لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات احلام > روايات احلام > روايات احلام المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات احلام المكتوبة روايات احلام المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (2) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-01-12, 05:50 PM   المشاركة رقم: 11
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
فريق تصميم الروايات
فريق كتابة الروايات الرومانسية

البيانات
التسجيل: Jul 2009
العضوية: 148124
المشاركات: 1,563
الجنس أنثى
معدل التقييم: جمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2331

االدولة
البلدBrazil
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جمره لم تحترق غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جمره لم تحترق المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي 1 ـ لا حواجــز بيننــا * *

 

كــانت سيارة ليموزين فاخـرة بانتظارهمــا لتقلهمــا إلــى فيلا ميدسينــي
الفاخرة الواقعة فــي إحـــدى ضواحــي رومـــا الثرية . وكــانت نادين قد
تفوهت بالحقيقة عندمـــا قالت إن السنيور ميدسينـي يأمـــل أن يقنــــع أباها
باستثمار أموال في شركته , لكن المشهور أن كلايتون ذي سمعة مهيبة
وأنه رجل أعمال داهية , وتعرف نادين تمام المعرفة أن هناك حاجة لأكثر
من حفلة اجتماعية لإقناعه .
فيما كانا يمران بسرعة في المدينة نظرت إلى وجه أبيها . . لقد قـــام
بكــل ما في وسعه . . وأمن لها سلسلة مستمرة من مدرسات ومدبرات
منزل ليكن بديلات عن أمهـا ولكن ما قام به لــم يكن كافياً , وحتى تدفع
أباها ليراها ويلاحظ وجودهـا , راحت تزج نفسهــا بمأزق تلو الأخر ولم
تهجـر نمط الحياة الذي سارت فيه بعدما تركت المدرسة إلا في السنة
الماضية التي بلغت فيها العشرين فأصبحت فتاة ناضجة . لقد كانت ابنة
رجال عصاميين لديهم من المال أكثر من الوقت لصرفه على أبنائهم . .
رجال هم أيضاً ابتعدوا عن آبائهم أثناء سعيهم لتلقـي العلم في المدارس
العامة التي تفاخر الآباء بتأمينهـــا لهم .
متى سيتعلم الأهل أن الأولاد يحتاجون إلى الحب , لا إلى المال ؟
لم يكن سبب ثورتها هو رغبتها في مشاركة أبناء جيلها خبرتهم بل كان
السبب هو جذب اهتمام أبيها إليها ولكن موت أحد أقرانها بسبب إدمانه
على المخدرات صدمهـا وأرجعها إلى واقعهـا فـأدركت الهوة التي تسير
إليها وكان ذاك الحدث الدافع الذي جعلها تحاول التقرب من والدها
للمرة الأخيرة وحدثت المعجزة واستجاب لهـا .
في السنة الماضية هجرت التجول البائس وعطل الأسبوع الصاخبة
وحفلاتهــــا الهـــازجة واستعاضـــت عن ذاك اللــهـو بالانشغـال بالجـــانب
الاجتماعـي في أعمال أبيها , فشركاته مشهورة باهتمامهـا بالموظفين . .
وقد أصبحت بتشجيع من أبيهـا متورطة في قسم منظـم جديد يهتم باتخـاذ
الخطوة التالية الإضـــافية , لمساعـــدة الآباء والأمهــات المسؤولين عن
عائلات فقدت عمادها الآخـر . وغرقت نادين في هذا العمل الذي دفع
حياتها السابقة إلى التلاشـي .
كانت تعلم أن أباها مسرور . وإن كانت تخرج في هذا الأيــام ,
فإنما لتشارك عشاءٍ أو بحفل راقص في ناد ليلي راقٍ وهذه الأماكن التي
ترتادها الآن هي عكس ما كانت ترتاده سابقاً . العديد من أصدقاء
الماضي سخروا منها . . بل أن الكثير من الشبان هزئوا بها وذكروها
كيف كانت في السابق روح كل احتفال ومغامرة .
ولكن هذا , كان قبل أن تدرك المأزق الذي يسيرون جميعاً إليه . .
كانت الجماعة التي تعاشرها تعتبر الإدمان على كافة أنواع المخدرات
حنكة , مع أن نادين كانت تجبر نفسها دائماً على الابتعاد عن التجربة ,
ليس لاعتراض خلقــي , إنما لأنها كانت ترى بأم عينـــها تأثير هذا في
الآخرين , وهي تكره أن تفقد السيطرة على نفسها . . وهو أمر كانت
تخشى حدوثه لها . . وربما كان هذا هو السبب المباشر لعدم تورطها
الجدي مع أحد الشبان الذين كانت تخرج برفقتهم . لم يكن بينهم أحد
يعرف أنها ما تزال عذراء , بل كان كل واحد منهم يعتقد أنه الوحيد
الذي ترفض أن تقيم معه علاقة وطيدة , وهذا اعتقاد شجعت على أن
يعرفه الجميع , لأنها تعلم أن فيه سلامة لها , فالأفضل أن تنعت بالفشل
على أن يعرف الجميع بطهارتها . وحتى والدها لم يكن يعرف أن
الشائعات والقصص التي دارت حولها إنما هي مجرد شائعات و كانت
تشعر بالخجل من ذكر الموضوع أمامه . . ولكنها الآن تتساءل عما إذا
كان قد بدأ يدرك الحقيقة بنفسه . . فقد كان في نظرته إليها نوع غريب
من التسلية والسرور عندما خرجت من التاكســي في نهاية الأسبوع
الماضي أمام منزلهما في لندن وهي تبعد نفسها ببراعة عن ذراعي ابن
أحد الدبلوماسيين الفرنسيين الماهر في حقل الغزل وفنونه . . خاصة
وأن فرانسوا يُعتبر صيداً ثميناً في الدوائر التي تدور فيها . . ولكن السير
برادلي انتقد الشاب الفرنســـي بشدة :
ـ إنه من الهواة بل هو ليس بارعاً في هذه الأمور .
وجدت نادين نفسها تصغي إليه و توافقه رأيه فيما يتعلق بذاك
الشاب .
منتديات ليلاس
الليلة , وبسبب سفره , و لأنها لن تراه لعدة أيام , أرادت أن تترك
انطباعاً حسناً عنها . . فارتدت بعناية للحفلة فستاناً حريرياً أبيض رائعاً
من تصميم (( بليندا بيلفيل )) وكان للفستان تنورة ذات طبقات من
الدانيل , أما ياقة الفستان فكانت منخفضة ومستديرة ومزينة بورود
حريرية وردية اللون , تتناغم أي تنـاغم مع صغر سنها . وبعد ارتداء
الفستان تزينت بالألماسات التي كانت لأمها , قرطان صغيران وقلادة
مماثلة وسوار . أما شعرها فقد كان مرفوعاً ومربوطاً على شكل كعكة
ولكن بعض خصلات هـذا الشعر الأحمر الدقيقة داعبت عنقـها . . حينما
ساعدها والدها على النزول من السيارة أصدر الحرير حفيفه المعروف .
وقفــــا أمام فيلا ميدسيني الزاهية بأنوارها .
تمتــم السير برادلي في أذن نادين وهما يرتقيان الدرج الرخــامي
المنخفض الذي يوصل إلى قاعة رقص تحف بهما العمدان الرخامية :
ـ إنه رائع قديم العهــد .
كان واضحاً أن السنيور ميدسيني يترقب وصولهما , فقد وصـــل إلى
الباب حالما وطئا عتبة داره ليحيي والد نادين بسعادة مبالـغ فيها قبل أن
يلتفت إلى نادين ليبدي إعجابه بهــا .
ـ وهذه المخلـوقة الخلابة هي ابنتك ؟ أنت رجل محظوظ !
كان إعجابه إعجاب رجل بامرأة جميلة فاستجابت له بــابتسامــة
هادئة . . . بدرت حركــة صغيرة على مسافـة غير بعيدة عنها لفتت انتباههــــا
فلمـا رفعت بصرهــــــا , وجدت أنهــــا تنظـر مباشرة إلى رجل طـــــويل أســـود
الشعر , يقف وحيداً . الشعـــــر والبشرة السمـراء يعلنان بصــراحة أنه إيطالــي
ولكنه أطـــــول بكثيـــر مع جميع الرجال في هذا المكان بل هـــــــو أطــــول حتى
مــن والدهــــــا البالـــــغ طوله ستة أقـــــدام . رأت نادين حتى وهـي على هــــذه
المسافـــــــــة أن عينيه رماديتـــــان وحبست أنفاسها عندما شع فيهمـــا وميض
يشيــــر إلى أنه قـــــرأ مـا فــــي عقلهـــــا . ابتسمت ببرود واستنكـــــار للسنيور
ميدسيني , ثم سرعـــــان ما تغير مزاجهـــــا من التكدر إلــى الفــرح . . فقد كانت
تحس بالكآبة لآن والدها لن يتمكن من مرافقتها إلى جنوبي إيطاليا .

 
 

 

عرض البوم صور جمره لم تحترق   رد مع اقتباس
قديم 04-01-12, 05:52 PM   المشاركة رقم: 12
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
فريق تصميم الروايات
فريق كتابة الروايات الرومانسية

البيانات
التسجيل: Jul 2009
العضوية: 148124
المشاركات: 1,563
الجنس أنثى
معدل التقييم: جمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2331

االدولة
البلدBrazil
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جمره لم تحترق غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جمره لم تحترق المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي 1 ـ لا حواجــز بيننــا * *

 

ـ جوليس , ألن تقوم بالتعارف المطــلوب ؟
كانت غارقــــــة في أفكـــــار كادت معهــــا لا تلاحــــظ انضمـــام الغـــريـــب
إليهــــم . كانت كلماته موجهــــة للسنيور ميدسيني ولـــكن عينيه لم تفارقـــا
وجه نادين . ولما رنت إلى وجه أبيهـــا لمحت فيه تسلية وابتسامــــة مـــرح ,
وعرفــت أن وجههـا قـد احمر قلــيـــلاً . سمعــت السنيور ميدسيني يرجوهــــا
بشــكـــــل رسمـــــي :
ـ لو سمحت لــي السنيوريتا ؟
حين هزت رأسها إيجاباً وضـــع يده على ساعـــــد الشــاب وجذبه إلى
الأمام , بحيث لامست سترته ذراع نادين العارية . وهــذا ما أثار فيها
ارتجافاً وبعض الحيرة .
مع ذلك , فقد لاحظت أن السنيور ميدسيني , اضطر لرفع رأســه
لينظر إلى وجه صاحبه , وأن العينين الرماديتين برقتا ببريق المرح وكأنه
يكيد مكيدة للتأثير فيها أكثــر .
ـ ستكون يا سيرجيو محط حسد جميع أصدقائك , فكلهم يتوقعون
التعرف إلى الآنســة كلايتون .
قاطعه والدهـــا :
ـ اسمهــا نادين , وأنـــا واثــق أن السنيور . . .
سارع السنيور ميدسيني لتعريف الاســم :
ـ سنيور دورباريو . . سيرجيو . . جدة سيرج إنكليزية , لذا يتحدث
اللغــــة بطــلاقة .
وتابع السير برادلي :
ـ أنا واثق أن السنيور دورباريو سيسامحنـي إن تركت ابنتي معه ريثمـا
أتناقش معك أموراً عملية مهمة أخبرتني عنها سنيور ميدسيني .
سمعت نادين , سيرجيو دورباريو يقول والبسمة واضحة في صوته
كما في عينيه وعلى وجهه :
ـ هذا إذا كان غيابك يكفي لمراقصتها . . .
فيما كان السنيور ميدسيني يرافق السير برادلي , أردف سيرج
لـ نادين :
ـ من سوء الحظ أن السنيور ميدسيني مخطئ . . لم يعد لي جدة
إنكليزية لأنها ماتت لــلأسف منذ عدة سنوات . لكن إن لم أكن مهتماً
بتعزيز ذكراها من قبل فسأبــاشر بذلك منذ الآن , لأن لغتها هي التي
ستمكنني من التقدم على أبناء بلدي لأسرقك منهم , وسيكرهونني .
لم تستطع نادين منع نفسها من الضحك . . الأمـر كله سخيف . .
مع ذلك فقد أعجبهــا , وانجذبت إليه .
سمعته يضيف قــائلاً :
ـ آه . . هكذا أفضل . . حين دخلت منذ برهة كــــان في عينــيك
ظـلال , إنهما عينان جميلتان . . يجب ألا تحجب الغيوم لونهما
النحاســي .
يــجـــب أن تعـــترف نادين أنه ماكـر . نظرت إليه , فــــي جــــانــب وجهه
قســـوة كانت تصدم وتراً في نفسهــا , إنه مختلف وخطير وثمة شــيء في
داخلهــا يشعـــر بالانــفعال لهــذا . استجابت له لأنه سعى إليها هي من بين
جميع النسوة الموجودات في هذا المـــكان . لم يكـــن في يديه رغم رقتهما
واسمرارهمـــا ذلك الترهــــل الــذي ألفته في أيدي من تعرفت إليهـــم فـــي
لـــندن . . فهمـا لم تكونــــا قط يدي رجــل اعتاد الكسـل . سألهــــا برقـــة :
ـ أكنت في روما منذ مدة طويلة ؟ . . بالطبع لـــم تكونـي وإلا سمعت
عنك شيئاَ . أنت أجمل من أن تصلي إلى روما دون أن يلاحظ أحد
وصولك .
ردت نادين باتزان :
ـ وصلنا هذا الصباح , وسنرحل غداً . . أبي مسافر إلى سان
فرانسيسكــو .
ـ وماذا عنك أنت ؟
شعرت هنيهة بالهجر , وأحست بغصة في حلقها , أحرقت
الدموع عينيها . . إنها سخيفة . ولكنها كانت تمني النفس بالكثير في
هذه العطلة , وكانت ترقبها بفارغ الصبر .
كانت أصابعه على ذراعها دافئة , تشعرها بالحماية :
ـ تعالي . . ثمة باب يفضي إلى الحديقة , سنـتمشــى فيها وعندها
تتمكنين من استعادة رباطــة جأشــك .
حينما أصبحا في الخارج تمتم :
ـ أتسامحيننــي لأننــي ذكرتك بما أزعجك .
هزت نادين رأسها إيجاباً . إنه مهتم بمزاجها وأفكارها وهذا مــا
جعلها لا تشعـر بالتردد أو التحفظ اللذين تعرفهما عادة , حتى مع رجال
تعرفت إليهم منذ سنوات .
ألقت الظلمة المخملية الرائعة رداءها على الليل الإيطالـــــي . كانت
الحديقة حديقة رسمية . . ممراتها جميلة فيها ورود و نوافير تتراقص فـي
النهار . الضعف السخيف الذي خبرته في أعماقها زاده الليل قوة
فانحنى سيرجيو نحوهــا ثم وقف فجأة , وأدارها إليه , يرفع ذقنهــا :
ـ دموع ؟ هل لــي أن أســأل (( لماذا )) ؟
كان ما ظهر منديل في يديه ليستخدمه في التــقاط الدمـــوع التـــي بللت
وجهها . . فأجابت بصوت مرتجف يرافقه اندفاع متهور للإفضاء له بما
يجيش فـي أعماقهــا :
ـ ليس عندي سبب حقيقي , كل المسألة أننــي خططت ووالدي أن
نقضي العطلة معاً في فيلتنا في جنوب إيطاليا . . وهو مضطر الآن للسفر
إلى سان فرانسيسكو صباحاً . . يبدو لــي الأمـر سخيفاً . . وأعرف هذا ,
لكن . . أتــرى . .
وصمتت .
ـ نعــم ؟
منتديات ليلاس
كانت قد توقفت عن الكلام محرجة ولكن صوته الهادئ شجعهــا
على المضــي :
ـ كنا على اختلاف كبير ردهاً من الزمن وها قد عدنا إلى التواصــل
مجــدداً .
طأطــأت رأسهــا , وأغمضت جفنيها لإخفاء ألمهــا وشكوكها ولكنهــا
ذُهلت من نفسها بسبب ثقتها فيه . أردف يقول بتفهم كامل هادئ .
ـ وتخشين أن يكون من الأصــل غير راغب فـي مرافقتك ؟
ضرب على الوتر الحســـاس وهذا ما أذهلهـــا . فمن غير المعقــول أن
يعرف غريب عنها كل هذا , شعرت فجأة بأنها هشة أمــامه ولكــن فـي
الوقت ذاته غمرها إحساس من الراحة لأنها وجدت إنساناً آخـر يتفهــم
أفكــارها ومشاعرها وهذا إحساس غريب . .
ـ أيصدمك أن أحزر بسهولــة ما تحاولين إخفاءه عن الآخرين ؟ ألا
تلاحظين أن هناك تفاعلاً كيماوياً خاصاً بيننا ؟ أنت تشعرين بما
أشعر به أنــا ؟
أهذا صحيح ؟ خفق قلبها بين جنباتها : أهذا هو تفسير ما تشعر به
من ألفة تجاه هذا الغريب ؟ أم أنها ببساطة تسمح لنفسها بالانجراف
الذي يدفعها إليه مزاجها وسحر هذا الليل ؟ ماذا تعرف عنه على أي
حــــال ؟
وما الذي تحتاج إلى معرفته ؟ صـاح بها هاتف داخلــي ! إنها تعرف ما
شعرت به حين نظــر إليها . . تعرف كيف انقلب قلبهــــا بمـــجرد رؤية
قسمات وجهه المنحوتة بخشـونة . تعــرف كيف أن جسدهـا تجاوب مع
نظــراته .
ـ نــادين .
ترك اسمها شفتيه بهمس , فأحــست بالتـوتر يجتـــاح كـــــل عضلاتهـــا .
فلامست شفتيها بطرف لسانها , بشكل غير إرادي فتوهج الإعجــــاب في
عمـــق عينيه . وتطايرت الإثارة في جسدها بشكل خطــير , فــأغمـضــت
عينيها غريزياً , وقد صدمها أن تتصور نفسها بين ذراعيه . . طافت فـي
مخيلتهـــا هـــذه الصورة وغمرتهـا حتى كادت توقف أنفاسها , فترنحــت
قليلاً , وأحست بضغط أصابعه القوية على ذراعيها .
لامست شفتاه جهــة مـــن وجنتهــــا الرطبة ثــم الجهــة الأخرى وأبعدهــا
بحزم عنه رغم مظاهر الخضوع عليها . استطاعت تحت نـــور القمــــر أن
ترى خـطوط جانبي فمه العميـــقة فشعرت رغمــاً عنها بفيض من المشاعر
الاحتـــرام والإعجــــاب . ما كــــان أسهــل أن تبعده عنها لو تصرف كمــــا
يتصرف أي رجــــل رافقهــــا من قبل . . كانت في عقلهـا الباطني قد أعدت
له اختباراً , واضطرت للاعتراف بأنه نجح فيه . لو كـــان مكانه رجــل آخــر
لاستغـــل ضعفهــــا النفسي والجسدي , ولكــــن سيرجيو كـــــان يعـــرف أن
اللحظة غــير مناسبة لإيقــــاظ رغبتهــــا , ففــي الوقت الحالـــي لا تحتاج إلا
الشفقة والحنان . فجـــأة شعرت بالخــوف منه لأنه يفهمهــــا خـــير فهـــم . .
استجابتهـا الجسديــة لــه , وحدهـــا كافيه لإخافتهــــا . . . فهذا ما لم تختبره
مع رجــل آخـر . . .
ـ تـعـــالــي . .
تفوه الكلمة بإيجاز وكــأنه تحت الإكــــراه وهذا ما جعــــل أعصابها
ترتجــف استجابة . . وأكمـــل :
ـ . . . الأفضل أن نعود قبل أن يرسل أبوك خلفنـــا فرقة تفتيش .

 
 

 

عرض البوم صور جمره لم تحترق   رد مع اقتباس
قديم 04-01-12, 05:54 PM   المشاركة رقم: 13
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
فريق تصميم الروايات
فريق كتابة الروايات الرومانسية

البيانات
التسجيل: Jul 2009
العضوية: 148124
المشاركات: 1,563
الجنس أنثى
معدل التقييم: جمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2331

االدولة
البلدBrazil
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جمره لم تحترق غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جمره لم تحترق المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي 1 ـ لا حواجــز بيننــا * *

 

وفيما كان يعودان أدراجهما سألهــا :
ـ أين تقع تلك الفيلا التي ستذهبين إليهـــا ؟
أحست نادين بقلبها يخفق بقوة لا تذكــر أنها اختبرت مثلها من
قبل .
وأخبرته . . ثم راحت تصف باختصار المنطلقة و الفيلا متعمدة إبقـــاء
صوتها خفيضاً دون أن تحاول إلزامه بزيارة . . ولكنهما تجــاوزا الحاجة
لمثل هذه الدعوة . . فقد زالت بينهما كل الحواجز حتى بات لا داعـــي
إلى اعتماد الحيل أو التفاخــر الزائف , المقبول عادة في مثل حديثهمــا .
حين تركها سيرجيو أخيراً إلى جانب أبيها , أحست بالحـــرمان ,
وظهر ذلك على تعبير وجههــا . . راقبهــا برادلي كلايتون بقلق , وسألها
عن السبب , فــأكدت له أنه ليس هناك من خطب ولكن صوتها ارتجف ,
وتعلقت عيناها بظهر سيرجيو المنسحب .
لــم تشـــاهد سيرجيو ثانية حتى أوشكــــت هي ووالدهـــا على الرحـيل ,
وقــــد لمحته لمحـــة فقط إذ كان يقف إلى جانب سيـارة سريعة غـــالية
الثمن , وهو يضع مرفقه على باب السائق المفتوح , يحدق إلى الظـلام ,
شاهدت لبرهة من الزمن تعابيـــر وجهه فشعرت أن شحنـــة كهربائـيـة
تلذعها بطريقة مؤلمة . كان على وجهه خطوط الغضب والكـــآبة وكانـت
المرارة تجعد طرفي فمه . . كان غريباً ومع أنه كان ينظر إليهـا مباشرة ,
لم يكن في نظرته المــعرفة .
قرب هذا إليهـا واقع أنهمــا فعلاً غريبان , وأنهـــا لا تعـــرف شيــئاً عنه ,
وعن حياته ولا تعرف شيئاً عما رسم نظرة المرارة أو الكآبة على وجهه .
مـــر علــى نادين ثــلاثة أيـــام في الفيلا التي كان ما يحيط بهمــــا جميـلاً
وموحشـــاً . . ولكــن ويا للغرابة لم يكن والدهــا من يحتل معظم أفكــارها
بل هو سيرجيو دورباريو .
كان الزوجــان اللذين يهتمان بالفيلا بتكـليف مـن أبيهــا لطيفـــــان ولكنهمـــا
لا يتكلمان تقريبـاً ولـم يكــن أي منهمــــا يميــل إلــــى محادثتهــــا , فقــررت
الاستفادة من الأوقــــات التـي تقضيهــــا في انتظار والدها على أفضل وجـــه
وذلك بأن تزيد من اللون البرونزي الــذي اكتسبته في اليونــــان هذا العــــام ,
حين استسلمت لــرجــاء أحد أصدقائها , الـــذي طلب منهــــا الانضمــام إليه
في عطلـــة سيكون فيها على متن يخته الـذي سيجــوب به الجــزر اليونانية .
كانت عطلـــة كسولـة ولكنهــــا لســــوء الحـظ انقلبت إلـى كابوس . . فمـا إن
انضــمت إلى ســــائر المسافرين في أثينا حتى اكتشفت أنهــم جميعــاً أزواجــاً
وكـــان من المتوقع منهــــا أن تكــون مرافقـة فرانسوا في الرحلة . ثم لم تلبث
أن اتخذت الرحلـــة مســـــاراً سيئاً حتى انتهى بهـــا المطاف إلى شجــار رهيب
قـــام بينهـــا وبين فرانسوا بعد ظهــــر أحد الأيــام حين كـان اليخت يرسو على
شواطئ جزيرة (( كورفا )) .
كــــان قـــد قــــــصــد الجميـــع الشاطـــئ , وكــــانت وحدهـــــا تستــلقــي تحت
أشعــــة الشـمـس أو هــذا ما ظنته حـــتى تسلل فرانسوا إليهـــا , وفك لها رباط
ثوب السباحــــة , حالمـــا أدركت أنهـــــا ليست بمفردهــــا حتى استدارت , وفي
تلك اللحظــــة بالـــذات وجـــد مصـــــور طفيلــــي فرصته والتقط لهـــا صـــورة .
عندمـــا نـشرت تلك الصـــورة علــــى صــفــحــة الشائعــــات الاجتماعيــة بــعــد
أيـام شــعـــرت بالخــــزي والعــــار فلم تكن الصـــــورة تظهــــر تعابير وجههــــا
المصدومــة , بــل أظهـــرت بوضـــــوح لا لبس فيه القـــســـم العلــــوي من ثوب
البحــــر المنزوع عنهـــــا , ورافق الصورة شرحـــاً مستفيضاً يغمـــز بأنها تقضي
إجــازتهــا مـع أصدقــــاء منهــم العابث العالــمــي فرانسوا شارمان , هــــذا عـــدا
أشياء أخرى وأخرى .
قاــــل لهـــا والدهــــــــا يومذاك إن المصــــور قــــام بواجبه ليــس إلا لــــكن نادين
أحــســت أن الحـــادثـــة لطـخــت سمعتهـــا , وكـــانت آخــــر قشة قصــمــت ظهـــر
البعيــــر فــقـــد ساعدتهــــــا تلك الحــــادثة علـــى التخـــلــص نهائيـــاً من زمرتهـا
القـــديمـــة , وأدهشهـــــا ألا تفـتـقــدهـــم أبــداً بعــد ذلك . اضجعت تحـــت أشعــــة
الشمـــس , وكـــان إلى جانبهــــا قمــيــص وتنورة . . جلســـت تــلف التنورة حول
جسمهـــا , وهـــي تحدق إلـــى البحــــر . . إنهـــا تكـره أن يعرف سيرجيو ما كانت
عــليــه سابقاً .
تــــرى كيـــف كـــــان يـمـكـــن أن تــكـــون ردة فــعلـــه هــــو علــى تلك الصورة !
أوحــى إليهـــا شيء مـــا في داخلهــــا بأنهــــا لو تعرضت لـمثل هذا الموقف معه ,
لمـــا وصلت الــصــورة أبــداً إلــى الـصــحـف . . ولــكـــن من المستحيل أن يتسلل
سيرجيو دوباريو مـــن وراء ظــهــر فتــاة مــــا ويتصـــرف كمـــا تصرف فرانسوا .
أولاً لأنـه لــن يكون بحـــاجــة لهـــذا , ثــانــيــاً لأنـه لـــن يطلــب الدعـــاية إن أراد
مغــــازلــة امـــرأة مـــــا . أحســـــت نادين باحـــمرار وجهــهـــا . . ولا علاقة لهذه
الحرارة بالشمس , فقـــد أحــســـت بــوهــن غـــريــب يتــســلـل إلـى أوصالها لأنها
فـــكرت فــي مــا ستشعر به لو غازلها سيرجيو .
كــــانت الظـــلال الطـــويلة قـــــد بدأت تتسلل إلــــى الشـــــاطئ , وهــــي تـــشـــيـر
إلى أن النهار بدأ يجمع فلوله وهذا يعنـــي أن عليهــــا تــــرك الشاطــــئ وارتقـــاء
الدرجـات المنـــحوتة في الجــــرف الصخـــري الــــذي يقضــــي إلى الفيلا القابعـــة
في القــمـــة , فـــبدأت تجمـــــع حاجياتهـــــا وتنظــــر إلى الصخور , تســمرت فـي
مكانها عندما طالعتها صورة الرجل المتقدم نحوها .
كــــان يـرتــدي ســـروالاً مـــن الجينز قصـــيــراً مــمــــزق الأطراف , وتتــدلى من
عـنقـــه ميدالــية ذهبــية .
ـ سيرجيو !
خـــــــرج اسمــه من ثغـــــرها بتعجب , واتسعت عينــاهــــا إعـجـــابــــاً برشاقته ,
بدا السروال القصير شاحباً ممزقاً وكأنه كان ســروالاً كاملـــاً قــــبل أن يقتطــــع
ليصبح سرواله . كان لمنـظــر جــسمه تـــأثير قــــوي عــلى أحـــاسيسهـــا , زاده
تعاظمـــاً واقـــع أنه كـــان يراود أفكارهــــا باستمرار تقريباً منذ آخـر لقاء بينهما ,
قال لها مبتسمـــاً :
ـ قيل لي في الفيلا إننــي قد أجدك هنـــا .
لم تجرؤ على أن تصدق ما تسمعه فســألت : (( جئت ترانــي ؟ ) .
سخرت عيناه منهــا :
ـ بالـــطـــبــع لا ! أســتــطيع التفـكيـــــر علــى الأقــــل في عشرة أسباب تدفعني
إلــى المجــــيء إلــى هــنـــا في منتصف أسبوع عمل عاصــف ولكنهـــا كلـهـــا
ستكـون أكــاذيب .
كـــانت نظرته إليهــــا تدمرهـــا ثــم لم يلـبــث أن نقـــل عينيه مـن ثنايا جسمها
إلى وجههــا المشتعل وثغرهــا الفاغر .

 
 

 

عرض البوم صور جمره لم تحترق   رد مع اقتباس
قديم 04-01-12, 05:56 PM   المشاركة رقم: 14
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
فريق تصميم الروايات
فريق كتابة الروايات الرومانسية

البيانات
التسجيل: Jul 2009
العضوية: 148124
المشاركات: 1,563
الجنس أنثى
معدل التقييم: جمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2331

االدولة
البلدBrazil
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جمره لم تحترق غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جمره لم تحترق المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي 1 ـ لا حواجــز بيننــا * *

 

ـ أنت تدهشيننـي , فعــلــى شاطـــــئ مهجـــور مـعـــــزول كهــذا . . لا أظن أن
هــذا . .
وأشــار إلى البكينــي :
ـ ضروري .
مــــرت بضـــــع ثوانـــي قبــل أن تـسـتوعب معنــى كلامــه . وعـندمـــا فهــمــت
قــصــده مـــدت يدهــا مـتوترة إلى نظارتهــــا ووضعتــهـا علـــى أنفهــا لتخفـــي
اضطرابــهــــا . . أيتوقــــع منها حقــاً أن تجلــس على الشاطــئ دون . . وهـــو
ينـــزل هـــذه الدرجــات ؟
ابــتعـــدت عنه وهـــي تشعر بالارتبـــــاك والذعـــــر لأنها لــن تستطيع التفكيــر
بوضـــوح مـــا دام موجوداً أمــامها .
ـ أكــنــت . . هل ستبقى طويــلاً ؟
الســــــؤال غـــير متمـــــاسك ولا متــــرابط , ونـــدمـــــت علـــى سخافته حالمـا
طرحته ولكن لم يـبــدُ الاهتمـــــام علــــى سيرجيو . . بـــل قــــال بكــــل عفوية :
ـ يومـاً أو يوميـــن . لقــد حـجــزت غــرفـــة فـــي فــنـــدق , إذا كــــان بالإمكان
تسمية المكــــــان بفندق فـــــي (( سان لورنزو )) علـــى بعد قليل مـن الساحل ,
أتعــرفيــنه ؟
ـ أجــــل . . لكن كــان بإمكانك الإقامـــة هنــــا , في الفيلا .
ارتفــع حاجــبــاه :
ـ وهــــل سيوافق والــــدك على أن تقيمـــي علاقة كهذه ؟
مــــرة أخــــرى صـــدمت استـــجــابة جسدهــا للصـورة الـتي يرسمها , إنهــمــا
معـــاً فـــي عــــزلة يتعشيان علــى الشـــرفة التي تطــل علـــى البحر حيث أنـوار
النجــوم وحدهــا هــي ما تضــيء المنظــر . وبـعــد ذلـك . . .
أحـــســـت بجـفـــــاف فمهـــــا , كـــــان جسدهـــــا يسـتـجيـب لأحاسـيـس هــزت
الأرض تحـــت قدميهـــــا . . لـــم تــكـن قد شعرت قط يمثــــل هـذه الأحــاســيس
من قبل , أطـــرقت برأسها لتلهــي نفسهـــا فلاحظت أن منشفتهـــــا وقـــــارورة
الــزيــت المضـــــاد للشــمـس مـــا زالتا علـــى الــرمـــل . أدركت وهـــي تنحني
لتلتقطهــــا أن عينيه كانتا مثبتتين على جسمهـــــا . فارتجفت ارتجــافة عميقــة
وراح العرق يتقــصــد من شفتهــــا العليـــا . . مــــا الـــذي يحدث لها ؟ هل فهم
سيرجيو ما تفكـــــر فيه ؟
ـ تعــــالـــي , فباميلا طـلبـــت مـــني أن أقــــول لك إنهــــا ستبكـــر في تحضــير
العشاء الليلة لأنها ترغــب في الذهـــــاب بـــاكراً كمــــا ذكــــرت أن الغـــد يـــوم
راحتهــا , وتنـــوي قضــــاءه مع ابنتهـــــا . . كنت سأقترح أن نتنــاول العشاء
معـــاً . . لكــن بما أن المسافــة بعيدة بين رومــا وبين هذا المكان . فــأخشى أن
أقـــع نائماً . علـــى أي حــال هـــل تسمحين لــي بتناول الفطور معك وربمــا بعد
الفطور ننطلق معاً في نزهة بالسيارة ؟
ابـتـلعـت نادين خـيـبتـهــــا , وتـمـسـكـت بـواقـــع أنــه اجـــتـاز بسـيــارته هــــذه
المسافة كلهـا ليراهـــا , وأنــه يــــود رؤيتهــــــا فـي الغـــد . وتمكنـت من الـــرد
بابتسامة , ثم عـادت تنحني لالتــقــاط ما تبقى من أغراضهـــا , ولكـــن صيحـــة
ألم تصاعدت منها عندمـــــا داست على حـــافة صــدفة حــادة . سرعان ما انتشر
الألم ففقدت توازنهــــا وكــــادت تقع إلـــى الخلف لولا ذراعــــا سيرجيو الـلـــتان
أمسكتـــا بهــا .
بدا لهـــا أن يديــه كانتا تحرقــــان بشرتهـــا الرقيـقـــة عندمـــا كـــان يمسك بهـــا
وقطب سائلاً : (( ما الذي حدث ؟ )) .
هزت رأسهــا : (( دست على صدفة إنما لم يحدث شيئاً )) .
ـ دعيــــني أرى .
ركـــع علـــى ركبتيه أمامهــــا , يرفــع قدمهــــا المصابة وهــذا ما اضطرهــا إلى
التمسك بكتفيــه لئـلا تقـــع . . كـــــان لبشــرته ملمس نـــاعم وكــانـت العضـــلات
المتـحـركـــة مطواعـة , وكــــان على نادين أن تكبــح رغبة جامحــــة في أن تمرر
أصابعهــا علــى كتفيــه . . ولكــن ذلك يشـبه ملامســة جـلـد نـمـــر ولــعـــل هـــذا
الرجـــل خطــر كالـــنــمـر تمامـــاً . نظرت إليه , تراقب رأسه الأســـود , وبراعــة
الأصابع التي تعاين قدمها المصابة , ثم قـــال :
ـ تبــدو لـــي علــى مــــا يـــرام . . فالـــدم يـنــزف منهــــا بحرية , وإن غسلتهــــا
ونظفتها جيداً عندما تعـــــودين إلــى الفيلا فلـــن تحــدث تعقيدات , فليــس فيهــــا
قطع من الصــدف المكســور .
رفـــــع رأســه , ثـــم راحت يده ترتفع من كــاحلها إلى الأعلـى . أرســل
تعبير عينيه الدم حاراً في عروقها . . ثم وقف وأصبحـــت بيـن ذراعـــيه ,
وجهها يرتفع إليه بشوق . . ووجــدت يده طريقاً إلى ظهــــرهـا تحتـضنـه ,
فجأة أحست أنهـا خفيفة كالريش وأنهــــا تذوب وأنه يعــيـد تشكيلهـــا كــما
يشـاء ويهوى , وشــعـرت بالحـرارة الشــرسة التي يطلقها فيهــا .
حينما تركهــا شعـــرت بــأن جزءاً من نفسهــــا يتلاشى , وعرفت نادين أنه
لو اقتــرح عليهــــا أي شيء لمــــا مانعت أبداً . أرادت منه كــــل شيء منـذ
اللحظة التي شاهدته فيها . . لم يكن سيرجيو غريبــــاً لأنهـــــا شعرت بأنهـا
تعرفــه من قبل , وبأنها كــــانت تبحث عنــه منـــذ زمـــن طويــــل . تعرفـت
أحاسيسها كلها إليه , ورحبت به , بطريقــة لم يستطـــــع تفكيرهــا الوصول
إلى فهم كنهها , أرادت أن تبوح له بهذا , وأن تسألـه إذا كان يبادلهـــا هـــذا
الإحســــاس , ولكنها كانت دائمــاً خجولة .
تركهــــا , ليعطيهــــا بصمت مـــا وقـــع منهـــا من أغراض . ثم قال بصوت
خفيــض :
ـ تشاو . . لا تنسي الفطور غداً . ثمة ما ينبئني بأنك فاتنـــة وأنت
تقـــدمين عصير البرتقال والقهوة .
كـــان في صوتــه نبرة سخرية , فتساءلت نادين عمـــــا إذا كــان يظنهــا
معتادة على تناول الفطور مع الرجال أو بالأحرى مع العشاق , ولكــن لـو
كان هذا ظنه بها لما تردد في قبول دعوتها للإقامة في الفيلا . إنها تـعرف
أنه يريدهـــا . . وتعــــرف أيضــاً رجال إيطاليا . . أنهم رجــــال معتـدون
برجولتهــم حتى الغــرور . . مع ذلك فسيرجيو يعاملها بالرقة التي يعامـل
بهــا قطعة خـزف صينية رائعة , وهذا ما تمتعت به . أحبت تحفظه بمقدار
ما أحبت رجولته . . من الواضح أنها تعني له أكثر من مجرد محطة لليلة
واحـــدة .
تـاقــت إلى التعبير عن بهجتهـــا لأنه ينظر إليهـــا على أنها إنسانة لا على
أنها ابنة أبيها ولكنه بالتأكيد يعرف ما تحس به , وتنهدت تنهيدة صـــامتة
فكيف يفشل في فهم مشاعرهــــا , لقـد رأت الفهم في ابتسامته وأحست به
في ضغط يديه عليهـــــا .
ارتدت علــى عقبيها نحــــو الفيلا بـقـلـب مفعـــم بالأحـــــلام وبدأت بالفـعل
تترقب الصبــــاح المقبل بفــــارغ الصبر .

نهاية الفصـــل (( الأول )) . . .

 
 

 

عرض البوم صور جمره لم تحترق   رد مع اقتباس
قديم 04-01-12, 06:04 PM   المشاركة رقم: 15
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
فريق تصميم الروايات
فريق كتابة الروايات الرومانسية

البيانات
التسجيل: Jul 2009
العضوية: 148124
المشاركات: 1,563
الجنس أنثى
معدل التقييم: جمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2331

االدولة
البلدBrazil
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جمره لم تحترق غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جمره لم تحترق المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي 2- الــضحية والجــلاّد * *

 

2- الــضحية والجــلاّد * *

لأول مرة منذ وصولهــــا إلى الفيلا تستيقظ وإحسـاس مثير مــن الترقب
يجتاحهــا .
استحمت بســرعة ثم ارتدت (( تي شيرت )) أبيــض اللون وجينزاً بنيــاً
وتناولت ثوب سباحة نظيفـاً وروبـاً قطنياً وضعتهما في منشفة كبيــرة في
حقيبة صغيرة من قماش (( الكانفا )) .
لم يكن لديهــــــا فكـــــرة عمــــا قد تشمله خطة سيرجيو في هــذا اليوم ,
ولكنها لن تسمح لنفسها بالارتبـاك إن اقترح عليها التوقف فـــي مكان مـا
للسباحة . . كانت تعرف أن فتاة مثلهـــا , لن تقلق بشأن ثـوب سباحة . .
وبكل تأكيــد لا تستطيع التفكير في فتاة من زمرتها القديمــة لا يمكــــن أن
تـكــــون سعــيــدة مبتهجـة , لعــرض جسدهـــا أمـــــا سيرجيو دورباريو .
فــي الوقت المحـــدد وصــــل سيرجيو وذلك عندمــــا كـانت باميلا تحـمـــل
الفطــور إلى الشرفة . . سمعت نادين صوت السيارة , فتقدمت إلـــى بــاب
الفيلا تفتحه , كان سيرجيو ينزل من سيارة مرسيدس قرمزية مكشوفة . .
فـي تلك اللحظـــــات وقبـل أن يراهـــا . بدا لهــــا مشغـــول البال , القميص
الأســـود الـــذي يرتديه يلف جسده وسروالـه الأسود يشــتد علـــى ســـاقيـه
وخصره لأنه كان منحنياً لتناول مفتاح سيارته , كانت ملابسه عـادية وهــي
غيـــر مصممة لجـــذب الانـتـباه , مـــع ذلك أحســـت بوجــــوده , وبرجولته
وقوته . شعرت بأنه كــان يراجع نفسه في أمــر مـا , فقد تغيــرت أســاريره
فجأة من التجهم المتحفظ إلى الإعجاب الرجولي الصريح .
ما إن وصــل إليها حتى قال وهو يلف ذراعه حول كتفيها :
ـ لو كـنـت أعلـــم أنك تـبـديـن خــــلابة هكــــذا في الصباح , لمـــــا أقنعـــني
شيء بالعودة إلى الفندق ليلة أمـــس .
أحنــى رأســــه يحجب عنهـــــا أشعة شـمــس الصبــــاح فعانقهـــا . عندهــا
تساءلت عمــا إذا كـــان قـــد شم رائحة عطرهـــا كما شمت رائحة عطره . .
كـــانت رائحته رائحة نظافــة ورجولـة , وأحـــست برغبة جامحـــة فـــي أن
تلمس وجهـــه الحليق وعنقــه . . لكنهــــا قالت بصـــوت أجــــش وشـفـتـين
مرتجفتين :
ـ الفطور جاهز . . وصـــلت في الوقت المنــاســب .
نظر إليهـــا نظرة مائلة مربكـــة , أرسلت نبضاتهــــــا سريعة في عروقهـــا ,
وقال :
ـ هـــذا أمـــر يعتمد على أشياء أخرى . . كنت أفضـــل أن أصـــل قبــــل الآن
لأراك وأنت كالأميرة هاجعـــة في سبات عمــيق بانتظــار قبلة أمير الأحــلام .
كـــــان مـن السخــف أن تـــحـس بالاختناق لمجــرد سمــاع كلمـــات الغــزل .
فــقـد سمعتهـــا فـــي الماضــي كثيراً ولـم تشعــر قـط بأيـة ردة فعـــل . . فيم
يخــتلـف سيرجيو عـــن سواه ؟
حاولت بســـرعة أن تصـــرف هـــــذا التفكير عنهــــا وهـي تقوده عبر الفيلا
إلى الشرفة الخلفية .
أحـســت بالســـرور لاعتنائهـــا بمــــائدة الطعام خاصـــة عندمـا ألقـــى نظرة
إليهــا . كـــانت لفائف الخبـــز بالسكر والحليب ما تـــزال ســـاخنة , وهــــي
متراصـــة كــــالذهب في السلة . أما صحن مربى المشمش الصغير فكان في
صحن أخضــر اللون , كـــانت تقصــــد أن يشبه بلونـه أوراق المــــائدة ذات
المقبض الأخضــر الشاحب التي يستخدمونها في الفيلا .
بعد مرور نصف ساعة وفيمــــا كـــــانت نادين تسكب القهـوة فـــي فنجــــان
سيرجيو للمرة الثانية فكرت في نفسهــا , أنهما يشبهـــان زوجــين قديميــن
هادئين . كـــــان يستند إلى الخلف في كرسيه , مسترخيــاً , يتأمــــل المناظر
الـــتي تشـــرف عليهــا الشرفــة . وسألته وقد تضــــرج لونها التقت لينظـــر
إليهـــــا :منتديات ليلاس
ـ ما هي خطتك بالضبط لهذا اليوم ؟ . . أعني , هل أحضر غداءً
للنزهــة أم . . .
ـ بكل تأكيد , إن لم يكن في الأمــر إزعاج . . مع أننـي أعترف , أن
الطعام هو أبعد شــيء عن تفكيري .
اعتذرت نادين تريد تنظيف الطاولة من الصحون الفارغة وكان أن
تركته وحيداً في الصالة الرئيسية .
لم تسمعه يصل إلى المطبخ , وكــادت توقع السكين الذي كانت
تفتح به الخبز المستطيل لتضع فيه الزبدة والمربى , حين ناداهــا :
(( نادين )) .
التفتت إليه ولكن نظرة عينيه حيرتها . . كان يبدو مشغول البال ,
وكــأنما هناك ما يهُمه أكثــر من نزهة اليوم . . وأكمــل :
ـ ربما ليست الفكرة جيدة .
كان يعطيها ظهــره وهذا ما تشكره عليه لأنه حال دون أن يرى ألم
الإذلال في عينيها . . ما الذي يعنيه ؟ أيفكــر مجدداً في رغبته في قضاء
اليوم معها ؟ هل اكتشف أنها ليست تلك الفتاة التي ظنها حين قابلها في
رومــــا ؟

 
 

 

عرض البوم صور جمره لم تحترق   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
السيف بيننا, احلام, بيني جوردان, دار الفراشة, روايات, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات احلام, روايات احلام المكتوبة, روايات رومانسية
facebook




جديد مواضيع قسم روايات احلام المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t171070.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 03-01-16 12:28 AM
ط±ظˆط§ظٹط§طھ ط§ط­ظ„ط§ظ… ظ…ظƒطھظˆط¨ط© ظ…ظ„ط§ط°ظ†ط§ This thread Refback 11-10-14 12:01 PM


الساعة الآن 08:34 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية