لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-03-12, 11:40 AM   المشاركة رقم: 6
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

أمعنت النظر في مظهرها بعد مرور أربع وعشرين ساعة مرة اخرى ، فشعرت بالإرتياح التام ، قامت بتقصير بنطالها قليلا ، وإرتدت قميصا مخططا واسعا لأخفاء أي دليل أنثوي ، وقصت شعرها الأسود الطويل ، ووضعت فوق عينيها البنفسجيتين نظارة ذات إطار يوحي بالجدية ، ثم لصقت شاربين فوق شفتها العليا ، وخاطبت نفسها قائلة:
" كولن لارسن ، إنك رجل جذاب ، والويل لمن يخالف رايك ".
كان جون لاتيمر قد ذهب الى المدينة عندما خرجت القامة الهيفاء من المنزل متابطة مجموعة من الصور ، وتوجهت الى المرآب ، حددت موعد خروجها بدقة لا تقل عن إختيارها للباسها فهي لن تبوح بشيء الى والدها حتى تكون حصلت على عملها الجديد.
قادت السيارة ببطء عبر منعطفات الجبل الملتوية الشديدة الإنحدار ، ثم ضاعفت سرعتها عندما بلغت الطريق العام المؤدي الى البراري ، وما هي سوى لحظات حتى خلفت المدينة وراءها ، وحتى جبل تيبل ، بقممه المغطاة بالضباب ، إختفى عن الأنظار.
حاولت الإسترخاء وهي تقود السيارة ، لم تكن المزرعة قريبة ، بل تبعد نحو مئة ميل شمالي المدينة ، وكانت قبل مغادرتها أجرت مكالمتين بالهاتف ،مكالمة الى الوكالة التي تعمل معها لتقول انها لن تكون هناك ذلك اليوم ، والأخرى الى فريزر ملوري ، لتتاكد من وجوده في مزرعته بعد إجتياز كل هذه المسافة.
ومع إبتعادها عن مدينة الكاب إزداد إدراكها للاسباب الكامنة وراء تكيّف الرجل الذي ستقابله مع قساوة الصحراء وخشونتها ، كانت في توغّلها شمالا تشاهد عالما آخر ، إذ لا بحر ، ولا خضرة ولا شواطىء ذهبية حالمة، إنها الآن في منطقة شاسعة منبسطة ، جافة حارة ، وملائمة لتربية الأغنام ، أنها شبه بادية ، فكرت كوري ، وفهمت كيف يصبح الناس الذين يعملون هنا أشد خشونة وقوة من سكان المدن.
وها هي الآن تبحث عن منعطف يؤدي الى بلد يدعى ميوفونتين ، أي ينبوع الجمال ، وأدّى بها طريق جانبي يكسوه الغبار الى بوابتي حديد كبيرتين ، ترجّلت كوري من سيارتها لفتح البوابتين ، ومرت عبرهما ثم أوصدتهما قبل ان تتابع طريقها ، وشعرت بيديها ترتجفان وهي تمسك مقود السيارة مرة أخرى .
لم تكن المزرعة تبعد أكثر من ميلين عن البوابتين ، ووجدت نفسها فجأة أمام مزرعة تحيط بها أشجار الصفصاف وساقية صغيرة ، ورات المنزل الرئيسي بهندسته الهولندية الجميلة وبنائه الضخم ، مما اثار دهشتها ، لم تكن تتوقع ان يكون منزل المغامر صاحب الوجه الصارم بهذا الجمال الفائق.
بدت مذهولة ومضطربة الأعصاب ، وهي تواجه هذا اللغز ، وإذا بثقتها تتضاءل وتتلاشى مدركة أن فريزر ملوري سيكتشف أمرها ، وسيلعن خدع النساء الخسيسة ، وكادت ان تعود الى سيارتها وتقفل راجعة ، وهمّت بإدارة محرك السيارة ، عندما عبرت مخيلتها صورة والدها ، رأته جالسا على كرسيه قرب موقد النار ، تحدق عيناه في البعيد بحزن وترقّب وامل شاحب ، وبلمح البصر ترجلت من سيارتها ومشت صوب المنزل.
قابلها فريزر ملوري في حجرة المكتبة ، حيث جلس وراء مكتب كبير نتن الأخشاب ، كان منكبا على الكتابة ، فلم يرفع راسه لتوه ، مرت لحظة مشحونة بالتوتر ، ثم راته ينظر الى قامتها الفارعة بعينين متفحصتين ، إنتصب واقفا وإتجه نحوها مرحبا :
" أهلا سيد لارسن".
ظلت كوري جامدة في مكانها ، وأحست بشلل غريب يغزو أوصالها ، لا تدري ماذا تفعل امام رجل غامض تقابله للمرة الولى ، وكرر كلماته :
" سيد لارسن؟".
بلعت كوري ريقها ، لمحت تعبير عينيه الفضولي ، ويده الممتدة لمصافحتها ، إستعادت بعض رباطة جاشها ، ومدت يدها وقالت بصوت عميق تلك الكلمات التي طالما تدربت على تلاوتها:
" سيد ملوري ، اشكرك على إستعدادك لمقابلتي".
صافحت يده يدها ، كانت قبضته قوية ، متينة ، قبضة رجل يصافح رجلا آخر ، سرت في كفها وذراعها قشعريرة غريبة دون سبب واضح ، وصافحته بقبضة ثابتة ، قوية ، ثم سحبت يدها ومشت وراءه نحو المكتب ، شاعرة بالإرتياح لتمكّنها من الجلوس والسيطرة على أوصالها المضطربة ، خاصة وأن المكتب العريض يفصل بينهما الان ، كان بالغ الجاذبية ، باهر الشخصية، وأدركت ان ردة فعلها ربما عبّرت عن غريزة طبيعية يصعب كبتها بسهولة ، وأخيرا سمعته يسالها:
" هل تتناولين شرابا باردا؟".
كان حلقها جافا ، وتمنت لو يقدم لها عصير برتقال بارد ، لكنها عدلت عن رأيها لكي لا تثير شكوكه ، فإبتسمت:
" شكرا لا أريد شيئا".
قال بلهجة جازمة ، باسطا يديه المسمرتين فوق مكتبه :
" حسنا لنبدا الحديث ، أنت تريد الإنضمام الى الرحلة الصحراوية ".
" نعم ، كمصوّر".
" هل جلبت نماذج من صورك معك؟".
" نعم".
ناولته الصور ، وبدت أكثر هدوءا وثقة ، إنكب على الصور يقلبها واحدة تلو الأخرى ، فراحت هي بدورها تتمعن في ملامحه ، عجبت لمدى إضطرابها وتلعثمها منذ لحظات قليلة ، مع أنها كانت رات صورته ، وعرفت مسبقا ماذا تتوقع ، كان يشبع صورته.... شكل الفم وسخرية العينين السوداوين وعنقه الغليظ الأسمر ، لكن الصورة تظل مجرد ظل على الورق ، ورغم دقتها ، فهي لا تكشف الرجولة التي يتمتع بها، ولا تبرز هذه الهالة من القوة والسلطة والصرامة التي لمستها وراء مظاهر الكياسة والتهذيب.
طالما حدّثها والدها عن فريزر ملوري ، ووصف لها كل الصفات التي لمستها خلال دقائق معدودة ، ولكن والدها رجل يصف رجلا آخر ، وعرفت كوري ، بعد فوات الأوان ، ان للمرأة موقفا آخر من ذلك تمنت لو تستطيع سحب طلب العمل... ليس لأنها لا تتقن مهنة التصوير ، أو تعجز عن تنفيذ خدعتها .... بل لخوفها من أمر أعمق واشد تعقيدا ، انه شعور بالخوف فهمت مغزاه لكنها رفضت سبر اغواره السحيقة.
ألقى فريزر ملوري بالصور جانبا ، ونظرت اليه كوري تتوقع رايه ، فقال :
" يبدو انها صور جيدة".
وعندما شكرته على إطرائه ، سالها:
" ما هي مدى معرفتك بالجانب الفني من هذا العمل ؟".
" أعرف ما يكفي يا سيد ملوري".
صرفا بعض الوقت يناقشان جوانب التصوير العملية، غمرت كوري غبطة منعشة وهي تسهب في الحديث عن كيفية إلتقاط الصور ، وإتخاذ الإحتياطات اللازمة في المناطق الصحراوية ذات الوهج الكثيف ، والحصول على العدسات الملائمة ، وتحميض الصور وإستخراجها ، وتأكدت الآن أن مشاركتها لوالدها في بعض رحلاته الشاقة لم تذهب سدى ، وان تفكيرها في التخلي عن عالم الأزياء لتصبح مصورة محترفة خطوة طبيعية جدا.
وفجاة سالها فريزر:
" هل تعتقد انك تستطيع تحمّل أوضاع الصحراء؟".
لاحظت تغيرا في لهجته ، فسارعت الى طمأنته ثم إستفسرت :
" لماذا تسألني هذا السؤال سيد ملوري؟".
حاولت قدر إمكانها الإحتفاظ بمظهر هادىء ،وحدقت في عينيه معلنة:
" إن المظاهر خداعة( وإستطردت بصوت منخفض) أستطيع تدبّر امري يا سيد ملوري".
أجاب بلهجة جافة:
" هذه مسألة هامة ، إن الصحراء تضطرنا للإعتماد على انفسنا".
تنفست كوري بإرتياح وهي تسأله:
" هل توافق على عملي معك سيد ملوري؟".
فإبتسم بلطف:
" لا حاجة للرسميات ، خاطبني بإسمي الأول ، فريزر ، إذا كنت ترغب في العمل ، يا كولن ، تبدأ الرحلة في غضون ثلاثة أسابيع".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 09-03-12, 09:59 PM   المشاركة رقم: 7
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

2- بعد ان نجحت في الذهاب الى الصحراء ، بقي على كوري أن تتعامل الان مع عشرة رجال مختلفي الأمزجة ، وبعضهم ، كقائد البعثة فريزر ملوري مثلا ، لا يطيق النساء !

تجمع فريق العمل في ميوفونتين بعد ثلاثة أسابيع بالضبط ، كان الفريق يضم عشرة رجال ، قدّم فريزر كل واحد منهم الى الاخر باسلوب لا اثر فيه للرسميات ، سبق لبعضهم أن إلتقى بالآخرين في رحلات مماثلة ، أو في مؤتمرات تتعلق بإختصاصهم ، ولم يكن ذلك مستغربا ، إذ ان العلماء والمهندسين والجيولوجيين يعيشون في عالم خاص بهم.
إحتفظت كوري بالصمت أثناء وجبة الغداء المبكرة، والأحاديث التي أعقبتها بهدوء حذر ، مكتفية بكلمات مقتضبة ردا على أي سؤال يوجه اليها ، وقررت أن عدم لفت الإنتباه اليها هو أفضل سبيل لنجاح خطتها ، إقترب منها أحد العلماء ، وبادرها بالحديث ،ودار حوار متقطع ، لم يتطرقا أثناءه الى الرحلة إلا بشكل عابر ، كان إسم العالم مارك ، عذب العبارات ، لطيفها ، تعلو وجهه مسحة من الجدية ، فإطمأنت كوري الى شخصيته ودماثته ، ولكنها لم تدع نفسها تسترسل في الحديث والتعرف الى اموره الخاصة أكثر ، وذلك كعادتها عندما تستلطف أحد الأشخاص.
لم يكن مضى على وجودها في صحبة هؤلاء الرجال وقت طويل ، وأدركت لتوها ان عليها الإحتراس الدائم والتنبه الى كل كلمة تقولها ، أو أية حركة تقوم بها ، وهي التي ستصرف معهم أكثر من شهر ، إنها رجل يتحرك في محيط محفوف بالمخاطر ، محيط الرجال.
منتديات ليلاس
ولا بد لها من مضاعفة إحتراسها في تعاملها مع فريزر ملوري ، لاحظت قوة إدراكه الخارقة التي لا تبارحه ، واية إشارة أو حركة خاطئة توحي بأنوثتها ، ستثير شكوكه وتقضي عليها ، وهو حتى الان لم يكشف الا جانبا واحدا من شخصيته ، ولم تكن كوري بحاجة الى إدراك تلك الجوانب الأخرى المتّسمة بالعناد والتسلط والصلابة ، إنه رجل صعب المراس ليس من السهل خداعه أو التمرد عليه.
كان مارك مسترسلا في الحديث عندما ألقت كوري نظرة عابرة على فريزر ، رأته يقف وسط المجموعة ، حيث بادر أحدهم بسؤاله عن موضوع معين وإلتف الجميع حوله يستمعون الى جوابه بآذان صاغية ، لم تسمع الكلمات التي تلفّظ بها ، لكن صدى صوته تردد في أعماقها واثقا دقيقا ودودا واسع الإطلاع.
وبدا لها أكثر طولا مما كانت تظن ، أكثر طولا من الآخرين ، ولم يفتها أن كثيرين لا تنقصهم الوسامة ، أو الحذاقة ، او الشهرة في مجالاتهم المتعددة ، وأن معظمهم أسمر البشرة مفتول العضلات مما يدل على قضاء بعض أوقاتهم في العراء ، لكن فريزر شخص مميز ، وفكرت كوري ان أي عابر سبيل لن يتردد في إعتباره قائد فريق العمل ، واحست بإعتزاز وهي تغرق في أفكارها هذه .
إن الطائرة التي ستقلهم في المرحلة الأولى من الرحلة تربض في مهبط قريب اما القبطان فكان فريزر نفسه ، وإزداد إحترام كوري له عندما اقلعت الطائرة بدون عناء ، وكشف هذا الرجل عن مهارة جديدة يحترفها بإتقان.
جلست كوري قرب النافذة ، وبدات الطائرة تتوغل في إتجاه الشمال ، وهي تحاول سلخ نظرها عن هذا الرجل الجذاب الذي ملك حواسها ، مركزة نظرها على الأفق البعيد ، والمساحات القاحلة المترامية.
كان مارك يجلس بجانبها ، يتصفح مجلة تقنية ، تماما مثل بقية زملائه ، لم تكن كوري في مزاج يتيح لها المطالعة ، إنها تجد لذة خاصة في تحليق الطائرة ، وخالت ان القبطان تحوز عليه مشاعر مماثلة ، السرعة والقوة والإندماج بالفضاء ، مسائل اليفة لديها .
تنبهت الى إنهماكها بفريزر ملوري في حين يتوجب عليها التفكير في الأيام المقبلة ، وأهمية المحافظة على قناعها المسرحي ن الويل لها إذا إكتشف ملوري هويتها الحقيقية ، ناهيك عن الغضب الذي سينتاب الرجال الآخرين ، وهم يرون إمرأة عادية تقتحم عالمهم الخاص ، حتى والدها لن يظهر تفهما معقولا لوضعها الشاذ.
لم تبحث خطتها مع والدها – إذ كان سيحاول منعها من تنفيذها ، لم يعرف اكثر من رغبتها في قضاء إجازة قصيرة بعد قطع علاقتها مع أريك هوغن ، ولذلك لن يقلق عليها كثيرا ، وسيرحب بها فور عودها ، وسيطير من الغبطة عند رؤيته صور رسوم الحيوانات الصخرية ، ويتناسى إنزعاجه من إطلاعه على الحقيقة.
أخذت المناظر الطبيعية تتبدل والطائرة تتوغل مخترقة الفضاء ، إنحسرت الأراضي الزراعية ، وبرزت مساحات خالية من الأشجار ، ذات تربة حمراء تتوهج في حرارة الشمس الساطعة ، إنهم يدخلون الصحراء الآن لا محالة ، شعرت كوري بإنكماش في معدتها ، وألقت نظرة سريعة على القبطان ، ثم اشاحت بعينيها صوب النافذة.
وما هي إلا لحظات معدودة حتى كانت الطائرة تهم بالهبوط ، ترجل الجميع وسط بقعة معزولة ، وتوجهوا الى كوخ صغير ذي حيطان طينية بيضاء وسقف من الفولاذ المضلّع ، ولمحت ثلاث سيارات جيب تنتظر على مسافة قريبة ، حيث توجه فريزر نحوها ، ودخل في حوار ودي مع احد العمال.
وضعوا كل المعدات والأمتعة والحقائب في السيارات ، ورأت فريزر في المقدمة وراء المقود ، فإختارت السيارة الثانية ، لا يجوز الإقتراب منه كثيرا لئلا يفتضح امرها ، خاصة وانه رجل حاذق ، وهي تتصبب عرقا كلما قابلته وجها لوجه.
راحت السيارات تشق طريقها في وسط الهشيم والغبار ، والحر اللاذع ، وهي لا تزال عاجزة عن طرد شبح فريزر من ذهنها ، إنه يختلف عن كل الرجال الذين تعرفت اليهم حتى الان ، فكرت بصديقها السابق أريك ، بثيابه الأنيقة وتصرفاته المتقنة ، وعبر خيالها شريط الممثلين والمخرجين والمصورين الذين إختلطت بهم ، وتمتعت بصحبتهم حتى الأمس القريب ، إن فريزر بخشونته ، ورجولته الفظة ، يبدو شخصا غريبا ضمن هذه الأجواء التي عايشتها ، لا يمكن ان تقبل به كشخص تقيم معه علاقة ما خارج العلاقة الحالية ، ومع ذلك وجدت إبهارها به لغزا محيرا.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 09-03-12, 10:00 PM   المشاركة رقم: 8
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

حولت نظرها عن العربة الأمامية ، محدقة الى الصحراء الصامتة ، وتساءلت بإمتعاض : هل كانت مجنونة وهي تدخل هذه المغامرة ؟ من الصحيح ان قلب والدها يتقطر حزنا على رسوم الحيوانات ، ولكنه لم يرها في حياته ، كل ما في الأمر ان الوقائع التي يستند اليها جاءت نتيجة محادثة مع أحد المغامرين ذوي الخبرة الضئيلة ، سيفرح كثيرا لو عادت اليه بصور الرسوم ، التي طالما دغدغت احلامه ، وجعلته يؤجل نشر كتابه الذي شغل معظم عمره.
والان بعد أن سبق السيف العذل ، ويتعذر عليها التراجع ، إنحنت كوري باللائمة على نفسها لأنها سمحت لمشاكلها أن تدفعها الى الإلتحاق بالرحلة وفق أعذار كاذبة ، فهي كانت ستتغلب على غدر اريك آجلا أم عاجلا ، أما بالنسبة الى عرض الأزياء ، فكان من الفضل التخطيط لمهنة جديدة في أجواء أقل خطرا من الصحراء.
إنها تتبع نزواتها عادة ، لكن ليس الى هذا الحد المتهور ، إجتاحتها رغبة لتغيير مجرى حياتها فلم تتمعن في نتيجة قرارها المتسرع ، إختالت إعتزازا بقناعها الجديد ، فلم تحسب حساب مدى إمكانية نجاحها في لعب دور رجل لعدة أسابيع.
إن التحول الى الى رجل يتطلب أكثر من شارب ونظارات مظللة ، سيكون عليها قضاء الليالي في خيمة مشتركة ، حيث يخلع الرجال ثيابهم أمامها ، وينطلقون في أحاديثهم البذيئة ، وكيف ستخلع ثيابها هي وتستحم ، وتهتم بنظافتها كأنثى ؟ هل تحلم أن تعيش وسط كل هؤلاء الرجال ، وتخفي عنهم حقيقتها؟
نعم.... ومضت عيناها ببريق عزم مفاجىء ، إنها قادرة على إنهاء مهمتها ، وكما فات أوان التراجع ، تبخرت كل البدائل ايضا ، ستنهي مهمتها ولن يكشف أمرها احد.
توقفت القافلة بجانب منخفض طبيعي يشكل حوضا مليئا بالمياه ، وإنتصبت بعض الشجيرات الذابلة في الجهة المقابلة ، موفرة شبه ظل لإتقاء الحر ، والهم من ذلك تؤمن الشجيرات ملجأ من البرد الصحراوي حيث تفقد الصحراء حرارتها بسرعة مع غروب الشمس كما حدثها والدها ، ويصبح الليل قارسا كالجليد.
ولاحظت كوري أن الشمس توشك على المغيب ، بدت كتلة كروية مشتعلة ، تحضن الأفق المترامي ، ورغم رؤيتها المتكررة لجمال الغروب الأفريقي وجدت نفسها امام منظر اخاذ لا مثيل له ، إكتنفها بهاء الفضاء الرحب ، فلم تنتبه الى الرجال وهم ينصبون الخيم.
وسمعت صوتا يهتف وراءها :
" إنه منظر اخاذ اليس كذلك؟".
إستدارت كوري ورفعت نظرها لترى رجلا ينتصب شامخا أمامها كتمثال قديم ، تتدفق حرارة الشمس العارية في ملامحه الصخرية ، تجمد الدم في عروقها ، وحل في حلقها جفاف رهيب ، بلعت ريقها ، وهي تلمس أهمية إجابتها لئلا تثير الشبهات :
" إنها حقا أخّاذة".
رأت عيناه تتقلصان ، وكأنه ادرك مأزقها ، لكن صوته ظل عاديا :
" ماذا دهاك يا كولن؟".
وقفت وقفة ثابتة لأخفاء إضطرابها الشديد ، وتمتمت بصوت عميق منخفض النبرة:
" لا شيء البتة ، كنت أتخيل نفسي ألتقط صورة هذا المشهد الرائع".
" إنه مشهد يستحق لوحة زيتية ، وليس مجرد كاميرا ، علينا الإسراع في نصب الخيام يا كولن ، ما أن تغيب الشمس حتى تنتشر الظلمة بسرعة".
" طبعا".
وعندما إنضمت الى الرجال المتحلقين حول العربات ، أدركت كوري أنها إرتكبت أول أخطائها ، وخطأ بالغ البساطة أيضا ، إعتادت في حياتها القصيرة ان ترى الرجال ينصبون الخيام والنساء يتولين شؤون الطهي ، ولكنها تخلت الآن عن مهماتها كرجل ، وبدون وعي منها .
لا بد من الإحتراس الدائم ، خاطبت نفسها ، وهي تتقدم لتساهم في أداء دورها ، وطرق مسامعها صوت اجش:
" هل بدأنا بالتهرب من واجباتنا؟".
لم ترفع كوري عينيها ، عرفت ان صاحب الصوت يدعى بويد خبير الحوال الجوية ، ويكاد يضارع فريزر طولا ، وهو فظ وخشن الملامح ، وكانت عندما تعرفت اليه في الصباح لمست بعض الإزدراء في سلوكه ، حاولت آنذاك طرد هذا الإنطباع ، معللة نفسها بتوقع معاملة أفضل بعد زوال قلقها ، لكن لهجته الهازئة هذه المرة بانت واضحة لا شك فيها ، وأعاد الكرة:
" ما بالك أيها الرجل الهزيل؟".
ونتيجة خبرتها بالرجال ، فهمت كوري انه يتعمد إستفزازها ، قالت باعصاب هادئة:
" لم يخطر ببالي التهرب من واجبي".
فتابع إستهزاءه بفظاظة:
" إنك مغرم بمغيب الشمس ؟ اعرف نوعيتك يا لاسن ، لن يمكنك تحمل الصحراء طويلا".
وإقترب منها ، أحست بطبيعته العدوانية ، المجسدة في منكبيه العريضين ، وصفات الشقي المتنمر ، إستطرد ينفث كلماته:
" كيف حصلت على هذا العمل ؟ هل إنعدم وجود مصورين آخرين ام ماذا؟".
كان من السهل الظهور بمظهر رجل ، أما إنتحال جوهر شخصية الذكر ، فتلك مسألة أخرى ، ما هي ردة فعل رجل حقيقي على هجمات بويد ؟ تساءلت كوري بياس قاتل ، هل يخرسه بكلمات محكمة ؟ ام أن هذه طريقة إمرأة في مواجهة وضع كهذا ؟ ربما كان يعمد الى لطمه على وجهه بجماع قبضته ؟ حتى ولو خسر العراك الذي لا بد من نشوبه ، يكون أثبت مقدار شجاعته ، كان ذلك خيارا يستحيل عليها إنتهازه ، قالت بحذر:
" لماذا لا تبحث الموضوع مع فريزر ؟ إنه خير من يشفي غليلك ".
وبصق بويد بقرف:
" يا لك من احمق مغفل".
أصاب بعض الرذاذ خد كوري ، إستشاطت غيظا ، نسيت تلك اللحظة من هي ، وكيف عليها أن تكون ، ورفعت يدها ، غير عابئة بالعواقب لتصفع وجه بويد عندما قال صوت هادىء:
" دع الولد وشانه ".
كان الصوت صوت مارك ، لم تره كوري يقترب منها ، وهي تتأجج غضبا ، وإنتبهت الى يدها المرفوعة ، فأرختها ببطء ، محاولة كبت إضطرابها وقد صدمها الواقع الأليم.
كادت تصفع وجه بويد ، فيظنها صفعة رجل ، ويضطر لرد الصاع صاعين ، وكان إفتضح أمرها خلال ثوان معدودة .
إستدار بويد نحو مارك يتهدده:
" لا تتدخل فيما لا يعنيك".
ورد مارك العالم الهادىء ، الدمث ، بلهجة جازمة ، مما أثار دهشة كوري :
" كلا ، لا يجوز السماح لكما بالعراك في يومنا الأول ، وإفساد معنويات الجميع".
ظل بويد في ثورة من الغضب :
" هذا الولد معتوه ، يتيّمه غروب الشمس ونحن نقوم بكل الشغل ، لا مكان له بيننا ".
أجاب مارك بدون تردد :
" فريزر إختاره ، دعه وشأنه يا بويد ، لا يزال في مطلع العمر ، وسيتعلم شيئا فشيئا ".
نظر بويد الى كوري التي ظلت صامتة طوال الوقت :
" إياك أن تقترب مني أيها المغفل".
وعلّق مارك عندما هم بويد بالتحرك :
" إنه راي حكيم ، لا تقترب منه ، إنه يتقن عمله ، ولذلك تجده هنا ، ولكنه يحب إثارة المشاكل للآخرين ".
ووجدت كوري صعوبة في السيطرة على صوتها وهي تقول :
" ولكن لماذا لا يزعج أحدا سواي ؟".
طمانها مارك بنظرات ذات مغزى :
" لأن احد أصدقائه الأعزاء اراد الحصول على عملك ، ولكنك سبقته اليه ، ولا بد من الإعتراف أن بنيتك لا تساعدك كثيرا ، فتشجع اشخاصا مثل بويد لعرض عضلاتهم".
قالت كوري بإعتداد لا يمت اليها بصلة:
" إن ضربة واحدة كانت كافية للقضاء عليه ، ولكن أعتقد انك على حق يا مارك ، من الأفضل تجنبه قدر المستطاع".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 09-03-12, 10:02 PM   المشاركة رقم: 9
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

3-ثلاثة ايام في المخيم علّمتها كيف تتغلّب على الصعوبات وتجد متعة في عملها ، ولكن فريزر يفقدها توازنها ، إنه نقطة ضعفها الوحيدة.

أخذ الليل يرخي سدوله عندما أنهى ارجال نصب الخيام ، جمعوا بعض الأغصان اليابسة والأعشاب الجافة ، واضرموا فيها النار ، وذلك من اجل طهي الطعام وصد حيوانات الصحراء المفترسة .
جلست كوري مسترخية بجانب السنة اللهب المضطرمة ، تتنشق رائحة الطعام الشهية ، وتصغي الى أزيز حشرات الليل تختلط بهسهسة تقطّر اللحوم المشوية في قلب النيران ، وطافت على فمها إبتسامة حائرة وهي تفكر في زميلاتها وزملائها ، وردة فعلهم إذا ما رأوها الآن ، مقرفصة فوق الرمل بلباس الرجال ، تزدرد طعامها من صحن يثير إشمئزاز عارضات الأزياء ، ذوات الأنفة والناقة.
وادركت كوري ان عشاء الليلة سيكون إستثنائيا ، لن يدخل فمها بعد الآن سوى المآكل المعلبة ، وبكميات قليلة ، وستصبح قطرة ماء أغلى من الذهب في أرض تندر فيها مياه الشرب العذبة.
وإرتفعت حولها أصوات همهمة ، ذات رنين عميق ، رجولي اجش ، كانت هذه هي المرة الأولى التي تجد نفسها فيها بين مجموعة من الرجال ولا تشكل محط الإهتمام والإطراء ، أما الآن فكل رجل يرخي العنان للسانه ، ويتفوه بما يطيب له ، دون رقيب أو رادع ، ترى كيف كانوا سيتصرفون لو عرفوا أنها انثى إقتحمت حياتهم الخاصة؟
كان مارك يجلس بجانبها ، غارقا في حديث مع عالم جيولوجي ، وترامى صوته اليها هادئا ، خفيضا ، بارعا ، شعرت بالسعادة لكونه صديقا له.
وها هو بويد ، يجلس بعيدا عنها ، يروي نكتة بذيئة ، ويقهقه من أعماق قلبه.
زمت كورس شفتيها ، تضاءلت صورة بويد ، خبير الأحوال الجوية ، في ذهنها ، لتحل محلها صورة فريزر ملوري ، رأته ينتقل من مكان الى آخر ، يتبادل أطراف الحديث مع فريق عمله ، ولاحظت التجاوب الودي الذي يحظى به ، حتى بويد تصرف بإحترام فائق ، وفجأة سمعته يقول بصوت أقرب الى الهمس:
" سمعت أنك تورطت في مشكلة مع بويد".
وافقت بهز الرأس ، مبدية إمتعاضها ، فتابع:
" إنه فظ المسلك ، ولكنه طيب القلب ، حاول أن تتفهم طبيعته يا كولن".
" حسنا سأحاول ".
تمتمت عبارتها ، ونبضات قلبها تزداد خفقانا ، متمنية لو يدنو منها أكثر فأكثر ، ماذا دهاها ؟خاطبت نفسها ...هل فقدت صوابها ؟ الم تلتحق بهذه الرحلة لأنها أرادت الإبتعاد عن احد الرجال وكل ما يمثله ؟ اتت الى هنا لحاجتها الى العزلة ، والتروي ، وإستعادة ثقتها بنفسها ، لم يخطر ببالها الإلتقاء بشخص يؤثر على مشاعرها الى هذا الحد الهائل المخيف.
تابع فريزر حديثه ، مشيرا الى إختصاص كل فرد من أفراد الفريق ، كانت لهجته ودية ، حميمة ، تهدف الى تهدئة أعصابها ، وحملها على العمل بإنسجام مع بقية المجموعة.
لكنها كانت في عالم آخر ، فلم تفقه شيئا مما قاله ، ومع أن الظلام الدامس حجب عنها ملامح وجهه ، لم تجد صعوبة في رؤيتها كما هي بعين خيالها ، وأحاسيسها ، وكل خفقة في عروقها ، كان يتكىء على مرفقيه ، مادا امامه ساقيه الطويلتين ، يكلمها دون تكلف او إستهجان ، أما تلك الهالة الباهرة فظلت تحيط به ، مضاعفة إستسلام كوري لخيالها وأحلامها.
هل كان إهتم بها لو تعرف اليها ككوري لاتيمر ، فتاة يتدلى شعرها الأسود فوق كتفيها وينعكس مزاجها في عينيها البنفسجيتين الواسعتين ؟ هل ينجذب نحوها مثلما إنجذبت نحوه هي؟
يا للهول ، قطعت شريط أحلامها ، مدركة أنها ترتكب حماقة مميتة ، يجب عليها الإحتراس الدائم ، وعدم السماح لنفسها بالتورط في علاقة عاطفية وحيدة الجانب تزيد شقاءها شقاء ، أن فريزر ملوري لا يحترم النساء ، رغم تمتعه بهن عندما تسنح له الفرصة.
من المحتمل أن تنشأ بينهما علاقة عاطفية ، لو إلتقيا في ظروف عادية ، لكنها ستكون حتما علاقة محددة بمفاهيم فريزر ، ولن يكون لها مستقبل ، إنها عارضة ازياء ، وإبنة جون لاتيمر ، مما يعني إحتقار هذا الرجل لها أكثر من إحتقاره لغيرها من النساء.
سرت رعشة باردة في جسم كوري رغم دفء السنة اللهب ، وغمرتها السعادة عندما نهض فريزر وإبتعد عنها ، ثم حدقت في الظلمة الداكنة منقبضة القلب ، يمزقها صراع عنيف.
كانت النجوم الساطعة تضيء السماء الصافية بوهج باهر ، ولامست وجنتيها نسمات الليل المنعشة، وهي تصغي الى اللغط المتواصل حولها ، وفرقعة النيران وطقطقتها ، وفجاة إرتفع في البعيد صوت اشبه ببوق عميق ، هل هو صوت فيلة ؟ خيم الصمت على الجميع للحظات قليلة كانهم تنبهوا الى وعورة الصحراء ووحشتها.
نهضت كوري ومشت مبتعدة عنهم عندما إستأنفوا أحاديثهم المتنوعة ، وتوجهت بحذر وبطء الى الخيم المخصصة لها ، وقع نظرها على اسرّة داخل الخيمة ، لم يكن بإستطاعتها طلب خيمة خاصة بها وحدها ، إذ كانت ستثير الشكوك لو تقدمت بطلب كهذا ، عن فريزر وحده كقائد الرحلة يتمتع بهذا الغمتياز.
لم يكن امامها إلا طريقة واحدة لخلع وإرتداء ملابسها ، لا بد لها من معاينة عادات رفاقها واوقات دخولهم وخروجهم ، وقررت أن افضل حل هو أن تأوي الى النوم قبل الآخرين بقليل.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 09-03-12, 10:03 PM   المشاركة رقم: 10
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

كانت كوري لا تزال مستيقظة عندما تفرّق الرجال بإتجاه خيامهم ، ظلت ساكنة تتنفس ببطء وإنتظام ، وعرفت أن بويد ومارك من الذين سيشاطرونها الخيمة ، وسمعت بويد يعلق بمرارة:
" يحتاج هذا الحقير الى النوم باكرا ليحافظ على جمال وجهه".
ورد عليه مارك بحدة لم تعهدها من قبل:
" دعه وشأنه ، إن فريزر لاحظ مضايقتك له".
" كان بإمكانه إختيار شخص أقل حقارة".
وإزدادت لهجة مارك حدة:
" ان لفريزر اسبابه الخاصة ، بالله عليك ، لا تفسد كل شيء يا بويد ، إنها رحلة شاقة وطويلة ولا يمكننا تحمل خلافات كهذه".
وتمتم بويد :
" الويل لك ايها الحمق".
وركل سريرها بغلاظة ، فحبست كوري أنفاسها ، ثم أحست به يبتعد عنها.
أغمضت عينيها بإحكام وهي تصغي الى احاديث الرجال ، وترامى الى مسامعها حفيف الثياب وإرتطام الأحذية المخلوعة ، وفكرت ان ما يمر بها الان سيكون اغرب حدث في حياتها .
وإمتلأت الخيمة ، بعد برهة قصيرة ، بشخير متواصل ، منتظم ، حال بينها وبين ملاك النوم رغم تعبها وإرهاكها ، إستلقت في الظلام تسترجع احداث يومها المثيرة .... مفارقة والدها ، وصولها الى ميوفونتين ، المواظبة على تمثيل دور الرجل ، التحليق بالطائرة الى الصحراء ومواجهة بويد المزعجة ، إستعادتها حادثة حادثة الى أن توقفت طويلا عند صورة رجل طويل ، ضامر القوام أسمر الوجه ، صارم الملامح ، تدفعها جاذبيته الى كشف هويتها كإمراة متيّمة.
بعد مرور ثلاثة أيام في الصحراء ، احست كوري بإرتياح وهدوء الأعصاب ، وكان ايامها الأولى سحابة صيف عابرة.... ثلاثة ايام قضتها تعيش وسط المخيم ، تلتقط الصور وتستمتع بعملها ، ثلاثة ايام في صحبة مجموعة من الرجال ، حيث توطدت صداقتها بمارك ، وتعلمت كيف تتفادى شراسة بويد ومراسه العنيد.
وحده فريزر يفقدها توازنها ، هذه نقطة ثابتة ، كانت تمنّت أن تعتاد على شخصيته الجذابة ، أما ما حدث فكان العكس تماما ، بل إزدادت الأمور سوءا ، ظلت ردة فعلها أزاءه غريزية عفوية ، تبذل جهدها في كبتها ، والإحتفاظ بموقف حيادي عادي.
أما مسرحيتها الخادعة فصارت الآن مسألة طبيعية ، سهلة التنفيذ ، وواظبت بعد الليلة الأولى على الإيواء الى الفراش قبل الآخرين ، وتظاهرت في الصباح بالإستيقاظ متاخرة ، لا ترتدي ملابس عملها إلا بعد مغادرة رفاقها الخيمة، أما الإغتسال فكان مشكلة حقيقية ، إذ لا تتوفر الحمامات هنا ، ولكنها مشكلة إستطاعت التغلب عليها ، تعلمت إستغلال الوقت وإنتهاز الفرصة المناسبة ، ولأنها هادئة الطباع ، محتشمة المسلك ، لم يعرها الاخرون إهتماما.
منتديات ليلاس
لم يكونوا قد قطعوا مسافة طويلة حتى الان ، إختار فريزر مكان المخيم قرب كومة من الصخور تمت بصلة الى أبحاث الرحلة العلمية ، لم تتصور كوري انها ستنكب على عملها بهذا الشغف ، كانت دراسات والدها قد قادتها الى الألمام ببعض تفاصيل الجيولوجيا ، ووجدت نفسها وهي تلتقط صور نماذج صخرية تتوق شوقا الى الإطلاع أكثر على أصولها وكيفية تركيبها
إنها تجد متعة غريبة في عملها ، حدثت كوري نفسها وهي ترقب رمال الصحراء الحمراء المتوهجة ، ها هي تقوم بمهمة مختلفة ، لم يسبق لها القيام بها ، وتعيش في صحبة رجال ، لا علاقة لهم بمن عرفتهم في عالم الأزياء ، إنهم اشد جدية ومباشرة ، باطنهم كظاهرهم ، لا خداع ولا تكلف ، كأن إنعدام الإناث ، ومستلزمات الصحراء الصارمة ، ومتطلبات العمل مرآة سحرية تكشف طبيعتهم الأصيلة وشخصيتهم الفعلية ، طارحة جانبا كل زيف أو مظهر كاذب ، إنها من وراء قناعتها تشاهد منظرا نادرا سقطت فيه كل الأقنعة التقليدية وأعراف المجتمع المفيدة.
إنها تحيا لحظات مليئة بالمفاجآت السارة ، كانت تتوثع صحراء قاحلة تعج بحر قاتل ورمال لا حد لها ، ولا شك ان الحر متوفر ، والرمال كذلك ، رمال حمراء كأنها تستمد لونها من لهب الشمس ، لكن الصحراء ليست مجرد رمال ، كانت هناك أغوار مليئة بالماء ، تنمو على أطرافها شجيرات صغيرة الحجم ، ومساحات واسعة من النباتات القاسية العنيدة المتشبثة بالحياة في أرض تندر الأمطار وموارد الطبيعة الخصبة.
وصلوا الى نهر يتماوج فيه القصب الطويل الغليظ ، وإرتعدت فرائص كوري عندما رأت أول تمساح ، أغبر اللون ، بشع المنظر ، يتمد كأنه يغط في نوم عميق فوق ضفة الرمل الحارة ، وعاجل مارك الى تهدئة روعها ، وتحذيرها من مغبة الإغتسال او السير في مجرى الماء الموحل.
كانت السهول المحيطة بالنهر تعج بالحيوانات ، وفي الليل ترامت الى مسامع كوري اصوات بعض الفيلة ، لكنها لم تدرك مدى أعدادها الكبيرة ، وفاتها ان الغابة المجاورة تزدحم بالنمور والأسود التي تتغذى بما تصطاده من الظباء والحمير الوحشية عندما ترد النهر لإطفاء عطشها.
حتى الان لم تعثر على أثر للحياة البشرية في هذه البقاع ، مع ان والدها حدّثها مرارا عن وجود بعض الجماعات ذوي القامة الضئيلة واللون الضارب الى الصفرة ، جماعات تتمتع بقدرة عجيبة على العيش في قلب هذه الأرض القاسية المعادية ، كما ان كوري لم يقع نظرها حتى الان على رسوم صخرية ، وهي أساس ابحاث والدها ، لكنها بعد مضي ثلاثة ايام فقط أصبحت تفهم ولعه بهذه الأرض الشاسعة ذات الشمس الحارقة ، والحياة الخشنة.
سرت في شرايينها موجة من الحر اللاذع ، وهي تجلس في سيارة الجيب التي أخذت تشق طريقها الى الأمام دون ان تعرف وجهتها المحددة ، كانت المشاهد الصحراوية حولها تستقطب إهتمامها ، فلم تنتبه كثيرا الى أي إزعاج اومشقة ، وبينما هي غارقة في افكارها ، توقفت سيارة الجيب فجأة ، وسمعت كوري عويلا حادا اليما ، نظرت الى السائق مرتاعة ، ثم قفزت من العربة لتلتحق بالرجال الذين تجمعوا على حافة الطريق.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
desert dream, روايات, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات رومانسية, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير القديمة, رواية الواحة, روزماري كارتر, rosemary carter, عبير, قلوب عبير, قلوب عبير القديمة
facebook



جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 01:16 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية