كاتب الموضوع :
روفـــي
المنتدى :
روايات عبير الاحلام المكتمله
الجزء الثاني عشر / بقلم RAFDO
قالت بحدة "إن لم يرحل سأرحل انا ..أفهمت؟" ثم ابتعدت بحنق جعل الكرسي يتأرجح بقوة ليقع على الأرض الخشبية لغرفة الطعام ......
ولكنها لم تكد تخطو خطوتين باتجاه الباب حتى احست بساقيها تنثنيان تحتها كانت الرؤيا تغيم امام ناظريها مدت يديها الاثنتين بحثاً عما تستند اليه حتى تمنع نفسها من السقوط .... فهي لا تريد المزيد من الذل والاهانة امامه ... هو الذي جاء يصحب عشيقته متباهياً بها , فلتحل عليها اللعنة اذا اظهرت لمحة ضعف امامه ....
لكن افكارها الشجاعة كلها لم تتمكن من مساعدتها .... كانت تهوي .... ارادت الصراخ كلا ... يا الهي ارجوك .... ليس امام الجميع .....
وسقطت على ارض غرفة الطعام فاقدة للوعي .
صرخ الكس بجنون وهو يسرع باتجاهها : اللعنة يا البرتو... لقد تعهدت لي بعدم الضغط عليها اخبرتك ان الطبيب قال انها لايجب ان تتعرض لأي نوع من الانفعالات فهي لم تتجاوز صدمة الحادث بعد ....
وما كاد اليكس يصل اليها ليرفعها عن الارض حتى احس بنفسه يطير ليحط في الجهة الاخرى من صالة الطعام وترافق سقوطه مع صوت يدوي كهزيم الرعد قائلاً : ارفع يديك عنها ....
ذلك الاحمق الايطالي لقد شده من جاكيته ليرميه عبر الغرفة حتى لا يلمسها ... اقسم انك لمجنون يا البرتو .... اسرعت مارينا المصعوقة راكضة نحو الكس وهي تهتف حبيبي هل انت بخير ... اسندته لينهض بمساعدة ساندي التي كانت على وشك البكاء .... في تلك الاثناء انحنى البرتو ليحمل كاثرين بين ذراعيه بلا اية مشقة قائلاً من بين اسنانه : استدع الطبيب حالاً .....
اه يا الهي ليس ذلك الحلم الغبي مرة اخرى ... انها المرة الالف التي تحلم به يضمها بين ذراعيه ..... حسناً وما الضير ان كان الامر مجرد حلم ..بل لم لا تستغل الحلم لتنعم بشيء من السعادة ...التي حرمت منها في الواقع . ضمت نفسها الى صدره والصقت انفها بعنقه تستنشق تلك الرائحة التي تعشقها .... يا الهي كيف لحلم ان يكون بهذه الحيوية .... كيف لها ان تشعر بذلك العرق النابض في عنقه قرب فمها ... بشفتيه تمران على صدغها !!!؟؟؟ ايعقل ان يكون الحلم حياً هكذا ؟؟!!
هتف بصوت اجش : كاترينا
ذاب قلبها لسماع ذلك النداء ... ذلك الدلع الايطالي لاسمها الذي كان يناديها به في اشد لحظات تأثره و سعادته ....
حركت شفتيها تريد ان تهمس باسمه ... تريد ان تقول له ابقى معي ... هنا في حلمي ....
ولنجعل الحلم مدينتنا السعيدة ...
نحيا بها بعيداً عن كل الاحزان .....
وننآى بها بعيداً عن كل الاحقاد ...
ابقي معي ... مهما طلبت منك ان ترحل ..... ابقى معي فمعك الحياة تصير اجمل .... ويدك تداعب خدي كبتلات وردة من المخمل
وهمسك يدفئ وحشة ليلي ..... ولمسك يوقف رعشة قلبي ..... وبريق عينيك يأسرني ويرغمني على الاعتراف بأنني .......
ولكنها لم تستطع ان تنطق... كانت تحس بقلبها يخفق بجنون وآلاف المطارق تضرب في رأسها عبر كل الجوانب .... شفتاها الجافتان لم تستطيعا ان تنطقا بكلمة مما فكرت فيه , جلّ ما استطاعت ان تقوم به هو رفع ذراعيها لتحيط عنقه وتشد نفسها الى صدره دافنة رأسها في تجويف كتفه .... ما الذي يمنع المرء ان يستغل الحلم ويستمتع به ... فهي لم تعد تملك الحق في القيام بهذه الاشياء في يقظتها .... لم تعد تستطيع اصبح عليها الابتعاد عنه ... من اجله ....اه ليتها لم تسمع لتلك الحكاية ... ليتها لم تتكلم مع صوفيا ... لكانت الان ....
اه ازدادت الضربات في رأسها ايلاماً واحست بالبرد, فلم يعد البرتو يسكن حلمها .... لماذا .... لماذا ..... وخزة في ذراعها جعلتها تغيب في عالم يحيط به السواد .
$: $: $: $: $: $: $: $: $: $: $: $:
فتحت عينيها بمشقة .... اين هي ؟؟ ما الذي حصل .... ويبدو انها نطقت بأسئلتها بصوت عالٍ لأن صوتاً رقيقاً اجابها :
لا بأس عليك انستي انت بخير .... في غرفتك في مزرعة السيد فيرغسون .... بالمناسبة انا جينفر ممرضتك ....
كانت الممرضة سيدة في حوالي الاربعين بشوشة ذات نظرة امومية .
يبدو انك لم تتناولي الطعام بشكل كاف وكنت مرهقة فأغمي عليك البارحة بشكل مفاجئي ولكن اطمئني فكل شيء على ما يرام
احست كاثرين بمرارة في فمها فهمست قائلة هل لي ببعض الماء من فضلك .... اسندتها الممرضة رافعة اياها شربت الكوب كاملاً وعادت للاستلقاء على الوسادة .
قالت الممرضة بعينين لامعتين : لقد بقي السيد الى جانبك طوال الليل رافضاً ان يتحرك خطوة واحدة ولكنه غادر منذ قليل
قالت كاثرين مندهشة : هل بقي اليكس هنا معي ؟؟
فردت الممرضة : كلا ان اللذ........ قاطعها طرق على الباب ليدخل الكس بادي الحزن والقلق ... هتفت الممرضة بسرور حسناً سأذهب لأعد لك الافطار فيجب ان تاكلي بشكل جيد .... انتن يا نجمات السينما سيقتلكن سوء التغذية يوماً وخرجت مغلقة الباب خلفها .
ابتسمت كاثرين لتسري عن الكس قائلة : هييه اليكس انه مجرد اغماء وليست نهاية العالم هيا تعال واجلس
لقد قلقت عليك .... لم اكن اعرف ان هذا سيحصل لكن البرتو اصر .... قاطعته كاثرين قائلة : لقد انقضى الامر يا الكس ... لكنني لا ازال عند رأيي اما ان يرحل هو او ارحل انا فلا يمكننــــــ ....
لقد رحل
رحل هذا الصباح برفقة مارينا
احست بقبضة باردة تمسك قلبها وتعتصره ناشرة الصقيع في كل جنباته ...... رحل ..... هكذا بكل بساطة ..... لقد كان عنيداً منذ ان عرفته ..... لم يستسلم لتحد يوماً ...... لم يدع احداً يمنعه من تنفيذ امر يريده .... هكذا بكل بساطة رحل !!!!!؟؟
هتفت بلوعة : رحـــــــــــــــــــــل
فرد الكس مرتبكاً اجل عزيزتي اليس هذا ما تريدينه
فردت بآسى : بلى ... بلى .... هذا ما يجب ان يكون .
اخرج اليكس من جيبه ظرفاً ابيض وقدمه اليها قائلاً : لقد ترك لك هذا قبل ان يغادر, امسكت كاثرين بالظرف احست بملمسه صلباً بعض الشيء .... رفعت نظرها الى الكس قائلة : اشكرك
سأغادر الآن لأرى ما حصل لافطارك الذي يبدو بأنه اختطف على الطريق
حاولت كاثرين الابتسام رداً على مداعبته ... بينما كانت تواقة لخروجه وتركها لوحدها .
فتحت الظرف بيدين مرتعشتين لتسقط على الفور قلادتها ..... يا الهي شهقت كاثرين رافعة اياها وضمتها الى صدرها وعينيها الدامعتين تحكيان قصة حبها لتلك القلادة .... لقد اعادها اليها .... قلادتها الغالية تلك التي كانت قد وضعت بداخلها وفي لحظة طيش ومراهقة صورة له ليبقى دائماً قريباً من قلبها ..... وصورة لها لتبقى دائماً الى جانبه .... ... كانت تفكر ان تشتري له في عيد ميلاده تصميماً مشابهاً بشكل قلب على ان تكون ساعة لجيبه الداخلي .... سيكون لونها فضياً فهو يكره استخدام الاشياء التي صنعت من الذهب ههه يقول انها لانصاف الرجال ....
انتبهت الى الورقة التي لا زالت في داخل الظرف اخرجتها بسرعة لتقرأ .
لقد وجدتها على الصخور في ليلة الحادث
انا لا افقد ابداً ما كان يوماً ما ملكاً لي , تذكري ذلك جيداً .
حملت القلادة وتلمست بحنان النقوش التي زينت سطحها ..... ترى ماذا تقول تلك الكلمات ؟؟؟ عندما سألته عنها في فترة ماضية ضمها الى قلبه بقوة قائلاً :
سأعلمك الايطالية يوماً ما حتى تستطيعي قرائتها بنفسك .
ضغطت على الزر الصغير الذي لا يكاد يرى في جانبها لتنفتح الجهة العليا من القلب عن صورة لـ البرتو ... اه من تلك الابتسامة ومن هاتين العينين ومن هذا الفم الذي حلمت بها ليلة البارحة يهمس بكلمات ايطالية كثيرة لم تفهم منها شيئاً ولكنها شعرت بها تستوطن في اعماق قلبها .
نقرة على الباب جعلتها تعود من احلام يقظتها التي اصبحت لا تنقطع هذه الايام .
دخلت الممرضة تحمل صينية وضعت عليها عصير البرتقال والخبز المحمص وزبدة تشع بلون ذهبي مع صحن كبير من السجق والبيض وضعتها امام كاثرين قائلة : سأتيك بالقهوة فور انتهائك من الطعام ..... اشاحت كاثرين بوجهها وقد شعرت بالغثيان قائلة : ارجوك لا رغبة لي بتناول اي شيء خذيها من هنا
ضحكت الممرضة بصوت عال قائلة : والله ان هذا الرجل لساحر
تعجبت كاثرين .... من ؟؟
اجابت الممرضة بابتسامة حالمة بلهاء : ذلك الجميل ازرق العينين .... السيد مونديني بيرتلوتشي قالتها محاولة تقليد اللكنة الايطالية بفشل ذريع
وتابعت لقد قال لي تماماً : ستشيح بوجهها وتخبرك بأنه لا تريد الطعام اياك ان تستمعي لها
شعرت كاثرين بغصة تخنقها ... انه يعرفها ... اكثر مما تعرف نفسها ..... لماذا كان عليهما ان يفترقا لماذا .. ؟؟؟!!!!
لذا يا صغيرتي يجب ان تأكلي ....اه .... ثم مدت يدها الى جيب ثوبها الابيض المكوي بأناقة وسحبت منه شيئاً ما متابعة : ولقد ترك لك هذه قائلاً : .... ام .... لحظة لا بد ان اتذكر .... امنحيني لحظة واحدة .... يا الهي لقد اصبحت عجوزاً .... اها ... نعم تذكرت قال بالحرف الواحد : اخبريها بأنني سأفعل .
نظرت كاثرين الى قطعة شوكولا الباونتي التي تمدها الممرضة باتجاهها شاعرة بالبلاهة فلم تستوعب الامر
قالت الممرضة بحشرية : ما الذي سيفعله .... وما دخل الشوكولا بالامر
اغمضت كاثرين عينيها كي تمنع الدموع من الانهمار انهاراً على وجنتيها .... احست ان احدهم يطبق بيديه على حنجرتها ضاغطاً حتى لم يعد بالامكان ابتلاع ريقها .... تذكرت يوم كانت تعد الايام لإجازتها في هاواي .... وفي اليوم المقرر تأجلت الرحلة بسبب سوء الاحوال الجوية وغمرتها كآبة شديدة .... فما كان منه الى ان نصب لها ارجوحة شبكية في حديقة منزله وجلب لها عصيراً في جوزة هند واخذ يلقى النكات عن هاوي ... ويحاول تسليتها .... تذكرت كم استمتعت يومها ونسيت كل همومها وكيف كانت تأكل حلواها المفضلة باونتي وهي تلوح له بالغلاف الفارغ مقلدة الاعلان التجاري وتقول ,,اعدني الى عالم احلامي ,,
هل سيفعل ذلك هل سيعيدها الى العالم الذي تحلم به ؟؟؟!!!!! .
يا للهول .... ما الذي دهاها ..... اصبحت كمراهقة غبية تعيش على الخيال والاوهام .... وتقضي يومها بأحلام اليقظة ....... تحتاج الى صفعة توقظها .... لقد رحل ... كفي عن العيش على بقايا الذكريات ... لن يعود الى حياتك .... لا يجب ان يعود ...... لقد انتهى كل شي .... انتهى .... انتهى
القت بقطعة الباونتي على الصينية الموضوعة امامها قائلة للمرضة :
بلا اية كلمة نقاش خذي هذه الصينية من وجهي واحضري لي قهوة فقط
ولكن انستي .... الـ
ولا كلمة والا طردتك مباشرة ...
حملت الممرضة المصدومة صينية الطعام واتجهت ناحية الباب باحباط وهي تقول : حسناً انستي ولكن وكيل اعمالك اتصل اكثر من عشرين مرة منذ الصباح وهو مصر على الحديث معك لقد كان اتصاله الاخير قبل عشر دقائق وقال اما ان تفتحي هاتفك النقال وانا ان يحضر بنفسه .
اومات كاثرين برأسها وتناولت هاتفها النقال من الدرج بجانب سريرها وهي تغمغم بسخط : ما الذي يريده هذا الاحمق الان ؟؟؟
هالو
جميلتي ..... حسناء هولييوود .... اجمل جميلات السينما في القرن الواحد والعشرين
كيف تقضين ايامك ؟
دعك من هذا الكلام الفارغ وادخل في الموضوع مباشرة فأنا لا رغبة لي في الحديث
حسناً اهم الاشياء اولاً : عليك ان تستعدي للسفر بعد ثلاثة ايام
لست مستعدة للسفر الى اي مكان وانا متعبة جداً في هذه الفترة
اختفى المرح من صوت وكيلها وتابع بمنتهى الجدية : اسمعي يا كاثي ... انت الان في وضع صعب ... لقد تكاثرت الاشاعات بعد الحادث الذي تعرضت له وبشكل بغيض ... بعضها يقول انك حاولت الانتحار ... والبعض الاخر يدعي انك مصابة بانهيار عصبي ... واخرون يقولون انك تعانين من التشوهات ....
وانت تعلمين ما نوع العمل الذي نخوض غماره .... شركة الانتاج تتصل بي منذ 3 ايام بلا انقطاع ومديرها يكاد يصاب بالجنون ويهدد برفع دعوى قضائية عليك اذا لم تلتزمي بمواعيدك .... وانت تعرفين الشرط الجزائي في العقد ستخسرين مئات الالاف من الدولارات وهذا لا يعد جيداً لحسابك الذي كنت تسحبين منه مبالغ طائلة في الفترة الاخيرة دون ان تكلفي خاطرك عناء اخباري بمكان انفاقها
لا شأن لك بما افعله بنقودي .
كلام سليم وصحيح ولا اختلف معك عليه .. ولكن لي كل الشأن بما تفعلينه في مهنتك التي اصبحت على المحك
استمتعي بيومي اجازة وجهزي حقائبك ففي اليوم الثالث انت ستنطلقين بصحبتي الجميلة الى دبي
صرخت هيلين دبي ولماذا دبي ... لا يوجد مشاهد من فلم الحياة الجميلة تدور في دبي
اوه رائع لدي الان ممثلة مصابة بفقدان حزئي للذاكرة ... حبيبتي الحياة الجميلة لن يتم تصويره قبل شباط من العام القادم
اما نحن فمتجهون الى دبي لتصوير فيلم ؛؛طبيب القلب؛؛
طبيب القلب
هالو
هالووووو
هالو كاثرين اين ذهبت
اسمع يستحيل ان اصور هذا الفلم انت تعرف ما الذي......
زجرها بعنف قائلاً اسمعي انت يا هيلين حالياً انت لا تملكين اي خيار على الاطلاق الا ان ورثت ثروة بملايين الدولارات تساعدك على دفع الشرط الجزائي
فما لم تهبط عليك ثروة من السماء , يوم الاحد كوني جاهزة للانطلاق الى دبي لتصوير طبيب القلب مع البرتو بيرتلوتش دون اي كلمة اعتراض
واغلق الهاتف دون ان يتيح لها قول كلمة اخرى
مستحيل مستحيل ..... يا الهي ساعدني ماذا افعل ......
|
08-02-12, 11:43 PM
جديد مواضيع قسم روايات عبير الاحلام المكتمله
العرض العادي
