي ربوني فيه أهلي على حسن الظن بالله ؛ فخليت سجادتي بدال مخدتي اللي كنت ابكي عليها
واستغفاري هي سواليفي اللي تحاشيت الناس فيها
و ربي هو الأمل الاكبر بلحظاتي اللي نسيت نفسي ونسيت مراقبته لي فيها . .



وبعد ما مرّ الكثير , جا يوسف !
وجت دموعي معاه تضحك بفرح وتناقز بشغب على وجهي يوم شفته
كان صغييييييير صغير صغير اول ما جابوه لي
بغيت انجن , قعدت ابكي واضحك واسوي حركات لا إراديه وانا مو مصدقه
لاء لاء بشفّر هالمقطع وع يفشل كأني مجنونه ههههه :$


وبـ فتره مو طويله , شلته على صدري ومشيت فيه للبيت
كنت مجنونه فيه بشكل مو صاحي ولا زلت , حب يجنن ومشاعر مندفعه بقوه محد يقدر يسيطر عليها او يمنعها
كل شي يوسف , كل ماقالوا قلت يوسف , كل ماشروا قلت ليوسف
الضحكه ماقامت تفارقني , واربع وعشرين ساعه اتصل على الجازي اقولها وش اسوي اذا صار كذا او يمكن صار كذا , او كيف اتصرف اذا صار كذا ....الخ
لكن أكأب مافي الموضوع انه اذا بكى يحزني !
مرات كنت اشيله وادور فيه وانا وياه نبكي , ابيه يسكت لكن ما ادري وش يبي وإصراره يعوّر قلبي اكثر
وبالجهه الثانيه انهبل اذا ضحك , واذا كانوا خواتي حولي اصارخ واقول شوفوه شوفوه يضضحك
ادري اني بزر ؛ بس لا تلومون فنان فجأه صارت لوحته ملونه بعد ماكانت مرسومه برصاص باهت

الكل لاحظ التغير اللي صار فيني من بعده , قمت اطلع , اعزم الناس واضحك اسولف وكل شي رجع طبيعي
مو بس بسبب يوسف ؛ الله سبحانه سخّره لي يوم اني دعيته بصدق , والا كان يقدر يموته ويكسرني زياده
ربي فتح عليّ ابواب انا كنت مسكرتها وااستحييييت اعصيه من بعدها
ظليت ارضيه لوقت مو شويه فهو أرضى الكون كله عليّ , حتى الناس اللي ماكنت احبهم صاروا يسألون عني ويكلموني وانا حتى ناسيه اصواتهم وماعمرهم طروا بالبال !



كل شي كان يمكن يمر حلو ؛ لكن يوم جا ذاك اليوم حرق قلبي وترك فجووه مدري متى بتتسكر بنص هالحياه . .
مازلت اقول ان الله ماحرقه الا لأنه حَكم بأني اطلع من راحه مؤقته وماضي شنيع الى راحه أبديّه رغم اني للحين اعاني بطريقها المجهول اللي بيوصلني لها
ادري ان الله ماراح ينساني , مؤمنه انه راح يضحكني بعد ما بكاني
لكن . .
ما اخفي ان كل هذا بكوم وبعض الحزن بكوم ثاني
بذيك الليله بغى يوقف قلبي واموت بدون مقدمات !
اذكر اني نمت على هدوء تام والجيران مو من النوع المزعج ابد . .
قمت وقتها بإنزعاج وقررت استكشف المجهول ؛ لكني انصدمت بـ رعب ولهب واغراب بالبيت
لو اني ما طلعت من الغرفه , لو اني ما قمت ومتت نايمه ؛ دايم ارددها بس يردعها أن لو تفتح عمل الشيطان
لحظتها استوعبت وصحاني موقف الرجال الغريب وهو يمد يدّه يبغى يلمس كتفي
بغيت انهبل !! جنون صابني !!
كانت النار اللي قدامي كافيه تموّتني ومايحتاج ابقى للأبد بنار الآخره
خفت من الله رغم اني ادري بحكم هالموقف
فجتني الكلمات زي ما تجي بعض الاحيان مواقف تخوفك وعلى طول تقول بسم الله !
تكون غير عن الناس اللي اول ما يخافون يقولون يمه او اي كلمه ثانيه غير اسم الله


انا لا شعورياً ابتعدت بجفاف عنه و رميت عليه جمله وحده كافيه
مابي اظلمه واقول قصده كان يمكن مو زين بس ردة فعلي كانت متوقعه لأي بنت حرام يلمسها احد غير اللي تحل لهم
اذكر اني بعدها ركضت ليوسف لا شعورياً واول ما ضميته ارتحت ووكّلت الباقي على الله
حتى اني نسيت عبايتي المعلقه اللي كانت بطريقي , والله يشهد إنها للحين تحرقني بصدري من كثر القهر على إني مو متعمده ؛ لكن الحمد لله هذا كان سبب كبير من الاسباب اللي خلتني بعدها اغير الكتف واشتري الراس وصرت ما اطلع بغيرها

وبذيك اللحظه اول ماطلعت من الغرفه ضاع العقل والاحساس وبديت اكون لا شعورياً جسد بس يلحق الرجال اللي كان يركض قدامي بسرعه وحذر . .
وبعد ثواني شفت الجنه يوم شفت الباب , اي والله شفتها لكن هي بس جنه دنيويه واحساس طبيعي يجيك غصباً عنك اذا كنت بمثل هالمواقف
تركت اللي وراي اكل للنار ورجَعت الروح تبشرني بأمل بسيط
لكن يوم قالي الغريب هاتي اللي بيدك لحظتها وقف النبض عندي وجاني احساس قوي بإني راح اموت وأخلي يوسف يعيش لحاله مثل مايصير بالمسلسلات , لكني عايشت الواقع و تذكرت لحظتها ان الله ماراح يخيّبني
فـ عطيته إياه وانا قاعده امرر له قطعه عاشت فيني شهور وايام وثواني محسوبه , بس أحاسيسها مستحيل تنفهم . .
يمكن هالرجال ماحس بهالشي واخذه بتساهل وبدافع شغل ؛ لكن هذي هي الحقيقه اللي تخليّ الام تفدي عيالها بروحها !



والشكر لله اني عديت ذاك الباب وقدرت اكون الحين بغرفتي وتحت لحافي ومزكمه بعد
زفرت نَفس قوي وفركت عيوني بضيقه عظييمه وانا اذكر الله بعمق وبصوت هادي
" ادري ان الله اعظم من كل هالهموم , ومستحيل اهز ثقتي فيه بعد هالمشوار الطويل اللي مريت عليه "
ناظرت الجازي تبتسم لشرودي وتطلع من الباب بعد ماخلصت من الملابس
شكرتها ورمشت بهدوء وانا حتى احاسيسي ما تقدر توصف احاسيسي . .
التفتت حولي وانا مغصوبه اقتنع بواقعي , لازم اقتننع لأن الله ماراح ينساااني !
هاله من الحزن جتني الحين ولازم اترك كل الدنيا واتجه لخالقها , مايرجعني مثل اول الا سورة البقره وركعتين .





‘,





10 ونص الليل



دخلت آيه للبيت بهدوء بهاللحظات بعد ما رجعت من سما . .
كان واضح عليها هي الثانيه حزن وضيقه ما يعلم فيها الا الله
وطول الوقت اللي قعدته عند سما كانت تعصر نفسها وتمنعها من البكا قهر على حالها
اكتشفت بهالساعات قد إيش هي بدت تستصغر حالها ولازم تاخذ دورة تمثيل متقنه بأي سالفه فيها زواج او تدوّر لها حل سريع لهالغزو اللي احتلها !
السنين اللي فاتت كان مرض امها ومشاكلهم الكثيره تحجب عنها هالجانب العقيم فيها او بمعنى ثاني تشغلها عنه مع انه كان يحاول يطلع بس كانت تمنعه
والحين توها تفضى له وماراح تقدر تركز على غيره لأنها تعرف قد ايش شخصيتها تتغير بمثل هالجوانب " بما إنها انسانه تهوّل كل شي "
بهاللحظات هي مو قادره تفكر بشي ثاني وكل مال الفكره ترسخ وتكبر بعقلها رغم إنها استصغرتها ولسى تستصغرها وتردد بإنها راح تروح مع الوقت او اذا نامت الحين !
مع انها طول هاليوم قعدت تسترجع مواقف قديمه وتتذكر كل الشتمات والمزحات اللي جتها اول
عانس
عاانس
عااااانس


عضّت على شفاتها بقوّه وهي تصعد الدرج بسرعه وغضب
حسّت ان قلبها مثل الشخص المكتوم داخل صندوق ويبغى بأي لحظة يتنفس ويزفر الهوا اللي محجوز فيه
وروحها المقهوره كانت بس تردد
" 27 سنه وما تزوجت !!"
" ليش , وش اللي ناقصصني !! "
" كلهم متزوجين ومحد يقدّر اللي انا قاعده اعيشه "
" تكفى ياربي امي , ابوي , كلهم اخذتهم مني , تكفى بسس زوّجني وفكني من هالعيشه اللي انا فيها "


قاومت الدمعه بصمود قوي جداً جداً ومشت بالسيب الظلمه بعد ما خلصت الدرج ونور لمبة الحوش اللي جاي من الشبابيك الطويله يوضّح شوي من معالمها العقيمه .






ونتوقَف هنا

سيْد الاستغفار { اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك علي وأبوء لك بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت }

نتقابل

الاربعاء

ان شاء الله

استودعكم الله .




 
 

 

عرض البوم صور اسطورة !   رد مع اقتباس
قديم 22-07-12, 10:30 PM   المشاركة رقم: 9
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2011
العضوية: 224710
المشاركات: 3,261
الجنس أنثى
معدل التقييم: اسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1223

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اسطورة ! غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اسطورة ! المنتدى : القصص المهجورة والغير مكتملة
افتراضي

 


-
بارت 5

-


يوم السبت
6 وربع المغرب | فلة ابو مشاري



صعدت الدرج وانا افصّخ عبايتي بكسل واسمع صوت مشاري من تحت يقول للجازي تسوّي له قهوه . .
تنهدت بتعب وانا احاول انسى الضيقه اللي جتني وأبعّد هالنفسيه الخايسه بعد ما كنت عند امي توّ وسمعت الكلام اللي قاله الدكتور
" التنفس بدا يضعف وحالتها مُشابهه للي صار لها قبل ثمان شهور "
حطيت يدي على جبهتي وقلت بنفس طويل : لااا إله الا الله
بهاللحظات يوم خلصت الدَرج شفت يوسف يلعب بأصابعه وتوّه طالع من حمامي مع رتني
قلت بإبتسامه هاديه وانا أأشر له من بعيد : سوفه ماما
رتني تعدّل روبه السماوي وتقوله بضحكه وهي تناظر لهفته يوم شافني : هبيبي ماما يجيي سوف سوف
وصْلت عنده وشلته بدلع وقلت بخقه وانا اصلّح جورابه الازرق اللي عليه دبدوب كبير : نعيماً , اعجبك الشاور يا دمييل ؟
مدّ يدينه لي وكالعاده رفعته وبدا يتحسس بلمساته معالم وجهي وهو يلعب بعيوني وخششمي !
قلت بإبتسامه باهته وانا اتنهد : رتني جهّزي البانيو وحطي مويه حاره عشان باخذ شاور بعد شوي
رتني تشيل يوسف عني : ان شاء الله " وابتسمت " طيب ماما ايش لبّس يوسف ؟
قلت وانا ادخل غرفتي واناظرها : اآآآ مدري اي بجامه , بس لبسيه بلوزه ثانيه تحت عشان البرد
- اي ان شاء الله



سكرت الباب وتسندت عليه بتعب . .
" نفسيتي خربت , ماني قادره اسيطر على تصرفاتي حتى يوسف بديت اجامله
- وبلعت ريقي وانا اركّز على سبب ضيقتي - هذي ثاني مره تجيها الكتمات الصدريه ؛ بس ليش ماجتها باول سنتين ؟
هل معناه انه حالتها تتدهور بكل سنه و يمكن بأي لحظة ماتتقبل الاوكسجين وتموت !!


عضيت شفاتي بأسناني وانا أكره هالنوع من التوتر , يكفي إنها بعيده عنا اكثر من ثلاث سنين وبتكمل الرابعه
قلت بهمس وانا تايهه : يارب ماتموت , يارب ارحمها وارحم حالنا . .
عصرت عبايتي بين يديني وانا أصبّر نفسي واحاول ما ابكي واتذكر انه هالشي طبيعي لكل اللي بنفس حالتها ؛ وبديت اتشجع شوي وانا اتذكر ان قد جتها وسلِمت منها مع مرور الوقت واكيد هذي ماراح تأثر فيها . .
بهاللحظات غمضت عيوني بقوه وقلت بغصه : هتون لا تنسين ربي يُحيي الموتى , و هي ماماتت لسى عايشه
قاطع افكاري صوت آيه تمشي بالسيب لغرفتها اللي جنب غرفتي وتكلم سما بالجوال
- اي شعري سويته الظهر والحين بلبس
لا ماراح اتأخر , بس انتي اذا وصلوا كلميني بالبي بي
اوكِ يالله اشوفك بعد شوي .


قطبت حواجبي بقهر وانا امشي واحط عبايتي على فراشي واقول بهمس : استغفر الله امها بتموت وهي قاطه وجهها عند الناس اربع وعشرين ساعه
تنهدت وانا اتذكر الاسبوع اللي فات يوم كنت مزكمه وشفتها متشيّكه ورايحه لبيت سما بدون سبب ؛ من بعدها تغيرت نفسيتها وصارت تروح لهم كثير غير عن العاده ودايم كاشخه !
" افف انا وش دخلني فيها بعد " قلّبت عيوني وانا احاول انهي كل هالافكار اللي ما وراها الا الضيقه , ورحت لدولابي وطلّعت لي بيجامه دافيه واتجهت للحمام


كان البانيو جاهز والبخار منعكس على المرآيه من كثر الحراره " الله يسسعدك يا رتني "
حسيت بالروقان وعلى طول غِصت تحت المويه وصرت جُزء من هالجو المريح
قررت بهالوقت القصير احاول افضّي عقلي من كل شي وأخليه منعزل عن اي كائن مهما كان
عجبتني الفكره و تذكرت اني ماقمت أعطي نفسي اي حق وتاركتها لحالها !
عالاقل بس الحين اكون انا ونفسي , لأني من جد من جد محتاجه راااااحه بكل ما تعنيه الكلمه .





‘,





7 الا ربع العشا | فلة ابو زيد
بالمجلس فوق
* مجلس مفتوح واسع لونه كحلي وابيض *



طلعت سندس من غرفتها وهي تسكر عبايتها وتمشي بكامل أناقتها : هاي
عيسى كان متبطح بطفش عالكنبه ويلعب بالبي بي ؛ لكن يوم سمع صوت النُعومه المعروف عدل جلسته وناظرها بخقه : اخصصصص يالشينه
سندس تقلّب عيونها بغرور مصطنع : احم " وبقرف " بعدين وييع غط سيقانك وشوله لابس سروال سنه
عطاها عيسى طـآف ورجع تسدّح يكمل لِعبه . .
سندس تناظر زيد بدلع : زيّوود ماعطيتني رايك اطلع احلى من لذه ؟!
التفت عليها زيد اللي كان مشغول بأخبار الطقس , وناظرها بسرعه من فوق لتحت وقال بإنشغال تام : إيه إيه
بعدها تنهد بشويش وعطاها ظهره وهو يحاول يسترجع تركيزه عالتلفزيون . .
عيسى ماسك ضحكته من برود زيد : تهه وش هالسؤال المرجوج , يعني لازم تكون خطيبة المستقبل احلى منك بعيونه
سندس بعصبيه : أوهووه وانت شفيك ناشب لي على كل كلمه تراددني فيها " وناظِرته بخبث وهي تنفخ على مناكيرها الزهريه " اخاف غيرااان
عيسى بقرف وهو يناظر زيد اللي ينتظر منه ردة فِعل : ويييييع من لذه ؟ اللي يشوف اسمها بسسس يمـ . .


أم زيد تقاطعهم وهي تجي للصاله بعصبيه وشايله عبايتها بيدها : هيه فضحتونا الله ياخذ العدوو " وناظرت عيسى بتهديد وتأشر بإصبعها " اسمع اقسم بالله لو فتحت فمك وقلت لأي احد عن هالسالفه مايصير لك خير!
عيسى يضم شفايفه ببرائه : ان شاء الله
سندس بغرور وهي تعدل شعرها الملفوف بعنايه : والله بعد ناقصين عيون توه ماصار شي بسم الله
ام زيد تتنهد وتناظر زيد اللي مو مهتم ابداً : المهم يالله يازيد حنّا بنروح توصّي شي ؟
زيد بدون مايلتفت : ابد يما سلامتك " وناظر سندس بطرف عين " لا تنسين اللي قلتلك
سندس تغمز له : اوكِ اوكِ بجيب تقرير كامل عن شخصيتها بالتفصيل الممل
ناظرته أمه وهي متضايقه من بروده اللي طال !
صح ان شخصيته كذا ؛ لكن مر اسبوع على ذاك اليوم اللي رجعت فيه من بيت اختها وكلمته بالموضوع بعد ما وصت سندس تكلمه
هو قال موافقته بوضوح بعد ايام قليله وأبوه كلّمه وأكد رأيه ؛ حتى انه طلب من سندس تروح تشوفها معاها عشان تتعرف على شخصيتها قبل اي شي رسمي
بس نفسيته وردود فعله ماتشجعك تتحمس وتحسسك انك غلطان
زفرت أم زيد الهوا من صدرها ببطئ وحاولت تكون إيجابيه بما إنه موافق ؛ بهاللحظات ناظرت سندس وقالت لها تتصل على ابوها عشان يجي ياخذهم . .
وبعد دقايق نزلوا للسياره واتجهوا لبيت ام سما ؛ عشان يروحون يشوفون لذّه اللي قرروا بالاخير عليها وإذا عجبت ام زيد اليوم راح يخطبونها .



عيسى بفضول وهو يناظر زيد : وراك كذا ؛ اذا ماتبي قول , ترى بس رايحين يشوفونها محد راح يدري انهم بيخطبونها لك
زيد يلتفتت عليه ويناظره ببرود : ومن متى انا انغصب على شي مهم مثل ذا !
عيسى بإبتسامه واسعه وهو يكره هالنظرات من اخوه : اي ادري بس استغربت انك مو متحمس يعني وكذا . .
قلّب زيد عيونه بطفش وقال وهو يقوم من الكنبه ويمشي لغرفته : وليش اتحمس انت بنفسك قلتها بس رايحين يشوفونها " وبملل " لا تخاف اذا جا وقت الحماس بـ أتحمس
ناظره عيسى وهو يروح , وقال بهمس وهو قرفان : وراه ذا يتفرعن "
ويقلد صوته " وانا من متى انغصب على شي مهم مثل ذا ؛ خفففف علينا , اللي يشوف نظراتك الحين يغسل يده من الحماس اللي بيجيك بعدين .



دخل زيد غرفته ومشى بتنهيده طويله صوب جهاز المشي . .
قال بقلبه وهو يشغّله عالخفيف ويناظر الشباك الطويل اللي يساره : ياربِ تطلع شخصيتها حلوه وماهي غثيثه او صوتها ثقييل وخشن
مع اني نبهتهم وأكدت عليهم بس اخاف يلتهون بالشكل وينسون الشخصيه !
" وقلّب عيونه وابتسم بإستهتار وهو يتذكر كلام عيسى " اتحمس ؟ اممممم طيب ما اخفي اني متحمس لشكلها بس شخصيتي ماتسمح لي اطلّع هالجانب خصوصاً ان تونا مافي شي رسمي , وبعدين خير وش كبري ههه
" وبقناعه " يالله الحمد لله انا استخرت واي شي بيجي بعد الاستخاره فيه خير بإذن الله
الصراحه من بعد ما أكلوني الاسبوع اللي طاف حسيت اني لازم اكون مستعد هالمره ؛ يكفي 33 سنه
" ابتسم وهو يناظر ازرار الجهاز قدامه " ما ادري انا البطئ والا هم اللي يمشون بسرعه
فجأه تجيني سندس وتقولي لقت لك امي وحده , وابوي من جهه ثانيه يقول ترى قريب امك بتروح تشوفها , واليوم جا وراحت أمي !
وقال بتنهيده طويله : آآه من امي " وابتسم " يالله الله كريم . .
بهاللحظات زوّد سرعة الجهاز وصار بدال مايمشي يركض ويحاول يخفف شوي من تَوتره وتفكيره المتشتت بشخصية هـ اللذه اللي متحمس لها بشكل خَفي عشان لا يطيح برستيجه .





‘,





10 ونص الليل | فلة ابو سما
مجلس الضيوف تحت
بعد العَشا



سما تكلم آيه بالبي بي وهم جالسين جنب بعض : تحسين نفسك بويه لمّا تسمعين صوتها ؛ مرااا ناعم هههه !
" امحق نعومه هذي اسمها مياعه زياده عن الآزم " آيه تناظر لذّه بدون نفس وتكتب بقرف : اي بس مو ذاك الزود حلوه , الحلو بس صوتها وجسمها بس شوفي خشمها كيف مكسور لما تلتف على جنب مو حلو وععع
سما تكتب وتناظر آيه وتحاول ما تضحك : اي مو مره بس بشكل عام جميله وعاد الله واكبر ياولد خالتي , المهم لاحظي سندس دخلت معاها جو بقووه " وحاطه فيس شيطاني " السالفه شكلها بتضبط
ناظرت آيه سندس اللي كانت جالسه جنب لذه وتسولف معاها بأشياء كثيره من اول ماجت وواضح انهم انسجموا مع بعض
آيه بقلبها وهي حاقده بشكل مو صاحي بما ان الغيره زادت بعد ما اكتشفت بالايام اللي طافت إنها ولا شي اذا ما تزوجت : تهببببل الخايسه , بيضا وكل شي فيها يجنن ؛ لا والصوت مو صاحي
" وبضيق فضيع " اكيد بياخذونها , مستحيل اصلاً يفكرون بوحده ثانيه غيرها !
" وبلعت ريقها بغصه عميقه " يعني مثلاً مستحيل يلتفتون لي او يعطوني ادنى انتباه


سما وهي تقوم تمرر صينية الباتشي : تفضلي حبيبتي
لذّة : مشكوره والله شبعانه بعد العشا
سما بإبتسامه وهي مُصره : يالله وحده بس
لذّه بحيا وهي تختار : يسلمو . .
رجعت سما مكانها جنب آيه وسكتوا البنات بهالثواني وكل وحده بدت تحاول تلتهي بشي جنبها
سندس تناظر المجلس الثاني المفتوح اللي فيه الامهات وتَكسر الهدوء : ماشاء الله بس حشش
آيه بتعليق وهي تتغصب الابتسامه : حريم !
سما تعدل شعرها : يو عاد امي من بعد الدورات اللي تروح لها مافي أمل تترك الحش . .


آيه بغرور وهي تحط رجل على رجل وتناظر بجوال لذه اللي ماسكته بيدها وتستطرد : اممم الا لذة عندك بي بي ؟
لذه بإبتسامه هاديه : لا جوالي نوكيا
سندس بضيق واضح وهي توها تنتبه لموضوع التواصل : يوووه حسافه ياليت كان عندك , مره كان ودي اسولف معاك بأشياء كثيره
اكتفت لذه بإبتسامة خساره . .
" وعععع وش هالملامح واضح إنها تتميع " آيه بإستصغار : غريبه ماشريتي , انا مستحيل اعيش بدوونه !
سما ببرائه وهي تبوس جوالها من بعيد : مي تو
لذه تضحك بدلع : مو جوّي انا اهم شي يتصل وبس , احسه يضيّع الوقت بدون فايده
سندس بإيجابيه وواضح عليها انها مهتمه بأي كلام تقوله لذه : اي صحيح رغم انه حلو بس انا نظري نقص منه
" خفي علينا اصلاً شكلك ميته عليه تبغينه ومحد عطاك وجه لأنه مو من مستواك " آيه بنَفس الغرور : لا عاد انتي شكلك إدمان ؛ بالعكس شي جميل . .
سما بإبتسامه : عالطاري انا اعرف وحده من كثر ماهي مدمنه عليه تدخّله معاها بالحمام
لذه بقرف : يعععع
سندس تناظر ردة فعل لذّه وتقلدها : مو لهالدرجه عااد !
سما : اي والله وبعد تـ. . .
ام لذّه بإبتسامه وهي تطل عليهم من المجلس الثاني و تقاطعهم : لذه يالله ابوك عند الباب
لذه بإبتسامه : اوكِ ماما " وناظرت سما وهي تجمع اغراضها " اي كملي
سما تكمل : اي وبعد كانت قبل تدخّل الـآب معها
لذه توقف وتشيل شنطتها : لا انا ما احب كذا , حلوه الوسطيه المعقوله بكل شي
سندس تقوم : اي والله أرحمها
لذّه تناظر البنات وتبوّسهم بالدور : المهم يالله حبيباتي فرصه سعيده
سلموا البنات عليها بكل ود ولطافه ؛ الا آيه رغم انها تمثّل بإتقان شديد ومحّد لاحظها لكن ضيق النفوس صعب ما يفضح نفسه .





‘,





12 وربع الليل | فلة ابو مشاري
بغرفتي



كان أحمد العجمي قاعد يقرأ سورة البقره بجوآلي اللي كان على الكومدينا
- والصابرينَ في البأْساء والضراء وحينَ البأْس أُولـئَك الّذين صدقُوا وأُولـئك هم المُتقون . . .

أخذت نفس عميق وضميت شفايفي و نزلت دمعه حاره على وجهي !
لا تستغربون سرعة هالمشاعر اللي انا فيها رغم اني كنت طول اليوم صابره على سالفة امي ؛ بس الصراحه ماقدرت اكتمها لأن نفسيتي حالياً إكس بسبب اني قايمه من النوم مغصوبه
" هتون اصبري , والله ربي ماراح يخيبك ؛ شفيك بديتي تزهقيين بهالسرعه
تعوذي من الشيطاان هذي مو اول مره تجيك مصيبه وان شاء الله بتنفرج مثل ما انفرجت اللي اكبر منها هذا مو وقت القنوط , اكييد امي بتصير زينه ؛ لا ربي راح يجازينا على صبرنا بفرحه عظييمه أكيد أكييد "
مسحت دموعي البسيطه بسرعه بعد ما زفرت نَفس طويييل واستجمعت نفسي وذكرت الله
حاولت انشغل بشي ثاني غير التفكير بهالهم الثقيل
ناظرت بيوسف اللي قاعد يرضع بحضني وهو اللي مسهرني لهالوقت بعد ما كنت نايمه وبكى بكاا فضيع وقومني
حطيت يدي اليمنى على راسه الصغير وبديت أنفث المعوذات عليه وهو مازال متلذذ بالرضّاعه ويمزمز فيها وانا أمنيتي الوحيده إنه ينام ويعتقني !
انا بهمس : .... من شر الوسواس الخناس الذي يوسوس في صدور الناس من الجِنة والناس
سكتت يوم شفت آيه تفتح باب غرفتي وتقولي بصوت واطي : على بالي نايمه , وش مقعدك ؟
انا بتنهيده طويله وأأشر على يوسف عشان اخفي حزني : هالمخلوق أشتهى الرضّاعه
آيه تعدل بيجامتها اللي واضح إنها توها لابستها , وتدخل للغرفه وتسكر الباب : فديت الحلوين
مررته لها تكمل له الرضعه يوم تربَعت على السرير ؛ وقلت وانا اتمطط بدوخه واسكر القرآن من الجوال : آآآهـ تعبانه تعبااانه
آيه تلعّب يوسف بأصابعها وتقرص خده : ماما تعبانه كلّه منك
تنهدت وانا اناظرها : لا تعورينه الحين يقعد يصييح
هَممت لي بإيه , وجلَست ثواني اناظرها بعدها قلت : ايه وش صار حلوه ذي لذه ؟
" ياربيييه انا وش جابني عندها مو وقته هالسؤال اففف " آيه بدون ما تناظرني وتجاوب بإختصار : يعني مميليحه " وبسرعه وهي تحاول تغير الموضوع " هيه بس انتبهي لا تعلمين احد ترى مثل ماقلت لك سما موصيتني ؛ عيب توه ماصار شي . .
عدلت مخداتي وقلت وانا انسدح على جنبي اليمين : خير اكيد ماراح اعلم واصلاً مافي أحد اسولف معاه " وناظرتها وواضح اني مطوله وأبي تفاصيل كالعاده " المهم وبعد وش صار , ومين جا ؟
آيه تبتسم ليوسف اللي مشغوله برضعته وتحاول توهمني بالراحه عكس اللي تحس فيه : آآ ام زيد , سندس , لذه وأمها وانا وسما
- طيب وش عشاهم ؟
- أبد كبسات ورزيز " وبتنهيده ثقيله جداً " افف قعد على كبدي مع اني ما اكلت كثير
انا بإبتسامه عفويه : الله يوفقهم " وبمزح " وعقبالك
التفتت عليّ بسرعه وناظرتني بهدوء أستغربته وكأنها استنكرت اللي قلته مع اني ماقصدت فيه شي !





.





ابتسمت لها بتردد وانا مدري وش السالفه والصراحه خفت من جديتها الغريبه فسكتت لأني ما اخبرها تتضايق من هالطاري . .


ناظَرت آيه يوسف وقالت بقلبها وهي تسب نفسها على جيّتها الغلط بغلط : انا وش مقعدني هنا , ليتني يوم سمعت صوت القرآن ماجييت ولا سحبني فضوولي عندها !
صايره دايم اتسرع بقراراتي وأتغيبا ؛ ادري انها ماتقصد شي , بس هي ماتدري باللي انا قاعده اعيشه وأحس فيه من الاسبوع اللي فات
" بلعت ريقها بهاللحظه وقالت بكِره عميق " طبعاً ماراح تحس باللي قاعده احس فيه ومستحيل تحس لأنها متزوجـ . .


قاطعت هاللحظات الساكنه اللي فيها بس صوت يوسف وهو يشرب الحليب طقطقات بسيطه على المكيف وكل مال الصوت ويعلى !
ابتسمت بسرعه بعد ما ميزت انه صوت المطر , فطار عنّي الحزن والنوم بعد مارحت لعند الشباك بأمل كبييير وبديت استغفر ونويتها بأن الله يرحم حال امي ويقومها بالسلامه لِنا ؛ وطبعا دعيت لها كثييير
أمّا آيه ما ارتسمت على ملامحها الا سعاده بسيطه ويوم جيت ادعي رفعت يدينها معاي , وواضح ان بداخلها شي شاغلها ؛ صحيح جاني فضول لكن ما تجرأت اسأل
ومحد غير الله يدري وش دعت .





‘,





اليوم التالي
الاحد
3 الا ربع | فلة ابو زيد



طلع زيد من غرفته وراح للصاله بعد ماغيّر ثوب الشغل ولبس ثوب بجامتة المخططه وواضح عليه التعب
أبو زيد بإبتسامه وهو يرحب فيه : ياهلا
زيد بتنهيده : هلا
ابو زيد يقطب حواجبه : وراه وجهك كذا شكلك ماتاكل زين ؟
أم زيد بحنان : لاا لازم تاكل زين وراك خطبه قريب
زيد بتنهيده طويله وهو يجلس براحه عالكنبه : دامكم ناويين تدللوني اخطبوا بيوم عطله عشان لا اسهر زي امس
ام زيد بفرح كبير وهي مستبشره : الحمد لله إنك سهران تفكر فيها , وانا توني قاعده اقول لابوك شكل الولد مو ناوي ومتردد
زيد بإبتسامه حنونه ومبسوط لراحة امه : اكيد ناوي والا تبيني آخذ بنات الناس لعبه , بس الصراحه خايف من الاخلاق . .
ام زيد بحماس وهي متأكده : لا لا البنت كلها اخلاق وأدب , اصلاً هي اكبر اخوانها وشايلتهم شيل عن أمها ؛ وبعدين خالتك ما اختارتها الا ومتأكده منها ان شاء الله , حتى سندس على طول حبتها
ابو زيد بضحكه خفيفه على حماس زوجته : اخذها يا زيد امك بتموت اذا ماصارت من نصيبك ترى
زيد براحه بسيطه من كلام امه وهو يتنهد ويسكر عيونه بتعب : دامه مكتوب اكيد باخذها
عيسى يصعد من الدرج : عليك غدااا يا يما , يذبح يذبح
زيد بنرفزه وهو يقوم ويطلع من الصاله : لا يكون خلصته ؟؟؟
عيسى يقلّب عيونه : اصلاً حتى لو خلصته , امك مسوية لك مأدُبه خاصه على شرف حضرتك ومحذره محد يلمسها
زيد بإبتسامه وهو ينزل بجوع : يالله شد حيلك ؛ تزوّج وتصير لك مأدُبه على قولتك
أبو زيد يقلب بالمحطات : لالالا بالاول يشتغل ويفكنا منّه ؛ ناقصين نصرف عليه هو وزوجته بعد
عيسى بغرور وهو يدخل لغرفته : حقي الديني انك تصرف عليّ
ابو زيد يلتفت عليه : انت إعفي اللحيه بالاول بعدين تعال تكلم بالحقوق الدينيه .



* تحت بغرفه الاكل *



زيد وهو يسحب الكرسي ويجلس جنب رنين : اي واحد فيهم رزّي ؟
رنين بهدوئها المعتاد : سندس هاتي الحافِظه جنبك
سندس بإبتسامه وهي تمرر الحافظه : تفضل يا عريس المستقبل
زيد بخِفه : لا تنفخون ريشي
سندس تغمز له : ولوو بنظل ننفّخ لين مانخلص منك " وأشرت بسبابتها " بعدها نعطيك فنقر
رنين بضحكه : وش فنقره ذا !
زيد يتنهد ويناظر رنين : يعني طرده من البيت
رنين وهي تحط ملعقتها على صحنها بعد ما خلصت : صحيح وين بتسكنون ان شاء الله ؟
زيد ينكب له : اكيد بشقه , ابوي قال اذا تمت السالفه بيدور لنا مجموعه بأسعار حلوه وبعد الملكه نروح انا وياها ونختار اي وحده تعجبها
سندس بخُبث : طبعاً لاحظي وحطي على " تعجبها " مليون خط
رنين تضحك : هههههههه لازم تعجبها والا تتفركش السالفه
سندس بإبتسامه مريحه : لااااه فال الله ولا فالك وااي ماصدقنا نتحرك بهالموضوع !
رنين بخفه : من جد على الاقل نفتك من توصيات خالتي
سمّى زيد واكتفى بضحكه بسيطه بدون صوت ؛ وبدأ ياكل لأن بطنه ما عاد يصبر .





‘,





4 العصر | فلة ابو مشاري
بالحوش



كنت واقفه وسط الحديقه جنب النخَل وماسكه يوسف عشان أبلل راسه برذاذ المطر اللي من أمس الليل وهو ينزل بفترات متقطعه
عاد بغيت احسد اخواني يوم انهم داوموا الصبح بهالجو الخيالي . .
لون السما يجنن والغيوم متكثفه بشرود , والريحه والهوا شييي مو صاحي أبد
أحب مثل هالاوقات وتعجبني الهداوه الروحانيه اللي فيها


لكن افف بدا يوسف بهاللحظات يطلّع اصوات مزعجه معناها " المكان ما أعجبني " !
تنهدت بضيق بعد ماحاولت اهديه بدون فايده ؛ وبالاخير استسلمت ورجعت بخطوات ثقيله لداخل البيت وانا الومه هو ودلعه
عذاري بأول الدرج وهي نازله ومعاها كتاب النحو : للحين تمطر ؟
انا بإبتسامه حزينه : اي بس شكلها بتكثر خذي معاك مظله
عذاري بحماس وهي تناقز بعتبات الدرج وتقهرني : وااااه جا هالجو بوقته , بكره عندي اختبار واحتاج مثل هالبريكات الحلوه والطويله
صَعدت الدرج وانا اقول بضيقه مصطنعه : انقلعي , ان شاء الله يوقف
عذاري تمدّ لسانها وتِطلع بالمظله : حرّآآه
ابتسمت على خِفتها وصعدت الدرج بهدوء وانا رايحه للصاله . .


بهاللحظه دخلت وسلّمت على الجازي اللي كانت متمدده على الكنبه مقابل الباب وحاطه على وجهها قناع وخيار !
قلت بإستغراب وانا اغطي عيون يوسف بطفوله عشان لا يخاف من هالمناظر : ههه وش مسوّيه وعع ان شاء الله عسل ؟
الجازي بصعوبه وهي تتكلم بثقل عشان لا يخرب القناع : لا , تتذكرين الخلطه اللي مره قريتيها من المجله ؟ اخذتها وسويتها
تقرفت من صوتها وجلست بأبعد كنبه عنها وقلت وانا اهمس ليوسف : عزّ الله كدينا خير
أخذت الريموت من الطاوله و جلّست يوسف زين وبديت اناظر الاخبار على الجزيره . .
متعب يدخل علينا بإستعجال : ماما وين حطيتي أكل الببغاء ؟
الجازي : ...........
متعب يقطب حواجبه : مـــــــامـــا
الجازي أشّرت له يروح وماتكلمت !
انا بإبتسامه وراحمه التطنيش اللي جاه : ماراح ترد الا على الاشياء المهمه عشان لا يخرب القناع " وهمهمت وانا اتذكر " دوّره بدرج الملاعق كأني شفته هناك , او اسأل رتني يمكن مفرغته بعلبه
متعب يطلع بعصبيه : ان شاء الله " وناظر امه " يارب ابوي يجي ويشوفك شينه كذا
الجازي بصعوبه وهي تسبه : ما الشين الا وجهك , ان شاء الله يموت ببغائك
انا بضحكه خفيفه : استحبي دعوتك بس , انتي اللي بتبتلشين اذا مات
تأففت الجازي بصعوبه واكتفت بعدم الرد . .
ابتسمت عليهم ويوم جيت اعدل جلستني رن تليفون البيت وقمت بتعيجز فضييع عشان ارد : الووه
سما : الو هلا , شلونك ؟
قلت وانا اتمدد واعدل جلستي : هلا فيك , الحمد لله
- وينها اختك ماترد عالجوال
- مدري للحين بالبنك مارجعت !
- أها اوكييه , ماشفت الساعه سوري " وبتنهيده " المهم قولي لها تتصل مو تسحب ابغاها ضروري
- ان شاء الله
- يالله سلام .


الجازي بصوتها القَرف : مين ؟
ناظرتها بإزدراء وقلت : سما , و وع لا تتكلمين صوتك يجيب القشعريره
- الجازي ؟!
التفتنا انا وياها على صوت مشاري اللي جانا من باب الصاله
الجازي منفجعه : اوهوووه !!!
مِسكت أكبر ضحكه جتني يوم شالت الجازي الخيار عن عيونها ولبست شبشبها وركضت بسرعه لغرفتها وهي تنزل راسها ومستحيه
مشاري بضحكه خفيفه وهو يجلس جنبي وشايل معاه كيستين كبار : قالي متعب اصعد بشويش بس ماتوقعت السالفه كذا
تسندت براحه وقلت بعد ماخلصت ضحك : سوّاها النتفه ؛ احسن محد قالها تقهره وماترد عليه " وبفضول " آآ وش فيها الكياس ؟
مشاري بحماس وهو ينادي متعب ويطلّع اللي جايبه : فروات للعيال , وانا راجع تو لقيت رجال جنب المسجد يبيعهم
قلت بخقه مو صاحيه وأنا اطالع الفروه الصغيره اللي طلّعها مشاري ليوسف : يااااي " وأخذتها منه وحطيتها على كتوف يوسف بحماس " تجنن مشكوور حبيبي يعطيك العافيه
- الله يعافيك " وبإبتسامه وهو يأشر لمتعب اللي جا " تعال شِف وش جبت لك
متعب يقرب من ابوه ويقايس الفروه : مره داافيه
مشاري بخُبث وهو يبتسم بشراسه : آآآآ وحزّر وش جبت لك بععد ؟؟!
متعب يصارخ بحماس وهو يناظر مشاري يطلع له من كيسة تويز آر اص سيارة الفيراري الحمرا اللي بالريموت : الللللللللللللللللله بابا شكراً شكراً
مشاري بضحكه وهو يضم ولده اللي ماصبر وانقض عليه بفرح تام : يالله العفو بس لا تكسّرها ترى غاليه
متعب يبوس ابوه ويشيل السياره ويركض لبرى الصاله : ان شاء الله بروح اوريها ماما
مشاري بإبتسامه خفيفه وهو يحوّل نَظره لي ويعطيني كيسة صغيره : ايه وصح هذي ليوسف
انا بإمتنان كبير : تسلم ماكان له داعي " وفتحت الكيسه وكان داخلها مخده كحليه محشوّه على شكل سياره " يوووه ذي كبيره عليه ههه
مشاري ياخذ يوسف من يديني ويعدل له الفروه ويبوسه على خدّه بحراره : مصيره يكبر


ابتسمت بشويش وأنا اناظر يوسف بعاطِفه كبيره بين يدين مشاري اللي كان مرسوم على ملامحه الحنان والاهتمام
تنهدت وقلت بقلبي وانا اناظرهم بشرود : الله يرحمك يا معاذ ؛ كان المفروض انت اللي تكون بهالموقف وما اشوف يوسف بين يدين اي رجال ثاني قبلك
حاصرتني العاطِفه بهاللحظه , والموقف أثّر بملامحي كثير ؛ فحبيت اتصرف واضيّع هالافكار من راسي عشان اتعود على تكسيرها
قلت بسرعه وانا اوقف قدام مشاري وافتح كاميرا جوالي : يالله يالله سوفه ناظر ماما
مشاري بطفوله وهو يحاول يخلي يوسف يناظر الكاميرا : يوسف ناظر قدام ؛ يالله قدام شوف ماما
كان يوسف بهالوقت جالس على فخذ مشاري اليمين ورافع راسه ويناظر فم مشاري وهو يتحَرك !
ابتسمت على هاللقطه النادره اللي كانت فيها ملامح يوسف منبهره من مشاري وحركاته ؛ وعيونه من هالزاويه كانت تخقق وصِغره بالنسبه لمشاري معطي جو مرييح
ضغطت زر التصوير والتقطتها وانا ابتسم .





‘,





5 العصر | فلة أبو زيد
بغرفة زيد



سندس بحماس وهي متربعه بنص السرير وتكمل وصفها الدقيق للذه بعد ماسألها زيد : ابيض مني بشوي , وشعرها ناااعم مره و طويل لنص ظهرها
زيد بإهتمام وهو يدوّر جواله بيده ويحك رجله : طيب وشخصيتها ماقلتي شي عنها ؟
- امممم يعني مثلاً اقولك اول ماشفتها وش قلت ؟
زيد : لا يعني تنكت كثير او هاديه ومثقفه ؟ مثل كذا . .
سندس بهمهمه وهي تتذكرها : مدري هذا شغل خالتي هي اللي تروح دورات بس امممم زولها يحسسك بالاحترام ؛ وهاديه شوي وأحسها تهتم بالناس اللي قدامها وخدومه
زيد بقلبه وهو يتنهد : ليتها تختصر بالوصف مثل ما اختصرت بالاخلاق مدري مين اللي قال لا توصي حريص بقولك شخصيتها بالتفصيل !
سندس تبتسم بنفس الحماس : المهم خلني اكمل لك وصفها ما اعرف احكم على الشخصيات بهالسرعه
" نفس ماتوقعت , ربع ساعه توصف لي شكلها ؛ وابد ما اهتمت بشخصيتها " زيد بطفش واضح وهو يقوم من السرير : اف لا خلاص بعدين , حامت كبدي
سندس بضيق وهي تمسك يده بسرعه : وشفيييك , اقعد بسولف لك بعد
زيد بتنهيده طويله : طفشت خلاص , شوي وتخليني اهوّن عن الشوفه مايحتاج ماشاء الله وصفتيها بكل دقه وتفصيييل * وشد على تفصيل عشان يذكرها باللي قالته *
سندس فهمت الدقَه وتأفف وهي تحاول تجلّسه غصصب : طيب طيب اسمعني هذي آخر سالفه اوكِ ؟ " وبتفاؤل " فيها شوي من شخصيتها يالله بليز اجلس
زيد يجلس ويحط يده على خده بكئابه : إنا لله وإنا اليه راجعوون يالله اخلصي
سندس بإبتسامه وهي تبدا بهدوء : تعرف آيه اللي تصير بنت جيران سما ؟
زيد بطفش : إييه . .
- سما عزمتها وكانت جايه ؛ بس اللي استغربته انها ماحبت لذه ابد
زيد بدون اهتمام وكأنه يكلم بزر : وليش ؟
- مدري , بس تخيّل فششله البنت مره واضح عليها و لذّه مايبي لها كلام حست
زيد يزفر نفسَه : يعني الزبده
سندس بسرعه وهي خايفه انه يروح : اوك اوك ؛ الغريب بالموضوع ان لذه ساكته عنها وبس تبتسم وتجاريها وعادي الوضع عندها
" وبقرف " يعني الصراحه لو انا مكانها كان رميت عليها كلمه من هنا والا هنا وكسرت خشمها ووقفتها عند حدها !
زيد يتنهد بهدوء : لهالدرجه ؟ وش قالت ذي آيه يعني


سندس بكِره : تخيل بكل سالفه تحاول تحسس لذه إنها اقل منها وانها هي الوااو الحلوه والكششخه حتى يوم راحوا هي الوحيده اللي قامت تطلع عيوبها رغم إنها ماتدري اننا ناوين نخطبها
" ومدت بوزها " صراحه وععع صرت اكرهها تدريجياً مع ان علاقتي فيها سطحيه بس ماقمت ابلعها
زيد يهز راسه : اها . . .
سندس تقلب عيونها بقهر : يعني عيب عليها حتى بالجوال قامت تحارش ؛ تخيل تقولها بنفس كريهه " وتقلد صوت آيه " انتي عندك بي بي , والبنت من اول ماجت وهي ماسكه نوكيا ؛ وأصلاً واضح إنها مو راعية بي بي لأنها محترمه ووقوره
قطب زيد حواجبه وقال بفضول : لهالدرجه يعني ؟
سندس ابتسمت بخفه وقالت بعاطفه كبيره وهي متحمسه : ايييه والله يازيد مره مره محترمه وحبووبه , وقنوعه ومن النوع اللي ينحب بسرعه وقلبها ابييض
زيد يبتسم على حماس اخته : هههههه لا انا اقصد لهالدرجه آيه حارشتها !
سندس تقلب عيونها وتضحك على نفسها : اففف انقلع ههه لا تضحك هذا جزااي اشرح لك صارلي ساعه ؛ وبعدين انا قاعده اكلمك عن لذه ماله داعي تسأل عن آيه
زيد يبتسم بخفه : لا يعني انا اقصد وش تصير ذي , لهالدرجه مدللـه حتى الجوال سألت عنه
سندس بتريَقه : اي مره واضح إنها مدللـه " وقلّبت عيونها " استغفر الله ياربي خلني ساكته مابي احش فيهم
زيد بفضول وهو يعدل جلسته ويتركَى على السرير ويتكتف : بعد ايش ماتبين تحشين ؛ لا يالله قولي انا دايم اسمعك تشوفينها عند سما كل مارحتي وما اعرف الا انها بنت جيرانهم وصديقتها من زمان
سندس تتنهد : لا يو زيد , خلني اكمل عن لذّه وش تبي فيهم كل حياتها مشاكل تضيق الخلق
زيد يقلب عيونه بطفش : شوفي الصراحه انا مليت من سوالف لذه خليني اغير جو مع ذي
سندس ترفع حاجبها : اي وواضح بعدها بتطردني والا بتروح , ترى امي موصيتني اسولف لك بالتفصيل عشان تضمن شكلها وما تورطنا بالشوفه وتقول مو حلوه ما ابيها
زيد يفرك عيونه بإبتسامه : لالاماعليك , ووالله ما اروح يالله قولي . .
سندس تعدل جلستها وتهمهم : ذي سلمك الله بعد مامرضت امها قبل ثلاث سنوات هي اللي شايله اخوانها على قلبها , ومحد يهتم فيها وبس تحل مشاكل اخوانها
" وبوّزت " يعني بإختصار البنت مهملينها اللي حولها وتحب توري الناس عكس اللي تحس فيه , وانا شخصياً صرت اشوفها مغروره وناقصه ومنافقه
- اوف اوف منافقه وناقصه ومغروره كل ذي مره وحده !


سندس تتأفف : لا تقهرني زياده والله من بعد حركتها مع لذّه وانا اكره طاريها وما قمت ارتاح لها
" والله سندس لها هبّات , يعني بس عشان لذه بتصير خطيبتي صارت تحبها وماتبي احد يغلط عليها بهالسرعه " وبإبتسامه قال : المهم وذي آيه مو متزوجه ؟
سندس تقلب عيونها : لا استغفر الله مين يبغاها ماتهتم بشكلها ابد ؛ خواتها يهبلون وهي تشيّن نفسها
- اها , هم ثلاث بنات وولد صح ؟
سندس : اي آيه وهتون وعذاري ومشاري




.





" هتون ؛ لا يكون هي نفسها ذيك وتصير بنت جيران سما ؟ " وقطب حواجبه بفضول : تعالي هتون هي اللي مره انتوا وامي سولفتوا عنها وقلتوا ان بيتها احترق ؟
سندس : ههههه ماشاء ذاكرتك ما تشتغل الا بالحرايق
تنهد زيد وقال على غير عادته : اففف لا تذكريني بالشغل مو وقته
سندس بإستغراب : يؤ اول مره تتضايق اذا ذكرناك بالشغل " وبجديه " غريبه عسى ما شر ؟
زيد بهدوء وهو يقلب عيونه : شويّة مشاكل وهالاسبوع كِله هواش والقسم مقلوب على راسي فوق تحت " وتنفس بضيق وقال " المهم ماعلينا وش كنّا نقول
سندس تتنهد : الله يعينك " وبخبث " ايه عن لذه
زيد بضحكه خفيفه : لا يالعياره عن ذيك اخت آيه شسمها . .
سندس تتأفف بإبتسامه : هَتون
زيد يهز راسه : اي هتون وشفيها
سندس تلعب بشعرها ومحتاره من وين تبدا : اممممم هتون عندها مليون سالفه , بالاول مات زوجها وبعدين حملت ونفسيتها خربت وبيتها احترق ورجعت عند أهلها وماتشتغل " وبطفش " سوالفها كثييره والله مالي نفس
حتى يمكن تتذكر قبل فتره طويله امي كانت دايم تسولف عنها لمّا كانت حامل بولدها " وبجديه " بس يا إن طلع عنها كلااام , حتى مره سمعت وحده تقول البنت استخفت ولازم يودونها لـ الطب النفسي
زيد يقطب حواجبه : وصدق عاد !
سندس بعدم اهتمام : لا ويين كلها إشاعات , سما كانت تزورهم وتقول انها عادي مافيها شي بس شوي الحمل مأثر على نفسيتها وبعدين كانت بالشهور الاخيره وقربت تولد


همهم زيد بأها , وسكت بعدها وهو يقلّب الموضوع براسه ويتذكر التفاصيل اللي تتعلق بهتون وولدها ؛ ورحم اللي عايشين فيه هي وخواتها
زيد بعُمق : الحين انا اللي اعرفه ان ابوهم متزوج ثانيه , طيب ليش ما يجي هو وزوجته ويسكنون عندهم ويستر عليهم ويساعدهم باللي هم فيه ؟
سندس بضيق : مدري والله عنهم والصراحه انا ارحم عذاري مره صغيره " وتنهدت " افف خلاص الحمد لله بس . .
زيد بشويش : اي والله الحمد لله


ام زيد تقاطعهم وتفتح الباب : سندس تعالي سوّي لي الدِش ما قامت تطلع المحطات
سندس بتبويزه : يما بس حركي السلك تلقين من الهوا خرب الارسال
ام زيد تعطيها ظهرها وتروح : اقولك ما اعرف تعالي سويّه
سندس تقوم بقهر : ان شاء الله " والتفتت لزيد " ترى برجع اسولف عن لذه ياويلك ان رحت
زيد يبتسم : اوكِ اوكِ بس سكري الباب وراك . .
سندس بتنهيده وهي تطلع : يالله يما جاايه


أخذ زيد نفس طويل بعد ما عم السكون الغرفه , والتفت على شباك غرفته وناظر لون السما اللي قربت الشمس تغرب فيها . .
بهاللحظات تذكر اسمها وإبتسم !
قال بقلبه وهو يمرر يده على لحيته : كأني بديت استلطف هـ اللذه , تصرُفها يدل على إنها متفهمه وصبوره نوعاً ما !
" وبراحه بدائيه " يالله الحمد لله من بعد اللي سمعته قدرت اكوّن صوره بسيطه عنها ؛ وان شاء الله ربي يكتب اللي فيه الخير لي ولها .





‘,





اليوم التالي
الاثنين
8 الصباح | فلة ابو مشاري
بغرفتي



حطيت يديني على شعري وشديته بشويش وانا جالسه عالسرير واحاول امحي الحلم اللي قمت منه مفزووعه قبل شوي
ناظرت زوايا الغرفه برجفه وبدت الصور تعيد نفسها بين عيوني مليون الف مره !
نفس الاحساس والاصوات والحراره والقهر والخوف ؛ وكل شي ينعاد بهالاحلام
قلت بهمس وانا خايفه : خـ . . خلاص ياربي مابي اتذكر شي
زفرت انفاس مكتومه وأنا اسكر عيوني بقوه و احاول امحي الحريق وصورة معاذ اللي شفتهم بالحلم توو
مع اني دايم اكون متفائله بأنه آخر مره راح احلم فيهم ؛ لكن الوضع يتكرر وما ادري متى راح ينتهي !


حطيت يدي اليمين على جبهتي وأخذت نفس عمييق بعد ما نفثت على يساري وحاولت اركز وقمت من السرير بهدوء . .
مشيت لسرير يوسف بإرتباك وانا اردد بقلبي : خلاص لا تخافين هذا مو بيتي والحريق راح واللي تو حلم , وإذا مالقيت يوسف اكيد راح يكون مع اي احد
فتحت الستاره الشفافه اللي على اطراف سريره وبلعت ريقي بصعوبه لدرجه اني بديت اتنفس من خشمي وانا احمد ربي بعد ماحسيت براحه ماتنوصف يوم شفته موجود !
تنهدت بقوه بعد ما تأملته وتطمنت ؛ ومشيت بهدوء للحمام وانا اذكر الله
دخلت بإرتباك بعد ماقلت دعاء الدخول واتجهت للمغسله وغسلت وجهي اكثر من مره وانا ارجف من برودة المويه اللي ماحسيت فيها وبالي ابداً مو معاي . .

انتفضت بسرعه بعد مافِقت وركزت ان اطرافي بتتجمد , فـ على طول اتجهت لأقرب شي جنبي اللي هو الروب المعلق ونشفت يديني ووجهي بسرعه مو صاحيه وانا ماني قادره اسيطر على رجفة اسناني وطقطقتها مع بعض !
بعدها بوقت طويل ظليت دافنه راسي بريش الروب الدافي لين ماحسيت اني اقدر اتمالك نفسي واتحرك عالاقل .


طلعت من الغرفه وانا اربط شعري ذيل حصان اي كلام وادخّل يديني بجيوب البيجامه ومره بردانه . .
بهاللحظات مريت على الصاله وانا ناويه انزل لكن لقيت عذاري موجوده
" وهذي كل ما حلمت ببيتي القاها غايبه " قلت بهدوء وانا مالي نفس : ليش غايبه ؟
عذاري التفتت عليّ وواضح انها تعبانه من وجهها الاصفر : بطني يعورني الليل كله
قلّبت عيوني وقلت وانا اتنهد : طيب , بنزل تبين شي من تحت ؟
عذاري بإنهاك : لا شكراً
نزلت الدرج كله ببطئ وانا اتمايل بمشيتي ومالي نفس ابد ولسى ذكرى الحلم ببالي
الجازي تطلع من المطبخ : صباح الخير , اليوم مبكره
قلت وانا ابتسم واسلّك لها : هلا ؛ مدري ماقدرت ارجع انام " وفتحت باب البيت وانا اناظر الارض " مطرت ؟
الجازي : ايه بالليل , و الاخبار يقولون بيستمر ما شاء الله
تنفست الهوا المنعش رغم بروده وقلت بإبتسامه باهته وانا اناظر الجرايد مبلله على كراسي الطاوله اللي تتوسط الحديقه اللي تلمع هي الثانيه من آثار المطر : الله ياليتها تمطر الحين , يجنن الجو
الجازي تصعد : اي بس لا تطلعين بتمرضين , ترى موت برد " وابتسمت" خذي لك شي تاكلينه واصعدي فوق عندنا
سكرت الباب وانا اتنهد : يالله جايه . .
مريت عالمطبخ بشكل سريع وسويت لي توست وجبن واخذت معاه كاسة حليب وصعدت الصاله


عذاري تقلّب منشور التميمي بيدينها : خلونا نروح نتسوق منه ونفطر بصحارى فوق
قلت وانا اتنهد واشرب من كاس الحليب : لا ياشيخه ومين بيوديك !
الجازي تبتسم : تبون اتصل على * مُنذر * حتى انا ودي اغير جو
* مُنذر أخو الجازي , متخرج من الجامعه السنه اللي فاتت وللآن ما يشتغل , ودايم يتطوّع بالتوصيلات ويموت بالطلعات *
انا بنفي : لا مستحيل " وناظرت بعذاري " خلاص اوص وبعدين مو انتي تعبانه !
عذاري تتأفف : ياكرهك يعني التعبان ما يستانس
بهاللحظات رن التليفون اللي كان جنب الجازي وردت عليه : الو
وعليكم السلام
ايه
اها هلا
لا ابد والله بس تعبانه شوي
الله يسلمك
ان شاء الله
يعطيك العافيه اوكِ
مع السلامه .


الجازي تسكر : هذي مدرستك يسألون ليش غايبه . .
عذاري تقلب عيونها : استغفر الله ما ادري وش النفعه من هالاتصالات !
الجازي تبتسم : اكيد مايتصلون الا لفايده " وناظرتني " ها وش قلتوا اكلم مُنذر ؟
انا بدون نفس : اكيد لا خلي الرجال يرتاح وخلاص سكروا الموضوع
الجازي بتنهيده : ماشاء الله مافي احد يرتاح كثر مُنذر , اربع وعشرين ساعه نايم وبعدين تلقينه للحين سهران من امس
عذاري تمد بوزها : تكفييين يالله هَتون ليش انتي كذا تعقدين المواضيع !
قلت بتأفف : عذاريووه بس , وع مالي خلق اروح
عذاري برجاء : بليييز حتى مسوين تخفيضات على بامبرز
ناظرتها بنص عين وسكت !
ابتسمت بفيس برئ وجابت المنشور حقهم وورتني اياه : شوفي هاا والله سعره مغري , اشتري 10 كراتين بتكفيك للسنه الجايه وبسعر مايتفوت
الجازي تضحك على اسلوب عذاري : هههه تصلحين تشتغلين عندهم
عذاري تبتسم وتناظرني : ها يالله وش قلتي ؟
ناظرتها وانا اقلب الفكره براسي , والصراحه اشتهيت اجواء السوبر وهو فاضي وهداوة المطاعم بهالصبحيه . .
سكتت وماجابوتها فـ رجعت سألتني بإلحاح شديد !
قلت بتنهديه طويله وانا احط كاس الحليب اللي خلص عالطاوله : استغفر الله كأنك سما ؛ طيب يالله .





‘,





8 وربع | بالمستشفى



طلعت الممرضه من الغرفة وهي تركض بأسرع ماعندها بالسيب وعلى ملامحها كومة توتر
أكيد راح تتوتر بعد ماشافت بعيونها قلب المريضه اللي كانت تبدل لها المغذي يوقـَف !!
فجأه ومابين ركضها صادفت دكتور الرئه اللي كانت رايحه تطلبه يجي لغرفة العمليات ؛ وهو الثاني كان يركض بنفس سرعتها
الممرضه تأشر له : دكتور * عدنان *
قال عدنان اول ماشافها وهو يلهث بتعب ويكمل ركض : ها كم وصل الصعق الكهربائي ؟
الممرضه تحاول تتمالك نفسها وهي تتجه معاه لغرفة العمليات : 5.5 ومافيه أي استجابه لحد الحين وقلبها واقف من دقيقتين
عض الدكتور على شفاته وقال وهو يكمل هروله ويقطب حواجبه بتوتر : مافيه فايده اذا كملت خمس دقايق اكيد راح تموت !!
الممرضه بإرتباك : بس دكتور فهد طلب تجهيز غرفة العمليات
عدنان بعنف وقهر : نقول ان شاء الله ما يوقف لأن بذيك الحاله نكون ما استفدنا شي ,غرف المرضى مليانه تحتاج اعضاء من سنين ؛ واهل هالمريضه عنيديين , ومو راضين ابداً يتبرعون بأي عضوو منها
الممرضه بشوية تفاؤل وهي تبلع ريقها و تناظر باب الغرفه اللي قربوا يوصلون لها : ان شاء الله ماتموت ويمكن تقدر ترجع طبيعيه بعد الصدمات
عدنان بنَفس طويل وهو يفتح باب الغرفه ويدخل : الله يسمعك منك وأفتك .





‘,





الساعه 10 | بـ صحارى



تونا واصلين للتميمي بعد ما تفطرنا فطور رايق فوق بمطاعم صحارى
همَست لعذاري قبل لا اروح للصراف اللي جنب السوبر : اسمعي ماراح اسحب كثير , ومو معناه انك نسيتي بوكك راح اصرف عليك , فـ لا تخمّين اشياء مالها داعي
عذاري بإبتسامة دلع ما تطمن وهي تاخذ عربيّه وتدخل السوبر : اوكِ . .
تنهدت بشويش وانا اروح للصراف وأدخّل بطاقتي وأسحب 500
ومره وحده حبيت اشيّك عالرصيد فأخذت لي كشف حِساب
بعدها دخّلت الفلوس بالشنطه وشقيت ورقة الكشف ؛ بس بهاللحظات يوم جيت ادخل السوبر حسيت بخيبة أمل بسيطه . .
قلت بقلبي وانا اناظر الناس اللي اغلبهم اجانب : وشفيني تضايقت كأني اول مره اشوفه , شي طبيعي يكون ما عندي الا هالمبلغ وانا مو موظفه !
" وتنهدت بتفاؤل بسيط " يالله ماعليه ان شاء الله بعد مايخلص هالترم ؛ بتمر عطلة العشر ايام بسرعه وبعدها راح ابدا وظيفتي .


مشيت بممرات السوبر الطويله وانا عقلي بعيد عن اللي قاعده اشوفه ؛ مع اني حاولت اتجاهل السلبيات اللي غَزتني
بس الصراحه حبيت افكر بمستقبلي السخيف ؛ يعني فوق ما انا أرمله وعندي ولد , ماعندي بيت ورصيدي يفشل والوظيفه اللي مستانسه فيها يالله راتبها 2000 ريال !!
بلعت ريقي وانا احاول اشيل هالفكره من راسي وبكل صعوبه قعدت ألهي نفسي بأشياء ثانيه وأتأمل الاجبان والثلاجات اللي قدامي
فجأه مابين كل اللي كنت احس فيه , تذكرت بشرود تام أبوي !
وبالاخص لما كنت بالثانويه لأنها مرحله مستحيل أنساها ؛ فوق ضغط الدراسه كان ابوي بذيك الاوقات دايم يشجعني ويضغط عليّ لين ماتخرجت بنسبه حليوه ودخلت فيها بعد مرمطه طويله قسم الاحياء . .
ما أخفي إنه كان متأمل فيني شي اكبر من كذا لأني كنت أُعتبر اشطر وحده بين خواتي بالبيت ؛ لكن كلمة الحق تنقال
رغم الاحباط اللي جاه ؛ كان مدللني وماخلّى ولا ماركه بأول السنين الا وشراها لي بحجة اني جبت نسبة اعلى من اللي جابتها آيه وهذي هديتي
وبدون مبالغه كنت أكشخ وحده بين صديقاتي , وكل شهرين او ثلاثه لبس جديد وشوزات وساعات لدرجة ان آيه قامت تغار وقد قالت لي


لكن للأسف بآخر السنين بعد مرضت امي كرهت الجامعه وماعدت اطيق الدراسه لأن الناس ماتخلّي احد استغفر الله !
عاد بذيك الاوقات وبالضبط آخر سنه فاجأنا ابوي بخبر زواجه وهدم كل اللي كنت اكرف فيه السنين اللي فاتت ؛ وزوّد على الهم هم ثاني
ماقمت اذاكر أبداً وصرت أهمل الاختبارات وما احل الا قليل من الاشياء اللي اتذكر اجوبتهم بشوية المحاضرات اللي كنت اغلب الوقت شارده فيها
الكل لاحظ ان مستواي نزل ؛ وصديقاتي تدريجياً بدوا يبتعدون عني لأني صرت مُمله وما أجيب الا الكئآبه بحكم اني ما أشكي ومحد يدري وش فيني
حتى أصلاً انا حامت كبدي من نفسي وماعدت اتحمل البيت والمشاكل اللي تصير فيه
وبعد تعب وضغوط من كل النواحي تخرجت بشهادة شبه تفشّل ولو ما الله ثم درجاتي السنين الاولى كان يمكن ماتخرجت للحين . .
لكن بعدها مامرت الا شهور بسيطه قعدت فيها بالبيت الا ويجي معاذ ويخطبني بعد ماشافتني أمه يوم سافرنا الشرقيه عند جدتي * ام امي * بعد ما تركنا ابوي وشرى له بيت ثاني


تأففت بهاللحظة وقررت اقطع الذكريات الى هنا لأن معاذ بدا يدخل فيها وكالمعتاد إذا دخًل هو مستحيل أقدر اطلع من النفسيه اللي راح تجيني بعد ما أفكر فيه
أخذت نفس عمييق بعد ضيقة هالخلق , والحمد لله صادف اني بعد مده قليله شفت عذاري والجازي بآخر السيب اللي كنت فيه فأشرت لهم وانا اروح صوبهم
مع إني مو متفائله بهاليوم اللي كان من بدايته ضيقه ؛ لكني متأكده بأني غصب راح اوقف هالافكار لمّا اكون جنب قرقة عذاري اللي ما تسكت حتى لو هي تعبانه .





ونتوقَف هنا

سيْد الاستغفار { اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك علي وأبوء لك بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت }

اتمنى البارت حاز على رضاكم
اتقبل النقد وياليت لو في شي مو مريحم تخبروني فيه بكل شفافيه
ألقاكم

الاحد

ان شاء الله


استودعكم الله .



 
 

 

عرض البوم صور اسطورة !   رد مع اقتباس
قديم 22-07-12, 10:32 PM   المشاركة رقم: 10
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2011
العضوية: 224710
المشاركات: 3,261
الجنس أنثى
معدل التقييم: اسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1223

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اسطورة ! غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اسطورة ! المنتدى : القصص المهجورة والغير مكتملة
افتراضي

 


-
بارت 6

-






يوم الجمعه
3 وربع بعد صلاة العصر | فلة ابو مشاري
بالصاله فوق



كنت متمدده بتعب واضح على اطول كنبه وحاطه يدي اليمين على عيوني , واسمع صوت عذاري تطقطق اصابعها جنبي
الجازي بتنهُد وهي تدخل الصاله ومعاها صينيه عصير برتقال : اذكروا الله يا بنات , الحمد لله ماصار فيها شي
عذاري تناظرني ومشغوله بسكوتي : لا إله الا الله . .
قلت بعد ثواني بصوت ناشف وخامل : لا إله الا الله " وبغصه ثقيله " بس للحين ياربي ماني قادره اتخيل ان وقف قلبها ثلاث دقايق وماتت !!
عذاري بإرتباك وهي متربعه جنب رجولي وتعصّر بيدينها : هَتون خلاص لا تقولين ماتت
تأففت بقهر منها وقلت وانا ابعد يدي عن عيوني واخزّها : انتي اوص لا اسمع منك كلمه عنها
الجازي بدِفاع سريع : هااه هَتون خلاص
قلّبت عيوني بكِره وزفرت نَفس طويل وتعوذت من الشيطان بصوت هامس . .
"بعد شين وقواة عين ؛ يعني تبي تفهمني الحين انها زعلانه وهي حتى ماتكرمت وزارتها مره وحده طول السنين اللي فاتت !! "
بهاللحظات لمَحت دموع عذاري اللي ما وقفت من اربع ايام اول ماجانا الخبر بعد ما رجعنا من السوبر والصراحه ما ادري هل هي تكذب او تبكي صدق . .
جت جنبها الجازي وقعدت تهديها


تنهدت بهَم وانا مالي نفس اتجادل مع اي احد ؛ فعدلت جلستي ودخّلت يديني بين شعري المفتوح ورجعته لورى
واول ما لمحت الجوال قدامي اخذته من على الطاوله واتصلت على آيه . .
- الوو
انا بتنهيده ضايقه : وينكم تأخرتوا ؟
آيه : هذانا واصلين عطّلتنا شوي زحمة طريق الملك عبد الله
قلت بهدوء وانا اناظر عذاري : اها , طيب شخبار امي ؟
آيه بصوت يبشّر : لا الحمد لله بخير , نبضها مُنتظم وبعد عملية الرئه صارت تتنفس احسن مني ومنك
زفَرت الهوا وقلت بإبتسامه باهته : الحممد لله " وبتساؤل " جا ابوي اليوم ؟
آيه بإبتسامه : اي جا , ويسلم عليكم ؛ وبعد اتصلت جدتي تتطمن
انا بحنين : الله يسلمه , واي كلمت جدتي . .
آيه تهمهم وتغير الجو بسالفه جديده : ااه صح هتون , تو اتصلت فيني سما تقول انهم الاسبوع الجاي بيروحون البر وتبينا نجي معاهم
قلّبت عيوني وقلت بهَم : افففف تستهبلين انتي , ومن له خلقها ذي بعد !!
آيه ببرائه : وش دخلني مشاري قالي اقولكم عشان نغيّر جو وحتى عشان عذاري ترتاح قبل الاختبارات
رديت بتنهيده وقلت : لا مابي , والله فضاوه يعني ماتشوفنا منخبصين مع امي من اربع ايام وحالتنا حاله
- هَتون لا تكبرين الموضوع , الحمد لله حالتها صارت مستقره وماتغيّر شي ؛ انتي اللي مدري وش صاير فيك بس تدورين على ضيقة الخلق !
بلعت غصتي بقهر وانا مستغربه من قلة اهتمام الكل وقلت بكِره وانا مو طايقه اتجادل زياده : آيه لو سمحتي خلاص . .
آيه بسرعه : افف اوكِ , هاك خذي مشاري يبغاك
مشاري : هلا هتون
" كمَلت " تأففت وقلت : هلا . .
مشاري بإبتسامه هاديه : ليش الكئآبه روحوا استانسوا وونسوا البنت مو اول مره تطلعون معاهم
انا بضيق : مشاري لو سمحت مابي
- حرام عليك تخيلي هالمره ابوها مستأجر استراحه والجو يخقق بعد المطر ومحد بيروح من قرايبها معاها بس هي وابوها وامها
انا بنفي تام : لا مشاري خلاص سكر هالموضوع انا ما ابي , خل آيه وعذاري يروحون اذا يبغون
مشاري يزفر هواه وفهم اني واصله لمرحله متطوره من الضيقه : اوكِ اوكِ خلاص مو لازم , احنا بعد الاختبارات لمّا يعطلون البنات نروح بحالنا
انا بتنهيده طويله : يصير خير . .
- ان شاء الله , وترى هذانا قريبين
- اوكِ حنّا ننتظركم .


سكرت الخط بإنهاك وحطيت جوالي على الطاوله وناظرت بالجازي وعذاري نظرات عميقه . .
" ليش الكل بارد وهادي الا انا متوتره ومشتته !
-وبضيق عميق - يمكن خلاص لأن امي بعّدت عنا مده طويله ؛ مشاعرهم تعودت وهالشي صار روتيني
الجازي بأمل وهي تلتفت عليّ وتقاطع شرودي البسيط : ها بشري ؟
رديت وانا اترك افكاري واناظر عذاري بجمود : الحمد لله قامت تتنفس زين بعد عملية البارح
ابتسمَت عذاري بشويش , وقالت الجازي بتفاؤل وهي تطبب عليها : الف الحمد لله " وبحيويه " مو قلت لك , يالله روحي غسلي وجهك ماله داعي الدموع
عذاري بشويش وهي تقوم براحه : ان شاء الله
تنهَدت الجازي وناظرتني وقالت بهمس بعد ما راحت عذاري : شفيك عليها لا تضغطينها اكثر
انا بتنهيده ومالي نفس الدروس الخصوصيه اللي صارت تنعاد كثير هالايام : ادري ادري ماكان قصدي بالغلط " وقلّبت عيوني " بس وش اسوي تنرفز , يعنني مهتمه وهي حتى ما كلفت عمرها تحنّ على مشاري يخلينا نزورها معهم يوم رفض روحتنا
الجازي بصبر وهي تذكر الله : يعني وش تبين منها , البنت من ثلاث سنين ماتبي تشوفها والحين تبينها بيوم وليله تروح معاكم
ناظرتها بغصّه وقهر وانا اسكر اسناني بقوه واحاول انفّس عن قهري من برودهم : بس هالمره وقف قلبها , تعرفين وش يعني وقف قلبها !!
تنهدت الجازي يوم لمحت التنرفز بعيوني وقالت وهي تنهي الموضوع قبل لا يولّع : خلاص خلاص سكري السالفه انتي الحين متوتره
زفرت هواي اللي كان يرجف بداخلي , ومسحت دموع بسيطه طلعت مني وهزيت راسي بهدوء وانا موافقه على قرارها لأني لو بقول كل اللي احس فيه ماراح يصير خير


متعب وهو يدخل الصاله وياخذ كاس عصير من الصينيه اللي قدامي : ماما انا جوعان من زمان ماسويتوا غداا زي الناس ومافي شي حلو آكله
الجازي تقوم بتنهيده وتمسك متعب من يده : ان شاء الله يالله تعال معاي نطلب من المطعم
متعب يبتسم : ابي كودو
ناظرت العصير اللي قدامي وقلت بهدوء وانا اوقفها : لحظة الجازي خذيه من قدامي انا صايمه
الجازي تتذكر : يوه صح نسيت
ابتسمت لها بهدوء وناظرت عذاري اللي جت وجلست يميني وعمّ الصمت . .


بعد لحظات قالت بإرتباك وهي تناظر آيفونها : هَتون بكره لازم اداوم لأن اسبوع مراجعه والاستاذات راح يخططون
قلت بهدوء وانا ارجع اتمدد واحاول ما اكثر كلام معاها عشان لا اتنرفز زياده : اذا كان مشاري بينام هنا بتداومين اما اذا نام عند امي فنقول للجازي تروحين مع أنفال
* أنفال اخت الجازي وصديقة عذاري - معاها بنفس المدرسه وبعد ماصارت سالفة البويه اتصلت عالمراقبه من ورى الكل وقلت لها تنقل عذاري للفصل الثاني عشان لا تقوّي علاقتها مع انفال ومنها تتعرف علي بنات زينيين - اللي يوصلها مُنذر *
تنهدت عذاري وسكتت . .
طبعاً هي من بعد يوم الاثنين اللي كانت مريضه فيه غابت عن المدرسه لأن ينقالك نفسيتها تعبت ومشاري صار ينام عند امي ومحد يوصلها
عذاري بلهفه بسيطه وهي تغيّر اوراق التقويم اللي جنبها وتسألني بإستنكار : هَتون يوسف كمّل 5 شهور قبل يومين !
قطبت حواجبي ورديت بإستغراب : والله ؟ مدري !
عذاري تناظرني : كان التقويم على يوم الاثنين وانتي كاتبه على الاربعا ملاحظه
اخذت التقويم منها وابتسمت بتفاؤل بسيط وانا اناظر الملاحظة اللي كنت كاتبتها بالزهري * عُمر سوفه بيصير خمس شهور * انبسطت شوي من هالخبر الحلو اللي خالط مشاعري , مع ان يوسف عند جدته ام معاذ من امس وماراح يجي الا بعد يومين . .
" فديته حبيبي "


بهاللحظات قاطعني صوت الكراج اللي جاي من تحت وهو يتسكر , فتركت التقويم بسرعه بنص الكنبه ونزلت ورى عذاري اللي سبقتني عشان نستقبل آيه ومشاري بأسألتنا المعتاده بعد ما رفضوا يخلونا نزور امي من اول ما مرضت بصفة إننا بنربكهم وبنبكي ونسوي قلق .





‘,





5 العصر | فلة ابو زيد
بالمقلط تحت



ابو زيد وهو يدخل ويطلّع من جيبه ظرف بني : زيد ترى هذا المهر
زيد وسّع عيونه بإستغراب : صدق ؟ بس ليش من الحين جهّزته ؟ مو قلت لي بعد الشوفه
ام زيد بتنهيده وهي تطبب على ظهر زيد اللي كان جالس جنبها : انا الصراحه قلت له لا يستعجل , بس قالي دام انهم امس حددوا يوم الشوفه اكيد 60% موافقين
زيد بإبتسامة فرح عميقه : يالله انتوا ابخص " وبإمتنان " مشكور يبا الله يعطيك العافيه
ابو زيد يجلس ويصب بفنجانه : ايه وانا ابوك انت غالي , انا من اول ما قالت لي امك انها لقت البنت عرضت ارض شَرق للبيع والحمد لله جانا خير يكفيك لين ما تموت
زيد برضى : اللهم لك الحمد " وبتساؤل " طيب كم ذول ؟
ابو زيد : بما ان عايلة البنت عاديه , شاورت امك وجبت 70 الف ؛ " وابتسم " بس واذا بغوا زود نسحب لهم وش ورانا
ام زيد بعاطِفه : اهم شي انك ما تشيل هم الفلوس وتخلي حسابك وراتبك لعيالك ان شاء الله
زيد بإبتسامة حيا : تراكم قاعدين تحمسوني " وبخفه " اخاف يطيح وجهي بعد الشوفه وماتبيني !


عيسى يقاطعهم وهو يدخل بسرعه ويناظر الظرف كأنه كلب : فلوووووس ؟
ام زيد بضحكه : جاك سكوبي دو
عيسى ببرائه تامه وهو يتبطح جنب ابوه : وانا يا بابا مالي ظروف ؟
ام زيد تقلب عيونها : وبعد تبي ظروف مو ظرف ؛ اكيد لا
ابو زيد يسكر عيونه ويسكته : خلاص يا عيسى بعدين بعدين
مد عيسى لسانه لأمه وابتسم بخفّه وهو يبوس راس ابوه ويقول بحنان : ماننحرم يارب " وبإستفسار جدي " طيب ذي حق وش ؟
ابو زيد : مهر اخوك قلت اسحبه مره وحده يوم رحت آخذ فلوس الارض
ام زيد تقطب حواجبها بتهديد : بس اسمع إياني وإياك تفتح فمك قدام الناس , ترى ماصار شي بعد الشوفه ان شاء الله يصير خير
عيسى بإبتسامة فهاوه وهو يحك شعره : بسم الله وراك اكلتيني شدعوه تراني مو بيبي ابو ست سنين !
ابو زيد بتنهيده وهو يبتسم ويناظر بزيد : المهم رِح وانا ابوك ودّ الظرف بغرفتي
زيد يقوم وياخذ الظرف : ان شاء الله
عيسى يغمز له : ياحركاات
ابتسم زيد وهو يطلع من الصاله فـ لحقه عيسى وبدا يعلّق عليه وعلى اللي بيده مليون تعليق . .



* فوق بالصاله *



زيد بإبتسامه وهو يجلس عالكنبه اللي قدام رنين وسندس بعد ما حط الفلوس بغرفة ابوه : عيسى بس اسكت لا احد يسمعك هذا وهم موصينك !
عيسى بعد مافضح سالفة المهر عند خواته : شفيك بيننا بس " وبخبث " شسوي بعد , اللي شفته تو ما ينسكت عنه
سندس بإبتسامه مُعبره وهي فرحانه : صراحه ودي اشوف وجه لذّه يوم قالوا لها انك خطبتها
رنين تبتسم بخيبه بسيطه : بس لحظه وراه الشوفه بأول يوم اختبارات مو كأن باقي كثير ليتهم مقدمينها شوي
زيد يتنهد بإبتسامه : شوفة عينك بعد هي اللي اختارت . .
سندس بجديه : ماهي لعبه السالفه عشان نقدم ونأخر على كيفنا , اكيد بتقعد تفكر وتتجهز نفسياً " وبمبالغه " لا وازيدك من الشعر بيت بعد الشوفه بتقعد وقت اطول قبل لا تعطينا رايها النهائي !
رنين تتأفف : يووه مطولين اجل " وبحماس " بس العرس يمكن يصادف العطله الكبيره صح ؟
زيد يهمهم : الله اعلم
عيسى ماسك ضحكته وهو يغير الموضوع : اسمعوا اسمعوا تذكرت شي
سندس تناظره : إطربنا
عيسى بخُبث : تخيلوا يوم الخطبه اخوكم بغى يموت من كثر الحيا والله لو تشوفون وجهه يوم كان جالس قدام ابوها
" وكمل بضحكه وهو يناظر نظرات زيد البارده ويحاول يستفزه " لا ولما صبوا القهوه ؛ تخيلوا اربع مرات يدور عليه ولدهم وهو حتى ماذاق فنجانه الاول !
زيد بإبتسامه جانبيه : عيسووه
عيسى يضربه على كتفه ويكمل بلعانه : والله جلس صنم ولا كأنه يعرف عربي
رنين تضحك على تعبيرات زيد : عيسى خلاص لا تجننه
عيسى يناظر زيد اللي ابتسم وبدا يحط يدينه على عيونه : لا والجلسه شلون كان جالسها تحلفون إنه مو اخوكم , انا قلت الثوب بينشق من كثر ماهو شاد نفسه ومعدل ظهره
زيد يعض شفاته ويصرّف : انت شفت وجه ابوها واخوانها , الصراحه يربكون !
عيسى يمد لسانه : علينا علينا لا تصرّف 100% كنت مستحي
تأفف زيد بحيا بسيط وضرب عيسى بأقرب كوشايه ؛ لكن هو كان مُصر يتريق عليه فمسك خط لدرجة ان خلّى الكل يغشي ضحك من وصفه الدقيق وتقليده النِكتي المعروف فيه . .


رن بهاللحظات جوال سندس واول ماشافت الرقم على طول وقفت بحيا وهي تمسح دموعها من كثر الضحك
رنين تناظرها : وشفيه مين ؟
سندس بحيا وهي ترجّع خصلتها ورى اذنها وتروح لغرفتها : * خَليفه *
عيسى ماصدق على الله : اوووووه ولد العم المعششووق
* خَليفه ولد عمهم ومالك على سندس ؛ بس للحين ما سوّوا زواج ولا دخل عليها لأنهم متفقين عليه بعد ما يرجع من برا ويخلص الماجستير *
رنين تتنهد وتناظر بعيسى : الله يعينك يا سندس جا دورك
زيد يحمد ربه : وأخيراً بيفك منّي . . .





‘,





6 وربع بعد صلاة المغرب | فلة ابو مشاري
بغرفة آيه



كانت آيه متربعه بنص غطى سريرها الابيض اللي فيه ورود حمرا كبيره وتكلم سما بالجوال ورتني وراها تجدل شعرها جديله فرنسيه . .
سما تتذكر : إيه صح ماقلت لك , قبل ايام خالتي راحت مع امي وخطبت لذه
آيه وقلبها وقف من هالمفاجئه السريعه اللي ما توقعتها : صدق ؟
سما : إيه عاد اليوم كلمتني سندس تقول امس اهل البنت حددوا الشوفه بعد اسبوعين بأول يوم اختبارات ان شاء الله
آيه تبلع ريقها بصعوبه : اها عـ البركه ماشاء الله
سما بإبتسامه : الله يبارك فيك " وبطفوله " وعقبالنا انا وياك هع
آيه برجفه وهي تأشر لرتني تطلع من الغرفه وتحاول تتمالك نفسها : آ . . آمين " وبتصريفه عشوائيه " الا لذّه كم عمرها ؟
- ااا اتوقع 29 , بس صراحه بالضبط ما ادري مره سمعتهم بس ماركزت ؛ وبعدين زيد كبير اكيد بتكون بحدود هالعمر
آيه تتركى على السرير وتتنفس بصعوبه وربكَه وتحاول تخلي صوتها طبيعي : أها , ليش هو كم عمره ؟
- يووه كبير 33 سنه ؛ حتى اتوقع قد قلتلك إنه يشتغل بالدفاع المدني ويوم تخرج من الجامعه مابقى ولا بنت بالرياض الا وسألوا خالتي وامي عنها , بس كانوا دايركت اول ما يكلمون اهلها يرفضون بدون مقدمات حتى قبل لا يقولون للبنت !
" لو انهم مابقوّا ولا بنت بالرياض كان ما شفتيني عانس للحين " آيه بصعوبه وهي تتنحنح بضيق : لهالدرجه . .
- اصلاً معروف , اللي يشتغل بالجيش والحدود اوالدفاع دايم مالهم حظ الا من رحم ربي
آيه تبادلها بضحكه خفيفه عشان لا تشك : ههه " وبتصريفه قبل لا تفضح نفسها " المهم اسمعي انا بعدين اكلمك
- ليه وش عندك خلينا نسولف ؟
آيه تبلع ريقها : بروح شوي عند اخواني
- اففف ماحَـلو اخوانك الا الحين اقول اقعدي بس
آيه تتنهد وتنهي الموضوع : يالله فارقي بروح جد
- آيووه !!
آيه تقلّب عيونها وتعصر لحاف سريرها بيدها : يالنشبه باي
سما طنقرت : افف اوك باي . .




.





سكرت آيه جوالها بقهر كبير وهي تزفر نفس طويل وتقوم للتسريحه بعُنف وتاخذ لها شباصه عشان تربط نهاية الجديله اللي سوّتها رتني قبل شوي
نزّلت يدينها بعد ما خلصت وظلت واقفه تتأمل انعكاس وجهها العابس !
قالت بقلبها وهي كارهه كل شي : انا وش قاعد يصير فيني ؟ ليش ماني قادره ارجع آيه الاولى اللي تطنش هالجانب السخيف
مع ان اول ماجتني هالافكار قلت يمكن يومين وانسى " وبغصه عميقه " لكن الحين مرت اسابيع وانا على هالحاله
وشو هذا , متى راح اطلع من هالسجن اللي حطيت نفسي فيه !!


نزّلت راسها بضيق عميق وهي تقوّي قبضة يدها اللي ترجف , ويوم رفعته لمحت الشيبه ببداية شعرها
انعصر قلبها بقوّه وبسرعه خبّتها واتجهت للباب بقهر عشان تطلع وتجلس عند اخوانها وتنشغل بسوالفهم عالاقل
لكن يوم مسكت الباب , ما طاوعها قلبها تسحب على هالدموع اللي ودها تنزل !
بهاللحظات تذكرت انها بتضعف زي ذاك اليوم اللي دخلت فيه على هتون واول ما سألتها عن لذه وضح عليها الارتباك
تدري إنها قويّه بالتمثيل , وتقدر تضحك على كل اللي حولها لأنها تتحكم بملامح وجهها بإتقان
لكن بعد ذيك الليله توبه تتسرع وتقعد مع احد وتعيد ذيك الاحاسيس اللي ماقدرت تتحملها دام انها اكتشفت نقطة ضعفها . .
تنهدت بكِره وتركت مسكة الباب اللي كانت عاصرتها بين قبضتها القويه وعضّت على شفاتها بأسنانها وهي ميتة قهر على نفسها
واول ما نزلت الدموع ركضت بسرعه لسريرها ورمت نفسها عليه بقوه وبدت ترفِه عن اللي بقلبها بحراره
" ياربي ما ابي شي غير اني اتزوج وافتك من اللي قاعده احس فيه "
" وش زودها لذّه عني ؟ "
شهقت شهقات كبيره يوم تذكرت هاللذه وبقدر المستطاع حاولت تقصّر صوتها ؛ لكن شكل اللي بداخلها ماراح يطلع الا بالعكس .



* بالصاله فوق *



مشاري يلمَح رتني تصعد للسطح : هَتون رتني ماراحت مع يوسف ؟
قلت بهدوء وإنشغال بسيط وانا اشيّك على دفاتر متعب اللي كنت احل له واجباته بعد مافطرت من صيامي – صيام تطوّع من اول ما مرضت امي - : لا , قالت لي عمتي خلوها عندكم عشان يمكن تحتاجونها
مشاري بتنهيده : يالله الله يجزاها خير ماقصرت اخذته عشان تريحنا بمثل هالاوقات
قطبت حواجبي وقلت بتوتر وانا التفت عليه : شقصدك ؟ ليش يعني جلسته معاكم مضايقتك !
مشاري بإستغراب : هتون شفيك ؟ وش هالكلام تدرين ان مو قصدي كذا
تأففت بتوتُر بعد ماشحنت نفسي بأفكار غريبه فجأه , وقمت من الارض وانا اترك اللي بين يديني وارفّس دفاتر متعب بكِره : اصلاً مايحتاج واضح ان مالي داعي ويوسف بعد ماكبر صار يقومنا كلنا بالليل ومايخلي احد ينام
متعب يصارخ عليّ : عمتي دفااتري !!
بعّدت رجولي عن مكان عفش متعب ومشيت بقهر بطلع من الصاله
مشاري بسرعه وهو يقوم ويمسكني من ذراعي : تعالي وين رايحه , شفيك انتي ماقلنا شي بسم الله
التفتت عليه وقلت بدون تفكير وانا اعليّ صوتي : مشاري وخّر , انا اصلاً ماني قادره اتحمل شي مايحتاج تبرر لي كل كلامك
مشاري يقطب حواجبه ومستغرب من عصبيتي اللي جت فجأه مع اني كنت هاديه : هتون بلا جنون وش اللي قاعده تقولينه , انا قصدت ان الحرمه تبي تريحنا من اننا ننشغل فيه ومانقعد بالبيت عشانه وننتبه على امي
قلّبت عيوني وانا ماسكه نفسي وفلتت يدي منه وانا اقول : افففف خلاص خلاص سكر الموضوع انا الغطانه
مشاري يتنهد بتوتر : خلاص محد غلطان ؛ ادري انك معصبه عشان امي , بس لازم تصبرين كلها يومين وتستقر ان شاء الله
قطبت حواجبي وقلت وانا ارجف : لا وانت الصادق برودكم اللي يخلي الواحد يعصب !!
مشاري يذكر الله وهو بدا يفهم عليّ : هذا مو برود ياهتون , هي امنا كلنا وانتي لأنك متوتره تشوفينا باردين " وابتسم " الحين اهدي واذكري الله وفكري بالموضوع بتركيز وبتلقين ان انتي الوحيده اللي مولعه اكثر منا
حطيت يدي على جبهتي وقلت وانا احاول آخذ اكبر جزء من الهوا عشان استعد للي بنطقه : طيب . . واذا ماتت ؟
مشاري يتأفف بشويش : أفااا , ماهقيتها منك هذا وانا اقول انتي العاقله ؛ اجل وش بيقولون عذاري وآيه اذا انتي تقولين كذا !
رجف فمي وماقدرت اتمالك نفسي يوم سمعت اللي قاله ؛ وعلى طول شهقت ونزلت دموعي , وغَرَق وجهي
مشاري بتنهيده وهو يضمني بهدوء ويطبب على راسي : قولي لا إله الا الله , يعني الحين يوم صارت زينه قعدتي تفاولين
قلت لا شعورياً وانا بس ابي افضفض بهالثانيه : مليت وانا انتظرها وش بسوي اذا ماتت , ماراح اقدر اشيل كل هالحِمل !!
بهاللحظات لمحت متعب يقوم ويطلع من الغرفه وهو يركض . .
حسيت وقتها ان الجو يناسب افضفض لأول مره , فكسَرت خاطر نفسي وقررت بإستسلام أصرّح بمشاعر بسيطه قديمه تغلي فيني : مـ . . مشاري انا قاعده اموت باليوم مليون مرره
" وبغصه " ولدي يتيم قدامي وكل يوم افكر وش بقوله اذا قال وين ابوي وليش ما شفته !!


ورفعت راسي من صدره وكملت بشهقات وانا اناظر بعيونه وما عطيته فرصه يقاطعني : ما اقدر اعيش اذا صار شي اكبر من كذا ؛ ما اقدر تكففى قولي وش اسوي
تأمل مشاري عيوني اللي ما يقدر يرفض لي طلب بسببها , لكن الحين فوق هالعيون دموع أنهار وقاعده اطلب طلب صعب !
انربط لسانه وظل بس يناظرني بهدوء . .
كان عندي امل إنه يقول اي كلمه بس ما يسكت ؛ إيه نعم انا الشي اللي ماعمري وضّحته بإني ام لولد يتيم ماشاف ابوه ولا راح يشوفه
وكل يوم قاعده اتحسّر على اي حركة حنان يسويها له رجال ثاني غير معاذ . .
ادري اني قاعده اطلب المستحيل ؛ فعشان كذا مشاري اكتفى يناظر ومالقى جواب رغم اني متأكده انه قاعد يدوّر
بلعت ريقي وكملت البكى دامه هو الشي الوحيد اللي أقدر اسويه بإتقان بمثل هالوقت
على الاقل يمكن ارتاح بشكل مؤقت !
دخلت بهاللحظات الجازي وهي ماسكه يد متعب اللي ناداها وأشرت لمشاري بـ وش صاير
ابتسم لها مشاري بهدوء يوم لمحها وهز راسه بإنه مافي شي خلاص .





‘,





اليوم التالي
السبت
1 ونص الظهر | فلة ابو زيد
بالصاله فوق



رنين تدخل بصدمه وهي توها جايه من المدرسه مع عيسى : سندس شفتي سيارة اخوك
سندس بإستغراب وهي تشيل عيونها من جوالها اللي كانت مشغوله فيه : لا ليش !
رنين تجلس عالكنبه و تتنهد بتعب وتفصخ شنطتها وعبايتها : تخيلي صابغها , بس حزّري اي لون ؟
قطبت سندس حواجبها وقالت بإستفهام سريع وواضح إنها تبي ترجع لجوالها : اخلصي اي لون ؟
رنين تحك شعرها بفهاوه : زهري غامق على فوشي , صبغها امس بالليل وجاني فيها بالمدرسه
سندس بصوت عالي : نعممممم
عيسى يدخل بإبتسامه عريضه : هيلوو
سندس رافعه فمها بقرف : زهري يالظالم حرااام حرااام وش كان يشكي منّه الاسود
عيسى يضم شفاته ويجلس قدامها ببرائه : طيب باركي لي بالاول بعدين هزئي
سندس بضيق وهي تقوم للشباك اللي وراها وتفتح الستاره عشان تشوف الكراج : لااااااء وع وع تحوّوم الكبد وعععع عيسووه وش هاللون القروي !!
عيسى بفيس عبيط : خلاص عاد عطيناك وجه ما اسمح لك تغلطين على سيارتي الحبيبه
سندس متقرفه : وش حبيبه ما حبيبه , ترى كلها كامري مقربعه من اربع سنين
رنين بإبتسامه خامله وهي تطلع بكسل ومالها خلق لهواشهم الروتيني : انا بروح اغير ملابسي وأقيّل . .
سندس تجلس بغرور وتحط رجل على رجل وتلعب بجوالها : حمد لله والشكر مايدري وش يسوي بعمره , صادقه امي يوم تزن وتحنّ عليك ؛ شوف زيد صح انكَرف بشغله خَطره طول هالسنين " وبفخر " لكن بعدها ترقّى وصار رئيس قسم وحركات وراتب كشخه وسياره تهبل
" وبقرف " مو كامري مقربعه مستحيل ابوي يغيرها لك
عيسى يتنهد بطفش : ايه ايه الله كريم
سندس بسُخريه : زهري عاد ؟ قلّت الالوان هه !
تنهد عيسى بشويش وطلع بعباطه وهو مفهّي وما همّه رأي اي احد كالعاده , وراح لغرفته يغير ملابسه ويقيّل هو الثاني . .


بهاللحظات رن جوال سندس وهو بيدها وكان رقم بيت غريب : نعم ؟
- الوو السلام , شخبارك ؟
سندس بإبتسامه وهي مستغربه : سما ؟ من وين تتصلين هذا مو رقم بيتكم ؟
سما : ايه , خزنيه عندك ذا رقم بيت آيه ؛ المهم غريبه ماقيّلتي توقعتك نايمه
اشمأزت سندس شوي من طاري آيه وقالت بعدم إهتمام وهي تلعب بشعرها : اها , ابد والله استأذنت اليوم من المدرسه عشان اروح مع امي للطبيب ولمّا رجعنا ماجاني النوم وشوفة عينك
سما مستغربه : يؤ سلامات شفيها خالتي ؟
- لا ابد مواعيد القلب المعتاده لا أكثر ولا اقل . .
- اها الله يعافيها " وبصوت مَرح " المهم انا اليوم اول ما رجعت من المعهد رحت تغديت عند آيه ؛ وعاد تو اتفقنا نروح العصر للمملكه ونصعد مملكة المرأه ونقعد هناك نروّق لين الليل شرايك تجين معانا انتي ورنين ؟
سندس تتنهد : اها هيك الوضع اجل
- ها شقلتي ؟
سندس تفكر وهي بين نارين نار الطلعه اللي تموت فيها ونار كِرهها الجديد والبسيط لـ آيه : اممممم خلاص اوكِ
" وكملت بحرص وهي تتذكر " بس لحظه بشرط انكم تمرون عليّ !
سما استغربت : ليش ؟ خلي عيسوه السوداني يجيبك
سندس مدّت بوزها بقرف : لا تجيبين سيرته وعععع , تخيلي المهبول صابغ سيارته فوشي غامق فاااقع يجيب الهم
سما بضحكه : ههههههههه أمّا ؛ ياملحه
سندس بقرف : والله لو يموت ماركبتها , لا وعاد المملكه بصير طقاقه !
سما فاطسه " وتنقل كلامها لـ آيه اللي ضحكت هي الثانيه " : يحليلك يا عيسى " وبتأفف " طيب لا جد يعني ماراح تركبين معاه ؟
سندس برفض مايبي له كلام : اقولك مستحيييل
- افف طيب شوفي لك زيد والله مانقدر نمر عليك , سيارتنا ماراح تكفي انا وانتي ورنين وآيه وخواتها
سندس تهمهم : مدري بشوفه اذا رجع لأنه دايم ينام فـ مو اكيد
- امممم طيب بس ردي لي خبر مو تسحبين ترى حنّا بنروح بعد الصلاه على طول
- اوكِ ان شاء الله . .
سما بلُطف : اجل يالله اشوفك بعدين .





‘,





3 ونص بعد صلاة العصر | فلة ابو مشاري
بالصاله فوق



سما تحك بطنها وهي متمدده براحه على الكنبه وتناظر التلفزيون : آااه الصراحه غداكم يجنن والله شغالتكم طباخه
آيه تقلّب بالمحطات : رتني ماتفلح بشي كثر الطبخ
سما تناظر هَتون : اقول بطه كم صار لها تشتغل عندك ؟
ناظرتها وانا اتذكر : اممم ما ادري بالضبط بس الاكيد إنها ماكملت سنه
سما: اها ماشاء الله " وناظرت بـ آيه وكملت بخفه وهي ناسيه " ههه مدري وش كنتوا بتاكلون لو ما جت عندكم هَتون !
التفَت عليهم وتنهدت بهدوء وانا اناظر خزّة آيه السريعه لـ سما
آيه تصرف السالفه : وين عذاريووه قامت والا للحين خامده ؟
قلت بهدوء وانا احط يديني على الدفايه اللي على يميني : توني سمعت صوت قِفل باب الحمْام اكيد قامت
ابتسمت لي آيه ورجعت تقلب بالمحطات بهدوء . .


حسيت بالوحشه يوم هدا الجو وماقمت اسمع صوت احد يتكلم ؛ صراحه اشتقت ليوسف وصراخه !
تنهدت بضيق وانا اصبّر نفسي لأن بكره ان شاء الله بيرجع , مع اني كل مره اقول ماراح اوديه عندهم الا لسبب مقنع ؛ لكن يرجع مشاري يضغط علّي ويكرر بأن لازم علاقتي معاهم ماتكون حساسه خصوصاً من ناحية يوسف
مع ان لو نجي للقانون والدين فما في شي يدعمهم ياخذونه مني غصب دامه بسن حضانه , وماهو بنت وانا ما امتنعت عن حضانته ولا تزوجت . .
لكن كلام مشاري دايم يوتر قلبي وعلى قولته يمكن الدنيا تدور ويروح يوسف عندهم إذا كبر , فلازم العلاقه تكون مقبوله عالاقل عشان لا يكرّهونه فيني لا سمح الله !
بهاللحظات رن جوال سما وكانت سندس : أرحبوو
سندس : هلا , اسمعي خلاص بيجيبني زيد
سما بإبتسامه وهي تأشر لنا انا وآيه بـ اوكِ : حلوو اجل احنا الحين بنلبس ونطلع
- اوكِ يالله انا بعد بروح البس " وبتردد " آآآ سما دقيقه بسألك شرايك اعزم لذّه معنا ؟
سما بإستغراب : مدري بس كأنه ماله داعي توه ماصار شي عشان نعزم بعض
سندس حست إنها تسرّعت وبالاصل هي كانت مو مره تبغاها : اي صح صح بعدين البنات بيسألون مين هذي , اجل مو لازم خلاص
سما تفكر : مدري مو تاخذين على كلامي , اسألي خالتي
سندس طيرت الفكره من راسها : يوه لا مو لازم , اصلاً انا مو مشتهيه فخلينا هالمره مع بعض احسن
- اوك على راحتك !
- يالله مع السلامه اشوفك هناك
- اوكِ .


سما بإبتسامه عريضه وهي تسكر الجوال وتتمطط : اللله حماس من زمان ماطلعنا طلعة بنات
آيه تناظرها : من جد خلينا نرفِه عن عمرنا شوي , الدوام ذبحنا استغفر الله
سما تناظرني : عالطاري , هتون انتي متى بتداومين ؟
انا بتنهيده من هالسالفه : ان شاء الله بداية الترم الثاني
سما تغمز لي : حلوو اجل اول راتب تعزميني فيه
انا بإبتسامه : ههه يصير خير
بهاللحظات مرّت الجازي بالسيب وهي رايحه للدرج ولابسه عبايتها وقاعده تعدل جاكيت متعب الزيتي اللي يمشي قدامها
الجازي تطل علينا : يالله بنات انا رايحه تبون شي ؟
سما بإستعباط : اقول مشاري بيروح معاكم والا بيحطكم ويجي ؟
آيه تضحك : يما يالملقوفه خليهم لحالهم
سما بخفه : لا بس بشوف تدرين انا كنت صديقة مشاري ايام الطفوله فقلت ناخذه معانا وندردش مع بعض
الجازي بضحكه وهي تنزّل متعب قبلها : هههههه يالمفتريه بتكرهيني لروحة بيت اهلي . .
سما تمد لسانه : نمزح نمزح يالله روحي استانسي
انا بإبتسامه : بوّسي لي عيال اخوانك
الجازي تنزل : اوكِ يالله مع السلامه .
سما تقوم بنشاط : يالله حتى حنا بنات خلونا نروح نلبس عباياتنا
آيه تناظر الساعه وتسكر التلفزيون : صحيح يالله عشان لا نتأخر . .





‘,





بعد عشر دقايق | بسيارة مشاري



متعب يحاوط رقبة ابوه من ورى : بابا وقف بقاله ابي اشتري حلاو
الجازي بعصبيه وهي تبعّد يدينه : هاه خل ابوك يسوق واجلس عاقل . .
متعب يجلس ويتكتف بعصبيه : طيب ابي بقاله !
الجازي تتنهد : خلاص اذا وصلنا هناك اقول لجدوو يطلب لك انت وعيال خوالك
متعب مبوّز : ان شاء الله . . .




.





الجازي بإستغراب وهي تناظر بوجه مشاري الهادي : شفيك ؟
مشاري بتنهيده : ابد , ليش شفيني ؟
- مدري احسك مو على عادتك !
مشاري بتأفف وهو يناظر فيها ويرجّع نظره عالطريق : تبين الصدق شاغلتني هتون بعد امس
الجازي بإستفهام : صح وش كان فيها ليش فجأه قامت تصيح ؟
مشاري يوقف بالاشاره ويحك عيونه : والله مافهمت عليها , بس بإختصار هي مجمعه اشياء كثير واول مالقت الفرصه طلعتهم دفعه وحده
الجازي تتنهد : تبيني أكلمها ؟
- مدري كيفك , بس هي مو من النوع اللي يشكي فما اتوقع بتقولك غير الاشياء السطحيه
الجازي بإصرار : خلاص بكلمها ماراح اخسر شي
مشاري يمشي بالاشاره وهو شارد : كيفك . .
" لا حول ولا قوة الا بالله ! كل مال حالتها تزيد ومحد يدري عنها ؛ والمشكله الاعظم إنها ماتقول وفجأه تعصب وتصيح لأسباب مجهوله "


سكْر عيونه بهاللحظه وفتحهم مره ثانيه وهو يكمل ويتذكر هتون أول : كانت غير !
من وهي صغيره حيويه ونشيطه ومايهمها احد , لكن بعد سالفة امي وابوي ماتوقعتها تضعف هالقد لأني انخدعت وتوقعتها اقوى من عذاري وآيه . .
صحيح إنها إلتزمت وغيرت أشياء كثيره فيها , لكن هالشي ماعطاها تفاؤل ولو بشكل بسيط
" وتنهد بغصه وهو يرجع للواقع " يالله الحمد لله على كل حال وش السواة بعد
بهاللحظات رن جواله وقطع سلاسله العميقه اللي كان محوّط عقله فيها !
- الو
مشاري ياخذ هوا : هلا عذاري
عذاري تسكت البنات وواضح انهم قاعدين يركبون بالسياره : هلا اقول مشوري اليوم بتنام بالبيت والا عند امي ؟ عشان مو مثل اليوم الصبح فجأه القاك مو موجود !
مشاري يناظر الطريق : لا ان شاء الله اليوم بالبيت
عذاري بأهميه : ايه ترى هالاسبوع اسبوع مراجعه ولزوم اداومه والاستاذات قاعدين يخططون للاختبارات النهائيه
- خلاص ان شاء الله تداومينه كله
عذاري تتأكد اكثر وهي تتأفف من صوته البارد : افف اسمع انا صرت اشك فيك , اذا مو اكيد خلني اتصرف واكلم انفال ؛ او سجلني بباصات المدرسه او جيبوا سواق هذي مو حاله !
مشاري يبتسم من شكاويها : شفيك انتي اقولك ان شاء الله بتروحين
عذاري ارتاحت : اشوا , اجل يالله باي
- مع السلامه
الجازي تبتسم وهي تناظر مشاري : صوت صراخها طالع من السماعه وش تبي ؟
مشاري يحط جواله بجيبه ويبتسم ببهوت : تأكد عليّ اني لازم اوديها للمدرسه بكره
الجازي بأهميه : اي والله مسكينه هالاسبوع مهم اشوفها شايله همه طول الويك اند
مشاري بخفه : حتى انا لاحظت , والا هي طول السنه غايبه وش بيخليها تصر كل الاصرار
الجازي بإبتسامه : مع اني قلت لها اليوم الفجر تروح مع انفال ومنذر بس عيّت تقول خلاص برمجت عقلي على الغياب !
مشاري بضحكه : لا شكلي الصراحه بكلم ابوي يجيب لنا سواق . .
الجازي بإيجابيه : اممم والله فكره حلوه , صراحه نحتاجه كثير عشان يقل اعتمادنا عليك من هالناحيه
مشاري يهمهم بتفكير والفكره شوي دخلت مزاجه : صحيح
الجازي تكمل : وبعدين انت دايم ترجع من الدوام تعبان والكل يحتاجك
متعب قط وجهه بإبتسامه عريضه : يبا ترى انا اذا كبرت بسوق واساعدك
مشاري بضحكه خفيفه وهو يطبب على راس ولده : عاش الشاطر
الجازي بإبتسامه : بس من جد فكّر وكلمه
مشاري بجديه : اي ان شاء الله بشوف .





‘,





4 وثلث العصر | المملكه
بالدور الاول قدام اسنصير مملكة المرأه



سندس بإبتسامه بعد ماسلمت على البنات : ها نروح سيدا فوق ؟
سما : اي يالله وش ورانا
عذاري تجي جنب رنين وهتون : اسمعوا انا ورنين بنتمشى شوي ونجيكم اذا خلصنا
قلت وانا اناظر عذاري بعد ماسمعتها تتفق مع رنين : وانا بعد بروح معهم اشوف لي كم قطعه . .
سما وهي تجي جنب آيه وسندس اللي عطونا ظهورهم ومشوا للأسنصير : خلاص اجل حنّا بنصعد وانتوا الحقونا بعدين
التفتنا انا ورنين نبي نمشي بالجهه المُعاكسه لكن وقفتنا عذاري وهي تقول بسرعه بعد مافتشت بشنطتها : لحظه بنات انتظروني بـ اكلم آيه
رنين بهدوئها المعتاد : اوكِ . .
عذاري بهمس وهي تاخذ آيه على جنب : سلفيني
آيه بإزدراء : ليش وين مصروفك !
عذاري برجاء : بليز بس 500 والله مصروفي مايكفي ودي اشتري بلوزه ماركه اكشخ فيها بالاختبارات
آيه برفض : لا مابي
عذاري مُصره : الله يخليك
آيه تتأفف : خلاص قلت لك لا يعني لا
عذاري برجاء شديد : بلييز يالله لا تفشلينا قدام الناس
آيه تقلّب عيونها : اقولك مافيه روحي طرّي من هتون
عذاري تتأفف : مشاري قايلي ما آخذ منها ؛ المصروف يالله يكفيها هي ويوسف " وبصوت باكي " يالله بليز والله ارجعهم لك ؛ تدرين هالشهر مر عليه يومين وابوي ما ارسل الفلوس
آيه لانت شوي لأنها لاحظت ان من جد ابوهم تأخر هالشهر : اسمعي بس ترجع والا بفضحك
عذاري بإبتسامه عريضه : والله ارجعهم بس هاتي
آيه بتبويزه وهي تطلّع بوكها وتعطيها بتردد : ماتنعطين وجه والا مين حاس فيك انتي وبلوزتك تلقين على بالهم تقليد
عذاري تقلّب عيونها بعد مامسكت الفلوس بدفاشه : يمااه يا بخلك وهذا فوق راتبك ونحيسه عليّ انا الفقيره
آيه تبقق عيونها : بعد شين وقواة عين رجعيها لو قد كلامك
عذاري بضحكه وهي تروح : ايه ايه يصير خير . .
تأففت آيه منها ومشت لسندس وسما اللي كانوا موقفين الاسنصير و ينتظرونها .



أمّا انا ورنين وعذاري , بدينا مشوارنا ولفينا ببعض المحلات , وماشاء الله عذاريوه بدت تدّور على قطع تشتريها بكل ذمه وضمير !
حتى من كثر ما كانت تسأل عن الاسعار شكيت فيها , ولو اني ما لمحتها تاخذ من آيه كان صدقت إن معاها مبلغ راهي من كثر تميلحها . .


بهاللحظات دخلنا بيربري , وسبقوني عذاري ورنين وراحوا لملابس النساء سيدا وانا ظليت عند الشنط والاكسسوارات اناظرهم بعمق واسأل عن اسعار بعضهم
بعدها عديت الشوزات وقربت من ملابس النساء ؛ لحظتها ابتسمت لأني سمعت صوت عذاري تسأل عن سعر مجموعه كبيره من البلايز وممسكتهم الرجال اللي تورط معاها !
قلت بهمس ماينسمع وانا مستغربه من سرعة اختيارها : فضيعه هالبنت ههه
التفت يميني على ملابس الاطفال وتذكرت يوسف . .
قرّبت بهدوء وانا اتأمل القطع الكيوت وأشيك على اسعارها المعقوله رغم إنها شوي غاليه ؛ لكن الصراحه اشتهيت اشتري له شي مميز بما اني من زمان ماتقضيت وروتينه باللبس صار يملل خصوصاً انه مايطلع كثير
- بدِك مساعده مدام ؟ هيدي قطع جديده إجت لعنْدنا أبل يومين . .
التفتت على الرجال وقلت بهدوء وانا آخذ بلوزه سماويه مخططه : اها , طيب فيه من هذي مقاس اربع شهور ؟
- إيه تِكرمي أكيد فيه
تذكرت فجأه شي وقلت بسرعه قبل لا يروح : لحظة لو سمحت , سوري بس جيب معاها مقاس خمس شهور بعد
- اوكِ
ابتسمت بهدوء وانا اتذكر إن يوسف كمل 5 شهور هاليومين !
صحيح ما أمداني افرح لأن الوقت ماشجعني وامي تعبت وهو ماكان موجوده , لكن هالشي ما منعني من اني انسى
قلت بقلبي وانا متحمسه بطفوله : حبيبي اشتقت له " وناظرت خلفية آيفوني بحنان " ياويلي يا معذبني يا الدووبي


بعد لحظات رجع الرجال وهو يقول : شوفي هاي بتزبُط ؟
اخذتهم من يده وناظرت مقاس الخمس شهور واستغربت من حجمه الكبير مره !
وبعد تقليبات طويله للمقاسين قررت آخذ اربع شهور لأن يوسف خلقه صغير وبيسبح بأي مقاس فيهم . .
عذاري بكئآبه وهي تجي صوبي مع رنين : مالقيت , كلهم قديمات ومافيه شي حلو
رنين تأكد كلامها : من جد روتينهم يملل مايجيبون شي جديد الا بطلعة الروح , تلقين الموسم يخلص وهم معلقين على شي واحد
قلت بإبتسامه وانا اروح للمحاسب : انا بشتري هذي ليوسف
رنين بحنان : الله تجنن , صحيج وينه ليش ما جبتيه ؟
قلت بهدوء وانا احط القطعه عند المُحاسب واطلّع الفلوس من بوكي : رايح عند جدته , بكره ان شاء الله بيرجع
رنين : يحليله بوّسيه لي
قلت بإبتسامه وانا آخذ الكيسه واشكر الرجال واطلع : ان شاء الله حبيبتي
عذاري تاخذ نفس طويل وهي واقفه بنص الطريق وتلتفت يمين ويسار : يالله لـ قوتشي !
مشينا وراها انا ورنين وقمنا ندخل لكل محل تقوله بما إننا مو مقررين على شي معيّن وهي الوحيده اللي عندها نيّه تشتري . .
انا شخصياً كنت اتعب بعض الاحيان واجلس بالكراسي لين ما تخلص من المحل الفلاني وتروح للثاني اللي جنبه بحكم إني كسوله بالفرفره !
وظلينا على هالحاله لين ما نزل الفرج الساعه 6 ونص المغرب و طلعنا من المصلى وسيدا فوق عند البنات .



* بستار باكس *



عذاري تجلس بتنهيده طويله : واااه رجوولي
آيه تناظر الكياس اللي بيدها : وش شريتي ؟
عذاري تحط الكياس عالارض وتفتح نقابها : مالقيت شي حلو بـ بيربري فأخذت بلوزة من لاكوست وشريت لي حلق
رنين بإبتسامه وهي تاخذ شنطتها وتقوم : بنات تبون شي بروح اطلب ؟
عذاري تقوم معاها : اصبري بروح معاك
طلعت من بوكي خمسين وعطيتهم عذاري وقلت : جيبي لي معاك موكا توفي حاره مع كوكيز
عذاري تاخذ الفلوس وتروح : اوكِ . .
سندس تفرفر بجوالها : بنات اسمعوا * الغيره موت بطيء ، تبدا بـ إجهاد العقل بـ المقارنه و التفكير و تنتهي بـ اظافر مأكوله وشخصيه عدوانيّه مهزوزه * " وابتسمت " شرايكم ؟
سما تشرب من الكوفي : جميل ارسلي لي اياه
آيه تبلع ريقها بتوتُر : وانا بعد . .
انا بتعليق بسيط : صدق من كِتبها والله الغيره تذبح
سما تتنهد : الحمد لله من جد صفه مو حلوه " وبقرف " اصلاً انا لو اعرف احد غيور ماراح ارتاح معاه ويمكن توصل بأني اقطع العلاقه !
سندس تهمهم : ما ألومك ,احسهم خبيثين هالناس
بهاللحظه مسكت آيه يد الكرسي بشويش وبلعت ريقها وهي تحس إنهم يقصدونها فجأه
سندس تنزل جوآلها : اي وبعد . .
سما تحرك الكوفي وتناظر البنات اللي حولنا وتتحلّم : الله تخيلوا كل اسواق السعوديه فيها قسم رجال وقسم حريم
آيه بدت تمثل الاندماج عشان ما توضح اللي بداخلها : راحه
انا بإبتسامه هاديه : حتى المستشفيات وخصوصاً الولاده والباطنه والجراحه
سما بإنفعال : ايه ايه من جدد , وعلى طاري الولاده خير اللي يولّدون رجال !
آيه بإبتسامه باهته : بكل شي مو بس بالولاده " وبعفويه وهي تناظرني " اصلاً بيوم ولادة هتون تشرشحنا بسبة هالسالفه
سندس بفضول وهي تناظرني : ليش وش صار ؟
قلت وانا آخذ نفس بسيط وابتسم من هالذكرى : رحت للمستشفى اللي فيه دكتورتي وصادف إنها مو موجوده لأني ولدت قبل الموعد , فأصريت نروح لطوارئ مستشفى ثاني لأن مستحيل يولدني رجال !
سما بخفه وهي تتذكر : يووه ذاك اليوم جيتك بسرعه حتى بدون هديه , بس وصلني الخبر العصر , المغرب صرت عندك هههه
انا بإبتسامه لطيفه : الحمد لله المهم اني لقيت دكتورات بالمستشفى الثاني
آيه بضحكه وهي تناظرني : عنيده , اذكر كنت اقولك اولدي عند رجال ولا تولدين بالشارع
سندس بقشعريره : أووه وع
تنهدت بلطف وانا اتذكر ذاك اليوم واللي كنت احس فيه يوم تمرمطت بين المستشفيات , اذكر بعد هالموقف الكل اكتشف صفة العناد فيني
قلت بهاللحظات وانا اتذكر يوسف : ذكرتوني نسيت اتصل اتطمن على يوسف
سندس : ليش وينه فيه ؟
رديت وانا مشغوله بجوالي ادور الرقم : عند جدته . .
سندس تناظر سما وتهمس لها بصوت مو مسموع : ام ابوه ؟
خزّتها سما وهزت راسها بإيه
آيه وهي تزفر نَفس طويل وتقوم من الكرسي : انا بروح اشوف هالمهبوله عذاري وين راحت . . .
سندس : ايه وقولي لها تجيب لنا مويه
بهاللحظات لقيت رقم جوال ام معاذ واتصلت عليها وانا انتظرها ترد , أمّا آيه وصلت عند عذاري وجلست تعاتبها على تأخيرها !


بعدها ,عالساعه 7 الا ربع نزلنا كلنا وتمشينا شويات مع بعض ؛ لكن خرّب علينا الجو إتصال زيد اللي قال ان عنده شغل ومحد راح يرجّع سندس ورنين الا هو , فقررت سما نطلع معهم بما إننا خلصنا حاجاتنا ومالها داعي ندور لحالنا . .



* عند الباب *



سما مبوّزه : سندس خليني اكلم زيد عن المطعم والله فيه هندي يجنن ودنا تروحين معنا انتي ورنين
سندس تتنهد من كثر ما حنّت عليها سما : والله ما اقدر كفايه اني قلت له يجيبنا مع انه كان توه راجع وتعبان وزياده على كذا كان معصب وقسمه الجديد مسبب له أزمه بهالوقت
سما تتكتف : طيب اسمعي اركبوا معنا وننحشر عادي
رنين بإبتسامه : يحليلك عشان يذبحنا توّه زافنا يقول ماني سواق تخلوني اجي بأي وقت تبونه ؛ ياويلي والحين تبين ترجعينه وهو واصل
آيه تدق كتف سما وتبتسم : ههه خلاص يا قلق
سما تتأفف : هذي لووح , لو إنها جايه بألوان الطيف حقت عيسى كان فلّيناها اكثر " وناظرت بجوالها " اجل في احد يرجع الساعه 7 للبيت حتى الدجاجه تطوّرت
سندس بغرور : لا والله , بدينا معاير !
عذاري بضحكه : تبون الصدق ودي اشوف سيارة اخوكم
سندس بققت عيونها : ما انصحك حتى رنين اللي ماعمرها احتجت على شي رجعت تقول جايني فيها بالمدرسه !
رنين بإبتسامه وهي تناظر الهمر الابيض المتوسط الحجم اللي وقف قبالهم : ههه يالله سندس خليك من عيسوه , زيد جا
سندس بضحكه وهي تأشر على سيارة زيد : هذي الكشخه والاّ بلاش , تبيني اجي بكامري قرويّه واخلي هالمزيونه
سما بإبتسامة خيبه : اففف يا شينك
آيه بشرود وهي مركزه على زيد اللي بان شوي من وجهه اللي كان يبتسم بعد ماراحت له رنين وفتحت الباب اللي قدام وركبت بشغب جنبه قبل سندس : خليها هي الخسرانه , إحنا بنتعشى وهي بتنام على خبز وجبن .



زيد وهو يبعّد اوراقه اللي حاطهم بالمقعد الامامي : يالله شتسوي ذي
رنين تسكر الباب وتعدل جلستها و تناظرهم : قاعده تسلم . .
التفت زيد على سندس والبنات , وبـ بديهه سريعه ميّز وحده منهم لابسه عباية على الراس لأنها هي اللي كانت قاعده تسلم على سندس بهاللحظة وناظرها بهدوء !
زيد بتركيز : مين ذول اللي مع سما ؟
رنين تفتح نقابها بما إن السياره مظلله وهي متعوده : بنات جيرانهم , آيه وعذاري وهَتون
سمع الاسم الاخير وظلت عيونه ساكنه عليها وهو يناظر حركاتها الهاديه
شَرد فجأه يوم اتصلت الذكريات بعقله وطابق صورة زولها الصغير اللي قاعد يشوفه الحين مع صورتها يوم كانت بالحريق ويوم شافها بالاستقبال . .
" الاّ هي نفسها "


ولا إرادياً رجْع راسه عالكرسي وقال بقلبه : معقوله اذا شافتني الحين بتتذكرني " وبإبتسامه جانبيه وهو يحس على نفسه " هيه زيد , شفيك خفت ورجعت راسك السياره مظلله ؛ وبعدين هي قد شافتني بإستقبال محمد وملامحها ماكانت توحي إنها عرفتني !
قطع تفكيره تماماً صوت سندس وهي تفتح الباب وتقول بعِتاب : خير من متى الصغار قدام
رنين بلُطف : سوري
زيد بإبتسامه وهو يشيل عينه عن هَتون بعد ما طرد أفكاره الغريبه : يالله اركبي بسرعه مالي خلق تمسكنا الزحمه
سندس بإبتسامه وهي تأشر للبنات بيدها وتركب : يالله بالعافيه العشا . .
الكل : الله يعافيك
مشت همر زيد واختفت عن عيون البنات اللي كانوا ينتظرون سواق سما
سما بتنهيده وهي تناظر طابور السيارات المُزدحم : وينك يا نور متنا جووع !




ونتوقَف هنا

سيْد الاستغفار { اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك علي وأبوء لك بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت }


لنا لقاء

الاربعاء

ان شاء الله
استودعكم الله .




 
 

 

عرض البوم صور اسطورة !   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
ميهآري, أوادم, لوحه, الله, الكاتبة, إعتقوها
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المهجورة والغير مكتملة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 01:35 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية