لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > سلاسل روايات مصرية للجيب > رجل المستحيل
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

رجل المستحيل سلسلة رجل المستحيل


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 21-04-12, 08:22 PM   المشاركة رقم: 46
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري


البيانات
التسجيل: Jul 2007
العضوية: 32680
المشاركات: 18,283
الجنس أنثى
معدل التقييم: عهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسي
نقاط التقييم: 9761

االدولة
البلدYemen
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عهد Amsdsei غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عهد Amsdsei المنتدى : رجل المستحيل
افتراضي

 
دعوه لزيارة موضوعي

السلام عليكم

الفصل القبل الخيـــــــــــــــــــر

و على وعـــدي ما تأخـــــــرت

الفصل الحادى عشر ... وجها لوجه

" ( أدم صبرى) لم يعد فى (اسرائيل)..."...
نطقها نائب مدير المخابرات المصرية فى انفعال، وهو يضع التقرير أمام المدير، الذى سأله فى اهتمام شديد :
- وكيف؟!...
أجابه نائبه، وهو يشير إلى الأوراق:
- منذ شهر واحد تقريباً، زارت مدرسته إمرأة مسنة، قدًَّمت نفسها باعتبارها (ملينا سباسكى)، شقيقة والده المفترض (جاك سباسكى)، ومعها الأوراق التى تثبت هذا، بالإضافة إلى تفويض رسمى، من شقيقها (جاك)، باصطحاب (آدم)، بحجة نقله إلى مدرسة عسكرية فى الولايات المتحدة الأمريكية، ولقد تم تسليمها (آدم) بالفعل، ولم يشك أحد فى الأمر، حتى هذه اللحظة.
سأله المدير فى اهتمام:
- وهل جمعتم أية معلومات، بخصوص تلك السيًَّدة؟!
أومأ نائبه برأسه إيجاباً، وهو يقول:
- المعلومات التى جمعها رجالنا فى (تل أبيب)، والتى راجعها مكتبنا فى (نيويورك)، أكًَّدت عدم وجود أية سيًَّدة تحمل هذا الاسم، ولا يوجد حتى (جاك سباسكى) نفسه، والأهم أن بيانات الجوازات فى (إسرائيل)، لم تشر إلى وصول سيدة تحمل هذا الاسم، ولكنها أشارت إلى سفر سيًَّدة إسرائيلية، تدعى (بولا هاير)، مع طفل صغير، سجًَّلت فى الأوراق الرسمية أنه (آريل هاير)، ابن شقيقها (جوزيف هاير)، واستقلت معه الطائرة المتجهة إلى (رومانيا) ..
انعقد حاجبا المدير، وهو يقول فى صرامة:
- لم تجب سؤالى بعد ... ألديكم أية معلومات، بشأن تلك السيًَّدة المسنة، أياً كانت هويتها؟!
أومأ نائبه برأسه إيجاباً مرة أخرى، قبل أن يقول:
- من حسن حظنا أن المدرسة، التى تم إلحاق (آدم) بها، فى (بئر سبع)، مزوًَّدة بكاميرات مراقبة من طراز جيد، ولقد نجح أحد رجالنا، فى الحصول على الأسطوانة، التى سجلت خروج تلك السيًَّدة المسنة من المدرسة، بصحبة (آدم).
وضع امام المدير صورة واضحة، لتلك التى ادعت أنها عمة (آدم)، وهى تسير معه، من المدرسة إلى سيارة فاخرة فى انتظارهما، فتطلع إليها المدير طويلاً، قبل ان يقول:
- وماذا عن برنامج تعرًَّف الملامح؟!
أجابه نائبه فى سرعة:
- لقد استخدمه القسم الفنى بالطبع يا سيادة الوزير، ولكنه لم يسفر عن كشف الهوية الاساسية لتلك السيدة، مما دفعهم لاستخدام وسيلة بحث إضافية، تستخدم لكشف حالات التنكًَّر، وجاءت النتائج أقوى مما كانوا يتصوًَّرون.
تطلع المدير إلى وجهه مباشرة، وهو يسأله فى انفعال:
- هل كشفت ما تخفيه تحت قناعها؟!
أومأ نائبه برأسه إيجاباً مرة أخرى، وهو يقول:
نعم يا سيادة الوزير، ولقد كانت مفاجأة حقيقية ... مفاجأة فاقت كل توقعاتنا .
قالها، وهو يضع الصورة النهائية أمام الوزير، الذى انعقد حاجباه فى شدة، وهو يتطلع إلى صاحبة الملامح الأصلية، التى كشف البرنامج هويتها...
فلقد كان نائبه على حق ...
المفاجأة فاقت بالفعل كل التوقعات ...
أكثر مما كان يتصوًَّر ...
ألف مرة...
* * *
انعقد حاجبا المفتش (سنيوريه) فى شدة، وهو يتطلع إلى ذلك الامر، الذى فاق كل توقعاته، عندما اتبع ذلك الخطاب، الذى وصله من مجهول ...
فأمامه مباشرة، كان هناك خمسة تحيط بهم القيود ...
ثلاثة على قيد الحياة، واثنان لقيا مصرعهما بكومة من الرصاصات ...
وبكل توتره، غمغم (سنيوريه):
- أية مذبحة بشعة جرت هنا.
هزًَّ مساعده (أندريه) كتفيه، وهو يغمغم:
- الخطاب يقول: إن تلك الاسيوية الحسناء مسئولة عن كل هذا.
همهمت (تيا) بكلمات عصبية غاضبة، منعتها كمامة فمها من النطق بها، فالتفت إليها المفتش (سنيوريه)، وتطلع إلى المسدس الملقى إلى جوارها، وهو يغمغم:
- أسيوية حسناء، وجثتان ... قل لى يا (اندريه)، هل تعتقد أنها ...
قاطعه (اندريه) فى حماس:
- الغجر يستطيعون تعرًَّفها حتماً.
قاومت (تيا) قيودها، فى عصبية أكثر، وراحت همهماتها ترتفع، فمط (سنيوريه) شفتيه، وهو يغمغم:
- بالتأكيد.
سأله (أندريه)، وهو يشير إليها:
- هل تنصح بحل قيودها، يا سيادة المفتش؟!
صمت (سنيوريه) لحظات، ثم قال فى صرامة:
- الخطاب الذى وصلنى، يؤكًَّد أنها عميلة مخابرات سابقة، تنتمى بعد اعتزالها، إلى منظمة إرهابية دولية، تسعى لتدمير عدداً من الاهداف الحيوية فى (باريس).
ساله (أندريه) مرة أخرى:
- هل تنصح بحل قيودها؟!
مطًَّ المفتش (سنيوريه) شفتيه بضع لحظات، وهو يفكًَّر فى عمق، ثم أشار إليه، قائلاً:
- يمكنك ان تحل كمامتها، أما قيودها، فالأفضل ان تحتفظ بها، حتى ندرك مدى خطورتها.
انحنى (أندريه) يحل كمامة (تيا)، التى لم تكد تتخلًَّص منها، حتى صرخت، وهى تقاوم قيودها بكل عصبيتها:
- إنه كمين ... لقد أوقع بى؛ لينتقم مما فعلته بزوجته.
تبادل (أندريه) نظرة صامتة مع (سنيوريه)، الذى عاد يمط شفتيه، وهو يقول فى صرامة:
- كل ما لديك يمكنك قوله خلال التحقيقات يا سيًَّدتى.
صرخت بكل عصبيتها:
- قلت لك: إنه كمين... إنه يحاول توريطى فى جريمتى قتل؛ لأدفع ثمن ما فعلته بها.
سألها بنفس الصرامة:
- من تعنين يا سيًَّدتى؟!
صرخت:
- (أدهم) ... (أدهم صبرى)...
بدت الدهشة على (سنيوريه) و(اندريه) معاً، سألها الاخير فى حيرة:
- من هذا يا سيًَّدتى؟!
كانت تحاول التخلص من قيودها فى استماتة، وهى تقول:
- إنه رجل مخابرات مصرى... من العار ألا تعرفوه... سلوا مخابراتكم عنه، وستجدون أنها تعرف عنه الكثير حتماً.
تبادل الرجلان نظرة حائرة أخرى، ثم استعاد (سنيوريه) صرامته، وهو يقول:
- هل تعنين أننا لو فحصنا هذا المسدس، الملقى إلى جوارك، فلن نجد عليه بصماتك.
توًَّقفت عن مقاومتها دفعة واحدة، واتسعت عيناها، وهى تقول:
- ربما جعلنى أمسك به، عندما أفقدنى الوعى.
ثم استعادت عصبيتها وصرخاتها، مع إضافتها:
بل من الؤكًَّد أنه قد فعل هذا.
قال (سنيوريه) فى سخرية:
- تقصدين (صبرى) هذا.
صرخت فى مقت شديد:
- ذلك الوغد ... إنه ينتقم منى... ألم تفهما بعد؟!... إنه يدفعنى دفعاً إلى المقصلة، انتقاماً لما فعلته بزوجته.
أومأ (سنيوريه) برأسه، وملامحه كلها تحمل علامات عدم الاقتناع، ثم التقط ذلك المسدس فى حرص، وهو يقول:
- إذا فذلك المجهول أطلق النار على رجلين من مسدسك، ثم أفقدك الوعى، ووضع بصماتك عليه.
ثم ابتسم فى سخرية، وهو يضيف:
- أليس من الأفضل أن تحاولى بيع هذه القصة للسينما يا سيًَّدتى؟!
صرخت فى انفعال جارف:
- أنتما غبيان ... إنه يخدع الجميع.
بدا (سنيوريه) شديد الصرامة، وهو يقول:
- فليكن ... يمكنك اتهام الجميع فى التحقيقات، ولكن سيتم عرضك أوًَّلاً على مجموعة من الغجر، تتهمك باقتحام مخيمهم، وإطلاق النار فيه، بنية القتل، وسأجرى اتصالى بالمخابرات بالفعل، لأسألهم عما يعلمونه بشأنك، وبشأن ذلك الـ...(صبرى)، الذى لم أسمع به من قبل.
ثم أشار إلى رجاله، الذين بدأوا فى حملها عنوة إلى سيارة الشرطة، وهى تقاوم فى عنف، وتصرخ:
- سيخدعكم جميعاً... إنه ينتحل شخصية سائق فرنسى، من أصل لاتينى ... ابحث عن (ريو بتشولى).... إنه ينتحل شخصية (ريو بتشولى).
جاء دور (أندريه)، ليبتسم فى سخرية، وهو يقول:
- من سوء حظك أننى أعرف (ريو) شخصياً يا سيًَّدتى ... إنه ملك التاكسى فى (باريس)، والكل يعرفه منذ سنوات.
راحت تصرخ، وهم يضعونها فى سيارة الشرطة:
- إنه هو ... ابحثوا عن (ريو) ... إنه هو.
ولم يبال أحد بصرخاتها...
مطلقاً...
* * *
اندفع (هانز) بسيًَّارته الكبيرة، المحمًَّلة بالوقود، نحو سيارة (نادر) مباشرة، قاطعاً الطريق كله، من الجانب الآخر، فصرخ (قدرى) فى ارتياع:
- احترس يا (نادر).
ولم يكن (نادر) فى انتظار التحذير فى الواقع، فما أن لمح السيارة بطرف عينه، حتى ضغط دوًَّاسة الوقود بكل قوته، وانحرف بالسيارة إلى أقصى يمين الطريق، وهو يزيد من سرعتها إلى حدها الأقصى؛ محاولاً تفادى سيارة (هانز)...
ومن بعيد، صرخ (فرانسوا)، وهو يلوًَّح بمسدسه:
- هيا يا (هانز) ... اسحقهم سحقاً.
ارتطم جانب سيارة (نادر) بحاجز أسمنى على الطريق، ولكنه ضغط دوًَّاسة الوقود أكثر، إلا أنه، ومع فارق القوة الكبير بين السيارتين، لم يكن باستطاعته أبداً الإفلات من الاصطدام....
ولقد استعد (هانز) للقفز من السيارة، وهى يهتف:
- الوداع أيها المصريون.
ولكن فجأة، ظهرت تلك السيارة...
سيارة قوية، من السيارات رباعية الدفع، الشهيرة بمتانة هيكلها، وقوة محرًَّكها...
ظهرت فجأة، وهى تنطلق بسرعة خرافية، نحو سيارة (هانز)، الذى فوجئ بها، فتراجع داخل سيارته مرة اخرى، وهو يهتف:
ماذا يحـ....
وقبل أن يتم هتافه، حدث الاصطدام...
تلك السيارة المتينة، رباعية الدفع، والتى انتجت فى البداية كسيارة عسكرية مدرًَّعة، قبل أن يتم طرح طرازاتها للمدنيين، اصطدمت بمقدًَّمة سيارة (هانز) الكبيرة، على نحو بالغ العنف، وأزاحتها أمامها لثلاثة أمتار كاملة؛ لتبعدها عن سيارة (نادر)، التى اختل توازنها بالفعل، فهوت فى حقل قريب...
ومع عنف الارتطام، سقط (هانز) داخل السيارة، وهو يصرخ:
لا ... القنبلة.
ولكن السيارة القوية ظلًَّت تدفعه أمامها، فى قوة كبيرة، حتى مالت سيارته، وانقلبت على جانبها، وراحت تزحف لعدة امتار أخرى على الطريق، والوقود المخزن فيها يسيل منها، ويصنع حولها بركة كبيرة، أحاطت بها من كل جانب، عندما توًَّقفت اخيراً...
وفى نفس اللحظة، كان رأس (نادر) قد اصطدم بقائم السيارة المجاورة له فى عنف، مع سقوط سيارته خارج الطريق، وانقلبا بها رأساً على عقب، فى حين راح جسد (قدرى) يرتطم بكل شئ، مع غياب حزام الامان، الذى لم ينجح فى الالتفاف حول جسده الضخم...
ومن بعيد، صرخ (فرانسوا):
- لا ... لن يحدث هذا.
ثم التفت إلى (تسو)، مردفاً:
- الزعيمة لن تغفر لنا فشل العملية أبداً ... انطلق يا رجل... انطلق.
هتف (تسو):
- ولكنك قلت : إن ...
قبل أن يتم عبارته، دوى الانفجار...
انفجرت القنبلة، فى سيارة (هانز)، لتمزق جسد هذا الاخير، وتشعل النيران فى بركة الوقود المحيطة بالسيارة، وتمتد إلى حيث انقلبت...
وفى سرعة، تشف عن قوة وبراعة قائد السيارة رباعية الدفع، تراجع بسيارته، ودار بها حول محورها، ثم اندفع بها خارج نطاق النيران...
وبكل انفعاله، صرخ (فرانسوا) فى (تسو):
- لقد سقطت سيارتهما... لابد وأن نقضى عليهما الآن يا رجل، وإلا قضت علينا الزعيمة بلا رحمة.
ضغط (تسو) دوًَّاسة سيارته، مع ذكر انتقام الزعيمة، ولكنه لم يكد ينطلق بها، حتى فوجئ بالسيارة رباعية الدفع تندفع بقوة نحوه، فى سرعة مخيفة، فصرخ وهو يحاول تفادى الاصطدام بها:
- يا للشيطان!
انحرف بسيارته فى حركة سريعة، ولكن قائد السيارة رباعية الدفع، والذى يختفى وجهه خلف زجاجها العاكس، انحرف بسيارته أيضاً، فى الاتجاه نفسه، وعلى نحو يشف عن تميًَّزه بسرعة استجابة غير طبيعية، وواصل اندفاعه نحو السيارة، فصرخ (فرانسوا)، وهو يحاول إطلاق النار نحو السيارة رباعية الدفع:
- احترس أيها الأحمق.
ومع نهاية صرخته اصطدمت بهما السيارة رباعية الدفع بمنتهى القوة، ودفعتهما إلى جانب الطريق فى عنف؛ لتلقى بهما فى ذلك الحقل الجانبى...
ومع سقوط سيارتهما، فقد (تسو) وعيه على الفور، فى حين تشبًَّث (فرانسوا) بمسدسه، وهو يصرخ، فى ألم وغضب:
- لن تفلت من يدى أيها الـ...
قبل أن يتم عبارته، انفتح باب السيارة المجاور له، وشعر بقبضة كالفولاذ، انتزعته من مقعده، على الرغم من حزام الأمان الذى يربطه به، وهوت على فكه لكمة كالقنبلة، مع صوت شديد القوة والصرامة، يقول:
- لم يكن ينبغى حتى أن تحاول .
غامت عينا (فرانسوا)، مع عنف اللكمة، ولم يعد باستطاعته تمييز ملامح خصمه، إلا أنه حاول فى يأس رفع مسدسه، ولكن اللكمة التالية أتت لتنقله إلى عالم اللاوعى، فسقط إلى جوار السيارة كالحجر.
فى نفس الوقت، شعر (قدرى) بانه يفقد الوعى تدريجياً، وعجز عن الخروج من السيارة، مع حجمه الضخم، فى حين سقط رأس (نادر) على صدره، وراح الوقود المشتعل يسيل إلى الحقل، ويقترب منهما رويداً رويداً....
وقبل أن يفقد وعيه تماماً، خيًَّل لـ(قدرى) أنه يرى ظلاً مألوفاً، يثب إلى حيث السيارة، ثم يفتح بابها فى قوة، ويبدأ فى جذبه خارجها، فتمتم وهو يفقد وعيه بالفعل:
- (ريو).
وبدا له أنه يسمع صوتاً من بعيد، يقول:
- إنه أنا يا (قدرى).
ثم غاب عن الوعى...
تماماً...
* * *
" المخابرات الفرنسية أرسلت ردها بالفعل يا مدموازيل (تيا) ..."...
قالها المفتش (سنيوريه) فى هدوء، وهو يجلس أمام (تيا)، فى حجرة التحقيقات، بعد أن تم ربط قدميها ومعصميها بأغلال معدنية، إلى المقعد الذى تجلس عليه، فرمقته هى بنظرة وحشية، جعلته يكمل، دون انتظار جوابها:
- لقد تعرًَّفوك على الفور، وسجلاتهم أكًَّدت ما جاء فى ذلك الخطاب المجهول ... لقد كنت عميلة للمخابرات الصينية فى السابق، ثم اعتزلت العمل الرسمى، وعملت لحساب منظمة إرهابية دولية، سعت يوماً إلى ذلك الحلم العابث، بالسيطرة على العالم، كما لو أننا فى أحد أفلام (جيمس بوند)
زمجرت، قبل أن تقول فى وحشية:
- وهل أجابوا بشأن (أدهم صبرى)؟!
هزًَّ كتفيه، قائلاً:
- الأمر الذى أدهشنى أنهم يعرفونه جيداً بالفعل، ولكنهم أكًَّدوا بما لا يدع مجالاً للشك، انه من المستحيل أن يكون من فعل بك هذا.
انعقد حاجباها الجميلان فى شدة وشراسة، فأضاف فى حزم:
- لأنه، ووفقاً لسجلاتهم الرسمية، لم يعد على قيد الحياة.
زمجرت مرة أخرى، وهى تقول فى حدة:
- خطأ ... كل سجلاتهم خطأ ... إنه على قيد الحياة، وهو من فعل كل هذا ... لقد تحًَّدث إلىًَّ، ولا يمكننى أن أخطئ صوته أبداً.
تراجع المفتش (سنيوريه) فى مقعده، وهو يتفرًَّس ملامحها، قائلاً:
- ولكنك قلت إن (ريو بتشولى) هو الذى فعل بك هذا.
صرخت فى حدة:
- وقلت أيضاً: إن (أدهم) ينتحل شخصية (ريو بتشولى) هذا.
تطلعًَّ إليها (سنيوريه) لحظات فى صمت، ثم أشار بيده، فانفتح باب حجرة الاستجواب، ودلف عبره (ريو)، وهو يغمغم:
- لا أحد يمكنه انتحال شخصية ملك التاكسى يا سيًَّدتى.
اتسعت عينا (تيا) فور رؤيته، وصرخت، وهى تحاول انتزاع قيودها:
- إنه هو ...افحصوا ملامحه، وسترون وجهه الحقيقى، تحت قناعه الزائف هذا.
هزًَّ (ريو) كتفيه، وهو يلتفت إلى المفتش (سنيوريه) بابتسامة حائرة، فأشار له هذا الاخير بيده ليغادر الحجرة، وهو يواجهها، قائلاً فى صرامة:
- الواقع أننا قد فعلنا يا سيًَّدة (تيا)، وتأكًَّدنا بما لا يدع مجالاً للشك، وعبر مجموعة من الأطباء والخبراء الفنيين، إنه (ريو) الحقيقى، الذى تتوافق بصماته مع تلك المسجلة فى سجلاتنا، وفى أوراق رخصة قيادته، وترخيص سيارته.
بدت مبهوتة لحظة، ثم استعادت عصبيتها، وهى تقول فى حدة:
- إذن فهو مشترك مع (ادهم) فى هذا.
زفر (سنيوريه)، وكأنما لم يعد يحتمل مكابرتها، قبل ان يقول فى حزم:
- سيًَّدة (تيا) ... محاولتك التظاهر بالجنون، لن تفيدك بأى شئ، فى هذه القضية ... لقد تعرًَّفك الغجر، باعتبارك من قاد عملية تبادل إطلاق النيران فى معسكرهم، واتفقوا جميعاً على أن رجالك كادوا يفتكون بسائح أجنبى، لولا أن تدخًَّل (ريو) لإنقاذه، فى اللحظة الاخيرة، وربما لهذا غضبت من رجليك، وقتلتيهما،و ...
صرخت بكل عنفها:
-( أدهم) يحاول تلفيق هذا الاتهام لى ... ألا تفهمون ... لقد قتلت زوجته وهو ينتقم.
مال المفتش (سنيوريه) نحوها، قائلاً:
- بعد ان لقى مصرعه؟!
صرخت:
- لم يلق مصرعه ... إنه حى... ألا تفهمون ... إنه حى، ويدير كل هذه اللعبة... إنه حى.
صاح بها المفتش (سنيوريه) فى حدة:
- قلت لك: إن هذا لن يفيدك.
توًَّقفت لاهثة فى انفعال، وحدًَّقت فيه، وهو يواصل فى صرامة قاسية:
- المسدس كان يحمل بصماتك بالفعل، وبعض الرصاصات، التى تم استخراجها من جثة الرجلين، تطابقت مع رصاصاته، مما يعنى أنك ستحاكمين بتهمة القتل العمد.
لم تجب هذه المرة، وعيناها تتسعان عن آخرهما، مع متابعته:
- والغجر تعًَّرفوا على الرجلين أيضاً، وقالوا: إنهما خرجا من سيارتك، التى فررت بها، عقب فشلهما، والأسوأ أننا عثرنا بين ثيابك بالفعل، على مخطّط للعمليات الإرهابية، التى كنتم تعتزمون تنفيذها على أرضنا.
غمغمت فى حدة:
- لن يمكننى إقناعك بأن (أدهم) هو من دس ذلك المخطّط الزائف فى ثيابى، ولكن كيف قيًَّدت نفسى ورجالى بعدها؟! ... ألم تلق على نفسك هذا السؤال ؟!..
ابتسم فى سخرية قاسية، وهو يقول:
- محاولة يائسة ولكنها فاشلة، فلقد اعترف (ريو) بانك حاولت قتله، بعد إحباطه محاولة رجليك القضاء على زبونه، ولقد دافع عن نفسه، وامكنه التغلًَّب عليك وتقييدك.
صمتت لحظات مبهوتة، ثم اندفعت تقول فى حدة:
ومن أرسل ذلك الخطاب فى رأيك؟!
هزًَّ كتفيه، قائلاً:
- لن يصنع هذا فارقاً كبيراً.
ثم مال نحوها مرة اخرى، وهو يقول بكل الصرامة:
- إنهما جريمتا قتل يا سيًَّدة (تيا)، وتهمة تعريض أمن البلاد للخطر، ولدينا كل الاثباتات التى تدينك، ونحن هنا لا نتسامح مع جرائم الإرهاب والقتل، ولدينا عقوبة واحدة بشأنها، كافية لأن تردع من هم على شاكلتك، ممن يضمرون لوطننا شراً.
وازداد ميله نحوها، وهو يضيف بكل القسوة:
- الإعدام.
امتقع وجهها فى شدة، وراح عقلها يدمى فى كيانها...
لقد أحكم (أدهم) لعبته بحق...
استدرجها إلى حيث يريد...
وألقى بها حيث يشاء...
أدار اللعبة فى مهارة يحسد عليها؛ حتى تدفع ثمن ما فعلته بزوجته...
وهى، ومهما قالوه أو فعلوه، لا تشك لحظة فى أنه من واجهته هناك، وسط الاشجار ...
ولكن كيف فعل كل هذا؟!...
كيف؟!...
وكان هذا هو السؤال بحق...
كيف؟!...
* * *

السبت القادم بإذن الله تعالى يتم نشر الفصل الأخير

 
 

 

عرض البوم صور عهد Amsdsei   رد مع اقتباس
قديم 21-04-12, 08:42 PM   المشاركة رقم: 47
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Mar 2012
العضوية: 237197
المشاركات: 30
الجنس أنثى
معدل التقييم: زهره النيل عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 38

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زهره النيل غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عهد Amsdsei المنتدى : رجل المستحيل
افتراضي

 

تسلمى يا احلى عهوده فى الدنيا والله ما قدرت انام الا لما اشوف نزل الفصل ولا لسه الله يسعد ايامك كلها

 
 

 

عرض البوم صور زهره النيل   رد مع اقتباس
قديم 21-04-12, 10:48 PM   المشاركة رقم: 48
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Mar 2012
العضوية: 237306
المشاركات: 417
الجنس أنثى
معدل التقييم: dosa abdo عضو سيصبح مشهورا قريبا جداdosa abdo عضو سيصبح مشهورا قريبا جداdosa abdo عضو سيصبح مشهورا قريبا جداdosa abdo عضو سيصبح مشهورا قريبا جداdosa abdo عضو سيصبح مشهورا قريبا جداdosa abdo عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 550

االدولة
البلدLibya
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
dosa abdo غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عهد Amsdsei المنتدى : رجل المستحيل
افتراضي

 

شكرا حبيبتي وربنا مايحرمنا منك يا احلى عهود



 
 

 

عرض البوم صور dosa abdo   رد مع اقتباس
قديم 22-04-12, 08:01 AM   المشاركة رقم: 49
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري


البيانات
التسجيل: Jul 2007
العضوية: 32680
المشاركات: 18,283
الجنس أنثى
معدل التقييم: عهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسي
نقاط التقييم: 9761

االدولة
البلدYemen
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عهد Amsdsei غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عهد Amsdsei المنتدى : رجل المستحيل
افتراضي

 
دعوه لزيارة موضوعي

زهووورة و دوووسة العفووو حبيباااااااتي

والله قلت اشيك هل نزل الفصل ولا لأ عشان عيونكم

تسلمواا

 
 

 

عرض البوم صور عهد Amsdsei   رد مع اقتباس
قديم 24-04-12, 11:19 PM   المشاركة رقم: 50
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري


البيانات
التسجيل: Jul 2007
العضوية: 32680
المشاركات: 18,283
الجنس أنثى
معدل التقييم: عهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسي
نقاط التقييم: 9761

االدولة
البلدYemen
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عهد Amsdsei غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عهد Amsdsei المنتدى : رجل المستحيل
افتراضي

 
دعوه لزيارة موضوعي

السلام عليكم

مفاجأة ولا فــــــــــــي الأحلام


الفصل الأخيـــــــــــــر من أدهم .. وأخيرا وصلنا لنهاية المشواار

الفصل الأخير ... الختام

" دكتور (مصطفى) ..."...
التفت الدكتور (مصطفى أيمن)، طبيب مستشفى (وادى النيل)، إلى مصدر النداء، وارتفع حاجبيه فى دهشة، عندما فوجئ بأن مصدره مدير المخابرات شخصياً، فهب يقول فى احترام:
- سيادة الوزير.
صافحه الوزير فى هدوء، وهو ينظر إلى عينيه مباشرة، على نحو جعله يتساءل، فى مزيج من القلق والحذر:
- أهى زيارة عادية لتفقًَّد أحوال المستشفى يا سيادة الوزير، أم ...
لم يكمل تساؤله، فابتسم الوزير، وهو يقول فى هدوء:
- أم ...
ثم جلس على مقعد قريب، وأشار للدكتور (مصطفى) بالجلوس، قبل أن يقول، دون أن يرفع عينيه المتفرستين عن وجهه:
- كنت أطالع أحد الملفات، عندما توًَّقفت حائراً، أمام نقطة تتعلًَّق بك يا دكتور (مصطفى).
عاد حاجبا الدكتور مصطفى يرتفعان، وهو يقول فى دهشة قلقة:
- بى أنا ؟!
أجابه المدير فى هدوء:
- على نحو غير مباشر.
تضاعفت قلق وتوتر الدكتور مصطفى، وهو يغمغم:
- خيراً ؟!
اعتدل مدير المخابرات، وهو يقول فى اهتمام:
- القضية التى أتحدًَّث عنها، كانت محيًَّرة للغاية، ولكننا نجحنا فى كشف الكثير من غموضها، وعرفنا كيف سارت الأحداث فيها، ولكن بقيت أمامنا نقطة واحدة، لم أجد لها تفسيراً مقنعاً.
لم ينبس الدكتور (مصطفى) ببنت شفة، وهو يتطلًَّع بكل القلق إلى مدير المخابرات، الذى مال نحوه، متسائلاً:
- لماذا أشرت على السيًَّد (قدرى) بالسفر إلى (أسوان)، والإقامة فى فندق جزيرة (إيزيس) بالتحديد؟!
حدًَّق الدكتور (مصطفى) فى وجهه بكل دهشته، قبل أن يغمغم:
- كنت أنفذ أوامرك يا سيادة الوزير.
أخفى مدير المخابرات دهشته البالغة، وهو يقول:
- أوامرى أنا؟!
بدا الدكتور (مصطفى) اكثر توتراً، وهو يجيب فى انفعال:
- بالتأكيد يا سيادة الوزير... لقد تلقيت اتصالاً هاتفياً من رقم مجهول، ولقد اعتدت ان تأتى الاتصالات المشابهة من رجال مخابرات، وعندما أجبت أمكننى تمييز صوتك، الذى أعرفه جيداً، وانت تطلب منى أن أشير على السيًَّد (قدرى) بالاستشفاء فى فندق جزيرة (إيزيس) فى (اسوان)؛ لأنه يمكنكم تامين وجوده هناك.
تطلع إليه مدير المخابرات فى صمت، حاول أن يخفى به ذلك الانفعال الجارف، الذى تموج به أعماقه، قبل ان يغمغم:
- إذن فقد كانت هذه أوامرى.
أجابه الدكتور (مصطفى)، بنفس الانفعال:
- حتماً يا سيادة الوزير، ولقد أطعتها دون مناقشة كالمعتاد، وفقاً للقواعد المتبعة هنا.
صمت مدير المخابرات بضع لحظات، وهو يتطلع إليه، ثم لم يلبث أن غمغم:
- هذا يضع القطعة الناقصة من البازل*
ظلًَّ الدكتور (مصطفى) يتطلع إليه فى تساؤل، حتى نهض المدير، ومنحه ابتسامة هادئة، وهو يقول:
- معذرة يا دكتور (مصطفى) ... كنت أكمل الصورة فحسب.
وغادر المكان، تاركاً الدكتور (مصطفى) خلفه، وعيناه مازالتا تحملان الحيرة ...
كل الحيرة...


* * *

" حمداً لله على سلامتك يا سيًَّد (قدرى)..."...
نطقها رجل المخابرات المصرى (حلمى)، مضيفاً إليها ابتسامة كبيرة، فتطلًَّع إليه (قدرى) بنظرة خاوية، قبل أن يغمغم:
- ماذا عن السيًَّد (نادر)؟!
لوًَّح (حلمى) بيده، قائلاً:
- إنه بخير ... كانت إصابة رأسه محدودة، ولكنهم يضعونه تحت الملاحظة؛ للتأكد من عدم إصابته بارتجاج فى المخ.
نهض (قدرى)، قائلاً فى خفوت:
- حمداً لله على سلامته.
استعاد (حلمى) جديته، وهو يقول:
- لقد احترقت سيارته بالكامل، ولكنكما كنتما خارجها، وعلى مسافة جيدة منها، بحيث لا تمسكما النيران .... ونحن نتساءل فى الواقع، كيف نجحتما فى الخروج من السيارة، على الرغم من أن الأطباء أجزموا بأن (نادر) قد فقد وعيه، مع قوة الصدمة؟!
حاول (قدرى) استعادة تلك اللحظات، وهو يغمغم:
- لقد أخرجنا ...
بتر عبارته دفعة واحدة، وبدت عليه الحيرة لحظة، قبل ان يكملها فى تردًَّد:
- شخص ما، لم أتبين ملامحه جيداً.
مال عليه (حلمى)، يسأله فى اهتمام:
- أهو قائد تلك السيارة (الهامر)، التى تحدًَّث عنها شهود الواقعة؟!
حدًَّق (قدرى) فى وجهه لحظات، قبل ان يغمغم:
- لست ادرى.
اعتدل (حلمى) يتطلًَّع إليه بضع لحظات فى صمت، ثم قال فى حزم:
- ما رواه شهود الواقعة، يشير إلى ان تلك السيارة (الهامر) قد انقذتكما من موت محقًَّق، عندما ارتطمت بالسيارة التى حاولت قتلكما، والتى سالت منها كمية كبيرة من الوقود، قبل أن تنفجر، وتشتعل فيها النيران.
بدت حيرة مرتبكة، على وجه (قدرى)، وهو يغمغم:
- أذكر شيئاً كهذا.
أشار (حلمى) بيده، مكملاً:
- وبعدها ارتطمت تلك السيارة بأخرى، ودارت بين قائدها وراكبى السيارة الاخرى معركة قصيرة، حسم بها قائد (الهامر) الامر، قبل أن يهبط إلى سيارتكما، قبيل أن تندلع فيها النيران، والمنطق يقول: إنه من اخرجكما من السيارة قبل اشتعالها.
حاول (قدرى) عبثاً استعادة تلك الذكرى، ثم لم يلبث أن هزًَّ رأسه، وقال فى إرهاق:
- مادمت تقول هذا.
التقط (حلمى) نفساً عميقاً، وهو مازال يتطلًَّع إليه، قبل أن يعاود الحديث، قائلاً:
- المشكلة أن السيارة وقائدها قد اختفيا تماماً بعدها، ولم تجد الشرطة الفرنسية لأرقامها أى وجود فى سجلاتها الرسمية، ولا حتى فى سجلات الاتحاد الاوروبى كله.
شعر (قدرى) بصداع وحيرة شديدين، فأمسك رأسه، مغمغماً:
- لست أذكر شيئاً... لا أستطيع أن أذكر شيئاً.
شعر (حلمى) بالإشفاق، وهو يقول:
- لا عليك يا سيد (قدرى) ... لا ترهق نفسك بمحاولة التذكًَّر؛ فيبدو أنك قد فقدت وعيك مع الحادث، وليس من الطبيعى أن تذكر أية تفاصيل.
ثم ربًَّت على كتفه المكتظة، وهو يضيف بابتسامة هادئة:
- لقد اعددنا لك وجبة دسمة شهية؛ حتى تستعيد نشاطك، قبل أن تذهب إلى فندقك.
لوًَّح (قدرى) بيده، قائلاً فى أسى:
- ليست لدى أية شهية للطعام.
ارتفع حاجبا (حلمى) فى دهشة، قبل أن يبتسم ابتسامة مشفقة، مغمغماً:
- هذا يتعارض مع شهرتك الاسطورية يا سيد (قدرى).
أطلق (قدرى) زفرة حارة، وهو يغمغم:
- ما مررت به يتعارض مع كل شئ.
ربًَّت (حلمى) على كتفه مرة أخرى، فى إشفاق أكثر، ثم قال:
- ستقضى ليلة واحدة فى الفندق، ثم سأصطحبك فى طائرة العاشرة من صباح الغد إلى (القاهرة).
هزًَّ (قدرى) رأسه، متمتماً فى خفوت:
- لا بأس.
تمتم بها، وهو يقاوم فى شدة دمعة ساخنة، قاتلت للفرار من عينه...
لقد فعل كل ما فعل، وواجه كل ما واجه، دون ان يبلغ ما أراد...
ودون أن يحسم مصير (أدهم) و(منى)...
وبكل الأسف...
* * *

" التبديل تم مرتين..."..
قالها مدير المخابرات العامة المصرية لنائبه فى حسم، فسأله هذا الاخير فى اهتمام شديد:
- كيف يا سيادة الوزير؟!
أشار المدير بيده، قائلاً:
- فى البداية كان (ن-1) هنا، فى (مصر)، التى حضر إليها بجواز سفر أحد موظفى مؤسسته فى (نيويورك)... ومن هنا بدأ خطته العبقرية، فانتحل صوتى؛ ليدفع (قدرى) للسفر إلى (أسوان)، وإلى فندق جزيرة (إيزيس) بالتحديد، والذى التقى فيه بجاره السيًَّد (سالم إبراهيم)، وكان من الطبيعى، على الرغم من حالته، ان يشير (سالم) إلى أمر القرية النوبية، مما دفع (قدرى) للذهاب إليها ... وهناك التقى به (ن-1)، وهو ينتحل شخصية (حامد إبراهيم)، الذى هو نفسه (سالم إبراهيم)، وروى له قصة وهمية، كان واثقاً أن أعدائه سينصتون إليها، بوسيلة أو أخرى، وهو كرجل مخابرات اكثر من محترف، يعلم الكثير عن تقنيات التنصًَّت الحديثة.
غمغم نائبه فى لهفة:
- هذا صحيح.
تابع مدير المخابرات، دون أن يتوًَّقف عند تعليق نائبه:
- وبعدها سافر (ن-1)، بجواز سفر (سالم)، إلى (باريس)، الذى علم ان (قدرى) سيسافر إليها، عقب سماعه تلك القصة الوهمية عن (جوزى) ... وهناك بدأت اللعبة الحقيقية.
غمغم النائب فى اهتمام:
- هل انتحل سيادة العميد شخصية ذلك السائق بالفعل؟!
ابتسم المدير، وهو يقول:
- (ن-1) أكثر ذكاءاً من أن يفعل ... الذى التقى (قدرى)، امام مطار (أورلى)، هو (ريو بتشولى) بالفعل، والذى يدين له بالكثير، كما روى هو بنفسه، ولأن (ن-1) كان يعلم أن أعدائه سيراقبون (قدرى)، فور وصوله إلى (باريس)، فقد دفع (ريو) لإثارة شكوكه، حتى يلجأ (قدرى) إلى التأكد من حقيقة هويته، ويرصد الكل هذا.
سأله النائب، وقد تضاعف اهتمامه:
- متى حدث التبديل إذن؟!
أشار المدير بسبًَّابته وإبهامه، وهو يقول:
- أخبرتك إنه قد حدث مرتين.
ثم تابع فى اهتمام:
- المرة الاولى عندما انفصل (ريو) عن (قدرى)، عند مخيًَّم الغجر ... لقد حل (ن-1) محله، فى تلك اللحظة، وهو ينتحل شخصيته، وكان هو من هاجم الرجلين، اللذين حاولا قتل (قدرى)؛ فمن أهم سمات (ن-1)، انه يدافع دوماً عن أصدقائه، مهما كان الثمن ... المدهش أنه عندما شك (قدرى) فى أمره، فى تلك المرحلة، عرض عليه (ن-1) فى ثقة أن يتأكًَّد من شخصيته مرة أخرى، وكان من الذكاء، بحيث عرض هذا، على نحو جعل (قدرى) يشعر بسخافة موقفه، فلم يقدم على الامر.
التقط النائب نفساً عميقاً؛ فى محاولة لتهدئة انفعالاته، قبل ان يقول:
- إذن فالذى خاض مطاردة السيارات كان سيادة العميد!!..
أجابه المدير فى حزم:
- بالضبط.
ثم تابع فى اهتمام:
والذى طارد (تيا) ورجليها وسط الأشجار، وفقاً لرواية (نادر)، كان (ن-1) أيضاً، اما الذى عاد إلى (نادر) و(قدرى) فقد كان (ريو بتشولى)، فهناك، ووسط الأشجار، تم التبديل الثانى.

بدا النائب مبهوراً، إلى حد دفع المدير للاستطراد، قائلاً:
- أتصوًَّر أن (تيا) ومن معها، أصيبوا بصدمة كبيرة، عندما فوجئوا بالسائق الحقيقى أمامهم، مما ساعد (ن-1) على السيطرة عليهم فى سهولة اكثر، قبل أن يطلب من (ريو) الذهاب، إلى حيث ترك (قدرى) و(نادر).
قال النائب فى حماس:
- لهذا تأكًَّد الإثنان من شخصية (ريو)، ومن أنه ليس سيادة العميد متنكراً.
اشار المدير بسبًَّابته، قائلاً فى حزم:
- بالضبط ... فقد كان (ريو بيتشولى) الحقيقى، والذى ساعده ما تلقاه من تدريبات، على يد المخابرات السوفيتية، على اتقان دوره، وإن أشار (نادر) إلى حيرته، عندما شكره (قدرى) على إنقاذه؛ لأنه لم يكن يعرف بالفعل ما الذى يتحًَّدث عنه (قدرى) ... اما (ن-1)، فقد بقى مع (تيا) ورجليها؛ ليتم مهمته الأصلية، التى خطط لكل هذا، حتى يفوز بها.
حمل صوت النائب نشوته، وهو يغمغم:
- أن تدفع (تيا) ثمن ما فعلته بالمقدًَّم (منى).
ابتسم المدير، وهو يقول:
- ولقد كان له ما أراد ... (تيا) محتجزة الآن، فى أحد السجون الفرنسية، ذات الإجراءات الأمنية القصوى، وستحاكم بتهمة الإرهاب، وبتهمتى قتل، أثبتتهما كل الأدلة.
صمت النائب بضع لحظات مبهوراً، قبل أن يغمغم فى إعجاب واحترام بالغين:
- من عظيم الخسارة أن يعتزل سيادة العميد العمل.
ابتسم المدير، وهو يقول:
- أمثال (ن-1) لا يعتزلون العمل أبداً.
وصمت لحظة، ثم أضاف وابتسامته تتسع:
- يمكنك اعتبارها إجازة نقاهة طويلة، وأجزم لك بأنه سيعود بكل قوته، فور سماعه الكلمة السحرية.
أطلًَّ تساؤل من عينى النائب، فأضاف المدير بمنتهى الحزم:
- أمن (مصر).
وعلى الرغم من خبرته الطويلة، شعر نائب مدير المخابرات المصرية بقشعريرة عجيبة تسرى فى جسده، فور سماعه اسم (مصر)، وشد قامته فى وقفة عسكرية صارمة، وهو يقول بكل قوته:
- كلنا هذا الرجل ياسيادة الوزير.
انتظر مدير المخابرات، حتى انصرف نائبه، ثم اخرج من درج مكتبه تلك الصورة، التى حللتها أجهزة القسم الفنى، للمرأة المسنة، التى اصطحبت (آدم) من مدرسته، فى (بئر سبع)، وتطلًَّع إلى وجه تلك الشابة، الذى بدا أسفل تنكرها، وغمغم فى ارتياح:
- إذن فأنت على قيد الحياة.
هذا لأنها كانت، وبكل وضوح، صورة (منى)...
المقدًَّم (منى توفيق)...
شخصياً...
* * *

لم يستطع (قدرى) كبح تلك الدمعة الساخنة، التى تحررًَّت من عينه، وسالت على وجنته، وهو يعد حقيبته، استعداداً للسفر فى الصباح التالى، والعودة إلى الوطن...
كان يشعر بالإحباط؛ لأنه لم يستطع حسم مصير (أدهم) و(منى)...
تلك الذكرى المشوًَّشة فى أعماقه، قبل فقدانه الوعى، عقب انقلاب سيارة (نادر)، كانت تؤكًَّد له أنه قد سمع صوت صديقه ...
صوت (أدهم) ...
ولكنه لا يستطيع الجزم بهذا....
على الإطلاق...
وها هو ذا مضطر للعودة إلى الوطن، دون أن يحسم الأمر...
ودون أن يطمئن ...
كان غارقاً فى مشاعره، عندما سمع طرقات هادئة على باب حجرته، فأسرع يمسح دموعه، قبل أن يفتح الباب...
ثم تراجع فى دهشة ...
فامامه مباشرة، وقف (ريو) مبتسماً، وهو يحمل لفافة كبيرة، قائلاً:
- بنسوار مسيو (قدرى).
مضت لحظة من الدهشة، قبل ان يغمغم (قدرى):
- (ريو) ... كيف علمت بمكانى؟!... المفترض أن ...
قاطعه (ريو)، وهو يناوله تلك اللفافة الكبيرة، قائلاً:
- مسيو (لو جراند) يرسل لك تحياته.
التقط (قدرى) اللفافة فى تلقائية، وهو يسأله فى لهفة:
- (لو جراند)؟!... هل أخبرته أننى أريد أن ألتقى به؟!
ابتسم (ريو) ابتسامة كبيرة، وهو يقول:
- عندما يحين الوقت المناسب، سيلتقى هو بك مسيو (قدرى).
ثم مال يغمز بعينه، مضيفاً:
- ومدام (لو جراند) أيضاً.
قالها، ثم اندفع ينصرف فى سرعة، قبل أن يلقى عليه (قدرى) سؤالاً آخر.
ولثوان وقف (قدرى) أمام باب حجرته المفتوح، وهو يحمل تلك اللفافة الكبيرة، قبل أن يدفع الباب بقدمه، ثم يضع اللفافة على المائدة ويفتحها، فانبعثت منها رائحة شهية، وسقطت منها بطاقة ملوًَّنة، أسرع يلتقطها، ويلقى نظرة عليها....
وانتفض جسده بكل قوته...
فالبطاقة كانت تحمل كلمات قليلة، بخط يعرفه جيداً...
كلمات تقول:
- اشتقنا إليك كثيراً يا صديقنا العزيز... سنلتقى قريباً بإذن الله ... مع تحيات الزوجين (كازانسخى) ... ملحوظة: (آدم) الصغير يرسل إليك تحياته أيضاً؛ فهو مبهور بما نرويه له عنك ... شهية طيبة.
حدًَّق فى الكلمات، وجسده كله ينتفض انفعالاً، وقلبه يخفق بكل قوته، قبل أن يصرخ بكل سعادة الدنيا:
- إنهما على قيد الحياة ... إنهما سالمين وعلى قيد الحياة.
وبكل جسده الضخم، راح يرقص فى حجرته، وهو يطلق ضحكات عالية، قبل أن يندفع نحو ذلك الطعام الشهى، الذى حوته تلك اللفافة الكبيرة، هاتفاً:
- مازلت تذكرين ذوقى فى الطعام يا عزيزتى الغالية (منى).
ولأوًَّل مرة، منذ ما يزيد عن أربعة أشهر، راح يلتهم ما أمامه من طعام ...
وبكل شهية الدنيا...
وكل سعادة الدنيا ....
كلها.
* * *



تمت بحمد الله

 
 

 

عرض البوم صور عهد Amsdsei   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أدهم, الوداع
facebook




جديد مواضيع قسم رجل المستحيل
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 05:28 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية